الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 29/6/2016

سوريا في الصحافة العالمية 29/6/2016

30.06.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. فايننشال تايمز: تركيا تسعى للخروج من عزلتها الدولية
  2. واشنطن بوست :برنامج تدريب أميركي جديد لسوريين
  3. وول ستريت جورنال :تنظيم الدولة وأساليب هوليود لجذب الشباب الغربيين
  4. دينيس روس: جرائم إيران في سوريا ساهمت في ظهور "داعش"
  5. معهد واشنطن :جاذبية تركيا وحيلتها الإقليمية: الدوافع والتوقّعات
  6. ناشونال إنترست  :هل حان الوقت لرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط؟
  7. الأكسبريس: لا حل يحول دون انفجار عالمي دون إجبار الأسد على التنحي عسكريا
  8. الاخباري التركي :هاكان أكصاي :أردوغان يعتذر ويتراجع عن سياسته
  9. افتتاحية – (نيويورك تايمز) 22/6/2016 :الإغراء الخادع للتدخل العسكري في سورية
  10. الموندو: إذا قرر تنظيم داعش قتلك فلا يمكنك الفرار
  11. نيويوركر: حوار مع السفير روبرت فورد حول تمرّد خبراء الخارجية الأمريكية على سياسات أوباما
  12. نيو إيسترن أوت لوك :معركة حزب الله الوجودية في سوريا
  13. ميدل إيست مونيتور :كيف ستكون سياسة هيلاري في الشرق الأوسط؟
 
فايننشال تايمز: تركيا تسعى للخروج من عزلتها الدولية
كتبت فايننشال تايمز في افتتاحيتها أن تركيا وجدت نفسها معزولة دوليا بشكل متزايد ومجردة من الحلفاء في منطقة تشتعل فيها النيران، ولذلك عدّت جهود أنقرة لرأب الصدع مع إسرائيل وروسيا مؤشرا على تحول مرحب به بعد سنوات من انتكاسات السياسة الخارجية الناجمة -جزئيا على الأقل- عن هيمنة مبالغ فيها.
وأشارت الصحيفة في ذلك إلى تحولين مهمين خلال بضعة أيام؛ الأول توقيع اتفاق مع إسرائيل ينهي النزاع الملتهب بشأن قتل ناشطين أتراك على أسطول المساعدات إلى قطاع غزة عام 2010، وما يتمخض عن الاتفاق من فوائد كبيرة للجانبين.
والثاني هو جهود أنقرة للتقارب مع روسيا عقب رسالة مفاجئة من الرئيس رجب طيب أردوغان عبّر فيها عن أسفه لإسقاط طائرة روسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وما يمكن أن يعقب هذا التقارب من فوائد كبيرة للاقتصاد التركي الذي تأثر كثيرا من توتر العلاقات بين البلدين.

وأشادت الصحيفة بكسر الجمود بين تركيا وموسكو بأنه خطوة مبدئية نحو إصلاح أضرار جسيمة، وأنها إذا اتبعت بعناية فمن الممكن إزالة أحد مصادر عدم الاستقرار في منطقة تزخر بالكثير والمساعدة في تعزيز الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل للصراع في سوريا.
 
وختمت الصحيفة بأن عودة البراغماتية للدبلوماسية التركية مشجعة لسوريا، وأنها لكي تلعب دورا أكثر إيجابية في البحث عن حل سياسي يجب على الحكومة أيضا أن تنظر في داخلها، وتبذل جهودا حقيقية لحل الصراعات الداخلية التي ساعدت هي في إعادة إشعالها.
وفي السياق، أشار مقال بالصحيفة نفسها إلى أن هذه الخطوة المفاجئة توحي بأن الرئيس أردوغان يتبنى نهجا جديدا أكثر ميلا للمصالحة في السياسة الخارجية بعد "الفترة المشؤومة" التي اتسمت بالعزلة والتوترات مع حلفاء سابقين.
ورأت الصحيفة أن العودة إلى فلسفة أكثر واقعية من قبل عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وقوة إقليمية تمتد في أوروبا والشرق الأوسط ستكون خطوة إيجابية نادرة في منطقة يشوبها عدم الاستقرار، وخطوة محتفى بها من قبل الدبلوماسيين والمستثمرين الأجانب.
======================
واشنطن بوست :برنامج تدريب أميركي جديد لسوريين
قالت صحيفتا واشنطن بوست وواشنطن تايمز إن برنامجا أميركيا جديدا للتدريب العسكري لسوريين بأهداف جديدة بدأ قبل ستة أشهر، درب أقل من مئة متدرب فقط حتى الآن.
وأوضحت واشنطن بوست أنه وبعد الانتكاسات العديدة لبرنامج التدريب السابق الذي كان يهدف لإنشاء جيش من المقاتلين السوريين من الصفر، وافق المسؤولون في البنتاغون على منهج جديد يتلخص في تدريب عدد قليل من القادة أو المسؤولين الرئيسيين الآخرين من الوحدات المحلية الذين بإمكانهم العمل كنقاط اتصال مع القوات الأميركية وقوات الحلفاء التي تهاجم تنظيم الدولة الإسلامية من الجو.
وأضافت أن المقاتلين السوريين الذين تدربوا وفقا للبرنامج الجديد يعتبرون مقاتلين متخصصين يصفهم الأميركيون بأنهم "راصدون" أكثر من كونهم جنود مشاة عاديين.
وقال أحد المسؤولين إن ما يبحث عنه البنتاغون حاليا هو اختيار "من يستطيعون تمكين الآخرين" من وحدات معينة لتدريبهم وإعادتهم لوحداتهم من أجل توفير المعلومات لقوات التحالف لتمكينها من استهداف قوات تنظيم الدولة.
منهج جديد
وأشارت الصحيفة إلى أن نتاج البرنامج الأول قبل إيقافه كان إضافة ضئيلة لبرنامج الخطة الأولى وذلك بعد شهور من العمل وإنفاق ملايين الدولارات لينتهي بتدريب مئتي مقاتل فقط، ونقلت عن مسؤولين قولهم إن العدد القليل في البرنامج القائم حاليا لا يعكس صعوبات متجددة، بل يعبر عن منهج أكثر تحديدا تم تصميمه لمساعدة الوحدات التي تقاتل تنظيم الدولة.
وقالت واشنطن بوست أيضا إن تفاصيل جديدة بشأن جهود تدريب السوريين تلقي ضوءا على مهمة قوات النخبة في سوريا والتي يحاول البنتاغون إخفاءها عن الرأي العام، مضيفة أن البنتاغون، بجنود العمليات الخاصة الـ300 الموجودين في الأراضي السورية، يقوم الآن بالإشراف على مجموعة متعددة من الأنشطة لدعم مختلف الفصائل السورية الصديقة على نطاق البلاد.
وأشارت إلى أن هذه الفصائل المختلفة تشمل مقاتلين من شمال غرب وجنوب سوريا تم تدريبهم وفقا لبرنامج التدريب الأول، والقوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة في شمال وشرق سوريا، والقوات القبلية العربية التي يأمل المسؤولون العسكريون أن تثبت قدرتها بنهاية الأمر في تطويق التنظيم في عاصمته مدينة الرقة.
النسخة الثانية
أما صحيفة واشنطن تايمز فقالت إن "النسخة الثانية" من برنامج التدريب الأميركي للسوريين تجيء بعد أن أنفقت أميركا 350 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب على البرنامج الأول الذي أسفر عن تدريب أربعة أو خمسة سوريين فقط قبل أن يوقف في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضافت أن البرنامج الجديد الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار يهدف لتدريب قادة مليشيات، وليس وحدات بأكملها، على كل شيء ابتداء من مهارات القتال الأساسية للمشاة إلى أساليب الاتصال الأكثر تطورا وعمليات مكافحة الإرهاب المعقدة.
وأشارت إلى أن هؤلاء الأقل من مئة قيادي الذين تدربوا بموجب البرنامج الجديد يقودون أكثر من عشرة آلاف مقاتل في سوريا.
======================
وول ستريت جورنال :تنظيم الدولة وأساليب هوليود لجذب الشباب الغربيين
ابتعد تنظيم الدولة الإسلامية كثيرا عن تكتيكات التجنيد القديمة التي تستخدمها مجموعات مثل تنظيم القاعدة، وصار يستخدم أساليب هوليود ليدفع الشباب الغربيين للاعتقاد بأنهم يتألقون كنجوم في رحلة بطولية، ومجندوه يغلب عليهم الطبع النرجسي وهم مضطربون نفسيا، وأفضل نموذج لهم هو مهاجم أورلاندو عمر متين.
هذا ما قاله كاتبان بصحيفة وول ستريت جورنال، موضحين أن تنظيم الدولة لا يأبه بتديّن مجنديه، وأن جوهر إستراتيجيته للتجنيد هو مخاطبة إحساس الشاب بذاته وليس إحساسه بواجبه تجاه ربه أو دينه أو مجتمعه.
وأضاف الكاتبان روبرت بيب ووالكر غاننغ في مقال مشترك لهما بالصحيفة أن التنظيم يقول لمجنديه الغربيين إنهم سيحصلون على الاعتراف بأشكال لم يعهدوها من قبل، وإن مواهبهم الخاصة ستجد الاهتمام الذي تستحقه، وإن القتال والموت من أجل تنظيم الدولة سيجعل منهم أبطالا.
ضالة التنظيم
وعلق الكاتبان بأن هذا النهج يجتذب الشباب النرجسيين، والناغمين، والمتضخمي الشعور بالذات، ويجعلهم يشعرون بالانتماء لتنظيم الدولة، وفي نهاية الأمر يوافقون على أخذ "عتاد" التنظيم لتنفيذ أجندتهم الخاصة العنيفة.
"تنظيم الدولة يقول لمجنديه الغربيين إنهم سيحصلون على الاعتراف بأشكال لم يعهدوها من قبل، وإن مواهبهم الخاصة ستجد الاهتمام الذي تستحقه، وإن القتال والموت من أجل التنظيم سيجعل منهم أبطالا"
وذكرا أن الكيفية التي يعمل بها هذا النهج حتى ينجح في استمالة وتجنيد الشباب الغربيين تكمن في أعمال الفيديو المتطورة، المعقدة والغنية التي ينتجها "مركز الحياة الإعلامي" التابع له. ووصف الكاتبان هذه الأعمال بأنها براقة وتتم كتابة نصوصها وتصميمها بعناية فائقة وبشكل يجتذب الغربيين.
وقالا إن أبرز هذه الفيديوهات هو فيديو "الغرباء.. القلائل المختارون من مختلف بقاع الأرض"، وهو يتبع تقنية لكتابة السيناريو من 12 خطوة، وضعها لأول مرة أحد المنفذين بشركة ديزني، وهو أمر عادي بالنسبة لأي مولع بـ"حرب النجوم".
فيلم الغرباء
يحكي فيلم الغرباء عن بطل الفيلم الشاب أندريه بولين الذي يقرر إنهاء حياته السعيدة المترفة في كندا لتلبية نداء المغامرة، ويتعقب الفيلم رحلة بولين لدى وصوله إلى سوريا وتغيير اسمه إلى أبو مسلم، ثم الانضمام لتنظيم الدولة والموت وهو يقاتل في صفوف التنظيم.
وينتهي الفيلم بصوت بولين، وكأنه قادم من وراء القبر. ويعكس ذلك الصوت الهدوء والثقة اللذين يملآن نفس البطل والرضا التام باختياره وهو يحث الآخرين على تلبية النداء.
ووصف الكاتبان هذه الدعاية بأنها بعيدة تماما عن فيديوهات الشهداء للتنظيمات الأخرى المماثلة، وعلى سبيل المثال فيديوهات تنظيم القاعدة التي تصور الراحل أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري وهما يقفان أمام خلفية ثابتة ويحدقان مباشرة في الكاميرا، ويستخدمان إطارا إسلاميا مباشرا وواضحا لاجتذاب الشباب.
فشل المواجهة
وقال الكاتبان إن جهود الولايات المتحدة لمكافحة تأثير دعاية تنظيم الدولة باءت بالفشل. فقد أنتجت وزارة الخارجية الأميركية سلسلة فيديوهات ورسائل لشبكات التواصل الاجتماعي في حملة حصلت على ترويج واسع بعنوان "فكّر ثانية وراجع نفسك".
هذه الحملة التي حاولت تصوير تنظيم الدولة باعتباره "غير إسلامي" سجلت، كما يقول الكاتبان، فشلا ذريعا وتعرضت للسخرية نظرا إلى أنها منحت التنظيم دون قصد منبرا أكبر. وأضافا أن اعتماد هذه الحملة على منطق رسائل تنظيم القاعدة كان خارج التاريخ.
======================
دينيس روس: جرائم إيران في سوريا ساهمت في ظهور "داعش"
آخر تحديث للخبر منذ 12 ساعة
دعا الدبلوماسي الأمريكي السابق دينيس روس والزميل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني إلى استبعاد إيران من جهود محاربة "داعش"، مشدداً على أن هزيمة هذا التنظيم تتطلب تعاون الدول السنية فقط.
وقال "روس": "الجرائم الإيرانية في سوريا هي من ساهمت في ظهور تنظيم داعش وعلى الرئيس الأمريكي المقبل استبعاد إيران من أي جهد لهزيمة داعش وان يكون مستعداً لمواجهة إيران في المنطقة".
