الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية.. جهاد بالسِّنان واللسان!

سورية.. جهاد بالسِّنان واللسان!

03.09.2015
د. خالد حسن هنداوي



الشرق القطرية
الاربعاء 2/9/2015
في خضم المعركة الضروس التي دخلت السنة الخامسة من تاريخها في الميدان السوري الذي يقاتل فيه الشعب ويجاهد أعداء الإنسانية من دهاقنة الحقد الطائفي وزبانيته الشبيحة السورية أو المليشيات المحتلة التي حشيت قلوبها وعقولها بهذا الحقد الدفين المنصوص عليه في كتبهم والذي يتناغم تماماً مع حقد الصليبيين واليهود بل أصبح أربى منه بكثير. حتى لا تكاد تجد أي موقعة في تاريخ الإسلام تشهد لهؤلاء الحقدة بالتعاون مع أهل السنة والجماعة وتشهد مئات الأمثلة الدالة على قصد الغدر بالإسلام والمسلمين وتأخير فتوحاتهم التي كانت مفعمة بالمحبة والسلام في العالم. في زحم هذه المشاعر المتيقظة والحذرة بآن واحد.
تجد المشاعر المشبوبة تنقل النفوس إلى ميادين جهادية أخرى في الحلبة السورية. لا تقل شأناً وأهمية عن الأولى حيث تدرك أن هذا الشعب العريق برجاله ونسائه وشبابه وكباره وصغاره من الجنسين متشبث حتى النخاع بحراكه التعليمي وجهاده المعرفي والتربوي في كل ذرة من أرض الشام المباركة. فالمدارس بالمئات والطلاب والطالبات والمعلمون والمعلمات بالآلاف والمحاكم الشرعية تعمل عملها في فض النزاعات والقانون العادل يأخذ مجراه في الغالب على جميع الناس في المناطق المحررة من محافظات ومدن وأرياف وقرى وأحياء.
إنه تاريخ يكتب بالدم لا بالذهب فقط حيث يحدثنا التاريخ أنه في عهد الزعيم الألماني النازي "هتلر" قد عُطِّل التعليم والقضاء ولم يكن أي شيء له أي مجال في الحياة إلا الحرب والحرب فقط!. ولقد برزت المناهج العصرية المصفاة اليوم من الغش والتوجيه اللاوطني المنسق مع الخطاب الصهيوني في الجوهر وخطاب الغز والفكري الغربي الأعمى في البصر والبصيرة. وصار هؤلاء وعلى رأسهم حكام أمريكا المتناقضين والباطنين كشركائهم الروافض في الشرق يعلنون ظاهرا المجاهرة بحقوق الإنسان والديمقراطية ويتعاملون معنا باطنا بالأسلوب الاستعماري الجديد من سحق للأنفس ورمي للديمقراطية في النفايات ويدفع شعبنا المسكين كل هذا الثمن الباهظ من دمائه بيد جلاديه الذين نصّبهم هذا الاستعمار وكلاء عنه حتى يفوِّت الخسائر عن نفسه ويروي قلبه انتقاما منا نحن العرب والمسلمين. ولعل واقعنا المعاصر هو أدل شيء على ذلك. وفي هذه الظروف المتشابكة والمتشابهة في منصتها وشخوصها الممثلين تدور الملهاة المأساة على بلادنا وأهلينا لتنسينا الحقيقة. فتأتي الحركات الاحتفال بالمسابقة الثانية لحفاظ القرآن الكريم وطلابه من الذكور والإناث والبالغ عددهم قرابة أربعين ألفا في الداخل السوري وفي مخيمات اللجوء والنزوح برعاية رابطة العلماء السوريين أكبر دليل على وعي وحيوية وعطاء وشجاعة هذا الشعب العظيم حيث عقدت في بلدة (غازي عنتاب) التركية هذه الفعالية وبمشاركة الهيئة العالمية العليا لتحفيظ القرآن في المملكة العربية السعودية وكبار العلماء والقراء والضيوف والداعمين في الحكومة التركية وعلى رأسهم وزير الشعائر الدينية ومفتي عنتاب حيث كان لكلماتهم بالغ الأثر والتشجيع للطلاب والمعلمين. خصوصا حين عرض مشهد ابن وابنة توأم صغار لا يتجاوزان السابعة من العمر وهما يحفظان القرآن كاملاً. فما أعظم هذا المشهد الذي ألهب القاعة بالتكبير والتصفيق. وكأن الجميع ينادون الظالم الفرعوني المتغطرس افعل ما بدا لك واقذف بالبراميل المتفجرة فإن قلوب شبابنا أقوى منك ومن داعميك الدوليين. وإننا قوم لن نرضى بغير القرآن دستوراً وبغير سورية الحرة بديلاً.