الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 6/2/2019

سوريا في الصحافة العالمية 6/2/2019

07.02.2019
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • فورين بوليسي: الهدف الحقيقي للوجود الروسي في سوريا
https://7al.net/2019/02/05/فورين-بوليسي-الهدف-الحقيقي-للوجود-الر/
  • واشنطن بوست: عينُ ترامب على 9 دول.. هذه التفاصيل من سوريا الى الصين!
https://www.lebanon24.com/news/world-news/553416/واشنطن-بوست-عينُ-ترامب-على-9-دول-هذه-التفاصيل-من-س
  • معهد واشنطن :روسيا في الشرق الأوسط: هل هناك مرحلة نهائية؟
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/russia-in-the-middle-east-is-there-an-endgame
  • فورين بوليسي: هل يشعل الوجود الأميركي بسوريا والعراق حربا مع إيران؟
https://www.aljazeera.net/news/politics/2019/2/5/قوات-أميركا-سوريا-العراق-حرب-إيران-ترامب
  • «وول ستريت جورنال»: «داعش» لم يستسلم بعد.. هذه الدول تشهد صعود التنظيم من جديد
https://www.sasapost.com/translation/islamic-state-seeking-next-chapter-makes-inroads-through-west-africa/
  • "فورين بوليسي": التطبيع مع اﻷسد "عار على العرب" 
https://nedaa-sy.com/news/11560
 
الصحافة العبرية :
  • ”يديعوت أحرونوت”: صواريخ ”إس 300” السورية في وضع الاستعداد
https://www.sabaharabi.com/349345
  • جيروزاليم بوست :إستراتيجية إيران للسيطرة على سوريا
https://7al.net/2019/02/05/إستراتيجية-إيران-للسيطرة-على-سوريا/
 
الصحافة الفرنسية :
  • لوفيغارو: الربيع العربي.. الآمال الموؤودة
https://www.aljazeera.net/news/politics/2019/2/5/الربيع-العربي-آمال-ثورات-عنف-استبداد-حرية-مصر-تونس-ليبيا-سوريا-اليمن-البحرين
  • لوموند :ماهي سيناريوهات “المنطقة الأمنية” الأمريكية في شمال شرق سوريا؟
https://www.alquds.co.uk/ماهي-سيناريوهات-المنطقة-الأمنية-ا/
 
الصحافة التركية :
  • صحيفة ملليت :مكيدة جديدة.. درع أوروبي لحماية "بي كي كي"
http://www.turkpress.co/node/57531
 
الصحافة البريطانية :
  • إندبندنت: الصحافي لدى تنظيم الدولة جون كانتلي حي يرزق
https://arabi21.com/story/1157731/إندبندنت-الصحافي-لدى-تنظيم-الدولة-جون-كانتلي-حي-يرزق#tag_49219
  • البي بي سي :التايمز: الجمهوريون يفتحون النار على ترامب بشأن الانسحاب من سوريا
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-47139561
 
الصحافة الامريكية :
فورين بوليسي: الهدف الحقيقي للوجود الروسي في سوريا
https://7al.net/2019/02/05/فورين-بوليسي-الهدف-الحقيقي-للوجود-الر/
وكالات (الحل) – نشرت مجلة الـ«فورين بوليسي» الأمريكية، تقريراً تتحدث فيه عن الهدف الرئيس الذي يقف خلف احتفاظ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوجود قواته العسكرية في سوريا. حيث يبين التقرير أن روسيا لم تسع قط لأن تكون حجر أساس صغير مثبت في الشرق الأوسط، وإنما هدفها كان استرداد مكانتها كقوّة عالمية موجودة. فترى المجلة أن روسيا قد تلقّت أفضل هدية ممكنة لعيد الميلاد من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولها مطلق الحرية في تقرير مستقبل حليفها الشرق أوسطي المضطرب. كما ترى أن استراتيجية الكرملين في سوريا لن تتغير كثيراً مع استعداد الولايات المتحدة للانسحاب من الصراع السوري، ذلك لأنها لم تكن منذ البداية تتمركز حول سوريا. فلطالما كان هدف الكرملين من الحملة الروسية في سوريا هو إبراز تأثيرات حملتها خارج منطقة الشرق الأوسط. والصراع السوري كان دائماً أداة لعرض الطموحات التي تثبت وجود روسيا كقوة عالمية.
حيث ترى موسكو في قرار تخلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سوريا انتصاراً في رصيد رأسمالها السياسي. الأمر الذي يمكن أن يسمح لموسكو بالاتصال مع القادة الأوربيين في كل من فرنسا وألمانيا، إضافةً إلى رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي, من خلال إقناعهم بتبني رؤيتها الخاصة للتسوية السياسية.
فقد بدأت روسيا بشن غاراتها الجوية بشكلٍ رسمي في سوريا في شهر أيلول من العام 2015. وكان هناك في الوقت نفسه محاولات لموسكو لتشديد قبضتها على أوكرانيا الشرقية مصحوبة بموجات من العقوبات. وبالرغم من المحاولات الشاقة لإثارة غضب الغرب عند كل منعطف، إلا أن هدف موسكو الحقيقي كان اكتساب نفوذٍ كافٍ لإعادة العلاقات معهم كندٍ قوي. وبحسب ميخائيل زيغار، محرر سابق لقناة “Rain” الروسية الإخبارية المستقلة، فإن أوكرانيا كانت قضية خاسرة. ففي قمة الناتو في العام 2008، أخبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بأنه “إذا ما انضمت أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، فإنها سوف تفعل ذلك دون شبه جزيرة القرم والمناطق الشرقية. وأنها سوف تتفكك ببساطة”. فقد كانت طموحات الكرملين الدولية تتجاوز كونه مجرد “قوة إقليمية”، الصفة التي أطلقها الرئيس الأمريكي على الكرملين بقصد الإهانة.
ويبين التقرير أنه عندما أرادت روسيا التدخل في شؤون الشرق الأوسط, كانت سوريا دولة فاشلة ممزقة، حيث تتصارع آلاف الجماعات مع بعضها وأصبح تنظيم الدولة الإسلامية أكبر شبح يهدد العالم. وبالرغم من ذلك، ما تزال موسكو تعاني مما يسمى “المتلازمة الأفغانية” التي سبقت انهيار الإتحاد السوفيتي. فأشباح الحرب في أفغانستان في الثمانينات ما زالت تطارد أروقة الكرملين, وقليلون هم من يرغبون في أن ينتهي بهم المطاف في مستنقع آخر في العالم الإسلامي. فبالرغم من أمل الكرملين في تحقيق انتصار سريع بعد الإطاحة بالرئيس الأفغاني حفيظ الله أمين وإعادة تنصيب القيادة الشيوعية في العام 1979، إلا أن النتيجة كانت أن الجيش السوفيتي انتهى به المطاف بكارثة كبيرة حيث خسر نحو 15 ألف جندي. لذا فإن أية حملة عسكرية محتملة في سوريا كانت تتم بحذرٍ شديد. وبالرغم من أن التدخل الروسي كان مقامرة، إلا أن النتائج المرجوة من التدخل فاقت المخاطر في نظر بعد الاستراتيجيين في الكرملين. حيث وجدوا في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والخطوات الأولى في تحقيق تسوية سياسية في سوريا فرصة لإعادة إثبات وجود روسيا كقوة عالمية. فقد كان لدى روسيا فرصة للقتال إلى جانب القوى الغربية،وكذلك شاركت في معظم المعارك التي وقعت على الأرض, ما يعني أن الكرملين بإمكانه تقديم نفسه كمقاتل ضدّ قوى الشر العالمية على هيئة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويشير التقرير إلى أنه عندما يقرر شخص واحد في الكرملين ومجموعة مكونة من بضعة مساعدين مختارين كل شيء من خلال مكالمة هاتفية، فتلك ليست إلا وسيلة مألوفة لممارسة الأعمال التجارية التي يتردد صداها مع الأنظمة الفاشستية في أرجاء المنطقة كافة. وبعد ثلاث سنوات من القصف المتواصل، وانعقاد مؤتمرات سوتشي في روسيا والأستانا في كازاخستان, أصبح من الواضح أن روسيا كانت تدافع عن تسوية سياسية. وبدت مغامراتها الخارجية أنها قد أتت ثمارها. فقد ساعدت أعمال الكرملين على ضمان وصول روسيا إلى جميع الأطراف المتصارعة في المنطقة, كما أصبح صوتها مسموعاً الآن في أروقة السلطة في طهران والقاهرة وصولاً إلى قصور حكام الخليج الفاخرة. وبالرغم من أن الطريق إلى تسويةٍ سياسية وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الصراع سيكون محفوفاً بالمخاطر، إلا أنه هناك ثقة من أن أطر الأستانا سوف تحقق النتائج المرجوة في النهاية. ولذلك فقد شعر الكرملين بالحاجة إلى البدء في تقليص حضوره الإقليمي مع زيادة التركيز على مصالحه الربحية في المنطقة من خلال زيادة الصفقات التجارية والحضور الرأسمالي السياسي, والتي يجب أن تكون واضحة لجميع الأطراف في المنطقة.
وتختم الـ«فورين بوليسي» تقريرها بالتأكيد على أنه وقبل أن يقرر ترامب الانسحاب من سوريا, كانت موسكو قد اكتسبت مزيداً من رأس المال السياسي واستخدمت نفوذها في السلطة لتصبح العراب الرئيس في المنطقة, ما يجعلها شريكة الجميع وصديقة لا أحد. أما اليوم، ومع إلغاء واشنطن نفسها من المعادلة السورية، تبقى موسكو متيقظة حيال احتمال إعادة انبعاث لاعبين عنيفين مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة. كما يسعى الكرملين مجدداً لإثبات نفسه كقوة رئيسة, حيث تبتغي موسكو من دول المنطقة أن تتعامل معها كقوة قادرة على استغلال الفرص سواء في مجال الطاقة أو تصدير الأسلحة أو الزراعة، إضافةً إلى حفاظها على التوازن الأمني المناسب.
تحرير: رجا سليم
==========================
واشنطن بوست: عينُ ترامب على 9 دول.. هذه التفاصيل من سوريا الى الصين!
https://www.lebanon24.com/news/world-news/553416/واشنطن-بوست-عينُ-ترامب-على-9-دول-هذه-التفاصيل-من-س
ترجمة: سارة عبد الله
| 05-02-2019 | 13:00
-
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالاً للكاتب المختص بالشؤون الدولية آدم تايلور، تحدّث فيه عن خطاب "حالة الاتحاد" المقرر أن يلقيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الكونغرس اليوم الثلاثاء، وقارن الكاتب بين ما قاله ترامب في خطاب الإتحاد العام الماضي وما تحقق فعلاً.
وأوضح تايلور أنّه قبل خطاب ترامب العام الماضي كان الرئيس الأميركي قد اعترف رسميًا بالقدس عاصمةً لإسرائيل، فتطرّق الى هذا الموضوع في خطابه، قائلاً إنّ الدول التي تعارض نقل سفاراتها من تل أبيب الى القدس ستخسر المساعدة المالية الأميركية. لكن بحسب الكاتب فقد واجهت هذه السياسة صعوبات لوجيستية بتطبيقها، لا سيما مع مواجهة معارضة من داخل الكونغرس، باعتبار أنّ هذا الأمر سيفسح المجال أمام النفوذ الصيني، كذلك فقد أثّر الإعتراف الأميركي على عدم عودة الفلسطينيين الى طاولة السلام. 
ولفت الكاتب إلى أنّه خلال خطاب "الإتحاد" الأخير، عمد ترامب إلى الحديث عن الأمور والقضايا الداخلية، كغيره من الرؤساء الذين سبقوه الى البيت الأبيض، لكنّ ترامب تطرّق أيضًا إلى قضايا مهمّة عن 9 دول هي الصين وروسيا والعراق وسوريا وإيران وأفغانستان وكوريا الشماليّة وكوبا وفنزويلا، إضافةً الى عملية السلام الفلسطينية. 
فعن الصين وروسيا قال ترامب: "نواجه  أنظمة ومجموعات إرهابية وأخرى منافسة كالصين وروسيا واللتين تتحديان مصالحنا وإقتصادنا وقيمنا".  وأشار الكاتب الى أنّ بعد خطاب ترامب، عمل الفريق المقرّب منه على اتباع سياسات لمواجهة هذين البلدين أبرزها تطبيق الحرب التجارية على الصين والإنسحاب من إتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية مع روسيا.
