اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ شهوة الكلام ، والشهواتُ المتفرّعة عنها
شهوة الكلام ، والشهواتُ المتفرّعة عنها
09.01.2019
عبدالله عيسى السلامة
قد يبتلى شخص ما ، بشهوة الكلام ، وتسيطر عليه ، فتصبح مرضاً نفسياً ، لديه ، فلا يترك مجلساً ، يجلس فيه ، دون أن يستأثر بالكلام ، كلّه ، دون النظر، إلى نوعيات الجالسين فيه ، أو حاجاتهم ، إلى التحدّث ، فيما بينهم ! ولا يدع لأحد ، مجالاً ، لأن يتفوّه ، بكلمة واحدة ، دون أن يقاطعه ، مسترسلاً ، في الموضوع ، ذاته ، الذي يحاول الشخص طرحه ، أو في موضوع آخر، يروق له الحديث فيه .. دون مراعاة ، لمشاعر الآخرين ، أو أوقاتهم ، أو نظرات التذمّر والاشمئزاز، الموجّهة ، منهم ، إليه !
وقد جاء ، في كتاب ( كيف تكسب الأصدقاء ، وتؤثّر في الناس ) ، الصادر، عن مؤسّسة (ديل كارنيجي): أنّ مِن حسن العلاقة ، مع الناس ، إسماعهم كلاماً، يهمّ الحاضرين ، جميعاً، أوأكثرهم ! أمّا الكلام ، الذي لايهمّ ، سوى صاحبه ، في مجلس عامّ ، فهو مُناف للخُلق والذوق ، ويستثير المشاعر السلبية المختلفة ، لدى الحاضرين ، تجاه المتكلّم ! حتى لو تحاور اثنان ، في موضوع ، لايهمّ سواهما !
وتتفرّع شهوة الكلام ، إلى فروع عدّة ، لدى الأشخاص ، المبتلَين بها .. منها :
شهوة الكلام النافع، بأنواعه : كان أحد الفضلاء ، ينتهز أيّة فرصة ، تتاح له ، في أيّ مجلس، أوحفل ، أو مؤتمر، أو منتدى .. ليأخذ زمام الكلام ؛ فلا يدع ، لأحد ، أيّة فرصة ، لقول كلمة واحدة ، طوال الوقت ! وكان فصيحاً ، واسع الثقافة ، شديد النهم للقراءة ، في سائر أنواعها ، من أدب وتاريخ ، وسواهما ! وكان يعرف ، أن لديه هذا المرض النفسي ؛ فكان يعتذر، لسامعيه، في كل تجمّع يحضره ، قائلاً : أرجو عدم المؤاخذة ؛ فأنا مبتلى بشهوة الكلام ! إلاّ أن الذين يحضرون مجالسه ، وندواته ، قلّما يشعرون ، بأن أوقاتهم تهدر؛ لأن الرجل يمزج ، بين الفائدة والمتعة ، في كلّ مايقول! فهوينتقل ، من طرفة لطيفة ، إلى معلومة نافعة ، إلى حكمة بليغة .. وينوّع بين الشعر والنثر ، فقلّما يملّ أحد ، من كلامه !
فهذا نموذج مميّز فريد ، بين المبتلَين بشهوة الكلام !
أمّا الأنواع الأُخرى ، لشهوة الكلام ، فنادراً ، مايكون فيها النافع ، أو الممتع ، غير المؤذي! ومن أبرز مايصادفه المرء ، من هذه الأنواع :
شهوة اللغو والثرثرة ، بلا طائل : وهذه تضيع أوقات الناس ، دون أيّة فائدة لهم ، منها ، ودون تحصيل أيّة متعة نفسية ، أو عقلية !
شهوة التظاهر: بالعلم ، أو بالجاه ، أو بالثراء ! وهذه موجودة ، لدى الكثيرين ، من المبتلَين بشهوة الكلام ! وقد تخلو، من إيذاء أحد ، حاضراً كان ، أم غائباً .. لكنها قلّما تفيد أحداً ، من الحاضرين ، أو تهمّ أحداً منهم !
شهوة الغيبة والنميمة : وهذه كثيرة ، لدى بعض المبتلين ، بشهوة الكلام ! وهي من أخطر الشهوات ، وأشدّها إيذاء للنفوس ، وإفساداً للعلاقات ، بين الناس ! مع أنّ المبتلَين بها ، يجدون ، في أنفسهم ، متعة قويّة ، وراحة كبيرة ، لنفسياتهم المريضة !
ومثل هذه الشهوة ، من حيث كثرة الضرر، وقلّة النفع : شهوة الأذى ، بأنواعه : الشتم ، والقدح ، والسخرية الجارحة ، وكيل أنواع التّهم للناس ، بالباطل ، دون أيّ دليل ، وبلا أيّ وازع ، أو رادع !
ولله درّ القائل : ومَن لا يُكرّم نفسَه ، لا يُكرّمِ