الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 8/9/2020

سوريا في الصحافة العالمية 8/9/2020

09.09.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • «ستراتفور»: هل يشهد الشرق الأوسط نزعة قومية جديدة؟
https://sasapost.co/translation/new-nationalism-middle-east/
 
الصحافة البريطانية :
  • معهد بروكينغز :الحاجة إلى تأمين المساعدة الإنسانية في الشرق الأوسط أصبحت ملحة
https://alghad.com/الحاجة-إلى-تأمين-المساعدة-الإنسانية-ف/
  • إندبندنت": ضربات إسرائيل بسوريا تتصاعد لوقف تسليح مليشيات إيران
https://al-ain.com/article/iran-syria-israel-militia-arming-fighters-missiles
 
الصحافة التركية :
  • ديلي صباح :موسكو وطهران في سوريا: تنافس أم شراكة؟
http://www.turkpress.co/node/73945
 
الصحافة العبرية :
  • هآرتس: الفتيات الكرديات… بين تجاوز القانون الدولي و”التضحية من أجل الوطن”
https://www.alquds.co.uk/هآرتس-الفتيات-الكرديات-بين-تجاوز-ال/
 
الصحافة الروسية :
  • سفوبودنايا بريسا :لماذا ينقل أردوغان الدبابات من إدلب إلى حدود اليونان
https://arabic.rt.com/press/1152033-لماذا-ينقل-أردوغان-الدبابات-من-إدلب-إلى-حدود-اليونان/
 
الصحافة الامريكية :
«ستراتفور»: هل يشهد الشرق الأوسط نزعة قومية جديدة؟
https://sasapost.co/translation/new-nationalism-middle-east/
نشر مركز «ستراتفور» الأمريكي مقالًا  لريان بوهل، محلل شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المركز، سلَّط فيه الضوء على قومية جديدة بدأت تضرب بجذورها وتنمو في منطقة الشرق الأوسط، لمجابهة الدعوات المنادية بالوحدة الإسلامية التي بات يُنظر إليها بوصفها تهديدًا محتملًا للأنظمة الحاكمة، كما سمح طراز القومية الجديد بتقهقر ترتيب القضية الفلسطينية في سُلَّم الأولويات الخاص بسياسات الحكومات العربية، أو الاتفاقيات التي تبرمها، وكانت اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل خير مثال على ذلك.
وفي مستهل مقاله يقول الكاتب بعدما كانت يومًا ما منقذًا لإمبراطوريات الشرق الأوسط المُحطَّمة، بات يُنظر إلى الوحدة الإسلامية ورؤيتها للخلافة الراشدة على نحو متزايد على أنهما تهديد لاستقرار المنطقة، في ظل تحوُّل دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية نحو القومية لتحديد سياساتهم وتعاملاتهم على أساسها. والحقيقة أنه حتى في تلك الدول التي ما تزال تدعي تجسيد مبادئ الوحدة الإسلامية العليا، مثل قطر وتركيا، فإنها تقوم بذلك من أجل تحقيق غاية قومية فحسب، ولإظهار قوة حكوماتها داخليًّا وخارجيًّا باستغلال دعواتها للوحدة الإسلامية. ويتجلى هذا التوجه مؤخرًا بوضوح مع إبرام اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل التي وجَّهت ضربة أخرى لفكرة أن المجتمع الإسلامي العالمي، رغم اختلافاته العديدة، يمكنه على أقل تقدير الاتفاق على قضايا بعينها كالقضية الفلسطينية.
وأوضح الكاتب أن حركة الوحدة الإسلامية ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى بوصفها أيديولوجية مضادة للمبادئ الأوروبية الزاحفة نحو الشرق. إذ بحث قادة الدول الإسلامية عن أنماط جديدة من الفكر السياسي للتصدي لتيار سيادة القوة الغربية، بعدما دمَّر الاستعمار الأوروبي الإمبراطورية العثمانية واحتل العالم الإسلامي. وتبنى بعض هؤلاء القادة نموذج قومية الدولة على غرار القوى الاستعمارية: فنال الرئيس التركي مصطفى كمال أتاتورك (1923-1938م) شهرته من إسقاطه الخلافة الإسلامية السُنِّية محاولًا تحويل أنقاض الدولة العثمانية إلى دولة تركية حديثة لديها القدرة على المنافسة. وحاولت بعض الدول، غير تركيا، تبني الوحدة العربية (العروبة)، والتي تجسَّدت في نموذج الرئيس المصري جمال عبد الناصر (1954- 1970م)، والذي سعى إلى تشكيل عالم عربي موحَّد سياسيًّا. لكن العروبة انهارت سريعًا بعد تكبُّد مصر خسائر عسكرية كبيرة في حربها ضد إسرائيل في عامي 1967م و1973م، ووفاة عبد الناصر في عام 1970م. وهذا ما أتاح المجال لمن يسعون إلى تجديد الدعوة للحكم الإسلامي، مع اقتباس بعض جوانب الدولة القومية الغربية، بينما رفضوا التبني الكامل لطراز القومية العلمانية الأوروبية المثيرة للانقسام في أغلب الأحيان.
مصطفى كمال أتاتورك، أول رئيس للجمهورية التركية الحديثة
ويرى الكاتب أن الوحدة الإسلامية أسهمت في تشكيل العقود الاجتماعية (العقد المبرم على نحو فعلي أو افتراضي بين الحاكم والمحكوم) لدول الشرق الأوسط الناشئة التي دشَّنت مساراتها الخاصة في أعقاب زوال الاستعمار. إذ تبنى عديد من الدول التي كانت مؤسسة حديثًا نصوص الشريعة الإسلامية في صياغة دساتيرها وعمل محاكمها، وأُحيطت تقاليدها السياسية بمسميات وطقوس إسلامية. وفي حين أن بعض الدول اشتهرت بمقاومتها لنفوذ الوحدة الإسلامية، فإن معظم هذه الدول انصاعت لها أو تكيفت مع ضغوطات الإسلاميين المتزايدة في الداخل.
