الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 31/10/2020

سوريا في الصحافة العالمية 31/10/2020

01.11.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • ناشونال انترست :كيف فشل الأسد والروس بإختراق الإدارة الذاتية الكردية؟
https://www.almodon.com/arabworld/2020/10/30/الأسد-يستميت-للحصول-على-نفوذ-داخل-الإدارة-الذاتية
  • معهد واشنطن – كينيث أر. روزين – بحثًا عن منطقة شبه مستقلة شمال شرق سوريا
https://natourcenters.com/معهد-واشنطن-كينيث-أر-روزين-بحثًا-عن-م/
  • صحيفة أميركية: إردوغان يصر على الانتحار سياسيّا
https://www.alhurra.com/arabic-and-international/2020/10/31/واحدة-أقدم-المهن-غير-الشرعية-بالتاريخ-قصة-المرتزقة-في-المعادلات
  • معهد واشنطن :كيف تستمر أوروبا في خسارة تركيا
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/how-europe-keeps-losing-turkey
  • مجلة أمريكية: اللاجئون السوريون المكروهون في لبنان يصنعون الفرق
https://orient-news.net/ar/news_show/185591/0/مجلة-أمريكية-اللاجئون-السوريون-المكروهون-في-لبنان-يصنعون-الفرق
  • واشنطن بوست: العالم يترقب الانتخابات الأمريكية وهذه الدول الخاسرة والرابحة منها
https://www.alquds.co.uk/واشنطن-بوست-العالم-يترقب-الانتخابات-ا/
  • المونيتور :الهجمات على "المعارضة السورية".. إشارة من موسكو إلى أنقرة؟
https://nedaa-sy.com/articles/1069
  • «ستراتفور»: هل يمكن أن تعود أمريكا للمشهد الدبلوماسي في سوريا؟
https://sasapost.co/translation/u-s-diplomacy-syria/
 
الصحافة الروسية :
  • "نيزافيسيمايا غازيتا" :العملية العسكرية التركية في سوريا ستواجه مقاومة عربية
https://arabic.rt.com/press/1168762-العملية-العسكرية-التركية-في-سوريا-ستواجه-مقاومة-عربية/
  • نيزافيسيمايا غازيتا :أردوغان رسم خطا أحمر أمام بوتين
https://arabic.rt.com/press/1168386-أردوغان-رسم-خطا-أحمر-أمام-بوتين/
  • أوراسيا ديلي :روسيا ضربت تركيا في إدلب بينما كانت أنقرة تستعرض عضلاتها في قره باغ
https://arabic.rt.com/press/1168362-روسيا-ضربت-تركيا-في-إدلب-بينما-كانت-أنقرة-تستعرض-عضلاتها-في-قره-باغ/
 
الصحافة البريطانية :
  • إيكونوميست: يجب أن يفوز بايدن في الانتخابات الأمريكية لهذه الأسباب
https://www.alquds.co.uk/إيكونوميست-يجب-أن-يفوز-بايدن-في-الانتخ/
  • ميدل إيست آي :ترامب حوَّل الشرق الأوسط إلى علبة بارود
https://www.noonpost.com/content/38748
 
الصحافة الامريكية :
ناشونال انترست :كيف فشل الأسد والروس بإختراق الإدارة الذاتية الكردية؟
https://www.almodon.com/arabworld/2020/10/30/الأسد-يستميت-للحصول-على-نفوذ-داخل-الإدارة-الذاتية
ترى مجلة "ناشونال انترست" الأميركية أن كل محاولات النظام السوري ورئيسه بشار الأسد للحصول على نفوذ داخل الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق البلاد باءت بالفشل، أمام قدرات الإدارة من جهة، وعدم الثقة بالأسد وبحليفه الروسي من جهة ثانية.
وتقول المجلة إن "صفقة تشرين الأول/أكتوبر 2019 بين قوات سوريا الديمقراطية وحكومة نظام بشار الأسد، لم تكن مفهومة جيداً منذ البداية. اندفعت الصحافة الأجنبية وموظفو المنظمات غير الحكومية إلى الحدود مع انتشار الذعر غير العقلاني بشأن العودة الفورية لسيطرة دمشق إلى مناطق الحكم الذاتي التي يقودها الأكراد، لمنع تقدم تركيا الدموي المستمر. أعرب السكان المحليون عن مخاوف أكثر واقعية بشأن انهيار الحكم الذاتي في الإقليم، والأعمال الانتقامية العنيفة، والعودة المخيفة للخدمة العسكرية مع قوات النظام".
بعد مرور عام، لم تتحقق هذه المخاوف. باستثناء تلك المدن التي تحتلها تركيا الآن، تحتفظ الإدارة الذاتية بالسلطة السياسية الفعلية في جميع أنحاء شمال وشرق سوريا كما كانت قبل الغزو التركي. وحدات جيش النظام محصورة في الخطوط الأمامية والمراكز الحدودية، ولم تعد مرئية في المدن الكبرى أو على الطرق عما كانت عليه قبل تشرين الأول 2019.
وكما كان الأمر من قبل، فإن الآسايش التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية هي التي تدير نقاط التفتيش عبر "المنطقة العازلة" على الحدود نزولاً إلى الداخل، بينما أصيبت دمشق بالإحباط في محاولاتها لتوسيع دائرة نفوذها. ولا يزال جنود النظام محصورين في قواعدهم في عين عيسى وتل تمر. في القامشلي، خرجت قوات الدفاع الوطني التابعة للميليشيات المدعومة من دمشق بشكل أسوأ بعد مناوشات حول أطراف الأحياء التي تسيطر عليها دمشق.
في تشرين الأول 2019، اجتذبت الاحتجاجات المؤيدة والمناهضة لدمشق في الرقة ومنبج وأماكن أخرى عشرات المتظاهرين فقط، حيث قامت قوات سوريا الديمقراطية بتفريق بعض الاحتجاجات وسمحت لاحتجاجات آخرى بالمضي قدماً. لا يمكن للشبكات الموالية للحكومة ولا الإسلامية حشد أي دعم كبير بين السكان المدنيين حتى في هذا الوقت الحرج، مما يشير إلى قبول عملي على الأقل لسيطرة الإدارة الذاتية.
ويرى الباحثان باتريك هيني وآرثر كيسناي أنه "بعيداً عن كونه استسلاماً من قبل قوات سوريا الديمقراطية التي تسعى للحصول على الحماية من دمشق ، فإن عودة النظام اتضح أنها كانت تنازلاً من دمشق". بمعنى ما، ضغطت روسيا على دمشق لقبول ما كانت تسعى إليه الإدارة الذاتية طوال الوقت، عودة قوات النظام السوري إلى الحدود، لكن قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية واصلت سيطرتها على المستوى السياسي.
في كل من الرقة ودير الزور، يتهم المسؤولون المحليون عملاء دمشق بتنفيذ عمليات زعزعة الاستقرار بما في ذلك التفجيرات والهجمات المسلحة، حرائق المحاصيل التي حصلت في سياق الخلافات بين دمشق والإدارة الذاتية حول محصول القمح؛ نشر الاستياء الاجتماعي من خلال الترويج لتعاطي المخدرات والبغاء؛ ومحاولة إقناع الشباب بالانضمام إلى قوات النظام بدلاً من قوات الإدارة الذاتية. على الرغم من أنه لا يمكن الاستنتاج بأن التوترات الاجتماعية في هذه المناطق من عمل وكلاء دمشق فقط، إلا أن النظام يسعى بالتأكيد لاستغلال العلاقات المجتمعية المتوترة.
الأمر الأكثر إلحاحاً، بحسب "ناشونال انترست"، هو أن دمشق سمحت لآلاف الأفراد بالمرور عبر المعابر الخاضعة لسيطرتها (وعلى الأخص مطار القامشلي) دون الخضوع لفحوص فيروس كورونا. كانت هذه السياسة محركاً رئيسياً لتفشي فيروس كورونا في الشمال الشرقي، حيث أكد المسؤولون أن سياسة الباب المفتوح هذه هي محاولة متعمدة للضغط على الإدارة الذاتية.
حتى الآن، فشلت الولايات المتحدة باعتراف الجميع في جني ثمار عداء المنطقة المستمر تجاه دمشق. تساهم الاشتباكات الكثيرة الموثقة بين الدوريات الأميركية والروسية التي تعمل حول مناطق الإدارة الكردية في تكوين انطباع عام بأنه لا الولايات المتحدة ولا روسيا جادة في الانفتاح على السكان المحليين. هذه الاشتباكات هي عرض سطحي للتوترات الأساسية، حيث تواصل كل من روسيا والولايات المتحدة السعي للتأثير على قوات سوريا الديمقراطية.
ورغم ضعف الولايات المتحدة بعد انسحاب قسم كبير من عناصرها، لا يزال السكان الأكراد يشعرون بتقارب أقوى مع واشنطن من موسكو. تقول المجلة: "قد يُعزى هذا إلى الشعور برفقة السلاح بعد هزيمة "داعش"الى الصورة الكردية للذات على أنها ديمقراطية وليبرالية وعلمانية؛ التمديد الفعال للولايات المتحدة للقوة الناعمة من خلال الاجتماعات والدعاية".
حتى في مجال النفوذ الروسي، لم تكن الجهود الروسية ناجحة بشكل خاص. رفض السكان المحليون الذين لا يثقون بهم المساعدة التي قدمتها القوات الروسية إلى قرية كوباني (عين العرب)، في تكرار لأحداث مماثلة بين القوات الروسية والأكراد النازحين داخلياً جنوب عفرين. في المنطقة الكردية، هناك شعور متزايد بأن الروس والنظام قد نالوا فرصتهم.
في المقابل تعتمد قدرة قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية على الاحتفاظ بالدعم الشعبي، بينه الدعم العربي، على قدرتهما على توفير الأمن والخدمات، مع توسيع نطاق الحكم الذاتي الإقليمي وهو أمر ثانوي ولكنه مهم.
وتضيف "ناشونال انترست"، "يجب أن تكون الورقة الرابحة لدمشق هي توفير الأمن والخدمات التي يمكن أن تقدمها بصفتها دولة فاعلة. لكن لا يبدو أن التهديد بالغزو التركي سيؤثر على الرقة أو دير الزور، ولم تثبت دمشق قدرتها بشكل خاص على محاربة القدرات الجوية التركية في إدلب. عندما يتعلق الأمر بالأمن الداخلي، فإن سمعة دمشق الدموية تسبقها، ولا يشعر إلا الموالون المتشددون لدمشق بأنه ليس لديهم ما يخشونه من أجهزة استخبارات الأسد".
لكن المكان الذي تتمتع فيه الإدارة الذاتية حقاً بالقدرة على الالتفاف على دمشق، هو في نطاق الحكم الذاتي الذي يمكن أن تقدمه للجاليات العربية. تنازلات للقبائل العربية، على سبيل المثال منحها مزيداً من الاستقلالية عبر نظام فيدرالي جديد على حساب جهود الادارة لتعزيز أجندة أكثر علمانية ومؤيدة للمرأة، يسحب البساط من تحت أقدام دمشق ويخلق مساحة لها ولقوات سوريا الديمقراطية لمواصلة بناء الثقة في هذه المنطقة. وينطبق الأمر نفسه على قرار الإدارة الذاتية الأخير بإلغاء طرح مناهجها العلمانية في دير الزور.
=========================
معهد واشنطن – كينيث أر. روزين – بحثًا عن منطقة شبه مستقلة شمال شرق سوريا
https://natourcenters.com/معهد-واشنطن-كينيث-أر-روزين-بحثًا-عن-م/
معهد واشنطن-   كينيث أر. روزين – 29/10/2020
قبل انتشار جائحة فيروس كورونا، سافرت إلى شمال شرق سوريا مرتين في غضون 12 شهرًا ووجدت نفسي خلال أحدث رحلاتي في منبج أدخل مندهشًا أحد متاجر الخردوات والكهربائيات كأي متجر كنت لأتردد إليه في موطني في الولايات المتحدة. وهناك، الكثير من الأسلاك الكهربائية واللوازم الخاصة بصناديق المقابس مصفوفة على رفوف مبعثرة قرب كتل محرك مفكك. في وسط الغرفة: إبريق شاي نحاسي موضوع على موقد يعمل على البوتان على نار منخفضة. في الخارج، رجال يكنسون بقايا ما بدا أنه شارع تملأه النفايات ولكنها في الحقيقة، على حدّ تعبيرهم، أجزاء سيارة مفخخة استهدفت جارهم الطبيب.     
