الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 30/11/2016

سوريا في الصحافة العالمية 30/11/2016

01.12.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة البريطانية : الصحافة التركية : الصحافة العبرية : الصحافة الروسية والفرنسية :  
الصحافة الامريكية :
ناشيونال إنترست :هل سيشعل الأكراد حربًا أخرى بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط؟
http://www.noonpost.net/content/15342
نيكول ديجلي
طالب دكتوراه في قسم العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد
ترجمة وتحرير نون بوست
تغيّرت عدة أشياء منذ تشرين الثاني/ نوفمبر من سنة 2013، عندما ألقى كل من رجب طيب أردوغان ومسعود بارزاني خطابًا أمام عدد كبير من الناس في ديار بكر، أكبر المدن التركية ذات الأغلبية الكردية.
كان الخطاب في إطار الاحتفال بالصداقة الأبدية بين الشعبين التركي والكردي، لكن الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو العلاقة الوثيقة والقوية التي تجمع بين كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والزعيم الكردي برزاني، وفي السنوات الثلاثة التالية، لم تدم سياسة الانفتاح التركية على الشعب الكردي كثيرًا، حيث احتدمت المواجهة العسكرية بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، أما ديار بكر، فقد أصبحت مسرحًا لحصار فرض عليها منذ أشهر.
من جهة أخرى، لا زالت حكومة إقليم كردستان العراق، التي يترأسها بارزاني، تقاتل ضد تنظيم الدولة، الذي يمثّل أكبر تهديد تواجهه المنطقة الكردية منذ التسعينيات، كما أن القيادة الكردية تعاني من أزمة مالية ومن خصوم سياسيين يتميزون بالجرأة.
وفي سياق آخر، فإن معركة الموصل التي شُنّت ضد تنظيم الدولة بغاية تحرير المدينة، أصبحت تشكّل مطمعًا لعديد من القوى الإقليمية من بينها حكومة إقليم كردستان، التي قد تكون لديها الكثير لتربحه وتخسره خلال هذه المعركة، وكان الرئيس مسعود بارزاني قد وعد شعبه بإقامة استفتاء بشأن الاستقلال في المنطقة الكردية، وكذلك في المناطق المتنازع عليها، والتي حررتها قوات البشمركة من قبضة تنظيم الدولة، وفي الحقيقة، على الرغم من أن الاستقلال يُعتبر حلمًا لأغلبية السكان الأكراد، فالطريق نحو تحقيقه سيكون مليئًا بالعقبات.
بدأت الدعوة للاستقلال في مناخ من عدم الاستقرار بسبب الحرب على تنظيم الدولة فضلاً عن الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها حيث أدت كل هذه العوامل إلى تقويض شعبية الرئيس الكردستاني، كما يواجه دور الحزب الديمقراطي الكردستاني أيضًا مزيدًا من التهديد من قبل الخصوم السياسيين، خاصة وقد شكّل اثنين من أهم أحزاب المعارضة، وهما حركة التغيير الكردية والاتحاد الوطني الكردستاني، تحالفًا مشتركًا.
لم ترحب المعارضة بفكرة الاستفتاء، وفسر العديد من المراقبين ذلك بالإشارة إلى مخاطر الاستقلال، خاصة وأن إقليم كردستان قد لا يتمكن من تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة المضطربة فضلاً عن التحديات التي تواجهها "الدولة الجديدة" في علاقاتها مع الدول المجاورة لها.
أولاً، كان تحسن العلاقة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة المركزية ببغداد نتيجة للحرب على تنظيم الدولة، لكن تحرير مدينة الموصل، سيُعيد فتح قضية شمال العراق والمناطق المتنازع عليها بين حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية المركزية، بما في ذلك مدينة كركوك الغنية بالنفط، وفيما يتعلق بهذه القضية، فمن المتوقع أن تكون إيران وسوريا في صف العراق بسبب قلقهم إزاء قيام دولة كردية مستقلة، وفي هذا السياق، تُعتبر الشراكة القوية بين أنقرة وحكومة إقليم كردستان محورية وجدلية في آن واحد حيث تطورت في الآونة الأخيرة، لكن في سياق مختلف جدًا.
لطالما اعتبرت تركيا أن إقليم كردستان والعراق يشكلان خطرًا أمنيًا بسبب الصراع المستمر منذ عقود مع حزب العمال الكردستاني، وأن الاستقلالية المتزايدة لحكومة إقليم كردستان ستكون بمثابة "الكابوس"، لكن ذلك تغير منذ سنة 2007، عندما اعتمد رئيس الوزراء آنذاك، رجب طيب أردوغان، سياسة جديدة تجاه إقليم كردستان، مما خلق بيئة سياسية جديدة جعلت العلاقة بين أنقرة وإقليم كردستان، خاصة مع برزاني وحزبه مفيدة لكلا الطرفين.
ازدهر اقتصاد إقليم كردستان وأصبحت المنطقة الكردية سوقًا مهمة بالنسبة لتركيا، وأظهر كل من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني قدرًا من التقارب السياسي خاصة في مواقف كل منهما تجاه الرأسمالية فضلاً عن موقفهما المرحب بالمستثمرين الدوليين، كما أن علاقة أردوغان مع كل من برزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني خدمت مصالح تركيا، خاصة في منافستها مع الأحزاب القانونية المؤيدة لحزب العمال الكردستاني، وفي الوقت ذاته، استغل برزاني هذه الصداقة الجديدة لتحقيق التوازن في العلاقات المتدهورة مع حكومة العراق.
وقد اعتبر المجتمع الدولي أن العلاقة بين تركيا وإقليم كردستان خطوة إيجابية، لأنها أدت إلى نوع من الاستقرار، لكن هذا الاستقرار لم يدم طويلاً بسبب الأزمات المتتالية في المنطقة، فإيران وتركيا لهما مواقف مختلفة تجاه الحرب الأهلية السورية، كما أن تراجع قوة تنظيم الدولة أثار تساؤلات بشأن مستقبل شمال سوريا وشمال العراق، وقد أظهرت أنقرة مؤخرًا رغبتها في لعب دور كبير في مرحلة ما بعد تحرير الموصل، الأمر الذي سيخلق توترًا مع بغداد وطهران.
إن مواقف الأحزاب المعارضة في حكومة إقليم كردستان، خاصة منها الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب التغيير الكردستاني، تبدو مشابهة لتلك المواقف التي عبّر عنها كل من قادة العراق وإيران، الأمر الذي يُعدّ إشارة على مدى "ديناميكية" المنطقة، وفي السنوات القليلة الماضية، كانت قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني قادرة على تعزيز علاقاتها مع طهران كوسيلة رد على علاقات برزاني مع تركيا، أما العوامل التي أدت إلى تزايد التوتر في صفوف الأحزاب الكردية العراقية، فهي تتعلق بصفة خاصة بالأزمة المالية وتسييس قوات البيشمركة وتمديد فترة رئاسة برزاني.
كما يجب أن يُؤخذ الصراع "المتجدد" بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، بعين الاعتبار، فقد انتهت سياسة التقارب بين تركيا والحكومة الكردية في صائفة 2015 ووصل الصراع بين الطرفين إلى أسوأ مراحله، بعد تدخل تركيا في سوريا في شهر آب/ أغسطس الماضي بهدف احتواء توسع القوات الكردية.
وفي مناخ من عدم اليقين بشأن مستقبل محافظة نينوى وتصاعد التوتر في حكومة إقليم كردستان، وتشابه المواقف بين الأحزاب الكردية والقوى الخارجية (مثل تركيا وإيران على سبيل المثال)، قد يُعدّ الشرق الأوسط أرضًا خصبة لحرب أخرى بالوكالة.
وفي ظل هذا المناخ الإقليمي، فإن الاستقلال القائم على جانب واحد (حكومة إقليم كردستان) قد يسبب مزيدًا من عدم الاستقرار وقد يؤدي أيضًا إلى حرب أهلية، كما أن الأطراف الإقليمية المعنية بالأمر ترى أن مستقبل شمال العراق سيجعل استقرار العراق وتركيا على المحك، بالإضافة إلى أن إدارة ترامب قد تحرص على عدم تدخل الولايات المتحدة في شؤون الشرق الأوسط، الأمر الذي قد يؤدي إلى تدخل مباشر من إيران وتركيا، مما قد ينجر عنه عواقب وخيمة خاصة وأن الولايات المتحدة لا زالت تحاول إيجاد حل من شأنه إرضاء كل الأطراف.
أولاً، على واشنطن أن تحاول ضمان السيادة العراقية لتفادي خطر تفكك الدولة، ثانيًا، يجب أن يكون العراق على استعداد للتفاوض على حل جديد للمناطق السنية التي كانت أو لا زالت تحت سيطرة تنظيم الدولة، كما أن بإمكان تركيا أيضًا أن تلعب دورًا إيجابيًا في هذه العملية، وهو دور من شأنه أن يعيد الاستقرار السياسي والاقتصادي للمناطق السنية في العراق، ثالثًا، يجب تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي، التي نصت على إجراء استفتاء بشأن المناطق المتنازع عليها، وإن كانت هناك فكرة استفتاء، فيجب أن يكون ذلك بالتعاون مع الأطراف الإقليمية الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن أن تمثل تسوية وضعية شمال العراق جزءًا مهمًا جدًا من النظام الجديد في الشرق الأوسط، وبإمكان واشنطن أن تلعب دورًا مهمًا في الاستقرار وأن تمنع الجهات الدولية الأخرى من ملء الفراغ الذي خلّفته.
المصدر: ناشيونال إنترست
========================
واشنطن بوست: كيف لاحقت أمريكا العدناني وقتلته؟
http://arabi21.com/story/963826/واشنطن-بوست-كيف-لاحقت-أمريكا-العدناني-وقتلته#tag_49219
لندن- عربي21- بلال ياسين# الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 11:13 م 0154
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمراسلها لشؤون الأمن القومي توبي واريك، يكشف فيه عن أن الرجل الثاني في تنظيم الدولة في العراق وسوريا اختفى لأشهر داخل سوريا، مشيرا إلى أن صاروخا أمريكيا التقطه في اليوم الذي خرج فيه من مخبئه وقتله.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "أبا محمد العدناني، الرجل الذي اعتاد على إصدار التصريحات النارية والخطب الطويلة، أصبح صامتا في أشهر الصيف الأخير، بصفته متحدثا باسم تنظيم الدولة، فالرجل الذي حث الآلاف من الشبان المسلمين على ارتداء الأحزمة الناسفة، بدا في المرحلة الأخيرة مهووسا بأمنه الشخصي، بحسب مسؤول أمريكي، فقد توقف عن استخدام الهواتف النقالة، ولم يعد يشارك في الاجتماعات، وتجنب الخروج من مسكنه في النهار، وبدأ ينام في مساكن مكتظة بالسكان في بلدة الباب، في شمال سوريا، حيث راهن على وجود الأطفال الصغار لحمايته من طائرات الدرون التي تحوم فوق رأسه".
ويكشف الكاتب عن أن "العدناني أجبر في نهاية شهر آب/ أغسطس، على مغادرة مخبئه بشكل مؤقت، نتيجة لسلسلة من الهزائم التي عانى منها تنظيم الدولة، وكان الأمريكيون ينتظرونه، فمن خلال عملية مراقبة مشتركة بين الـ(سي آي إيه) والبنتاغون، فقد تمت ملاحقة الرجل البالغ من العمر 39 عاما عندما غادر ملجأه في الباب، وركب سيارة مع مرافق له، وكانا في طريقهما نحو طريق ريفي يبعد عدة أميال عن البلدة عندما انطلق صاروخ (هيلفاير) من طائرة دون طيار فقتلهما".
وتلفت الصحيفة إلى أن الصاروخ الذي انطلق في 30 آب/ أغسطس كان تتويجا لأشهر من مهمة مراقبة لاستهداف أهم قيادي في تنظيم الدولة، حيث يقول المسؤولون الأمريكيون إنه الأخطر من بين المسؤولين البارزين، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما لم تقل إلا القليل حول الغارة، إلا أنها دحضت الرواية الروسية، التي زعمت أن غارة لطائرة روسية هي التي قتلت العدناني ومرافقه.
ويستدرك التقرير بأنه مع أن التفاصيل حول مقتل العدناني لا تزال سرا، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يتحدثون بشكل متزايد حول ما يصفونها بالحملة الناجحة لملاحقة القادة البارزين في تنظيم الدولة، بمن فيهم العدناني، الزعيم رقم 2، والجائزة الكبرى التي تم الحصول عليها حتى هذا الوقت.
وبحسب واريك، فإن الولايات المتحدة استطاعت على الأقل قتل ستة من قادة التنظيم في غارات أمريكية خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، بالإضافة إلى عشرات من نوابهم وقادة الألوية، واستطاعت محو أقسام كاملة في خريطة التسلسل القيادي للتنظيم.
وتبين الصحيفة أن مقتل القيادات ترك زعيم التنظيم أبا بكر البغدادي معزولا ومحروما من أهم جنرالاته، ولا يستطيع التواصل مع أتباعه المحاصرين، كما يقول مسؤولون أمريكيون، الذين أشاروا إلى أن البغدادي لم يظهر علانية منذ أكثر من عامين، ولم يصدر سوى شريط مسجل، وهو ما يشير إلى أن زعيم التنظيم في "مخبأ عميق جدا"، بحسب المبعوث الأمريكي الخاص للحملة الدولية ضد تنظيم الدولة بريت ماكغيرك، الذي وقال إنه "مختبئ؛ لأننا تخلصنا من نوابه كلهم"، وأضاف ماكغيرك، الذي كان يتحدث في اجتماع لمسؤولي التحالف في برلين: "لقد قمنا بتحديد شبكته، ولو نظرت لنوابه كلهم الذين كان يعتمد عليهم، فتجد أنهم ذهبوا".
ويذهب التقرير إلى أن خسارة القيادات البارزة لا تعني انهيارا قريبا لتنظيم الدولة، لافتا إلى أن المسؤولين الأمريكيين والخبراء يحذرون من أن طبيعة التنظيم اللامركزية، حيث إن لديه شبكة من الجماعات الموالية في المنطقة، تجعله قادرا على الاستمرار، حتى لو قتل الزعيم نفسه، لكنهم يقولون إن نجاح ملاحقة القادة نابع من تطور عمليات القتل المستهدف، التي بنتها وكالة الاستخبارات الأمريكية ووزارة الدفاع في العامين الماضيين، التي تهدف إلى التخلص من قادة التنظيم الذي يعملون جهدهم للبقاء بعيدا عن الأضواء.
وينقل الكاتب عن المسؤولين الأمريكيين، قولهم إن هذه الجهود استفادت من التكنولوجيا والحلفاء الجدد، بمن فيهم الهاربون من التنظيم والمنشقون عنه، الذين يقدمون معلومات حول كيفية تواصل القادة وتنقلهم، مشيرا إلى أن تقلص أراضي التنظيم والخسائر العسكرية أسهما في الوقت ذاته في إجبار القادة على استخدام الهواتف النقالة وأجهزة الحاسوب، بدلا من إرسال رسائل يحملها أفراد.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول قديم في مكافحة الإرهاب، قوله إن "الرجال الأشرار أجبروا على التواصل عبر الوسائل الإلكترونية؛ لأنهم خسروا السيطرة على الطرق"، وأضاف أن عملية الاختراق للتنظيم أصبحت أسهل؛ "لأنهم وصلوا إلى حالة يائسة، ولم يعودوا يدققون في العناصر الجديدة"، وتابع قائلا" "لدينا صورة داخلية عن تنظيم الدولة الآن، أفضل من تلك التي حصلنا عليها ضد تنظيم القاعدة في العراق".
