الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 4/1/2017

سوريا في الصحافة العالمية 4/1/2017

05.01.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة البريطانية : الصحافة العبرية : الصحافة الايرانية : الصحافة النمساوية والتركية :  
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن: قوات (الباسيج) الإيرانية تدرس احتمال اضطلاعها بدور أكبر محلياً وإقليمياً
http://www.all4syria.info/Archive/376995
كلنا شركاء: فرزين نديمي- معهد واشنطن
في 7 كانون الأول/ديسمبر، عيّن المرشد الأعلى علي خامنئي رئيساً جديداً للقوات الإيرانية شبه العسكرية المعروفة باسم “الباسيج”. وقد حلّ الجنرال غلام حسين غيب برور محل محمد نقدي الذي تولى هذا المنصب لسبعة أعوام. ويسلّط تعيينه الضوء، من بين أمور أخرى، على حرص طهران الواضح لتعزيز الدور الداخلي المحلي القمعي الذي تضطلع به قوات “الباسيج”، ولاستخدام الحرب السورية كميدان فعلي للتدقيق في الجيل القادم من قادة «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» وتدريبه.
مواجهة “التهديدات” الداخلية
تُعتبر “الباسيج” قوات شبه عسكرية قائمة على التطوع تمّ إنشاؤها في أعقاب ثورة عام 1979. وخلال الحرب الإيرانية -العراقية، اضطلعت بدورها الرئيسي المتمثّل بزيادة عدد أفراد «الحرس الثوري الإسلامي» من خلال توفير مجموعة من المتطوعين على المدى القصير، مما جعل أعضاءها يشتهرون بسرعة إما بكونهم من المخلصين الساعين إلى الشهادة أو هدفاً للمدافع يفتقرون إلى التدريب. ولم يتمّ دمج “الباسيج” بالكامل في هيكلية “دفاع الفسيفساء” الأمنية للمحافظات الخاصة بـ «الحرس الثوري الإسلامي»، حتى أواخر عام 2009 – بعدما ملأ متظاهرو “الحركة الخضراء” الشوارع احتجاجاً على الانتخابات الرئاسية – حيث اكتسبت إطاراً مهنياً خاصاً بها في غضون ذلك.
وقد ساعد غيب برور، الذي يُعتبر من أبرزأأأبرز مؤيدي التأهب الاستخباراتي الشديد في الحرب “الناعمة” و”الصلبة”، على قمع الاضطرابات التي اندلعت في ذلك العام في طهران وعدد من المدن الرئيسية الأخرى بصفته قائداً لأحد فرق «الحرس الثوري الإسلامي». وفي وقت سابق، كان قائداً لمقر “الإمام الحسين” خلفاً لمرشده الجنرال حسين همداني. ويُقال إن هذا المقر يشرف على نحو 500 من كتائب “الباسيج” في محافظات إيران الإحدى والثلاثين. ويتردد أن كتائب “الإمام الحسين” التي تُوصف بأنها “مستقلة”، ومرتبطة بوحدات المحافظات التابعة لـ «الحرس الثوري الإسلامي»، تخضع لنطاق موسع تدريجياً من التدريبات المتخصصة، بما فيها الحرب المدنية والنووية/البيولوجية/الكيماوية. وتقع على عاتقها مهمة قمع الاضطرابات المحلية ودعم «الحرس الثوري الإسلامي» خلال دفاعه ضد غزاة أجانب. ويضّم “فيلق محمد رسول الله” في طهران التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي» فرقة كبيرة من قوات “الباسيج” تتولى بوجه خاص مهمة ضمان أمن العاصمة. وتُفيد بعض التقارير أيضاً أن قوات “الباسيج” نظمت عدداً كبيراً من الكتائب الاحتياطية التابعة لـ “بيت المقدس” والتي بإمكانها أن تجتمع بسرعة لتنضمّ إلى كتائب “الإمام الحسين” في حالات الطوارئ.
ووفقاً لملاحظات نقلتها مؤخراً “وكالة أنباء فارس” ووسائل إعلام إيرانية أخرى، يؤمن غيب برور أن حماية “الثورة الإسلامية” يجب أن تستمر في إعطاء “الأولوية إلى السلام والرفاهية والتقدّم”. كما حذّر من الأصوات المحلية “الأنانية”، لا سيما رئيس “مجلس تشخيص مصلحة النظام“ أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي دعا مؤخراً إلى اعتماد مقاربة تصالحية في الشؤون الإيرانية الدولية.
ويعيد هذا الموقف المتشدد إزاء الأمن المحلي التذكير بموقف سلفه. فقبل توليه رئاسة “الباسيج”، ترأس الجنرال نقدي دائرة مكافحة التجسس في “قوات إنفاذ القانون” الإيرانية. كما خضع لمحاكمات استقطبت الاهتمام بتهمة تعذيب منشقين، لكن أياً من هذه المحاكمات لم تؤدِ إلى زجه وراء القضبان.
وفي خطاب تعيين غيب برور في منصبه الجديد، أمره المرشد الأعلى بمراقبة أي منشق محلي عن كثب ومواصلة دعم وكالات إنفاذ القانون الأخرى. وعلى نحو مماثل، في 13 كانون الأول/ديسمبر، حذّر قائد «الحرس الثوري الإسلامي» اللواء محمد علي جعفري من “اشتداد ملحوظ” في العداء تجاه قوات “الباسيج” داخل إيران وأوصى بإيجاد “حلّ إستراتيجي” للمشكلة.
وقد أعرب مسؤولون آخرون رفيعو المنصب في «الحرس الثوري الإسلامي» عن مخاوف مماثلة. ففي 6 كانون الأول/ديسمبر، أعاد العميد أمير علي حاجي زيادة التركيز على مسؤولية «الحرس الثوري الإسلامي» في حماية الثورة من أي تهديد يُحدق بها، مشيراً إلى أن المسؤولين الإيرانيين في الشؤون الاقتصادية والثقافية والسياسية “لم يصغوا إلى المرشد الأعلى”. وفي 30 تشرين الثاني/نوفمبر، قال مسؤول العلاقات العامة في «الحرس الثوري الإسلامي» العميد رمضان شريف إنه “في حين أن مجالاتنا الدفاعية حققت تقدّماً ملحوظاً، لا يزال مجتمعنا يعاني من البطالة، ومعدل الزواج المنخفض، والفقر، والتمييز، والفساد… على [«الحرس الثوري الإسلامي»] معالجة هذه المشاكل… فصبرنا على الذين يخونون نظام الحكم الإسلامي بلغ مداه الأقصى”.
وتشير مثل هذه التعليقات إلى احتمال توسيع دور «الحرس الثوري الإسلامي» وقوات “الباسيج” في رسم ملامح مستقبل السياسات المحلية الإيرانية. وتدلّ كافة المؤشرات على أن بصمة إيران في المنطقة تتنامى أيضاً.
دور “الباسيج” في الخارج
كانت قوات “الباسيج” في الأصل وليدة أفكار آية الله روح الله الخميني الذي تصوّر تعبئة الحشود الإيرانية المظلومة في جيش يبلغ قوامه 20 مليون عنصر. وعندما لم تتحقق هذه الرؤية تماماً، تحوّلت تدريجياً إلى فيلق دولي من الشبان الشيعة المتدينين الذين تمّ تجنيدهم من خلال شبكة موسعة من الحوزات العلمية الدينية والجامعات، بهدف إنشاء “حضارة إسلامية جديدة” (على غرار مفهوم الجهاد السنّي القائم على إعادة الخلافة، ولكن مع تركيز أقل على الأراضي). غير أن طهران لم تباشر تطبيق نموذج “الباسيج” في الخارج على نطاق واسع سوى منذ فترة ليست ببعيدة نسبياً، بدءاً في العراق وسوريا. فعلى سبيل المثال، تشمل «وحدات الحشد الشعبي» العاملة حالياً في العراق عدداً من الميليشيات شكّلتها «قوة القدس» التابعة لـ «الحرس الثوري الإسلامي» بغرض القتال إلى جانب حلفاء إيران في سوريا (أي جيش بشار الأسد، و«حزب الله»، وألوية أفغانية وباكستانية متعددة). 
وكانت خلفية الجنرال نقدي مناسبة تماماً للترويج لتكتيكات “الباسيج” في هذه الدول. فبصفته ضابط استخبارات ضمن «الحرس الثوري الإسلامي» في ثمانينيات القرن الماضي، ساعد على تأسيس مقر “وحدة قوات الحرب غير النظامية” التي شنّت حملات مسلحة في شمال شرق العراق وتحوّلت لاحقاً إلى «قوة القدس». كما قاد منشقين عراقيين وأسرى حرب سابقين ضمن «فيلق بدر» (الذي أصبح يُعرف الآن بـ «منظمة بدر»)، وساعد الجنرال همداني على تنظيم النسخة السورية من قوات “الباسيج” شبه العسكرية (علماً بأنه في تشرين الأول/أكتوبر 2015، قُتل همداني في حادث طريق في حلب بينما كان يشرف على تشكيل هذه القوات).    
من جانبه، تسلّم غيب برور سابقاً قيادة قوات «كتيبة فجر» و«كتيبة كربلاء» الخاصة بالمحافظات والتابعة لـ «الحرس الثوري الإسلامي» – وهي وحدات تمثّلت بشكل كبير في مجموعات «قوة القدس» التي تمّ إرسالها إلى العراق وسوريا. وعلى نطاق أوسع، أوضحت تصريحاته الأخيرة في وسائل الإعلام أنه سيواصل العمل نحو تحقيق فكرة الخميني بتشكيل جيش إسلامي دولي.
توسيع الأنشطة في سوريا
يميل القادة والضباط العسكريون في إيران إلى اعتبار سوريا العنصر الأجنبي الأكثر أهمية للعمق الإستراتيجي لبلادهم، بل أهم حتى من لبنان أو العراق أو اليمن. ولهذا السبب أنشأ الجنرال همداني “قوات الدفاع الوطني” السورية، وهي الكتائب غير النظامية الموالية للأسد التي زُعم أنها أنقذت دمشق من السقوط في أيدي المتمردين في صيف عام 2012. كما يُقال إنه أرسى أسس النسخة السورية من فرع شرطة “قوات إنفاذ القانون” الإيرانية، وأكملها بوحدات خاصة لمكافحة الشغب والأمن الإلكتروني. ويَعتبر أن افتقار نظام الأسد إلى مثل هذه الوحدات المتخصصة ساهم في خروج الثورة عن السيطرة. واليوم، لا تزال “قوات إنفاذ القانون” السورية على ما يبدو في مراحلها التأسيسية الأولى، حيث أن التقدّم المحرز أبطأ مما كان متوقعاً.   
وفي ظل توسيع «الحرس الثوري الإسلامي» أنشطته في سوريا، فهو يعزّز في الوقت نفسه دور “الباسيج” في البلاد – ربما من أجل دعم عناصر الفيلق المرهقة أو تلبية الطلب المتزايد من الشباب الإيرانيين المتدينين الذين يتوقون للانضمام إلى القتال. ويدير «الحرس الثوري الإسلامي» حالياً مهمتين منفصلتين في سوريا: الأولى برنامج للمشورة والمساعدة تديره «قوة القدس» ويضمّ أفراداً محترفين من «الحرس الثوري الإسلامي» وبعض عناصر الجيش المحلي (“ارتش”) بتعاون وثيق مع «حزب الله»؛ أما الثانية فتشمل وحدات قتالية صغيرة تحت إشراف مشترك من قبل مقر “الإمام الحسين” التابع لقوات “الباسيج” و«قوة القدس».    
ومنذ العام الماضي، نشطت قوات “الباسيج” على نحو أكبر في تجنيد متطوعين إيرانيين من الشباب للقتال في سوريا في إطار مبادرة “المدافعون عن الحرم” التي تدّعي أنها ممولة عموماً من مساهمات خاصة. وبعد تنظيمهم ضمن ما يسمى “كتائب الفاتحين”، يخضع هؤلاء المتطوعون لتدريب قبل وضعهم على لائحة انتظار لإرسالهم إلى سوريا على متن طائرات عسكرية أو رحلات تجارية. ولدى وصولهم إلى سوريا، يعملون إلى جانب “لواء الفاطميون” الأفغاني و”لواء الزينبيون” الباكستاني، المنضويين تحت سلطة «قوة القدس». ووفقاً لقائد “كتائب الفاتحين” مهدي هداوند، تكبّد هؤلاء المتطوعون الخسائر الأكبر في الأرواح في خان طومان في 6 أيار/مايو 2016، حين تعرضت وحداتهم لكمين وخسروا اثني عشر رجلاً.
يشار إلى أن ساحات القتال في سوريا تمنح القوات العسكرية وشبه العسكرية الإيرانية فرصةً لتحسين مهاراتها القتالية والتنظيمية في ظل ظروف صعبة على نحو استثنائي. كما أن تدخّل هذه القوات هناك يساعد طهران على تأجيج نيران الحماسة الثورية في أوساط الشباب المتديّنين في الوطن. وتحت حكم غيب برور، ستواصل قوات “الباسيج” من دون شك استخدام عمليات الانتشار من هذا القبيل كوسيلة لتحديد الجيل القادم من قادة «الحرس الثوري الإسلامي» وتدريبه، وترويج المفهوم الإيراني للقوات الشعبية شبه العسكرية في أرجاء العالم الإسلامي، فضلاً عن توسيع جبهة “المقاومة” التي يمكن أن تصبّ أنظارها على دول أخرى في المنطقة
وفي ظل استمرار الحرب السورية، لا يقتصر الدور الذي تلعبه إيران على إرسال قوات النخبة في مهام استشارية وداعمة فحسب، بل تُرسل أفراداً من “الباسيج”، أقلّ تدريباً لكن أكثر تحفيزاً، لتنفيذ مهمات قتالية غير محدودة. ونظراً إلى أن المعركة الرئيسية ستنتقل على ما يبدو من حلب (إلى محافظة إدلب على الأرجح)، يمكن توقُّع ازدياد عدد الشباب الإيرانيين في صفوف “الباسيج” الذين يقاتلون في سوريا خلال الأشهر المقبلة – وكذلك ارتفاع عدد الضحايا في صفوفهم
========================
نيويورك تايمز :سناتور: على أميركا إنفاق المال لا السلاح بالشرق الأوسط
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/1/3/سناتور-على-أميركا-إنفاق-المال-لا-السلاح-بالشرق-الأوسط
حذر سناتور أميركي من أن الولايات المتحدة إذا لم تستفد من دروسها في الشرق الأوسط، لا سيما في سوريا والعراق، فإن تلك الدروس ستتكرر مرة أخرى.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الديمقراطي كريس ميرفي أن أول تلك الدروس يكمن في الأخطاء قصيرة الأجل التي ارتكبتها واشنطن والتي أطالت أمد الصراع وفاقمت البؤس وزادت حصيلة الضحايا البشرية جراء الحرب في سوريا.
ونوه -في مقال نشرته له صحيفة نيويورك تايمز في عدد الثلاثاء- إلى أن الحروب الأهلية تنتهي عادة بإحدى ثلاث وسائل: إما أن يقضي طرف على الآخر، أو أن تطول الحرب بين الطرفين لدرجة الإنهاك، أو أن تتدخل قوة خارجية بنفوذها "الكاسح" لتفرض تسوية بينهما.
وقال إن خطأ الولايات المتحدة الأساسي كان في سوء تقديرها للمدى الذي سيذهب إليه حلفاء بشار الأسد في دعم سلطته، "حيث اعتقدنا أن إجراءاتنا الفاترة تكفي لقلب ميزان القوة" هناك.
ولم تكن الولايات المتحدة مستعدة أبدا للإطاحة بالأسد وبدا ذلك واضحا عندما دفع القلق من الانجراف في الصراع كلا من الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين للوقوف بأغلبية ساحقة في وجه طلب تقدم به الرئيس باراك أوباما إلى الكونغرس للموافقة على شن غارات محدودة ردا على هجمات حكومة دمشق بأسلحة كيميائية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
 
ومضى ميرفي إلى القول إن الولايات المتحدة انتهجت سياسة أطالت الصراع، إذ أمطرت وابلا من القنابل داخل سوريا لكن كانت على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية ولم تكن ضد مناطق سيطرة الحكومة.
واستطرد قائلا إن ما ساهمت به بلاده من مساعٍ في تلك الحرب تمثل في تدريب مقاتلين من المعارضة وتزويدهم بالسلاح، لكنها كانت دوما تحجم عن تزويدهم بالقدرة النارية التي تصنع الفارق لأسباب منها "أن ثمة خوفا له ما يبرره كان ينتابنا من سقوط الأسلحة الجبارة في الأيدي الخطأ".
