الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 28/4/2019

سوريا في الصحافة العالمية 28/4/2019

29.04.2019
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • "وول ستريت جورنال" تتحدث عن فشل "المعارضة السورية" في محادثات أستانا
http://o-t.tv/A_R
  • أويل برايس: حرب طاحنة في الشرق الأوسط تتكشف أمام أعيننا
https://arabi21.com/story/1176833/أويل-برايس-حرب-طاحنة-في-الشرق-الأوسط-تتكشف-أمام-أعيننا#tag_49219
  • واشنطن بوست: تقدم في المفاوضات التركية الأمريكية حول المنطقة الآمنة
https://b-sy.net/33dri6qd
 
الصحافة العبرية :
  • هآرتس: لهذا السبب يرفض الأسيران السوريان لدى إسرائيل تسليمهما لنظام الأسد
http://o-t.tv/A_Q
 
الصحافة التركية :
  • صحيفة حريت :مع اقتراب تسليم إس-400.. كيف ستتصرف أنقرة؟
http://www.turkpress.co/node/60482
  • صحيفة ملليت  :اختزال الأزمة السورية بأمن الحدود.. ماذا يوفر لـ"بي كي كي"؟
http://www.turkpress.co/node/60483
  • يني شفق :ماذا يفعل السوريون في تركيا؟
http://www.turkpress.co/node/60487
 
الصحافة البريطانية :
  • ميدل إيست آي :رحلة إلى قلب سوريا المظلم
https://www.noonpost.com/content/27530
 
الصحافة الامريكية :
"وول ستريت جورنال" تتحدث عن فشل "المعارضة السورية" في محادثات أستانا
http://o-t.tv/A_R
أورينت نت - ترجمة: جلال خياط
تاريخ النشر: 2019-04-28 09:56
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن المعارضة السورية تعلق آمالها على دستور جديد يسمح لسوريا بالانتقال السياسي بعد ثمان سنوات من الثورة التي بدأت للإطاحة بنظام الأسد.
وأيد جميع المشاركون في الجولة الأخيرة من مباحثات أستانا بمن فيهم روسيا وإيران وتركيا تشكيل لجنة دستورية بإشراف الأمم المتحدة وذلك خلال الأشهر المقبلة.
وبحسب الصحيفة، من المفترض أن تقوم هذه اللجنة، بعد تشكيلها، بالإشراف على إعادة صياغة الدستور السوري، الذي تعول عليه المعارضة في أستانا ليكون وثيقة إصلاح سياسي ويؤدي إلى انتخابات في البلد الذي تحكمه العائلة نفسها منذ أكثر من أربعة عقود.
بالنسبة لعدد من المراقبين، يمثل الدستور الجديد فرصة لخروج بشار الأسد، المدعوم من روسيا وإيران، وإبعاده عن الحكم، بعد أن أعلن نفسه منتصراً في الحرب التي استمرت لمدة ثماني سنوات.
موازين القوى على الأرض
بدأت محادثات أستانا منذ أكثر من عامين بسبب رغبة موسكو بإنهاء الصراع في سوريا بدون الالتزام بالمطالب الغربية التي تهدف بنقل البلاد بعيداً عن حكم نظام الأسد.
عند بداية المباحثات، كان وضع المعارضة أقوى مما هو عليه الآن، بعد أن سيطرت على مناطق مختلفة من سوريا، وكانت تسعى لأن تكون بديلاً عن الأسد.
تغيرت الظروف على الأرض حالياً بعد أن تمكن النظام من السيطرة على جزء كبير من سوريا وحشر المعارضة في الجزء الشمالي الغربي من البلاد.
وتقدر الآن نسبة الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة بـ 6% فقط، وذلك وفق مركز رصد النزاع "IHS Markit" الذي يقوم بجمع البيانات وتحليلها.
ونظراً لانحسار رقعة المناطق التي تخضع لسيطرة الفصائل تراجعت قدرة المعارضة على المطالبة بدور أكبر في تشكيل مستقبل سوريا.
وقال آرون لوند، الزميل في " مؤسسة سينشري" البحثية في نيويورك، والذي يركز على الصراع السوري "لا يمكنهم الحصول على رأس الأسد.. لكن يمكنهم الحصول على بعض التنازلات الصغيرة، مثل الكشف عن مصير أقاربهم، أو معرفة ما إذا كان يمكن للاجئين العودة أم لا".
معارضة شكلية
كرر المشاركون من جانب المعارضة دعوتهم النظام بشكل مستمر لإطلاق سراح عشرات الآلاف من السجناء المحتجزين لديه، حيث تشير بعض التقديرات إلى أنه يحتجز أكثر من 80,000 معتقل في سجونه.
وقال أحد قادة الفصائل الذي حضر المحادثات إن ثلاث مبادلات للأسرى حصلت مع النظام خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنها صغيرة، تم من خلالها التفاوض على 39 معتقلاً من كل جانب.
وترى الدول الغربية والإقليمية، التي تعارض استمرار نظام الأسد، أن وضع المعارضة السورية المتناقض هو ما زاد صعوبة تحقيق الانتقال السياسي، مما يعطي فرصة لروسيا وإيران لرسم مستقبل سوريا.
وقال دبلوماسي غربي في حديثه عن الخداع الذي تتعرض له المعارضة "عليهم أن يكونوا أذكياء، لن يكونوا في أي حكومة مستقبلية" وأعتبر أن الخطة الحالية تقضي "بحاجة مستمرة لوجود معارضة ما تتحدث ضد النظام وباسم الشعب السوري" ولكن بالطبع بدون أي يكون لها أي دور سياسي في مستقبل سوريا.
ومن غير المرجح أن يقوم الأسد، الذي يتعهد بالسيطرة على كامل البلاد، بتقديم أي تنازلات كبيرة. ويستمر، حتى مع وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه تركيا وروسيا وإيران، بشن غارات جوية على المعقل الأخير للثوار.
ومع ذلك تستمر المعارضة بالظهور على طاولة المفاوضات. وقال لوند معقباً "إن لم يخوضوا هذه اللعبة، سيتحولون لمعارضة سابقة. حينها سيصبحون لاجئين فقط".
