الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 4/1/2021

سوريا في الصحافة العالمية 4/1/2021

05.01.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • نيويورك تايمز :العالم مليء بالتحديات.. هكذا يستطيع بايدن مواجهتها
https://alghad.com/العالم-مليء-بالتحديات-هكذا-يستطيع-باي/
  • بولتيكو :"السيناريو الأسوأ".. بايدن قد يواجه إيران في اليوم الأول من حكمه
https://www.alhurra.com/usa/2021/01/03/السيناريو-الأسوأ-بايدن-يواجه-إيران-في-اليوم-الأول-حكمه
 
الصحافة البريطانية :
  • «الجارديان»: 12 من زعماء العالم يحددون ملامح 2021
https://sasapost.co/translation/2021-year-12-leaders/
  • الغارديان: عائلات سورية دفعت رشاوى لمسؤولين فاسدين مقابل معلومات عن أبنائها المعتقلين والمفقودين
https://www.alquds.co.uk/الغارديان-عائلات-سورية-دفعت-رشاوى-لمس/
  • ميدل إيست آي: بعد عام على مقتل سليماني إيران تعيد النظر في إستراتيجيتها العراقية.. سلاح أقل ومزيد من السياسة
https://www.alquds.co.uk/ميدل-إيست-آي-بعد-عام-على-مقتل-سليماني-إ/
  • الجارديان  "الربيع العربي في ذكراه العاشرة "غضب متفجر وأحلام محطمة"،
https://www.bbc.com/arabic/interactivity-55523791
 
الصحافة العبرية :
  • تقرير عبري: حزب الله يخلي مواقع عسكرية بشكل مفاجئ في سوريا
https://www.eremnews.com/news/arab-world/2300665
  • الصحافة العبرية: قاآني يجد صعوبة في إرتداء حذاء سليماني!
https://180post.com/archives/15700
 
الصحافة الامريكية :
نيويورك تايمز :العالم مليء بالتحديات.. هكذا يستطيع بايدن مواجهتها
https://alghad.com/العالم-مليء-بالتحديات-هكذا-يستطيع-باي/
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
روبرت إم غيتس* – (نيويورك تايمز) 18/12/2020
تحتاج الإدارة المقبلة إلى تحديث السياسة الأميركية لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
* * *
يبدو أن الرئيس المنتخب جو بايدن بصدد وضع إطار لسياسته الخارجية حول ثلاثة محاور: إعادة التواصل مع أصدقاء أميركا وحلفائها؛ وتجديد مشاركتنا في المنظمات الدولية؛ والاعتماد بشكل أكبر على أدوات القوة غير العسكرية. وبالنظر إلى التحديات التي تفرضها الصين ودول أخرى، فضلاً عن التهديدات العابرة للحدود التي تتراوح من الأوبئة إلى تغير المناخ، فإن هذه، في رأيي، هي الأولويات الصحيحة. (ولو أن القوة العسكرية غير المسبوقة ستظل، بطبيعة الحال، هي الخلفية لعلاقات أميركا مع العالم).
ومع ذلك، في كل واحدة من هذا الحالات، لن تكون العودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل ترامب كافية لإنجاز هذه المهمة. وسيكون من الضروري، في كل منها، إصلاح النهج الأميركي وتنشيطه وإعادة هيكلته.
سوف يرحب حلفاؤنا في “الناتو”، إضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية ودول أخرى، بإعادة تأكيد أميركا التزاماتها الأمنية وتحولها إلى الحوار المحترِم بعد الأعوام التي ميزتها المواجهة مع ترامب. لكنّ على الإدارة الجديدة أن تصر على قيام حلفائنا بعمل المزيد على العديد من الجبهات. وكان ضغط الرئيس ترامب عليهم لإنفاق المزيد على الدفاع استمرارًا لثيمة عابرة لرئاسات أميركية متعددة. ويجب أن يستمر هذا الضغط.
ولكن، ليس موضوع الإنفاق العسكري وحده هو الذي تحتاج إليه الإدارة الجديدة إلى اتخاذ موقف صارم مع الحلفاء بشأنه. يجب أن تتحمل ألمانيا المسؤولية، ليس عن مستوى الإنفاق العسكري المثير للشفقة فحسب، وإنما أيضًا عن اتجاهها إلى مقايضة المصالح الاقتصادية والأمنية لبولندا وأوكرانيا مقابل الفوائد الاقتصادية لخط أنابيب “نورد ستريم 2” الذي يمتد من روسيا إلى ألمانيا.
كما يجب أن تكون لإقدام تركيا على شراء نظام الدفاع الجوي الروسي، (إس-400)، في تجاهل للتحذيرات الأميركية المتكررة، تكاليف أيضاً. (العقوبات التي فُرضت مؤخرًا هي بداية جيدة). ويجب أيضًا محاسبة أنقرة على أفعالها في ليبيا وشرق البحر المتوسط وسورية، والتي تتعارض مع مصالح الحلفاء الآخرين في “الناتو” وتعقّد جهود تحقيق السلام. لا ينبغي غض النظر عن أفعال الدول الأعضاء التي تتعارض مع مصالح الحلفاء الآخرين.
تحتاج الولايات المتحدة إلى أخذ زمام المبادرة في حلف “الناتو”، من خلال تشكيل “تحالف ديمقراطيات”، لاستنباط عواقب للدول الأعضاء -مثل تركيا والمجر، وبولندا بشكل متزايد- التي تتحرك نحو الاستبداد (أو التي تبنته بالكامل مُسبقاً). ولا يوجد نص في ميثاق “الناتو” يبرر طرد دولة عضو، لكن الدبلوماسية الإبداعية ممكنة، بما في ذلك استخدام تعليق العضوية، أو اتخاذ خطوات عقابية أخرى.
يجب أن يكون احتضان السيد بايدن للمنظمات الدولية التي رفضها السيد ترامب مصحوبًا بجدول أعمال لتحسينها. وعلى الرغم من مشاكلها العديدة، فإن هذه المنظمات تخدم أغراضًا مفيدة، ويمكن أن تكون قنوات فعالة لتعزيز التأثير الأميركي في جميع أنحاء العالم.
في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، كانت لدى الاتحاد السوفياتي استراتيجية مفصلة وطويلة المدى لنشر مسؤوليه في جميع أنحاء الأمم المتحدة والمؤسسات المرتبطة بها. ويبدو أن الصين تنتهج استراتيجية مماثلة اليوم. وعندما نبتعد عن منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات المماثلة، فإننا نوفر للصينيين فرصًا للسيطرة عليها واستخدامها لخدمة أغراضهم الخاصة.
يجب أن تصر الإدارة الجديدة على الإصلاح التنظيمي بعيد المدى للمنظمات الدولية (مثل منظمة الصحة العالمية)، باستخدام كل النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي الذي يمكننا حشده لتحقيق الإصلاح الفعال حقاً. ولن يكون مجرد الظهور في الصورة مرة أخرى وحده جيدًا بما يكفي.
وأقرب إلى الوطن، حيث تلتزم الإدارة الجديدة بالاعتماد بشكل أكبر على الأدوات غير العسكرية، مثل الدبلوماسية التقليدية والمساعدة الإنمائية والدبلوماسية العامة لحماية مصالح أميركا وتعزيز أهدافنا، فإنها تحتاج إلى الاعتراف بأن هذه الأدوات بشكل عام أصبحت في حاجة ماسة إلى الاستثمار والتحديث. ويحتاج جهاز الأمن القومي لدينا -المصمم في العام 1947- إلى إعادة هيكلة بحيث يتناسب مع القرن الحادي والعشرين.
تتطلب المنافسة متعددة الأبعاد مع الصين والتحديات العابرة للحدود مشاركة رسمية لوكالات محلية لم تكن تعد في السابق جزءًا من جهاز الأمن القومي، واعتماد مقاربات جديدة لتحقيق استراتيجيات وعمليات أميركية حقيقية قائمة على مبدأ “الحكومة بأكملها”.
إن وزارة الخارجية، أداة القوة الرئيسية من غير المؤسسات الدفاعية لدينا، في حاجة ماسة إلى الإصلاح، كما يشهد العديد من كبار ضباط الخدمة الخارجية العاملين والمتقاعدين. وفي مقابل التغيير الهيكلي والثقافي الهادف، يجب على وزارة الخارجية الحصول على الموارد الإضافية المهمة التي تحتاجها لأداء مهماتها بنجاح.
في الأعوام الأخيرة، تركزت أدواتنا الاقتصادية الدولية بشكل أساسي على التدابير العقابية، مثل فرض العقوبات والتعريفات الجمركية. ونحن بحاجة إلى أن نكون أكثر إبداعًا في إيجاد الحوافز الاقتصادية الإيجابية لإقناع البلدان الأخرى بالعمل -أو عدم العمل- وفقًا لمصالحنا. لا يوجد بلد آخر يقترب، حتى مجرد اقتراب، من الولايات المتحدة في تقديم المساعدة الإنسانية بعد وقوع الكوارث، لكن جميع النجاحات الرئيسية الكبرى للمساعدة في الأعوام الأخيرة -مثل خطة الرئيس جورج دبليو بوش الطارئة لإغاثة جهود مكافحة مرض “الإيدز” أو إنشاء “مؤسسة تحدي الألفية”- كانت قد نُفِّذت خارج الهيكل البيروقراطي العادي أو العمليات العادية.
بينما لا تستطيع الولايات المتحدة التنافس بشكل مباشر مع مشاريع “مبادرة الحزام والطريق” الصينية ومساعداتها التنموية، فإننا يجب أن نبحث عن طرق للاستفادة من قوة قطاعنا الخاص. يمكن للشركات الأميركية أن تتشارك مع حكومة الولايات المتحدة في العمل في دول حول العالم، والتي تقدم آفاق استثمار جيدة وفرصًا لتعزيز المصالح الأميركية. وكان إنشاء “المؤسسة الأميركية لتمويل التنمية الدولية” في العام 2018 بداية جيدة. وتُعد مبادرة “تزويد أفريقيا بالطاقة” التي أطلقها الرئيس باراك أوباما في العام 2013، والتي أُقِرّت بالإجماع في مجلسي الكونغرس وتهدف إلى توفير إمكانية وصول عالمي إلى الكهرباء لإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مثالاً على الشراكة الناجحة بين القطاع الخاص والحكومة.
أخيرًا، تبدو الاتصالات الإستراتيجية الأميركية -قدرتنا على نشر رسالتنا والتأثير على الحكومات والشعوب- غير كافية وعفا عليها الزمن بطريقة تدعو إلى الشفقة.
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تعهد الرئيس الصيني، هو جينتاو، بتخصيص حوالي 7 مليارات دولار لتوسيع وسائل الإعلام الدولية للصين والتأثير على القدرات بشكل كبير. وعلى النقيض من ذلك، في العام 1998، ألغى الكونغرس الأميركي وكالة المعلومات الأميركية. وفي وقت لاحق، تم الإلقاء بفرع “الدبلوماسية العامة” في ركن من أركان وزارة الخارجية، كمنظمة لا تتبع مباشرة لوزير الخارجية.