وينوه التقرير إلى أن أول من ذهب من القادة المهللين للتنظيم كان أبا عمر الشيشاني، الرجل الجورجي ذو اللحية الحمراء، الذي قاتل في الحرب الروسية الجورجية عام 2008، وتلقى تدريبه على يد القوات الأمريكية الخاصة عندما كان جنديا في الجيش الجورجي، وصعد ليصبح "وزير الحرب" في "الدولة الإسلامية"، ومنذ عام 2014 نشرت تقارير عن مقتله اكثر من مرة ليظهر من جديد لم يصب بأذى، ويقود الحملة العسكرية في العراق وسوريا، لافتا إلى أن حظ الشيشاني انتهى في 10 تموز/ يوليو، عندما ضرب صاروخ أمريكي اجتماعا لمسؤولين عسكريين قرب مدينة الموصل، حيث كان مقتله بداية لسلسلة من عمليات استهداف القادة المهمين في جيش "الدولة الإسلامية" والدعاية وفرق العمليات الخارجية، بحسب لقاءات مع مسؤولين أمريكيين.
ويذكر واريك أن وزير إعلام الدولة الإسلامية وائل عادل حسن سلمان الفياض، قتل في 6 أيلول/ سبتمبر، قرب مدينة الرقة في سوريا، وفي 30 أيلول/ سبتمبر، قتل أبو جنة، نائب القائد العسكري والمسؤول عن دفاعات الموصل، وواحد من 13 مسؤولا بارزا قتلوا في مع بداية الحملة العسكرية لاستعادة الموصل، فيما استهدف صاروخ أمريكي مسؤول عمليات تنظيم الدولة في الشرق الأوسط والمسؤول عن عمليات استهدفت الغرب عبد الباسط العراقي في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر،.
وتورد الصحيفة نقلا عن المحللين الأمريكيين، قولهم إن "مقتل العدناني يظل الضربة الكبرى التي تلقاها التنظيم، فلم يكن المسؤول السوري المولد مجرد متحدث باسم التنظيم، بحسب ما يرى الخبراء، فهو عنصر بارز ومنذ مدة طويلة في الحلقة الضيقة لتنظيم الدولة، وكان دعائيا موهوبا، ومخططا استراتيجيا، أدى دورا في النجاحات المهمة للتنظيم، سواء في إدارة عمليات التواصل الاجتماعي، أو الهجمات الكبيرة في الخارج، بما فيها هجمات باريس وبروكسل، وكان نجمه صاعدا في التنظيم، ففي العام الماضي، وبعد سلسلة من الخسائر التي تكبدها الجهاديون، وبدء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة باستعادة مناطق في سوريا والعراق، كان العدناني هو الذي خرج وبدأ يبث التعبئة، ويرسل الخطابات الرافعة للمعنويات، ودعا المتعاطفين مع التنظيم حول العالم للقيام بهجمات إرهابية، باستخدام أي وسيلة متوفرة".
وينقل التقرير عن الباحث في معهد بروكينغز ومؤلف كتاب "قيامة تنظيم الدولة"، الصادر عام 2015، ويليام ماكانتس، قوله: "كان صوت الخلافة عندما كان الخليفة صامتا"، وأضاف "كان هو الذي دعا إلى الحرب على الغرب".
ويشير الكاتب إلى أنه في الوقت الذي رفضت فيه "سي آي إيه" ووزارة الدفاع التعليق على دورهما المحدد في مقتل العدناني، إلا أن المسؤولين المطلعين على الجهود يقولون إن مهمة العثور على الرجل رقم 2 أصبحت أولوية، كتلك الهادفة إلى العثور على البغدادي، مستدركا بأن العدناني، مثل رئيسه، كان ناجيا من حروب سابقة بين القوات الأمريكية والمتمردين السنة في العراق، وأثبت مهارة مثيرة للإعجاب، وأبعد نفسه عن صواريخ الولايات المتحدة.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول أمريكي في مكافحة الإرهاب، وله علاقة بتنسيق الجهود الحربية الأمريكية والشرق أوسطية، قوله: "كان أمنه الشخصي جيدا، وأصبح أفضل مع مرور الوقت"، مستدركة بأن قيمة المعلومات التي حصلت عليها المخابرات الأمريكية من المنطقة تحسنت هي الأخرى، ووصف مسؤول أمريكي له علاقة بالحملة ضد تنظيم الدولة، عملية التعلم من مرحلتين، ففي الأشهر الأولى ركزت حملة القصف على الأهداف الحيوية، مثل مخازن السلاح ومصافي البترول، وفي منتصف العام الماضي بدأ المحللون يحصون كما هائلا من المعلومات عن قادة الحركة.
ويفيد التقرير بأن المعلومات جاءت من شبكة متزايدة من المخبرين، بالإضافة إلى وجود الابتكارات التكنولوجية، بما في ذلك نظام محسن للرقابة، تقوم من خلاله الطائرات دون طيار ومقاتلات مجهزة بنظام للبنتاغون، وهو نظام الرقابة والاستطلاع المعزز المتوسط الارتفاع، الذي صمم لملاحقة وتتبع الأفراد على الأرض، لافتا إلى قول مسؤول أمريكي على اطلاع على الحملة إن " الغارات كانت في العام الأول كلها ضد البنايات، وكان معظمها في العام الماضي على أهداف قادت إلى نجاحات أكثر".
مراقبة وانتظار
ويجد واريك أنه "مع ذلك، فإنه لم تتوفر معلومات عن مكان وجود البغدادي والعدناني، وبعد إعلان إدارة أوباما عن جائزة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن مكان العدناني، أصبح الأخير حذرا بدرجة كبيرة، وتجنب استخدام الهواتف النقالة، وكذلك البنايات ذات اللاقطات الفضائية، واعتمد على أشخاص لنقل رسائله، وابتعد عن الاجتماعات، وتغير دوره بشكل تدريجي، وأصبح مسؤولا عن تنسيق دفاعات سلسلة من القرى والبلدات قرب الحدود التركية، وكانت منبج واحدة منها، التي كانت مركز انتقال للجهاديين، الذين سافروا عبر تركيا إلى سوريا، والثانية كانت دابق، التي اعتبرتها أدبيات تنظيم الدولة جزءا من الملحمة الأخيرة بين الخير والشر".
وتلفت الصحيفة إلى أن العدناني اختار بلدة الباب، التي تبعد 30 ميلا شمال شرق حلب، مقرا لقيادته، وفيها اختفى بين السكان العاديين، وعقد اجتماعات في الشقة التي يسكنها الكثير من الناس، ونام فيها، واعتمد على الأشخاص لنقل رسائله، حتى تطورت الأمور فجأة، ولم يعد قادرا على فعل ما كان يفعله.
وبحسب التقرير، فإن "مجموعات سورية مسلحة، مدعومة من الولايات المتحدة، قامت بالسيطرة على منبج في 12 آب/ أغسطس، في بداية سلسلة من الهزائم لتنظيم الدولة قرب الحدود مع تركيا، وبدأت القوات بالحشد قرب بلدة دابق، التي تبعد 20 ميلا عن مقر قيادة العدناني، ولم يعد قادرا على التواصل مع الجبهات؛ بسبب إغلاق الطرق من القوى المعادية، ومن هنا أجبر العدناني على الخروج من مقر إقامته الآمن لعقد اجتماعات. وعندما فعل ذلك في 30 آب/أغسطس، قامت أجهزة الرصد التابعة لـ(سي آي إيه) بمتابعته، وأعطت إشارة لإطلاق الصاروخ الذي كانوا ينتظرون إطلاقه لأسابيع".
ويكشف الكاتب عن أن السجلات، التي سجلها رادار للطائرات التجارية، تظهر طائرة صغيرة وهي تقوم بسلسلة من الدورات في ذلك اليوم، فوق الطريق الواقع شمال غرب الباب، ولم تعط الطائرة أي إشارة، ما يعني أنها كانت طائرة عسكرية في مهمة سرية، منوها إلى أنها الإشارات والأشكال ذاتها التي سجلها نظام الملاحقة والاستكشاف المعروف "إمراس"، حيث كان الطريق الريفي المسجل هو ذاته الذي سار فيه العدناني عندما ضربه صاروخ "هيلفاير" وقتله مع رفيقه.
وتذكر الصحيفة أن تنظيم الدولة أعلن عن مقتل العدناني في اليوم ذاته، وذلك عبرة نشرة أخبار الصباح، التي نعت خسارة قائد "استشهد وهو يقوم بمتابعة العمليات العسكرية، ولصد هجوم ضد حلب"، مستدركة بأن واشنطن ظلت صامتة في مرحلة ما بعد مقتله لمدة أسبوعين، حيث حاول المسؤولون التأكد من أن الجثة التي انتشلت من حطام السيارة هي للعدناني، وجاء التأكيد في 12 أيلول/ سبتمبر، في بيان من البنتاغون، جاء فيه أن صاروخا أمريكيا دقيقا استهدف العدناني ومسحه من الجماعة الإرهابية، "الدعائي البارز والمجند والمهندس للعمليات الخارجية"، فيما استمرت المزاعم الروسية بشكل أثار سخط الأمريكيين، الذين يعرفون صعوبة البحث عنه وقتله.
وينوه التقرير إلى أن الخبراء يحاولون في الوقت الحالي تقييم صدمة غياب العدناني عن التنظيم، ويقول خبراء في مكافحة الإرهاب، إن شبكة لامركزية إرهابية، مثل تنظيم الدولة، عادة ما ترد بسرعة على خسارة قادة مثل العدناني.
ويرى مدير مركز الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون بروس هوفمان، أن "قطع رأس التنظيم هو جزء من استراتيجية كبيرة، لكنه لن يهزم الجماعة الإرهابية"، مشيرا إلى وجود رموز صدامية غير معروفة، وهي التي منحت تنظيم الدولة قوته العسكرية، وتشكل جوهر الجماعة، ويجد هوفمان أن خسارة المسؤول الدعائي البارز "تعد تعطيلا مؤقتا" للتنظيم، بحسب الصحيفة.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالقول إنه "في ظل استمرار سقوط الصواريخ على أهدافها، فإن التنظيم يخسر بشكل حتمي القدرة على القيادة والإلهام لقواته المحاصرة، كما يقول خبراء آخرون، ويرى بروس ريدل، الذي عمل ضابط (سي آي إيه) لمدة 30 عاما، ويعمل محللا في معهد بروكينغز أن (التدمير المستمر لقيادة تنظيم الدولة، بالإضافة إلى خسارته المناطق يحرمانه من جاذبيته وقوته) ويضيف أن (تنظيم الدولة يواجه أزمة خطيرة)".
========================
نيويورك تايمز: انتصار الأسد في الحرب السورية قد يحمل مشاكل جديدة له
http://www.moheet.com/2016/11/29/2504930/نيويورك-تايمز-انتصار-الأسد-في-الحرب-ال.html
رأت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء أن سيناريو انتصار الرئيس السوري بشار الأسد في حربه ضد معارضيه وهو ما قد يشهده المجتمع الدولي خلال فترة قصيرة، ربما يحمل للأسد مشاكل جديدة ويكبده ثمنا باهظا.
واستهلت الصحيفة تقريرها في هذا الصدد - حسبما نقل موقعها الالكتروني - بتوضيح حقيقة أن الحكومة السورية أحرزت مكاسب إقليمية كبيرة في مدينة حلب يوم أمس الاثنين ، مما ألحق بالمعارضين هزائم كبيرة وأجبر الآلاف منهم على الفرار من المدينة ليبدو الرئيس الأسد بذلك وكأنه ينجو بنفسه من ويلات الانتفاضة السورية وذلك حتى وفقا لتقديرات أشرس معارضيه.
وذكرت أن انتصار الأسد مع ذلك وفي حال تحقق بالفعل ربما يكون باهظ الثمن ، فعليه إدارة دولة خاوية على عروشها اقتصاديا وتعوقها عناصر مسلحة لا تلوح في الأفق نهاية قريبة لها وذلك حسب تقديرات دبلوماسيين وخبراء في الشرق الأوسط والعالم.
وأضافت الصحيفة إنه في الوقت الذي تستوعب فيه قوات المعارضة في حلب أقسى ضربة وجهت لها منذ أن استحوذت على أكثر من نصف المدينة قبل أربعة أعوام ، قال سكان المدينة إنهم رأوا أشخاصا مقطعين في الشوارع أثناء بحثهم عن مأوى وتخل هذا الهجوم أشهر من المعارك الشرسة بين الحكومة وصفوف المعارضة أدت في النهاية إلى تدمير المدينة التي كانت يوما ما أهم مركز صناعي في سوريا.
وأوضحت أنه في حال سقوط حلب فإن الحكومة السورية سوف تسيطر بذلك على أكبر خامس مدينة في البلاد وأكثرها من حيث تعداد السكان في الغرب، وهو ما قد يترك للمعارضين فقط مدينة ادلب الشمالية وبعض الضواحي المنعزلة في مدينتي حمص وحلب واحياء قريبة من العاصمة دمشق.
ومع ذلك .. يتشكك محللون بأن هذا السيناريو من شأنه أن يكتب نهاية للصراع الذي دام أكثر من خمسة أعوام وتسبب في تشريد خمسة ملايين سوري فضلا عن مقتل ما يقرب من ربع مليون شخص على الأقل.
ونقلت الصحيفة عن ريان كروكر وهو دبلوماسي محنك عمل في منطقة الشرق الأوسط كسفير أمريكي لعدة دول منها لبنان وسوريا والكويت والعراق قوله"إن الصراع في سوريا ربما يستمر أعواما قادمة لأنه بمجرد أن تستولى حكومة الأسد على المدن المهمة سيلجأ المعارضون للاختباء في القرى".
وقارن كروكر الوضع في سوريا بالحرب الأهلية اللبنانية..وقال"إنها استغرقت 15 عاما حتى انتهت والسبب في ذلك عاد بشكل كبير لدخول السوريين إلى لبنان ووفق هذه الحرب ولكن في سوريا مضى خمسة أعوام فقط على الحرب ، فضلا عن أنه لا توجد سوريا أخرى حتى تتدخل لتنهى هذا الصراع" .. /على حد قوله/.
وأبرزت الصحيفة الأمريكية أن حكومة الأسد وبسبب الدعم الجوي العسكري الذي تلقته من روسيا بجانب قدوم ميليشيات من إيران والعراق وأفغانستان ومقاتلين من حزب الله اللبناني ، تمكنت من قلب دفة الصراع لصالحها بنحو أعاد لها معظم الأراضي التي فقدتها في بداية الحرب.
وفي هذا الصدد .. يقول السفير الأمريكي السابق لدى سوريا روبرت فورد "إن الجانب القاتم في المشهد بالنسبة للأسد يتمثل في أية دولة ستتبقى له !!! فليظل الأسد إذا وينتشر الإيرانيون والروس في سوريا ولكنه سوف يحكم على جثث أكثر من نصف السكان ، وسوف يستمر جرح سوريا مفتوحا وعميقا بقدر ما تستطيع العين رؤيته".
وقالت (نيويورك تايمز) إن الأسد – عند انتصاره إن تحقق بشكل كامل - سوف يبقى مدينا بالفضل لداعميه الاثنين(روسيا وإيران) المكروهتين من جانب جميع السكان السنة في سوريا وأغلب القوى السنية في الشرق الأوسط..وهذا سيعني أن الأسد سيواجه جهود إيران لترسيخ نفوذها الإقليمي عبر توسيع المد الشيعي في سوريا ولعب دور بارز في المناطق المهمة في سوريا مثل حلب.
