الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية.. ماض عريق ومستقبل مجهول

سورية.. ماض عريق ومستقبل مجهول

25.11.2018
مصطفى طه باشا


العربي الجديد
السبت 24/11/2018
من يُشاهد سورية اليوم، يُدرك ماذا يعني سورية اليوم؟ وماذا تعني مشاهدة حالها، وما وصلت إليه من دمار وظلم وفلتان أمني وانحطاط بكل المستويات السياسية والثقافية والعلمية والاقتصادية، وهو أمر لم تشهد البلاد مثيلا له في تاريخها قط.
كانت سورية مهد الحضارات منذ القِدم، وعبر كل الأزمنة، إذ قدمت حضارة راسخة متجذرة في كل الميادين. ولكن اليوم أصبحت بفضل معتوهٍ حيوان كما وصفه ترامب، مهد للظلام والتخلف والدمار، ومسرح للقتل وسفك الدماء.
لم يكن أشد المراقبين تشاؤمًا يتوقع أن يحصل ما حصل لسورية، فبعد موجة نقاهة وراحة عاشها المواطن السوري، في ظل الانفتاح بعد تسلّم الابن الأسد، وإذ بالأحوال تتحول وتنقلب رأسًا على عقب.
أسوأ ما كنا نتوقع حدوثه هو القمع وارتقاء عشرات الشهداء، لكن الحال هو دمار بلد وارتقاء مئات آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والمُغيبين وراء غياهب السجون.
حالنا اليوم، في غياب رؤية مستقبلية مجهولة وخطط تنظيمية، لا يُنذر بتغير الأحوال مستقبلاً، من الناحيتين العسكرية والسياسية. وفي ظل تلاعب الدول الكبرى بخريطة اللعبة السورية، كلاً حسب مصالحه، والخاسر الأكبر من كل هذه التطورات والأحداث؛ هو المواطن السوري، الذي لا يد له باللعبة، ولم يعد له حول ولا قوة، في ظل انعدام كل شيء وتدهور الأوضاع على جميع الجبهات في سورية.
وإن بقي الحال على ما هو عليه؛ سيبقى الواقع السوري متضعضعا، لا يعرف الاستقرار والطمأنينة، سواء في مناطق المعارضة أم في مناطق النظام، والتي لا تخلو من الانفلات الأمني، حالها حال مناطق المعارضة في الشمال السوري.
يبقى الأمل متنفس السوريين الوحيد، في ظل انعدام كل مقومات انفراج الأزمة السورية، فعلى المدى القريب استنفذت الدول الكبرى كل أوراق الحل، وجميع المؤتمرات والخطط ذهبت أدراج الرياح، بعد فشل تطبيقها على الأرض السورية.
إلى متى سيبقى الحال هكذا؟ سؤال يخطر على بال المواطن السوري، مليون مرة في اليوم، وهل ستشهد الساحة السورية، انفراجا لحلقاتها التي ضاقت كثيرًا على صدور السوريين؟