الرئيسة \  مشاركات  \  سياسة اللعب على الحبال افقدت الولايات المتحدة مصداقيتها عالمياً

سياسة اللعب على الحبال افقدت الولايات المتحدة مصداقيتها عالمياً

16.07.2022
المهندس هشام نجار



المهندس هشام نجار

أعزائي القراء ..
سياسة لعب حكام الولايات المتحدة على الحبال لا تخص حزباً بحد ذاته، بل تخص السياسة الامريكية بحزبيها الديموقراطي والجمهوري وهي تعتبر استراتيجية مستمرة ،طبقت منذ سقوط الاتحاد السوفيتي .
ففي عهد الرئيس الديموقراطي اوباما حاول ان يضحك على الحكام العرب بكلمات معسولة في الوقت الذي كان بوافق على طلبات ايران السرية بالتمدد في البلاد العربية كبند شفهي مستقل عن الاتفاق النووي ، وعندما يجتمعون اليوم من اجل اعادة صياغة الاتفاق النووي ، فان الخلاف لم يعد قائما ً على الاتفاق المكتوب بين الدول 5+1 بل على الاتفاق الغير مكتوب مع الامريكان من اجل التمدد الايراني في البلاد العربية تطبيقاً لوصية الخميني .
وفي عهد الرئيس ترامب الجمهوري ، بلغ الاستفزاز الامريكي لنظام فنزويلا مبلغا ، اعتقد الجميع ان النظام سيسقط خلال شهرين على الاكثر ، تماما كما حصل مع تصريحات المسؤولين الامريكيين حول الثورة السورية في بداياتها . ولكن وبعد شهرين على إعلان زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد معتمداً على دعم الولايات المتحدة اظهرت المؤشرات أن مقاربة الولايات المتحدة لتغيير نظام الرئيس نيكولاس مادورو باءت فعليا بالفشل ، فتلقت المعارضة الفنزويلية ضربة غادرة بالصميم.
وحيث نظام مادورو هو نظام ديكتاتوري مغلق فلا احد يعرف ماذا حصل للنشطاء المنتفضين ضده ، ولم يأت احد بسيرتهم تماما كما يحصل في اقبية النظام السوري .
 استمرت الولايات المتحدة بلعبتها المتذبذبة في مناطق اخرى من العالم وقد اصاب منطقتنا العربية الكثير من اسهمها المسمومة، وكانت هذه الاسهم مسلطة نحو الشعوب لاضعاف طلباتها في التحرر والديموقراطية، فتم تصميم لعبة الإرهاب في بلادنا لعدة غايات :
استخدم الإرهاب لإرهاب الحكام العرب وتخويفهم من شعوبهم للاستمرار في التخلص منهم، لانهم يشكلون بإدعائهم (الارهاب المنافس لهم ) واستعانت الولايات المتحدة على ذلك بحليفتها المستترة ايران ، وقد حققت الولايات المتحدة نجاحاً من وراء هذه السياسة ، "الاستراتيجية القديمة الجديدة" بفرض الديكتاتوريات على الشعوب العربية ، واغماض اعينها على كل سلاح محلل ومحرم استخدم ضد هذه الشعوب كما حصل في سوريا ، لان نهضتها ستحدث ثورة علمية اقتصادية وسياسية تجعلها في مصاف الدول المتقدمة وهذا ممنوع عليها.
والنجاح الثاني الذي حققته الولايات المتحدة و إسرائيل هو هروب حكام الخليج وغيرهم باتجاه إسرائيل لتشكيل حلف يقيهم من استراتيجية الملالي لابتلاعهم .
اعزائي القراء ..
لقد كانت الاستراتيجية الامريكية حتى قبل حوالي ثلاث اشهر مريحة لها وهي تبتز حكام العرب وبنفس الوقت تتلخص من ثورات شعوبهم على ايديهم .
ثم جاءت حرب روسيا على اوكرانيا وقرعت طبول الحرب على حدودهم ، رغم ان من شن هذه الحرب هو بوتين الذي اعتمدوا عليه كليا في توريد الطاقة لاوروبا تنفيذا لاستراتيجية ابتزاز العرب .
فوقع الغرب في الفخ ، فالعرب اهملوا بالفترة السابقة وصاروا في محل تندر ، حتى ان الرئيس ترامب قام بتقليد الملك سلمان ملك السعودية بطريقة تهريجية امام الإعلاميين والضيوف بشكل اضحك الجميع ، كما انهم سنوا قانونا مازال مجمد بتحميل الحكومة السعودية مسؤولية تدمير برجي التجارة العالمي في نيويورك ، لان بعض من يحمل جنسية المنفذين كانوا سعوديين وهذا تهريج سياسي ليس بعده تهريج، علماً ان كل نتائج التحقيقات هي من نسج الادارة الامريكية التي تريد فرضها على العالم .
نعود الى حرب الرفيق بوتين على اوكرانيا . اليوم اوروبا في حيص وبيص ، ومعظم دولها تعتمد على مصدر الطاقة الروسي ، امعانا باضعاف العرب لابتزازهم لابعد الحدود . وان دل هذا على شيء فانه يدل على اغفال الاستراتيجيين الاوروبيين للبديل المستقبلي وهذا تصرف يدعو للعجب من دول كبرى .
الرئيس بايدن اعتمد عليه الاوروبيين في تنفيذ سياسته ، وهو اليوم يحاول ان يفقد حلفاءه الاوروبيين ، فلم يعد امامه من طريق للحصول على الطاقة ، سوى طريق حكام فنزويلا الأعداء سابقا - وحكام دول الخليج المهملين - وملالي طهران .
وعندما يعود بايدن إلى استرضاء هؤلاء الحكام من جديد ، فهذا يعني ان الورطة الامريكية التي اضعفت مواقف امريكا امام العالم ناتجة عن سياسة القفز على الحبال المهترئة ، بينما كان حكامها في القرن الماضي وبهاتف من حكامها لدول اخرى يحصلون على مطالبهم كاملة .
اعتقد أن امريكا اليوم في ورطة نتيجة لتلاعبها بمصائر الشعوب العربية وابتزاز حكامها .
لا أستطيع التكهن بنتائج اللقاء القادم بين الرئيس بايدن وحكام السعودية ،
ولكن باستطاعتنا القول : لايوجد وقت آخر انسب من اليوم في تحقيق مطالب العرب واهمها :
تغيير نظام الاجرام في سوريا فعلاً لا قولاً وطرد الملالي من البلاد العربية، والشعب السوري بعد التغيير كفيل برد الجميل لكل من وقف معه فعلاً .
فان لم يفعلوا ، فليعلموا انهم لن يجدوا اطلاقاً مناسبة اخرى تنقذهم من المد الفارسي المسكوت عنه امريكياً - اسرائيلياً حتى الوصول لعواصمهم .