الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 3/8/2021

سوريا في الصحافة العالمية 3/8/2021

04.08.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • بلومبرغ: هل يريد بوتين تغيير الترتيبات الإسرائيلية في سوريا والضغط على بينيت؟
https://www.alquds.co.uk/بلومبرغ-هل-يريد-بوتين-تغيير-الترتيبات/
  • «ذي كونفيرسيشن» :العلاقات العامة تفشل في إخفاء معالم ورطة روسيا بسوريا
https://lym.news/a/6340097
 
الصحافة الفرنسية :
  • ليبراسيون: بعد عام على انفجار المرفأ.. “تحقيق تفوح منه رائحة الكبريت”
https://www.alquds.co.uk/ليبراسيون-بعد-عام-على-انفجار-المرفأ-ت/
 
الصحافة التركية
  • يني شفق :هل انعدم العقل السليم حيال قضية اللاجئين؟
http://www.turkpress.com.tr/node/83824
 
الصحافة الامريكية :
بلومبرغ: هل يريد بوتين تغيير الترتيبات الإسرائيلية في سوريا والضغط على بينيت؟
https://www.alquds.co.uk/بلومبرغ-هل-يريد-بوتين-تغيير-الترتيبات/
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: نشر موقع “بلومبرغ” تقريرا أعده هنري ماير وغوين اكرمان حول العلاقة الروسية-الإسرائيلية، وقالا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعرض عضلاته في سوريا في امتحان للزعيم الإسرائيلي الجديد. فعلاقات خشنة قد تذهب أبعد من إشعال التوترات مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت وقد تجبر إسرائيل على تغيير مسارها لمنع إيران من زيادة نفوذها الإقليمي.
وأضافا أن روسيا تحاول استغلال التغيير في الحكومة الإسرائيلية من أجل تأكيد سيطرتها على بعض العمليات العسكرية في مناطق حليفها في سوريا. وحتى هذا الوقت احتفظ الكرملين بالتحول على المستوى الخطابي، وغير مستعد لمواجهة عسكرية مع إسرائيل. فبعد سنوات من التسامح مع الغارات الإسرائيلية على سوريا في ظل حكومة بنيامين نتنياهو، عبرت موسكو عن رغبة أكبر لتقوية دفاعات بشار الأسد مع وصول الحكومة الجديدة في إسرائيل. وقالت إلينا سبونينا، خبيرة الشرق الأوسط في موسكو “لم يعد الرئيس فلاديمير بوتين ملتزما بالتفاهمات الماضية” و”تنسيق الجهود ضد الإرهاب”.
لكن الموقع أفاد أن النهج المتشدد من موسكو قد يدفع الحكومة الإسرائيلية لتغيير استراتيجيتها ومنع إيران من توسيع تأثيرها في المنطقة أو تغيير طريقة غاراتها لنموذج بديل عنها. وبشكل آخر، قد يزيد الوضع الجديد من التوتر بين بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.
ويرى الموقع أن الحزم الروسي يؤكد على ثقتها في الشرق الأوسط ومنذ قرار التدخل لدعم الرئيس بشار الأسد في عام 2015، وفي الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تبلغ موسكو بموعد الهجمات حتى تتجنب ضرب مصالح روسية في سوريا، لكنها لم تحصل على إذن للقيام بالعمليات العسكرية. وقال شخص مقرب من وزارة الدفاع الروسية طلب عدم الكشف عن اسمه حفاظا على السرية “قد تقوم روسيا بتكثيف فرق الدفاع الجوي السوري للحد من الغارات الإسرائيلية ضد الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران”. وقال إن الهدف هو الحصول على تعهد من بينيت لكي يقوم بتنسيق الغارات الجوية مع الجيش الإسرائيلي، حسب شخص آخر.
