الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 9/1/2017

سوريا في الصحافة العالمية 9/1/2017

10.01.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة البريطانية : الصحافة التركية والايرانية والكورية :  
الصحافة الامريكية :
المونيتور :روسيا سعيدة بتصاعد الخلاف التركي الأمريكي حول سوريا
http://www.turkpress.co/node/29862
متين غورجان - المونيتور - ترجمة وتحرير ترك برس
سألت المونيتور دبلوماسيا تركيا مخضرما عن حالة العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، فأجاب طالبا عدم الكشف عن هويته "إن العلاقات على أرض الواقع ليست دافئة، والتطورات الدبلوماسية لا تتوقف، وهناك حالة من التقلب والغموض وأزمة الثقة تسيطر على العلاقات، ولذلك فمن المؤكد أنها أسوأ أزمة دبلوماسية بين البلدين منذ عام 2003".
من الواضح بعد الاستماع إلى وجهة نظر مماثلة من مصادر عدة في أنقرة أن الخلاف بين أنقرة وواشنطن بشأن الأزمة السورية صار أزمة في حد ذاته، وهو خلاف يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على الأرض وعلى الساحة الدبلوماسية.
تستغل موسكو ببراعة حال شبه الشلل التي تمر بها صناعة القرار الأمريكي في انتظار تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في العشرين من يناير/ كانون الثاني، فالتعاون الروسي التركي الذي تجسد بوضوح في إخلاء جماعات المعارضة من حلب همش الولايات المتحدة وأوروبا، وبعد هذه الخطوة ضمنت موسكو وأنقرة وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا بدءا من الثلاثين من ديسمبر/ كانون الأول.
وعلى الرغم من أنه من غير الواضح ما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، ومن الذي يشرف عليه، فقد وافق النظام السوري على الالتزام به والمشاركة في المحادثات المقترحة في الأستانة عاصمة كازخستان، وهذه إشارات واضحة على موافقة الأسد على المبادرة الروسية التركية.
يتجلى التعاون بين أنقرة وموسكو أيضا في البيان الذي أصدرته قيادة الجيش التركي عن قصف سلاح الجو الروسي أهدافا لتنظيم داعش جنوبي مدينة الباب في شمال سوريا في ال28-29 من ديسمبر، وذلك دعما لعملية درع الفرات التي تشنها تركيا. وهذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها روسيا دعما جويا لعملية درع الفرات المستمرة منذ 130 يوما، وقتل فيها 40 جنديا تركيا.
تحاول تركيا بمساعدة من الجيش السوري الحر طرد داعش من مدينة الباب منذ 40 يوما، وقد وصل الهجوم في الوقت الحالي إلى مرحلة دقيقة. انطلقت عملية درع الفرات في ال24 من ديسمبر بـ600 جندي (عبارة عن كتيبتين ميكانيكيتين ومن 10-12 فرقة خاصة) في حين يبلغ قوام القوات التركية اليوم 4000 جندي. ومن خلال النسق الحالي للمعركة حول الباب من الواضح أن قوة الجيش التركي تجاوزت الجيش السوري الحر الذي كان يفترض أن يكون القوة البرية الأولى في المواجهة مع داعش، لكن القوات التركية الخاصة تشترك في القتال على خط المواجهة مع داعش.
تحاول القوات التركية دخول الباب من ست نقاط في شمال المدينة وغربها، أي أن الحصار ليس محكما، حيث إن شرق الباب وغربها ما يزالان مفتوحين ويمكن لداعش أن ينسحب منهما بسهولة مثلما يفعل في الموصل، لكن يبدو أنه مصمم على البقاء والقتال، فقد أجلى عائلات المقاتلين من المدينة واستقدم تعزيزات من الرقة، ما يشير بالـتأكيد إلى أنه سيتشبث بالباب. وعلاوة على ذلك فإن جيش النظام السوري الذي انتزع السطرة على حلب أخيرا يتمركز بالقرب من الباب، ويتجنب  الجيشان التركي والسوري الاحتكاك حتى لا يقع صدام، لكن  خطر الصدام ما يزال قائما.

حصار مدينة الباب يجعل الجيش التركي ثالث قوة تقليدية في العالم تشارك في الحرب الفعلية على داعش. وإذا كانت الأحوال الجوية السيئة في مدينة الباب لم تسمح إلا بعمليات جوية محدودة فضلا عن وجود تقارير عن مشاكل في الإمدادات والدعم، فإن أنقرة مصممة على الاستيلاء على الباب، ويبدو أن موسكو قد اقتنعت بذلك مثلما يظهر في تقديمها للدعم الجوي أخيرا. في المقابل لا يساهم التحالف الذي تشكل لمحاربة داعش بعمل أي شيء في العمليات التركية في الباب، وهي العمليات التي ألحقت حسائر فادحة بداعش وقصمت ظهره.
ونظرا لطول حصار مدينة الباب اتسعت الأزمة بين أنقرة وواشنطن، ففي السابع والعشرين من ديسمبر أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده لم تحصل على الدعم الكافي من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، واتهم قوات التحالف بدعم داعش ووحدات الحماية الشعبية الكردية، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وقال "سنقطع الحبل السري بأنفسنا، ونقطع العلاقات مع التحاالف".
جاء رد الولايات المتحدة في الثامن والعشرين من ديسمبر ببيان قوي غير معتاد أصدرته السفارة الأمريكية في أنقرة قالت فيه إن الإدارة الأمريكية لا تدعم داعش، ولم تزود الواي بي جي ولا البي كي كي بالأسلحة أو المتفجرات. كان هذا أول بيان من هذا النوع يصدر عن السفارة الأمريكية، الأمر الذي أثار رد فعل قوي من قبل الرئيس أردوغان، فقال في اليوم التالي "لم نحصل على أي دعم ولو ضئيل في عمليتنا في مدينة الباب من حلف الناتو أو مما يسمى الدول الحليفة التي تملك قوات في المنطقة".
تتباين أهداف الولايات المتحدة وتركيا تباينا كبيرا، وتتفاقم أزمة الثقة بينهما، ولذلك فمن غير الممكن أن ينسقا أي عملية في الرقة، وهذا هو السبب في أن قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد علقت هجماتها في الرقة، ويبدو الآن أن نتيجة عملية درع الفرات ومستقبل الباب سيقرران مستقبل مدينة الرقة.
وعلاوة على ذلك فإن إعلان موسكو الذي وقعت عليه إيران وروسيا وتركيا في العشرين من ديسمبر يقر بوحدة الأراضي السورية، ولا يقبل بمطالب حزب الاتحاد الديمقراطي بحكم ذاتي في شمال سوريا، وبعبارة أخرى فإن تركيا لو سيطرت على الباب، فإنها ستضطر إلى تسليمها إلى الحكومة السورية، كما أنه من المرجح أن تقع أزمة وشيكة حول مدينة منبج التي ما يزال يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي المدعوم من الولايات المتحدة، على الرغم من مطالب تركيا المستمرة بانسحاب الأكراد منها.
والسؤال هو لماذا تتشدد أنقرة على واشنطن؟
هناك أربعة أسباب لذلك: الأول هو نظرة الرئيس باراك أوباما، لحزب الاتحاد الديمقراطي المرتبط بالبي كي كي بوصفه الحليف المحلي في محاربة داعش، وهو ما تراه أنقرة على أن أوباما يفضل البي كي كي عليها.
السبب الثاني هو السياسة الداخلية، فعلى الرغم من جميع قضايا السياسة الخارجية والمسألة السورية، فإن أجندة السياسة الخارجية التركية في الأشهر الأولى من عام 2017 ستكون مثيرة للخلاف حول انتقال الحكم في سوريا، ومن ثم فإن أي نجاح في قضايا السياسة الخارجية أو إخفاق سيستغل في السياسة الداخلية.
السبب الثالث هو رغبة أنقرة في الضغط على الإدارة المقبلة لترامب بشأن حزب الاتحاد الديمقراطي والبي كي كي قبل العشرين من يناير، بهدف إجبار إدارة ترامب على الاختيار بين دعم تركيا أو حزب الاتحاد الديمقراطي، وبالتالي إجبار واشنطن على وقف دعمها لهذا الحزب.
السبب الأخير هو روسيا، فبهذا الخطاب الصارم تجاه إدارة أوباما تسعى أنقرة إلى مأسسة تحالفها المتنامي مع روسيا، ومن المرجح أن تقترح أنقرة أن تطلق موسكو مبادرة كبرى في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة للعشرين من يناير. تحتاج موسكو إلى أنقرة لكي تدخل الاتحاد الأوروبي والتانو في أزمة نتيجتها غامضة. إن غيرت تركيا توجهها الجيو سياسي (المتمثل في الناتو) والجغرافي والاقتصادي (المتمثل في الاتحاد الأوروبي) فإنها ستسرع وتيرة التغييرات التكتونية التي اقترحتها موسكو في المنطقة، وبعبارة أخرى فإن ما يسعد روسيا ببساطة أن تركيا خلقت متاعب في منظومة الأمن الغربي.
وعلى ذلك فليس من المستغرب أن تصوب موسكو وواشنطن وطهران وأنقرة اهتمامها إلى الباب. ويبقى السؤال كيف سيكون أداء الجيش التركي هناك؟ وكيف ستتعامل البدلوماسية التركية مع نجاح الجيش أو إخفاقه هناك؟ سنعرف ذلك قريبا جدا.
========================
فورين بوليسي: عشرة صراعات عليك متابعتها في عام 2017
http://arabi21.com/story/976934/فورين-بوليسي-عشرة-صراعات-عليك-متابعتها-في-عام-2017
بجانب سوريا والعراق، ومن تركيا إلى المكسيك؛ استعرضت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، السبت، عشر ساحات للصراع المتوقعة في العام القادم، مشيرة إلى أن هناك مزيدا من النقاط "غير المتوقعة" للعام المقبل.
"أخطر فصل"
وقالت المجلة في مقدمة تقريرها المطول، الذي ترجمته "عربي21"، إن العالم يدخل "أخطر فصوله التاريخية خلال عقود"، موضحة أن الارتفاع في وتيرة الحروب خلال الأعوام الماضية "أفقد القدرة على التوافق مع التبعات".
وأشارت المجلة، في تقرير جين ماري جوينو، رئيس مجموعة الأزمات الدولية"، إلى أن انتخاب دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية "كان أخطر حدث خلال العام الماضي"، ويتوقع أن يكون له تبعات جيوسياسية كبيرة، كما سينشر مزيدا من الفوضى في العالم، خصوصا أنه "لا يمكن توقع تحركاته".
وفي أوروبا، تصدرت "القوى القومية"، بحسب تعبير المجلة، كما يتوقع أن تمثل الانتخابات المقبلة في فرنسا وألمانيا وهولندا "اختبارا" للمشروع الأوروبي، في واحد من أكبر التحديات في العالم.
ومن جانب آخر، أشارت الصحيفة إلى أن التنافسات الإقليمية، كما هي واضحة بين الخليج العربي وإيران على التأثير في الشرق الأوسط، "تشكل المجال العالمي"، وتركت آثارها في حروب الوكالة ذات التبعات "المدمرة" في سوريا والعراق واليمن، بحسب تعبيرها.
"حرب الإرهاب لا تنجح"
واستبعدت المجلة أن يكون "الحرب على الإرهاب" جامعا للقوى العالمية، لإن الإرهاب "تكتيك"، وليست إستراتيجية، بحسب تقرير "فورين بوليسي".
وأوضحت: "التنظيمات الإرهابية تستغل الحروب ودمار الدول لتعزيز سلطتها، وتتقوى على الفوضى"، مؤكدة أن ما يحتاجه العالم هو إستراتيجية لتجنب الصراعات، بطريقة "شاملة".
واختتمت المجلة مقدمة تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، بقولها إن "العولمة أصبحت واقعا"، موضحة أن "العالم مترابط، وما جرى في سوريا، مثلا، ولد موجة لاجئين، أدت إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتركت آثارها الاقتصادية والسياسية في لعالم"، مشيرة إلى أنه "لا يمكن تحقيق مزيد من السلام والازدهار بدون إدارة تعاونية لشؤون العالم".
وفي ما يلي، الصراعات العشرة، التي قالت "فورين بوليسي" ستترك آثارا كبيرة على العالم:
1-  سوريا والعراق
بعد ما يقارب ستة أعوام من الصراع، وخمسمائة ألف قتيل، ولجوء ونزوح ما يقارب 12 مليون سوري، يبدو أن رئيس النظام السوري استطاع تثبيت حكمه، بحسب المجلة، مستدركة بقوله إنها حتى مع الدعم الخارجي لا يستطيع النظام أن يسيطر على البلاد كلها، بحسب ما أظهرته سيطرة تنظيم الدولة على تدمر بعد تسعة شهور من سيطرة النظام مدعوما بقصف روسي عليها.
وأشارت إلى أن إستراتيجية الأسد باستهداف المعارضة "غير الجهادية"، أدى لتعزيز التنظيمات الإسلامية المتطرفة، مثل تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، كما ضعفت هذه التنظيمات أكثر بعد خروجها من حلب، ولا زالت "متشظية" وضعيفة من توجهات داعميها المتباعدة.
وأشارت إلى أن المسار الدبلوماسي، الذي بدأ بعد اتفاقية تركيا وروسيا وإيران، ومحاولة وقف إطلاق النار التي تبعتها، يمثل أفضل احتمالية لتقليل العنف في سوريا.
من جانب آخر، ستستمر الحرب ضد تنظيم الدولة، وقد تزيد العنف والفوضى، ففي سوريا؛ تتنافس قوتان ضد التنظيم: واحدة تقودها أنقرة، والأخرى وحدات حماية الشعب، حليفة حزب العمال الكردستاني، وهي مرتبطة بالصراع الجاري بين القوتين داخل تركيا، مع دعم واشنطن لكلا الجانبين، ومحاولة تقليل العنف بينهما، الذي يستفيد منه تنظيم الدولة.
ولا زال تنظيم الدولة يسيطر على مساحات في سوريا والعراق، رغم فقدانه كثيرا من الأراضي خلال العام الماضي، وسيعاود الظهور حتى لو هزم عسكريا، ما لم تتحسن ظروف الحوكمة في البلدين.
 وفي العراق، قوضت الحرب ضد تنظيم الدولة قدرة الدولة على حكمها، وتسببت بالدمار، وجندت الشباب، ونشرت الرعب في المجتمع العراقي، كما هشمت المجتمعين الشيعي والعراقي إلى قوى متنازعة معتمدة على داعميهم الخارجيين، وتتنازع على موارد العراق.
وأشارت المجلة إلى أن العراق، مدعوما من الولايات المتحدة وشركائها، عليه أن يستمر بتقديم الدعم العسكري واللوجستي للقوى العراقية التي ستدخل إلى المدينة، وتأسيس قوى استقرار داخل المدينة في المناطق التي تتم استعادتها من تنظيم الدولة، كي لا تضيع الجهود العسكرية، بالإضافة إلى بدء حوكمة تتضمن عوامل سياسية.
2- تركيا
يمثل هجوم رأس السنة في إسطنبول نذيرا لمزيد من العنف في تركيا، والذي تبناه تنظيم الدولة، في خروج عن سياسة التنظيم بعد استهداف تركيا.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه تركيا صراعا متصاعدا مع حزب العمال الكردستاني، مما يضع تركيا في خطر كبير، بسبب الاستقطاب السياسي، والضغط الاقتصادي، والحلفاء الضعفاء، بحسب "فورين بوليسي".
3- اليمن
تمثل حرب اليمن كارثة إنسانية جديدة، تمزق البلاد الأفقر في العالم العربي، حيث يقف ملايين الناس على شفا المجاعة، مما يزيد الحاجة نحو وقف إطلاق نار شامل، وتسوية سياسية بأسرع وقت ممكن.
ويعلق أطراف النزاع في اليمن، المدعومين من السعودية من جهة، وإيران من جهة أخرى، بسلسلة من العنف والاستفزازات التي تعرقل محادثات الأمم المتحدة، بحسب "فورين بوليسي"، التي تدعو إلى اعتماد خارطة الطريق الأممية لإنهاء النزاع هناك.
4- الساحل وحوض بحيرة تشاد
تسببت الصراعات في الساحل الأفريقي وحوض بحيرة تشاد بمعاناة كبيرة، منها نزوح أكثر من أربعة ملايين شخص، كما استغلت التنظيمات الجهادية والمسلحة وشبكات الإجرام هذه النزاعات في المنطقة الغنية بالموارد، حيث تضعف الحدود والحجومات.
وفي العام الماضي، شنت التنظيمات الجهادية عدة هجمات مميتة في النيجر، وبوركينا فاسو، وساحل العاج، وأضعفت المنطقة أكثر، حيث نشطت تنظيمات "القاعدة في المغرب الإسلامي"، و"المرابطون"، كما ظهر تنظيم جديد بايع تنظيم الدولة.
كما يتوقع أن تواجه مالي أزمة كبيرة هذا العام، كما أدى تفكيك أكبر الحركات المتمردة هناك: "تنسيقية حركات أزواد"، إلى ظهور مزيد من التنظيمات، ونشر العنف إلى وسط مالي، بحسب المجلة، التي دعت إلى استغلال القمة الأفريقية لإحياء عملية السلام، ودعوة التنظيمات التي لم تشارك، بوساطة الجزائر، التي تمثل عاملا كبيرا للاستقلال.
أما في حوض بحيرة تشاد، فإن القوى الأمنية النيجيرية والكاميرونية والنيجرية والتشادية، صعدت قتالها لتنظيم بوكو حرام، كما أعلن الرئيس النيجيري نهاية بوكو حرام في آخر مناطقهم في غابة "سامبيسا"، لكنها لم تنتهي.
ويمثل تمرد "بوكو حرام"، والرد العسكري عليه، وغياب المساعدة المؤثرة لأولئك في الصراع يهدد بتشكل سلسلة ممتدة من العنف واليأس.
5- جمهورية الكونغو الديمقراطية
مع مطلع العام، أعلن قساوسة كاثوليك التوصل لاتفاق لحل الأزمة السياسية في الكونغو، إلا أن الرئيس جوزيف كابيلا لم يوقع عليها، وهي تطلب منه أن يتنحى بعد إجراء انتخابات، في صفقة تظل الفرصة الأكبر، رغم غياب الثقة بين الأطراف.
ودفع إصرار كابيلا على التمسك بالحكم، رغم انتهاء دورته الثانية، بما يخالف الدستور الكونغولي، أدى لمعارضة كبيرة ومظاهرات في عام 2016، وهدد بمزيد من العنف.
ودعت "فورين بوليسي" إلى تنسيق الجهود الأفريقية والغربية لإبعاد الكونغو من الصراع، وتجنب المزيد من الفوضى، في مهمة لا تستطيع عليها أكبر مهمات الأمم المتحدة وحدها.
5- جنوب السودان
بعد ثلاثة سنوات من الحرب الأهلية، لا زالت أصغر البلدان في العالم تواجه عدة صراعات، حيث أدت المطالب من الحكومة المركزية، وموجات من النزاع الإثني إلى نزوح أكثر من 1.8 مليون، داخل البلاد، و1.2 مليون خارج البلاد، وسط أنباء من مجازر جماعية وعدم التقدم في اتفاقية سلام عام 2015.
7- أفغانستان
تمثل الحرب والفوضى السياسية في أفغانستان تحديات خطيرة للسلام والأمن الدولي، رغم مرور أكثر من 15 عاما على الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة، وطردت "طالبان" من الحكومة.
