الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 6/8/2020

سوريا في الصحافة العالمية 6/8/2020

08.08.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • نيويورك تايمز : تداعيات انفجار بيروت عميقة وتطال الطعام والدواء بلبنان
https://arabi21.com/story/1290844/NYT-تداعيات-انفجار-بيروت-عميقة-وتطال-الطعام-والدوا
  • معهد واشنطن :كيف يمكن أن تردّ إيران على أعمال التخريب الأجنبية؟
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/how-might-iran-respond-to-foreign-sabotage
  • المونيتور: تركيا أصبحت هدفا استراتيجيا لخصومها الإقليميين
http://www.turkpress.co/node/73290
  • نيويورك تايمز: تدمير مرفأ بيروت أنهى لبنان والأيام المقبلة حبلى بالغضب
https://www.alquds.co.uk/نيويورك-تايمز-تدمير-مرفأ-بيروت-أنهى-لب/
 
الصحافة البريطانية :
  • التايمز: الرواية الرسمية عن انفجار بيروت صحيحة وهناك أشياء لم تكشف بعد
https://www.alquds.co.uk/التايمز-الرواية-الرسمية-عن-انفجار-بير/
 
الصحافة الروسية :
  • كوميرسانت :إدلب تنتظر الهجوم
https://arabic.rt.com/press/1141376-إدلب-تنتظر-الهجوم/
 
الصحافة التركية :
  • أحوال تركية :أين ستذهب السياسة العدوانية بتركيا؟
https://alghad.com/أين-ستذهب-السياسة-العدوانية-بتركيا؟/
 
الصحافة الاوكرانية :
  • يوروميدان برس: هكذا عملت روسيا على خلط الأوراق وتشويه الحقائق في سوريا
https://o-t.tv/Fgd
 
الصحافة الصينية :
  • موقع صيني: في ذروة الحرب بليبيا لماذا اختارت مصر غزو سوريا؟
https://arabi21.com/story/1290831/موقع-صيني-في-ذروة-الحرب-بليبيا-لماذا-اختارت-مصر-غزو-سوريا#tag_49219
 
الصحافة العبرية :
  • هآرتس :انفجار ميناء بيروت: التداعيات السياسية على "حزب الله" ولبنان
https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=14126d51y336751953Y14126d51
  • اسرائيل اليوم :"حزب الله" بين ثلاثة حرائق !
https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=141265e3y336750051Y141265e3
 
الصحافة الامريكية :
نيويورك تايمز : تداعيات انفجار بيروت عميقة وتطال الطعام والدواء بلبنان
https://arabi21.com/story/1290844/NYT-تداعيات-انفجار-بيروت-عميقة-وتطال-الطعام-والدوا
عربي21- بلال ياسين# الأربعاء، 05 أغسطس 2020 08:28 م بتوقيت غرينتش0
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لفيصل عيتاني، مدير مركز السياسية العالمية والبرفسور المساعد بجامعة جورج تاون قال فيه إن الانفجار الذي دمر مرفأ بيروت ومعظم المدينة، مساء الثلاثاء، وأدى لخسائر فادحة بالأرواح هو نتاج تفكير "العمل المعتاد وكأن شيئا لم يحدث".
وقال في تقرير ترجمته "عربي21": "كان أول عمل بتسلمته بالصيف في نهاية التسعينات هو في مرفأ بيروت. كنت شابا. وقضيت الأشهر الرطبة والحارة وأنا أدخل بيانات الشحن البحري كجزء من مشروع جديد طموح لتحويل المرفأ من النظام التناظري إلى الرقمي. ولم تكن عملية جميلة كما تتوقع بسبب البيروقراطية في الشرق الأوسط. ورغم الحر الشديد والرتابة كان هناك أمل". و"كان المرفأ منشأة تحتية حيوية لإنعاش الاقتصاد بعد 15 عاما من الحرب".
ويضيف "كانت السجلات الرقمية هي جزء من المستقبل، ومحاولة لمنح شفافية ونظام للقطاع العام الذي يتعافى. فقد كان نفس المرفأ الذي اعتبر غير صالح للعمل أثناء الحرب الأهلية بسبب القوارب الغارقة والقنابل غير المتفجرة، باستثناء منطقة كانت تسيطر عليها ميليشيا".
ويقول إن لبنان الذي خرج من الأنقاض قد انتهى وخنقته الطبقة السياسية التي تسعى لمصالحها.  ويواجه البلد اليوم نوعا جديدا من الكارثة، التي جعلته عقود من الحرب وعدم الاستقرار غير جاهز لها.
وفي ظاهر الأمر فكارثة المرفأ لم يشترك فيها المتهمون المعروفون "حزب الله، وإسرائيل، والجهاديون، ولا حكومة الجارة في سوريا". لكن الحقيقة تبدو أكثر كآبة وإثارة للقلق لأنها "تتعلق بعقود من العفن على كل مستوى من مؤسسات لبنان التي دمرت مرفأ بيروت ومعظم المدينة وحيوات كثيرة".
ويؤكد أن "الاستهتار يقف وراء الانفجار ويؤشر للعقاب والإهانة التي تعرض لها لبنان".
ورغم اتفاق المسؤولين اللبنانيين على ما حدث، لكن من المتوقع ظهور أكثر من رواية "رسمية". فهذا هو لبنان، بلد تقسمه السياسة والدين والتاريخ، بحسب الكاتب.
وقال: "ما نعرفه الآن عن سبب الحادث من روايات موثوقة هو انفجار 2750 طنا من نترات الأمونيوم التي تم نقلها من سفينة غير مستخدمة عام 2014 وتخزينها في مخزن بالميناء. وفي يوم الثلاثاء أدى حادث لحام لإشعال مصنع للألعاب النارية بشكل تسبب بالانفجار الهائل".
ويقول الكاتب إن المرافئ هي ملكيات حقيقية للفصائل السياسية ومنظمات الجريمة والميليشيات. فهناك عدد من الأجهزة الأمنية المرتبطة بولاءات سياسية متعددة تدير قطاعات من عملياتها. كما أن التوظيف في البيروقراطية المدنية مرتبط بالمحاصصة الطائفية والسياسية.
وتابع "هناك ثقافة إهمال مستشرية ووباء فساد وحرف للوم على البيروقراطية اللبنانية التي تشرف عيها الطبقة السياسية التي تتسم بالعقم والاحتقار للصالح العام".
ويضيف "لا نعرف أيا من هذا المزيج الذي أشعل القنبلة الموقوتة التي كانت تقبع في المخزن منذ ستة أعوام ، ومن قام بنقل الألعاب النارية قربها وسمح لأعمال غير مسؤولة لأن تدار قريبا منها".
ولكن الكارثة رغم خطورتها هي نتاج "تفكير التعامل مع الأمور وكأن شيئا لم يحدث"، مضيفا "البلد معتاد على الانفجارات، وهو متعود على الكوارث الناجمة عن فشل الخدمات العامة. فأزمة النفايات تعود إلى عام 2015، وكارثة بيئية العام الماضي، وانقطاع في التيار الكهربائي يستمر لعشرين ساعة في اليوم".
ويرى عيتاني أن تداعيات انفجار المرفأ ستكون أخطر من الضحايا المباشرين لها والدمار. فقد دمرت صومعة الحبوب التي يخزن فيها نسبة 85 بالمئة من الحبوب التي يحتاجها البلد دمرت. ولن يكون المرفأ قادرا على استقبال البضائع.
ويستورد لبنان 80 بالمئة من احتياجاته الأساسية بما في ذلك 90 بالمئة من المواد التي تستخدم لصناعة الخبز، الطعام الرئيسي للسكان. وتصل نسبة 60 بالمئة من هذا المواد إلى مرفأ بيروت.
ويقول الكاتب إن التوقيت لم يكن ليكون أسوأ، فالأزمة الاقتصادية المدمرة والتي يعاني منها لبنان منذ عدة أشهر. وانهيار البلد حاليا، وهي مشكلة نابعة من سنوات سوء إدارة وفساد. وسيكون هناك مئات الألاف من الناس غير قادرين على شراء الوقود والدواء.
فقد راقب اللبنانيون توفيرهم يتبخر أمام أعينهم واختفت معه قدرتهم الشرائية.
وظهرت مفردات جديدة بين اللبنانيين لوصف حالهم حتى بين المتفائلين منهم مثل "انتهينا" و"لا أمل".
كما وضع فيروس كورونا ضغوطا عظيمة على النظام الصحي. وبعد انفجار يوم الثلاثاء كان الأطباء والممرضين يعالجون الجرحى في الشوارع ومواقف السيارات.
وقد يضع الانفجار لبنان على طريق كارثة صحية وغذائية لم تمر عليه في الأيام السيئة أثناء الحرب الأهلية.
وحذر الكاتب الطبقة السياسة، وقال إن عليها أن تراقب خطواتها، لأن الصدمة قد تتحول إلى غضب في الأسابيع المقبلة.
ولكن العادات القديمة تموت بصعوبة كما يقول الكاتب، خاصة أن الطبقة السياسية هذه لديها خبرة في حرف اللوم، ويضيف "لا أتوقع عددا كبيرا من الاستقالات أو تحمل المسؤولية".
وتساءل هل سيقود الانفجار إلى ثورة؟ انتفاضة غضب؟ لكن أي دافع نحو الثورة عليه التنافس مع الدافع القبلي والولاء الطائفي والأيديولوجي.
ويشير إلى أنه ورغم تقديم المؤسسة الرسمية رواية واحدة عما حدث في الميناء، إلا أن البعض لن يصدقها، ولسان الحال "عدم ثقتنا بالساسة تجعلنا غير قادرين على التوحد ضدهم".
 ورغم وجود معوقات إلا أن هناك حاجة ماسة للإصلاح والمحاسبة أبعد من تحميل مسؤولين في الصف الوسط.
ومن الصعب تخيل حركة وطنية متماسكة للتغيير لأنها غير موجودة، إلا أن الجوع وانهيار العناية الصحية قد يغير كل هذا.
ويحتاج لبنان واللبنانيون لتدفق الدعم الخارجي لمنع حدوث نقص في المواد الغذائية أو كارثة صحية، ويأتي هذا الدعم من دول الشرق الأوسط وحول العالم مع أن هذا يوقف تدهور البلد، إلا أنه سيزيد من حس الإهانة والعجز.
وكشف انفجار الثلاثاء أن لبنان لم يعد البلد الذي يمكن للناس أن يعيشوا فيه حياة شريفة ومرضية.