وتصادم البلدان حول سوريا من قبل، ففي 2018، رغم اعتراف الدفاعات الجوية السورية بإسقاط طائرة روسية ومقتل 15 جنديا على متنها إلا أن بوتين حمل إسرائيل مسؤولية الحادث، لأن الطائرات الإسرائيلية كانت تضرب أهدافا في سوريا في ذلك الوقت. وقررت روسيا نقل منظومات دفاعية متقدمة إلى سوريا ردا على الحادث. ولا توجد أدلة على عرقلة للغارات الإسرائيلية على سوريا الآن. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المنظومات الدفاعية في سوريا أحبطت ثلاث هجمات خلال الأسبوعين الماضيين، بينما نفت إسرائيل وغيرها هذه المزاعم. وقال غيورا إيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق “سنواصل ضرب أهداف إيرانية في سوريا”. و”كان هذا واحدا من إنجازات إسرائيل ضد إيران في السنوات الأخيرة ولن نتراجع”.
ويشير الموقع إلى مزاعم روسيا التي دفعت معارضي بينيت للهجوم عليه بشأن الاتفاق غير الرسمي بين روسيا والدولة العبرية لضرب أهداف إيرانية وتجنب مواجهة مع قوات الأسد. ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية التعليق. وقال السفير الإسرائيلي في موسكو ألكسندر بن زيفي إن التغير في الحكومة الإسرائيلية “لن يترك أثرا على علاقاتنا”. وقال حاخام موسكو الأكبر بنحاس غولدسميث إن التحدي الأكبر للحكومة الإسرائيلية هو بناء علاقات قوية مع بوتين.
وتحدث بينيت مع بوتين بعد ثلاثة أسابيع من انتخابه رئيسا للوزراء ولم يلتقيا بعد. واتصل نتنياهو مع بوتين خلال العامين الماضيين 13 مرة والتقيا ثلاث مرات حسب موقع الكرملين على الإنترنت.
وانتهز حزب الليكود المعارض قائلا لو صحت التقارير التي تشير لحد روسيا من الغارات الإسرائيلية على سوريا فإن “الحكومة الفاشلة خسرت رصيدا استراتيجيا لإسرائيل أثناء حكومة نتنياهو”. وقال ألكسندر شوملين، الدبلوماسي الروسي السابق والذي يترأس المركز الممول من الدولة أوروبا- الشرق الأوسط “هذا يتعلق بالضغط على إسرائيل وليس عن اتخاذ خطوات حقيقية، مع أننا قد نتحرك بهذا الاتجاه”، مضيفا “مع ذلك لا يوجد أي منظور للمواجهة مع الإسرائيليين”. ويرى زيفي ماغين، السفير الإسرائيلي السابق في موسكو أن على روسيا أن تخبر إسرائيل لو أرادت إنهاء الاتفاق غير الرسمي “في الحد الأدنى، لم يتغير شيء” و”تعرف روسيا أنها لو غيرت هذا بالقوة فسترد إسرائيل بالقوة”.
=========================
«ذي كونفيرسيشن» :العلاقات العامة تفشل في إخفاء معالم ورطة روسيا بسوريا
https://lym.news/a/6340097
ترجمة: إسلام فرج
٠٢:٠٠ الثلاثاء ٠٣ / ٠٨ / ٢٠٢١
قال موقع «ذي كونفيرسيشن» الأمريكي: إن حيل العلاقات العامة عاجزة عن إخفاء الورطة الروسية في سوريا.
وبحسب مقال لـ «سكوت لوكاس»، تواصل موسكو إنفاق رأس المال الشحيح على نظام الأسد الذي لم يقدم سوى القليل من العائدات الاقتصادية أو الجيوسياسية.
وتابع يقول: كانت كل الحيل المعتادة في مجال العلاقات العامة مستخدمة في الاجتماع الأخير بين بشار الأسد والمبعوث الروسي ألكسندر لافرنتييف في دمشق، وتوجه أكثر من 230 مسؤولا من 30 هيئة تنفيذية فيدرالية و5 مناطق روسية ووزارة الدفاع الروسية إلى العاصمة السورية.
وأردف: كان هناك 15 اتفاقية ومذكرة حول المجالات الرئيسية للتعاون الروسي السوري، وقيل «إن عودة اللاجئين من البلدان المجاورة هي أولوية وطنية»، وأكد نظام الأسد والكرملين ضرورة إعادة الإعمار وتصفية بؤر الإرهاب.