واليوم، حصلت "طالبان" على الأرض، وشاركت "شبكة حقاني" في مزيد من الهجمات بمدن مختلفة، وتنظيم الدولة تبنى عددا من الهجمات ضد الشيعة، كما وصلت الهجمات المسلحة إلى أعلى مستوياتها منذ بدء الأمم المتحدة بتسجيل الصراعات منذ عام 2007.
ومن جانب آخر، توترت علاقات أفغانستان مع باكستان، بسبب دعم إسلام آباد لطالبان والتنظيمات المسلحة الأخرى، كما ارتفعت التوترات بعد أن أجبر آلاف الأفغان على مغادرة باكستان، بسبب العنف والاعتقالات والاستفزازات، بالإضافة للأزمة الاقتصادية التي تواجهها أفغانستان.
8- ميانمار
وعدت الحكومة المدنية الجديدة التي تزعمها الفائز بجائزة نوبل آونغ سان سوو كي بالسلام والتصالح السياسي كأكبر أولوياته، في وقت يرتفع به العنف وقد يؤدي إلى إفشال جهود إنهاء الصراع الطويل.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، شن تحالف يسمى "التحالف الشمالي"، من أربعة تنظيمات، هجمات مشتركة على أهداف مدنية في منطقة تجارية كبيرة على الحدود الصينية، وأدت إلى تصعيد عسكري في الشمال الشرقي.
أثناء ذلك، يمثل مصير أقلية الروهينجا المسلمة قلقا دوليا متجددا، حيث شهدت تدهورا في حقوقها خلال الأعوام الماضية، خصوصا بعد مزيد من العنف في ولاية راخين في عام 2012، وحصلت بعد سلسلة هجمات استهدفت شرطة الحدود والجيش في منطقة قرب جبهة ميانمار الشمال شرقية مع بنجلادش، وجاء الرد عليها في حملة استهدفت المدنيين والعسكريين، وسط اتهامات بإعدامات خارج القانون والاغتصاب والحرق.
وفي منتصف كانون الثاني/ ديسمبر، قدرت الأمم المتحدة أن ما يقارب 27 ألف شخصا من أقلية الروهينجا نزحوا إلى بنجلادش، كما انتقد أكثر من عشرة فائزين بجائزة نوبل الرئيس الميانماري لعدم تحدثه عن الانتهاكات، ودعوا إلى حقوق مواطنة كاملة ومتساوية للروهينجا.
9- أوكرانيا
بعد ما يقارب ثلاثة أعوام وما يقارب عشرة آلاف قتيل، غير التدخل الروسي كل الحكم السياسي في أوكرانيا، المقسمة من الصراع والتي ينهشها الفساد، والتي يتوقع أن تسير نحو مزيد من الشك.
ويثير إعجاب ترامب بالرئيس الروسي مخاوف كييف، وسط إشاعات حول سعي الولايات المتحدة رفع العقوبات عن روسيا.
وأدى توقف تنفيذ اتفاقية "مينسك" المبرمة في شباط/ فبراير 2015، إلى اقتراب روسيا من تحقيق هدفين لها في أوكرانيا: تأسيس كيانات موالية لروسيا في شرقي أوكرانيا، وتطبيع سيطرتها على شبه جزيرة القرم التي بدأت الحرب في 2014.
وعبر أوكرانيا، هناك خيبة أمل كبيرة بين الزعماء الذين وصلوا إلى السلطة من مظاهرات "الميدان" بداية 2014، والذين يتحولون إلى تمثل الفاسدين الذين سعوا لإسقاطهم، كما يتراجع الدعم الغربي للرئيس الأوكراني بسبب عدم رغبة كييف أو عجزها عن تحقيق الإصلاح الاقتصادي وتحقيق إجراءات مواجهة للفساد.
10- المكسيك
قد يتحقق مزيد من التوتر بين الولايات المتحدة والمكسيك، بعد تعهدات ترامب ببناء جدار حدودي، وتهجير ملايين العاملين، وإنهاء اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية، كما وصف المهاجرين المكسيكيين بـ"تجار المخدرات، والمجرمين والمغتصبين"، واعتمد على دعم التنظيمات البيض القوميين.
وفي جهد لتجنب مواجهة مستقبلية، دعا الرئيس المكسيكي إنريكو بينا نيتتو ترامب لزيارة البلاد في أيلول/ سبتمبر الماضي، في خطوة تسببت بغضب شعبي عارم داخل المكسيك، الذي يشهد معدلات عالية للجريمة وفسادا واقتصادا متهالكا.
========================
 ديلي بيست  :التعطيش سلاح الأسد الجديد بالحرب المستعرة بالبلاد
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/1/8/التعطيش-سلاح-الأسد-الجديد-بالحرب-المستعرة-بالبلاد
أشارت صحف أميركية إلى استمرار قصف النظام السوري على وادي بردى بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية، خاصة على منطقة عين الفيجة في وادي بردى بريف دمشق الغربي؛ الأمر الذي أدى إلى انقطاع المياه عن العاصمة دمشق، وقال بعضها إن النظام يستخدم التعطيش سلاحا جديدا.
فقد تحدثت مجلة ديلي بيست عن استهداف قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد وادي بردى بالقصف الجوي بمختلف أصناف الأسلحة، وقالت إن القصف أسفر عن مقتل وجرح العشرات، وأضافت أنه يتم استهداف المستشفيات ومرافق البنى التحتية الأخرى للمدينة بشكل متعمد.
وأضافت أن القصف على وادي بردى أدى ليس فقط إلى كارثة إنسانية، بل إلى أسوأ كارثة بيئية منذ اندلاع الحرب التي تعصف بالبلاد منذ نحو ست سنوات أيضا، وأنحت باللائمة على النظام بوصفه وراء هذه الكوارث.
وأشارت إلى أنه بينما يواصل النظام السوري قصفه على مضخات ومنابع المياه في وادي بردى، فإن مصادر مؤيدة للنظام تطلق إشاعات بأن سكان مدينة وادي بردى كانوا على وشك تسميم هذه المنابع التي تغذي العاصمة دمشق بالمياه، وذلك من خلال سكب مادة الديزل فيها.
تسميم المياه
وأضافت ديلي بيست أن هذه الإشاعات كانت للتغطية على قيام قوات النظام بقصف الينابيع ومصادر المياه الجوفية في وادي بردى، وأن طيران الأسد دمّر هذه المصادر، وضرب إمدادات المنطقة من المياه الجوفية التي تعود إلى آلاف السنين.
وأشارت إلى أن القصف أدى إلى انخفاض مستوى المياه الجوفية، وحرمان سكان دمشق من مصدر المياه الرئيسي؛ الأمر الذي ينذر بفرارهم وتزايد أعداد اللاجئين، وقالت إن قصف مصادر المياه يسمح للنظام بتخفيض عدد السكان في المناطق المناوئة له تاريخيا، وذلك عن طريق تقييد حصولهم على الماء.
من جانبها، تحدثت مجلة نيوزويك عن كيفية تحول مياه الينابيع إلى سلاح في الحرب المستعرة في سوريا، وأشارت إلى أن دمشق تعيش بلا ماء منذ نحو عشرين يوما، وسط اتهامات متبادلة بين النظام والمعارضة.
وأضافت أن الناس في دمشق ومناطق أخرى صاروا يعتمدون على مياه الآبار وتوزيع المياه عن طريق العبوات التي يتم حملها إلى المستشفيات والمدارس والمؤسسات الحكومية الأخرى.
وأشارت إلى أن قوات النظام السوري قصفت عن طريق البراميل المتفجرة مصادر الينابيع في عين الفيجة التي تغذي وادي بردى والمناطق في غربي دمشق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، الأمر الذي تسبب في تدمير نحو 70% من إمدادات المياه في المدينة.
وقالت إن الحياة بلا ماء مرعبة، خاصة بالنسبة للمستشفيات والأهالي، فلا الأطباء يمكنهم مواصلة عملهم ولا سيدات البيوت يتمكن من طهي الطعام.
========================
واشنطن بوست : المساعدة الأمريكية للأكراد تؤجج الصراع في المنطقة
https://arabic.rt.com/news/857875-الأمريكيون-والأكراد-وتأجيج-الصراع-في-سوريا/
قالت صحيفة واشنطن بوست إن المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة إلى وحدات الحماية الكردية تؤجج الصراع في المنطقة وتزعج تركيا وقوى محلية في سوريا.
ولفتت مديرة مكتب الصحيفة في بيروت ليز سلاي في مقالة نشرت الأحد 8 يناير/كانون الثاني إلى أن غاية ذلك الدعم هو مساعدة قوات الأكراد في سوريا على الانتشار في منطقة واسعة تقطنها أغلبية عربية في هذا البلد.
وأشارت سلاي في المقالة وهي بعنوان "المساعدات العسكرية الأمريكية تغذي طموحات كبرى للمليشيات الكردية اليسارية في سوريا" إلى أن الجيش الأمريكي قدم دعما وتدريبا عسكريا لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في السنتين الماضيتين في إطار "الحرب على داعش"، إلا أن هذا التنظيم سعى إلى التمدد في المناطق التي تسكنها أغلبية من العرب و"استخدم دعم الولايات المتحدة لخدمة طموحاته الإقليمية".
ورأت الكاتبة أن انتشار المقاتلين الأكراد خارج المناطق ذات الغالبية الكردية وسيطرتهم على مناطق ذات أغلبية عربية "سيطيل أمد الصراع ويوسع نطاقه"، مشيرة إلى أن "هذه السياسة التوسعية" تزعج تركيا، وعناصر محلية بسوريا.
وذكرت سلاي في هذا السياق أن واشنطن بدأت بتقديم دعم عسكري إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مقاتلين عربا وأكرادا لتتفادى بذلك ردود أفعال أنقرة.
ولفتت الصحفية إلى أن الإدارة الأمريكية تدرك جيدا أن المقاتلين الأكراد يمثلون ثلاثة أرباع "قوات سوريا الديمقراطية" وأنهم المستفيد الأكبر من دعم واشنطن العسكري، ولذلك وصفت التصريحات الأمريكية عن عدم تقديم مساعدات لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني بأنها "خطاب فقد قيمته".
وقالت سلاي إن هذا التنظيم الكردي يدرس الأطفال في مناطق سيطرته ايديولوجيات "عبد الله أوجلان" مؤسس حزب العمال الكردستاني في تركيا، الذي تدرجه الولايات المتحدة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
وأكدت الكاتبة أن مدينة منبج الواقعة في محافظة حلب شمال سوريا لا تزال تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي ومسلحين عرب تابعين له، مشيرة إلى أنه سحب بعض مقاتليه من المدينة وأن أنقرة لن تقبل بهذا الوضع.
واتهمت المقالة مجلس منبج العسكري الذي قالت إن حزب الاتحاد الديمقراطي هو من أسسه بإرسال 250 مقاتلا تلقوا تدريبات من قبل القوات الأمريكية إلى حلب لمواجهة قوات المعارضة السورية بدلا من إرسالهم إلى مدينة الرقة لمحاربة "داعش".
========================
جون لي أندرسون - (النيويوركر) 3/1/2017 :كل الطرق تؤدي إلى حلب
http://www.alghad.com/articles/1361142-كل-الطرق-تؤدي-إلى-حلب
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
مع إجلاء آخر دفعة من ثوارها المسلحين وعائلاتهم في الشهر الماضي، عادت مدينة حلب السورية مرة أخرى إلى قبضة حكومة الأسد. وكان عدد سكان هذه المدينة قبل الحرب الأهلية السورية أكثر من مليوني شخص. ولم تكن حلب مجرد أكبر مدينة سورية وبيت الطاقة الصناعية للبلد وحسب، وإنما كانت أيضاً مكاناً أيقونياً كأقدم مدن العالم التي تؤوي سكاناً باستمرار، والتي تتوافر على تاريخ يعود وراء إلى حوالي ثمانية آلاف عام. وقبل الحرب، جعلت ثروة حلب من البنايات القديمة ومزيجها العالمي الحضري وأناسها -العرب السنة والشيعة والأكراد والتركمان والشركس والشيشان واليونانيون والأشوريين والمسيحيون الأرمن، وحتى القليل من اليهود- جعل كل ذلك من المدينة مكاناً لا نظير له في الشرق الأوسط الحديث. ويبقى أن نرى ماذا تبقى على قيد الوجود من كل ذلك.
سوف يتواصل القتال والدمار في الأماكن الأخرى في سورية. ولا شك أن الهجوم العسكري المضاد والمتجمع الذي تشنه قوات الحكومة السورية والجيشان الإيراني والروسي، والذي سحق المقاومة في حلب بعد أشهر من القصف، سينتقل قريباً في اتجاه الجنوب الغربي لمحافظة إدلب التي تقع عند حدود تركيا؛ حيث تجمع معظم الذين تم إجلاؤهم من حلب. ويبقى أن يتم غزو "خلافة" مجموعة "داعش" في الرقة، إلى جانب عدة بلدات ومدن سورية أصغر. لكن سقوط حلب يشكل حدثاً بارزاً ومهماً جداً، والذي ربما يؤذن ببداية نهاية الفصائل الثورية المختلفة في سورية، بعد خمسة أعوام ونصف العام من بدء انتفاضتها.
عندما قام ائتلاف فضفاض من الثوار بغزو الضواحي الشرقية من حلب، في تموز (يوليو) من العام 2012، انضممت إلى واحد من الفصائل في مبنى مدرسة كان الثوار قد حولوه إلى قاعدة أمامية. وكانت تلك تجربة مزعجة. بدلاً من مناخ يعكس الانتصار المقبل، وجدت مناخاً يعج بالخوف والشك. في واحد من الفصول الدراسية، كانت نحو دزينتان من الرجال المرتعبين معتقلين كأسرى. وعندما سألت عنهم أبعدني مقاتل قليل الكلام بعيداً عن المكان. وبعد برهة قصيرة، حدث اضطراب عندما أحاط عدة مقاتلين ثوار بأحد رفاقهم واتهموه بأنه جاسوس. وعندما أمسكوا به صاح باهتياج وحاول، عبثاً، الهروب منهم. وقد تغلبوا عليه وساقوه في أحد الممرات. ولم أعرف ماذا كان مصيره.
في محاولة للاقتراب من قلعة المدينة القديمة التي كانت ما تزال في يد القوات الحكومية، تسلقت مع مرافق لي بمشقة سيارة كانت فيها حفنة من الرجال المسلحين، وتوجهنا أعمق إلى داخل المدينة. ومن نظرات عيون الناس الحادة التي مررنا بها في الشارع، بدا واضحاً أنه ليس كل سكان حلب كانوا مسرورين بـ"تحريرهم" من جانب الثوار، وعندما اقتربنا من مركز المدينة، سمعنا أصوات إطلاق الرصاص. وعندما شعرنا بأننا أصبحنا في أرض حرام خطيرة لا تعود لأحد قفلنا عائدين.
وبعد أيام قليلة من مغادرتنا حلب، علمنا أن نفس الثوار الذين كانوا قد استضافونا أعدموا أربعة رجال اتهمومهم بالخيانة. وعرض الثوار شريط فيديو التقط بكاميرا هاتف نقال، والذي ظهر فيه عدة مقاتلين وهم يطلقون مئات العيارات النارية على الرجال الأربعة الذين كانوا قد أوقفوا أمام جدار لساحة مدرسية، في صلية استغرقت خمساً وأربعين ثانية. وكان الجدار مزيناً بصور ضخمة لشخصيات كاريكاتورية، بما فيها ميكي ماوس وسبونج بوب وسكوير بانتس.
في يوم آخر، وفي بلدة كان الثوار يسيطرون عليها تقع على بعد ساعتين إلى الشمال من حلب، حضرت جنازة شاب كان قد اعتقل وقتل على يد عملاء أمن النظام. وأظهرت جثته التي كانت عائلته قد استعادتها عدداً من الجروح المخروقة، وإنما كانت هناك أيضاً عدة فتحات ضخمة، حيث كانت قطع من لحمه مفقودة. وتساءل أحد أقاربه عما إذا كان ذلك قد حدث بواسطة كماشة، كجزء من تعذيبه، بينما كان على قيد الحياة.
بعد أربعة أعوام، كانت نتائج المواجهة الوحشية في حلب كارثية. ثمة مساحات شاسعة من المدينة العظيمة أصبحت الآن أطلالاً، كما لحقت أضرار عصية على التقدير بمعالمها التاريخية والأثرية. وقد لحق الدمار الهائل بأجزاء من القلعة ومئذنة مسجد أمية متعددة الطوابق في المدينة، وأقسام كبيرة من السوق الذي يعود إلى العصور الوسطى، أو لحقت بها أضرار بالغة. ومع ذلك، ربما تمكن استعادة بعض الإرث الفيزيائي للمدينة، لكن المزيج المذهل من الناس الذين جعلوا من حلب ذات مرة مكاناً استثنائياً يبدو أنه اندثر إلى الأبد على الأرجح.
تسبب الصراع في وقوع خسائر فادحة لا يمكن تحملها في الأرواح البشرية. فقد قتل ما يصل إلى حوالي نصف مليون شخص في سورية منذ بدء القلاقل في العام 2011، بما في ذلك آلاف لم يبلغ عنها في حلب وحدها. وهبط العمر المتوقع للسوريين بمعدل عشرين عاماً وزادت معدلات وفيات الأطفال بواقع عشرة بالمائة، وانتشر الفقر وسوء التغذية في عموم البلد. كما شرد ما يقدر بحوالي اثني عشر مليون شخص، بمن فيهم خمسة ملايين تقريباً هربوا من البلد ليتجمعوا في مخيمات اللجوء في تركيا والأردن ولبنان والعراق ومصر، حيث يعتمدون على المساعدات الإنسانية الدولية من أجل الاستدامة. وثمة مليون سوري آخر هربوا أنفسهم إلى أوروبا، ويعيش العديد منهم حيوات غير مستقرة في مراكز الاحتجاز، حيث ينتظرون أمر البت في طلبات اللجوء التي قدموها.
ثمة القليل من الصراعات التي شهدتها العصور الحديثة، والتي اتسمت بمثل قتامة وقدرية أو زعزعة الاستقرار التي سجلها صراع سورية، الذي سيتم الشعور بتداعياته على نطاق واسع لعقود ستأتي. وعلى أولئك الذين نجوا من هوله مباشرة أن يتعايشوا مع الصدمة الناجمة عن الخسائر الشخصية، التي تشتمل على وفيات الأحبة والجروح الجسدية وآلام وإذلال التعذيب، بما في ذلك عبودية الجنس والاغتصاب الجماعي وفقدان المنازل والممتلكات؛ وآثار الصدمة المطولة والخوف الذي يزرعه القصف الجوي غير المتوقف؛ والمجاعة والسجن والهروب والنفي، وهكذا.
بعيداً وراء سورية أيضاً، يحمل عدة ملايين من الناس ذكريات لا تمحى عن الفظاعات المتنوعة للصراع، بفضل وابل من أشرطة الفيديو التي أرسلت على "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب". ويتضمن ذلك صور الإعدامات الجمعية للأسرى بالطلقات النارية والسيوف، وبالإحراق أو الإغراق، وعرض اللحظات الأخيرة للأشخاص غير المحظوظين والمرعوبين الذين يتم الإلقاء بهم من أسطح البنايات أو يرجمون حتى الموت، والأولاد والشباب الذين يتحولون إلى جلادين عديمي الرحمة والشفقة، وآلاف الحالات الأخرى من الرعب. ويعيش العديد منا مع الذكرى المرعبة لوجه الصحفي جيم فولي أو لوجه ستيفن سوتلوف في اللحظات التي سبقت إقدام جلاد مقنع على قطع رأسيهما، ولن نعد أبداً كما كنا بعد ما رأيناه.