وكانت القنبلة أصابت هدفها جزئيًا. فخلال تلك الزيارة، أدركت أن بوابة عيادة الطبيب المعدنية قذفها التفجير بعيدًا فتوقف عمله. ومن الجانب الآخر، يحيط بمتجر الخردوات مبنى مليء بالثقوب – قرميد رمادي اللون بدون طلاء وجذوع خشب مدمر – أفرغه الانفجار من محتوياته.   
بعد أن أنهى وارشين شيخو، آنذاك 27 عامًا، وبكري حسين، 28 عامًا، تكنيس الشارع، قاما بدعوتي إلى تناول كوب من الشاي وتبادل أطراف حديث أجريته مرات لا تحصى خلال الأيام التي أمضيتها متنقلًا بين مدن منبج وكوباني والقامشلي ودير الزور الشمالية والمدن الواقعة على الحدود مع “حكومة إقليم كردستان” شمال العراق. وقد رغبا في التحدث عن “القضية الكردية” والرئيس دونالد ترامب، وهو رجل يعتقدان أن خلاصهم يرتبط به حكمًا.
فقال شيخو: “أرغب في أن يقرر ترامب البقاء أو إقامة منطقة آمنة لروج آفا ويجلب الاستقرار والأمن ويقيم منطقة مستقلة معترف بها دوليًا، وعندها يكون رجلًا جيدًا”.
من جهته، قال حسين وهو يحاول ملء كوبه: “لا يكفي أن نحظى بالدعم فحسب. نحن بحاجة إلى الاستقرار هنا. صحيح أنهم وفروا الاستقرار لأربع سنوات، ولكنهم يغادرون الآن مجددًا في حين أن أعداءنا…”، ليتوقف عندها عن الكلام.
والحقيقة أنّه ما كان بإمكان ترامب تقديم الكثير. وإذ كان متناقضًا حيال الإقليم وسكانه، واعدًا بإنهاء “الحروب التي لا تنتهي” في البلاد وإعادة كافة الجنود إلى وطنهم، فمن المستبعد أن يتكرر ما فعلته أمريكا لشمال العراق – الجيب الكردي وشبه الاستقلال عن حكومة بغداد المركزية.
ومن الممكن الخلط بين الإقليم المستقل شمالي العراق مع شمال شرق سوريا، غير أن مثل هذه المقارنة غير ممكنة. وكما أشار زميل في هذا المنتدى مؤخرًا، لقد عانى الأكراد شمال شرق سوريا ولا يزالون يعانون بشكل كبير. وصحيح أنّهم حلفاء ساعدوا وفق مقاربة “عبر ومع ومن خلال” على هزيمة “داعش” وجعله تنظيمًا مشتتًا في منطقة تضم أكثر فأكثر جماعات متفككة، إلا أن ماتدين به الولايات المتحدة لأكراد سوريا يختلف تمامًا عما تمّ توفيره مطلع تسعينيات القرن الماضي خلال المجازر التي ارتكبها صدام حسين بحق عائلاتهم في الشرق، أي في العراق.
تبعد منبج الواقعة شمال شرق سوريا نحو أربع ساعات بالسيارة عن المعبر الحدودي عبر نهر الفرات في الزاوية الشمالية الغربية للعراق والإقليم الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في الشمال. ففي حين كانوا جيرانًا ويشكلون تاريخيًا جزءًا من “كردستان” أشمل تضمّ أجزاء من جنوب تركيا وشمال شرق سوريا وشمال العراق وغرب إيران، لم يحصل الأكراد على مساحةٍ للنمو والازدهار إلا في العراق.
تجدر الملاحظة أن الإقليم الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي شمالي العراق نشأ خلال إقامة منطقة الحظر الجوي العراقية في آذار/مارس 1991 من قبل الحكومات الأمريكية والبريطانية والفرنسية خلال حرب الخليج. وعلى ما أذكر، كانت أهداف الإدارة في ذلك الوقت مختلفة تمامًا عما هي عليه اليوم، كما هو الحال بالنسبة للدعم الدولي للبعثات الأمريكية في حروبها في الشرق الأوسط.
إضافة الى ذلك، تشكلت حكومة “حكومة إقليم كردستان” وسط اختبار أكراد شمال العراق الحكم الذاتي، وليس نتاج نية تلك الدول، بتوجيه من قرار “مجلس الأمن الدولي” التابع للأمم المتحدة رقم 688، بإنشاء دولة جديدة، ما يعني أن ما حصل في لا يمكن أن يتكرر، سواء مع الإدارة الحالية أو أي إدارة أخرى.
واليوم ما من آلية عالمية من شأنها تأييد دعم أمريكا الكامل لدولة أخرى شبه مستقلة، فذلك يتطلب، أقله اليوم، تعاون كافة اللاعبين المنخرطين: روسيا وتركيا وإيران وإسرائيل ولبنان والجهات الفاعلة الحكومية أو غير الحكومية التي تعمل مع الممر الشيعي أو تدعمه. ويعتبر إلقاء اللوم في ذلك على أمريكا مضللًا. فهذه الرغبات حيال سياسة مماثلة تفتقر إلى المؤهلات الضرورية للحصول على موافقة عدة دول تخالجها، في الوقت الراهن وبأفضل الأحوال، مشاعر وأهداف وآمال مختلطة إزاء سوريا.
ولا ينبغي أن يُنظر إلى الانتخابات المقبلة على أنها تغيير محتمل في قوس السياسة الأمريكية الأوسع في سوريا. وقد تغيّر دور الولايات المتحدة سواء في العراق أو سوريا، وما هو ممكن لجهة درجة التدخل، حتى بالنسبة للحلفاء الظاهريين، مقيّد بالإرادة السياسية وبالدعم المحلي بالقدر نفسه. واحتمال أن يصف المرشح الديمقراطي جو بايدن سوريا بأنها مجرد دولة “رمل وموت” كما فعل خصمه أقل ترجيحًا. وفي حين أن كبار مستشاري نائب الرئيس السابق أشاروا إلى أن بايدن سيبقي أعداد القوات الأمريكية في سوريا على حالها أو يزيدها من أجل ممارسة ضغوط إضافية والتمتع بنفوذ أكبر على دمشق، لن تكون الخطوة النادرة المتمثلة بإقامة منطقة حظر جوي تحت سيطرة روسيا أولوية للإدارة الجديدة في حال استلامها السلطة في كانون الثاني/يناير.
ولن يتمّ تنفيذ قرار “مجلس الأمن الدولي” التابع للأمم المتحدة رقم 2254 من خلال إقامة منطقة حظر جوي، بما أن نظام الأسد لا يُعزّز صموده من خلال الدعم الجوي بل من خلال ممرات برية وتمويل خارجي، وهو ما ركزت عليه جزئيًا العقوبات الجديدة المفروضة بموجب قانون “قيصر”. فمنطقة الحظر الجوي التي كانت ممكنة شمال العراق، ألغاها المسؤولون الأمريكيون والإقليميون من طاولة المساومة في سوريا.
كما أنه من غير المحتمل أن تستمر أي إدارة مستقبلية في إرسال القوات الأمريكية إلى سوريا، في حين أن الحفاظ على وجودنا المستمر والإشراف من شمال العراق يبدو مستقرًا من الناحيتين اللوجستية والسياسية. وفي شمال سوريا، قبيل وصولي إلى منبج، فجّر انتحاري نفسه في 16 كانون الثاني/يناير خارج مطعم قصر الأمراء، ما أسفر عن مقتل جندي وبحار ومقاول أمريكيين إضافةً إلى مدني من وزارة الدفاع، وجرح 3 موظفين أمريكيين ومقتل 15 مدنيًا.
بعد خمسة أيام، أسفر هجوم آخر عن جرح أفراد من موكب مشترك أمريكي-كردي حصل على بعد ساعة شرق الانفجار. وخلال السنتين الماضيتين، وفي ظل سحب ترامب تدريجيًا للجنود (رغم إرسال عدد كبير مؤخرًا من المركبات المقاتلة المدرعة المضادة للألغام لدعم الجنود في وجه عدوان روسيا).
ونظرًا للمخاطر الحالية، من غير المرجح أن تعكس أي إدارة أمريكية مسارها بشأن زيادة وجود القوات بشكل كبير في سوريا. وكما كتب زميلي، ربما يمكن لإنشاء مكتب لشؤون الأكراد في وزارة الخارجية المساعدة على “تحديد الدور الدبلوماسي للقوات الكردية في سوريا بشكل أوضح وإيضاح التزام الولايات المتحدة بحلفائها الأكراد”، ولكن حتى هذه الخطوة قد تكون قليلة جدًا ومتأخرة جدًا.
إن احتمالات إقامة منطقة شمال شرق سوريا تحاكي تلك التي ناضل الأكراد العراقيون في سبيل الحفاظ عليها (وفشلوا) ضئيلة، إن كانت موجودة أساسًا. فتحقيق المكاسب في ظل القيادة الحالية في أنقرة غير ممكن، نظرًا إلى أن أساس حكومة هذه المنطقة يتوقف على ارتباط مبهم بـ “حزب العمال الكردستاني” المصنف إرهابيًا. كما أن السعي إلى التوصل إلى اتفاقات ودية مع دمشق قد يمنع الولايات المتحدة من تقديم أي دعم إضافي.
وبالتالي، فإن السيناريوهات التي لا تزال ممكنة ضئيلة للغاية، من بينها استمرار الوجود الأمريكي الذي يحمي حلفاء الولايات المتحدة رغم انعدام جدوى العلميات البرية: من خلال مواقف متشددة إزاء اعتداءات الخصوم، وصد التقدم التركي ودعم أكبر ومستمر للجهات التي تعمل الولايات المتحدة “عبرها ومعها ومن خلالها”. وليس من الضروري أن تكون الاستقلالية أو الازدهار الهدف المباشر للسياسة الأمريكية، بل يمكنهما أن يكونا منتجًا ثانويًا ويخدما في الوقت نفسه مصالح الإدارة بإرغام الحكومة السورية على إجراء محادثات برعاية الأمم المتحدة ورفض استمرار توغل الأصول الروسية والإيرانية.
وكما صرحت لمجلة من منبج حول الزيارة الأخيرة التي قمت بها، فإن تواجد الجنود الأمريكيين بحد ذاته، حتى خلال فترة تخفيض الأعداد، عزز ازدهار المنطقة وزرع بذور الأمل فيها. ومشيت من متجر الكهربائيات إلى موقع التفجير الانتحاري الذي تسبب بمقتل قوات أمريكية. وكان هناك بالقرب من الموقع رجل يبيع أجهزة لشحن الهواتف المحمولة وأغلفة واقية مقلدة لأجهزة آيفون. وأخبرني أبو عمر، وهو مهندس كهرباء سابق كان يبلغ في الثلاثين من عمره آنذاك، أن الانسحاب الأمريكي، رغم أنه كان متوقعًا حينها لكنه لم يتحقق بعد، أدى إلى تقييم حسنات وسيئات الحكم الجديد.
وقال لي “قد تحتل أطراف أخرى المنطقة، قد يدخل إليها “الجيش السوري الحر” أو جيش النظام أو قد يعود تنظيم “داعش”. وكل ذلك قد يؤدي إلى اضطرابات ويزعزع الاستقرار”. وأضاف “أو ربما تكون الجهة المحتلة قوية بحيث تعود بالخير على البلاد وتحييها، لكن هذا الأمر لن يحصل إلا إذا كانت هذه الجهة قوية وسيطرت على المنطقة وأعادت الأمن والسلامة. وفي هذه الحالة، سواء غادر الأمريكيون أو بقوا، سيكون الأمر سيان”.
* كينيث أر. روزين هو صحافي مقيم في معهد واشنطن وأحد كبار المحررين في “نيوزويك” في إيطاليا. يحمل أحدث كتاب أصدره عنوان “السترة الواقية من الرصاص” (دار النشر بلومزبري).
=========================
صحيفة أميركية: إردوغان يصر على الانتحار سياسيّا
https://www.alhurra.com/arabic-and-international/2020/10/31/واحدة-أقدم-المهن-غير-الشرعية-بالتاريخ-قصة-المرتزقة-في-المعادلات
يبدو الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مصمما على الانتحار السياسي ودفن أنقرة في أزمات متعددة خطيرة رغم أنه يمكن تجنبها، وفق مقال رأي في صحيفة "واشنطن إكزامينر" الأميركية.
