الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 28/6/2016

سوريا في الصحافة العالمية 28/6/2016

29.06.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. باحث إسرائيلي: الوضع بالمنطقة يزداد تعقيدا والحل بالاستقرار
  2. فورين أفيرز :اللعب مع الجميع.. البراغماتية الأردنية في سوريا
  3. الشرق الأوسط في عيون الصحافة الأجنبية (25-6-2016)
  4. غالية ليندنستروس :الحرب الأهلية السوية.. نجاح الأكراد، المعضلة التركية
  5. هآرتس :  تسفي بارئيل :الاتفاق الإسرائيلي التركي بين سورية والغاز
  6. جيمس كاردن* - (ذا نيشن) 23/6/2016 :دفع وزارة الخارجية الأميركية المخطئ للحرب مع سورية
  7. ديلي ميل: بالنسف والخنق.. داعش ينتقم من الصحفيين
  8. نيويورك تايمز: التمرد الديبلوماسي الأمريكي استدراج خاطئ للتدخل في سوريا!
  9. معهد واشنطن :دابق: المشكلة والحل للأزمة السورية
  10. فورين بوليسي: انهيار النظام العالمي المعتدل
 
باحث إسرائيلي: الوضع بالمنطقة يزداد تعقيدا والحل بالاستقرار
قال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد شلومو بروم في مقال له بموقع ويلا الإخباري، إن الاستقرار الإقليمي يعتبر كلمة السر في السياسة الإسرائيلية خلال السنوات القادمة.
غير أنه استدرك قائلا إن مسألة تحقق هذا الاستقرار ليست سهلة هذه الأيام، في ظل كثرة اللاعبين الإقليميين وخصوماتهم، بل إن معاركهم تجاوزت حدود الدول الإقليمية.
وأضاف شلومو بروم، الذي يعمل حاليا باحثا في معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن هذه الخلافات أوجدت تحالفات جديدة تتغير مع مرور الوقت، وبعضها يقع خلال فترات زمنية قصيرة جدا.
وتابع أن ذلك هو ما أدى إلى طغيان الكراهية بين هذه الأطراف، مما يجعل إسرائيل تعيش في ظل واقع شديد التعقيد، ربما لم تعرف مثله منذ نشأتها.
وقال إن من شأن ذلك أن يدفع إسرائيل للتعامل بصيغة مزدوجة تجمع بين قوة الردع والانخراط في عملية سياسية لمعالجة الوضع الناشئ.
وختم بالقول إن الوضع الإقليمي يزداد تعقيدا في وجه إسرائيل، في ظل احتمال أن تنشأ في منطقة الشرق الأوسط دول نووية مثل إيران وسواها
وفي مقال بصحيفة معاريف، دعا السفير الإسرائيلي السابق الخبير في شؤون الشرق الأوسط يورام أتينغر، إلى عدم الاستجابة لمطالبة دول غربية لإسرائيل بالانخراط في عملية سياسية مع الفلسطينيين، "لأن في ذلك تغاضيا عن الواقع الإقليمي الصعب من الإرهاب وغياب الديمقراطية وعدم الاستقرار".
واتهم أتينغر الفلسطينيين بتنفيذ عمليات قتل ضد اليهود استنادا لنصوص دينية في القرآن الكريم، ومحاضرات تحريضية في المساجد ووسائل الإعلام، استمرارا لعملياتهم التي بدأت منذ عشرينيات القرن الماضي وقبل قيام إسرائيل عام 1948.
وختم بالقول: إسرائيل ترى أن ثمة ضبابا يكتنف المنطقة وهو ما قد يُحدث تغييرا إستراتيجيا في الأنظمة السياسية للدول المحيطة بها، سواء في مصر أو الأردن، وهو ما سيتسبب بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها.
المصدر : الجزيرة
======================
فورين أفيرز :اللعب مع الجميع.. البراغماتية الأردنية في سوريا
نشر في : الثلاثاء 28 يونيو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 28 يونيو 2016 - 12:05 ص
سلط تقرير لمجلة «فورين أفيرز» الأضواء على موقف الأردن من الصراع السوري الحالي في ظل تدهور المعارضة في شمال سوريا، واستمرارها في الجنوب على حدود الأردن، مشيرا إلى أن موقف عمان على مدار تاريخها اتسم بالبرغماتية (النفعية) والبحث عن مصالحها وهو ما تفعله الآن أيضا.
وركز التقرير على أن الأردن تعاون مع «نظام الأسد» في مرحلة ما، ثم الخليج، وتعاون مع روسيا لتحديد مناطق في جنوب سوريا لضرب الثوار فيها، وحاليا تلتقي مصالحه مع واشنطن ويعمل كـ «شريك فعال» معها فيما يخص مستقبل سوريا.
وشددت المجلة على أن السياسة البراغماتية للأردن على مدار تاريخه قد ساهمت في دعم كل القوى العظمى لاقتصاد عمان الهش، وأن موقف الأردن الحذر بشأن أي قضية معينة يقدم لصناع السياسة الغربية فرصة لوضع السياسات المقترحة.
ونوه إلى أنه مع اقتراب المعارضة السورية المعتدلة من الانهيار في شمال غرب سوريا، وبروز الجبهة الجنوبية كموقع أكثر إغراء لمؤيدي تغيير النظام، يتوقع أن تتلقي العمليات العسكرية المناهضة للأسد دعما من القواعد الأردنية، لأن الأردن حليف قوي للولايات المتحدة، ولكن السؤال هو: هل هذا التعاون مع الولايات المتحدة سيصب في مصلحة الأردن أم لا؟
تاريخ البراغماتية الأردنية
ويستعرض الموقع سجل الأردن ما بين الأمن الخارجي، والسياسة الداخلية، والذي يعكس المرونة والبراغماتية، مشيرا لتاريخ الأردن في الاتصالات السرية مع (إسرائيل) في فترة الأربعينات، وتعاملها البراغماتي مع ظهور وتلاشي الأيديولوجيات والثورات.
ويشير التقرير إلى أن فقر الأردن نسبيًا وضعفه عسكريًا، جعله لا يضع الأيديولوجية أو أحلام التفوق الإقليمي في سياسته الخارجية، وإنما ركز على البقاء، حيث يبحث عن الاستقرار الداخلي والإقليمي.
ففي عام 1948، اعترف الملك «عبد الله الأول» بالفشل الوشيك للجهود العربية لمحو الدولة اليهودية الوليدة وقرر القيام بما هو أفضل من خلال تأمين مطالبات الأردن بشأن الانتداب على الأجزاء العربية من فلسطين عن طريق التواطؤ مع (إسرائيل).
ثم واصل حفيده الملك «حسين» الاتصالات السرية مع (إسرائيل)، بدعم من الولايات المتحدة، وتجنب الانخراط في حرب الأيام الستة عام 1967. وعندما اضطر إلى دخول الحرب متأثرا بظهور القومية العربية المناهضة للملكية.
وعندما خسرت الأردن الضفة الغربية وتدفق مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، أدرك الأردن أهمية تجنب المغامرة ولجأ لمغازلة القوى العظمى وخاصة الولايات المتحدة.
واعتبر الملك «حسين» أن البراجماتية سوف تأتي بثمارها خلال صراع أيلول الأسود عام 1970، عندما تراجعت القوات السورية من الأراضي الأردنية بعد أن ناشد «حسين» بصورة غير مباشرة (إسرائيل) التدخل العسكري لدعمه.
والبراغماتية نفسها اتبعها الأردن مع العراق في حرب الخليج عام 1991، عندما وقف إلى جانب «صدام حسين» ضد قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، وحصل على دعم مالي سخي من «صدام» أسهم في تطوير البنية التحتية والتجارة الأردنية.
وفي عام 2003، عندما كانت الولايات المتحدة تستعد للإجهاز على نظام «صدام»، عاد ابن الملك «حسين»، الملك عبد الله الثاني، ليدعم غزو العراق.
أولويات واحدة
وحول التقاء المصالح الاردنية الأمريكية حول الوضع السوري الحالي، أشار تقرير «فورين أفيرز» إلى أن الأردن همه الأول حاليا هو الاستقرار الداخلي والإقليمي، وهو ما يتوافق مع الأهداف الأمريكية في المنطقة وهي: حماية الأمن الإسرائيلي، والاستقرار في أسعار النفط، ومكافحة الإرهاب.
وبحسب التقرير فإن الحرب الأهلية السورية تشكل أكبر تحد للاستقرار في الأردن منذ اندلاع صراع أيلول الأسود بين الملكية الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية. حيث تدفق ما يقرب من مليون لاجئ سوري قلبوا التوازن الديموغرافي الهش في المملكة، وأرهقوا البنية التحتية وموارد المياه المحدودة، وخلقوا مزيدًا من الضغوط على اقتصادها الراكد، كما أن الفوضى في سوريا انعكست علي زيادة أنشطة جماعات متشددة معادية على الحدود الشمالية للأردن، وصعود نشاط الحركة الجهادية السورية الذي يؤثر على الأردنيين الساخطين.