كم من الصعب الآن استحضار التفاؤل العام واسع النطاق الذي رافق ربيع العام 2011، عندما كانت سورية مطوقة بالجيشان العاطفي الذي سمي "الربيع العربي"، النابع من حمى ديمقراطية اكتسحت الشرق الأوسط وبدت قوة إيجابية جامحة غير قابلة للوقف. وقد تغير الكثيرمنذئذٍ. فقد تحولت" ثورة" ميدان التحرير إلى عصابات اغتصاب، وتم استبدال الرئيس حسني مبارك بدكتاتورية عسكرية عبودية؛ وأفضت ثورة ليبيا إلى قتل معمر القذافي بشكل وحشي على "يوتيوب"، تاركا وراءه بلداً مدمراً؛ ووسع تنظيم "داعش" وصوله من الحرب الأهلية متعددة الرؤوس ليعيد إشعال الصراع الطائفي في العراق ويشن حملة إرهاب عالمية ما تزال متواصلة.
أما القادة الغربيون الذين ساعدوا "الربيع العربي" ذات مرة وشجعوه كعربة للتغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط -يخطر في البال نيكولاس ساركوزي وديفيد كميرون- فإنهم إما ذهبوا من المسرح السياسي، أو أنهم، مثل باراك أوباما، يصنعون خروجهم النهائي. وقد تلخطت سمعة كل واحد من هؤلاء الرجال، بطرق شتى، بفعل القرارات التي اتخذوها فيما يتعلق بالشرق الأوسط خلال وجودهم في السلطة. وقد تراجع أوباما تراجع عن حافة التدخل العسكري بعد استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في العام 2013، ويخلفه الآن في البيت الأبيض دونالد ترامب.
كان التعثر الثاني الكبير لفن الحكم الأوروبي هو ليبيا، والتي ما تزال منذ الإطاحة بدكتاتورية القذافي في العام 2011 بمساعدة الناتو، منخرطة ومتورطة في الفوضى العارمة التي تعصف بها. وتغرق ليبيا راهناً في قتال أبدي بين أمراء حرب عديدين وميليشياتهم، وقد أصبحت نقطة انطلاق لمجموعة "داعش"، وزعزعت استقرار الكثير من أجزاء شمال إفريقيا. وبالإضافة إلى ذلك، وبفعل مافيات الاتجار بالتهريب التي تنشط هناك بقليل من الضبط، يتجمع المهاجرون المستقبليون راهناً في ليبيا للشروع في رحلات بحرية خطيرة للعبور إلى إيطاليا. وقد مات الآلاف منهم.
بفضل هذه الخطوات الغربية الخاطئة إلى حد كبير، تحول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من كونه لاعباً هامشياً على جوانب الشرق الأوسط، ليصبح وسيط القوة الأكبر فيه. وعندما قصفت القاذفات الروسية آخر مستشفى عامل بيد الثوار في حلب قبل عدة أسابيع، بدا واضحاً أن النهاية أصبحت وشيكة.
من جهته، استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستمرار الفوضى العارمة السائدة في المنطقة كسبيل لتوسيع سلطته الخاصة. وفي الأثناء، لم يتمكن بشار الأسد من البقاء في الرئاسة وحسب، بل إنه ليس نادماً. ففي تصريح له بمناسبة الاحتفال باستعادة حلب في الأسبوع قبل الماضي، قال "أعتقد بأنه بعد تحرير حلب سوف نقول إنها ليست الحالة السورية فقط، وإنما الحالة الإقليمية والدولية أيضاً باتت مختلفة".
في الحقيقة، وفيما جاء في جزء منه بسبب الصراع السوري وتداعياته المتواصلة، فإن مستقبل الاتحاد الأوروبي نفسه أصبح راهناً موضع تساؤل. ومع التدفق الجماهيري للاجئين، جاء صعود في المشاعر المعادية للهجرة في أوروبا، والتي تعكس شعور أقصى اليمين الأميركي في تعصبه الديني وكراهيته الطائفية، وخاصة تجاه المسلمين. وأصبح قتل المدنيين -في أوروبا وغيرها (تونس وبنغلاديش ومصر وتركيا)- بأيدي إرهابيين إسلاميين حدثاً متكرراً بصورة مرعبة. وفي عموم الغرب، ينتشر مزاج بشع من رهاب الخوف من الأجانب. وحتى الآن، أعطانا ذلك الخروج البريطاني وفوز ترامب. وفي الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، هل ستكون مارين لو بان هي المنتصرة؟ هل ستؤذن الهجمة الإرهابية التالية في ألمانيا بنهاية أنجيلا ميركل ودخول مزاج عدم تسامح مجتمعي؟
مع بداية العام الجديد، ثمة العديد من الأسئلة العالقة في الميزان، والتي تقودنا -بشكل ما- عائدين إلى حلب.
 
========================
كريستيان ساينس مونتر :صداقة موسكو لأنقرة لها حدود
http://www.alarab.qa/story/1067501/صداقة-موسكو-لأنقرة-لها-حدود#section_75
قالت صحيفة كريستيان ساينس مونتر الأميركية إن تركيا العضو في حلف الناتو وروسيا الصاعدة عسكريا يدخلان في عملية تقارب جديد يمكن أن تكون أحد الملامح الرئيسية في الشأن الجيوسياسي لعام 2017، مع تزايد المشاعر المعادية لأميركا بين الأتراك، ونشوء مصلحة في سوريا بين الرئيس التركي ونظيره الروسي.
ولفتت الصحيفة إلى اتفاق السلام الذي تم برعاية تركيا وروسيا في سوريا وكان أحد ملامحه أنه استثنى الأمم المتحدة والولايات المتحدة، مضيفة أن أنقرة وتركيا إلى جانب إيران من المقرر أن يعقدوا محادثات سلام في كازاخستان قريبا.
واعتبرت الصحيفة أن هذا التغير السريع في المواقف يمكن أن يسلخ تركيا من التحالف الغربي، الذي كانت تركيا أحد أركانه في شرق أوروبا.
وأضافت الصحيفة أن توجه الرئيس التركي أردوغان نحو الغرب منذ بداية حكمه جعله محل ترحيب كبير في نادي الدول الغربية كما وصف أوباما تركيا بأنها «حليف نموذجي» في عام 2009. لكن محللين يقولون إن صداقة روسيا مع تركيا لها حدود رغم ذلك، خاصة إذا ما قرر إدارة ترمب تهدئة مخاوف أردوغان ورحل الداعية المثير للجدل فتح غولن إلى بلاده، أو أن يهجر ترمب دعم أميركا لأكراد سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن توجه أردوغان نحو الشرق يأتي في وقت تواجه في تركيا تحديات، أبرزها محاولة الانقلاب في يوليو الماضي، فضلا عن عملية التهديد التي يشكلها أنصار الداعية فتح الله غولن والتي دفعت السلطات التركية إلى إجراء عملية تطهير لهم.;
========================
فورين بوليسي:التاريخ لن يرحم أوباما بسبب سوريا
http://www.mansheet.net/world/211210.html
: علاء عبدالله
صرحت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن سوريا ستبقى شاهدًا على فترة حكم الرئيس الأمريكي بارك أوباما إلى الأبد، مشيرة إلى أن التاريخ لن يكون رحيمًا في الحكم عليه بسبب فشله في منع المذابح التي تعرضت لها سوريا.
ولفتت المجلة إلى أنه في الوقت الذي يستعد فيه أوباما لمغادرة البيت الأبيض، أصبح الأمريكيون في حالة مزاجية متغيرة،، وأن شعبيته انخفضت إلى 48 % في آخر استطلاع، مشيرة إلى أنها أقل نسبة تأييد في تاريخ آخر 5 رؤساء أمريكيين.
وذكرت المجلة أنه منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 أثناء ولاية أوباما، لم تشهد سوريا سوى المذابح والكوارث الإنسانية التي تركت إرثًا من الدمار والقتلى الذين وصل عددهم إلى 400 ألف قتيل، مشيرة إلى أن السؤال الأكبر الذي يتم طرحه في الوقت الحالي هو "كيف سيحكم الجيل القادم على حكم الرئيس الأمريكي الحالي عندما يوضع في كفة وتوضح كل تلك المذابح في كفة أخرى؟".
وألمحت المجلة إلى أن أوباما لم يعانِ كثيرًا بسبب تلك الخطايا التي تحدث في سوريا، لكن سجل الوفيات في عهده وسيرته العامة تميل إلى مواقف رؤساء مثل جورج بوش الابن من الحرب في دارفور، وموقف بيل كلينتون من رواندا، وجورج بوش الأب في البوسنة، وجيمي كارتر في كمبوديا، وجيرالد فورد من تيمور الشرقية، مشيرة إلى أن مثل تلك الأحداث التاريخية ستبقى في ذاكرة التاريخ ليعيد كتابتها من جديد كما يحدث مع جرائم هتلر التي ترجع إلى عام 1939 وما تعرض له الأرمن في الحرب العالمية الثانية على يد العثمانيين.
ولفتت المجلة إلى أن التاريخ لن تمنح أوباما مساحة كبيرة عندما تتحدث عن دوره في الوقوف ضد الأعمال الوحشية التي تشهدها بلدان مثل سوريا، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تتجه فيه إدارة أوباما نحو الرحيل بدأ وقف إطلاق النار في سوريا يكون له تأثير بدون أي دور أمريكي.
وتابعت: "هذا الأمر يكشف كيف أن القتل والأزمات الإنسانية ستكون جزءًا من تبعات تلك الحرب التي سيقيمها المؤرخون للإجابة على السؤال "كيف كانت إدارة أوباما تتعامل مع الحرب الأهلية في سوريا بكل مآسيها؟"، مشيرة إلى أنهم لو تسامحوا في تمرير هذا السؤال لن يكونوا على ذات القدر من الكرم عند تقييمهم لآلية فقد النفوذ الأمريكي في العالم بصورة تدريجية.
========================
معهد واشنطن: تركيا هي الوحيدة التي تطالب بخروج حزب الله من سوريا
http://www.turkpress.co/node/29852
ترك برس
أشار مقال تحليلي في موقع "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، إلى أن تركيا هي الطرف الوحيد الذي يطالب بخروج حزب الله اللبناني من الأراضي السورية، وهو ما لا يروق لإيران.
وبحسب موقع "عربي21"، ناقش المقال التحليلي للصحفية اللبنانية والزميلة الزائرة حنين غدار، موقف حزب الله وإيران من المطالب التركية بسحب مقاتليه من سوريا، باعتباره قوة أجنبية.
وأشارت الكاتبة اللبنانية إلى أن الحزب لن يغير دوره في سوريا، خاصة بعد اتفاق الهدنة الذي أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتعاون مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وقالت غدار إن "هناك عقبة تظل أمام أي حل، وهي العلاقات التركية الإيرانية، فما يقلق طهران حول الاتفاق الأخير هو الدور البارز لتركيا فيه، وتحتاج موسكو أنقرة لتساعد في إقناع الشارع السني في سوريا.
وفي الوقت ذاته تحتاج تركيا روسيا لحماية حدودها ضد القوى الكردية، لكن تركيا وإيران ليستا متفقتين، ومع أن تركيا أبدت مؤشرات عن تخليها عن إصرارها على الإطاحة بالأسد، إلا أن لديها قضايا خلافية مع وكلاء إيران".
وتشير الكاتبة إلى تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، التي قال فيها أمام الصحافيين: "على القوى الأجنبية كلها مغادرة سوريا، وعلى حزب الله العودة إلى لبنان".
وأضاف جاويش أوغلو أن تركيا ستضمن التزام المعارضة بالاتفاق، وروسيا تضمن التزام النظام، أما إيران فستضمن حزب الله وقوات النظام.
ولفتت إلى أن حزب الله رد بعد يوم بسلسلة من التصريحات، منها ما قاله مدير المكتب السياسي في الحزب إبراهيم الأمين السيد، الذي أعلن أن الحزب لن يغادر سوريا باتفاق أو دون اتفاق.
ونقل الإعلام اللبناني عن قيادي عسكري في الحزب، قوله إن المقاتلين في سوريا لمحاربة الإرهاب، وهذا لم ينته بعد، وأضاف أن حزب الله دخل سوريا باتفاق مع النظام، ولن يخرج إلا باتفاق مماثل. وحمل المعارضة مسؤولية خرق اتفاق وقف النار في وادي بردى.
وتفيد غدار بأن "علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، أصدر بيانا في 3 كانون الثاني/ يناير، قال فيه إن حزب الله لن يغادر سوريا، ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن السفير الروسي في لبنان، قوله إن موسكو لن تطالب الحزب بمغادرة لبنان؛ لأنه شريك في الحرب على الإرهاب.
وعليه فإن تركيا هي الطرف الوحيد الذي يطالب بخروج حزب الله، وهو ما لا يروق لإيران، ومع أن تركيا تتفهم وجود المليشيات بسبب الوضع العسكري في سوريا، إلا أنها تريد إشارات أو ضمانات بأنها ستخرج في النهاية".
========================
يرواسيا جروب  :أمريكا وتركيا والصين وما يحدث في الشرق الأوسط.. المخاطر الحقيقية لعام 2017
http://altagreer.com/أمريكا-وتركيا-والصين-وما-يحدث-في-الشرق/
يرواسيا جروب – التقرير
ستة أعوام مرت منذ الكتابة عن جي زيرو – عالم بلا قائد عالمي، والتحولات الأساسية في المناخ الجيوسياسي أصبحت أوضح – فأصبحت روسيا في الجبهة الأمامية في الأمن، والصين في الاقتصاد.
هذه الاتجاهات تسببت في تسرع تمرد الشعبوية ضد العولمة؛ أولاً في الشرق الأوسط ثم أوروبا وبعدها أمريكا، وخلال عام 2016 يمكنك رؤية مفهوم جي زيرو في عدة مناطق؛ مزيدٌ من التدهور في الحلف مع بريكست، والتصويت بـ”لا” في الاستفتاء الإيطالي، نهاية محور أمريكا مع آسيا مع انهيار الشراكة عبر المحيط الهادي، والانتصار الروسي في سوريا بعد دعم بشار الأسد خلال حرب الستة أعوام، ومع نتائج الانتخابات الصادمة وقدوم ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، أصبح مفهوم الجي زيرو أكثر وضوحًا.
في عام 2017 ندخل حالة من الركود الجيوسياسي؛ حيث يعد أكثر تقلبًا من الناحية السياسية بعد العديد من الحروب، وخاصة فيما يهم السوق العالمية مثل ما حدث في أزمة الركود الاقتصادي عام 2008، حيث كانت في حاجة إلى ضغط جيوسياسي، والذي سيؤدي لبدء الصراع العسكري بين الدول الكبري أو انهيار المؤسسات الحكومية المركزية الكبري، ولكن مثل هذا الناتج أصبح الآن قابل للتحقيق، وهو خطر من ضعف الأمن الدولي والهيكل الاقتصادي وتعميق عدم الثقة بين الحكومات القوية في العالم.
الخطر الأول: أمريكا مستقلة
فلسفة ترامب وتعهده بجعل أمريكا عظيمة مجددًا بناءً على جوهر القيم الأمريكية؛ الاستقلال، فبالنسبة لترامب هذا يعد الاستقلال عن مسؤوليات أمريكا ودورها في الشأن العالمي، وتحريك العبء الموضوع على أمريكا من خلال عدد من حلفائها، إذا لم يكن واضحًا، يعتبر هذا ذو فائدة لأمريكا على المدى القريب، أو من خلال المصلحة العامة حيث يركب البعض الموجة.
هذا لا يعد انعزال؛ كقائد لأقوى دولة في العالم، رفض ترامب الضعف المقترن بالشراسة، ويرغب في استخدام مشاريع أمريكا لمصلحة الأمن القومي الأمريكي.
من الناحية العسكرية، أمريكا مستقلة لا تشير إلى إحجامها عن استخدام القوة، ولكن هناك رغبة حاسمة لاستخدامها للدفاع عن مصالح أمريكا بدون الالتفات للعواقب التى ستطول آخرين، إذ أن وعد ترامب بتدمير داعش، ومقدرة أعلى على المراقبة، وطرق أخرى لمعاقبة العدو، تعتبر استقلالًا أكبر لأمريكا سيجعلها أقوى من سياسة أوباما الخارجية.
من الناحية الاقتصادية، يتم ترجمة استقلال أمريكا إلى سياسة صناعية؛ من خلال الضغط على العلاقات الثنائية لخلق شروط أفضل لتقوية أمريكا، ومن خلال استخدام الوسائل المتاحة لإقناع المؤسسات أن تستثمر أكثر في الولايات المتحدة
التحول يعد كبير بالنسبة للقيم، حيث أن استقلال أمريكا ينبذ الاستثنائية، وفكرة أن الولايات المتحدة تشجع الديموقراطية، والحقوق المدنية، وسيادة القانون، ونهج ترامب تجاه التحالفات والمؤسسات متعدد الأطراف يتم من خلال التعاملات.
الحديث عن القيم المشتركة يمكن أن يصبح ستارًا يسمح للحلفاء باستغلال أمريكا، ولا تلتزم أمريكا بهذه القيم بأية حال، ويجب أن تكون التحالفات أكثر عملية، وتكون منطقية إذا كان مكسبًا للجميع، ويجب أن تكون مرنة أكثر في مناخ متغير باستمرار، ولا يجب أن تكون محددة بمعاهدات لا تخدم مصالح أمريكا في العالم اليوم.
هناك منطق لهذه الحجج والتي من شأنها أن تجعل هذا التغيير في اتجاه العامة في أمريكا، وتنتمى غالبية أمريكا إلى الجزء الذي يرى أن هناك أهمية في استمرار دور الدولة كقائدة للعالم، ويشعروا أنهم لم يستفادوا بشكل مباشر من التجارة العالمية
وأدت التدخلات العسكرية العديدة لأمريكا إلى الفشل، والاستنكار الواسع في مناطق أخرى في العالم، في الوقت ذاته فإن الخلاف الجيوسياسي لمفهوم جي زيرو يمثل تحدي أكبر للمناطق الأخرى أكثر من أمريكا (مثل اللاجئين والإرهاب في الشرق الأوسط وأوروبا وصراع الأسلحة في آسيا)، كل ذلك يخلق العديد من المخاطر السياسية.
أولاً: الفوضى القريبة والتي تأتي من غياب القوى العظمى، وهو ما يتضح أكثر في أوروبا؛ حيث تميل سياسة ترامب تجاه روسيا، دعمه الفاتر لحلف الناتو وتماشيه مع من يشبهه والحركات المناهضة للإنشاء حول القارة، يضعف أكثر ما كان يعتبر تحالف أهم لحماية النظام العالمي.
ثانيًا: الضعف الكبير للبنيان المؤسسي، حيث أن استقلال أمريكا سيسرع من تجزئة التجارة العالمية وزيادة رأس المال وتنظيم ردود بشأن أزمة التغير المناخي، وكانت الولايات المتحدة الممول الرئيسي والداعم للمؤسسات المتعددة الأطراف في العالم، مثل الاتحاد الأوروبي والبنك العالمي، مع استقلال أكبر لأمريكا؛ فإن هذه المؤسسات ستكون تحت فحص سياسي أكبر وضغوط مالية بسبب إعادة إدارة فوائدها لمصالح أمريكا القومية من قبل ترامب.