وأضاف "لقد حكمنا على الثوار بالفشل جراء دعمنا المنقوص لهم، فهم يملكون من القوة ما فيه الكفاية لمواصلة القتال، لكنها لا تفي بالمطلوب لكسب الحرب أو إجبار الأسد على الجلوس إلى مائدة التفاوض".
لقد وقعت أميركا في حبائل روايات "الجهاديين" التي تقول إن واشنطن لا تُلقي بالا لمعاناة المسلمين وقد أدارت ظهرها لهم عندما كان العالم في أمس الحاجة إليها.
ومضى كريس ميرفي في رؤيته الناقدة إلى أنه حتى بعد حرب العراق لا تزال السياسة الخارجية والنخب العسكرية الأميركية تتشبث بالرأي القائل إن التدخل العسكري قادر على جلب الاستقرار السياسي بطريقة أو بأخرى إلى الشرق الأوسط "وهذه فرية".
"ما كان للولايات المتحدة أن تنحاز لطرف قط في الحرب الأهلية السورية، فلو أنها أبدت تحفظا منذ مستهل الصراع لكان كثير من الناس على قيد الحياة الآن".
صفوة القول -برأي كاتب المقال- أن أي سياسة على غرار خطة مارشال لإنقاذ الدول والمناطق التي تحدق بها الأخطار لن يضمن الأمن للعالم، فقد استغرق الأمر من أوروبا 1500 عام ونيف بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية لإرساء تعايش سلمي بين شعوبها.
وفي الشرق الأوسط بالكاد انقضت مئة عام على أفول شمس الإمبراطورية العثمانية دون أن تتلمس المنطقة بعد طريقها نحو نظام جديد.
بيد أن ما تفعله الولايات المتحدة باستخدام جبروتها العسكري لإحداث تغيير سياسي في المنطقة ليس كافيا "ذلك أن السياسة الأكثر إنسانية وفعالية تكمن في إنفاق المال سلفا للحيلولة دون وقوع الكارثة
========================
مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية : مخاطر رئيسية تواجه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
http://www.alghad.com/articles/1350952-مخاطر-رئيسية-تواجه-الولايات-المتحدة-في-الشرق-الأوسط
أنتوني كوردسمان – (مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية) 15/12/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
تواجه إدارة الرئيس الأميركي القادم، دونالد ترامب، مجموعة واسعة من التحديات في الشرق الأوسط، بعضها ينبغي التعامل معها بسرعة، وأخرى يجب التعامل معها على مدى سنوات أو عقود. لكن معظمها تنطوي على اثنين من الأمور المشتركة: ليس هناك خيار سياسة أميركية سهل أو جيد؛ وليست هناك طريقة لتجنب المخاطر الجسيمة.
بعض هذه التحديات واضحة. وهي النتيجة المنطقية لصعود "داعش" والتطرف الإسلاموي؛ وإرث الغزو الأميركي للعراق؛ والتهديدات التي تشكلها إيران وسباق التسلح في الشرق الأوسط؛ والدور الجديد الذي تلعبه دول مثل روسيا وتركيا في المنطقة؛ ومجموعة المشكلات التي تنجم عن القتال المتواصل في كل من العراق وسورية وليبيا واليمن.
خلال ولاية الرئيس ترامب الأولى في المنصب -ومباشرة بعد بداية رئاسته تقريباً- سوف تحتاج الولايات المتحدة إلى التعامل مع 12 تحديا رئيسيا على الأقل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وعلى الولايات المتحدة أن تقوم بما يلي:
الاحتفاظ بعلاقات جيدة عسكرية وفي مجال مكافحة الإرهاب مع حلفائها العرب.
لكن هؤلاء الحلفاء لا يثقون بعمق التزامها، وعلاقتها مع طهران، وقدرتها على التصرف بحزم وفعالية. كما أن على هؤلاء الحلفاء التعامل مع حقيقة أن خفضاً بنسبة 50 في المائة في عوائد صادرات النفط قد غير إلى حد كبير قدرتهم على تحديث قواتهم المسلحة، والتعامل مع الحركات الإرهابية والمتطرفة. وستكون إحدى المسائل الرئيسية هي تقرير ما إذا كان يجب توفير بعض الضمانات الأمنية. وستكون إحدى المسائل الأخرى هي العثور على طرق لإعادة تشكيل القدرات العسكرية الأميركية، وجعل جهود التحالف أكثر فعالية، وإنما أقل كلفة.
سيكون على الولايات المتحدة أن تقرر بشأن مستوى التزامها بالدفاع عن دول الخليج ضد إيران، والتعامل مع طيف كامل من التحديات الإيرانية.
وتشمل هذه التحديات مكامن الغموض المحيطة بالجهود النووية الإيرانية وخطة العمل الشاملة المشتركة؛ وتوسيع إيران لنفوذها الاستراتيجي في لبنان وسورية والعراق؛ وسعيها إلى بسط نفوذها على الشيعة في دول الخليج العربية والبحرين؛ وبناؤها الثابت والمطرد للتهديدات غير المحسوبة على الملاحة في الخليج وما حوله؛ والنمو المطرد لأسلحتها وقواها الصاروخية التقليدية.
يجب إعادة تشكيل جهود الولايات المتحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب لمحاربة بقايا "داعش" –والتعامل مع المجموعة الكاملة من التهديدات الأخرى القادمة من التطرف الإسلاموي- في المنطقة.
ما تزال القوى نفسها كافة التي ولَّدت الاضطرابات السياسية واسعة النطاق في العالم العربي في العام 2011 حاضرة الآن، أو أنها أصبحت أكثر سوءا بكثير. وبمجرد (وإذا) فقد "داعش" (خلافته) وقدرته على السيطرة على الأراضي في العراق وسورية وليبيا، ستظل الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب يواجهون تحديات كبيرة من المتطرفين الإسلامويين، والتي تتفاعل مع الانقسامات القبلية والطائفية والعرقية العميقة. وسوف تكون الولايات المتحدة وأوروبا أهدافاً للهجمات الإرهابية إلى أجل غير مسمى، لكن التهديد الرئيسي سوف يظل موجهاً إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبقية العالم الإسلامي. وعلى الولايات المتحدة أن تواصل التركيز على شراكاتها الرئيسية مع الدول العربية، في حين تتجنب الإجراءات التي قد يكون من شأنها تنفير المسلمين، سواء في المنطقة أو في أي مكان من العالم.
العثور على إجابة مناسبة لخلق نتيجة مستقرة وقابلة للحياة للحرب الأهلية السورية.
تشكل سورية أسوأ التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة. وحتى لو كان بالإمكان تقديم بعض المساعدات السياسية المتفرقة، فإنه يبدو من غير المرجح أن يتمكن أي شكل من أشكال وقف إطلاق النار أو تقسيم سورية من منع البلد من العودة إلى مزيد من الصراع -إلا إذا استطاع نوع من حلول الحدود معالجة مشكلاتها مع نظام الأسد، والعناصر الإسلاموية المتطرفة داخل قوات الثورة، والتوترات القائمة بين العرب والأكراد، وتخفيض أدوار القوى الخارجية. وقد أصبح نصف سكان سورية الآن أشخاصاً لاجئين أو نازحين داخلياً. وسوف يكون تحقيق الاستقرار مستحيلاً من دون تزويد هؤلاء الناس ببعض الأمل بعودتهم إلى نوع من الحياة الطبيعية. وأياً يكن الواقع الجديد الذي يظهر، فإنه يجب أن يجلب معه الانتعاش الاقتصادي والتنمية أيضاً إلى بلد تخلف في مسائل التقدم الاقتصادي والعدالة الاقتصادية على مدى عقود قبل بدء اضطراباته السياسية الأخيرة في العام 2011، والذي أصبح لديه الآن مجرد 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الذي كان لديه في العام 2011.
يجب مساعدة العراق في العثور على حل لتوترات مرحلة ما بعد "داعش" والتعامل مع الانقسامات بين مواطنيه من الشيعة والسنة والعرب والأكراد.
لا يمكن فصل هذه الجهود عن التهديد الذي تشكله سورية غير مستقرة على العراق، والضغوط المتضاربة التي يتعرض لها العراق من إيران وتركيا والدول العربية الأخرى. وربما تكون هناك حاجة إلى نوع من الفيدرالية، لكن تقسيم العراق إلى دويلات يشكل وصفة أكيدة تقريباً للمزيد من العنف والمعاناة الإنسانية. كما سيحتاج العراق أيضاً إلى بناء قوات أمنية قادرة على ردع إيران، وسوف يحتاج بلد شبه مفلس إلى كل من التحرك نحو التنمية، وإلى نوع من العدالة الاقتصادية من أجل توحيد مناطقه وفصائله المنقسمة.
التعامل مع الصراع في اليمن، وكلفه الإنسانية المتصاعدة باطراد، والتحديات المتمثلة في تحقيق أمن واستقرار دائمين في ذلك البلد.
يشكل اليمن، إلى جانب سورية، واحداً من أكثر التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة تعقيداً واستعصاءً على الحل. ويبدو أن هناك القليل جداً من الآفاق على المدى القريب لتحقيق أي نوع من النصر للتحالف المؤيد للحكومة الذي تقوده المملكة العربية السعودية. كما أن التحالف المقابل المكون من الثوار الحوثيين وعلي عبد الله صالح غير مستقر بطبيعته، فيما يشكل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تحدياً متنامياً في المناطق السنية. وكان اليمن يواجه مسبقاً أزمات اقتصادية هيكلية كبيرة قبل بدء الحرب الأهلية، ويشكل الغذاء والماء والرعاية الطبية الأساسية كلها الآن تحديات إنسانية هائلة. ويبدو أن الخيارات تتمثل في بناء الدولة في ظل ظروف بالغة الصعوبة، أو تحقيق شكل من أشكال الاحتواء الذي يمكن أن يأتي فقط على حساب معاناة إنسانية هائلة.
على الولايات المتحدة مكافحة دور روسيا في سورية وتوسيع نفوذها في المنطقة.
من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستطيع العثور على طريقة فعالة للحد من تزايد النفوذ الروسي في سورية، أو وقف التأثير الذي يخلقه التدخل الروسي على التصورات الإقليمية لأهميتها الاستراتيجية المتزايدة. ومع ذلك، سوف تكون لدى الولايات المتحدة فرص للحد من دور روسيا كمصدر للأسلحة والمستشارين العسكريين للدول الأخرى، ويجب أن تكون مستعدة للتعامل مع تحويلات روسية كبيرة من الأسلحة إلى إيران. كما تستطيع الولايات المتحدة أيضاً دراسة احتمال القيام بعملية "تصعيد أفقي"، مثل ممارسة الضغط على روسيا في مناطق أخرى مثل أوكرانيا، تماماً كما فعلت روسيا مع الولايات المتحدة في سورية. وفي الوقت نفسه، على الولايات المتحدة تأمل دور الصين الإقليمي، سواء كمصدر رئيسي آخر للأسلحة الإيرانية، أو من حيث إقامتها قاعدة جديدة في جيبوتي.
على الولايات المتحدة إعادة هيكلة العلاقات مع تركيا "أردوغان" ما بعد الانقلاب، التي تصبح علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا أكثر سلطوية باطراد، والتي تتدخل بنشاط في سورية والعراق.
تعرض تركيا احتمالاً متصاعداً باطراد لأن تصبح نظاماً قمعياً وتقسيمياً، والذي يمكن أن يعزل نفسه من خلال اتخاذ الإجراءات الأمنية المفرطة وإطالة أمد الصراع مع أكراده، بينما يسعى إلى التدخل للتعامل مع الأقليات الكردية والتركمانية في سورية والعراق. وسوف تكون تركيا في أفضل الأحوال شريكاً استراتيجياً صعباً، وسوف تكون "ورقة جوكر" رئيسية سيترتب على إدارة ترامب التعامل معها.
يجب مساعدة مصر على تحقيق الأمن، وإنما التأثير عليها للتحرك في اتجاه التعافي الاقتصادي والتنمية، وخفض مستوياتها الحالية من القمع واستخدام المزيد من الإجراءات الأمنية المتطرفة.
تشكل مصر أكبر الدول العربية، وهي شريك أمني رئيسي لطالما وفر حقوق الترانزيت الحاسمة لمرونة سلاح الجو الأميركي وعبر قناة السويس. وسوف يترتب على الولايات المتحدة مساعدة مصر في جهودها الأمنية، وفي حربها ضد التطرف في سيناء. لكن عليها أيضاً أن تستخدم نفوذها لضمان أن تعالج مصر ضغوطها الاقتصادية، وأن تضع حدوداً مناسبة لضبط نشاطها المضاد للإرهاب ومعاملة المنظمات غير الحكومية، والمعارضة المشروعة. وسوف يؤدي الخلاف المفتوح إلى جعل الأمور أسوأ بالنسبة لكلا البلدين فحسب، لكن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تخدم مصالحها الخاصة في مصر بمجرد تقديم المساعدات الأمنية ببساطة.
مساعدة الحلفاء الآخرين، مثل الأردن والمغرب وتونس، على التحرك نحو تحقيق الأمن والاستقرار.
لا تستطيع الولايات المتحدة التركيز فقط على الدول التي تعيش المشاكل في الوقت الراهن. وسيكون عليها أن تساعد حلفاءها الإقليميين الآخرين على منع نشوب الاضطرابات السياسية لديها، وتحقيق التنمية الاقتصادية والإصلاحات، وتأسيس بنى أمنية فعالة.
أخيراً، إبرام اتفاقيات أمنية جديدة مع إسرائيل، وإنما اتخاذ قرار أيضاً حول ما إذا كان يجب متابعة حل الدولتين للتقسيم بين إسرائيل وفلسطين.
يبدو أن هناك القليل من الآفاق لإحراز تقدم يعتد به في جهود السلام، على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء. ومع ذلك، من غير الواضح إلى حد كبير ما إذا كانت الدول العربية ستبقى منشغلة كما هي الآن بالقضايا الأمنية الأخرى، أو ما إذا كانت السياسات الإسرائيلية والمستوطنات تخلق حقائق على الأرض، والتي يمكن أن تجعل تحقيق حل الدولتين مستحيلاً. وربما لن يكون تجاهل القضية الإسرائيلية-الفلسطينية أو بذل جهود رمزية الطابع إلى حد كبير تجاهها، عملاً كافياً. وعلى الولايات المتحدة أن تفكر أيضاً في تهديدات أمنية أخرى محتملة لأمن إسرائيل: الحرب منخفضة المستوى في سيناء؛ وسورية ما بعد "داعش"، والتهديد الذي تشكله الصواريخ الإيرانية وصلات إيران مع حزب الله اللبناني.
إعادة دراسة الولايات المتحدة حساباتها فيما يتعلق بالأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في عصر تصبح فيه الولايات المتحدة أقل اعتماداً باطراد على الصادرات المباشرة من النفط، وإنما تصبح أكثر اعتماداً على استقرار ونمو الاقتصاد العالمي، والتدفق المستقر لصادرات نفط وغاز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أوروبا وآسيا. ولا يكفي التحدث بغموض عن المصالح الأمنية الحيوية. وسوف تحتاج الولايات المتحدة إلى إجراء تحليل سياسي شامل وواسع النطاق لتحديث السياسات والتصورات، والذي يكون قائماً على نوع مختلف تماماً من اعتمادية الولايات المتحدة على تأمين تدفق صادرات النفط الخليجية.
سوف تكون هذه القائمة من التحديات شاقة في أي وقت، لكن الولايات المتحدة تواجه أيضاً حاجات محلية رئيسية، فضلاً عن التحديات الخارجية الأخرى المتعلقة بالتعامل مع روسيا وأوروبا، والحرب في أفغانستان، وصعود الصين والقضايا الأمنية الأخرى في آسيا. كما أن من الواضح تماماً، بالنظر إلى الماضي القريب، أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتنبأ بنوعية وتوقيت التحديات الجديدة التي ربما تنشأ في أي من هذه المناطق.
ومن المهم بالمقدار نفسه إدراك أنها ليست هناك خيارات "جيدة" أو بسيطة مفتوحة أمام الولايات المتحدة في أي من هذه القضايا الاثنتي عشرة. وتتحرك كل من هذه القضايا بفعل قوى تعني أنها ربما تظل ماثلة بشكل أو بآخر بعد ولاية الرئيس ترامب الأولى. وقد استمرت بعض القضايا فعلياً بشكل أو بآخر على مدى عقود.