وأضاف في مقال له نشر على معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: "قد يبدو من الغريب أن يكون للإرهاب وتأمين الأراضي الأمريكية دورٌ محوري في الحملات الرئاسية في الولايات المتحدة بعد مرور خمسة عشر عاماً تقريباً على أحداث 11 سبتمبر".
واستدرك بالقول: "مع ذلك، فإن مكافحة الإرهاب كانت من أولويات إداراتَي بوش وأوباما حيث إن كلا الرئيسين بذلا الكثير من الجهود لتجريد التنظيمات الإرهابية الخارجية من قدرتها على تنفيذ هجمات إرهابية في الولايات المتحدة؛ وقد تكللت هذه الجهود بالنجاح".
وأردف: "الاعتداءات التي وقعت في مدينتي سان برناردينو وأورلاندو الأمريكيتين والتي بيّنت الخطر المتمثل بالإرهابيين المحليين وسهولة وصولهم بشكل مريع إلى الأسلحة الأوتوماتيكية جعلت الخيارات أشدّ وضوحاً والأمور المطروحة على المحك أكبر وأضخم".
وقال "روس": "هزيمة تنظيم داعش وتشويه صورته هما عنصران أساسيان في أي خطة استراتيجية هادفة للتعامل مع الإرهاب، وعلى الرغم من أن هناك جماعات إرهابية أخرى، إلا أن تنظيم داعش يشكّل خطراً فريداً لثلاثة أسباب على الأقل، أولها أنه يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بأسلوبٍ متقن ومهني ومصمم لاستقطاب الشبان المستبعدين والمهمّشين في المجتمع".
وأضاف: "السبب الثاني هو أنه يشكل مصدر إلهام للهجمات الفردية وخاصة بفعل دعواته إلى "قتل الكفّار" وما يزعمه عن الاستشهاد البطولي لمن يلبّي هذه الدعوات، أما السبب الثالث فهو أن التنظيم يعلن أن مهمته تتمثل بالحاجة إلى توليد مواجهة كارثية مع الكفار لتحقيق النصر النهائي للإسلام، ويعني ذلك أن تنظيم داعش سينفّذ الهجمات ضد الولايات المتحدة حتى إذا لم تقم هذه الأخيرة بمهاجمته".
وأردف: "لا بد أن تعمل واشنطن على إضعاف جاذبيته، فهو يدّعي أنّ له مهمة إلهية ولذلك فإن تكبّده خسائر عسكرية سيبرهن على أن ادعاءه باطلاً، وفي حين تعمل الولايات المتحدة حالياً على دحره في كل من العراق وسوريا، فإن صور نجاحاته ستبقى قائمة طالما لم تبطل واشنطن أعظم انتصاراته الرمزية، ألا وهي استحواذه على الموصل في العراق واتخاذه الرقة في سوريا عاصمةً له، من هنا يعدّ فقدان رمزية هذه الإنجازات ضرورياً وبالتالي سيستحيل إخفاؤها".
وقال "روس": "بالنسبة لدور وسائل التواصل الاجتماعي فإنه وعلى سبيل المثال يتم الترويج للادعاء القائل إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية هم مبعوثون إلهيون، ومع تقييد مواردهم والأراضي الخاضعة لهم، تتزايد أعداد المقاتلين الذين يستسلمون للتنظيم أو ينشقون عنه".
وأضاف: "لماذا لا تعرض واشنطن هؤلاء المستسلمين على وسائل التواصل الاجتماعي؟ فأيّ مبعوث إلهي يستسلم؟ وعلى النحو نفسه، إنه لمن المهم أن تضع الولايات المتحدة هؤلاء المنشقين على منصات التواصل الاجتماعي فتدعهم يروون أخبار الوحشية والظلم واستغلال النساء والفساد والطبيعة الفاسدة والتعسفية للحكم في الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم".
وأردف: "ينبغي تشويه صورة تنظيم داعش . صحيحٌ أن باستطاعة واشنطن تكذيب مزاعمه عبر إلحاق الهزائم العسكرية به وفضح أعماله الفعلية، إلا أن الولايات المتحدة وشركاءها في التحالف من غير المسلمين لا يتمكنون من تشويه صورة هذا التنظيم".
وتابع: "إن المسلمين السُنّة هم الوحيدون الذين يستطيعون أن يفعلوا ذلك. فتنظيم داعش يدّعي أنه يحمي المسلمين السُنّة من الكفّار والرافضة أي المسلمين الشيعة، وهذا الأمر وحده يبيّن لنا أنه لا يمكن لإيران أن تشارك في تشويه صورة داعش، وعلى العكس من ذلك، فإن الدور الذي لعبته في القتل الجماعي للسنّة في سوريا ساهم في بروز تنظيم داعش".
وقال "روس": "واشنطن بحاجة إلى أن يقوم السُنّة من رجال دينٍ وعشائر وحكومات بتشويه صورة تنظيم داعش والإحلال محله على الأرض، فحتى لو نجحت الولايات المتحدة في إخراج تنظيم داعش من الموصل والرقة بالأساليب العسكرية وإزالة مخلفات سيطرته على الأراضي، لا بد للحكم السني أن يحل محل هذا التنظيم".
وأضاف: "إذا لم يحدث ذلك، وإذا أقدمت الميليشيات الشيعية على حملات قتلٍ انتقامية في أعقاب التحرير، وإذا تم استبعاد السنّة وقمعهم على الساحتين السياسية والاقتصادية كما كان عليه الحال عند هزيمة تنظيم القاعدة في العراق عام 2008، لن يطول الزمن قبل أن تشهد واشنطن نشوء نسخة جديدة من تنظيم داعش".
وأردف: "المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة في حمل السُنّة على الاضطلاع بهذا الدور تكمن في أن أولويتها في سوريا والعراق هي تنظيم داعش في حين تشغل إيران والميليشيات الشيعية كما يشغل الرئيس السوري بشار الأسد بال السُنّة".
وتابع: "السُنّة يرون في إيران طيراً كاسراً يستخدم الميليشيات الشيعية للهيمنة على المنطقة ويخشون أن تكون الولايات المتحدة مستعدة للقبول بهذه الهيمنة".
وقال "روس": "ريثما تبرهن واشنطن أنها تأخذ التهديد الإيراني على محمل الجد وأنها ستعمل مع شركائها السنّة لتحميل إيران ثمن أعمالها المزعزعة للاستقرار، فمن المستعبد أن يلعب السنّة الدور الذي يستطيعون وحدهم لعبه ضد تنظيم داعش".
وأضاف: "ينبغي على الرئيس الأمريكي المقبل أن يفهم هذا الواقع المعقد ويستفيد من استعداد الولايات المتحدة لمواجهة إيران في المنطقة من أجل كسب النفوذ والقدرة على التأثير على السنة لحثّهم على جعل تنظيم الدولة الإسلامية أولى أولوياتهم وأولويات الولايات المتحدة على حدٍّ سواء".
======================
معهد واشنطن :جاذبية تركيا وحيلتها الإقليمية: الدوافع والتوقّعات
سونر چاغاپتاي و جيمس جيفري
متاح أيضاً في English
27 حزيران/يونيو 2016
في 29 حزيران/يونيو، من المتوقع أن تصادق تركيا وإسرائيل على اتفاق للمصالحة يؤدي إلى تطبيع العلاقات بينهما بعد ست سنوات من الجمود الدبلوماسي. وفي غضون ذلك، وفي السابع والعشرين من حزيران/يونيو أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علناً ​​عن أسفه لموسكو عن الحادث الذي وقع في تشرين الثاني/نوفمبر والذي أسقطت فيه تركيا طائرة عسكرية روسية داخل مجالها الجوي. وفي 22 حزيران/يونيو، أعلن رئيس الوزراء المعيّن حديثاً بينالي يلديريم أن "تركيا ستعمل على توسيع التعاون مع إيران"، وأشار إلى أن "هناك أهمية خاصة لهذه العلاقة بالنسبة للحكومة التركية، وينبغي استخدام جميع القدرات في تطوير العلاقات بين البلدين".
وتُبرز هذه التطورات وغيرها رغبة أنقرة الملحة على نحو متزايد، لتحسين علاقاتها مع مختلف الدول المجاورة، وستكون هذه مهمة شاقة بعد عشر سنوات من الفشل الذريع في السياسة الخارجية في عهد أردوغان ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو. وفي الواقع، تختلف التوقعات حول نجاح هذه الجاذبية وحيلتها. فعلى الرغم من أنه من المتوقع أن تسير جهود التطبيع مع إسرائيل على ما يرام، إلا أنه يُرجح أن تستمر أنقرة في تَحاوُز (الانقسام إلى أحياز) علاقاتها مع إيران، من خلال تحسين روابطها الاقتصادية من دون الاتفاق معها حول القضايا الإقليمية مثل الحرب السورية (على سبيل المثال، انظر "احتمالات حصول تقارب تركي- إيراني"). أما العلاقات بين تركيا ومصر، والتي تراجعت بشكل واضح في عام 2013، فمن المحتمل أن تبقى محدودة بسبب العداء المتبادل بين أردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كما أن مستقبل المواجهة المتوترة [التي تمثلها جماعات] بالوكالة نيابة عن أنقرة في نزاعها مع موسكو هو شئ غير مؤكد ينتظر الاعتذار الكامل من اردوغان.
سياسة خارجية فاشلة
خلق فريق أردوغان-أوغلو مشاكل كثيرة في السياسة الخارجية لتركيا أكثر مما رأيناه في أي وقت في الذاكرة الحديثة في البلاد. فعندما تزعم اردوغان «حزب العدالة والتنمية» كرئيساً للوزراء بين عامي 2003 و 2014، كان داود أوغلو كبير مستشاريه ووزير الخارجية في النهاية، ثم تولى نفسه رئاسة الوزراء عندما أصبح أردوغان رئيساً للبلاد. ورغم أن أردوغان قد أجبره على الاستقالة في الشهر الماضي، إلا أنه سيكون هناك ضغطاً قاسياً على من تولّى منصبه لكي يتراجع بسرعة عن سنوات عديدة من السياسات المشكوك فيها.
وفي مناصبه العديدة من قبل «حزب العدالة والتنمية»، حاول داود اوغلو جعل تركيا قوة مستقلة في الشرق الأوسط. وكان يؤمن بإمكانية تحقيق ذلك عن طريق الابتعاد عن الولايات المتحدة عند الضرورة واتخاذ دور فاعل في الصراعات الإقليمية. وللأسف، فشلت هذه السياسة على جميع الجبهات تقريباً. فقد تصدعت علاقات تركيا مع مصر وإسرائيل وروسيا وسوريا. وفي الحالة الأخيرة، فإن تركيا متورطة الآن في الحرب الأهلية في سوريا، من خلال دعمها للمتمردين الذين يتم سحقهم من قبل نظام الأسد وحلفائه في المنطقة، أي إيران وروسيا. بالإضافة إلى ذلك، وجدت أنقرة نفسها كغير مرحب بها في بغداد بسبب قيامها بهمّة وحماس من أجل جذب الأكراد العراقيين والعرب السنة - وهي مسألة أخرى أصبحت فيها العلاقات مع طهران غير ثابتة. ونتيجة لذلك، لم يبق لتركيا سوى عدد قليل من الأصدقاء في الشرق الأوسط، باستثناء قطر، وكردستان العراق، والمملكة العربية السعودية إلى حد ما.
النجاح مع إسرائيل
على المدى القريب، تشكل جهود التطبيع مع إسرائيل فرصة تركيا الأكثر احتمالاً لنجاح سياستها الخارجية. فقد انهارت العلاقات في عام 2010 بعد قيام توترات حول الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة والذي بلغ ذروته في الحادثة العنيفة التي أصابت أسطول "مرمرة "، إلا أنه من المقرر الانتهاء أخيراً من المحادثات الدبلوماسية الرامية إلى رأب الصدع بين الجانبين خلال هذا الأسبوع.
وقد ساعدت سنوات من جهود تعزيز التجارة بين البلدين إلى حصول تقدم في هذه المحادثات، كما أن هناك شعوراً مشتركاً حول خطورة الوضع المتفجر في المنطقة، الأمر الذي أدى بكلا الحكومتين إلى التحلي بالحكمة فيما يتعلق باستعادة العلاقات الأمنية القديمة بين البلدين. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر إسرائيل أن تركيا هي أفضل قناة لمبيعات الغاز الطبيعي المحتملة لأوروبا، في حين تريد أنقرة شراء الغاز الإسرائيلي لتقليل اعتمادها على روسيا في احتياجاتها من الطاقة.
وكجزء من اتفاق المصالحة الوليد، وافقت أنقرة على ما يبدو على عدم توجيه اتهامات ضد الأفراد العسكريين الإسرائيليين المتورطين في غارة "أسطول الحرية" عام 2010، والحد من نشاط «حماس» في تركيا. وفي المقابل، ستدفع إسرائيل تعويضات لعائلات تسعة مواطنين أتراك قتلوا خلال تلك العملية، وستسمح بانخراط الحكومة التركية في غزة من أجل بناء مرافق لتحلية المياه، ومحطات الطاقة، ومستشفى. وإذا تمت الموافقة على هذه البنود وغيرها، فإن الاتفاقية ستدفع التعاون الأمني ​​الثنائي إلى الأمام وسيكون ذلك لمصلحة تركيا، مما سيتيح لأنقرة إمكانية الوصول إلى الأسلحة والتكنولوجيا الإسرائيلية والتي يمكن استخدامها بعد ذلك في تجدد الحرب ضد «حزب العمال الكردستاني».