وقد أسهمت معارضة محمد رضا بهلوي، شاه إيران، للوحدة الإسلامية في إطاحته وإحلال الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1979م محله. وأدَّى برنامج التجديد المتواضع نسبيًّا في السعودية في حقبة السبعينيات إلى قيام حركة إسلامية مضادة عنيفة في مكة في العام نفسه، والتي أقنعت الرياض بالتخلي عن جزء كبير من عقد البلاد الاجتماعي ومنحه للإسلاميين حتى عام 2010م. وحتى في العراق، انطلق صدام حسين، ذو التوجه العلماني شكليًّا، نحو الأسلمة في حقبة التسعينيات مع تراجع القومية العراقية بعد الهزيمة في الكويت، وأضاف جزءًا من العقيدة الإسلامية إلى العلم الوطني العراقي.
الوحدة شكلية وليست فعلية
وألمح الكاتب إلى أنه على الرغم من الدعوات المنادية إلى وحدة العالم الإسلامي، فإن الأيديولوجية التي استندت إليها الأسلمة أثبتت أنها غير قادرة على وضع حد للخلافات الوطنية بين الدول الإسلامية المختلفة، مثلما حدث في الحرب الإيرانية العراقية المُدمِّرة في المدة من 1980م حتى 1988م، متبوعةً بحرب الخليج في المدة من 1990م حتى 1991م، وألهمت فكرة الأسلمة المتطرفين، في نهاية المطاف، لتأسيس منظمات مثل تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة. وانقسم أنصارها حول الشكل الصحيح الذي ينبغي أن تبدو عليه فكرة الأسلمة: فدعا بعضهم، مثل أعضاء حزب العدالة والتنمية التركي، إلى تبني النهج التصاعدي للأسلمة من القاعدة إلى القمة، وفيه توجيه المجتمع وإدارته، ثم يأتي بعد ذلك التأثير في السياسات. بينما فضَّل آخرون، ومنهم الإسلاميون الشيعة في العراق وإيران، تبني النهج التنازلي من القمة إلى القاعدة، وفيه تحتل الأيديولوجية مركز السياسات وصدارتها. لكن ربما الأهم من ذلك، أن أنصار الوحدة الإسلامية لم يُظهروا إلا قدرًا ضئيلًا من تأكيد دعمهم للقضية الفلسطينية، وهي القضية الأكبر التي يُمكنها، من الناحية النظرية، أن تُوحِّد بين الدول الإسلامية كافة.
محادثات سرية بين السعودية وإسرائيل لإضعاف الوجود التركي بالحرم القدسي - الشرق الاوسط - القضية الفلسطينية - قومية جديدة
والحقيقة أن الوحدة الإسلامية لم تُقدِّم للفلسطينيين في صراعهم المستمر مع إسرائيل، سواء على الجبهة الدبلوماسية أم العسكرية، شيئًا يُذكر إلا القليل. وبينما كانت الأجنحة الأكثر اعتدالًا في حركة الوحدة الإسلامية تدعو عادةً إلى عزل إسرائيل حتى تقايضها على تسليم أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة للفلسطينيين من أجل إبرام معاهدة سلام إقليمية، طغت دعوات متطرفي الحركة إلى تدمير إسرائيل على هذا الموقف المعتدل، وأبعدت حلفاء إسرائيل الأقوياء في الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة، الذين كانوا عنصرًا أساسيًّا في تحقيق تسوية دولية. وبدورهم، اعتاد الدبلوماسيون الإسرائيليون تصوير الحركة بالكامل على أنها متطرفة، متذرعين بأن الحركات الإسلامية، عمومًا، تمثل تهديدًا وجوديًّا لإسرائيل.
وأشار الكاتب إلى أن بعض الدول، خصوصًا الإمارات والسعودية، أجبرتها اضطرابات الربيع العربي في عام 2011م على التصدي المباشر لتنامي إمكانات الوحدة الإسلامية الثورية. إذ قدَّمت دوامة الثورة الفرصة للإسلاميين المعتدلين والراديكاليين أخيرًا ليحلوا محل الأنظمة الحاكمة ويستعرضوا قوتهم. وسيطرت جماعة الإخوان المسلمين على مصر وجيشها الضخم، بينما اندفع المتطرفون نحو الحرب الأهلية السورية وبدأوا في تأسيس دويلات بدائية لتصديرها إلى الخارج. وأثبتت هذه التطورات المزعجة، بالنسبة لبعض الدول،  ضرورة التغيير السريع للعلاقة الوثيقة بين الدولة والمسجد؛ لئلا تغدو الحركات الأخرى المناصرة للوحدة الإسلامية قوية بالقدر الكافي لإطاحة مزيد من الحكومات. وهرعت دول مثل عُمان والبحرين والسعودية إلى تأسيس الحركات القومية الناشئة بأقصى سرعة، واستهدفت حكومات هذه الدول تحويل الأسس التي ترتكز عليها عقودها الاجتماعية لتقوم على المبادئ القومية التي عمل المناصرون للوحدة الإسلامية على تقويضها لعقود.
ومع تحوُّل دول الشرق الأوسط نحو الحفاظ على الذات، أصبح إقحام نفسها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي غير منطقي أكثر فأكثر. أما تركيز الإمارات على القضية الفلسطينية، فكان الهدف منه تعزيز عقد اجتماعي متآلف للإسلاميين مع سكانها المحليين. لكن مع تغيير أبوظبي لتصورها للتهديد، لم يعد يُنظر إلى حركات الوحدة الإسلامية بوصفها جزءًا من نسيج العقد الاجتماعي، لكن بات يُنظر إليها على أنها حركات عميلة لسلوك ثوري خبيث محتمل. ونتيجةً لذلك، لم يقل ترتيب القضية الفلسطينية في سلم الأولويات فحسب، بل بدأت القضية تشكل ضررًا على المصالح الوطنية؛ إذ إن عزل إسرائيل حَرَمَ الإمارات من الوصول إلى التعاون التكنولوجي والتجاري والأمني ذي الأهمية المتزايدة مع إسرائيل.