وتشير المجلة إلى أن الموقف الأردني قد جاء متذبذبا، ففي البداية، تصرف الأردن ضد «الأسد» لتهدئة حلفائه الأكثر تشددًا، ودفع ثمن علاقته مع دول الخليج، ثم سهل الأردن جهود وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والجهود السعودية لتدريب وتجهيز ما تبقى من المعارضة المعتدلة في جنوب سوريا، في سرية تامة وحذر.
ورغم إدانة حلفاء الأردن لتدخل روسيا ضد المعارضة السورية تحت ستار مكافحة تنظيم الدولة، لم تعارض المملكة الضربات الروسية، بل وأنشأ الأردن قناة للاتصالات السرية مع روسيا ووفر للروس تصنيفات لجماعات المعارضة السورية.
كما دعم الأردن تحالف مكافحة تنظيم الدولة لتهدئة مشاعر الرأي العام بعد قيام التنظيم بحرق الطيار الأردني «معاذ الكساسبة» في أوائل عام 2015، قبل أن يتوقف الأردن في فبراير/شباط 2015، عن المشاركة في الحملة الجوية.
ومع ثورة محافظة درعا مهد الثورة السورية في عام 2011 قدم الأردن، عبر جهاز مخابراته، الدعم للميليشيات القبلية المعتدلة التي يمكن أن تحل محل تراجع سلطة النظام، والتي اندمجت في النهاية تحت قيادة الجبهة الجنوبية، بهدف إنشاء ما يشبه حرس حدود يعمل كمنطقة عازلة ضد الجهاديين في الشمال والشرق.
ويشير التقرير إلى أن الأردن دعم التدخل الروسي في أكتوبر/تشرين الأول 2015 ضد المعارضة في سوريا، وأجري الملك ورئيس هيئة الأركان زيارات رفيعة المستوى إلى موسكو، وتأسست خلية سرية من المسؤولين الروس والأردنيين في عمان لتوجيه الضربات الجوية الروسية في جنوب سوريا.
الأغرب من ذلك، وفقا للمجلة، أن التعاون الأردني استمر مع نظام «بشار الأسد»، واستمر أفراد «نظام الأسد» في العمل بالسفارة السورية في عمان، وزار «علي المملوك»، واحد من كبار مستشاري «الأسد»، عمان لمناقشة ما يجري في جنوب سوريا، ما أظهر أن الأردن يستعد لعقد صفقة بتسليم أجزاء من محافظة درعا إلى «نظام الأسد»، وهو ما اعتبرته المعارضة خيانة لها.
لكن هذا لا يعني أن الأردن تخلى عن وكلائه المعارضين؛ فقد ظلوا أفضل البدائل القاتمة للفصائل الجهادية مثل حركة المثنى ولواء شهداء اليرموك، ولكنه أوضح لهم أن لديه خيارات أخرى، ويجب عليهم قبول الوضع الراهن.
وأطاع الوكلاء الأوامر الأردنية مرغمين، وأوقفت الجبهة الجنوبية العمليات الهجومية ضد «نظام الأسد» وركزت على تعزيز المناطق الخاضعة لسيطرتها في ريف درعا ومحاربة تنظيم الدولة، ويجري حديث عن تنسيق أردني لاعتبار الجبهة الجنوبية «قوة ثورية»، وعقد تسوية بينهم وبين نظام «الأسد» مستقبلا.
======================
الشرق الأوسط في عيون الصحافة الأجنبية (25-6-2016)
يونيو 25, 2016 By  العالم بالعربية حجم الخط  تصغير حجم الخط  زيادة حجم الخط طباعة البريد الإلكتروني
اهتمت صحيفة جيروزاليم بوست بتصريحات مسعود أوزجان"، مدير الأكاديمية الدبلوماسية في وزارة الخارجية التركية، التي قال فيها إن "الشرق الأوسط شهد مشكلة أمنية خطيرة بعد ما سمي بـ الربيع العربي".
وأوضح "أوزجان" أن هذه المشكلة الأمنية هي التي تربط بين تركيا وإسرائيل، مشيرًا إلى أن الصراع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات في سوريا يشكل تهديدًا لكلا البلدين.
"بريكزيت".. فوائد للخليج
قالت صحيفة أراب نيوز إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمثل أخبارا جيدة للتجارة السعودية، مستشهدة بترجيحات اقتصاديين أن يتحسن مستوى التبادل التجاري بين دول الخليج، بما في ذلك السعودية، وبريطانيا بعد تصويت "بريكزيت".
ونقلت الصحيفة عن كبير اقتصاديي مجموعة البنك الأهلي التجاري السعودي، الدكتور سعيد الشيخ، قوله: "انخفاض الجنيه الإسترليني سيفيد بالتأكيد السعودية من حيث الواردات".
وعلى نطاق أوسع، ذهبت مجلة بوليتيكو إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيغير وجه العالم.
اهتمام إعلامي تركي وإسرائيلي بلقاء مشعل-أردوغان
اهتم عدد من الصحف التركية- مثل: ديلي صباح وتركيش ويكلي- والإسرائيلية- مثل: تايمز أوف إسرائيل وجيروزاليم بوست- باللقاء الذي جمع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
ولفتت التغطيات الإعلامية إلى أن اللقاء يأتي في ظل التقارير التي تفيد بقرب حدوث انفراجة بين أنقرة وتل أبيب.
مئات الأكراد يهربون من داعش في حلب
نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أكراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن مئات الأكراد يهربون من القرى التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في حلب شمال سوريا، بعد خطف قرابة 900 مدني خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال شرفان درويش، الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري في منبج، المنضوي تحت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة: أثناء هروب إحدى العائلات اليوم السبت فوجئوا بانفجار لغم أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الأسرة وأصاب الثلاثة الباقين بجراح.
وفي السياق ذاته، اتهم دروش أيضا قناصة تنظيم الدولة بقتل طفلة عمرها عشر سنوات.
مطار "رامون".. قلق أردني وبرود إسرائيلي
تناولت صحيفة جيروزاليم بوست التأثيرات المحتملة للمطار الإسرائيلي المرتقب بناؤه على الحدود مع الأردن على العلاقات بين البلدين، وسط قلق أردني وطمأنة إسرائيلية.
وقال وزير النقل الإسرائيلي، إسرائيل كاتز، لـ رويترز: "لا توجد مواجهة. كانت هناك مناقشات وجرى الاتفاق على أننا سنعقد اجتماعا على مستوى مهني. سيجري افتتاح مطار (رامون) وسيكون هناك تنسيق لحركة المرور الجوية".
تعزيز العلاقات التجارية بين باريس والرياض
تحت عنوان تعزيز العلاقات التجارية السعودية-الفرنسية قالت صحيفة أراب نيوز إن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيلتقي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وهدد من كبار السياسيين ورجال الأعمال في فرنسا خلال زيارة تبدأ الاثنين.
الاقتصادات الكبرى تعلق إجراءات مكافة غسيل الأموال ضد إيران
تابعت صحيفة تايمز أوف إسرائيل خبر تعليق الاقتصاديات الدولية الكبرى إجراءات مكافحة غسيل الأموال ضد إيران، قائلة إن ذلك يأتي رغم المخاوف من أن الجمهورية الإسلامية تستخدم قطاعها المالي لحماية الأعمال الإجرامية وتمويل الأنشطة الإرهابية.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية أيضًا إلى ترحيب 36 عضوًا آخرين من فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية بالتزام طهران بمكافحة تمويل الإرهاب.
جوجل وفيسبوك تبدآن إزالة المحتوى المتطرف آليا
بدأت شركتا جوجل وفيسبوك بهدوء استخدام وسائل إزالة آلية للمحتوى المتطرف؛ في محاولة للقضاء على الدعاية العنيفة، واستجابة لضغط الحكومات التي تعاني حول العالم من الهجمات التي يشنها المتشددون من بلجيكا وحتى سوريا وصولا إلى الولايات المتحدة، بحسب مطلعين على هذه الإجراءات.
المرأة السعودية والإنترنت.. نافذة بلا قيود في مجتمع محافظ
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرًا عن استخدام النساء للإنترنت في المملكة العربية السعودية باعتباره وسيلة للتعبير عن آرائهن في مواجهة القيود المجتمعية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشوارع السعودية بينما تظل محافظة، إلا أن طرق المعلومات السريعة سمحت للنساء السعوديات لعرض مهاراتهن عبر الإنترنت.