واعتبر الكاتب أنّ ترامب لا يزال غير مقتنع أنّ القوتين الصينيّة والروسيّة تشكلان القلق الأكبر لأميركا، فقد أعلن منذ حوالى الأسبوع أنّ الإستخبارات الأميركية ركّزت كثيرًا على التهديدات القادمة من موسكو وبكين.
وتطرّق الكاتب إلى العراق وسوريا أيضًا، مذكرًا بأنّ ترامب كان قد قال العام الماضي: "منذ سنة، تعهدت بأننا سنعمل مع حلفائنا من أجل إزالة تنظيم "داعش" عن وجه الأرض، والآن أنا فخور لأنّ التحالف الدولي تمكّن من تحرير 100% من الأراضي التي كان يسيطر عليها هذا التنظيم في العراق وسوريا، ولكن هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به، وعلينا أن نستمرّ بالعمل حتى هزيمة داعش كليًا".
وتابع الكاتب أنّه في كانون الأول 2018، أعلن ترامب عن قراره بسحب قواته من سوريا، وقد قادت هذه الخطوة وزير الدفاع جيم ماتيس إلى الإستقالة، ويقول عدد من الخبراء إنّ "داعش" يستعدّ لإعادة جمع عناصره، كما أنّ توقيت سحب 2000 جندي أميركي من سوريا لا يزال مربكًا وغير دقيق.
ودخلت أفغانستان أيضًا في كلام ترامب العام الماضي، حين قال: "إنّ الجيش الأميركي هناك أصبح لديه قواعد اشتباك جديدة ولم نعد نخبر أعداءنا بمخططاتنا". وهنا يقول الكاتب: "لقد بدأت واشنطن بسحب قواتها من أفغانستان، كما أنها تسعى لمحادثات سلام مع حركة طالبان التي قد تؤدّي إلى اتفاق تنسحب بعده جميع القوات الأميركية من أفغانستان مقابل حصولها على ضمانات أمنية"، مضيفًا أنّ "طالبان ترفض حتّى الآن إجراء محادثات مع الحكومة المنتخبة".
كذلك فقد تحدث ترامب عن إيران وقال إنّه لن يسكت عن تجاوزات طهران، ثمّ أعلن ترامب في أيار 2018 عن الإنسحاب من الإتفاق النووي مع إيران، قبل أن يفرض عقوبات جديدة على إيران، وقد تسببت هذه الخطوة في احتكاك بين واشنطن والدول الأوروبية التي لا تزال تحترم الاتفاقية.
وأشار الكاتب الى أنّ ما قاله ترامب عن فنزويلا وكوبا كان ما يلي: "فرضت حكومتي عقوبات صارمة على الدكتاتوريين في كوبا وفنزويلا"، وأوضح الكاتب أنّ الرئيس الأميركي يستمرّ بتطبيق الضغط الإقتصادي على البلدين لا سيما فنزويلا، حيثُ اعترفت واشنطن بزعيم المعارضة خوان غوايدو كرئيس مؤخرًا.
  وبحسب الكاتب فقد اختتم ترامب خطاب عام 2018 بالحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان التي قام بها كيم جونغ أون في كوريا الشماليّة، ولكن في 12 حزيران 2018 التقى ترامب وكيم في سنغافورة، حيثُ أجريا محادثات حول نزع السلاح النووي،  ومن المقرر عقد قمة ثانية بين الرئيسين في وقت لاحق من شباط الجاري.
المصدر: واشنطن بوست - ترجمة لبنان 24
==========================
معهد واشنطن :روسيا في الشرق الأوسط: هل هناك مرحلة نهائية؟
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/russia-in-the-middle-east-is-there-an-endgame
آنا بورشفسكايا
"سينترال إيشيا بروغرام" (برنامج آسيا الوسطى)
دخل تدخُّل موسكو في سوريا عامه الرّابع. فَقَبْلَ التدخّل الذي بدأ في أيلول/سبتمبر 2015، سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمدة خمسة عشر عاماً على الأقل إلى إعادة روسيا إلى الشرق الأوسط. ومع ذلك، أدّى هذا التدخل إلى إعادة روسيا رسميّاً إلى موقعها كجهة فاعلة أساسية في الشرق الأوسط وجعل بوتين ذا نفوذ إقليمي.
في الواقع، لم تتوقّع إلّا قلّة قليلة في الغرب أن تتدخّل روسيا عسكريّاً في سوريا وتحمي الدكتاتور السوري بشار الأسد من سقوطٍ وشيك، وخاصة بعد تراجع اقتصادها وتورّطها المسبق في حرب في أوكرانيا. ويختلف التدخل نفسه أيضاً عن سلوك الكرملين المعتاد. فقد كان هذا الانخراط العسكري المحدود المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدبلوماسية القسرية والعامل مع الشركاء الإقليميّين، هو حملةَ قصف جوي وقوّةً بحريّة، عوضاً عن معركة تقليدية تدعمها قوات برّيّة. ولذلك، طرح للمحللين وصانعي السياسات الغربيّين أسئلة لا حصر لها، وربما كان أكثرها تواتراً: ما هي المرحلة النهائية [أو نهاية اللعبة] لروسيا في الشرق الأوسط؟
لكن، من منظور الكرملين، لا تزال اللّعبة مستمرّة وليس لها نهاية محددة. ويهتم الكرملين أساساً باستمراريّته الخاصة، التي يعتبرها مرتبطة ارتباطاً جوهرياً بعلاقته مع الغرب - وتخلط موسكو الخط الفاصل بين السياستين الخارجية والمحلية في سعيها إلى تبوّء مركز قوّة عظمى. ولبوتين أهداف عديدة في الشرق الأوسط، لكن أساساً، يتمثل الهدف وراء تدخله في سوريا في قلب النظام العالمي الذي تترأسه الولايات المتحدة. وتتشارك أنشطة الكرملين في جميع أنحاء المنطقة الهدف نفسه وهو: تقويض [مكانة] الولايات المتحدة وتعزيز مركز موسكو في المنطقة من خلال ردع الغرب والحفاظ على صراع منخفض الحدّة. وهذه هي العدسة التي يجب أن يرى من خلالها صانعو السياسات أنشطة موسكو. وعوضاً عن البحث عن مرحلة نهائية للّعبة يتعادل فيها الجميع في اتخاذ القرارات بانفراد، يتعيّن على صانعي السياسات التركيز على مجابهة النفوذ السلبي للكرملين. فعلى الرغم من الصعوبات العديدة التي تواجهها موسكو، إلا أنها تتمتع بسلطة على البقاء في المنطقة ولن يتلاشى نفوذها من تلقاء نفسه في أي وقت قريب.
سبب أهمية الشرق الأوسط بالنسبة لموسكو
لطالما كانت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ذات أهمية بالنسبة للحكام الرّوس. ويوفّر هذا السياق الإطار المناسب للأنشطة الحالية للكرملين. فلقد تمتعت منطقةَ شرق البحر الأبيض المتوسط بأهمية للرّوسُ الكييفيّين، اللذين ادعت الدولة الروسية في بدايتها بأنهم سلفها، إذ تصوّرت الدولة نفسها على أنها وريثة القسطنطينية، أي "روما الثالثة"، وأنها تتولّى مهمّة التبشير الإلهية بالأرثوذكسية الشرقية.
واستمرّت المصالح الدّينية في روسيا الإمبراطورية، التي استخدمت أيضاً الشرق الأوسط كحلبة لمنافسة الغرب وتأمين الوصول البحري إلى البحر الأسود والبحر المتوسط سعياً لتبوّء مركز قوة عظمى. إن تدخّل بوتين في سوريا فريد من نوعه، لكنه ثاني غزو روسي رئيسي في بلاد المشرق منذ عام 1772. واضطلع الاتحاد السوفييتي بدور رئيسي في الشرق الأوسط خلال الحرب الباردة، في محاولته إحباط مصالح الولايات المتحدة في مجالي الطاقة والتجارة في المنطقة. ثمّ تراجعت روسيا لفترة وجيزة من الشرق الأوسط في عهد بوريس يلتسين في تسعينيات القرن الماضي، ولكن حتى في ذلك الوقت لم تغادر بالكامل.
وفي فترة ما بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، تلازم السعي وراء تبوّء مركز القوة العظمى مع الرغبة في المعاملة المتساوية من قبل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وقد تم توضيح ذلك في الاجتماع الذي انعقد في نيسان/أبريل 1996 بين بيل كلينتون وبوريس يلتسين. فوفقاً لأرشيفات رُفعت عنها السرية مؤخراً، دخل يلتسين الاجتماع غاضباً ظنّاً منه أنّ الولايات المتحدة كانت تحاول تهميش روسيا في المنطقة. واستخدم كلينتون مصطلح "شراكة متكافئة"، التي بدت أنها تهدئ يلتسين، وقال إنّ بإمكان روسيا الاضطلاع بدور مهمّ من خلال نفوذها على سوريا و«حزب الله».
نهج بوتين تجاه المنطقة
ما إن خَلَفَ بوتين الرئيس السابق يلتسين، عمل بصورة ثابتة ومنتظمة لإعادة روسيا إلى الشرق الأوسط. وأصبح نهج بوتين تجاه المنطقة امتداداً لرؤية [رئيس وزرائه] بريماكوف المتمثلة بعالم "متعدّد الأقطاب". وبالفعل، كان بريماكوف هو الذي قاد يلتسين إلى الاعتقاد، قبل اجتماعه مع بيل كلينتون في نيسان/أبريل عام 1996، بأنّ الولايات المتّحدة كانت تحاول تهميش روسيا في الشرق الأوسط.
لقد كانت مصالح بوتين في المنطقة سياسية في المقام الأول، ولكنّها كانت اقتصادية أيضاً. فقد حدّد "مفهوم السياسة الخارجية" لروسيا في كانون الثاني/يناير عام 2000 أولويات موسكو في الشرق الأوسط على أنّها "استعادة المراكز وتعزيزها، لا سيما تلك الاقتصادية"، وأشار إلى أهمية مواصلة تطوير العلاقات مع إيران. وأبرزت الوثيقة ذاتها "محاولات إنشاء هيكل علاقات دولية يقوم على هيمنة الدول الغربية المتقدمة في المجتمع الدولي تحت قيادة الولايات المتحدة". كما أن أحدث نسخة من هذه الوثيقة، من تشرين الثاني/نوفمبر 2016، سلّطت الضوء أيضاً على أهمية الشرق الأوسط في السياسة الخارجية الروسية واعتبرت أنّ "التدخل الخارجي" (وهو تعبير مُلَطَّف للولايات المتحدة) هو سبب رئيسيّ لعدم الاستقرار في المنطقة. وتظهر هاتان الوثيقتان معاً استمرارية في تفكير الكرملين حول دور كل من روسيا والغرب في المنطقة.
وعلى عكس الاتحاد السوفييتي، لا يرتبط نظام بوتين بأيديولوجية ما، بل يعمل بدلاً من ذلك على بناء علاقات مع كل جهة فاعلة رئيسية في المنطقة والمحافظة عليها. ومن خلال جهود بوتين، استعادت روسيا نفوذها السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، مبرهناً أنّ مقاربته البراغماتية تفوّقت على مقاربة الاتحاد السوفييتي التي ركّزت على الأيديولوجيا. وبذلك يوازن بوتين بين علاقاته الجيدة مع القوى السنية والشيعية، وكذلك مع إسرائيل، حتى بينما يفضّل القوى الشيعية المناهضة للولايات المتحدة في المنطقة.
استراتيجية منع الوصول/تحريم الدخول (A2AD)
حتى اليوم، اكتسبت موسكو نفوذاً هامّاً في المنطقة. فمن الناحية السياسية والدبلوماسية والعسكرية، يتعيّن على الولايات المتحدة الآن التعامل مع روسيا في الشرق الأوسط إلى درجة لم تضطر إليها منذ عقود. فمنذ بداية تدخّل موسكو، أشارت العمليات الروسية إلى استراتيجية لردع الغرب وحماية الأسد والأصول الروسية، بدلاً عن محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» باطراد. وبالتالي، قامت موسكو بنشر أسلحة متطورة مثل نظام الدفاع الجوي القصير المدى "بانتسير" ونظام الدفاع الجوي "ألماز آنتي S-400" المجهز بصواريخ أرض-جو (SAM) عالية الارتفاع في قاعدة حميميم الجوية، ثم في مدينة مصياف الشمالية الغربية، إلى جانب نظام "كراسوخا" الأرضي للحرب الإلكترونية (KRET Krasukha-S4). كما نشرت أيضاً نظام الدفاع الساحلي "باستيون K-300P P" ونظام الصواريخ البالستي "إسكندر 9K720". بالإضافة إلى ذلك، ووفقاً لما كتبه الخبير العسكري الروسي روجر مكدرموت، فإن نشر نظام "كراسوخا S4" كان مهماً أيضاً فيما يتعلق باختبار النظام الميداني في الظروف التشغيلية. وفي الواقع، كتب مكدرموت أنه منذ عام 2009، ظلت موسكو تستثمر باطراد في تحديث قدراتها الإلكترونية في الحرب مع الهدف الشامل المتمثل في تحدي "حلف شمال الأطلسي" («الناتو») بصورة غير متكافئة على حدود روسيا "وزيادة فرص نجاحها في أي عملية ضد الأعضاء الشرقيين في حلف «الناتو»".