سواء شئنا ذلك أم أبينا، ترث إدارة ترامب قائمة من المشكلات المعقدة التي سيترتب عليها أن تتعامل معها في الوقت نفسه، والتي تنطوي كلها على "ألعاب طويلة" مصحوبة بمخاطر يعتد بها. وليس هناك أي محل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأي من السلبية أو الوصف التقليدي لاندفاع الولايات المتحدة إلى العمل: إيجاد الحلول التي تكون بسيطة، وسريعة، وخاطئة.
 
========================
فورين بوليسي: كيف أصبحت حرب فرنسا مع الإسلام بضاعة رائجة؟
http://klmty.net/638962-فورين_بوليسي__كيف_أصبحت_حرب_فرنسا_مع_الإسلام_بضاعة_رائجة؟.html
 نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للصحافية إيما كيت سايمونز، تقول فيه إن ديفيد ثومسون هو من أوائل الذين أعلنوا أن الدين هو جزء من المشكلة في حرب فرنسا على الإرهاب.
وتقول الكاتبة إنه "قبل أن يركز الصحافيون والمراسلون والسياسيون والعلماء والشرطة جميعهم على تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة والمخاطر المترتبة على عودة المقاتلين في الخارج.. كان هناك مراسل إذاعة فرنسا الدولية ثومسون، الذي أمضى سنوات مراسلا في شمال أفريقيا، وكان على اتصال بالجهاديين، وكان قد أعلن قبل الهجوم على تشارلي إيبدو بتسعة أشهر بأن الفرنسيين الذين ذهبوا للقتال في سوريا مصممون على العودة إلى فرنسا، للقيام بهجمات فيها، في حوار تلفزيوني على القناة الفرنسية الثانية".
وتضيف سايمونز أن العالم الاجتماعي رفائيل ليوغير رد على ثومسون في ذلك الحوار، فقال: "لم أسمع بهذا أبدا! لماذا يذهبون بعيدا إلى هناك إن كان العدو هنا؟"، وحذرت ضيفة أخرى في البرنامج، وهي الباحثة حناني كريمي من "وصم المسلمين"، في الوقت الذي سخر فيه ضيف آخر من ثومسون، قائلا إن مقابلته لعدد من الجهاديين لا تجعله خبيرا في الموضوع، مشيرا إلى أن هناك حاجة لشيء من التواضع.
وتستدرك الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه "بعد ذلك الحوار بعامين، وسلسلة من الهجمات الإرهابية على الأراضي الفرنسية، وبعد 13 شهرا متواصلة من حالة الطوارئ، وعلى أبواب انتخابات رئاسية جديدة، أصبح ثومسون، الذي يصفه البعض في الإعلام الفرنسي بـ(الرجل الذي تحدث مع الجهاديين) و(النبي) والمفكر المفضل لدى العامة، وذلك بعد إصداره لكتابه (العائدون)، الذي حقق رواجا، ويبرز مقابلات العائدين من القتال مع تنظيم الدولة في سوريا، وظهر ثومسون على صفحات (لوموند)، ولمع اسمه في الصحافة المطبوعة، وعلى الإنترنت وفي الحوارات المتلفزة، بالإضافة إلى أن ناشري كتاب (العائدون) طلبوا إعادة طبعه بسرعة، حيث نفدت النسخ المطبوعة، وأصبحت تعرض النسخ المستخدمة منه على الإنترنت بثلاثة أضعاف سعر الجديد".
وتشير سايمونز إلى أن "ثومسون أقام كتابه بناء على مقابلات شخصية  أجراها على مدار عامين مع عشرين شخصا، بعضهم في السجون، وبعضهم في البيوت، وبعضهم في مطاعم الكباب في فرنسا، والبعض الآخر على الهاتف، بما في ذلك عناصر في سوريا، ورسم المؤلف، الذي تحدث مع أكثر من مئة جهادي على مدى العقد الماضي، فرنسيين بشكل خاص وبعض التونسيين والبلجيكيين، صورة لمقاتلين استهوتهم فكرة تجربة الخروج عن المألوف من العنف والمتعة، وهو ما أطلق عليه ثومسون اسم (جهاد القهقهة)، وآخرين عادوا من تنظيم الدولة خائبي الأمل، لكنهم غير نادمين، وفي بعض الحالات جاهزين لتكرار التجربة مرة أخرى".
وتنقل المجلة عن لينا، وهي إحدى الأشخاص المتعطشين للدماء الذين قابلهم ثومسون، قولها: "إن (تشارلي إيبدو) كان أسعد أيام حياتي.. وأتمنى أن يتكرر، وآمل أن تقوم أخت بتنفيذ الهجمات القادمة".
دور الإسلام
وتجد الكاتبة أن "ما أكسب الكتاب الكثير من الاهتمام هو حكم ثومسون ومن قابلهم حول موضوع (دور الإسلام) المشحون، و شعور الأقلية المهمشة، والتمييز والغضب الناتج عن الاستعمار في الماضي، وغياب الآباء، والمشكلات العائلية، ومخاطر انزلاق الأحداث في ارتكاب الجرائم، و(الحرب المقدسة)، ووعد الشباب بالحصول على الجنس -كل هذه مهمة في تفسير الجهاد في فرنسا، بحسب ثومسون، ومع ذلك لا يكفي أي من تلك الأشياء لجعل أولئك الأشخاص لتجاوز الحد لولا دور الدين، الذي في العادة ما يهمل، ولولا القناعات الروحية السياسية، خاصة تلك المتعلقة بالخط السلفي الوهابي المتشدد، الذي يرى أنه السبب في انزلاق الأشخاص الذين كتب عنهم في العنف الجهادي، وهو ما يوضح أيضا أنهم لن يخرجوا من تلك الحالة".
وتورد المجلة ما كتبه أليكساندر ديفيتشيو في "لوفيغارو"، بأن المفكرين الفرنسيين والعلماء والقضاة والشخصيات الدينية ودعاة مكافحة التطرف والصحافيين، قضوا السنوات الأخيرة في محاولة إيجاد إجابات لأسباب التحول الذي تشهده بلادهم، وسط أخبار لا نهاية لها، حول هجمات يقوم بها فرنسيون، وإحباط خطط لعمليات إرهابية، في الوقت الذي ذكر فيه ثومسون القارئ بأن الجهاد هو "المصدر الأقوى لتهديد واستهداف وضرب" الغرب، لكن القليل نجح في الإقناع.
خلافات
وتلفت سايمونز إلى أن "العلماء المتخصصين في العلوم السياسية، مثل جايلز كيبل وأوليفر روي، اختلفوا في مواقفهم، ففي الوقت الذي يرى فيه روي أنه تم إلباس التطرف ثوبا إسلاميا، وأنه يجب عدم الإلقاء باللائمة على الإسلام، فإن كيبل يرى بأن الإسلام تحول للتطرف، ويلقي باللائمة على الإسلام، وفي الوقت الذي بقي فيه هذا الخلاف في دوائر النخبة وانتقد كلاهما؛ روي لإهماله القناعات الدينية لدى أعضاء تنظيم الدولة، وكيبل لرؤيته الإرهاب من منظور ديني، إلا أن كتاب ثومسون وفق بين الخطابين، بحسب ديفيتشيو، الذي يقول: (الجهاد المنتج في فرنسا هو ثمرة اجتماع بين الإسلام الراديكالي وزمن الفراغ.. الابن الهجين للمثالية القاتلة وزمن الانعتاق من السحر)".
وقت مناسب
وتبين المجلة أن "نشر كتاب (العائدون) جاء في وقت سياسي ملائم، ممثلا في الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017، التي لم يبق عليها سوى أشهر قليلة، وبدأ يأخذ شكل الاستفتاء حول الإرهاب والإسلام، وبعد المواربة لسنوات حول مدى المواجهة مع دين فرنسا الثاني، يبدو أن السياسة بشكل عام في فرنسا بدأت تقتنع بالفكرة كاملة، وقبل نشر كتاب (العائدون) كان الطامح اليساري للرئاسة مانويل فال يوجه اللوم للسلفية بصفتها مقدمة للإرهاب، ولم يبق سوى القليل من اليساريين الذين لا يلومون الإسلام لما تواجهه فرنسا، أما على اليمين فيتوقع تقدم المرشحين في انتخابات الربيع القادم، الجمهوري فرانسوا فيلون ومن الجبهة الوطنية مارين لوبان، وكلاهما يصور الإسلام على أنه متناقض مع القيم الفرنسية، ويأتي كتاب ثومسون في وقت يبدو فيه أن الفرنسيين قد قرروا إنهاء النقاش حول دور الإسلام في مشكلة الإرهاب في بلدهم، حيث كسب أصحاب الرأي الذي يقول إن الدين هو المشكلة".
لمسة أنثروبولوجية
وتنوه الكاتبة إلى أن "ثومسون يطبق لمسة أنثروبولوجية للتصرف الإنساني ومهارة المراسل في الحصول على مصادر أولية والاستماع إليها، وكانت بدايته في تغطية ما بعد الربيع العربي في تونس وليبيا قبل العودة إلى باريس، وقام بعدها ببناء أعمق شبكة من الأشخاص الذين يتصل بهم لأي صحافي غربي حاول الدخول إلى صفوف تنظيم الدولة الفرانكفونية، وقام المراسل بتتبع هجرة الجهاديين الأجانب إلى سوريا عام 2014 في مقال (الجهاديين الفرنسيين)، الذي أعطى صوتا للشباب الفرنسيين (المتحمسين تماما لمشروعهم) القائم على شن الحرب في سوريا، وأولئك الذين، في بعض الحالات، يريدون العودة إلى فرنسا لشن هجمات إرهابية، ويصف في كتابه الأول شبكة جهاديين في سوريا والعراق شكل أعضاؤها (الخلية الأولى للكوماندو)، الذي قام بهجمات قاعة احتفالات باتاكلان في باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015".
وتذكر المجلة أن "كتاب (العائدون) تضمن مقابلات مع شخصيات مختلفة، بعضهم حر وآخرون في السجن، وهناك شباب متحمسون من خلفيات شمال أفريقية، مثل صفية، التي ذهبت إلى سوريا، لكنها عادت إلى فرنسا لتستمر في التدخين علنا، وهو ما كان سيكلفها 40 جلدة تحت حكم تنظيم الدولة، لكنها تتحدث عن العودة ثانية، ليس إلى سوريا هذه المرة، لكن إلى اليمن، وتقول: (لا أستطيع البقاء في فرنسا، أنا أكره فرنسا، حيث لا أشعر أن لي مكانا فيها)، بالإضافة إلى كيفين من بريتاني، الذي نشأ عضوا في جوقة الكنيسة الكاثوليكية، والبالغ من العمر 21 عاما، واعتنق الإسلام وعمره 14 عاما، وعندما أصبح عمره 17 عاما ذهب إلى سوريا، ويأمل الآن بالعودة إلى فرنسا ليعيش مع زوجاته الأربع وأطفاله الستة، حيث تزوج في ظل تنظيم الدولة، وهو الآن مسجون في تركيا، كما يتضمن الكتاب مقابلات مع طلاب ثانوية سابقين وعمال وأعضاء سابقين في الجيش الفرنسي، وزوجين طبيبين اعترفا بأنهما قضيا وقتا يعملان مع تنظيم الدولة في الرقة مع بناتهما؛ لا لأنهما يؤيدان تنظيم الدولة، ولكن لإنقاذ ابنهما".
تاريخ مدنس
وتفيد سايمونز بأنه "أصبح من المسلّمات هذه الأيام بأن تاريخ الجهاديين الغربيين مدنس، لكن معظم من قابلهم ثومسون لكتابه تلقوا تعليما دينيا كأطفال، وينحدر 70% منهم من عائلات مسلمة ومحافظة في العادة، وقابل العديد منهم أشخاصا ساعدوا على تحولهم نحو التطرف في المساجد، ومن بين الناس الذين يعرفونهم، وقال معظمهم إنهم اتخذوا خطواتهم الأولى تجاه تنظيم الدولة بعد انجذابهم أولا للسلفية الهادئة غير العنيفة، الذين يقلدون السلف الصالح من وقت الرسول، قبل أن ينفصلوا عن السلفية للانضمام للجهاد المسلح، وجذبت الحركة السلفية بقيمها الأصولية المتطرفة، التي تدعو إلى الانسلاخ عن المجتمع الرئيسي، عددا أكبر من الملتزمين في فرنسا على مدى العقود الماضية".
وبحسب المجلة، فإن زبير البالغ من العمر عشرون عاما، وهو الوحيد الذي يقول إنه تاب، تحدث عما كان يفعله عند تردده على مجموعة سلفية قبل الذهاب إلى سوريا، حيث تعرف على المهاجمين في باريس وبروكسل في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 وآذار/ مارس 2016، ووصف الأيام الأولى في المخيم الجهادي مع تنظيم الدولة بأنها تشبه النزهة، حيث "كان المكان الوحيد الذي بإمكانك أن تطلق فيه النار على الناس وتأكل البوظة"، وكان من أول من عاد من سوريا، وتطوع بعد سنة من السجن للعمل في برنامج للمخابرات بإعطاء الشباب المعرضين للتطرف خطابا بديلا.
وتنقل الكاتبة عن ثومسون قوله إن السلفية تقول إنها ترفض الجهاد المسلح، وإن أتباعها يقومون حتى بتبليغ الشرطة عن التكفيريين بينهم، لكن شقي السلفية المتصارعين يشتركان في المعتقدات الرئيسة ذاتها، ويقول ثومسون: "الزبير، مثل معظم الفرنسيين الذين قابلهم في سوريا، يعد السلفية الهادئة الأرضية التي مهدت وشكلت المنطلق إلى الجهادية".
وتشير المجلة إلى أن المسؤولين يستخدمون ما ساقه ثومسون في كتابه بصفته دليلا على صحة قراراتهم السياسية، حيث أصبحت فكرة المؤلف أن عملية إعادة متطرف إلى جادة الحق أمر شبه مستحيل، التي يصر عليها، أمرا مقبولا حتى في مؤسسة مكافحة الإرهاب التي تتحدث عن "الانفصال"، بالإضافة إلى أن السلطات الحكومية تستخدم مقالات ثومسون لتبرير إغلاق المساجد السلفية، كما يطلب من ثومسون بشكل متزايد أن يوضح سبب عدم انتباه فرنسا والغرب للمؤشرات المحذرة من الجهاد المنتج محليا، مستدركة بأنه يبدو أنه لا يملك الأجوبة على تلك الأسئلة التي تتعلق بالغرب أكثر مما تتعلق بالجهاديين.
وتختم "فورين بوليسي" مقالها بالإشارة إلى قول ثومسون: "الواقع أنه لا أحد يعرف كيف يحل المشكلة.. لقد وقعت الجرائم المرعبة، وأنا أعرف أن هذا سيصدم البعض، لكن أوروبا ستعاني نتائج أخطاء أعوام 2012 و2013 و2014؛ لسماحها لمئات الفرنسيين بالمغادرة باتجاه سوريا والعراق لإنشاء قاعدة هناك بأهداف إرهابية، ولم تمنعهم من الذهاب".
========================
نيويورك تايمز".. روسيا دفعت الولايات المتحدة إلى مدرجات الجمهور وباتت معضلة سوريا حصتها !
https://arabic.rt.com/news/857189-نيويورك-تايمز-روسيا-همشت-الولايات-المتحدة-الآن-قضية-سوريا-على-عاتقها/
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن روسيا تمكنت، لا سيما بعد إعلانها للهدنة في سوريا، من "تهميش الولايات المتحدة بصورة فعالة... واحتلال موقع القوة الدولية المهيمنة" في البلاد.
 وأوضحت الصحيفة، في مقال أعدته هيئة تحريرها، أنه في الوقت الذي امتنع فيه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن "التدخل العسكري المباشر في الحرب الأهلية" التي تمر بها سوريا، "وهو قرار يعتبر كثير من الخبراء والزعماء الدوليين أنه كلف الولايات المتحدة السمعة والنفوذ"، ظهر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "كماستر للتكتيك، لأنه بعث النفوذ الروسي في سوريا، التي كانت دولة تحت رعاية الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة".    
وفي تطرقهم إلى نتائج هذه التطورات، تساءل محررو "نويورك تايمز": "لم يتضح بعد ما إذا كان السيد بوتين سيتمكن من ضمان النهاية الحقيقية للحرب وسحب قواته العسكرية من البلاد، كما لا يزال محط تساؤل ما إذا كان سيريد وسيستطيع تحمل المسؤولية عن مستقبل سوريا، وهو الأمر الذي يشمل أيضا إعادة إعمار المدن المدمرة".    
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن الهدنة تم التوصل إليها على خلفية المشاورات الثلاثية في موسكو، بين وزراء خارجية ودفاع روسيا وتركيا وإيران، وهي الدول التي أعلنت نفسها أطرافا ضامنة للاتفاقات المبرمة بين السلطات في دمشق والفصائل المسلحة المعارضة لها.