مقتل ضابط سعودي في المنطقة الشرقية.. ويديعوت تربطه باضطرابات البحرين
نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت خبر مقتل ضابط سعودي بالرصاص على أيدي مجهولين في المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية، وربطت بين الحادث وتزايد الاضطرابات في البحرين.
======================
غالية ليندنستروس :الحرب الأهلية السوية.. نجاح الأكراد، المعضلة التركية
أوريت بيرلوف – غالية ليندنستروس-معهد دراسات الأمن القومي: ترجمة مرقاب
تأتي بداية عملية تحرير الرقة وما تبعها من عمليات تتضمن طريق الإمداد الهام في منبج، لتدفع تركيا إلى موضع ستكون مضطرة فيه إلى القيام بخيارات استراتيجية، تمثل هذه المنطقة الموقع الأخير لسيطرة تنظيم الدولة على الحدود التركية، وهي غالبا ما ستسقط تحت سيطرة الأكراد، لذا فعلى تركيا إعادة التفكير بتحركاتها، وعلى وجه الخصوص أن تقرر كيفية تطبيق الخط الأحمر الذي رسمته سابقا بمنع الأكراد من التوسع غربي نهر الفرات، وهو الأمر الذي إن حدث فستؤثر الخطوة التالية لأنقرة على مستقبل المنطقة الفيدرالية لروج آفا شمال سوريا وعلى مستقبل سوريا والأكراد المقيمين في تركيا..
يأتي نجاح قوات سوريا الديمقراطية في معاركها في ضواحي مدينة الرقة ومنبج ضروريا لربط الجهود لدفع تنظيم الدولة خارج سوريا، ربحت القوات الكردية دعم العديد من اللاعبين الأساسيين في الساحة السورية: الولايات المتحدة والتحالف الدولي وروسيا وحتى نظام الأسد إلى درجة ما، والذي مثلت له مشكلة الأكراد مشكلة صغيرة نسبيا بل إنهم مثلوا حتى حلفاء محتملين، ويساوي الدعم الذي تلقاه الأكراد من حلفائهم بالأهمية الطريقة التي أصبح يتم النظر فيها إلى الأكراد: كقوة رابحة تستطيع النجاح بثبات في إيقاف تقدم وهزيمة تنظيم الدولة، ويعطي الدعم الدولي الشرعية للقوات الكردية في سوريا لترسيخ سيطرتهم على كامل الشريط الشمالي من الجزيرة إلى كوباني، ويأمل الأكراد في المستقبل القريب النجاح في خلق الكانتون الكردي في عفرين، مع ذلك، فلا يبدو أنهم يعطون انتباها لوصل إقليمهم بحكومة اقليم كردستان العراق، ويعود ذلك للخلافات الداخلية بين الأكراد والاعتماد الواسع لحكومة اقليم كردستان على تركيا.
تبقى تركيا العائق الأهم أمام التقدم الكردي في شمال سوريا، قد تمثل منطقة الحكم الكردي في سوريا قاعدة لانطلاق عمليات حزب العمال الكردستاني ضد تركيا، وقد شجع ظهور حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا أكراد تركيا على المطالبة أكثر لإنشاء كيان كردي في تركيا، علاوة على ذلك، تقلل سيطرة الأكراد على معظم المناطق السورية المجاورة لتركيا من سيطرة تركيا على مجريات الأحداث في سوريا، وكانت تركيا تأمل بأن إقامة منطقة آمنة بإشراف دولي في شمال سوريا قد تمثل ملائا للاجئين السوريين، كما تمثل هذه المنطقة موطن البعض من أقلية التركمان في سوريا.
عمليا، تتجلى المعارضة التركية لسيطرة الأكراد على الأراضي السورية على حدودها بالدرجة الأولى بالضغط الذي قامت بممارسته على الولايات المتحدة لإيقاف الأكراد السوريين من التقدم غربا. عسكريا، استهدف معظم القصف الذي قامت به تركيا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل العراق والقليل منه فقط استهدف أكراد سوريا.
يعتبر نجاح الأكراد مثيرا مقارنة بالضعف الذي تمثل في عدة قوى وجماعات سنية دعمت ودربت ومولت من قبل دول الخليج وتركيا، وأصبح واضحا أن هذه الجماعات ضعيفة جدا ومنقسمة لكي تتمكن من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، بنفس الوقت الذي تحارب فيه ضد نظام الأسد. ترددت السعودية وتركيا في نشر قوات مسلحة على الأرض لمساعدة مجموعات الثوار التي تدعمها، بينما على نقيض ذلك، تمكن الأكراد بتركيزهم على الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية من تحقيق نتائج مبهرة واستطاعوا بناء قوتهم وأرضهم المحررة التي يعتبرونها جزءا من المنطقة الفيدرالية لروج آفا شمال سوريا، تجبر نجاحات للأكراد وإخفاقات القوى السنية حتى اليوم تركيا لإعادة التفكير في الطريق الذي تسلكه.
ما لم توقف تركيا الأكراد من تحقيق سيطرتهم على معظم الأراضي السورية المجاورة لحدودها، فقد تتحول هذه المنطقة إلى منطقة عازلة قد تعطي بدورها تركيا العديد من الميزات.
فأولا قد يتم إبعاد الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة عن تركيا، رغم أن تنظيم الدولة قد يملك خلايا نائمة ضمن تركيا وقد يستمر بشن هجمات على الأرض التركية. علاوة على ذلك، فقد تمثل المناطق الكردية بحكم الأمر الواقع مناطق آمنة للسوريين المهجرين وقد تخفف الضغط على تركيا لقبول المزيد من اللاجئين، ومع ذلك تقلق تركيا من أن تطورا كهذا قد يؤدي لتأثير إيجابي على صورة الأكراد في الحلبة الدولية وتأثيرا يؤدي لزيادة الدعم الدولي لمطالب الأكراد، وقد يسهم أيضا في تعزيز الانتقادات الدولية لسياسة تركيا مع أكراد تركيا.
بخصوص مستقبل سوريا، فتحصين الكيان الكردي والسيطرة على جميع المناطق التي يعدها الأكراد مناطقا لهم قد يزيد فرص نجاح الحل الفيدرالي الذي سيقسم سوريا إلى كيانات مستقلة.
======================
هآرتس :  تسفي بارئيل :الاتفاق الإسرائيلي التركي بين سورية والغاز
 
توجد أهمية استراتيجية عليا للعلاقة الوثيقة بين إسرائيل وتركيا. فخلافا للماضي لم تعد تركيا بحاجة إلى إسرائيل على اعتبار أنها جسر للغرب، ومكانة إسرائيل المتضعضعة في اوروبا وإلى درجة كبيرة في الولايات المتحدة، لا تستطيع منحها الاهمية التي كانت لها في هذا المجال في السابق.
لكن تركيا مثل إسرائيل تبحث عن أصدقاء جدد في المنطقة بعد الانكسار العميق الذي حل بها. توجد للدولتين مصالح مشتركة، اضافة إلى التجارة المتبادلة بالغاز. فالدولتان مهددتان من الحرب في سورية، وهما تهتمان جدا بمستقبلها، وهما قريبتان بقدر معين من الخطر من مواقع داعش. وما زال مبكرا الحديث عن تعاون عسكري بين الدولتين، لكن التنسيق السياسي والاستراتيجي أمر ممكن بالتأكيد – وفي المدى
 القريب.
جاء اتفاق المصالحة بين إسرائيل وتركيا متأخرا ست سنوات. وقد كان يمكن أن تتم المصالحة بعد بضعة أيام من الحادثة التراجيدية التي قتل فيها الجيش الإسرائيلي تسعة مواطنين أتراك على سفينة "مرمرة". في نافذة الزمن القصيرة، بعد الصدام مباشرة، طلبت تركيا فقط الاعتذار ودفع التعويضات. ورفع الحصار عن قطاع غزة لم يكن شرطا أساسيا حيث بسببه تأجل الاتفاق ست سنوات. إسرائيل وافقت على دفع التعويضات وفي ما بعد وبوساطة الرئيس باراك اوباما قام نتنياهو بالاعتذار. لقد كانت هذه فرصة لرفع الحصار عن غزة والتوصل إلى ما تم التوصل اليه في الاتفاق الحالي على الأقل، لأن انشاء محطة لتوليد الكهرباء، وإقامة مستشفى ومصنع لتحلية المياه، وأيضا تقديم المساعدات عن طريق ميناء أسدود، كل ذلك لا يعني رفع الحصار، ولا يعطي حرية الحركة بين غزة والضفة الغربية أو إلى الأردن، ولم تكن إسرائيل ستظهر كمن تنازلت. من الصحيح القول إن تركيا تنازلت في هذا الموضوع، وتنازلت عن طلب رفع الحصار بشكل كامل. لكن التنازل التركي ليس إنجازا إسرائيليا. ما زالت تركيا تبدو وكأنها تهتم بمصير مليون و800 ألف فلسطيني في قطاع غزة يوجدون تحت مسؤولية إسرائيل. وإسرائيل تبدو وكأنها تمنح الشرعية للعلاقة بين تركيا وحماس في القطاع.