ومع ذلك، فحتى عندئذ، من غير المحتمل أن تعود العلاقات الثنائية إلى ما كانت عليه في أوجه مجدها في التسعينيات، عندما كان لصناع القرار في كلا البلدين وجهة نظر مؤكدة حول التهديدات المتصورة لكل منهما. وتشكل علاقات تركيا المستمرة مع «حماس» نقطة خلاف صعبة بشكل خاص بالنسبة لإسرائيل. ومع ذلك، قد تتولى إسرائيل في الوقت نفسه مهمة التنسيق بين تركيا ومصر، من خلال سد بعض الثغرات في الخلافات الحادة بين البلدين.
شهر عسل مع مصر أمراً بعيد الوقوع
منذ عام 2013، عملت القاهرة على إبعاد الأتراك بسبب دعمهم لـ جماعة «الإخوان المسلمين»، التي تعتبرها حكومة السيسي كياناً إرهابياً. كما أن الكره المتبادل بين أردوغان والسيسي قوياً جداً لأن كل واحد منهما يريد رحيل الآخر - فأردوغان هو الزعيم الإسلامي الذي نجا من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، في حين أن السيسي هو الدكتاتور العلماني الذي تولى السلطة عندما أطاحت الاحتجاجات بالحكومة الاسلامية بزعامة «الإخوان المسلمين». كما ينظر السيسي إلى أردوغان كمنافسه في شؤون بلدان المشرق العربي، من بينها في المسرح الفلسطيني، حيث تؤيد تركيا حركة «حماس» التي تدور في فلك «الإخوان المسلمين». لذلك، من غير المرجح أن تستعيد العلاقات الثنائية نشاطها بصورة تامة طالما يبقى أردوغان والسيسي على رأس السلطة في بلديهما، حتى لو قامت إسرائيل بدور الوسيط وواصلت السعودية جهودها لضم تركيا ومصر إلى صفها ضد إيران. وبدلاً من ذلك، فإن التنافس بين الزعيمين من المرجح أن يغذي التوترات القائمة، من بينها في قبرص، حيث أجرت مصر مناورات مشتركة مع الحكومة اليونانية.
والعقبة الأخرى هي وجهة النظر التي تؤمن بها نخب «حزب العدالة والتنمية» في تركيا ومفادها أن دعم أخوانهم السنة والحركات الإسلامية مثل «الإخوان المسلمين» هو واجب أخلاقي، وليس مجرد خيار سياسي. وهذا الاعتقاد يجعل من المستبعد جداً تراجع «حزب العدالة والتنمية» عن دعمه لفروع جماعة «الإخوان المسلمين» في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك في مصر.
التَحاوُز (الانقسام إلى أحياز) مع إيران
بما أن أنقرة تلاقي ضغطاً كبيراً من جراء مواجهتها عدوين قويين في سوريا، فقد قررت مد غصن الزيتون إلى كل من إيران وروسيا. وفي الحالة الأولى، تَمثل الغصن بإقامة علاقات اقتصادية عميقة، الأمر الذي ساعد الإيرانيين على الاستفادة من وقف العقوبات الدولية. وقد قابلت طهران ذلك بالمثل من خلال جلبها الشركات التركية إلى الجمهورية الإسلامية.
أما الجهود المبذولة لإدماج أسواقهما فكانت قوية بشكل خاص هذا العام. ففي 29 شباط/فبراير، عُقد أول منتدى لأسواق رأس المال بين تركيا وإيران، والذي يتمثل أساساً في تسهيل الإدراج المزدوج للشركات في أسواق الأوراق المالية في كلا البلدين. وفي 5 آذار/مارس، دعا رئيس الوزراء التركي آنذاك داود أوغلو إلى إزالة العوائق البيروقراطية في مجال التجارة للاستفادة من تحقيق التكامل بين الاقتصادات والمناطق الجغرافية لكلا البلدين، والتي قال عنها بأنها يمكن أن تساعد على زيادة التجارة السنوية بثلاثة أضعاف من 9 مليار دولار إلى 30 مليار دولار. وفي 9 نيسان/أبريل، وقّعت الغرفتان التجاريتان الإيرانية والتركية على ثلاث وثائق لتعزيز التعاون الاقتصادي والعلاقات المصرفية بين بلديهما في أعقاب الدورة الخامسة والعشرين لـ "اللجنة الاقتصادية المشتركة" التي انعقدت في تركيا. وعلى نطاق أوسع، يقوم مسؤولون رفيعي المستوى برحلات في كلا الاتجاهين وفي أوقات متقاربة للتأكيد على أهمية التعاون الاقتصادي تحقيقاً للاستقرار الإقليمي.
إن تحسين علاقات تركيا مع إيران - حتى لو كان ذلك فقط على الجبهة الاقتصادية - يمكن أن يفتح أيضاً أفاقاً جديدة لاحتمالات [قيام تعاون] بين أنقرة وبغداد. فتركيا راسخة بعمق في «حكومة إقليم كردستان» - المستقلة على نحو متزايد، إلا أن قيام علاقة وثيقة مع الحكومة المركزية في بغداد (التي تصدّر أكثر من ثلاثة ملايين برميل من النفط يومياً) يمكن أن يحقق مزايا إضافية في مجالات الدبلوماسية، والطاقة، والتجارة.
نافذة لتحسين العلاقات مع روسيا؟
أظهر مسار العلاقات التركية-الروسية أن أي استراتيجية للتَحاوُز مليئة بالمخاطر المحتملة. فقبل حادثة إسقاط الطائرة [العسكرية] في تشرين الثاني/نوفمبر، كانت أنقرة وموسكو قادرتان على تطوير روابط عميقة بينهما في مجال التجارة والطاقة حتى بينما تختلفان حول ما يجري في سوريا، إلا أن جميع هذه الجهود قد انهارت تقريباً بعد ذلك، إلى درجة أن روسيا قامت بفرض عقوبات على تركيا في كانون الثاني/ يناير المنصرم.
ومع ذلك، فحتى قبل تعبير اردوغان عن أسفه، كان يبدو أن أنقرة قد أشارت إلى رغبتها في إصلاح العلاقات. ففي 30 أيار/مايو، وبعد أيام فقط من الإطاحة بداود أوغلو، أعرب أيضاً نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش عن أسفه لحادثة إسقاط الطائرة. وجاء الإعلان في أعقاب مد نوع من غصن الزيتون من قبل فلاديمير بوتين: فخلال زيارته إلى أثينا في 28 أيار/مايو، أكد الرئيس الروسي أنه بينما ارتكبت تركيا جريمة حرب، إلا أنه كان مستعداً للمصالحة اذا قدمت أنقرة "تفسيرات وثيقة وتعويضات [عن الهجوم] بدلاً من التصريحات الغامضة والعامة". ورد كورتولموش أن "البلدين ليس لديهما مشاكل لا يمكن التغلب عليها"، في حين اقترح وزير الخارجية التركي ميفلوت تشاووش أوغلو تشكيل مجموعة عمل مشتركة من أجل رسم الخطوات لتحقيق المصالحة. بيد، لن يرضى الكرملين بأقل من اعتذار كامل من قبل أردوغان.
وكانت روسيا قد دعت تركيا مؤخراً إلى المشاركة في اجتماع "منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود" في سوتشي في الأول من تموز/يوليو، وفي 27 حزيران/يونيو أكد تشاووش أوغلو أنه سيشارك في هذا الاجتماع. ولكن باستثناء الالتزامات الدبلوماسية، سيكون الوقت وحده كفيلاً بإثبات ودية العلاقات بين البلدين.
التداعيات على سياسة الولايات المتحدة
إن العلاقات الجيدة القائمة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي هي الآن حتى أكثر أهمية لتركيا نظراً لتنامي الفوضى في المنطقة، والوضع الخطير مع روسيا (التي خاطرت مؤخراً بحدوث مواجهة جوية مع طائرات أمريكية فوق جنوب سوريا)، واحتمال وجود رئيس أمريكي "أفضل" من باراك أوباما، من وجهة نظر تركيا. بيد، إن تعزيز العلاقة يتطلب أكثر من مجرد الرغبة في تحسينها - وكما هو الحال مع أي حليف مهم، إن العلاقات الأمريكية التركية هي أمراً ملازماً للعوامل المحددة مثل العلاقات الشخصية بين الزعماء ونفوذ البلاد في منطقتها، والكيفية التي تمارس فيها ذلك النفوذ.
وبدءاً من هذه [النقطة] الأخيرة، إذا كانت تركيا قادرة في الواقع على إحراز تقدم في بعض الجهود التي نوقشت سابقاً من أجل تحسين العلاقات الإقليمية، فإن الأجواء بين واشنطن وأنقرة ستستفيد من ذلك أيضاً. فالبيت الأبيض سينظر إلى رأب الصدع التركي مع إسرائيل ومصر بأنه بمثابة مساعدة رئيسية نظراً لقوة أنقرة في المجالات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية وشؤون الطاقة. ويصح ذلك بشكل خاص بعد تولي الإدارة الامريكية المقبلة مهماتها، نظراً لأنه من شبه المؤكد أن تميل نحو قيام الولايات المتحدة بدور أكثر نشاطاً لتثبيت الاستقرار في الشرق الأوسط. ويقيناً، أن التقارب التركي مع إيران يمكن أن يسبب مشاكل، على الرغم من أنها لن تكون كبيرة على الأرجح نظراً للقيود الطبيعية للعلاقة بينهما (أي المأزق السوري، ناهيك عن التوترات الفارسية-التركية القائمة منذ فترة طويلة).
أما بالنسبة للعلاقات الأمريكية المباشرة مع أنقرة، فقد تضطر واشنطن إما إلى تحمل استبداد أردوغان المتزايد أو إقناعه على تقييده. وعلى افتراض أنه يمكن التوصل إلى تسوية مؤقتة حول القضايا الداخلية التركية، فستكون علاقته الشخصية مع الرئيس الأمريكي المقبل حيوية وهامة.
وستكون سوريا أمراً أساسياً أيضاً. ففي الوقت الحاضر، تواجه تركيا والولايات المتحدة مشاكل خطيرة حول تصورات التهديد الذي يواجههما ووصفات السياسات العامة بشأن قضيتين رئيسيتين، كلتيهما مسألتان وجوديتان بالنسبة لأنقرة وهما: استمرار سيطرة بشار الأسد على السلطة برعاية إيران وروسيا، وصعود الجماعة المرتبطة  بـ «حزب العمال الكردستاني» [على مسرح الأحداث في سوريا] وهي المعروفة بـ «حزب الاتحاد الديمقراطي»، الذي هو فصيل كردي سوري يزداد قوة. وتزيد الضغوط حول كيفية التعامل مع الخطر السوري الثالث وهو تنظيم «الدولة الإسلامية»، من تعقيد مصْدَري الاحتكاك الأولييْن. ولحسن الحظ، لدى الحكومتين عدة وسائل لمعالجة الكثير من التهيج المتمحور حول سوريا الذي أبقاهما مفترقتان، ويشمل ذلك المقاربة الأمريكية الأكثر صرامة (أو على الأقل الأكثر واقعية) حول الأسد وأنصاره، ونهج الولايات المتحدة الذي يتسم بالمزيد من الحذر حول دعم «حزب الاتحاد الديمقراطي»، ووجهة نظر تركية أكثر واقعية حول مصير الأسد، وفهم أكبر من قبل أنقرة بشأن الأساس المنطقي لواشنطن حول الاعتماد على القدرات العسكرية لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، والأمل بتحقيق المزيد من الانتصارات على قوات التنظيم الإرهابية في سوريا والعراق.
سونر چاغاپتاي هو زميل "باير فاميلي" ومدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن. جيمس جيفري هو زميل متميز في زمالة "فيليب سولوندز" في معهد واشنطن وسفير الولايات المتحدة السابق في العراق وتركيا.
======================
ناشونال إنترست  :هل حان الوقت لرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط؟
نشر في : الأربعاء 29 يونيو 2016 - 03:52 ص   |   آخر تحديث : الأربعاء 29 يونيو 2016 - 03:52 ص
ناشونال إنترست – التقرير
في 16 مايو/ أيار سنة 1916، وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية، وقَّع ممثلون عن بريطانيا العظمى وفرنسا، معاهدةً تم التفاوض عليها من قبل مارك سايكس وفرانسوا جورج بيكو لتقسيم الشرق الأوسط إلى مناطق نفوذ تابعة لبريطانيا ولفرنسا.
والآن، وبعد مرور 100 عام على توقيعها، يتواصل التنديد بها لتواصل محاولات تقسيمٍ افتراضيٍ لمنطقة الشرق الأوسط إلى دُوَيْلات صغيرة، يتسبب وجودها في تأجيج الصراعات فقط. فالعديد من المحللين الآن يقولون ”إن الوقت قد حان لإلغاء سايكس بيكو من أجل حل مشاكل المنطقة، التي لا تحصى ولا تعد”.
