الرئيسة \  واحة اللقاء  \  شواهد وفضائح وراء وصف جنبلاط للأسد بأكبر كاذب في العالم

شواهد وفضائح وراء وصف جنبلاط للأسد بأكبر كاذب في العالم

04.05.2019
منير الربيع


سوريا تي في
الخميس 2/5/2019
ثارت ثائرة نظام الأسد وحلفاؤه على وليد جنبلاط، بسبب وصفه رأس النظام بشار الأسد بأكبر كاذب في العالم. تقصّد جنبلاط أن يطلق هذا الوصف على الأسد، على قناة روسيا اليوم، وتمرير أكثر من موقف يطرحون إشكاليات متعددة، هدفها تعرية النظام وحلفائه ومضامين خطاباتهم ومواقفهم حول الممانعة والمقاومة. والرسائل الأساسية التي أطلقها جنبلاط ولم يفهمها أصحاب الرؤوس الحامية، أو هم أرادوا إساءة فهمها تعمّداً، والشروع في هجمة عنيفة على الزعيم الدرزي، لأجل إبعاد الأنظار عن الفضيحة التي قصد جنبلاط تفجيرها، وتتعلق بالرسائل المباشرة وغير المباشرة بين النظام السوري والإسرائيليين.
كشف جنبلاط أنه في العام 2013، رسالة وجهها بشار الأسد إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يقول له فيها إن الدولة العلوية في سوريا لن تضرّ المصلحة الإسرائيلية. كانت تلك الرسالة في خضمّ سعي النظام السوري إلى عمليات تهجير ممنهجة للشعب السوري من مناطقه الأصلية، خصوصاً في حمص ودمشق وريفها، ورسم حدود النظام على سوريا المفيدة. وانطلق جنبلاط في قراءته لهذه الرسالة والتي كشفها له دبلوماسي روسي، من سعي النظام المتجدد إلى إعادة إحياء حلف الأقليات والذي يرتكز على الكتف الإسرائيلي كعرّاب لهذا التحالف وساع لتفتيت المنطقة منذ سنوات طويلة، فنجح النظام بما لم تنجح به إسرائيل طوال عقود.
لم تكن رسالة الأسد إلى إسرائيل الأولى من نوعها، فيوم سقط الجولان في العام 1973، اعتبر حافظ الأسد أن سوريا خسرت الأرض وربحت النظام، وعندها تكشفت المعادلة، الأرض مقابل النظام
القنبلة التي فجرها جنبلاط حول الأسد، ولم يحتملها النظام وحلفاؤه، هي ما يتعلّق بمزارع شبعا المحتلة والتي تعتبرها الأمم المتحدة أراضيَ سورية وليس لبنانية، لأن النظام السوري لم يعمل على تقديم الوثائق والخرائط اللازمة لإثبات لبنانية المزارع، واعتبر جنبلاط أنه بعد تحرير جنوب لبنان عام 2000، عمل النظام الأمني السوري اللبناني على التلاعب بالخرائط لاعتبار مزارع شبعا لبنانية، وذلك لإبقائها ورقة مساومة ومفاوضة وابتزاز بيد النظام السوري تجاه لبنان والمجتمع الدولي. وهذه الإشارة تدلّ على النهج السياسي الذي يتبعه النظام السوري، وملؤه الكذب والتجديف والتسويف.
 وما يؤكد كذب النظام السوري في هذا المجال، هو ما يرويه الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، إذ يقول في كتابه (أدوار ومهمات في الحرب والسلم) "إن مزارع شبعا أكبر مشكلة تكسّر الرأس. اللبنانيون يدّعون أن أراضيَ مزروعة قريبة من بلدة شبعا تعود لهم. الرئيس إميل لحود قدّم لنا خريطة تعود إلى عام 1966 تظهر أن المزارع تقع ضمن الأراضي اللبنانية. هذه الخريطة تتناقض مع 84 خريطة أخرى منها عشر مقدمة من الحكومات اللبنانية بعد الـ 1966 تؤكد كلها أن المزارع تقع ضمن الأراضي السورية وفي هضبة الجولان المحتلة من قبل إسرائيل. حتى إن أوراق عملة لبنانية تظهر أنها سورية. طلبتُ من فريق عملي التدقيق في الخريطة. بالتأكيد تعود إلى عام 1966. لكن الحبر على خط المزارع فيها لم يكن قد جفّ بعد (جديد). أبلغت اللبنانيين أن هذه الخريطة مشكوك بأصليتها وهدّدت بإشهار ذلك علناً إذا سمعتهم يتحدثون عن الأمر مرة جديدة"!  وأضاف: "المزارع تقع تحت إشراف الـ "أوندوف" قوات الأمم المتحدة الدولية، وإسرائيل يجب أن تعيدها ولكن إلى سوريا في إطار اتفاق سلام مع الأخيرة إلا إذا اتفق لبنان وسوريا أن المزارع لبنانية!! وهذ أمر لم يحصل حتى الآن"!
خطورة الكلام الذي أطلقه جنبلاط، تنطوي على بعدين إستراتيجيين، الأول بما يخص البعد العربي، والدفاع عن الجولان ومزارع شبعا، والتي على ما يبدو بحسب الفضائح التي ستتكشف، ستكون عبارة عن كبش محرقة، يتنازل فيها النظام وحلفاؤه لصالح إسرائيل مقابل إعادة تعويم النظام، والدخول في مفاوضات جديدة مع الإسرائيليين، خصوصاً في ظل الضغط الكبير الذي يتعرض له النظام السوري وإيران. أما البعد الثاني فينطوي على الأبعاد الجيوسياسية التي قد تنجم عن هذه التنازلات، وفيها تتحول المزارع كما الجولان إلى قميص عثمان بيد الإيرانيين والنظام السوري، لاستخدامها عسكرياً عندما تقع إيران في مأزق، وتتعرض للمزيد من الضغوط. أساس الفضيحة يقوم بأن تبقى مزارع شبعا كما الجولان أراض معلّقة قابلة للمقايضة على نفوذ إيران في المنطقة، وتعويم النظام لنفسه.