البند الذي يقول إن تركيا لن تسمح لحماس بالقيام بأي نشاط عسكري على أراضيها، ما زال يترك لحماس إمكانية بقاء تمثيل لها في تركيا وادارة العلاقات السياسية مع الدول والمنظمات الاخرى، لا سيما من اجل تجنيد الأموال التي تحصل عليها حماس. من المشكوك فيه أن تنجح تركيا في اقناع حماس بادارة مفاوضات من خلالها لإعادة الجنود المفقودين. لأنه قبل الاتفاق تم الطلب من تركيا الحصول على معلومات من ممثلي ولكن بدون جدوى. وستستمر حماس في رؤية موضوع المفقودين ورقة مساومة مع إسرائيل وليس هدية تُمنح لتركيا مقابل التوقيع على اتفاق المصالحة مع إسرائيل، خصوصا أن إعادة المفقودين، حسب منطق إسرائيل أيضا، ليس شرطا من شروط الاتفاق، حتى لا يبدو وكأن إسرائيل تقوم بالتفاوض مع حماس. هذا موقف إسرائيلي غريب ومستهجن، حيث أنه يمكن القول وبمستوى عال من اليقين إنه اذا اقترحت حماس مفاوضات كهذه، مباشرة أو غير مباشرة، فإن إسرائيل ستوافق.
لكن من الخطأ قياس ميزان الربح والخسارة للاتفاق من خلال عيون حماس أو حسب المعيار المالي، نحو 80 مليون شيكل (20 مليون دولار) تقوم إسرائيل بدفعها لصندوق خاص كتعويض لعائلات القتلى. توجد أهمية استراتيجية عليا للعلاقة الوثيقة بين إسرائيل وتركيا. وفي مقابل الفترة الطويلة حتى قضية مرمرة، بما في ذلك فترة أردوغان، التي كانت فيها تركيا بحاجة إلى إسرائيل كرأس جسر للولايات المتحدة، لم تعد تركيا بحاجة إلى هذه الخدمات. فمكانة إسرائيل المتضعضعة في الاتحاد الأوروبي وإلى درجة كبيرة في الولايات المتحدة أيضا، لا تمنحها نفس الأهمية التي كانت لها في السابق.
ولكن تركيا، مثل إسرائيل، تبحث عن أصدقاء جدد واضافيين في المنطقة بعد الشرخ العميق الذي حطم مبدأ "صفر مشاكل مع الجيران" الذي سعت إلى تحقيقه. بعد سنة من قضية الأسطول قطعت علاقاتها مع سورية، تحطمت العلاقات مع مصر في تموز 2013، بعد أن رفض أردوغان الاعتراف بشرعية الرئيس السيسي، ولكن حتى قبل ذلك طرق مبارك كل باب في وجه تركيا.  بينما روسيا تبذل كل جهد مستطاع كي تهين تركيا وتمس بها بعد إسقاط الطائرة الروسية.
صحيح ان ليس لإسرائيل مكانة يمكنها أن تصالح بين تركيا ومصر أو روسيا، مثلما لا يمكن لتركيا أن تقرب السعودية من إسرائيل، ولكن للدولتين مصلحة مشتركة تتجاوز رغبة إسرائيل في بيع الغاز إلى تركيا، والجهد التركي لتنويع مصادر توريد الغاز وبشكل خاص تخفيف تعلقها بروسيا. كلتاهما مهددتان من الحرب في سورية، لكلتيهما مصلحة كبيرة في التأثير على مستقبلها، كلتاهما قريبتان بقدر خطير من قواعد داعش ولكلتيهما توجد أسهم في السياسة الأميركية والاتحاد الأوروبي في الشرق الاوسط. من السابق لاوانه الحديث عن التعاون العسكري بين الدولتين، ولكن التنسيق السياسي والاستراتيجي، الثنائي ومتعدد الأطراف، بمشاركة الولايات المتحدة والدول الاوروبية، ممكن بالتأكيد وفي زمن قريب نسبيا. وبالتالي فمن المهم أن نتذكر أن هذا ليس اتفاق سلام بين دولتين معاديتين بل اتفاق لإعادة بناء ورفع مستوى العلاقات بين الدولتين والشعبين، اللذين شهدا فترات من العلاقات الممتازة. وحتى لو جاء هذا متأخرا فأنه ضروري جدا.
======================
جيمس كاردن* - (ذا نيشن) 23/6/2016 :دفع وزارة الخارجية الأميركية المخطئ للحرب مع سورية
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
من بين كل الخرافات التي تسري باعتبارها حكمة سائدة في واشنطن في أواخر سني أوباما، ربما تكون واحدة من أكثرها عناداً هي فكرة أن الرئيس "لم يفعل شيئاً" فيما يتعلق بسورية.
وفق روبرت فورد، الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة لدى سورية (2010-2014)، وهو الآن زميل رفيع في معهد الشرق الأوسط، فإن إدارة أوباما انتهجت سياسة "النأي بالنفس" فيما يتعلق بسورية، مدعياً أن الرئيس وغيره من كبار مسؤولي الإدارة "كانوا ما يزالون مترددين في استخدام كل الأدوات المتاحة من أجل خلق ضغط" على الحكومة السورية. وفي الأسبوع قبل الماضي، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن حوالي 51 مسؤولاً من المستوى المتوسط في وزارة الخارجية وضعوا نص "برقية استياء" موجهة لوزير الخارجية جون كيري، والتي يحثون فيها الولايات المتحدة على توجيه "ضربات عسكرية ضد حكومة الرئيس بشار الأسد". ولاحظت التايمز أيضا أن منشقي "فوغي بوتوم" لطالما أبدوا غيظهم من رفض البيت الأبيض التدخل في النزاع في سورية.
ولكن، وبعيداً عن "رفض الانجرار إلى داخل النزاع في سورية" مولت إدارة أوباما ودربت بنشاط من يُدعون الثوار السوريين "المعتدلين" (الذين يعتبرون في الحقيقة متطرفين سلفيين في تشارك مع القاعدة) منذ العام 2013. وقد ساعدت جهود الإدارة الموازية -جهود بذلتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تبعتها أخرى من وزارة الدفاع- في زعزعة استقرار المنطقة والمساهمة في أزمة اللجوء وفي استهداف الحكومة السيادية لبشار الأسد، كما ساعدت في تقوية الموقف الجيو-استراتيجي لتنظيم "داعش".
وكان الأسوأ هو أن وكلاء أميركا ما يزالون يعملون مع السنة المتطرفين المعارضين لحكومة الأسد العلمانية. حتى أن فورد اعترف علانية في كانون الثاني (يناير) من العام 2015 بأنه "لفترة طويلة من الوقت، أدرنا وجهنا ونظرنا إلى الجهة الأخرى بينما كانت جبهة النصرة والمجموعات المسلحة على الأرض -وبعضها يتلقى مساعدات منا- تنسق لعمليات عسكرية ضد النظام".
وفي الحقيقة، ومع حلول العام 2015، أصبح تخيل معارضة "معتدلة" يزداد صعوبة باطراد. ووفق الصحفي غاريث بورتر، فإن "فكرة وجود معارضة مسلحة مستقلة معتدلة" كانت موجودة و"كانت ضرورية لتوفير ورقة تين سياسية تخفي التعويل الأميركي السري وغير المباشر على النجاح العسكري للفرع السوري من تنظيم القاعدة".
وكانت الجهود الرامية إلى وقف الحرب غير المشروعة وذات النتائج السلبية التي تشنها الإدارة لتغيير النظام في سورية تتم بقيادة عضوة الكونغرس تولسي غابارد من هاواي. وفي العام الماضي، رعت غابارد التي سبق وأن خدمت دورتين في العراق، مشروع قانون لقطع التمويل عما تصفها غابارد بحرب "تغيير النظام في سورية".
وبينما ينتظر أن يتم تمرير مشروع القانون المذكور للتصويت في مجلس النواب، رعت غابارد في الأسبوع الماضي طرح تعديل على قانون المخصصات الدفاعية، والذي سيكون من شأنه وقف تمويل ما يدعى برنامج "التدريب والتجهيز السوري". وبينما جمع التعديل دعم 135 عضواً من أعضاء مجلس النواب، بمن فيهم محافظون أقوياء مثل عضو الكونغرس عن كارولينا الجنوبية تري غاودي ورجل الكونغرس عن ميتشيغان جوستن أماش، وديمقراطيين بارزين مثل المرشح لمجلس الشيوخ عن ميريلاند كريس فان هولن، فإن التعديل لم يمر في نهاية المطاف. وتزامنت هزيمة التعديل مع نشر وزارة الخارجية برقية الاستياء التي تدعو إلى توجيه ضربات عسكرية ضد سورية.