قومية مقنعة في ثوب وحدة إسلامية  
واستدرك الكاتب قائلًا: لكن لم تتجه جميع الدول سريعًا نحو الابتعاد عن الأسلمة. إذ تجلت الوحدة الإسلامية، في ليبيا، في إبرام معاهدة حدودية بحرية مثيرة للجدل في عام 2020م بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني القريبة من الإسلاميين. وفي سوريا، يُشكل حلفاء تركيا ذوو الميول الإسلامية العمود الفقري للميليشيات المسيطرة على ما تبقى من مناطق المعارضة في الشمال الغربي؛ وبذلك تتخلص تركيا من ملايين اللاجئين السوريين الذين لن تستطيع تحمُّل التكاليف المتزايدة لاستضافتهم على أراضيها.
كما تواصل تركيا وقطر محاولة استخدام الوحدة الإسلامية لاستعراض قوتهما في الخارج، وذلك على الرغم من أن أهدافهما الجوهرية ما زالت على نحو متأصل أهدافًا قومية أكثر منها دينية. إذ يستخدم السياسيون الأتراك والحركات الإسلامية، في تركيا، السلطة لتحقيق المصلحة الذاتية التركية. كما أن تقارب تركيا مع جماعة الإخوان المسلمين مهَّد الطريق أمام قطر لإنشاء قاعدة عسكرية في الخليج العربي لأول مرة منذ أكثر من قرن، وهذا بدوره منح تركيا ثقة الدوحة الغنية، التي تدخلت في بعض الأحيان لتخفيف الأزمات التي تعاني منها العملة التركية على نحو متكرر.
وبحسب الكاتب، استخدمت قطر على وجه التحديد قوتها الإعلامية للترويج لرواية محلية تربط الإمارة الخليجية بحركة الوحدة الإسلامية، في محاولة لتعزيز شرعية نظامها الملكي، والذي يجب عليه أن يوازن بين نظام ملكي قبلي متصدع أحيانًا مع تاريخ من الانقلابات، وبين حملات التأثير السعودية والإماراتية طويلة الأمد. لكن قطر على الصعيد الخارجي، ما تزال ترى أن القومية الإسلامية وسيلة لتأمين نفسها؛ إذ ساعد قُرْب الدوحة من هذه الأيديولوجية على الحفاظ على العلاقات مع حماس، وهي فرع آخر من جماعة الإخوان المسلمين. وهذه العلاقات تُعَد قيِّمة بالنسبة لإسرائيل؛ لأنها تستخدمها لإبقاء نشاط حماس في قطاع غزة تحت السيطرة. وفي المقابل، يعزز الإسرائيليون صورة قطر بوصفها وسيط سلام إقليمي، لا سيما في الولايات المتحدة، ما يُقوِّض الهجوم الإماراتي والسعودي عليها، والذي يحاول إثبات عكس ذلك.
وحتى أثناء انخراطهما مع حركة الوحدة الإسلامية، يتضح أن تركيا وقطر تستخدمان الحركة لتحقيق المصلحة الذاتية أيضًا. ولا تحاول الدولتان تشكيل حركات إسلامية قوية بالقدر الكافي الذي يمكنها من الوصول للحكم، وأن تحل محل أنظمتهما الحاكمة. بل إن الإسلاميين، بدلاً من ذلك، يُعدُّون مجرد أداة تستخدمها أنقرة والدوحة في استراتيجياتهما الاجتماعية داخليًّا واستراتيجيات القوة الناعمة خارجيًّا، والتي تظل منسجمة مع أهداف البلدين الوطنية.
- - الاقتصادية
واختتم الكاتب مقاله بالقول: وبهذا، فإن رفض تركيا لاتفاق التطبيع الجديد بين الإمارات وإسرائيل، وتَحفُّظ قطر الحالي على الأمر نفسه، ليسا نابعين من أيديولوجيات الوحدة الإسلامية بل من الحرص على المصالح القومية. إذ إن التطبيع العلني للعلاقات مع إسرائيل، بالنسبة لكلا البلدين، يُمكن أن يُقوِّض علاقة النظامَيْن الحاكمَيْن مع أنصارهما الإسلاميين داخليًّا وخارجيًّا. كما أن مكاسب التطبيع عبر التجارة والدفاع وتحسُّن العلاقات الإيجابية مع الولايات المتحدة، في الوقت الحالي على الأقل، لا تستحق فقدان الشرعية الذي يمكن أن يضر بعلاقات أنقرة والدوحة. وفي الوقت نفسه، فإن تدهور القيمة الاجتماعية والسياسية لحركة الوحدة الإسلامية تعني أن الأيديولوجية لن تصبح ذات شأن كبير في سياسات تركيا وقطر وتصرفاتهما، وتظل مجرد مظهر خادع للقواسم المشتركة.