ثالثًا: هو صعود الصين والاحتمال المتنامي بالاصطدام المباشر مع الولايات المتحدة، ويري رئيس الصين أن استقلالية أمريكا كفرصة أساسية لتقدم أمن الصين والمصالح الاقتصادية الصينية بشكل أوسع.
وقال رئيس الصين في إحدى خطاباته، أنه يدعو أن تكون الصين قائدة جديدة للعولمة، حضوره بعد ذلك في هذا الشهر في المنتدى السنوي للاقتصاد العالمي ودعمه الكبير للأمين العام للأمم المتحدة، توضح انحراف جديد للصين أكبر من ظهورها في أوليمبيات بكين.
هذا التغيير سيؤدي لتحول حلفاء أمريكا في جنوب آسيا للتحالف مع بكين، وسوف يزيد من توسع دور الصين في حكم الاقتصاد العالمي، ولكن فرصة الصين الجديدة لوضع قوانين جديدة وبحث إدارة ترامب عن صفقات جديدة أفضل؛ ستجعل الصين تصطدم مع المصالح القومية الأمريكية، بالإضافة لعدم رغبة ترامب في الالتزام بالسبل التقليدية للدبلوماسية، وتأثير ذلك على الاتصالات الواضحة بين البلدين.
سيشعر رئيس الصين بالحاجة للرد الحاسم، عندما يدرك أن المصالح الوطنية الرئيسية الصينية على المحك، ويمكن أن نرى مواجهة في عدد من القضايا؛ بشأن تقارب العلاقات بين أمريكا وتايوان، والتهديد المتنامي للمشروع النووي لكوريا الشمالية، أو من خلال الضغط الاقتصادي على العملات، الملكية الفكرية، والتجارة في الوقت الذي يتم إحباط جهود ترامب في السياسة الصناعية من خلال اقتصاد الدول الرائدة الرأسمالية.
الخطر الأخير الذي يتدفق من استقلال أمريكا وانهيار النظام؛ هو إمكانية أن تتصرف روسيا كمتمردة ولا يهتم ترامب، أما قادة الاتحاد الأوروبي إما ضعفاء أو يئسوا من العقوبات، وسوف يستخدم بوتين فوزه في سوريا لزيادة تأثير روسيا في الشرق الأوسط، كما قال الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي: “السياسة الداخلية يمكن أن تهزمنا، أما الخارجية يمكن أن تقتلنا”.
الخطر الثاني: مبالغة الصين
انتقال القيادة الذي سيحدث هذا الخريف في الصين سيشكل مسارها السياسي والاقتصادي لعقد أو أكثر، حيث أن حجم تحول النخبة قبل وأثناء وبعد مؤتمر حزب التاسع عشر، جنبًا إلى جنب مع البيئة السياسة المنقسمة التي عززها الرئيس الصيني؛ ستجعل هذا الانتقال واحدًا من أكثر الانتقالات تعقيدًا منذ بداية عصر إصلاح الصين.
ويتزايد مخاطر عاملين من توحيد السلطة القادم؛ أولهم بسبب أن الرئيس الصيني سيتعامل من التحديات الخارجية لمصالح بلده بشكل حذر، في الوقت الذي سيكون تركيز الجميع على قيادته، وسيتعامل معه بحذر أكثر من ذي قبل، ومن المتوقع أن تكون نتائجها توتر أكبر في علاقاتها مع أمريكا.
ثانيًا: من خلال تفضيل الاستقرار على الخيارات السياسة الصعبة في الفترة التي تسبق مؤتمر الحزب، وهو ما قد يزيد بدون قصد فرص فشل السياسات.
ويأتي مؤتمر الحزب التاسع عشر في وقت فريد من تطوير الصين، على الرغم من النمو الثابت، تستمر الاختلالات الاقتصادية الكبرى في البلاد في النمو، ودخل قادتها ببطء إلى إصلاح السوق الجديد، وسياسة الاقتصاد لديها أصبحت حادة.
من الناحية السياسية، الخوف والإحباط في الأحزاب ونخبة رجال الأعمال في أعلى صورها منذ ماو تسي تونج الرئيس السابق، ووحد الرئيس شي جين السلطة وهمّش المعارضين، وجعل القرارات مركزية بسرعة جعلت الجميع يتساءل عما إذا كانت تقاليد الحكم بالإجماع مازالت تنطبق أم لا، وأرسلت حملة مكافحة الفساد للرئيس صدمات للنظام المجمد منذ عقود، وأصبح قادة بكين في خوف من أن يصبحوا الأهداف التالية.
في السياق ذاته، فإن التنافس على السلطة قبل مؤتمر الحزب سيكون قوي، ويصمم شي جين على تشجيع حلفائه، ولكن الذين يعارضون توحيده للسلطة سيكون المؤتمر فرصتهم الأخيرة لحجبه، ويعتبر الوضع مجهز لعام من القتال السياسي، وفي طريقه لتثبيت السلطة سيتجنب الرئيس أي حدث داخلى أو خارجي، والذي سيجعله يظهر بمظهر ضعيف، وهذا سوف يأتي معه عواقب.
أولاً: يري الرئيس الصيني أنه يجب أن يرد بحزم على أي تحديات تواجه المصالح الوطنية، وهو ما يعني تزايد توترات السياسة الخارجية، وعلى الأقل فإنه سيرى أي تحدي خارجي محاولة إلهاء عن تركيزه على السياسة الداخلية وهو ما يعد غير مرحب به، وعلى أسوأ الأحوال سوف يخشى أن تقوض هذه التهديدات موقفه في بلده، ومن المتوقع أن يرد بحزم أكثر من المتنبئ به، ولسوء الحظ للاستقرار العالمي؛ فإن قائمة المحفزات التي يمكن أن تجعل الرئيس الصيني يفقد أعصابه طويلة، وتشمل ترامب ورؤيته للسياسة الصينية، وتايوان، وهونج كونج، وكوريا الشمالية، وبحر جنوب ووسط الصين.
ثانيًا: التركيز القوي على الاستقرار الداخلي يعني أن الرئيس الصيني يمكن أن يبالغ أو يعرقل أي إشارة على مشاكل اقتصادية، وهذه المخاطرة يمكن أن تظهر في شكل إعادة تضخم الأصول من أجل تعزيز النمو المحلي، أو انحدار ضوابط رأس المال، وأي منهما يمكن أن يجعلهم يفقدوا المستثمرين أو السوق العالمي، ولكن أيًا كان شكلها، فإن أي خطوة خاطئة سيأخذها “شي” سوف يثير التقلبات في الاقتصاد العالمي.
الخطر الثالث: ضعف ميركل
هذا العام سيأتي ومعه موجة من المخاطر السياسية في أوروبا، وبعضهم سوف يتحقق؛ حيث أن الجدال حول البريكست سوف يشتت ويزيد عدم الثقة بين المملكة المتحدة وأوروبا، والانتخابات الفرنسية يمكن أن تؤدي إلى تولي اليمين المتطرف السلطة، كما أن أزمة اليونان ستستمر في الاضطراب بدون حلول، إضافة إلى أن ميل تركيا نحو الاستبداد سيستمر، في حين أن اتفاقية اللاجئين الخاصة بالدولة مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن تنهار، ويبقى الإرهاب المتفشى أكبر خطر في أوروبا من أي مكان فالعالم.
استفادت أوروبا من شجاعة قيادة ميركل منذ اندلاع الأزمة في المنطقة الأوروبية، فهل كان يمكن للأوروبيين حل الأزمة المالية بدون تركيز ألمانيا على الحل؟ وهل كانت ستبقى أوروبا دون تفكك ؟ يصعب تصور ذلك.
واجهت ميركل عدة تحديات والتى استمرت في تقويض قيادتها؛ أولاً سياسة اللاجئين، والتي افتقدت الدعم في ألمانيا وأوروبا، وما زاد هذا الرفض هو الهجمات الإرهابية والأحداث الداخلية والتي تم لوم اللاجئين فيها، ثم سلسلة من أزمات الشركات والتي تضمنت عدد من المنشآت الألمانية الهامة، مثل “فولكس واجن”، و”دويتش بانك” وغيرها، وأخيرًا ظهور الشعبوية والذي قوض دعم حلمها بأوروبا أقوى بسبب نتائج الانتخابات في شرق أوروبا، في استفتاءات المملكة المتحدة وإيطاليا وظهور بديل حزب ويتش لاند الألماني.
من بين قادة أوروبا تعتبر ميركل الأكثر حظًا في الفوز بفترة أخرى في الانتخابات المقبلة، حيث لا يوجد منافس قوي، وبصرف النظر عن خطر زيادة القومية في الدولة ولكن لا تمتلك الشعبوية في ألمانيا نفس الآثار التي تملكها في دول أوروبا، حيث أن فوائد عضوية الاتحاد الأوروبي ومنطقة أوروبا واضحة للألمانيين، ولذا وبصرف النظر عن مدى فداحة فوز بعض المرشحين الخاطئين في العالم؛ إلا أن ميركل ستفوز بمدة رابعة، ولكن الحاجة لإرضاء النقد الداخلي هذا العام سيجعلها شخصية أضعف وسيؤثر على جودة قيادتها سواء في ألمانيا أو خارجها.
نفوذ ميركل انجرف سريعًا، ولم يلتزم أوباما دومًا بما وعد، ولكن العلاقات كان دافئة على المستوى الشخصي والدبلوماسي، ولا يعتبر الوضع كذلك مع ترامب والذي يهتم بالقيم بشكل أقل، وهو ما يعد أساس قيادة ميركل.
عندما يأتي الوضع لعلاقات أوروبا وأمريكا؛ ترى دول أوروبية أخرى فرصة لإعادة تقوية الروابط مع موسكو، وسيتسبب البريسكت في محو الدعم البريطاني لقيادتها، أما بالنسبة للإيطاليين فإنهم كقوى كبيرة مناصرة للاتحاد الأوروبي سوف يمروا بحكم ضعيف، وفي فرنسا إذا نجحت ماري لوبان ونادت باستفتاء على عضوية بلادها في الاتحاد الأوروبي؛ فإن حكومتها ستكون خصم لميركل، أما إذا فاز فرنسوا فيلون؛ فإن ميركل ستتعامل مع حليف رئيسي والذي يميل نحو بوتين، ولم تحتاج أوروبا لقوة أكبر من ميركل، ولكن في 2017 فإن دورها كشخصية قوية لن يكون متاح.

الخطر الرابع: لا وجود للإصلاحات
سوف تفتقر القيادة أيضًا للتعامل هذا العام مع العديد من القضايا، حيث يتجنب المسؤولون السياسيون الإصلاح الهيكلي، وسط احتمالات تقويض النمو والفرص الجديدة للمستثمرين من ناحية الاقتصاد، وينقسم هذا المأزق إلى أربعة أقسام.
أولاً: يشعر بعض القادة القوميين وكأنهم فعلوا واجبهم، ففي الهند سيستريح الرئيس مودي بعد أن قام بإصلاحات سياسة نقدية، وضريبة السلع والخدمات وتحرير الاقتصاد الأجنبي المباشر في العديد من القطاعات الهامة.
هذا العام سيعود للتركيز على الفوز بالانتخابات الرئاسية، أما في المكسيك ستكون نهاية انريكو بينا نيتو بعد وصوله لإصلاحات في مجالات الطاقة والتعليم والضرائب، ويعلم أنه ليس لديه تفويض لإضافة شيء آخر لهذه القائمة.
ثانيًا: المجموعة الثانية تبقى في الانتظار حتى تشتد الأحداث في الأجندة السياسية، وستستمر روسيا في تأخير ارتفاع الضرائب بعد انتخابات الرئاسة في مارس 2018، في الوقت الذي لا تخطط فيه ألمانيا وفرنسا لتغيرات هائلة في اقتصادهما، أو حتى تقدم متواضع في الإصلاحات في مجال العمل، ويجب أن يتم الانتظار حتى انتخابات 2017.
في المجموعة الثالثة، الإصلاح الهيكلي الحقيقي ليس على القائمة؛ ففي تركيا، تركيز أردوغان على توحيد السلطة يعني غياب الإصلاحات، وفي إيطاليا فإن ضعف الحكومة يجعلها لا تملك الجاذبية لمعالجة منهيجة إصلاح القطاع المصرفي، أما في المملكة المتحدة فإن البريكست سيمنع تريزا ماي من تحقيق وعدها بإصلاح رؤوس الأموال.
وهو ما يترك آخر مجموعة من القادة والذين سيظهروا حلول للأمور الضرورية، وسيعمل ملك السعودية على الأزمة المالية، ولكن لن يكون قادرًا على حل العراقيل الثقافية التي توجد في المملكة، ونيجيريا ستشهد إصلاحات في قطاع البترول والأمن ولكن سيتداعى ذلك في المشاكل المالية وغيرها.
الخطر الخامس: التكنولوجيا والشرق الأوسط
على الرغم من الاستبداد الواضح، إلا أن حكومات الشرق الأوسط تعتبر ضعيفة لعقود طويلة، ومعظم حدود المنطقة تم إنشاؤها من قبل الأوروبيين ولم تناسب غرضها، والشرعية جاءت غالبًا من الخارج ثم من الطاقة والمال، وتأكدت أمريكا وحلفاؤها من الأمن، واليوم كل هذه العوامل تنقص.
التكنولوجيا، تعتبر قوة لزيادة الاقتصاد، وأيضًا تؤدي لعدم الاستقرار السياسي، وفي الشرق الأوسط فإن الناتج الأخير يثبت هيمنته لعدة أسباب:
الطاقة: يستند العقد الاجتماعي حول العديد من مدن الشرق الأوسط على الأموال الكثيرة الآتية من النفط والغاز لتأكيد ولاء المواطنين، وقد تم تخريب هذا النموذج بسبب ثورة الطاقة، والتي أضعفت منظمة أوبك بشكل كبير، وهذا الاتجاه سيتم تكثيفه وسيقلل من الأسعار وسيقوض شرعية العديد من حكومات المنطقة.
الاتصال: أدت العولمة لرد فعل عنيف في الغرب والشرق الأوسط، وتملك الشرق الأوسط القوة للعمليات الاجتماعية والاقتصادية، ولكن السكان المهمشين يمكن أن يوصلوا شكواهم بطريقة أسهل الآن، ويمكن للإرهابيين التجنيد، ويتحدث الشيعة والسنة والكرد والذين ينتمون لقبائل داخل الجماعة وليس مع جماعات آخرى، وتطور كل مجموعة نظرة مختلفة للعالم مميزة عن الأخرى، وكل ذلك يمثل تهديد حقيقي للأنظمة الموجودة.
الإلكترونيات: تعتبر إيران واحدة من أكثر المستخدمين للأسلحة الإلكترونية، حيث أصبحت أقل تقييدًا مما كانت عليه، ونرى تزايد الهجوم على السعودية بردود أقل من السعوديين وحليفتها أمريكا، والإرهابيون في المنطقة يطورون مهارات إلكترونية جديدة لتحدي أنظمة الشرق الأوسط.
التشغيل الآلي: العامل الأساسي الآخر في المنطقة هو سكانها، وبنظرية اقتصادية، يجب أن يكون السكان الشباب ميزة، ولكن ليس عندما تبعد فرص التكنولوجيا.
الشفافية القسرية: أجبرت تسريبات ويكيليكس رئيسة اللجنة الوطنية الديموقراطية على الاستقالة، وكان له تأثير على الانتخابات الأمريكية، وأدت أوراق بنما إلى استقالة رئيس وزراء أيسلندا، فماذا سيحدث عندما يأتي الوضع على أحد قادة الدول العربية؟، فالأنظمة الاستبدادية هشة في الشرق الأوسط وتحتاج السرية للحفاظ على استقرارها.
الخطر السادس: التحول السياسي للبنوك المركزية
للمرة الأولى منذ عقود، تواجه البنوك المركزية الهجوم، ليس فقط في الأسواق الجديدة ولكن في أمريكا وأوروبا والمملكة المتحدة، وهو ما يترك جانبًا المبررات التي أدت لاستقلال البنك المركزي في المقام الأول، وتعوُّد السياسيين على لوم أصحاب البنوك المركزية على المشاكل السياسية والاقتصادية.
تمثل هذه الهجمات خطر للأسواق العالمية في 2017، من خلال تهديد أدوار البنوك المركزية مثل المؤسسات التكنوقراطية، والتي توفر الاستقرار المالي والاقتصادي، وألقت تريزا ماي اللوم على بنك إنجلترا لانخفاض سياسات السعر، والتي قالت إنها أضرت بالمدخرين وتسببت في زيادة عدم المساواة في الدخل.
وفي ألمانيا، قال وزير المالية إن انخفاض أسعار الفائدة تسبب في تقليل حافز الدول الأوروبية لإصلاح النماذج الاقتصادية غير المستدامة، فيما اتهم ترامب مجلس الاحتياطي الاتحادي بدعم هيلاري كلينتون خلال الانتخابات الرئاسية، وفي كل حالة من هذه الحالات فإن التسييس العلني للبنوك المركزية هو كسر المحرمات منذ أمد بعيد في ثقافة السياسة الداخلية، وهذه الضغوط على البنوك المركزية ستصبح أكثر إشكالاً في 2017 كنتيجة للمعضلات السياسية والاقتصادية، والتي تلوح في الأفق في أمريكا وأوروبا، والتى تكون ما يقرب من 40% من الاقتصاد العالمي.
وفي الولايات المتحدة، يوجد مخاطرة بصراع مفتوح بين الاحتياطي الاتحادي والبيت الأبيض؛ بسبب المسار الاقتصادي للدولة، ووعد الرئيس المنتخب ترامب بالتوسع المالي والذي قد يؤدي إلى ضغوط تضخمية وتقوية الدولار، بينما سيعتبر رد الاتحاديين بزيادة الفوائد أكثر من الآن تناقض داخلي في قلب العامل الرئيسي لسياسة الإصلاح الرئاسي، كما أن ارتفاع أسعار الفائدة ستقوض سوق المساكن، بينما سيكون هناك تأثير سلبي لقوة الدولار على المصدرين.
رد ترامب غالبًا سيكون لوم الاتحاديين على تقويض ازدهار الولايات المتحدة، وهي خطوة من شأنها تحويل استقلال التكنوقراط إلى كبش فداء سياسي، ووضع ضغوط جديدة على قرارات الاتحاد المستقبلية.
إذا تحرك البنك المركزي بحذر أكبر، فإن الرئيس كان سيتهمها بالسماح للتضخم بإيذاء الأمريكيين، والأهم هو خطر انتهاز ترامب للفرصة المقدمة له برحيل رئيسة المجلس جانيت يلين في يناير 2018، ووضع حليف له محلها وهي خطوة قد تقوض سمعة الاتحاد لسنوات، ويعتبر الموقف خسارة في كل الأحوال للمجلس؛ حيث سيوجه له اللوم في جميع الأحوال.
في أوروبا، فإن الخطر هو أن البنك المركزي الأوروبي لن يكون له الدعم السياسي اللازم لإنقاذ الاقتصاد المتعثر من الدول الطرفية في المرة المقبلة، التي ستمر بها القارة بأزمة.
