الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية: خروقات في إدلب وقصف إسرائيلي يستهدف الشعيرات

سورية: خروقات في إدلب وقصف إسرائيلي يستهدف الشعيرات

04.04.2020
أمين العاصي



العربي الجديد
الخميس 2/4/2020
لا يكاد يمرّ يوم من دون خرق قوات النظام السوري ومليشيات إيرانية لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب في الشمال الغربي من سورية، المبرم بين الجانبين الروسي والتركي مطلع الشهر الماضي في العاصمة الروسية موسكو، وذلك بموازاة قصف الطيران الحربي الإسرائيلي مطار الشعيرات في حمص التابع للنظام، الذي تحوّل، وفقاً لبعض المصادر، إلى قاعدة متقدمة للحرس الثوري الإيراني في سورية. في الشمال، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل عنصر من فصائل المعارضة السورية جراء قصف صاروخي لقوات النظام على محور آفس في ريف إدلب الشرقي، مشيراً إلى أن هذه القوات جددت قصفها الصاروخي، منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، مستهدفة أماكن في البارة والفطيرة وسفوهن بريف إدلب الجنوبي. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام المتمركزة في مدينة سراقب، شرق إدلب، قصفت مناطق في بلدة آفس والعديد من قرى جبل الزاوية في شرق وجنوب إدلب، فيما قصفت فصائل المعارضة المسلحة مواقع للنظام في مدينة سراقب وفي مدينة كفرنبل.
وذكرت المصادر أن قصف النظام أسفر عن وقوع أضرار مادية في ممتلكات المدنيين، مشيرة إلى أن القصف تزامن مع محاولة آلاف النازحين العودة إلى القرى والبلدات التي لم يدخلها النظام في ريف إدلب الجنوبي، في تأكيد على نيّته منع عودتهم إلى ديارهم. من جانبها، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام، أن فصائل المعارضة قصفت سراقب بعدة قذائف مدفعية، في حين ذكرت مصادر من "الجيش الوطني السوري" لـ"العربي الجديد"، أن قصف فصائل المعارضة جاء رداً على خرق النظام ومليشياته لوقف إطلاق النار الموقع بين موسكو وأنقرة. وكانت قوات النظام والمليشيات الموالية لها قد استقدمت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى محوري سراقب وكفرنبل في ريف إدلب، وسط مخاوف الأهالي من نية النظام استئناف العمليات العسكرية في المنطقة.
ودخل وقف إطلاق النار الجديد ضمن منطقة خفض التصعيد الرابعة التي تضم محافظة إدلب ومحيطها يومه الـ27 من دون خروق كبيرة من الطرفين يمكن أن تؤدي إلى انهياره بشكل كامل. وفرض تفشي فيروس كورونا نفسه على الأحداث في محافظة إدلب، ومن الواضح أن أنقرة وموسكو تتريثان في تنفيذ بنوده كاملة ما خلا وقف إطلاق النار. وكان الاتفاق بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، قد نصّ على وقف لإطلاق النار في محافظة إدلب، بالإضافة إلى إنشاء ممر آمن على طول الطريق الدولي حلب - اللاذقية "أم 4"، بعمق 6 كيلومترات من الجنوب ومثلها من الشمال، على أن يُتَّفَق على معايير محددة لإنشاء الممر بين وزارتي الدفاع التركية والروسية. أمّا البند الثالث، الذي يتمحور كذلك حول "أم 4"، فيشير إلى بدء تسيير دوريات مشتركة روسية تركية على الطريق الدولي من بلدة الترنبة (غرب سراقب)، وصولاً إلى بلدة عين الحور (آخر نقطة في إدلب من الغرب على تخوم ريف اللاذقية)، مع حلول يوم 15 مارس/ آذار الماضي.
على صعيد آخر، جدد الطيران الحربي الإسرائيلي قصف ما يُعتقد أنها أهداف إيرانية في سورية، فقد أعلن جيش النظام، مساء الثلاثاء، عن تصدّيه لقصف جوي إسرائيلي استهدف مواقع في ريف حمص الشرقي، وسط البلاد، في حين قالت مصادر إن الضربات الجوية طاولت مطار الشعيرات العسكري، جنوبي شرق حمص. ونقلت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا"، عن مصدر عسكري في قوات النظام، قوله إنه "في تمام الساعة 20.25 قام الطيران الحربي الإسرائيلي من فوق لبنان بإطلاق مجموعة من الصواريخ باتجاه شرق حمص، وعلى الفور تصدت وسائط دفاعنا الجوي للصواريخ المعادية وأسقطت عدداً منها". وفي وقت لم تحدد فيه الوكالة الأهداف التي قصفها طيران الاحتلال الإسرائيلي، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن انفجارات سُمعت في مطار الشعيرات.
وذكرت المصادر أن خمسة انفجارات على الأقل سُمعت في المطار، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تمّ استهداف المطار بأكثر من 8 صواريخ، فيما سمع دوي انفجار ناتج عن محاولة الدفاعات الجوية التابعة للنظام التصدي لتلك الضربات. ويقع مطار الشعيرات على بعد 31 كيلومتراً جنوبي شرق مدينة حمص، وسط سورية، ويحتوي على أسراب من مقاتلات "ميغ 23" و"ميغ 25" و"سوخوي 22" و"سوخوي 25" القاذفة، كما يتضمن دفاعات جوية من نوع صواريخ "سام 6" ورادارات. وسبق أن استهدف الطيران الإسرائيلي أكثر من مرة هذا المطار، الذي تؤكد مصادر في فصائل المعارضة السورية أنه بات أقرب ما يكون إلى قاعدة عسكرية إيرانية في وسط سورية. كما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مرات عدة مطارات تابعة للنظام، منها مطار التيفور في ريف حمص أيضاً، إضافة إلى مطار المزة العسكري الملاصق للعاصمة السورية دمشق من الجهة الغربية. وسبق للأميركيين أن قصفوا مطار الشعيرات في إبريل/ نيسان 2017، بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في حينه أنه كان منطلقاً للهجوم الكيميائي الذي تعرضت له بلدة خان شيخون في ريف إدلب وقتل فيه حوالي 70 شخصاً.