كما لا يوجد تنسيق لتبادل الرسائل عبر أجزاء الحكومة، والجهود المبذولة للاستفادة بشكل أفضل من وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من التقنيات الجديدة كانت بطيئة ومفككة. وبالتأكيد، يمكن للدولة التي اخترعت التسويق والعلاقات العامة والإنترنت، أن تعرف كيفية استعادة التفوق والريادة في مجال الاتصالات الاستراتيجية.
ما تزال المخاوف ماثلة في الخارج حول ما إذا كانت إعادة الانخراط الأميركية (والموثوقية الأميركية) ستستمران إلى ما بعد هذه الإدارة الجديدة -وحول وجهات نظر الرئيس الجديد بشأن استخدام القوة العسكرية. ومع ذلك، ثمة ارتياح كبير بين معظم حلفائنا وأصدقائنا لأن السيد بايدن فاز في الانتخابات.
وهذا يوفر للرئيس الجديد نفوذاً كبيراً وقدرة على التحرك لتنشيط وتقوية التحالفات والمؤسسات الدولية، وليُظهر في الداخل أيضاً أن القيام بذلك يعزز المصالح الأميركية حول العالم ويحسّن رفاهية مواطنينا. وسيكون هذا إرثًا دائمًا ومقيماً لإدارة بايدن.
 
*Robert M. Gates: شغل منصب وزير الدفاع للرئيسين جورج دبليو بوش وباراك أوباما من العام 2006 إلى العام 2011.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: World Is Full of Challenges. Here’s How Biden Can Meet Them
=======================
بولتيكو :"السيناريو الأسوأ".. بايدن قد يواجه إيران في اليوم الأول من حكمه
https://www.alhurra.com/usa/2021/01/03/السيناريو-الأسوأ-بايدن-يواجه-إيران-في-اليوم-الأول-حكمه
رأت صحيفة "بولتيكو" أن الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، قد يواجه امتحانا صعبا في الأيام الأولى من توليه الحكم بعد 20 يناير، وذلك في حال قررت إيران أن تنفذ وعيدها بـ"الانتقام" لجنرالها القتيل، قاسم سليماني، الذي قضى بغارة أميركية في بغداد في يناير العام الماضي.
وأوضحت الصحيفة في مقال تحليلي لها أن النظام الإيراني قد يؤجل انتقامه إلى حين مغادرة الرئيس الحالي، دونالد ترامب، البيت الأبيض، وتفعل ذلك في بداية ولاية بايدن.
وأشار المقال إلى أن رغم توقعات بعض المراقبين بأن تنفذ إيران "ثأرها" في الهزيع الأخير من فترة حكم ترامب، الإ أن ذلك ليس صحيحا بالضرورة، مذكرة بما قاله المرشد الأعلى، علي خامنئي، بأن طهران ستختار الزمان والمكان المناسبين لتنفذ تهديداتها، وذلك يعني أن هذا ممكن أن يحدث في ولاية الرئيس المنتخب.
وكان ترامب قد هدد برد ساحق في حال حدوث أي هجوم يستهدف القوات الأميركية في العراق، خاصة إذا أسفر  عن مقتل جنود، مما جعل طهران بحسب العديد من المصادر، تكبح جماح الميلشيات الموالية لها في العراق لتمتنع عن تنفيذ أي اعتداءات فيما تبقى من فترة الرئيس الأميركي الحالي.
وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية، المؤيدة لحزب الله، قد ذكرت في وقت سابق أن مبعوث رئيس الوزارء العراقي مصطفى الكاظمي إلى طهران قد طلب منها نظامها الحفاظ على هدوء الأوضاع إلى أن "يتسلم بايدن مقاليد الحكم من ترامب".
الاستعداد لـ"السيناريو السيئ"
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى ضرورة أن يجهز بايدن لنفسه لسيناريو صعب يتمثل في قيام وكلاء إيران في العراق بتنفيذ هجمات ضد القوات الأميركية قد تسفر عن وقوع ضحايا مما سيضعه في اختبار جدي أمام هكذا أوضاع، إذ سيجد نفسه عالقا بين خيارين يطرحه عليه العديد من أعضاء الكونغرس وإداراته.
فقسم من أولئك السياسيين سوف يطالبون بايدن بالرد بحزم وقسوة على أي هجمات قد تقوم بها إيران عن طريق مليشياتها في العراق أو سوريا.
بينما سيطالب الفريق الآخر، بالذهاب إلى أساليب الدبلوماسية والسياسة لإعادة إيران إلى حظيرة الاتفاق النووي الذي جرى إبرامه في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما.
ومما يزيد من صعوبة مهمة بايدن، كما ترى الصحيفة، هو صعوبة وصول فريقه الانتقالي إلى المعلومات الاستخباراتية والعسكرية الضرورية، جراء رفض ترامب حتى الآن الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية.
وفي حال هاجمت إيران أو الميليشيات الموالية لها في العراق المصالح الأميركية في مرحلة متأخرة للغاية في أواخر أيام ترامب والذي قد لايستطيع الرد، مما يترك بايدن أما خيار صعب في ساعات حكمه، بحيث يجب عليه أن يوائم بين الرد العسكري والمسار الدبلوماسي حتى لا تتمنع طهران عن العودة إلى الاتفاق النووي إذا تعرضت لضربات أميركية قاسية.
ويرى مقال الصحيفة أن أفضل ما تفعله إدارة بايدن هو أن تجعل إيران لا تفكر في شن أي هجمات عن طريق إيصال رسائل واضحة بأن تلك الاعتداءات ستكون تكلفتها باهظة.
وأكد كاتب المقال أن يجب أن" يعلن الرئيس المنتخب بوضوح قبل 20 يناير الحالي أنه سيكون جاهزًا  منذ الدقيقة الأولى واليوم الأول أنه جاهز للرد بحزم على أي تهديد يستهدف الأميركيين".
==========================
الصحافة البريطانية :
«الجارديان»: 12 من زعماء العالم يحددون ملامح 2021
https://sasapost.co/translation/2021-year-12-leaders/
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا لسيمون تيسدال، محرر الشؤون الخارجية في الصحيفة، يستشرف فيه أبرز الشخصيات التي ستشكل أحداث عام 2021 في وقت سيبدأ فيه العالم ببطء مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، مستعرضًا التغيُّرات التي قد تحدث مع طرح لقاحات كورونا.
1- جو بايدن – الولايات المتحدة
يبدأ الكاتب تقريره بالرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الذي سيُنصَّب رئيسًا للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي، الأمر الذي سيمثل بداية إيجابية للعام الجديد؛ إذ سيعمل بايدن على إصلاح ما اعْوَج في المدة الماضية، من خلال إعادة انضمام الولايات المتحدة، دون إبطاء إلى اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ ومنظمة الصحة العالمية، وسيُبدي تعاونًا أوثق مع الحلفاء في أوروبا وآسيا، ومع تسارع طرح لقاح كوفيد-19، فإنه يخطط لحزمة تحفيز كبيرة لإنعاش الاقتصاد الأمريكي.
وأشار التقرير إلى أن التعيينات التي اختارها بايدن لحكومته تفيد عودة التعددية وإعادة ترتيب النظام الدولي القائم على أسس وقواعد، وتكمن مبادرته الرئيسة في «تحالف الديمقراطيات» الجديد. ويبدو أن هذا يهدف إلى التصدي للصين مع تجنب المواجهة المباشرة معها، وستكون العلاقات مع الأنظمة الاستبدادية الأخرى، مثل المملكة العربية السعودية، أكثر فتورًا، وستكون الاتفاقيات التجارية الجديدة، مثل تلك التي تسعى إليها المملكة المتحدة، مُعلَّقة في انتظار تعافي الولايات المتحدة.
وتوقَّع الكاتب أن يكون شهر عسل بايدن قصيرًا؛ ففي حال لم يفز الديمقراطيون في انتخابات الإعادة بولاية جورجيا في 5 يناير، ولم يتمكنوا من السيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكي، فقد يواجه الرئيس المنتخب صعوبة بالغة في ترك بصمته التشريعية.
كذلك يتعين عليه أن يقاوم المحكمة العليا التي يهيمن عليها المحافظون، والتي ستكون مسرحًا لمعركة تلوح في الأفق حول حقوق الإجهاض، وقد يخيب أمل هؤلاء الذين يأملون في تحرك سريع في التصدي للعنف الذي تمارسه الشرطة، والعنصرية عمومًا، وقد ينقلبون ضده.
ويواجه بايدن ثلاثة تحديات سياسية شخصية في عام 2021، يتمثل الأول في أسطورة «الانتخابات المسروقة» التي روَّج لها دونالد ترامب، الذي – إذا ظل خارج السجن – سيستخدم المنصات التلفزيونية وقاعدته المتعصبة لتقويض شرعية خليفته. بينما يتمثل التحدي الثاني في الديمقراطيين اليساريين المعارضين لسياساته الوسطية. وتشكِّل التساؤلات المزعجة بشأن صحته التحدي الثالث، والذي قد يصبح عند بلوغه سن الـ78 سببًا في تشتيته ذهنيًّا.
«فورين بوليسي»: كيف سيواجه بايدن الانقسام الأيديولوجي في سياسة أمريكا الخارجية؟
2- رجب طيب أردوغان – تركيا
وتابع التقرير موضحًا أن الرئيس التركي، الذي سيبلغ 67 عامًا في شهر فبراير (شباط) القادم، والذي يحتفل بمرور 20 عامًا على تأسيسه حزب العدالة والتنمية الحاكم، يمثل نموذجًا أصليًّا لـ«الرجل القوي» المنتخب. وسوف يتسم عام 2021 بالصراع العالمي على السلطة بين مثل هؤلاء القادة الأقوياء والقوى الإصلاحية المؤيدة للديمقراطية من بيرو وتايلاند إلى بيلاروسيا وهونج كونج.
ومثله كمثل عددٍ من هؤلاء الزعماء، يدير أردوغان سياسة خارجية عدوانية تهدف إلى إثارة النَّعرات القومية الوطنية وصَرْف الانتباه عن المشاكل الداخلية، وبهذا فإن هذا العام سيشهد المزيد من العنف ضد الأكراد في سوريا، والمزيد من التدخل التركي في ليبيا، والبلقان، والقوقاز. وعلى الرغم من كل هذا، فإن رحيل ترامب، ونهج بايدن الأقل تعاطفًا مع الزعيم التركي، قد يشجِّع أردوغان على إصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، والسعودية، والإمارات العربية المتحدة.
ويبدو أن عزم المستبدين على الشاكلة نفسها لن يلين على الرغم من فقدانهم لرعاية الرئيس الأمريكي راعيهم المهزوم. وربما قريبًا يَخْلُف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والدَه الملك سلمان المريض، والبالغ من العمر 85 عامًا. ومحمد بن سلمان على الأقل لا يتظاهر بأنه ديمقراطي.