منذ أن استخدم ماريز دراجي، رئيس البنك المركزي الأوروبي، عبارة “مهما يحدث” في 2012 للالتزام بالدعم الثابت لإنقاذ أوروبا، وأنقذ البنك المركزي الأوروبي اقتصاد الدول الأوروبية التي كانت في حاجة لذلك.
ولكن ذلك لم يكن سياسة شهيرة مع الشخصيات العامة، وأصبح أكثر إثارة للجدل في الآونة الأخيرة، والخطر الآن هو أن دراجي لن يشعر أن لديه الدعم الضروري لتعزيز الدول الأوروبية، بعد فوز لوبان أو وصول حركة فايف ستار للسلطة في إيطاليا.
الخطر السابع: البيت الأبيض ضد سيلكون فالي
قال ترامب إنه على استعداد لتبني الشركات الأمريكية، وهو تحرك غالبًا بشأن إظهار النقاط من خلال الإعلان عن صفقات أفضل للشعب الأمريكي، وتأخذ شركة كارير للتكييفات تخفضيات ضريبية بسبب عمل المئات لديها ومثل عدد من الشركات الأخرى، وفي النهاية تعتبر هذه صفقات تم توقيعها، وتعتبر الشركات الأمريكية والبنوك الكبرى ممثلة تمثيل جيد في رئاسة وزراء ترامب، ولها ارتباط أيدولوجي مع سياسته التي يرغب في تنفيذها، ومن المتوقع أن يسعى ترامب خلف شركات كبيرة لأسباب وجود ضغائن معها، وكثير من هذه الشركات سوف تتعثر، ولكن هذا يعد مشكلة للشركات الفردية وليس قضية هيكلية.
ولكن الصراع مع سيلكون فالي مختلف؛ حيث أن القادة التكنولوجيين من كاليفورنيا – والتي صوّت غالبيتها ضد ترامب – لديهم ضغائن ليستكملوها مع الرئيس الجديد، بجانب بيتر ثيل، فإن رواد أعمال فالي لديهم اختلافات جوهرية في وجهات النظر عن الرئيس الجديد، حيث أن أجندة ترامب السياسية تبدأ بالأمن القومي في حين أن الخاصة بسيلكون فالي تركز على الحرية والخصوصية، وفي حين أن دعم العلوم كان من نقاط قوة أوباما فإنها من نقاط ضعف ترامب.
هناك عدة مناطق سوف يكون بها هذا الصراع؛ أولاً في الإعلام، حيث أن براعة ترامب على السوشيال ميديا، والبيانات والقدرة على استغلال الخوارزمية من أجل الأخبار والأخبار المزيفة؛ كان أمر حاسم لفوزه في الانتخابات الأمريكية، بينما قادة سيلكون فالي تعرفوا ببطء على المشكلة ولكن بعد فوز ترامب، وقللت المعلومات وشركات الإعلام من تأثير بديل اليمين، وهو ما يعني محاولة تقليل انتشار الأخبار المزيفة وإنشاء البرامج التي تقطع الطريق على من يعملون كأفراد، كما أن انهماك ترامب مع وسائل التواصل جعل هذه الوسائل أمر هام له، وهو تهديد مباشر لقدرته على الحفاظ على شعبيته.
الجانب الآخر من هذه المعركة هو الأمن، إذ يرى ترامب أن تأثير السياسة على المخابرات وتعقيدات الأمن الوطني كمكون رئيسي للقوة الرئاسية، وأنه سيستحوذ على الفرصة لتوسيع نطاق الحكومة في شأن الهجمات الإرهابية ضد أمريكا، وهو ما يعني أننا سنرى صراعًا أكبر مثل الذي يوجد بين “أبل” ومكتب التحقيقات الفيدرالية، بشأن الولوج إلى البيانات بعد هجمات سان برناردينو، وسيواجه نخبة من التكنولوجيين وكالة الأمن الوطني بشأن تهديدات أمنية محتملة، واختبار مبكر لهذه القضية يمكن أن يمثل تحرك لضرب أمر تنفيذي من عهد أوباما؛ كتقليل جمع المعلومات الاستخباراتية، وهو تحرك يدعمه بعض من الأشخاص الذين عينهم ترامب، وهي خطوة يمكن أن يستمر فيها ترامب لضمان معاملة أفضل من وسائل الإعلام الجديدة.
وأخيرًا هناك زاوية الأعمال، وخلال حملته عاد ترامب لتأكيد أن الأعمال من أولوياته، ولكنه ناقش المشكلة بوجهة نظر العولمة أكثر من التحديات التكنولوجية، وهي المشكلة الكبرى للعمال في أمريكا الآن، بتوسع التشغيل الآلي فإن ترامب سيحتاج إلى الالتفات إليها، أما الشركات التي لا تعتبر صديقة له؛ وخاصة تلك التي تستند على استخدام الذكاء الصناعي، ستكون هدف مثمر؛ فعلى سبيل المثال تعتبر القيادة واحدة من ضمن أكثر الأعمال في الخمسين ولاية، وهذه الأعمال جاهزة للاختفاء خلال مسار إدارة ترامب، ومن الصعب تخيل عدم سعي ترامب خلف الشركات المسؤولة عن دمار الأعمال، ولا يعتبر الأمر كله صراع؛ حيث أن دعم ترامب لإصلاح ضرائب الشركات والتنظيم الحكومي سيكون مرحبًا به في سيلكون فالي مثل باقي الولايات.
الخطر الثامن: تركيا
قدم انقلاب يوليو الذي فشل، عدم تأكد سياسي وتطاير اقتصادي في تركيا، في الوقت الذي استمر فيه أردوغان في استخدام حالة الطوارىء لاستعادة السيطرة على العلاقات وإحكام قبضته على القضاء والبيروقراطية والإعلام، وحتى قطاع الأعمال من خلال موجات من الاعتقالات والتطهير، ويطمح أردوغان الآن في تشريع توسعه الراهن في الحكم، ومع مساعدة المعارضة وحزب الحركة الوطنية، فمن المتوقع أن تجري تركيا استفتاءً بشأن هذه التوسعة في الربيع المقبل، على عكس الاستفتاءات الأخرى في القارة؛ فإن هذا الاستفتاء سيكون فوز آخر للرئيس، وتحرك أردوغان لتركيز القوة سوف يزيد من تفاقم العديد من الضغوط الموجودة بداخل تركيا، سواء من ناحية الحكم فيها أو اقتصادها وعلاقاتها الخارجية.
وحتى الآن يبدو أن التصويت متساوي بشأن توسيع قوة الرئيس، ومن المتوقع أن يشن أردوغان حملة شرسة للفوز، ومن الناحية السياسية هذا يعني أن الحكومة سوف تستمر في سعيها ضد الحركة المناهضة للرئيس وإحكام السيطرة الموجودة بالفعل على المنظمات الحكومية والإعلام، أما من الناحية الاقتصادية فإن أردوغان سيواجه ضغط الحفاظ على التدابير الشعبية في الوقت الذي يضيق فيه الخناق على شروط السيولة الخارجية، وهو ما يتطلب إعادة نظر في السياسة الاقتصادية، وسوف يضغط على البنك المركزي للإبقاء على معدلات منخفضة تعتمد بشكل متزايد على الحوافز المادية لتعويض تباطؤ النمو، وسيتجنب أردوغان الإصلاحات الهيكلية للضرائب والعمل والمعاشات التقليدية، في الوقت ذاته فإن الفحص القليل على السلطة التنفيذيه سيترك القطاع الخاص عرضة للأهواء السياسية.
يحتاج أردوغان للإبقاء على دعم المصوتين الوطنيين، وهو ما سيؤدي لارتفاع مخاطر الأمن في الوقت الذي يعتبر الجيش فيه ضعيف بسبب محاولات تطهير ما بعد الانقلاب، وسوف يستمر في موقفه المتشدد تجاه حزب العمل الكردستاني والتابعين لهم في العراق وسوريا، في كلا البلدين من المحتمل أن يبعد أردوغان عن حلفائه وسوف يغذي تحركه من الإرهاب في تركيا، وبالمثل فإن سياساته القمعية ستبقي علاقته مع الدول الأوروبية على الحافة.
أخيرًا، فإن فوز أردوغان في الاستفتاء سيؤدي لراحة أكبر، ووقع حزب الحركة القومية حزمة إصلاحات والتي تشمل تقريبًا كل ما يريده أردوغان من نظام سياسي تنفيذي بلا متابعة، ولكن معظم ما يريده لن يتحقق إلا بعد انتخابات 2019، وسوف يشجع النصر أردوغان ليكون بمثابة الرئيس التنفيذي ليستمر في تجاوز سلطاته الرسمية في 2017، وسلطة أردوغان بعد الاستفتاء ستقلل من المخاطر الاقتصادية والأمنية والسياسية عليه.
الخطر التاسع: كوريا الشمالية
2017 سيكون عام كبير لكوريا الشمالية وهو ما يعد أمر سيء، إذ حققت كوريا الشمالية تقدم جوهري من خلال البرامج النووية والصاروخية، ويتوقع أن يتم توسيعهم بشكل أكبر، وتملك الدولة ما يكفي لتكوين حوالي 20 سلاح نووي، وتقترب من تكنولوجيا تصغير الرؤوس الحربية، وبالتالي امتلاك صواريخ باليستية عابرة للقارات يمكن أن تضرب الساحل الغربي للولايات المتحدة بسلاح نووي، ويعتبر صانعو القرارات في أمريكا أن هذا يعد خطًا أحمر.
وتستمر سياسة أمريكا في التركيز على الإقصاء التام للبرنامج النووي وليس احتوائه فقط، وبعبارة أخرى فإن كوريا الشمالية يجب أن تتخلص من كل أسلحتها النووية.
يوجد اثنان من المخاطر الأساسية؛ أولهما تصعيد أمريكا لإجراءات قسرية ضد كوريا الشمالية، وهو ما يعد نتيجة لأزمة علاقات أمريكا مع الصين، حيث تضغط أمريكا على الصين لزيادة العقوبات، فيما تخشي الصين من انهيار كوريا الشمالية ورفضها، وتستمر أمريكا في نهجها على أية حال ومنها عقوبات ثانية تضر البنوك الصينية في حين أن بنوكها لا تعد قوية، ويهدد ترامب بعد ذلك بتحركات عسكرية.
هذا السيناريو ينكشف في بيئة حيث تتدهور علاقات أمريكا والصين بالفعل، بسبب تحركات التجارة بين أمريكا وتايوان، والنتيجة هي أزمة صينية أمريكية، حيث رفضت بكين أفعال ترامب، وتأخذ اليابان جانب أمريكا، وهو ما يخلق مخاطر توتر علاقات الصين باليابان.
الخطر الثاني هو أن رئيس كوريا الجنوبية تم استبعاده وجاء بدلاً منه حكومة تفضل التعامل الدبلوماسي مع كوريا الشمالية بالإكراه، وألغت الحكومة الكورية الجنوبية الجديدة نظام الدفاع الصاروخي ورفضت التحالف مع أمريكا في العقوبات والخيارات العسكرية، وتسبب رد ترامب العنيف في أزمة بين أمريكا وكوريا الجنوبية والتي مثلت صدمة حول آسيا، في الوقت الذي يشكك ترامب في التزامه تجاه المنطقة، وهو ما أشعل التوترات بين اليابان وكوريا الجنوبية، خاصة إذا رفضت الحكومة الجديدة في سيول صفقة بارك مع رئيس الوزراء، بشأن حلول المشاكل التاريخية بين البلدين.
على مدار عقد مضى، كانت كوريا الشمالية مشكلة ولكنها لم تمثل خطر، وهو ما سيتغير في 2017
الخطر العاشر: جنوب أفريقيا
تسببت الأزمة السياسية في تقليب الرئيس جاكوب زوما ضد معارضيه في المؤتمر الوطني الأفريقي، وهو ما سيسوء أكثر في 2017، مما سيضع اقتصاد جنوب أفريقيا في خطر أعظم وسيدمر استقرار المنطقة، وبعد إفلاته من التحديات لسلطته في 2016 بشق الأنفس، سيركز زوما على المعارك الداخلية هذا العام، وهو ما سيمنع المصلحين من المضي قدمًا في استعادة الاستقرار الاقتصادي للدولة، والخلاف الداخلي في المؤتمر الوطني الأفريقي سيزيد بشأن إدارة الشركات المملوكة للدولة.
وتملك شركة أسكوم الحصة الأكبر من الضمانات الحكومية، وسوف تلوح ميزانيته العمومية في الأفق على التصنيف للمدى المتوسط وطويل الأجل، خاصة مع حليف زوما، بين نجوبان.
الصراع السياسي المكثف داخل المؤتمر الوطني الأفريقي سيتوقف في الفترة التي تسبق مؤتمر داخلى للحزب في ديسمبر 2017، في الوقت الذي يرفض زوما والوفد المرافق له تسليم الامتيازات والقوة التي تحميهم.
بعد أن تعرض لانتقادات لم يسبق لها مثيل في أواخر 2016، فإن الرئيس سيكون أقل ميلاً لقبول مرشح ليحل محله عندما يتقاعد كرئيس للمؤتمر الوطني الأفريقي هذا العام، بدلاً من ذلك، فإن زوما سيشجع زوجته أن تحل محله أو أحد حلفائه، والمناورات في الأشهر التي سبقت هذا الخلط ستمنع أيضًا الإصلاحات خاصة من وزير المالية من تنفيذ السياسات، وإصلاح سوق العمل في البلد والشركات المملوكة للدولة وقطاع الطاقة سيبقوا بعيدين عن المنال.
الصراع السياسي في جنوب أفريقيا يقوض الدور التقليدي للدولة كقوة لتأمين المنطقة، وفشل هذه القيادة يزداد في الوقت الخاطئ، بسبب أن الأحداث في الأشهر المقبلة سوف تمثل تحديًا لاستقرار المنطقة، في الوقت الذي تستعد فيه زيمبابوي لانتخابات 2018، فإن هذا العام سيشهد موجة من الاحتجاجات المعارضة والتي سيقمعها الرئيس بقوة، وفي 2008 ساعد الرئيس آنذاك ثابو مبيكي في التوسط في اتفاق لاقتسام السلطة، عندما خرجت الانتخابات في زيمبابوي عن السيطرة، واليوم بعد أن أصبحت منقسمة فإن جنوب أفريقيا لا يمكنها إعادة هذا الدور مرة أخرى.
في موزمبيق، تعتبر جنوب أفريقيا عضو أساسي في فرقة وساطة الدولة الموكلة للحفاظ على الغطاء على المشاكل الاقتصادية والسياسية المتنامية للدولة، ولكن جنوب أفريقيا ستستمر في لعب دور محدد في هذه الجهود بينما تزداد مشاكل موزمبيق في التعمق.
صفقة الانتقال المتوتر في الكونغو الديموقراطي، حيث لعبت جنوب أفريقيا دول تقليدي حاسم كوسيط، سوف تواجه مخاطر كبيرة، وتنظيم انتخابات هذا العام سيكون صعبًا، خاصة بسبب الدعم الباهت لصفقة جوزيف كابيلا والذي انتهت مدته الرئاسية في ديسمبر، وانهيار العملية الانتخابية يعتبر أمر وارد، أي تأخير سيقابل باحتجاجات عنيفة أخرى، ويعتبر هذا الوقت سيء من أجل أن تكون جنوب أفريقيا على الهامش الدبلوماسي.
========================
معهد واشنطن :النهج المتأني لتنظيم «القاعدة» في سوريا قد يؤتي ثماره
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/al-qaedas-patient-approach-in-syria-may-be-paying-off
كيلسي سيكاوا
متاح أيضاً في English
6 كانون الثاني/يناير 2017
نظراً إلى إستراتيجية العلاقات العامة التي يعتمدها تنظيم «الدولة الإسلامية» والقائمة على تصدّر العناوين الرئيسية بأكثر الطرق إثارة للصدمة، يتركّز اهتمام العالم لأسباب مفهومة على حظوظ التنظيم المتهاوية في المنطقة وتنامي ميله نحو شنّ هجمات في الخارج من خلال تنفيذه هجمات إرهابية  تؤدي إلى وقوع خسائر وإصابات جماعية. لكن على الرغم من كل وحشيته التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، قد لا يكون التنظيم الطرف الفاعل الأكثر خطورة بالنسبة لسوريا على المدى الطويل. ويُعزى هذا التمييز على الأرجح إلى «جبهة فتح الشام»، التابعة لتنظيم «القاعدة» التي تحاول تأسيس وجود دائم لها في البلاد عبر دمج نفسها في المشهد المحلي والسعي إلى (أو فرض) الاندماج مع جماعات المعارضة المختلفة، بما في ذلك من خلال المحادثات التي جُددت مؤخراً مع حركة التمرد الرئيسية «أحرار الشام».
أفعى تحت التبن
عندما أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» خلافته في العراق وسوريا، فرض حكمه على السكان المحليين بالقوة المحضة. وكانت هذه الاستراتيجية التي تمثلت بترويع المدنيين لإخضاعهم للتنظيم، الأسلوب المفضل للجماعة في وقت مبكر من منتصف العقد الأول من القرن الحالي، عندما كانت بقيادة أبو مصعب الزرقاوي وتُعرف باسم تنظيم «القاعدة في العراق». ومع ذلك، فمنذ انتفاضات "الربيع العربي" عام 2011، سعت القيادة الرئيسية لتنظيم «القاعدة» إلى تجنّب تنفير السكان المحليين من أجل تسهيل [قيام] نموذج مستدام وطويل الأمد من الحكم الإسلامي، ونصحت الفروع التابعة لها بالتصرف وفقاً لذلك. وقد تسبّب هذا الأمر بحدوث خلافات شديدة بين تنظيم «القاعدة» والأشكال السابقة لتنظيم «الدولة الإسلامية»، بلغت ذروتها في انفصالهما رسمياً عام 2014.
واليوم، قد تكون هناك فرصة أمام تنظيم «القاعدة» لإثبات تفوّق نهجه الشعبي. وعلى الرغم من أن فرعه السوري قد غيّر إسمه من «جبهة النصرة» إلى «جبهة فتح الشام» وتبرّأ من العلاقات مع "أي كيان خارجي" في تموز/يوليو الماضي، إلا أنه لم ينشق صراحة عن تنظيم «القاعدة»، وأن معظم المحللين يعتقدون أن إعادة التصنيف ما هي الا تغييرات شكلية. وفيما يتعلق بجميع نوايا «جبهة فتح الشام» وأهدافها، لا تزال هي الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» وتحتفظ باستراتيجية التنظيم وفلسفته.
ويتمثّل أحد الجوانب الرئيسية في جهود «جبهة فتح الشام» على صعيد التموضع بإقامة علاقات مع فصائل سورية متمردة. فعندما اندلعت الحرب، سعى زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري في البداية إلى إخفاء روابط منظمته بـ «جبهة النصرة»، مما سمح لها ببناء مكانتها وقدراتها في صفوف المعارضة السورية. واليوم، لا تزال غالبية قيادة «جبهة النصرة»/«جبهة فتح الشام» أجنبية، لكن الجماعة حرصت على وضع تجنيد سوريين في سلّم أولوياتها. وكما ورد في تقرير "معهد بروكينغز" في تموز/يوليو 2016، سمح لها ذلك بأن تظهر كجماعة سورية محلية متمردة، مما سهّل لها التعاون مع فصائل أخرى، وعزّز درجة قبولها بين الناس. على سبيل المثال، عندما أطلقت الولايات المتحدة حملتها الجوية في سوريا في أيلول/سبتمبر 2014، أثار استهداف قاعدة تابعة لـ «جبهة النصرة» استياء المتمردين الآخرين الذين اعتبروا الجماعة شريكاً قيّماً ضد بشار الأسد. وعلى نحو مماثل، قاموا بدعم الجماعة عندما صنّفتها واشنطن منظمة إرهابية في كانون الأول/ ديسمبر 2012.