وأضاف: لكن البيانات الصحفية الصادرة عن الأسد والمنافذ الحكومية الروسية لم تحجب الأسئلة الواضحة، لماذا كان لافرينتيف في دمشق للمرة الثانية خلال 3 أسابيع، إذا كان كل شيء يسير بسلاسة مع نظام الأسد؟
حجم الأزمة
ومضى يقول: كيف يمكن التوفيق بين اللهجة المتفائلة للبيانات مع حجم الأزمة اليومية لمعظم السوريين في مناطق النظام، من نقص إلى انقطاعات التيار الكهربائي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 247٪ في العام الماضي؟
واستطرد بقوله: استثمرت روسيا بكثافة في الصراع السوري عندما دعمت النظام منذ انتفاضة مارس 2011، لقد حالت دون سقوط الأسد في 2015، بتدخل عسكري واسع النطاق، مما مكن النظام من استعادة السيطرة على جزء كبير من البلاد.
وتابع: لكن قيمة الاستثمارات يمكن أن تنخفض أو ترتفع، إن إبراز نفوذ موسكو، خاصة مع قاذفاتها وقواتها الخاصة، يأتي بثمن باهظ. يمكن تعويض جزء من ذلك عن طريق جز الذبيحة الاقتصادية لسوريا، وادعاء السيطرة على الموارد والصناعات.
وأضاف: مع ذلك، على المدى المتوسط، فإن روسيا مكبلة اليدين في إنفاق رأس المال الشحيح على نظام الأسد الذي يقدم عائدًا ضئيلًا.
ومضى يقول: انخفض الناتج المحلي الإجمالي لسوريا بنحو 60٪ منذ 2011، وفقدت عملتها نحو 90٪ من قيمتها في السوق السوداء، كما تخنق العقوبات الأمريكية، التي تم تشديدها في 2019 بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها النظام، الإمدادات الحيوية.
وتابع بقوله: لا يمكن للنظام أن يطلب عطاءات خاصة بالقمح والأرز والسكر، كما أن شريان الحياة النفطي من إيران مهدد، وأدت أزمة مصرفية في لبنان إلى إغلاق حسابات النظام والممولين والشركات والأفراد السوريين.
وبحسب الكاتب، إذا أبقت نخب الأسد على قبضتها على الثروة المتبقية، حتى وإن قامت بالتطهير مع بعض أعضائها، مثل ابن عم الأسد، رامي مخلوف، الذي صودرت أصوله في 2020، فإنهم يفعلون ذلك مع 90٪ من مواطنيهم تحت خط الفقر.
خفض ومضاعفة
وتابع: يكافح نحو 13.4 مليون سوري، أي أكثر من 70٪ من الأشخاص الذين ما زالوا في البلاد، من أجل تلبية الاحتياجات اليومية مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية 29 مرة عما كانت عليه في مارس 2011، في أوائل شهر يوليو، خفض النظام الدعم مرة أخرى، وزاد سعر الخبز للضعف، وضاعف تكلفة التدفئة المنزلية 3 مرات.
ومضى يقول: قد يحتفظ الأسد بالسلطة اسمياً، لكن روسيا اتبعت خيار انتزاع الغنائم الاقتصادية مع الإبقاء عليه، وصادرت موسكو الكثير من إنتاج سوريا من الفوسفات.
وأردف يقول: من خلال شراكة مع شركة حكومية سورية، تدير روسيا ميناء طرطوس في غرب البلاد، بالقرب من القاعدة العسكرية الروسية المتوسعة، وتأمل شركة «سترويترانزجاز» الروسية، التي يسيطر عليها جينادي تيمشينكو، صديق فلاديمير بوتين، في التوسع في البنية التحتية الأخرى للطاقة، وتناور موسكو للحصول على موطئ قدم في حقول النفط التي يسيطر عليها الأكراد في الشمال الشرقي.
وتابع الكاتب بقوله: على النقيض من نظام إيران، التي منحت الأسد مليارات الدولارات في شكل خطوط ائتمان، تبيّن أن الدعم الروسي فيما يتعلق بالمساعدات ضحل ومتناقض، قد يحافظ هذا التكتيك على الأرباح قصيرة المدى، لكنه يقوّض مناورات روسيا الجيوسياسية.
وأردف: بعيدًا عن شعار «استعادة كل شبر» من سوريا كما تعهد، سيكافح النظام من أجل قدر ضئيل من الشرعية بينما يكافح شعبه أكثر فأكثر، ربما حصلت موسكو على دولة تابعة أو جزء من الدولة، على الأقل، لكنها دولة في وضع دائم من عدم الاستقرار.
