الرئيسة \  واحة اللقاء  \  صفقة "إدلب"

صفقة "إدلب"

11.09.2018
عاطف صقر


الاهرام
الاثنين 10/9/2018
يبدو أن القمة الروسية التركية الإيرانية فى طهران انتهت إلى صفقة خاصة بمصير محافظة إدلب بشمال غربى سوريا وهى المحافظة الوحيدة التى تحولت إلى " منفى اختيارى" للمسلحين المعارضين من السوريين والأجانب، الذين اتفقت أطراف عالمية وإقليمية على اعتبار بعضهم إرهابيين. فـ "إدلب" لها أهميتها لأنها مجاورة لتركيا ،إحدى الدول المساندة للمعارضة السورية المسلحة ،فيما يعد انتهاكاً للسيادة السورية. وتركيا تبرر تدخلها فى الشأن السورى لأسباب منها أن مؤيدى حزب العمال الكردستانى التركى بات لهم فرع مسيطر على شمال شرقى سوريا المجاورة لتركيا، مما يعزز نزعات انفصالية لأكراد تركيا. لهذا فإن ماجاء فى البيان الختامى للقمة بـ "تأكيد الوقوف ضد أجندات الانفصال التى تهدد وحدة أراضى وسيادة سوريا وكذلك الأمن الوطنى لدول الجوار" بمنزلة جزء من صفقة إدلب. فهذا يعنى أن هناك معركة أو تسوية قادمة للأراضى الواقعة شمال شرقى سوريا الخاضعة لسيطرة ميليشيا كردية لها ميول على طريق الحكم الذاتى.وهذا يشمل منع امتداد الأمر إلى أكراد تركيا المجاورة، وكذلك أكراد إيران. وجزء آخر من الصفقة يشمل إعلان تركيا، قبل المؤتمر، أن "هيئة تحرير الشام"، المحسوبة على تنظيم "القاعدة"،إرهابية، وهو مايتفق مع روسيا وإيران شريكيها فى قمة الدول الراعية لمسار "أستانا" المسهم فى دفع الأزمة السورية نحو الحل. واستكمالا لذلك جاء توافق الأطراف الثلاثة على التعاون لإنهاء منظمات الإرهاب والفصل بينها وبين المعارضة المسلحة التى تنضم لوقف إطلاق النار، وعلى احترام منع سقوط ضحايا مدنيين. وهذا يحفظ ماء وجه الرئيس التركى المنادى بحماية المدنيين. كل ذلك من ملامح صفقة بين الدول الثلاث وللخروج من مأزق إدلب وتقديرات المعارضة أنها تعرضت للخداع بقبول توافقات التهدئة بمناطق سورية منها إدلب.