الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 8/1/2020

سوريا في الصحافة العالمية 8/1/2020

09.01.2020
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الأمريكية :
  • فورين بوليسي :العالم لم يتغير كثيراً في 2019.. وهي أخبار سيئة لـ2020
https://alghad.com/العالم-لم-يتغير-كثيراً-في-2019-وهي-أخبار-سي/
  • فورين بوليسي: إيران ستجد سليماني آخر
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/1/7/إيران-سليماني-الحرس-الثوري-نصر-الله-قآني
  • مودرن دبلوماسي: هل تصبح روسيا وإيران رفيقتي سلاح؟
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/1/7/قتل-سليمان-المهندس-بغداد-حليف-روسيا-إيران-سلاح
 
الصحافة البريطانية :
  • الإيكونوميست :2019: المزيد من الثورات العربية، ولكنْ كَم مِن التغيير؟
https://alghad.com/2019-المزيد-من-الثورات-العربية،-ولكنْ-كَم/
 
الصحافة الفرنسية :
  • لوموند: إيران والولايات المتحدة.. الكلمة الآن للصقور
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/1/7/لوموند-إيران-والولايات-المتحدة-الكلمة-الآن-للصقور
 
الصحافة العبرية :
  • هآرتس :مطلوب وسيط دولي لوقف التدهور الأميركي – الإيراني
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=1399fc1dy328858653Y1399fc1d
 
الصحافة الأمريكية :
فورين بوليسي :العالم لم يتغير كثيراً في 2019.. وهي أخبار سيئة لـ2020
https://alghad.com/العالم-لم-يتغير-كثيراً-في-2019-وهي-أخبار-سي/
ستيفن م. وولت* – (فورين بوليسي) 31/12/2019 ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
العديد من الأحداث المهمة وقعت في 2019، لكن القليل منها فعل أي شيء لتغيير الاتجاهات العالمية بقدر يُعتدّ به.
* * *
ليس من الصعب التفكير في مرشحين جديرين لإدراجهم في فئة “أهم حدث في السياسة الخارجية للعام 2019.” ولكَ أن تختارَ سُمَّك الخاص: احتجاجات هونغ كونغ؛ المعلومامت التي فضحها المبلغون عن المخالفات والتي أدت إلى تصويت مجلس النواب على عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ حرائق الأمازون وأستراليا؛ الانتصار الانتخابي برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون؛ أو مسيرة رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي نحو تصور جديد وأكثر ضيقاً للقومية الهندية. أو إذا كنت تفضل النظر إلى الجانب المشرق، فربما تستشهد بانتعاش سوق الأوراق المالية في الولايات المتحدة؛ أو العدد القياسي للنساء اللواتي أدين اليمين الدستورية في الكونغرس الـ116؛ أو بالتقدم الذي تم إحرازه في معالجة أمراض مثل التليف الكيسي والإيبولا.
ولكن، عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، فإن السمة الأكثر بروزاً للعام 2019 كانت استمرار الوضع الراهن. فقد واصل سلوك ترامب الغريب إثارة القلق وأبقى الطبقات التي تهوى الثرثرة مشغولة، لكن العام كان نقطة تحول محتملة، والتي فشلت معظم جوانب السياسة العالمية في اجتيازها. ومع أنني أنتمي بطبيعتي إلى المحافظين البوركيين، فإن هذه الدرجة من الركود قد لا تشكل بالنسبة لي شيئاً جيداً.
• الناتو: على الرغم من نهج ترامب القائم على التحطيم وارتكاب الأخطاء في التعامل مع “الدبلوماسية”، وتشخيص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للحلف بأنه يعاني من “موت دماغي”، فقد نجح “الناتو” في البقاء بعد عيد ميلاده السبعين متماسكاً في المعظم. وعلى الرغم من كل تهديد ترامب ووعيده، فإن الوجود العسكري الأميركي في أوروبا أصبح أكبر الآن مما كان عليه عندما تولى منصبه. وربما ما تزال سنوات حلف شمال الأطلسي معدودة، لكن مركزه ظل صامداً مع اقتراب العام 2020، مما يعني أن معظم أوروبا ما تزال تعتمد -بطريقة غير صحية- على الحماية الأميركية.
• إيران: على الرغم من حملة “الضغط الأقصى” سيئة المشورة التي يشنها ترامب وظهور الاحتجاجات الكبيرة في ذلك البلد، ما يزال النظام الديني في إيران في السلطة مع نهاية العام 2019 وقدوم 2020، ولم يوقف حملته من أجل النفوذ الإقليمي، وما يزال يقف في منطقة الجزاء في مواجهة الغرب وعرب الخليج والولايات المتحدة. وقد تعاملت إدارات كلينتون وجورج دبليو بوش وأوباما بطريقة قاسية مع إيران أيضاً، لكن أوباما كان على الأقل منفتحًا على إمكانية تحسين العلاقات تدريجياً مع مرور الوقت. أما مع ترامب، فقد عدنا إلى سياسة المواجهة غير المنتجة التي شكلت علاقات الولايات المتحدة مع إيران منذ العام 1980، على طريقة “كلما تغيرت الأمور أكثر، شاهدنا المزيد من الشيء نفسه”.