الدعاية والمساومة
وأضاف: يتألف كتاب موسكو الحالي من الدعاية والمساومة والمطالبات ليس فقط بإنهاء العقوبات الأمريكية والأوروبية، ولكن من أجل أن يضخ الغرب الأموال لإعادة إعمار مناطق تحت سيطرة النظام.
وتابع بقوله: في غضون ذلك، جاء الخطاب حول قضية عودة اللاجئين مصحوبًا برسالة ضمنية وهي أنه يجب أن يكون السوريون في سوريا، مع قيادة روسيا للجهود المبذولة، وقال لافرينتييف: «إن هذا ستتم إدارته بمساعدة مالية من الغرب»، على الرغم من الموقف المتشدد لعدد من الدول الأوروبية.
ومضى يقول: حتى الآن لم تحقق روسيا نجاحًا يُذكر، من بين أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري في تركيا، عاد 16805 فقط طواعية في 2020، و5124 من يناير إلى مارس 2021، ومن بين 658 ألف لاجئ في الأردن، عاد 3466 فقط في 2020، و1345 في الربع الأول من 2021.
وتابع: في وقت سابق من هذا الشهر، كان على موسكو التراجع عن التهديد باستخدام حق النقض في مجلس الأمن ضد خطة روسية تسمح فعليًا لنظام الأسد بالسيطرة على تقديم المساعدة لمناطق المعارضة، وبدلًا من ذلك، أقرت روسيا بتمديد لمدة عام لآخر معبر إنساني إلى شمال سوريا، لخدمة 1.4 مليون شخص في الشمال الغربي.
وأردف: لم ينتزع الكرملين على أي تخفيف للعقوبات الأمريكية، على العكس من ذلك، أعلنت إدارة بايدن عن التمديد الأول لها في 28 يوليو، بإجراءات ضد 8 سجون تابعة للنظام و5 مسؤولين.
وأكد الكاتب أن روسيا تواجه تداعيات مهمة في سوريا بعيدة عن الإنجاز. واختتم بقوله: لا يمكن لطوفان العلاقات العامة حول التعاون الإستراتيجي إخفاء هذا الواقع تمامًا.
=========================
الصحافة الفرنسية :
ليبراسيون: بعد عام على انفجار المرفأ.. “تحقيق تفوح منه رائحة الكبريت”
https://www.alquds.co.uk/ليبراسيون-بعد-عام-على-انفجار-المرفأ-ت/
آدم جابر
باريس- “القدس العربي”: قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إنه بعد عام على الانفجار المزدوج الذي هز مرفأ بيروت، وأودى بحياة أكثر من مئتي شخص؛ وإصابة أكثر من  6500، وتدمير أجزاء كاملة من العاصمة بيروت، ما يزال اللبنانيون ينتظرون تحديد المسؤوليات، حيث لم يوجه حتى الآن الاتهام رسمياً إلى أحد أو جهة، كما لم يتم تقديم أي دليل على الاتهامات الموجهة إلى بعض الجهات، بما في ذلك النظام السوري.
ووصفت ليبراسيون التحقيق بشأن انفجار المرفأ بأنه “تحقيق تفوح منه رائحة الكبريت”، موضحة أن هناك الكثير من الشكوك حول العدالة اللبنانية.
وأضافت ليبراسيون  أنه بعد مرور عام على الانفجار المروع لمرفأ بيروت، يحاول سكان العاصمة اللبنانية بيروت التعافي، في مدينة قيد الإصلاح على الرغم من النقص والإهمال من جانب الطبقة السياسية.
وتابعت الصحيفة الفرنسية أنه بعد عام على هذا التفجير المروع ما زالت الصدمة والذهول يخيمان على ضحاياه وعائلاتهم. كما أن الأسئلة المزعجة التي طرحها كل اللبنانيين والعالم أجمع في أعقاب الانفجار ما زالت بلا إجابة.