وربما يطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالحصول على تفويض مزيف (من شعبه) لحكم أكثر قمعية وغير كفء، كما يفعل نيكولاس مادورو في فنزويلا، ورودريجو دوتيرتي في الفلبين، ولن يتمكن أيٌّ منهم من فِعْل ما يحلو له ضد رغبات شعوبهم في عام 2021. وناريندرا مودي في الهند حاكم استبدادي منتخب آخر، وقد نجح في تكرار نموذج الأغلبية الشعبوي، والذي قد يواجه أيضًا معوقات محلية متزايدة في عام 2021.
إن نجاح هؤلاء القادة ينبع جزئيًّا من التواطؤ الغربي، أو اللامبالاة، أو السياسة الواقعية التي يفرِضونها، وعلى الرغم من تولي بايدن السلطة، فليس هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن هذا سيتغير كثيرًا.
3- بشار الأسد – سوريا
في المحطة الثالثة، لفت التقرير إلى أن الحرب الأهلية الكارثية في سوريا ستبلغ عامها العاشر في مارس (أذار) القادم، وقد تسببت هذه الحرب في تدمير المدن السورية، وقتل شعبها، وتشريد الملايين من أهلها، فيما لم يزل الديكتاتور بشار الأسد قابعًا في قصره.
لكن ستزداد الضغوط لمقاضاته مع مجرمي الحرب الآخرين في عام 2021، وإن كان سيظل بمقدوره الاعتماد على روسيا وإيران لحمايته. وقد يهدد هجوم عسكري أخير يجري هذا الربيع في إدلب، آخر محافظة خارج سيطرة النظام، بكارثة جديدة للاجئين.
ويصادف هذا العام أيضًا الذكرى العشرين للحرب في أفغانستان، والتي تعود إلى هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، ومن المحتمل أن تتواصل محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، حتى مع تصاعد القتال. وعلى الرغم من رغبة بايدن في الخروج من أفغانستان، إلا أنه لن يفعل ذلك دون اتفاق سلام موثوق.
وفي حين تضغط طالبان لتحقيق النصر الكامل، قد يكون ذلك بعيد المنال كما كان دائمًا، وكما هو الحال دائمًا، ستحاول دول الجوار، والمتنافِستان الهند وباكستان، صياغة تسوية ما.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في مناطق صراع أخرى، فإن عام 2021 سيكون عامًا للحياة في ظلال المخاطر، فقد ارتفعت الآمال في اقتراب حل لـ«حرب أبدية» أخرى في ليبيا بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في الخريف الماضي. وإذا سارت الأمور على ما يرام، فمن الممكن أن تجرى الانتخابات هذا العام، ولكن البلاد ستظل ساحة معركة بالوكالة بين دول المنطقة.
 وقد يبدأ الصراع في اليمن أيضًا في التراجع إذا ألزم بايدن السعوديين بالانسحاب كما تعهدوا. وفي غضون ذلك تدخل إثيوبيا عام 2021 وهي تخوض حربًا لا طائل من ورائها في إقليم تيجراي.
4- إيمانويل ماكرون – فرنسا
 وأفاد التقرير أن شهر مارس سيصادف مرور أربعة أعوام على فوز الشاب الحديث العهد بعالم السياسة، إيمانويل ماكرون، بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ومن ثم اقتناصه السيطرة على قصر الإليزيه. وفي أبريل (نيسان) 2022 سيواجه ماكرون الناخبين مرةً أخرى، ومن بين القضايا البارزة التي ستمثِّل ركيزة لتقييم سجله الرئاسي بوصفه بطلًا للعلمانية الفرنسية، وطريقة تعامله مع «الإرهاب الإسلامي» و«الانفصالية»، وفقًا لكاتب التقرير.
وخلافًا لزعماءَ غربيين آخرين، يقدم ماكرون تفنيدًا أيديولوجيًّا لمحاولات المتطرفين تقسيم الناس على أساس معتقدات دينية، من خلال التمسك بالمساواة، التي تعكس المبدأ الجمهوري للمواطنة العالمية، ويقول النُّقاد إن موقفه قد أثار الجهاديين، إذ عانت فرنسا من سلسلة من الهجمات التي نفَّذها أفرادٌ أو «خلايا إرهابية» صغيرة، وقد يجلب عام 2021 فظائع مماثلة هناك، وفي أماكن أخرى.
ولكن إجمالًا  بحسب التقرير انخفض تواتر الهجمات الإرهابية المنسوبة إلى إسلاميين في أوروبا عام 2020، وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي. وقد يستمر هذا الاتجاه النزولي في عام 2021. وكذلك شهدت سوريا والعراق والعالم العربي بأسره انخفاضًا في العنف الذي ينفِّذه الإسلاميون.
وسيكون التركيز الرئيس في عام 2021، وخاصة بالنسبة لفروع «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)»، على منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، وخاصة موزمبيق، ومالي، والنيجر، والكاميرون، وبوركينا فاسو، وشمال نيجيريا، حيث جددت جماعة بوكو حرام هجماتها الإرهابية في المناطق الريفية.
وقد يشهد العام المقبل أيضًا استمرارًا للزيادات الأخيرة في أعمال العنف التي يمارسها تيار اليمين المتطرف والجماعات التي تؤمن بتفوق العِرق الأبيض في أوروبا والولايات المتحدة، والتي باتت تُشكِّل تهديدًا أكبر من الجهاديين. والواقع أن جائحة فيروس كورونا يمكن أن تُفاقم تلك الزيادة، التي أشعلها الساسة الشعوبيون، وغذَّتها العزلة الاجتماعية، والتفاوت بين الناس، وضعف التعليم والكراهية العنصرية.
5- نيكولا ستورجون – أسكتلندا
يصل التقرير إلى محطته الخامسة، حيث يوضح أن بريطانيا تواجه تحديًّا ثلاثيًّا عسيرًا في عام 2021، والذي يتمثل في: إنهاء كابوس كوفيد-19 في الوقت الذي تحاول فيه البلاد تحقيق التعافي الاقتصادي، والتعامل مع فوضى ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتجنب الأزمة الدستورية وتفتيت المملكة المتحدة. وستلعب رئيسة وزراء أسكتلندا، نيكولا سترجون، دورًا رئيسًا في الدراما الثلاثية، ولكن التحدي الأخير، حملة حزبها الوطني الأسكتلندي لنيل الاستقلال، هو ما قد يُهيمن على الأحداث مع مرور العام.
ووفقًا للتقرير إذا نجح الحزب الوطني الأسكتلندي، كما هو متوقع، في الفوز في انتخابات البرلمان الأسكتلندي في مايو، فإن الحملة لإجراء استفتاء ثانٍ سوف تستمر، ولكن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يصر على أنه لن يسمح بالتصويت مرةً أخرى، ولا أحد يدري ما قد يحدث آنذاك، إذ يشير البعض إلى حالة كاتالونيا، التي أجرت استفتاءً على الاستقلال في عام 2017 في تحدٍ لحكومة إسبانيا، الأمر الذي لم تكن عواقبه حميدة.
ونوَّه التقرير إلى أن نيكولا شخصية تتمتع بشعبية كبيرة في أسكتلندا، لكن يرى كُثُر في أسكتلندا أن الصحة واقتصاد ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وما بعد كوفيد، قضايا أكثر إلحاحًا من الاستقلال.
ويرجح الكاتب أن جونسون سيواجه المزيد من العواصف السياسية، وسيشهد هذا العام الخروج الأول الكامل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي منذ عام 1973، وتبدو البلاد غير مستعدة من الناحية الزمنية، وقد نالت طريقة تعامل جونسون السيئة مع الجائحة من مكانته العامة، وسيكون عام 2021 عامًا صعبًا على جونسون.
6- حسن روحاني – إيران
ويتابع الكاتب: قد تكون الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 18 يونيو (حزيران)، ورحيل الرئيس الحالي حسن روحاني، الذي لا يستطيع الترشح مرةً أخرى، نقطة تحوُّل في الشرق الأوسط. وقد كان روحاني مخيبًا للآمال؛ إذ فشل في تنفيذ الإصلاحات الموعودة، وأشرفَ على حقبة من القمع المحلي، والركود الاقتصادي الناجم عن جائحة كوفيد، والفساد، والعقوبات الأمريكية، لكنه على الأقل لم يكن ضد الحوار مع الغرب.
لكن وبحسب ما يستدرك الكاتب تضيق نافذة الحوار هذه مع الغرب؛ إذ منح التشكيك في النهج المعتدل والبراجماتي الذي تبنَّاه روحاني فرصةً للمحافظين، وكبار القادة العسكريين المتشددين في إيران، وإذا فاز مرشحهم (لم يقع الاختيار على أحد بعد) بالرئاسة، فقد يؤدي هذا إلى تبديد الآمال في بداية جديدة مع طهران.
وترشُّح شخصية مثل حسين دهقان، أحد كبار قادة الحرس الثوري، والمستشار العسكري للمرشد الأعلى علي خامنئي، قد يمنح المعنيين نصيحةً مفيدةً لما قد تؤول إليه الأمور.
تتوقف أمورٌ كثيرةٌ على مستوى المنطقة بالكامل على طبيعة عصر ما بعد روحاني، وقد تشتد المواجهة الإيرانية مع إسرائيل، التي يخوضها وكلاء في لبنان، وسوريا، والعراق، وغزة، إذا تولى المتشددون زمام السلطة، وكذلك الحال بالنسبة للتنافس الإقليمي مع دول الخليج العربي.
وتنظر السعودية ما إذا كانت ستتَّبع نهج الإمارات والبحرين في صنع السلام مع إسرائيل، ويأمل المعتدلون في إيران أن يؤدي العرض المبكر بتخفيف العقوبات من جانب بايدن إلى تحويل دفة الانتخابات إلى صالحهم.
وقد يشهد هذا العام لحظةً عظيمةً أخرى في الشرق الأوسط: الزوال السياسي لبنيامين نتنياهو ، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول خدمة، الذي يواجه تُهَم الرشوة والاحتيال ويتدهور ائتلافه الحاكم. ومع ذلك، وبغض النظر عمن سيخلفه، قد يكون هناك المزيد من التآكل لآمال الفلسطينيين في دولة مستقلة بعدما عقَدَ المزيد من الدول العربية صفقاتٍ مع إسرائيل ومع بعضها البعض.
7- شي جين بينج – الصين
يصل التقرير إلى محطته السابعة، حيث يلمح إلى أن هذا الشهر يصادف الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، على يد ماو تسي تونغ وآخرين.
ويتمتع مَنْ يُعد ماو تسي الصين في العصر الحديث، الرئيس الفعلي مدى الحياة شي جين بينج، بشخصية قوية أكبر من المؤسس نفسه. وبفضل توجيهاته، انتقلت الصين من «الصعود السِلْمِي» إلى ما يوصف بالقوة العدوانية المحتملة. ولذلك سيشهد عام 2021 مواجهة غربية مُنسَّقة على نحو متزايد ضد الصين.
ويرى الكاتب أن محاولات الصين للتنمُّر على البلدان ذات التصنيف المتوسط، ​​مثل: أستراليا، وكندا، من خلال أخذ الرهائن ومنع الواردات، وازدرائها الساخر لتراجع القوى الأوروبية في مرحلة ما بعد الاستعمار، مثل: المملكة المتحدة، واستعدادها الجديد لتحدي المنافسين الرئيسيْن مثل: الهند، والولايات المتحدة، يُنبِئ بعام صعب من المناوشات المتزايدة على مجموعة واسعة من الجبهات.
