اخر تحديث
السبت-04/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ سفينة المجتمع السوري القديمة ،غرقت .. فمن يصنع الجديدة ؟ وكيف ؟
سفينة المجتمع السوري القديمة ،غرقت .. فمن يصنع الجديدة ؟ وكيف ؟
12.08.2018
عبدالله عيسى السلامة
جرت سنة الله ، في الأمم السابقة : أن ينجّي النبيّ ، ومَن آمن معه ، ويُهلك الكافرين !
أما المسلمون ، فينطبق عليهم ، حديث السفينة ( عن النعمان بن بشير، رضي الله عنهما ،عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا, وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا» ! رواه البخاري
وسفينة المجتمع السوري ، غرقت ؛ بكثرة الأخطاء والخطايا، فهل ثمّة سفينة أخرى، لأهل الشام؟
أجل ، لا بدّ منها ، باختيار الناس ، أو باضطرارهم ! لكنها لن تكون ، كالسفينة القديمة ، التي أغرقتها الفوضى، ومزّقتها معاول التدمير! إنها سفينة جديدة ، تُصنع الآن، وصُنّاعها الأقوياء، هم الغرباء ، الذين تحكّموا بالقديمة ، فمزّقوها !
فهل ينوون صناعة الجديدة ، مثل القديمة !؟ هيهات .. هذا محال ؛ لأسباب عدّة :
أوّلها : ركّاب السفينة القديمة ، توزّعوا ، بين : المقابر، والبحار، والمنافي ، والسجون .. وهذا، كلّه ، يجعل صناعة مثلها ، مستحيلة ، كاستحالة إعادتها إلى قيد الحياة !
وثانيها : أنّ صُنّاع السفينة الجديدة ، لن يصنعوها كالقديمة ، حتّى لو استطاعوا ؛ لأنهم دمّروا القديمة ، عن عمد وإصرار؛ لأسباب كثيرة ، وأهداف متعدّدة ! ومُدمّروها : ليسوا على شاكلة واحدة ، ولا يجمعهم هدف واحد ؛ فلكلّ منهم هدف ، غير هدف الآخر! مع إدراك ، أن مدمّري القديمة ، ليسوا غرباء ، جميعاً ؛ بل اشترك الكثيرون ، من أبناء البلاد ، في التدمير، كلّ على طريقته ، وحسب هدفه ! وإن كان الكثيرون منهم ، شاركوا في التدمير، دون أهداف واضحة، لديهم ؛ لأنهم أدوات ، لصنع أهدافِ غيرهم ، أو لأنهم غير مؤهلين ، لرسم أهداف لهم ، أو لأن هدفهم الوحيد ، هو التدمير.. ولاشيء ، وراء ذلك !
أمّا الغرباء ، الذين دمّروا السفينة القديمة، فمعروفون : بأسمائهم ، أو أسماء دوَلهم ، أوأسماء منظّماتهم ! وهم ، مايزالون يمارسون ، عملية التدمير، لسورية القديمة ، من وراء البحار، أو من أمامها ، أو من فوقها !
فما شأن البقيّة الباقية ، من ركّاب السفينة القديمة !؟
هنا بيت القصيد ، أو مربط الفرس !
ركّاب السفينة القديمة ، كانوا تجمّعا بشرياً ، هُلامياً ، فيه سلبيات البشر، جميعاً ، وكثير من إيجابياتهم !
وسفينة المجتمع - كأيّة سفينة - لابدّ لها ، من بحّارة ورُبّان !
فإذا جاء بحّارة ، كبحّارة السفينة القديمة ، لقيادة السفينة الجديدة ، وعلى رأسهم ربّان ، كربّان القديمة ، أو من طرازه ؛ فعلى السفينة الجديدة ، وركّابها ، السلام !
وإذا استلم دفة القيادة ، في السفينة الجديدة ، ربّان ، من طراز مختلف ، وبحّارة ، من نمط مميّز، من أبناء البلاد .. فريّما ، ولعلّ ، وعسى !
وهذا ماينبغي ، أن تفكّر فيه ، النخَب المخلصة ، الواعية .. الباقية ، من ركّاب السفينة القديمة، الباقين فيها !
فإذا فكّرت ، بنفسها ، لنفسها – أيْ : لمجتمعها وسفينتها - فعسى أن تنجز شيئاً ، تقي به نفسها، وأهلها ،وبلادها .. من مصير، كمصير السفينة القديمة ، وركّابها !
وإذا تَرَكت الآخرين ، يفكّرون عنها ، وهي تعلم ، أنهم يفكّرون ، بها ، ولها ؛ لتدميرها ، وتدمير بلادها .. فهي تتحمّل مايجري : لها ، ولأهلها ، وسفينتها ! كما تحمل وزر ذلك ، عند ربّها ، يوم تلقاه !
وسبحان القائل : بل الإنسانُ على نفسِه بَصيرةٌ ولو ألقى مَعاذيرَه !