ويرى كاتب المقال، توم روغان، أن تدهور الاقتصاد التركي وانهيار الليرة يرجعان إلى سوءإدارة إردوغان للاقتصاد.
وقد تفرض عقوبات جديدة على أنقرة بسبب جهوده لسرقة احتياطات الطاقة اليونانية في شرق البحر الأبيض المتوسط، رغم تهديدات العقوبات الأميركية، لمنظومة الدفاع الجوي الروسي S-400، ودخوله في معركة مع فرنسا حول الإسلام السياسي.
ويرى الكاتب أن حزب إردوغان ثبط من الابتكار وتجنب الإصلاح الضروري.
ومواجهة إردوغان مع اليونان ليست أقل من جهد لإعادة رسم الحدود السيادية وإخضاع عدو كل القوميين الأتراك المتطرفين، وفق تعبير الكاتب.
أما فيما يخص الأزمة الحالية مع باريس، فيرى كاتب المقال أن جهود إردوغان الرامية إلى فرض مقاطعة إسلامية على البضائع الفرنسية غير أخلاقية ومآلها الفشل، بسبب قلة البدائل للمنتجات الفرنسية العالية الجودة، كما أن الاتحاد الأوروبي عرض مساعدة فرنسا.
ويقول الكاتب إن هوس إردوغان بالاحتفاظ بنظام "S-400" هو قرار طائش، ويتعارض هذا النظام تماماً مع مسؤوليات تركيا تجاه حلف شمال الأطلسي.
ووفق المقال، فقد عملت إدارة الرئيس دونالد ترامب جاهدة لمنح إردوغان فرصة لتجنب العقوبات الأميركية. ولكن بدلاً من اغتنام الفرصة لتغيير المسار مع حفظ ماء الوجه، ضاعف إردوغان تصعيده. وسواء أعيد انتخاب ترامب أو انتخب جو بايدن، فمن شبه المؤكد أن تفرض عقوبات على أنقرة.
ويشير المقال إلى أن ما سماه "غباء خاصا" في هذا "الطامح ليكون سلطانا"، يظهر  في علاقته مع روسيا.
وفي الوقت الذي يتطلع إردوغان إلى كسب ود فلاديمر بوتين من خلال إزعاج الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وشراء نظام S-400، فإن قيصر الكرملين لا يمنحه بالمقابل أي ملاحظات شكر. بل على العكس من ذلك، يتحرك بوتين مرة أخرى لجعل الحياة جحيماً لإردوغان في سوريا.
وقد نفذت غارة جوية روسية في سوريا، وقتلت العشرات من قوات الميليشيات الموالية للقوات التركية هذا الأسبوع، كخطوة ضغط من روسيا لحمل إردوغان على التراجع عن جهوده الحالية لتغذية الصراع الأرمني الأذربيجاني المستمر.
ويقول المقال إن إردوغان يعتقد أنه سليمان القانوني، وبصدد بناء إمبراطورية تركية جديدة مجيدة. لكن في الواقع، هو مجرد منتحر سياسي.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن إردوغان قد يرى في قصره ذي الألف غرفة نصبا تذكاريا لمجده المفرد، لكنه في الواقع مجرد شاهد قبر للوهم.
=========================
معهد واشنطن :كيف تستمر أوروبا في خسارة تركيا
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/how-europe-keeps-losing-turkey
سونر چاغاپتاي و رافاييلا ديل سارتو
"دوفار إنغليش"
28 تشرين الأول/أكتوبر 2020
في ظل الأجواء المتوترة التي شهدتها مؤخراً العلاقات بين تركيا ودول "الاتحاد الأوروبي" المتمثلة باليونان وفرنسا وقبرص بسبب احتياطيات الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، لا بد من طرح السؤال التالي: هل كان من الممكن قيام علاقة من نوع مختلف بين تركيا والأوروبيين؟ ومع أن تركيا بدأت محادثات الانضمام مع "الاتحاد الأوروبي" في عام 2005، إلا أنها لا تزال اليوم بعيدةً عن دخول النادي الأوروبي. وهنا يكمن جزءٌ كبير من المشكلة. فـ "الاتحاد الأوروبي" الذي يفتقر إلى البراعة اللازمة أخطأ مراراً وتكراراً في سياسته تجاه تركيا، حيث ساعد أردوغان في غالب الأحيان وعن غير قصد في نقاط رئيسية خلال صعوده على سلّم السلطة، فيما أوجد مع أنقرة توترات كان من الممكن تحاشيها.
ويُعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أحد أهم قادة تركيا الحديثة. فمنذ تولّيه السلطة كرئيس للوزراء عام 2003 وكرئيس للبلاد عام 2015، عمل على إنشاء قاعدة من الأنصار المتفانين، وأغلبهم من المحافظين. ومع ذلك، فقد تسبب أردوغان أيضاً في استقطاب تركيا، من خلال شيطنة الناخبين الذين من غير المرجح أن يصوّتوا لصالحه، والتعامل معهم بوحشية. وخلقت هذه السياسة شقاقاً عميقاً بين شطرين من البلاد، حيث أصبح معظم [المعارضين لأردوغان من] اليساريين والعلمانيين والليبراليين يبغضونه بشدة.
وعلى الرغم من أنه قد يكون من الخطأ إلقاء اللوم على الجهات الخارجية في مسار تركيا في ظل حكم أردوغان، إلا إن الأوروبيين يتحمّلون نصيبهم من المسؤولية أيضاً. فما تسمى بـ "اتفاقية أنقرة" الموقعة بين "المجموعة الأوروبية" آنذاك وتركيا في عام 1963 تركت الباب مفتوحاً أمام انضمام تركيا إلى النادي الأوروبي في المستقبل، فتقدمت أنقرة رسمياً بطلب الانضمام إليه في عام 1987.
وفي ذلك الوقت، وفي سياق الحرب الباردة، لم يكن لدى الأوروبيين أدنى شك في أن تركيا، العضو في حلف "الناتو"، كانت تنتمي بشكل قاطع إلى "الغرب". وكانت هناك مخاوف من أن تصبح تركيا، العضو الأكثر اكتظاظاً بالسكان في النادي الأوروبي. لكن في تلك الفترة، لم يكن الاقتصاد التركي بقطاعه الزراعي الكبير وسكانه الريفيين مستعداً للانضمام إلى المشروع الأوروبي على أي حال.
وبدأ الموقف الأوروبي من أنقرة يتّبع مساراً ملتوياً بعد سقوط "الستار الحديدي". فقد أنشأ الطرفان اتحاداً جمركياً في عام 1995، وبعد بضع سنوات، في عام 1999، أكّدت بروكسل رسمياً أهلية تركيا لعضوية "الاتحاد الأوروبي". ولكن تم تأجيل بدء مفاوضات الانضمام بشكل متكرر، ولم تبدأ إلا في عام 2005. ومن أسباب ذلك هو الخلاف على قبرص، وسجل تركيا في حقوق الإنسان الذي كان بحاجة إلى تحسين كبير وفقاً للأوروبيين.
وفي غضون ذلك، قام العديد من الدول المستقلة حديثاً في أوروبا الوسطى والشرقية - وبعضها لم يكن يُعتبر آنذاك منارة للديمقراطية - بالانضمام إلى "الاتحاد الأوروبي" في عام 2004. وفي السنوات التالية، انضم عدد إضافي من الدول إلى "الاتحاد الأوروبي"، بينما كانت تركيا تراقب من الخطوط الجانبية كـ "دولة مرشحة". وفجأةً اكتشف الأوروبيون أن تركيا دولة ذات غالبية مسلمة، فأخذت المناقشات تدور حول ما إذا كانت المسيحية تشكل قيمة جوهرية من قيم "الاتحاد الأوروبي". ونظراً لأن موقف أردوغان الأولي المؤيد لـ "الاتحاد الأوروبي" كان يواجه ترددات أوروبية، فقد بدأت تركيا تشكّك في صحة "توجّهها الأوروبي".
بعد ذلك، بدأت تبدر مواقف متشددة عن بعض دول "الاتحاد الأوروبي" خلال محادثات الانضمام. فبعد انضمام قبرص إلى "الاتحاد الأوروبي" عام 2004، حاولت مراراً وتكراراً استخدام وضعها الجديد لتجميد المفاوضات من أجل انتزاع تنازلات من أنقرة. وعلى النحو نفسه، تعامل صانعو السياسات اليونانيون بصرامة مماثلة مع تركيا على أمل إرغامها على الاعتراف بهم كحكومة الجزيرة. كما أن بعض الدول الأعضاء الرئيسية في "الاتحاد الأوروبي"، مثل فرنسا، ضغطت مراراً وتكراراً من أجل تعليق فصول محددة من المفاوضات مع أنقرة، موضحة في أغلب الأحيان أن السبب الرئيسي لذلك هو عدم اعتراف تركيا بقبرص. ولكن بدلاً من تغيير أردوغان موقفه من أجل الانضمام إلى "الاتحاد الأوروبي"، ردّ بالابتعاد تدريجياً عن النادي الأوروبي، سواء في الداخل أو في مجال السياسة الخارجية.
ومن المفارقات، كان من شأن الإصرار الأوروبي على الإصلاحات الداخلية العميقة في تركيا أن أتاح لأردوغان فسحة مناورة متنامية مع بروكسل. وربما كان طلب طلب "الاتحاد الأوروبي" من تركيا الحد من نفوذ جيشها كشرط لعضويتها في "الاتحاد الأوروبي" ذا أهمية بالغة.
أما الجيش التركي، الذي كان يَعتبر نفسه الحَكم الأكبر في المجتمع التركي، فغالباً ما كان يتدخّل في السياسة، فأضعف الأحزاب المتجذرة في الإسلام السياسي على غرار الحزب الذي سبق «حزب العدالة والتنمية» برئاسة أردوغان. وفي عام 2004، في مستهلّ محادثات الانضمام مع تركيا، أبلغ الأوروبيون أنقرة بضرورة إجراء إصلاحات لإبعاد الجنرالات الأتراك العلمانيين عن السياسة. فأذعن لهم أردوغان بكل سرور، وبذلك أبطل سلطة خصمه.
وقد كانت بروكسل محقة في الإصرار على إخراج الجيش من السياسة من أجل تعزيز الديمقراطية في تركيا. لكنها أخطأت في إسناد هذه المهمة إلى حركة غير ليبرالية دون المطالبة بأي ضمانات ديمقراطية أو غيرها من أشكال الضوابط والتوازنات. وبدا أن المسؤولين رفيعي المستوى في "الاتحاد الأوروبي" اعتبروا الجيش العقبة الرئيسية أمام الديمقراطية في تركيا. لكن التطورات أثبتت خطأهم الفادح. فحالما قام أردوغان بإضعاف الجنرالات، لم يعد يشعر بضرورة إرضاء بروكسل.
واكتسبت أنقرة نفوذاً كبيراً على أوروبا خلال ما يسمى بأزمة اللاجئين التي بلغت ذروتها بين عامَي 2015 و2016. ونظراً إلى عجز "الاتحاد الأوروبي" عن التعامل مع العدد الكبير من اللاجئين الهاربين إلى أوروبا بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، وانعدام التضامن بين الدول الأعضاء في "الاتحاد الأوروبي"، فقد أصبحت تركيا فعلياً أشبه بحارس بوابة أوروبا.
وفي الاتفاق المبرم بين "الاتحاد الأوروبي" وتركيا في عام 2016، حصلت أنقرة على ستة مليارات يورو للتصدي للّاجئين المتجهين إلى أوروبا وإبقائهم في تركيا. وأصرّت أنقرة أيضاً على رفع القيود عن تأشيرات السفر وإعادة فتح الفصول المعلّقة في مفاوضات الانضمام، وقد تمت تلبية طلباتها - من الناحية النظرية.
ولكن بروكسل استمرت في التراجع عن فكرة عضوية تركيا في "الاتحاد الأوروبي". وفي نهاية المطاف، تم تعليق المفاوضات عملياً في عام 2019 بعد حملة القمع الوحشية التي شنّها أردوغان ضد مواطني بلاده في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016.