ويتذكر عيتاني أن مشروع الرقمنة للميناء قد تم في ذلك الصيف، لكن الفصائل التي لا تحب الشفافية وجدت طرقا للتحايل عليه، و"اليوم لم يعد مهما، فقد دمر المرفأ وبالنسبة للبنانيين فسيكون همهم النجاة لا التقدم".
===========================
معهد واشنطن :كيف يمكن أن تردّ إيران على أعمال التخريب الأجنبية؟
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/how-might-iran-respond-to-foreign-sabotage
مايكل آيزنشتات
خلال الأسابيع الأخيرة تعرّضت إيران لسلسلةٍ من الحرائق والانفجارات في مواقع صناعية مدنية وعسكرية، من بينها مجمّع أبحاث الصواريخ في خوجير بالقرب من طهران ومنشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في نطنز (ناتانز). وتشير تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية مطّلعة إلى أن إسرائيل كانت مسؤولة عن حادثة نطنز وأن الولايات المتحدة قد تكون متورطة في أعمال التخريب، علماً بأن العديد من هذه الحوادث تبدو أحداث عرضية. ومثل هذه الأحداث شائعة جداً في إيران بسبب البنية التحتية الضعيفة وثقافة السلامة [الغير متطورة] في البلاد - وفي الواقع، تم توثيق 97 منها في الفترة من أيار/مايو إلى تموز/يوليو 2019، أكثر بكثير من العشرين التي حدثت خلال الفترة نفسها من هذا العام (ربما بسبب انخفاض النشاط الصناعي وسط وباء "كوفيد-19"). ومع ذلك، هدّدت إيران بالرد على أي أعمال تخريبية، على الرغم من أنها تجنّبت حتى الآن إلقاء اللوم على إسرائيل أو الولايات المتحدة عن هذه الحوادث. ويثير ذلك السؤال عمّا إذا كانت ستردّ وكيف ومتى.
المنطق الاستراتيجي للأعمال الانتقامية
بسبب المشاكل الاقتصادية التي تفاقمت بفعل العقوبات الأمريكية والاضطرابات الشعبية والوباء العالمي، يبدو أن إيران ليست في وضعٍ يمكّنها من الرد عسكرياً، سواء على التخريب الصناعي المحتمل أو على عملية القتل التي استهدفت القائد العسكري الكبير قاسم سليماني في كانون الثاني/يناير. (وقبل أسبوعين فقط، حذر المرشد الأعلى علي خامنئي على موقع "تويتر" من أن إيران "ستوجه في النهاية ضربة مماثلة" ضد الولايات المتحدة انتقاماً لموت سليماني). ومع ذلك، لا يوجد دليل على أن الأنشطة الخارجية لطهران مقيّدة بسبب المشاكل الداخلية في البلاد.
على سبيل المثال، بعد فترة وجيزة من هدوء الاحتجاجات الاقتصادية في جميع أنحاء البلاد خلال كانون الثاني/يناير 2018، شنّت إيران هجوماً بطائرة بدون طيار على إسرائيل من سوريا. وبالمثل، بعد أن قام النظام بقمع الاحتجاجات التي اندلعت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بسبب ارتفاع أسعار الوقود، كثّف هجماته على القوات الأمريكية في العراق بشكل كبير. وعلى الرغم من تفشّي فيروس كورونا في شباط/فبراير من هذا العام، جدّدت البلاد جهودها بين آذار/مارس ونيسان/أبريل لتحويل مسار ناقلات النفط ومضايقة السفن الحربية الأمريكية في الخليج العربي، بعد توقّف طويل لمثل هذه الأنشطة. ولا يبدو أن هذه العمليات الخارجية وغيرها تهدف إلى صرف الانتباه عن الصعوبات الداخلية أيضاً، فما هي العوامل التي تحدد نطاقها وتوقيتها؟
اختلاف في الحسابات تجاه إسرائيل والولايات المتحدة
عند النظر في خيارات الرد، غالباً ما تتعامل طهران مع إسرائيل بشكل مختلف عن الولايات المتحدة. وعلى الرغم من قدرات إسرائيل المثيرة للإعجاب، إلّا أن ما يُسمّى بـ "الشيطان الصغير" هو قوة إقليمية صغيرة لا تعتبرها إيران ندّاً لها، وتشنّ ضدها حرباً خفيّة منذ عقود طويلة. ولكن في السنوات الأخيرة، تبنّت إسرائيل نهجاً أكثر استباقيةً للتعامل مع التهديدات الناشئة عن الجمهورية الإسلامية، بتنفيذها مئات عمليات الاعتراض وإحباطها هجمات في سوريا في إطار "حملتها بين الحروب"، ومعظمها يهدف إلى منع إيران من نقل الأسلحة المتطورة إلى «حزب الله» اللبناني أو تحويل سوريا إلى نقطة انطلاق لشن هجمات على الأراضي الإسرائيلية.
وإذا نسبت إيران في النهاية أياً من أعمال التخريب الأخيرة إلى إسرائيل، فمن شبه المؤكد أن تقوم بالرد كما فعلت في الماضي: أي من خلال شنّها هجمات سيبرانية ضد البنية التحتية الحيوية الإسرائيلية، وهجمات بالصواريخ أو بالطائرات بدون طيار أو بالقذائف من داخل سوريا. بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن "الموساد" الإسرائيلي أحبط مؤخرًا العديد من الهجمات المخطط لها على سفارات إسرائيلية في أوروبا وأماكن أخرى. وإذا كان ذلك صحيحاً، فسيكون هذا رداً شديداً بشكل غير معتاد على فعل تخريبٍ غير مميت، لذلك يجب التعامل مع هذه التقارير بحذر. وكانت المرة الأخيرة التي هاجمت فيها إيران السفارات الإسرائيلية هي في عام 2012 بعد مقتل العديد من علمائها النوويين.
وفي المقابل، تعكس الأعمال الإيرانية ضد "الشيطان الأكبر" حسابات أكثر تعقيداً نظراً لمكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى ذات وجود عسكري على طول الحدود الإيرانية. فمنذ أيار/مايو 2019، تشن طهران حملةً للتصدي لسياسة "الضغط الأقصى" الأمريكية، بهدف إجبار واشنطن على تخفيف العقوبات أو رفعها، وتضمّنت الحملة هجمات على البنية التحتية للنفط والنقل في الخليج والمملكة العربية السعودية، وتحويل مسار ناقلات النفط، وهجمات على طائرات الاستطلاع الأمريكية بدون طيار، وهجمات صاروخية مميتة وغير مميتة على عناصر الجيش الأمريكي في العراق، ومضايقة سفن البحرية الأمريكية في الخليج، وأنشطة الاستطلاع السيبرانية، ربما استعداداً للتدخّل في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 أو تخريب البنية التحتية الأمريكية.
وحتى الآن، ساهم هذا التصدي في نشوب توتر بين واشنطن وحلفائها ولكن دون تحقيق هدف تخفيف العقوبات. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن طهران ما زالت تتعافى من صدمة وفاة سليماني. ومن هذا المنطلق، سوف يتأثر رد النظام على مقتل سليماني وعلى أي دور أمريكي في أعمال التخريب الأخيرة بعدة عوامل:
كل "شيطان" على حدة: قد تعتقد طهران أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعاونتا في الأحداث الأخيرة في نطنز وأماكن أخرى، تماماً كما تعاونتا في الهجمات الإلكترونية "ستوكسنت" على نطنز بدءاً من عام 2007. إلا أن النظام الإيراني يتردد بشكل عام في التصعيد ضد كلا العدوَّين في الوقت نفسه. وكلما اعتبرت إيران أن مصالح الولايات المتحدة صعبة أو خطيرة للغاية من أن يتم استهدافها، فإنها تميل إلى مهاجمة إسرائيل و/أو السعودية بدلاً من ذلك. وفي عام 2010، على سبيل المثال، حذّرت طهران كلّاً من واشنطن والقدس من أن كلتيهما ستتحملان مسؤولية قتل العلماء النوويين الإيرانيين، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين نفوا تورّطهم في ذلك الوقت. وفي النهاية، استهدفت طهران المصالح الإسرائيلية فقط.
الاستراتيجية قبل الانتقام: على الرغم من أن القادة الإيرانيين غالباً ما ينكّهون تصريحاتهم بالتهديد بالانتقام، إلّا أن سلوكهم يعكس بشكل عام اعتباراتهم الاستراتيجية. وبما أنهم يميلون إلى رؤية العالم من منظار المحصلة الصفرية، فيعتقدون أنهم إذا لم يستجيبوا للتجاوزات المتصوَّرة، فإنهم يخاطرون بتشجيع أعدائهم.
ولكن للحد من إمكانية التصعيد، تقتصر هذه الردود عموماً على الإجراءات العينية والتناسبية والسرية/بالوكالة. وإذا كان من مصلحتهم تأجيل الرد، فقد يفعلون ذلك - ربما إلى أجل غير مسمى. وفي الواقع تهدف استراتيجية "المنطقة الرمادية" بأكملها إلى إدارة المخاطر ومنع الحرب. ولهذا السبب وجهت إيران تحذيراً مسبقاً إلى بغداد حول الهجمات الصاروخية التي شنّتها على القواعد العراقية ردّاً على مقتل سليماني، مدركةً أن عناصر الجيش الأمريكي سيتلّقون تعليمات في الوقت المناسب لاعتماد تدابير وقائية. ولذا فإن عناوين الأخبار التي تدّعي أن أمريكا وإيران كانتا على "شفير الحرب" في كانون الثاني/يناير لا تستند إلى الواقع.
ولكن حتى مع إعطاء الأفضلية للاستراتيجية على حساب الرغبة في الثأر لسليماني، إلا أن الضربة الإيرانية بالصواريخ والطائرات بدون طيار على البنية التحتية النفطية السعودية في أيلول/سبتمبر الماضي أثبتت أن إيران تمتلك بعض القدرات اللازمة لاستهداف كبار الضباط العسكريين الأمريكيين، على الرغم من أنها قد تكون غير راغبة في المخاطرة باتخاذ خطوة بهذه الضخامة في الوقت الحاضر. ومن المرجح أن يحدث مثل هذا الهجوم في العراق - مسرح "الجريمة" وساحة تمتلك فيها طهران معلومات استخبارية جيدة بشكل خاص.
تجنب ولاية ثانية لترامب: أحد العوامل الرئيسية الأخرى لدى صانعي القرار الإيرانيين هو التأثير المحتمل الذي قد يترتب عن العمل الانتقامي على احتمالات إعادة انتخاب الرئيس ترامب - وهي نتيجة يريدون بالتأكيد تجنّبها. وربما يفكرون في أفضل السبل لإفشال فرصِه بالفوز بولاية ثانية، لكنهم يواجهون سلسلة من المعضلات في القيام بذلك.