لدى أخذ هذه الأمور معاً نجد أن هذه التطورات مقلقة. فكما تلاحظ غابارد -محقة، إذا نجحت حرب تغيير النظام في الإطاحة بالأسد، فسوف يدخل على الخط كل من "داعش" و"القاعدة" لملء الفراغ. وبسبب هذا الاحتمال، الذي سيكون كارثة استراتيجية وتكتيكية وأخلاقية، يجب على السياسة الأميركية السعي إلى تجنب تحققه. وعلى العكس من تخفيف الأزمات الإنسانية واللجوء، فإن من شأن عمل عسكري تشنه الولايات المتحدة من جانب واحد أن يفاقم هذه الأزمات. ومع ذلك، تصر الإدارة، من خلال برنامج "التدريب والتجهيز" على تنفيذ مخططات أبغض حلفائنا في المنطقة، عبر ممارسة الضغط على الأسد ليغادر المشهد.
في كلمة لها في قمة الشعب في شيكاغو في عطلة نهاية الأسبوع، استهدفت غابارد مباشرة "المستائين" الواحد والخمسين في وزارة الخارجية. وحسب غابارد، فإن "ثمة الكثير جداً من الناس الذين لم يتعلموا من الماضي -لم يتعلموا أي شيء من العراق ومن الإطاحة بصدام حسين، ولم يتعلموا أي شيء من الإطاحة بالقذافي في ليبيا ومن الفوضى العارمة التي أتت نتيجة لذلك".
وقالت غابارد لمجلة "ذا نيشن" في الأسبوع الماضي "إن تصعيد الحرب للإطاحة بالأسد سوف يزيد الأمور السيئة سوءا. وسيسبب التصعيد في المزيد من المعاناة والفوضى العارمة، ويقوي من شوكة "داعش" وتنظيم القاعدة إلى النقطة التي قد يكونان قادرين معها على الاستيلاء على كل سورية". والنتيجة تعني الكارثة، وفق غابارد، بما في ذلك عمليات الإبادة الجماعية للأقليات الدينية والعلمانيين والملحدين، وأي أحد يرفض قبول النظرية الوهابية المتطرفة. وسوف تزداد أزمة اللجوء بشكل أساسي، ومن الممكن أن تفضي إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.
لكن الدبلوماسيين المستائين يصرون على أنهم لا يدافعون عن "منحدر زلق ينتهي بمواجهة عسكرية مع روسيا"، وإنما فقط عن "تهديد معقول" من خلال رد عسكري أميركي مستهدف على انتهاكات النظام. ومع ذلك، وفق مسؤول في وزارة الدفاع، والذي تحدث مع مجلة "ذا نيشن": "ماذا يمكن أن يحدث إذا أسقط صاروخ أرض-جو روسي من طراز سام طائرة مقاتلة أميركية فوق سورية؟ كما أن من الممكن استخدام صواريخ سام 400 لإسقاط صواريخ كروز الأميركية، ما يجعل الحرب لا تعود حرب وكالة. عندئذٍ، ما الذي يترتب علينا فعله لمواجهة ذلك؟ محاولة اقتلاع مواقع صواريخ أس 400 الروسية؟ يبدو هذا منحدراً زلقاً بالنسبة لي".
ويقول المسؤول، الذي عمل ضابطاً في الجيش لمدة 20 عاما وكلف بمهمات متعددة في السفارات الأميركية في أنحاء العالم أن "برقية الاستياء" تشكل على ما يبدو حالة أخرى للمحترفين الذين استثمروا جهداً كبيراً بهدف إنجاز هدف سيء الطالع -إزاحة الأسد- بينما يرفضون قبول حقيقة أن الأولوية قد انتقلت إلى إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، وقد يتطلب ذلك السماح للأسد بإعادة تأكيد سلطته".
في التحليل النهائي، فإن السياسة التي تدعو إليها "برقية الاستياء" ستقود الولايات المتحدة على الطريق إلى الحرب مع سورية، وغالباً إلى حرب أوسع مع روسيا. وفي الأثناء، تمس الحاجة أكثر من السابق إلى محاولات تفكير جادة بهدف حمل الإدارة على التركيز على جهود قتال "داعش" وإنهاء الحرب الأهلية السورية، مثل محاولات عضو الكونغرس، السيدة تولسي غابارد.
 
*كاتب مساهم في "ذا نيشن" والمحرر التنفيذي للجنة الأميركية للاتفاق بين الشرق والغرب.
*نشر هذا المقال تحت عنوان:The State Department’s Wrong-headed Push for War with Syria
======================
ديلي ميل: بالنسف والخنق.. داعش ينتقم من الصحفيين
الإثنين, 27 يونيو 2016 15:59 محمد البرقوقي
نشر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف إعلاميًا بـ"داعش" فيديو جديدًا لعملية نسف وتعذيب وحشية لـ 5 من الصحفيين بعدما قام بتعبئة كاميراتهم وأجهزة الحواسب المحمولة الخاصة بهم بالمواد المتفجرة، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
أظهرت الصور التي نشرتها "ديلي ميل" أحد الصحفيين وهو مُقيد على قضبان معدنية في مدينة دير الزور السورية وكاميرته مربوطة في عنقه قبل أن يتم تفجير الكاميرا من بُعد.
وأعدم مسلحو التنظيم صحفيا آخر بنفس الطريقة، لكن عبر تفجير جهاز حاسوب محمول " لابتوب"، في الوقت الذي يظهر فيه شخص ثالث وهو مقيد في باب معدني ويتم خنقه بسلسلة حديدية.
أما الصحفي الرابع فقد تم قطع حنجرته من قبل جلاد يحمل سكينا حادة، في حين ذبح الصحفي الـ 5 بآلة حادة، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
 ووجه تنظيم الدولة المتشدد للصحفيين الـ 5 تهمة " التخابر ضد (داعش) والاتصال بجهات خارجية وتلقي أموال " إضافة إلى تهم أخرى.
وذكر المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أن الصحفيين الـ 5 كانوا قد اختطفوا في أكتوبر الماضي ويُعتقد أنهم قتلوا في ديسمبر نتيجة قيامهم بتغطية الأحداث الدائرة في دير الزور الواقعة شرقي سوريا والتي يسيطر "داعش" على نصف مساحتها تقريبا.
 وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأنباء التي تم تداولها بخصوص اعتقال وقتل الناشطين، قد تم تعليقها نظرًا لعدم ظهور أي من جثامين الضحايا علاوة على تخوف أسر هؤلاء من الانتقام إذا ما قاموا بالإبلاغ عن تلك الوقائع.
ذكر الشخص الذي ظهر وهو يتحدث في مقطع الفيديو أن تنظيم الدولة الإسلامية يواجه حربًا إعلامية، وحذر من تسريب المعلومات أو الاتصال بمن وصفهم  بـ "الصليبيين" أو" أعداء الله."
 وأضاف المتحدث أن الصحفيين الذين يقومون بتوصيل المعلومات عن داعش، ربما يكونون هدفا لمسلحي التنظيم، حتى إذا كانوا في أوروبا.
وأشار عبد الرحمن إلى أن أحد الصحفيين ويُدعى سامي جودت، 28 عاما، كان يقوم بنقل المعلومات إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في العام 2011، وقد استمر في فعل ذلك بعد استيلاء التنظيم الإرهابي على دير الزور في 2014.
وقال إنه ومنذ علمهم بعملية اختطاف وقتل الناشطين، أبلغ المرصد الناشطين الآخرين بالتوقف عن التقاط صور أو تصوير مقاطع فيديو في المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش."
وفي الفيديو، يحكي كل ناشط الطرق التي ينتهجها لتغطية الأحداث في المنطقة المكلف بها، سواء عن طريق التقاط الصور أو إجراء مقابلات شخصية مع الأشخاص في سوق المدينة
ويذكر أحد الناشطين أنه كان يقوم بتغطية الأخبار لصالح قناة الجزيرة القطرية، في حين قال آخر إنه كان يعمل لصالح منظمة " هيومان رايتس ووتش" التي تتخذ من نيويورك مقرا لها.
وتعد سوريا ثالث أكبر دولة في قائمة قتل الصحفيين بعد اليمن والعراق، وفقًا للتقديرات الصادرة عن " لجنة حماية الصحفيين."
 وقُتل ما لا يقل عن 95 صحفيا على الأقل في سوريا منذ العام 2011.
======================
نيويورك تايمز: التمرد الديبلوماسي الأمريكي استدراج خاطئ للتدخل في سوريا!