===========================
أويل برايس: حرب طاحنة في الشرق الأوسط تتكشف أمام أعيننا
https://arabi21.com/story/1176833/أويل-برايس-حرب-طاحنة-في-الشرق-الأوسط-تتكشف-أمام-أعيننا#tag_49219
نشرت مجلة "أويل برايس" مقالا لأستاذ العلوم السياسية يوسف بدانسكي، يقول فيه إن إيران تقود جبهة جديدة مع تركيا وقطر؛ بهدف إعادة صياغة الشرق الأوسط الكبير، مشيرا إلى أن إيران تعلم أن ذلك قد يقود إلى حرب، وهي تتجهز بفاعلية لمثل هذا المآل.
ويقول بدانسكي في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "توقيت إيران منطقي، حيث بدأت الحروب بين الأخوة – بالذات في سوريا والعراق، تتباطأ بسبب الإرهاق، والدول العربية التي كانت موجودة في العقود الماضية انتهت عمليا، ولا يمكن أن يغير هذه الديناميكية لا اعتراف دولي ولا أوهام انتخابات".
ويجد الكاتب أنه "لذلك، فإن المحصلة الديناميكية في المنطقة تؤثر على الدول كلها في المنطقة، وعلى القوى العظمى ذات المصالح هناك، وتقوم كل من روسيا والصين وإسرائيل بإجراءات عملية، من سياسية إلى عسكرية، لاحتواء وعكس الصعود الإيراني، وفي هذا كله أثبتت أمريكا أنها غير مهمة، بالرغم من السياسات القوية ضد إيران".
ويستدرك بدانسكي بأن "واقعا جديدا بدأ يظهر من القاعدة إلى الأعلى، والقوى الرئيسية في المنطقة مصممة على استغلال هذه الديناميكية لضبط الشرق الأوسط الكبير ما بعد الأزمة".
ويشير الكاتب إلى أنه في لب التصعيد المتوقع هو السباق بين إيران وتركيا للسيطرة في منطقة لبنان وسوريا والأردن والعراق، وتشرذم وانهيار السعودية ودول الخليج، ومن المنطقي أن يندلع صراع مع إسرائيل؛ لأنها حريصة على مقاومة انهيار النظام الإقليمي الحالي، حيث لن يكون ذلك لصالحها".
ويؤكد بدانسكي أن "التصعيد الجوي الإسرائيلي ضد المنشآت الإيرانية، خاصة في شمال غرب سوريا منذ بداية عام 2019، وفر آخر دفعة للتجهيزات الإيرانية الحالية للحرب".
ويلفت الكاتب إلى أن "هناك مسارعة إلى تطبيق القرارات التي اتخذتها قمة دمشق في آذار/ مارس 2019، بين القيادات العسكرية الإيرانية والعراقية والسورية؛ لتنسيق الجهود العسكرية على مستوى المنطقة، واستغلت إيران زيارة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، في 7 نيسان/ أبريل 2019 إلى طهران لتسريع العملية، وقام رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري بتوقيع اتفاقية تعاون شاملة مع نظيره العراقي الجنرال عثمان الغانمي".
ويبين بدانسكي أن "أهم عناصر تلك الاتفاقية هي دمج أنظمة الدفاع الجوي للبلدين (لصد أي تحديات للمجال الجوي لأي من البلدين)، بحسب باقري، الذي أضاف أن القائدين اتفقا على (دمج نظام الدفاع عن الأجواء الإيرانية والعراقية لأننا نشعر بأن التهديدات تأتي من جهة حدودنا الغربية)".
 ويقول الكاتب إن "سوريا لم تدخل في هذه الاتفاقية مع إيران والعراق؛ وذلك بسبب الروس الموجودين في نظام الدفاع الجوي السوري، الذين لن يسمحوا بمثل هذا الاتفاق، ولذلك بدأت إيران وسوريا بمحادثات سرية حول استبدال المستشارين الروس بمستشارين إيرانيين من قوات الحرس الثوري الإيراني، وأبدت إيران استعدادها لإمداد دمشق بكل ما تحتاجه، وتبرعت بنشر دفاعات جوية وأنظمة رادار في سوريا.. لكن دمشق ليست في موقف يمكنها من طرد الروس من سوريا".
ويذكر بدانسكي أنه "تم الاتفاق خلال زيارة عبد المهدي لتسريع مشاريع النقل الاستراتيجي، التي تديرها إيران في العراق، وقد تم إنهاء المرحلة الأولى (الطريق الجديد من طهران إلى البحر المتوسط)، وهو الطريق الذي سيربط طهران ببغداد بدمشق، وسيشكل أول عنصر في شبكة من (الطرق السريعة والسكك الحديدية التي تربط سوريا بإيران من خلال العراق)".
وينوه الكاتب إلى أن "هذه الشبكة تهدف إلى توصيل طهران وبغداد بموانئ سوريا، ولذلك يتم إحياء بعض الطرق والسكك وأنابيب النفط المعطلة، وبحسب المسؤولين في وزارة المواصلات السورية، فإن (البلدين يعملان على استئناف مشروع السكك الحديدية التي تربط سوريا والعراق وإيران) ودمشق تعرف جيدا تداعيات هذه الالتزامات".
 وسيلة نقل
ويقول بدانسكي إن "أي نظام نقل بري فعال سيوفر وسيلة لإيران لنشر قواتها وأسلحتها في إيران بشكل فعال، ودون الاعتماد على المطارات السورية المعرضة، وتدرك دمشق خطر ذلك، وتخشى من رد الفعل الإسرائيلي".
 وتنقل المجلة عن مسؤول سوري كبير، قوله في 18 نيسان/ أبريل 2019: "مع تصميم إسرائيل على عدم السماح لأي وجود إيراني في سوريا، فإن دمشق وطهران تحاولان مواجهة هذا الأمر بتطوير سكة حديد وطريق دولي سريع يصل البلدين، ومع أن هذا قد لا يوقف الغارات الإسرائيلية، إلا أنه سيسمح لإيران وسوريا بتوسيع إمكانياتهما التشغيلية، وهذا سيساعد إيران بشكل كبير؛ بسبب العقوبات الصعبة المفروضة عليها من أمريكا، التي عرقلت عملياتها البحرية في البحر الأبيض المتوسط".
 ويعلق الكاتب قائلا: "يبدو أن إيران مصرة أن تجعل وجودها في الممر البري إلى البحر الأبيض المتوسط لا رجعة فيه".