========================
واشنطن بوست :«تنظيم الدولة» كارثة للسنة
http://www.alarab.qa/story/1022232/تنظيم-الدولة-كارثة-للسنة#section_75
الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 01:16 ص
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن تنظيم الدولة يتعرض لهزيمة ساحقة، لكن أكبر الخاسرين ليس المسلحين الذين سيحققون حلمهم بالموت أو الهرب إلى الصحراء لإعادة تنظيم صفوفهم، بل الملايين من السنة الذين دمرت حياتهم جراء الهجوم الوحشي لهذا التنظيم المتطرف.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، إن كثيرين عانوا تحت حكم تنظيم الدولة لكن البؤس الذي لحق بالسنة سوف يتردد صداه لأجيال.
وأشارت إلى أنه لا يوجد أي مجموعة دينية أو عرقية لم تتعرض لخسائر جراء اجتياح تنظيم الدولة للعراق وسوريا؛ فالشيعة والأكراد والمسيحيون والأقلية اليزيدية كانوا جميعا ضحايا حملة من الفظائع، وهم الآن يقاتلون ويموتون في المعارك لهزيمة المسلحين.
واستدركت: لكن الغالبية العظمى من الأراضي التي سيطر عليها تنظيم الدولة كان يسكنها العرب السنة، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من 4.2 مليون عراقي نزحوا من ديارهم بسبب الحرب على هذا التنظيم هم من السنة.
ولفتت في تقريرها إلى تعرض الكثير من المدن والقرى السنية للهدم والتدمير مع استمرار الهجمات للسيطرة على الموصل في العراق والرقة في سوريا.;
========================
واشنطن بوست :للشرق الأوسط بعض الأسئلة لدونالد ترامب
http://aawsat.com/home/article/796091/ديفيد-اغناتيوس/للشرق-الأوسط-بعض-الأسئلة-لدونالد-ترامب
ديفيد اغناتيوس
 
ماذا يعني انتخاب دونالد ترامب بالنسبة للشرق الأوسط؟ تجمع عدد من كبار وزراء الخارجية هنا نهاية الأسبوع الماضي لاستكشاف تداعيات الانتخابات الرئاسية في أكثر مناطق العالم اشتعالاً.
ويستضيف وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد، التجمع السنوي المعروف بمنتدى «صير بني ياس». ولأنني لا أستطيع نسب التعليقات لأصحابها، فلن أشير للمشاركين بالاسم، لكن على أي حال فقد ضم المنتدى ممثلين عن جميع الدول العربية تقريبًا، وعن الولايات المتحدة، وأوروبا، وروسيا، والصين، والأمم المتحدة.
التغيير في حدّ ذاته كان مرحبًا به في الخليج العربي الذي امتعض الكثير من أوجه سياسات أوباما المتعلقة بالشرق الأوسط، لكن سحابة من الغموض غلفت مواقف ترامب للدرجة التي جعلت حتى مؤيديه يقولون إن «لا أحد يعلم أين يقف ترامب».
وبالنظر إلى السجل الخالي للرئيس المنتخب، فقد ركز الكثير من المتحدثين على سماته الشخصية الظاهرة. وجادل أحدهم أنه من الواضح أن ترامب رجل أجوف؛ ولذلك من المجدي التملق له كما فعل الكثير من قادة دول العالم خلال تواصلهم معه بعد 8 نوفمبر (تشرين الثاني). وقال آخر إن ترامب رجل سريع الاستثارة، ولذلك لا تتجاهله، فيما قال ثالث إنه جعل نفسه «صانعًا للصفقات»، ولذلك على الشرق أوسطيين البحث عن الصفقات التي تخدم مصالح المنطقة.
ولذلك كان مفاجئًا أن القذائف الكلامية التي ألقى بها ترامب في حديثه الذي هاجم فيه التجارة العالمية لم تثر إلا تعليقات بسيطة، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن الإمارات باتت مثالاً للعولمة، وكذلك لم تواجه تعليقاته ضد المسلمين بأي رد فعل غاضب.
قضيتان تواجهان ترامب اجتذبتا القدر الأكبر من الاهتمام خلال النقاشات التي دارت بـ«صير بني ياس». الاتفاق النووي الإيراني كان اللغز الأول، فخلال الحملة الانتخابية أوحى ترامب أنه إما سيلغي الاتفاق أو أنه سيعيد التفاوض بشأنه، لكن كان هناك شبه إجماع على أن على ترامب قبول الاتفاق باعتباره أمرًا واقعًا، والتركيز على تقليم أظافر إيران للحد من سلوكها العدواني في المنطقة. وشملت حالة الإجماع مسؤولين كانوا حتى وقت قريب من أشد المنتقدين لبنود الاتفاق.
فبحسب مسؤول خليجي رفيع: «لن يمزق تلك الاتفاقية سوى شخص يريد أن يدفع بنا إلى المجهول»، فيما قال آخر: «في الحقيقة، لا أحد ضد الاتفاق»، رغم أنه انتقد الطريقة التي جرت بها المفاوضات.
عبر الكثيرون في تلك المجموعة عن أملهم في أن يكون ترامب أكثر صلابة في مواجهة الاستفزازات الإيرانية. فخلال حملته الانتخابية، قال ترامب إنه في حال تحرشت الزوارق الحربية الإيرانية ببوارج الأسطول الأميركي في مياه الخليج العربي، فسوف ينسفهم في عرض البحر. فذلك هو الأسلوب الذي يود العرب في الخليج تطبيقه في مواجهة إيران.
كانت رغبة ترامب في التحالف مع روسيا في سوريا القضية الثانية المهيمنة على النقاشات، حيث يساند الكثير من المسؤولين العرب هنا المعارضة السورية في مواجهة الرئيس بشار الأسد، ولذلك قد تعتقد أن أي تلميح إلى أن ترامب قد يدخل في شراكة مع موسكو ستكون بمثابة اللعنة. لكن في الشرق الأوسط فإن الدعم السياسي يتجه دومًا للفائز، وروسيا تبدو اللاعب الأقوى في سوريا حاليًا.
تحدث ممثلو المعارضة السورية بشكل مثير للمشاعر عن الخسائر البشرية الناتجة عن التدخل الروسي، مؤكدين أن سقوط حلب سيعني حربًا دائمة، فيما رد ممثلو الجانب الروسي بتعليقات كانت الأكثر استفزازًا، حيث قال أحدهم إن «سياسات تدخل هيلاري كلينتون كان من الممكن أن تدفع بالولايات المتحدة إلى الهاوية وإلى الصدام في سوريا، لكن في ظل وجود ترامب فعلى الأقل سنأخذ خطوة إلى الوراء».
فهل يمكن لحوار أميركي روسي، في وجود إيران وتركيا والسعودية وغيرها من اللاعبين الشرق أوسطيين، أن يؤدي إلى استقرار المنطقة ويضع حدًا لمعاركها الطائفية القاتلة؟ كان هذا السؤال تحديدًا ما أثاره الكثير من المتحدثين.
اقترح ممثلو دول الخليج تلك المجموعة من الدول، بالإضافة إلى الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن والقوى الإقليمية. وأشار خبير أميركي إلى مؤتمر مدريد لحفظ السلام عام 1991 الذي انعقد بعد نهاية الحرب الباردة، في حين أشار روسي إلى المؤتمر الذي عقد عام 1815 بفيينا، والذي كان سببًا في إحلال السلام في أوروبا. فكما نجحت شخصية دون كارلوين في لم شمل «العائلات الخمسة» سويًا بفيلم «غود فاذر»، أو الأب الروحي، فربما أيضًا ينجح ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جمع الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران والسعودية. بيد أن الخبراء يحذرون من «يالطا 2»، أو من محاولة روسية أميركية ثانية لخلق «مراكز قوى» تعمل على اقتسام المنطقة.
لم ترد إجابات هنا بشأن طبيعة الحياة في العالم الجديد في ظل وجود دونالد ترامب، فالأسئلة ولا شيء سوى الأسئلة الفضولية هي كل ما تردد هنا.
* خدمة «واشنطن بوست»
========================
جورنال نيو :واشنطن والحرب السرية على سوريا
http://altagreer.com/واشنطن-والحرب-السرية-على-سوريا/
نشر في : الأربعاء 30 نوفمبر 2016 - 12:08 ص   |   آخر تحديث : الأربعاء 30 نوفمبر 2016 - 12:08 ص
جورنال نيو – التقرير
من المؤكد أن الحرب الأهلية في سوريا تعتبر أخطر وأكثر أزمة تدميرا في العالم حاليا. مئات الآلاف قُتلوا في هذه المعركة بينما هاجر نحو 10 ملايين سوري منذ 2011، ولبدء هذه المعركة وإبقائها مشتعلة أنفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” مؤخرا دور وكالة الاستخبارات المركزية الجنائي الذي لعبته في الحرب السورية، موضحة أن أحد أعضاء إدارة أوباما أخبرهم أن السعودية ترعى أغلب الحروب ولكن لم يتم الإعلان عن ذلك لإبقاء الدور الذي لعبته أمريكا سرا. في أوقات تشارك السعودية معلوماتها الاستخباراتية، وفي أوقات أخرى فإنها تسلم كمية ضخمة من الأموال لدعم عمليات وكالة الاستخبارات المركزية دون طرح أي أسئلة.
وفي العام 2013، اتفقت الرياض مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على بدء عملية تحت اسم “تيمبر سيكمور”، والتي تهدف إلى الإطاحة بالمسؤولين السوريين المنتخبين من خلال التدريب المستمر، والدعم المقدم لكل أنواع الميليشيات المتطرفة.
وفي هذا الاتفاق تساهم السعودية بالأسلحة وبكمية أموال كبيرة بينما تدرب أمريكا المتمردين على الأسلحة والصواريخ المدمرة للدبابات، علاوة على ذلك فإن تركيا والأردن وقطر شاركوا في هذا التصميم الجنائي على الرغم من أن الرقم الحقيقي للأموال التي دفعتها هذه الدول لوكالة الاستخبارات ستبقى سرا، ومع ذلك فإن صحيفة “نيويورك تايمز”، أكدت أن السعودية كانت الداعم الرئيسي طوال الوقت عن طريق تخصيص مليارات الدولارات في محاولة لإسقاط حكومة الأسد.
ووفق تقارير فإن منذ 2012، باعت 8 دول أوروبية شحنات كبيرة من الأسلحة، وتجاوزت قيمتهم الإجمالية مليار يورو. معظم هذه الأسلحة وصلت لأيدي الإرهابيين في سوريا، وفي الوقت ذاته كانت الولايات المتحدة تشرف على هذه الشحنات من خلال عملائها في القوات الخاصة.
ونقلت القوات الخاصة الأمريكية هذه الأسلحة من بلغاريا ورومانيا إلى ميناء تركيا والأردن، وهناك تقارير أشارت إلى أن القوات الخاصة الأمريكية دفعت ما يقرب من 27 مليون دولار إلى بلغاريا ونحو 12 مليون دولار إلى صربيا للاسلحة الصغيرة في الفترة من 2014 إلى 2016.
وقالت شبكة البلقان للتحقيقات وموقع “الجريمة المنظمة ومشروع تقارير الفساد”، إن هناك عددا من الدول الأوروبية والممالك الفارسية متورطة في بيع الأسلحة للجماعات المتطرفة والتي استمرت منذ 2012.  ووفقا للبيانات المقدمة فإن إجمالي نحو 1.2 مليار يورو، خصصت لتحويل الربيع العربي لصراعات مسلحة مستمرة، ومنذ ذلك الحين، فإن آلاف الأسحة تم تهريبها من البلقان إلى الخليج الفارسي.
وأعلنت صحيفة “نيويورك تايمز”، أنه في 2012 عندما زار مسؤول كرواتي كبير واشنطن قال لمسؤولي أمريكا، إن كرواتيا لديها أسلحة كثيرة متوفرة إذا كان أي طرف مهتم في نقلهم لمتمردي سوريا.
ووفقا لموقع “المحاربين القدامى اليوم”، فإن باتريك ويلكن، الباحث في مجال الحد من الأسلحة في منظمة العفو الدولية، والذي استعرض مجموعة من الأدلة التي تم تجميعها من عدد من الصحفيين يعتقد أن الدول الأوروبية حققت ثورة كبيرة على حساب الحرب السورية.
ولكن التدريب العسكري وإمدادات الأسلحة لم تكن مصدر الدعم الوحيد الذي قدمته واشنطن للقوات المقاومة للحكومة. في الاشهر الماضية فإن الإعلام الغربي رفع من جهوده لتصوير الجهود المبذولة من سوريا وروسيا وإيران ضد الجماعات المتطرفة كشىء جنائي.
ويقال إن معركة حلب أدت لعدد كبير من الخسائر البشرية ولكن لم يتم تقديم أي دليل على ذلك حتى الآن. وتشير الوقائع إلى أن منظمة العفو الدولية طالبت قوات التحالف الذي تقوده أمريكا بالخضوع لتحريات بشأن تقارير تفيد بخسائر بشرية نتيجة عملياتها، ولم تطالب روسيا أو إيران. وظهر من خلال دراسات لهجمات تحالف الـ11، أن عمليات هذا التحالف تسببت في مقتل ما يقرب من 300 مدني خلال عامين من القصف الذي كان يستهدف “داعش”.
علاوة على ذلك، فإن الجيش الأمريكي ينفق ملايين الدولارات على متعاقدي الاستخبارات الخاصة وفق موقع “الدايلي بيست”، ويبدو هذا كأول مرة يعترف البنتاجون بشكل معلن بأن متعاهدي الاستخبارات الخاصة لهم دور في الصراع السوري، وهو مؤشر آخر أن الجيش الأمريكي يزيد من تدخله في تقرير شأن سوريا.
وقال التقرير، الذي نشر عن الاستخبارات الخاصة، أن أحد الوكالات الاستخباراتية حصلت على عقد بمبلغ 10 ملايين دولار لتوفير خدمات تحليل استخباراتية في سوريا، ولكن خبراء الجيش يقولون إنه من الأسلم القول بأن هذه الوكالة ليست أول وكالة تكون موجودة في سوريا.
وقال موقع “ديلي بيست” أن متعهدي الاستخبارات الخاصة يشجعون الانجراف عن الهدف الأساسي من الحرب؛ لأنه يتيح للإدارة إشراك الأمريكيين بعدد أكبر من الذي يعلن عنه.
ولإنهاء الحرب السورية، فيجب المطالبة من الحكومة الأمريكية بتقديم تقرير شامل عن حجم تورطها، عندما يتم الإعلان عن ممولي الإرهابيين رسميا فيمكن إدانتهم. علاوة على ذلك، فإن تقرير مثل هذا سيضع حد لمحاولات أطراف دولية لإشعال الحرب مجددا، ما يعني أنه لن يكون هناك أي حل سوى الحلول السلمية لإنهاء هذه الحرب الدامية.
========================
الصحافة البريطانية :
الغارديان: القوات السورية "اختطفت 500 رجل" من حلب
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-38153141
مخاوف من اختطاف 500 رجل في حلب على يد القوات السورية، وشهادات من آخرين اختاروا البقاء وفضلوا الموت في المدينة، ومطالبة رئيسة الوزراء البريطانية بتوطيد علاقاتها مع دول الخليج، كانت من أهم موضوعات الصحف البريطانية.