على سبيل المثال، من المرجح أن يواصلوا حملتهم المضادة للضغط، بما في ذلك هجمات المضايقة على العناصر الأمريكيين في العراق. ومع ذلك، فإن أي هجوم مثير قبل انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر قد يؤتي بنتائج عكسية - حيث قد يتسبب في قيام ترامب بالرد بقوة، الأمر الذي قد يمنحه تقدّم متعثّر في الاستطلاعات. وبدلاً من ذلك، قد ينتظر القادة الإيرانيون إلى ما بعد الانتخابات لتوجيه ضربتهم، معتبرين أنه إذا خسر ترامب، ستكون لإدارة "البطة العرجاء" برئاسته خيارات محدودة للرد، وبعد ذلك سيكونون قادرين على التعامل مع الإدارة الجديدة من موقع قوة. ولكن إذا أعيد انتخابه، فسيتعين عليهم الاختيار ما بين مسارَين محفوفين [بالمخاطر]: إما الانخراط في السياسة العسكرية المتمثلة بـ "حافة الهاوية" من أجل إثارة أزمة، وتحفيز المساعي الدبلوماسية، والتفاوض على صفقة شاملة مع واشنطن، أو تبنّي نهج أكثر حذراً مع رئيس قد لا يكون مقيداً بالاعتبارات الانتخابية.
الخاتمة
لم تنجح حملة طهران المضادة للضغط في تخفيف العقوبات ولم تؤد إلى تجديد المفاوضات مع واشنطن، وهناك احتمالٌ ضئيل في التوصل إلى اتفاق جديد قبل أقل من أربعة أشهر على موعد الانتخابات. وبالتالي، من المرجح أن يستمر النظام بتنفيذ عناصر معينة من هذه الحملة لإظهار عدم خنوعه، ولكن سيُرجئ أي خطوة كبيرة قد يخطط لها ضد أهداف أمريكية إلى ما قبل يوم الانتخابات أو بعده بوقت قصير. لذلك، ولتشجيع إيران على ضبط النفس بصورة أكثر، يجب على واشنطن إظهار استعدادها المستمر للرد عسكرياً على الهجمات، مع تجنب الإجراءات التي قد تدفع طهران بصورة أكثر نحو الزاوية.
مايكل آيزنشتات هو زميل "كاهن" ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن.
===========================
المونيتور: تركيا أصبحت هدفا استراتيجيا لخصومها الإقليميين
http://www.turkpress.co/node/73290
ترك برس
قال تقرير لموقع المونيتور الأمريكي إن تركيا أصبحت هدفا استراتيجيا لخصومها الإقليميين الذين بدؤوا جهودا دبلوماسية مكثفة لإعاقة تركيا على الجبهة الدبلوماسية وكذلك في سوريا والعراق، وإضعاف محور تركيا - قطر.
ويستهل التقرير بالإشارة إلى ما أوردته وكالة الأناضول في 30 تموز/ يوليو الماضي من أن نحو150 جنديًا مصريًا وصلوا عبر مطار حماة العسكري، وتم نشرهم في الخطوط الأمامية في خان العسل بريف حلب الغربي وحول سراقب جنوب إدلب، مسلحون بالأسلحة الخفيفة وبالتنسيق مع الحرس الثوري الإسلامي الإيراني والميليشيات المدعومة من إيران.
وأضاف أنه على الرغم من أن صحة هذا الخبر محل خلاف، فإن مثل هذه المساعدة المصرية لدمشق لن تكون مفاجأة، بالنظر إلى مسار الأحداث.
ولفت إلى أن ثمة علامات كثيرة على أن المحور المصري الإماراتي السعودي يتبع استراتيجية لاحتواء تركيا وإلهائها في مناطق الصراع القريبة، فقد كانت الخطوات التي قامت بها الدول الثلاث والعلاقات التي تسعى إلى تطويرها هي رد فعل على إلى حد كبير لتركيا.
واستعرض التقرير الخطوات التي قامت بها مصر لعرقلة تركيا منذ سنوات. مشيرا إلى ما ذكرته صحيفة السفير اللبنانية في عام 2016 من أن مصر "أرسلت 18 طيارًا بطائرة هليكوبتر لمساعدة الجيش السوري"، وخططت لنشر عسكري أكبر على الطريق. وجاء التقرير بعد زيارة قام بها رئيس المخابرات السورية علي مملوك إلى القاهرة في الشهر السابق.
وأضاف أن مصر تحاول منذ مدة طويلة تمهيد الطريق لعودة سوريا إلى الجامعة العربية في الوقت الذي تجري فيه اتصالات مع تنظيم "ي ب ك"وسمحت له بفتح مكتب في القاهرة، ويسرت الحوار بين التنظيم والمعارضين السوريين المقيمين في القاهرة، وسعت لتكون جسرا بينه وبين ودمشق.
وفي الخريف الماضي، أشاد قائد "ي ب ك"، مظلوم عبدي، علنًا بانتقاد القاهرة لعملية ربيع السلام التركية شرقي نهر الفرات، كما استقبلت الرياض وأبو ظبي والقاهرة ممثلين عن التنظيم.
وعلاوة على ذلك انتقدت مصربشكل صريح العمليات العسكرية الجارية التي تقوم بها تركيا في شمال العراق وتستهدف تنظيم "بي كي كي" المحظور الذي يتخذ من شمال العراق قاعدة لمواصلة تمرده المسلح. وسعت  القاهرة إلى الاستفادة من قلق بغداد لتعزيز العلاقات الثنائية.
أما في سوريا، فلا تقوم علاقات القاهرة مع "ي ب ك" على أجندة مزدوجة، على عكس السعوديين، الذين تتداخل أجندتهم إلى حد ما مع أجندة الولايات المتحدة. ومنذ عام 2013 ابتعدت القاهرة عن أجندة تغيير النظام في سوريا. وعلى عكس ليبيا، فقد اتبعت نهجًا أكثر فردية يسمح لها بإضافة أبعاد عسكرية واستخباراتية إلى علاقتها مع دمشق.
وأشار إلى أن رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، كثف اتصالاته مع نظرائه العرب في أنحاء المنطقة لتكوين جبهة مناهضة لتركيا.
وأوضح أن كامل زار شرق ليبيا وتونس والجزائر في فبراير الماضي فيما قيل إنه محاولة لتعزيز التعاون الاستخباراتي ضد النفوذ التركي المتزايد في المنطقة. وفي مطلع مارس/ آذار، سافر كامل إلى دمشق، حيث التقى بعلي مملوك لمناقشة "الحرب على الإرهاب في سوريا" وكذلك التطورات الإقليمية.
وزار دمشق في نفس الوقت وفد كبير من شرق ليبيا ووقع عشرات البروتوكولات مع الحكومة السورية وأعاد فتح السفارة الليبية في المدينة. وأرست مصر أسس الزيارة وتحدث الليبيون عن التعاون ضد طموحات أنقرة "التوسعية" في المنطقة.
وفي 21 تموز/ يوليو، أجرى السيسي مكالمة هاتفية مع العاهل السعودي، تلتها موجة من النشاط الدبلوماسي السعودي في المنطقة، إذ سافر وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إلى الجزائر وتونس والمغرب بعد زيارة إلى القاهرة في 27 يوليو.
وخلص التقرير إلى أن خطر المواجهة التركية المصرية في سرت قد يجمد في الوقت الحالي، لكن التوترات تتخذ أبعادًا جديدة حيث تصبح تركيا هدفًا لاستراتيجية احتواء من نوع ما.
وأضاف أن مناورات المحور المصري الإماراتي السعودي قد تفشل في نهاية المطاف في تغيير التوازن متعدد العوامل في ليبيا، لكن الثلاثي قد يخلق مشاكل خطيرة لأنقرة من خلال الدخول في مناطق مضطربة على طول الحدود التركية، ولا سيما من خلال العلاقات مع "ي ب ك".
===========================
نيويورك تايمز: تدمير مرفأ بيروت أنهى لبنان والأيام المقبلة حبلى بالغضب
https://www.alquds.co.uk/نيويورك-تايمز-تدمير-مرفأ-بيروت-أنهى-لب/
لندن- “القدس العربي”: قال فيصل عيتاني، مدير مركز السياسية العالمية والبرفسور المساعد بجامعة جورج تاون، في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” إن الانفجار يوم الثلاثاء الذي دمر مرفأ بيروت ومعظم المدينة وأدى لخسائر فادحة بالأراوح هو نتاج تفكير العمل المعتاد وكأن شيئا لم يحدث.
وأضاف “كان أول عمل بالصيف تسلمته هو في مرفأ بيروت. وكان هذا نهاية التسعينات من القرن الماضي، وكنت شابا. وقضيت الأشهر الرطبة والحارة وأنا أدخل بيانات الشحن البحري كجزء من مشروع جديد طموح لتحويل المرفأ من النظام التناظري إلى الرقمي. ولم تكن عملية جميلة كما تتوقع من أحشاء البيروقراطية في الشرق الأوسط. ورغم الحر الشديد والرتابة كان هناك أمل”.
الانفجار الذي دمر مرفأ بيروت ومعظم المدينة وأدى لخسائر فادحة بالأراوح هو نتاج تفكير العمل المعتاد وكأن شيئا لم يحدث
وكان المرفأ منشأة تحتية حيوية لإنعاش الاقتصاد بعد 15 عاما من الحرب. وكانت السجلات الرقمية هي جزء من المستقبل، ومحاولة لمنح شفافية ونظام للقطاع العام الذي يتعافى. فقد كان نفس المرفأ الذي اعتبر غير صالح للعمل أثناء الحرب الأهلية بسبب القوارب الغارقة والقنابل غير المتفجرة، باسثتناء منطقة كانت تسيطر عليها ميليشيا.
ويقول عيتاني إن لبنان الذي خرج من الأنقاض قد انتهى وخنقته الطبقة السياسية التي تسعى لمصالحها. وفي يوم الثلاثاء انتهى. فقد حدث انفجار هائل في مرفأ بيروت خلف وراءه أكثر من 100 قتيل (والعد متواصل) وجرح 4000 شخص ودمر بنايات في المدينة.