 تشييع وفرسنة
ويقول بدانسكي إن "الأداة الأساسية التي استخدمتها إيران هي تشييع وفرسنة المناطق التي تهمها في سوريا والعراق، عن طريق إرسال (الطلاب) وعائلاتهم للمناطق الشيعية في العراق، أبعد من كربلاء والنجف، إلى تدفق العائلات الإيرانية إلى سوريا، وقال ممثل الزعيم الروحي الإيراني في سوريا، آية الله سيد أبو الفضل طبطبائي أشكزاري في 20 نيسان/ أبريل: (تطور محور المقاومة نتيجة الانتصارات الأخيرة في الشرق الأوسط)، وكانت الأداة الرئيسية في هذه الانتصارات هي نشر النفوذ الشيعي الفارسي)".
وأضاف: "والآن في بداية عصر جديد في سوريا.. نعتقد أن هناك حجر أساس ثقافي بدأ يظهر في منطقة المقاومة، حيث يستمد الناس حضارتهم من الإسلام المعتدل (الشيعي)، وليس من الإسلام المتطرف التكفيري (السني)".
 ويشير الكاتب إلى أنه "في سوريا يقوم المهاجرون الإيرانيون بالاستيلاء على المناطق المدنية التي هجرت خلال الحرب في حلب وحماة وحمص، التي تقع على المفتاح الأساسي للاقتصاد السوري ومركز تطلعات تركيا على المدى الطويل، ويصل الطريق تركيا بالأردن وما هو أبعد، ويؤدي هؤلاء الإيرانيون دورا كبيرا في إعادة بناء الاقتصاد السوري الذي تموله إيران على حساب المواطنين السوريين، بينهم اللاجئون العائدون والعائلات النازحة داخليا، بالإضافة إلى أن إيران تقوم ببناء مناطق سكنية للإيرانيين واللبنانيين الشيعة في محيط مسجد السيدة زينب في دمشق".
ويلفت بدانسكي إلى أن "معظم المهاجرين الإيرانيين هم من عائلات مقاتلي الحرس الثوري الإيراني القادمين من المناطق الفقيرة والمعدمة من عشوائيات المدن والقرى الفقيرة، وهذا ما شجع موجة من التطوع للقتال مع وحدات النخبة من الحرس الثوري؛ للتمكن من الهجرة مع عائلاتهم إلى سوريا".
 العلويون
ويستدرك الكاتب بأن "المشكلة التي تواجهها إيران هي أن العلويين الذين يقطنون منطقة غرب سوريا، التي تعد استراتيجية بالنسبة لإيران، يعارضون التحول إلى المذهب الجعفري، وكانت هذه هي نقطة خلاف مع الشيعة منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، وفي أواسط شهر نيسان/ أبريل 2019، قامت إيران بشحن كميات من النفط إلى سوريا عن طريق قناة السويس إلى ميناء اللاذقية، ضاربين بعرض الحائط العقوبات الأمريكية، وفي 15 نيسان/ أبريل مرت شاحنة النفط الإيرانية ستارك 1 من قناة السويس على أساس أنها في طريقها لأزمير، لكن في الواقع كانت الشاحنة متوجهة إلى اللاذقية؛ للتخفيف من حدة أسوأ أزمة وقود تمر بها سوريا في تاريخها الحديث".
وينوه بدانسكي إلى أن "العراق لا يأبه أيضا بالعقوبات الأمريكية على كل من إيران وسوريا، ويتم استخدام الممرات بشكل متزايد لنقل البضائع المهربة".
تركيا
ويقول الكاتب: "أما تركيا، فهي مصرة على عدم خسارة الفرصة بأن تحسن من وضعها إقليميا، بالإضافة إلى مد نفوذها للحجاز والمقدسات في مكة والمدينة، وتعتقد تركيا أن هناك مؤامرة تسعى لمنعها من البروز إقليميا باستغلال الديناميكية الإقليمية، ولذلك وفي وسط شهر نيسان/ أبريل 2019، أمر الرئيس رجب طيب أردوغان الجيش التركي والمخابرات بالتجهيز لتصعيد في شمال سوريا وشمال العراق، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الالتزامات الإقليمية".
وتورد المجلة نقلا عن إبراهيم قراغول، وهو أحد المقربين من أردوغان، قوله في 18 نيسان/ أبريل، في افتتاحية صحيفة "يني شفق"، التي يرأس تحريرها: "إنهم ينفذون مخططا شاملا يهدف لتضييق الخناق على تركيا، وشل حركتها من خلال تطورات مؤثرة ومنتشرة في العديد من المناطق من البلقان إلى شمال سوريا، ومن بحر إيجة إلى البحر المتوسط، ومن جزيرة كريت إلى السودان، ومن ليبيا إلى الخليج العربي"،
ويقول أيضا: "ثمة سببان رئيسان لكل فعالية منظمة ومبادرة وتدخل وشراكة وعداوة تشارك بها السعودية والإمارات وتتركان آثرهما عليها، الأول هو إيقاف تقدم تركيا، والثاني هو فتح الباب أمام عهد جديد من الوصية في المنطقة بأسرها نيابة عن الولايات المتحدة وإسرائيل".
ويضيف أن كلا من أمريكا وإسرائيل قلقتان من تداعيات صعود تركيا، ولذلك تصران على خنقها، "إنهم يريدون إخراجنا من شمال سوريا، وإبعادنا عن البلقان، وطردنا من محيط البحر الأحمر، وحصارنا في بحر إيجة، وإغراقنا في البحر المتوسط"، ويتهم في افتتاحيته كلا من السعودية والإمارات بإمداد حزب العمال الكردستاني بالسلاح لزعزعة استقرارها.
ويشير قراغول إلى أنه ليس أمام تركيا إلا أن تجهز نفسها لحرب متعددة الجبهات وبوتيرة عالية "ويجب عليها أن تبدأ بالتحضير لدفاع شديد"، وذلك يتطلب حل الأزمة في سوريا، فيقول: "ينبغي لأنقرة الإقدام على خطوات عاجلة وجذرية لإنهاء الحرب السورية فورا، كما يجب أن نفعل كل ما يلزم، مهما كلف الأمر، لإفشال مخطط الخريطة الذي يدار في شمال سوريا بواسطة التنظيمات الإرهابية ويستهدف بلدنا بعدما تحول إلى جبهة يريدون إقامتها في المنطقة".