ومع عدم احتمال حدوث انضمام تركيا إلى "الاتحاد الأوروبي" في أي وقت قريب، فقدْ فقدَ الأوروبيون نفوذهم على أنقرة. وفي ضوء ملحمة العضوية التركية في "الاتحاد الأوروبي"، لم يعد أردوغان يرغب في ملاطفة الأوروبيين، وهو الذي أصبح أقوى من أي وقتٍ مضى. وتتصاعد التوترات [حالياً] بين تركيا واليونان وقبرص وفرنسا بشأن احتياطيات الغاز في شرق البحر المتوسط. وإنه لأمر محزن ولكن غير مستغرب، بأن تعاني الآن كثيراً الدول التي لعبت دوراً رئيسياً في إعاقة احتمالات عضوية تركيا في "الاتحاد الأوروبي"، من تعنّت أردوغان وسياساته الخاصة بالقوة الإقليمية.
وغالباً ما يشيد "الاتحاد الأوروبي" بدوره في الترويج للديمقراطية والاستقرار الإقليمي من خلال تسليط الضوء على قوة عملية توسّعه لضم أعضاء جدد في "الجوار". ولكن في حالة تركيا، ربما ساهمت سياساته غير المدروسة في عكس ذلك.
سونر چاغاپتاي هو زميل "باير فاميلي" ومدير برنامج الأبحاث التركي في معهد واشنطن. رافاييلا ديل سارتو هي أستاذة مشاركة في دراسات الشرق الأوسط في "مدرسة جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة بأوروبا". وتم نشر هذه المقالة في الأصل على موقع دوفار.
=========================
مجلة أمريكية: اللاجئون السوريون المكروهون في لبنان يصنعون الفرق
https://orient-news.net/ar/news_show/185591/0/مجلة-أمريكية-اللاجئون-السوريون-المكروهون-في-لبنان-يصنعون-الفرق
أورينت نت - متابعات
تاريخ النشر: 2020-10-30 10:26
اقترحت المجلة الأمريكية "FOREIGN POLICY" إشراك اللاجئين السوريين في لبنان في كيان محلي معني بإعادة إعمار الأضرار التي لحقت في بيروت بعد انفجار مرفئها في آب الماضي.
وجاء اقتراح المجلة الأمريكية في عددها اليوم الجمعة، في ظل انتقادها للمجتمع الدولي الذي بادر في تقديم الحد الأدنى من المساعدات الأساسية في الإسكان وتعمير بيروت إلى الحكومة اللبنانية، وإرجاء إعادة تأهيل المساكن المتضررة إلى "المرحلة الأخيرة"، بحسب تصريح المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ليزا أبو خالد.
لكنّ اللبنانيين بحسب الصحيفة فقدوا ثقتهم بالنخب السياسية، ولا يريدون أي مساعدة أو استثمار يتم توجيهه عبر الحكومة، في حين أن السوريين أثبتوا أنهم أكثر موثوقية بالنسبة لأصحاب المنازل والشركات الذين بدؤوا بمفردهم في إصلاح ممتلكاتهم التالفة ببطء.
وأفردت المجلة جانباً من مبادرات السوريين في لبنان عبر لملمة أضرار الانفجار، كإصلاح النوافذ والأبواب وإعادة ترميم المنازل وتركيب الزجاج في منازل لبنانيين كانوا طالبوا برحيل السوريين.
وانتقدت الصحيفة تربص سياسيي البلاد لاقتناص أي فرصة تتهم السوريين بالإضرار في البنية التحتية وسرقة الوظائف والعيش من إعانات يدّعون أحقيتها للبنانيين، والاستمرار في التقليل من شأن السوريين الذين وصفتهم بـ "الكادحين لإحياء بيروت إلى مجدها السابق" لكن الحقيقة خلاف ذلك.
وتحت عنوان "السوريون أيضا ماتوا في الكارثة وتركوا وراءهم عائلات يائسة"، أحصت المجلة قصص سوريين فقدوا حياتهم خلال انفجار بيروت بعضهم من كان على رأس عمله ومعيل عائلته الوحيد وآخرون راقدون في المشافي.
ورغم مآلات تأزم الوضع اللبناني وتبعاته على السوريين، لكن الأمر بحسب الصحيفة "زادت من قوتهم".
وكان انفجار هزّ مرفأ بيروت في 4 اغسطس/ آب الماضي نتيجة انفجار 2750 طنًا من مادة “نترات الأمونيوم” وأسفر عن مقتل191 شخصا وإصابة أكثر من 6500 آخرين إضافة إلى تدمير مساحات واسعة من العاصمة بيروت.
=========================
واشنطن بوست: العالم يترقب الانتخابات الأمريكية وهذه الدول الخاسرة والرابحة منها
https://www.alquds.co.uk/واشنطن-بوست-العالم-يترقب-الانتخابات-ا/
إبراهيم درويش
لندن – “القدس العربي”:
العالم يراقب الانتخابات الأمريكية وهذه هي الدول التي ستكسب وتخسر من نتائجها، يقول المعلق ديفيد إغناطيوس في صحيفة “واشنطن بوست”، فمع اقتراب يوم الانتخابات يقترب يوم الحساب لعدد من الدول التي راهنت مع أو ضد الرئيس دونالد ترامب.
وبالنسبة للقادة الأجانب الذين استفادوا وانتعشوا في ظل رئاسته فهناك مخاطر حقيقية لو خسر لصالح نائب الرئيس السابق جوزيف بايدن. وبالنسبة لمن تحدوا ترامب فهناك فرصة.
وفي محادثات الصحافي مع مسؤولين أجانب في الأسابيع الماضية دهش من اهتمامهم الشديد بما سيحدث يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر. فقد قاموا بدراسة طريقة عمل المجمعات الانتخابية والتصويت عبر البريد وإمكانية حدوث عنف في مرحلة ما بعد الانتخابات والخلافات حولها أمام المحاكم. والقول بأن العالم يراقب لا يبدأ بوصف التركيز على الولايات المتحدة، فمن بين حلفاء أمريكا التقليديين، بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان وأستراليا، هناك حنين لتعاون متجدد في سياسات يتم التنسيق حولها. ويعلق: “يفتقد القادة الأجانب القيادة الأمريكية رغم غرورنا في بعض الأحيان وأخطائنا. وأخبرني الدبلوماسيون أن منظور ولاية ثانية لترامب يثير استغرابهم وقلقهم مثل بقية الأمريكيين”.
 لكن التركيز الأكبر على الولايات المتحدة ينحصر على الدول التي تركت السياسة الخارجية المتقلبة لترامب آثارها سلبا وإيجابا عليها، وهي روسيا وكوريا الشمالية والصين وتركيا والسعودية وإيران.
منظور ولاية ثانية لترامب يثير استغرابا وقلقا لدى الكثيرين
 وستكون هذه نقطة التركيز في المرحلة الانتقالية ما بين التصويت في 3 تشرين الثاني/نوفمبر وحفل تنصيب الرئيس في 20 كانون الثاني/يناير 2021.
ولم يراهن أحد على ترامب مثلما راهن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 2016. وترك ترامب بوتين ولأسباب غامضة يواصل نشاطه، فهو لم يتحد تدخله في الانتخابات، ولا ما كشف عن وضع موسكو مكافآت على الجنود الأمريكيين في أفغانستان أو ما أخبر مسؤولون استخباراتيون به الكاتب أن روسيا مستعدة لضرب أعدائها وملاحقتهم حتى على التراب الأمريكي، تماما كما سمم عملاء لها العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال في آذار/مارس 2018 في بريطانيا. وفي بعض الأحيان، يعبر بوتين عن اهتمامه بالتعاون الدبلوماسي مع ترامب حول التحكم بالسلاح النووي ووقف النزاع بين أذربيجان وأرمينيا. وإذا كان ترامب في طريقه للخروج من الرئاسة، فالسؤال عن الكيفية التي سيعزز فيها بوتين مكاسبه التي حققها في سنوات ترامب.
ويجب أن يكون احتواء روسيا وسلوكها المتهور مهما أيا كان الفائز. وراهنت كوريا الشمالية على ترامب. وتقترح “رسائل الحب” المتبادلة بين ترامب وكيم جونغ- أون الرئيس الكوري أن بلاده يمكنها الحصول على كل شيء بما فيه التنمية الاقتصادية بدون التخلص من السلاح النووي. وكان كيم منضبطا في السلاح النووي والصواريخ الباليستية حيث تجنب الاختبارات في الذكرى الـ 75 لحزبه الحاكم في 10 تشرين الأول/أكتوبر. ولو فاز بايدن فهل سيتجرأ كيم على إرسال رسالة تحد؟ علينا مراقبة الفضاء.
أما الصين فقد تعاملت مع ترامب في عامه الأول ولكنها انتهت على قائمة أعدائه. ويدير الصينيون لعبة طويلة الأمد تتجاوز إدارة بعينها. ومع قرب الانتخابات الأمريكية أكدت بيجين على الخطوط الحمر المتعلقة بتايوان. وهي أزمة تنتظر الانفجار في مرحلة ما بعد الانتخابات وإن أرادات الصين الدفاع عن مصالحها في المرحلة الانتقالية، عندما تكون أمريكا منشغلة.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد عرف وببراعة الكيفية التي يلعب فيها على حب ترامب لنفسه في وقت وسع فيه من نفوذه العسكري في سوريا وليبيا والعراق والآن أذربيجان. وكان الرئيس التركي قويا في ملء الفراغ الذي تركته أمريكا لدرجة أغضب فيها فريق ترامب.
وإدارة جديدة قد تفرض عقوبات على تركيا ولكن أردوغان سيظل أستاذا في أسلوب التنمر الذي اتبعه ترامب حتى بعد ذهاب هذا.
نشر أنصار محمد سلمان نظرية خيالية مفادها أن الديمقراطيين يخططون لمؤامرة ضده
وعندما يتعلق الأمر بالخدمات المشتركة فعلاقات ترامب مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ستكون على رأس القائمة. وتباهى ترامب قائلا “حميت مؤخرته” بعد جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، وذلك حسبما أخبر الصحافي المعروف بوب وودرود في مقابلاته لكتابه “غضب”.
ونشر أنصار محمد سلمان نظرية خيالية مفادها أن الديمقراطيين يخططون لمؤامرة ضده. وربما كانوا يحاولون تعبئة السعوديين ضد أي ضغوط من إدارة بايدن. ولو ضعفت العلاقات مع السعودية بفوز بايدن فلربما حاولت روسيا والصين ولدرجة معينة إيران استغلال الفراغ. وكانت الأخيرة هي هدف ترامب، وهي البلد الذي يأمل أن يهزم ترامب. وعبرت إيران عن حذر في الأشهر الأخيرة قبل الانتخابات، حيث تنتظر إدارة جديدة تراجع قرار ترامب وتخليه عن الاتفاقية النووية.
وربما رغب بايدن بالضغط على إيران ورغبت الأخيرة بتحقيق نفوذ عبر تحركات قوية في مرحلة ما بعد الانتخابات. وعندما تكون أمريكا منشغلة في المرحلة الانتقالية هناك مخاوف من قيام الدول الأجنبية بتحركات. وعلينا ألا نخشى من مفاجأة تشرين الأول/أكتوبر ولكن ما بعد الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر، كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير.
=========================
المونيتور :الهجمات على "المعارضة السورية".. إشارة من موسكو إلى أنقرة؟
https://nedaa-sy.com/articles/1069
أثارت الهجمات الأخيرة على قوات المعارضة السورية في قلب المناطق التي تشرف عليها تركيا أسئلة حول مدى استدامة الوضع الراهن على طول خطوط الاتصال.
إن الاستقرار النسبي الحالي هو في الأساس نتيجة تصرفات الجيش التركي - المسجلة في المحادثات بين بوتين وأردوغان- ونتيجة التعاون ضمن صيغة أستانا أو اتفاق أضنة الذي طرحته موسكو لتجنب الأسئلة غير المريحة حول النفوذ التركي في سوريا.
نظراً لأن تركيا تشن حملات متزامنة في مسارح مختلفة - بما في ذلك مساعدة أنقرة لأذربيجان في نزاع ناغورنو كاراباخ - تميل موسكو إلى استغلال الاضطرابات لانتزاع تنازلات من أنقرة.
في 23 أكتوبر/ تشرين الأول تعرضت ناقلات النفط والوقود في مدينة جرابلس على الحدود التركية لضربات غامضة.
وبحسب إحدى الروايات كانت الناقلات تشحن النفط للبيع من الأراضي الخاضعة لسيطرة قسد.
أشارت المدونات العسكرية الروسية إلى أن الجناة إما روس أو سوريون و ربما تكون الضربة قد أتت من الطائرات العسكرية للنظام السوري بصاروخ جو - أرض أو من أنظمة الصواريخ الباليستية التكتيكية.