كيف توقع الصين الدول في دبلوماسية «فخ الديون»؟
وتشمل نقاط التوتر هجمات بكين على الديمقراطية في هونج كونج، وتايوان؛ وحشدها العسكري، خاصة في بحر الصين الجنوبي، وجبال الهيمالايا؛ وانتهاكات حقوق الإنسان في مقاطعتي شينجيانج والتبت؛ والتوسع العالمي لشركات التكنولوجيا الصينية، مثل: هاواوي؛ والعقوبات التجارية الغربية، والإجراءات الحمائية (سياسة اقتصادية لتقييد الواردات من البلدان الأخرى)؛ والتنافس الإستراتيجي على الموارد والنفوذ في آسيا، وأوروبا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وكذلك في الفضاء الخارجي.
وسينعكس الجدل المكثَّف في بريطانيا حول مشاركة الصين – وتحديدًا حول الاستثمار الصيني في البنية التحتية الأمنية الحيوية مثل الاتصالات والطاقة النووية – في جميع أنحاء أوروبا، حيث تُبدي بكين توددها لأعضاء الاتحاد الأوروبي الساخطين، ودول البلقان غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل: صربيا.
ويقول بايدن إنه يريد تهدئة الأمور، لكنه لن يرفع العقوبات حتى يصبح الاقتصاد الأمريكي أقوى وتتجمع الائتلافات التي تقودها الولايات المتحدة لتنافس بكين في لعبتها العالمية.
8- الأمين العام للأمم المتحدة: أنطونيو جوتيريس
وفي المحطة الثامنة، يذكر الكاتب أن دورة الألعاب الأولمبية 2020 التي أُعِيدت جدولتها – والتي تُعد الرمز النهائي، والمظهر العملي للعالم الواحد – ستصل إلى ذروتها في طوكيو في شهر أغسطس (آب)، وذلك على افتراض عدم تأجيل الألعاب مرةً أخرى. وستكون روح التعاون العالمي مطلوبة أكثر من أي وقت مضى في عام 2021 نظرًا لأن العالم يكافح للتعافي من جائحة فيروس كورونا المُستجد. ويقود معركة العودة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس.
وربما تجد الدول الأكثر ثراءً طرقًا خاصة بها للهروب من فيروس كورونا المُستجد، لكن سيقع على عاتق جوتيريس ووكالات الأمم المتحدة محاولة ضمان سلامة الجميع في نهاية المطاف. وسيحتاج عدد قياسي من الأشخاص يبلغ 235 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية والحماية في عام 2021، وهذه الزيادة في الأعداد بنسبة 40٪ تعزوها الأمم المتحدة بالكامل تقريبًا إلى تفشي فيروس كورونا المُستجد. ويقول جوتيريس: إن العالم يجب أن «يقف مع الناس في أحلك أوقات احتياجهم» – وأنه يريد 35 مليار دولار لدفع تكاليف هذه الاحتياجات.
ويشير التقرير إلى أن المنافسة غير العادلة للحصول على لقاحات فعَّالة وبأسعار معقولة ربما تعوق هذا الهدف. ويتوقع «تحالف لقاح الناس أو People’s Vaccine Alliance» المستقل أن يخسر الأشخاص في ما يصل إلى 70 دولة منخفضة الدخل في ما يوصف بـ «سباق اللقاحات» القادم في عام 2021. ويقدر المجلس النرويجي للاجئين أن هناك 40 مليون شخص معرضون على نحو متزايد لخطر التمييز وانتهاكات الحقوق، بما في ذلك الاتجار بالبشر وتجنيد الأطفال – وهو ما يمثل جزءًا من «أزمة المواجهة» التي أحدثها فيروس كورونا المُستجد. ووصل عدد اللاجئين المستقرين في بلدان آمنة إلى مستوى منخفض غير مسبوق.
ويأتي كل هذا على رأس التحديات القائمة بالفعل مثل نقص المياه الذي سيؤثر على أكثر من 3 مليارات شخص في عام 2021، سيؤثر على نصفهم بشدة، نتيجةً لزيادة الطلب، وانهيار المناخ. وستواجه ست دول – أفغانستان، واليمن، وبوركينا فاسو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ونيجيريا، وجنوب السودان – خطر المجاعة في عام 2021.
9- أنجيلا ميركل – ألمانيا
في هذه المحطة، يفيد التقرير أن الانتخابات الفيدرالية المقرر إجراؤها في شهر سبتمبر ستشهد التقاعد السياسي لأنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية منذ عام 2005 وأول امرأة تتولى هذا المنصب. وسيكون رحيلها نقطة تحول بالنسبة لألمانيا وأوروبا. وسيبلغ السباق لخلافتِها بصفتها قائدة لحزب الديمقراطيين المسيحيين ذروته هذا الشهر. وربما تجلب انتخابات شهر سبتمبر تغييرات كبيرة. وسيتركز الاهتمام على نحو خاص على حزب الخضر والبديل اليميني المتطرف لألمانيا.
وستكون خسارة ميركل، باعتبارها عنصرًا مؤثرًا ثابتًا وموحِّدًا، محسوسة بشدة داخل الاتحاد الأوروبي، لا سيما في القضايا المحورية مثل توافق منطقة اليورو، وميزانية أوروبا، ومنظمة «حلف شمال الأطلنطي (الناتو)». ويناصر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رؤية «أوروبا العالمية» الأقوى والأكثر تكاملًا، والتي تناضل من أجل قيمها ومصالحها. وكثيرًا ما كانت ميركل بمثابة المكابح لهذه الأفكار. ومع تقاعد ميركل واقتراب موعد الانتخابات الفرنسية، ربما تتسرب التوترات الفرنسية – الألمانية إلى العلن.
ويبدو أن دعم الأحزاب الشعبوية الأوروبية اليمينية المتطرفة يتراجع مؤخرًا، لكنها ستظل عاملًا مهمًا في عام 2021، على الأقل في الجدل غير المحسوم حول الهجرة. وفي تحديها الناجح لِلَجنة بروكسل المعنية بسيادة القانون وقضايا النوع وحرية الإعلام، ضربت الحكومتان البولندية والمجرية غير الليبراليتَيْن مثلًا سيئًا قد يحذو الآخرون حذوه.
وفي ظل إدارة أمريكية جديدة تركِّز في المقام الأول على المشاكل الداخلية، بينما تقبع دبابات الصين في خاصرتها، ومع تصرف روسيا على نحو لعبة جار من الجحيم (لعبة ذات فكرة كوميدية تعتمد على عمل المقالب)، تواجه أوروبا عامًا من التحديات التي يمكن أن تختبر وحدتها بصورة أكبر.
فهل تلقي أوروبا بنفسها مرةً ثانية في أحضان واشنطن، أم تحاول الإمساك بمنتَصف العصا بين الولايات المتحدة والصين، أم تذهب في مسارها وحدها؟ وهل يخلق ذلك الوضع اتحادًا أوروبيًّا «ذا سرعتين»؟ ومع ذلك يمكن أن تطغى المعركة الممتدة ضد فيروس كورونا المُستجد على هذه الأسئلة الكبيرة، وربما تقضي بدرجة أقل على تداعيات فشل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
10- فلاديمير بوتين – روسيا
ذكر التقرير في هذه المحطة العاشرة أن فلاديمير بوتين وُلد في مدينة سان بطرسبرج، التي كانت تُسمى لينينجراد آنذاك، في السابع من شهر أكتوبر عام 1952، أي بعد 35 عامًا من ثورة أكتوبر التي أسفرت في النهاية عن الاتحاد السوفيتي.
ويصادف هذا العام مرور 30 ​​عامًا على انهيار الاتحاد السوفيتي. وقضى العميل السري السابق في «المخابرات السوفيتية (KGB)» حياته السياسية منذ عام 1999 سواءً بصفته رئيسًا للوزراء أو رئيسًا للجمهورية، يحاول – وإن فشل في – إحياء الإمبراطورية السوفيتية. وربما يحتاج بوتين إلى القيام بثورة ثانية مشابهة لثورة أكتوبر لتوحيد روسيا الحالية.
ويبدو بوتين في وضع آمن بعد أن سمح له استفتاء دستوري مزور التمتع من الناحية النظرية بمدَّتين رئاسيتين إضافيتين لمدة ست سنوات. لكن بوتين يبدو مُتعبًا ومعزولًا؛ لقد عزل نفسه أثناء فترة الجائحة وأخذت شعبيته في الانخفاض. وانخفضت عائدات النفط، التي تمثل شريان الحياة بالنسبة لروسيا. ويواجه هو وحلفاؤه انتخابات برلمانية صعبة في شهر سبتمبر وسط تصاعد للمشكلات الاقتصادية والاضطرابات في أقصى شرق روسيا.
وعززت المحاولة الفاشلة لتسميم منافس بوتين الأكثر شهرة، أليكسي نافالني، المعارضة المحلية. وفي غضون ذلك، تتفكك جهود بوتين لاستعادة «الخارج القريب» لروسيا، فالانتفاضة الشعبية في بيلاروسيا ترفض قمعها. وأصبحت المشاعر المعادية لموسكو والمؤيدة للديمقراطية قوية في أوكرانيا، ومولدوفا، وجورجيا، وقيرغيزستان. وكشفت الحرب الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان حدود القوة الروسية، وغدت سوريا مستنقعًا لا يستطيع الهروب منه.
وبعد عقدين من الاستيلاء على الأراضي والاغتيالات والفساد المستشري والتخريب، لم يعد بوتين يملك سوى القليل من الحلفاء الدوليين. وتخضع روسيا لعقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وذهب ترامب، الذي كان يحترمه بوتين على نحو غريب دائمًا.
أما الدول الغربية، فتنظر إلى بوتين بأعين يملؤها الخوف والبُغض. ويعكس الحديث عن تحالف عسكري مع الصين ضعفه. باختصار يبدو بوتين ضعيفًا. وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) سترسل روسيا أول مركبة فضائية إلى القمر منذ 45 عامًا، وربما ينبغي على بوتين أن يرحل معها.
11- جاير بولسونارو – البرازيل
يصل التقرير إلى محطته قبل الأخيرة، فيذكر أن المملكة المتحدة ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للتغير المناخي لعام 2021، والمعروف أيضًا باسم COP26، والمقرر أن يُعقد في مدينة جلاسكو، بأسكتلندا في المدة من الأول إلى 12 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2021 تحت رئاسة المملكة المتحدة، على أمل إعطاء دفعة جديدة لاتفاقية باريس للمناخ لعام 2015.
وفي هذا الصدد يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس: «لن تكون لحظة قابلة للتحقق قريبًا. فالبشر يواصلون إلحاق أضرار غير عادية بالكوكب. والتنوع البيولوجي ينهار. وأصبح مليون نوع من المخلوقات معرَّض لخطر الانقراض. والنظم البيئية تختفي أمام أعيننا». ويريد جوتيريس من جميع الحكومات إعلان حالة الطوارئ المناخية في عام 2021.