 ويخلص قراغول إلى أن "تركيا حينها ستكون قادرة على التركيز على التحدي الذي تتسبب به ووكيلتي أمريكا وإسرائيل، السعودية والإمارات".
مثلث السلام
ويشير بدانسكي إلى أن منتصف شهر نيسان/ أبريل شهد إنشاء أنقرة لما أسمته "مثلث السلام" المتمثل في قواعد تركيا العسكرية في الدوحة في قطر وفي مقديشو في الصومال وفي جزيرة سواكن في السودان، وبعد الانقلاب طمأنت السلطات العسكرية السودانية أنقرة بأن الوجود العسكري التركي مسموح له بالاستمرار، والهدف المعلن رسميا من "مثلث السلام" هو "الحفاظ على استقرار المنطقة".
 ويستدرك الكاتب بأن "المثلث يهدف في الواقع إلى خنق السعودية، وأن يشكل منطلقا لوصول الحجاز عبر البحر الأحمر، تضاف إلى هذا محاولة تركيا الوصول إلى السعودية من خلال الأردن، وفي 15 نيسان/ أبريل ألمحت (يني شفق) إلى ذلك، عندما تحدثت عن الوجود التركي التاريخي في جزيرة سواكن/ فقالت إن (سواكن هي أحد أقدم الموانئ البحرية في أفريقيا، وقد تم استخدامه من المسلمين الأفارقة للذهاب للحج.. واستخدمه العثمانيون لحماية الحجاز.. من المهاجمين عبر البحر الأحمر)".
سوريا
ويقول بدانسكي: "بالنسبة لسوريا، فإن تركيا أدركت أنه لا بد من الاتفاق مع إيران في سياق علاقاتهما الثنائية والتعاون بينهما، فقام وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بزيارة أنقرة في 17-18 نيسان/ أبريل 2019، ووصل ظريف إلى أنقرة بعد زيارة خاطفة لدمشق، حيث أحاط رئيس النظام السوري بشار الأسد بآخر السياسات من طهران".
 ويشير الكاتب إلى أنه "اجتمع في اليوم الأول مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو لمناقشة العلاقات الثنائية، والتركيز على إمدادات الطاقة الإيرانية المجانية لتركيا، مقابل توفير تركيا سبيلا لكسر الحصار المفروض على إيران، وفي اليوم التالي اجتمع بالرئيس التركي أردوغان، وأطلعه على محادثاته في دمشق، وأوصل رسالة من بشار الأسد تدعو إلى تصالح البلدين، وأكد له التزام طهران بمساعدة أنقرة ودمشق للتوصل إلى علاقات جيدة، وقال له أردوغان إن تركيا ليست ضد علاقات جيدة مع سوريا، وبأن الأمر الذي يقلقها هو المليشيات الكردية المدعومة أمريكيا في شمال سوريا، واتفق الرجلان على التعاون بين بلديهما للتوصل إلى حل سياسي في سوريا من خلال عملية الأستانة".
العالم العربي تغير
ويفيد بدانسكي بأن "العالم العربي يتغير بشكل جذري، فلم تعد السعودية لاعبا إقليميا مهما، وبالتالي فليس هناك تحالف عربي قابل للحياة ليقف أمام إيران، ومستنقع اليمن أثبت عجز القوات الموالية للسعودية والإمارات ضد القوات الحوثية المدعومة من إيران، بالإضافة إلى أن بؤر القوة تقدر بأن ولي العهد السعودي لن يستمر طويلا، وأن السعودية ستنهار وتتشرذم بسبب تجاوزاته وحكمه المتخبط، وتقدير العدو والصديق هو أن إيران وتركيا وقطر هي في الوضع الأفضل للتسريع والاستفادة من التدمير الذاتي الذي سيحصل للسعودية تحت حكم (أم بي أس)".
مصر
ويقول الكاتب: "أما مصر، التي أدت لفترة طويلة دور المنقذ للدول العربية المحافظة، فلم يعد بإمكانها ذلك، وهي تركز على التعامل مع التهديدات المحيطة بها، من الجهاديين في سيناء وزعزعة الجهاديين للاستقرار في ليبيا (حيث تؤيد مصر قوات خليفة حفتر)، وإعادة الاستقرار إلى السودان بعد الانقلاب على الرئيس السابق عمر البشير وتأمين حصتها من مياه النيل".
ويشير بدانسكي إلى أنه "لمواجهة هذه التحديات والتركيز عليها، فإن مصر ألزمت نفسها بتقوية الجيش، حيث تأتي معظم الأسلحة الحديثة من روسيا والصين، وبالإضافة إلى ذلك فإن مصر تسمح للصين بإعادة بناء البنية التحتية الاستراتيجية، بالرغم من معارضة أمريكا".
ويلفت الكاتب إلى أنه "بعد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأمريكا في 11 نيسان/ أبريل، فإنه انسحب من (التحالف الأمني للشرق الأوسط)، الذي عرف باسم (ناتو العرب)، وكان من المفترض أن يكون التحالف أساسيا في مواجهة إيران وحماية السعودية ودول الخليج".
ويقول بدانسكي: "يعترف كبار المسؤولين العرب بأن انسحاب مصر شكل (ضربة قاضية لاستراتيجية احتواء القوة الإيرانية)، التي تنتهجها أمريكا، وبكل بساطة فإن السعودية ودول الخليج لا يمكنها تحمل هجوم أجنبي دون تدخل سريع من القوات المصرية والأمريكية، ولم تعد المظلة الواقية كما حصل عام 1990-1991 مضمونة، والدول العربية المحافظة في موقع ضعف، وما يضاعف هذا الضعف هو اختفاء الحاجز الإقليمي ضد إيران وتركيا".
الأكراد
ويبين الكاتب أن "الأكراد شكلوا حاجزا تقليديا ضد التجاوز الإيراني والتركي، لكنهم الآن يتركون لمواجهة مصيرهم، بالإضافة إلى أن كلا من تركيا وإيران عازمتان أكثر من أي وقت مضى للتعامل مع التحدي الكردي مرة والى الأبد، وهزيمة الأكراد ستفتح الطريق أمام إيران وتركيا إلى قلب الجزيرة العربية والهيمنة على الشرق الأوسط الكبير".