وأشارت الصحيفة، في هذا السياق، إلى أن "الولايات المتحدة أُبعدت" من هذه المشاورات، مضيفة: "في وقت أصرت فيه وزارة الخارجية (الأمريكية) على أن ذلك لم يكن إهمالا، من البديهي أن الأمر كان كذلك، وأعرب السيد بوتين بوضوح عن تفضيله للرئيس المنتخب دونالد ترامب، فيما نوه الأخير، بوضوح أيضا، بأن هذه المشاعر متبادلة".
واعتبرت الصحيفة أن اجتماع موسكو "شد الانتباه وكان مثيرا للقلق"، لأنه أكد على التعاون المعزز بين موسكو وأنقرة، والذي استمر رغم حادث اغتيال السفير الروسي في تركيا، أندريه كارلوف.
وقالت "نيويورك تايمز" إن تركيا، برئاسة رجب طيب أردوغان، رغم أنها كانت تسعى بنشاط ومنذ زمن طويل إلى إسقاط سلطة الرئيس السوري بشار الأسد، فمن الممكن أن تضعف دعمها للمسحين المناهضين لدمشق مقابل "إطلاق يديها" من قبل روسيا في محاربة القوات الكردية الواقعة في سوريا و"التي يعتبرها السيد أردوغان حليفة للانفصاليين الأكراد في تركيا".
واختتمت أسرة تحرير الصحيفة بالقول إن "السوريين يمكنهم، نظريا، في حال نهاية الحرب، إعادة بناء حياتهم، كما ستستطيع الدول الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، أخيرا، تركيز اهتمامها بشكل كامل على محاربة تنظيم داعش"، لكن المقالة أشارت مع ذلك إلى أن "الكثير قد يسير في مسار غير صحيح"، لا سيما أن "القضايا التي قوضت الخطط السابقة للهدنة ما زالت غير محلولة"، موضحة أن الأكبر من هذه المسائل هو بقاء الأسد على رأس السلطة في البلاد، و"هذه قضية تقع حاليا على عاتق روسيا".
يذكر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن، الخميس الماضي، عن التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في كافة أراضي سوريا، واستعداد الأطراف المتنازعة لبدء مفاوضات السلام.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في منتصف ليلة الخميس إلى الجمعة، 29 إلى 30 ديسمبر/كانون الأول.
وأوضح بوتين، خلال اجتماع مع وزيري الخارجية والدفاع، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، أنه تم التوقيع على 3 اتفاقيات، الأولى منها هي اتفاقية وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة. أما الاتفاقية الثانية، فتنص على  حزمة إجراءات لمراقبة نظام وقف إطلاق النار، فيما تمثل الوثيقة الثالثة بيانا حول استعداد الأطراف لبدء مفاوضات السلام حول التسوية السورية.
وبين بوتين أن روسيا وتركيا وإيران أخذت على عاتقها الالتزامات بالرقابة على تنفيذ الهدنة ولعب دور الضامنين لعملية التسوية السورية.
بدوره، كشف وزير الدفاع الروسي أن فصائل المعارضة المسلحة التي انضمت إلى الهدنة في سوريا، تضم أكثر من 60 ألف مسلح. وذكر أن وزارة الدفاع الروسية بتكليف من الرئيس بوتين خاضت على مدى شهرين، مفاوضات  بوساطة تركية، مع قادة المعارضة السورية، بينهم زعماء 7 من التشكيلات الأكثر نفوذا. وأوضح أن تلك الفصائل المعارضة تسيطر على الجزء الأكبر من المناطق  الخارجة عن سلطة دمشق في وسط وشمال سوريا.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية، لاحقا، قائمة تشكيلات المعارضة السورية، وهي: "فيلق الشام" و"أحرار الشام" و"جيش الإسلام" و"ثوار الشام" و"جيش المجاهدين" و"جيش إدلب" و"الجبهة الشامية".
المصدر: نيويورك تايمز الاربعاء 4/1/2017 وكالات
رفعت سليمان
========================
الصحافة البريطانية :
إندبندنت: هل أعلن تنظيم الدولة الحرب على تركيا؟
http://arabi21.com/story/974748/إندبندنت-هل-أعلن-تنظيم-الدولة-الحرب-على-تركيا#tag_49219
نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا لمحرر الشؤون الدفاعية كيم سينغوبتا، يعلق فيه على هجوم إسطنبول، الذي نفذ ليلة رأس السنة الميلادية، وأعلن تنظيم الدولة المسؤولية عنه.
ويجد سينغوبتا أن هذا الهجوم يعد بمثابة إعلان حرب من التنظيم على تركيا، وبنى الكاتب رؤيته على أن التنظيم بنى شبكة داخل تركيا، خاصة أن حكومة رجب طيب أردوغان تغاضت في البداية عن نشاطات أتباعه قبل أن ينقلب عليها.
ويشير المقال، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الجيش التركي يقوم الآن بعملية عسكرية كبيرة داخل الأراضي السورية، حيث خسر الجيش التركي عددا من جنوده أمام بلدة الباب، التي يحاصرها مع الفصائل السورية التي يدعمها، وتعد آخر معقل له في شمال سوريا، لافتا إلى أنه يبدو أن التنظيم مستعد لنقل الحرب إلى قلب تركيا، وتوجيه ضربات للبلاد في عمليات انتقامية.
وتذكر الصحيفة أن سلطات الأمن التركية اعترضت في الأشهر الأخيرة عددا من المقاتلين الأجانب، الذين كانوا في طريقهم إلى سوريا، بالإضافة إلى أنه تم اكتشاف كميات كبيرة من الأسلحة، مشيرة إلى أن الطيران التركي رد على عملية إسطنبول بشن هجمات جوية على مواقع التنظيم في الباب.
وينقل الكاتب عن عناصر منشقة، قولها إن قيادة التنظيم، التي تقوم بالدفاع بيأس عن الموصل والعاصمة الفعلية لما تطلق عليها "الدولة" في الرقة السورية، أمرت أتباعها بالقيام بهجمات ضد أهداف خارجية؛ بهدف تخفيف الضغط عليها في الداخل.
ويورد المقال نقلا عن شخص لقب نفسه بأبي المعتصم، وصفه درجة الحقد في صفوف التنظيم تجاه تركيا، ويقول: "إنها دولة مسلمة، أدار حكامها ظهرهم للإسلام، وتحالفوا مع الأمريكيين والروس"، ويضيف: "يتم التعامل معهم على أنهم أسوأء الأعداء، وأعلن تنظيم الدولة الحرب ضد تركيا"، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي ركز فيه الغرب على الهجمات التي نفذها التنظيم في العواصم الأوروبية، إلا أن أسوأ الهجمات تم ارتكابها داخل تركيا.
وتلفت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة أعلن في بيان مسؤوليته عن الهجوم الأخير على ناد ليلي معروف في إسطنبول، ووصف فيه العملية قائلا إن "أحد جنود الخلافة قام بعمل بطولي في ناد ليلي، كان المسيحيون يحتفلون فيه بعيد وثني"، مشيرة إلى أنه تم تنفيذ الهجوم بناء على أوامر من زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، ووعد بهجمات أخرى ضد تركيا "خادمة الصليب".
وينوه سينغوبتا إلى أن السلطات التركية قامت بحملة اعتقالات شملت 18 شخصا، إلا أن المنفذ الذي يعتقد أنه من دول الاتحاد السوفيتي السابق، قيرغيستان أو أوزبكستان، فرّ من مكان الهجوم بسيارة، ولا يزال هاربا، لافتا إلى أن السلطات قامت بسلسلة من المداهمات في المناطق الحدودية، التي كان المقاتلون يستخدمونها للدخول إلى سوريا.
وبحسب المقال، فإن المناطق الحدودية كانت مراكز للتجنيد للجماعات الجهادية المتشددة، مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة، منوها إلى أن الأئمة في مساجد أورفة كانوا يدعون الشباب إلى الانضمام إلى صفوف جبهة النصرة أو فتح الشام، كما تطلق على نفسها اليوم.
وتنقل الصحيفة عن ياسر عبد الحميد وهو ناشط من بلدة إدلب، الذي أجبر على الهروب من المناطق الحدودية إلى إسطنبول، بعد تلقيه تهديدات من تنظيم الدولة، قوله: "كان علي المغادرة بسبب تنظيم الدولة، وأصبحت مناطق مثل أورفة خطيرة مثل داخل سوريا، ولم نكن نفهم كيف استطاع التنظيم بناء تواجد له دون علم من السلطات التركية، بالطبع عرفنا بوجود صلات معينة، ولكن من الأفضل عدم التحدث عنها، فهي خطيرة".
وأضاف عبد الحميد: "ما حدث في النادي الليلي شيء رهيب، وحصل هجومان كبيران على إسطنبول منذ وصولي إلى هنا، وفي مناطق مثل أورفة وكلس كنا نتعرض لتهديد لأننا ناشطون، وأصبح الجميع الآن مهددين في إسطنبول".
ويفيد الكاتب بأن وزارة الداخلية قالت إن 147 شخصا اعتقلوا منذ الأسبوع الماضي؛ للاشتباه بصلاتهم مع تنظيم الدولة، لافتة إلى أنها اتخذت كل الاحترازات الأمنية الممكنة لحماية الشوارع والأماكن في العام الجديد، وأنها نشرت 17 ألف رجل أمن منهم كانوا في الزي المدني.

ويعلق سينغوبتا قائلا إن قيام التنظيم على توجيه ضربة رغم هذه الإجراءات كلها يشير إلى قوته، ويثير تساؤلات حول إمكانية منع هجمات سابقة لو تحركت السلطات مبكرا، مشيرا إلى تعقد النزاع، حيث تواجه الدولة سلسلة من التحديات الداخلية والخارجية، وكان تنظيم الدولة يواجه الأكراد.
ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى قول عسكري سابق إن تنظيم الدولة أقام خلية له في بلدة أديمان في جنوب تركيا.
========================
الغارديان: مقتل بريطاني وهو يقاتل مع قوات حماية الشعب
http://arabi21.com/story/974754/الغارديان-مقتل-بريطاني-وهو-يقاتل-مع-قوات-حماية-الشعب#tag_49219
لندن- عربي21- بلال ياسين# الثلاثاء، 03 يناير 2017 12:47 م 0666
قالت صحيفة "الغارديان" إن بريطانيّا قتل وهو يقاتل ضد تنظيم الدولة في سوريا، وذكرت أن اسم المقاتل البريطاني هو ريان لوك، وعمره 20 عاما، ولم يكن يملك خبرة عسكرية، حيث سافر إلى مناطق شمال سوريا للقتال مع قوات حماية الشعب الكردية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه بحسب مقاتلين أكراد وعائلة لوك، التي تعيش في شيستر في غرب مقاطعة ساسكس، فإنه مات في 21 كانون الأول/ ديسمبر، عندما كان مع مقاتلين يقاتلون تنظيم الدولة في المناطق المحيطة بالرقة، عاصمة ما يطلق عليها الدولة الإسلامية.
وتورد "الغارديان" ما جاء في بيان حصلت عليه الصحيفة من والده جون، حيث قال: "كان ريان ولدا حنونا ومحبا، يعمل ما يستطيع لمساعدة الآخرين، وكان قلبه من ذهب، ونطالب بأن نترك وحدنا، والسماح لعائلتنا بالحزن عليه"، مشيرة إلى أن ريان لوك عمل قبل سفره إلى سوريا طباخا، وهو واحد من الكثير من المتطوعين الأجانب الذين سافروا وانضموا لقوات حماية الشعب التي تقاتل في شمال سوريا.
ويلفت التقرير إلى أن رسالة أرسلت إلى عائلته، وقالت إن لوك انضم للنشاطات والحملة ضد تهديد تنظيم الدولة على "روجوفا كردستان"، وجاء في رسالة التعزية أن ريان قتل قرب قرية جعبير.
وتذكر الصحيفة أنه بحسب ما يقوله أصدقاء ريان وعائلته، فإنه سافر إلى سوريا في آب/ أغسطس، بعدما أخبر عائلته أنه ذاهب لقضاء إجازة في تركيا، لكنه كتب رسالة على صفحته في فيسبوك في 31 آب/ أغسطس، يقول فيها: "أنا في طريقي إلى روجوفا، وقد كذبت حول سفري إلى تركيا.."، مشيرة إلى أنه انضم إلى وحدات حماية الشعب في 4 أيلول/ سبتمبر، حيث أعطي اسما حركيا "برخودان جيفارا" (جيفارا المقاوم)، على اسم المقاتل اليساري المعروف تشي جيفارا.
وينوه التقرير إلى أن لوك شاهد في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، مقتل معظم وحدته قرب بلدة الباب في شمال سوريا، حيث قتلوا في غارة تركية، ومن بين القتلى أمريكي يدعى مايكل إسرائيل، وألماني يدعى أنطون ليشبيك، لافتا إلى أن لوك وضع بعد ذلك على صفحته في "فيسبوك" صورته وقد تعرض لجروح، وكتب تعليقا يقول فيه: "كنا نحاول السيطرة على بلدة صغيرة عندما أغارت علينا الطائرات التركية في الليل، وقتل صديقان لي، وهما أنطون ومايكل من بين آخرين، وسأبقى حتى أنهي مهمتي ستة أشهر، أردوغان ابن حرام وتركيا ابنة حرام".
وتفيد الصحيفة بأن الولايات المتحدة تدعم قوات حماية الشعب، وتخشى تركيا قيام الأكراد بربط المناطق الكردية في شمال سوريا مع بعضها، منوهة إلى أن لوك يعد ثالث بريطاني يقتل في المعارك ضد تنظيم الدولة، ففي 2 آذار/ مارس، قتل كوستاندينو إريك سكرفيلد (25 عاما)، وهو أول من يقتل في المعارك التي بدأت ضد تنظيم الدولة في خريف عام 2014، ومات جراء صاروخ أطلق على بلدة تل حميس في شمال شرق سوريا، أما الثاني فهو دين إيفانز (22 عاما)، الذي كان يعمل في مزرعة ألبان في ويستمنستر، وقتل في 2 تموز/ يوليو 2016، وذلك أثناء مشاركته في معركة منبج عندما أصابته مقذوفة صاروخية.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى تعليق من المتحدث باسم وزارة الخارجية، جاء فيه: "نصحت بريطانيا المواطنين بعدم السفر إلى سوريا، خاصة أن الخدمات القنصلية معلقة هناك، ومن الصعوبة التأكد من حالة وأماكن وجود المواطنين البريطانيين في سوريا، وأي شخص يسافر إلى هناك، أيا كانت الأسباب، فإنه يعرض نفسه للخطر".
========================
غارديان: الربيع العربي يمكن أن يحدث مرة أخرى
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/1/3/غارديان-الربيع-العربي-يمكن-أن-يحدث-مرة-أخرى
علقت الغارديان في افتتاحيتها اليوم بأن هذا الشهر يناير/كانون الثاني يوافق مرور ست سنوات على بداية الربيع العربي، وما كانت فيه من أحداث متلاحقة انطلقت شرارتها من تونس وامتدت إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا، وكان من المفترض أن تكون نقطة تحول كبيرة في الشرق الأوسط.
ولكن بعد ست سنوات مرت كلمح البرق على تلك الأحلام التي صاحبت الربيع العربي انقلبت الأوضاع وأعادت ثورة مضادة في مصر استبداد العسكر الذي ظل جاثما على قلب شعبها على مدى ستة عقود، وتحولت ليبيا واليمن إلى أنقاض في حرب القوى الخارجية هي اللاعب الأساسي فيها، وهي على استعداد للقتال حتى فناء آخر مواطن عربي، أما سوريا فقد تحولت إلى أنقاض وأنهار من الدماء.
"الأسباب الكامنة وراء الثورة لم تتلاش والظروف اليوم في نواح كثيرة أسرع للاشتعال من عام 2011، ذلك أن الحالة العربية أصبحت في أزمة في كل مكان تقريبا "
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسباب الكامنة وراء الثورة لم تتلاش، وأن الظروف اليوم في نواح كثيرة أسرع للاشتعال من عام 2011، ذلك أن الحالة العربية أصبحت في أزمة في كل مكان تقريبا، حيث أدى تراجع أسعار النفط إلى حدوث فجوة في اقتصاد السعودية، وخلقت القيادة المعيبة في مصر أزمة تلو الأخرى، وكثر تدفق المهاجرين اليائسين إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل افتقدوها في بلادهم.