=========================
الصحافة البريطانية :
معهد بروكينغز :الحاجة إلى تأمين المساعدة الإنسانية في الشرق الأوسط أصبحت ملحة
https://alghad.com/الحاجة-إلى-تأمين-المساعدة-الإنسانية-ف/
رانج علاء الدين* – (معهد بروكينغز) 11/8/2020
أضافت جائحة فيروس كورونا المستجد نوعاً من الإلحاح لمعالجة ثغرات الحوكمة والأمن في المجتمعات الانتقالية التي مرت بأزمات سياسية وأمنية، وما تزال تمر بها في بعض الحالات. فقد عانت دولٌ مثل العراق حرباً أهلية مرتين على الأقل في العقد المنصرم، فيما يُرجح أن تغرق دولٌ أخرى مثل سورية ليبيا واليمن في اضطراب سياسي عنيف لسنوات وسنوات. وعقد فيروس كورونا المستجد المحاولات لتوفير الأمن الفعال والمستدام لأنه يضيف طبقة أخرى إلى تحديات الحوكمة القائمة. وفي نهاية المطاف، عمقت أزمة الصحة العامة الجديدة الخلافَ على السلطة والموارد بين المجموعات المسلحة والحكومات الوطنية التي تتنافس لرسم معالم المشهد السياسي والسيطرة عليه. ويواجه صانعو السياسات تحديات صعبة لوضع استراتيجيات جديدة وتطبيقها للتعامل مع هذا المناخ الأمني المتدهور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
الحرب في الشرق الأوسط
في السنوات الأخيرة، قللت القوى العالمية من اعتمادها على القوات المسلحة التقليدية، وفضلت الاعتماد على مزيج من الحرب الهجينة (استخدام مقاتلين محليين غير نظاميين والحرب السيبرانية والطائرات المسيرة وغيرها) وقوات محلية. وتشكل قدرة هذا الشكل الأخير على القتال بالنيابة عن القوى الخارجية أو بالتشارك معها بديلاً نافعاً عن الاتكال على القوات التقليدية ذات الحساسية السياسية الأكبر. وفي السنوات الأخيرة، عملت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الحليفة بشكل متزايد مع هذه الجهات الفاعلة، وفعلت ذلك بالتزامن أحياناً. ففي العراق، اعتمدت على القوات المسلحة العراقية ووحدات الشرطة العسكرية وعلى القبائل العربية السنية في شمال العراق والمحاربين الشيعة غير النظاميين والبشمركة الأكراد. وفي سورية، دعم الغرب المجموعات المتمردة العربية والقبائل التي حاربت نظام الأسد واعتمد عليها، فضلاً عن المحاربين الأكراد في وحدات حماية الشعب. وفي ليبيا، تدعم الدول الأوروبية فعلياً الجهتَين المتعارضتين في النزاع الناشئ بين حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس والجيش الوطني الليبي التابع للمشير حفتر.
التكلفة البشرية
لا يمكن الاستخفاف بالتكلفة البشرية للصراعات الحالية والمستقبلية. فقد أدت الحرب في سورية إلى نزوح نصف سكانها؛ أي أكثر من 12 مليون نسمة، داخلياً وخارجياً على حد سواء. ونزح الملايين في العراق واليمن. وفي ليبيا، نزح مئات الآلاف من الأشخاص. والأرقام مخيفة: هناك قرابة 13.5 مليون شخص في سورية بحاجة إلى مساعدة إنسانية؛ و21.1 مليون شخص في اليمن؛ و2.4 مليون في ليبيا؛ و8.2 في العراق. وكانت دول عدة في المنطقة قد أهملت الرعايةَ الصحية العامة لسنوات. بالتالي، يمكن أن تتداعى أنظمتها الطبية تحت ضغط الزيادة السريعة في حالات فيروس كورونا المستجد. وفي مناطق الصراعات مثل ليبيا وسورية واليمن، استهدفت الفصائل المتحاربة وجهاتها الراعية الخارجية المستشفيات ومنشآت الرعاية الصحية مباشرة. وخفضت الأمم المتحدة من موظفيها وأبقت على الأساسيين منهم وأوقفت عمليات الإجلاء محدودة العدد أصلاً للمدنيين المصابين بأمراض مزمنة بسبب الحظر على الرحلات الجوية إلى اليمن ومنه. ومنعت المجموعات المسلحة في اليمن استعمال الإجراءات البيومترية لتسجيل متلقي المساعدات، ظاهرياً لأسباب صحية. ويعرقل هذا الواقع وصول المساعدة الخارجية لشعوب تعاني بشدة.
تقدر الأمم المتحدة أن الجائحة سترسل 8.3 مليون شخص إضافي إلى ربقة الفقر، ما يعني أنه سيتم تصنيف 101 مليون شخص على الأقل كفقراء، و52 مليوناً يعانون من نقص التغذية في المنطقة العربية. لكن الجائحة سبق أن أدت إلى تداعيات فورية على المجموعات والمجتمعات الهشة. فقد ازداد العنف الجنساني في مخيمات اللاجئين والنازحين الداخليين. وفي أواسط آذار (مارس)، توقفت تركيا عن السماح للمرضى الذين يحتاجون إلى علاج طبي بدخول أراضيها من شمال غرب سورية، جزئياً كاستجابة لفيروس كورونا المستجد، وهو ما جعل مئات الأشخاص الذين يعانون أمراضاً معقدة كالسرطان يكافحون للعثور على مساعدة طبية. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية إن متطلبات الحجر والقيود على التنقل تعرقل قدرة عمال الإغاثة على الذهاب إلى سورية.
التحديات
يكمن التحدي الأول الذي يواجهه صانعو السياسات في كل أنحاء العالم في تطوير استجابة تتعامل مع هذا المناخ الأمني المتدهور. وينبغي أن تركز الاستراتيجيات الأمنية على التهديدات الإنسانية الحادة المرتبطة بأزمة الصحة العامة غير المسبوقة. ولكن، ينبغي أيضاً أن تعول على الإجراءات والاستراتيجيات الراهنة المصممة لمعالجة أوجه التقصير في الحوكمة. ومن الأمثلة على ذلك تعزيزُ المصالحة بين الفصائل المتنافسة، ودعمُ المجتمع المدني وتمكينُ الإعلام المحلي، وهو أمر غاية في الأهمية لتحقيق الشفافية والتدفق الحر للمعلومات حول تداعيات الأزمات مثل أزمة فيروس كورونا المستجد. وسيحد ذلك من قدرة الجائحة على الظهور مجدداً ويخفف من تداعياتها طويلة الأمد على تحديات الحوكمة الراهنة.