ويفيد بدانسكي بأنه "مع هذه التحولات الكبيرة في الشرق الأوسط، فإن طهران قررت في بداية نيسان/ أبريل أن تفكر في تصعيد حرب الاستنزاف بالوكالة مع السعودية ودول الخليج (في سوريا والعراق وأفغانستان- باكستان.. إلخ) إلى مواجهة مباشرة تهدف إلى الإطاحة بآل سعود، ويتوقع لمثل هذا التحرك الجريء أن ينجح في أوضاع الشرق الأوسط الحالية".
ويقول الكاتب: "يبدو أن طهران مقتنعة بأن الجيوش العربية في المنطقة لن تواجه إيران، وأن السعودية ستنهار بسرعة بسبب ضعفها الموروث، كما أن تركيا ليست مستعدة بعد للقيام بتحرك قوي في المنطقة، وفي الوقت ذاته لا يزال الأكراد في شمال العراق في حالة قوة ستبطئ من أي تقدم تركي يمكنه أن يشكل تحديا سنيا للتقدم الشيعي، ويمكن لإيران فتح جبهة واسعة من عرض الخليج إلى جنوب العراق، مستفيدة من الدعم الشيعي من المتمردين في شرق الجزيرة العربية".
ويرى بدانسكي أن "السؤال الوحيد الذي يبقى في حسابات إيران هو مدى احتمال تدخل أمريكي سريع لحماية السعودية، ولذلك يبقى قرار طهران هو التحرك السريع في حال ضمنت المخابرات الإيرانية أن أمريكا لن تتدخل أو سيكون تدخلها رمزيا، وتقدير المخابرات الإيرانية حاليا هو أن أمريكا لن تتدخل".
روسيا
ويشير الكاتب إلى أن "العائق الرئيسي الذي يمنع إيران من السعي لتحقيق رغباتها الإقليمية يبقى ما يطلق عليه المسؤولون العرب الكبار (الحرب الباردة) بين روسيا وإيران في سوريا، فبعد انتهاء القتال يبحث اللاعبون الأساسيون كلهم عن دور وموقع في الشرق الأوسط الكبير ما بعد الحرب، وتصر كل من روسيا وإيران وتركيا على أن تكون قوة سائدة في المنطقة".
ويلفت بدانسكي إلى أن "إيران كانت تعرف منذ زمن أن روسيا تعارض صعودها لتكون القوة الإقليمية الأكبر وتسيطر على شواطئ البحر الأبيض المتوسط (ما لم تنضم إيران إلى هلال الأقليات الخصيب، حيث تؤدي إسرائيل دورا كبيرا)".
ويقول الكاتب: "كما أن إيران تعلم أنه ليس من مصلحة روسيا أن تواجهها مباشرة بسبب وجودها في منطقة لبنان وسوريا والعراق، إلا أنها تستفيد من الحملات الإسرائيلية ضد إيران في سوريا وأبعد من ذلك، بل إن إيران مقتنعة بأن هناك تعاونا بين روسيا وإسرائيل ضد إيران".
وينوه بدانسكي إلى أن "طهران تخشى من تدخل عسكري إسرائيلي في حال هجوم إيراني، حتى لو كان ضد الجزيرة العربية فقط؛ لأن ذلك سيجعل إيران قوة إقليمية وهو ما لا تقبله إسرائيل، ولذلك أمرت طهران في الأسابيع الأخيرة بحشد سريع لقوات حزب الله والحشد الشعبي وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في جنوب لبنان وقطاع غزة، وحتى في هضبة الجولان، ولذلك أعلن رئيس مجموعة الصداقة الإيرانية الفلسطينية البرلمانية أمير خوجاسته، خلال زيارة إلى بيروت في 20 نيسان/ أبريل، قائلا إن (النظام الصهيوني يعلم أنه محاط بقوى المقاومة، فمن جهة يواجه حركة حماس، ومن جهة أخرى يواجه حزب الله وسوريا والعراق.. وان النظام الإسرائيلي تعلم جيدا أن صواريخ المقاومة ستدمره إن أخطأ)".
ويعلق الكاتب قائلا إن "الفكرة من هذا الحشد هو وضع إسرائيل في موقف دفاع عندما تقوم إيران بتوجيه ضربة في مكان آخر، وترغم إسرائيل على أن تقدم التعامل مع التهديدات لمدنييها الذين سيقعون تحت القصف من لبنان وسوريا وغزة، وبالتالي لن تكون إسرائيل قادرة على الوقوف أمام إيران عندما تقوم بهجومها".
الصين
ويقول بدانسكي: "أما الصين، التي تعمل عن كثب مع روسيا، ولديها استعداد للاستثمار في إعادة بناء المنطقة، فتعد إيران (شريكا استراتيجيا) في الشرق الأوسط الكبير، و(مفصلا مهما في مشروع الحزام والطريق في المنطقة)، وتعد الشبكة التي تقوم إيران ببنائها مشاركة جيدة في طريق الحرير الجديد".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "لكن يزيد قلق الصين من احتمال انزلاق المنطقة إلى حرب بسبب فرض إيران نفسها، حيث أن وقوع حرب سيعكس إنجازات روسيا والصين في المنطقة كلها، وسيعرقل تدفق النفط والغاز من الخليج إلى سنوات، وقد حذرت الصين إيران سرا وعلنا من مغبة المغامرة".
===========================
واشنطن بوست: تقدم في المفاوضات التركية الأمريكية حول المنطقة الآمنة
https://b-sy.net/33dri6qd
 
بلدي نيوز 
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن مناقشات تجري بين الولايات المتحدة وتركيا بهدف تسيير دوريات مشتركة في المنطقة الآمنة التي من المفترض أن تقام بعرض 32 كلم على طول الحدود الشمالية الشرقية لسوريا مع تركيا، وذلك بحسب مسؤولين من كلا البلدين.
ويتضمن المقترح الجديد سحب القوات الكردية التي قاتلت إلى جانب الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم "داعش" في تراجع جديد تقدمه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي كانت تأمل في تامين المنطقة من قبل القوات المحلية أو الدول الحليفة.
وستتولى القوات الأمريكية مهمة القيام بالدوريات على الرغم من القرار الصادر بتخفيض عددها بأكثر من النصف خلال الأشهر القادمة.