ويواجه لبنان اليوم نوعا جديدا من الكارثة والتي جعلته عقود من الحرب وعدم الاستقرار غير جاهز لها. وبالمظهر فكارثة المرفأ لم يشترك فيها المتهمون المعروفون- حزب الله، إسرائيل، الجهاديون الإرهابيون ولا حكومة الجارة في سوريا. والحقيقة تبدو أكثر كآبة وإثارة للقلق لأنها تتعلق بعقود من العفن على كل مستوى من مؤسسات لبنان التي دمرت مرفأ بيروت ومعظم المدينة وحيوات كثيرة. وبالضبط فالتفاهة وراء الانفجار تؤشر للعقاب والإهانة التي تعرض لها لبنان.
الحقيقة تبدو أكثر كآبة وإثارة للقلق لأنها تتعلق بعقود من العفن على كل مستوى من مؤسسات لبنان
ورغم اتفاق المسؤولين اللبنانيين على ما حدث لكن من المتوقع ظهور أكثر من رواية “رسمية”. فهذا هو لبنان، بلد تقسمه السياسة والدين والتاريخ. ولكن ما نعرفه الآن عن سبب الحادث من روايات موثوقة هو انفجار 2.750 طنا من نترات الأمونيوم التي تم نقلها من سفينة غير مستخدمة عام 2014 وتخزينها في مخزن بالميناء. وفي يوم الثلاثاء أدى حادث لحام لإشعال مصنع للألعاب النارية بشكل تسبب بالانفجار الهائل.
ويقول الكاتب إن المرافئ هي ملكيات حقيقية للفصائل السياسية ومنظمات الجريمة والميليشيات. فهناك عدد من الأجهزة الأمنية المرتبطة بولاءات سياسية متعددة تدير قطاعات من عملياتها. كما أن التوظيف في البيروقراطية المدنية مرتبط بالمحاصصة الطائفية والسياسية. وهناك ثقافة إهمال مستشرية ووباء فساد وحرف للوم على البيروقراطية اللبنانية التي تشرف عيها الطبقة السياسية التي تتسم بالعقم والاحتقار للصالح العام.
المرافئ في لبنان ملكيات حقيقية للفصائل السياسية ومنظمات الجريمة والميليشيات
ولا نعرف كما يقول عيتاني أي من هذا المزيج الذي أشعل القنبلة الموقوتة التي كانت تجلس في المخزن منذ ستة أعوام ومن قام بنقل الألعاب النارية قربها وسمح لأعمال غير مسؤولة لأن تدار قريبا منها. ولكن الكارثة رغم خطورتها هي نتاج تفكير التعامل مع الأمور وكأن شيئا لم يحدث.
فالبلد معتاد على الانفجارات وهو متعود على الكوارث الناجمة عن فشل الخدمات العامة، فأزمة النفايات تعود إلى عام 2015 وكارثة بيئية العام الماضي وانقطاع في التيار الكهربائي يستمر لعشرين ساعة في اليوم.
هناك ثقافة إهمال مستشرية ووباء فساد وحرف للوم على البيروقراطية اللبنانية التي تشرف عيها الطبقة السياسية التي تتسم بالعقم والاحتقار للصالح العام
ويرى عيتاني أن تداعيات انفجار الثلاثاء ستكون أخطر من الضحايا المباشرين لها والدمار. فقد دمرت صومعة الحبوب التي يخزن فيها نسبة 85% من الحبوب التي يحتاجها البلد دمرت. وأكثر من هذا فلن يكون المرفأ قادرا على استقبال البضائع. ويستورد لبنان 80% من احتياجاته الاساسية بما في ذلك 90% من المواد التي تستخدم لصناعة الخبز، الطعام الرئيسي للسكان. وتصل نسبة 60% من هذا المواد إلى مرفأ بيروت. ويقول إن التوقيت لم يكن ليكون أسوأ، فالأزمة الاقتصادية المدمرة والتي يعاني منها لبنان منذ عدة أشهر. وانهار البلد حاليا، وهي مشكلة نابعة من سنوات سوء إدارة وفساد. وسيكون هناك مئات الألاف من الناس غير قادرين على شراء الوقود والدواء. فقد راقب اللبنانيون توفيرهم يتبخبر امام أعينهم واختفت معه قدرتهم الشرائية. وظهرت مفردات جديدة بين اللبنانيين لوصف حالهم حتى بين المتفائلين منهم مثل “انتهينا” “لا أمل”.
كما وضع فيروس كورونا ضغوطا عظيمة على النظام الصحي. وبعد انفجار يوم الثلاثاء كان الأطباء والممرضين يعالجون الجرحى في الشوارع ومواقف السيارات. وقد يضع الانفجار لبنان على طريق كارثة صحية وغذائية لم تمر عليها في الأيام السيئة أثناء الحرب الأهلية. وحذر الكاتب الطبقة السياسة وقال إن عليها أن تراقب خطواتها لأن الصدمة قد تتحول إلى غضب في الأسابيع المقبلة. ولكن العادات القديمة تموت بصعوبة كما يقول، خاصة أن الطبقة السياسية هذه لديها خبرة في حرف اللوم و”لا أتوقع عددا كبيرا من الاستقالات أو تحمل المسؤولية”.
وتساءل هل سيقود الإنفجار إلى ثورة؟ انتفاضة غضب؟ لكن أي دافع نحو الثورة عليه التنافس مع الدافع القبلي والولاء الطائفي والأيديولوجي. وهذا يصدق على الحقيقة، فرغم تقديم المؤسسة الرسمية رواية واحدة عما حدث في الميناء إلا أن البعض لن يصدقها “وعدم ثقتنا بالساسة تجعلنا غير قادرين على التوحد ضدهم”. ورغم وجود معوقات إلا أن هناك حاجة ماسة للإصلاح والمحاسبة أبعد من تحميل مسؤولين في الصف الوسط.
هناك حاجة ماسة للإصلاح والمحاسبة أبعد من تحميل مسؤولين في الصف الوسط
ومن الصعب تخيل حركة وطنية متماسكة للتغيير لأنها لم تتحقق، إلا أن الجوع وانهيار العناية الصحية قد يغير كل هذا. ويحتاج لبنان واللبنانيون لتدفق الدعم الخارجي لمنع حدوث نقص في المواد الغذائية أو كارثة صحية، ويأتي هذا الدعم من دول الشرق الأوسط وحول العالم مع أن هذا يوقف تدهور البلد. وسيزيد الدعم الإنساني من حس الإهانة والعجز. وكشف انفجار يوم الثلاثاء أن لبنان لم يعد البلد الذي يمكن للناس أن يعيشوا فيه حياة شريفة ومرضية. ويتذكر عيتاني أن مشروع الرقمنة للميناء قد تم في ذلك الصيف، لكن الفصائل التي لا تحب الشفافية وجدت طرقا للتحايل عليه و”اليوم لم يعد مهما، فقد دمر المرفأ وبالنسبة للبنانيين فسيكون همهم النجاة لا التقدم”.
===========================
الصحافة البريطانية :
التايمز: الرواية الرسمية عن انفجار بيروت صحيحة وهناك أشياء لم تكشف بعد
https://www.alquds.co.uk/التايمز-الرواية-الرسمية-عن-انفجار-بير/
لندن- “القدس العربي”:
قال مراسل صحيفة “التايمز” ريتشارد سبنسر إن انفجار بيروت كشف عن غياب وعقم القيادة اللبنانية. وقال إن تتالي الأحداث في تفجير بيروت المدمر مهمة جدا لمستقبل لبنان القريب.
ويمكننا التأكد إلى حد ما من صدق الرواية الرسمية، ولا شك أن مادة نترات الأمونيوم التي خزنت في مستودعات الميناء هي المسؤولة عن الإنفجار الذي هز العاصمة بيروت.
وهناك سؤالان بدون إجابة واضحة. لماذا خزنت هناك؟ وماذا عن الإنفجار الأول، الذي أدى لإشعال مادة نترات الأمونيوم؟ والجواب الواضح هو العجز، فالكسل يتسرب في كل مستويات صناع القرار اللبناني. وجاء الكسل بسبب الركود الذي أصاب جسد السياسة، فلا أحد يعرف من المسؤول ومن يتخذ القرار. وهذا الأمر متعلق بالتشارك في السلطة. والحديث الذي يتردد بين اللبنانيين هو، “ليس لدينا ديكتاتورية مثل سوريا” “بل لدينا 18 ديكتاتورية” في إشارة إلى عدد الطوائف اللبنانية والتي تحصل كل منها على حقوق ومناصب. وهذه المحاصصة مقبولة حالة حددت المسؤولية في المرفأ، خاصة السلامة والأمن. وهناك عجز كبير في المرفأ، فحزب الله هو أقوى الفصائل اللبنانية الذي يحتفظ بمخازن للسلاح في كل أنحاء بيروت ويعرف على ما يدخل ويخرج من البلد. فنترات الأمونيوم تعتبر إضافة جيدة لترسانة أي فصيل، هذا إن نحينا جانبا ما خزن من مواد أخرى في الميناء.
وهذا يقود إلى السؤال الثاني، وهو سبب النيران. فأشرطة الفيديو تظهر مفرقعات نارية، إلا أن الصور تخفي وراءها الكثير من الحقائق، وهو موضوع لم تكن السلطات صريحة بشأنه. فهجوم مقصود حتى من طرف عدو ولا يعرف بنترات الأمونيوم، قد يغير صورة لبنان بل والسلام والأمن بالمنطقة بشكل دراماتيكي، وليس من مصلحة أي طرف الإعتراف الآن بالمسؤولية.
وعلى المدى البعيد فإن السؤالين سيطغى عليهما سؤال ثالث، وهو عن قدرة الدولة اللبنانية على البقاء. ففي السوق العالمي الحر، يمكن للمجتمع المتحرر من القيود أن يصنع قواعده مهما كانت نوايا الحكومة والإهانات والتهديدات التي يتبادلها قادة الطوائف. والآن هناك قرارات يجب أن تتخذ حول المالية ودور حزب الله في الدولة والعلاقة مع الولايات المتحدة ودول الخليج وسوريا والأزمات الجيوسياسية المتعددة التي تدور حول الشرق الأوسط.
فهل سيتم أخذ مليارات أي مسؤول فاسد لدفع ديون البلد؟ وهل سيقف الناس العاديون يراقبون البنوك تنهب حساباتهم- والحل على ما يبدو في الطريق؟ وهل سيقوم طرف خارجي، غارة إسرائيلية أو أمر إيراني لحزب الله لاجتياز الحدود الجنوبية، أو عقوبات أمريكا تحرف الميزان العسكري في البلد ليتطابق مع وضعها السياسي والإقتصادي؟ ولا يشك أحد من سكان بيروت الذي دمرت بيوتهم وشققهم أن الطلقة قد خرجت، وربما شعر الناس بالراحة من أن الإنفجار كان حادثا، وهل العجز على هذا القدر الغريب والقاتل أفضل؟.