ويكمن التحدي الثاني في أنه ينبغي على صانعي السياسات مواجهة الطريقة التي يتم بها تطبيق هذه الاستراتيجية في منطقة تُبين الدراسات أن الصراعات ستزيد فيها في المستقبل. فقد بينت الدراسات أنه من بين الدول الـ105 التي عانت حرباً أهلية بين العامَين 1945 و2013 في العالم، شهد أكثر من نصفها (59 دولة) عودة إلى صراع عنيف، بل إلى أكثر من صراع في بعض الحالات، بعد أن تم إرساء السلام. وتبين دراسة أجراها نموذج التوجهات المستقبلية الدولية في جامعة دنفر، وهو محاكاة إحصائية لمؤشرات التنمية البشرية والاجتماعية، أنه فيما كانت دول عدة تعاني صراعاً مسلحاً قبل الجائحة، يرجح أن تندلع صراعات جديدة في 13 دولة إضافية حتى نهاية العام 2022، وهذه زيادة نسبتها 56 في المائة مقارنة بالتوقعات التي سبقت الجائحة. وتنص هذه الدراسة أيضاً على أنها تتوقع الآن أن تشهد 35 دولة اضطرابات بين 2020 و2022، وهو العدد الأعلى في أي مرحلة من المراحل في السنوات الثلاثين الأخيرة.
الخطوات المستقبلية
تشير هذه التحديات والأزمات المتعددة، عند جمعها معاً، إلى أن التداعيات الإنسانية والأمنية التي يشكلها فيروس كورونا المستجد يمكن أن تكون أكبر بكثير من التكاليف البشرية المهولة التي خلفتها الصراعات الإقليمية حتى الآن. وبالتالي، ينبغي إجراء إعادة تقييم للطريقة التي ينظر بها صانعو السياسات إلى المسائل المعقدة والمتداخلة ويعالجونها. ينبغي منح الأولوية للاستراتيجيات التي تركز على هشاشة المجتمعات الضعيفة في خضم الجائحة. ومع أن صانعي السياسات لن يتمكوا من معالجة المسائل العالقة منذ زمن التي يمكن أن تشكل مشكلات جيلية التي ترتبط بدور الدولة والجهات الفاعلة من غير الدولة ومسؤولياتها ومساءلتها، من الممكن تطوير قدرة استجابة محلية أكبر للتحديات الطارئة، مثل فيروس كورونا المستجد، من دون أن تُميز هذه القدرة على أساس الأيديولوجية أو المعتقد أو الثقافة. وينبغي أن تشمل تأمين الإمدادات الطبية الحيوية وعمال الرعاية الصحية لدعم السكان المحليين، فضلاً عن التشجيع على إبرام اتفاقات طويلة الأمد بين الفصائل المتحاربة تضمن أن تصل هذه الإمدادات إلى الناس الذين يحتاجون إليها من دون أي عرقلة. وبإمكان هذه الاستجابة لإدارة الأزمات أن تؤمن فرصة للحث على تعاون لم يكن ليحدث لولا هذه الاستجابة وأن تساعد على الأقل على تأسيس بعض المكونات الأساسية اللازمة لسلام مستدام.
 
*زميل زائر -مركز بروكنغز الدوحة
=========================
إندبندنت": ضربات إسرائيل بسوريا تتصاعد لوقف تسليح مليشيات إيران
https://al-ain.com/article/iran-syria-israel-militia-arming-fighters-missiles
رصد تحليل نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، الإثنين، تصاعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف وقف إرسال الأسلحة من إيران للمليشيات الموالية لها في سوريا.
ففي الأسبوع الماضي، استخدم سلاح الجو الإسرائيلي مقاتلاته من طراز (إف- 16 آي سوفا) لشن غارتين جويتين على سوريا.
وقال التحليل إن الهجوم الأول وقع في الساعة 23:00  (بالتوقيت المحلي لسوريا) في 31 أغسطس/ آب الماضي، ضد عدة أهداف في مطار دمشق الدولي.
وذكر أن الهجوم الثاني حدث بالدقائق الأولى من يوم الخميس 2 سبتمبر/ أيلول الجاري، واستهدف هدفين في قاعدة تياس الجوية بمحافظة حمص السورية.
وفي 3 سبتمبر / أيلول الجاري، نشرت شركة "إيمدج ستالايت إنترناشيونال" صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية للغارتين الجويتين تكشف الأهداف التي أصيبت بصواريخ كروز التي أطلقتها المقاتلات الإسرائيلية.
ونقل تحليل الصحيفة البريطانية عن الخبير العسكري بابك تقوائي، قوله إن الصواريخ نجحت في تدمير أهدافها، بما في ذلك مبنيين ومخزنين ذخيرة في مطار دمشق الدولي.
وأشار تقوائي إلى أن مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي استهدفت قبل 6 أشهر في نفس المكان مبني يضم مكاتب إدارية لشركات الخطوط الجوية السورية وبويا التابعة للقوة الجوفضائية بالحرس الثوري الإيراني، وفارس إير قشم.
بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير مستودع ذخيرة يستخدم لتخزين الأسلحة المنقولة حديثًا من طهران إلى دمشق لحساب فيلق القدس والمليشيات التابعة له.
ودمرت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي، في 20 يوليو/ تموز 2020، مستودع ذخيرة آخر في نفس الموقع، وفق التحليل.
وذكر التحليل، استنادا إلى صور فضائية، أن تل أبيب استهدفت قاعدة تياس الجوية بمحافظة حمص في مطلع الشهر الجاري، لتعطيلها من أجل منع هبوط طائرات الشحن التي تحمل أسلحة وذخائر من إيران.
تظهر صور الأقمار الاصطناعية أن الغارات الإسرائيلية أحدثت فتحتين في منتصف مدرج الطائرات بقاعدة تياس، بالإضافة إلى ثقب بمنحدر حيث يتم تفريغ الحمولات من طائرات الشحن الإيرانية التي تنقل أسلحة من مطار مهر أباد في طهران إلى القاعدة الجوية المذكورة.