ورفضت كل من بريطانيا وفرنسا الطلب الأمريكي بالوقوف كحاجز بين تركيا وبين "قسد" المصنفة إرهابياً بحسب أنقرة، على الرغم من أن لدى البلدين قوات عسكرية في سوريا تشارك في جهود مكافحة الإرهاب.
وتشهد واشنطن زيارات مكثفة من قبل مسؤولين أتراك رفيعي المستوى لمناقشة الاقتراح الجديد، مع ذلك لا يوجد أي تقدم واضح حتى الآن بسبب مطالبة الولايات المتحدة من تركيا التراجع عن صفقة شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400" أو المخاطرة بوقف تزوديها بطائرات "إف-35".
وقال مسؤول حكومي رفيع المستوى "لا تزال هنالك خلافات واضحة، ولكن هنالك رغبة في كلا الجانبين للتوصل إلى حلول مشتركة". وأضاف المسؤول إن الإدارة ترغب في تضييق المنطقة الآمنة عن 32 كلم، وهي المساحة التي تطلبها تركيا في الوقت الحالي.
وبعد إعلان ترامب النصر على تنظيم داعش، حشدت تركيا قواتها العسكرية على طول الحدود مهددة بشن هجوم على القوات الكردية في حال لم يتم إبعادها.
ووافق ترامب بعد ذلك على إقامة منطقة آمنة تبقي القوات الكردية بعيداً عن تركيا، إلا أن المشكلة كانت في الجهة التي ستأمن حماية هذه المنطقة.
المصدر: أورينت نت
===========================
الصحافة العبرية :
هآرتس: لهذا السبب يرفض الأسيران السوريان لدى إسرائيل تسليمهما لنظام الأسد
http://o-t.tv/A_Q
أورينت نت - متابعات
تاريخ النشر: 2019-04-28 09:55
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الأسرين السوريين اللذين ستقوم إسرائيل بإطلاق سراحهما، يرفضان إعادتهما إلى سوريا وتسليمهم لنظام الأسد، وذلك بعد أن أعادت روسيا رفات جندي إسرائيلي فقد منذ عام 1982 في لبنان.وأوضحت صحيفة هآرتس، أن الأسيرين السوريين اللذين ستفرج عنهما إسرائيل كبادرة حسن نية لنظام الأسد في أعقاب عودة رفات جندي إسرائيلي هما أحد "عملاء حركة فتح" الفلسطينية.
وتم سجن خميس أحمد، من مخيم اليرموك للاجئين في دمشق، في عام 2005 لمحاولته التسلل إلى إسرائيل ومهاجمة قاعدة لـ قوات الدفاع الإسرائيلية، وكان من المقرر احتجازه حتى عام 2023.
وزيدان الطويل، من قرية حضر السورية، مسجون منذ عام 2008 بتهمة ارتكاب جرائم متعلقة بالمخدرات، وكان من المقرر إطلاق سراحه في تموز.
 ووفقًا لصحيفة هآرتس، فقد زعم الطويل أثناء محاكمته أنه مطلوب من قبل نظام الأسد، قائلاً إنه يعتقد كذباً أنه تعاون مع إسرائيل ضدها.
وفي وقت سابق كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن السلطات ستقوم بتسليم أسيرين سوريين لديها إلى نظام الأسد بعد أن أعادت روسيا رفات جندي إسرائيلي فقد منذ عام 1982 في لبنان، وفق ما نقلت وكالة فرانس براس، وأضافت الوكالة أن السجينين هما؛ زيدان طويل من مرتفعات الجولان وهو مدان بتهريب مخدرات، والآخر، هو خميس أحمد، محكوم بالسجن حتى عام 2023 لمحاولته الهجوم على قاعدة للجيش الإسرائيلي عام 2005، وهو من مخيم اليرموك بدمشق.
 حسن نية
وبحسب مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن هويته أكد أن هذه الخطوة هي "بادرة حسن نوايا" بعد إعادة رفات العسكري زخاري باوميل في أوائل نيسان/أبريل إلى إسرائيل. وقال المصدر "قررت إسرائيل قررت فقط بعد إعادة الرفات، في الأيام الأخيرة الإفراج عن سجينين في بادرة حسن نوايا".
وقال إن هذا القرار لا يأتي في إطار اتفاق مسبق، ولم يتحدث عن تفاصيل متعلقة بالسجينين، خصوصاً جنسيتهما، فيما أكد المبعوث الروسي الخاص لسوريا ألكسندر لافرنتييف الجمعة أن السجينين سوريان.
وفقد باومل في معركة بين القوات الإسرائيلية وجيش الأسد  قرب قرية السلطان يعقوب اللبنانية القريبة من الحدود مع سوريا في حزيران/يونيو 1982، بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان لوقف نشاط الفصائل الفلسطينية المسلحة ضد أراضيها، ويبقى جنديان إسرائيليان هما يهودا كاتز وزفي فلدمان مفقودين منذ ذلك الوقت.
===========================
الصحافة التركية :
صحيفة حريت :مع اقتراب تسليم إس-400.. كيف ستتصرف أنقرة؟
http://www.turkpress.co/node/60482
هاندة فرات – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
أينما تحدثنا في أنقرة، يؤكد الجميع على ضرورة "عودة الأمور لطبيعتها". الأمر الذي يقتضي انتهاء مسألة الانتخابات تمامًا. "عودة الأمور لطبيعتها" هامة لأن العالم الذي يدور بسرعة لا ينتظر تركيا ولا قرار اللجنة العليا للانتخابات.
يقف في مواجهتنا قضايا هامة منها التطورات في الاقتصاد، وإيران، وسوريا، والعلاقات التركية الأمريكية في ظل مسألة "إس-400".
اتصال هاتفي منتظر بين أردوغان وترامب
قدمت أنقرة طلب محادثة إلى البيت الأبيض. من المنتظر أن يجري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال فترة قريبة.
بطبيعة الحال، ستكون قضية إس-400 في صدارة أجندة المحادثة المحتملة. بحسب البيانات الواردة من روسيا بقي حوالي شهرين على تسليم المنظومة إلى تركيا.
أجرى الطرفان الكثير من المحادثات حتى اليوم، لكن لم يتراجع أي منهما عن موقفه. تحدثت أنقرة عن مسألة باتريوت مجددًا، بما في ذلك المحادثات الأخيرة في واشنطن.