لماذا وكيف وصلت هذه الكمية من المتفجرات إلى مرفأ بيروت؟ لماذا بقيت هناك لفترة طويلة ولأي غرض؟ لماذا وكيف وقع الانفجار في 4 آب/أغسطس 2020؟
ومضت ليبراسيون إلى القول إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مستعد للعطاء والعقوبة في الوقت نفسه؛ مشيرة إلى مؤتمر دعم لبنان الذي ينظمه الرئيس الفرنسي الأربعاء.
وتلوح فرنسا منذ عدة أشهر بالتهديد بفرض عقوبات على قادة وكيانات لبنانية. وقد تم استهداف العديد من الأفراد بالفعل، كما يقول الإليزيه، لكنه رفض الكشف عن أسمائهم. وأيضا حذر الاتحاد الأوروبي من أنه  في وضع يسمح له بفرض عقوبات على القادة اللبنانيين المسؤولين عن تعطيل تشكيل الحكومة.
=========================
الصحافة التركية :
يني شفق :هل انعدم العقل السليم حيال قضية اللاجئين؟
http://www.turkpress.com.tr/node/83824
ياسين أقطاي - يني شفق
من الوضح أن قضية اللاجئين من أكثر المواضيع التي ستُثار في كل مناسبة خلال المرحلة المقبلة. وهي قضية ذات مكاسب من الناحية السياسية. لا أحد يثير هذه القضية وهو مكترث بجودة البلد أوالمستوى الذي انزلقت فيه حقوق الإنسان. بل هو بكل بساطة وأريحية يتوقع من الدولة ضرورة إرسال هؤلاء اللاجئين على الفور دون تردد.
ومن الغريب أن هؤلاء الذين يطالبون بذلك، هم أكثر الأشخاص الذين يشتكون مما يسمونه استبداد الدولة. حيث أن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم بالفطرة مواطنين الدرجة الأولى للدولة، يرون أنه من المفروض على الدولة أن لا تتوقف عن معاملتهم في هذا الإطار، لدرجة أن بإمكانهم مطالبة الدولة بمعاملة اللاجئين بطريقة خارجة عن إطار القانون الدولي إذا لزم الأمر.
لكن السؤال الذي لم يخطر ببال أحد؛ هو كيف تضمنون أن تعاملكم هذه الدولة في المستقبل، بعد أن قامت بمعاملة الآخرين بطريقة قاسية وغير قانونية، وبتشجيع منكم؟ كيف تتوقع من الدولة التي تحثّها على معاملة الآخرين بصورة غير قانونية، ان تعاملك غدًا بشكل حسن وقانوني؟ كيف تتوقع من شخص اعتاد على إظهار وجهه القاسي وغير المحترم إزاء الآخرين، أن يكون محترمًا ورحيمًا معك؟
أولئك الذين يشتكون من تقديم الرعاية الصحية من قبل الدولة للسوريين، يتغافلون أن هذه الدولة ذاتها تقدم لمواطنيها في الأصل أفضل رعاية صحية مجانية في العالم، منذ العام 2002. إضافة لذلك، فإن هذه الخدمة كانت ولا تزال تقدمها الدولة لمواطنيها عامة على اختلاف المستوى الاقتصادي، وفي كل مدينة وبلدة في مختلف أنحاء البلاد. وإن تقديم الخدمات دون التفريق بين غني وفقير في هذا الصدد، لهو نموذج فريد تختص به حكومات العدالة والتنمية في تركيا ويحق لها أن تفخر به. وبالطبع ليس هذا النموذج نتيجة عشوائية، بل هو مشبع بفلسفة وفكر وموقف مليء بالوعي، يراعي العدالة والمساواة والدولة الاجتماعية. وإن هذا النموذج الخديم لوحده يكفي لفهم كيف تنظر هذه الدولة إلى مواطنيها. جيب رؤية ذلك بوضوح.
إن مجرد الانزعاج من تقديم الدولة ذاتها هذه الخدمة الصحية للاجئين، يعتبر مشكلة إنسانية خطيرة.
إن الشكاوى التي تزعم بـ"بينما نُترك نحن المواطنين دون علاج، فإن الدولة تقدم للسوريين الطبابة والعلاج بالمجان" أو من قبيل "بينما ننتظر نحن في طوابير الحصول على دواء، فإن السوريين يحصلون عليه مجانًا دون انتظار"؛ لهي شكاوى بعيدة عن الواقع بشكل تام. تمامًَا مثل العبارة التي تزعم بأن "الدولة تساعد السوريين بينما نحن جياع" وبعدها الكبير من الواقع.