يقول ستيفن كوك وعمرو لهيتا، وهما عضوان في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، ‘إأن المعاهدة لم تُطَبق أبدًا، في الواقع. فَعَملِيًا، لم تتنازل بريطانيا لفرنسا عن كل النفوذ الذي وعد به سايكس بيكو، وقد تم رسم الحدود الفعلية لمنطقة الشرق الأوسط الجديد في سلسلة من مؤتمرات دبلوماسية بين 1920 و1926. وكانت النتيجة النهائية إنشاء النموذج الأولِيِ للمنطقة التي نعرفها اليوم؛ حيث شهدت ولادة إسرائيل وسوريا والأردن ولبنان والعراق والمملكة العربية السعودية وغيرها”.
هل يُعد تقسيم المنطقة افتراضيًا؟
نعم ولا. لأن حدود الدول لم تكن اعتباطيةً؛ فالعراق، على سبيل المثال، تشكل من خلال دمج الولايات العثمانية، وهي الموصل وبغداد والبصرة.
بالإضافة إلى ذلك لا تعتبر حدود الشرق الأوسط أكثر اعتباطية من حدود دول أخرى؛ فأوروبا، على سبيل المثال، تغيرت فيها الحدود بين ألمانيا وبولندا إلى حد كبير بعد كل من الحربين العالميتين الأولى والثانية، واستمرت، في جميع أنحاء العالم، الدول بالتَشَكل أو الانقسام، على شاكِلة استقلال الجمهوريات السوفيتية السابقة بعد عام 1991 وانقسام يوغوسلافيا.
أيًا كان أصل الخريطة الجديدة للشرق الأوسط، يعيش الناس معًا في المنطقة في دول أصبحوا ينتمون إليها. فمعظم العراقيين أصبحوا عراقيين وطنيين، كما هو الشأن مع السوريين. وعلى الرغم من أن تلك الدول غير مستقرة اليوم، فإن تقسيمها لا يعني أن تحل مشاكلها بطريقة سحرية، فإعادة رسم الخريطة يمكِن بسهولة أن يتسبب في المزيدٍ من المشاكل؛ حيث إن السُنة في العراق غير مستعدين للتخلي عن بغداد. ومن سيسيطر على الموصل التي ينقسم سكانها إلى عرب وأكراد؟
وهكذا فمن غير الضروري أن تلتزم الولايات المتحدة بالحفاظ على الخريطة الحالية للشرق الأوسط، ولا ينبغي عليها أيضًا إعادة رسمها مرة أخرى. فما يهم هو ليس الحدود ولكن الذي يحكم داخل هذه الحدود. ولا يجب القبول بوجود تنظيم الدولة مهما كانت حدوده.
ويجب على الولايات المتحدة اليوم التركيز على تقليص الأخطار وإنهاء الحروب الأهلية، ثم بعد ذلك، السماح لشعوب دول مثل العراق وسوريا بتقرير مصيرهم بأنفسهم وبطريقة سلمية، كما حدث في تشيكوسلوفاكيا السابقة.
======================
الأكسبريس: لا حل يحول دون انفجار عالمي دون إجبار الأسد على التنحي عسكريا
الإسلام اليوم-قسم الترجمة-محمد بشارى
قالت صحيفة الأكسبريس الفرنسية أن الحل الوحيد لوقف الحرب في سوريا وبالتالي وقف موجات الهجرة ونمو التطرف يكمن فقط في إجبار النظام السوري عسكريا الجلوس بجدية على طاولة المفاوضات.
وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم إلى أنه خلال الأعوام الأخيرة، لم تتوقف فرنسا عن المطالبة بإتخاذ إجراءات غير عادية ضد النظام السوري، أما الآن فإن التعامل بحزم ضد هذا النظام أصبح مطلباً ضرورياً للغاية أكثر من أي وقت مضى، وبات التدخل الحقيقي تحت أشكال غارات جوية ضد قوات الأسد كرد على الانتهاكات التي ترتكبها، هو الخيار الوحيد أمام الولايات المتحدة والغرب من أجل وقف تدفق موجات الهجرة وإضعاف المجموعات المتطرفة وإرغام الأسد على الجلوس على مائدة المفاوضات ومنع أي فشل لمفاوضات السلام.
وأضافت الصحيفة أن وقف إطلاق النار في خطر أكثر من أي وقت مضى، فوفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن عدد القتلى يومياً قد وصل إلى مستوى مرتفع بعد التوصل إلى اتفاق وقف القتال حيث وصل من لقوا مصرعهم في مايو 2016 إلى 872 مدنياً من ضمنهم من قُتلوا على يد جيش النظام السوري.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام السوري قد تجاهل الهدنة الشهر الماضي عندما قام بقصف العديد من المستشفيات ومعسكر للاجئين، ووفقاً للأمم المتحدة، قام النظام السوري بهجمات شرسة منذ بداية الصراع، كما أن أكثر من 30 فصيلا من الجيش السوري الحر قد وقعوا على إعلان هددوا من خلاله بالإنسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم يتوقف الأسد عن قصف داريا بالقرب من دمشق. ومن ناحية أخرى فإن المفاوضات الدبلوماسية مازالت معقدة للغاية منذ استقالة دي ميستورا نهاية مايو على خلفية فشل المفاوضات الرامية إلى اجبار الأسد على احترام وقف إطلاق النار.
وأكدت الصحيفة أن حل الصراع السوري لا تكمن أهميته فقط على الصعيد الإنساني، ولكنه ضروري أيضاً من أجل الحفاظ على المصالح الإستراتيجية للدول والمجتمعات في العالم أجمع، وأن أزمة اللاجئين يُخشى من أن تؤدي إلى تفجر الوضع في الإتحاد الأوروبي، فحالة عدم الاستقرار تهدد الدول المجاورة لسوريا وتجعل داعش يستفيد إستفادة كاملة من الحرب الدائرة في البلاد ويستمر في التنامي بسبب سياسة النظام السوري شأنه شأن القاعدة وحزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى.
وشددت الصحيفة على أن الثلاث مبادرات الدبلوماسية السابقة لم تنجح في وضع حد للمذابح في سوريا. وقد أدى الفشل الذى شهدته الخمس سنوات الماضية إلى زيادة كبيرة في عمليات العنف حيث أن حلب تعاني بالفعل من عمليات إبادة وحشية. وإذا نجح سياق فيينا الحالى، فسينبغي على الولايات المتحدة تجنب ارتكاب الأخطاء التي حدث في المبادرت الدبوماسية السابقة.
وأضافت الصحيفة أن حالات الفشل السابقة كانت بسبب عدم القدرة على إرغام النظام السوري وحلفائه على عقد اتفاقيات سلام، فضلا عن أن مفاوضات السلام دون وجود تهديد بفرض عقوبات على النظام قد شجعته على تكثيف المعارك خلال المفاوضات بهدف تعزيز موقفه على الأرض. فالنظام السوري مازال ينتهج استراتيجية التصعيد المستمر من عمليات العنف بهدف اختبار نية المجتمع الدولي في القيام بتدخل عسكري.
وأكدت الصحيفة أن عدم التحرك ضد انتهاكات النظام السوري لن يؤدي إلا إلى تقوية الأسد وإضعاف سياق المفاوضات السلام في الوقت الذي ترغم فيه التهديدات بتدخل عسكري بشار الأسد على الجلوس على مائدة المفاوضات.
*ترجمة خاصة بموقع "الإسلام اليوم"
======================
الاخباري التركي :هاكان أكصاي :أردوغان يعتذر ويتراجع عن سياسته
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٩ يونيو/ حزيران ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، أسقط الجيش التركي طائرة مقاتلة روسية، وفي 27 حزيران (يونيو) 2016 اعتذر الرئيس أردوغان عن الحادثة. أكثر من سبعة أشهر من القطيعة والتوتر الديبلوماسي بين البلدين يجعلان الحديث عن عودة العلاقات الى سابق عهدها مباشرة أو استئنافها من حيث توقفت غير واقعي. على الأغلب فإن البلدين اللذين كانا يصفان علاقتهما بالشراكة الاستراتيجية، سيسعيان اليوم الى تطبيع العلاقات أولاً، وطي التوتر والنزاع بعد أن تفاقمت الخلافات السياسية بين البلدين خلال الأشهر الماضية ولم تعد تقتصر على مسألة الطائرة التي أسقطت. وفي رسالته الخطية التي أرسلها الرئيس أردوغان الى بوتين، استخدم المصطلح الذي طلبه الروس وهو «أرجو العفو أو الصفح»، وهذا وفق الترجمة الرسمية الروسية للرسالة. وحاول بعض الموالين للحكومة من إعلاميين وسياسيين نفي أي عبارة اعتذار فيها، وقالوا أن الرسالة هي تعبير عن حزنه لما حصل، على خلاف ما هي عليه الأمور. ونقل المتحدث باسم الرئاسة التركية العبارة هذه الى التركية، قائلاً: «نرجو عدم المواخذة»! وهي ترجمة هدفها التخفيف من عبارة الاعتذار الصريح، ومحاولة القول أن الاعتذار هنا ليس موجهاً الى بوتين أو الدولة الروسية وانما الى عائلة الطيارين الروسيين! وعليه، نفهم أن الأشهر السبعة الماضية والتي سعت خلالها الديبلوماسية التركية قدر الإمكان الى التواصل مع موسكو من أجل تخفيف عبارة الاعتذار قدر المستطاع بلغت هذا الحد فحسب. وهذا مؤشر الى تصلب الموقف الروسي. واليوم، ينتظر الجميع كيف ستتعامل روسيا مع هذا الاعتذار، وكيف سترد عليه، وأعتقد أن كل من يتوقع أن ترفع تأشيرات الدخول مجدداً بين البلدين وأن تمتلئ شواطئ أنطاليا بالسواح الروس على الفور سيصاب بخيبة أمل. ولا أرى أن الروس يستعجلون التطبيع. وستتابع موسكو موقف تركيا من الأزمة السورية وعلاقتها بالجهاديين والمتطرفين والمسلحين هناك، وشاغلها هو سؤال: هل سيتغير موقف انقرة من عبور هؤلاء الى سورية وخروجهم منها الى تركيا أم لا؟ وهل سيتغير الموقف التركي المتعاون مع الناتو في أوكرانيا والبحر الأسود، وسياسة أنقرة التي ساهمت في تأجيج التوتر بين أذربيجان وأرمينيا رداً على الأزمة مع روسيا؟ ثم ماذا عن التعويضات التي تطالب بها موسكو عن الطيارين والطائرة؟ وماذا عن شرط محاكمة قاتل الطيارين؟
ويشير عدد من تصريحات السياسيين الروس في الساعات الأخيرة إلى أن موسكو لن تستعجل المصالحة مباشرة، وأن ثمة شروطاً سياسية قد تطلبها من أنقرة قبل عودة المياه الى مجاريها، ويدور الكلام على تطبيع العلاقات وليس عودتها الى سابق عهدها. حكومة أردوغان أخطأت وأسقطت الطائرة الروسية، ثم برزت تصريحات الحكومة «العنترية» وقالت أنه لا اعتذار بل على موسكو أن تعتذر، وأن الحق مع أنقرة التي لجأت الى الناتو لتحتمي به من «اعتداءات موسكو» في المجال الجوي التركي. لكن بعد كل ذلك، اضطر أردوغان الى الاعتذار، وهذه المرة الأولى التي يعتذر فيها لأحد! وحسناً فعل، فهذه خطوة على الطريق الصحيح، وليته منذ البداية اعتذر عوض التهديد بدعوة الناتو الى المنطقة لمواجهة روسيا! الآن ننتظر اجتماع وزيري خارجية البلدين في سوتشي قريباً في أول لقاء مصالحة، وحينها سنعرف كيف ستسير العلاقات في الأسابيع القادمة. لكن تجب الإشارة إلى مسألة مهمة، أردوغان اعترف بخطئه بحق روسيا واعتذر، فماذا عن عشرات الكتاب والمحللين والسياسيين الذين قالوا منذ بداية الأزمة أن موقف أردوغان وحكومته في غير محله ودعوه للاعتذار؟ ألم يتهم هؤلاء بخيانة الوطن والعداء للبلاد؟ ألم يُشهر بهم ويهددوا بمصير قاتم؟ ألا يستحق هؤلاء الاعتذار كذلك؟
* كاتب، عن موقع «24» الإخباري التركي، 27/6/2016، إعداد يوسف الشريف
======================
افتتاحية – (نيويورك تايمز) 22/6/2016 :الإغراء الخادع للتدخل العسكري في سورية
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
مرة أخرى، أثار الانتقاد الذي وجهه 51 من دبلوماسيي المستوى المتوسط في وزارة الخارجية الأميركة لنهج إدارة أوباما تجاه الحرب في سورية، مسألة ما إذا كانت الضربات العسكرية المحدودة التي توجهها الولايات المتحدة ضد حكومة الأسد، يمكن أن تساعد في دفع النظام إلى إبرام اتفاق سلام.
قتلت الحرب المتصاعدة في سورية نحو 400.000 سوري، معظمهم على يد قوات الأسد، وشردت 12 مليوناً آخرين. وانهارت الجهود المبذولة للحفاظ على وقف لإطلاق النار بين الأطراف العديدة المشاركة في القتال -قوات الأسد، وحليفيها روسيا وإيران، ومختلف جماعات المعارضة المناهضة للأسد -في حين يشكل "داعش" الذي أنشأ لنفسه معقلاً في سورية تهديداً للمنطقة والعالم.