قال المسؤولون الأتراك: "في وسط الحرب السورية تمامًا سحبتم أنتم أولًا، ومن بعدكم ألمانيا صواريخ باتريوت، بحجة الصيانة. أجبرتمونا على السعي إلى إقامة تعاون مع جهات أخرى".
وبينما اعترف المسؤولون الأمريكيون في كل محادثات بأخطاء إدارة أوباما، وجهوا رسالة مفادها: "سعيتم إلى شراء إس-400 في توقيت خاطئ. بينما نعتبر روسيا دولة عدائية ونشدد مواقفنا تجاهها، كان خياركم وتوقيتكم خاطئين".
وفي الأثناء، لم تتوصل أنقرة إلى نتيجة من عرضها على واشنطن تشكيل مجموعة عمل مشتركة ترمي إلى توضيح أن إس-400 لا تشكل خطرًا على الوجود العسكري الأمريكي.
لم تقتنع أنقرة بالعرض الأمريكي المعدل حول بيع أنظمة باتريوت، المشابهة في الوظائف لمنظومة إس-400. تحدثت مع مسؤول رفيع المستوى في أنقرة، فقال: "يتضمن العرض المعدل نفس الشروط. وما زال الشرط المسبق بعدم بيع باتريوت إلا في حال التخلي عن إس-400. ليس هناك قرض، والدفع مقدم. ولا يوجد نقل للتكنولوجيا".
وعلاوة على ذلك، وجهت الولايات المتحدة رسالة إلى أنقرة بأنها ستتحرك "في حال دخول مسمار من إس-400، إلى تركيا".
المباحثات متواصلة
تدرك أنقرة أن الكونغرس الأمريكي قوة مستقلة في هذا المسار. ومطروح على أجندته تطبيق العقوبات المسماة بقانون "CAATSA".
يمتلك الرئيس الأمريكي، في بعض الحالات المحدودة، صلاحية تعليق عقوبات الكونغرس المفروضة بموجب قانون "CAATSA". ولهذا على ترامب أن يثبت بأن صفقة إس-400 ليست "خطوة هامة"، وأنها لن تهدد وحدة الناتو أو العمليات العسكرية الأمريكية.
لهذا تتمتع محادثة أردوغان- ترامب المحتملة بأهمية كبيرة من أجل أنقرة. لا يبدو تدخل ترامب لتعليق العقوبات محتمل جدًّا. وتركيا تدرس جميع الاحتمالات.
لهذا اجتمع وزيرا الخارجية والدفاع التركيان مع كبار المسؤولين في الوزارتين للمرة الأولى، ودرسا القضية بكل تفاصيلها، وأجريا حسابات المخاطر والاحتمالات.
لكن لم يصدر قرار بعد.
===========================
صحيفة ملليت  :اختزال الأزمة السورية بأمن الحدود.. ماذا يوفر لـ"بي كي كي"؟
http://www.turkpress.co/node/60483
نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
هناك سلسلة من المشاكل بين الولايات المتحدة وتركيا يتوجب إدارتها/ حلها. تحتل علاقة واشنطن مع تنظيم "ب ي د" صدارة القائمة، وهي مسألة تستحق الوقوف عندها.
تتمتع العلاقة المذكورة وتطورات الأحداث بإمكانية نقل مكافحة تركيا لتنظيم "بي كي كي" الإرهابي، المستمرة منذ 40 عامًا، إلى أرضية مختلفة.
من الواضح أن الكيان الذي تنشئه الولايات المتحدة في شرق الفرات له أدوار مختلفة ومعقدة ومتناقضة مع بعضها البعض. وعلاوة على ذلك، من المعروف أن هناك اختلافات سياسية داخل الإدارة الأمريكية.
نظرت الولايات المتحدة، في مقاربتها التي تركز على تركيا، إلى المشاكل بين أنقرة وتنظيم "بي كي كي/ ب ي د"، من منظور "منع الاقتتال". ستشكل هذه المقاربة المرحلة الأولى والأرضية بالنسبة لـ"سلام دائم" على المدى المتوسط.
بعد ذلك، سيحمل "بي كي كي/ ب ي د" الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات عقب انتهاء الحرب السورية، بصفته عنصر محلي.
وفي نهاية المطاف، سيصبح "بي كي كي/ ب ي د"، شريكًا في الحكومة السورية الجديدة. ستستخدم واشنطن هذا الشريك للتحفظ على سياسات تركيا وروسيا وإيران بخصوص الأسد، ويكون "يدًا خفية" لإسرائيل في سوريا.
من جهة أخرى، تريد واشنطن لتنظيم "بي كي كي/ ب ي د" أن يلعب دورًا نسبيًّا في السياسات تجاه إيران. بينما يسهم في سياسة محاصرة إيران بفضل الأراضي الخاضعة لسيطرته، يشكل حاجزًا إيديولوجيًّا وسياسيًّا وعسكريًّا أمام تمددها.
بيد أن التجارب التاريخية تقول إن التنظيمات الإرهابية مثل "بي كي كي" يمكن أن تتعاون مع الدول، لكن أجندة وخارطة طريق الدول لا تحدد كل شيء.
لأن التنظيم ذو القدرات الضعيفة، والذي يعيش تحت التهديد والقلق سيقرأ التطورات الإقليمية بطريقة تختلف عن "حليفته" الدولة القوية. في هذا السياق، سيكون لـ"بي كي كي" مقاربته الخاصة إزاء سياسات الولايات المتحدة في سوريا.
ولا شك أن "بي كي كي" سيرى من منظوره الخاص مقاربة "منع الاقتتال"، التي تسعى الولايات المتحدة لإقامتها بينه وبين تركيا. حتى لو لم يتحرك في سوريا فهو سينشط في المناطق الأخرى.
كان طرح تركيا منذ البداية التطورات في شرق الفرات على أنها "أمن الحدود" أمرًا مريحًا للولايات المتحدة. استغلت واشنطن الفجوة في هذا الخطاب فعزلت المخاوف الأمنية التركية عن الماضي والسياق السياسي والمحتوى. واختزلت الأمر بمشكلة أمنية يمكن حلها بسرعة من خلال "شريط من الأرض بعمق 5 كيلومترات".