===========================
الصحافة الروسية :
كوميرسانت :إدلب تنتظر الهجوم
https://arabic.rt.com/press/1141376-إدلب-تنتظر-الهجوم/
كتبت ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول حتمية القيام بعملية عسكرية ضد هيئة تحرير الشام في إدلب بعد تصعيد الأخيرة هجماتها على مواقع الجيش السوري، فماذا عن موقف تركيا؟
وجاء في المقال: تصاعد التوتر في إدلب السورية بشكل حاد هذا الأسبوع. ينقل المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة تقارير شبه يومية عن تزايد نشاط مسلحي جماعة هيئة تحرير الشام الإرهابية. ويعلن عن الخسائر في صفوف الجيش السوري.
ومن جهتها، تحدثت مصادر المعارضة عن ضربات جوية روسية على إدلب وصفت بأنها الأعنف منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 5 مارس بين موسكو وأنقرة.
وفي الصدد، قال خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيمونوف، لـ"كوميرسانت": "من شأن أي عملية عسكرية غير منسقة مع أنقرة، في التصدي للواقع الجديد في إدلب، أن تنطوي على مخاطر أكبر بكثير مما كانت عليه قبل الانتشار العسكري التركي في المنطقة. ولذلك، فإن نقل تعزيزات الجيش السوري والضربات الجوية الروسية على إدلب، لا يمكن اعتبارها حتى الآن سوى إشارة إلى تركيا لبذل كل ما في وسعها لتنفيذ اتفاق إنشاء منطقة أمنية".
وبحسب سيمونوف، فمع أخذ الصعوبات التي تواجهها الدوريات الروسية التركية على الطريق السريع  M4 في الاعتبار، فإن إنشاء شريط آمن، سوف يقطع حتماً الأراضي التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام والمعارضة، ولا يمكن إنجازه إلا باستخدام القوة. إنما نتيجة العملية العسكرية قد تغدو غير سارة لدمشق. "فلقد أظهرت تجربة العملية العسكرية السابقة في هذه المنطقة أن ميزان القوى يمكن أن يتغير بشكل جذري حتى عند المشاركة المحدودة للجيش التركي في دعم المعارضة. ومن المرجح أن تركيا رفضت تسليم المناطق الواقعة جنوبي M4 لقوات النظام، لأنها ترغب في استخدامها لضمان تعزيز مواقعها شرقي الفرات في المستقبل، وربما للمساومة مع روسيا بشأن ليبيا".
ووفقا لبعض مصادر المعارضة السورية، فقد ناقشت روسيا وتركيا إمكانية التوصل إلى حل وسط. ومن الواضح للعيان أن أنقرة وموسكو لن تتصارعا.
===========================
الصحافة التركية :
أحوال تركية :أين ستذهب السياسة العدوانية بتركيا؟
https://alghad.com/أين-ستذهب-السياسة-العدوانية-بتركيا؟/
تقرير – (أحوال تركية) 2/8/2020
أنقرة – إلى أين يأخذ أردوغان بلاده بسياساته غير المسؤولة، واعتداءاته المستمرة على الآخرين جميعا دون استثناء؟ هل تنفع سياسة الهروب إلى الأمام في تجنب الوقوع في أزمات متتالية أم أنها محاولة يائسة للخروج من الأزمة العاصفة التي تشدد الخناق عليه وعلى نظامه؟ إلى أي حد قد يتمكن أردوغان من اتباع أسلوب الدفع باتجاه مزيد من التوتر والتصعيد من أجل تحصيل الامتيازات والمكتسبات؟
يدفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلاده إلى خانة الاعتداء على دول الجوار، وعلى الحلفاء والشركاء معاً، باتباعه سياسات عدوانية تستهدف النيل من الجميع، من دون إيلاء اعتبار للمسؤوليات التي يجب أن تتحلّى بها الدول تجاه بعضها بعضاً، ومن غير أن يحفظ حرمة العلاقات التاريخية بين الدول.
تركيا اليوم ضالعة في عدد من الصراعات العسكرية الدولية، ضد الدول المجاورة لها مثل اليونان، وأرمينيا، والعراق وسورية، وقبرص، وكذلك ضد دول أخرى مثل ليبيا واليمن. وتوصف السياسة الخارجية التركية بأنّها تزعزع الاستقرار بصورة متزايدة -ليس لدول بعينها فقط، بل وللمنطقة ككل.
هناك عدد من الأزمات المتشعّبة دولياً التي لأردوغان يد فيها بطريقة أو أخرى، وتراه مساهماً بتأجيجها أو افتعالها من أجل التغطية على هزائمه الداخلية وإسكات معارضيه بحجة استهداف البلاد خارجيا، والدخول في حروب ونزاعات باستمرار بذريعة الأمن القومي.
لم يعد أردوغان يكتفي بالاعتداءات اللفظية والإعلامية والدعائية على الدول المجاورة لتركيا، وحتى تلك البعيدة عنها جغرافياً، بل انتقل إلى مرحلة التعدي عليها سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
يظهر أردوغان تركيا في محيطها الإقليمي كدولة مارقة تتسبب بالعنف والخراب أينما حلت، وتساهم في تأجيج الحروب والأزمات وتخريب البنى التحتية عبر التدخل في شؤون الدول، ودعم جماعات متشددة موالية لها من خلال ذراعها السياسي الممثل بالإسلاميين.
يستهدف نظام أردوغان عسكريا سورية والعراق، ويرسل المرتزقة السوريين إلى ليبيا للاستيلاء على النفط، ويواصل كالعادة التنمر على اليونان. كما يقوم النظام التركي حاليا بتأجيج العنف الدائر بين أرمينيا وأذربيجان.
ويقوم أردوغان بالاعتداء على عدد من الدول العربية عبر التدخل في شؤونها الداخلية بشكل يثير الاستنكار، وقد صرحت وزارة الخارجية المصرية في بيان مؤخرا الانذار الملاحي الذي أصدرته تركيا الشهر الماضي بشأن أعمال المسح السيزمي يتداخل مع المنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر “ويشكل انتهاكا واعتداء على حقوق مصر السيادية في منطقتها الاقتصادية الخالصة فى البحر المتوسط”.
كما استنكرت وزارة خارجية مملكة البحرين التصريحات العدائية لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، واعتبرتها استفزازا مرفوضا يتناقض مع الأعراف الدبلوماسية.
وأكدت على “تضامن مملكة البحرين مع شقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، ووقوفها صفا واحدا مع الإمارات في موقفها الثابت بشأن التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتي تتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وميثاق منظمة التعاون الإسلامي، وتمثل تهديداً للأمن القومي العربي والأمن والسلم الإقليمي”.
ودعت الإمارات العربية المتحدة تركيا إلى الكف عن التدخل في الشأن العربي والتخلي عن “الأوهام الاستعمارية” و”منطق الباب العالي”، بعد تصريحات عدوانية لوزير الدفاع التركي تجاه الإمارات.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على “تويتر”، “منطق الباب العالي والدولة العلية وفرماناتها مكانها الأرشيف التاريخي. العلاقات لا تدار بالتهديد والوعيد، ولا مكان للأوهام الاستعمارية”.
واعتبر قرقاش أن “التصريح الاستفزازي لوزير الدفاع التركي هو سقوط جديد لدبلوماسية بلاده”، مشيرا إلى أنه “من الأنسب أن تتوقف تركيا عن تدخلها في الشأن العربي”.
وكان أكار قد شن في تصريحات لقناة الجزيرة هجوما على الإمارات العربية المتحدة، وقال إنها قامت بأعمال مضرة في ليبيا وسورية، وستحاسبها تركيا على ما فعلت في المكان والزمان المناسبين. وتابع وزير الدفاع التركي أنه ” إذا لم توقف الإمارات والسعودية ومصر وروسيا وفرنسا دعمها للواء المتقاعد خليفة حفتر، فلن تنعم ليبيا بالاستقرار، داعياً إلى دعم حكومة الوفاق المعترف بها دولياً”.
وفي 17 حزيران (يونيو) شنت تركيا عملية عدوانية على شمال العراق أسمتها عملية “مخلب النمر” في منطقة “حفتانين” بذريعة محاربة عناصر حزب العمال الكردستاني، لكنها تسببت بمقتل العديد من المدنيين في المنطقة، وعملت على إثرها على إقامة قواعد عسكرية لها هناك بما يشبه الاحتلال المباشر.
وفي سورية تواصل الحكومة التركية دعم الميليشيات الإسلامية المعارضة الموالية لها في منطقة إدلب، والمناطق التي تسميها بمناطق درع الفرات ونبع السلام، كما أنّها تستغلّ ميليشيات المعارضة السورية من أجل استخدامها للقتال كمرتزقة في ليبيا إلى جانب ميليشيات الوفاق في طرابلس، وبلغ عدد المرتزقة السوريين في ليبيا أكثر من 17 ألف مرتزق حتى الآن بينهم مئات الأطفال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي اليمن كذلك تحاول تركيا العبث بالأمن الداخلي، والتدخّل في الشؤون اليمينة، عبر الاستثمار في حزب الإصلاح الذي يعد ذراعا لتنظيم الإخوان المسلمين في اليمن.
وتعدّ اليونان أحد الأهداف الرئيسية لتركيا. ومرة أخرى يستهدف الجيش التركي المياه الإقليمية اليونانية. وفي 21 تموز (يوليو) ظهرت التوترات من جديد في أعقاب إعلان تركيا أنها تخطط للقيام ببحث زلزالي في أجزاء من الجرف القاري اليوناني في منطقة في البحر ما بين قبرص وكريت في بحر إيجه والبحر المتوسط.
ومع فرنسا، العضو في حلف الناتو، افتعلت أنقرة مشاكل سياسية وعسكرية، وقبل أيام تحرشت البحرية التركية بسفينة فرنسية في المتوسط، كما أنّها منعت سفناً أوروبية من تفتيش سفنها التي تخترق حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مطالبة الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات عليها بسبب انتهاكاتها للمياه اليونانية والقبرصية وقال إن على الاتحاد التحرك فيما يتعلق بالأزمة في ليبيا.
وهناك خلاف بين تركيا واليونان على مطالبة كل منهما بأحقيته في احتياطيات للغاز الطبيعي والتي تسلطت عليها الأضواء بفعل محاولات قبرص، عضو الاتحاد الأوروبي، للتنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط وسط اعتراضات قوية من تركيا.