ويأتي في طليعة من يشنون «حربًا بشرية انتحارية على الطبيعة»، الرئيس البرازيلي اليميني الشعبوي، جاير بولسونارو، الذي يُلخِّص إنكار تغير المناخ في أكثر حالاته تدميرًا. وقد وصلت إزالة الغابات في غابات الأمازون المطيرة، وهي مخزن حيوي للكربون يعمل على إبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري، إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد – وقد تسارعت منذ أن تولى بولسونارو منصبه في عام 2019. وربما يتفاقم مثل هذا التخريب البيئي في عام 2021.
ومع ذلك، هناك بوادر مشجعة؛ إذ تطلب المملكة المتحدة من الدول الأخرى مجاراتها أو تجاوز تعهدها بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 68٪ بحلول عام 2030. ويشير تعيين جون كيري صاحب الوزن السياسي الثقيل باعتباره «قيصر المناخ» إلى عودة الولايات المتحدة بالكامل إلى أداء دورها. وبالعودة إلى اتفاق باريس، يَعِد بايدن بأن تحقق الولايات المتحدة صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وقد حددت الصين عام 2060 باعتباره هدفًا لها وتقول: إن الانبعاثات ستبلغ ذروتها قبل عام 2030. وسوف يحذو آخروُن حذوهم.
ويستدرك الكاتب قائلًا: لكن عام 2021 سيشهد مع ذلك تسريعًا لوتيرة السباق مع الزمن ونعني به أزمة المناخ. وسوف تتعارض محاولات «إعادة البناء الأكثر اخضرارًا» بعد الجائحة مع المصالح الاقتصادية المكتسبة. وربما يصبح إلزام السياسيين بوعودهم المناخية، وفضح أمثال بولسونارو، التحدي الأكثر إلحاحًا في عام 2021.
12- كيم جونغ أون – كوريا الشمالية
وهنا يصل التقرير إلى محطته الأخيرة، فيشير إلى أنه في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2021 تكتمل تمامًا السنوات العشر منذ أن خلف كيم جونغ أون والده، كيم جونغ إيل، في منصب الزعيم الأعلى لكوريا الشمالية. وقد فشلت جهود ترامب المتغطرسة لعقد صفقة مع كيم لإنهاء برامج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية التي تحظرها الأمم المتحدة، لكن بايدن أيضًا يفتقر إلى أفكار جديدة. والسؤال المقلق لعام 2021 هو: هل سيستأنف كيم التجارب النووية؟
والأنكى من ذلك أن هناك تحديات إضافية بشأن الانتشار النووي ستظهر هذا العام. وربما تتزايد المخاوف، خاصة في إسرائيل المسلحة نوويًّا، من أن تحاول إيران امتلاك قنبلة ذرية. وربما يسعى السعوديون للحصول على قدرة نووية موازية ردًا على ذلك. وفي الوقت نفسه فإن استمرار التوترات الحدودية بين الدول الحائزة للأسلحة النووية، ونقصد بذلك الصين والهند، وبين الهند وباكستان، يمثل أيضًا سببًا للقلق المتزايد.
ويهدف بايدن إلى تمديد معاهدة نيو ستارت (New Start) لخفض ترسانة الأسلحة النووية مع موسكو التي تنتهي في شهر فبراير المقبل. لكن لا بايدن، ولا أي شخص آخر، يعرض نزع السلاح النووي في عام 2021.
ويختم الكاتب تقريره المطول بالإشارة إلى أن معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة صادقت على المعاهدة التي تحظر الأسلحة النووية، والتي تدخل حيز التنفيذ في 22 يناير الحالي. وحتى وإن كانت هذه المعاهدة تفتقر إلى أنياب، لكنها خطوة تبعث على الأمل.
==========================
الغارديان: عائلات سورية دفعت رشاوى لمسؤولين فاسدين مقابل معلومات عن أبنائها المعتقلين والمفقودين
https://www.alquds.co.uk/الغارديان-عائلات-سورية-دفعت-رشاوى-لمس/
لندن- “القدس العربي”:
كشف تقرير في صحيفة الغارديان، عن استخدام نظام بشار الأسد الرشاوى وابتزاز عائلات السجناء السوريين كمصدر لدعم نظامه.
وفي تقرير أعده جوشوا سورتيز قال إن عائلات المعتقلين السوريين في سجون الأسد، يُطلب منها وبشكل مستمر تقديم الرشوة للمسؤولين لكي يساعدوا في الإفراج عن أبنائها.
وأشار إلى تقرير أعدته رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا أن الأموال التي يتم ابتزازها من العائلات وصلت 2 مليون جنيه إسترليني في سجن واحد، وتساعد بالتالي رموز نظام الأسد على تجنب العقوبات.
واستند تقرير الجمعية على دراسة مسحية أجراها على 1200 من المعتقلين السابقين وعائلاتهم، وكشفت أن نظام الرشوة يشمل حراس السجن والقضاة والجيش، وفي بعض الأحيان وسطاء يحصلون على نسبة من المال المدفوع في شبكة فساد تجلب مبالغ طائلة إلى جهاز الأمن في الدولة.
وقال ربع المشاركين في الدراسة إنه طلب منهم دفع المال، حيث دفع بعضهم عدة آلافا من الدولارات، فيما دفع آخرون خاصة العائلات التي تعيش في المنفى مبالغ تصل إلى 33.000 دولار.
وأشار التقرير إلى أن المسؤولين في سجن واحد ابتزوا 2.7 مليون دولار من عائلات السجناء. وأشار معد التقرير والمؤسس المشارك للرابطة، دياب سرية، إلى أن الأموال المدفوعة انتهت في جيوب المسؤولين الفاسدين وأمراء الحرب أو ما يطلق عليها “الحكومة السورية العميقة من خلف الستار”.
وقال: “هذه صناعة الاعتقال.. وبني النظام السوري على فروع المخابرات والأمن، ويمنح رواتب قليلة لتشجيع الفساد والرشاوى وتمويل بنية الاعتقال هذه”. وزعم سرية أن هذا النظام تدعمه رموز داخل النظام، وعدد منهم فرضت عليهم العقوبات ولا يستطيعون فتح أو الحفاظ على حسابات بنكية في الخارج. وقال إن المبالغ الإجمالية ربما كانت أعلى من التي تم الكشف عنها في التقرير.
وتقدر منظمات حقوق الإنسان عدد الذين اعتقلوا أو فقدوا ما بين 100.000250.000 قبل الانتفاضة ضد الأسد في 2011. وزاد العدد بشكل حاد بنهاية 2012، في وقت تم تعذيب عشرات الآلاف من المعتقلين وقتلهم في السجون السورية منذ بداية الربيع العربي.
ويعتبر سجن صيدنايا، خارج العاصمة دمشق من أهم السجون العسكرية في سوريا. واعتُقل دياب سرية هناك عام 2006 بعد تشكيله مجموعة شبابية، وظل فيه مدة خمسة أعوام قبل الإفراج عنه في 2011، حيث أخلى النظام السجون من المعارضين لاستيعاب الأعداد الجديدة من الناشطين والمحتجين. وقضى طفولته بمنطقة صيدنايا قبل أن ينتقل إلى دمشق، وبعد هربه إلى تركيا يعيش الآن في هولندا.
ويشير التقرير إلى أن عمليات الاختفاء القسري تعتبر استراتيجية كبرى للنظام، ومصممة للسيطرة على السكان وترهيبهم. وقال: “الاعتقال والابتزاز المالي للسكان يمثلان مصدرا كبيرا لتمويل الدولة وبالتحديد أجهزتها القمعية”. ودعا التقرير للضغط على داعمي النظام، وبخاصة روسيا والمساعدة في الكشف عن مصير المفقودين والسماح لعائلاتهم بزيارتهم إن كانوا على قيد الحياة. وطالب بالضغط على المسؤولين للكشف عن مكان دفن الموتى والسماح بفحص الحمض النووي لبقايا الضحايا وتسليمها لعائلاتهم حتى تدفن بكرامة.
وكان أحمد واحدا من السجناء السابقين، واعتقد أنه لن يرى عائلته أبدا. وسُجن في تسعة سجون مختلفة أثناء فترة سجنه لمدة ثلاثة أعوام ودفعت عائلته 30.000 دولار لإخراجه. وقال: “مثل الكثير من العائلات، ظلت عائلتي تدفع ألف دولار هنا وألف دولار هناك على أمل دفعها للشخص الذي يستطيع تقديم معلومات.. وفي النهاية دفعت العائلة مبلغا كبيرا لمحام والذي قال لهم إنه سيدفع جزءا منه لقاض والجزء الباقي إلى القوات الأمنية”.
أما عبد الله فقد كان في سن التاسعة عشرة ويخطط للهروب من الخدمة العسكرية. وتم اعتقاله عند حاجز عسكري حيث عذب وحقق معه.
وقال: “كان يموت في كل يوم أربعة أو خمسة أشخاص وينقلون من الزنزانة.. وكانوا يجوعون حتى الموت. وبعد ذلك كان الحرس يدخلون الزنزانة ويضربون الجميع تاركين السجناء في حالة من الإرهاب النفسي”. وحكمت عليه محكمة بالسجن 15 عاما بعد اتهامه بسرقة السلاح والتعاون مع الإرهاب ونقل إلى صيدناياا. وقال إن الطعام كان يقدم للسجناء أحيانا ولكن ليس عندما يكون مزاج الحراس متعكرا. وحظر على السجناء الحديث أو القراءة. وتم استهداف السنة بالتعذيب وليس أبناء طائفة الأسد.
وقال عبد الله: “استعانت عائلتي بمحام لتخفيض الحكم الصادر علي إلى ستة أعوام… ودفع المحامي 10.000 دولار كرشاوى، ولا أزال أنا وإخوتي الثلاثة نعمل حتى نردّ الدين”.
وهناك عائلات سورية أنفقت آلاف الدولارات للحصول على معلومات عن أبنائها لكنها لم تحصل على شيء.  وقالت نادية، اللاجئة السورية في لبنان، إنها شاهدت زوجها آخر مرة في 2012 عندما سافر إلى دمشق لتجديد أوراق الهوية، و”كان في السيارة مع والده وسبعة آخرين… آخر شيء سمعناه عنهم أنهم وصلوا حمص وبعد ذلك اختفوا”.
وفي 2016 أخبرت جارتها أن قريبا لها في الجيش يمكنه المساعدة في الإفراج عن زوجها ووالده مقابل مبلغ. ولتأمينه، باعت البيت وأرضا في سوريا واستقرضت مالا وباعت حتى مجوهراتها.
وقالت: “دفعنا 5.000 دولار… وبعد ذلك قيل لنا إنه لن يفرج عنهما إلا بعد دفع 5.000 أخرى وعندما تم تحويلها عبر ويسترن يونيون اختفوا، وكانت عملية احتيال”.
وقالت: “شعرت أننا اقتربنا وأصبح الأمر بيدي وانهرت”.