لا يوجد أي مواطن تركي يُحرم من العلاج والدواء، كذلك لا يتمتع أي سوري في الواقع بمعاملة أكثر امتيازًا من المواطن التركي. إلا أن بعض العبارات والشائعات تُردّد بالمجان.
إن الذين يرددون تلك العبارات وينشروها، هم بالطبع ليسوا جوعى، كما أنهم بالتأكيد ليسوا محرومين من الدواء والعلاج. وفي الوقت ذاته، لا يمكن إنكار أن هناك في تركيا أناسًا ذوي حاجة، إلا أن الدولة تخصص جهة معينة بمتابعة أحوالهم وحل مشاكلهم.
لا شك أن هناك من يحاول تأجيج لغة الحقد والكراهية والتحريض بلغة الغضب والتذمّر، بهدف جعل السياسة أمرًا مستحيلًا. وفي خضم ذلك الغضب لا أحد يستطيع أن يوضّح شيئًا للآخرن لأنه لا يوجد أحد يريد أن يستمع.
إلى جانب ذلك، ووسط بيئة تُثار فيه قضية اللاجئين دون كلل وملل، يرزت فجأة قضية اللاجئين الأفغان إلى الواجهة. ومن خلال مشاهد قديمة لأفغان وجدوا طريقًا نحو تركيا من خلال مهرّبي بشر ربما، تم تأجيج معاداة اللاجئين وكراهيتهم بشكل أكثر ضجيجًا هذه المرة.
وفي خضم هذه الحملة، انتشر شائعة بأن تركيا اتفقت مع الاتحاد الأوروبي على أن يقدّم لها 3 مليارات يورو بهدف رعايتها للاجئين الأفغان، وأن ما حصل هو نتيجة سياسة الباب المفتوح التي تسلكها أنقرة.
على الرغم من أنها مزاعم وشائعات عارية عن الصحة بشكل تام وواضح أصلًا، إلا أنه لا أحد يريد معرفة الحقيقة. من الغنّي عن التوضيح بأن نقول أنّ أنقرة لم تدخل في أي محادثات/مفاوضات ولم تعقد أي اتفاقية/تفاهم مع أي مسؤول أوروبي كان حول قضية المهاجرين الأفغان.
وليس من الصحيح أيضًا أن هناك تدفقًا للمهاجرين الأفغان بشكل أكبر من الماضي. وإن دائرة الهجرة توضح ذلك بالأرقام: لا يوجد أي زيادة في تدفق المهاجرين الأفغان إلى تركيا، بل هناك انخفاض في ذلك مقارنة مع الماضي.
يختلف وضع اللاجئين الأفغان عن السوريين، من حيث أن الأفغان هم لاجئون يبحثون عن أمل، دون أن يكون هناك ديكتاتور ينتظرهم في بلادهم حال عودتهم ويتوعدهم بالقتل أو السجن. بالطبع يمكن مناقشة أبعاد هذا النوع من البحث عن الأمل بين الدول المتقدمة وغير المتقدمة، إلا أنها في نهاية المطاف وعلى الأقل بالنسبة لتركيا؛ يختلف وضع الأفغان عن السوريين.
خلال ذلك، يجدر الإشارة إلى أن أولئك الذين يشتكون على الداوم من الهجرة الأفغانية أو السورية ويسألون عما تفعله تركيا في أفغانستان وسوريا، يمكنهم التفكير في الأمر عندما يهدؤون قليلًا.
أحيانًا تتطلب مكافحة الهجرة، أن تتواجد في البلد الذي يصدّر الهجرة. ولذلك فإن تركيا لم تتمكن من وقف تدفق اللاجئين بشكل كامل من سوريا إلا من خلال عملياتها في سوريا، بل وفتحت الطريق أمام عودة بعض اللاجئين الذين أرادوا ذلك طوعًا لا كرهًا. وينطبق الشيء نفسه على أفغانستان ولكن بطريقة مختلفة. وستتضامن تركيا مع أشقائها في إعادة إعمار البلاد في أفغانستان، بحيث يمكن منع هجرة البلاد في منبعها.
=========================