كل هذا يسبب إحباطاً عميقاً للعديد من الدبلوماسيين الأميركيين. لكن وصف الأزمة ليس هو نفس امتلاك استراتيجية بديلة عقلانية وقابلة للتطبيق. ولم يقدم الدبلوماسيون حجة مقنعة للقيام بعمل عسكري أميركي مباشر، والتي لم يكن الرئيس أوباما وكبار مساعديه درسوها مسبقاً ورفضوها بحكمة. وتعتقد الإدارة أن مثل هذا العمل يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الفوضى فحسب، في حين يُلزم الولايات المتحدة بلعب دور أكبر في حرب أخرى في الشرق الأوسط.
جوهر القضية التي يطرحها الدبلوماسيون، كما وردت في مذكرة داخلية، هو أنه لا يمكن التوصل إلى أي اتفاق سلام إذا لم يجد نظام الأسد نفسه في مواجهة تهديد باستخدام القوة العسكرية. وكان الدبلوماسيون حريصين على الدعوة فقط إلى استخدام أسلحة مثل صواريخ كروز التي يمكن أن تبقي الأميركيين خارج نطاق الانتقام السوري. كما رفضوا أيضاً فكرة القيام بغزو أميركي واسع النطاق.
ولكن ماذا لو أن الغارات الجوية "المحدودة" لم تعمل؟ ومهما كانت العملية محسوبة بدقة، ألن تقوم حتماً بجر أميركا إلى مستنقع آخر في الشرق الأوسط، وربما الاحتمال الكبير لحدوث مواجهة عسكرية مع روسيا؟ إن موسكو تلعب لعبة مزدوجة في سورية من خلال تقديم الدعم الخطابي للجهود الدبلوماسية، في حين توجِّه الضربات الجوية التي سمحت للأسد باستعادة اليد العليا في ساحة المعركة.
كما يمكن أن تكون إقامة منطقة حظر للطيران، والتي يمكن أن توفر ملاذا آمناً للمدنيين من القوة الجوية السورية والروسية، مسألة إشكالية أيضاً. ويُظهر بحث أجراه ميكا زينكو من مجلس العلاقات الخارجية أن الغارات الجوية مسؤولة عن جزء فقط من الوفيات؛ في حين نجمت معظمها عن حوادث إطلاق نار وقذائف الهاون والمدفعية والهجمات الصاروخية. ويجب أن تكون منطقة حظر طيران قادرة على توفير الحماية حقاً كبيرة جداً، وتمتد إلى مناطق حيث سيكون هناك خطر كبير لوقوع مواجهة بين الطائرات الأميركية والطائرات الروسية والسورية.
وهناك أيضا مسألة الأساس القانوني للتدخل الأميركي. لا يمتلك السيد أوباما قراراً من مجلس الأمن الدولي أو تفويضاً من الكونغرس لتبرير العمل العسكري ضد حكومة الأسد. ويشير بعض المحامين، مثل هارولد كوه من جامعة ييل والمحامي السابق في وزارة الخارجية، إلى أن هناك قضية ينبغي أن تقام من أجل التدخل الإنساني، ولكن مسؤولي الإدارة يقولون إنهم لا يرون أساساً لذلك في القانون الدولي.
تبقى روسيا ذات أهمية حاسمة لأي جهود من أجل السلام. وكان دعم موسكو، إلى جانب دعم إيران، سمحا للسيد الأسد بتثبيت قدميه ومقاومة التسوية. وما يزال بعض مسؤولي الإدارة يأملون بأن يتمكنوا من إقناع الرئيس فلاديمير بوتن بأن لديه الكثير ليخسره إذا ما استمر في دعم السيد الأسد، وليس أقله زيادة استعداء الدول المسلمة السنية مثل العربية السعودة، وإجبار موسكو على الالتزام بعدد أكبر من الجنود والأسلحة للدفاع عن الأسد. وسوف يؤدي انهيار كامل لوقف إطلاق النار، يعقبه زيادة دعم السعوديين والآخرين لوكلائهم على الأرض، إلى المخاطرة بقدر أكبر من سفك الدماء.
لم تكن هناك أي خيارات جيدة في سورية في أي من الأوقات، والوضع يزداد سوءاً فحسب. لكن أحداً لم يطرح بعد حجة مقنعة بأن أي تدخل عسكري أميركي مباشر ضد الأسد سيكون هو الجواب.
 
 
======================
الموندو: إذا قرر تنظيم داعش قتلك فلا يمكنك الفرار
– POSTED ON 2016/06/29
عربي21 : وطفة هادفي
نشرت صحيفة “الموندو” الإسبانية، تقريرا حول ملاحقة تنظيم الدولة لكل من ينتقده، وخاصة أفراد الفصائل الثورية في سوريا، قالت فيه إن “عناصر التنظيم هم دائما بالمرصاد لأعدائهم، وحين يقررون القضاء على شخص ما؛ فإنه لن ينجو أبدا”.
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21“، إن تنظيم الدولة حاول مرتين قتل الصحفي السوري ناجي الجرف “الذي كان على يقين بأنه لن ينجو في المرة الثالثة، وبالفعل؛ في 27 كانون الأول/ديسمبر الماضي؛ لقي الجرف حتفه في مدينة غازي عنتاب التركية، عندما كان بصدد جلب الطعام لزوجته وأطفاله من مطعم (فان) القريب من مقر ‏مجلة “حنطة” السورية المعارضة.
وبينت أنه “بالرغم من اتخاذ الجرف الاحتياطات لتفادي بطش أفراد تنظيم الدولة، إلا أنهم كانوا له بالمرصاد، فبمجرد خروجه من المطعم؛ ظهر أشخاص وأطلقوا النار عليه، ثم لاذوا بالفرار”.
وذكرت الصحيفة أنه “بعد شهرين من حادثة اغتيال ناجي الجرف في وضح النهار؛ تم العثور على الناشطين السوريين، إبراهيم عبدالقادر، وفارس الحمادي، مقطوعي الرأس في منزلهما بمدينة غازي عنتاب”، مشيرة إلى أنه “في نيسان/أبريل الماضي؛ اغتال تنظيم الدولة في المدينة ذاتها، الإعلامي السوري محمد زاهر الشيرقاط، المعروف بانتقاده الشديد لتنظيم الدولة”.
وقالت إن هذه السلسلة من الجرائم التي ما زالت تقع بين فينة وأخرى “تبرهن أن عناصر تنظيم الدولة لا يمكن أن يتهاونوا في معاقبة منتقديهم، كما أنه لن يتمكن أحد من الإفلات من العقاب، أو التحصن في أي مكان؛ إذا قرر التنظيم معاقبته”.
وأشارت إلى أن الناشط السوري المقيم في تركيا إبراهيم عبدالقادر، نجا بأعجوبة من كمين نصبه له “جهاديو” تنظيم الدولة أمام بيت شقيقه في 16 حزيران/يونيو الحالي.
ونقلت الصحيفة عن الإعلامي “كريم” الذي أخفى اسمه الحقيقي خوفا من انتقام جهاديي تنظيم الدولة، قوله إن “هناك أتباعا لتنظيم الدولة في كل مكان، فبمجرد كونك ناقدا لأعمالهم البشعة؛ سيتحصلون على جميع المعلومات حولك، ويرسلون لك أحد أتباعهم ليعلمك بذلك. وللأسف؛ لا يوجد مكان للاختباء فيه من جهاديي تنظيم الدولة”.
وأضاف كريم أنه “في بداية الأمر؛ يرسل تنظيم الدولة أحد عناصره لتهديد المعارضين، وإن لم تتم الاستجابة لأوامرهم؛ يرسل التنظيم أحد الأشخاص لقتلهم”، مؤكدا أنه “لا يمكن الثقة في أي شخص، فقد قُتل إبراهيم وفارس على يد شخص كانت له علاقة صداقة بهما في السابق”.
وأوردت الصحيفة عن “‏موسى” وهو ناشط سوري عمد إلى إخفاء هويته أيضا، قوله إن “وسائل الإعلام هي السلاح الأقوى لتنظيم الدولة، فهي الوسيلة التي تسمح بإيصال دعايته المرعبة إلى الغرب”.
وأضاف موسى أنه “منذ نشره مقطع فيديو تحت عنوان (تنظيم الدولة لا يمثل الإسلام) بدأ التنظيم بإرسال تهديداته عبر موقع تويتر”، موضحا أن “كل ما يريده تنظيم الدولة؛ هو إخماد أصوات النقاد، لأنهم يواجهونه بسلاحه ذاته المتمثل في وسائل الإعلام”.
وقالت الصحيفة إن “تنظيم الدولة قام بقتل إبراهيم وفارس بسبب كشفهما الجرائم البشعة التي يرتكبها عناصر التنظيم، وكان رد التنظيم على هذا الانتقاد من خلال المطاردة الوحشية، فقد نشر مقطع فيديو لعملية إعدام خمسة ناشطين سوريين بدير الزور، مهددا بقتل الهاربين حتى في أوروبا”.
وأضافت أن ناجي الجرف “دفع حياته ثمنا لفيلم وثائقي حول الأطفال في الرقة، ونقلت عن كريم قوله إن “الجرف علّم العديد من النشطاء كيفية إنتاج مقاطع الفيديو، وكيفية توثيقها بطرق سليمة، وكان يحث النشطاء على نشر الانتهاكات التي تحصل في سوريا”.
وأشارت إلى أن “سلسلة الإعدامات التي نفذها التنظيم خارج سوريا؛ أودت بحياة العديد من النشطاء السوريين. ولذلك؛ اختار باقي النشطاء الفرار قدر المستطاع، فيما أصبح البعض الآخر غير مبالٍ بالأمر”.
وتابعت: “على عكس كريم الذي أوقف انتقاده للتنظيم منذ أشهر؛ قال موسى: لا يهمني إن قام أتباع تنظيم الدولة بقتلي، فقد انضممت للثورة السورية للموت من أجلها إن استحق الأمر ذلك، ويجب أن نواصل نشر رسالتنا”.
وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن العديد من النشطاء فقدوا الأمل، مثل كريم الذي يرى أن “الأمر لا يستحق الموت من أجل منشور على فيسبوك”.
======================
نيويوركر: حوار مع السفير روبرت فورد حول تمرّد خبراء الخارجية الأمريكية على سياسات أوباما
نيويوركر: ترجمة ابراهيم قعدوني- السوري الجديد
غادر فورد وزارة الخارجية الأمريكية سنة 2014 محبطاً حيثُ صرّح بأنّه لم يعُد بمقدوره الدفاع عن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن سوريا.
لطالما شهِدت إدارة الرئيس أوباما انقساماً بشأن ما ينبغي فعله حيالَ سوريا، ولعلّ المسألة السورية كانت مثاراً لأبرز الخلافات بين الرئيس أوباما و أول وزراء خارجيته هيلاري كلنتون، في الواقع فإنّ حجم الهوّة في السياسة الأمريكية اتسع خلال سنوات الصراع الخمس والتي تشير التقارير إلى أنها قد أودت بحياة ما يقارب النصف مليون إنسان.
كانت الخارجية الأمريكية قد أشارت باقتضاب إلى أنّ ما يزيد عن خمسين دبلوماسياً أمريكياً تقدّموا برسالة شكوى حول سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص سوريا وذلك عبر خدمة “ديسنت تشانيل” وهي أشبه بصندوق شكاوى يستطيع منسوبو الخارجية عبره التصويت بمعارضتهم للسياسة الرسمية دون أن يخشوا خطر الانتقام الوظيف، بينما أبلغ وزير الخارجية جون كيري صحفيين أثناء جولته في أوروبا بأنّ “هذه العريضة مهمة للغاية قائلاً “أنا أحترم تلك العملية كثيراً وقد ألتقي بهؤلاء الأشخاص ولربما تكون لدينا فرصة التحدّث بعد عودتي
كان روبرت فورد آخر السفراء الأمريكيين الذين خدموا في سوريا التي مزّقتها الحرب، وقد تجرّأ على زيارة مناطق المعارضة والإجتماع بالمتظاهرين وتقديم العزاء لأسرة أحد الناشطين وذلك عشيّة اندلاع الثورة السورية سنة 2011، إلا أنه تمّ سحب السفير فورد من دمشق لدواعٍ أمنية وذلك بعد اندلاع الحرب الأهلية في وقت متأخر من نفس العام. وقد اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية نظام الرئيس بشار الأسد بالتحريض ضد السفير فورد
 تمّ الإتفاق في مؤتمر جنيف 1 حول سوريا الذي انعقد في حزيران 2012 على الحاجة لحكومة انتقالية تضمّ كل من النظام والمعارضة وذلك بحضور ومشاركة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلاّ أنّه وبحلول سنة 2014 أخذت الحرب الأهلية تصبح أكثر ضراوة مع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وهي حركة متطرفة تمكنت من الاستيلاء على قطاع واسع من مناطق شمال سوريا بما فيه الرقة عاصمة الخلافة للتنظيم، وكذلك دير الزور سابع أكبر المدن السورية بالإضافة لبعض المناطق الاستراتيجية الأخرى.
في سنة 2014 حاز فورد على جائزة خدمة الوزارة، أعلى تكريم تمنحه وزارة الخارجية، وكونه أحد أبرز الخبراء المختصين بشؤون الشرق الأوسط نظراً لخبرته المطوّلة فيها، فقد استمرّ فورد في عمله المتعلّق بالشأن السوري من واشنطن حتى مغادرته وزارة الخارجية مُحبَطاً إثرَ تردد الإدارة الأمريكية في تقديم دعم أكبر للمعارضة السورية حيث أخبرني بأنه: ” لم يعد بمقدوري الدفاع عن سياسة الولايات المتحدة”، فورد الذي يشغل اليوم منصب زميل رفيع في معهد الشرق الأوسط في واشنطن العاصمة حيث جلست بصحبته يوم الجمعة الماضية لمناقشة المستنقع السوري، وقد تمّ تلخيص وتحرير هذه المقابلة لأغراض الإيضاح.