ربما تم تنفيذ الهجوم أيضاً بواسطة نظام Iskander-M من قاعدة حميميم الجوية التي تسيطر عليها روسيا أو باستخدام صواريخ كاليبر الموجودة على السفن.
مع اشتعال النيران التي تلت ذلك طوال الليل لم يتمكن السكان المحليون والنشطاء من جمع الأدلة والتقاط صور للحطام.
وكان من أسباب الاعتقاد بأن ميليشيات بشار الأسد قد تكون مسؤولة عن الهجوم هو أنها شاركت في هجوم مماثل في الماضي.
وفي تشرين الثاني الماضي استهدف النظام ناقلات النفط في جرابلس لمنع تهريب النفط من قبل الأكراد، ربما حاول النظام السوري ضرب عصفورين بحجر واحد: أولاً تقويض ميليشيات سوريا الديمقراطية المستقلة اقتصادياً من خلال تعطيل شبكات التهريب الخاصة بها وثانياً إثارة الصراع بين موسكو وأنقرة بضربة في قلب الأراضي التي تسيطر عليها تركيا.
لكن لا يمكن استبعاد مسؤولية روسيا عن الهجوم على الرغم من أنه أقل منطقية.
يشمل السرب الروسي في البحر الأبيض المتوسط ​​سفينة واحدة على الأقل قادرة على نشر صواريخ كاليبر.
في نهاية عام 2017 أكدت روسيا أنها استخدمت صواريخ إسكندر الباليستية في سوريا (من المفترض أن يكون هدفها الأول قافلة من المركبات التي تنقل الأسلحة إلى إدلب).
في الواقع تم نشر أنظمة إطلاق إسكندر في قاعدة حميميم الجوية في عام 2016 مما يعني أن إسكندر كانت في القاعدة خلال التوترات المتزايدة بين تركيا وروسيا بسبب إسقاط طائرة سوخوي الروسية Su-24 التي كانت تضرب القوات التركمانية رغم مناشدات أنقرة الرسمية لموسكو بالتوقف.
في 26 أكتوبر/ تشرين الأول تعرض معسكر تدريب فيلق الشام في سوريا بغارة جوية خلفت عشرات القتلى وأكثر من 100 جريح.
وكان الفصيل أول جماعة تصنفها وزارة الدفاع الروسية على أنها "المعارضة المعتدلة" في سوريا أمام القوى المتطرفة.
ومنحت العلاقات الوثيقة للتنظيم مع أنقرة نفوذاً لضمان عدم استبدال المجالس المحلية بحكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام.
كما تمكن الفصيل من الحفاظ على موقف محايد وتجنب الالتحاق بالقيادة العسكرية في إدلب بقيادة هيئة تحرير الشام.
بطبيعة الحال كان يُنظر إلى هذه الضربة على نطاق واسع على أنها رسالة لا لبس فيها من روسيا إلى تركيا مفادها أولاً أن موسكو لا تستبعد تصعيداً آخر في إدلب كما تتعلق الرسالة أيضاً بنزاع ناغورنو كاراباخ.
إن روسيا غير راضية عن الموقف التركي ومحاولاته لتوسيع نفوذه في جنوب القوقاز.
أشار سيرجي ناريشكين رئيس جهاز المخابرات الخارجية إلى أنه تم العثور على مقاتلين من فصائل لها علاقات تقليدية بتركيا - ولا سيما فرقة السلطان مراد - يعملون في ناغورنو كاراباخ.
حتى لو اتخذت روسيا موقفاً محايداً بشأن مسائل جنوب القوقاز علناً فهناك أسباب للاعتقاد بأنها قد تزود أرمينيا بالأسلحة عبر رحلات جوية.
كما تزعم وسائل الإعلام الروسية الموالية للكرملين أن الطائرات الروسية كانت تضرب طوال شهر أكتوبر / تشرين الأول المعسكرات السورية التي تنطلق منها قوات المعارضة إلى جنوب القوقاز.
وامتنعت وزارة الدفاع الروسية منذ فترة طويلة عن الإدلاء بأي تصريحات رسمية بشأن نشاط القوات الجوية في إدلب ونفت أي تقارير عن هجمات جوية روسية.
ومع ذلك ، فقد نقلت قنوات Telegram الروسية في عدة مناسبات صوراً لطائرات Su-24 و Su-25 الروسية وهي تحلق فوق إدلب.
كما روجت قنوات Telegram الروسية التي نشرت في وقت سابق صوراً لمجندي المعارضة ورواياتهم عن الهجوم وزعموا أن إحداثيات معسكر التدريب أعطيت للمخابرات العسكرية السورية من قبل التشكيل المتطرف حراس الدين.
كما أفادوا بأن تركيا لم تشارك المعلومات اللازمة لتحديد الأصدقاء والأعداء وبالتالي عرضت ذريعة لشن هجوم عشوائي.
لا تبدو هذه الحجج مقنعة بشكل خاص لكن قد يستخدمها الروس لإثبات طريقة عملهم في الاتصالات مع الزملاء الأتراك.
وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الروسية ، تستخدم موسكو مثل هذه التكتيكات منذ اندلاع التوترات في إدلب في شباط / فبراير الماضي عقب الهجوم في شمال غربي سوريا الذي أودى بحياة 33 جندياً تركياً.
بطريقة أو بأخرى ، تُترك موسكو في موقف غير مؤكد، من الواضح تماماً أن الوضع الحالي في إدلب الذي يكافح النظام السوري للسيطرة عليه هو تذكير بحدود قوة النظام.
من ناحية أخرى لا تريد موسكو زراعة مراكز قوة بديلة في سوريا تسعى إلى نزع الشرعية عن النظام.
قد تفسر هذه العوامل لماذا قد يلتزم الروس بإستراتيجية قضم أجزاء من إدلب بطريقة عشوائية إلى حد ما.
وفوق كل ذلك بدأت التوترات في ناغورنو كاراباخ عندما كانت روسيا تواجه بالفعل مشاكل أخرى داخل منظمة معاهدة الأمن الجماعي وأبرزها أزمة سياسية في بيلاروسيا وثورة قيرغيزستان.
إن التحالف التركي الأذربيجاني - بغض النظر عن موضوع التضامن التركي - مبني على أهداف مشتركة ملموسة.
إن عدم اليقين هذا يغذي معضلة تركية عامة تواجه صناع القرار في روسيا.
قد تشمل بعض العوامل الواضحة الحنين إلى الطموحات الإمبراطورية والحماسة الروسية التي أثيرت في وسائل الإعلام الشوفينية ومع ذلك يمكن العثور على سبب آخر هو حاجة اللاوعي لملء فراغ أيديولوجي في السياسة الروسية.
في هذا السياق فإن تركيا - الدولة التي تعتبر نفسها مدافعة عن العالم الإسلامي - تحير النخب الروسية.
في الواقع تشكل العلاقات بين بوتين وأردوغان - التي تشكلت بسبب عدة أزمات - أساساً للعديد من المشاريع بعضها مشكوك في فائدته.
وبالتالي فإن المعضلة بالنسبة لروسيا هي كيفية بناء العلاقات مع الدولة التي تشترك معها موسكو في العديد من نقاط اللقاء والاختلاف.
بقلم   فريق الترجمة - نداء سوريا          المصدر   المونيتور
=========================
«ستراتفور»: هل يمكن أن تعود أمريكا للمشهد الدبلوماسي في سوريا؟
https://sasapost.co/translation/u-s-diplomacy-syria/
نشر موقع ستراتفور الإخباري المهتم بالتحليلات الجيوسياسية تقريرًا حول إمكانية لجوء أمريكا إلى الحلول الدبلوماسية لحسم الصراع الدائر في سوريا بعد فشل كل الحلول العسكرية، والحفاظ على المكاسب التي تحققت ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
تحركات أمريكا لكسر العزلة الدبلوماسية مع دمشق
وفي البداية، يشير التقرير إلى أنه من الواضح أن الولايات المتحدة ماضية في طريقها نحو التحول عن استراتيجيتها الانعزالية القصوى التي تبنتها في سوريا، وستشارك مشاركة محدودة مع دمشق من أجل تأمين المكاسب التي حققتها في البلاد، ومنع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وفي 18 أكتوبر (تشرين الأول)، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن كبير مسؤولي مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، كاش باتيل، سافر إلى سوريا أوائل هذا العام للمشاركة في مفاوضات مباشرة تتعلق بإطلاق سراح الصحفي الأمريكي أوستن تايس ومواطنين أمريكيين آخرين احتجزتهم الحكومة السورية باعتبارهم رهائن. وذكر التقرير أيضًا أن باتيل سلَّم رسالة شخصية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرئيس السوري بشار الأسد في شهر مارس (آذار)، ما كسر الحاجز المضروب بين الحكومتين لما يقرب من عقد من العزلة الدبلوماسية.
ويضيف التقرير أن هذه الإجراءات تأتي في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة على نحو متزايد احتمالية ارتباط تحقيق أهدافها في سوريا بضرورة وجود قدر من المشاركة المحدودة مع حكومتها. ولم تتضمن المهمة الأمريكية لمكافحة الإرهاب في سوريا بعد عنصرًا عسكريًّا رئيسًا للتعامل مع نظام الأسد. وبدلًا من ذلك، شجَّعت واشنطن فرض عزلة اقتصادية على دمشق. ومع ذلك، فشل هذا في ردع الحكومة السورية عن محاولة السيطرة على شمال شرق البلاد وتهميش الشريك الأساسي للولايات المتحدة في جهودها لاحتواء تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد، والمعني به قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
أبرز نقاط في القضية السورية
تركزت مهمة الولايات المتحدة في سوريا بصورة كبيرة على تفكيك تنظيم الدولة الإسلامية منذ انتشار قوات واشنطن لأول مرة في البلاد في عام 2014.
لا تزال قوات تنظيم الدولة الإسلامية قادرة على العمل سرًا في جميع أنحاء الأراضي التي يسيطر عليها النظام، ويرجع ذلك إلى حد ما إلى أن سوريا تفتقر إلى الأجهزة الأمنية الفعَّالة اللازمة لقمع التنظيم بعد ما يقرب من عقد من الحرب الأهلية.
منذ أن تولى ترامب منصبه في عام 2016، كانت الولايات المتحدة أقل انخراطًا في الجهود الدبلوماسية الخاصة بالتفاوض من أجل إنهاء الحرب الأهلية المستمرة في سوريا.
ويلفت التقرير إلى أنه من خلال الانخراط مع الحكومة السورية، تسعى واشنطن إلى تحقيق أقصى قدر من الاستقلال الذاتي لقوات سوريا الديمقراطية، ومنع وقوع المزيد من الاشتباكات بين القوات الأمريكية والسورية، وربما توسيع نطاق مفاوضات السلام بين دمشق وقوات المعارضة الأخرى. وربما يؤدي التقارب المحدود مع دمشق إلى تقليل التوتر في الشمال الشرقي وبناء الثقة نحو بدء مفاوضات أوسع تهدف إلى تأمين قوات سوريا الديمقراطية، وربما يوسِّع دور الولايات المتحدة في العملية الدبلوماسية الأكبر التي تقودها الأمم المتحدة والتي تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية.
يُعد تبني مهمة طويلة الأمد في سوريا أمرًا محفوفًا بالمخاطر السياسية بالنسبة للبيت الأبيض. وفي استطلاع أجرته شبكة سي إن إن في شهر أكتوبر 2019، قال 42% من الأمريكيين إنهم يفضلون الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية من البلاد.
تسبب القوات الروسية والسورية مضايقات على نحو متزايد للدوريات الأمريكية في البلاد. وأدَّت هذه المضايقات إلى إصابة جنود أمريكيين وقتل جنود سوريين، مما يزيد من خطر وقوع اشتباكات محتملة من شأنها أن تَجُر واشنطن إلى عمق الصراع في البلاد.تقليص النفوذ الإيراني في سوريا
وفي النهاية، يخلُص التقرير إلى أنه مع انحسار مخاطر الضغط الدبلوماسي الأمريكي لعزل سوريا، من المرجح أن تفكر دول الخليج العربي المجاورة في تحسين علاقاتها بدمشق. وسترسل المشاركة الأمريكية إشارة إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين بأن بإمكانهما استكشاف مزيد من العلاقات مع سوريا على أمل المساعدة في الحد من النفوذ الإيراني في البلاد، من دون خوف من التعرض لعقوبات أمريكية فورية. كما ستُشجع عمان على توسيع علاقاتها مع سوريا بحثًا عن تحقيق مزيد من الصفقات ذات الفوائد الاقتصادية. ويجدر بالذكر أنه في شهر ديسمبر (كانون الثاني) عام 2018، أعادت الإمارات والبحرين فتح سفارتيهما في دمشق، لكن الضغوط والعقوبات الأمريكية آنذاك منعت البلدين من توسيع علاقتهما مع سوريا.