وأكد المحلل العسكري بابك تقوائي أن ضربات سلاح الجو الإسرائيلي ضد تلك المواقع تستهدف قطع مسار شحنات الأسلحة والذخائر الإيرانية إلى سوريا.
ولفت إلى أن معظم الأسلحة المنقولة من طهران إلى قاعدة تياس يتم شحنها بواسطة 3 طائرات نقل عسكرية ثقيلة من طراز "إليوشن 76 تي"، إلى جانب طائرتي شحن إيرانيتين من طراز "بوينج 747 - 281 سي".
ومن المتوقع أن لا يتم إصلاح الأضرار التي لحقت بمدرج قاعدة تياس الجوية بسرعة، وبالتالي سيسفر الأمر عن توقف جزئي في عمليات نقل الأسلحة والذخيرة جوا من إيران إلى هذا الجزء من سوريا، حسب التحليل.
ويحاول النظام الإيراني إيجاد موطئ قدم له للبقاء طويلا في سوريا، لا سيما في ظل دعوات دولية بإنهاء الوجود العسكري الإيراني في دمشق.
=========================
الصحافة التركية :
ديلي صباح :موسكو وطهران في سوريا: تنافس أم شراكة؟
http://www.turkpress.co/node/73945
باسل حاج جاسم - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
كثيرا ما تذبذبت شراكة روسيا وإيران بين التعاون والتنافس بسبب عدم توافق المصالح والأهداف في كثير من القضايا الإقليمية والدولية. لكن جهودهما المشتركة نجحت حتى الآن في تحقيق نتائج جوهرية في سورياا أصبحت ركيزة مهمة في السياسة الخارجية لكلا البلدين.
ولا يخفى على أحد أن إيران منافس إقليمي لروسيا ، وهي هدف رئيسي لواشنطن وتل أبيب. وتعلم موسكو جيدًا أن هذا التوتر سيتصاعد ما دامت إيران باقية  في سوريا ، وهذا يعد تهديدًا كبيرًا للمصالح الروسية.
قبل عدة أشهر ، وخلال مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية تاس ، أكد مبعوث إسرائيل في موسكو أن إسرائيل راضية عن موقف روسيا من الوجود العسكري الإيراني على الحدود الإسرائيلية السورية. وأشار إلى أن إسرائيل وروسيا تجريان نقاشات مكثفة عن هذه القضية ، مؤكدا أن وجود القوات الإيرانية في المنطقة "يستهدف إسرائيل".
ووفق تقرير معهد "السياسة والاستراتيجية" الإسرائيلي ، فإن الحرب غير المعلنة بين طهران وتل أبيب ، والمستمرة منذ بداية الأزمة السورية ، لا تقلق روسيا على الأقل ، ما دامت الأطراف حذرة من الإضرار بمصالح موسكو في هذه العملية. ومع ذلك ، فإن المنافسة بين الكرملين وطهران على السيطرة والنفوذ وتحديد مستقبل سوريا تتحول بسرعة إلى معضلة.
الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المواقع الإيرانية داخل سوريا ، بالإضافة إلى ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران ، تزيد حاجة إيران إلى علاقة جيدة مع روسيا ، وهوما يجعل موسكو أقوى من ذي قبل عند مواجهة طهران في سوريا.
لا يمكن تجاهل ما قاله كثير من المراقبين ،من أن دعوة إيران للمشاركة في محادثات أستانا في عام 2017 كانت محاولة من أنقرة وموسكو لدفع طهران للوفاء بالتزاماتها لأنه من الصعب السيطرة على الجماعات التابعة لإيران في سوريا. وعلى عكس طهران ، تمكنت روسيا من بناء جسور مع المعارضة السورية السياسية والمسلحة عبر المملكة العربية السعودية وتركيا.
أربعة اختلافات
ظهرت الخلافات بين روسيا وإيران (التي لم تصل بعد إلى مستوى الأزمة) في سوريا في السنوات القليلة الماضية ويمكن تلخيصها في أربعة مواقف :  الأول كان في بداية التدخل الروسي المباشر في سوريا منذ ست سنوات ، وهو ما دفع إيران إلى التراجع إلى الصف الثاني حليفا صامتا لدمشق ، في حين تبوأت موسكو زمام المبادرة حين أخفقت إيران في تغيير التوازنات العسكرية خلال سنوات التدخل. .
أعاد التدخل العسكري الروسي الذي بدأ رسميًا في أيلول 2015 ، سيطرة النظام على معظم الأراضي السورية ، باستثناء أجزاء في الشمال الشرقي حتى الآن. ومع أن موسكو قد لا تكون راضية عن النشاط الإيراني المكثف في سوريا ،وعن  الاتفاق العسكري الجديد بين دمشق وطهران أيضا ، فإنها تظل في حاجة إلى الوجود الإيراني ما دامت الحرب لم تنته. من غير المحتمل أن يتخلى أحدهما عن الآخر في سوريا في المستقبل القريب لأن كليهما قلق من أي مفاجآت أو انهيار اقتصادي.
وجاء الخلاف الثاني بين موسكو وطهران بعد الاتفاق بين تركيا وروسيا على إجلاء المدنيين والمقاتلين من المناطق الشرقية في حلب نهاية عام 2016. ورفضت إيران أي اتفاق في هذه المنطقة لأنها أرادت تنفيذ حل عسكري في حلب، وفق ما تم تداوله في تلك الفترة.
وفي السياق ذاته ، ذكر موقع الدبلوماسية الإيرانية ، المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية ، أن استعادة حلب كانت خطوة إيجابية نحو تحسين العلاقات بين روسيا وإيران. ومع ذلك ، لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن نهاية الأزمة السورية. وأضاف الموقع أن موسكو نسقت مع أنقرة أكثر بكثير من التنسيق مع طهران وأن روسيا اتصلت بالسعودية قبل الانضمام إلى طاولة المفاوضات السياسية بشأن سوريا ، مع الأخذ في الحسبان أن مثل هذا الوضع سيؤثر بشدة في العلاقات بين البلدين.