ما الذي تعكسه رسالة الشكوى هذه
لقد وصل الإحباط في وزاة الخارة الأمريكية إلى نقطة حرجة، لا يسجل الناس شكاويهم في صندوق الشكاوى كل يوم، لقد سقط اتفاق الهدنة في سوريا بالكامل، إن استهداف المشافي في حلب وإدلب يمثّل انتهاكاً لكافة الأعراف البشرية، هذا إذا لم نتحدّث عن البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية وبالتالي فإن الجهود الرامية لإيجاد حلّ سياسي لا يبدو أنها ستُبصر النور، ترفضُ حكومة الأسد حتى الآن تقديم أي تنازلاتٍ فعليّة، لا تسمح بالمعونات الغذائية في انتهاك صريح لقرارات الأمم المتحدة فيما يكتفي الأمريكيون بمتابعة ذلك وحسْب، وبذلك فإنّ رسالة الشكوى تعكس حجم الإحباط الذي يسود في أوساط أولئك الذين ينفّذون السياسة على أرض الواقع- وهذا بالضبط ما شعرت به حين غادرت عملي- بعد مؤتمر جنيف 2، في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير سنة 2014.
لماذا يهيمن الفشل على السياسية الحالية ويبدو أنه سوف يلازمها أيضاً؟
في الواقع لا أجد في رسالة الشكوى ما يعكس اعتراضها على الهدف الستراتيجي المتمثّل في التوصل إلى حلّ تفاوضي للحرب الدائرة في سوريا، غير أنني أشعر باعتراضها الشديد على التكتيكات التي تنتهجها الإدارة أو تلك التي لا تنتهجها، ترمي الرسالة إلى القول بأنّه من دون ضغوطات أشدّ على نظام الأسد سيكون من المستحيل الحصول على التسويات الضرورية للخروج باتفاق سياسيّ ينهي الحرب، تقول الرسالة بأنّه يتعيّن على الإدارة الأمريكية إعادة النظر في تكتيكاتها بهدف تشكيل هذا الضغط المنشود على نظام الأسد.
جميعنا تعلّم من التجربة العراقية بأنّ تغيير النظام ليس الطريقة الأمثل لإحداث التغيير السياسي الإيجابي، في حالة الحرب الأهلية ثمّة حاجةٌ ملحّة للتفاوض بين المعارضة والحكومة، والسؤال الحيوي هنا هو كيف يمكننا زيادة احتمالات نجاح هكذا مفاوضات، وهذا ما فشلت به السياسة الأمريكية منذ أنهت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اجتماعها بسيرغي لافروف.
هل تلقي باللائمة على الرئيس أوباما؟
لا أريد أن ألقي بلومي على شخص بعينه، لطالما شهدت الإدارة انقساماً حول الأسلوب الواجب انتهاجه في سوريا، لم يكن الرئيس وحده من كان متردداً في اللجوء إلى كافة الوسائل المتاحة لتوليد الضغط.
لعل أحد وجوه الإحباط التي نجدها في رسالة الشكوى يتمثّل في أنّ أولئك الذين يدافعون عن النهج الحالي والاستمرار فيه عبر إلحاحهم على ضرورة الخيار الاستراتيجي- لا يضعون أيّ وسائل لتحقيق هذا الهدف! إنّ الأمل ليس سياسة، ولا يمكن له أن يشكّل وحده أساساً لها حين يترتب على ذلك آثاراُ سياسيةً مباشرة على أعضاء حلف الناتو في حين دأبت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية على ترديد ما فحواه بأنّ على أوروبا أن تبقى موحدة لتكون أقوى ولتتجنّب الصراعات الداخلية، تعود هذه العقيدة السياسية إلى عهد الرئيس هاري ترومان، لتكون أكثر قوة ولتتجنّب ضغوط موسكو عليها وبالتالي لتجنّب دخولها في المزيد من الحروب، أمّا الآن فإنّ جوهر الوحدة الأوروبية يخضع للمساءلة، لا يتعلق ذلك مطلقاً بأزمة اللاجئين، على العكس فإنّ الأمر يتعدّى سوريا، هذا ما لم نكن نتوقعه سنة 2012، لم يكن لدي خلاف مع الوزير جون كيري، هو يعي الحاجة لتشكيل المزيد من الضغوط على الأسد، كما أنّ الوزيرة كلينتون ساهمت في بذل المزيد من الجهود مع المعارضة كوسيلة لإيجاد صفقة سياسية، كان ذلك سنة 2012.
ما هو الأثر الذي قد تُحدِثُه هذه الرسالة؟
لا أرى مؤشراً من خلال المقابلات المطولة مع الرئيس أوباما أو نائب مستشار شؤون الأمن القومي بين رودس يظهِر استعدادهم لإجراء عملية إعادة نظر جادّة بخصوص المسألة السورية، لذا فإنّه من غير المتوقّع أن يكون للرسالة ذلك الأثر الكبير.
كيف تبدو الأمور في سوريا اليوم بعد مضيّ خمس سنوات؟
لقد انبثقت الحرب من انتفاضة شعبية عارمة طالبت بتغييرات في المؤسسات الأمنية ثمّ ما لبِثت أن تحوّلت إلى صراع دوليّ تورّطت فيه أطراف إقليمية ودولية وتسبّب بتدمير أجزاء كبيرة من سوريا كما أدّى لإضطرابات بلدان في أوروبا، ناهيك عن ظهور الأشكال الأكثر خبثاً للتطرف الإسلامي التي عرفناها حتى الآن.
بالعودة لسنة 2012، فقد توقّعنا في وزارة الخارجية بأنّ هذه الحرب تتجه إلى المزيد من السوء وأنّها راحت تصبح أكثر طائفيةً، لكنّ أحداً لم يفهم إلى أي حدّ سوف تتمكن الحكومة السورية من الإمساك بزمام الأمور في دمشق ولم يكن بمقدور أحد أن يتنبّاً بأنّ نصف سكان سوريا سوف ينزحون عن ديارهم، ولا أن يتنبّأ بهذه الموجات الكبرى من اللاجئين التي تحولت لمشكلاتٍ لحلفائنا الأوربيين، لم يكن في حسباننا أبداً بأنّ تنظيم القاعدة سوف ينقسم على نفسه لينتج عن ذلك صعود الشكل الأكثر فتكاً والذي سوف يستولي على المناطق الشرقية من سوريا وصولاً إلى العراق.
ما الذي أنت بصدد الدفاع عنه اليوم؟
بذل وإحياء الجهود لإطلاق مفاوضات تفضي لحكومة جديدة مع التحلّي بالصبر استراتيجياً في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
تعوّل الإدارة الأمريكية على التعاون مع الأكراد، هذه السياسة قد تعود بالفائدة على المدى القصير فيما يتعلق باستعادة بعض المناطق من التنظيم، هذا جيد بلا شك، إلاّ أنه قد يزرع بذوراً لصراعات إثنية قد تطرأ مستقبلاً بين عرب سوريا وأكرادها.
تقول رسالة الشكوى التي قدمها الدبلوماسيون بما لا يدع مجالاً للشك بأنّ التركيز على الدولة الإسلامية لن يقود إلى كسب تأييد قلوب وعقول ما يكفي من العرب السنّة في سوريا بحيث يمكننا ضمان حلّ مستدام لمشكلة هذا التنظيم والتحديات التي يضعنا أمامها. يرى المجموع العربي السنّي في سوريا بأنّ حكم الأسد مشكلة أكبر من مشكلة تنظيم الدولة الإسلامية وقد أشارت منظمات حقوق الإنسان في سوريا بأنّ عدد المدنيين الذين قتلتهم حكومة الأسد يفوق بسبع مرات عدد أولئك الذين قتلهم تنظيم داعش.
يكمن الخطر –كما في الحالة الفلسطينية- في انهيار المركز، على هذا النحو سوف ينهار المركز السوري المعتدل، تلكُم هي الرسالة التي أراد المعترضون إيصالها عبر قناة الشكاوى، تقول الرسالة ببساطة أنّه علينا أن نكسب ودّ المجتمع العربي-السنّي لهزيمة داعش.
هل تعتقد حقاً بأنّ لدى الأسد الرغبة في التفاوض لإحداث انتقال سياسيّ؟
كلّا، طالما توفّرت له إمكانية الظنّ بأن يكسب بالحلّ العسكري، حتى وإن احتاج الأمر لعشرين سنة أخرى!
منذ أحد عشر شهراً خَلَت، في شهر تموز 2015 كان الأمر مختلفاً، توجّه الأسد بكلمة إلى الشعب قال فيها بأنّ الجيش منهَك، لم يعد لدينا ما يكفي من الجنود كما فرّ الكثير منهم، لم يعد لدينا ما يكفي للدفاع عن كافة المناطق وكان علينا أن ننسحب من بعضها. كانت قوّات الأسد في هذه الأثناء تتقهقر في الشمال الغربي من سوريا وفي الجنوب كذلك الأمر، ليس أمام تنظيم الدولة الإسلامية بلْ أمام المعارضة الأكثر اعتدالاً وأمام جبهة النصرة أيضاً، حتى أن قلب المناطق العلوية]حيث تقطن الطائفة التي ينحدر منها الأسد[كان في مرمى نيران تلك القوات. حينذاك بدت المرارة واضحةً في كلام الأسد وأظهرت كلماته بأنّه يدرك جيّداً حجم خسارته على الأرض، وقتها فقط كان في حالةٍ ذهنيةٍ ربما تدفعه للقبول بتسويات.
حين بدأ التدخل الروسي بعد خمسة أسابيع من خطاب الأسد، تغيّر موقفه بمعدل مائة وثمانين درجة إذْ قال “لن نتفاوض مع الإرهابيين —وكافة المعارضة المسلحة إرهابية— سوف نستعيد كل شبر من مناطقنا، وسوف نستمر في القتال حتى تحقيق النصر الكامل”.
التحدّي الآن هو في كيفية إعادة الأسد إلى الموقف الذي كان عليه في شهر تموز/يوليو 2015، عندها يمكننا التوصل لوقف إطلاق نار من شأنه أن يصمُد.  
هل تعتقد بأنّ المعارضة قادرة على الانتصار؟
السؤال الحقيقي هو: هل بإمكانهم التوحّد بالقدر الكافي لتقديم البرنامج والبديل المقنع؟ هنالك عدة مؤشّرات تدلّ على إمكانية ذلك، غير أنّ على الرّعاة الأجانب لتلك المجموعات المختلفة الاتفاق فيما بينهم على آلية موحدة للقيادة، لن يجدي نفعاً أبداً أن نزيد من دعمنا لمجموعات بعينها في الوقت الذي تقوم فيه دول ثانية بتقديم الدعم لمجموعات أخرى وبالتالي لا يحصل التنسيق المطلوب.
هل سيغيّر هذا الصراع وجه الشرق الأوسط؟
لم نصل بعد للمرحلة التي نقول فيها بأنّ تفكّك الدول هو نتيجة بعينها، إلاّ أنّنا أمام لحظةٍ مفادها بأنّه سيكون من الصعب علينا على نحوٍ متزايد رؤية دول مثل سوريا والعراق تحافظ على وحدتها، ونقطة البداية في هذا الصدد هي قيام دولة كردية مستقلّة، وهنا يجدر بالسياسة الذكية أن تفكّر بالطريقة التي يمكن من خلالها تحويل ذلك لعملية إيجابية عبر التفاوض بدلاً من الاقتتال العرقي.
======================
 نيو إيسترن أوت لوك :معركة حزب الله الوجودية في سوريا
 نيو إيسترن أوت لوك – إيوان24
أعلن زعيم حزب الله، حسن نصر الله، عن نواياه لتعزيز مواقع الحزب داخل سوريا، ولا سيما في حلب. وذكرت صحيفة المنار في مقال بعنوان “نصر الله: حزب الله سيعزز القوات في حلب لتحقيق انتصار كبير“، ما يلي:
أكّد زعيم حزب الله، حسن نصر الله، يوم الجمعة أنَّ الحزب سيرسل المزيد من القوات إلى مدينة حلب السورية من أجل هزيمة المشروع التكفيري الإرهابي المدعوم من السعودية والولايات المتحدة.”
وأضاف نصر الله أنَّ الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة يستعدون لإغراق سوريا بالآلاف من الوكلاء الإرهابيين الإضافيين في محاولة للسيطرة على حلب. وأشار أيضًا إلى كيفية استغلال ما يسمى باتفاق “وقف إطلاق النار” من قِبل مختلف الجماعات الإرهابية التي تدعمها الولايات المتحدة والسعودية للتراجع والاستعداد للمرحلة المقبلة من القتال.