• العولمة: وضعت إدارة ترامب العولمة تحت الاختبار، لكن خوض الحروب التجارية مع الدول الأخرى أنتج في الغالب الكثير الأوضاع غير القمينة بالإعجاب. وقد صادق مجلس النواب الأميركي على اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، لكنها لا تزيد كثيراً عن مجرد كونها “اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية 2.0، ولن يكون لها تأثير كبير على أي من المشاركين. وكانت نتيجة حرب التعريفة الجمركية مع الصين في أحسن الأحوال تعادلا، ولم تتحقق منها أهداف ترامب الأكثر أهمية -تخفيض العجز التجاري الثنائي وإجبار الصين على إجراء تغييرات هيكلية في اقتصادها.
واصلت التجارة العالمية الصعود (ولو أن ذلك كان بمعدل أبطأ من السابق)، ولم يؤذِن العام 2019 بقدوم حمائية على غرار تلك في ثلاثينيات القرن العشرين. وكان أحد التجليات المنذرة استمرارُ ترامب وإدارته في تجاهُل منظمة التجارة العالمية لصالح اتباع نهج ثنائي تجاه قضايا التجارة، وهو قرار من المحتمل أن يبطئ مسيرة العولمة في المستقبل من دون أن يعكس وجهتها تماماً.
• الشرق الأوسط: قام ترامب بتدوير القوات في المنطقة عشوائياً، لكن الولايات المتحدة ما تزال منخرطة عسكرياً في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وما تزال تعرض “خطط سلام” لا معنى لها وتولَد ميتة للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، وما تزال تقدم دعماً غير مبرر وغير مشروط للقائمة المعتادة من عملائها في الشرق الأوسط. وتواصل الولايات المتحدة دعمها غير المباشر لاحتلال إسرائيل الهازم للذات للأراضي الفلسطينية، وما تزال تدعم الحرب السعودية المكلفة وغير الناجحة في اليمن، وتغض الطرف عن الانتهاكات السلطوية المعتادة في مصر.
كما ذُكر أعلاه، ما يزال ترامب وبومبيو يصران على أن إيران تشكل تهديدا إقليميا مقيما، وأنها مهمة جداً إلى درجة ينبغي معها إيقافها، لكنهما يصران مع ذلك على أنها ليست مهمة بما يكفي للتحدث معها. وإذا كانت هذه السياسات تبدو مألوفة، فذلك لأنه لم يتغير الكثير.
• روسيا: على الرغم من أن ترامب قد يتحدث ويتصرف في بعض الأحيان وكأنه حيوان مدلل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن السياسة الأميركية تجاه روسيا ما تزال تصادمية وتؤدي إلى نتائج عكسية. وتحصل أوكرانيا على الدعم الذي وُعدت به (الآن وقد أتت جهود ترامب لابتزازها ودفعها إلى تلطيخ منافسيه السياسيين زيفاً، بنتائج عكسية)، وما تزال موسكو تواجه مجموعة من العقوبات الغربية. وليس من المستغرب أن تستمر روسيا والصين في التقارب معا، في ما يعود جزئيا إلى أن واشنطن منحتهما كل الحوافز للتعاون بشكل أكبر. وعلى ما يبدو، لم يسمع أحد في مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية عن عبارة “فرق تسد”.
• أفغانستان: يتيح لي سني الكبير أن أتذكر تلك الأوقات عندما خاض الاتحاد السوفياتي حربًا في أفغانستان لمدة تسع سنوات، والتي كانت حملة فاشلة ساعدت في إفلاس البلاد وتعجيل انهيارها. ويمكنني أن أتذكر أيضا عندما قررت الولايات المتحدة إقحام نفسها هناك، واثقة من أننا يمكن أن ندخل، ونطيح ببعض الأشرار، ونغادر. لكن القوات الأميركية ظلت هناك ضعف مدة وجود السوفيات، وحققت نفس المستوى تقريباً من النجاح الاستراتيجي.
كما يمكنني أن أتذكر أيضا عندما قال شخص ما أن دور الولايات المتحدة هناك كان “سخيفا” ووعد بالخروج من “قصة بناء الأمة”. ثم أرسل ذلك الرجل نفسه المزيد من القوات إلى أفغانستان، مثل سلفه. والآن يقول إنه قد يسحب بعضهم، مما يعيد مستويات القوات الأميركية -أكثر أو أقل- إلى حيث كانت عندما بدأ. وفي الولايات المتحدة، نسمي هذه المقاربة للاستراتيجية على طريقة خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف “تقدماً”، لكنه في الحقيقة مجرد مظهر آخر من مظاهر “الحرب اللانهاية”.
في الوطن، تواصل الولايات المتحدة التعامل مع بنية تحتية متدهورة، ووباء أفيون مزمنٍ مطوَّل، وخطر إرهاب يميني محلي أكبر من خطر الجهاديين الأجانب، وما تبدو حوادث إطلاق نار لا نهاية لها في المدارس، وأشكال أخرى من العنف المسلح، ونظام سياسي مستقطب ومتشابك. وقد تبين بحلول العام 2019 أن “جعل أميركا عظيمة مرة أخرى” لم يكن سوى “المزيد من الشيء نفسه” (بالإضافة إلى التخفيضات الضريبية للأكثر ثراء).