إن عملية النقل الأحدث والأكثر إثارة للجدل التي قامت بها موسكو - لنظام "S300" إلى الجيش العربي السوري، بعد أن أسقط الجيش ذاته بوضوح طائرة استطلاع روسية من طراز "IL-20" والتي ألقت موسكو بلائمة إسقاطها على إسرائيل - تواصل طرح العديد من الأسئلة. لكن، إلى جانب هذه التفاصيل، أرسلت عملية النقل رسالة سياسية، إذ كانت تأكيداً على هيمنة روسيا الإقليمية. كما يتناسب الطراز "S300" مع استراتيجية منع الوصول/تحريم الدخول (A2AD) الشاملة، ومن المحتمل أن يمنح موسكو المزيد من النفوذ على الغرب وحلفائه.
وحتى اليوم، حققت موسكو نجاحاً جزئياً بواسطة مخططها العام الخاص باستراتيجية منع الوصول/تحريم الدخول (A2AD)، حيث لا تزال الولايات المتحدة وحلفاؤها قادرين على العمل. كما عززت هذه الاستراتيجية مبيعات الأسلحة الروسية باستخدام سوريا كحلبة اختبار وإعلان لأسلحتها. والأهم من ذلك، تُظهِر أنشطة موسكو التزاماً ثابتاً ونية لردع الغرب وبسط نفوذها في البحر الأبيض المتوسط. وفي الوقت نفسه، تلجأ موسكو إلى أساليب غير مباشرة بشكل متزايد، مثل استخدام مقاولين خاصين كالمجموعة الأمنية الخاصة "فاغر"، لكي تتمكّن موسكو من اللجوء إلى سياسة الإنكار بشكلٍ معقول.
البحث عن منفذ وصول بحري
في أعقاب "الربيع العربي"، صعّدت موسكو جهودها البحرية الشاملة. وفي 26 تموز/يوليو 2015، يوم البحرية الروسية، أعلن بوتين العقيدة البحرية الروسية حتى عام 2020. كما حدّد هدف توسيع القدرات البحرية الروسية من المنطقة "الإقليمية" إلى "المياه الزرقاء العالمية". وبعد عامين، أعلن بوتين العقيدة البحرية الروسية الجديدة التي ردّدت هذه الأفكار. وفي أفضل الأحوال، سيستغرق تحقيق طموحات موسكو في الوصول إلى المياه الزرقاء سنوات عديدة. فقد كان بناء السفن عبر التاريخ من بين أكثر القطاعات فساداً في المجمع الصناعي العسكري الروسي. وعانت البحرية الروسية من مشاكل أخرى متعددة، مثل المرافق التي عفا عليها الزمن، كما فاقمت العقوبات الغربية هذه الصعوبات.
ولكن لا ينبغي استبعاد البحرية الروسية. وتتجلّى إحدى الطرق التي تستطيع موسكو من خلالها التغلب على هذه الصعوبات بتأمين الوصول إلى منفذ بحري يسمح باستخدام السفن الأصغر حجماً - أو على الأقل الوصول إليها. وفي الواقع، تواصل موسكو سعيها المتواصل للوصول إلى منفذ بحري في المنطقة. وفي كانون الأول/ديسمبر 2017، وقّع بوتين قانوناً لتوسيع قاعدتي طرطوس وحميميم من أجل ترسيخ الوجود "الدائم" لروسيا في سوريا. وإلى جانب موانئ سوريا، تتطلع موسكو إلى مصر وليبيا، وكذلك إلى شمال أفريقيا على نطاق أوسع. إن تأمين الوصول إلى منافذ بحرية - بدلاً من الاستثمار في بنائها - هو نهج عملي وفعّال من حيث التكلفة.
وعلى الرغم من مشاكلها المتعددة، قامت البحرية الروسية بتحسينات منذ عام 2008. إن جهود موسكو للسيطرة على البحر الأسود تؤتي ثمارها، ومن هناك يمكن أن تُظهر نفوذها في الشرق الأوسط والبحر المتوسط وفيما يتخطى ذلك. وفي الواقع، بإمكان موسكو الآن نشر قوة دائمة في شرق البحر الأبيض المتوسط. بالإضافة إلى ذلك، يكون مجرد وجود [أي قوّة] مهمّاً في بعض الأحيان، كما هو الحال مع حاملة الطائرات الروسية "كوزنيتسوف" في سوريا. وتهدف موسكو إلى تحقيق التفوق البحري في البحر الأسود وشرق البحر الأبيض المتوسط، وفي السنوات الأخيرة، تحدث المسؤولون الروس بشكل متزايد عن البحرية الروسية في سياق الردع غير النووي. وربما أكثر من ذلك، تظهر خطوات موسكو تصوّرها المستمرّ عن تهديد حلف «الناتو» والرّغبة في ردع الغرب. وتستمرّ هذه النية في التأثير على أنشطة موسكو في الشرق الأوسط، حيث تعمل بشكل منهجي على منع الوصول إلى البحر الغربي.
حلفاء الولايات المتحدة يتحوّطون في رهاناتهم
لا يزال الأسد في السلطة واثقاً من دعم موسكو وطهران له. وفي هذا الصدد، ضَمَن بوتين الوجود العسكري الروسي الدائم في سوريا في السنوات التسعة والأربعين القادمة على الأقلّ، وعزّز مبيعات الأسلحة الروسية في المنطقة. ولا تُظهر شراكة موسكو مع إيران أي علامات انكماش، إذ إن مصلحتهما المشتركة في معارضة الولايات المتحدة لا تزال تتجاوز ما بينهما من خلافات. وفي الواقع، تقوم استراتيجية موسكو بأكملها في سوريا على شراكة مع الجمهورية الإسلامية التي تتحمل الجزء الأكبر من التكاليف في سوريا.
ولا يزال حلفاء أمريكا في المنطقة يشعرون بعدم اليقين بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة ويتحوّطون في رهاناتهم. وبالنسبة لبوتين، يحمل إشراك الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة فوائد متعددة. ويشكّل ذلك جزءاً من سياسته الصديقة مع الجميع وسياسة الحَكَم النهائي التي تصبّ في مصلحته السياسية والاقتصادية. وفي هذا السياق، تقرّبت مصر وتركيا من موسكو.
لقد غيّرت تركيا رأيها منذ فترة طويلة واعتمدت موقف بوتين تجاه الأسد، ويرجع ذلك جزئيّاً إلى خوف أردوغان من القومية الكردية، ذلك الخوف الذي تثيره علاقات موسكو الطويلة الأمد مع الأكراد. ومن جهة أخرى، يعود ذلك إلى معاداة أردوغان للغربَ. وليس من قبيل المصادفة أن يفتتح «حزب الاتحاد الديمقراطي» مكتباً في موسكو في شباط/فبراير 2016، خلال فترة الجمود المؤقت التي مرّت بها العلاقات الروسية-التركية، بعد أن أسقطت الحكومة التركية طائرة روسية في أواخر عام 2015. بالإضافة إلى ذلك، يعلم أردوغان أن باستطاعة بوتين إطلاق العنان لتدفق السياح الروس أو منعه، الذي هو مهمّ جدّاً لاقتصاد تركيا. إن نقاش أردوغان المستمر حول شراء نظام الدفاع "S-400" من موسكو، بغض النظر عمّا إذا كان سيؤدي إلى عمليّة نقل فعلية، يدلّ على تحوّل موقف تركيا من بوتين، الذي يمتلك نفوذاً أكثر من أردوغان بدلاً من العكس.
أمّا مصر فقد كانت حجر الزاوية لسياسة الأمن الأمريكية في المنطقة لعقود من الزمن، ولكنّ بوتين نجح في جذب القاهرة إلى مداره من خلال الأسلحة والطاقة النووية، والصفقات الاقتصادية، في حين يساهم السياح الروس بشكل ملحوظ في الاقتصاد المصري. وفي أيلول/سبتمبر 2016، وصف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مصر بأنها أهم شريك لروسيا في شمال أفريقيا، ويجب على صناع القرار السياسي ألا يستبعدوا إمكانية قيام روسيا بقلب مواقف مصر.
وشكّلت الزيارة التاريخية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو في تشرين الأوّل/أكتوبر 2017 دليلاً إضافيّاً على تزايد نفوذ بوتين في المنطقة. وتُعد اتفاقيات موسكو الأخيرة مع المغرب، بما فيها في مجال الطاقة النووية، مثالاً آخر على ذلك. كما أنها تسلّط الضوء على النطاق الجغرافي الاستراتيجي الواسع لأهداف بوتين في المنطقة. وخلال فترة رئاسة أوباما، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برحلات إلى موسكو أكثر من قيامه بزيارات لواشنطن، في حين أضافت دول الخليج حافزاً للتعاون مع موسكو بشأن أسعار النفط العالمية، بعد أن برزت الولايات المتحدة كأكبر منتج للنفط الخام في العالم. وقد ساهم نجاح موسكو في المنطقة في اندفاعها الراهن نحو دول الساحل وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
ماذا بعد في سوريا؟
بعد أن ساعد بوتين في ضمان انتصار الأسد، يتجه الرئيس الروسي نحو تحقيق الاستقرار في سوريا وفقاً لشروطه. وليس لدى روسيا موارد للإسهام في إعادة إعمار سوريا، وهي تعمل بنشاط على الضغط على الجهات المانحة المحتملة الأخرى، وعلى أوروبا بشكل أساسي، في محاولة لاستخدام قضية اللاجئين كوسيلة ضغط. لكن الغرب ككلّ ليس متحمّساً للمساهمة في إعادة إعمار سوريا، مما يترك خيارات غير غربية لروسيا. وللحصول على الموارد، ستحتاج موسكو إلى وضع جدول أعمال أوسع نطاقاً في المنطقة والعمل على انخراط الشركاء لإثبات التزامها طويل الأجل تجاه المنطقة.
ويبقى الكرملين متمسكاً بالتزاماته تجاه الأسد حيث عمل على تمكينه لسنوات. لكن، مع وجود الأسد في السلطة، وهو مجرم حرب مسؤول عن الغالبية العظمى من وفيات المدنيين في سوريا ونشأة الإرهاب هناك في المقام الأول، فإن احتمال اندلاع أعمال عنف سيلوح دائماً في الأفق. كما أن غالبية اللاجئين السوريين لا يريدون العودة إلى سوريا طالما بقي الأسد في السلطة، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى مخاوف تتعلق بالسلامة. وفي المستقبل القريب، ثمّة احتمال حقيقي لاندلاع حرب بين إسرائيل وإيران في سوريا. وتأرجحت سياسة الولايات المتحدة بين قرار البقاء في سوريا ومواصلة العمل مع «قوات سوريا الديمقراطية» التي تسيطر على الغالبية العظمى من احتياطيات النفط والغاز والبنية التحتية الحيوية في سوريا، وقرار مفاجئ من قبل الرئيس ترامب بالانسحاب من تلك البلاد.
وبالكاد بإمكان موسكو احتواء فرحتها من إعلان ترامب [عن قرار انسحابه]، لكن سرعان ما أعربت عن قلقها من عدم مغادرة الولايات المتحدة في النهاية. ويُظهِر رد الفعل هذا مدى أهمية السياسة الأمريكية في المنطقة وكم تريد موسكو رحيل الولايات المتحدة. ولا يؤدي قرار الانسحاب إلّا إلى الرفع من شأن موقف موسكو كدولة ذات نفوذ حاسم في سوريا. وكما أخبرني أحد كبار المسؤولين المصريّين، بأنّ "سوريا معركة من أجل المصداقية"، ويرى الكثيرون في المنطقة أن روسيا هي الفائزة. وفي هذا السياق، تُعدُّ ليبيا منطقة مهمّة أخرى لنفوذ الكرملين المتنامي، تلك البلاد التي يحتمل أن تظهر كنقطة محورية إذا كسبت موسكو مصداقية كافية في سوريا.