كذلك زادت أعداد جيل من الشباب الأفضل تعليما وتحضرا في تاريخ المنطقة، وأصبحوا أكثر تدينا من نظرائهم في أماكن أخرى من العالم، الأمر الذي رأى فيه حكام المنطقة قوة مزعزعة للاستقرار، فكان الرد حملة شديدة لسحق المعارضة وليس معالجة أسبابها.
ورأت الصحيفة أن هناك أسبابا واضحة لدورة أخرى من الاحتجاجات؛ منها أن العالم العربي مفعم اليوم بالأسلحة وليس أدوات التنمية، حيث بلغ الإنفاق السنوي على التسلح 75 مليار دولار خلال الربع الأخير من القرن الماضي، ونخبة متوارثة هي التي تحتكر السلطة، وقطاع الأعمال "الواسطة" دعامته الأساسية، والفساد الذي أدى إلى ضياع الموارد، حيث يشير تقرير للأمم المتحدة أن نحو تريليون دولار بُددت خلال نصف قرن بدلا من استثمارها في إيجاد الوظائف وتحسين الخدمات الأساسية.
وأضافت أن مخاطر هذه السياسات واضحة، وأنه إذا لم تكن هناك آليات للمشاركة والمساءلة تسمح بالاحتجاج السلمي، فقد يلجأ الساخطون إلى إجراءات عنيفة ومباشرة، وفي العالم العربي هذا الأمر يستلزم بعد نظر في الإسلام السياسي.
========================
إندبندنت :عندما يقف الأمل احتراما لطفل سوري.. هل يستجيب له ترامب؟
http://altagreer.com/عندما-يقف-الأمل-احتراما-لطفل-سوري-هل-ي/
إندبندنت – التقرير
كان عامًا مزدحمًا بالأحداث، بالنسبة للطفل السوري أحمد الخلف، الذي حضر الخطاب الأخير بشأن حالة الاتحاد، للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، باراك أوباما، تعلّم الخلف أيضا ركوب الدراجة والتزلج بحذاء” التزحلق”، كما حضر دروس رسم وجمباز وفنون الدفاع عن النفس، وقضى فصل الصيف في لعب كرة القدم والسباحة في ضواحي بوسطن الأمريكية.
وحصل على أول زوج من الأذرع الصناعية، بديلا عن ذراعيه الذي فقدهما قبل ثلاث سنوات، في انفجار قنبلة بمخيم للاجئين، أسفرت أيضا عن مقتل ثلاثة من إخوته.
لكن كما يبدو، أن الصبي ذا الـ11 عاما، لا يزال يتطلع إلى أمل آخر في أمريكا، حيث يحلم أن يجتمع شمله ووالده، مع والدته وأربعة أشقاء له، يعيشون في اسطنبول.
وفيما يركل كرة القدم في حديقة عامة، يقول “أريد أمي أن تأتي هنا، لقد خسرت كثيرا، ولا أظن أني استطيع تحمل المزيد”.
لكن، وعلى الرغم من إصابته وجروحه، والمسافة التي تفصله عن بقية عائلته، لا يزال أحمد يتمسك بالأمل، حيث يقول “كلشيء ممكن في هذا العالم، عليك فقط أن تؤمن بنفسك وبقدراتك”.
ويرى درغام الخلف، والد أحمد، أن آمال طفله تعتمد إلى حد كبير، على ما إذا كان الرئيس المنتخب دونالد ترامب، سيمضي قدمًا في تنفيذ تعهده، بالحد من تدفق السوريين والمسلمين إلى الولايات المتحدة، أم لا.
وتقدم والد أحمد بطلب لجوء للولايات المتحدة، ويأمل في تقديم التماس لبقية أفراد الأسرة، إذا سُمح له ولابنه بالبقاء.
ويقول درغام “آمل أن يقوم ترامب بالتصرف الصحيح، لا يهم ما يقوله الناس، فأنا متفائل”.
ورفض المسؤولون بفريق ترامب، الرد على رسائل البريد الإلكتروني، للتعليق على حالة هذه العائلة السورية.
أضاف درغام أنه لا يمكنه العودة لتركيا الآن، بعد تخليه عن وضع الإقامة المؤقتة هناك، كما أن العودة إلى سوريا -حيث عاشت عائلته السنية صراعًا مروعًا وحربًا بشعة- أيضًا ليس خيارًا متاحًا. حيث يؤكد “لم يبق شيء لنا في سوريا، لقد دُمر وطننا، ولا يوجد مكان آخر أذهب إليه، إذا رفضت أمريكا بقائي”.
يعيش درغام وابنه، وسط مجموعة من العائلات المسلمة، منذ وصلهم لأمريكا في يونيو 2015، بتأشيرة طبية لأحمد
ويعمل درغام الخلف كحارس أمن في أحد المساجد بعد تلقي تصريح العمل في يوليو الماضي، وهو يأمل أن يحصل على رخصة القيادة في وقت قريب.
وتعاني أسرة الخلف بشدة، جراء ما عاشوه وجراء انفصالهم عن بعضهم، حيث يعاني طفله الصغير في تركيا من مشاكل صحية، وتخضع زوجته للعلاج، نتيجة ارتفاع ضغط الدم، فيما لا يتمكن ابنه أحمد من النوم ليلا، حيث يعاني من نوبات فزع، منذ الانفجار الذي أفقده ذراعيه.
ويقول الأب “أنا نفسيا لا استطيع التحمل، إذا كانت أسرتي كلها معي، سأشعر بأني قطعت نصف المعركة”.
ويتحدث أحمد كثيرا مع والدته عبر الهاتف، حيث تناضل لتتمكن من إعالة أولادها، ويقول أحمد إنه لا يثقل على والدته، بما يعانيه ووالده، حيث يحاول أن يرفع معنوياتها : “أريد أن أجعلها سعيدة”، هكذا يقول الطفل السوري الذي يملؤه الأمل.
والتحق أحمد بالصف الدراسي الرابع في الخريف الماضي، في مدرسة بضواحي بوسطن، ويقول إنه في انتظار أطراف صناعية أكثر تقدما مما لديه، متأملا أيضا أن ينضم إلى لفريق كرة القدم في ربيع العام الجاري.
ويبدي المسئولون عن تعليم أحمد إعجابهم بمستواه الدراسي، ومثابرته على التعلم، والتزامه أيضا بجلسات العلاج الطبيعي
========================
لاندبندنت: ارتداد الهجمات الاجرامية على تركيا سببه دعم اردوغان لـ”داعش” و”النصرة” في سوريا
http://alansaar.net/2017/01/03/42882
 اردوغانالانصار/.. عزا الكاتب البريطاني روبرت فيسك، سبب الهجمات الاجرامية التي تستهدف مدن تركيا بين الحين والاخر الى الدور الذي لعبه رئيس النظام رجب طيب أردوغان في تمويل ودعم التنظيمات الإجرامية في سوريا.
وتساءل فيسك في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية : ” أليست أنقرة هي التي اسهمت بإشعال الحرب في سوريا وسمحت بتدفق الأسلحة والأموال عبر حدودها إلى مجرمي داعش وجبهة النصرة وإلى مايسمى بمعتدلي الغرب من المجموعات المسلحة المختلفة الذين يرتكبون جرائم القتل في سوريا”.
واضاف أن ” أردوغان يدعي قصف واستهداف عصابات داعش بينما في الحقيقة يعمل على قصف أعداءه الاكراد ويجرؤ على المطالبة بعدم تدخل أي كان في شؤون بلاده الداخلية، بينما يقوم في الوقت نفسه بارسال قواته الى دول الجوار، الامر الذي يؤكد بان الرئيس لتركي يمشي في طريق خطير للغاية”.
وتابع الكاتب البريطاني إن “نظام أردوغان الان وبعد خفوت حماس الأتراك للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بات يلجأ إلى محاولة ابتزاز الاتحاد لإغلاق الممرات البحرية ومنع اللاجئين من الوصول الى الشواطئ الأوروبية في مقابل الحصول على المزيد من المكاسب وعلى رحلات مستثناة من تأشيرة الدخول لمواطنيه الاتراك إلى أوروبا”.
وفوق هذا كله عمد أردوغان الذي لم يعد يتمتع بموالاة الجيش التركي له بشكل كامل إلى اعتقال أكثر من سبعة آلاف جندي بينهم 164 ضابطا رفيعا خلال شهر تشرين الاول الماضي، وهدفه في ذلك ليس مجرد معاقبتهم بل منع الجيش من تنفيذ المزيد من محاولات الانقلاب التي قد تكون ناجحة في المرة المقبلة ويواجه فيها.
وكان 39 شخصا على الاقل بينهم 16 اجنبيا قتلوا بهجوم جرى ابان اعياد راس السنة الميلادية في اسطنبول، حيث حملت اوساط سياسية وحزبية تركية واسعة رئيس النظام التركي أردوغان وأجهزته الأمنية والاستخبارية مسؤولية ارتداد الارهاب على تركيا بسبب احتضانه وايوائه التنظيمات الاجرامية بمختلف مسمياتها في سوريا.انتهى/62هــ
========================
الصحافة الفرنسية :
صحيفة فرنسية: هل شممتم رائحة فضيحة اليسار التونسي المؤيد للمجازر التي حدثت في حلب؟
http://www.watanserb.com/2017/01/03/صحيفة-فرنسية-هل-شممتم-رائحة-فضيحة-اليس/
لم يتردد الناشطون في أحزاب اليسار التونسي في وصف المهندس، محمد الزواري، بالشهيد. في المقابل، لماذا يصمت اليساريون عن جرائم نظام بشار الأسد التي يرتكبها بحق الشعب السوري؟.
في 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اُغتيل مواطن تونسي رمياً بالرصاص أمام منزله في مدينة صفاقس. ووفقا لمصادر صحفية إسرائيلية، فإن بصمة الموساد كانت واضحة في هذه العملية.
ويعتبر محمد الزواري، رائداً في مجال صنع الطائرات من دون طيار، وقد نُفي سابقاً من تونس بسبب انتمائه لحركة النهضة، قبل أن يعود إلى البلاد سنة 2011، إثر اندلاع الثورة التونسية، وذلك بعد أن قضى عدة سنوات متنقلاً بين دول الشرق الأوسط، أهمها سوريا، بحسب صحيفة ليبيراسيون الفرنسية.
 وبعد اغتياله، أكدت كتائب عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة حماس، أن هذا العالِم كان الشخص الذي يقوم بتطوير سلاحه الجوي.
وبحسب الصحيفة الفرنسية تجدر الإشارة إلى أن إدانة هذا الاغتيال هو أمر ضروري، خاصة إذا تأكد فعلاً وبالدليل القاطع أن الموساد الإسرائيلي يقف وراء هذا الاغتيال، الأمر الذي من شأنه أن يؤكّد أن إسرائيل مازالت تواصل سياسة ضرب القوانين الأممية الدولية عرض الحائط، فهي تقتل بدم بارد كل من تضعه على قائمة أعدائها، ولا تتوانى عن مطاردته في كل أنحاء العالم.
من جانب آخر، أدان أغلب وجوه المجتمع المدني في تونس هذا الاغتيال. كما نعتت جميع الأحزاب السياسية، خصوصاً اليسارية منها، والمنظمات التي تعنى بالمهاجرين التونسيين في فرنسا، محمد الزواري بشهيد القضية الفلسطينية. لكن ما يثير الدهشة، هو ليس تحرك السياسيين لاستنكار اغتيال الزواري، وإنما صمتهم الرهيب إزاء مجزرة حلب التي تزامنت مع حادثة الاغتيال فضلاً عن استنكار أقلية من النخب التونسية للمجازر التي تُرتكب في حقّ الشعب السوري.
ومنذ أشهر طويلة، يتعرض السوريون لعمليات قصف مكثفة وبلا هوادة من قبل النظام السوري المدعوم بالطيران الروسي والميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية المدربة في إيران فضلاً عن ذراعها العسكري في لبنان، حزب الله. لكن، فضّل اليسار التونسي الصمت، كما هو الحال بالنسبة لعدة دول مغاربية، أمام بشاعة هذه المجازر. حسب ترجمة هافينغتون بوست عربي
بل أسوأ من ذلك، فقد ذهب بعض قادة الأحزاب اليسارية التونسية لمباركة ما يقوم به النظام في سوريا وحليفه الروسي بعلة مناصرتهم للحرب ضد الإرهاب والتطرف. لكن، ألا يستحق ضحايا مجزرة حلب من هؤلاء وصفهم بالشهداء كما حصل مع الزواري؟.
وبحسب الصحيفة الفرنسية في الواقع، يمكن اشتمام رائحة “فضيحة” تحرج اليساريين في تونس، فهم من جهة يدافعون عن النظام المجرم في دمشق بتعلة أنه يطارد ويقاتل المتطرفين، لكن في نفس الوقت، تراهم ينعتون المهندس محمد الزواري بالشهيد، مع العلم أنه وضع كل إمكانياته في خدمة حركة إسلامية تحكم مدينة غزة الفلسطينية.
من جهة أخرى، يقدم هؤلاء اليساريون أنفسهم “كحماة العلمانية” في تونس، لكنهم يدعمون في نفس الوقت نظاماً مسيراً من “الجمهورية الإسلامية” الإيرانية ومدعوماً من حزب ديني شيعي متعصب لمذهبه، يدعى حزب الله.
كما ينتقد أحزاب اليسار التونسي بشدة ممارسات الكيان الصهيوني. في المقابل، يطبقون سياسة “صمت القبور”، إذا ما تعلق الأمر بالحديث عن حمامات الدم التي يعاني منها العالم العربي خاصة وأن جميع أبناء المغرب العربي يتبعون نفس هذه السياسة، كما ترى الصحيفة الفرنسية.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب العربي ارتكب العديد من الأخطاء تجاه هذه القضايا العربية؛ أولها، خطأ أخلاقي، يتمثل في الصمت الرهيب تجاه ما يعانيه السوريون، أو تبرير ما يقوم به النظام المجرم. أما الخطأ الثاني، فهو سياسي بحت، فهم يتضامنون مع القضية الفلسطينية من جانب الانتماء إلى نفس الهوية، وليس من جانب أنهم شعب مظلوم يبحث عن استرداد حقوقه وحرياته الدولية. لكنهم للأسف، لم يفهموا بعد أن تغيّراً في الآراء يعزز محاربتهم للإنسانية التي ظنوا أنهم يدافعون عنها.
========================
لوموند :أوليفييه روا : حلم العثمانية الجديدة يُدفن في حلب
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/19413475/حلم-العثمانية-الجديدة-يُدفن-في-حلب
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٤ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٧ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
سلّط الرجل الذي اغتال السفير الروسي في أنقرة الضوء على تناقضات السياسة الخارجية الأردوغانية. فمن أين للـ «سلطان» الجديد، وهو كان إلى وقت قريب نصير الإسلام السنّي في الداخل التركي والخارج، أن يكون الحليف الصدوق في تحالف روسي- إيراني أعلن أنه رافع لواء القضية الشيعية على حساب السنّية العربية؟
فتركيا أردوغان، إثر طي النموذج الكمالي الذي يرجح كفة الرابطة مع أوروبا والأطلسي، لم تفلح في انتهاج سياسة خارجية مستقرة ومتماسكة. والرئيس التركي أرجأ عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي، في وقت كان يسعى إلى أن تتبوأ بلاده مكانة القوة الكبرى الإقليمية. ولكن أي «إقليم» هذا؟ وما سند هذه القوة؟ ففي عهد أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركية بين 2009 و2014، بسطت الديبلوماسية التركية نفوذها في إقليم السلطنة العثمانية الآفلة، أي في القوقاز والبلقان والدول العربية، ورفعت لواء إنشاء حيز نفوذ بلا أعداء أو «صفر أعداء» (وحاولت أنقرة التقرب من أرمينيا وصربيا، وربطتها علاقات وثيقة مع كردستان العراق). وترتب على السعي إلى بسط نفوذ تركيا بعث التنافس القديم مع إيران في أذربيجان، وأرمينيا تحديداً، والتوتر مع روسيا، التي لم يرق لها التمدد التركي في الحيز ما بعد السوفياتي، فالإمبراطوريات لا تموت ولا تنقضي. وكانت شركات تركية متوسطة وصغيرة الحجم وشبكة مدارس غولن (من ألبانيا إلى أذربيجان مروراً بجورجيا المسيحية) ذراع سياسة النفوذ التركي في الدول هذه. أما في البلدان الإسلامية، فإلى شبكة غولن والشركات التركية، اقترحت أنقرة إعداد المديرية العامة للشؤون الدينية المرتبطة برئيس الوزراء التركي، وعلماء الدين المحليين.