وجاءت تصريحات ماكرون في وقت يشهد توترا في العلاقات بين باريس وأنقرة، العضوين في حلف شمال الأطلسي، واتهامات متكررة من باريس لأنقرة بسبب دورها في ليبيا. وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد اتفقوا في 13 تموز (يوليو) الماضي على إعداد قوائم إضافية في إطار العقوبات الحالية المفروضة على أعمال الحفر التي تقوم بها تركيا في شرق المتوسط بناء على طلب من قبرص.
وفي سياق تأجيج الكراهية والعنصرية، وبحجة الدفاع على الإسلام، أمر أردوغان بتحويل متحف آيا صوفيا، التحفة المعمارية التي شيدت في القرن السادس، إلى مسجد، وكان هذا المعلم التاريخي موقعا يكتسي أهمية كبرى للمسلمين والمسيحيين على السواء. فقد كان كنيسة بيزنطية قبل تحويلها إلى مسجد عندما سيطر العثمانيون على القسطنطينية في العام 1453. وفي 1934، حولها مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال إلى متحف لجعلها رمزا لتركيا العلمانية. وأثار هذا الإجراء انتقادات دولية واسعة، كما أثار غضب اليونان التي تراقب بشكل وثيق مصير الإرث البيزنطي. وأعرب البابا فرنسيس أيضا عن “حزنه الشديد” من الخطوة.
هذا غيض من فيض من اعتداءات أردوغان وتعدياته السافرة على دول الجوار والحلفاء، وهو يندرج في إطار السياسة العدوانية التي ينتهجها منذ سنوات في مسعاه لفرض إملاءاته وشروطه على الجميع من أجل إنقاذ نفسه من المحاسبة اللاحقة التي تدعو المعارضة التركية إليها. فإلى متى يمكن للأتراك أن يسكتوا على هذا الخراب الذي يتسبب به أردوغان لبلادهم وعلاقاتهم مع العالم؟
===========================
الصحافة الاوكرانية :
يوروميدان برس: هكذا عملت روسيا على خلط الأوراق وتشويه الحقائق في سوريا
https://o-t.tv/Fgd
ترجمة: ليلى الياسين
تاريخ النشر: 2020-08-06 09:04
يوروميدان برس — يتناول المقال الآثار الناجمة عن الرسائل المضللة التي تنشرها آلة البروباغندا السورية والروسية، التي لا تتوقف رقعة سيطرتها عن التوسع. ودور الرسائل في خلق حقائق مزورة حول أن كل الأطراف في سوريا، متساوون في إجرامهم، أو أن السوريين هربوا من بيوتهم بسبب الحرب، وليس بسبب الخوف من انتقام النظام والتعذيب الذي هددهم.
امتدت الحرب في سوريا إلى عامها التاسع، فيما دخلت الحرب في أوكرانيا الشرقية عامها السابع؛ لا مجال للمقارنة بين الحربين، إلا أنهما تتشاركان سماتٍ كثيرة — لعل أبرزها الدور الرئيسي لروسيا في كلا البلدين. تم نقاش هذا الدور والدروس التي يمكن أن تتعلمها أوكرانيا من سوريا خلال ندوة على الانترنت عنوانها "دور المجتمع الدولي في تحقيق العدالة والانتعاش الإنساني بعد انتهاء النزاع: دروس من سوريا"، والذي عمل على تنظيمها "اتحاد هلسنكي الأوكراني لحقوق الإنسان" في تموز / يوليو عام 2020، ليسلط الضوء على مسائل الانتعاش الإنساني والعدالة في مرحلة ما بعد الصراع.
 فيما عايشت حرباً بات عمرها تسعة أعوام، تحولت سوريا إلى مكانٍ يشهد جرائم ضد الإنسانية وأخرى عسكرية. جرائم لا تحصى ولا حد لها. هذا وتختلف البيانات التي تتناول أعداد الضحايا؛ فمنذ بداية آذار / مارس 2018، قتل 353,900 شخصاً، 106,000 منهم مدنيين. غير أن هذه الأرقام لا تتضمن المختفين من الأفراد، البالغ عددهم 56,900 شخصاً. فيما يقدر أن حوالي 100,000 من الضحايا لم يتم توثيق مقتلهم. هذا وقد أحصى مركز توثيق الانتهاكات، في بياناتٍ جمعها منذ بداية شباط / فبراير 2018، مقتل 185,980 شخصاً، فقدوا أرواحهم جراء القتال. لا يقتصر التضارب على الأرقام وحدها، فقد أشار الخبراء المشاركون في الندوة إلى مفاهيم غامضة وسرديات مضللة تتناول كلها الحدث في سوريا.
دمار  وجرائم
أكد إبراهيم علبي، محامٍ في غرف العدل الدولية "غيرينكا 37" ومؤسس البرنامج السوري للتطوير القانوني، أن الجرائم التي ارتُكبت والضحايا الذين سقطوا لم يكونوا نتيجة للحرب في حد ذاتها. 
"فعندما نقول، على سبيل المثال، أن "س" من الأشخاص قد ماتوا؛ أو أن "ع" من المشافي تدمرت. الانطباع الذي يتركه التعبير هذا هو أن الصراع كان وحشياً، ومع ذلك حاول أطرافه قصارى جهودهم أن يلتزموا بقوانين الحرب ليكون قتالهم أخلاقياً.. أما الضحايا المدنيون، فلم يكن هناك مهرب من سقوطهم، فهذه حرب. غير أن الصراع في سوريا يتميز باستهدافه المدنيين من خلال التدمير المتعمد للمشافي، ومن خلال التغييب القسري، التعذيب، العنف الجنسي، وارتكاب طيف واسع من الجرائم الممنهجة منذ 2011 وحتى الآن" أضاف علبي.
هذا وتظهر إشكالية أخرى عند استخدام تعبير "جرائم يجري ارتكابها" حسب علبي، ففيه إشارة إلى أن كل أطراف "الصراع" قد ارتكبوا جرائم — وهذه حقيقة — ولكن ينبغي التحقق منها، مشيراً إلى أن الأغلبية العظمى من الجرائم ارتكبها نظام الأسد وحلفاؤه، بمن فيهم روسيا.
"المشكلة هي أننا عندما نخلط بين السناريوهَين على أنهما الحقيقة، بحيث يبدو الأمر كما لو أن كل الأطراف في صراعٍ ما يرتكبون الجرائم، تصبح المساءلة شبه مستحيلة، فنحن لا ندل بالإشارة إلى الجرم على الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الجرائم. أي أن الأثر يضعف نوعاً ما".
الحديث عن الحلول السياسية
وعلى النحو الذي أعرب عنه علبي، فإن العديد من الدول تبحث عن ما يسمى الحل السياسي في سوريا؛ كان أحد هذه الحلول المقترحة مؤخراً تشكيل لجنة دستورية تضم ممثلين عن المعارضة، وعن النظام والدول الضامنة؛ فيما تهدف بشكل أساسي إلى وضع مبادئ لدستور ما بعد الصراع في سوريا وترسيخه قانونياً.
إلا أن حلاً كهذا، على حد تعبير علبي "خطر، ومنحدر زلق إذا ما اعتبر كسردية للصراع في سوريا" مضيفاً "أن هذا الحل محاولة لتأطير الصراع كما لو أن 400,00 من السوريين قد قتلوا بسبب مادة في الدستور."
أكد الخبير السوري أن الدستور لا يقع في جذر المعضلة السورية؛ وبالتالي فإنه لن يؤدي إلى حلها.
دعم إنساني
جرى تسييس الدعم الإنساني في سوريا، لا بل وتجريمه، على الرغم من أهميته البالغة. في هذا الصدد قال علبي أن "السوريين جاعوا حد الموت حرفياً لأن المساعدات مُنعت من الوصول إلى مناطقهم؛ حيث طوق النظام أو حاصر 15 من هذه المناطق" مضيفاً أن إرسال المزيد من المساعدات التي عمدت الدول الغربية على تزويد سوريا بها ليس حلاً، فالصراع في سوريا معضلة من صنع البشر، وليست كارثة طبيعية.
عدد علبي الظروف في المنطقة، مشيراً إلى الشركات التي تربحت بطرق غير قانونية من الدعم الغربي؛ فالشركات على صلة بالدعم المادي الغربي المقدم من أجل التخفيف من انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل النظام.  تمكنت هذه الشركات من استغلال نظام الدعم الإنساني من خلال خلق شركات قانونية في الظاهر، قادرة على استيفاء الشروط الضرورية لتوزيع الدعم، عامدين إلى التقديم على العقود التي تطرحها منظمات الدعم الدولية؛ لتلتف بعدها على العقود وتستخدم التمويل في دعم النظام ذاته المسؤول عن هذه الانتهاكات.
إعادة الإعمار
بالإضافة إلى الدعم الإنساني، يعد ملف إعادة الإعمار من أكثر الشؤون حساسيةً في سوريا، فالحقيقة حول عودة اللاجئين إلى وطنهم، وفقاً لعلبي، تم التلاعب بها كثيراً.
من جهة، تتمسك القوى الغربية بموقفها الرافض لتمويل إعادة الإعمار دون دليل قاطع على عملية انتقال سياسي شاملة؛ بينما تصر روسيا على ضرورة تمويل إعادة الإعمار من جهة ثانية، لكن إصرارها تدفعه غاياتها البحتة. "لدى القوات الروسية ممثلين محليين في سوريا، ممن يريدون المال لينشطوا ويختبروا الأسلحة في سوريا. كما توجد الكثير من الشركات الروسية أيضاً، اهتماماتها تجارية. لكن روسيا لا تملك المال لتدفع لهم"، أكد زعبي.
وهذه هي النقطة التي تبدأ منها روسيا بالتلاعب بلمف اللاجئين، مدعيةً أن تمويل إعادة الإعمار سيمكن اللاجئين في أوروبا ودول الجوار من العودة؛ بينما لن يعود اللاجئون إلى بلدهم بكافة الأحوال، تمنعهم العقبات الاقتصادية، والخوف من الاعتقال والتعذيب، على حد قول زعبي. في الحقيقة، يتم استخدام اللاجئين كورقة رابحة في الدعاية لإعادة الإعمار.
العقوبات
شدد علبي في حديثه على أن العقوبات ينبغي أن تستخدم كأداة سياسية؛ وليس كحلٍ سياسي، فالعقوبات لا تتطال مرتكبي الجرائم، وإنما الأشخاص العاديين أيضاً، لا سيما وأن النظام يهتم بشرعيته أكثر من أي شيء آخر — هذه فرصة لتحقيق ضربة ما. قبل التطرق إلى العقوبات أو تقديم الجناة إلى العدالة، يصّر الخبير السوري على أنه لابد من إجراء تحليلٍ شامل لتحديد الأفعال القادرة على تحقيق أكثر النتائج فاعلية.  بالإضافة إلى هذا التحليل، لابد من العمل على استعادة حقوق الإنسان وتمكين الناشطين في مجال حقوق الإنسان.