الخاتمة
من المفارقات أن روسيا كانت قوة عظمى ضعيفة نسبياً خلال معظم تاريخها. فالتوسع جلب الفقر لشعبها فضلاً عن انعدام الأمن المستمر للدولة. أما انتصاراتها في الحروب فغالباً ما جاءت بتكاليف أكبر بكثير من تلك التي تكبّدتها بلدان أوروبا الغربية. وحالت السلطوية دون التحرر الاقتصادي والسياسي الذي كان يمكن أن يؤدي إلى تحسينات معينة. لكنّ مساحة روسيا الهائلة وقدرتها على تعبئة قوة عسكرية مثيرة للإعجاب جعلتاها لاعباً سياسياً لا يستهان به. وفي أوقات ضعف الدولة الأكبر، غالباً ما يصبح الكرملين أكثر عدوانية في الخارج ليساعد في دعم الشرعية المحلية، في حين أن البحث عن مكانة القوة العظمى قد أثّر في أنشطة موسكو منذ تأسيس روسيا كدولة. يجب على المحلّلين الذين لا يولون لروسيا اهتماماً باعتبارها مجرد دولة ضعيفة أن يفكّروا مليّاً بهذا المنظور.
وفي الشرق الأوسط، كانت لدى بوتين خطة منذ البداية، لكنّه ظلّ مرناً ومتكيفاً أيضاً مع الظروف. وبشكل عام، حقق العديد من الأهداف الرئيسية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الانخراط المحدود للغرب والتزامه الخاص. إلّا أن مغامرة بوتين في سوريا لم تصل بعد إلى نهايتها. ولكن حتى يومنا هذا، تمكّن بوتين من التفوق على الولايات المتحدة إلى حد كبير.
ويشير الكثيرون إلى أن روسيا في عهد بوتين لا تستطيع توفير التنمية، التي هي علامة على قوة عظمى حقاً، على الأقلّ بالمعنى الغربي للكلمة. لكن من وجهة نظر الكرملين، تتلخّص اللعبة بالدرجة الأولى في البقاء في السلطة والتغلب على الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، فإن وجود حالة دائمة من الصراع ذو المستوى المنخفض، والذي يمكن السيطرة عليه في الشرق الأوسط، يعود بالنفع على موسكو، لأنه يستلزم وجودها، مما يعطي هذه الأخيرة وسيلة لتوليد الاعتماد على الكرملين من خلال إبقاء الصراعات دون حل. وقد استمالت موسكو المصلحة الذاتية لقادة المنطقة، الذين يشعرون بالراحة في التعامل مع بوتين، ويطمحون بالأسلحة الروسية، ويتحوّطون في مواجهة السياسة الأمريكية غير المستقرة. وعلى عكس أسس تعاملهم مع الولايات المتحدة، لا يوجد "قانون للممارسات الأجنبية الفاسدة" لتنظيم تعامل مسؤولي الشرق الأوسط مع موسكو. لذلك، حتى لو لم تنجح جميع خططها، ستستمر موسكو في التأثير في المنطقة، على حساب الاستقرار الإقليمي ومصالح الولايات المتحدة هناك. ويتمثّل المضاد الوحيد لنفوذ بوتين في الشرق الأوسط في التزام الولايات المتحدة القوي والمتسق بالمنطقة، مدعوماً بالاستخدام الموثوق للقوة عند الضرورة. وفي الواقع، عند الحديث عن نهاية اللعبة بالنسبة لموسكو، غالباً ما ينسى المحلّلون أنه كان للولايات المتحدة لسنوات طويلة دور خفي خاص بها. وإلى أن يتغير ذلك، ستظل روسيا برئاسة بوتين ملكة وحيدة العين في وادي المكفوفين.
 آنا بورشفسكايا هي زميلة أقدم في معهد واشنطن، حيث تركز على سياسة روسيا تجاه الشرق الأوسط. وهي طالبة دكتوراه في "جامعة جورج ميسون"، وزميلة في "المؤسسة الأوروبية للديمقراطية". ويتم نشر تحليلاتها على نطاق واسع في "فورين أفيرز"، "ذي هيل"، "ذي نيو كريتوريون"، "ذي ميدل إيست كوورترلي"، و "فوربز". وهي مؤلفة دراسة المعهد لعام 2016، "روسيا في الشرق الأوسط".
==========================
فورين بوليسي: هل يشعل الوجود الأميركي بسوريا والعراق حربا مع إيران؟
https://www.aljazeera.net/news/politics/2019/2/5/قوات-أميركا-سوريا-العراق-حرب-إيران-ترامب
تحذر الكاتبة لارا سيغيلمان من الوجود العسكري الأميركي في كل من سوريا والعراق، وتقول إن من شأنه زيادة مخاطر احتمالات نشوب حرب مع إيران.
وتشير الكاتبة في مقال لها بمجلة فورين بوليسي إلى حادثة جرت في 2017 ولم يتم الإبلاغ عنها، وتقول إن تلك الحادثة توضح مدى خطوة خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرامية إلى إبقاء قوات أميركية لفترة أطول في قواعد عسكرية بكل من سوريا والعراق.
وتوضح الكاتبة أن الحادثة جرت عندما اشتبكت قوات عسكرية أميركية مع أخرى إيرانية في سوريا جراء قيام طهران بنقل مراحيض متنقلة ظنها الأميركيون معدات عسكرية، الأمر الذي يبرز مدى السرعة التي قد تتصاعد بها الأحداث الصغيرة في المنطقة.
وتشير الكاتبة إلى أن إدارة ترامب قد تترك وراءها قوة صغيرة في كل من سوريا والعراق لمراقبة الأنشطة الإيرانية.
مهمة القوات
وتضيف الكاتبة أن بعض المحللين والمسؤولين الأميركيين يعتقدون أن تغيير مهمة هذه القوات قد يزيد فرص نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران، وأن فكرة إبقاء القوات في المنطقة ربما تكون غير قانونية بموجب الدستور الأميركي.
وتشير الكاتبة إلى أن ترامب سبق أن أعلن في ديسمبر/كانون الأول 2018 عن عزمه سحب جميع القوات الأميركية من سوريا، غير أن مصادر في الإدارة صرحت لفورين بوليسي الشهر الماضي بأن ترامب يفكر بالاحتفاظ بقوات صغيرة في قاعدة نائية بجنوب شرق سوريا لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وتضيف أن ترامب صرح مؤخرا بأنه يريد الاحتفاظ ببعض القوات في العراق للغرض نفسه، موضحا في برنامج "واجه الأمة" على محطة "سي بي سي" أن هناك ضرورة لأن يتمكن من مراقبة إيران.
وتشكل الإستراتيجية التي يريدها ترامب لقواته في كل من العراق وسوريا في هذا السياق تغييرا عمليا جوهريا، مما يثير أسئلة واسعة بشأن مهمتها الحقيقية.
خطوة أوباما
وتشير الكاتبة إلى أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما سبق أن سحب جميع القوات الأميركية من العراق في 2011، مما وضع نهاية لغزو العراق في 2003.
غير أن الانسحاب الأميركي الذي نفذه أوباما سمح بصعود تنظيم الدولة الإسلامية واكتساحه مناطق واسعة في العراق وسوريا في 2014، وأدى إلى عودة الولايات المتحدة لقيادة تحالف عسكري لمواجهة التنظيم في كلا البلدين، بحسب المقال.
وتشير الكاتبة إلى تساؤلات عن كيفية تجنب الولايات المتحدة الانجرار إلى حرب إقليمية، وتسرد بعض الأحداث التي جرت في سوريا في السنوات الأخيرة والتي كادت تقود إلى صدامات مع إيران وروسيا وتؤدي إلى حرب تنتشر في المنطقة برمتها.
==========================
«وول ستريت جورنال»: «داعش» لم يستسلم بعد.. هذه الدول تشهد صعود التنظيم من جديد
https://www.sasapost.com/translation/islamic-state-seeking-next-chapter-makes-inroads-through-west-africa/
عبدالرحمن النجار
رصد تقرير، أعده كل من جو باركنسون ودرو هنشو لصحيفة «وول ستريت جورنال»، سيطرة تنظيم الدولة على مئات الأميال في أفريقيا، في ما يخشى أن يكون الصعود الثاني للتنظيم بعد دحره في كل من سوريا والعراق.
يستهل الكاتبان الحكاية بالقول «بدأت المعركة بتحليق طائرتين بدون طيار فوق قاعدة يقيم فيها أكثر من 500 جندي نيجيري لحراسة شواطئ بحيرة تشاد. فجأة، سمع دوي إطلاق النار من سيارات مدرعة ومدافع ودبابات صدحت بالأناشيد الجهادية». وفي غضون ساعات -يشير الكاتبان- تخلت قوات النخبة من أحد أقوى الجيوش في أفريقيا عن قاعدتها ومخبأها من الأسلحة الثقيلة، واقتحمتها جماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية.
قال بيتروس مادو، وهو رقيب نيجيري هرب من القاعدة في بلدة باجا، وسار عبر الغابات لمدة ثلاثة أيام للوصول إلى بر الأمان: «كنا بلا حول أو قوة. وقد سيطر الإرهابيون على المنطقة برمتها الآن».
في الأشهر الأخيرة، وبعد دحر الجماعة في العراق وسوريا، ظهرت مجموعة متمردة في نيجيريا تطلق على نفسها اسم «الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا»، وقد سيطرت على مئات الأميال المربعة من الأراضي، وفقا للمسؤولين النيجيريين والغربيين.
إن صعود المجموعة السريع الذي لم يلاحظه أحد، ينذر بالفصل التالي من الصراع مع التنظيم – يكشف الكاتبان. إن حلفاءه المحليين في عدد من البلاد البعيدة يقاتلون الجيوش المحلية ويقيمون قواعد لهم في أفغانستان ومالي والفلبين والصومال. ومن المحتمل أن يستمر تهديد التنظيم للحكومات الإقليمية والغرب، حسبما قال مسؤولون في المخابرات الأمريكية في تقييم رسمي للمخاطر الأسبوع الماضي.
المناطق الخطرة
ظهر فرع التنظيم في غرب أفريقيا في عام 2016 بعد انشقاق كبير داخل حركة بوكو حرام في نيجيريا -ينوه الكاتبان- وقد رسخ نفسه في المجتمعات الحدودية حول بحيرة تشاد، ويقوم بتشكيل هياكل لدولته. فهو يسيطر على طرق التجارة، ويفرض الضرائب على صناعة الأسماك المحلية، وينظم الزراعة ويفرض نسخته المتطرفة من الإسلام.
إن التصور السائد عن هذا الفرع -الذي بني على أساس مقابلات مع الجنود واللاجئين وضباط المخابرات ومهربي الأسلحة والدبلوماسيين في نيجيريا والنيجر، بالإضافة إلى الأشخاص الذين شاركوا في المحادثات مع الفصيل- هو أنه مجموعة متمردة ومسلّحة بشكل جيد تتوقع إقامة دولة من المناطق الاستراتيجية التي تنسحب منها الولايات المتحدة. ولا توجد علامة على أن المجموعة تسعى لمهاجمة أهداف غربية خارج حدودها.
مناطق سيطرة التنظيم في شمال شرق نيجيريا
تتبع الجماعة نهجًا مغايرًا تمامًا لبوكو حرام، التي ركزت مجازرها على المدنيين. إذ يشن ما يقدّر بـ5 آلاف رجل هجمات على قوات الأمن والمنظمات غير الحكومية، بناءً على نصيحة تكتيكية أرسلها التنظيم الأم في سوريا لتجنيب السكان ويلات الحرب.
وقد عاد المقاتلون المتمرسون من غرب أفريقيا الذين سافروا إلى ليبيا والشرق الأوسط وانضموا إلى الفرع الجديد. وأرسل علماء دين تعليمات مكتوبة، يقول الكاتبان إنهما اطلعا عليها، للتوقف عن مهاجمة المدارس والأسواق والتوقف عن الوعظ بأن الأرض مسطحة.
جبهة ثانية
تمكنت المجموعة من السيطرة على ونهب اثنتي عشرة قاعدة عسكرية، مما أسفر عن مقتل مئات الجنود والاستيلاء على مخزونات ضخمة من الأسلحة، قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية في نيجيريا، أكبر ديمقراطية في أفريقيا. ويصفها المسؤولون الأمنيون النيجيريون بتهديد أكبر بكثير من بوكو حرام، نظرًا لتطورها وتمتعها بالدعم الشعبي.