ثمة شيء آخر لم يتغير في العام 2019 أيضاً: لقد استمرت حرارة كوكب الأرض في الارتفاع، وواصلت الولايات المتحدة نهجها غير المسؤول تجاه هذا الخطر الذي يلوح في الأفق.
ليست سياسة الولايات المتحدة في عهد ترامب مجرد إنكار مطلق للواقع على طريقة وضع الرأس في الرمال أو مجرد رفض لاتخاذ تدابير فعالة لتخفيف المشكلة فحسب؛ إن قراراته الداعية إلى التراجع عن التدابير التي اتخذتها وكالة حماية البيئة والتي تهدف إلى الحد من تسرب الميثان واستخدام الوقود الأحفوري، ضارة بشدة وتجعل الوضع السيئ أكثر سوءاً.
بينما ذهب العام 2019 إلى نهايته، ما تزال البشرية تسير متعثرة نحو مستقبل حيث سيجد مئات الملايين من البشر حيواتهم وقد تحولت في اتجاه سلبي (أو حتى أسوأ من ذلك) بسبب تغير المناخ.
خلاصة القول: لم يتغير الكثير في العام 2019، وهو ما لا يبشر بالخير بالنسبة للعام 2020. سنة جديدة سعيدة.
===========================
فورين بوليسي: إيران ستجد سليماني آخر
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/1/7/إيران-سليماني-الحرس-الثوري-نصر-الله-قآني
رأى مقال بمجلة فورين بوليسي الأميركية أن مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني يمثل ضربة قوية لقوات الحرس الثوري الإيراني وقدرات إيران الإجمالية، لكن من الخطأ الافتراض بأن غيابه سيغير بشكل كبير سياسات إيران أو قدرتها على إحداث الفوضى في جميع أنحاء العالم.
وقال الكاتب دانييل بيمان -في مقال له بالصحيفة- إن واحدة من أقوى الحجج لقتل سليماني أنه كان خطيرا على نحو غير عادي، وربما بشكل فريد.
ونسب الكاتب إلى الباحث مارك دوبويتز بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات قوله إن سليماني "كان يعادل قائد قيادة العمليات الخاصة المشتركة ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، كما أنه وزير الخارجية الإيراني الفعلي"، ووصف وفاته بأنها "مدمرة" للحرس الثوري الإيراني والنظام الايراني.
قيادي متعدد القدرات
ونقل عن أندرو إكسوم المسؤول السابق في إدارة أوباما تعبيره عن رأي مماثل إذ كتب بمجلة أتلانتك: "كان سليماني هو ديفيد بترايوس وستان ماكريستال وبريت ماكجورك"، مضيفا أن إيران تواجه نقصا في رأس المال البشري وأنه لا يعرف أي إيراني آخر كان أكثر أهمية لطموحات حكومته في الشرق الأوسط.
ومع ذلك قال بيمان، إن خليفة سليماني اللواء إسماعيل قآني سيرث الشبكات الموجودة والمؤسسات التي لا تعتمد على الشخص الذي أنشأها وهو سليماني.
وسرد الكاتب إنجازات سليماني وخبرته الطويلة في "الحرب الثورية" وإقامته علاقات وطيدة ورعايتها بين بلاده من جانب وحزب الله اللبناني والحوثيين والحركات الفلسطينية والتنظيمات شبه العسكرية في العراق والمكونات الأخرى لما يسميه المحللون "شبكة الخطر الإيراني" من جانب آخر.
سليماني وبن لادن والبغدادي
وأشار الكاتب إلى أن بعض المحللين قارنوا بين قتل الولايات المتحدة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وزعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، قائلا إن هذه المقارنة مضللة بسبب أن "الجماعات المتشددة السنية" تعتمد اعتمادا شديدا على زعيم كاريزمي على نقيض إيران وحرسها الثوري "المؤسسين بشكل جيد"، كما يوضح قرار التعاقب السريع من سليماني إلى قآني.
وأضاف أن سليماني كان، بالطبع، ضابطا ماهرا، ولكن إحدى السمات المميزة للقائد العظيم هي أنه ينشئ مؤسسات ويلهم الآخرين، بالإضافة إلى ذلك، فإن لدى إيران تقليدا في مكافأة الضباط الأقوياء، مما يشير إلى أن قآني ربما يكون على قدر حماس سليماني للمواجهة.
ولفت الانتباه إلى أن قتل إسرائيل لزعيم حزب الله اللبناني السابق عباس موسوي عام 1992 أتى بـ "نصر الله" الذي هو "أكثر مهارة وكفاءة وكاريزما من موسوي".
وختم بيمان مقاله بالقول إن ما لا يمكن الاستغناء عنه على المدى القصير في إيران هو الملامح العامة لسليماني، لكن إيران قادرة على إنتاج الأبطال إذ إنها تستخدم الدعاية بمهارة، وقد يرتفع قآني أو ربما قائد آخر وسط نخبة النظام لملء دور المدافع البطل الذي كان يشغله سليماني.