==========================
ميدل إيست آي: بعد عام على مقتل سليماني إيران تعيد النظر في إستراتيجيتها العراقية.. سلاح أقل ومزيد من السياسة
https://www.alquds.co.uk/ميدل-إيست-آي-بعد-عام-على-مقتل-سليماني-إ/
إبراهيم درويش
لندن – “القدس العربي”:
قالت سؤدد الصالحي مراسلة موقع “ميدل إيست آي” في العراق إن مقتل الجنرال قاسم سليماني قبل عام بغارة أمريكية ببغداد قلب الإستراتيجية الإيرانية في العراق. وقالت إن خليفته إسماعيل قاآني بحسب عدد من المسؤولين بالميليشيات التي تدعمها إيران لم يبد الرغبة بالتعرف عليهم وبناء علاقات كما فعل سلفه.
وكانت زياراته القليلة مجرد توصيل رسائل أو نقل أوامر للجماعات الموالية لطهران. وهو ما أدى لصدمة وليس فقط خيبة أمل. وقالت: “أن تقول إن قادة الشيعة العراقيين شعروا بالخيبة من الرجل الذي حل محل قاسم سليماني هو تقليل من الموقف، فقد صدموا”. وكان سليماني يعرف القادة واحدا بعد الآخر وبل ومن يعملون تحت إمرتهم ووثق العلاقة معهم عبر عدة عقود. لكن زعيم فيلق القدس الجديد ليست لديه هذه المزايا فقد قضى معظم وقته في أفغانستان، والعراق ساحة جديدة له وهو لا يتقن العربية مثل سلفه سليماني، وفوق كل هذا يبدو أنه غير مهتم في تقليد سلوك القائد السابق.ورغم مضي عام مضطرب على الغارة الأمريكية في 3 كانون الثاني/يناير والزيارات القليلة إلى العراق واجتماعه مع قادة الميليشيات فلقاءاته كما وصفها زعيم فصيل شيعي تشبه “مسؤولا رسميا مهتما بتوصيل الرسائل والتعليمات”. وفوق كل هذا لم يبذل الزعيم الجديد أي جهد لإذابة الجليد مع شركائه الجدد. وكانت زياراته إلى العراق رسمية ولم يخصص وقتا لمعرفة القادة العراقيين. وقال سياسي شيعي بارز: “كانت لدى سليماني جاذبية ولا يمكن تجاهلها وتحدث العربية ووسع علاقاته مع معظم السياسيين العراقيين وقادة الفصائل المسلحة وجماعاتهم أو طوائفهم” و”هو ما جعله قريبا من الجميع وبنى موقعا له ومنحه تأثيرا على القادة الذين استخدمهم في السياسات التي يريدها”. وقال السياسي إنه كان يعرف كيفية التعامل مع العدو والصديق على حد سواء و”كان قادرا على التسوية مع معارضيه وجعلهم يوافقون على حل مرض”. وبالمقارنة مع ذلك فقاآني لا يعرف شخصيات مثل عمار الحكيم ويعرف شقيقه محسن فقط. وأصبحت المقارنة بين الثقة بسليماني ورسمية قاآني حديث المسؤولين في العراق.
وفي الوقت الذي كان يصل فيه سليماني إلى العراق بطريقة مفاجئة يقدم قاآني طلب تأشيرة قبل وصوله بأسابيع. وقال مستشار لرئيس الوزراء العراقي: “لم يكن سليماني يعترف بوجود باب بل وكان يقفز من النافذة، أما قاآني فيحب الدخول من الباب وعندما يسمح له”.
وكان الفرق واضحا فلم تكن إيران قادرة على سد الفجوة التي تركها رحيل سليماني وأبو مهدي المهندس الذي يعد الأب الروحي للكثير من الميليشيات المسلحة. وفي غياب سليماني باتت جماعات مثل عصائب الحق خارج السيطرة وتتجاهل تعليمات قاآني. وفي الوقت نفسه تتعامل إيران التي تعاني من العقوبات بعصبية مع الأزمة المالية في العراق وتراجع أسعار النفط وآثار كوفيد-19. وأجبر التطوران طهران على مراجعة سياساتها الإقليمية خاصة في العراق كما يقول مسؤولون سياسيون وعسكريون وأمنيون في العراق.
وقال مسؤول عراقي على علاقة مع المخابرات الإيرانية: “يقوم الإيرانيون حاليا بمراجعة كل خطط سليماني في العراق. وفي الماضي لم يكن أحد يمكنه الحديث عن سلبيات ولكن بعد مقتله صار الكل يتحدث عن سلبيات”، وأضاف: “اكتشفوا أنهم استغلوا العراق بشكل كبير واعتمدوا على حلفاء قدامى ساهموا باستنزاف موارده وجعل إيران تخسر القاعدة الشعبية الشيعية. والهدف هو محاولة نهج جديد وإعادة ترتيب الوضع في داخل العراق لتقليل الخسائر”. وقالت مصادر سياسية وعسكرية وأمنية عراقية إن السلطات الإيرانية المسؤولة عن العراق بدأت سياسة جديدة قبل شهر. ومن المتوقع ظهور آثار هذه السياسة في المؤسسات السياسية والأمنية العراقية. وبدت هذه تتضح داخل الجماعات المسلحة.
وقال مستشار مصطفى الكاظمي: “الفكرة هي تغيير الرؤية بناء على طريقة إدارة النزاع الأمريكي- الإيراني داخل العراق ومناسبتها مع التطورات المحلية والإقليمية”. وتلعب في تغير الرؤية الإيرانية من العراق 3 عوامل: الإدارة الأمريكية المقبلة لجوزيف بايدن وخروج الجماعات الموالية للمرجعية الشيعية آية الله علي السيستاني والانتخابات البرلمانية في العراق. وقال المستشار: “الفكرة لا تدور حول هوية الرابح أو الخاسر في هذا النزاع ولكن عن النجاة وبأقل الخسائر” و”لا يمكن لإيران القبول بخسارة العراق ولا المخاطرة والتنازل عن مصالحها القومية. ومن هنا فتقديم تنازلات أو التراجع خطوات للوراء هو الرد الطبيعي لإيران في هذه المرحلة”.
وأشار التقرير إلى دور المخابرات الإيرانية في الثمانينات من القرن الماضي التي كانت ناشطة مع الجماعات المعارضة لصدام حسين في داخل وخارج العراق. وقال مقاتل سابق في منظمة بدر، التي تعد من أقدم الجماعات المسلحة التي عارضت صدام، إن تأثير المخابرات الإيرانية تراجع بعد 2005 “عندما اندلع النزاع المباشر بين إيران من جهة والقوات الأمريكية والبريطانية من جهة أخرى”. وبدلا من ذلك تولى فيلق القدس، أو فرع العمليات الخارجية في الحرس الثوري، مهمة متابعة المصالح الإيرانية في العراق. ولعب الفرع دورا في توجيه العمليات ضد القوات الأمريكية في العراق وكذا بعد عام 2014 ضد تنظيم “الدولة”.
ويتمتع فيلق القدس بسيطرة كاملة على الشؤون الإيرانية في العراق وتأثيره في أعلى حالاته. وفي قلب هذا النجاح توتر يأبي التلاشي وسلسلة من الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات وتهدد بزعزعة استقرار العراق الذي يحاول التعافي من آثار تنظيم الدولة. فالحشد الشعبي الذي شكل بناء على فتوى من السيستاني أصبح تحت قيادة سليماني الذي وجهه في الحرب ضد تنظيم الدولة. وبعد هزيمته الجهاديين في 2017 كانت طهران قادرة على فرض السيطرة الكاملة على الحشد الشعبي الذي تجاهل أوامر الجيش العراقي الذي يخضع له. وفي ظل السيطرة الإيرانية ارتكبت فصائل الحشد سلسلة من الانتهاكات ضد المدنيين وبدأت بتهديد الحكومة العراقية والناس والسفارات الأجنبية. ورد السيستاني في النجف بالدعوة لإعادة ترتيب الحشد وتقليل التأثير الإيراني. وقال مسؤول سياسي مقرب من إيران: “وافق الإيرانيون على إعادة ترتيب الحشد الشعبي العام الماضي فقط. وكانوا يدرسون مقترحات للتضحية ببعض الجماعات المرتبطة به. وكل هذا توقف بسبب التظاهرات الحاشدة عام 2019 ومقتل سليماني” و”لم يعرقل مقتل سليماني المشروع ولكن أجل تنفيذه”. إلا أن وفاة سليماني وفشل قاآني في متابعة خطوات سلفه وعدد آخر من القضايا الملحة دفعت التحرك الذي بدأ من طهران وأدى لعودة المخابرات الإيرانية إلى العراق. وقال المسؤول السياسي: “لم يعد ممكنا المخاطرة وخسارة المزيد من التأثير داخل العراق والمنطقة”.
وبدأ فيلق القدس بالتراجع وتتراجع أرصدته وقدراته التنظيمية في العراق من الخط الأول في المواجهة السياسية. و”بالنسبة لإيران فالسياسة يجب أن تكون في المركز الآن لا السلاح”. ومن هنا كانت الرسائل المشوشة القادمة من طهران إلى بغداد تعبيرا عن التوتر بين الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية. وهناك من يعتقد أن المخابرات كانت تدعو للضبط في المواجهة مع أمريكا فيما كان فيلق القدس يحثها سرا على زيادة الهجمات. ولا أحد يعرف ما يجري لكن الساسة في العراق يعتقدون أن الخطة الإيرانية لبلدهم تغيرت. وتقوم الرؤية الجديدة على ثلاثة محاور: تفكيك بعض الجماعات المسلحة أو “إزالة النتوءات” وتقوية الحكومة العراقية والبحث عن مصادر بديلة لدعم حلفائها في داخل العراق. وقال مستشار الكاظمي إن عدم اعتراف إيران بالقوة الواحدة في العراق وخلال السنوات الماضية قادهم لمفاقمة الخلافات مع الجماعات المسلحة داخل الحشد الشعبي مما قاد إلى حالة الفوضى التي يعيشها البلد. ومن هنا فالطريق لحل مشكلة الميليشيا وفصائل الحشد الشعبي هو العثور على بديل للمهندس، المؤسس المشارك لكتائب حزب الله. وبعد ذلك قد تختفي بعض المنظمات مثل كتائب الخراساني وتتحول أخرى إلى عصابات أو تندمج مع الأقوى منها.
وتشترك هذه الميليشيات بالراتب من الدولة والمميزات والمعدات التي تحصل عليها، لكن ولاءاتها مختلفة، فهي إما تتبع السيستاني في النجف أو مقتدى الصدر أو تتبع آية الله علي خامنئي في طهران. ورغم محاولة نوري المالكي رئيس الوزراء عندما بدأ هجوم تنظيم “الدولة” عام 2014 إنشاء سلطة واحدة للحشد الشعبي وجعله تابعا للحكومة إلا أنه لم ينجح. وفي عام 2016 صدر قانون لتنظيم الحشد الشعبي وجعله خاضعا لنفس قوانين القوات الأمنية العراقية. وبدلا من ضبط الميليشيات زاد قانون 2016 من الفوضى. ويتمتع القادة الخارجون عن الحشد الشعبي بالمنافع التي يتمتع بها الحشد الشعبي بما في ذلك الهويات والعربات والأسلحة والمقرات التي يستخدمونها كغطاء للعمليات غير القانونية وحماية المقاتلين غير المسجلين في الحشد.