=========================
الصحافة الروسية :
"نيزافيسيمايا غازيتا" :العملية العسكرية التركية في سوريا ستواجه مقاومة عربية
https://arabic.rt.com/press/1168762-العملية-العسكرية-التركية-في-سوريا-ستواجه-مقاومة-عربية/
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول استعداد دول الخليج للممارسة مزيد من الضغط على أردوغان، عبر دعم الأكراد والتقارب مع دمشق.
وجاء في المقال: قد تؤدي عملية هجومية تركية محتملة في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا، والتي هدد بها الرئيس رجب طيب أردوغان، أمس، إلى معارضة نشطة من تلك العواصم العربية التي تعد أنقرة عدواً إقليمياً. ولقد استعرضت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة نوعية جيدة من الاتصالات مع الهياكل الإدارية الكردية في شمال شرق سوريا. وبالتالي، ففي حال وقوع هجوم تركي آخر، قد يتلقى الأكراد مزيدا من الدعم المكثف من دول الخليج.
لقد أدت عملية "نبع السلام" التركية العام الماضي، والتي لم تبدأ من دون موافقة الرئيس دونالد ترامب، إلى تضامن عربي غير مسبوق ضد الإجراءات التركية. على هذه الخلفية، لم تتراجع مطالب اللاعبين العرب تجاه القصر الرئاسي في دمشق فحسب، إنما ازداد أيضا الميل إلى إعادة العلاقات الرسمية وشبه الرسمية معها. وبالنسبة للسعودية والإمارات، اكتسبت مسألة تعزيز الدعم للتشكيلات الكردية ضد مصالح أنقرة معنى.
وفي الصدد، قال الأستاذ في كلية السياسة العالمية، بجامعة موسكو الحكومية، غريغوري كوساتش، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "يظهر في الصحف السعودية، مؤخرا، مزيد من المقالات التي تنظر إلى النزاع في قره باغ، مثلا، بعين أرمينية أكثر مما هي أذربيجانية، على خلفية أن أذربيجان تتلقى الدعم من تركيا. وبشأن الأحداث الأخيرة في إدلب، تقول الصحف السعودية: هذا الوضع يعني أن أردوغان يسعى إلى الخصام مع الجميع، بما في ذلك روسيا. في هذه الحالة، تعد أفعاله، كما لوحظ في الصحافة، مؤشرا إضافيا على أنه يتجاوز معايير السلوك المقبولة عموما في العلاقات الدولية، أي أن ذلك خطير للغاية".
=========================
نيزافيسيمايا غازيتا :أردوغان رسم خطا أحمر أمام بوتين
https://arabic.rt.com/press/1168386-أردوغان-رسم-خطا-أحمر-أمام-بوتين/
تحت العنوان أعلاه، كتب غينادي بيتروف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، عن استشاطة أردوغان غضبا، وإملائه ما على روسيا فعله وعدم فعله في سوريا وقره باغ.
وجاء في المقال: بدا خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اجتماع كتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم صاخبا وإشكاليا بصورة غير متوقعة. فقد قام، أثناء نشاط سياسي رسمي بروتوكولي، حيث من المعتاد التحدث عن الشؤون السياسية الداخلية، بمهاجمة روسيا. فاتهم أردوغان موسكو بعدم الرغبة في السعي لتحقيق السلام في سوريا وأعلن في الوقت نفسه عن خط أحمر في قره باغ لا يسمح باجتيازه.
وفيما يخص سوريا، شهد خطاب أردوغان أقسى التصريحات ضد موسكو. فاستشاط الرئيس التركي غضبا من قصف القوات الجوفضائية الروسية معسكرا للجيش الوطني السوري الموالي لتركيا بالقرب من مدينة حارم في محافظة إدلب.
وفي الوقت نفسه، هاجم الولايات المتحدة، قائلاً إن الأمريكيين "يحاولون إنشاء منطقة عمليات قتالية جديدة على طول الحدود السورية العراقية، وذلك ينذر بمآسي جديدة". وهذا، بحسب أردوغان، ما لن تسمح تركيا به.
وفي الصدد، قال مدير البحث العلمي بمعهد حوار الحضارات، أليكسي مالاشينكو، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "يبدو أن أردوغان يفقد إحساسه بالحدود. فهو ببساطة، يخرج عن طوره. يحدث ذلك له بعد قره باغ. لقد قرر أن يعادي الجميع معا: روسيا وفرنسا والولايات المتحدة والدول العربية. وإذا كان يظن أن العالم الإسلامي سوف يدعمه بفضل هذا الموقف، فهو مخطئ. لن يفهموه حتى داخل بلده. أما بالنسبة لروسيا، فنحن في حاجة موضوعيا إلى الاتفاق مع تركيا. دعونا ننتظر يومين أو ثلاثة أيام. أعتقد بأن أردوغان سوف يتراجع، ويقول إنهم أساؤوا فهمه".
=========================
أوراسيا ديلي :روسيا ضربت تركيا في إدلب بينما كانت أنقرة تستعرض عضلاتها في قره باغ
https://arabic.rt.com/press/1168362-روسيا-ضربت-تركيا-في-إدلب-بينما-كانت-أنقرة-تستعرض-عضلاتها-في-قره-باغ/
تحت العنوان أعلاه، نشرت "أوراسيا ديلي" مقالا حول رسالة القوة التي وجهها الطيران الحربي الروسي لتركيا في إدلب.
وجاء في المقال: تنشط روسيا وتركيا في بعض أهم الصراعات الدائرة في العالم، بما في ذلك ليبيا وسوريا والقوقاز.
كلا البلدين، يقاتلان في معظم المعارك بالوكالة، ونادراً ما يتواجهان. لكن الضربة الجوية الروسية التي قتلت العشرات من المسلحين المدعومين من تركيا في شمال غرب سوريا، في الـ 26 من أكتوبر، كانت بمثابة تصعيد كبير.
يقول مراقبون إن الهجوم الجوي على منطقة جبل الدويلة بمحافظة إدلب، والذي استهدف معسكرا تدريبيا لفيلق الشام، أحد أكبر الميليشيات المدعومة من تركيا في المنطقة، كان "رسالة" من موسكو لأنقرة.
وفي الصدد، يرى كاتب العمود التركي سميح إيديز أن توقيت الضربة الجوية الروسية "مهم" بالنظر إلى أنها حدثت في وقت كانت أنقرة "تستعرض عضلاتها" في الشرق الأوسط والقوقاز.
فعلى خلفية استئناف الأعمال القتالية في قره باغ، كثفت القوات الروسية نشاطها الجوي في شمال سوريا، خاصة بعد ورود أنباء عن نقل تركيا مقاتلين سوريين إلى أذربيجان للمشاركة في الأعمال القتالية في منطقة الصراع في قره باغ.
وشن الطيران الروسي، في الـ 20 من أكتوبر، ضربات أخرى في شمال غرب سوريا، استهدفت مواقع لهيئة تحرير الشام. وحينها قصفت القوات الجوفضائية الروسية رتلا عسكريا لمسلحي هيئة تحرير الشام كانوا يحاولون الوصول إلى جبهة القتال في منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب. وجاءت الضربات الجوية الروسية في سوريا على خلفية تقارير وردت من المنطقة عن انسحاب القوات التركية من جزء من نقاط المراقبة التابعة لها في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
=========================
الصحافة البريطانية :
إيكونوميست: يجب أن يفوز بايدن في الانتخابات الأمريكية لهذه الأسباب
https://www.alquds.co.uk/إيكونوميست-يجب-أن-يفوز-بايدن-في-الانتخ/
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”:
قالت مجلة “إيكونوميست” في افتتاحيتها إن المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن يجب أن يكون الفائز في الانتخابات الأمريكية. والسبب هو أن الرئيس الحالي دونالد ترامب دنّس القيم التي جعلت أمريكا منارة العالم.
وقالت المجلة إن البلد الذي انتخب دونالد ترامب لم يكن سعيدا ومنقسما، ولكن البلد الذي يأخذه معه لكي يعيد انتخابه بات أكثر تعاسة وانقساما.
وبعد أربعة أعوام من حكم ترامب، بات البلد أكثر غضبا وتحزبا وأقل انضباطا. وبات الوباء يلتهم الحياة اليومية، وتم تسجيل 230.000 وفاة وسط المشاحنات والتحلل من المسؤولية والأكاذيب.
وترى المجلة أن كل هذا من عمل ترامب، وانتخابه مرة ثانية سيكون مصادقة وتأكيدا على هذا الحال. وأضافت: “جو بايدن ليس علاج المعجزة لأمراض أمريكا، ولكنه رجل طيب يمكنه إعادة الثبات والأدب إلى البيت الأبيض. وهو مؤهل للقيام بالعملية الطويلة وتجميع قطع البلد مع بعضها البعض”. ونوهت: “لهذا السبب لو كان لنا حق بالتصويت لذهب إلى جو”.
وأضافت أن “الملك” دونالد فشل في دوره كرئيس للحكومة الأمريكية أكثر من أي رئيس دولة في العالم. وهو ورجال حكومته يمكنهم الحديث عن مكاسب وخسائر مثل بقية الإدارات التي سبقتهم، ولكن كحماةٍ للقيم الأمريكية وضمير الأمة والصوت الأمريكي في العالم، فقد فشلوا بشكل ذريع. وبدون كوفيد-19 كانت سياسات ترامب كافية لأن يفوز بولاية ثانية. فسجله في الداخل يضم تخفيض الضرائب والإعفاءات الحكومية والتنظيمات وتعيين عدد من القضاة المحافظين في المحكمة العليا.
وقبل الوباء كانت الأجور بين الدوائر الفقيرة من العمال تتزايد بنسبة 4.7%. وكانت الثقة بالأعمال الصغيرة في أعلى حالاتها منذ 30 عاما. وأعطى في سياساته من الهجرة ما طلبته منه قاعدته الانتخابية. وفي الخارج هزمت أمريكا تنظيم “الدولة” ورعت ثلاث عمليات تطبيع بين دول عربية وإسرائيل، وبدأت بعض دول الناتو بالإنفاق، وأصبحت الصين تعرف أن البيت الأبيض بات عدوها الأكبر.
ولكن قائمة الأشياء التي يمكن الاعتراض عليها طويلة، فتخفيض الضريبة كان رجعيا، فيما كانت التنظيمات مضرة للمناخ. وكانت محاولات إصلاح العناية الصحية فاشلة. واتسمت سياسات الحد من الهجرة بالقسوة، حيث قام المسؤولون بفصل الأطفال عن آبائهم، والحد من وصول قادمين جددا بشكل سيجفف حيوية أمريكا.
وفي القضايا الأصعب مثل كوريا وإيران والسلام في الشرق الأوسط، لم يكن سجل ترامب أحسن من غيره الذين كان يحب السخرية منهم.
وتقول المجلة: “لكن مشكلتنا الكبرى مع ترامب هي أساسية. ففي السنوات الأخيرة دنّس القيم والمبادئ والممارسات التي جعلت أمريكا ملجأ لأهلها ومنارة للعالم. والذين يتهمون بايدن بنفس الشيء أو أسوأ عليهم التريث والتفكير من جديد. ومن يتجاهلون تنمر وأكاذيب ترامب وكذا تغريداته يتجاهلون الأذى الذي تسبب به”.
وتوضح المجلة أن القيم التي دنسها ترامب تبدأ بالثقافة الديمقراطية الأمريكية، فالسياسة القبلية سبقت ترامب. ولكن مقدم برنامج “المتدرب” استغلها لكي تنقله من الغرفة الخضراء إلى البيت الأبيض. ومع أن الرؤساء الأمريكيين تعاملوا مع مشكلة التحزب كأمر سيئ لأمريكا، إلا أن ترامب رأى فيه شيئا مركزيا لحكمه، ولم يحاول تمثيل غالبية الأمريكيين الذين لم يصوتوا له.
