الرئيسة \  مشاركات  \  سياسة فرق تسد - (١ من ٢)

سياسة فرق تسد - (١ من ٢)

27.07.2022
المهندس هشام نجار


سياسة فرق تسد.. وفتنة العميل اللبناني ميشيل سماحة في لبنان وفتنة المجرم نايل عبد الله في السقيلبية مثالاً 
(١ من ٢)


المهندس هشام نجار

أعزائي القراء ..
كما هو معلوم لدينا كانت سياسة " فرق تسد " هي الشعار الذي اخترعه البريطانيون أثناء احتلالهم لمستعمراتهم وتعيشوا عليها لاكثر من قرنين من الزمن ، فلا يمكن لدولة عدد سكانها محدود كبريطانيا ان تستعمر الهند مثلاً او الصين وهي دول تبعد عنها الاف الكيلومترات وبعدد سكان هائل لولا نجاحها في تمزيق مجتمعات هذه الدول والتفريق بين مكوناتها ، ثم اظهار نياتها في اعادة مصالحتهم وكأنها المنقذ لهم .
هذه السياسة كانت الدرس الأول الذي تعلمه العميل حافظ أسد اثناء سفره إلى بريطانيا ، في عام (1965ـ 1966) بحجة ظاهرها معالجة آلام في الظهر وفي الرقبة اثناء مرحلة التدريب، وباطنها استكمال دروسه في تعلم أصول الخيانة وفي مقدمتها سياسة "فرق تسد" والتي برع بها البريطانيون ،فكان الاسلوب البريطاني الناجح في التحكم في مصير الدول .
والسؤال الذي يطرح نفسه، من كان يصدق ان يترك العميل حافظ أسد موقعه في دمشق وهو وزير الدفاع وقائد القوى الجوية، ان يترك البلاد في تلك المرحلة الصعبة بينما كان الصراع قائماً على اشده بين القيادة القومية والقيادة القطرية؟.
ومن يصدق ايضاً أن علاج آلام في الرقبة والظهر يستدعي السفر للمعالجة في بريطانيا ، بينما هذه الآلام والتي يشكو منها ملايين الناس ليس لها دواء قاطع حتى الان سوى بعض المساجات ومسكنات الالم . وانا مصاب بهذه الالام منذ صغري وموجود في الولايات المتحدة و أطبائي نصحوني بذلك، واكثر من ذلك مهنتي تقتضي التحرك بين عدة مشاريع في اليوم الواحد وانا بكامل لياقتي والحمد لله ، بينما مهنة سيادته الجلوس معظم يومه في مكتب مكيف وعلى مقعد وثير مناسب لالام ظهره كما ادعى؟ .
مما تقدم يتبين لنا ان العميل حافظ اسد قد أتقن الدرس الاول في بريطانيا على يد جهاز الاستخبارات البريطاني "الإس آي إس "وتم تحضيره لاحتلال سوريا وفق برنامج تم تلقينه من المخابرات البريطانية وفق خطوات تحتاج الى ممارسة سياسية وصبر كامل .
بدأت اولى خطوات تنفيذ درس الخيانة بتسليمه إسرائيل ل ١٨٠٠ كم مربع من الجولان عام ١٩٦٧، قال عنها جنرال فرنسي انها مرتفعات مسلحة عصية على السقوط. وبعد هذا النجاح بدأت خطوات الخيانة تتوالى لنصل الى موضوعنا وهو احتلال سوريا طائفيًا وتنفيذ سياسة "فرق تسد" بين العرب المسلمين السنة وهم العمود الفقري لسوريا وبين المكونات الاخرى في المجتمع السوري . هذه السياسة البغيضة لم تكن مزروعة بين مكونات الشعب السوري اطلاقاً الا في عهد الاحتلال الأسدي لسوريا.
وهذا مثال واحد من الاف الامثلة على سياسة التفريق بين مكونات الشعب السوري ثم الادعاء بحلها على الولائم بين المتخاصمين تذبح مخابرات النظام فيها عشرات الذبائح كمقدمة للتصالح:
فقد ارسلت مخابرات عدد من عملائها من البدو متخفين بمهنة رعاة غنم بالتعدي على مزارع وبساتين خاصة لاخواننا الدروز في السويداء ليسفر الوضع عن اندلاع اشتباكات سقط خلالها قتلى وجرحى من الجانبين.
لتتدخل المخابرات الأسدية لاحتواء الموقف كوسيط مصالحة بين الطرفين .
وبالمقابل كانت المخابرات الأسدية بعد عام أو عامين تغذي الطرف الدرزي للقيام بالفتنة بتعديات على جيرانهم من اهل حوران ليتم شحن البغضاء بين اهل البلاد وسكانها.. وقيسوا على ذلك بقية المحافظات .
أعزائي القراء..
في الجزء الثاني من المقالة سنتكلم عن واقعتين تصبان في زرع الفتن ، الاولى بطلها العميل اللبناني للمخابرات السورية ميشيل سماحة حامل المتفجرات الى لبنان . والثانية جرت بالامس في مدينة السقيلبية من محافظة حماة بطلها المجرم نايل عبد الله .
فإلى اللقاء ..