ولا تُعتبر «جبهة فتح الشام» أول فرع تابع لتنظيم «القاعدة» يحاول تطبيق هذه الاستراتيجية من الاندماج المحلي، لكنها كانت الأكثر نجاحاً حتى الآن. فالجماعة جزء من التحالف الإسلامي الرئيسي «جيش الفتح» وكانت مشاركاً أساسياً في العديد من العمليات التي نفّذها المتردون. لكن في نهاية المطاف، ليست هذه التحالفات سوى وسيلة لتحقيق الهدف الطويل الأمد المتمثل بتأسيس خلافة، وهو هدف تعتزم «جبهة فتح الشام» والمنظمة الأم تنظيم «القاعدة» تحقيقه بصبر وتريث أكبر مما فعله تنظيم «الدولة الإسلامية». وبالتالي لن تتورّع «جبهة فتح الشام» عن تفكيك الجماعات المتمردة متى سنحت لها الفرصة. وقد تعرّضت بعض الفصائل لهجمات بعدما ساءت [علاقات] التحالف السابق؛ في حين شهدت فصائل أخرى انشقاقات جماعية، في حين اندمج عدد قليل طوعاً مع «جبهة فتح الشام». وتعود هذه الضراوة إلى منتصف عام 2013 على الأقل، وهي تبعث على القلق بشكل خاص حالياً بينما يقبع المتمردون تحت وقع صدمة خسارة حلب التي تعدّ إحدى أسوأ الضربات التي تلقوها خلال الحرب حتى الآن.
عمليات الإندماج والاستحواذ
في أيار/مايو 2013، حذّرت صحيفة "ذي غارديان" من أن «جبهة النصرة» تستنزف مقاتلين ووحدات بأكملها من «الجيش السوري الحر»، الذي كان تحالف المتمردين الرئيسي في ذلك الحين. فالعديد من الذين انضمّوا إلى «الجيش السوري الحر» في عام 2011 كانوا من المنشقين عن الجيش السوري الذين جذبتهم إيديولوجية التحالف. لكن آخرين انضموا لسبب بسيط وهو أن «الجيش السوري الحر» منحهم وسيلة لمحاربة النظام، لذا لم يكن ولاؤهم مؤكداً قط. وبفضل علاقات «جبهة النصرة» بشبكات التمويل والخدمات اللوجستية الخاصة بتنظيم «القاعدة»، تمتعت الجماعة بموارد موثوقة من الأسلحة والمال، فما لبثت أن أصبحت بديلاً جذاباً لـ «الجيش السوري الحر» الذي كانت فصائله تحظى بدعم غير متواصل من الخارج في أحسن الأحوال. وبحلول عام 2013، أعرب قادة «الجيش السوري الحر» عن امتعاضهم وحزنهم إزاء خسارة آلاف المقاتلين في غضون أشهر قليلة، حيث أشارت إحدى التقديرات إلى أن الخسارة بلغت ربع إجمالي القوة البشرية المتوفرة للتحالف آنذاك. وعلى الرغم من أن «الجيش السوري الحر» صمد وبقي طرفاً فاعلاً هاماً، غالباً ما تضطر وحداته التي تقاتل على الخطوط الأمامية إلى التعاون مع «جبهة فتح الشام»، التي لا تزال تتمتع بموارد أفضل بكثير.
أما جماعات جهادية أخرى، فقد خضعت بالكامل إلى «جبهة النصرة»/ «جبهة فتح الشام». ففي أيلول/سبتمبر 2015، أعلنت جماعة «جيش المهاجرين والأنصار» علناً مبايعتها لـ «الجبهة»؛ وفي الشهر نفسه، ورد في مقال صدر عن "نشرة الحرب الطويلة" (Long War Journal ) كيف كان هذا اللواء حليفاً مقرباً ودائماً لـ «جبهة النصرة»، مشيراً إلى أنه بدا أن زعيمها معروف جيداً في دوائر تنظيم «القاعدة». وفي الوقت نفسه تقريباً، أعلنت جماعة أوزبكية وأخرى تترية عن ولائهما. وخلال تشرين الأول/أكتوبر 2016، أقدم «جند الأقصى» - وهو فصيل كان قد سبق للمحلل توماس جوسيلين أن وصفه بأنه "الواجهة الأمامية لتنظيم «القاعدة»" - على مبايعة «جبهة النصرة»/ «جبهة فتح الشام». وتماشياً مع الهدف المتمثل بتقليص الاحتكاك مع جماعات أخرى، كان الإندماج الأخير في جزء منه محاولة من «جبهة فتح الشام» لاسترضاء الفصيل الرئيسي «أحرار الشام» الذي اتَهم «جند الأقصى» بالتعاطف مع تنظيم «الدولة الإسلامية». لكن في الوقت الذي قد يكتنف فيه الغموض والالتباس ولاء بعض المقاتلين ذوي الرتب الدنيا، دعمت قيادة «جند الأقصى» بشكل حازم تنظيم «القاعدة»، وساهم الإندماج في تعزيز هذا الانطباع
وفي المقابل، وجدت جماعات أخرى نفسها فجأة هدفاً لـ «جبهة النصرة» على الرغم من التعاون السابق بينها. ففي أيلول/سبتمبر 2014، أخبر أحد أفراد «حركة حزم»، وهي جماعة متمردة قومية تابعة لـ «الجيش السوري الحر»، "لوس أنجلوس تايمز" على أن منظمته حاربت إلى جانب «جبهة النصرة»، قائلاً، "نحن نحب «النصرة»". غير أنه بعد أسابيع قليلة، بدأت «جبهة النصرة» تهاجم قواعد «حركة حزم»، ويرجع ذلك أساساً لأن «الحركة» كانت تتلقى التدريب والتمويل والأسلحة من الولايات المتحدة، بما في ذلك صواريخ "تاو" المضادة للدبابات. وفي كانون الثاني/يناير 2015، اتهمت «جبهة النصرة» «حركة حزم» بقتل المدنيين وتعذيب السجناء. وفي غضون شهريْن، أفادت صحيفة "ديلي بيست" وغيرها من الوسائل الإعلامية أن «جبهة النصرة» أقدمت على حلّ «حركة حزم» واستحوذت على بعض المعدات التي زودتها بها الولايات المتحدة، في حين توزّع من بقي من المقاتلين على قيد الحياة على جماعات إسلامية أخرى.
وعلى نحو مماثل، عملت «جبهة ثوار سوريا»عن قرب مع «جبهة النصرة» في أواخر أيلول/سبتمبر 2014، حيث أقرّ القائد جمال معروف أنهما تبادلا الأسلحة. وكما كان عليه الحال مع «حركة حزم»، استفادت «جبهة ثوار سوريا» من المساعدة الأمريكية (ولو عبر إمدادات إنسانية أكثر منها عسكرية). وفي تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه، اتهمت «جبهة النصرة» فجأة الجماعة باستهداف المدنيين، ومن ثم شنّت هجوماً استهدفت فيه الأراضي الخاضعة لسيطرة «جبهة ثوار سوريا» في محافظة إدلب الشمالية الغربية. وكما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" في ذلك الوقت، هرب القائد معروف الذي لا يحظى بشعبية إلى تركيا في غضون أيام، وانشق نصف قواته وانضموا إلى «جبهة النصرة».
ومنذ ذلك الحين واصلت «جبهة فتح الشام» سعيها لإقامة روابط وطيدة مع جماعات نافذة من المتمردين. وفي أيلول/سبتمبر، أفاد موقع "ناو ليبانون" (NOW Lebanon) الإخباري أن الجماعة جدّدت مساعيها للاندماج مع الفصيل القوي «أحرار الشام»، حيث تابعت محادثات سابقة نحو تحقيق هذا الهدف كانت قد جرت في مطلع 2016. وكان مسعى الاندماج الأول قد فشل عموماً بسبب معارضة العديد من المتمردين إقامة روابط علنية ومفتوحة مع تنظيم «القاعدة»؛ وكان هذا الفشل محفزاً إضافياً حث «جبهة النصرة» على تغيير اسمها بعد بضعة أشهر. وعلى الرغم من أن المحادثات الأخيرة قد فشلت أيضاً، فإن التماسك الداخلي لـ «أحرار الشام» على المحك بسبب الانقسامات بين الأعضاء الذي يفضلون علاقات أوثق مع «جبهة فتح الشام» وأولئك الذين يفضلون المزيد من التباعد عنها.   
الخاتمة
يشير سلوك «جبهة فتح الشام» وبياناتها العلنية خلال السنوات القليلة الماضية إلى أن تنظيم «القاعدة» كان يعطي الأولوية إلى الوحدة الجهادية في سوريا مع الحرص في الوقت نفسه على أن تتم هذه الوحدة تحت راية التنظيم الخاصة، علماً بأن تغيير الاسم على تلك الراية لم يغيّر نهج المنظمة. وفي حين يبقى تركيز المتمردين السوريين منصبّاً على الإطاحة بالأسد، يدلّ صبر تنظيم «القاعدة» المؤسسي على أن «جبهة فتح الشام» سترضى على الأرجح باستمرار وجودها والسماح لها باستمرار هذا الوجود لفترة طالما بقيت محافظة على سيطرتها على أراضيها، الكائنة بشكل رئيسي في محافظة إدلب. وقد يكون الوضع الراهن في سوريا مواتياً لمثل هذا الترتيب؛ والآن وقد سقطت حلب، قد تكون إدلب الخطوة التالية للنظام، لكن قدرته وجدوله الزمني لاستعادة المحافظة غير محددين بعد.
وما لم يحدث تغييراً ملحوظاً في مصير«جبهة فتح الشام»، تبدو آفاقها بإقامة قاعدة سورية على المدى الطويل إيجابية. وعلى الرغم من أن الجماعة سعت لفترة وجيزة إلى التوسّع وشنّ هجمات إرهابية في الخارج، إلا أن الضربات الجوية الأمريكية قضت على هذه الفكرة، حيث طلب الظواهري صراحةً من قادة «جبهة فتح الشام» إبقاء تركيزهم منصباً على المستوى المحلي. غير أن هذا التركيز قد يتحوّل سريعاً ومجدداً إلى الإرهاب الدولي في المستقبل. وحتى في غياب أي تخطيط ناشط من داخل سوريا على المدى القريب، سيستفيد تنظيم «القاعدة» من قاعدة تدريب ولوجستيات يمكن النفاذ إليها بشكل أكبر بكثير مما عليه الحال في أفغانستان واليمن.
ومهما يكن عليه الحال، إذا سُمح لـ «جبهة فتح الشام» بالتصرف على سجيتها، فستعزّز موقعها على نحو متزايد عبر استمالة منافسيها أو تحييدهم. وللأسف، لم يتبق أمام الولايات المتحدة أي خيارات جيدة من أجل التصدي لنفوذ الجماعة. يُذكر أنه تمّ تشويه سمعة المتمردين القوميين والعلمانيين إلى حد كبير، وقد لا تقبل الجماعات الإسلامية التي أثبتت كفاءتها في ظروف قاسية أي مساعدة غربية. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس المنتحب ترامب ركّز خطاباته حتى الآن على تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلا أنه لن يكون من الحكمة تجاهل فرع تنظيم «القاعدة» الذي يرسّخ جذوره حالياً في سوريا، حتى لو كانت الوسائل المتاحة لواشنطن لمواجهة التنظيم محدودة ومعقدة.  
 كيلسي سيكاوا، باحثة مشاركة سابقة في معهد واشنطن، وقد بدأت دراستها للتو في "مدرسة تدريب الضباط" في "سلاح الجو الأمريكي".
========================
نيويورك تايمز: اتفاق روسي – تركي لإقامة منطقة آمنة شمالي سوريا
http://klj.onl/1vPXzI
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن روسيا وتركيا ربما تكونان قد توصلتا إلى اتفاق بإقامة منطقة آمنة شمالي سوريا، وذلك بعد أسبوع من غارات جوية نفذها الطيران الروسي على مواقع تابعة لتنظيم الدولة في سوريا، في إطار دعم موسكو لأنقرة في حربها ضد التنظيم.
وبحسب محللين ومراقبين، فإن الاتفاق التركي–الروسي يقضي بإقامة منطقة آمنة شمالي سوريا مقابل تراجع تركيا عن جهودها للإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد، وتعزيز قبضته على المدن الرئيسية في جنوبي البلاد.
وبحسب جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في أنقرة، فإن التقارب التركي–الروسي يبدو تقارباً "تكتيكياً" إلى حد كبير، "فروسيا يمكن أن تقبل بجيش تابع لتركيا في شمالي سوريا على ألا يهدد سلطة الأسد، كما أن روسيا تسعى لتكون منافسةً لأمريكا في دعمها لتركيا مقابل دعم أمريكا للأكراد السوريين، وتقدم روسيا حالياً الدعم الجوي للأتراك في حربهم على تنظيم الدولة، في حين لا تفعل أمريكا ذلك، ولا أعرف لماذا لا تفعل".
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، كان قد تحدث بشكل إيجابي رغم بعض العبارات الغامضة، عن التعاون مع روسيا في مجال مكافحة تنظيم الدولة، خاصة أن استراتيجية الرئيس باراك أوباما بالتعاون مع روسيا، انهارت بعد أن أظهرت موسكو دعمها العسكري الكبير للأسد.
وتقول الصحيفة إن تركيا بدأت العملية العسكرية في منطقة الباب شرقي حلب من دون التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى دون الاستفادة من الغطاء الجوي الذي يمكن أن توفره واشنطن، وهو ما يعتبره دون دوريان قراراً تركياً مستقلاً بالعمل بعيداً عن واشنطن.
مسؤولون أمريكيون تحدثوا عن تعطل الضربات الجوية الأمريكية في شمالي سوريا، مؤكدين أن الأمر يعود بالدرجة الأولى إلى طلب تركيا عدم تحليق أي طائرات خلال مرحلة عملياتها العسكرية في منطقة الباب، فضلاً عن سوء الأحوال الجوية بالمنطقة.
إلا أن تركيا عادت، وفقاً للمصادر الأمريكية، للسماح بطائرات أمريكية من دون طيار بالتحليق في المنطقة والسماح أيضاً لطائرات أمريكية بـ"استعراض القوة" فوق منطقة الباب الأسبوع الماضي، الأمر الذي قد يمهد لمشاركة أمريكية خلال الفترة المقبلة في الضربات الجوية على مواقع تنظيم الدولة بسوريا.
بكل المقاييس، تقول الصحيفة، إن التعاون الناشئ بين أنقرة وموسكو يعتبر تطوراً لافتاً، وهو مغاير تماماً للوضع الذي كانت عليه العلاقات عندما قررت روسيا الدخول عسكرياً لمساندة الأسد في سبتمبر/أيلول 2015، وما تبع ذلك من أزمة تفاقمت بين البلدين في أعقاب إسقاط تركيا طائرة روسية، قالت أنقرة إنها خرقت مجالها الجوي، حيث تدهورت العلاقات بين البلدين ووصلت إلى حد القطيعة الاقتصادية.
غير أن حسابات البلدين تغيرت بعد ذلك، خاصة بعد إدراك روسيا أن الأسد ليس لديه قوات كافية على الأرض للسيطرة على البلاد كاملة، وأيضاً ما أدركته تركيا لاحقاً بأن أكراد سوريا قد ينجحون في إنشاء كانتون (تقسيم إداري) لهم على الحدود في حال بقيت أنقرة بعيدة عن التدخل في سوريا.
========================
«وول ستريت جورنال» تشكك في إعلان روسيا سحب قواتها من سوريا
http://www.alkhaleejelarabi.com/print/5891
اهتمت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية بإعلان روسيا أنها ستقلص تواجدها العسكري في سوريا، بدءا بسحب سفنها الحربية من شرق البحر المتوسط.
وأبرزت إعلانها عن أنها ستسحب حاملة طائراتها الوحيدة من أمام الساحل السوري؛ فضلاً عن السفن الحربية الأخرى التي أرسلتها مع الحاملة دعما لبشار الأسد.
وأضافت الصحيفة أنه غير معروف ما إذا كان تقليص عدد السفن الروسية يعني أيضا خفض عام للقوة العسكرية الروسية بالمنطقة، أو تقليص لحملتها العسكرية في سوريا.
وتحدثت عن عدم وجود مؤشرات بأن الانسحاب الذي أعلن عنه الجمعة الماضي دائم أو يمثل تراجعًا في التزام روسيا بإبقاء بشار الأسد ونظامه في السلطة بدمشق
نقلت عن «عبد السلام عبد الرزاق» المتحدث باسم مجموعة «نور الدين زنكي» الثورية، أن روسيا أعلنت في الماضي عن أنها ستوقف عملياتها وضرباتها الجوية، لكن في الواقع زادت من عدد قواتها على الأرض ودخلت الحرب بطريقة مباشرة، متسائلاً: كيف يمكننا الوثوق فيهم؟.
 كان الكرملين قد أعلن في مارس (آذار) الماضي، تقليص التواجد العسكري الروسي في سوريا، بزعم أن مهمة روسيا هناك قد أنجزت، لكن عمليات القصف الجوي استمرت وزادت مع تصاعد الحرب في حلب العام الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحملة الروسية في سوريا اختبرت سلاح البحرية، حيث سقطت طائرتان حربيتان في البحر المتوسط بينما كانتا تحاولان الهبوط على سطح حاملة الطائرات الروسية الوحيدة، وتم إنقاذ الطيارين في الحالتين.
========================
الصحافة البريطانية :
ديلي تلغراف :مقتل ضباط استخبارات سوريين بسيارة مفخخة
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/1/9/مقتل-ضباط-استخبارات-سوريين-بسيارة-مفخخة
ذكرت صحيفة ديلي تلغراف أن ما لا يقل عن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 15 آخرون أمس الأحد عندما انفجرت سيارة مفخخة في منطقة حكومية بدمشق.
ونقلت الصحيفة عن وسائل الإعلام الرسمية أن ثلاثة من القتلى كانوا من أفراد الاستخبارات العسكرية السورية، وكان من بين المصابين عدد من النساء والأطفال، وأن الانفجار كان قريبا من بلدة سعسع جنوب غرب دمشق وبالقرب من مرتفعات الجولان.
وأشارت الصحيفة إلى أن جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) التابعة لتنظيم القاعدة تبنت الهجوم، قائلة إن مسلحا فتح النار على نقطة التفتيش قبل تفجير السيارة.
ويأتي هذا التفجير في وقت يتدهور فيه الوضع الأمني حول العاصمة السورية بسبب القتال الشديد الذي يجتاح مناطق المعارضة المتاخمة لدمشق.
وحذر محللون من أن الرئيس السوري بشار الأسد يعمل على تطهير المعارضين لحكمه من أكثر الأماكن حيوية فيما يوصف بـ"سوريا المفيدة"، في إشارة إلى أن روسيا لا يهمها سواء أعاد أو لم يعد الأسد ترسيخ سيطرته على كل سوريا، وهذه تشمل مناطق العلويين والمناطق الغربية على الساحل، وهي المناطق التي توجد بها قاعدة جوية روسية وتسهيلات بحرية.