ينقل التقرير عن أحد مهربي الأسلحة في النيجر ويدعى يوسف قوله إن الأسلحة يتم تهريبها من تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا إلى فروعه في نيجيريا ومالي. «تريد هذه المجموعات إنشاء دولة ذات شأن».
أماكن تواجد التنظيم في أفريقيا
توقف العديد من المسؤولين النيجيريين عن الحديث عن هزيمة التمرد، بل احتوائه فقط. «فيما يتعلق بالأمن، فالوضع ليس كما كنا نعتقد». قال فيستوس كيهامو، المتحدث باسم حملة إعادة انتخاب الرئيس النيجيري محمد بخاري، وأضاف «يجب أن نعترف بذلك. ومع ذلك، لقد أحرزنا بعض التقدم منذ 2015».
لم تكشف السلطات النيجيرية عن خسائرها في مواجهة التنظيم، يؤكد الكاتبان. وفي يناير (كانون الثاني)، قامت السلطات بمداهمة مكتبين تابعين لصحيفة ديلي ترست. وعندما سئل متحدث باسم الجيش عن المداهمات قال إن الصحيفة تقوض الأمن القومي لنشرها تقارير عن قتلى الجيش النيجيري.
الهجرة الجماعية
يقول الكاتبان إنه ليس من الممكن الوصول إلى المجموعة. لكن قنواتها الإخبارية الداخلية على تطبيق تيليجرام المشفّر تعطي لمحة عنها. يشارك المقاتلون صورًا لأنفسهم وهم يستمتعون بغروب الشمس فوق بحيرة تشاد أو يرتدون ملابسهم. وتعلن الأخبار عن حصاد كبير من المزارعين.
يقود الفصيل شاب متشدد يدعى أبو مصعب البرناوي، حيث يسيطر على جيب عبر نيجيريا والنيجر وتشاد، وفقًا لخرائط عسكرية أمريكية غير منشورة. قامت الجماعة بحفر الآبار، وسلمت البذور والأسمدة وقدمت المراعي الآمنة للرعاة، وفقًا للتجار والرعاة الذين ينتقلون بين المناطق الخاضعة للتنظيم ومخيمات اللاجئين في مدينة مايدوجوري النيجيرية.
يقول أحد التجار «إذا أطعناهم، سيتركوننا نتاجر. ولقد سمحوا لنا بالزراعة». وقد أفادت وكالات الإغاثة أن بعض النيجيريين البالغ عددهم 1.5 مليون الذين أمضوا معظم العقد الماضي في مخيمات اللاجئين، يعودون إلى المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون.
أعداد النازحين بسبب هجمات التنظيم
ليس هناك الكثير من المعلومات حول التنظيم. وينقسم المحللون حول ما إذا كان السيد برناوي حاكمًا أوحد أم تنتشر الألوية المستقلة. ولم تعلن المجموعة الخلافة، مما يجعل من الصعب تقييم سيطرتها الإقليمية في منطقة شاسعة يمتزج فيها المقاتلون مع القرويين.
ويؤكد مسؤولون استخباراتيون أمريكيون وأوروبيون أن فرع التنظيم في أفريقيا يتواصل بانتظام مع الفروع الأخرى حول العالم -يضيف الكاتبان. عندما كانت الدولة الإسلامية في أوج قوتها في سوريا، أرسلت أموالاً وأوامر إلى فرعها النيجيري حول الترقيات وأساليب التفاوض على الرهائن، حسب قول الأشخاص الذين تعاملوا مع المجموعة.
وبينما الوضع الأمني متدهور، ستُعقد انتخابات رئاسية حاسمة في نيجيريا في 16 فبراير (شباط). رشح محمد بخاري، الذي كان ذات مرة ديكتاتورًا عسكريًا، ولكن غدا رئيسًا منتخبًا منذ عام 2015، نفسه لولاية ثانية عن طريق الترويج للتقدم الذي أحرزه في معالجة قضية بوكو حرام.
تمكن بخاري من طرد المجموعة خارج الأرض التي تسيطر عليها، واصفًا إياها بالـ«مهزومة فعليًا»، لكنه عانى ضد تنظيم الدولة الإسلامية. يقاتل جيشه ضد القراصنة ولصوص النفط في الجنوب ويضطرون إلى خوض معارك مشحونة دينيًا حول الأراضي الزراعية في المناطق الوسطى. ويقول المحافظون ومحللو الأمن إن التنظيم قادر على تعطيل إجراء الانتخابات في أجزاء من شمال شرق نيجيريا.
ظهر تنظيم الدولة الإسلامية رسميًا في نيجيريا في عام 2015 -يواصل الكاتبان حديثهما- أي بعد أقل من عام من قيام جماعة بوكو حرام بإفزاع العالم عبر خطف 276 تلميذة من مدينة شيبوك. في مارس 2015، أعلن زعيم بوكو حرام، أبو بكر شاكو، الولاء لأبو بكر البغدادي، زعيم الدولة الإسلامية التي كانت في أوج قوتها في ذلك الوقت، حيث كانت تسيطر على أراضٍ في سوريا والعراق وترحب بالآلاف من المقاتلين الأجانب كل شهر.
أمد تنظيم الدولة جماعة بوكو حرام بالدعم المالي واللوجيستي -يشدد الكاتبان. بينما طلبت الأخيرة من الدولة الإسلامية تقديم المشورة بشأن القضايا التي ناقشها أعضاؤها. من بينها: هل من الخطأ أن نحمل هوية حكومية؟ وهل يجب علينا مهاجمة المدارس؟ وهل الأرض مسطحة؟
في مقطع عنوانه «أسئلة نيجيرية»، رد أحد كبار شرعيي الدول الإسلامية من السعودية بما يلي: حمل بطاقة هوية حكومية يمكن أن يكون مسموحًا به، وفقًا للظروف. يجب أن تركز بوكو حرام الآن على الهجمات على القوات العسكرية والأمنية. وكتب أخيرًا: «ليكن معلومًا لديكم، فإن الأرض كروية».
وجد السيد شاكو نفسه على الجانب الخاسر من هذه الحجج. فكتب فصيل برناوي المنافس رسالة إلى داعش متهمًا السيد شاكو «بتحريف القرآن لإنشاء خلافة الدماء». وقد انتهزت الدولة الإسلامية الفرصة وقامت بانقلاب على شاكو ووضعت برناوي على رأس الفرع الجديد في أغسطس (آب) 2016. وأدت هذه الخطوة إلى اندلاع قتال شرس بين الفصائل في شمال شرق نيجيريا، حيث قُتل مئات المتشددين.
واصل الخبراء في مكافحة الإرهاب في نيجيريا التركيز على السيد شاكو -يضيف الكاتبان- الرجل البغي الذي أسر فتيات تشيبوك واستخدم الأطفال كمفجرين انتحاريين. لكنه أطلق سراح أكثر من 100 من الفتيات في عمليتي تبادل في أكتوبر (تشرين الأول) 2016 وأيار (مايو) في العام التالي مقابل خمسة مقاتلين مسجونين وفدية قدرها 3 ملايين يورو.
في غضون ذلك، حافظ السيد برناوي على السرية، وقام بتدريب المقاتلين وجلب الأسلحة. وتواصل مع فرع الدولة الإسلامية في ليبيا، الذي كان ينمو مع انهيار المجموعة في العراق وسوريا.
بحلول عام 2017، هاجم التنظيم بشكل منتظم قواعد عسكرية في ولايات شمال نيجيريا حول بحيرة تشاد. وقد لاحظ الجنود النيجيريون، الذين اعتادوا محاربة فصيل شاكو، تكتيكات جديدة ومقاتلين مدربين تدريبًا جيدًا. ويقول الجنود النيجيريون إنهم يملكون نفس المعدات، لكن جيشهم غالبًا ما يكون لديه ذخيرة أقل.
يقول أحد الجنود النيجيريون «لقد أصبحوا أقوى بكثير، مع المزيد من القوة النارية. نضطر لقطع الاتصال فيما بيننا والتراجع عندما يهاجموننا». في الصيف الماضي، أظهرت مقاطع الفيديو الجديدة استخدام التنظيم أسلحة قاتلة مثل القنابل المدرعة والمحمولة بالمركبات. أظهروا مصنع أسلحة وأدلة على نقل التكنولوجيا.
ويؤكد الكاتبان أن التنظيم استخدم طائرات بدون طيار للتجسس على الجيش النيجيري. ويستخدم مقاتلوه في بعض الأحيان الخيل لتفادي اكتشافهم بواسطة طائرات المراقبة وصور الأقمار الصناعية التي تتبعهم. وبالتعلم من هزائم داعش في سوريا، تجنبت المجموعة الوجود في المراكز السكانية، مما أعطى الطائرات الحربية أهدافًا أقل لضربها.
ومع ازدياد قوة التنظيم، أجرى محادثات سلام غير رسمية مع الحكومة النيجيرية عبر أحد قادته الذي يعتبر «معتدلاً»، وهو مامان نور. وأصبحت المحادثات التي توسطت فيها الحكومة السويسرية علنية بعد أن قام السيد نور بإظهار حسن النية وأمر بعودة 104 تلميذة خطفها مقاتلوه.
وقال وسطاء إن بعض المتشددين كانوا يريدون فدية مقابل النساء. وفي سبتمبر (أيلول)، وضعوا السيد نور تحت الإقامة الجبرية وقتلوه، وفقًا للمفاوضين الحكوميين وعملاء المخابرات. وقد انهارت مبادرة السلام. وبعد فترة وجيزة، قتل التنظيم اثنين من عمال الصليب الأحمر كانوا قد احتجزوا كرهائن.
بحلول الأشهر اللاحقة من عام 2018، جمع هجوم التنظيم العسكري زخمًا مذهلاً. وكان مقاتلوه يبيدون بانتظام بعض الوحدات الأفضل تجهيزًا في نيجيريا عبر المنطقة الشمالية الشرقية شديدة التحصين من البلاد. وبدأ المسلحون يرسلون قادة نيجيريين يستنجدون بالتحذيرات من متى سيهاجمون. فساءت معنويات الجيش، وبدأ المزيد من الجنود في الهرب.
في 26 ديسمبر (كانون الأول)، شنت الدولة الإسلامية هجومها الأكبر على القاعدة العسكرية النيجيرية شديدة التحصين في بلدة باجا وقاعدة بحرية قريبة على بحيرة تشاد. تضمنت المجمعات مئات الجنود وبعض الأسلحة الأكثر تطورًا التي تحتفظ بها نيجيريا وشركاؤها من تشاد والكاميرون والنيجر.
وقد بث التنظيم مقاطع الفيديو تتخللها صور دموية للجنود القتلى وإحراق زوارق القاعدة المستوردة من ألمانيا، مع مخازن للأسلحة في المناطق التي تسيطر عليها، وحث المسلمين في الخارج على الانضمام إلى القتال. وقد علقت صحيفة النبأ الإسلامية بالقول «صعود الدولة الإسلامية، واندحار الجيش النيجيري».
==========================
"فورين بوليسي": التطبيع مع اﻷسد "عار على العرب" 
https://nedaa-sy.com/news/11560
انتقدت مجلة "فورين بوليسي" اﻷمريكية اﻷنظمة العربية بسبب إقدام بعضها على إعادة العلاقات مع نظام الأسد رغم ارتكابه جرائم حرب، كما تحدثت عن الفشل الذريع في مواجهة إيران والتذرع بمقاومة إسرائيل لتبرير قمع المواطن العربي.
وقالت المجلة في تقرير بعنوان "عار على العرب" ترجمته "نداء سوريا": إن المقاربة العربية لسوريا وإحياء العلاقات مع الأسد تجسد عدم الكفاءة والإفلاس الأخلاقي لعشرات من حكام المنطقة الحاليين.
ورأت أن "السبب الجذري لهذه الوعكة هو البوصلة الأخلاقية المكسورة التي طالما قادت العرب إلى الانحراف" حيث إن مجموعة من الدول العربية منها البحرين والإمارات العربية المتحدة "بدأت بتطبيع العلاقات مع نظام اﻷسد على الرغم من جرائم الحرب المروعة" بالإضافة إلى ذلك "أعربت مصر والعراق وحتى تونس عن دعمها لعودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية".
وأشارت "فورين بوليسي" إلى فشل اﻷنظمة العربية في سياساتها الخارجية والتعامل بانهزامية مع كل من إسرائيل وإيران "فقد احتضن العرب بالأساس عقلية الأسطورة الانهزامية والتآمرية" و"يظهر فحص سريع للواقع أن غالبية الدول العربية غير موجودة لتحقيق أهداف واضحة".