نُشر في يونيو 27, 2016
نيويورك تايمز: التمرد الديبلوماسي الأمريكي استدراج خاطئ للتدخل في سوريا!
قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها أن الانتقادات التي وجهها 51 دبلوماسياً بوزارة الخارجية الأمريكية للسياسة التي تنتهجها إدارة أوباما إزاء الحرب في سوريا، تثير الجدل من جديد عما إذا كان شن عدد محدود من الضربات العسكرية الأمريكية ضد بشار الأسد من شأنه أن يساعد في الضغط على الأخير للوصول إلى اتفاق سلام.
وصف الأزمة يختلف عن تقديم إستراتيجية عقلانية بديلة قابلة للتطبيق؛ إذ لم تؤيد المذكرة، التي وقع عليها 51 دبلوماسياً في الخارجية الأمريكية، فكرة التدخل العسكري الأمريكي المباشر في سوريا
وتلفت افتتاحية الصحيفة إلى أن الحرب المتصاعدة في سوريا قتلت نحو 400 ألف سوري، غالبيتهم على أيدي قوات بشار الأسد، فضلاً عن تشريد 12 مليون سوري. وللأسف، انهارت الجهود الرامية للحفاظ على هدنة وقف إطلاق النار بين الأطراف العديدة المتحاربة في سوريا (قوات الأسد وحلفاؤه روسيا وإيران ومختلف جماعات المعارضة المناهضة لبشار الأسد). وفي الوقت نفسه، لا يزال داعش، الذي رسخ معقلاً له في سوريا، يمثل تهديداً للمنطقة والعالم بأسره.
إحباط عميق
وترى الصحيفة أن كل ذلك أصاب الكثير من الدبلوماسيين الأمريكيين بإحباط عميق، بيد أن وصف الأزمة يختلف عن تقديم إستراتيجية عقلانية بديلة قابلة للتطبيق؛ إذ لم تؤيد المذكرة، التي وقع عليها 51 دبلوماسياً في الخارجية الأمريكية، فكرة التدخل العسكري الأمريكي المباشر في سوريا، والتي درسها بالفعل الرئيس أوباما ومساعدوه، وتم رفضها لاعتقاد الإدارة الأمريكية أن مثل هذا الإجراء يمكن أن يقود إلى المزيد من الفوضى، في حين أن الولايات المتحدة ملتزمة بدورها الأعمق إزاء حرب أخرى في الشرق الأوسط (الحرب ضد الإرهاب).
لا اتفاق سلام
وتشير نيويورك تايمز إلى أن القضية الجوهرية التي يثيرها الدبلوماسيون في المذكرة التي وقعوها تتمثل في أنه لن يكون هناك أي اتفاق سلام من دون تهديد نظام بشار الأسد باستخدام القوة العسكرية، وخاصة أنهم كانوا حريصين على الدعوة فقط إلى استخدام أسلحة مثل صواريخ كروز؛ من أجل الحفاظ على أن يكون الأمريكيون خارج نطاق الانتقام السوري. وعلاوة على ذلك فقد رفض الدبلوماسيون فكرة القيام بغزو أمريكي لسوريا على نطاق واسع.
لعبة روسيا المزدوجة
وتتساءل الصحيفة عن التداعيات الناجمة إذا لم تفلح تلك الضربات “المحدودة” في إحداث النتائج المرجوه. وترى أنه بغض النظر عن معايير تلك العمليات، فإن الولايات المتحدة سيتم استدراجها حتماً إلى مستنقع آخر في الشرق الأوسط، وسوف تتزايد إلى حد بعيد احتمالية دخولها في مواجهة عسكرية مع روسيا؛ إذ تلعب الأخيرة لعبة مزدوجة في سوريا من خلال التظاهر بخدمة الجهود الدبلوماسية بينما تقوم بشن الضربات الجوية التي سمحت لبشار الأسد باستعادة اليد العليا في ساحة المعركة.
منطقة حظر طيران
وعلى الرغم من أن فرض منطقة حظر طيران من شأنه أن يوفر ملاذاً آمناً للمدنيين السوريين لحمايتهم من الغارات الجوية السورية والروسية، فإنها على الأرجح ستكون “إشكالية”؛ إذ يكشف الباحث ميكا زينكو بمجلس العلاقات الخارجية عن أن الغارات الجوية مسؤولة عن نسبة محدودة من الضحايا (معظمها حدثت نتيجة إطلاق النار وقذائف هاون والهجمات الصاروخية). ولإقامة منطقة حظر طيران توفر الحماية بالفعل، يجب أن تكون مساحتها كبيرة جداً، وأن تمتد إلى مناطق تنطوي على مخاطرة وقوع مواجهات بين الطائرات الأمريكية والروسية والسورية.
التدخل الإنساني ليس في القانون الدولي
وتنوه نيويورك تايمز إلى قضية أخرى تتعلق بالأساس القانوني للتدخل الأمريكي؛ إذ لا يتوافر لدى الرئيس أوباما قرار صادر من مجلس الأمن الدولي أو تفويض من الكونغرس لتبرير التدخل العسكري ضد حكومة بشار الأسد. ويرى بعض المحامين مثل هارولد كوه، مستشار سابق بوزارة الخارجية الأمريكية، أنه يمكن التعويل على “التدخل الإنساني”، ولكن المسؤولين القانونيين بالإدارة الأمريكية يقولون أنه لا يوجد أساس لذلك في القانون الدولي.
عناد بشار الأسد
وبحسب الصحيفة، فإن روسيا لا تزال ذات أهمية محورية في أي جهود للسلام، لا سيما أنه بفضل دعم موسكو وإيران، يستمر بشار الأسد في عناده ومقاومته للتسوية السياسية. ويأمل بعض المسؤولين بالإدارة الأمريكية في إقناع الرئيس فلاديمير بوتين بأن استمراره في دعم الأسد يكبده خسائر كثيرة ليس أقلها استعداء الدول الإسلامية السنية، إضافة إلى إضطرار موسكو على الالتزام بتكلفة القوات والأسلحة التي تدافع عن بشار الأسد. ولا شك في أن الانهيار الكامل لهدنة وقف إطلاق النار وما يتبعه من زيادة دعم الأطراف المتحاربة لوكلائها في ساحة المعركة، سيؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء.
وتختم نيويورك تايمز: “لا خيارات جيدة في سوريا والوضع يزداد سوءا، ولكن لم يطرح أحد حتى الآن مبررات مقنعة بأن التدخل العسكري الأمريكي المباشر ضد بشار الأسد من شأنه أن يحقق النتائج المرجوة”.
 
مركز الشرق العربي
======================
معهد واشنطن :دابق: المشكلة والحل للأزمة السورية
ريزان حدو
متاح أيضاً في English
"منتدى فكرة"
24 حزيران/يونيو 2016
عادت مدينة "مارع" الواقعة في ريف حلب الشمالي إلى الواجهة من جديد بعد أن تمكن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») من إطباق الحصار عليها في أواخر أيار/مايو المنصرم، من خلال سيطرته على عدة قرى استراتيجية كـ "كفر كلبين" و"جبرين" وبالتالي قطع الطريق الوحيد الذي كان يصل "مارع" بمدينة "اعزاز" الحدودية. ولم يكن التقدم الذي حققه تنظيم «الدولة الإسلامية» مفاجئاً ووليد اللحظة بل جاء في السياق الطبيعي والمتوقع لمجرى الأحداث التي شهدتها مناطق ريف حلب الشمالي وبالأخص المنطقة الممتدة من "اعزاز" إلى "مارع" و "الراعي".
وفى خلال ستة أشهر لم تتمكن فصائل المعارضة المسلحة من حسم المواجهة ضد تنظيم «داعش» في تلك المنطقة، ويرجع ذلك لعدة أسباب منها عدم اقتناع العديد من العناصر التي تتبع للفصائل الإسلامية بمشروعية محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي يعتبره قسم كبير منهم إخوة في الدين الإسلامي ولا يجوز شرعاً محاربتهم حتى ولو ثبت غلوهم وتطرفهم.
وأدى أيضاً غياب القيادة الموحدة التي تستطيع جمع ذلك العدد الكبير من الفصائل، إلى إفشال أي جهد جماعي للتصدي لـ تنظيم «داعش»، كما أن الخلافات الكبيرة والمتراكمة بين تلك الفصائل أدت إلى غياب عامل الثقة؛ فعند فشل أي عملية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» يبدأ كل فصيل بتحميل الفصيل الآخر مسؤولية الفشل ومعها تبدأ الحملات الإعلامية ضد بعضهم البعض بما تتضمنه من اتهامات بالخيانة والسرقة وبيع السلاح لـ تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة».