وقال مسؤول إن البعض استخدم مصادر الحشد ومقاتليه لأغراض شخصية وتنفيذ أجندات إقليمية وتورط في أعمال عنف ضد مؤسسات الدولة والبعثات الدبلوماسية. وقام المسلحون الذين هم في الحشد وخارجه في نفس الوقت بملء خزائنهم من مال المخدرات والسيطرة على بيوت المدنيين النازحين وابتزوا الشركات ورجال الأعمال واختطفوا العراقيين والأجانب طلبا للفدية. وعندما بدأت التظاهرات عام 2019 بدأ بعضهم باستهداف المتظاهرين والصحافيين واختطافهم وقتلهم. وهو ما دعا إيران للتحرك والحفاظ على القوى المسلحة الكبيرة داخل الحشد مقابل تنظيف صفوفها من العناصر الانتهازية وحل الفصائل الصغيرة. وبالنسبة للجماعات غير المسجلة في الحشد فسيتم الحفاظ على اثنتين أو ثلاثة منها تحت مظلة ما يعرف بـ “المقاومة المسلحة” ومرتبطة بفيلق القدس. وكتائب حزب الله وحزب الله النجباء سيشكلان نواة ما يعرف بقوى المقاومة.
والنتيجة تنين من رأسين، الأول منظم وتابع للحشد الشعبي والثاني تابع للمقاومة. ويعتمد تنفيذ الخطة على المحادثات الأمريكية- الإيرانية، ولهذا أصدر آية الله خامنئي أمرا للميليشيات في العراق بالتوقف عن استهداف المصالح الأمريكية وعدم منح دونالد ترامب الذريعة قبل مغادرته البيت الأبيض. وزار قاآني بغداد في 23 كانون الأول/ديسمبر والتقى الكاظمي والرئيس برهم صالح وأبلغهما رسالة مفادها ألا علاقة لإيران بالهجمات الأخيرة على مجمع السفارة الأمريكية في بغداد.
وأكد الجنرال عدم نية إيران الرد على مقتل سليماني. ولم تستمر زيارته سوى 24 ساعة وتبعها وفد عراقي إلى طهران. ويعتقد أن الزيارة هذه مرتبطة بمحاولة العراق الحصول على دعم إيراني للتحكم بالجماعات الخارجة عن السيطرة. ولإيران والعراق مصلحة بتنظيم الفصائل المسلحة بسبب الأوضاع المالية التي يمران بها والعقوبات الأمريكية على طهران.
==========================
الجارديان  "الربيع العربي في ذكراه العاشرة "غضب متفجر وأحلام محطمة"،
https://www.bbc.com/arabic/interactivity-55523791
 إنه بعد فورة الأمل وزهوته، تحول الأمر إلى خيبة أمل عارمة، في معظم دول الربيع العربي ففي سوريا لا يزال الأسد في السلطة، واتخذت كل من روسيا وإيران وتركيا حصصًا بارزة في الصراع الذي دمر منذ ذلك الحين جزءًا كبيرًا من سوريا.
أما مصر وكما تقول الصحيفة فقد عانت من اضطرابات شهدت نهاية حكم مبارك ، الذي استبدل بحكم قصير وكارثي للرئيس الإسلامي محمد مرسي، تلاه "انقلاب عسكري" للإطاحة بمرسي بقيادة عبد الفتاح السيسي، الذي أعاد فرض سلطة الهياكل الأمنية المصرية التي تخنق الكثير من الحياة المدنية.
ويجسد مقالا الإيكونومست والجارديان، الجدل الدائر حاليا، مع حلول الذكرى العاشرة للربيع العربي، بين من يرون أنه كان بمثابة الكارثة على المنطقة العربية، وأنه أدى بالدول التي اندلع بها، إلى ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة، وبين آخرين، يرون أنه كان نتيجة حتمية للاستبداد، وسعيا وراء التغيير والعدالة، وأن هذا الربيع لم يفشل ولم ينته بعد، رغم سحق موجته الأولى على حد قولهم، وهذه هي المجالات الرئيسية التي يختلف بشأنها أنصار وأعداء الربيع العربي.
سياسيا
يختلف أنصار وأعداء الربيع العربي، حول ما أدى إليه ذلك الربيع سياسيا، إذ يعتبر الأنصار ،أن الموجة الأولى لثورات الربيع العربي، كانت أمرا حتميا، في مواجهة الاستبداد والتهميش، وأنها خلصت عدة بلاد عربية، من حكام دكتاتوريين جثموا على السلطة، على مدى عقود، رعوا خلالها فسادا استشرى في كل مفاصل الدول، وإدى إلى مزيد من التهميش لقطاع كبير من المواطنين، ويعتبر هؤلاء أن اندلاع موجة ثانية للربيع العربي، هو أمر حتمي، بل أكثر حتمية في ظل عودة الدكتاتورية لبلدان عربية بصورة أكثر قسوة.
أما أعداء الربيع العربي، فيرون أن الأمر لم يكن سوى مؤامرة سياسية، قادتها أطراف خارجية، وهم يروجون لنظرية المؤامرة، فيما يتعلق بسعي قوى دولية، لإيصال الإسلاميين للحكم، وإن كانوا غير قادرين ،على تقديم أدلة مقنعة، ويرى هؤلاء أن ما أسفر عنه الربيع العربي، هو خراب سياسي على حد قولهم، إذ أنه أدى إلى ما يصفونه بسعي جماعات بعينها، إلى ضرب استقرار البلاد، والسيطرة على السلطة، وتقييد الحريات وفق قولهم.
اقتصاديا
كانت مفردتا "العيش" و "العدالة الاجتماعية"، من أبرز الشعارات، التي رفعت خلال ما عرف بثورات الربيع العربي، وكما يقال، فإن المقوم الاقتصادي في الحياة، يمثل المحرك الأول لمعظم مساعي التحرر، ووفقا لأنصار ثورات الربيع العربي فإن الهدف الرئيسي من تلك الثورات، كان تحقيق العدالة، وتصحيح أوضاع خاطئة استمرت لعقود، كانت خلالها عناصر الاقتصاد والثروة، تخدم فئة دون أخرى، فحققت الأقلية الغنية مصالحها، عبر المال والسلطة، مما زاد من الفجوة بين الإغنياء والفقراء في الوطن الواحد، ويعتبر أنصار الربيع العربي أن الثورات لو قدر لها أن تنجح لتمكنت من تحقيق كل ذلك.
أما أعداء الربيع العربي فيرون أن ثوراته، جرت خرابا اقتصاديا على كل الدول التي شهدتها، وأن نظرة على واقع شعوب الربيع العربي حاليا، كفيلة بأن تكشف مدى تردي الأحوال الاقتصادية، عما كانت عليه قبل العام 2011، إذ ارتفعت نسب الفقر والبطالة بصورة كبيرة، في ظل ما يتحدثون عنه من تكبيد ثورات الربيع العربي خسائر هائلة، لاقتصادات الدول التي وقعت فيها.
اجتماعيا
يؤمن أنصار ثورات الربيع العربي، بأنها ساهمت بصورة إيجابية كبيرة، في توحيد المجتمعات في بلدانها، إذ أنها مثلت تجربة رائعة، من وجهة نظرهم، في مجال العمل الجماعي الجماهيري، ووحدت قوى المجتمعات، بكافة انتماءاتها وطوائفها، من أجل رفض الاستبداد، والسعي للتغيير باتجاه الأفضل، وقد أعرب كثيرون في العالم على سبيل المثال، عن اعجابهم بالمشاهد القادمة من مصر، أيام ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 والتي أظهرت مشاركة الناس، بمختلف دياناتهم، في تلك الاحتجاجات، وكيف كان المتظاهرون جميعا، يتعاونون في تنظيف الشوارع وطلائها، بعد انتهاء احتجاجاتهم.
غير أنه وبعد انتكاسة معظم ثورات الربيع العربي، في العديد من الدول العربية، فإن الشقاقات بدأت تدب حتى داخل الأسر الواحدة، بين من يؤيد تلك الثورات وبين من يرفضها، ويعتبرها مسؤولة، عن كل ما حاق بالمجتمعات العربية من سوء، خاصة في ظل الحرب الدعائية التي يشنها إعلام السلطة الجديدة على تلك الثورات.
ويبرز أعداء الربيع العربي تلك الحالة، في خطابهم دوما، إذ يرون أن الربيع العربي، هو المسؤول عن تمزيق المجتمعات العربية، وإرساء حالة من الشقاق بين أبنائها، بين من يرون أن الأنظمة الحالية، هي التي تضمن الاستقرار للبلاد، وهؤلاء الذين يرون أنه لابد من التغيير، وأن الواقع الذي تعيشه معظم البلدان العربية حاليا، ليس استقرارا وإنما حالة من فرض الأمر الواقع عبر القمع والدكتاتورية.
=========================
الصحافة العبرية :
تقرير عبري: حزب الله يخلي مواقع عسكرية بشكل مفاجئ في سوريا
https://www.eremnews.com/news/arab-world/2300665
المصدر: ربيع يحيى – إرم نيوز
ذكر موقع ”Nziv net“ الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أنه حصل على معلومات تؤكد إخلاء ”حزب الله“ اللبناني مواقع عسكرية عدة في مدينة البوكمال شرقي سوريا بشكل مفاجئ، وأن عناصر من الحزب انسحبت من مراكز قيادة في حي الجمعيات شرقي محافظة دير الزور إلى مركز آخر في حي الهجانة.
وقال الموقع المتخصص في الملفات العسكرية والاستخبارية إن ”مصادر محلية شرقي سوريا ذكرت أن سيارات تابعة لحزب الله نقلت كميات من الأثاث من المقر العسكري في حي الجمعيات إلى حي الهجانة في مدينة البوكمال“، مضيفا أن ”قيادة الحزب التي شهدت عمليات الإخلاء هي الأقدم في مدينة البوكمال، إذ يسيطر عليها الحزب منذ 2017.
واعتمد الموقع في معلوماته على ”شبكة دير الزور 24“ الإخبارية، مشيرا إلى أن ”الفترة الأخيرة شهدت العديد من التقارير الأخرى حول تغيير مواقع وحدات شيعية موالية لإيران شرقي سوريا، وأن هناك تقديرات بأن هذه الوحدات العسكرية لديها مخاوف كبيرة بشأن كشف مواقعها“.
وحسب الموقع الإسرائيلي، تعتقد هذه الميليشيات أنها ”أصبحت مكشوفة أمام غارات جوية بقيادة أمريكا وقوات التحالف الدولي، أو أنها أصبحت مكشوفة أمام المقاتلات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي التي تقوم من آن إلى آخر بشن غارات ضد قوافل سلاح وعناصر إيرانية تعمل في هذه المناطق“.