وأوضحت أن اﻷنظمة العربية تتذرع بوجود إسرائيل للتهرب من استحقاقات شعوبها، حيث إنه "ولسنوات عديدة قيل إن وجود إسرائيل يديم الضعف العربي مما أعطى الحكومات العذر المثالي لتجنب أنواع الإصلاحات الضرورية لتصبح دولاً حديثة وقوية وموحدة قادرة على طرد القوى الأجنبية والديكتاتوريين من الإبادة الجماعية".
أما بالنسبة ﻹيران فتبحث الدول العربية عن أي طريقة ممكنة لبناء جدار ضدها "ومع ذلك فإن تجربة لبنان - حيث قامت الدول الغربية ودول الخليج العربية بإغراق مليارات الدولارات كمساعدات غير مجدية لهزيمة إيران - تظهر أن مثل هذا النهج لم ينجح ولن ينجح".
واستشهدت المجلة بفشل الإستراتيجية السابقة في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006 حيث "كان التفكير الأمريكي والعالمي والأوروبي أنه إذا أمكن بناء الجيش اللبناني فإنه سيتفوق على حزب الله ويتسبب في انحلاله لكن العكس حدث وبات حزب الله أقوى من أي وقت مضى".
وفي سوريا "ارتكبت جرائم فظيعة وما لم يستيقظ العالم العربي من كابوسه التاريخي الطويل ويحشد الإرادة لمقاضاة المجرم في المحاكم الإقليمية والدولية فسوف يستمر في الغرق أعمق وأعمق في مستويات العجز والانقسام".
كما تحدثت "فورين بوليسي" عن عدم القدرة على الاستمرار في مواجهة الفقر والتخلف والتطرف وتوليد نوع من النمو الاقتصادي المتنوع الذي يسمح للعالم العربي بالمنافسة في السوق العالمية بأكثر من مجرد الموارد الطبيعية والسياحة.
وتقول المجلة: "بدلاً من العيش في الماضي يجب على العرب قبول الحاضر و يجب عليهم تسوية الخلافات فيما بينهم حتى يتمكنوا من إقامة مجتمع متماسك قادر على العمل الموحد، وبمجرد أن يتم زرع الوحدة والمحاسبة والازدهار في الوسط العربي يمكن درء خطر الإمبرياليين الإقليميين الحاليين اليوم: إيران وتركيا" على حد وصفها.
يذكر أن دولاً عربية تسعى لتطبيع العلاقات مع نظام اﻷسد وإعادته إلى جامعة الدول العربية إلا أن اعتراض دول أخرى يحول دون ذلك حيث إن الموضوع يتطلب توافقاً تاماً.
==========================
الصحافة العبرية :
”يديعوت أحرونوت”: صواريخ ”إس 300” السورية في وضع الاستعداد
https://www.sabaharabi.com/349345
كشفت صحيفة عبرية النقاب عن تعديل وضعية بطاريات منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 300" في سوريا.
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مساء اليوم، الثلاثاء، أن الأقمار الصناعية التقطت صورا لبطاريات منظومة الدفاع الروسية "إس 300" المنصوبة في سوريا، وهي في وضع الاستعداد.
ونقلت الصحيفة العبرية عن شركة "ImageSat" الإسرائيلية للأقمار الصناعية صورا لوضعية بطاريات الصواريخ الروسية في سوريا، وهي في وضع الاستعداد، أو الوضع العملياتي، وهي صور قد التقطت، اليوم، تظهر تعديل وضعية 3 من أصل 4 بطاريات إطلاق لمنظومة صواريخ الدفاع الجوي "إس 300"، التي نقلتها روسيا إلى سوريا في أكتوبر  الماضي، للوضعية العملياتية.
وأفادت الصحيفة العبرية أن هذه الصور تظهر للمرة الأولى وضعية إطلاق هجومية لبطاريات المنظومة الدفاعية الروسية، في وقت رجحت الصحيفة أن يكون ذلك مؤشرا على جاهزية تشغيل البطاريات المضادة للصواريخ، وإتمام التدريبات التي أجراها الخبراء الروس للعسكريين السوريين.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن روسيا أعلنت بداية أكتوبر  الماضي، تسليم الدولة السورية منظومة صواريخ الدفاع الجوي "إس 300"، وذلك في أعقاب تحطم طائرة الاستطلاع الروسية "إيل 20" في سوريا، في 17 سبتمبر الماضي.
==========================
جيروزاليم بوست :إستراتيجية إيران للسيطرة على سوريا
https://7al.net/2019/02/05/إستراتيجية-إيران-للسيطرة-على-سوريا/
ترجمة (الحل) – نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» تقريراً عن إستراتيجية #إيران وجهودها المبذولة للسيطرة على #سوريا ، وذلك من خلال تدخلها على مستوياتٍ مختلفة في الدولة السورية. فإن كانت التصريحات التي أدلى بها مؤخراً بعض المسؤولين الإسرائيليين تؤكد أن جهود #إسرائيل لاحتواء سيطرة إيران على سوريا قد حققت بعض النجاح، فإن الحقيقة هي أن نفوذ إيران وقوتها ما تزالان تتعمقان وتتوسعان في سوريا. حيث يبين التقرير أن جهود إيران للسيطرة على سوريا تتمثل في ثلاثة مستويات:
ما دون المؤسسات الرسمية للدولة السورية، وذلك من خلال تسليح ورعاية تشكيلات شبه عسكرية تسيطر عليها إيران وتكون حاضرة وفاعلة على الأراضي السورية.
داخل الدولة السورية من خلال السيطرة على المؤسسات الرسمية التي تشكل أجهزة النظام الرئيسة.
ما فوق الدولة السورية، وذلك من خلال البحث عن روابط رسمية بين النظامين الإيراني والسوري.
ففي حين تسعى طهران لفرض نفوذها على سوريا “الأسد” بعد إحباط الثورة السورية، فإن مشروعها هذا يتعارض بشدة مع خطط وطموحات روسيا في سوريا. حيث وصف تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان في الأسبوع الماضي بالتفصيل طبيعة جهود الحرس الثوري الإيراني لترسيخ وجوده في مدينة الميادين الواقعة غرب نهر الفرات بالقرب من البوكمال نقطة العبور الحدودية الهامة بين سوريا والعراق.
وأورد المرصد المذكور أنباء عمليات التجنيد المكثفة للسوريين المحليين، بمن فيهم أعضاء سابقون في المعارضة السورية المسلحة، لضمهم إلى صفوف مختلف التشكيلات شبه العسكرية الإيرانية في سوريا على شاكلة #حزب_الله اللبناني. ومن ضمن الحوافز المقدمة لاجتذاب السكان المحليين إلى صفوف هذه التشكيلات هو الرواتب الشهرية العالية والتي تتراوح ما بين 150 و 300 دولار. كذلك ترك هامش من الخيارات أمام هؤلاء المتطوعين فيما يخص المكان الذي يرغبون الخدمة فيه. ناهيك عن الحصانة من الاعتقال والتي سيتمتع بها هؤلاء الناس في مواجهة الجهات الأمنية وقوات النظام السوري.
من جهةٍ أخرى يشير التقرير إلى أن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني قد تمركزوا في المناطق الرئيسة في مدينة الميادين. وبالتالي فإنهم يسيطرون على المدينة حتى دون أدنى تعاون؛ أو إذن من قوات النظام السوري. فعلى سبيل المثال، سيطرت قوات الحرس الثوري الإيراني على جامع النورين والمنازل المحيطة به في شارع الكورنيش. حيث منعوا المدنيين وكذلك قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الرديفة له من الدخول؛ أو حتى العبور من هذه المنطقة دون إذن من قوات قيادة مدينة الميادين. من جهتها سيطرت قوات حزب الله اللبناني على المنطقة ما بين مفرق الفنش، وحتى فيلا الشُعيبي الواقعة في شارع الأربعين في الميادين, ومنعت الدخول والخروج من هذه المنطقة إلا بأمرٍ خاصٍ منها.
فالسيطرة على الميادين وما يحيط بها مهمٌ جداً لأنها تقع على طول الطريق السريع رقم 4 وهو الطريق الوحيد المؤدي إلى معبر البوكمال الحدودي، والذي تسيطر عليه حالياً قوات الحرس الثوري الإيراني وحلفائها. كما أن هذا الطريق يؤدي إلى دير الزور ويصل إلى الطريق السريع المؤدي إلى دمشق، وكذلك إلى القصير والحدود اللبنانية. وبالتالي فإن مثال الميادين يُظهر بشكل واضح وجلي الوسائل التي تسعى إيران من خلالها إلى الحفاظ على السيطرة الحصرية على نقاط المرور الحيوية في سوريا لتأمين مرور الأفراد والعتاد إلى ميليشياتها في سوريا وحلفائها في لبنان.
من جهة أخرى، يبين التقرير أن أنشطة الحرس الثوري الإيراني في مناطق مختلفة في سوريا، مثل الميادين، تسير جنباً إلى جنب مع العلاقات التقليدية والروابط الاتفاقية التي تربط نظام الملالي بنظام بشار الأسد. ففي الأسبوع الماضي، على سبيل المثال، كان نائب المسؤول الإيراني إسحاق جهانغيري في دمشق. وقد التقى ببشار الأسد ووقع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية. حيث تشكل هذه الاتفاقيات الإحدى عشر الموقعة مجتمعةً خارطة طريق للتعاون الاقتصادي الإستراتيجي طويل الأمد بين إيران وسوريا.
بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا» وأجهزة الإعلام الرسمية للنظام، فإن هذه الاتفاقيات تغطي مختلف المجالات، بما يشمل التعليم والإسكان والأشغال العامة والسكك الحديدية والكثير من الاستثمارات. وبذلك تكون زيارة «جهانغيري» أحدث إشارة إلى الجهود الإيرانية المتظافرة لتأمين دور رئيس لإيران في مشاريع إعادة الإعمار الضخمة لأكثر من 60 % من سوريا والتي يسيطر عليها النظام حالياً. حيث تقدر الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار هذه بنحو 400 مليون دولار. ولعل المعالم الرئيسة للجهود الإيرانية على هذا المستوى تتمثل كذلك في اتفاقية تعاون عسكري تم توقيعها في شهر آب من العام الماضي، وكذلك اتفاقية عام 2017 لاستخراج الفوسفات من منجم الشرقية جنوب غرب تدمر. هذا بالإضافة إلى مذكرة تفاهم بين إيران وسوريا تقوم إيران بموجبها بتوليد أكثر من 2000 ميغا وات من الطاقة الكهربائية.
وفي السياق ذاته، فإن هناك خطة مفترضة لمد خط سكة حديد بين إيران وسوريا وربط المركز الحدودي في الشلامشة على الحدود الإيرانية العراقية مروراً بالبصرة في جنوب العراق وصولاً إلى اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط. وهذه المشاريع تتماشى مع الرؤية الإيرانية الحالية، لكنها تظهر في الوقت ذاته عمق ومدى خطط إيران للمنطقة الواقعة بين حدودها الغربية والبحر الأبيض المتوسط.
أما المستوى الثالث للجهود الإيرانية للسيطرة على سوريا فيتركز في مؤسسات الدولة السورية الرسمية. فقد تمكنت إيران من إنشاء تشكيلات شبه عسكرية على شاكلة الباسيج خاضعة لسيطرتها في داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية كقوات الدفاع الوطني. والأدلة تزداد يوماً بعد آخر أن العديد من الوحدات العسكرية التقليدية للجيش العربي السوري مرتبطة ارتباطا وثيقاً بالمصالح الإيرانية. حيث تشير الأدلة إلى وجود صراعات ضمن وحدات جيش النظام السوري بعضها موالٍ لإيران والبعض الآخر أقرب إلى المصالح الروسية في سوريا.
في تقريرٍ نشرته «آنا برس» المرتبطة بالمعارضة، وتم تأكيده من بعض مصادر سورية أخرى، وكذلك من «دير شبيغل» ووكالة «الأناضول» التركية، حدث صدام في التاسع عشر من الشهر الماضي في منطقة حماه بين قوات العميد سهيل الحسن الموالي لروسيا وبين قوات الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد، والذي يرتبط ارتباطا وثيقاً بالحرس الثوري الإيراني. وبحسب التقرير المذكور، فإن عدداً من جنود الطرفين قد لاقى حتفه في منطقة سهل الغاب إثر نزاعٍ حول السيطرة على تلك المنطقة. وبذلك تُظهر مثل هذه الحوادث مدى خطورة المخططات الإيرانية والروسية, لاسيما فيما يتعلق بالسيطرة والتأثير الأكثر أهمية داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية للدولة السورية.