===========================
مودرن دبلوماسي: هل تصبح روسيا وإيران رفيقتي سلاح؟
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/1/7/قتل-سليمان-المهندس-بغداد-حليف-روسيا-إيران-سلاح
يقول الكاتب بونسارا أماراسينغ في مقال نشره موقع مودرن دبلوماسي الأميركي إن تدهور العلاقات بين إيران والولايات المتحدة في الأشهر القليلة الماضية يشير بوضوح إلى أن قتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني لم يكن مفاجئا تماما، بل كان تتويجا لخطورة الأحداث المتوترة بين البلدين.
ويضيف أنه يبدو أن قتل أميركا هذا القائد العسكري البارز في بغداد الأسبوع الماضي قد شكل خطوة في غاية الخطورة في بداية هذا العقد الجديد، حيث اعتبر بعض المحللين هذا الحادث شبيها باغتيال ولي عهد النمسا ديوك فرانز فرديناند في سراييفو الذي مهّد لاندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914. وعلى الرغم من أن هذه الفرضية قد تتسم بالمبالغة، فإنه من المؤكد أن تداعيات قتل سليماني ستسهم في تصعيد حدة الاضطرابات السياسية، التي قد تؤدي إلى اندلاع أزمة خطيرة بالمنطقة.
ويشير الكاتب إلى أن البيان الذي أعلنه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي متوعدا فيه بالثأر لسليماني يشير إلى كبرياء الأمة الجريح، لكن ما زال من غير المؤكد ما إذا كانت إيران سترد متجاهلة قوة الآلة الحربية الأميركية التي يمكن أن تؤدي إلى انعكاسات كارثية على البلاد برمتها.
وينوه الكاتب بأن إيران تعتبر قوة إقليمية تملك آلية حربية قوية مدربة على مواجهة أي هجوم عسكري محتمل، فضلا عن تطورها التكنولوجي، الأمر الذي يجعلها مثالا فريدا لا يقارن بأي دولة أخرى خاضت الولايات المتحدة حربا ضدها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لافتا إلى أنه من المرجح أن تختار طهران تصعيدا غير متكافئ من خلال استخدام وكلاء أو الهجوم على أهداف أميركية لردع واشنطن.
دعم روسي
وأضاف الكاتب أن هناك فرضية أخرى تتمثل في تقديم روسيا الدعم لإيران دون شروط، في أي حملة عسكرية تخوضها ضد الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه يمكن تعزيز هذه الفرضية من خلال دراسة التقارب السياسي بين طهران وموسكو في الماضي.
ويقول إنه في حين هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران في مايو/أيار الماضي، فإن موسكو أدلت ببيان رسمي أعلنت فيه عن دعمها لطهران، كما أن روسيا تدرك أهمية الحفاظ على النظام الإيراني وعدم السماح لقوات خارجية بعرقلته، وذلك لأن الاستقرار الإيراني يعتبر العامل الأساسي لردع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ويضيف الموقع أن كلا من موسكو وطهران وطدتا علاقاتهما بهدف حماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما أن مشاركة روسيا أخيرا في السياسة العالمية يشير إلى طموحها الكبير بأن تصبح طرفا فاعلا على الساحة الدولية.
ويقول الكاتب إن خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ميونيخ في 2007 تطرق إلى هذه الأجندة، حيث أظهر رفضه الكبير لعالم "أحادي القطب"، والهيمنة الأميركية على الساحة السياسية الدولية.
ويرى الكاتب أن روسيا تعتبر إيران ذراعها اليمنى في الشرق الأوسط الذي لا تريد خسارته، وذلك في ظل سلوكها الجريء وآليتها العسكرية بوصفها دولة قوية، مضيفا أن القوات البحرية الإيرانية والروسية والصينية أجرت مناورات بحرية مشتركة في خليج عمان قبل أيام من قتل سليماني. ويضيف أن موسكو اعتبرت الجنرال سليمان خبيرا إستراتيجيا ذكيا لعب دورا رئيسيا في الوجود العسكري الروسي عندما شهد الجيش السوري تقهقرا في 2015.
ضربة لموسكو
ويقول الكاتب إن الضربات الجوية الروسية غيّرت مجرى الأحداث، ويشير إلى أن سليماني زار موسكو في عام 2017 لمناقشة تعاون روسيا الثنائي مع الحكومات السنية في الخليج العربي، مضيفا أن هذه الخلفية تعتبر خير دليل على أن قتل الجنرال الإيراني كان ضربة موجعة لموسكو، وذلك باعتبارها خسارة لمفكر إستراتيجي ذكي كان من الممكن استخدامه بشكل أكبر وكيلا للتدخل الروسي في الشرق الأوسط.
ويرى أن هناك اعتقادا يقول إن موسكو ستقود جيوشها مباشرة لدعم إيران أو أن تقوم بتشجيع مثل هذه المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران. ويرى أيضا أن العلاقة التي بنتها موسكو في الشرق الأوسط مع خصوم إيران -مثل السعودية والإمارات وحتى إسرائيل- يمكن أن تتحول إلى عداوة، الأمر الذي يحوّل إستراتيجية بوتين الكبرى المتمثلة في الحفاظ على العلاقات مع حلفاء أميركا في الشرق الأوسط إلى كارثة.