ووفقا للموقع ، ليس من الواضح ما إذا كان الروس مع إيران في سوريا ، أو إيران مع الروس هناك. وجهة النظر الروسية بشأن سوريا تكتيكية وليست استراتيجية.
مشاركة الرياض على مائدة المفاوضات السورية ستكون ضد مصلحة إيران ، إضافة إلى أن 90٪ من مسلمي روسيا تربطهم علاقات جيدة جدًا مع تركيا والسعودية ، علمًا أن موسكو تولي أهمية كبيرة لمطالب المسلمين في روسيا.
أصبح الاختلاف الثالث واضحًا خلال بدء مفاوضات أستانا، حينها أرادت إيران الانتقام ودفع واشنطن للخروج من المحادثات ، في حين دعت روسيا إلى مشاركة الولايات المتحدة كمراقب فقط.
ظهر الخلاف الرابع بعد المحادثات الثنائية في سوتشي بين أنقرة وموسكو حول مصير إدلب باستثناء طهران التي كانت لا تزال موجودة على الأرض.
ويبقى أن نرى ما إذا كان من الصعب التغلب على خسائر طهران الأخيرة من الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقعها داخل سوريا. والسؤال: هل تدفع هذا الإيرانيين إلي مغادرة بعض المناطق السورية بعد سنوات من الاستثمار في هذا البلد؟ قد يتضح الجواب إذا أبرمت إيران اتفاقًا مع واشنطن ، سواء مع ترامب أو مع شخص آخر في البيت الأبيض.
=========================
الصحافة العبرية :
هآرتس: الفتيات الكرديات… بين تجاوز القانون الدولي و”التضحية من أجل الوطن”
https://www.alquds.co.uk/هآرتس-الفتيات-الكرديات-بين-تجاوز-ال/
ماذا تفعل فتاة كردية ابنة 16 سنة، تعيش في إحدى المحافظات الكردية في سوريا؟ بشكل عام ما الذي تفعله أي فتاة في جيلها؟ تذهب إلى المدرسة وتدير صفحة في “فيسبوك” و”تويتر” و”إنستغرام” وتساعد والدتها في صيانة البيت. ولكن هناك فتيات يجدن أنفسهن، سواء بإرادتهن أو بالإكراه، في مهمة وطنية، يتجندن أو يتم تجنيدهن للوحدات النسائية في وحدات الدفاع الكردي “واي.بي.جي”، ويبلغ عدد هؤلاء النساء نحو 7 آلاف امرأة مقاتلة، فتيات في أعمار 1640 سنة. أسست هذه الوحدة في العام 2012 كجزء من النشاط الحربي الكردي ضد “داعش”، وكعامل أساسي في الأيديولوجيا التي صاغها الزعيم الكردي (المحكوم عليه بالسجن المؤبد في تركيا) عبد الله أوجلان، الذي يعطي النساء حقوقاً متساوية مع حقوق الرجال، بما في ذلك المشاركة في القتال.
تمخضت مشاركة النساء الكرديات في الحرب السورية عن مئات المقالات في وسائل الإعلام في العالم. وعُرضن كرمز للمساواة والوحدة والنسوية الرائدة، إلى جانب أوصاف غريبة لبطولة فيلق النساء الكردي. لقد أظهرت النساء الكرديات الشجاعة، وقدمن ضحايا كثيرة في الحرب التي استمرت لتسع سنوات. ولكن في السنتين الأخيرتين نشرت تقارير أضرت بالصورة الرومانسية.
قالت فتيات في أعمار 15 و16 سنة إنه تم اختطافهن من بيوتهن على أيدي التنظيم الكردي لتجنيدهن بالإكراه واجتزن تدريباً على السلاح ودروساً في الأيديولوجيا، وأُخرجن من المدارس ومن بيوتهن وأصبحن مقاتلات عاديات. في مقابلات مع وسائل إعلام عربية، اشتكى عدد منهن من ظروف الحياة القاسية وشوقهن للعائلة، التي لا يرونها أحياناً لعدة أشهر. وثمة فتيات أخريات قلن بأنهن تجندن بإرادتهن بسبب الوضع الاقتصادي الصعب، وأن أهاليهن حصلوا من قيادة القوات الكردية على مبلغ 300 دولار شهرياً مقابل خدمتهن.
قبل سنة تقريباً تدخلت الأمم المتحدة في مسألة تجنيد الفتيات، وبعد مفاوضات مع قيادة القوات الكردية تم التوقيع على اتفاق، وسيتوقفون –بحسبه- عن تجنيد فتيات تقل أعمارهن عن 18 سنة، وهو عمر التجنيد الإلزامي للوحدات الكردية. ولكن رغم هذا الاتفاق، إلا أن هناك فتيات صغيرات يواصلن التجنيد سواء بالرغبة أو بالإكراه. وكتب آباء قلقون رسائل تفطر القلب لقائد القوات الكردية، مظلوم عابدي، ولقيادة وحدات النساء، وتوسلوا لإطلاق سراح بناتهم، ولكن لم يجابوا أو ربما تلقوا إجابات قصيرة فظة.
في نهاية آب، استأنفت إدارة الحكم الذاتي في شمال سوريا نشاط مكتب معالجة الشكاوى حول تجنيد القاصرين. يستدعي هذا المكتب العائلات أو المجندات بالإكراه لتقديم طلبات ضد تجنيدهن أو شروط خدمتهن مع التعهد بنقلها للمعالجة من قبل القيادة العسكرية لوحدات الدفاع. إضافة إلى ذلك، تقرر بذل جهود لمنع هذه الظاهرة التي سببت هدم عائلات ومست بـ”القيم الاجتماعية والأخلاقية السائدة في المجتمع الكردي”. كل ذلك يدل على عدم تطبيق الاتفاق، وتبين أن الرد الدارج “الحديث يدور عن حالات استثنائية”، رد غير صحيح.