وتقول إن ترامب واجه احتجاجات عارمة بعد مقتل جورج فلويد، ولكنه لم يحاول رأب الجراح، بل وصفها بأنها عبارة عن عربدة نهب وعنف من اليسار المتطرف وتهدف إلى إثارة العنف العرقي. واليوم تنظر نسبة 40% أن الجانب الآخر ليس مضللا ولكنه شرير.
ولكن ما يثير الدوار في الرأس خلال رئاسة ترامب، هي احتقاره للحقيقة. وكل الساسة لديهم ميل للمراوغة، ولكن إدارته أعطت الأمريكيين “حقائق بديلة”. ولا يمكن تصديق أي شيء قاله ترامب أو نطق به، بما في ذلك اتهاماته لبايدن بالفساد.
ويشعر الحزب الجمهوري الذي يصفق لترامب أنه مجبر على دعمه مهما قال، كما فعل قادته أثناء محاكمته باستثناء سناتور واحد لم يلتزم بخط الحزب. وترى المجلة أن الحزبية والكذب يقوضان الأعراف والمؤسسات. ولكن مؤيدي ترامب يحبون نزعته للتسبب بالضرر. أما الذي يتضرر، فهو نظام الموازنة والمحاسبة في السياسة الأمريكية.
وفي الوقت الذي يطالب فيه الرئيس باعتقال معارضيه، يقوم باستخدام وزارة العدل للانتقام ووقف الأحكام الصادرة على داعميه الذي أدينوا بجرائم خطيرة. ويمنح عائلته الوظائف في البيت الأبيض، ويعرض على القادة الأجانب الحماية مقابل البحث عن قذارات عن معارضيه. ويقلل الرئيس من نزاهة صناديق الاقتراع؛ لأن هذا يساعده، فهو يقوض الديمقراطية التي انتُخب وأقسم من أجل حمايتها.
وتعتبر “إيكونوميست” أن ترامب “يؤثر التحزب والكذب على السياسة، خذ مثلا كوفيد-19 فقد كان لدى ترامب فرصة لتوحيد البلد حول رد منظم وجيد على الفيروس. وكان هذا كافيا لفوزه في ولاية ثانية كما فعل قادة آخرون. ولكنه تعامل مع حكام الولايات الديمقراطيين كمنافسين أو كبش فداء. وكمّم وقلل من أهمية المؤسسات الطبية الأمريكية التي لا يوجد لها مثيل في العالم، مثل مركز التحكم بالأمراض. وأصبح ديدنه التقليل من أهمية العلم، واحتقر قناع الوجه. ولأنه لم يكن يرى شيئا خارج حملة إعادة انتخابه، فقد واصل عمله في إساءة تمثيل الحقيقة عن الوباء ومخاطره”.
وتضيف المجلة: “لدى أمريكا أفضل العلماء في العالم ولكن لديها أعلى نسبة إصابات بكوفيد-19”.
وترى أن ترامب تعامل مع حلفاء أمريكا بنفس العقلية الضيقة، فالتحالفات توسّع من تأثير أمريكا في العالم، ومعظمها عُقد أثناء الحرب وعندما يتم فكها من الصعب إعادتها من جديد. وعندما تنظر الدول التي قاتلت إلى جانب أمريكا إلى قيادة ترامب، فهي تكافح من أجل التعرف على البلد الذي أعجبت به.
وهذا مهم، لأن أمريكا مسؤولة عن تقدير قوتها في العالم أو الإفراط بالتقدير. فالقوة العسكرية الأمريكية لا تكفي وحدها لكي تغير الدول الخارجية، كما أثبتت الحروب في أفغانستان والعراق. وفي الوقت نفسه يقدم المثال الأمريكي مثالا للديمقراطيات الأخرى وللشعوب التي تعيش في ظل أنظمة تقمع مواطنيها.
ويرى ترامب أن المُثل هي للخاسرين. وطالما نظرت الصين وروسيا إلى خطاب أمريكا عن الحرية بأنه لخدمة الذات والتستر على الاعتقاد بأنها على حق. ولسوء الحظ أثبتت إدارة ترامب صحة رأيهما. وتقول المجلة إن “أربع سنوات أخرى من حكم رئيس سيئ مثل ترامب ستعمق الأضرار”.  وفي 2016 لم يكن الناخب الأمريكي يعرف لمن صوّت، لكنه الآن يعرف، ولو صوتوا له مجددا فإنهم يدعمون الانقسام والأكاذيب، وسيصادقون على الدوس على الأعراف وتخفيض المؤسسات الوطنية وتحويلها إلى إقطاعية شخصية، وسيقودون إلى تغير في المناخ الذي لا يهدد أراضي بعيدة بل فلوريدا وكاليفورنيا اللتان تعدان قلب أمريكا. وسيعطون صورة أن رائدة الحرية والديمقراطية في العالم ليست إلا دولة قوية أخرى تعطي ثقلها وتصادق على كل الضرر الذي أحدثه ترامب.
وترى المجلة أن سقف جو بايدن بالمقارنة هو “وسطي داعم للمؤسسات وداع للإجماع”، ولن يكون قادرا على محو العداء المتزايد منذ عقود في أمريكا ولكنه قد يعبد الطريق للتصالح. ومع أن سياساته تقع على يسار الإدارة السابقة، لكنه ليس ثوريا. ووعد ببناء الأحسن وزيادة النفقات من 2-3 تريليون دولار. وستكون ضرائبه على الشركات والأغنياء عالية ولكن ليست عقابية. وسيحاول بناء البنى التحتية الأمريكية المتداعية والتركيز على الصحة والتعليم والسماح بدخول مزيد من المهاجرين.
وستقوم سياسته من التغيرات المناخية على دعم البحث وتعزيز فرص العمل. وهو إداري قوي ويؤمن بالمؤسسات ويستمع لآراء الخبراء حتى عندما لا تكون مريحة. وهو من دعاة العمل المتعدد، وغير صدامي ولكن لديه هدف.
والحديث عن تقدم بايدن في العمر وضعفه كما يقول الجمهوريون، ليس في محله. فهو لن يكون حصان طروادة لليسار، وأثبت أنه ونائبته كاميلا هاريس قادران على إدارة حملة انتخابية وضعت اليسار التقدمي الصاعد في داخل الحزب ضمن سياساتهما.
وتعتقد المجلة أن نصرا حاسما للديمقراطيين سيكون في مصلحة الجمهوريين، لأنه سيضع الغطاء على “الترامبية الفاسدة أخلاقيا” وتدفعهم نحو إحياء حزبهم من جديد.
وتواجه أمريكا في هذه الانتخابات خيارا مصيريا، ففي الفترة الأولى من حكمه، بدأ ترامب تدميريا، وسيكشف في الفترة الثانية لو انتخب عن أسوأ ما لديه.
وبايدن هو المضاد له. ولو فاز بايدن، فالنجاح ليس مضمونا، وكيف سيكون هذا؟ لكن دخوله البيت الأبيض يحمل معه وعدا عزيزا وهو التجدد.
=========================
ميدل إيست آي :ترامب حوَّل الشرق الأوسط إلى علبة بارود
https://www.noonpost.com/content/38748
كتب بواسطة: ديفيد هيرست
ما من رئيس من رؤساء الولايات المتحدة إلا ويترك علامته على الشرق الأوسط، سواء قصد ذلك أم لم يقصد.
اتفاق كامب دافيد بين مصر و"إسرائيل"، والثورة الإيرانية، والحرب الإيرانية العراقية التي انطلقت في سبتمبر/ أيلول 1980، كلها بدأت في عهد جيمي كارتر.
خليفته رونالد ريغان أيد حاكم العراق في ذلك الوقت صدام حسين، وشهد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات في أكتوبر/ تشرين الأول 1981، ثم الغزو الإسرائيلي للبنان، وإخراج منظمة التحرير من بيروت في 1982، ومذابح صبرا وشاتيلا في سبتمبر/ أيلول من نفس ذلك العام، وانتهى عهده مع انطلاق الانتفاضة الأولى.
استلم جورج إتش دبليو بوش، فدشن حكمه بحرب الخليج الأولى ومؤتمر مدريد في 1991.
شهد بيل كلينتون اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الحين إسحق رابين في عام 1995، وفشل قمة كامب دافيد في 2000 بين رئيس وزراء "إسرائيل" آنذاك والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، الأمر الذي تمخض عنه تفجر الانتفاضة الثانية.
إلا أن الظلال التي ألقى بها على المنطقة جورج دبليو بوش كانت أطول: تدمير العراق الذي كان ذات يوم دولة عربية جبارة، وبروز إيران كقوة إقليمية، واندلاع الصراع الطائفي بين السنة والشيعة، وظهور مجموعة الدولة الإسلامية. قرار غزوه للعراق في 2003 أفضى إلى صراع استمر على مدى عقدين من الزمن.
الخديعة الكبرى
لبرهة قصيرة في أول عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، سرى وميض أمل بأن يشكل عهده بداية جديدة في التعامل مع العالم الإسلامي، إلا أن الاعتقاد بأنه يمكن لإدارة أمريكية أن تساند الديمقراطية ما لبث أن خبا سريعا. تعرض الذين تجرأوا فأملوا ورجوا إلى خديعة قاسية من قبل رئيس تجرأ على إدارة ظهره لهم. ما إن وصل المسلمون إلى السلطة حتى نُبذوا كما ينبذ الحجر الساخن، تماما مثلما حدث مع رفاقهم من السود الأمريكيين.
في لحظتين من لحظات التوتر العالي -الانقلاب العسكري في مصر في 2013، وجريمة قتل الصحفي الأمريكي جيمز فولي في 2014- أدار أوباما ظهره ورجع ليستأنف لعبة غولف، علما بأنه كان قد منح جائزة نوبل للسلام "على الجهود الجبارة التي بذلها لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب."
رفض أوباما إطلاق عبارة "انقلاب عسكري" لوصف الإطاحة بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر، وكاد وزير خارجيته جون كيري أن يسير على نهجه لولا نجاة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأعجوبة من محاولة اغتيال، أوشك أن ينفذها بحقه فريق اغتيال كجزء من انقلاب عسكري لم يكتب له النجاح.
ما أن يستقر الغبار، خلال شهور أو ربما سنة، سيكون الصراع الإسرائيلي العربي قد انتهى
تاريخ الدبلوماسية الأمريكية والتدخل العسكري في الشرق الأوسط عبارة عن سلسلة من الفشل، وكلما كان ينصب رئيس جديد كان عدد الدول الفاشلة في المنطقة يزداد.
كان الانسحاب العسكري الذي أعلنه أوباما في ليبيا بعد "القيادة من الخلف"، وعملية "التدخل اللايت" في سوريا، أشبه بزحف نابوليون الطويل من موسكو. وطوال الجلبة، برز ركنان للسياسة الأمريكية: العزيمة التي لا تتزحزح في دعم إسرائيل مهما كان الثمن، وبغض النظر عما يفعله ساستها ومستوطنوها لتقويض فرص السلام، والدعم المستمر للملكيات المطلقة وللسلطويين والمستبدين الذين يحكمون في العالم العربي.
عهد ترامب
عزم ترامب منذ البداية على تمزيق قواعد التعامل التقليدي مع الشرق الأوسط من خلال إطلاق العنان بالكامل لليمين الإسرائيلي القومي الديني. تمثل ذلك في شخصيتين معروف عنهما الاعتقاد الراسخ بالاستيطان والسخاء في تمويله، ألا وهما جاريد كوشنر، زوج ابنته وكبير مستشاريه، ودافيد فريدمان، سفيره إلى إسرائيل.
بذريعة التفكير الحر تحت القبة الزرقاء، عمدا إلى تمزيق الإجماع الذي كانت تتحرك بموجبه جميع الإدارات الأمريكية السابقة بحثا عن تسوية للصراع في فلسطين – التفاوض على حدود ضمن خطوط 1967، والقدس الشرقية كعاصمة، وحق عودة اللاجئين.
أزالوا حدود 1967 عندما اعترفوا بمرتفعات الجولان وبضم المستوطنات، واعترفوا بالقدس موحدة كعاصمة ل"إسرائيل"، وحجبوا التمويل عن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا). وصل الأمر ذروته بما ثبت أنه انقلاب ناعم على الدولة الفلسطينية – اعتراف ثلاث دول عربية (الإمارات والبحرين والسودان) بـ "إسرائيل" في كامل الأرض التي تحتلها الآن.