نصر الله حذّر العالم في عام 2007 من كارثة قادمة في سوريا
في عام 2007، أجرى نصر الله مقابلة مع الصحفي الشهير سيمور هيرش، الحائز على جائزة بوليتزر، في مقاله بعنوان “إعادة التوجيه: هل سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تصب في مصلحة أعدائنا في الحرب على الإرهاب؟
في هذه المقابلة، ذكر نصر الله ما يلي أثناء مناقشة الحرب الأهلية الدائرة في العراق، قبل سنوات من بدء الأزمة السورية الحالية:
قال نصر الله إنّه يعتقد أنَّ أمريكا تريد تقسيم لبنان وسوريا. في سوريا، كما قال: ستكون النتيجة دفع البلاد “إلى الفوضى والمعاك الداخلية كما هو الحال في العراق.” وفي لبنان، “ستكون هناك دولة سُنية، ودولة علوية، ودولة مسيحية ودولة درزية”. وأضاف: “لكني لا أعرف ما إذا كان سيكون هناك دولة شيعية أم لا.”
وأعرب نصر الله عن اعتقاده أنَّ هناك محاولات ستُبذل لدفع الشيعة من لبنان وسوريا إلى جنوب العراق، وهو ما قد يفسر السبب في أنَّ تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وجد نفسه يعمل بشكل مريح في كل من سوريا والعراق، ليصبح بمثابة أداة للتأثير ليس فقط على سوريا، بل على المنطقة بأسرها من الناحية الجيوسياسية.
كما كشف مقال هيرش في عام 2007 عن جانب هامّ آخر للسياسة الخارجية الأمريكية كان جليًا في ذلك الوقت وحمل توقعات ما يحدث الآن. وذكر المقال أنّه:
من أجل تقويض إيران، ذات الأغلبية الشيعية، قررت إدارة بوش إعادة ترتيب أولوياتها في الشرق الأوسط. في لبنان، تعاونت الإدارة مع الحكومة السعودية السُنية في عمليات سريّة تهدف إلى إضعاف حزب الله، المنظمة الشيعية التي تدعمها إيران. كما شاركت الولايات المتحدة في عمليات استهدفت إيران وحليفتها سوريا. وكانت نتيجة هذه النشاطات هي دعم الجماعات السُنية المتطرفة التي تتبنى رؤية متطرفة للإسلام، معادية لأمريكا ومتعاطفة مع تنظيم القاعدة.
كشفت أبحاث ومقابلات هيرش أنّه حتى في وقت مبكر من عام 2007، كانت الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها في المنطقة، مثل المملكة العربية السعودية، لدعم الجماعات الإرهابية المسلّحة والشبكات السياسية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، من أجل تقسيم وتدمير المنطقة، بما في ذلك سوريا، وكذلك لبنان.
معركة سوريا هي معركة لبنان، وهي نفسها معركة حزب الله
أصرّت بعض الصحف مثل “ديلي بيست” أنَّ معركة حزب الله في سوريا منفصلة عن الغرض المزعوم للمنظمة وهو “محاربة إسرائيل”. وفي مقالة بعنوان “مقاتلو حزب الله ضاقوا ذرعا من القتال في سوريا “، وبأسلوب صحفي غربي تقليدي، ذكرت صحيفة ديلي بيست بعض القصص المجهولة لدعم فرضية لا أساس لها من الصحة لتعزيز هذه السردية المعيبة.
إنَّ هدف وجود حزب الله ليس “محاربة إسرائيل”، بل حماية لبنان والشيعة من كل التهديدات. مقالة هيرش في عام 2007 تكشف عن أّنه بالإضافة إلى حماية الشيعة، اعترف العميل السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية روبرت باير أنَّ حزب الله لعب دورًا أساسيًا في حماية الأقليات الأخرى في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك المسيحيين، عندما بدأت حرب الوكالة التي قادها تنظيم القاعدة وواشنطن.
ونظرًا لأنَّ هدف حزب الله الفعلي هو الدفاع عن لبنان، فليس من الصعب أن نرى لماذا تدخل الحزب بكثافة في الحرب المستعرة في سوريا المجاورة.
عداء حزب الله للنظام الإسرائيلي الحالي هو تهديد واحد فقط من بين العديد من التهديدات التي تلوح في الأفق بشأن مستقبل لبنان. لكنَّ توسُّع الجماعات المتطرفة مثل جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية، التي تموّلهم الولايات المتحدة والسعودية وتركيا وقطر، والأردن، وتزودهم بالأسلحة، والدعم السياسي، هو شيء آخر. إنّه يشكّل تهديدًا وجوديًا ليس فقط على سوريا، ولكن على جيرانها ومن بينهم لبنان.
في الواقع، كانت لبنان واحدة من العديد من القنوات التي من خلالها انتقل مقاتلو حرب الوكالة التي تقودها الولايات المتحدة جنبًا إلى جنب مع كميات كبيرة من الدعم المادي. وقد أدى ذلك إلى وقوع اشتباكات داخل لبنان نفسها بين الجماعات المتطرفة وحزب الله والجيش اللبناني الذين حاولوا اعتراض تدفق المقاتلين والعتاد.
لكنَّ التأثير الحالي للحرب السورية على لبنان هو تهديد واحد فقط للدولة والمدافعين عنها. التهديد الآخر هو احتمال انهيار الحكومة وتدعيم الجماعات الإرهابية في سوريا المدعومة من الغرب وحلفائها الإقليميين ومن ثمّ الانتشار في جميع أنحاء المنطقة.
ليبيا هي تحذير لدول الجوار السوري: “الدول عليكم
كما رأينا في ليبيا، الانهيار الذي تسبب فيه الغرب لتغيير النظام الحكومي ما هو إلَّا خطوة أولى من طموحات الغرب على نطاق أوسع. لقد تمّ استخدام ليبيا كنقطة انطلاق لإرسال مقاتلين وأسلحة إلى دول أخرى مستهدفة من قِبل واشنطن من أجل “تغيير النظام”. وشمل ذلك سوريا نفسها.
ربما يتذكّر المراقبون للصراع السوري أنّه في أواخر عام 2011 وبداية عام 2012، ساهمت ليبيا بعدد كبير من المقاتلين والأسلحة في الصراع السوري، الذين دخلوا البلاد عن طريق تركيا بمساعدة من حكومة الولايات المتحدة، وتزعموا غزو حلب، أكبر مدينة سورية.
وفي نوفمبر عام 2011، ذكرت صحيفة تلغراف في مقال بعنوان “قيادات ليبية إسلامية تلتقي قيادات الجيش السوري الحر“:
عبد الحكيم بلحاج، رئيس المجلس العسكري في طرابلس والزعيم السابق للجماعة الإسلامية الليبية، “التقى قادة الجيش السوري الحر في اسطنبول وعلى الحدود مع تركيا”، وذلك وفق ما ذكره مسؤول عسكري يعمل مع بلحاج. “أرسله مصطفى عبد الجليل (الرئيس الليبي المؤقت) هناك.”
وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ بلحاج، الزعيم الإرهابي المدعوم من الولايات المتحدة، يلعب الآن دورًا محوريًا في وجود داعش “في ليبيا.
وجاء في مقال آخر بصحيفة تلغراف تحت عنوان “حكّام ليبيا الجدد يقدمون أسلحة إلى الثوار السوريين”:
عقد الثوار السوريون محادثات سريّة مع السلطات الليبية الجديدة يوم الجمعة، تهدف إلى تأمين الأسلحة والأموال للتمرد ضد نظام الرئيس بشار الأسد، كما علمت صحيفة الديلي تلغراف.
وخلال اللقاء، الذي عُقد في اسطنبول وشمل حضور المسؤولين الأتراك، طلب السوريون “المساعدة” من الممثلين الليبيين، وبالفعل تمّ عرض الأسلحة عليهم، وربما المتطوعين أيضًا.
وقال مصدر ليبي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “ثمة شيء يجري التخطيط له لإرسال الأسلحة والمقاتلين الليبيين إلى سوريا. وهناك تدخل عسكري قادم. في غضون أسابيع قليلة سترون ذلك “.
، وبعد شهر، دخل نحو 600 من الإرهابيين الليبيين سوريا للبدء في عمليات القتال، وكشف مراسل موقع “سي إن إن” إيفان واتسون، الذي رافق الإرهابيين عبر الحدود التركية السورية وفي مدينة حلب أنَّ المقاتلين الأجانب كانوا بين المسلحين، وخاصة الليبيين. واعترف بأنَّ:
وفي غضون ذلك، قال سكان القرية التي كانت المقر الرئيسي لجماعة الصقور السورية أنَّ هناك مقاتلين من عدة جنسيات من شمال أفريقيا خدموا أيضًا بين صفوف الجماعة.
وقال مقاتل ليبي متطوع لموقع سي إن إن إنّه يعتزم السفر إلى سوريا عبر تركيا خلال أيام لزيادة عدد المقاتلين الليبيين داخل الحركة المسلّحة.
وأضاف موقع سي إن إن أيضًا:
يوم الأربعاء، التقى طاقم سي إن إن بمقاتل ليبي قد عبر الحدود إلى سوريا من تركيا مع أربعة ليبيين آخرين. ارتدى المقاتل زيًا مموهًا وكان يحمل بندقية كلاشينكوف. وقال إنَّ المزيد من المقاتلين الليبيين في طريقهم إلى سوريا.
ينجذب بعض المقاتلين الأجانب إلى الحرب لأنهم يرون أنها بمثابة الجهاد. لذلك فإنها نقطة جذب للجهاديين الذين يرون أنها قتال من أجل المسلمين السُنة.
مع أخذ كل هذا في الاعتبار، يمكن للمرء أن يتصوّر كيف ستكون قدرة هذه الجماعات الإرهابية في سوريا كمركز آخر للتدريب، والتحضير وتهريب الأسلحة والمقاتلين، في ظلّ نقل الغرب لحربهم بالوكالة إلى لبنان وإيران وحتى إلى جنوب روسيا وغرب الصين.
لبنان، من دون الحكومة السورية والجيش، ومع إيران تخوض حربًا بالوكالة من شأنها أن تنتقل إلى أراضيها في حال سقوط سوريا، ليس لديه أي فرصة ضد وكلاء تدعمهم رعاية متعددة الجنسيات للإرهاب بقيادة الولايات المتحدة.
معركة سوريا هي معركة لبنان، بل إنها معركة إيران، ومعركة روسيا والصين كذلك. هذه الدول لا تدعم ولا تدافع عن الحكومة السورية بسبب أنها دولة حليفة. إنها تفعل ذلك لإدراكها إلى أين سيقودنا هذا الصراع في حال لم ينتهِ في سوريا الآن.
هذا هو السبب في أنَّ سوريا وروسيا وإيران، ولبنان – وإلى حد أقل، الصين – لا تستطيع أن تتخلى عن سوريا. وهذا هو السبب أيضًا في أنَّ “الضمانات” من الولايات المتحدة بأنّه في حال “تغيير النظام” في سوريا، سينتهي الصراع، لا يمكن أخذها على محمل الجد.
تغيير النظام” لم ينهِ النزاع في ليبيا، ولم يوقف دور ليبيا في دعم الصراعات الأوسع خارج حدودها. ولن ينتهي الصراع في سوريا كذلك، بل سيؤدي إلى صراع جديد أكبر من ذلك بكثير.
إنَّ حزب الله لا يقاتل من أجل “الأسد” في سوريا، بل يقاتل من أجل مستقبل لبنان.
======================
ميدل إيست مونيتور :كيف ستكون سياسة هيلاري في الشرق الأوسط؟
نشر في : الأربعاء 29 يونيو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 28 يونيو 2016 - 10:23 م
ميدل إيست مونيتور – إيوان24
في الأسبوع الماضي، أدركت عدم جدوى التنبؤات السياسية. ونظرًا للنتيجة المذهلة لاستفتاء “خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”، استنادًا إلى الحملة التي يبدو أن الدافع وراءها كانت الأوهام والحنين إلى الماضي وكراهية الأجانب والعنصرية الصريحة، مَن يستطيع أن يستبعد إمكانية فوز ترامب برئاسة أمريكا في 20 يناير من العام القادم؟
ومع ذلك، نحن نقبل أنَّ مثل هذا الاحتمال المخيف يحمل على الأقل بعض الفرص الحقيقية، لأنَّ ترامب كان متناقضًا وغريب الأطوار لدرجة أن الجميع يتوقع ما سيفعله حيال سياسة الشرق الأوسط (باستثناء أنّه سيكون مواليًا بشدة لإسرائيل).
وهذا يتركنا مع هيلاري رودهام كلينتون، التي تمثل قوة سياسية هائلة ويمكن القول إنّها المرشح الأوفر حظًا للفوز بالرئاسة. تمثل هيلاري قوة إضافية في كسر المحرمات العتيقة، رُغم أنّه بالنسبة لكثير من معارضيها السياسيين فإنها الأكثر احتمالًا للاستمرار في المنافسة لتصبح أول رئيسة للولايات المتحدة. بالنسبة لهم، إنها مثال للسياسيّ العالم ببواطن الأمور داخل البيت الأبيض، وداعمة أساسية فغي التيار السياسي الأمريكي.