وهذه المقاربة التركية المتعددة الأوجه تكللت بالنجاح طوال أعوام، ولكن سياسة «الجوار الحسن» تداعت وتناثرت على وقع «الربيع العربي» (2011)، وتحديداً مع الانتفاضة في سورية. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، أعلنت تركيا الحرب على نظام بشار الأسد، ودعمت المعارضة السنّية. وكان فوز الإسلاميين في الانتخابات التونسية والانتخابات المصرية جسرَ «العدالة والتنمية» إلى تقديم نفسه «الأخ الأكبر» للإخوان المسلمين على اختلاف مشاربهم. وهؤلاء وسموا أحزابهم الجديدة بصفات «العدالة» و «التنمية»، تيمناً بـ «الأخ» التركي، فانتقلت أنقرة من «سياسة حسن الجوار» إلى استراتيجية شرق أوسطية كبرى، وهي استراتيجية عربية على وجه التحديد، من حلب إلى غزة.
وتماشت مناصرة تركيا القضية السنّية في المنطقة مع السياسة الداخلية التركية، التي أنزلت في عهد «التنمية والعدالة» الإسلام السنّي في منزلة ركن الهوية الوطنية، وهمشت مكانة الانتماءات الإتنية. وانفتحت حكومة «العدالة والتنمية» ثقافياً على الكرد (أجازت استخدام لغتهم) ورجحت كفة الانتماء الديني المشترك، وكانت أكثر تسامحاً مع الأقليات الدينية من أسلافها الكماليين (إعادة أراضي دير مور غابرييل [أقدم دير سرياني أورثوذكسي في العالم]، وإلغاء ذكر الديانة في بطاقة الهوية... إلخ)، ولكنها رفضت الاعتراف بالأقلية الدينية العلوية. ودار الكلام حينها على «عثمانية جديدة»، أو سياسة «إسلامية» يقودها رئيس يحلم بأن يُتوّج سلطاناً.
لكن التحالف المفاجئ مع إيران وروسيا ينقض كل انتساب إلى العثمانية والسند الإسلامي السنّي، فالعثمانيون لطالما ربطتهم علاقات متوترة مع الإيرانيين والروس، ولطالما حشدوا القوى السنّية للدفاع عن السلطنة، من القرم إلى ليبيا (وليس من بنات الصدفة أن السلطان سليم نفض الغبار عن لقب الخليفة في 1517، في لحظة ارتقاء المذهب الشيعي إلى ديانة الإمبراطورية الفارسية).
ومن مفارقات الرد العنيف على محاولة الانقلاب في 15 تموز (يوليو) 2016، تقطيع الحكومة التركية أوصال شبكة غولن في الخارج، من مدارس وجمعيات ومساجد، والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي كانت ذراع النفوذ الثقافي والاقتصادي التركي من غير كلفة على الخزينة التركية أو مشقة.
وانضمام أنقرة إلى محور طهران- دمشق- موسكو ترتب عليه سحب (أو تخفيف) تأييد السنّة السوريين، وسقوط حلب، التي كان في وسع تركيا دون غيرها، جعلها محمية في منطقة آمنة (فأوباما سبق أن رفض إنشاء مثل هذه المنطقة، والأوروبيون يفتقرون إلى ارداة التدخل ووسائله). وهذه السياسة التركية تزامنت مع تقارب من إسرائيل، فأنقرة تخلت عن السنّة العرب، وتحديداً عن «الإخوان المسلمين»، وتخففت من الطابع الإسلامي في سياستها الخارجية.
ولكن ماذا وراء مثل هذا الانعطاف؟ ثمة مجموعة أسباب معقدة ومركبة، ففي وقت أول خسرت ورقة «الإخوان المسلمين»، فقد اندمج هؤلاء في تونس (وبلاد المغرب) في المجتمع الوطني الأوسع، وانتفت الحاجة إلى عراب تركي، وفي مصر طرد القمع «الإخوان»، ولو موقتاً، من الساحة السياسية. واليوم، شاغل الحكومة التركية الهوسي هو الحركة الانفصالية الكردية، والحرب في سورية حولت الأكراد السوريين (ولم تكن الحكومة السورية تعترف بوجود أكثر من مليون نسمة منهم) إلى قوة عسكرية وسياسية بارزة في سورية عضدها الدعم الأميركي. ولكن الحزب المهيمن على الأكراد السوريين يتحدر من «العمال الكردستاني» التركي، الذي حسِب أن الأزمة السورية فرصة سانحة أمام حمل السلاح في تركيا، في وقت يخوض «العدالة والتنمية» عملية مفاوضات سلام مضطربة مع أكراد تركيا. ولكن استئناف الأعمال العدائية في الداخل التركي انتهى إلى تكبد «العمال الكردستاني» فشلاً عسكرياً وسياسياً. فالحزب هذا أخفق في سعيه إلى إنشاء مناطق مدينية محررة، وعجز عن تجييش دعم شعبي له. ولكن الواقعة وقعت، والقمع يهبط على الجناح السياسي من الحركة الكردية، فـ «حزب الشعوب الديموقراطي» أخفق في إثبات أنه مستقل عن «الكردستاني»، واستئناف الهجمات ضد الأجهزة الحكومية التركية يؤجج تفاقم الأحوال في تركيا.
ورأت أنقرة أن النصر الكردي في كوباني في 2015 منعطف، فعلى رغم تفاقم التوتر مع روسيا إثر إسقاط المقاتلة العسكرية الروسية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 (والعملية هذه تنسب اليوم إلى... طيارين من حركة الداعية غولن!)، كانت الظروف مواتية لانعطاف تركيا نحو روسيا. وساهمت محاولة الانقلاب في تموز (يوليو) 2016 في تسريع وتيرة التقارب التركي– الروسي: تقويض عملية تطهير الجهاز الأمني التركي الجيش التركي. وصار الجيش عاجزاً عن أداء دور راجح في شمال سورية، وعن جبه التحالف الروسي- الإيراني. ويعيد ضعف الجيش التركي إلى الأذهان وضع الجيش الأحمر الجريح إثر عمليات الاجتثات والتطهير في 1937، ووهنه في مواجهة فنلندة الصغيرة في 1939. وإلى الضعف هذا، تتفشى في تركيا مشاعر الارتياب من أميركا، ويُتهم أوباما بدعم العدوين اللدوديْن لأردوغان، غولن والأكراد. وقد يُعزى الانعطاف التركي إلى تخفف من المبادئ أو المعايير الأخلاقية الاستراتيجية، والعودة إلى مبادئ الواقعية السياسية القديمة.
ولكن في الأحوال كلها، تركت تركيا الثوار العرب السوريين السنّة لمصيرهم، وهي توسلت بهم للحؤول دون تمدد الأكراد السوريين، وتركت حلب، المدينة العثمانية، للدمار على يد سلاح الجو الروسي والقوات الشيعية، فما دفن في حلب هو الحلم النيو- عثماني (العثمانية الجديدة) واللحمة السنية. وهذا ما نبه إليه قاتل السفير التركي، على رغم أنه لم يتهم أردوغان شخصياً بنسيان حلب. ولا مفر من أن تتردد أصداء التخفف هذا من الإرث الإسلامي والعثماني، وهو شطر راجح من خيال النظام التركي، في أوساط ناخبي «العدالة والتنمية» وناشطيه. ولا شك في أن كثراً من هؤلاء لم يرحبوا باستقبال اللاجئين السوريين (وعددهم ملايين) ولا بالموت من أجل حلب. ولكن طي التضامن الإسلامي والإرث العثماني بضربة واحدة، يبدد صورة السلطان، ويلف بالغموض دور تركيا في المنطقة، فدورها اليوم مشرع على الاحتمالات.
========================
لوفيغارو: سقوط حلب كتب نهاية النظام القديم ورسم ملامح مرحلة تقودها روسيا وإيران
http://www.all4syria.info/Archive/377001
كلنا شركاء: لوفيغارو- ترجمة هافينغتون بوست عربي
يُطبخ برنامج ترسيخ نظام عالمي جديد منذ عقود، على نار هادئة. وتُعتبر حلب نقطة انطلاق الملامح الأولى لهذا النظام الذي تقوده كل من روسيا وإيران، في ظل غياب القوى الغربية التقليدية، وتحديداً الولايات المتحدة وأوروبا.
مثّل كل من النظام السوري وحليفه الروسي إلى جانب إيران منعطفاً استراتيجياً مهماً قلب مفهوم العلاقات والمصالح الدولية، رأساً على عقب. ويُعتبر هذا الانتصار مهماً، لأنه -وبحسب ما ذكرت صحيفة Le Figaro الفرنسية- جاء بعيداً عن أي تدخل أو حضور للعالم الغربي رغم عودة منطق “سياسة القوة”، ليطفو من جديد على ساحة الجيوسياسية في الشرق الأوسط، لكن لا يعني ذلك بالضرورة نهاية الحرب.
ما الأطراف المنتصرة؟
إن عدد الأطراف المنتصرة يمكن حصرها في النظام السوري وإيران وروسيا. وقد ساهم التدخل العسكري الروسي في إنقاذ نظام بشار الأسد وحقق للكرملين مكاسب سياسية كبيرة من بينها تركيز قاعدة عسكرية في اللاذقية تمثل عين روسيا على الشرق الأوسط.
كذلك، ساهم هذا التدخل العسكري الروسي في ضمان عودة موسكو بقوة على الساحة السياسية الدولية. وفي الحقيقة، أراد الروس بدعمهم للنظام ومحاربتهم للمعارضة المسلحة بعث رسالة مفادها أن روسيا ستقف في وجه كل من يعمل على الإطاحة بالأنظمة الحاكمة الموالية لها، ليس في الشرق الأوسط فقط، ولكن في دول الاتحاد السوفييتي السابق أيضاً.
استغلت موسكو دورها في الحرب السورية لتدفع الجميع نحو الجلوس على طاولة المفاوضات التي ستترأسها بعد أن دفعت حليفها السوري ومعارضيه للبحث عن مخرج سياسي مناسب.
حافظت روسيا منذ تدخلها في الأزمة السورية على مسيرة وردية دون ارتكاب أي أخطاء سياسية مع حسن اختيار الوقت (الانتخابات الرئاسية الأميركية). وخلال سنة واحدة، كشّر الدب الروسي عن أنيابه ليظهر في صورة قوة عالمية مسيطرة على اتخاذ القرارات، وتتقن استغلال الفراغ السياسي الذي تركته إدارة باراك أوباما. كما استطاعت روسيا أن تفرض على أطراف النزاع السوري الحرب والسلام في نفس الوقت.
أما إيران باعتبارها الشريك الثاني في الانتصار، فقد هبت لإنقاذ النظام السوري بشتى الطرق السياسية والمالية والعسكرية مع استعمال حزب الله الشيعي، ذراعها العسكري في لبنان، كجدار صدّ في حماية النظام السوري. ونجحت إيران في تركيز حلف شيعي يبدأ نفوذه من العراق ويمر بلبنان، لينتهي في سوريا. وقد استغلت هي الأخرى الفراغ السياسي الذي تركه الأميركيون، لتبرز كقوة إقليمية مؤثرة في الشرق الأوسط.
وفي المقابل، لا يمكن اعتبار الحلف الروسي الإيراني أبرز قوة مسيطرة على أحداث الحرب السورية، بل نجد أيضاً، تركيا، التي تدخلت لوضع حد لطموحات طهران في سوريا، ووضعت المعارضة أمام طريق مفتوح للحوار.
وتجدر الإشارة إلى أن روسيا قدمت مزايا للأتراك في خضم الأزمة السورية، وهو ما يراه مراقبون أشبه بعملية “تبادل”. وعموماً، تقف روسيا سداً منيعاً في وجه الأطماع الكردية خلال هذه الحرب. وفي نفس الوقت، تحركت تركيا من أجل تغيير نظرتها العدائية تجاه بشار الأسد.
الأمم المتحدة.. صمت القبور
منذ بداية الحرب السورية، جعل كل من الفيتو الروسي والصيني كل قرارات مجلس الأمن “هباء تذروه الرياح”. وقد استعمل الروس والصينيون الفيتو في 6 مناسبات متتالية لإحباط قرارات أممية تهدف إلى تطبيق وقف إطلاق النار، والتأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية المنكوبة.
لم تعد مبادئ الأمم المتحدة أمراً يجب احترامه، بل أصبحت مجرد مبادئ تُداس تحت أقدام القوى الكبرى. كما أصبحت حقوق الإنسان وعدم التدخل في شؤون الدول والقوانين السلمية التي تربط بين الدول، مجرد شعارات بلا معنى، فالمصالح تعلو دائماً فوق كل اعتبار.
وفي هذا السياق، يرى الباحث الزائر في برنامج كارنيغي للشرق الأوسط، جوزيف باحوط “أن الأمم المتحدة بمثابة القوقعة الجوفاء التي تصدر صوتاً دون أي فعل، لأننا نعيش عصراً من “استعراض العضلات”، فالكلمة الأخيرة للطرف الأقوى، وهذا ما فهمه فلاديمير بوتين”.
 لم تعط موسكو اعتباراً لقوانين الأمم المتحدة عندما اقتحمت شبه جزيرة القرم قبل أن تدفع بقواتها المسلحة نحو سوريا. وعلّق الأخصائي في العلوم الاستراتيجية، نيكولاس تنزر، حول هذا الموضوع في أحد مقالاته في موقع هافينغتون بوست، قائلاً إن “زمن ضبط النفس قد ولّى، وعادت القوى العالمية مرة أخرى للتسابق من أجل بسط نفوذها على العالم”.
وأضاف: “نحن شهداء على حرب تقودها روسيا للسيطرة على منطقة إقليمية كاملة. وقد شرعت في هذه الخطوة منذ بداية الحرب العالمية الثانية. وأكد الانتهاك الروسي لميثاق الأمم المتحدة أن فكرة “توازن القوى العالمية” أصبح من الماضي. ومن جهتها، قدمت فرنسا مقترحاً للتخلص من “معضلة الفيتو”، وذلك بالتقليص من تأثيره في حالة ثبوت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وفي المقابل، ما زال هذا المقترح مجرد حبر على ورق”.
هل هي نهاية السيطرة الغربية؟
مثّل سقوط حلب نقطة تحول استراتيجية بالغة الأهمية في مسار العلاقات الدولية. كما ساهم هذا السقوط في إنشاء نظام عالمي جديد مرتكز أساساً على مبدأ “استعراض القوى”، في الوقت الذي يبدو فيه أن القوى الغربية قد فقدت هيبتها الدولية.
وفي هذا السياق، نظّم بوتين لقاءً في كازاخستان، وليس في جنيف، دعا إليه كلاً من تركيا وإيران دون أن يوجه الدعوة إلى الولايات المتحدة، أو أوروبا، ولا حتى الأمم المتحدة للتفاوض بشأن الأزمة السورية.
وقد صرح وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، بأن “كل المحاولات السابقة التي قام بها الأميركيون وشركاؤهم، باءت بالفشل. وعموماً، فقد تبين للعالم أنهم لا يملكون أي تأثير على أرض الواقع”.
تُعتبر “الحرب السورية” أول الأزمات الدولية التي تشهد غياباً للتدخل الغربي. وأكد جوزيف باحوط أن “النظام العالمي الجديد هو مشروع ضمني بصدد الإنجاز، فقد ساهم النظام العالمي الجديد في بروز سياسة أميركية جديدة (في عهد أوباما)، اتسمت بالتردد والخيبة”.
لقد أدرك أوباما قبل غيره أن الهيمنة الغربية في عملية اتخاذ القرار قد أخذت في التراجع إلى الوراء. وقد تُرجم ذلك في سياسته الخارجية تجاه الوضع السوري والتي حطت من قيمة الهيمنة الغربية، وساهمت في ولادة قوى جديدة.
بعد نظرية الثنائيات خلال الحرب الباردة، أصبحنا نعيش الآن على وقع نظرية جديدة تمهد لمفهوم جديد للقوى العالمية. ونتيجة لذلك، وضعت الأزمة السورية حداً للتدخل الغربي العسكري في الشرق الأوسط الذي كثيراً ما كانت نتائجه مخيبة في العراق وأفغانستان وليبيا.
ما مستقبل الشرق الأوسط؟
يبقى مستقبل سوريا أمراً غير واضح، ففي حال نجحت بعثات السلام من جديد، تحت وصاية روسية إيرانية، فإن بوتين سيتباهى بما حققه من إنجازات على رأسها الحفاظ على النظام السوري في المناطق الخاضعة لسيطرته. وفي المقابل، لم تنجح روسيا في طرد كل من المعارضة المسلحة وتنظيم الدولة من المناطق السنية التي يهيمنان عليها.