وهذا يعني الاعتراف بما يقرب من أربعمئة ألف مستوطن فيما يقرب من 250 مستوطنة في الضفة الغربية غير القدس الشرقية، والاعتراف بالقوانين التي تحول المستوطنات إلى ما يشبه الجزر التابعة لدولة "إسرائيل"، والاعتراف بالجيل الثالث من المستوطنين الإسرائيليين. لقد وقعت كل من الإمارات والبحرين والسودان على الاعتراف بذلك كله.
تغيير الخارطة
"ما أن يستقر الغبار، خلال شهور أو ربما سنة، سيكون الصراع الإسرائيلي العربي قد انتهى".
ذلك ما تفاخر به فريدمان. وهذا الانتشاء بالنصر من قبل فريدمان سيكون قصيرا، وسيكون مآله مشؤوما، تماما كتلك اللحظة التي هبط فيها جورج دبليو بوش على ظهر حاملة الطائرات في عرض البحر، ليعلن مفاخرا بأن المهمة قد أنجزت في العراق.
قد لا أتفق مع من يقولون إن اتفاقات إبراهيم انتهت في مزبلة التاريخ.
ترامب جاهل وغافل في الوقت ذاته، وذلك لأن كل ما يعنيه في هذه العملية هو ذاته
ولكنها بالفعل تصبح بلا معنى عندما تكتشف وزارة الشؤون الاستراتيجية في :إسرائيل" أن تسعين بالمئة مما ينشر في السوشيال ميديا باللغة العربية يندد بتطبيع الإمارات، وحسبما دونه مهد واشنطن فإن 14 بالمئة فقط من السعوديين يؤيدون التطبيع.
فقط بناء على هذه الأرقام، يبدو أن فريدمان يحتاج للانتظار زمنا طويلا قبل أن يصل الرأي العام العربي في القرن الحادي والعشرين، كما عبر عن ذلك بنفسه.
لكن غياب دعم الجمهور في أرجاء العالم العربي للتطبيع لا يعني أنه سيكون بلا تأثير. بل سينجم عنه بالفعل تغيير خارطة الشرق الأوسط، ولكن ليس بالضبط كما يرجو فريدمان والمستوطنون. إلى أن تمكن هو ومن على شاكلته الهيمنة على البيت الأبيض، كانت واشنطن تجري فصلا مفيدا بين ركني السياسة الأمريكية – الدعم غير المشروط لـ "إسرائيل" من جهة، ودعم الطغاة العرب من جهة أخرى.
فقد سمح ذلك لواشنطن بأن تزعم بالتزامن أن "إسرائيل" هي "الديمقراطية الوحيدة" في الشرق الأوسط، ولذلك فمن حقها أن تدافع عن نفسها في مواجهة "جوار صعب"، بينما تقوم من جهة أخرى بكل ما في وسعها لكي تحافظ على ذلك الجوار الصعب من خلال دعم العائلات الحاكمة التي تحارب البرلمانات والديمقراطية، وتفترس الشعب بأسره.
تلك هي التكتيكات الكلاسيكية للسادة المستعمرين، كما كرستها التجارب الاستعمارية للإمبراطوريات البريطانية والفرنسية والهولندية والإسبانية التي كانت وليدة البحر. وكانت تلك سياسة ناجعة على مدى عقود. كان بإمكان أي من الرؤساء الأمريكيين السابقين أن يفعل ما فعله ترامب، ولكن كونهم لم يفعلوا يشير إلى أنهم أدركوا مخاطر الدمج بين دعمهم لإسرائيل ودعمهم للدكتاتوريات العربية الهشة التي تتربص بها ثورات الشعوب.
ترامب جاهل وغافل في الوقت ذاته، وذلك لأن كل ما يعنيه في هذه العملية هو ذاته. يعاني ترامب من أعراض حالة صبيانية نرجسية، كيف لا وهو الذي كان مطلبه الوحيد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو ألا ينال سواه لقب منقذ إسرائيل.
في حديث له عبر السماعة الخارجية للهاتف وأمام كتيبة من الصحفيين داخل البيت الأبيض، سأل ترامب: "هل تظن أن جو النعسان كان بإمكانه أن ينجز مثل هذه الصفقة يا بيبي؟ جو النعسان؟ هل تظن أنه كان بإمكانه أن يصنع مثل هذه الصفقة بشكل أو بآخر؟ لا أعتقد ذلك." سكت نتنياهو لبرهة طويلة وبصعوبة. "آه، حسنا، السيد الرئيس، الشيء الوحيد الذي يمكن أن أقوله لك هو ... أم ... إر... نحن نقدر كل مساعدة يقدمها أي شخص في أمريكا لإحلال السلام .. ونحن نقدر عاليا ما قمت به أنت."
المخاطرة بكل شيء
من خلال المخاطرة بكل شيء، توشك حقبة الغموض المفيد في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط على الانتهاء. فالمحتلون الإسرائيليون والمستبدون العرب هم الآن في الأحضان. وهذا يعني أن النضال ضد الاستبداد في العالم العربي هو النضال ذاته من أجل تحرير فلسطين المحتلة.
قد يظن شخص ما أن ذلك لا يترتب عليه الكثير، حيث إن الربيع العربي، الذي قلب الدنيا رأسا على عقب عندما انطلق في 2011، قد ووري الثرى قبل وقت طويل. ولكن من الحماقة أن يظن أحد ذلك، ومن المؤكد أن سفير "إسرائيل" السابق في مصر إسحق ليفانون ليس أحمق.
لا يقل الوضع في الضفة الغربية خطورة عن الوضع في مصر، فكجزء من جهودهم لإكراه محمود عباس، على القبول بالصفقة، تراجع الدعم العربي للسلطة الفلسطينية 81 بالمئة
كتب ليفانون في صحيفة "إسرائيل" اليوم، يتساءل عما إذا كانت مصر على حافة انتفاضة جديدة، ويقول: "حلم الشعب المصري بالانفتاح والشفافية بعد إسقاط مبارك، الذي كان يعدّ دكتاتورا. الإخوان المسلمون إما في المنافي أو قيد التنكيل. لا توجد معارضة. وتغيير القانون يسمح للسيسي بأن يظل في الرئاسة حتى عام 2030، وتسمح القوانين بفرض السيطرة بكافة الوسائل، بما في ذلك الاعتقالات السياسية والإعدامات. يعلمنا التاريخ أن ذلك يمكن أن يؤثر على المنطقة بأسرها".
أعرب سفير إسرائيلي آخر عن مخاوفه من جهود ترامب حول "إسرائيل". ولاحظ باروخ بيناح، الذي شغل سابقا منصب السفير لدى الدنمارك ونائب رئيس البعثة في واشنطن، أن معاهدات السلام التي وقعها ترامب كانت مع من كانوا أصلا أصدقاء لإسرائيل، ولم تفعل شيئا لحل المعضلة القائمة مع الأعداء".
وقال: "ينظر الكثيرون إلى ترامب باعتباره صديق إسرائيل الذي ليس له مثيل، ولكنه، وكما فعل في الولايات المتحدة، عزلنا عن مجتمعنا الغربي الذي ننتمي إليه. فعلى مدى السنوات الأربع الماضية غدونا مدمنين على عقار قوي واحد لا نظير له اسمه ترامبيون، وفي اللحظة التي يغادر فيها تاجر العقار البيت الأبيض، سوف تحتاج إسرائيل للدخول في طور العلاج من الإدمان وإعادة التأهيل".
درس مهم
في اتفاقيات كامب دافيد، أصبحت مصر أول بلد عربي يعترف بإسرائيل في عام 1978. وفي عام 1994 أصبح الأردن ثاني بلد عربي، عندما وقع الملك حسين معاهدة سلام في معبر وادي عربا. لعل المؤشر الآخر على انعدام التفكير والتخطيط خلف الموجة الثانية من الاعتراف عدم إدراك أن الدول العربية التي شكلت الموجة الأولى تتكبد بسبب ذلك خسارة فادحة.
موجة من الاعتراف تغرق الموجة الأخرى، لا يمكن أن يكون ما يجري من صنيع أناس فكروا جيدا فيما يقبلون عليه.
يفقد الأردن سريعا التحكم بالأماكن المقدسة في القدس، وتخسر مصر المال والمرور من قناة السويس، التي سيتم تجاوزها عبر خط للأنابيب على وشك أن يبدأ بنقل ملايين الأطنان من النفط الخام من البحر الأحمر إلى عسقلان. كما يجري التخطيط لإنشاء خط سكة حديد للقطارات السريعة بين الإمارات و"إسرائيل"، وبذلك يتم تجاوز مصر برا وبحرا.
في 1978، كانت مصر البلد العربي الأقوى والأكثر سكانا. أما اليوم، فقد فقدت مكانتها وأهميتها الجيوسياسية، وهذا درس مهم ينبغي أن يتعلمه جميع الزعماء العرب.
لقد استفاد من هذه الدروس بعض الزعماء في الإقليم، ولا أدل على ذلك من أن التحالف الجديد بين "إسرائيل" ودول الخليج ولد تحالفات أخرى تصر على الدفاع عن فلسطين وحقوق المسلمين، فقط راقب مدى اقتراب تركيا من إيران والباكستان، وكم تقترب باكستان من التخلي عن تحالفها القديم الذي استمر طويلا مع المملكة العربية السعودية.
درس لفلسطين
ولا يقل الوضع في الضفة الغربية خطورة عن الوضع في مصر، فكجزء من جهودهم لإكراه محمود عباس، الرئيس الفلسطيني، على القبول بالصفقة، تراجع الدعم العربي للسلطة الفلسطينية 81 بالمئة خلال الشهور الثمانية الأولى من هذا العام من 198 مليون دولار إلى 38 مليون دولار.
ترفض السلطة الفلسطينية القبول بالضرائب التي تجبيها "إسرائيل" نيابة عنها، وذلك منذ أن بدأت إسرائيل في خصم الأموال التي تنفقها السلطة الفلسطينية على أسر المقاتلين الفلسطينيين الذين قضوا نحبهم. لو أن السلطة الفلسطينية قبلت خصومات "إسرائيل"، فمصيرها سيكون مثل مصير هؤلاء المقاتلين، في هذه الأثناء رفض الاتحاد الأوروبي تعويض العجز.
تلك هي تركة ترامب، وإن كانت في الواقع أيضا تركة كل من سبقه من الرؤساء. سوف يشعل اتفاق أبراهام فتيل الصراع في المنطقة لعقود قادمة.
أما وقد جمد التنسيق الزمني، وتستمر إسرائيل في الاعتقالات الليلية في الضفة الغربية، فقد تتحول المناطق الفلسطينية إلى علبة بارود. لن يتوقع من عباس أن يقمع أي حراك شعبي قادم كما كان يفعل من قبل.
انتظر الفلسطينيون زمنا طويلا بعد إقامة دولة "إسرائيل" حتى يشكلوا حملة نضالية لاسترجاع أراضيهم المفقودة، انتظروا من أبريل/ نيسان 1949 إلى مايو/ أيار 1964، عندما تأسست منظمة التحرير للنضال في سبيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ثم انتظروا مدة أطول مبدأ الأرض مقابل السلام حتى يعيد إليهم أرضهم، إلا أن ترامب وكوشنر وفريدمان أعلنوا وفاته، كما أعلنوا وفاة حل الدولتين. في جميع مؤتمراتهم واستعراضاتهم لخططهم، تجنبوا باستمرار ذكر كلمتين اثنتين: "الدولة الفلسطينية".
مرة أخرى، يقف الفلسطينيون وحدهم، ويضطرون لأن يعترفوا بأن مصيرهم في أيديهم وحدهم دون غيرهم.
ها هي الظروف ذاتها التي أوجدت الانتفاضة الأولى تعود إلى الحياة من جديد بالنسبة لجيل من الشباب لم يكن قد ولد يوم الثامن من ديسمبر 1987. لن يطول المقام قبل أن تندلع انتفاضة ثانية، لأنها الآن المخرج الوحيد المفتوح أمامهم للهروب من جحيم التوسع الإسرائيلي والخيانة العربية وعدم المبالاة الدولية.
لا جدوى من الاعتراف بـ"إسرائيل"، ولا جدوى من الكلام.
تلك هي تركة ترامب، وإن كانت في الواقع أيضا تركة كل من سبقه من الرؤساء. سوف يشعل اتفاق أبراهام فتيل الصراع في المنطقة لعقود قادمة.
المصدر: ميدل إيست آي
========================