خسارة السردية
أشار علبي أن السوريين ارتكبوا أفظع أخطائهم عندما ظنوا أن العالم على دراية بما يحدث في بلدهم؛ وهو الأمر الذي يبين كيف ظهرت السرديات المحرّفة مع الوقت. فالتقارير الكاذبة، على سبيل المثال، التي قالت أن السوريين يهربون من بيوتهم بسبب الحرب لم تكن تُعبر عن الحالة؛ حيث هرب الناس بسبب التعذيب الذي هددهم.  كما أن أكبر الكذبات كان اعتبار كل الأطراف في الصراع خصوم على حد سواء، لن يكون هناك شيء أبعد من هذا الإدعاء عن الحقيقة، لا سيما وأن هذا الخداع قد أخذ في التفشي تساعده على ذلك آلة البروباغندا التي زادت رقعة سيطرتها.
"لا تقللوا من شأن فيسبوك أو تويتر. لقد تركنا فيسبوك. وكان لدينا الكثير من الأشياء السيئة لنقولها لمن تابعوا استخدام فيسبوك في سوريا —’ ثوار الفيسبوك’. هؤلاء لم يفعلوا شيئاً، واكتفوا بمشاركة الأحداث على فيسبوك. لكن عندما تركنا تلك الجبهة، وأُصر أن أسميها جبهة، سيطرت عليها روسيا".
نشرت حملة من أجل سوريا مقطعاً مصوراً، يظهر فيه معرض يتناول جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الديكتاتور بشار الأسد، أمام قاعة محكمة في ألمانيا، حيث عقدت أول محاكمة بخصوص التعذيب الممارس من قبل النظام؛ لكن المتصيدين الروس  قدموا وجهة نظر "مزعومة" أخرى حول الموضوع، الأمر الذي دفع الجمهور الأوسع، أوروبا وبريطانيا، للشك في الحقائق عن سوريا.
إثبات الحقيقة
في الحديث عن الحقيقة، تعتبر الخوذ البيضاء أساس ضمان الحقيقة عن ما يجري في سوريا، بينما يقدمون المساعدات الإنسانية لسكان سوريا؛ وهو السبب الذي يجعل منهم هدفاً دائماً  لحملات البروباغندا الورسية التي تسعى لتشويه سمعتهم. أكد  واين جورداش، وهو شريك إداري في منظمة الامتثال للحقوق العالمية، على أهمية دعم العدالة الانتقالية الشاملة، مضيفاً أن أي مقاربة لابد أن تبدأ بإثبات الحقيقة.
وأشار أن سوريا وأوكرانيا تبلغان قمة الشبه عند الحديث عن نجاح روسيا في تعكيرها الحقائق في كلا البلدين وقدراتها على إبقاء مشاركتها في الصراع في كلا البلدين كذلك طي الكتمان.
"كون الحقائق كشفت أمام الأوكرانيين المدنيين، المجتمعات المتضررة ولأجل السجلات التاريخية التي تقاوم الزمن أمر بالغ الأهمية، لكن الكشف مهم بذات القدر إذ أنه سيمكن أوكرانيا من الضغط على مستوى دولي لضمان استمرار الإجراءات القمعية المفروضة على روسيا وأن سعي روسيا لضم أو فرض سيادتها على شبه جزيرة القرم لن تخبئه روسيا بلجوئها إلى التضليل. ولكي نستطيع فهم ما الذي يحدث تماماً في أوكرانيا الشرقية وأن نستجيب بطريقة تعكس الحقيقة، وليس ما هو مناسب سياسياً في لحظة ما".
===========================
الصحافة الصينية :
موقع صيني: في ذروة الحرب بليبيا لماذا اختارت مصر غزو سوريا؟
https://arabi21.com/story/1290831/موقع-صيني-في-ذروة-الحرب-بليبيا-لماذا-اختارت-مصر-غزو-سوريا#tag_49219
لندن– عربي21- باسل درويش# الأربعاء، 05 أغسطس 2020 07:26 م بتوقيت غرينتش1
نشر موقع "شبكة التلفزيون الدولي الصيني" (CGTN) مقالا للباحث في معهد شارهار وعضو المعهد الصيني للقيادة والتحكم تساءل فيه عن سر إرسال مصر قوات إلى سوريا في الوقت الذي تحشد فيه قواتها على الحدود الليبيبة.
وقال الباحث إنه "في ذروة الحرب الليبية قررت مصر غزو سوريا"، وأضاف: "في الأيام الأخيرة برز لاعب جديد في سوريا هو مصر. فبالتنسيق مع إيران أرسلت مصر 150 جنديا بأسلحة خفيفة إلى المناطق الريفية في حلف شمال غرب سوريا، وتم نشر بعضهم قرب بلدة سراقب، جنوب إدلب.
وقال إن الحرب الأهلية السورية تدور منذ سنوات والمشاركون فيها مجموعة معقدة نسبيا مثل الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والعراق والقوى الكردية والجماعات المتطرفة. وظلت خلال هذه الفترة مصر متفرجة، ومن هنا فقد أدى هذا الغزو إلى حديث وتكهنات من كل الأطراف.
ويؤكد الباحث الصيني أن بعض المحللين يعتقدون أن الهدف الرئيسي لوجود القوات المصرية في سوريا هو تركيا، وهو مرتبط بالوضع الحالي في ليبيا. ففي نيسان/إبريل  2019 شنت قوات حفتر المدعومة من روسيا وفرنسا والسعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر هجوما ضد حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وسيطرت على نسبة 80% من أراضي البلاد. وطلبت حكومة طرابلس الدعم من تركيا ووقعت معها مذكرة تعاون في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 مقابل تدخلها في الحرب الأهلية، وانقلب ميزان الحرب بالتدخل التركي.
ففي بداية أيار/مايو شنت قوات حكومة الوفاق الوطني هجوما شاملا ضد قوات حفتر. ومنذ ذلك الوقت تقدمت الحكومة واستعادت مناطق وبلدات مهمة بما فيها مطار طرابلس الدولي، وأعادت الوضع إلى ما كان عليه قبل عام 2019. ولا تريد حكومة الوفاق التوقف عند هذا. وجعلت هزيمة قوات حفتر عددا من داعميه في وضع غير مريح خاصة مصر.
يذكر أن العلاقات تدهورت بين تركيا ومصر بسبب ملف الإخوان المسلمين وترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط. ومصر لا تريد أن تصبح تركيا قوية، بسبب محاولات قمع الإخوان التي تعتبرها جماعة إرهابية أو التنافس مع تركيا على المصادر والتأثير الإقليمي أو مستقبل الاستقرار في شمال أفريقيا.
لكن الباحث الصيني يرى أنه مع أن مصر مستعدة لإرسال قواتها إلى ليبيا إلا أنها كانت بطيئة بعمل هذا لأنها قلقة.
فاندلاع وباء فيروس كورونا تسبب بمتاعب اقتصادية لمصر. والتدخل في ليبيا سيكلف عددا من الجنود والمعدات والمال. ورغم قوة الجيش المصري إلا أن تركيا هي قوة في الناتو وليس من الواضح من سينتصر. كما أن هناك بعض القوى الخارجية لا ترغب بالتصعيد في داخل ليبيا، وهو ما يعقد على مصر عملية اتخاذ القرار. ومن هنا فغزو سوريا هو كما يقول المثل الصيني مهاجمة العدو في مكمن ضعفه وليس قوته مباشرة. والهدف هو تحقيق  أفضل النتائج بأقل ثمن.
وتعتبر سوريا مهمة لتركيا، حيث كافحت للحفاظ على التأثير فيها خاصة في إدلب، مع أن الإطاحة بالنظام بدمشق لم يعد عمليا الآن. وزادت تركيا من نقاط المراقبة إلى 38 ونشرت أنظمة دفاعية في إدلب بعد مقتل 30 جنديا تركيا في شباط/فبراير.
ويعتقد الباحث الصيني أنه من خلال إرسال قوات إلى سوريا فستخلق مصر انطباعا لتركيا أنها تريد فتح "جبهة ثانية" هناك، مما سيحرف انتباه تركيا عن ليبيا بل ويجبرها على نقل بعض المقاتلين (الذين جلبتهم إلى ليبيا) إلى سوريا.
ويعتقد الباحث أن الانتشار المصري في سوريا ليس كبيرا وأسلحة الجنود خفيفة. والهدف منه هو  تحذير تركيا وليس تحفيزها على المواجهة مما يعطي الطرفين مساحة للمناورة.
===========================
الصحافة العبرية :
هآرتس :انفجار ميناء بيروت: التداعيات السياسية على "حزب الله" ولبنان
https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=14126d51y336751953Y14126d51
بقلم: تسفي برئيل
 
الأفلام القصيرة، التي نشرت مشاهد الانفجار الفظيع، الذي حدث مساء أول من أمس في ميناء بيروت، أدت كما هو متوقع الى سلسلة توقعات حول الأسباب والعوامل المسببة للحدث. في البداية قيل إن الامر يتعلق بمخزن خُزنت فيه اطنان من المفرقعات التي أعدت للاستخدام في الاعياد. وبعد ذلك قالت مصادر عسكرية رسمية إن مواد قابلة للاشتعال أو مواد متفجرة تمت مصادرتها خلال سنين وخزنت في الموقع هي التي أدت الى الانفجار.
ولكن بينما يجري التحقيق بصورة محمومة فإنه سرعان ما سمعت في لبنان تحليلات متسرعة تقول إن الأمر لا يتعلق بحادثة أو إهمال، بل بعملية. انفجار أول من أمس، الذي ذكّر الكثيرين بسلسلة الانفجارات التي حدثت في لبنان في الثمانينيات والانفجار الكبير في العام 2005 الذي قتل فيه رئيس الحكومة، رفيق الحريري، الذي كان يسافر في قافلة محمية – تدل على ان الامر يتعلق بعملية نفذت على أيدي جهات لبنانية.