لذلك، على افتراض أنها فازت بالرئاسة، ما الأمور التي ستحدد نهج هيلاري تجاه الشرق الأوسط على وجه الخصوص؟ وبناءً على سجلها، فمن المرجح أن سياستها تجاه المنطقة ستعتمد على ثلاث ركائز:
الخروج عن سياسات إدارة أوباما بشأن الصراعات في المنطقة، بما في ذلك زيادة الرغبة في استخدام القوة العسكرية لتحقيق أهداف الولايات المتحدة،
مواصلة النجاحات الدبلوماسية لإدارة أوباما (وخاصة من حيث المحافظة على صفقة الأسلحة النووية الإيرانية)،
محاولة استعادة علاقة أكثر وضوحًا وودية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
السؤال هنا: كيف يعمل ذلك على أرض الواقع؟
صفقة إيران
بصفتها وزيرة للخارجية الأمريكية، كانت هيلاري كلينتون تشارك عن كثب في المفاوضات التي أدت في نهاية المطاف إلى اتفاق مع إيران بشأن إنهاء برنامجها النووي. وبالرغم من أنها لم تكن في منصبها وقت التوقيع على الاتفاق، إلّا أنها أيّدت الاتفاق بشدة في كلمة ألقتها في معهد بروكينغز في سبتمبر من العام الماضي. وقالت للحضور:
إما أن نمضي قُدمًا في طريق الدبلوماسية واغتنام هذه الفرصة لعرقلة مسار إيران نحو امتلاك سلاح نووي أو ننتقل إلى طريق أكثر خطورة يقودنا إلى مستقبل غامض ومحفوف بالمخاطر. ولهذا السبب أنا أؤيّد هذه الصفقة كجزء من استراتيجية أكبر تجاه إيران.”
وعلى الرغم من أنَّ الخطاب تضمن أيضًا بعض المحاذير، ولا سيما إشارتها إلى أن سياسة الاحتواء الأوسع، التي حدّدت نهج الولايات المتحدة تجاه إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979، ينبغي أن تستمر. وهذا سيكون في محاولة لضمان أنه على الرغم من رفع بعض العقوبات (التي تفرض تكلفة باهظة على السكّان المدنيين) لن تعمل الولايات المتحدة على تمكين طهران للعمل ضد مصالحها في أماكن أخرى في المنطقة. وقالت كلينتون “ليس هناك أي سبب للثقة في إيران على الإطلاق”.
ومع ذلك، في حين أنَّ بعض المعلقين أشادوا بهذا الانفصال الجزئي لهيلاري كلينتون عن سياسة الإدارة الحالية باعتبارها وسيلة ذكية لضمان أنَّ طهران ستتأكد من احتمال “عودة فرض العقوبات” في حال بدأت الأمور تنحرف عن مسارها الطبيعي، ومن ثمّ هناك سبب للاعتقاد بأنَّ كلينتون ملتزمة بالفعل للحفاظ على الصفقة.
لقد كشفت تسريبات رسائل البريد الإلكتروني الأخيرة أنَّ هيلاري كلينتون قدّمت دعمًا قويًا لأحد المهندسين الرئيسيين للصفقة، ويندي شيرمان، مقابل ترقيتها لمنصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية وأنّه من المرجح أنَّ شيرمان، التي كانت أيضًا جزءًا من إدارة بيل كلينتون، ستبقى في منصبها في حال وصول هيلاري إلى البيت الأبيض.
سياسة خارجية متطرفة
إن لم تكن حربًا مع إيران – التي هي أكثر احتمالًا مع فوز ترامب – فإنَّ ذلك لا يعني أنَّ رئاسة هيلاري ستمثّل نوعًا من الاتجاه نحو المسالمة. وبدلًا من ذلك، فقد أصبح من المعروف أن المرشحة الديمقراطية تفضّل نمطًا أكثر تشددًا في السياسة الخارجية.
في الواقع، بصفتها وزيرة الخارجية في إدارة أوباما، كانت كلينتون مسؤولة عن الضغط لتدخل أكثر قوة تجاه سوريا، وكانت تشجّع لشنّ حرب في ليبيا. كل هذا، جنبًا إلى جنب مع تصويتها لحرب العراق في عام 2003، يكشف أنَّ كلينتون قد تكون أكثر ميلًا لاستخدام القوة العسكرية في حال فوزها بالرئاسة.
ومع ذلك، ما هي الفلسفة الكامنة وراء ذلك؟ حقيقة أنَّ الإدارات الديمقراطية والجمهورية الأخيرة استخدمت القوة العسكرية بطرق مختلفة، وبتأثيرات مختلفة، تشير إلى أنّه لا يمكننا أن نتعلّم حقًا من التطرف فقط.
في الواقع، في حين أنَّ إدارة أوباما سعت إلى تقليص نشاط الجيش الأمريكي في الخارج – من خلال سحب القوات، وتخفيف حدة الخطاب وزيادة الاعتماد على التكتيكات غير المباشرة مثل هجمات الطائرات بدون طيار وجمع المعلومات الاستخباراتية الشاملة – فهذا لا يمثل سوى نزع تصعيد جزئي من نقطة انطلاق تدخليّة بشكل كبير خلقها جورج دبليو بوش. في الواقع، إنَّ البصمة العسكرية العالمية للولايات المتحدة لا تزال هائلة.
وبالتالي فإنّه أمر معبّر للغاية، من منظور معسكر كلينتون، أن يتم كبح هذه الهيمنة العسكرية العالمية. وكبديل لذلك، قد تسعى كلينتون لرسم مسار أقل حيوية من الإفراط في استخدام القوة العسكرية في عهد بوش، والذي لا يزال أكثر قوة في عهد أوباما.
ومن المرجح أن تدعو هيلاري كلينتون إلى نوع من التدخليّة الليبرالية. في الواقع، استنادًا إلى سجلها، وربما الدروس من إخفاقات زوجها ونجاحاتها الواضحة في منصبها، تميل كلينتون لرؤية الجيش الأمريكي باعتباره العامل المحرّك لسياساتها الخارجية، أداة قوية التي – عند استخدامها في وئام مع عناصر أخرى من أدوات إدارتها- ستكون وسيلة لمحاولة تشكيل العالم ليعكس القيم التي تؤمن بها  بشكل أفضل.
كما أوضح غلين غرينوالد في الآونة الأخيرة، واحدة من اختيارات كلينتون الأكثر احتمالًا لمنصب وزير الدفاع، ستكون ميشيل فلورنوي، التي أشارت بالفعل إلى أن الإدارة المقبلة ستصبح منخرطة بشكل مباشر في الحرب السورية. وعلى وجه الخصوص، فإنَّ القوات الأمريكية “ستدفع قوات الرئيس بشار الأسد خارج جنوب سوريا”، وستكون هناك “قوات أمريكية أكثر لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة.”
التقرب من نتنياهو
ومع ذلك، إذا كان ثمة مكان حيث لا يكون هناك أي معنى للقيّم مقابل المصالح القديمة، فهو علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل. في ظلّ إدارة أوباما، وصل مستوى إحباط الولايات المتحدة من الحكومة الإسرائيلية الحالية إلى درجة أن البيت الأبيض قد تخلى عن جميع المفاوضات. (دعونا لا ننسى أنَّ “المفاوضات” كان من غير المرجح أن تؤدي إلى أي نوع من الاستقلال المغزى بالنسبة للفلسطينيين، لذلك فهذه ليست خسارة كبيرة).
شعر بيل كلينتون بالشيء نفسه تجاه بنيامين نتنياهو في حين كان هذا الأخير في ولايته الأولى كرئيس لوزراء إسرائيل، وسأل بعد أول لقاء له: “مَن هي القوة العظمى هنا؟”.
ولكن على الرغم من هذه الإحباطات، واصلت الإدارات الديمقراطية دعم إسرائيل مع كميات كبيرة من المساعدات والغطاء الدبلوماسي. ومن المرجح أن تفعل هيلاري الشيء نفسه.
وبالرغم من كل شيء، هناك مكاسب قليلة لهيلاري كلينتون من اتخاذ موقف متشدد ضد تل أبيب على المدى القصير، وإذا كانت تأمل في أن تتحرك في الاتجاه المعاكس حول هذه المسألة (وليس هناك أي سبب للاعتقاد بأن ذلك سيحدث)، مَن سيجري محادثات مع الجانب الآخر؟ إنَّ الغالبية العظمى من المؤسسة الأمريكية ليس لديهم أي دافع لإعادة إشراك حماس لأن أي خطوة من هذا القبيل ستعترض عليها الدكتاتورية الفاشية الجديدة في مصر. من ناحية أخرى محمود عباس هو مجرد بطة عرجاء لا يخضع لأوامر أي أحد سواء داخل أو خارج الأراضي المحتلة.
في ظلّ رئاسة هيلاري كلينتون، الطريق الأقل مقاومة في قضية فلسطين وإسرائيل هو ذلك الطريق الذي يعزز الوضع الراهن. في الواقع، وكما يذكر تقرير مركز الأمن الأمريكي الجديد، فإنَّ نهج الولايات المتحدة تجاه “الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يضع الأولوية لمصالح إسرائيل الأمنية فوق كل اعتبار في السعي لتحقيق اتفاق سلام سطحي مع الفلسطينيين.
بصفة عامة، أي كان الفائز في الانتخابات القادمة في الولايات المتحدة، لا توجد أي فرصة لتحسين الظروف فيما يتعلق بالسياسة الخارجية في الشرق الأوسط. في ظلّ رئاسة ترامب كل شيء ممكن تقريبًا، ومثل في فيلم رعب، التشويق والإثارة واحتمال المجهول كلها أمور تبدو مخيفة. ومع ذلك، بالنسبة لترشيح هيلاري كلينتون، يجلب الوضوح القليل من الراحة.
======================
من يربح الحرب الباردة الدائرة في الشرق الأوسط؟
يتحدث روبرت هارفي، العضو السابق في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، عن الحرب الطائفية في الشرق الأوسط وتأثيراتها على المنطقة.
يقول الكاتب إنه على غرار الحرب الباردة التي نشبت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، تستعر حاليًا حرب باردة أخرى في منطقة مثقلة بالاضطرابات. وتأخذ تلك الحرب الطائفية بعدًا جيوسياسيًّا بين السعودية السنية وحلفائها وإيران الشيعية وحلفائها في محاولة من كلا الطرفين السيطرة على المنطقة.
إلا أن ميادين هذه الحرب تختلف عن سابقتها، على الأقل إلى حد الآن يقول الكاتب. فهي لم تشتمل على مواجهة عسكرية مباشرة بعد، بل اتخذت شكل معارك دبلوماسية وأيديولوجية واقتصادية وعبر حروب الوكالة، كتلك التي تستعر في سوريا واليمن.
بعد أن أبرمت الاتفاق حول برنامجها النووي مع القوى الغربية، ورفع العقوبات عنها، يبدو أن اليد الطولى باتت لإيران الآن، مما جعل السعودية تشعر بالخيانة من حليفتها الكبرى بسبب ذلك. وقد أصبح الاقتصاد الإيراني الآن مؤهلاً للانطلاق. وبمباركة أمريكية، تتحكم إيران في سياسة العراق.
تتفوق إيران على السعودية في التعداد السكاني وعدد أفراد الجيش، لكن السعودية لها التفوق من ناحية حجم التسليح. وقد استطاعت إيران أن تطيل من عمر نظام حليفها بشار الأسد بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط. وفي مواجهة ذلك، دعم وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، المتمردين المناوئين للرئيس السوري.
يشير التقرير إلى أن السعودية تشعر بقلق بالغ من انتقال الفوضى العارمة التي تضرب العراق إليها. كما تشير أصابع الاتهام نحو السعودية فيما يخص انتشار الإرهاب، وذلك بسبب النسخة الوهابية المتشددة التي ترعاها من الإسلام. كما تتعرض لانتقادات واسعة بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة.
يقول الكاتب إن بن سلمان شن حربًا ضد حلفاء إيران في اليمن، ما سبب أزمة إنسانية كبيرة. وقد دشن هجمة اقتصادية ضد إيران، استخدم فيها النفط كسلاح عوضًا عن مصدر رخاء للسعوديين، فكان ذلك أحد الأسباب التي أدت إلى انهيار أسعار النفط.
تعمل السعودية الآن على إغراق سوق النفط بالإنتاج المفرط، وهو ما سيسبب أزمات لإيران وحليفتها الأولى روسيا، اللتان تحتاجان إلى أسعار أعلى للنفط لتحقيق معدلات نمو دائمة، ما دفعهما إلى إجبار الأسد على الجلوس على طاولة المفاوضات للوصول إلى تسوية للحرب السورية. وتأمل السعودية بالقضاء على سوق النفط الصخري، الذي حد من اعتماد الولايات المتحدة على نفط الشرق الأوسط.
يقول الكاتب إن بن سلمان أطلق «رؤية 2030» كأحد الأوجه الأخرى للحرب الاقتصادية. وتقضي الخطة بتنويع مصادر الدخل لمواجهة الانخفاض الهائل في أسعار النفط التي اعتمدت عليها العائلة الحاكمة لضمان السلام الاجتماعي. لكن ذلك أتى على حساب تقليل الدعم لحلفاء رئيسيين للمملكة، مثل مصر.
يشير التقرير إلى أن التنبؤ بنتيجة هذه الحرب ليس صعبًا. فلا يمكن لإيران وروسيا إيجاد موطئ قدم صلب في المنطقة. إن معظم العالم العربي من السنة، ولكن ربما تحافظ إيران على نفوذها على العراق وسوريا ولبنان (عبر حزب الله).
ويمكن للمملكة التحلي أكثر بالنضج والتقليل من شكوكها. وينبغي على الولايات المتحدة طمأنة السعوديين وحثهم باستمرار على التحسين من أوضاع حقوق الإنسان في المملكة وتطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية.
======================