إن الحرب ضد “داعش”، التي تُتخذ ذريعة لإنشاء وحدات الدفاع، انتهت بمعظمها، لكن الأكراد يستعدون الآن لصراع شديد ضد القوات التركية والمليشيات السورية التي تعمل برعاية تركيا. هي حرب يعتبرها الأكراد من أجل الوطن، وربما أكثر من الحرب ضد “داعش”، التي انضموا فيها إلى القوات الأمريكية والدولية وأصبحوا القوة البرية الأكثر أهمية وفاعلية في هذه الساحة.
إن غزو تركيا لمدينة عفرين في غرب الإقليم الكردي وسيطرتها على “القطاع الأمني” في شمال سوريا وخطتها لتعميق سيطرتها في المناطق الكردية، تضع الأكراد أمام أحد التحديات الأكثر تهديداً على منطقتهم الجغرافية والبقاء كمجتمع عرقي مستقل ذاتياً. المساعدة الأمريكية التي يحصلون عليها وتصفها تركيا دعماً للإرهاب، لا تعادل القوة المكثفة التي تقف أمامهم. ويستخدم الجيش التركي سلاح الجو والمدفعية الثقيلة، التي لا يوجد مثلها لدى الأكراد، والمليشيات الموالية لتركيا البالغ عددها نحو 100 ألف مقاتل، هي أكبر منهم بكثير. من هنا تأتي ضرورة تجنيد كل شاب وفتاة ضد هذا التهديد. وحسب قولهم، فإنه لا مناص أحياناً من تجاوز قوانين التجنيد وبنود الاتفاق الذي تم التوقيع عليه مع الأمم المتحدة.
وثمة تهديد آخر في تشكيلة الوحدات الكردية التي تسمى رسمياً “قوات سوريا الديمقراطية”. أنشأت هذه الوحدات الولايات المتحدة في 2015 كجزء من الحرب ضد “داعش”، وفيها عرب من سوريا وأرمن وأكراد. ولكن معظم مقاتليها من الأكراد. وإن هدف الولايات المتحدة من تشكيل قوة مختلطة كان تجاوز معارضة تركيا للمساعدة الأمريكية للأكراد، حيث أصبح بالإمكان عرض الوحدات كـ “وحدات سورية” وليس كردية. فهمت تركيا ذلك واعتبرته مناورة أمريكية لمساعدة الأكراد. ولكن طالما بقيت الحرب ضد “داعش” مستمرة فقد وجدت صعوبة في معارضة نشاط هذه الوحدات.
تحاول تركيا مؤخراً أن تجنيد المقاتلين العرب السوريين وفصلهم عن الإطار العسكري الكردي. ونتيجة ذلك، تطورت صراعات قوى داخلية في الوحدات. ومؤخراً اعتقلت نحو 18 مقاتلاً عربياً سورياً بتهمة انضمامهم للمليشيات الموالية لتركيا. ويمكن أن يؤدي عدم الثقة الداخلي إلى ترك أو طرد آلاف المقاتلين العرب من صفوف الوحدات الكردية، وتآكل قدرة الأكراد العسكرية. أما الصفوف التي ستصبح فارغة الآن فيمكن أن تملأها الفتيات الكريات، المجندات بإرادتهن أو بالإكراه.
بقلم: تسفي برئيل
هآرتس 7/9/2020
=========================
الصحافة الروسية :
سفوبودنايا بريسا :لماذا ينقل أردوغان الدبابات من إدلب إلى حدود اليونان
https://arabic.rt.com/press/1152033-لماذا-ينقل-أردوغان-الدبابات-من-إدلب-إلى-حدود-اليونان/
تاريخ النشر:08.09.2020 | 08:29 GMT | أخبار الصحافة
كتب فيكتور سوكيركو، في "سفوبودنايا بريسا"، حول مغامرة أردوغان مع اليونان، فقد يطيح به جيشه إذا ورطه في معركة مع الناتو.
وجاء في المقال: أثار الحديث عن أن تركيا بدأت في نقل عربات مدرعة، بما في ذلك حوالي 40 دبابة، إلى حدودها مع اليونان، كثيرا من التأويلات. في أثينا، سارعوا إلى التصريح بأنهم لم يلاحظوا حشود دبابات تركية على حدود بلدية إفروس. وسرعان ما أفادت وكالة الأناضول التركية بأن المعلومات المتعلقة بنقل الدبابات غير صحيحة، إنما الأمر يتعلق بإعادة انتشار وحدات من القوات المسلحة التركية.
يا لها من مناورات غريبة، إذا أخذنا في الاعتبار أن الدبابات التركية غادرت منطقة ريحانلي على الحدود مع سوريا (على مرمى حجر من إدلب) وتوجهت إلى ولاية إندير الهادئة على الحدود مع اليونان.
ومع ذلك، فالحرب بين تركيا واليونان لن تحدث على الأرجح، فلا مصلحة لأحد بها. فأردوغان نفسه، بغنى عنها، ليس فقط بسبب الصراع مع كتلة الناتو بأكملها. ففي هذه الحالة، قد يأتي التهديد لأردوغان إلى حد كبير من الجيش التركي نفسه، المؤيد لحلف الناتو بكل معنى الكلمة. لقد تم إعداد معظم الضباط الأتراك في المؤسسات العسكرية الأمريكية والأوروبية، ويخضعون بشكل دوري للتدريب في هذه الدول. إنهم يفكرون، حصريا، وفقا لمعايير الناتو ولا يرون تطوير الجيش إلا كجزء من الحلف.
وعلى الرغم من نجاح قمع محاولة الانقلاب في البلاد في العام 2016 و"عمليات التطهير" اللاحقة للجيش، فليس كل الجيش التركي موال لأردوغان. وإذا تجرأ الرئيس التركي على الدخول في صراع مع الناتو، فقد لا يدعمه الجيش، بل قد يطيح به، بمساعدة قوات الحلف.
=========================