وهذه المناطق ينظر إليها في عمومها بأنها تشمل الساحل والعاصمة والعمود الفقري المكتظ بالسكان الممتد من مدينة حلب في الشمال إلى درعا في الجنوب.
========================
تلجراف البريطانية  :«تنظيم الدولة» يعجز عن دفع أجور مقاتليه
http://www.alarab.qa/story/1067502/تنظيم-الدولة-يعجز-عن-دفع-أجور-مقاتليه#section_75
أجرت صحيفة تلجراف البريطانية لقاءات مع عدد من سكان الموصل الذين أكدوا توقف تنظيم الدولة عن دفع أجور مقاتليه الذين يواجهون أقسى مراحل المعركة بينهم وبين الجيش العراقي.
وأضافت الصحيفة أن مسلحي التنظيم يتلقون عادة أجرا شهريا يقدر بـ350 دولارا لكن التنظيم المتمركز بالعراق وسوريا قد توقف عن دفع الرواتب في الأسابيع الأخيرة، بحسب تقارير من داخل المدينة أشارت أيضا إلى أن التنظيم ربما يواجه أزمة مالية.
وأوضحت الصحيفة أن الضغوط المالية على التنظيم يمكن أن تكون نتيجة الغارات الجوية المكثفة على موارده النفطية في سوريا والعراق وكذلك بسبب الحرب التي يواجهها في كل من البلدين.
وتحدثت الصحيفة مع أحد سكان الموصل الذي يستعمل اسم «عين الموصل» والذي قال إن التنظيم لجأ لتهريب العائلات من المدينة نظير رشى تصل أحيانا إلى 20 دولارا.
وكان 100 ألف موصلي قد فروا من المدينة منذ بدء المعركة منتصف أكتوبر، لكن تشير تقديرات إلى أن مليون شخص ما زالوا يعيشون هناك تحت ظروف شديدة البؤس.
وتشير الصحيفة إلى أن الطعام أصبح قليلا جدا فيما لم تعد تعمل خدمات الماء والكهرباء في بعض الأحياء.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعركة ليست سهلة أيضا على القوات العراقية التي تعرضت لخسائر كبيرة، إذ يقدر عدد القتلى ما بين %20 إلى %30 من مجمل القوات المشاركة في عملية الموصل.;
========================
بروجيكت سنديكيت :ما بعد حلب (2-2)
http://www.alarab.qa/story/1067481/ما-بعد-حلب-2-2#author_105
ولكن في استعراض للدبلوماسية التي تفتقر إلى الكفاءة إلى حد مذهل، شرعت الولايات المتحدة في ملاحقة ذلك الهدف من دون بذل أي جهد جاد لحشد الدعم الدولي، أو حتى الوقوف على أي آراء أو مصالح أخرى. ومن الواضح أن هناك العديد من الآراء والمصالح (المتضاربة غالبا). فمن المعروف أن سوريا تحتل موقعا استراتيجيا على البحر الأبيض المتوسط، وتشترك في الحدود مع إسرائيل، والأردن، وتركيا، والعراق، ومثلها كمثل العراق، تضم سوريا أقلية كردية .
في واقع الأمر، عندما دعت القوى الغربية إلى تغيير النظام، اعترضت قوى أخرى، بما في ذلك إيران، وروسيا، والمصالح الشيعية في لبنان المجاور. ورغم ذلك، استمرت الولايات المتحدة في ملاحقة أجندتها الرديئة الصياغة، فوردت الأسلحة لمقاتلين غير معروفين تقريبا على الأرض قبل أن تدقق في هوياتهم وانتماءاتهم. وقد أعطى هذا حلفاء نظام الأسد كل المبررات التي يحتاجون إليها لتوريد الأسلحة هم أيضا.
يزعم بعض المراقبين أن الأسد ما كان ليجد الوقت الكافي لحشد الدعم والتشبث بالسلطة لو كانت الولايات المتحدة قدمت المزيد من الأسلحة بسرعة أكبر. ولكن هذا يُغفِل الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها سوريا في نظر العديد من القوى الخارجية، فضلا عن تشرذم المقاتلين الذين يعتمدون على الولايات المتحدة، وعدم القدرة على التنبؤ بتصرفاتهم.
كان الخطأ الحقيقي الذي ارتكبته أميركا الفشل في إشراك جميع الأطراف، بما في ذلك الأسد والمعارضة السُّنية، التي اعتبرتها طائفية. (على النقيض من ذلك، تحدثت الولايات المتحدة خلال الحرب البوسنية مع حاكم يوغوسلافيا الدنيء سلوبودان ميلوسيفيتش). وبهذا النهج الذي اتسم بضيق الأفق سلمت الولايات المتحدة مقاليد الدبلوماسية لروسيا فعليا.
الآن، تلعب الولايات المتحدة في الأساس دورا تحريضيا، فلا تقدم إلا ما يزيد قليلا على مظاهر الغضب الأخلاقي والمرجعيات المبتذلة لعملية جنيف التي ولِدَت ميتة. ففي الرد على المجزرة في حلب، اكتفت سامانثا باور سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة بمساءلة حليف الأسد الروسي: «ألا تشعر بالخجل حقا؟». وفي الوقت نفسه، يحتدم الصراع، ويخلف آثارا جانبية شديدة على حلفاء الولايات المتحدة مثل الاتحاد الأوروبي.
أما عن روسيا، فهي تعمل مع تركيا للجمع بين أطراف المعارضة السورية وممثلي حكومة الأسد في كازاخستان لخوض سلسلة جديدة من المحادثات، وهو الجهد الذي بات ممكنا بفضل وقف إطلاق النار الذي تضمنه روسيا وتركيا. وسوف تكون إيران حاضرة. ولكن أين الدول العربية السُّنّية؟ والأهم من ذلك، أين الولايات المتحدة؟
كثيرا ما يلاحظ المراقبون أن الولايات المتحدة تستغني عن السياسة الخارجية كل أربع سنوات. ولكن يبدو أنها بدأت النوبة مبكرة هذه المرة.
========================
صندي تايمز: هذه قصة الجهادي الأمريكي الأبرز بتنظيم الدولة
https://arabi21.com/story/976885/صندي-تايمز-هذه-قصة-الجهادي-الأمريكي-الأبرز-بتنظيم-الدولة
نشرت صحيفة "صندي تايمز" البريطانية تحقيقا، تقول فيه إن أحد أكثر المطلوبين في العالم تعرض للتشدد في بريطانيا، وسافر مع زوجته وأولاده إلى سوريا.
ويشير التحقيق، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن جون جورجيلاس، أحد أهم القادة البارزين في تنظيم الدولة، والمولود في أمريكا، أقنع زوجته بالسفر إلى محور الحرب مع أولاده الثلاثة، رغم أنها كانت حاملا بالطفل الرابع.
وتكشف الصحيفة عن أن جورجيلاس، الذي يكنى بيحيى أبي الحسن، تزوج من جويا تشاودري، وسجل زواجه بها في مجلس روتشيلد في لانكستر، رغم معارضة أهلها الذين نبذوها، مشيرة إلى أن الزوجين التقيا عبر الإنترنت، عندما كانت تشاودري في سن التاسعة عشرة، وأصبحت متشددة في نظرتها، وقالت ذات مرة إنها تريد إنجاب سبعة محاربين لتغزو بهم قارات العالم وتنشر الإسلام.
ويلفت التحقيق إلى أن جورجيلاس (33 عاما) يعد من أبرز المسؤولين المقربين من زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، وأحد كبار الدعائيين له، وكان من أول من طالبوه بإعلان "الخلافة"، بالإضافة إلى أنه كان مقربا من المتحدث السابق باسم التنظيم أبي محمد العدناني، الذي قتل في آب/ أغسطس 2016، ومن هنا فإن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" وضعته على قائمة الأهداف المرشحة للقتل.
وتذكر الصحيفة أن جورجيلاس ينحدر من عائلة عسكرية أمريكية متميزة، واعتنق الإسلام بعدما تأثر بالدعاة والوعاظ أثناء الفترة التي عاشها صغيرا في بريطانيا، لافتة إلى أنه منذ انضمام جورجيلاس لتنظيم الدولة في عام 2013، كان عاملا مهما في تجنيد الكثير من البريطانيين والغربيين، ودعا في مقال له العام الماضي من يعيشون "خلف حدود" العدو إلى تنفيذ هجمات في بلادهم، وقال: "لو استطعتم الحصول على سلاح استخدموه في أقرب وقت"، واستطاعت تشاودري (33 عاما) الهروب من سوريا، وانفصلت عن جورجيلاس.
وبحسب التحقيق، فإن جويا تنتمي إلى عائلة من أصل بنغالي، وتعرفت على زوج المستقبل في سن التاسعة عشرة، حيث كان يعيش بعيدا عنها آلاف الأميال في ولاية تكساس الأمريكية، وتزوجا في روتشيلد في شتاء عام 2004، وبدأ الزوجان رحلة ساقتهما إلى قلب تنظيم الدولة بنتيجة لم يكونا يتخليانها في شتاء ذلك اليوم الذي وقفا فيه أمام مسجل المحكمة  المدنية في روتشيلد.
وتبين الصحيفة أنه بعد سنوات من العيش في الظل، تم الكشف عن جورجيلاس بصفته مسؤول دعاية وتجنيد، يكنى بيحيى أبي الحسن، ودعا الشباب والشابات والذئاب المنفردة إلى تنفيذ هجمات في الغرب، مشيرة إلى أن جويا تشاودري واحدة من بين خمسة أولاد في عائلة متوسطة، هاجرت من بنغلاديش، وعمل والدها في البريد حتى تقاعده، وكان أهلها وأصدقاء العائلة ينادونها في صغرها بتانيا، وكانت فتاة تعيش حياة غربية، تدخن الحشيش، وتمارس الشقاوات، ولم تظهر أي اهتمام بالدين، لكنها تغيرت عندما بدأت دراستها الثانوية في كلية في شرق لندن، حيث تقول عائلتها إنها وقعت تحت تأثير مجموعة من الطالبات المسلمات من أصول شمال أفريقيا، وممن تعاملن مع الدين بطريقة متشددة، وتفسير تعلمنه من الإنترنت، حيث بدأت تحت تأثيرهن بارتداء الحجاب، والدعوة إلى الفصل بين الجنسين، واتهمت والديها باختيار اسم غير مسلم لها، وقال مصدر: "زميلاتها كلهن كن يبحث عن زوج مسلم من خلال الإنترنت"، وأضاف: " كلهن تزوجن عندما أصبحن في سن العشرين".
ويفيد التحقيق بأن حلم جويا في ذلك الوقت كان الزواج من رجل مثل جون ولكر ليند، الذي ذهب وقاتل مع حركة طالبان عام 2001، واعتقل قبل ترحيله إلى الولايات المتحدة، وتحقق حلمها عندما قابلت جورجيلاس على الإنترنت، الذي لم يكن مرشحا لأن يصبح إرهابيا، فجده كان جنديا قاتل في الحرب العالمية الثانية على جبهة اوروبا، وعمل فيما بعد في هيئة الأركان المشتركة، أما والده فقد تخرج من الأكاديمية العسكرية المرموقة "ويست بوينت"، وعمل طبيبا في سلاح الجو، وعندما تقاعد كان برتبة عقيد.
وتورد الصحيفة أن جورجيلاس درس في مدرسة في كامبريدج، عندما كان والده يعمل مع الجيش الأمريكي، وذلك في الثمانينيات من القرن الماضي، وأحبت عائلته الفترة التي قضتها في بريطانيا، وبعد هجمات أيلول/ سبتمبر 2001، أعلن عن اعتناقه الإسلام ، الأمر الذي أثار دهشة والديه، ومن ثم سافر إلى دمشق لدراسة اللغة العربية، وفي عام 2003 سافر إلى لندن، بعدما تعرف على تشاودري، حيث عقدا قرانهما، ولم ترض عائلة الفتاة عن قرارها، إلا أنها وافقت على عقد حفلة صغيرة لهما؛ حفاظا على سمعتها.
ويذكر التحقيق أن تشاودري ارتدت النقاب بعد زواجها، وعاشت مع زوجها في أكثر من مكان حول بريطانيا، وأجريت لها عملية جراحية لاستخراج ورم، وأقاما أحيانا مع بعض الأصدقاء المسلمين، وعاشا في فترة اشتهرت فيها لندن بكثرة الناشطين الجهاديين، وفي مرحلة كان جورجيلاس من أتباع الواعظ الأردني الشيخ أبي عيسى الرفاعي، الذي أعلن عن خلافة خاصة به في التسعينيات من القرن الماضي.
وتنوه الصحيفة إلى أنه مع تسجيل الزوجين زواجهما رسميا في تشرين الأول/ أكتوبر، كانت جويا تشاودري حاملا بطفلهما الأول، حيث تقول جارة عاشت قرب بيت الزوجين المستأجر في لانكستر، إنها شعرت بالأسف لحالة جويا، التي كانت حاملا في الشهر السابع، وكانا يكافحان للحصول على المال، وتضيف أنها كانت تطبخ لها أحيانا، ولم تتحدث مع يحيى، الذي قالت إن عائلتها لم توافق على الزواج منه، وبدا وكأنه مدمن على الحاسوب.
ويذكر التحقيق أن الزوجين قررا الانتقال إلى الولايات المتحدة، والعيش قريبا من عائلة يحيى الثرية، وعندما وجد يحيى فرصة ليعمل فني معلومات في شركة للإنترنت في دالاس، بدا كأن حياتهما في طريقها للتغير، لكن يحيى كان يستخدم عمله غطاء لتوفير الدعم للمتعاطفين مع تنظيم القاعدة، لافتا إلى أنه اعتقل في عام 2006، وسجن لمدة 34 شهرا؛ نظرا لدخوله بطريقة غير شرعية إلى موقع لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك"، ووقفت تشاودري إلى جانبه أثناء محاكمته، وقال أحد الأصدقاء: "كأنه كان مسيطرا عليها".
وتكشف الصحيفة عن أنه بعد خروج جورجيلاس من السجن، سمحت له جويا بالزواج ثانية، من صديقة لها في لندن، تنتمي لإصول من جامايكا، ونظرا لأنه خرج بكفالة ولا يستطيع السفر، فقد تم عقد الزواج على الهاتف، ولم يعمر الزواج الثاني طويلا، منوهة إلى أنه في عام 2011، بعدما انتهت مدة العفو عنه، قرر الانتقال، حيث شعر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يراقبه طوال الوقت، وقال إنه "يريد تربية أبنائه في بيئة إسلامية"، بحسب ما قال أحد أصدقائه.
ويشير التحقيق إلى أن خيار يحيى الأول كان ليبيا، وعندما فشل في الحصول على تأشيرة، فإنه استقر في مصر، وبعد سقوط حسني مبارك، ووصول الإسلاميين إلى السلطة، عاش يحيى مع عائلته، وذاع صيته بين الناشطين في أوروبا بصفته عالما مشهورا، حيث أصبح يزوره الكثيرون طلبا لعلمه، وبدا تشدده في تلك الفترة عندما ظهر وأولاده الثلاثة وهم يحملون البنادق في صورة لهم.
وتورد الصحيفة أنه في عام 2013، عندما كانت الثورة السورية مشتعلة، قال لأصدقائه إنه يريد السفر إلى تركيا لمساعدة اللاجئين السوريين، لافتة إلى أنه لا يعرف عما إذا كان أخبر زوجته، التي كانت حاملا في الطفل الرابع، عن نيته، إلا أنهما اجتازا صيف ذلك العام إلى مناطق الحرب السورية.
ويفيد التحقيق بأنه "بعد أسابيع، تلقت إحدى شقيقات جويا في لندن مكالمة من والدة يحيى، مارثا في أمريكا، قالت فيها إن جويا مع الأولاد في سوريا، وهم مرضى ويجب إنقاذهم، واستغربت العائلة، التي لم تسمع عن ابنتها التي نبذتها منذ فترة، وها هي تعرف أنها انتقلت إلى أمريكا، ومن ثم إلى مصر، وانتهت في سوريا، ويقول مصدر إن الأولاد مرضوا وتدهورت حالتهم، وتصرفت جويا طوال حياتها بأنانية، لكنها قررت أن تضع مصلحة أبنائها أولا وتغادر سوريا".
وتقول الصحيفة: "وكانت ساعة الفراق، فقد ظل جورجيلاس، الذي أعلن البيعة لتنظيم الدولة، في سوريا، وقام بترتيب تهريب العائلة إلى تركيا، وسافرت جويا تشاودري إلى لندن، حيث لم تتحمل العيش مع عائلتها، ولهذا قررت السفر إلى أمريكا والعيش قريبا من عائلة زوجها، وأنجبت هناك طفلها الرابع، ويعتقد أن والدي جورجيلاس يقومان برعاية الاولاد، الذين تراهم في نهاية الأسبوع، وتقدمت في نهاية عام 2014 بطلب طلاق من جورجيلاس، وعادت لارتداء الزي الغربي، وتصف نفسها على الـ(فيسبوك) باليسارية المتحررة، التي تبحث عن الروحانية، أما زوجها السابق فقد أصبح من مسؤولي تنظيم الدولة البارزين، ومهمته تجنيد الشبان الغربيين، ويكتب مقالات بشكل منتظم في مجلتي التنظيم (دابق) و(رومية)، وفي العام الماضي وضع وزير المجتمعات ساجد جافيد والبارونة سعيدة وارسي في قائمة القتل، ووصفهما بالمرتدين، ويعتقد أنه على قائمة القتل لدى (سي آي إيه)".
وتختم "صندي تايمز" تحقيقها بالإشارة إلى قول أحد أقارب تشاودري: "لن يبكي أحد على موته"، وأضاف: "الله وحده يعلم لماذا لم يحدث هذا قبل 10 أعوام".
========================
الجارديان: علاقة أردوغان ببوتين يجب أن تقلق الغرب
http://www.telegraphnews.co/eg/a-226310
كتب - علاء المطيري:
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت سببًا في العديد من المشاكل التي تواجهها بلاده، لكن علاقته بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يجب أن تقلق الغرب.
ولفتت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الأحد، إلى أن الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها تركيا في مدينتي إزمير وإسطنبول، الأسبوع الماضي، كانت مرتبطة بتصعيد تركيا سياستها الخارجية فيما يتعلق بتصرفات واشنطن في سوريا.
وبينما زعم تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجوم إسطنبول تم توجيه أصابع الاتهام أيضًا إلى المتشددين الأكراد الذي تم اتهامهم بالعديد من الهجمات في الماضي. وفي إزمير قالت السلطات التركية إن انفصاليين تابعين لحزب العمال الكردستاني هاجموا مقرًا أمنيًا في المدينة، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن تركيا طالبت باستمرار من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن يقطع علاقاته بوحدات حماية الشعب الكردية السورية، لكن أوباما قابل ذلك بالتجاهل، رغم أن تركيا تعتبر أنه الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني.
وبعد أيام من هجوم إزمير قال وزير الدفاع التركي، فكري إيشيق، إن تركيا يمكن أن تحظر عمليات قوات التحالف التي تشنها على تنظيم "داعش" إنطلاقًا من قاعدة إنجيرليك جنوبي البلاد، وفقًا للصحيفة التي لفتت إلى أن الأمر امتد إلى أكثر من ذلك بتحذيره من أن تركيا يمكن أن تراجع موقفها من عضويتها بحلف "الناتو".