ونطالع في صحيفة الغارديان مقالاً لمارتن شلوف بعنوان "تنامي المخاوف بعد اختطاف القوات السورية الحكومية 500 رجل من حلب".
وقال كاتب المقال إن "أهالي مدينة شرقي حلب في حالة من القلق الشديد على مصير هؤلاء الرجال الذين اختطفوا على يد قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد بعدما استطاعت السيطرة على ثلثي المدينة التي كانت تحت سيطرة المعارضة السورية".
وأضاف كاتب المقال أن "3 عائلات اتصلت بهم الغارديان أكدوا أنهم لم يسمعوا أي خبر عن أقربائهم الذين اعتقلوا في حي مساكن هنانو الأحد بعدما استطاعت الميلشيات العراقية واللبنانية السيطرة على أجزاء من المدينة خلال ساعات من نشوب الحرب".
وقال أحد الرجال الذين فروا من حي مساكن هنانو إن هذه الميلشيات اختطفت ابن أخيه (22 عاما) وعمه (60 عاما)، مضيفاً أنه لا يعلم إن كان سيراهم مجدداً أم لا.
وأكد أحد السوريين الذي اختار البقاء في شرقي حلب - وقد رفض نشر اسمه - لكاتب المقال "حلمنا بأنه سيتم إنقاذنا في يوم من الأيام ذهب أدراج الرياح، ولم يساعدنا أحد، سنموت في هذا المكان وستموت الإنسانية معنا".
وأشار كاتب المقال إلى أن المناطق التي سيطرت عليها الميليشيات تم تسليمها للقوات الحكومية السورية التي قامت بدورها باعتقال الرجال وأغلبيتهم من الشباب.
وأوضح الكاتب أن العديد من المحللين يرون أنه بسقوط حلب فإن حلم المعارضة بالحصول على حكم ذاتي بعيداً عن حكم بشار الأسد، أضحى أمراً بعيد المنال.
ونقلاً عن المحلل العراقي هشام الهاشمي فإن نحو 15 ألف مقاتل شيعي من العراق ولبنان شاركوا في قيادة المعارك في حلب.
وأردف كاتب المقال أن مصدرا رفيع المستوى في حزب الله أكد الاثنين أن الحزب لعب دوراً مهماً في القتال، كما أنه فقد نحو 1700 عنصر خلال القتال في سوريا منذ بداية الحرب هناك.
 
========================
«إيكونوميست»: نتائج «مرعبة» لتقرير أممي عن مستقبل العالم العربي
http://www.almasryalyoum.com/news/details/1048959
رسمت مجلة «إيكونوميست» البريطانية، صورة قاتمة للشباب العربي، بعد 6 سنوات من ثورات الربيع العربي، وقالت مجلة إن الحكومة المصرية، ناقشت في ديسمبر 2010، نتائج استطلاع رأي استهدف الشباب، أشار إلى أن 16% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 سنة شاركوا في الانتخابات، وأن 2% يعملون بالأنشطة التطوعية.
وأضافت أن الاجتماع الحكومي خلص إلى أن الشباب جيل «لامبالي»، الأمر الذي تغير بعد أسابيع، حيث تدفق الشباب للشوارع مطالبين بخلع الرئيس الأسبق، حسني مبارك.
وأشارت المجلة إلى تقرير الأمم المتحدة للتنمية العربية، الصادر أمس، إلى أنه بعد 5 سنوات من الربيع العربي التي أطاح بأربع زعماء في المنطقة، لازالت الأنظمة العربية تصد المعارضة، غير مبالية بها، وقالت إن احتمالات المشاركة السياسية للشباب العربي أقل من المتوسط العالمي، لكن احتمالات ميل الشباب العربي للاحتجاج أكثر بكثير، إذ يفضل الشباب العرب «المزيد من الوسائل الأكثر عنفا، خصوصا إذا كان على قناعة بأن الآليات القائمة على المشاركة والمساءلة عديمة الفائدة»
ونقلت المجلة عن تقرير الأمم المتحدة أن حركات الاحتجاج العربية تأتي في دورات مدتها 5 سنوات، نظرا لصعود الاضطرابات في شمال أفريقيا، أعوام 2001 و2006 و2011، في كل مرة تكون أكثر حدة من سابقتها، وقالت المجلة إنه يبدو اقتراب موعد نوبة جديدة من الاحتجاجات.
وقال التقرير إن الجيل الجديد، هو «الأكبر عددا، والأحسن تعليما وتحضرا، والأكثر تطورا في تاريخ المنطقة العربية»، وأنه بفضل وسائل الإعلام الاجتماعية، أكثر انسجاما مع العالم من أي وقت مضى، إذا عرف فقط حكامهم ما يجب القيام به معهم.
وأوضحت «إيكونوميست» أنه مع انهيار الدول يلجأ الشباب إلى الدين، أوالجماعة، أوالقبيلة مبتعدين عن الدولة، بالأخذ في الاعتبار أنه في عام 2002، كانت هناك 5 دول عربية تعاني من أزمات وحروب، أما الآن، تستعر الأزمات في11 دولة، وتوقع تقرير الأمم المتحدة، أنه بحلول عام 2020، سيعيش حوالي 3 من كل 4 مواطنين عرب «في دول عرضة للنزاعات».
ورأت المجلة أن توقعات التقرير «مرعبة»، لأنه على الرغم من أن نسبة عدد سكان العالم العربي، 5% فقط من سكان العالم، لكن في عام 2014، شكل مواطنو العالم العربي 45% من الإرهاب العالمي، ويمثلون 68% من الوفيات الناجمة عن المواجهات الإرهابية، بالإضافة إلى أن الإرهاب كان سببا مباشرا في 47% من المهجرين، 58% من اللاجئين من المنطقة، موضحة أن الحرب ليست فقط قتل وتشويه، ولكنها تدمر البنية التحتية الحيوية بسرعة.
وقالت المجلة إن معدل البطالة بين الشباب العربي يبلغ 30٪، أي أكثر من ضعف المعدل العالمي، وأن ما يقرب من نصف الشابات عاطلات عن العمل مقابل 16٪ عالميا، ومع ذلك لا يزال الحكم مترسخا في أيدي نخبة وراثية في كثير من الأحيان.
ويقول التقرير «يجتاح الشباب إحساس متأصل من التمييز ضدهم والإقصاء، بما يضعف التزامهم بالحفاظ على المؤسسات الحكومية»، وأوضحت أن العديد من المسؤولين يحاولون فعل أكثر من الكلام، بالدفع بالشباب في وزارات الرياضة الضعيفة.
وقال أحمد هنداوي، مبعوث الأمم المتحدة للشباب: «نحن في وضع أسوأ بكثير مما كان عليه قبل الربيع العربي»، وقالت المجلة إن الأنظمة العربية تميل للرد على التهديدات الأمنية بتشديد القبضة الأمنية، وتحويل المسار من تنمية رأس المال لشراء الأسلحة. وأضافت أن انعدام فرص الترقي الاجتماعي والسفر داخل أوطانهم، دفع الشباب العربي للسفر، لكن فرص الهروب مغلقة.
وقال جاد شعبان، المؤلف الرئيسي للتقرير، للمجلة أنه «في اللحظة التي أحظر خلالها السفر على المشردين والمهشمين للعمل، فأنا اتركهم ضحية للأفكار المتطرفة»، موضحا أن كثير من المتعلمين يلجأون إلى القوارب لمغادرة المنطقة.
وتسألت المجلة: هل فات الاوان للتغيير؟ مؤكدة أن بداية حل الأزمة، هو تسهيل السفر بين الدول العربية، وأنه من الأسهل الحصول على تأضيرة أو فرصة عمل في أوروبا، وإن أقامت المنطقة العربية اتحادا جمركيا، يمكن أن يزيد الناتج المحلي الإجمالي لها إلى 760 مليار دولار خلال 7 سنوات.
=========================
ديلي تلغراف :سوريا "انتهت"
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-38153141
ونقرأ في صحيفة الديلي تلغراف مقالاً لكون كوغلين بعنوان "سوريا انتهت، إلا أن الوقت لم يفت لمعارضة إيران".
وقال كاتب المقال إن "الصراع الوحشي في سوريا المستمر منذ 6 سنوات راح ضحيته نحو 400 ألف شخص كما شرد أكثر من مليون سوري".
وأضاف أن "المناطق السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية مستهدفة بشكل مباشر من قبل القوات الروسية والإيرانية وكذلك من قبل القوات الحكومية السورية التي لجأت لقصف المناطق المؤهلة بالسكان بالبراميل المتفجرة".
وأردف كاتب المقال أن "هذا الهجوم أدى إلى سيطرة القوات الموالية للنظام السوري على أجزاء متعددة من شرقي حلب".
وأضاف أنه في حال استطاعت هذه القوات الحفاظ على هذا المستوى من التقدم العسكري، فإنهم سيبسطوا سيطرتهم على المدينة قبل نهاية العام الجاري أي في الوقت المناسب كي يحتفي الروس - الذي أثبت تدخلهم العسكري مدى أهميته في الحرب السورية - بتقلد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم في البيت الأبيض.
ودعا كاتب المقال رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى إعادة بناء العلاقات في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الأخص خلال زيارتها للبحرين الأسبوع المقبل للمشاركة في قمة للقادة الخليجيين.
وأكد كاتب المقال أن ترامب سيعمل على إلغاء الاتفاق النووي الإيراني الذي لن يصمد خلال مدة ولايته، وهذا أمر جيد لواشنطن التي ستعمل على إعادة العلاقات مع مصر وإسرائيل والسعودية، أعداء إيران اللدودين والذين كانوا مهملين من قبل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وختم بالقول إن "من إحدى الطرق التي يجب على ماي اتباعها للتخفيف من الاحتقان هو اتخاذ مواقف حاسمة مع الايرانيين".
========================
روبرت فيسك – (الإندبندنت) 4/11/2016 :نظرة إلى الحرب السورية من مرتفعات الجولان
http://www.alghad.com/articles/1282752-نظرة-إلى-الحرب-السورية-من-مرتفعات-الجولان
روبرت فيسك – (الإندبندنت) 4/11/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
وصف لي ملازم سوري كيف أنه وجه نيران مدفعيته إلى سيارة جيب إسرائيلية في بلدة الحميدية التي تحتلها جبهة النصرة داخل سورية ودمرها. ربما تكون سيارة الجيب هدية أو مستعارة من إسرائيل.
*   *   *
مدينة البعث، تحت هضبة الجولان السورية – في موقع العقيد صالح المتقدم على خطه الأمامي في الجبهة شمال القنيطرة، يحمل العقيد وجهة نظر فريدة وحصرية من الحرب السورية. إلى الغرب والجنوب من موقعه، هناك منطقة واسعة من بلاده يحتلها مقاتلو جبهة النصرة الإسلاميون –الذين تقع متاريسهم الترابية وطرق إمداداتهم بالكاد على بعد نصف ميل. ثم، على بعد بضعة أميال، ثمة الجنود الإسرائيليون يتمترسون داخل مواقعهم الاسمنتية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، فوق مدينة القنيطرة السورية القديمة التي تحتلها جبهة النصرة.
يسألني العقيد صالح: "أترى ذلك المسجد هناك، إلى اليمين مباشرة من برج المياه؟ حسناً، النُصرة هناك. أترى التل مثلث الشكل بعده؟ الإسرائيليون هناك". هذا ما يمكن أن تسمونه ميدان معركة خادع من الناحية السياسية -نعم، تأتي القذائف بأزيز إلى هنا نحو السوريين من جبهة النصرة، وأيضاً من الإسرائيليين. ويركز السوريون نيرانهم على النصرة، لكن إصابات مقاتلي النصرة غالباً ما تُؤخَذ عبر الخطوط الإسرائيلية لتلقي العلاج في المستشفى في حيفا.
وإذن، أي جانب هو الذي تصطف معه إسرائيل؟ مدينة البعث هي مجتمع حضري إسمنتي، تم إنشاؤها في الأيام التي سبقت الحرب الأهلية لتحدي تخريب مدينة القنيطرة القديمة. وقد احتلها الجيش الإسرائيلي خلال حرب الشرق الاوسط في العام 1973 -وبعد ذلك، غادرها الإسرائيليون بموجب اتفاق كيسنجر- بعد أن قامت القوات الإسرائيلية بتدميرها تماماً بالمتفجرات. والآن، تحتل جبهة النصرة هذه الأطلال البالغة من العمر 43 عاماً. أما مدينة البعث، فيحتفظ السوريون بجامعتها، ومصارفها، ومحطة إطفائها، ومدارسها ومركز شرطتها ومستشفياتها بتحد، تحت أعين عدوين: إسلاميي النصرة والإسرائيليين.
وفقاً للجيش السوري في مدينة البعث –الذي تقع خطوطه المتقدمة وتتمركز دباباته في مجمعات سكنية غير مكتملة البناء على حافة المدينة- فإن قسم استخباراته المتحدث بالعبرية يراقب باستمرار محادثات تجري بين الإسرائيليين، وبين الإسرائيليين وجبهة النصرة. وهم يعرفون –ولم يخفِ الإسرائيليون حقيقة- أن مقاتلي النصرة الجرحى يُؤخذون إلى حيفا لتلقي العلاج في المستشفيات هناك. وفي إحدى المرات، قام حشد من رجال الدروز الغاضبين الذين يدينون بالولاء للحكومة السورية ويعتبرون جبهة النصرة عدوهم اللدود، قاموا بجر رجل من النصرة يُنقل في سيارة إسعاف إسرائيلية في الجولان، وقاموا بإعدامه. وأبرزت التقارير عن حادثة قتل الرجل تلك العلاقة الغامضة للغاية بين إسرائيل والإسلاميين، الذين لا يمكن أن يخفي تغييرهم لاسم منظمتهم جذورهم الحقيقية في تنظيم القاعدة.
اختارت البلدات الدرزية داخل سورية وعلى مقربة من مدينة البعث الاصطفاف إلى جانب النظام –ولا ينطبق هذا على المناطق الدرزية الأخرى- ولكنه يجعل جغرافيا الخط الأمامي هنا أكثر سوريالية. وقد وصف لي ملازم سوري كيف أنه وجه نيران مدفعيته إلى عربة جيب إسرائيلية في بلدة الحميدية التي تسيطر عليها جبهة النصرة داخل سورية، ودمرها. وقد يكون الجيب هدية أو مستعاراً من إسرائيل -أما إذا كان هناك أي أفراد إسرائيليين في داخله عندما قُصف، فهي مسألة أخرى. ومع ذلك، يقول السوريون أيضاً أن الجرافات الإسرائيلية استخدمت لبناء طريق إمداد جديد لجبهة النصرة بين القنيطرة والجولان -مرة أخرى، في داخل الحدود السورية.
حول الخطوط الأمامية خارج مدينة البعث، يتناثر حطام المعارك الماضية ومواقع الأمم المتحدة المهجورة التي تم اختطاف الجنود الفلبينيين الأمميين منها بشكل جماعي منذ أكثر من عام. ويحتل الجيش السوري الآن العديد من هذه المواقع، وما يزال شعار الأمم المتحدة مرسوماً على الجدران، على الرغم من أن العديد من أكواخ الإقامة التابعة للأمم المتحدة نُقلت بواسطة المركبات السورية إلى الخطوط الخلفية. والآن، تعمل قوة الأمم المتحدة الموجودة في الجولان فقط داخل الأراضي التي تحتلها إسرائيل.