كما أدى تمسك  تنظيم «الدولة الإسلامية» بريف حلب الشمالي وتحديداً منطقة "دابق" لما تحمله من رمزية دينية يتكئ عليها التنظيم، إلى تعزيز موقعه وشرعيته الدينية الإسلامية وأحقيته بقيادة المسلمين في معركة "دابق" الكبرى.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الأسباب الأخرى كغياب المهارة القتالية وعدم الاستعانة بقادة يمتلكون خلفية عسكرية قادرة على رسم الخطط ... كل هذه الأسباب جعلت من الأراضي الممتدة بين "مارع"، و "الراعي"، و"اعزاز"، منطقة تسودها الفوضى.
وفي ظل عدم قدرة فصائل المعارضة مجتمعة على خوض معركة كبيرة وفرض سيطرتهم على تلك المناطق، تمكن تنظيم «داعش» من فرض سيطرته مؤخراً ومحاصرة "مارع" وفرار العديد من الفصائل إلى "اعزاز" وترك المدنيين وحدهم بحالة يرثى لها ليواجهوا إرهاب تنظيم «الدولة الإسلامية». وبعد مناشدات كثيرة من المدنيين وجهت لـ "قوات سوريا الديمقراطية" عبر وسطاء ناشطين في مجال العمل الإنساني، كنت شخصياً أحد هؤلاء الوسطاء ونقلت عدة رسائل من الأهالي لقيادة "قوات سوريا الديمقراطية"، مما أدى إلى تحرك تلك القوات وتأمينها ممراً إنسانياً من مارع مروراً بـ "الشيخ عيسى" وصولاً إلى عفرين.  ووفقاً لـ "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" (OCHA)، نزح تسعة آلاف مدني من "مارع" عبر الممر الذي آمنته "قوات سوريا الديمقراطية"، وهنا تجدر الإشارة إلى أنه لو التفتت المنظمات الإنسانية إلى المناطق الآمنة مثل "عفرين" وأمنت المساعدات الكافية للنازحين لما اضطر قسم كبير منهم إلى التفكير بالهجرة الغير شرعية.
لقد كنا نراهن على أن قيام "قوات سوريا الديمقراطية" بفتح ممر آمن للمدنيين المحاصرين ونقل الجرحى إلى المشافي، كانت خطوة يمكن أن يُبنى عليها اتفاق كامل بين فصائل المعارضة و"قوات سوريا الديمقراطية" لتوحيد الجهود والقتال معاً تحت راية واحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».  لكن تدخل بعض الدول الإقليمية مثل تركيا أدى إلى عرقلة هذا الاتفاق، حيث اعازت تركيا للفصائل التي تأتمر بأمرها بقصف حي الشيخ مقصود في حلب وقرى عفرين. وقد زاد هذا التصعيد من حالة غياب الثقة بين "قوات سوريا الديمقراطية" وبين فصائل المعارضة. كما أن مقاطع الفيديو التي خرجت من "مارع" وهي تصور عناصر تابعة لبعض الفصائل تقوم بالتمثيل بجثث تنظيم «الدولة الإسلامية» قد عقّدت الأمور بصورة أكثر، وجعلت المواطنين الكورد يرتابون كثيراً من أي اتفاق مع مقاتلين يمارسون نفس إجرام تنظيم «داعش». ويعود ذلك بسبب هيمنة الجماعات المتطرفة على المشهد في ريف حلب الشمالي وخاصة «جبهة النصرة» وحلفاءها في «جيش الفتح» كـ «فيلق الشام» و«جيش السنة».
وفي نظر البعض تشكل المناطق الممتدة من غربي الفرات مروراً بـ "جرابلس"، و "الباب" و"منبج" و"الراعي" و"دابق" و "مارع" وصولاً إلى "اعزاز" العقدة الأكثر حدة؛ وقد تصبح مفتاح الحل لو توفرت الأسباب لتحرير المدنيين في تلك المناطق من تحت سيطرة القوى والفصائل المتطرفة.
وبعد تحرير تلك المناطق، قد يتمكن سكانها من إعلان حقيقة موقفهم الذي يقولونه لنا سراً وهو رغبتهم بتوحيد جهود أهالي ريف حلب عرباً وكورد لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من مناطقهم وبشكل نهائي، وليس كما يحدث منذ عدة أشهر من معارك كر وفر بين تنظيم «داعش» وفصائل المعارضة. فهم يريدون البدء بإدارة شؤون مناطقهم عبر إدارة تحمل فكراً إنسانياً وتؤمن بثقافة الحياة، وبأن الإنسان هو القيمة الأغلى ، وأن البشر جميعهم خلقوا متساوين ومنحوا من خالقهم حقوقاً لا يمكن لأحد التصرف بها ومن ضمنها الحياة والحرية والعمل لتحقيق السعادة كما جاء في وثيقة إعلان الاستقلال الأمريكي في 4 تموز/يوليو  1776. كسوري أتطلع إلى أن يكون لنا وثيقة خاصة بنا، وثيقة إعادة بناء الشعب والبلاد وطرد الإرهاب من سوريا.
يزان حدو، هو عضو في "المجلس الديمقراطي السوري" ومحلل سياسي مقيم في عفرين. وقد نشرت مقالاته في العديد من الصحف والمواقع الكردية والعربية والغربية. وكثيراً ما يجري مقابلات مع وسائل الإعلام الإقليمية والدولية إزاء التطورات في سوريا على وجه العموم وفي وحلب على وجه التحديد. وقد تم نشر هذه المقالة في الأصل من على موقع "منتدى فكرة".
======================
فورين بوليسي: انهيار النظام العالمي المعتدل
فورين بوليسي – التقرير
ذات مرة – خلال تسعينات القرن العشرين – اعتقد كثير من الأشخاص الجادين والأذكياء أن الأنظمة السياسية المعتدلة هي الموجة السائدة في المستقبل وأنها حتمًا سوف تشمل معظم أنحاء العالم، فقد قضت الولايات المتحدة على الفاشية ثم الشيوعية، حيث كان يفترض أنها قد أوصلت البشرية إلى “نهاية التاريخ”، وقد بدا أن الاتحاد الأوروبي كتجربة شجاعة للسيادة المشتركة التي خلصت معظم أجزاء أوروبا من الحرب، وبالفعل يعتقد كثير من الأوروبيين أن المزيج الفريد من المؤسسات الديموقراطية والأسواق المتكاملة وحكم القانون والحدود المفتوحة جعلت “القوة المدنية” الأوروبية تعادل – إن لم تكون تفوق – “القوة الشديدة” للولايات المتحدة، ومن جانبها، التزمت الولايات المتحدة “بتوسيع نطاق الحكم الديموقراطي والتخلص من الحكام المستبدين وترسيخ “السلام الديموقراطي”، ومن ثم التبشير بنظام عالمي خير ودائم”.
إذا كنت لاحظت، فإن تفاؤل تسعينات القرن الماضي قد أفسح المجال لشعور متزايد باليأس – وحتى الحذر – من النظام الليبرالي الموجود، ويرى روجر كوهين من صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، وهو ليبرالي مخلص ومتعمق، أن “قوى التفكك قد بدأت في التقدم” وأن “أسس عالم ما بعد الحرب بدأت في الاهتزاز”، كما حذر تقرير صدر في أبريل عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن هناك عددًا من القوى التي تمثل “تحديًا للعالم الليبرالي – من بينها الأنظمة الاستبدادية القوية والحركات الأصولية المعادية لليبرالية”، وفي مجلة نيويورك، حذر أندرو سوليفان من أن الولايات المتحدة نفسها قد تكون عرضة للخطر لأنها أصبحت “ديموقراطية أكثر من اللازم”.
تلك المخاوف يمكن استيعابها، ففي روسيا والصين والهند وتركيا ومصر – وحتى هنا في الولايات المتحدة – نرى إما أنظمة استبدادية قوية أو تطلع إلى زعيم قوي يستطيع بأفعاله الجريئة القضاء على حالة السخط الحالية، ووفقًا للخبير الديموقراطي لاري دياموند فإنه “بين عامي ٢٠٠٠ و٢٠١٥، انهارت الديموقراطية في ٢٧ دولة”، بينما “أصبح العديد من الأنظمة الاستبدادية أقل انفتاحًا وشفافية واستجابة لمواطنيها”، لقد صوتت بريطانيا العظمى للخروج من الاتحاد الأوروبي؛ وتتجه بولندا والمجر وإسرائيل نحو التعصب؛ إضافة إلى أن واحد من الحزبين السياسيين الرئيسيين في الولايات المتحدة على وشك اختيار مرشح رئاسي يزدري علنًا التسامح الذي يعد شيئًا أساسيًا في المجتمع الليبرالي، ويعبر بشكل متكرر عن معتقداته العنصرية ونظريات مؤامرة لا أساس لها، حتى أنه شكك في فكرة استقلال القضاء، وبالنسبة لأولئك المخلصين للمثل الليبرالية الأساسية، فإن هذه أوقات غير سعيدة.