ويشير الكاتب إلى أن من بين أحد العوامل البارزة الأخرى التي ظهرت بعد اغتيال سليماني، هي الزيادة السريعة في سعر النفط، الأمر الذي عاد بفائدة مالية مفاجئة لروسيا، ويستدرك بأن الخطوة التالية لروسيا لن تتمثل في تقديم المساعدة العسكرية لطهران باعتبارهما شريكين في المعركة، ولكن من المرجح أن تلعب موسكو دورا رئيسيا من خلال وسائلها الدبلوماسية، وذلك لإعاقة أي أزمة قد تلحق الضرر بحليفتها طهران.
===========================
الصحافة البريطانية :
الإيكونوميست :2019: المزيد من الثورات العربية، ولكنْ كَم مِن التغيير؟
https://alghad.com/2019-المزيد-من-الثورات-العربية،-ولكنْ-كَم/
تقرير خاص – (الإيكونوميست) 26/12/2019
تسعة أعوام مضت على قيام محمد البوعزيزي؛ بائع الفاكهة التونسي الذي يئس من المسؤولين الفاسدين وقلة العمل، بإحراق نفسه. وقد ألهم عمله تصاعد انتفاضات “الربيع العربي” التي أطاحت بزعماء أربع دول. ولم يتم إطلاق اسم على موجة الاحتجاجات الجديدة التي اجتاحت المنطقة في العام 2019. ومع ذلك، سقط من القادة العرب في هذا العام أكثر مما سقط منهم في العام 2011، بينما ردد ملايين المتظاهرين بصوت عال شكاوى البوعزيزي نفسها.
كان عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجزائر، هو أول المغادرين؛ حيث تنحى في نيسان (أبريل) في مواجهة الاحتجاجات المحلية بعد 20 عاماً من الحكم الديكتاتوري. وبعد أكثر من أسبوع بقليل، أطيح بعمر البشير، الذي أمضى ثلاثة عقود على قمة السلطة في السودان، بفعل مزيج من الاحتجاجات في الشوارع وتدخل الجيش. واعتقد المتظاهرون أن كلا الزعيمين تجاوزا كثيراً فترة الترحيب بهما، من دون أن يحققا أي تغيير حقيقي. وبعد ذلك، وقع جنرالات السودان اتفاقاً لتقاسم السلطة مع قادة حركة الاحتجاج في آب (أغسطس). لكن الانتخابات التي أجريت في الجزائر نُظِرَ إليها على نطاق واسع على أنها محاولة لإعادة تخندُق أعضاء النظام القديم.
الآن، تتواصل المظاهرات في الجزائر وأماكن أخرى. وفي العراق ولبنان أسقط المحتجون رؤساء الوزراء، لكن الكثيرين منهم يريدون التخلص من الأنظمة السياسية السائدة في البلدين برمتها. وتقوم الدولتان بتوزيع السلطة بين الأديان والطوائف للحفاظ على السلام بينها. وأدى ذلك إلى استشراء الفساد وسوء الإدارة. وفي العراق، ردت السلطات على الاضطرابات بالعنف، فقتلت المئات. وفي الأثناء، غرق لبنان في أزمة اقتصادية طاحنة. ودعمت إيران، التي تتمتع بنفوذ في كلا البلدين، أولئك الذين يقاومون التغيير. لكن الاحتجاجات هزتها هي أيضاً بسبب ارتفاع أسعار الوقود التي تسيطر عليها الدولة.
بدأ الرئيس حسن روحاني العام المنصرم بإعلان أن إيران تواجه أسوأ مأزق اقتصادي منذ أربعة عقود. وألقى باللوم في ذلك على حملة “الضغط الأقصى” التي يشنها نظيره الأميركي، دونالد ترامب. وكان الرئيس ترامب قد تخلص في العام 2018 من الصفقة التي كبحت جماح البرنامج النووي الإيراني مقابل الإغاثة الاقتصادية. ومنذ ذلك الحين قام بفرض عقوبات مختلفة على إيران. وبعد أن وجدت نفسها معزولة عن الاقتصاد العالمي، ضربت إيران حولها كيفما اتفق في العام 2019. كما كثفت نشاطها النووي، في خرق للصفقة أثار استياء الدول الأوروبية الموقعة عليها. كما تم الاشتباه بتورطها في مهاجمة الشحن التجاري والمنشآت النفطية السعودية، ثم قيامها بإسقاط طائرة مسيّرة أميركية، مما دفع الرئيس ترامب إلى الأمر بتوجيه ضربة عسكرية ضد أهداف إيرانية قبل أن يتراجع عنها في اللحظات الأخيرة.
كان هذا العام المنقضي منسجما مع نفس نوع أعوام الرئيس ترامب في الشرق الأوسط. فقد أنهى العام 2018 بالانسحاب من سورية التي مزقتها الحرب -أو بقوله أنه سيفعل ذلك على الأقل. وكان حوالي 1.000 جندي أميركي ما يزالون هناك في تشرين الأول (أكتوبر)، عندما أمر السيد ترامب بعضهم بالتخلي عن مواقعهم في الشمال حيث كانوا يراقبون جهاديي “داعش”. وأعطى ذلك الانسحاب الضوء الأخضر لتركيا لتقوم بإخراج حلفاء أميركا الأكراد من منطقة عازلة، بطريقة أدت إلى شل شبه الدولة التي كانوا قد أنشأوها في المنطقة. كما سمح ذلك لإيران وروسيا، اللتين أنقذتا نظام بشار الأسد، بممارسة المزيد من النفوذ في سورية. ويبدو أن الأسد يستعد الآن لاستعادة إدلب، آخر محافظة يسيطر عليها المتمردون من العرب السنة. لكنه يحكم بلداً بائساً ومقسماً مع ذلك.