على بعد بضع ياردات قليلة فقط عن الأراضي الخاضعة لسيطرة النصرة، وجدنا أبو هاشم، وهو مزارع فر من قريته التي يسيطر عليها الإسلاميون الآن، ويعيش مع عائلته اليوم في ممتلكات الأسرة بالقرب من أحد المواقع القديمة للأمم المتحدة. وقدم لنا أبو هاشم الشاي والقهوة والجوز من بستانه. وتقيم زوجته وأطفاله الستة الآن في هذا المنزل البارد غير مكتمل البناء، الذي يضم مكتبة صغيرة من الكتب -خطب الإمام علي ("نهج البلاغة") ومجموعة من الكتب الطبية عن علاجات حلب بالأعشاب للصداع والتهاب الكلى، المنشورة في بيروت. ويقول أبو هاشم أن الناس في قريته التي تحتلها جبهة النصرة منقسمون. بعضهم متعاطفون مع الإسلاميين –لكنهم ليسوا مقاتلين- في حين تسمح النصرة لآخرين أحياناً بعبور الخطوط الأمامية لتلقي العلاج في المستشفيات الحكومية السورية. إنهم بدو ومزارعون، ويظل السكان غير المستقرين وملاك الأراضي دائماً فريسة للذئاب من متمردي الحرب الأهلية.
كان العقيد صالح، 50 عاماً، يحرس مجمعات الشقق السكنية الخاوية التي يتردد الصدى في جنباتها وتنتشر فيها الأعشاب الضارة على حافة مدينة البعث منذ ثلاث سنوات، مشيراً بقلق إلى أن الإسرائيليين يهاجمون جيشه، ولكنهم لا يهاجمون جبهة النصرة التي ينبغي أن تكون قد كسبت عداء الإسرائيليين، بما أنها جزء من تنظيم القاعدة.. ولكن، كلا. ويقول العقيد: "أنا أعرف كل حجر هنا، يمكنني معرفة ما إذا كانت صخرة أو مركبة قد انتقلت من مكانها في الحقول أمامنا -وأستطيع أن أرى فوراً ما إذا كانت مركبة واحدة قد أصبحت مركبتين. إننا نعرف متى سيهاجمون –دائماً ما يسبقون هجماتهم بقصف المدفعية الكبيرة وقذائف المورتر".
في بعض الأحيان، تصرخ أصوات رجال جبهة النصرة بالشتائم للسوريين على أجهزة الراديو الخاصة بهم، وتصفهم بأنهم "كفار". ويقول العقيد صالح: "إذا كنتُ في مزاج جيد، فإنني أدعوهم لشرب القهوة. وإذا كنتُ في مزاج سيئ، فإنني أبقى صامتاً. لهجاتهم مشابهة جداً للأردنيين. إنهم يأتون من الجنوب من درعا، على الحدود الأردنية".
بينما كنا نتحدث، كان السوريون ومقاتلو النصرة يشتبكون بالدبابات والمدفعية وقذائف الهاون في مكان أبعد أسفل خط الجبهة. وادعى السوريون أن أعداءهم وصلوا في عدة اتجاهات في قافلة مكونة من 13 سيارة على الأقل. وتحدثوا أيضاً عن ضابط أنثى من جبهة النصرة، تدعى سعاد القحطاني (تلقب بـ"العنود")، وهي الشقيقة ذات الثلاثين ربيعاً لضابط في النصرة يُدعى "قيس العُماني"، الذي يقود  1200 مقاتل. وأشاروا، باندهاش، إلى أنها كانت تحمل رتبة ملازم أول في جيش الحكومة السورية.
ثمة سمة إضافية أشار إليها السوريون في أعدائهم خارج مدينة البعث: كلما قام مقاتلو النصرة بإطلاق صاروخ، فإن عليهم التقاط صورة له وهو يغادر منصة الإطلاق -ويفترض أن ذلك يحدث لكي تثبت الجبهة لمورديها أنها لا تقوم ببيع السلاح إلى طرف آخر. إن الثقة، كما جرت العادة في الحرب السورية، تعاني من نقص في المعروض.
========================
الاندبندنت :الصراع في سوريا.. تعددت الأطراف والكارثة واحدة
http://altagreer.com/الصراع-في-سوريا-تعددت-الأطراف-والكارث/
نشر في : الأربعاء 30 نوفمبر 2016 - 12:00 ص   |   آخر تحديث : الأربعاء 30 نوفمبر 2016 - 12:00 ص
إندبندنت – التقرير
تطورت الحرب الأهلية في سوريا، إلى سلسلة من التحالفات الميدانية مع قوى خارجية، تتورط في الصراع بشكل متزايد، وتدعم أطرافا متحاربة، لكنها أيضا تحالفات هشة، ينقلب فيها الحلفاء على بعضهم البعض، وتسبب الصراع الذي استمر لخمس سنوات ونصف، في مقتل مئات الآلاف من السوريين، وتشريد أحد عشر مليونًا آخرين، ما تسبب في أزمة اللاجئين.
النظام السوري
تدعم القوات الجوية الروسية والإيرانية، وميليشيات حزب الله الشيعية، نظام بشار الأسد، كما يتلقى النظام السوري أيضا الدعم من الفصائل الكردية، وميليشيات القبائل العربية، المعادية للمعارضة.
وغادر مبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، الأسبوع الماضي دمشق، محذرا من “نفاذ” الوقت في خضم العمليات العسكرية المكثفة في حلب.
وقال: “بحلول عيد الميلاد.. وبسبب التصعيد العسكري، سنشهد الانهيار الفعلي لما تبقى في شرق حلب؛ وربما ينتقل مائتي ألف شخص باتجاه تركيا – وهذا قد يؤدي إلى كارثة إنسانية”.
واُتهم النظام بقتل عدد من المدنيين، يفوق من قتلوا على يد تنظيم الدولة، وتعرض لانتقادات حادة، بسبب استخدام البراميل المتفجرة بشكل عشوائي، على المناطق المأهولة بالسكان.
تنظيم الدولة وجبهة النصرة
اتهمت دول الخليج السنية، خصوصًا السعودية وقطر، بدعم المتطرفين الإسلاميين، مثل تنظيم الدولة وجبهة النصرة، التي كانت حليفا سابقا لتنظيم الدولة.
انتهى دعم تنظيم الدولة، لكن يقال إن النصرة لا تزال تتلقى تمويلا خاصا من داعمين أثرياء. وتقاتل جبهة النصرة النظام وفصائل المعارضة الأخرى
وحذر التنظيم المسلح من أنه سينجو من هزيمته في سوريا والعراق، من خلال إعادة بناء قوته في دول أخرى وتنفيذ هجمات بها.
القوات التركية
يمتلك الأتراك الآن قوة كبيرة، تشمل مدرعات وقوات جوية، داخل سوريا. ويقدمون دعما عسكريا كبيرا لعناصر الجيش الحر، بينما يعملون على إنشاء “منطقة آمنة” داخل سوريا، تخضع للسيطرة المباشرة لأنقرة.
لقد كان الأتراك والجيش الحر يقاتلان تنظيم الدولة معا. وكان الجيش الحر يقاتل النظام، لكنهم نفذوا أيضا هجمات ضد الميليشيات الكردية، بدعم تركي.
وفي أغسطس، تدخلت القوات التركية بشكل مباشر في سوريا، حيث بدأت عملية تهدف إلى إبعاد تنظيم الدولة عن الحدود بين البلدين، ومنع تمدد الميليشيات الكردية.
الميليشيات الكردية
تدعم الولايات المتحدة قوات حماية الشعب الكردية، حيث رأت أنهم الحليف الأكثر فعالية في قتال تنظيم الدولة.
وضربت تركيا الشهر الماضي أهدافًا للميليشيات الكردية السورية في شمال البلاد، ما أسفر عن مقتل مائتي جندي.
وتعتبر تركيا الحركة الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي تتركز عملياته داخل تركيا، وتعتبره الحكومة التركية والعديد من الدول الغربية منظمة إرهابية.
المعارضة السورية
قوات الدفاع السورية، هي قوة كردية عربية تقاتل تنظيم الدولة بدعم أمريكي. ويقول معارضوهم، ومن بينهم الأتراك، إن وحدات الحماية الشعبية تسيطر على عليهم. وكانت قوات الدفاع السورية تقاتل الجيش السوري الحر والأتراك، وكذلك النظام السوري. وهم الآن يخشون من أن هجوم النظام قد يشق المنطقة، التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، إلى نصفين.
========================
الصحافة التركية :
صحيفة صباح  :ستتغير معادلات المواجهة في سوريا!
http://www.turkpress.co/node/28405
برهان الدين دوران - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
استشهد يوم الخميس ثلاثة عساكر أتراك بهجوم شنته طائرة محاربة تعود لنظام الأسد، مما جعل الأنظار تتجه مجددا لعملية درع الفرات. وقد كان هذا الهجوم بعد اقتراب الجيش السوري الحر، ليصبح على مسافة كيلومتر واحد من منطقة الباب، وجاء الهجوم متزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لحادثة إسقاط الطائرة الروسية.
لم يتبن النظام السوري هذا الهجوم، ونفت روسيا أي علاقة لها بالحادثة، فيما وصلت معلومات إلى أنقرة تفيد بأنّ الفاعل هو النظام السوري، واتجه بعض المحللين للقول بأنّ روسيا تريد إعطاء درس لتركيا من خلال سوريا، وانها تزيد الضغط على تركيا من خلال حلب. بينا رأى آخرون بأنّ انزعاج نظام الأسد من اقتراب تركيا وتوجهها نحو منطقة الباب، قد يجعله يشن هجوما مثل هذا.
تركيا تحفظت على ما جرى، ولم يصدر عنها ردود فعل سريعة، بل فرضت التروي والبحث عن تفاصيل ما جرى، وهي لا تريد قطع التنسيق مع روسيا في المجال الجوي السوري، ولا تريد في نفس الوقت الدخول في صدام ساخن مع نظام الأسد، لأنّ قلق أنقرة الرئيس يتمثل في أنْ تتسبب مثل هذه الهجمات بإبعاد تركيا عن أهدافها الرئيسية من عملية درع الفرات. وكان هدف العملية العسكرية التركية هو إبعاد عناصر داعش عن الحدود، والحيلولة دون ربط كنتونات حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، كما حققت العملية مكاسب عديدة للجيش السوري الحر، وتبقى أيام على سيطرتهم على منطقة الباب، ووصلت تركيا لوضع قد تشارك فيه في عملية تحرير الرقة من داعش.
صعبت هذه النجاحات غير المتوقعة من عمل قوات النظام السوري، ولذلك صبوا كل جام غضبهم وقوتهم على حلب بمساعدة روسيا، من أجل تضييق الخناق على الجيش السوري الحر الذي من المتوقع ان يسيطر قريبا على منطقة الباب، ونحن نعلم أنّ تركيا رفضت طلب روسيا بأنْ تقوم المعارضة بالانسحاب من حلب. كما أنّ استمرار زيادة قوة ونفوذ تركيا يجعل وحدات حماية الشعب في وضع صعب، وهو امر لا تفضله أمريكا.
تسببت نجاحات عملية درع الفرات بتغيير المعادلات على الأرض، لتصبح تعتمد أكثر على القوى المحلية، وأصبح هناك تنازع بين القوى لإثبات من هي القوة التي من الممكن ان تأخذ دورا في عمليات مكافحة داعش، ولهذا فإنّ التحالفات في سوريا ليست منسجمة تماما بين الحلفاء، وإنما هناك تغييرات مستمرة حسب الظروف والأهداف.
فمثلا، اذا أراد النظام السوري أنْ يستخدم وحدات حماية الشعب لتطهير بعض المناطق من داعش، فإنه سيغض الطرف عن تمدد وحدات حماية الشعب في تلك المنطقة، واذا أراد له ان يتراجع في منطقة أخرى، يستطيع النظام السوري التفاهم بصورة غير مباشرة مع تركيا لتوجيه ضربات لوحدات حماية الشعب، وكذا الأمر بالنسبة لروسيا وأمريكا ولإيران وتركيا والنظام السوري، وما يجري بينهما من تنافس على الأرض.
ساهم التقارب التركي الروسي وتجاوز أزمة إسقاط الطائرة، في أنْ تقوم تركيا بعملية عسكرية مثل درع الفرات، وتركيا تملك من الإمكانيات ما يؤهلها لتقوم بالرد على هجمات نظام الأسد، وعندما يحين الوقت سيسمع الطرف الذي قام بهذا الهجوم، سيسمع الإجابة، ونحن ننتظر الآن اتضاح الصورة أكثر حول هذا الهجوم. مع ضرورة الإشارة إلى أنّ تركيز تركيا على داعش ووحدات حماية الشعب فقط خلال عملية درع الفرات، سيساهم في تقدمها بصورة أسرع، لأنّ الصدام المؤقت والهجمات مثل هذه والرد عليها قد يُضعف الموقف التركي ويُبعده عن أهدافه الحقيقية، وعند القضاء على داعش، ستتغير معادلات المواجهة مع العناصر الفاعلة في سوريا. حينها سيحدث الصدام الحقيقي وستتحدد أطراف النزاع من جديد.
========================
صحيفة قرار :البحث عن نظام جديد في المنطقة
http://www.turkpress.co/node/28411
غالب دالاي – صحيفة قرار – ترجمة وتحرير ترك برس
ظهرت عدة نقاط انكسار وتحديات جديدة في المنطقة بسبب انعدام النظام فيها، مما أدى إلى تساؤلات عدة، إذ يمكننا سرد هذه المسائل والأسئلة على الشكل التالي:
الرد على المطالب الفردية:
يجبر هذا الأمر أي نظام إقليمي جديد يُحتمل ظهوره على مواجهة جدية لحقيقة حصول انكسارات وصراعات فردية في المنطقة. حيث ستؤدي عدم تلبية مطالب المجموعات العرقية والطائفية وحرمانهم من الأمان المطلوب إلى خفض احتمال انتهاء زخم الأزمة في المنطقة. يجب على النظام الجديد للتغلب على هذه الأزمات أن يمتلك مؤهلات تسمح له بتلبية المطالب الاجتماعية والثقافية والسياسية للمجموعات العرقية والطائفية وضمان أمنهم خلال فترة تأسيسه لدستور جديد من خلال جميع الاتفاقيات الاجتماعية المتداولة. هناك بعدان للانكسار والأزمة الطائفية، الأول الموجة الطائفية من الجانب الدولي. والثانية الموجه الطائفية الإقليمية والمدعوة بـ " الطائفية الجيوسياسية". على الجانب الدولي يجب تداول أنظمة سياسية أكثر شمولية و نماذج تقاسم اقتصادي أكثر عدلاً. ولكن يبدو أنه لا يمكن التغلب على هذه القضايا بالاعتماد على الاقتراحات المعروضة على المستوى الدولي فقط، يجب على الموجة الجيوسياسية أن تفقد من زخمها أيضاً،  مما يتطلب تحقيق التوازن بين القوى الرئيسية في المنطقة, بما في ذلك إيران والمملكة العربية السعودية.