من جهة أخرى، يُخفي الاتفاق المعلن بين الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، ونظيره الروسي طابعاً رمزياً يبشر بقيام نظام عالمي جديد، لكن هل يؤثر ذلك على تضارب المصالح بين البلدين؟ ربما تصبح سوريا، أفغانستانَ جديدة خاصة مع تقدم تنظيم الدولة، أو مسرحاً لمعارك أكثر دموية بين السنة والشيعة، خصوصاً مع توسع إيران في عدة دول عربية، وليس سوريا فقط. وبالحديث عن تنظيم الدولة، فإن هناك مخاوف دولية من خروج حركات أخرى مسلحة تدعم أفكاره، ما سيدفع الشرق الأوسط لمواجهة حالة جديدة من “عدم الاستقرار”. “مات النظام العالمي القديم في حلب، لكن النظام العالمي الجديد ما زال في طور البناء”.
وفي انتظار كشف المستور، لا يُعتبر المدنيون السوريين أو الغرب ولا حتى الأقليات، الطرف الخاسر الوحيد بعد انتصار إيران وروسيا في سوريا، إذ إن دول الخليج تواجه مخاوف تنذر ببداية مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.
========================
الصحافة العبرية :
معاريف :حزب الله التهديد الاول
http://www.alghad.com/articles/1351022-حزب-الله-التهديد-الاول
نوعم أمير 3/1/2017
 
يشير التقرير السنوي لمعهد بحوث الامن القومي الى تعزيز كبير لقوة حزب الله، الذي يتجاوز مرتبة التهديد الايراني. ففي السنة الماضية كانت ايران في المرتبة الاولى، وبدا حزب الله نازفا في سورية ومردوعا من إسرائيل.
 لقد وقعت الدراما الكبرى في اثناء هذه السنة عندما رأى جهاز الامن والجيش الاسرائيلي خلف الجدار كيف ينجو نصرالله من الوحل السوري، يواصل نقل سلاح مهم من ايران الى المخازن في لبنان ويتسلح بسلاح محطم للتعادل. لأول مرة منذ بدء تعاظمه ترى اسرائيل فيه تهديدا حقيقيا.
القادة العسكريون توقفوا منذ زمن بعيد عن احصاء كمية الصواريخ الهائلة وانتقلوا الى تصنيف الصواريخ حسب نوعيتها. وعلى النتائج ان تقلق جدا كل واحد وواحدة في اسرائيل. فحزب الله يحوز اليوم سلاحا دقيقا، يمكنه أن يضرب كل نقطة على خريطة دولة إسرائيل. وهو يحوز قدرات تردع سلاح الجو الاسرائيلي، مع متملصاته، تردع سلاح البحرية، مع سفن صواريخه، وتردع الذراع البري، على كل التطويرات التي يتباهى بها الجيش الاسرائيلي.
 في الوقت الذي تعلم فيه الجيش الاسرائيلي أخيرا كيف يتحدث بذات اللغة في كل الاسلحة، يقاتل حزب الله ويجمع التجربة العملياتية التي لا مثيل لها حتى لدى افضل المقاتلين في الجيش النظامي. آخر الجنود النظاميين في الجيش الاسرائيلي الذي شارك في القتال يتسرح من الجيش هذه الايام، مقابل آلاف المقاتلين الذين يحتفظ بهم حزب الله على الحدود اللبنانية – السورية.
ولا يزال، يمكن للجيش الاسرائيلي أن يهزم حزب الله في ايام معدودة، وذلك فقط اذا كان من سيصدر الامر بالقتال شجاعا بما يكفي كي يسمح للجيش الاسرائيلي بالانتصار. غير ان الثمن سيتضمن آلاف القتلى الابرياء في لبنان. بدون هذا، ستنجر اسرائيل الى مواجهة ستتضمن مئات الخسائر في طرفنا، ثلث دولة مهجور وحرب لأول مرة منذ 44 سنة تهدد وجودنا حقا.
أمران مهمان يجب على الجمهور أن يأخذهما بالحسبان: الاول – الجيش الاسرائيلي يستعد للأمر الافظع ويبعد المواجهة قدر الامكان. الامر الثاني – الترانزستور مع البطاريات ليس التوصية الافضل التي ستتلقونها من قيادة الجبهة الداخلية، وهذا مجرد تلميح.
 اذا كان هذا هو الامر الوحيد الذي سينجو هنا، فحاولوا ان تتصوروا ماذا سيحصل عندما سينهار كل ما تبقى. وجع الرأس الاكبر لجهاز الامن هو تقليص الفجوة بين رأي الجمهور الذي يعتقد أن حزب الله هو لا شيء – وبين الواقع.
========================
 معهد ابحاث الامن القومي :التقدير الاستراتيجي الاسرائيلي 2016 ـ 2017: قلق من تهديد حزب الله والحل في سوريا
http://www.elnashra.com/news/show/1064462/التقدير-الاستراتيجي-الاسرائيلي-2016-2017-قلق-تهديد
صدر عن معهد ابحاث الامن القومي في تل ابيب، التقدير الاستراتيجي السنوي لإسرائيل 2016-2017. وكما هي الاجراء المتبع في كل عام، عمد التقرير الى توصيف التهديدات والفرص في البيئة الاقليمية والدولية لاسرائيل، مع تحليل اثارها وتداعياتها وعرض توصيات للمؤسستين السياسية والامنية، لبلورة سياساتها وخياراتها، في الاتجاهين السياسي والعسكري
تميّز التقدير الاستراتيجي السنوي الذي يصدره ابحاث الامن القومي في تل ابيب، العام الماضي، بالـ»لا يقين» تجاه أكثر من ساحة تهديد. الا انه جاء هذا العام اكثر مباشرة واسهابا في توصيف الاوضاع والتهديدات والفرص، مع عرض لتوصيات، قد ترقى الى أن تكون خيارات عملية متاحة أمام اسرائيل، للحدّ من التهديدات، ولتلقف الفرص والبناء عليها.
اللافت في التقرير الجديد لهذا العام، والذي صدر أمس في 200 صفحة، احتلال تهديد حزب الله رأس سلم التهديدات، ربطاً بقدراته العسكرية المتعاظمة التي من شأنها ان تحد من خياراتها في مواجهته، وتفرض على اسرائيل، بحسب التقرير، ان تستعد بما يتلاءم مع إمكان نشوب مواجهة عسكرية، رغم التقدير بأن «معقوليتها منخفضة».
واحتل التهديد الايراني المقام الثاني في سلم التهديدات، بعد تأجيل استحقاق التهديد الوجودي لاسرائيل إثر لاتفاق النووي، من دون ان يلغي ذلك تهديداتها التقليدية واتساع نفوذها وحضورها في الساحات المتاخمة لاسرائيل ما يستدعي تحضيرا لمواجهته والحد منه. واحتلت الفصائل الفلسطينية المقاومة المرتبة الثالثة، فيما جاءت الجماعات المسلحة في سوريا وسيناء المصرية، ومن بينها تنظيم «داعش»، في المركز الاخير، بناء على تقدير ان هذه الجماعات غير معنية بمواجهة مع اسرائيل، وهي ليست مشمولة ضمن لائحة اهدافها.
وفي ما يأتي أهم التوصيات التي أوردها التقرير:
تعزيز العلاقات مع الادارة الاميركية الجديدة
على اسرائيل ان تدرك بأن الولايات المتحدة هي الشريك الرئيسي لها في مواجهة التحديات الامنية والسياسية. وعليها ان لا تنجر وراء سراب خادع لدول عظمى بديلة، كروسيا والصين، غير القادرتين على تأمين ما يمكن لاميركا تأمينه لاسرائيل، باستثناء ما يرتبط بعلاقات صداقة (روسيا) او فوائد اقتصادية (الصين). ويجب على اسرائيل ان تسارع الى ترميم العلاقة مع الولايات المتحدة واعادة الثقة الشخصية مع قادتها الجدد، مع تفاهمات استراتيجية: حول مواجهة ايران وطموحاتها في المنطقة، منع نقل التسوية الى ايدي الاوروبيين، وتفاهم حول دور روسيا السلبي في سوريا والداعم لايران وحزب الله، مع التشديد على ضرورة العمل المشترك لدعم مصر والاردن وتعزيز مكانتهما.
الاستعداد لمواجهة شاملة ضد حزب الله وحماس
على اسرائيل ان تحرص على منع نشوب مواجهات عسكرية والعمل على الحد من مخاطر اندلاعها. وفي ما يتعلق بحزب الله تحديداً، احتمال التصعيد والمواجهة مبني على مساعي اسرائيل لاحباط تزوده بالسلاح واعتراض شحنات نقله، وكذلك محاولاته التمأسس عسكريا وإقامة قواعد عسكرية في الجولان، وهي محاولات قد يكتب لها النجاح خلال الحرب القائمة في سوريا، وايضا في حال انتصار واضح للرئيس السوري بشار الاسد. ولهذه السبب، على اسرائيل ان تدرس دوريا سياستها في مجال منع نقل السلاح الى الحزب والتخفيف من احتمالات المخاطرة بحصول تصعيد. وفي الوقت نفسه، مواصلة جمع المادة الاستخبارية عن حزب الله ومكوناته العسكرية، كي تكون قادرة على توجيه ضربة مسبقة قبل اندلاع المواجهة، او خلال فترة قصيرة جدا من اندلاعها. وعلى اسرائيل الاستعداد لاجراءات ضد البنية التحتية اللبنانية وعدم تمييزها عن حزب الله، على ان تكون جزءاً من المساهمة في الحسم العسكري والاستراتيجي.
 
آخر الجنود
الاسرائيليين الذين قاتلوا تسرّح بينما لحزب الله آلاف المقاتلين
وخلافاً للماضي، على اسرائيل ان تدرك ان توجيه ضربة الى حزب الله في لبنان قد يجر ايران الى مواجهتها، حيث تتمركز قواتها وقوات حليفة لها في سوريا. ونتيجة لوجودها هناك، ستكون اسرائيل مقيدة جراء تواجد قوات روسية في سوريا، مع غطاء حماية لمنظومات الدفاع الجوي الروسي التي تغطي ايضاً الاجواء اللبنانية والاسرائيلية على السواء، وكل ذلك في موازاة التعاون الاستخباري الاستراتيجي بين روسيا وحزب الله.
مواجهة تعزيز حزب الله وايران في سوريا
تعزيز مكانة المحور الراديكالي في سوريا، بدعم روسي، يوجب على اسرائيل ان تعمل برؤية بعيدة المدى، وفي اساسها ازالة تهديد هذا المحور في الساحة الشمالية. عليها ان تساهم بشكل فاعل، لكن مدروس جيدا، لافشال هذا المحور، ومنع نقل سلاح نوعي الى حزب الله في لبنان، وتدفيع حزب الله ثمن اي اضرار بها، مع منع التموضع المعادي على حدودها، اضافة الى مواصلة المساهمة في الدعم الانساني للسكان السنة المعتدلين، خلف الحدود مع سوريا.
إزاحة الاسد
في العام الاخير، برزت تغييرات كبيرة في مجريات الحرب في سوريا. وبعد التدخل الروسي، الى جانب تدخل ايران وحزب الله، تعزز المحور الراديكالي المعادي لاسرائيل: الاسد وايران وحزب الله، الامر الذي مكن الاسد من استعادة زمام المبادرة واستعادة جزء كبير مما خسره في الحرب. لكن عودة سيطرة النظام على ما كان عليه عام 2011، امر مستبعد، ولا يبدو انه سينجح في المستقبل ايضا.
السيناريو الافضل من جهة اسرائيل هو في اسقاط نظام الاسد، وبطبيعة الحال الى جانب ابعاد ايران وحزب الله عن سوريا. كما ان من مصلحة اسرائيل هزيمة تنظيم «داعش» على ان يقام في موازاة ذلك «نظام معتدل» في سوريا، تماما كما يتحقق هذا المنحى، وإن بشكل مصغر، في الجولان، حيث ينجح المتمردون في مواجهة الاسد و»داعش». لكن هذا السيناريو، الافضل لاسرائيل، لا يبدو انه سيتحقق ولم يعد معقولا في ظل التدخل الروسي والايراني في المعركة القائمة هناك.
ويجب التشديد على ان تعزز المحور الراديكالي في سوريا، الذي تقوده ايران وروسيا بالتعاون مع حزب الله، يعد من ناحية اسرائيل تطورا استراتيجيا سلبيا، وعليها ان تعمل على بلورة خيارات تهدف الى اضعاف هذا السيناريو ومنع نشوئه، رغم الدعم الروسي لسيناريو كهذا.
تعزيز العلاقات مع الدول الخليجية
نتيجة للحوار القائم بين اسرائيل والمملكة العربية السعودية ودول خليجية اخرى، يتبين ان العملية السياسية مع الفلسطينيين، حتى وإن لم توصل الى نتائج واتفاق كامل، من شأنها ان تتيح تحسنا في العلاقات مع هذه الدول وتجعلها علنية. صحيح ان مركزية فلسطين لم تعد قائمة لدى الانظمة العربية، لكنها مهمة لجمهور هذه الانظمة. العملية السياسية مع الفلسطينيين، كما هو موصى به حتى وإن لم يصل الى نتائج، يعد فائدة اسرائيلية استراتيجية ويمكن قبولها اقليميا كدولة شرعية في المنطقة.
ويعد معهد ابحاث الامن القومي في تل ابيب أحد اهم المراكز البحثية المتخصصة بالشأن الاستراتيجي السياسي والعسكري والامن القومي، وهو من المراكز غير الحكومية الرديفة للمؤسسات الرسمية التي تعنى برصد التهديدات والفرص وتقديم التوصيات حولها. واضافة الى التقدير الاستراتيجي السنوي، تصدر عن المعهد دوريات وأوراق بحثية متخصصة، الى جانب تنظيم ندوات تعنى بالامن القومي في كافة المجالات. وهو يضم باحثين من اصحاب الخبرة والاختصاص في المجالات الامنية والسياسية، ومعظم خدم طويلا في الجيش الاسرائيلي، وخصوصاً شعبة الاستخبارات والتخطيط والعمليات. ويرأس المركز منذ عام 2011، اللواء عاموس يدلين الذي تولى مناصب عسكرية واستخبارية ودبلوماسية، ومنها رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية.
تهديد حزب الله في المقام الاول
يشير التقرير السنوي لمعهد أبحاث الامن القومي الى تعزيز كبير في قوة حزب الله، الذي تجاوز مرتبة التهديد الايراني. في السنة الماضية كانت ايران في المرتبة الاولى، وبدا حزب الله نازفا في سوريا ومردوعا من إسرائيل. الا ان الواقعة وقعت خلال هذه السنة، عندما عاينت المؤسسة الامنية والجيش الاسرائيلي كيف نجا (الامين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله من المستنقع السوري، وواصل نقل السلاح النوعي من ايران الى مخازنه في لبنان وبات متسلحا بسلاح كاسر للتوازن. وهذه هي المرة الاولى، منذ بدء تعاظمه العسكري، تنظر اليه اسرائيل على انه تهديد حقيقي.
القادة العسكريون في اسرائيل توقفوا منذ زمن بعيد عن احصاء كمية الصواريخ الهائلة، وانتقلوا الى تصنيف الصواريخ حسب نوعها. يجب ان تقلق هذه النتيجة كل شخص في اسرائيل. لدى حزب الله اليوم سلاح دقيق، يمكنه أن يضرب كل نقطة على خريطة إسرائيل. لديه قدرات تردع سلاح الجو الاسرائيلي، مع طائراته المتملصة، وتردع سلاح البحرية، مع سفن الصواريخ لديه، كما تردع سلاح البر.
في الوقت الذي تعلم فيه الجيش الاسرائيلي تعاون كل الاذرع لديه في المعركة، يقابل ذلك جمع خبرة عملياتية قتالية من جانب حزب الله لا مثيل لها حتى لدى افضل المقاتلين في الجيوش النظامية. آخر الجنود النظاميين في الجيش الاسرائيلي، الذي شارك في قتال، تسرّح في هذه الايام، بينما في المقابل، الاف المقاتلين يحتفظ بهم حزب الله، على الحدود اللبنانية – السورية.
أمران هامان يجب ان يكونا حاضرين لدى الجمهور الاسرائيلي: الاول ان الجيش الاسرائيلي يستعد للامر الفظيع ويعمل على ابعاد المواجهة قدر الامكان. الامر الثاني ان الجبهة الداخلية غير جاهزة وكل شيء سينهار هنا.