كما أن إسرائيل المجاورة مقسمة أيضاً. وكانت قد عقدت جولتي انتخابات غير حاسمتين في العام 2019، وسوف تجري جولة أخرى في آذار (مارس). وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، وُجهت إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، اتهامات بالرشوة والاحتيال في ثلاث قضايا فساد. وقد نفى نتنياهو ارتكاب أي مخالفات، ووصف لوائح الاتهام بأنها “انقلاب” ووعد بخوض الانتخابات المقبلة. وكان قد تفاخر في الحملات السابقة بعلاقته بالرئيس ترامب الذي اعترفت إدارته بشرعية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة. وفي الوقت نفسه، فشل الجزء الاقتصادي من صفقة السلام الإسرائيلية الفلسطينية “النهائية” للسيد ترامب في إثارة أي إعجاب. وقد لا يرى جزؤها السياسي النور أبداً.
من جهتها، فقدت تونس أول رئيس منتخب ديمقراطياً، بيجي قائد السبسي، في تموز (يوليو)، عن عمر ناهز 92 عامًا. لكن انتخاب قيس سعيد، أستاذ القانون الخجول، في تشرين الأول (أكتوبر) جلب شعورًا جديدًا بالأمل إلى البلد الذي عانى من الفساد ومن اقتصاد فقير منذ اعتناق الديمقراطية. وبعد سماع خبر فوزه، تجمع الآلاف من التونسيين في العاصمة، وردد الكثيرون نفس الشعارات التي رددوها في أول أيام الربيع العربي. وتشكل تونس قصة النجاح الوحيدة من تلك الفترة من الاضطرابات. وبينما يواصل المحتجون الضغط من أجل التغيير في جميع أنحاء المنطقة، تبقى تونس منارة الأمل.
===========================
الصحافة الفرنسية :
لوموند: إيران والولايات المتحدة.. الكلمة الآن للصقور
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/1/7/لوموند-إيران-والولايات-المتحدة-الكلمة-الآن-للصقور
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن ما تلا مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في الثالث من يناير/كانون الثاني من تصعيد بين طهران وواشنطن ومن وراءهما في بغداد وبيروت، أحدث تأثيرا بالغ الضرر بتعزيزه المتشددين من كل الأطراف.
وفي افتتاحيتها، أوضحت الصحيفة أن حجم المظاهرات التي رافقت جنازة سليماني يوم الأحد، يعكس مدى تعزز مكانة النظام الذي اضطر مؤخرا إلى الرد بقمع عنيف لموجة من الاحتجاجات الشعبية التي لم يسبق لها مثيل تقريبا.
وقد سمح هذا التضامن الشعبي للحكومة الإيرانية بإعلان ما كان متوقعا من التراجع عن الحد من تخصيب اليورانيوم الذي يفرضه الاتفاق النووي المتعدد الأطراف المبرم عام 2015، والذي ندد به الرئيس الأميركي دونالد ترامب وخرج منه عام 2018.
وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، وإن حرص على الحد الأدنى من المناورات الدبلوماسية، فإن الصوت المعتدل الذي كان من المفترض أن يمثله في النظام إلى جانب الرئيس حسن روحاني، لم يبد مناسبا، بعد أن حان وقت الخطاب الحربي، حيث سيكون رد إيران -كما قال المستشار العسكري للمرشد الأعلى- "عسكريا وضد مواقع عسكرية" أميركية.
وفي ترديد للتهديدات نفسها حسب الصحيفة، وعد رئيس حزب الله حسن نصر الله، الحليف الإقليمي القوي للجمهورية الإسلامية، يوم الأحد "بعقوبة عادلة" تستهدف "الوجود العسكري الأميركي في المنطقة".
مجال مفتوح لتنظيم الدولة
وفي قلب هذه الاضطرابات، يبدو أن العراق الممزق بين طهران وواشنطن، والذي يتخبط في أزمة سياسية أضعفته إلى جانب حركة احتجاج شعبية واسعة النطاق، اختار برلمانه رحيل القوات الأميركية، وترك القرار في أيدي السلطة التنفيذية، كما تقول الصحيفة.
وفي واشنطن -كما ترى لوموند- فإن خطاب ترامب لا يعرف الحدود، حين قال إن الرد الأميركي سيكون "غير متناسب"، مشددا بذلك تهديداته بعد أن تراجع عن استهداف مواقع عالية الأهمية في الثقافة الإيرانية من بين 52 هدفا اختارها هناك.
وقالت الصحيفة إن هذه التصريحات صفق لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي جعل إيران عدوه الأول، في حين زاد ترامب بتهديده بفرض "عقوبات شديدة" على العراق إذا طرد القوات الأميركية من أراضيه.