لا تقسيم ولا مركزية:
أدى اتخاذ الصراع طابعا فرديا إلى تشكل حدود داخلية ومناطق نفوذ في العديد من دول المنطقة. تعرضت الهويات الدولية وذات النفوذ العالي للضرر إلى حد كبير خلال هذه الفترة،  حيث أدى ذلك إلى ظهور حدود فعلية أو قانونية في العديد من الدول الممتدة من سورية إلى ليبيا, ومن العراق إلى لبنان واليمن، حيث يتم الاعتماد على المصادر والإمكانات المحلية على جميع الأصعدة بدءا من الاقتصاد وصولا إلى الأمان, ومن السياسة إلى الخدمات اليومية. حيث تثير هذه الأوضاع نهجين في المنطقة: في النهج الأول تعتمد الحكومات والأنظمة المركزية في كل من سورية والعراق على البحث عن حل الأزمات عن طريق زيادة المركزية. أما النهج الثاني فيعتمد على تشكيل حدود جديدة, والحصول على أقصى حد ممكن من التماهي بين هذه الحدود والأفراد. وأعتقد بوجود خطأ في هذين النهجين. لذلك فإن انتقاد اتفاقية "سايكس بيكو" بأنها لا تأخذ الخريطة السكانية بعين الاعتبار هو نقد غير صحيح في أساسه. ليست الخرائط السياسية أكبر خطيئة لاتفاقية "سايكس بيكو", إنما هي النظام السياسي والحالة النفسية التي تسببت بها. لهذا السبب لا يمكننا التغلب على هذه لأزمة عن طريق تشكيل حدود جديدة في المنطقة, أو من خلال دول الاستخبارات والشرطة. يبدو أن نقل القوة الذي يعرفه جميع الأفراد ويتم تأمينهم خلاله "أي النموذج اللامركزي" هو الأنسب لواقع المنطقة. لذلك يجب أن يُستهدف تقسيم السلطة من خلال الوحدات الإدارية الوظيفية, وليس بشكل فردي كما حصل في لبنان. حيث يمكن تسمية ذلك بالفيدرالية أو بالحكم الذاتي أو بأي اسم آخر. يوجد نهج يعتمد اللامركزية في المنطقة حالياً.
تتقاسم بعض المجموعات أو القوى السلطة بشكل فعلي أو قانوني في عدة دول بدءا من اليمن وحتى ليبيا, ومن سوريا إلى العراق ولبنان. حتى الدستور الجديد في تونس المتجانسة فردياً إلى أقصى حد, ينص على  نقل جاد للقوة من المركز إلى المناطق الأخرى. لذلك من غير المرجح  أن يفقد نهج لامركزي قوي سرعته على المدى القصير.  لهذا السبب يجب بذل الجهد للبحث عن نموذج بديل لإدارة هذه المرحلة بأقل تكلفة ممكنة.
النخب السياسية الشرعية:
أحد أسباب الأزمات التي تعيشها الدول التي تعاني من الحروب الأهلية والفوضى هي فشل الدولة في اكتشاف ممثلين سياسيين ينتمون إلى القاعدة الاجتماعية. على سبيل المثال, هناك حاجة لممثل قوي نيابة عن العرب السنة في حال تقسيم القوة على الصعيد الفردي في سورية. جميع تقسيمات القوة في المنطقة مرتبطة بتمثيل ممثلين سياسيين شرعيين مع الدعم الاجتماعي لهم, أو عدم قيامهم بذلك.
المصالحة بين المجموعات الفردية والعقائدية:
يتطلب تشكيل نظام جديد في المنقطة المصالحة بين الأفراد, والمجموعات العقائدية والطائفية والعرقية.
تحقيق توازن القوى:
يتسبب عدم تحقيق التوازن بين القوى الرئيسية بزيادة الأزمة في المنطقة. هناك حاجة لتأسيس توازن مستدام للقوة بين كل من تركيا والسعودية وإيران. كما تملك بعض الدول العربية القوية تاريخياً مثل سورية ومصر أهمية من الدرجة الثانية في الصراع من أجل الحفاظ على توازن القوى. مما يزيد من أهمية الصراع وتوازن القوة بين تركيا والسعودية وإيران. سوء العلاقات النفسية والسياسية بين المملكة العربية السعودية وإيران على الأخص يمنع تحقيق توازن مستدام ومرض بين الدول الرئيسية في المنطقة. تعتقد إيران أنها حققت النصر في المنطقة. حيث شكلت منطقة نفوذ فعلية في بلاد الشام. مع ذلك, فهي تظن أنها تواجه السعودية في تحد وأزمة وجودية. وذلك يؤكد على سوء العلاقات النفسية والاجتماعية بين الدولتين. لا يوجد احتمال لانخفاض زخم الأزمة أو ظهور نظام إقليمي جديد في المنطقة لطالما لم يتم تأسيس توازن للقوة بين هذه القوى الرئيسية.
========================
صحيفة يني شفق :ماهو السبب الرئيسي لاستهداف الجيش التركي في سورية؟
http://www.turkpress.co/node/28422
محمد أجيت - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
كثف الطيران التركي غاراته بطائرات إف 16 في سورية والعراق الأسبوع الماضي على غير العادة تحت إطار عملية درع الفرات، وبمشاركة ما يقارب 40 طائرة حربية لصد هجمات وتهديدات التنظيمات الإرهابية (بي كي كي، ي بي غي، وداعش) للأراضي التركية القادمة من هذين البلدين.
أما بخصوص العراق، فقد قابل رئيس وزراء إقليم كردستان العراق "نجيرفان برازاني" كلا من رئيس الجمهورية أردوغان ورئيس الوزراء يلدريم في أنقرة بالتزامن مع تهديد وجود تنظيم حزب العمال الكردستاني في سنجار، واتخذ الطرفان موقفا مشتركا ضد وجوده في سنجار.
بعد مرور 100 يوم على عملية درع الفرات شهد الأسبوع الماضي حوادث ساخنة في  الساحة السورية، ففي يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني أي في نفس تاريخ حادثة إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا العام الماضي تم الهجوم على القوات الخاصة التركية المتواجدة لدعم الجيش السوري الحر بالقرب من مدينة الباب.
هل الهدف من هذا الهجوم نسف العلاقات التركية الروسية؟
أصدرت القوات المسلحة التركية بيانا مفصلا حول هذا الهجوم الذي راح ضحيته 4 جنود أتراك وجرح 9، وأعلنت أن طيارتين من نوع "L39 ألباتروس" تابعتين للنظام السوري قد نفذتا الهجوم باستخدام برميلين من المتفجرات بالإضافة إلى استخدام مدافع الطائرة نفسها، وأن هاتين الطيارتين كانتا تستخدمان في عمليات الكشف الجوي.
مما سبق تبين لنا أن كل شيء أصبح واضحا، مع ذلك لم يتحمل النظام السوري مسؤولية هذا الهجوم، وكانت أولى تصريحاته بعدم علمه بهذا الهجوم وأنه سيتحرى عن الموضوع، ومن جهة أخرى صرح مسؤول عسكري رفيع المستوى تابع للنظام السوري بعدم تورط النظامين السوري والروسي في هذه الغارة.
إلا أن الجيش السوري صرح في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى أن وجود قوات تركية على الأراضي السورية يمثل انتهاكا صارخا للسيادة السورية وحذر من إسقاط أي طائرات تركية تدخل المجال الجوي السوري، والآن يراوغ النظام السوري وكأنه ليس لديه أي علم بما حدث، وفي اليوم نفسه سألنا أحد مسؤولي النظام السوري العسكريين التالي: "هل أنتم متأكدون من أن الطائرة المنفذة للهجوم تابعة للنظام السوري؟"، وكان جوابه واضحا: "نعم".
لم يتحمل أحد مسؤولية هذا الهجوم، فيا ترى هل كان الهدف من هذه العملية تخريب العلاقات التركية الروسية من جديد؟
ننتقل إلى السؤال الثاني: من هو المعني الأول والمستفيد من تدهور العلاقات التركية الروسية؟0
إيران المشتبه الأول
أول مشتبه من الممكن أن يتبادر إلى الأذهان هي إيران.
وفي هذا السياق صرح المسؤول العسكري السوري الذي تحدثت معه بأن سبب هذا الهجوم كان استهداف مجموعة خارجة عن منطقة سيطرة نظام الأسد.
كما جرت العديد من المحادثات الهاتفية بين الرئيس أردوغان والرئيس بوتين بعد ثلاثة أيام من الحادثة، لكن ما دار خلال المحادثات الهاتفية كان حول تطورات الوضع السوري ولم تنشر للصحافة أية أخبار تتعلق بتفاصيل الهجوم على العساكر الأتراك.
وفي 25 نوفمبر/ تشرين الثاني أي المكالمة الهاتفية الأولى التي جرت بين أردوغان وبوتين وبحسب مصدر مسؤول من القصر الرئاسي حصلنا على هذه المعلومات: "تطابق آراء أردوغان وبوتين باحتمالية أن إيران خلف هذا الهجوم والهدف منه هو تخريب العلاقات التركية الروسية".
إن الإتصال الذي جرى بين الزعيمين وحديثهما في نفس الموضوع للمرة الثانية، إن دل على شيء فإنه يدل على أن بوتين أرسل إلى أردوغان رسالة مفادها: "نحن خارج هذه اللعبة".
وعلى ما يبدو فإن روسيا لم تعارض تركيا بعمليتها الحالية في مدينة الباب السورية، أي أن احتمال قيام روسيا بعملية مثل هذه من أجل منع سيطرة الجيش السوري الحر المدعوم من الجيش التركي على مدينة الباب أمر غير وارد أبدا.
النتيجة: يوجد خلف هذه التنظيمات الإرهابية عقل مدبر يخطط ويوجه، وفي الحقيقة الفاعل ظاهر، لكن الأهم من ذلك، من يوجه هذا الفاعل؟
فالنظام السوري نظام تابع للنفوذ الإيراني ويخدم المصالح الإيرانية لاغير، ولهذا فإننا نشتبه بهم.
========================
الصحافة العبرية :
هآرتس’: استعادة الجيش السوري حلب نقطة تحول استراتيجي في مسار المعركة
http://www.alahednews.com.lb/132533/80/-هآرتس-استعادة-الجيش-السوري-حلب-نقطة-تحول-استراتيجي-في-مسار-المعركة#.WD6dn-c2vIU
 رأت صحيفة "هآرتس" أن الحرب في حلب لم تنته بعد، مشيرة الى أن إنجازات الجيش السوري وحلفائه في الجزء الشرقي للمدنية تؤشر الى الحسم القريب، بعدما نجحوا أمس الأول ويوم أمس  بمساعدة جوية روسية باستعادة حيين مهمين شمال شرقي المدينة من أيدي المسلحين.
واعتبرت الصحيفة أن السيطرة السورية على حلب تشكل نقطة تحول استراتيجي في المعركة كلها. لأن المدينة مهمة ليس فقط بسبب كبرها ومكانها الجغرافي الواقع على مفترق طرق حيوي بين سوريا وتركيا في الشمال وبين مدينة الرقة عاصمة "داعش" في شرق الدولة بل لأنها أيضًا رمز لما أسمته "المعارضة" ونقطة اختبار عليا لقدرات المسلحين لإملاء مسار المعركة، حسب تعبيرها.
واضافت الصحيفة:"ان حلب تعتبر أيضًا مفترقًا في الصراع بين روسيا والولايات المتحدة، لأن الانتصار في المدينة سيؤشر الى فشل عسكري أمريكي في إدارة المعارك العسكرية ودعم المسلحين. في وقت تسعى فيه روسيا الى الحسم النهائي في حلب قبل أن تبدأ الإدارة الامريكية الجديدة برئاسة دولاند ترامب مهامها".
وبحسب الصحيفة فإن ضعف المسلحين في حلب ناتج عن عدة أسباب والأهم في هذه الأسباب هو غياب الولايات الولايات المتحدة عن الحلبة العسكرية والسيطرة الروسية الكاملة على إدارة مسار المعارك.
وتختم الصحيفة بالتأكيد على أن استعادة حلب تشكل، لمئات آلاف المدنيين أملاً لبداية عملية إعادة إعمار طويلة ومكلفة. كما يبدو أن الاجماع الدولي بحسب الصحيفة يعترف الآن بأن الأسد قد يكون جزءًا من الحل، بشكل خاص على ضوء ضعف المسلحين. وفقًا لذلك ترى الصحيفة أن التوقعات هي أن تجري استعادة حلب بسرعة من المسلحين ما قد يسمح بالانتقال الى المرحلة السياسية.
========================
هآرتس: هذا ما سيحدث عندما تسقط حلب
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1317370-هآرتس--هذا-ما-سيحدث-عندما-تسقط-حلب
قال "تسفي برئيل" محلل الشئون العربية بصحيفة "هآرتس" إن سيطرة قوات النظام السوري على مدينة حلب المحاصرة، من شأنها أن تكون نقطة تحول إستراتيجية في الحرب السورية برمتها، لافتا إلى أن أهمية حلب لا تتأتي من منطلق حجمها كثاني أكبر مدينة سورية أو موقعها الجغرافي على مفترق طرق حيوي بين سوريا وتركيا في الشمال، وبين مدينة الرقة عاصمة داعش في شرق البلاد.
 وأوضح "برئيل" في مقال بعنوان "في العالم انتقلوا من العجز إلى الأمل في سقوط سريع للمدينة"، أن حلب هي رمز المقاومة لنظام الأسد وبؤرة اختبار عليا لقدرة المعارضة المسلحة على فرض مسار الحرب.
كذلك تمثل حلب تقاطع الصراع بين روسيا والولايات المتحدة، فانتصار قوات النظام هناك تمثل فشلا عسكريا أمريكيا في إدارة المعارك ودعم المعارضة.
وتتطلع روسيا لتحقيق حسم نهائي في حلب قبل أن تبدأ الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب ولايتها، وذلك لفرض الحقائق على الأرض، استعدادا لإجراء مفاوضات سياسية ترفض موسكو استئنافها حتى الآن، وكذلك لمنح الأسد إنجازا كبيرا ضد المعارضة. فعندما تسقط حلب في يد النظام، سيكون بإمكان الأسد إملاء شروطه من موقف قوة خلال المؤتمر الدولي الذي لم يتحدد بعد موعد إجرائه.
وبحسب "برئيل" هناك عدة أسباب لضعف المعارضة في حلب، أهمها غياب الولايات المتحدة عن الساحة العسكرية والاستحواذ التام لروسيا على إدارة مسار المعارك. فقد تخلت إدارة أوباما عن الساحة، وكذلك عن الدعم الذي وعدت به المعارضة عندما أعلنت الحرب على داعش كهدف نهائي.
 هذه الوعود فرضت على تنظيمات المعارضة "المعتدلة"، وتحديدا الجيش السوري الحر، الاستراتيجية التي بموجبها يتعين عليهم، تجنب قتال الأسد، والاكتفاء بالدفاع عن الخطوط الحدودية بين سوريا والأردن وتركيا.
اضطر الجيش السوري، الذي تموله السعودية والولايات المتحدة بشكل رئيسي، للإذعان للخطة الأمريكية، وعلاوة على ذلك بدأت المساعدات التي يتلقاها من إدارة أوباما تتقلص. نتيجة لذلك استعان بشراكته مع تنظيم "جبهة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا)، الموالي للقاعدة.
هذه الشراكة قدمت لروسيا ذريعة لضرب الجيش السوري الحر، بدعوى تعاونه مع تنظيم "إرهابي". وحتى وقت قريب فشلت مساعي الإدارة الأمريكية في إقناع الجيش الحر بالانفصال عن جبهة تحرير الشام، لكن وفي ظل النجاحات التي يحققها جيش الأسد في حلب، يتوقع أن ينسحب الجيش الحر من أجزاء بشرق المدينة، ليمهد بذلك الطريق لاستمرار احتلالها من قبل قوات النظام.