========================
الصحافة الايرانية :
كيهان الايرانية :أعداء السلام في سورية
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/19413476/أعداء-السلام-في-سورية
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٤ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٧ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
الدول الداعمة والممولة للإرهاب في سورية وصلت اليوم إلى طريق مسدود في تحقيق مأربها وأهدافها الإجرامية بعد أن تمكن الشعب والجيش السوري، ومن وقف معهما، من كسر شوكة الإرهاب ودحره، وبهذه الصورة المخزية. لذلك، فهي وفي خضم المساعي الحميدة التي تقوم بها كل من روسيا وإيران وتركيا، من أجل إنهاء هذه الأزمة وغلق ملفها الدموي وإلى الأبد من خلال التسوية السياسية وإيقاف نزيف الدم، تحاول أن تذهب إلى فتح ملفات عفا عليها الدهر. وهو ما تقوم به اليوم فرنسا وبريطانيا بالذهاب إلى الأمم المتحدة لفتح ملف المواد الكيماوية التي استخدمت إبان الأزمة، رغم أن كل المؤشرات أكدت وبما لا يقبل النقاش أن الإرهابيين كانوا المسيطرين على مخازن المواد الكيماوية واستخدموها وفي مواقع عدة من أجل اتهام الجيش السوري لتوفير أجواء للرأي العالمي لممارسة الضغط على الحكومة السورية. وأخيراً، وضعت القوات السورية، بعد تحرير بعض المناطق من حلب من أيدي الإرهابيين القتلة، اليد على مخازن ومقار لصنع القنابل الكيماوية.
إذاً، فإن فتح ملفات قديمة قد بان، واتضاح كذبها وزيفها يعكس مدى حالة اليأس والإحباط التي تنال أولئك الذين أرادوا أن يكون لهم سهم في الكعكة السورية، لكنهم اليوم لم يتمكنوا من أن يحصلوا عليها لأن المسار الذي اختاروه قد ناله الفشل الذريع. بخاصة أن الأوضاع القائمة اليوم في سورية تتجه باتجاه آخر وهو الذهاب إلى وقف إطلاق النار الشامل في هذا البلد وتوفير الأجواء لمرحلة سياسية جديدة تقوم على إرادة الشعب السوري من خلال الحوار السوري – السوري البنّاء الذي يقوم على الاتفاق بين الحكومة السورية وأطراف المعارضة المعتدلة التي لم تتلطخ أيديها بدماء السوريين.
وأخيراً والذي لا بد من الإشارة والتشديد عليه هو أن هذا المسار الذي سينشر الأمن والاستقرار في هذا البلد لم يلقَ ترحيب أولئك المجرمين الذين اعتاشوا على نار الأزمة السورية من خلال بيع أسلحتهم ومعداتهم العسكرية المتطورة.
 
 
* هيئة التحرير، عن «كيهان» الإيرانية، 30/12/2016
========================
صحيفة إيرانية: اتفاق روسيا وتركيا همّش دور طهران بسوريا
http://www.aleqtisady.com/world/tw-165568
 قالت صحيفة "سياست روز" الحكومية الإيرانية، إن الاتفاق الروسي ـ التركي همّش دور طهران في سوريا، وخدم المعارضة السورية المسلحة، حسب وصفها.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها، أمس، وفق ما نقلت قناة "العربية"، تحت عنوان "تواطؤ تركي روسي حول سوريا"، إلى أنه "يجب الانتباه إلى أمر هام ومثير للريبة، وهو أن وقف إطلاق النار في سوريا يتم في وقت يرى فيه مراقبون أن مكانة إيران همشت في الاتفاق الروسي ـ التركي".
ورأت الصحيفة المقربة من التيار الأصولي المتشدد في إيران أن "الطرفين "روسيا" و "تركيا" أجريا مقايضة حول سوريا على حساب طهران"، وتساءلت: " لماذا تم تجاهل دور إيران في هذا الاتفاق رغم كل ثقلها في المعادلات الإقليمية؟".
كما أبدت الصحيفة قلقها حول تبعات الاتفاق، خاصة بنوده التي تنص على ضرورة خروج كافة المجموعات غير السورية من البلاد، وهو مطلب تركي أصرت أنقرة على إدراجه ضمن الاتفاق مع روسيا.
وقالت: "قوات محور المقاومة لم تدخل سوريا حسب طلب تركيا لكي تخرج بطلب منها وتترك الشعب السوري وحكومتها مع مجموعات إرهابية في حالها وحيدا".
========================
صحيفة إيرانية : دماؤنا في سوريا ذهبت هدرًا
http://www.ejaz.ws/saudiarabiaa-today/69982.html
اعلنت صحيفة “شرق” الإيرانية  المعتدلة مقالًا قالت فيه إن دور إيران تم تهميشه خلال اتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا إلى درجة أن الاتفاق أُطلِق عليه الاتفاق الروسي – التركي.
وتساءلت كاتبة المقال نعمة أحمدي بالقول: “أين إيران بعد هذه التضحيات؟ وما هو دور الأسد في هذه الاتفاقية؟ نتمنى ألّا يكون قد تم تهميشنا مرةً أخرى؟”.
كما أشارت الكاتبة إلى أن روسيا أخذت المبادرة، واصطحبت معها تركيا، حيث تنوي إطلاق مفاوضات -بمشاركة المعارضة السورية- في عاصمة قرقيزستان.
========================
الصحافة النمساوية والتركية :
ما هي خطط موسكو لتغيير الأسد حسب صحيفة نمساوية؟
http://arabi21.com/story/974888/ما-هي-خطط-موسكو-لتغيير-الأسد-حسب-صحيفة-نمساوية#tag_49219
قالت صحيفة "دي برس" النمساوية إن روسيا لا يمكنها القبول ببقاء على بشار الأسد على رأس الحكم في سوريا.
وأضافت الصحيفة واسعة الانتشار أن روسيا باتت تدرك صعوبة أن يقود نظام بشار الأسد عجلة إعادة بناء الدولة؛ نظرا لأن العمليات الحربية تسببت بالكثير من الشروخ والكراهية.
ويقول التقرير، الذي سلط الضوء عليه موقع "روسيا اليوم": "روسيا أمنت إلى حد كبير في مساندتها القوات السورية تفوقا عسكريا، ونرى أن عجلة الحرب توقفت، وبدأت في الأفق مبادرات وقف الأعمال القتالية والانتقال إلى حل سياسي". ولكن، روسيا لا يمكنها البقاء في "الحرب الأهلية السورية" لمدة طويلة، وحتى مع تلاشي آمال المتمردين في السيطرة على الوضع، لكن موسكو تريد دولة مؤسسات طويلة الأمد، وهذا غير ممكن.
وتعتقد الصحيفة أن سبب نظرة موسكو تلك هو "حجم مشاعر الانتقام التي بات يكنها قسم كبير من السوريين؛ لذا، فمن الطبيعي أن يبدأ البحث عن تبديل تدريجي لحكم الرئيس الأسد"، وفق الصحيفة النمساوية.
وتضع الصحيفة سببا آخر لا يقل أهمية عن الأول، وهو "احتمال أن تجد موسكو نفسها في موقع ثانوي، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الطموحات الإيرانية في أن تصبح الدولة الإقليمية الأهم، وذلك من خلال نفوذها وتحركاتها في سوريا، وطبعا بالتنسيق مع السلطات السورية".
وتناول تقرير الصحيفة مسألة انتخاب أمين عام جديد للأمم المتحدة، مشيرة إلى أنه "سيضع خطة جديدة لمفاوضات جنيف، التي تسبقها مفاوضات في أستانا، وسيحاول بكل طاقته أن تكون نتائج العملية السياسية في سوريا مناسبة للجميع، ما يفتح الباب لحلول وسط كثيرة".
========================
من الصحافة التركية: مأساة حلب.. أسباب التهجير وأكذوبة التحرير
http://www.all4syria.info/Archive/377156
كلنا شركاء: سليم الحكيمي – خاص ترك برس
تفخر نُخب بانتصار بشار في حلب ببنادق الروس والمجوس، متناسين أن عدد سكان المدينة 400 ألف، بينما لا يتجاوز عدد المقاتلين عشرات الآلاف، أي 5% من السكان مما يعني أن ما وقع هو تهجير شعب من أرضه وليس انتصارا بل هزيمة للمعتدي. الأصوات نفسها رددت أن الثورة السورية كانت مؤامرة ضد النظام. متناسية أن تقرير منظمة “الإسكوا”  لسنة 2007 أشار إلى أن سوريا هو البلد المرشح للثورة لأنه يعيش أسوأ وضع  اقتصادي عربي تحت نير نظام مافيوزي استبدادي. اندلعت الثورة كغيرها من ثورات الربيع العربي، ليخوض بشار أطول حرب في تاريخه ضد شعبه، مطبقا مقولة ماهر الأسد، الذي قال فيه: “تسلم حافظ الأسد سوريا بـ7 ملايين سنة 1970 وسنعيدها بعدد السكان نفسه”.
للتاريخ، حصيلة صراع البعث في سوريا 600 إسرائيلي في 60 عاما، بينما سُفك دم 500 ألف سوري في 5 سنوات، 1.9 ومليون جريح و23 مليون مهجر. ذريعة القتل هي مقاومة الإرهاب مغازلة للغرب وتعمية عن حقيقة المعركة. 6 أشهر كاملة في عمر الثورة السوية التي بدأت من الجامع الأموي بدمشق في شهر آذار/ مارس 2011، لم تطلق فيها رصاصة واحدة من المتظاهرين. ولم يتكون الجيش السوري الحر إلا في 29 تموز/ يوليو 2011. وأول المنشقين عنه كانوا في إقليم هاتاي في تركيا. وعند تأسيسه، كان عدد الشهداء قد بلغ 2380، ليقوم بأول عملية في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2011 حين بلغ عدد الشهداء 4575 شهيد.
لفهم لعبة ما يفعله نظام الأسد مع الإرهاب نسوق الحقائق التالية:
أغلب التنظيمات الإرهابية هي بإنشاء نظام الأسد ونوري المالكي، إذ تم تسريح المئات من السجون السورية والعراقية: 550 تكفيري من سجون المالكي في العراق و350 من سجون “العَقرا”. بينما أشرف نظام الأسد على استقدام  المتطوعين العرب بعد احتلال العراق ودربهم وسلحهم ثم أرسلهم إلى العراق. وأكثر الأعمال افتضاحا هي تسريحه اليساري شاكر العبسي سنة 2007 من سجن حلب المركزي، حين قدم من سوريا واستقر في مخيم النهر البارد، مع مجموعة من فصيل الجبهة الشعبية – القيادة العامة، ليكوّن  تنظيم «فتح الإسلام» ويدمر معظم منازل المخيم والقرى المجاورة. تشير المعطيات إلى تسليم الموصل بكل ما فيها لداعش من قبل نظام المالكي لينهزم 40 ألف مقاتل عراقي من جيش المالكي امام 700 مقاتل من داعش، تاركين سلاحا أمريكيا بقيمة 1 مليار، و1.5 مليار دولار في البنك المركزي. وكانت غاية العملية إنشاء العصب التنظيمي للروابط التي ستشكل قوة داعش، والحصول على ذريعة تطهير المدينة من السُّنة بنثر النصرة وداعش فيها. أما لوجستيا، فقد أعلنت شركة شرك “تويوتا” اليابانية بيعها 10 آلاف سيارة لنوري المالكي في العراق سُلمت منهما 6 آلاف سيارة لداعش والحشد الشعبي أو ما يعرف بقوات (جح)
المستفيد الأول مما يجري في سورية هي إيران التي تحررت من أسار العزلة الذي أراده الغرب ضدها، وقادت ميليشيات من لبنان والعراق في المعركة على الأرض. لتقود انتقاما طائفيا نادر الطراز باعتراف الأمم المتحدة في تقريرها قبل أيام. ورأت في انتصارها على المعارضة هزيمة لغريمتها السعودية الداعمة للثوار. اشترت عقارات في دمشق وحول مقام السيدة زينب، وتسيطر على مواقع من “القصير” إلى “دارّيا”. قيمة حلب ثانية المدائن السورية، هو وجودها على مفترقي الطريق في المشروع الإيراني التوسعي لبناء ممر على البحر الأبيض المتوسط. وستتحول حلب إلى مركز طهران في المشروع الجيوستراتيجي لإيران. ولهذا تشتد استماتة حزب الله في قتال المعارضة في الزبداني لما لها من أهمية استراتيجية حيث تقع على مقربة من الحدود اللبنانية ويعتبرها مقرا له ومركزا في ريف دمشق. والخطة الإيرانية في المنطقة هي تغيير ديمغرافي كامل الأركان: تدعيش السنة في الأنبار بالعراق بعد أن اتفقت مع أمريكا على إسقاط إياد علاوي بالقوة رغم أنه الرئيس المنتخب. ورفض وجود أي سني في الطريق بين لبنان ودمشق، وتهجير سكان حلب بادعاء أنها موئل الإرهاب. رغم أنه على الأرض لا يوجد أي عنصر داعشي  بالمدينة.الخطة السورية هي وسم كل المعارضين بالإرهابيين والقاعدة وداعش، فإن لم تكن مع بشار فأنت إذن متطرف داعشي قاعدي لتبرير عملية سحق الإنسانية.
وقع الاتفاق الروسي التركي الأخير لوقف إطلاق النار منهيا 6 أعوام من القتال، ولكنه تغير 4 مرات في 24 ساعة بسبب تعنت المفاوض الإيراني. تم إحراق الحافلات التي ستقل النازحين من قبل مليشيات “حزب الله” وجزء من الحكومة والميليشيات الإيرانية والعراقية التي منعت خروج الناس من حلب الشرقية إلى منطقة الراشدية ليقضي الناس ليلتهم في الشوارع  في درجة حرارة تصل إلى التجمد. الشعور بالقوة لدى إيران هو السبب، فهي ترى نفسها المنتصرة بتهجيرها شعب 80% من سكانه سُنة و20% علويون، ولا أحد قادر على مواجهتها، وتلجأ إلى العنف المفرط حتى لا يفكر طرف في مواجهتها في المستقبل. وترسل رسالة للجميع مفادها أن كل من سيعترض سبيلها سيلاقي المصير نفسه، وهو تكتيك اعتمدته سابقا في  الحرب مع العراق 1980-1986 وجهت فيها رسالة إلى العالم  بأن المعركة معها مستنقع حربي آسن ومُنهك. عرف التاريخ إحباط الأقليات ولكنه لم يعرف إحباط الأغلبية وهو ما تحاول إيران رسمه ذهنيا، والنتيجة هي قلب المعادلة شعرت فيها الغالبية السنية بخطر الوجود أصلا، ضُرب معها الإسلام السني المعتدل في حلب وريف دمشق. أنشبت إيران أظفارها في الجغرافيا السورية، ومشروع أنابيب الغاز من قطر عبر السعودية فتركيا باتجاه أوروبا، يجهض مشروع أنابيب الغاز الذي تريده إيران من أرضها عبر العراق وسوريا ثم البحر المتوسط.
أما الموقف الروسي، فهو مبني على أن سوريا هي حليف روسيا الوحيد في الشرق الأوسط، أمّنت من خلال تدخلها هنالك سنة 2014، قاعدتها العسكرية الوحيدة في ميناء طرطوس. اجتهد خلالها بوتين إعادة التاثير الروسي بالشرق الأوسط، مسجلا نقاط ضد أوباما مواجها تنظيمات جهادية متطرفة، تهدد بدورها أيديولوجية ستالينية السّمت منحرفة الرؤية أيضا. ولهذا السبب أبدت القوات الروسية بربرية في القصف والاستعداد للسفك. تجاهل أوباما الخط الأحمر وهو استعمال السلاح الكيمياوي السورية سنة 2013، تاركا فراغا استراتيجيا أحسن بوتين استغلاله.
إثر حلب، إدلب هي ساحة الحرب القادمة بين المقاتلين السنة والمتطرفين الشيعيين المدعومين إيرانيا. وطهران ترغب بالسيطرة على سوريا في مرحلة ما بعد الحرب  سياسيا وعمليا بعد أن سيطرت على العراق بعد الاجتياح الأمريكي لها سنة 2003. وروسيا تريد الهيمنة على العملية السلمية التي نقودها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. ومن هنا جاء إعلان كازخستان لوقف إطلاق النار بالاتفاق مع تركيا على حساب أمريكا والاتحاد الأوروبي لرفع قيمة الدور الروسي في المنطقة ولعب دور صانع السلام ترميما لصورته المتهاوية بعد تدمير طيرانه الوحشي لحلب. قد يتحول الروس من طرف داعم للنظام إلى طرف ضامن له من أجل سلام يمكنهم من قيادة السيطرة على المنطقة. وأخيرا، من اعتبر من “النخب” العلمانية أن تدخل الناتو في ليبيا سنة 2011 تدخلا إمبرياليا، لم ير في التدخل الروسي كذلك، ليبقى أعسر الجدل هو جدل الأبجديات وازدواجية الموازين.
=======================