ونبهت الصحيفة إلى أن القوات الأميركية التي قوامها ستة آلاف جندي، انتشرت في العراق كجزء من التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن القيادة الأميركية أعلنت يوم الأحد تعليق هذه المعركة، من أجل السماح للقوات الأميركية بالتركيز على حماية نفسها.
ورأت الصحيفة أن هذا قرار ينطوي على عواقب وخيمة للغاية، لأنه يترك المجال مفتوحا أمام تنظيم الدولة الذي يزداد قوة بالفعل في سوريا والعراق على طول وادي الفرات.
وختمت الصحيفة بأن الشغل الشاغل للأوروبيين الذين يرون أن فرص إنقاذ الصفقة النووية الإيرانية ليست معدومة، هي مواجهة العودة المحتملة لتنظيم الدولة، وهم بالتالي يرحبون بإزالة فتيل التصعيد.
===========================
الصحافة العبرية :
هآرتس :مطلوب وسيط دولي لوقف التدهور الأميركي - الإيراني
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=1399fc1dy328858653Y1399fc1d
بقلم: تسفي برئيل
أُمِر المواطنون الأميركيون الموجودون في العراق بتحصين سكنهم، والتواجد في مكان قريب من الملاجئ.
ويعزز الجنود الأميركيون، الذين يوجدون في المعسكرات العراقية، حيث يقومون بتدريب جنود الجيش العراقي، الحراسة، ويضيفون أكياس الرمل حول مواقعهم.
ثلاث دول من دول التحالف الغربي، التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أعلنت عن تجميد نشاطاتها من أجل زيادة حماية حياة جنودها.
بعد أن فتحت القيادة الإيرانية وزعيم "حزب الله"، حسن نصر الله، حقل الصيد لأهداف أميركية وفي أعقاب إطلاق القذائف والصواريخ على القواعد الأميركية في العراق بعد تصفية قاسم سليماني، فان الدفاع التكتيكي تحول إلى استراتيجية فورية ضد التهديدات.
وإذا قررت إيران ضرب أهداف أميركية وأهداف مؤيدة لأميركا، فهي ليست بحاجة إلى الذهاب بعيدا.
ففي أفغانستان والعراق هناك ما يكفي من الأهداف الأميركية في متناول اليد، ومثلها يوجد في شمال سورية أيضا.
ولكن إيران لا تزال مقيدة بالمعضلة التي رافقتها منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وفرضت عليها وجبة مؤلمة من العقوبات: ما هي حدود الرد الفعال الذي يمكنه إحداث انعطافة في السياسة الأميركية وفي الوقت ذاته لا يحول إيران إلى هدف قتالي شرعي.
هذه المعضلة أضاف لها اغتيال سليماني اعتبارا خاصا وهو الانتقام للمس بمكانتها.
من خلال سلسلة الهجمات على الأهداف في الخليج، على منشآت النفط السعودية، وعلى القواعد العسكرية التي يوجد فيها جنود أميركيون في العراق، أرادت إيران إظهار القدرة على تشويش حركة الملاحة في الخليج، والتسبب بذعر دولي يُحدث ضغطا سيؤدي إلى تغيير سياسة العقوبات.
وتفسير إيران لسياسة عدم رد دونالد ترامب هو أن المس بأهداف منعزلة لن يؤدي إلى هجوم شامل ضدها، لكنه يمكن أن يجند إلى جانبها دعم عدد من الدول الأوروبية وصناعة النفط، وحتى دول الخليج.
وإحدى المكافآت التي حققتها إيران من هذه السياسة المصممة هي انسحاب قوات دولة الإمارات من اليمن وعقد اتفاق تعاون عسكري بينها وبين إيران، وهي الخطوة التي أدت إلى إنهاء هجمات الحوثيين على أهداف تابعة للأمارات.
مهاجمة منشآت النفط السعودية في منتصف أيلول كانت اختبارا مهما للاستراتيجية الحازمة والمركزة، حيث إن حجم الأضرار التي تسببت بها وضع أمام الاختبار الأول استعداد الولايات المتحدة للتجند بنفسها ومهاجمة إيران بسبب المس بحليفتها.
اجتازت إيران هذا الاختبار بنجاح، وسارع ترامب في حينه إلى التوضيح بأن السعودية هي التي يجب عليها أن تقرر هل سترد وكيف، وأن الولايات المتحدة ستقف في خدمتها مقابل الدفع كما هو مفهوم.
وأعلنت السعودية عن معارضتها لشن حرب على إيران، وبذلك رسمت حدود الشراكة للتحالف المناهض لإيران. ولكن مكاسب إيران لم تحررها من المشكلة الرئيسة. فكل الهجمات لم تنجح في تغيير السياسة الأميركية تجاهها.
أيضاً سياسة "تقليص الالتزام بالاتفاق النووي"، التي تعني خروقات محسوبة ومخططا لها للاتفاق النووي بهدف تسريع الحوار الدولي لرفع العقوبات، لم تثمر النتيجة المطلوبة بالنسبة لإيران.
ولم تنجح دول الاتحاد الأوروبي في تطبيق نظام تجاوز العقوبات الذي عمل عليه بشكل جدي الرئيس الفرنسي، عمانوئيل ماكرون، وتبين أن روسيا والصين هما حليفتان صامتتان يمكنهما منع فرض عقوبات في منتدى دولي مثل مجلس الأمن، لكن لا يمكنهما رفع عقوبات قائمة.