إن نظرتي للسياسات العالمية والسياسة الخارجية واقعية، لكنني لا أرى أي متعة في هذه التطورات على الإطلاق، وكما قال روبرت جيلبين: “إذا تم الضغط علي فربما أصف نفسي بأنني ليبرالي في عالم واقعي”، وأعني بهذا أنني أقدر فضائل المجتمع الليبرالي، وأنني ممتن للعيش في هذا المجتمع، وأعتقد أن العالم قد يكون مكانًا أفضل بالفعل إذا تم احتضان المؤسسات والقيم الليبرالية بشكل أوسع نطاقًا – أو حتى عالمي، (إنني أشكك في قدرتنا على التعجيل بهذا، وبخاصة باستخدام القوة العسكرية، لكن هذه مسألة أخرى)، لذلك فإن الأمور كانت لتكون أفضل كثيرًا بالنسبة لي إذا تمكن الليبراليون من تحقيق آمالهم السابقة، ولكنهم لم يفعلوا، ومن المهم أن نفكر في السبب.
المشكلة الأولى هي أن أنصار الليبرالية قد أسرفوا في الحديث عن مزاياها، فقد قيل لنا إنه إذا استمرت الأنظمة الديكتاتورية في السقوط وأجرى المزيد من الدول انتخابات حرة ودافعوا عن حرية التعبير وطبقوا حكم القانون وتبنوا الأسواق التنافسية وأصبحوا أعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، فسوف يكون هناك “منطقة سلام” شاسعة، وسوف ينتشر الازدهار، كما سيكون من السهل التعامل مع أي خلافات سياسية عالقة داخل إطار النظام الليبرالي
وعندما لم تسر الأمور بهذه السلاسة، وعندما تضررت بعض المجموعات في هذه المجتمعات الليبرالية جراء هذه التطورات، كانت هناك نتائج عكسية بدرجة ما، فقد ارتكبت النخب داخل العديد من المجتمعات الليبرالية أخطاء فادحة، من بينها توحيد العملة (اليورو) وغزو العراق والمحاولة المضللة لبناء الهوية في أفغانستان، والأزمة المالية في عام ٢٠٠٨. تلك الأخطاء وغيرها ساعدت على تقويض شرعية نظام ما بعد الحرب الباردة، وفتحت الباب أمام القوى الليبرالية وتركت بعض فئات المجتمع الأخرى عرضة لطلبات الهجرة.
كما واجهت جهود نشر النظام الليبرالي العالمي معارضة متوقعة من الزعماء والمجموعات التي تمثل لها تلك الجهود تهديدًا مباشرًا، فقد كان أمرًا مفاجئًا أن تبذل كل من إيران وسوريا وسعهما لإحباط الجهود الأمريكية في العراق، مثلا لأن إدارة جورج بوش قد أوضحت أن تلك الأنظمة على قائمة أهدافها أيضًا، وبشكل مماثل، هل من الصعب معرفة السبب الذي يجعل الصينيين والروس يعتقدون أن الجهود الغربية لنشر القيم “الليبرالية” تمثل تهديدًا لهم، أو لماذا اتخذوا خطوات عديدة لإحباط تلك الجهود.
كما نسي الليبراليون أيضًا أن المجتمعات الليبرالية الناجحة تتطلب أكثر من مؤسسات ديموقراطية رسمية؛ فهي أيضًا تعتمد على التزام واسع وعميق بالقيم الأسياسية للمجتمع الليبرالي، وأهمها التسامح، وكما أظهرت الأحداث في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى كثيرة، فإن كتابة الدستور وتكوين الأحزاب السياسية وإجراء انتخابات “حرة وعادلة” لن تنتج نظامًا ليبراليًا حقيقيًا حتى يتبنى الأفراد والجماعات الموجودة في المجتمع أيضًا المعايير الليبرالية الأساسية، وهذا الالتزام الثقافي والمعياري لن يم تنميته بين عشية وضحاها أو فرضه من الخارج، وبالطبع ليس بالطائرات بدون طيار والقوات الخاصة وأدوات العنف الأخرى.
كما أنه من الواضح بجلاء أن ليبراليي ما بعد الحرب الباردة قد استهانوا بدور القومية الأشكال الأخرى للهوية الوطنية، بما فيها الطائفية والعرقية والروابط القبلية وما شابه ذلك، فقد افترضوا أن تلك الروابط الرجعية سوف تختفي تدريجيًا، أو تنحصر في الأمور غير السياسية والتعبيرات الثقافية أو يتم موازنتها واحتوائها ببراعة داخل المؤسسات الديموقراطية المصممة بشكل جيد.
لكن يتضح أن الكثير من الناس في الكثير من الأماكن يهتمون بشكل أكبر بالهويات القومية والعداوات التاريخية والرموز الإقليمية والقيم الثقافية التقليدية أكثر مما يهتمون بـ”الحرية” كما يعرفها الليبراليون، وإذا كان التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يقول شيئًا، فهو أن بعض المصوتين (ومعظمهم من كبار السن) يمكن إقناعهم بمثل تلك الدعاوى بسهولة أكبر من إقناهم بالاعتبارات الإقتصادية العقلانية البحتة (على الأقل حتى يشعروا بالعواقب).
ربما نعتقد أن أفكارنا الليبرالية تصلح للتطبيق عالميًا، ولكن في بعض الأحيان تتفوق عليها قيم أخرى، وتلك المشاعر التقليدية سوف تلوح بشكل خاص عندما يكون التغيير سريعًا وغير متوقع، وبخاصة عندما يتم إجبار المجتمعات التي كانت تتسم بالانسجام على دمج واستيعاب أناس ذوي خلفيات مختلفة، ويتم هذا خلال فترة قصيرة جدًا، كما يمكن لليبراليين أن يتحدثوا كما شاؤوا عن أهمية التسامح ومزايا التعددية الثقافية (التي أؤمن بها أيضًا)، ولكن الحقيقة هي أن دمج الثقافات في كيان واحد لم يكن أبدًا سلسًا أو بسيطًا، وتعطي التوترات الناتجة فرصة للزعماء الشعبويين الذي يتعهدوم بالدفاع عن القيم “التقليدية” (أو “إعادة مجد البلاد)، ليس الحنين للماضي هو المقصود، ولكنه يظل التعبير السياسي الأنسب.
والشيء الأكثر أهمية هو أن المجتمعات الليبرالية اليوم في ورطة لأنها معرضة للاختتطاف من قبل مجموعات أو أفراد يستغلون الحريات التي تقوم عليها المجتمعات الليبرالية، كما كان يفعل دونالد ترامب طوال العام (وكما أظهر بعض الزعماء السياسيين في الماضي، مثل جان ماري لوبان ورجب أردوغان وجيرت وايلدرز)، فالزعماء أو الحركات الذين يعد التزامهم بالمبادئ الليبرالية سطحي في أحسن الأحوال يمكنهم أن يستغلوا مبادئ المجتمع المنفتح ويستخدموه لحشد تأييد شعبي، ولا يوجد شيء في النظام الديموقراطي يمكنه أن يضمن فشل تلك الجهود بشكل دائم.

في أعماقي، أعتقد أن هذا يفسر شعور كثير من الناس في الولايات المتحدة وأوروبا بالحاجة الملحة باندماج العم سام في أوروبا بشكل كامل، إذ أنهم لا يخافون من جرأة روسيا؛ بل يخافون من أوروبا نفسها، ويريد الليبراليون أن تظل أوروبا في مسالمة ومتسامحة وديموقراطية وأن تظل جزءًا لا يتجزأ من إطار الاتحاد الأوروبي، كما يرغبون في أن تندمج دول مثل جورجيا وأوكرانيا بشكل أكبر في الدائرة الديموقراطية الأوروبية، ولكنهم في قرارة أنفسهم لا يثقون في نجاح الأوروبيين في إدارة هذا الموقف، ويخافون من انهيار كل شيء إذا انسحب الأمريكان، ولكن المدافعون عن الليبرالية، بالرغم من كل مزاياها، لا يستطيعون أن يغيروا قناعة البعض بأن الليبرالية الأوروبية هشة جدًا وأنها تتطلب دعمًا أمريكيًا غير محدود، من يعلم؟ ربما كانوا على حق، ولكن إذا كنت لا تعتقد أن الولايات المتحدة لديها موارد لا نهائية واستعداد غير محدود لدعم دفاعات الدول الغنية الأخرة، هنا يكون السؤال: ما هي الأولويات العالمية الأخرى التي يمكن أن يكون الليبراليون على استعداد للتضحية بها للحفاظ على ما تبقى من النظام الأوروبي؟
======================