وتختم صحيفة «جيروزاليم بوست» تقريرها بالإشارة إلى أن هذه الجهود والأعمال الإيرانية على المستويات كافة، تدل على خطة إيرانية عميقة وطويلة الأمد، تنوي طهران من خلالها السيطرة على الساحة السورية في الفترة المقبلة. ومن الواضح أن النمط الذي تطبقه إيران حالياً في سوريا قد حقق نتائج مذهلة في العراق ولبنان. فوفقاً لهذا النهج المبين أعلاه، فإن إيران تستخدم الأدوات كافة، ومن فوق الدولة السورية لتحقيق غاياتها بالوصول إلى مستوى من الاختراق والنفوذ سيجعلان طموحاتها في منأى عن كل من خطر القصف الإسرائيلي، وكذلك المشروع الروسي المعاكس في سوريا.
تحرير: سارة اسماعيل
==========================
الصحافة الفرنسية :
لوفيغارو: الربيع العربي.. الآمال الموؤودة
https://www.aljazeera.net/news/politics/2019/2/5/الربيع-العربي-آمال-ثورات-عنف-استبداد-حرية-مصر-تونس-ليبيا-سوريا-اليمن-البحرين
يقول الكاتب أدريان جولم في مقال نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن الانتفاضات التي هزت الشرق الأوسط في 2011 أدت إلى القمع والحروب الأهلية، باستثناء الحالة التونسية، حيث تمكن المجتمع المدني من كبح الضغط الذي عم بلاد الثورات.
ويشير الكاتب إلى انطلاق سلسلة من المظاهرات والانتفاضات الشعبية في العالم العربي في 2011 تحمل آمالا بالانفتاح والتحرر، وأنها سميت "الربيع العربي" في إشارة إلى "ربيع الشعوب" في أوروبا في عام 1848.
ويستدرك بأن هذه الانتفاضات التي حاولت إسقاط الأنظمة الدكتاتورية لم تجن في نهاية المطاف إلا خيبة الأمل، وذلك لأن هذه الانتفاضات أدت في الواقع إلى اضطرابات متنوعة، بعد سقوط الدكتاتوريين في كل من تونس ومصر وليبيا.
ويضيف أن الأمر كان مختلفا في تونس، حيث استطاع المجتمع المدني أن يتحكم في الضغوط التي صاحبت ثورته، في حين فاز الإسلاميون بالانتخابات في مصر قبل طردهم من السلطة بانقلاب عسكري، ودخلت ليبيا في حرب أهلية لا تزال متواصلة حتى اليوم.
مطالب وصدامات
ويشير إلى أن المطالب الديمقراطية في الشرق الأوسط سرعان ما أفسحت الطريق أمام صدامات تحولت إلى تنافس طائفي وقمع في البحرين، لكن في سوريا واليمن كانت العواقب أكثر دراماتيكية، مع تحول الاحتجاجات السياسية إلى حرب مدنية وطائفية.
ويقول الكاتب إن تحول الأحداث سرعان ما خلص إلى استحالة إجراء أي إصلاح ديمقراطي في العالم العربي والإسلامي، ويرى أن فشل تطلعات المتظاهرين يعود إلى ضعف الدولة والانقسامات الطائفية العميقة في بعض الدول، ويضيف أن عواقب هذه الصدمة السياسية لا تزال محسوسة حتى بعد ثماني سنوات.
تونس الاستثناء
ويصف الكاتب تسلسل الأحداث في تونس حتى هروب الرئيس زين العابدين بن علي، ويقول إن تونس هي البلد الوحيد الذي لم تؤد فيه التطلعات الديمقراطية إلى العودة للدكتاتورية أو إلى حرب أهلية.
ويضيف أنه رغم ثلاثة انتخابات عامة منذ ثورة 2011، وقبول الخاسرين كل مرة بالنتائج، فإن الصعوبات التي تواجهها تونس تجعل هذه التجربة هشة، خاصة تحت وطأة الأزمة الاقتصادية المستمرة والبطالة الهائلة، وتأثير الجوار الليبي المضطرب الذي ينذر بحالة من عدم اليقين بشأن الاستثناء التونسي.
مصر والمربع الأول
ويمضي الكاتب أنه بعد عدة أسابيع من الإطاحة برئيس تونس، بدأت الانتفاضة في ميدان التحرير في القاهرة عاصمة أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان وأقدم دولة في المنطقة، واستمرت ثلاثة أسابيع قبل رحيل الرئيس حسني مبارك في 11 شباط/فبراير 2011، وأنه بعد فترة انتقالية مضطربة، جاء فوز الإخوان بالانتخابات.
غير أن حكم هذه الجماعة انتهى بعد عام، حيث أطيح بالرئيس محمد مرسي بعد مظاهرات ضخمة وحل مكانه عسكري جديد هو عبد الفتاح السيسي.
ويقول الكاتب إن عودة الجيش إلى السلطة كانت مصحوبة بعنف وحشي، ولكن الأزمة الاقتصادية الزاحفة وحرب العصابات التي يقودها "إسلاميون" في سيناء ما زالت عوامل مقلقة لزعزعة الاستقرار.
ليبيا المفككة
يقول الكاتب إن الثورة في ليبيا كانت مختلفة، إذ سرعان ما تحولت الاحتجاجات ضد الزعيم معمر القذافي التي اندلعت في بنغازي إلى انتفاضة مسلحة، تدخلت فيها قوات أجنبية عندما قامت قوات الناتو بقيادة فرنسا والمملكة المتحدة بقصف الجيش الليبي الذي كان يحارب لاستعادة المناطق المتمردة.
ويضيف أن المرحلة الأولى من الصراع انتهت بمقتل القذافي، لكن سرعان ما دخلت ليبيا بعده في حرب أهلية عامة بين مليشيات متنافسة، وها هي بعد ثماني سنوات دولة مقسمة.
حرب اليمن
ويقول الكاتب إن الثورة اليمنية كانت مستوحاة من ثورتي تونس ومصر، ويذكر تحرك جماعة الحوثي ومشاركتها في الاحتجاجات ضد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والتطورات الأخرى التي شهدها اليمن حتى تدخل السعودية والإمارات ضد هذه الجماعة، خوفا من ولائها لإيران.
ويقول الكاتب إن اليمن الآن يخضع لحصار خانق، وإن حربا تدور في اليمن دون رابح أو خاسر، وإن البلاد الفقيرة تشهد دمارا ويعاني أهلها من الجوع، في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية المعاصرة.
سوريا والصراع الإقليمي
يقول الكاتب إن الثورة السورية بدأت في مارس/آذار 2011 باعتقال وتعذيب مراهقين نظموا شعارات ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد في مدينة درعا، ثم تحولت بسرعة إلى واحدة من أسوأ الصراعات في العالم، حين غرقت البلاد في حرب أهلية شعواء، تمايزت فيها الانتماءات الطائفية.
وبعد سرد لبعض أحداث الثورة الدامية، يقول الكاتب إن بشار الأسد تمكن من الحفاظ على كرسيه واستعاد تدريجيا الأرض بعد خسارة السيطرة على كامل المحافظات، ولكنه يدين بذلك لدعم الإيرانيين وحلفائهم في حزب الله وروسيا.
ويقول إن النتيجة في سوريا كانت دمارا هائلا وتشردا للملايين خارج البلاد ليتكدسوا في مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة، ويشير إلى أن الحرب في سوريا لم تنته بعد.
البحرين والثورة المسحوقة
ويقول الكاتب إن تظاهرات اندلعت في البحرين مطالبة بالديمقراطية في العاصمة المنامة في فبراير/شباط 2011، لكن السعودية التي تخشى من الدعوات إلى الإصلاح وتأثير إيران تدخلت عسكريا في مارس/آذار 2011 وسحقت الانتفاضة
==========================
لوموند :ماهي سيناريوهات “المنطقة الأمنية” الأمريكية في شمال شرق سوريا؟
https://www.alquds.co.uk/ماهي-سيناريوهات-المنطقة-الأمنية-ا/
باريس- “القدس العربي”:
في مقال بصحيفة “لوموند” الفرنسية؛ قال غالب دالاي الباحث المتخصص في الشرق الأوسط، إن واشنطن و أنقرة أصبحتا منذ مدة طويلة متنافرتين جيوسياسياً.
واعتبر الكاتبُ أن القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا، أطلق سباقاً من أجل السيطرة على شمال شرق سوريا. فأنقرة تهدف إلى الحد من المكاسب الإقليمية وإضعاف الهيكل الإداري لقوات سوريا الديمقراطية الكُردية. وهي استراتيجية تصطدم بالأهداف التي حددتها واشنطن بشأن انسحابها: مواصلة القتال ضد تنظيم الدولة (داعش) وحماية الحلفاء الأكراد و التصدي للنفوذ الإيراني في سوريا.
وأضاف الكاتب أن عدم الاتساق الاستراتيجي والجيوسياسي كانا الخصائص المهيمنة على العلاقات الأمريكية- التركية في سوريا منذ البداية، من حيث الرؤية والأهداف، كما أن تصورهما للتهديدات مختلف.
فمن جهة، تتهم تركيا الولايات المتحدة الأمريكية بالتحالف مع وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب العمال الكردستاني (PKK) المصنف منظمة إرهابية. ومن جهة أخرى، يعتبر بريك ماكغورك، المبعوث الأمريكي السابق للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة ، أن جماعات المُعارضة السورية المتحالفة مع تركيا كانت “ مليئة بالمتطرفين”، وهو موقف يبدو مشتركاً في الدوائر الأمنية والدبلوماسية الأمريكية.
تتهم تركيا واشنطن بالتحالف مع وحدات حماية الشعبالتابعة لحزب العمال الكردستاني (PKK) المصنف منظمة إرهابية
وتابع الكاتب القول إن الأزمة السورية هي السبب، ولكن أيضا هناك أعراض أزمة أعمق في العلاقات بين أنقرة وواشنطن. فالانفصال الإستراتيجي وعدم التوافق الجيوسياسي بين البلدين قد تطور منذ فترة. إذ تقوم تركيا منذ عدة سنوات بتشكيل تحالفات مرنة مع روسيا وإيران. ومع ذلك كانت الولايات المتحدة دائماً شريكاً ثالثاً غير مرئي، يقوم بتحديد طبيعة ونوعية الاتصالات بين الروس والأتراك. وبنفس الطريقة، فإنه من المرجح، أن تكون موسكو من الآن فصاعداً الشريك الثالث غير المرئي الذي يحدّ من أي تفاعل أمريكي- تركي حول سوريا.
واعتبر الكاتب أن حوار ترامب مع تركيا حول إقامة منطقة أمنية يظهر كعملية أكثر من كونه صفقة، ويتطلب أولاً توضيح طبيعة هذه المنطقة الأمنية وتحديد أهدافها وآلية عملها واقتراح رؤية سياسية لشمال شرق سوريا. فهذه التوضيحات ستكشف طبيعة رفض أو قبول مبدأ المنطقة الأمنية، التي تبدو تطلعات مختلف الفاعلين متباعدة بشأنها.
فالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية؛ يجب على المنطقة الأمنية أولاً وقبل كل شيء أن تحميها من تركيا ، وبالتالي السماح لها بتمديد هياكلها الإدارية والأمنية في شمال شرق سوريا. في المقابل، فإن أنقرة تعتبر أن هذه المنطقة الأمنية هي وسيلة لمحاربة وحدات حماية الشعب الكردي وإضعاف الهياكل الإدارية للمناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. بينما تجد واشنطن في هذه المنطقة الأمنية طريقة لإيجاد توافق بين الأتراك وقوات سوريا الديمقراطية، وضمان عدم احتلال روسيا وإيران ودمشق للفضاء الذي بقي شاغرا بسبب انسحاب القوات الأمريكية.
وبحسب الكاتب فإن هذه العملية يُمكن أن تولد ثلاثة تطورات:
أولا، من خلال بحثهم عن الحصول على ضمانات من واشنطن وفاعلين دوليين آخريين، فإن الأكراد سيضاعفون جهودهم للتوصل إلى اتفاق مع النظام السوري، الذي ربما لديه اسبابه هو الآخر للتفاوض معهم.
في البداية، عندما أعلن ترامب الانسحاب الأميركي، لم يكن النظام السوري متسرعاً لإبرام صفقة مع الأكراد السوريين، معتبراً أنهم سيضعفون مع مرور الوقت ويتقلص حجم مطالبهم في نهاية المطاف. ولكن النظام أصبح الآن يميل إلى التفاوض مع الأكراد – وهي عملية دعمتها موسكو- وذلك تحنباً لاحتمال إقامة منطقة أمنية والذي من شأنه أن يفقده، لفترة طويلة، السيطرة على حدوده وجزء كبير من موارده الهيدروكربونية.