في هذا الأسبوع وصلت إيران إلى نهاية مسار خرق الاتفاق النووي عندما أعلنت أنها ترى نفسها متحررة من كل قيد فرضه عليها الاتفاق، سواء بالنسبة لكمية تخصيب اليورانيوم أو نوعيته، وأنه منذ الآن ستخصب اليورانيوم حسب "احتياجاتها التقنية".
ومن الجدير التذكير بأنه حتى هنا ما زالت إيران حذرة كي لا توفر ذريعة لاندلاع الحرب.
وهي لا تشير إلى احتياجاتها التقنية، هل هي إنتاج الكهرباء أم إنتاج الذرة لأغراض البحث، أم السلاح النووي.
وهي لا تحدد مستوى التخصيب وتتمسك بالسياسة التي بحسبها توافق على العودة إلى الاتفاق النووي إذا رفعت أميركا العقوبات، وأنها ستستمر في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية.
مرة أخرى تختبر إيران سياسة ضبط نفس الولايات المتحدة والدول الأوروبية. وهي تعرف جيدا حدود "ما يمكن تحمله" والأخطار التي تكتنف خرق الاتفاق. ولكن الحديث لا يدور عن "اختبار التحمل" الذي تجريه على الدول الغربية وإسرائيل. فهي تعتبر هذه الدول دولا لا توجد لها استراتيجية فاعلة يمكنها إعادة الاتفاق النووي إلى ما كان عليه، أو بدلا من ذلك معاقبة إيران عسكريا.
وبعد استنفاد الولايات المتحدة لذخيرة العقوبات ورغم الضربات الاقتصادية، هي لم تنجح في تحطيم اقتصاد إيران، ولا يوجد أي تأكيد على أن الخيار العسكري سيصل إلى مستوى التطبيق إزاء سياسة ترامب وهي عدم الغوص عميقا في صحراء الشرق الأوسط.
ربما تكون إيران دفعت إلى الحائط الاقتصادي، لكن الغرب يوجد في قفص سياسي فيه مجال ردوده آخذ في التقلص إذا لم يتم العثور على قناة مفاوضات معقولة مع إيران.
غرد الرئيس ترامب، أول من أمس، بحروف كبيرة بأنه لن يكون لإيران في أي يوم سلاح نووي. هذا اقتباس دقيق من تعهد الرئيس اوباما.
ولكن كيف سيتعامل ترامب مع مراحل خرق الاتفاق الذي انسحب منه هو نفسه؟ هل تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة سيعتبر تجاوزاً للحدود في طريق إنتاج السلاح النووي؟ وهل سيضطر، مثل الرئيس أوباما، إلى المساومة مع بنيامين نتنياهو؟ ومتى ستكون إيران قادرة على إنتاج القنبلة؟ لا يسقط ترامب في هذا الشرك، ومن الأسهل التهديد بقصف مواقع ثقافية إيرانية رداً على المس بالجنود والمواطنين الأميركيين مثلما فعل، من رسم خارطة طريق جاهزة تنقذ المنطقة والعالم من التهديد الذي تسبب به عند انسحابه من الاتفاق النووي.
وإلى حين يحتاج إلى هذه المسألة، تلقى ترامب صفعة أخرى عند مصادقة البرلمان العراقي على اقتراح مشروع قانون يطلب إبعاد جميع القوات الأجنبية من العراق.
والقانون الذي أجيز بأغلبية كبيرة، ولكن من دون أصوات ممثلي السنة والأكراد الذين غابوا عن الجلسة، ما زال بحاجة إلى مصادقة الحكومة، لكن ترامب سارع إلى التهديد بأنه سيقوم بفرض عقوبات شديدة على العراق، حيث تكون العقوبات التي فرضها على إيران ضئيلة مقارنة معها.
مواطنون عراقيون ونشطاء في الشبكات الاجتماعية في العراق سارعوا إلى التعبير عن معارضة هذا القانون، حتى أنهم تظاهروا أمام البرلمان وطلبوا حله.
والسؤال هو هل حركة الاحتجاج الكبيرة التي هدأت، مؤخراً، ستتجدد وتهدد النظام في العراق؟ وعلى فرض أن القانون ستتم إجازته في الحكومة وستفرض العقوبات على العراق فما الذي ستحققه الولايات المتحدة؟ في الوضع الذي فيه معاقلها في الشرق الأوسط آخذة في التلاشي فإن القطيعة مع العراق، الذي سيتحول إلى محمية إيرانية، ستشكل تهديداً على حليفات الولايات المتحدة، ومنها إسرائيل.
إزاء التصعيد اللفظي غير المسبوق والتهديدات الاستراتيجية التي يشعلها فإن الخوف من انتقام إيران انتقاماً لتصفية سليماني سيصبح أمرا ثانويا.
والآن مطلوب وساطة سريعة وحكيمة وتصميم دولي يوقف التدهور، ويحبس المارد في القمقم. ومن المشكوك فيه إذا كان في هذه الأثناء أي شخص يمكنه ومستعد لأخذ هذه المهمة على مسؤوليته.
عن "هآرتس"
==========================