دفع الضعف العسكري للجيش الحر مليشيات أخرى إلى اتخاذ قرار بالانضمام لقوات الأسد، وهو ما ألحق ضررا كبيرا بقوة الجيش الحر. حدث تحول هام آخر، تمثل في انضمام قوات الدفاع الشعبي الكردي (وحدات حماية الشعب الكردي) التي احتلت أحد أحياء المدينة، لجيش الأسد، وذلك رغم اعتراض النظام السوري على الطموحات الكردية بإقامة منطقة حكم ذاتي في سوريا.
من المحتمل أن يكون تعاون الأكراد السوريين مع الأسد جاء على أمل أن يسمح النظام للأكراد السوريين بإقامة إقليم مستقل على طول الحدود مع تركيا، عندما تنتهي الحرب.
 من المشكوك فيه إن كان هذا الأمل سيتحقق عند انتهاء الحرب، لكن في الوقت نفسه قد يعتمد الأكراد على مساعدة الروس في الحرب التي تشهدها الآن المناطق الكردية السورية.
اصطفاف الأكراد السوريين إلى جانب الأسد يقسم بشكل كبير قوات المعارضة، علاوة على أن هناك معارك دائرة بين الأكراد والجيش السوري الحر على خلفية المساعدات التي يقدمها الأخير لتركيا في الحرب على احتلال القطاع الحدودي بين تركيا وسوريا، لوقف إمكانية أن يمنح التعاون السوري- الكردي للأكراد دعما في جهودهم لإنشاء إقليم حكم ذاتي على الحدود مع تركيا.
وحتى الآن، لم تنته معركة حلب، لكن "إنجازات" نظام الأسد والمليشيات التابعة له في الجزء الشرقي للمدينة تشير إلى حسم قريب. نجحت قوات الأسد أمس الاثنين 28 نوفمبر، وأمس الأول- بغطاء جوي روسي، ومساعدة القوات الكردية التي تسيطر منذ فترة على أحياء بشمال المدينة- في احتلال اثنين من الأحياء المهمة من يد المعارضة بشمال شرق المدينة.
 وفقا لتقديرات عناصر في المعارضة، خسرت قوات المعارضة نحو نصف الأراضي التي كانت تسيطر عليها بشرق المدينة، وذلك بعدما سقطت منطقة غرب حلب منذ فترة بيد النظام السوري.
تشير تقارير ميدانية إلى أن الآلاف من سكان المدينة الذين كانوا محاصرين شرقها، تمكنوا من الفرار للجزء الغربي وللحي الذي يسيطر عليه الأكراد.
 على ما يبدو سوف تشهد الأيام القادمة، تزايد معدل نزوح المواطنين، الذين يمكنهم الحصول بعد نحو نصف عام على مساعدات إنسانية ورعاية طبية، لكن أكثر من 200 ألف مواطن مازالوا محاصرين داخل ساحة المعارك بين قوات المعارضة والنظام.
وختم محلل "هآرتس" تحليله بالقول :”بالنسبة للمئات من المواطنين في حلب، يمكن أن يمنحهم احتلال المدينة على يد الأسد أملا لبداية عملية إعادة إعمار طويلة ومكلفة. على ما يبدو بات الإجماع الدولي يعترف بأن الأسد يمكن أن يكون جزءا من الحل، خاصة في ظل عجز المعارضة. بناء على ذلك فإنه من المتوقع أن يحدث احتلال حلب بسرعة ليكون بالإمكان الانتقال للمرحلة السياسية".
========================
الصحافة الروسية والفرنسية :
ايزفيستنايا: ما سر تواجد القوات المصرية في سوريا؟
http://arabi21.com/story/963748/ايزفيستنايا-ما-سر-تواجد-القوات-المصرية-في-سوريا#tag_49219
عربي21 - صبرين زهو# الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 05:34 م 1219
نشرت صحيفة "ايزفيستنايا" الروسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن حقيقة مشاركة الجيش المصري في القتال "ضد الأرهاب" إلى جنب مع قوات النظام السوري.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العلاقات السورية المصرية تشهد تطورا في الفترة الأخيرة، خاصة بعدما أكدت مصادر موثوقة؛ التعاون العسكري الذي يجمع بين الجانبين على الأراضي السورية.
وذكرت الصحيفة أنه من المرجح أن يستمر هذا التعاون العسكري بين النظامين في سوريا ومصر، حيث أكد مصدر آخر من الجيش الروسي وجود عدد من القوات التابعة للجيش المصري في سوريا، بهدف "التصدي للإرهاب جنبا إلى جنب مع القوات السورية داخل الأراضي السورية"، وفق الصحيفة الروسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن جميع الأطراف المنخرطة في الحرب في سوريا؛ تدرك أن التدخل المصري في هذا الصراع، سيغير الكثير من المعطيات في المشهد السياسي والعسكري في سوريا، وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
وقالت الصحيفة إنه وفقا لوسائل إعلام عالمية، فإنه لا يمكن إنكار وجود قوات عسكرية أجنبية على الأراضي السورية، خاصة من تلك البلدان التي تحكمها مصالح إقليمية وجيوسياسية في المنطقة، على غرار مصر. في المقابل، ذكرت مصادر مطلعة أن النظام السوري مستعد لاستقبال الدعم العسكري من كل بلدان العالم العربي من أجل مواجهة تنظيم الدولة، و"تطهير المنطقة من الإرهاب"، كما تنقل الصحيفة.
ونقلت الصحيفة أنه في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، وردت معلومات مؤكدة تفيد بهبوط طيارين عسكريين مصريين في مطار حماة السوري، في إطار عمليات الدعم العسكري، كما نشرت مجموعة من التقارير التي تؤكّد المحادثات التي جمعت كبار الدبلوماسيين المصريين مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
من جهة أخرى، نشرت مؤخرا إحدى الصحف الإيرانية؛ معلومات حول تواجد الجيش المصري في سوريا. كما أكدت المعارضة السورية، صحة هذه المعلومات، كما تقول الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن عبد الفتاح السيسي دعا، خلال مقابلة مع إحدى القنوات البرتغالية، إلى مزيد دعم قوات النظام السوري.
وبيّنت الصحيفة أنه منذ الأشهر القليلة الماضية، بدأت العلاقات بين النظام السوري والمصري تسير نحو الأفضل، إذ قام مدير جاز الأمن الوطني السوري، علي مملوك، بزيارة إلى مصر في 17 من تشرين الأول/ أكتوبر، اجتمع خلالها بنائب رئيس المخابرات، خالد فوزي، ومجموعة من الممثلين عن أجهزة الأمن المصري رفيعي المستوى.
في المقابل، يظهر دعم السيسي للنظام السوري؛ عندما صوتت مصر في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر على مشروع قرار روسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما أدى إلى توتر العلاقات المصرية السعودية، نظرا لاختلاف وجهات النظر بينهما حول هذه المسألة السورية.
وفي هذا السياق، رأى الخبير السياسي، نواف إبراهيم، أن وجود القوات العسكرية المصرية في سوريا؛ أمر منطقي جدا ومتوقع في مسار تطور العلاقات بين الجانبين.
وقال إنه بما أن تفاقم الأوضاع في سوريا سيؤدي بشكل من الأشكال إلى تنامي الفوضى داخل الأراضي المصرية، فإن الدعم العسكري المصري لسوريا يعد مجرد خدمة لمصالح القاهرة.
========================
البايس: نساء سوريا ضحايا للاستغلال الجنسي في لبنان
http://arabi21.com/story/963784/البايس-نساء-سوريا-ضحايا-للاستغلال-الجنسي-في-لبنان#tag_49219
عربي21 - وطفة هادفي# الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 08:23 م 0
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن إساءة المعاملة والاستغلال الجنسي الذي تنتجه كل الحروب، آخرها الحرب في سوريا التي تقع بعض لاجئاتها ضحايا لشبكات الاتجار بالبشر في البلدان الأوروبية ودول مجاورة، على رأسها لبنان.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن التاريخ يعيد نفسه، ففي سنة 2003، عانت اللاجئات العراقيات في سوريا من الاستغلال الجنسي، وفي الوقت الراهن، تعاني لاجئات سوريات، لا سيما القاصرات، من هذه الظاهرة في لبنان.
وأضافت الصحيفة أنه بعد غزو العراق سنة 2003، أصبحت النساء الفارات من الحرب في العراق تغذين خزائن الأحياء الفقيرة المتآكلة في ضواحي دمشق، والتي تزدهر فيها شبكات الاستغلال الجنسي، بعد بيع إحداهن من قبل أبيها، أو خداعها من قبل صديقها ببساطة، أو بعد تضحية الأم بإحدى بناتها لتسديد نفقات باقي أفراد الأسرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأيام القليلة الماضية، فككت قوى الأمن الداخلي اللبنانية شبكة استغلال جنسي متواجدة في جونيه، المنطقة المسيحية التي تزدهر فيها الملاهي الليلية.
وحول هذه الحادثة، كشف رضوان، وهو اسم مستعار لأحد عناصر الشرطة الذين شاركوا في هذه العمليات، أن "المسؤولة عن شبكة الدعارة كانت تستعين برجلين لتجنيد الفتيات، أحدهما لبناني والآخر سوري، وهي تعمل في هذه المنطقة منذ عشر سنوات".
وأوردت الصحيفة أنه في شهر آذار/ مارس الماضي، فككت الأجهزة اللبنانية أكبر شبكة للاتجار بالنساء في تاريخ لبنان. فقد تم الكشف عن ملجأ يضم حوالي 75 امرأة، أغلبهن تحملن الجنسية السورية، حيث استعملت ضدهن القوة والضرب من أجل استغلالهن جنسيا، حيث تم احتجازهن بالقوة في هذا المكان.
وتعليقا على هذه الحادثة، قالت إحدى العاملات بمنظمة "كفى عنفا واستغلالا" اللبنانية، إن "هذه هي المرة الأولى التي تعتبر فيها النساء ضحايا، في مثل هذا النوع من القضايا"، مضيفة أنه "في لبنان، عادة ما يتم تطبيق نفس العقاب على مختلف عناصر شبكات الدعارة".
وأشارت إلى أن "غالبية الضحايا السوريات، اللاتي تم استقبالهن في المراكز التابعة للمنظمة، اخترن العودة إلى عائلاتهن في سوريا، فيما طلبت اثنتان منهن فقط تسوية أوضاعهما من أجل إعادة توطينهما في إحدى البلدان الأوروبية بمساعدة الأمم المتحدة".
وبيّنت الصحيفة أن لبنان يعتبر دولة رائدة إقليميا في مجال التشريعات القانونية، حيث أصدر في سنة 2011 قانونا يدين الاتجار بالنساء، وينص على أن "النساء المنخرطات في شبكات الاستغلال الجنسي هن ضحايا، في حال تبين أن عملية التجنيد كانت بطريقة قسرية".
ويتم دمج الضحايا في المجتمع اللبناني مع توفير الرعاية النفسية، حيث تضطلع بهذه المهمة منظمتان غير حكوميتان، هما "كفى" و"كاريتاس".
كما تزدهر ظاهرة الاستغلال الجنسي للنساء السوريات في منطقة البقاع التي لجأت إليها أعداد كبيرة من السوريين.
وذكرت الصحيفة أنه في هذه المنطقة الريفية والحدودية مع سوريا، وبعيدا عن مراقبة الشرطة، أصبح "الاستغلال القانوني" للاجئين منتشرا بكثرة. فالاتجار بالنساء، وتعدد الزوجات خاصة في صفوف الأرامل السوريات، والقاصرات اللاتي لا تتجاوز أعمارهن 14 سنة، جعل من النساء السوريات "ضحايا الحاجة"، إذ يتم تسليمهن من قبل الآباء أو الإخوة.
========================
«ليستوار» الفرنسية: كيف تبدّدت فرصة إنشاء الدولة الكرديّة في 1920؟
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/18811504/كيف-تبدّدت-فرصة-إنشاء-الدولة-الكرديّة-في-1920؟
جوردي تيجيل
الحياة
في 1920، كاد الأكراد يحوزون دولة خاصة بهم، ولم يكونوا يوماً أقرب الى حلمهم هذا. لكن بعد 3 سنوات، تبدد الاحتمال هذا. لكن ما السبيل الى فهم إخفاق النخب القومية الكردية في الفوز بدولة خاصة بهم، في وقت كان السياق الدولي يبدو مواتياً على وقع تقطيع أوصال السلطنة العثمانية وبحث القوى الغربية عن حلفاء محليين؟ والنخب الكردية ترمي لائمة الإخفاق كلها على القوى الأوروبية ووعودها الكاذبة. لكن واقع الأمور أكثر تعقيداً وتركيباً. والسبيل الى جواب مركب هو احتساب عوامل هي، في آن واحد، خارجية (مصالح الغربيين المتباينة، وانتصارات مصطفى كمال العسكرية) وداخلية (انقسام اللجان الكردية) ومسارات تاريخية سابقة (الإبادة الأرمنية، والشقاق القبلي والديني الكردي). ففي السلطنة العثمانية، لم تكن الهويات الكردية مهددة تهديداً مباشراً، على رغم قمع اسطنبول الأمراء الأكراد المتمردين وثورات قادها شيوخ صوفيون. لكن القمع لم يرم الى اجتثاث الإتنية الكردية، بل الى طمس كل نزعة انفصالية والحؤول دون بروز سلطة منافسة تجبه السلطة المركزية. لذا، أطاح السلطان العثماني في القرن التاسع عشر الأمراء الأكراد، وتوجه الوجهاء الأكراد الى المنفى في ولايات السلطنة أو خارجها. والحملة الأخيرة للسيطرة على كردستان أطاحت بدرخان بيه في 1847. ونجمت عن الفراغ إثر إطاحة السلالات الكردية، فوضى في نهاية القرن التاسع عشر، فاعتمد السلطان على تحالفات قبلية كردية واسعة مقابل الولاء له. وعليه، أسس السلطان عبدالحميد الثاني فوج الحميدية من القبائل، ومنحها امتيازات (تسلح، وإعفاء من الضريبة، وشبه حصانة قضائية) مقابل حماية السلطنة من الأخطار الخارجية (النفوذ الروسي على الحدود الشمالية – الشرقية) والداخلية (الأرمن). وكانت أسر نخباء كردستان مقربة من النظام. والمثقفون المتحدرون منها شغلوا مناصب في الإدارة العثمانية، وكانت علاقاتهم بكردستان بترت قبل عقود وصاروا أقرب الى نخب العاصمة من عامة الأكراد في أطراف السلطنة. وعلى رغم تناول مناقشاتهم الإدارة الذاتية والاستقلال، كانوا وثيقي الصلة بالجسم الإداري العثماني السياسي والاجتماعي.