وانتقد إيشيق النظرية الأمريكية التي تقول بأن الولايات المتحدة اختارت أن تشارك وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا لأنها تقاتل داعش، مشيرًا إلى أنها تمثل الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني. وتابع: "الولايات المتحدة تقوم بخطأ إستراتيجي ستدفع كلا الدولتين ثمنه".
وتخشى تركيا من حصول الأكراد على كيان مستقل في سوريا أو شمال العراق أو في جنوبها الشرقي، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى أن تحالف واشنطن مع الأكراد في سوريا يجعلها تقدم مصالحها في سوريا على علاقتها بأنقرة.
ولفتت الصحيفة إلى أن رد أردوغان على التحالفات الأمريكية مع الأكراد في سوريا تمثل في تقاربه مع بوتين.
المصدر : مصراوى
========================
’’التايمز’’: صفقة كبيرة ساذجة بين #ترامب و#بوتين حول #سوريا
http://www.alahednews.com.lb/fastnews/380888/-التايمز-صفقة-كبيرة-ساذجة-بين-%23ترامب-و%23بوتين-حول-%23سوريا#.WHNMWC82vIU
عنونت صحيفة "التايمز" اللندنية افتتاحيتها بـ" صفقة كبيرة ساذجة" وقالت إنه " يبدو أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يعتقد أنه بامكانه إبرام صفقة مع بوتين بشأن سوريا".
وأضافت الصحيفة أن "هذا الأمر سيعتبر بمثابة مكافأة لمغامرات روسيا العسكرية في أوكرانيا وغيرها من الدول".
وتابعت الصحيفة أن حاملة الطائرات الروسية الوحيدة "أميرال كوزنتيسوف" تتجه للعودة لروسيا بعد انتهاء مهمتها في سوريا"، مضيفة أن "التوقيت يتزامن مع حفل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب".
وأشارت الصحيفة إلى أن " الأمر يعتبر إشارة معينة ـ توحي بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لإبرام صفقة مع الولايات المتحدة".
وألمحت الصحيفة إلى أنه "بانتهاء مهمة حاملة الطائرات الروسية في سوريا، يكون الكرملين قد أعطى ضمانات منقطعة النظير لحكم الرئيس السوري بشار الأسد، لم يحصل عليها منذ عام 2011".
========================
ميدل إيست بريفنج :هل هناك إمكانية لتحقيق سلام في سوريا؟
http://altagreer.com/هل-هناك-إمكانية-لتحقيق-سلام-في-سوريا؟/
ميدل إيست بريفنج – التقرير
اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا – والذي من المفترض أن يعقبه محادثات سلام بين الأسد ومعارضيه في كازاخستان – تم عقد المفاوضات فيه بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من دون المشاركة المباشرة للمعارضة والعرب والإيرانيين، والولايات المتحدة.
ومع ذلك، أردوغان وبوتين لم يكونا يمثلان أنفسهما فقط، ولكنهما كانا انعكاسًا لمواقف أطراف أخرى سواء كانوا من العرب والإيرانيين، المعارضة أو الأسد؛ كل طرف لديه مطالب خاصة به، وكان بالتأكيد من الصعب التوفيق بين جميع وجهات النظر المختلفة، حيث أن كثير منها متناقض.
وبطبيعة الحال، فإن الصفقة ليست مثالية، ولن تكون هناك صفقة مثالية في مثل هذا السياق.
ونقولها مرة أخرى، “صفقة مثالية” تعني أشياء مختلفة لجوانب مختلفة في هذه الحرب الدموية، ولكن على الأقل الآن لدينا صفقة، وأي شيء هو بالتأكيد أفضل من رؤية الناس يقتلون كل يوم من أجل قضية فقدت روحها منذ فترة طويلة.
وحتى الآن يوجد سؤال واحد رئيسي: هل سيتم عقد هذه الصفقة؟ وهل عقدها سيؤدي إلى سلام دائم؟
وعلى الرغم من أن بعض عناصر الصفقة ما زالت سرية، لكن دعونا نحاول وضع أيدينا على الثغرات المحتملة في هذا المسعى، وكيف قد تؤثر هذه الثغرات على أي محاولة للإجابة على هذا السؤال الرئيسي.
ومن الواضح أن تحقيق الصفقة – كما كان منتظرًا من قبل – يتوقف على مختلف الأطراف، وكيفية استجابتها؟، فهنا وقعت فقط روسيا وتركيا الاتفاق، ولكن ماذا عن المعارضة، والعرب، والأسد والإيرانيين؟
أهمية مواقف هؤلاء اللاعبين الأربعة في الأزمة السورية ليست متساوية؛ الأسد، على سبيل المثال، يتمتع بمساحة أصغر لاعتماده على الإيرانيين والروس، أيضًا فإن العرب لا يسيطرون تمامًا على كل فصائل المعارضة، ووفقًا للصفقة، موسكو تلعب دور الضامن لالتزام الأسد، وتركيا تضمن أن المعارضة سوف تحترم الصفقة.
في رأينا، ورغم أن هذا ليس واضحًا بعد، فإن اللاعب الأكبر في هذه المعادلة هو المعارضة، حيث أن مواقف الإيرانيين والعرب حاسمة، إلا أن الأطراف الإقليمية تتفاعل في نهاية المطاف مع الأحداث التي تدور على أرض الواقع، وبالتالي فإن أي إجراء من المعارضة يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي قد تحدد جيدًا ما سيقوم به العرب والإيرانيين، والعكس هو المرجح أيضًا بسبب حقيقة بسيطة؛ وهي أن لا إيران الأسد ولا بعض جماعات المعارضة يعتقدون أن الاتفاق التركي-الروسي مواتي لأهدافهم.
إيران والأسد انتهكا بشكل واضح للغاية وقف إطلاق النار لاستفزاز المعارضة للرد، وبالتالي وضع النهاية الحتمية للصفقة، ومن ثمَّ فإن المرحلة الأكثر أهمية في هذه الصفقة هي أول عدة أسابيع من حياتها.
لهذا السبب، فإن النقطة الصلبة الصعبة في معادلة السلام المحتملة هي المعارضة المسلحة، حتى الآن، قد صيغت هذه الصفقة بذكاء لتجنب مطلب توقيع كل جماعات المعارضة ذات الصلة.
لكن هذا الغموض مفيد فقط على المدى القصير، عاجلاً وليس آجلاً، يجب على جماعات المعارضة أن تعلن موقفها بالأقوال والأفعال، وليس فقط عن طريق إسكات سلبي لبنادقهم.
وحتى الآن، تسبب الاتفاق التركي-الروسي في إحداث خلاف داخل منظمات المعارضة الرئيسية.
الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به هنا هو إجراء المخططات الملائمة لنهاية اللعبة للجوء إليها؛ عندما يصبح واضحًا أن معظم المعارضة المسلحة على وشك أن تتحول ضد الصفقة، ومع ذلك، إذا ما تم اختيار هذا النهج، ينبغي إشراك كل القوى الإقليمية للمساعدة في كسب الوقت، والتبرير هو أن المحادثات في كازاخستان سوف تحدد نهاية اللعبة، والوقت يساعد على تهدئة المشاعر المشتعل ويخلق وقائع جديدة.
التفكير من حيث التسميات التنظيمية لا ينصح به في هذه اللحظة، بصفة عامة، ففي نهاية المطاف سيتم تقسيم المعارضة إلى معسكرين رئيسيين؛ أحدهما يدعم الصفقة وآخر يتعهد بمواصلة القتال، وبالتالي فإن وزن العرب والأتراك سيلعب دورًا في تحديد حجم الجانبين، وفي نهاية المطاف، فإن التوازن بين هذين المعسكرين يحدد ما إذا سيكون لدينا فترة من الهدوء في سوريا أم لا.
========================
"ديلي ميل": روسيا نشرت صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية في سوريا
http://www.moheet.com/2017/01/08/2522460/ديلي-ميل-روسيا-نشرت-صواريخ-قادرة-على-ح.html#.WHNLuy82vIU
ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن القوات الروسية، نشرت صواريخ من طراز اس اس 26-اسكندر الروسية الصنع في القاعدة الجوية بمدينة اللاذقية السورية المطلة على البحر المتوسط، ويقدر المدى المؤثر الفعال لهذه الصواريخ بحوالي 350 ميلا، وبمقدور هذه الصواريخ إصابة القاعدة البريطانية في جزيرة قبرص، التي لا تبعد بنحو 100 ميل فقط عن الساحل السوري.
وتشير الصحيفة إلى أن صور الصواريخ الروسية التقطها أحد أقمار التجسس الإسرائيلية من طراز إيروس بي، وتظهر الصور منصة متحركة لإطلاق صواريخ اسكندر، ويشير خبراء عسكريون إلى أن صواريخ اسكندر تعد أحدث ما أنتجته الرتسانة العسكرية الروسية خلال الأعوام الأخيرة.
ويقول ايجور سوتياجين – الخبير في الشأن الروسي في مؤسسة أر يو اس آي بالمملكة المتحدة، أن الحرب الأهلية في سوريا والتدخل فيها، كان بمثابة اختبار لمدى فعالية الدور الروسي في السياسة الدولية.
========================
الصحافة التركية والايرانية والكورية :
صحيفة أكشام  :عرض أمريكي لا أخلاقي
http://www.turkpress.co/node/29842
كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
تركيا أمام موجة من الهجمات الإرهابية داخل أراضيها، وفي ذات الوقت تحارب إرهاب داعش في سوريا، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة الأمريكية لكي تقوم تركيا بالاعتراف بوحدات حماية الشعب (YPG) وبحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وآخر عرض تقدمت به أمريكا يتمثل بأنْ "تتخلى تركيا عن السعي من أجل السيطرة عل منبج، مقابل أنْ تقوم أمريكا باستهداف داعش"، وهذا عرض لا أخلاقي، ويدل على أنّ أمريكا غير معنية بمواجهة داعش، وهذا يقودنا نحو الإصرار أكثر على "إغلاق قاعدة انجرليك".
أنقرة غاضبة حيال هذا العرض من إدارة أوباما التي أوشكت على انتهاء فترتها، ولا شك أنّ أمريكا نجحت جزئيا في إقناع الدول الأوروبية للتعامل مع حزب الاتحاد الديمقراطي، لكنها لم تستطع اقناع أنقرة بذلك، وهذا الأمر لا يروق كثيرا للبيت الأبيض.
وسبب إصرارهم على هذا الأمر، هو أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي لن يُصبح هيكلا شرعيا ما لم تعترف به أنقرة، وما دامت تركيا لا تعترف به، فإنه لن يتحول الى عنصر شرعي، حتى لو استقبله هولند في فرنسا، ولو دعمه أوباما في أمريكا، فمفتاح شرعية حزب الاتحاد الديمقراطي بيد أنقرة، وليس بيد أمريكا ولا فرنسا.
ولهذا يواجهون تركيا من الجهات الأربع، لأنّ عدم اعتراف أنقرة بحزب الاتحاد الديمقراطي يُفسد كل المخططات الأمريكية في الشرق الأوسط، وسبب ما تتعرض له تركيا من هجمات متتالية، هو إصرارها المستمر على القضاء على حزب العمال الكردستاني، ولأنها تُفشل مشروع الممر الإرهابي على حدودها، كما وتعمل على تصفية جماعة غولن بصورة كاملة.
يهدفون إلى كسر شوكة الدولة التركية، من خلال الانقلابات، والإرهاب، والاغتيالات السياسية، ونشر حالة من الفوضى في المجتمع، لأنّ تنفيذ خططهم في الشرق الأوسط يمر عبر اعتراف انقرة بحزب الاتحاد الديمقراطي، والجلوس على طاولة المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني، وانهاء عملية تصفية جماعة غولن، وإلا ستفشل مخططاتهم.
ولا بد هنا من تذكر تصريحات أردوغان بعد محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو، والتي قال فيها: "نجحنا بإفشال مخططاتهم في تركيا، والآن الدور لإفشال مخططاتهم في سوريا والعراق وليبيا".
استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية باقناع العالم بحزب العمال الكردستاني من خلال التلاعب بالحروف والمسميات، لكنها لم تستطع فعل ذلك مع تركيا، ونجح اردوغان في إفشال مخططهم من خلال عملية درع الفرات، وأفسد كل محاولات الغرب لخلق حالة من العزلة حول تركيا، من خلال التقارب مع روسيا وإسرائيل والحكومة العراقية.
نجحت تركيا في اتخاذ خطوات مستقلة تماما عن الغرب، ونجحت في الوقوف على قدميها، وذلك بعد 15 تموز، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الجمهورية الحديث.
 
========================
موقع إيراني : طهران تهدد الأسد بكشف "المستور" حال استمرار هذا الأمر
http://www.mansheet.net/world/211206.html
حذّرت إيران الرئيس السوري بشار الأسد من كشف المستور، حال أقدم على التقارب مع روسيا على حساب طهران، مشيرة إلى أن المسؤولين الإيرانيين أبلغوا وزير الخارجية السوري وليد المعلم بهذه التحذيرات الأسبوع الماضي خلال زيارته طهران.
وقال مصدر إيراني - طبقًا لموقع "جهام نيوز" الإخباري - إن المسؤولين الإيرانيين وضعوا معلومات هامة جدًا وسرية أمام وزير الخارجية السوري بشأن الضغوط السياسية التي مارستها موسكو، من أجل تنحي الأسد عن السلطة، وقد عارضتها طهران في وقتها.
وحذّر المصدر القريب من محادثات المعلم في طهران، الرئيس الأسد من سياسة اللعب على الحبلين أو مسك العصا من المنتصف في علاقاته مع إيران وتقديم المصالح الروسية، مضيفًا أن إيران أكدت لوليد المعلم على مشاركتها في أية تسوية محتملة للأزمة السورية، محذرة الأسد من الثقة المطلقة بالسياسة الروسية تجاه الأزمة السورية.
وأشار المصدر الإيراني إلى أن كبار المسؤولين في البلاد أبلغوا المعلم أن تجاوز طهران في أية تسوية سياسية سيدفعها لإجراء تغييرات جذرية في عملية التحول السياسي في سوريا.
وأجرى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي الأربعاء الماضي، لقاءات مع المسؤولين السوريين في دمشق، في حين طمأن الأسد النظام الإيراني بعدم إبعاد طهران عن أية تسوية مرتقبة للأزمة السورية، التي تسعى روسيا إلى الآن لتحقيقها بعيدًا عن إيران.
وذكرت صحيفة إيرانية رسمية، الأسبوع الماضي، أن إبعاد طهران كطرف مهم في اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة بين الحكومة السورية والمعارضة في الـ30 من ديسمبر الماضي، أجبر وزير الخارجية وليد المعلم على زيارة طهران وطمأنة المسؤولين فيها بشأن هذا الاتفاق.
وقال محمد شريعتي دهاقاني، للصحيفة، إن زيارة وليد المعلم واللواء علي مملوك إلى طهران حساسة للغاية، وجاءت للتقييم والاطلاع بشكل مفصل على الاتفاق الذي جرى بين موسكو وأنقرة بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، مشيرًا إلى أن اللقاء بين الوفدين السوري والإيراني طُرح فيه العديد من القضايا الأمنية.
وكان تقرير نشره موقع مقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، الأربعاء الماضي، أفصح عن مخاوف إيرانية من انفراد روسيا بمفاتيح حل الأزمة السورية ضمن تحالفات تجري في المنطقة بعد التقارب بين موسكو وأنقرة، منوهًا إلى أن روسيا يمكنها التخلي عن تحالفها مع إيران بسهولة إذا ضمنت مصالحها في صفقة تسوية للأزمة السورية.
ورأى التقرير الإيراني أن الاعتماد والثقة بروسيا أحد الخيارات المحدودة  بالنسبة لطهران، لكن التشكيك بالنوايا الروسية لا يزال قائمًا بالنسبة للمسؤولين الإيرانيين، مضيفًا أنه بعد تحرير حلب من قبضة المعارضة في ظل تعاون عسكري بين روسيا وإيران، أصبحت موسكو تنفرد بالقرارات بعيدًا عن توجهات طهران.
========================
"ذا كوريا هيرالد": لماذا تراجعت أمريكا في سوريا ؟
http://www.mansheet.net/world/211197.html
: علاء عبد الله
صرحت صحيفة "ذا كوريا هيرالد" إن عزوف الولايات المتحدة الأمريكية عن التدخل عسكريًا لمنع الأزمة الإنسانية في سوريا التي تعد الأكبر منذ الحرب العالمية أدى إلى تراجع نفوذها عالميًا.
ولفتت الصحيفة الكورية في تقرير لها، اليوم الأحد، إلى أن روسيا وتركيا وإيران أبرمت اتفاقية لوقف إطلاق النار في سوريا بدون وجود الولايات المتحدة أو تدخلها بطريقة أو بأخرى، مشيرة إلى أن ذلك يعد مؤشر تراجع القوى العظمى الوحيدة في العالم ولو بصورة مؤقتة.
وحتى إذا انهار وقف إطلاق النار الأخير مثل الاتفاقات السابقة فإنه سيكون مؤشرًا على الطريقة التي ستتم بها الاتفاقات المستقبلية بين الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة السورية ومنها روسيا وتركيا وإيران، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن تلك الدول سوف تتقاسم النفوذ على خريطة الأرض السورية بفعل الأمر الواقع، تقول الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الديكتاتور السوري بشار الأسد استطاع أن يحافظ على أكثر المناطق شعبية في سوريا على مدى سنوات وأن سوريا ستشهد نوعًا من العمل المشترك للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي والجماعات التي تحارب باسم القاعدة في سوريا، مشيرة إلى أن روسيا سوف تنهي علمياتها العسكرية المباشرة في سوريا، وسيحصل العرب السنة الذين يمثلون غالبية الثوار في سوريا على مزيد من الاستقلال؛ ولن يحصل الأكراد السنة المدعومين من الولايات المتحدة على أي مكاسب.
ومن الناحية الاستراتيجية فإن مكاسب الأطراف المتواجدة على مائدة المحادثات الخاصة بسوريا ستكون أكبر، حيث سيكون نفوذ روسيا هو الأكبر في المنطقة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وستكون إيران قادرة على التواجد والعمل في نطاق جغرافي يمتد من العراق عبر سوريا إلى لبنان بصورة تجعلها قادرة على فرض نفوذها حتى البحر المتوسط، تقول الصحيفة.
ولفتت إلى أن أبرز مكاسب تركيا الإستراتيجية ستكون في قدرتها على تأمين حدودها الجنوبية والتأكد من أن الأكراد السوريين لن يكونوا قادرين على إقامة دولة مستقلة تكون امتداد للأكراد في تركيا الذين تعتبرهم أنقرة منظمات إرهابية، بينما ستكون مكاسب نظام الأسد هي البقاء في الحكم لسنوات أخرى قادمة.
وأوضحت الصحيفة أن سنة العراق سيخسرون مثل الأكراد السوريين، مشيرة إلى أنه سيجدون أنفسهم مجبرين على مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في ظل تفكك العراق وضعفها، بينما تكون إسرائيل في ذات الموقف، لأن زيادة النفوذ الإيراني يعني زيادة قدرات "حزب الله" مع تراجع الدور الأمريكي في سوريا بصورة تؤدي إلى تراجع نفوذها في المنطقة خاصة بعدما وقعت الولايات المتحدة على الاتفاق النووي مع إيران.
========================