تجد واشنطن في  المنطقة الأمنية طريقة لإيجاد توافق بين الأتراك و”قسد”، وضمان عدم احتلال روسيا وإيران ودمشق للفضاء الذي بقي شاغرا بسبب انسحاب القوات الأمريك
 ورأى الكاتب أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: أيُّ كُردٍ، ولكن أيضاً أيُّ عربٍ سيكون بإمكانهم المشاركة في الهياكل السياسية الإدارية لشمال شرق سوريا؟. فطبيعة الحلفاء العرب لتركيا والولايات المتحدة مختلفة، حيث يعد شركاء واشنطن متحالفين مع وحدات حماية الشعب الكردي وينشطون ضمن قوات سوريا الديمقراطية.
ثانيا، من غير المرجح أن تعارض روسيا بشكل مباشر فكرة المنطقة الأمنية، حتى لو كان ذلك يعني تعريض علاقاتها مع أنقرة للخطر. فهي ( روسيا) ستسعى على الأرجح إلى الحصول على تنازلات من أنقرة حول قضايا أخرى (خاصة إدلب وربما بعض القضايا الثنائية). في الوقت نفسه ، ستسعى موسكو دون شك إلى التدخل في محتوى وعمق المفاوضات حول المنطقة الأمنية.
ثالثاً ، مع تطورها إلى عمليات ، من المرجح أن تستمر المناقشات حول المنطقة الأمنية وتصبح دولية. وهذا بدوره يمكن أن يؤثر على العلاقات التركية الأمريكية.
فإذا لم يتم التخطيط لها وتطبيقها بشكل صحيح، فإن الفكرة الأمريكية لإقامة منطقة آمنة قد تغضب البعض وتخلق الفوضى في شمال شرق سوريا. غير أنه، حتى اللحظة، فإن الثغرة الرئيسية لهذا المقترح الأمريكي بإقامة منطقة أمنية؛ تتمثل في غياب رؤية سياسية واضحة ومحددة لشمال شرق سوريا، إن لم يكن لسوريا بشكل عام.
==========================
الصحافة التركية :
صحيفة ملليت :مكيدة جديدة.. درع أوروبي لحماية "بي كي كي"
http://www.turkpress.co/node/57531
تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
سئمت تركيا من تكتيك ترامب في المماطلة بخصوص شرق الفرات ومنبج. يقول إنه سينسحب، ثم يرسل قوات جديدة إلى المنطقة.
يقر بأنه يتفهم موقف ومخاوف تركيا بخصوص "ب ي د/ بي كي كي" ثم يستضيف قادة التنظيم في واشنطن، ويعرب عن محبته لهم واعتزامه حمايتهم.
أي أن ترامب لا يتخلى عن "ب ي د/ بي كي كي"، على العكس، يقدم على كل خطوة ليكون حليفًا استراتيجيًّا للتنظيم، على الرغم من معرفته بعزم تركيا على تطهير شرق الفرات من الإرهابيين.
لهذا فإن أنقرة قد تلجأ إلى خيار العملية العسكرية في أي لحظة، والسبب يشرحه الجنرال المتقاعد نعيم بابور أوغلو:
"تقول الولايات المتحدة إنها ستنسحب، إلا أنها جلبت 400 جندي جديد إلى المنطقة. لم أقرأ في تاريخ الحروب بالعالم استقدام قوات جديدة من أجل الانسحاب.
من الممكن إرسال وفد تقني من أجل سحب الشاحنات وطائرات الشحن وبعض أجهزة الاتصال أو أنظمة السلاح، لكن استقدام 400 جندي محارب أمر غير منطقي.
هذه مماطلة من أجل كسب الوقت.. أكثر ما أخشاه هو أن ترامب يجري محادثات مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا، ويسعى لزيادة الوجود العسكري لهذه البلدان في المنطقة".
ويضيف بابور أوغلو:
"كانت الولايات المتحدة تفكر بخيارين من أجل شرق المتوسط. الأول، قوات عربية، والثاني البيشمركة. والآن ظهر هذا الخيار الجديد، وهي تتفاوض مع بعض البلدان الأوروبية.
يريد ترامب تشكيل تحالف من بلدان كفرنسا وبريطانيا وألمانيا وجلب قواته إلى شرق الفرات في مسعى لتقاسم الأعباء والكلفة. وبذلك سيقيد تحركات تركيا ويحمي تنظيم "ب ي د/ بي كي كي".
التأخر ولو كان قصيرًا جدًّا في القضايا الاستراتيجية يؤدي إلى عواقب لا يمكن تلافي آثارها. سياسة الولايات المتحدة حاليًّا ضد تركيا تمامًا، والأمر لا يحتمل التأخير".
ويشير بابور أوغلو إلى أنه من غير الممكن اعتبار الولايات المتحدة حليفًا، بعد أن استضاف ترامب في واشنطن قادة الإرهابيين.
ويتابع:
"لهذا لا يمكن لتركيا أن تسلك السبيل نفسه وتقدم على خطوات مع السياسات الأمريكية في العراق وسوريا والشرق الأوسط. لأن الولايات المتحدة تلجأ للتكتيك نفسه باستمرار فتكسب وتماطل. على تركيا أن تضع بشكل عاجل سياسات مختلفة".
وردًّا على سؤال: هل هذا يعني الإقدام على عملية عسكرية عاجلة؟
يجيب بابور أوغلو:
"نعم. وقع البلدان اتفاق منبج في 4 يونيو/ حزيران وكان من المفروض أن يخرج "ب ي د/ بي كي كي" من منبج خلال 90 يومًا. كم 90 يومًا مر؟ ولهذا على تركيا أن تقول للولايات المتحدة "لم تفِ بتعهداتك تجاه تنظيم إرهابي يهدد وجودي، وعليه سأنفذ العملية العسكرية بمفردي". ومن ثم أن تطلب من واشنطن سحب قواتها من المنطقة. فإن لم تنسحب عليها المجازفة كما فعلت في قبرص".
==========================
الصحافة البريطانية :
إندبندنت: الصحافي لدى تنظيم الدولة جون كانتلي حي يرزق
https://arabi21.com/story/1157731/إندبندنت-الصحافي-لدى-تنظيم-الدولة-جون-كانتلي-حي-يرزق#tag_49219
ذكرت صحيفة "إندبندنت" أن الصحافي البريطاني جون كانتلي، الذي ألقى مقاتلو تنظيم الدولة القبض عليه، لا يزال حيا بحسب ما تعتقد الحكومة البريطانية.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، نقلا عن وزارة الأمن البريطانية، قولها إن الصحافي البريطاني لا يزال حيا بعد ستة أعوام من اختطافه مع جيمس فولي في عام 2012، وبعد ذلك أجبر على الظهور في سلسلة من الأشرطة الدعائية وكتابة مقالات في مجلة التنظيم الرسمية.
وتنقل الصحيفة عن وزير الأمن بن والاس، قوله للصحافيين الأمريكيين، إن كانتلي السجين لدى التنظيم لا يزال حيا، لكنه لم يقدم أي أدلة عن مصيره.
ويفيد التقرير بأن هناك سلسلة من التقارير غير المؤكدة في الفترة الماضية تشير إلى مشاهدة كانتلي بعد آخر ظهور له في فيديو لتنظيم الدولة بث في كانون الأول/ ديسمبر 2016.
وتشير الصحيفة إلى أن كانتلي ظهر في الفيديو في مدينة الموصل التي استعادتها القوات العراقية، بدعم من طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لافتة إلى أنه كانت هناك مخاوف من قتله بسبب الغارات الجوية على معاقل التنظيم أو في المعارك المستمرة في وادي الفرات.
ويلفت التقرير إلى أن الحملة التي تدعو للإفراج عن جون كانتلي ردت في بيان جاء فيه: "مع أن التقارير لم يتم التأكد منها في الوقت الحالي فإننا نواصل الأمل والدعاء بأن تكون صحيحة".
وتذكر الصحيفة أن كانتلي عمل مصورا صحافيا لعدد من الصحف البريطانية، لكنه اختطف مع فولي، الذي أعدمه التنظيم مع عدد من المختطفين الأمريكيين والبريطانيين عام 2014، فيما أجبر كانتلي على الظهور في أشرطة فيديو دعائية تنتقد السياسة الخارجية الغربية، والتدخل العسكري، وظهر في عدد من التقارير التي صورت في معاقل تنظيم الدولة المتعددة، وظهر اسمه على عدد من المقالات في مجلة التنظيم الناطقة باللغة الإنجليزية.
ويفيد التقرير بأن كانتلي اختطف في السابق عندما كان يجتاز الحدود السورية في آب/ أغسطس عام 2012، إلى جانب المصور الصحافي الهولندي جيروين أورلمانز، لكن الجيش السوري الحر خلصهما من خاطفيهما.
وبحسب الصحيفة، فإن أقاربه قاموا بسلسلة من المناشدات العاطفية، التي طالبت بالإفراج عنه، مشيرة إلى أن والده أصدر بعد عامين من اختطافه شريط فيديو، ناشد فيه خاطفيه للإفراج عنه، لكنه مات بعد الفيديو، فيما دعت شقيقته جيسكا كانتلي للحوار المباشر مع تنظيم الدولة، وقالت إن عائلتها منفتحة على الحوار مع الجهاديين.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن كانتلي لا يزال واحدا من ثلاثة صحافيين أجانب لا يعرف مصيرهم، بعد عام من خسارة تنظيم الدولة معاقله المهمة كلها تقريبا، بمن فيهم الأمريكي أوستن تايس والجنوب أفريقي شيراز محمد.
==========================
البي بي سي :التايمز: الجمهوريون يفتحون النار على ترامب بشأن الانسحاب من سوريا
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-47139561
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الأربعاء عددا من بين القضايا من بينها انتقاد الجمهوريين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قراره الانسحاب من سوريا، ومساعي برلمانية بريطانية لإرجاء الخروج من الاتحاد الأوروبي ثمانية أسابيع، واقتراب الانتخابات المحلية التركية وتأثير ذلك على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
البداية من صحيفة التايمز وتقرير لديفيد تشارتر من واشنطن وهانا لوسيندا سميث من اسطنبول بعنوان " الجمهوريون يفتحون النار على ترامب بشأن الانسحاب من سوريا". وتقول الصحيفة إن خطة ترامب الانسحاب من سوريا وأفغانستان تلقت ضربة من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، الذين صوتوا بأغلبية ساحقة لمعارضة واحدة من أهم سياساته الخارجية قبيل خطاب حالة الاتحاد.
وتقول الصحيفة إن ترامب أيضا واجه أيضا معارضة أمس من حزبه بشأن مسعاه إعلان حالة الطوارئ في البلاد للحصول على التمويل اللازم لمبادرته المحلية الرئيسية، وهي بناء جدار على طول الحدود مع المكسيك.
وترى الصحيفة أن معارضة الجمهوريين لترامب كانت نادرة في العاميين الأوليين من فترته الرئاسية، ولكنها بدأت في التزايد خاصة فيما يتعلق بسياسته الخارجية. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي صوت مجلس الشيوخ، الذي تسيطر عليه أغلبية جمهورية، لسحب التأييد الأمريكي لحرب السعودية على اليمن.
ويوم الاثنين اقترح ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية، تعديلا لقرار الشرق الأوسط، الذي استحدثه الحزب الجمهوري، وينص التعديل على أن تنظم الدولة الإسلامية والقاعدة يمثلان "تهديدا خطيرا" لأمن الولايات المتحدة في سوريا وأفغانستان. ووافق مجلس الشيوخ على التعديل بأغلبية 70 صوتا مقابل 26، وصوت أربعة من الجمهورين ضده، وامتنع ثلاثة عن التصويت.
وتضيف الصحيفة أن التعديل ليست لديه السلطة لمنع ترامب من سحب القوات من سوريا، ولكنها تكفي للتذكرة بعدم الارتياح داخل حزبه بينما يستعد للتحدث إلى الأمة والإعلان عن الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية وتدمير الخلافة.
وتقول الصحيفة إن الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، أطلع لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ على أنه لم يتم استشارته في قرار ترامب الانسحاب من سوريا وأفغانستان. وقال فوتيل "من المهم إدراك أنه على الرغم من استعادة الأراضي (من تنظيم الدولة)، فإن القتال ضد تنظيم الدولة والمتطرفين لم ينته بعد ومهمتنا لم تتغير".
==========================