الرئيسة \  واحة اللقاء  \  شهادة تقدير وإعجاب تاريخية بالمجاهد عز الدين القسام 

شهادة تقدير وإعجاب تاريخية بالمجاهد عز الدين القسام 

20.04.2021
القدس العربي


القدس العربي 
الاثنين 19/4/2021 
الناصرة ـ "القدس العربي": جاء استشهاد المجاهد عز الدين القسام في19.11.1935 نوفمبر/ تشرين الثاني 1935 في أحراش يعبد على يد قوات بريطانية، ليكون أحد محفزات الثورة الفلسطينية الكبرى وملهمها 1936 ولاحقا دعت حركة حماس ذراعها العسكرية باسمه. 
وبخلاف ما يشاع أحيانا فإن القسّام سوري ومن بلدة جبلة المجاورة لمدينة اللاذقية، وقد وصل حيفا وصار لاحقا إمام مسجد القسام فيها بعدما فرّ من ملاحقة الانتداب الفرنسي، وما لبث أن أسس وقاد منظمة "الكف الأسود" للدفاع عن فلسطين بمواجهة الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية حتى استشهد. 
وبهذه المناسبة استحضر الشيخ سالم صقر إمام مسجد أبو بكر في بلدة كفركنا داخل أراضي 48 الأحداث، فقال لـ "القدس العربي" قبل رحيله عن 100 عام، إنه ذهب عام 1935 إلى حيفا لزيارة شقيقته عائشة وحينما اعتلى الحافلة في صباح يوم الجمعة 20.11.1935 التقى براجي أبو عرابي من بلدته وكان راجعا من حيفا وبيده جريدة "فلسطين" الصادرة في مدينة يافا يتصدرها عنوان رئيسي بالخط الأحمر "استشهاد الشيخ المجاهد عز الدين القسام".وتابع الشيخ صقر "طلبت صحيفة فلسطين منه فقد صعقني الخبر ورغبت بقراءة التفاصيل…. وصلت حيفا وإذا بثلاث جنازات طالعة من المدينة باتجاه بلد الشيخ وهي للشيخ القسام وأبو عبد الله الزيباوي من الزيب وحنفي عطية عامل من مصر استقر في حيفا بحثا عن لقمة العيش. منوها أن الجنازات كانت متوسطة ومن خلفها كانت تسير مجموعات من الجيش الإنجليزي وكان المشيعون يهتفون ضد بريطانيا ويرددون شعرا للشاعر نوح إبراهيم شاعر الثورة لاحقا: 
"عز الدين يا مرحوم….موتك درس للعموم 
آه لو كنت بدوم…. يا رئيس المجاهدين 
عز الدين يا خسارتك… متت فدا امتك 
مين بنكر شهامتك…..يا رئيس المجاهدين" 
استشهد قبيل نشوب الثورة وعرفت باسمه 
كما يستذكر الشيخ صقر أنه بذات يوم الجمعة ذهب لمسجد الاستقلال حيث كان يعطي فيه القسام الدروس الدينية والسياسية. وأضاف "عند قيام المؤذن طاهر الدريني من أم الفحم أصلا برفع صلاة الظهر قام المصلون بأداء صلاة الجمعة وقد حضر الشيخ محمد باشا كاتب من المحكمة الشرعية ولما صعد المنبر قال: "أشهد أن محمد رسول الله" ولم يتمالك نفسه وبكى فبكى المصلون معه وأنا منهم لأن القسام كان عزيزا على الناس". ويقول إنه "خلال زياراته السابقة لحيفا كان دائما يزور مسجد الاستقلال لسماع دروس وخطب الشيخ القسام الذي أحبه واحترمه، ويذكر أنه صلى بمعيته في شهر رمضان واحد 27 مرة صلاة التراويح". ومضى قائلا في شهادته " كان المرحوم يبدأ الصلاة بتلاوة آيات من سورة البقرة، اعتمر المرحوم عمامة كسائر علماء الأزهر وكان وسيم الطلعة، رقم واحد في الخطابة فخطاباته حماسية وتدعو لاستقلال البلاد وطرد الإنكليز، وكان مؤثرا جدا في الناس وكان النور يشع من وجهه ويتمتع بملكة الكلام وألفاظه فصيحة ولهجته سورية. وفي الدرس الأخير الذي سمعته في عام استشهاده أذكر أنه حثّ المصلين على النهوض والتحرر من الانتداب". 
بعد الاستشهاد والنكبة عاد أقرباء القسام لسوريا وأثناء اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 قام حفيده أحمد محمد عز الدين القسام (17 سنة وقتها) بمغادرة جبلة ملتحقا بالمدافعين عن بيروت وخرج معهم لتونس كما يؤكد لـ "القدس العربي". وفي1994 قدم أحمد القسام للبلاد مع الرئيس الراحل ياسر عرفات وعين ضابطا في شرطتها وتقديرا لجده المدفون في حيفا قرر الاستقرار في أقرب نقطة لها، في جنين. 
وبعد حديث صحافي معه وقتها دامت علاقة كاتب هذه السطور به، وأبلغه بنيته زيارة سوريا فحمله رسالة لوالدته. وفي صيف1997 زار وفد من فلسطينيي الداخل برئاسة الراحلين إبراهيم نمر حسين وسميح القاسم سوريا، وضمن البرنامج زرنا اللاذقية وفي العودة لدمشق أبلغت الشيخ رائد صلاح أحد المشاركين بالوفد بحملي رسالة خطية لوالدة أحمد القسام في جبلة، وتوخيت أن يطلب من الوفد أن يتوقف في جبلة لنزور بيت القسام وإيصال الأمانة. لم يتردد بالقيام بذلك فرحا جدا بالنبأ. فعلا زار الوفد بيت عائلة عز الدين القسام في جبلة وحملتنا والدة أحمد رسالة شخصية وصور فتاة أصلها من لوبية في الجليل وتقيم وأهلها في الشام ما لبثت أن صارت زوجته. في 1998 تولت بلدية يعبد، حيث استشهد بالقرب منها الجد القسام عام 1935 احتفالات الزفاف فوصل في الصباح الشيخ سالم صقر ولم يكتف بإهداء العريس القسام "النقوط" المتبع، فأضاف رسالة بخط يده عن جده. عن ذلك قال الشيخ صقر "هناك أمام الحفيد الذي يشبه جده أخذتني العبرة وبكيت وفاء لذكراه كواحد أعجب به وبسيرته وقبل استشهاده المبكر كنت استعد للانضمام له ولحركته السرية رسميا".