وإثر ثورة «تركيا الفتاة» في 1908، شكّل وجهاء أكراد «الجمعية الكردية للتعاون والتقدم» وجهازاً إعلامياً. وأهداف اللجنة أو الجمعية هذه كانت متواضعة ومعتدلة: دعم الحركة الدستورية وضمان تقدّم أكراد اسطنبول وتعليمهم، وتمتين العلاقات بالشعوب العثمانية الأخرى لإنقاذ السلطنة. وفي هذه المرحلة الاتحادية (1908 - 1918)، تمسك المثقفون والوجهاء وشيوخ القبائل والشيوخ الأكراد بالوحدة العثمانية تحت راية السلطنة. فالأكراد، وهم في شطر راجح، مسلمون سنّة، ينتمون الى الملة الحاكمة شأن السلطان ومعظم الأتراك والعرب، على خلاف المسيحيين واليهود. لكن مع الإصلاحات الإدارية والسياسية الليبرالية المعروفة بـ«تنظيمات» (1839 - 1876)، تغيرت العلاقات بين الجماعات العثمانية. فهذه الإصلاحات حاكت النموذج الغربي، وطمحت، من جهة، الى المساواة بين الأفراد أمام القانون من غير تمييز بين الألسن المختلفة ولا الديانات. لكن، من جهة أخرى، أقرت الحقوق الجماعية للملل غير المسلمة ولسانها الأرمينية واليونانية والآرامية... فشعرت الجماعات هذه بأنها على حدة. ولم تستسغ النخب السنّية، والنخب الكردية منها، الإصلاحات هذه. وتفاقمت الأمور مع تعاظم تدخل القوى الأوروبية في أطراف السلطنة وتسميم (تعكير) العلاقات بين الأرمينيين والأكراد في الأناضول الشرقي. و»المسألة الشرقية»، وهي وثيقة الصلة ببروز «تنظيمات» القرن التاسع عشر، هي مسألة أرمنية – كردية، ومسألة زراعية: فنهاية الإمارات الكردية ساهمت في استيلاء النخب المدينية وشيوخ القبائل الكردية على شطر واسع من الأراضي، على حساب الفلاحين وصغار الملاكة الأرمن. وفي خريف 1895، شارك فوج الحميدية الكردي في مجازر واسعة ضد الأرمن في المناطق الأرمنية – الكردية. وفي 1915، في وقت دخلت اسطنبول الحرب العالمية الأولى الى جانب ألمانيا، تحالف زعماء أكراد مع السلطات العثمانية لترحيل الأرمن وإبادتهم. وانتهى تعايش الشعبين (الأرمني والكردي) في محافظات شرق السلطنة.
والهوية العثمانية التي أعلى شأنها إصلاحيو القرن التاسع عشر، ذوت، وتربعت أيديولوجية «حركة التتريك» (الطورانية) محلها. فعمت المشاعر القومية القادة الاتحاديين قبل أن تتفشى في أوساط النخب العربية والألبانية والكردية، في مطلع القرن العشرين. وفي تشرين الأول (أكتوبر) 1918، آذن وقف إطلاق نار بين الحلفاء والعثمانيين المهزومين، بصحوة كردية في اسطنبول. واتسمت الدعوة التنظيمية الكردية بنفحة قومية مع تأسيس جمعية نهضة كردستان (جمعية «تعالي كردستان») في كانون الأول (ديسمبر) 1918. واستند برنامج هذه الجمعية الى المبادئ الويلسونية الأميركية: حق الأمم في تقرير المصير. ونشرت الجمعية صحيفة «جين» أو «يان» (الحياة)، وتبلورت فيها القومية الكردية المعاصرة. وأمام احتمال حيازة دولة أو إدارة ذاتية، وجد الأكراد أنفسهم أمام أسئلة وجودية مثل: من هم الأكراد؟ كم عددهم؟ وما حدود كردستان؟ وما هو ميزان الهوية الكردية (اللغة، الديانة، الانتماء القبلي)؟ وفي 1918، احتل الحلفاء الولايات العربية في السلطنة العثمانية، في وقت كان شطر راجح من كردستان لا يزال تحت الوصاية العثمانية.
وحين احتل الحلفاء اسطنبول في تشرين الثاني (نوفمبر) 1918، اتصلت جمعية النهضة الكردية، بالفرنسيين والبريطانيين من أجل الدفاع عن طموحات «الأمة الكردية». واستقلال كردستان كان مسألة شائكة شقت صفوف الجمعية. فمؤيدو الاستقلال الشامل التفوا حول أمين علي بدرخان في مواجهة أنصار سيد عبدالقادر، الذين رفعوا لواء إدارة ذاتية في الدولة التركية – العثمانية الوليدة. وسوغ هؤلاء موقفهم بالروابط الدينية بين الكرد والأتراك، وعارضوا مشروع إنشاء دولة أرمينية في مفاوضات السلام بباريس.
وعلى خلاف التوقعات، أبرم الجنرال شريف باشا، ممثل الجمعية الكردية هذه، اتفاقاً مع بوغوس نوبار باشا الأرمني، ورمى الاتفاق هذا الى إنشاء أرمينيا وكردستان مستقلّتين. وبعد تمسّك كل من الوفدين الأرمني والكردي بكامل الأراضي في شرق تركيا المعاصرة، توصلا الى مساومة نزولاً على الضغط الأوروبي. وأمل شريف باشا بأن يحمل قبوله «خسارة» أراضي الغربيين المتعاطفين مع الأرمن على القبول بإنشاء دولة كردية. وصودق على التفاهم هذا في اتفاق سيفر في 10 آب (أغسطس) 1920، المبرم بين السلطنة العثمانية والحلفاء. وهو نص على استقلال محلي للمناطق التي يهيمن عليها الأكراد، وذكر في البند 64 قيام دولة كردية مستقلة. لكن اتفاق سيفر لم يطبق. وتحالفت قبائل كردية سنية مع الثوار الأتراك، على رأسهم مصطفى كمال، ورفضت اتفاق سيفر، واقتطاع أراض وإنشاء كيان أرمني. وشارك الأكراد في الحملات العسكرية على القوات الفرنسية والميليشيات الأرمنية في كيليكيا.
فخشي زعماء أكراد أن يلقوا مصير موظفين عثمانيين سيقوا منذ 1919 الى محاكم عسكرية واتهموا بالتواطؤ في إبادة الأرمن. وإنشاء دولة أرمينية يقتضي إعادة الأكراد أراضيَ صادروها من الأرمن في 1895 و1915. لذا، حارب كثر منهم اتفاق سيفر وتخلوا عن مشروع الدولة الكردية مخافة الصدوع بولادة أرمينيا الكبرى، على نحو ما ينص الاتفاق. وساهم التباين بين الحلفاء وبين الأكراد من جهة، وتقدم الجيوش القومية التابعة لأنقرة، من جهة أخرى، في التفاوض مجدداً على اتفاق سيفر. ففي الغرب، هزم الأتراك الجيش اليوناني، وفي الشرق، قمعت قوى موالية لمصطفى كمال انتفاضة العلويين الأكراد في آذار (مارس) 1921، في وقت تراجعت القوات الفرنسية في كيليكيا أمام الجنود الأتراك والميليشيات الكردية. وانسحبت من الأراضي التركية القوات الإيطالية واليونانية والفرنسية بين 1920 و1921. ومنذ 1922، كان البريطانيون مستعدين لبحث شروط السلام مع حكومة مصطفى كمال. وفي تموز (يوليو) 1923، أبرم الوفد التركي مع الحلفاء اتفاق لوزان الذي خلا من أي إشارة الى دولة كردية أو دولة أرمنية.
لكن اتفاق لوزان لم يبت مستقبل ولاية الموصل التي احتلها البريطانيون في 1918، وكان الأكراد يغلبون عليها الى جانب جماعات كبيرة من العرب والتركمان والمسيحيين. ومرآة التباين بين الأتراك والبريطانيين في اتفاق لوزان، نص برقية أرسلها عصمت إينونو الى رئيس الوزراء التركي مفادها: «الموصل في أعيننا مسألة (أمن) قومي، وفي أعينهم (البريطانيون) مسألة بترول». ومنذ 1921، رجحت السلطات البريطانية كفة ضم الموصل الى العراق «العربي» لأسباب جيو – سياسية. فلجأت تركيا وبريطانيا العظمى الى عصبة الأمم لبت الخلاف. فأقرت العصبة ضم الموصل الى العراق، في كانون الأول (ديسمبر) 1925. وارتسمت في عشرينات القرن الماضي، معالم وضع الأكراد الجديد: التشرذم بين تركيا والعراق وسورية تحت الانتداب الفرنسي، وإيران التي لم يشملها اتفاقا سيفر ولوزان سعت الى دمج الأكراد في «الغالبية» الفارسية. فدفن مشروع الدولة الكردية.
 
 
* أستاذ – باحث في كلية التاريخ الدولي في معهد الدراسات العليا الدولية والتنموية في جنيف، عن «ليستوار» الفرنسية، 11/2016، إعداد منال نحاس.
========================
لوفيغارو الفرنسية :جورج مالبرونو : انتداب روسي أم سيادة إيرانيّة – روسيّة مشتركة في سورية؟
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/18811497/انتداب-روسي-أم-سيادة-إيرانيّة-–-روسيّة-مشتركة-في-سورية؟
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٣٠ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
تُرسى أسس نظام انتداب روسي في سورية، بعد عام على التدخل الروسي العسكري من أجل إنقاذ نظام بشار الأسد. «فالروس يمسكون بمقاليد القرار الرئيسية، لكن هذا ليس بيسير»، يقول خبير أجنبي في دمشق لا يرغب في الإفصاح عن اسمه. والجيش وأجهزة الاستخبارات هما في مرمى الروس. «وإثر تقييم عمل عدد من القادة، نجح الروس في فرض بدائل عنهم، لكنّ بعضاً آخر لا يزال في عمله»، يقول الخبير. ونزولاً على طلب الروس، استبدل بشار الأسد قائد الحرس الجمهوري، اللواء بديع (مصطفى) علي، بطلال مخلوف. وفي عالم أجهزة الاستخبارات، ليس علي مملوك، رئيس مجلس الأمن القومي النافذ، رجل موسكو، بل رجلها هو اللواء ديب زيتون (رئيس شعبة الاستخبارات العامة) الذي زار أخيراً إيطاليا ومصر. والروس لا يأمنون جانب المملوك ويحذرون منه، على رغم أنهم يستقبلونه دورياً. «فهو رجل الأسد، وخبرته كبيرة، وليس طيعاً»، يقول رجل أعمال مقرب من السلطة.
ووجّهت موسكو سهام النقد الى الطريقة الإيرانية أو النهج الإيراني الذي يتوسل بميليشيات للتعويض عن نقص عدد السوريين الراغبين في القتال. ورغبت في وقت أول، في إنشاء جيش جديد يمتص الميليشيات ويدربها. وبعد أكثر من عام من مساعي إعادة هيكلة الجيش السوري، أنجز الروس ما يسعون إليه. والثلثاء الماضي (في 22 الشهر الجاري)، أعلن عن إنشاء القوة الخامسة المؤلفة من عشرات آلاف المتطوعين الذين يتقاضون بدل عملهم بالدولار. «لم يشأ الروس التعامل مع الميليشيات. لكنهم لم يوفّقوا»، يقول مسؤول في النظام. واليوم، تضطر روسيا الى الاستعانة بقوات مكملة من خارج الجيش، على غرار لواء القدس من مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين، على أطراف حلب. وفي الماضي القريب، كانت إيران تدرب اللواء هذا وتسلّحه. لكن رجاله اليوم يعتمدون مالياً ولوجيستياً على الروس.
وعلى شاشة كمبيوتره المحمول في مركز تحت الأرض في حلب، يردد أحمد، مسؤول الأمن السياسي، كلمات بالروسية يذكرها من إعداده المهني على يد جهاز الاستخبارات السوفياتية السابق، «كي جي بي»، بينما يريه أحد العملاء صور صفحات فايسبوكية ابتكرت للتواصل مع جواسيس في صفوف الثوار شرق حلب. وروسيا يشغلها رأي سكان حلب الشرقية في تدخّلها العسكري. لذا، أنشأت خلية مراقبة إلكترونية في قاعدة حميميم الجوية الساحلية. وفي هذه الخلية، يراقبون كل ما يقال على شبكات التواصل الاجتماعي في المناطق المنتفضة، يقول عسكري سوري يتواصل مع الروس. و»بعد الرصد، ينقلون إلينا النتائج، للتنسيق».
وتقاسم الروس والإيرانيون سورية: الشطر الجنوبي – الغربي في يد الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله»، والشطر الشمالي – الغربي وتدمر في يد رجال الكرملين الذي يشيدون على مقربة من المدينة الأثرية قاعدة عسكرية. وضمن الضباط الروس خروج الثوار من داريا وترحيلهم من ضاحية دمشق الى إدلب، في شمال – غرب سورية التي تقصفها روسيا. وفي قدسيا، أشرف الجيش السوري على خروج المتمردين، في وقت يمسك «حزب الله»، على مقربة من الحدود اللبنانية، بمقاليد مضايا والزبداني. ولا يخفي الضباط السوريون التباين مع الروس. «نرغب في استعادة سورية كلها، بينما الروس يكتفون بسورية المفيدة»، يقول مقرب من بشار الأسد. وترمي موسكو الى استعادة المدن الأخيرة والضواحي المحيطة بها وشبكة أنابيب النفط والغاز في البلاد، وترك الأرياف والصحراء للثوار. والتكتيك هذا يعيد الى الأذهان النهج الجزائري في مكافحة «الجماعة الإسلامية المسلحة». ويشعر محيط الرئيس السوري بالامتنان للروس. فهم أنقذوهم في صيف 2015، لكن أحد مستشاري الأسد لا يخفي قلقه، ويقول: «نحن لا نتحكم بمسار المفاوضات» على مرحلة انتقالية. ويبدو أن المستشار هذا يخشى أن يتخلى الحليف الروسي عن سيد دمشق.
وفي الربيع، اضطرت الاستخبارات الروسية الى التدخل والطلب من «حزب الله» ودمشق وقف أعمال بنى تحتية عسكرية بدأت الميليشيا الشيعية بحفر أنفاقها على مقربة من الجولان المحتل. فموسكو حريصة على علاقاتها برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وأفلحت في ثني حلفائها عن إنشاء قاعدة خلفية لنزاع مقبل مع تساحال. وتواجه الروس والإيرانيون حول مسألة تعيين حرس الرئيس الأسد، وهو مؤلف من سوريين وإيرانيين.
لكن، أهو انتداب روسي؟ أم سيادة مشتركة روسية – إيرانية؟ مهما كانت الصيغة، لا مناص من قبول الهيمنة الروسية، والأسد لا يسعه المناورة. فهو في حرب، يقول ديبلوماسي عربي في دمشق. وعلى رغم أن الروس قادرون على توجيه دفة الشؤون العسكرية، لن يساهموا في إعادة الإعمار. وفي الأشهر الأخيرة، سرعت موسكو وتيرة خططها العسكرية لتضع دونالد ترامب أمام الأمر الواقع، قبل استلامه مقاليد الحكم. وسعت موسكو الى إرضاء حلفائها الأكراد، فأعدت دستوراً جديداً وسمته بدستور الجمهورية السورية، وليس الجمهورية العربية السورية. وفي طرطوس، يحوّل الجيش الروسي المنشآت العسكرية الى قاعدة بحرية دائمة، وهو نشر الدرع المضادة للصواريخ أس - 300 في حميميم لتكمل عمل منظومة الصواريخ «أس - 400». ويسعى بوتين الى تحييد دول الجوار. فهو استمال مصر، وفاز بصمت الأردن وإسرائيل مقابل تحييد «حزب الله»، وفاوض الأتراك على تغيير سياستهم في الصيف الماضي. و»من قاعدة حميميم، رصدت الاستخبارات الروسية معلومات مفيدة عن محاولة الانقلاب على أردوغان سلّمتها الى الأتراك»، يقول الديبلوماسي العربي. لكن إبعاد أنقرة وتحييدها ليسا مضمونين، على رغم أن الأتراك وعدوا الروس بألا يتجاوز تدخّلهم في سورية 12 كلم»، يقول مقرب من الأسد. لكنهم نكثوا بوعدهم والثوار يتقدمون نحو الباب.
*مراسل، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 24/11/2016، إعداد منال نحاس
========================