الرئيسة \  واحة اللقاء  \  صواريخ النظام السوري تفتح أبواب التهجير مجدداً… وقيادي في المعارضة: التصعيد في إدلب "وارد"

صواريخ النظام السوري تفتح أبواب التهجير مجدداً… وقيادي في المعارضة: التصعيد في إدلب "وارد"

29.07.2020
هبة محمد


صواريخ النظام السوري تفتح أبواب التهجير مجدداً… وقيادي في المعارضة: التصعيد في إدلب "وارد" ولا يمكن التعويل على الاتفاق التركي – الروسي 
القدس العربي 
الثلاثاء 28/7/2020 
دمشق- "القدس العربي" : صعدت قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها خلال الساعات الماضية، من هجماتها الصاروخية على جبل الزاوية في ريف محافظة إدلب، شمال سوريا، والتي أدت وفق مصادر حقوقية إلى تهجير عشرات العائلات نحو مناطق أقل سخونة، في حين أن المعارضة السورية المسلحة ردت على مصادر النظام النارية بقصف مركز، وسط توقعات باستمرار مسلسل الخروقات العسكرية من قبل دمشق للاتفاق الروسي – التركي، الموقع في الخامس من شهر آذار/مارس من العام الحالي
فريق "منسقو الاستجابة" في الشمال السوري، أكد من جانبه نزوح عشرات العائلات من قرى وبلدات جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وأعاد الفريق، نزوح الأهالي إلى استمرار التصعيد العسكري وزيادة وتيرة استهداف الأحياء السكنية والأراضي الزراعية في المنطقة باتجاه القرى والبلدات الآمنة نسبياً والمخيمات البعيدة عن المناطق المتاخمة للعمليات العسكرية. كما حذر من استمرار التصعيد العسكري في المنطقة، الأمر الذي سيؤدي لتوسع حالات النزوح وزيادة الكثافة السكانية في المنطقة بشكل عام والمخيمات تحديداً وانعدام وسائل الحماية اللازمة والتباعد الاجتماعي في ظل ما تشهده المنطقة من تسجيل متزايد للإصابات بفيروس كورونا المستجد
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى تجدد القصف الصاروخي من قبل قوات النظام على مناطق متفرقة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ما أدى لمقتل مقاتل من المعارضة السورية، مشيراً إلى أن تشكيلات المعارضة نفذت من جانبها قصفاً صاروخياً على مواقع تمركز قوات النظام السوري في جنوب إدلب، إضافة إلى قصف معسكراته في شرقي المحافظة، دون معلومات عن وقوع خسائر
كما استهدفت المعارضة السورية المسلحة بواسطة صاروخ موجه دبابة لقوات النظام في محيط مدينة سراقب شرق إدلب، ما أدى إلى تدميرها ومقتل طاقمها المؤلف من 3 عناصر
القيادي في المعارضة السورية المسلحة، العقيد فاتح حسون، قال لـ "القدس العربي": لا يكاد يختلف اثنان ممن يتابعون الشأن السوري وتطوراته وتشابكاته المعقدة على عنجهية الدور الروسي، والأسلوب الذي تتبعه موسكو لكسب الأوراق التي تضمن مصالحها. فجميعنا ندرك، أن موسكو لا تتمسك بالسلطة في سوريا من منطلق الوفاء لشخص أو لآيديولوجية معينة، فقاعدة الإنطلاق المفضلة لها تتمحور في المصالح بأي وسيلة، وبالتالي لا يمكن التعويل على أي اتفاق مبرم معها أن يدوم طويلاً ولا ضمان لعدم نكوصها بالعهود وقلب الطاولة في حال رأت أن المصالح تبدلت
كل ما يجري حالياً على الساحة السورية، وفق العقيد حسون، لا يمكن فصله عما تحققه تركيا من نجاحات في الملف الليبي حتى الوصول لملف مدينة "سرت" الشائك، والذي بدأت المفاوضات التركية – الروسية بشأنه منذ وقت قريب، وتأتي سلسلة التصعيدات التي قامت بها روسيا فضلاً عن القصف الحالي لبلدات جبل الزاوية والحشد العسكري الذي سبقه ليعكس أن التوافق بين الجانبين دخل مرحلة حرجة في الملف الليبي
في حين، أن وسائل إعلامية معارضة، أشارت إلى أن تصعيد قوات النظام السوري في جبل الزاوية في ريف إدلب، تزامن مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع روسية وإيرانية، تعمل على مدار الساعة لتحديد إحداثيات، وإرسالها إلى غرف عمليات النظام السوري لضربها بالمدفعية الثقيلة والصواريخ
القيادي في المعارضة السورية، لم يستبعد التصعيد من قبل روسيا والنظام السوري في الشمال السوري خلال المراحل المقبلة، وقال: "في حال عدم التوصل لاتفاق مرضٍ للطرف الروسي في الملف الليبي، سيقوم الروس بالتصعيد من باب الضغط في سوريا، وستكون جميع المحاور محتملة وليس محور جبل الزاوية بالذات، ولكنه سيكون المحور الاستراتيجي كونه في العلم العسكري من يمتلك المرتفع امتلك الأرض". كما أشار، إلى وجود رغبات تحريضية إيرانية حول التصعيد في إدلب، إذ أن طهران تساند هذا السيناريو من بعد قانون "قيصر" الذي لم يطبق لحد اللحظة على أرض الواقع في سوريا بشكل يجعل النظام وداعميه يتراجعون عن خططهم ويعيدون حساباتهم لتنفيذها أو التراجع عن بعضها على أقل تقدير
وليست الحرب هي وحدها من تعصف بالشمال السوري، بل يضاف إليها انتشار فيروس كورونا، وسط مخاوف لم تخفها المنظمات الحقوقية والإنسانية العاملة هنالك، حيث سجلت ثلاث إصابات جديدة، فيما أعلنت وزارة التابعة لحكومة "الإنقاذ"، حجراً صحياً على مدينة سرمين في 25 من الشهر الحالي، كما أغلقت الطرق المؤدية كافة إلى المدينة، بعد تسجيل إصابات عدة فيها، مما أدى إلى ارتفاع الإصابات في الشمال السوري إلى 29 حالة
وكثفت فرق الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، من حملات التطهير والتوعية في مدينة سرمين، بعد إجراء الحجر الاحترازي عليها
أما في مناطق سيطرة النظام السوري، فقد ارتفعت الإصابات بفيروس كورونا، رغم توجه دمشق إلى التكتم عن حقيقة ما آلت إليه الأمور، ونعت قناة "الإخبارية السورية" الرسمية رئيس تحريرها، خليل محمود، الذي توفي يوم الإثنين، ورغم أن القناة الموالية للنظام لم تفصح عن سبب الوفاة، إلا مصادر إعلامية من بينها صفحة رئيس التحرير المتوفي، أكدت أن نتيجة الوفاة ناجمة عن إصابته بفيروس كورونا. ووصلت الإصابات بفيروس كورونا في مناطق النظام السوري إلى ما يزيد عن 650 حالة، والوفيات إلى 38، مقابل شفاء 200 حالة