وتابع أن ”إسرائيل استهدفت وفق وسائل الإعلام الغربية، مناطق شرق سوريا بصفة عامة ومنطقة البوكمال ومحيطها بصفة خاصة عشرات المرات خلال السنوات الأخيرة، وأن هدف الغارات الإسرائيلية كان منع إيران من ترسيخ أقدامها في هذه المنطقة“، مضيفا أن ”القوات الروسية أرسلت خلال الأشهر الأخيرة قوات كبيرة إلى المناطق نفسها بهدف تهميش القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية الموالية لطهران، بما فيها تلك التي وصلت من العراق وتمركزت في شرق سوريا“.
وتعرضت مدينة البوكمال لهجمات مكثفة، أشهرها كان قبل أكثر من عام، وهي الغارة المجهولة التي استهدفت ما تقول وسائل إعلام عبرية إنها قاعدة عسكرية جديدة على الحدود السورية العراقية، كانت بصدد استيعاب الآلاف من الجنود، فضلا عن مخازن سلاح وذخيرة ونظم قتالية تم تهريبها من إيران عبر العراق إلى المدينة الحدودية.
وذكر مراقبون إسرائيليون، أن الطموح الإيراني الخاص بامتلاك السيطرة على مسار بري يمتد من طهران إلى بيروت مرورا ببغداد ودمشق، أو ما يطلق عليه مجازا ”الجسر البري“، تراجع بشكل كبير، عقب سلسلة التفجيرات الغامضة في مدينة البوكمال.
=========================
الصحافة العبرية: قاآني يجد صعوبة في إرتداء حذاء سليماني!
https://180post.com/archives/15700
18003/01/2021
كتب المحلل الإسرائيلي يوني بن مناحيم مقالة تطرق فيها إلى أبعاد عملية إغتيال قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني. وفي ما يلي النص الكامل للمقالة التي تعبر إلى حد كبير عن رأي المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية:
“بعد مرور عام على اغتيال قاسم سليماني، يمكن القول أن الاغتيال أضعف النشاط العسكري الإيراني ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وكان علامة فارقة في الحرب ضد الإرهاب الإيراني. كان القضاء عليه ضربة قاسية لإيران وتعزيز قوة الردع ضدها، والمؤسسة الإيرانية في سوريا مستمرة.. ولكن بوتيرة أقل.
كان قرار الرئيس دونالد ترامب قبل سنة باغتيال سليماني، قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني والذراع التنفيذي للمرشد الأعلى علي خامنئي في الشرق الأوسط، من أهم القرارات التي اتخذها خلال فترة ولايته.. السبب المباشر لاغتيال سليماني هو حقيقة أنه كان “قنبلة موقوتة”. خطّط لهجمات فورية على دبلوماسيين وجنود أميركيين وكذلك الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، وبالتالي اتخذ ترامب قرار القضاء عليه.
برر ترامب قراره بالقول إن سليماني قتل وجرح آلاف الأميركيين على مدى فترة طويلة من الزمن وخطط لقتل كثيرين آخرين، زاعمًا أن “سليماني كان مسؤولاً بشكل مباشر وغير مباشر عن مقتل الملايين، بما في ذلك عدد كبير من المتظاهرين الذين قُتلوا مؤخرًا في إيران”.
كان اغتيال قاسم سليماني بمثابة ضربة عملياتية ومعنوية ضخمة لإيران وللمحور الشيعي الذي تتزعمه، فهو شخصية بارزة جدًا في أعلى مستوى سياسي – أمني إيراني اعتبره الكثيرون خليفة للمرشد الأعلى علي خامنئي.
كان سليماني المنسق الرئيسي لـ“محور المقاومة” بين القيادة الإيرانية ومنتسبيها في أفغانستان ولبنان وسوريا والعراق واليمن وقطاع غزة، كما قاد القتال ضد تنظيم “داعش” في العراق وسوريا.
كان اغتياله بمثابة إذلال كبير لإيران وانتهاك للكرامة الوطنية، ومن المحتمل أن يكون اغتياله وردعه من قبل الولايات المتحدة تجاه إيران وغيابه عن خريطة الشرق الأوسط شجعًا أيضًا على قتل العالم النووي الإيراني (المفجر النووي) محسن فخري زاده.
كانت إحدى الفرضيات الأساسية من وراء اغتيال سليماني أنه بسبب جاذبيته الكبيرة ومجموعة القدرات الإستراتيجية والتشغيلية، سيجد أي شخص يحل محله في المنصب نفسه صعوبة في إحتلال موقعه الكبير وبالتالي سيؤدي ذلك إلى إضعاف النشاط الإرهابي الإيراني في الشرق الأوسط. يجد خليفته إسماعيل قاآني صعوبة في ارتداء حذائه.
اغتيل سليماني في 3 كانون الثاني/ يناير 2020 على يد طائرة مسيرة أميركية أطلقت صواريخ على سيارته قرب مطار بغداد، إلى جانب أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي في العراق.
كان الجنرال قاسم سليماني رمزا وطنيا لإيران واغتياله فقط أكد ذلك، وعبّرت الجنازة الضخمة التي أقيمت له عن مشاعر الغضب والإحباط لدى الشعب الإيراني الذي تضرر شرفه باغتيال أحد كبار قادته، وهذا أحد أسباب تصميم القيادة الإيرانية على الانتقام لموته.
على الرغم من مكانته العالية في قمة النظام الإيراني، كان قاسم سليماني قائداً ميدانياً لمدة 22 عامًا وكان له تأثير كبير على الميليشيات الموالية لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وعمل على تعزيز مكانة إيران في الشرق الأوسط ونشر “الثورة الخمينية” في الدول العربية.
شجع اغتياله مجلس النواب العراقي على اتخاذ قرار يطالب الحكومة العراقية بطرد جميع القوات الأجنبية من العراق.
من السابق لأوانه الحكم على شدة الضرر العملياتي لقدرات إيران في أعقاب الاغتيال، وعلى الرغم من استمرار إيران في إنشاء قاعدة عسكرية في سوريا، إلا أن هناك بالفعل دلائل على أنها أقل قوة من ذي قبل. لقد نجحوا حتى الآن في فتح جبهة نشطة جديدة من الأراضي السورية ضد إسرائيل.
في العراق، تتواصل أنشطة الميليشيات الموالية لإيران، وتستمر في مهاجمة أهداف أميركية لانسحاب الجيش الأميركي من العراق، لكن تصاعد ردع إدارة ترامب ضدها بعد الاغتيال.
تصاعد التوتر في الخليج العربي قبيل الذكرى الأولى لاغتيال قاسم سليماني كما اتضح، من المقرر أن يغادر الرئيس ترامب البيت الأبيض في العشرين من هذا الشهر، وعلينا أن ننتظر ونرى ما إذا كانت إيران ستجرؤ على الانتقام قبيل تنصيب جو بايدن
كما استمر مشروع الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى في سوريا ولبنان وحتى وصل إلى أيدي المتمردين الحوثيين في اليمن وربما إلى قطاع غزة، ومن الصعب معرفة ما كان سيحدث في هذه المناطق من النشاط لو كان سليماني قد نجا.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الفراغ الأمني ​​الذي نشأ في إيران بعد إغتياله ساعد أيضًا في تدمير نظام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في منشأة نطانز النووية وإغتيال العالم النووي محسن فخري زاده.
كان لقاسم سليماني تأثير مهم في قطاع غزة، فقد قام بتحويل عشرات الملايين من الدولارات على مدار السنوات لتمويل أنشطة حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي ضد إسرائيل، وتأمين أسلحة متطورة، وقدم تدريبات في إيران وسوريا لنشطاء إرهابيين من قطاع غزة. وقال زياد نخالة، زعيم حركة الجهاد الإسلامي، في مقابلة في 31 كانون الأول/ ديسمبر مع قناة “الميادين”: “كل أسلحتنا الكلاسيكية جاءت إلى قطاع غزة عبر قاسم سليماني وسوريا وحزب الله. وزار قاسم سليماني السودان وتأكد من أنه سيكون بمثابة محطة لنقل الأسلحة إلى قطاع غزة”، وأضاف “كل وحدات إنتاج السلاح التابعة لحماس والجهاد الإسلامي تدربت في إيران. لدينا اليوم مهندسون وخبراء لصنع أسلحة في قطاع غزة وهم يقومون بتدريب فرق إضافية”.
بدوره، قال المتحدث باسم حركة حماس أسامة حمدان في الأول من كانون الثاني/ يناير إن الصلة بين سليماني وقيادة حماس السياسية والعسكرية “كانت عميقة، وكان له دور كبير في دعم المقاومة، وفي وصول صواريخ الكورنيت المضادة للدبابات إلى القطاع خلال عام 2012”.
ويزعم منتقدو اغتيال قاسم سليماني في الدول الغربية أن اغتياله سيعزز التأييد الشعبي للتيار المحافظ في إيران، وأن ذلك سينعكس في الانتخابات الرئاسية هذا الصيف.
وبحسب هؤلاء، فإن الاغتيال الناجح زاد من دافع إيران وتصميمها على طرد الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، وأدى الاغتيال إلى وصول التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إلى ذروة جديدة ولن يسكت الإيرانيون حتى ينتقموا منه.
وبعد الاغتيال، ردت إيران بإطلاق عشرات الصواريخ على القاعدة الأميركية “عين الأسد” في العراق، لكن إيران أبلغت الولايات المتحدة مسبقًا بالهجوم لمنع وقوع إصابات الأمر الذي كان يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات بين الجانبين.
خلقت ردود فعل الرئيس ترامب غير المتوقعة تجاه إيران رادعًا كبيرًا لطهران، ففي العام الماضي، اضطرت إيران إلى تبني مبدأ “الصبر الاستراتيجي” والانتظار بصبر في الوقت الأنسب لها لتنفيذ هجمات انتقامية على مقتل قاسم سليماني.
وبحسب مصادر إيرانية، يقترب هذا الموعد مع انتهاء ولاية الرئيس ترامب في 20 كانون الثاني/ يناير، لكن الولايات المتحدة تتوخى الحذر حتى الآن حتى لا تفتح جبهات جديدة.
كما أن إيران هادئة، لكن وسائلها الإعلامية تهدد بلسان كبار أعضاء الحكومة والحرس الثوري بالانتقام من الولايات المتحدة في  “الوقت المناسب”، كما هدد خليفة سليماني إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس برد داخل الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع.
إن تصفية قاسم سليماني ذات أهمية قصوى في تعزيز الردع في الحرب ضد الإرهاب والانتشار الإيراني في الشرق الأوسط، ولم يتردد الرئيس ترامب في تجاوز ما يعتبره الكثيرون “الخط الأحمر”.
تصاعد التوتر في الخليج العربي قبيل الذكرى الأولى لاغتيال قاسم سليماني كما اتضح، من المقرر أن يغادر الرئيس ترامب البيت الأبيض في العشرين من هذا الشهر، وعلينا أن ننتظر ونرى ما إذا كانت إيران ستجرؤ على الانتقام قبيل تنصيب جو بايدن”.
========================