وُجّهت أصابع الاتهام في لبنان، أول من أمس، الى إسرائيل ورافقها تفسير يقول إن المس بميناء بيروت هو جزء من المعركة التي تشنها إسرائيل ضد إيران. محللون في لبنان ذكروا في الوقت ذاته بالحريق الذي اشتعل قبل بضعة اسابيع بسفن إيرانية في ميناء بوشهر في الخليج الفارسي، وكذلك بأحداث اخرى حدثت في إيران، نُسب عدد منها لإسرائيل. علامات الاستفهام التي يجب على الجهات الامنية اللبنانية الاجابة عليها تتعلق ايضا بمسألة ملكية المخازن التي انفجرت ونوعية «المواد القابلة للاشتعال»، ولا يقل اهمية عن ذلك سؤال هل هناك المزيد من هذه المواد في الميناء وفي الاحياء السكنية وفي مواقع حساسة اخرى؟
السؤال الاخير ستكون له تداعيات مهمة، ليس فقط على طبيعة نشاطات «حزب الله»، بل أيضا على الصراع السياسي الجاري في لبنان حول الازمة الاقتصادية والازمة الصحية التي أوجدتها جائحة «كورونا». وحتى لو تبين أن الانفجار سببه حادث وليس عملية فان حجم الضرر الكبير والعدد المرتفع للقتلى والمصابين ستطرح اسئلة حادة حول تخزين الذخيرة والصواريخ والوسائل القتالية والمواد المتفجرة في التجمعات السكانية. يعرف المواطنون اللبنانيون جيداً خارطة انتشار قواعد «حزب الله» ومخازن الصواريخ، حيث نشرت في وسائل الاعلام ومواقع الانترنت. وكل من يعيش في محيطها يدرك الخطر الذي يتهدده، سواء حادثة يمكن أن تتسبب بالانفجار أو خشية من ضربة إسرائيلية متعمدة لهذه المواقع. يحوّل الانفجار في الميناء تهديد العيش في لبنان الى تهديد حقيقي اكثر من أي وقت آخر.
ولكن تفكيك هذه المخازن وإبعادها عن التجمعات السكانية هو موضوع حساس سياسيا، حيث إن المعنى هو نزع سلاح «المقاومة اللبنانية» وإبقاء الدولة خالية من قوة تردع إسرائيل. امتنعت القيادة السياسية في لبنان عن المطالبة بصورة مباشرة بنزع سلاح «حزب الله»، رغم أن الطبيعة العسكرية للتنظيم واعتباره تنظيما ارهابيا في الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوروبية تمس بقدرة لبنان على الحصول على المساعدات المالية والقروض من صندوق النقد الدولي للخروج من الازمة الاقتصادية الشديدة التي يغرق فيها.
ربما سيؤدي الانفجار في ميناء بيروت الآن الى تغيير، على الاقل في الخطاب العام المدني، وربما ايضا في اوساط جزء من القيادة السياسية. معارضو «حزب الله» قد يطالبون بإخراج مخازن السلاح والذخيرة التابعة للتنظيم من المناطق السكنية. ويتوقع أن يعارض «حزب الله» هذا الطلب؛ لأن تطبيقه سيعرضه لضربة إسرائيلية، ربما تم منعها الآن خوفا من الاضرار بالمدنيين الابرياء.
إن رفع سقف مطالب «حزب الله» يرتبط برد الجمهور وبالطريقة التي ستتعامل بها حركات الاحتجاج مع الانفجار كتهديد وطني، تتحمل المسؤولية عنه القيادة السياسية. في هذه الحالة حتى لو كانت التهمة الرسمية للحكومة تقلصت الى اهمال صيانة المخازن القابلة للانفجار، فهي ستضطر الى فحص تهديد مواقع تخزين اخرى، منها التي يملكها «حزب الله».
بناء على ذلك يمكن توقع أن تبذل في الايام القريبة القادمة كل الجهود، سواء من جانب الحكومة أم «حزب الله»، لاثبات أن الامر يتعلق بالقضاء والقدر، وأنه حدث بسبب التلف الطبيعي للمواد القابلة للاشتعال أو بسبب الحرارة، وأنه يجب على الحكومة فحص كل مخزن وكل موقع ذي إمكانية كامنة عالية للانفجار دون الوعد بأنه ستتم ازالته من التجمعات السكانية من أجل الامتناع عن مواجهة مع «حزب الله».
حتى لو كان الأمر يتعلق بحادثة فان انفجارا كبيرا كهذا في الميناء الرئيسي في لبنان يرسل رسالة صادمة ايضا لإيران التي قبل شهر تقريبا أعلنت أنها تنوي إرسال سفن مساعدة للبنان، منها ناقلات نفط، حتى أنه تم الحديث عن سفن سيتم تركيب محطات طاقة عليها توفر الكهرباء لبيروت. أثارت مسألة المساعدات الإيرانية وتثير خلافا سياسيا في لبنان حول التزامه بالعقوبات المفروضة على إيران.
يبدو أن قبول المساعدة من إيران لا يخرق العقوبات الأميركية، لكن الخوف الدولي بشكل عام (الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل خاص) هو أن هذه السفن اذا رست فمن شأنها أن تفتح خط تزويد منظما ليس فقط للنفط والطحين والادوية، بل ايضا للسلاح والذخيرة وقطع الغيار للصواريخ. بناء على ذلك، حتى لو أن جزءا من محطات ميناء بيروت كان قادرا على مواصلة العمل فان الخوف اللبناني من سيناريو ضرر متعمد، إسرائيلي أو غير إسرائيلي، للسفن الإيرانية سيصبح ملموسا حتى لو لم تكن هناك نية كهذه.
الى جانب التداعيات السياسية فإن حكومة لبنان تلقت ضربة شديدة في قناة التزويد الاكثر حيوية والتي من شأنها المس بقدرته على استيراد بضائع ضرورية وأن يدير بصورة منظمة حركة الاستيراد والتصدير. ميناء بيروت، الذي مر بعدة مراحل من التطوير والتوسيع، هو أحد الموانئ المهمة والأساسية في الشرق الاوسط، الذي تمر عبره بضائع من اوروبا الى سورية والعراق والأردن ودول الخليج. وهو يدار من قبل سلطة الموانئ اللبنانية، ويعتبر أحد مصادر الدخل المهمة للدولة. ووقف نشاط الميناء في الفترة التي يحتاج فيها لبنان الى كل دولار سيساهم في الاشتعال السياسي الذي يهدد استقرار الدولة.
 
 عن «هآرتس»
===========================
اسرائيل اليوم :"حزب الله" بين ثلاثة حرائق !
https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=141265e3y336750051Y141265e3
بقلم: عوديد غرانوت
لم تهتزّ بيروت من قبل أبداً مثلما اهتزت، أول من امس. ووجد مراسلون مجربون، رفعوا تقاريرهم من منطقة المصيبة في ميناء بيروت، صعوبة في إيجاد الكلمات لوصف شدة الانفجار المدوي الذي هز المدينة كلها، وألسنة النار الضخمة التي صدرت عن عنبر 12 وسحب الدخان السوداء والبيضاء التي غطت المنطقة بأسرها، وعلى رأس ذلك جثث القتلى والجرحى الذين تناثروا في الموقع. وقال مراسل بثّ من الميناء: «أتحدث اليكم من منطقة منكوبة» وقال آخر: «هيروشما في بيروت». مرت ساعات على الانفجار الهائل، وللدقة هما انفجاران، واحد صغير وآخر أكبر بكثير، وكانت محافل الأمن اللبنانية لا تزال تجد صعوبة في تحديد مصدره. تحدثت احدى الروايات عن تماس كهربائي أشعل مخزنا ضخما من المفرقعات، ومنه انتشرت النار بسرعة الى مخازن مجاورة ضمت مواد مشتعلة. تحدثت رواية اخرى عن مخزن لمواد متفجرة وربما صواريخ لـ «حزب الله» اخفيت في الميناء. بخلاف حالات اخرى في الماضي، لم يسارع «حزب الله» الى توجيه اصبع اتهام نحو إسرائيل. لم يلمح إلى تخريب مقصود ولم يهدد «بمحاسبة المسؤولين» عما حصل في ميناء بيروت. وحتى لو نجح احد ما في ان يثبت أن هذه بالفعل مخازن سلاح وذخيرة تعود للتنظيم- ولا يزال لا يوجد يقين بأن هكذا هو الحال- فلا توجد ساعة اسوأ من ناحية «حزب الله» للاعتراف بهذا.
والسبب بسيط. من مخبئه في الضاحية في جنوب بيروت، على مسافة غير بعيدة عن الميناء المحترق، يحاول، الآن، نصر الله بقلق إطفاء ثلاثة حرائق أخرى على الأقل، يعد مسؤولا عنها، واحتمالاتها التدميرية لا تقل عما حصل في الميناء.
احد الحرائق هو الازمة المالية في لبنان، على خلفية ضائقة اقتصادية غير مسبوقة جعلت دولة الارز دولة مفلسة على شفا الانهيار التام، مع معدلات بطالة ضخمة، ونقص في المواد الغذائية والوقود، وتظاهرات يومية. كثيرون في لبنان يتهمون «حزب الله»، الشريك في الحكومة، بالمسؤولية عن الوضع.
الحريق الثاني يرتبط بانفجار أصغير بكثير، ولكنه فتاك اكثر بأضعاف، فقد صُفّي قبل 15 سنة رئيس وزراء لبنان، رفيق الحريري، بأمر من سورية وبتنفيذ مباشر من «حزب الله». في السنوات التي مرت منذئذ تمكن نصر الله من التخلص من معظم المشاركين في التصفية، ولكن الأدلة المدينة لم تختف، والمحكمة الدولية توشك على أن تنشر بعد تسويف طويل استنتاجاتها. بالنسبة لنصر الله، الذي أعلنت عن تنظيمه دول عديدة كتنظيم ارهابي، فان الادانة من المحكمة الدولية في لاهاي لن تكون ضربة خفيفة اخرى في الجناح. والحريق الثالث، الذي يهدد الآن لبنان، يرتبط بالمعادلة التي خلقها نصر الله والتي تلزمه بان يرد على كل ضربة من إسرائيل ضد أي نشيط من «حزب الله، حتى لو كانت عملية خارج نطاق لبنان. ليس هذا هو المكان للبحث اذا كانت إسرائيل تصرفت على نحو صحيح عندما لم توضح منذ البداية بأن مثل هذه المعادلة ليست مقبولة من جانبها، ولا سيما اذا كان الحديث يدور عن الساحة السورية. ولكن نصر الله يرى حشود القوات في الجانب الإسرائيلي من الحدود ويفهم بانه اذا ما ارتكب خطأ فان الرد الإسرائيلي قد يشعل حريقا ضخما آخر في لبنان، لا يمكن لأحد في هذه الدولة البائسة ان يطفئه، والكل هناك سيتهمونه.
 
 عن «إسرائيل اليوم»
===========================