صمت "بي كي كي" بخصوص سوريا يعني أنه يرى فرصًا جديدة. فالهدوء الذي سيخيم على سوريا يوفر خيارات كثيرة منها ادخار القوة، ونقل إمكانية استخدام القدرة التقنية المتطورة والدعاية من حدود العراق إلى تركيا، ومنها إلى العواصم الغربية.
===========================
يني شفق :ماذا يفعل السوريون في تركيا؟
http://www.turkpress.co/node/60487
ياسين أقطاي - يني شفق
شهدت الأراضي السورية أشرس تصفيات الحسابات الدولية وأكثرها دموية ودناءة في السنوات القليلة الماضية. فتصفية الحسابات بين عدة دول في سوريا على حساب دماء الشعب السوري وأرواحه ودياره وضعنا أمام حالة مأساوية للغاية.
لكن الذين أدارو تصفية الحسابات فيما بينهم ولم يترددوا في سفك دماء الشعب السوري بكرم زائد، تجنبوا بالكيفية ذاتها سداد الفاتورة الإنسانية التي أفضت إليها تصفية الحسابات هذه، ولا يزالون يتجنبون سدادها إلى يومنا هذا.
هناك من يواصلون البكاء والعويل على الآلام التي عاشها سكان الأناضول من الأرمن الذي بلغ إجمالي عددهم 1.5 مليون شخص قبل 104 سنوات، وكأن تلك الحرب الشعواء لم تحصد أرواح عشرات الملايين من البشر وتهجّر عشرات الملايين الآخرين، كما أن هناك دولا تحاول استغلال تلك الآلام لتحميل تركيا الفاتورة، غير أن أعينهم عمياء وآذانهم صماء عما يحدث اليوم من تعرض 22 مليون شخص لظروف إنسانية في غاية الصعوبة.
بل والأدهى من ذلك أن معظم تلك الدول إما فاعل أو متسبب أو شريك جريمة في تلك الآلام التي يعيشها السوريون. ففي الوقت الذي لا يخفى على أحد الجرائم التي ترتكبها أيديهم في سوريا، فما هو العلاج الذي سيستخدمونه لعلاج ضمير مريض بالعودة إلى أحداث 1915؟
تشير إحصائيات اليوم إلى نزوح 12 مليون مدني سوري ومقتل أكثر من مليون شخص وإصابة الملايين الآخرين، إلى جانب عشرات الآلاف الذين إما يذاقون شتى صنوف العذاب في سجون الأسد أو أن أحدا لا يعلم عن مصيرهم شيئا. وأما سبب انخفاض هذا العدد الأخير فهو أن الذين يدخلون السجن في سوريا لا يعيشون طويلا وأننا جميعا نعلم أن دخول سجون نظام دمشق يقود المرء إلى القتل المحقق.
وفي الوقت الذي لم تتسبب فيه تركيا بما يحدث في سوريا، فإنها أضحت الدولة الوحيدة التي لم تتردد للحظة واحدة في تحمل المسؤولية الإنسانية التي وضعتها أمامها الحالة الإنسانية في سوريا، كذلك تعتبر تركيا هي البلد الوحيد الذي قام بما يقع على عاتقه بطريقة تعتبر مثالا للبشرية كلها.
لكن علينا أن لا نهضم حق لبنان والأردن، فكلاهما لم يتهربا من هذه المسؤولية في حدود إمكانياتهما.
بل إذا نظرنا إلى عدد اللاجئين السوريين في كلا البلدين مقارنة بنسبة السكان، فسنرى أنه يمكن اعتبار أن عدد اللاجئين هناك أكثر من عددهم في تركيا.
استقبل الأردن مليون و400 ألف لاجئ سوري، أي ما يعادل 14% من سكانه البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، فيما تصل هذه النسبة في لبنان إلى 16% من إجمالي السكان.
وإن كانت تركيا قد استقبلت على الأقل ثلاثة أضعاف هذا العدد، إلا أنه لا شك أنها استطاعت تحمل هذا الأمر لأن تعداد سكانها يبلغ 81 مليونا واقتصادها يعتبر متطورا.
وعلى أي حال فإن تحميل هذه الدول الثلاث فاتورة هذه الكارثة الإنسانية التي تتحملها البلدان التي تدير حروبا بالوكالة في سوريا يعتبر ظلما يضاف إلى الحرب نفسها.
وما فعلته الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي حتى اليوم بخصوص سداد الفاتورة الإنسانية لهذه الحرب لم يكن من قبيل الحساسية الإنسانية، بل كان للحيلولة دون حدوث موجة نزوح من اللاجئين نحو أراضيهم. ويبدو أنهم ما كانوا ليحركوا ساكنا لولا احتمال حدوث موجة النزوح هذه.
بيد أن تركيا تعاملت مع الوضع بالكامل من وجهة نظر إنسانية. وهو الأمر الذي، بغض النظر عما يقولونه القائلون، جعل تركيا تلمع في سماء العالم كالنجم المتلألئ. ولقد نجحت تركيا من خلال هذا الموقف في إحداث فارق كبير في العالم كله، لكن هناك من لا يلاحظون هذا الفارق، أو يلاحظونه لكن لا يقدرونه من الديمقراطيين الاجتماعيين واليساريين من كوادر حزب الشعب الجمهوري الذين لا يزالون يتسببون في إصابتنا بالخزي بسبب كراهيتهم للأجانب؛ إذ إنهم يوقظون الفتنة النائمة.
إن أبرز خطاب لجهل كراهية الأجانب يقوم دائما على تحميل أشخاص يعتبرون أجانب مسؤولية مشاكل ليس لها علاقة بهم. وأما تحميل السوريين مسؤولين أي أزمة اقتصادية أو سياسية في تركيا ليس – في الواقع - سوى طريقة لتوجيه أصابع الاتهام إلى الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي استقبلهم ومد لهم يد العون.
إن التعرض لهجوم مثل هذا من أقرب الناس إلينا، في حين أنهم يجب أن يفخروا بما فعلته تركيا وتفويت فرصة الإحسان وهي لا تزال سانحة يشبه إلى حد كبير الغفلة والضلالة اللتين تأتيان بعد الإحسان.
وبالمناسبة فإن الوقف التركي الدولي للأبحاث التكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية كان قد نشر قبل أيام تقريرا بعنوان "اللاجئون السوريون والاقتصاد التركي: الحديث عن تأثير في ضوء الخبرة الدولية". وقد جاء التقرير بقلم الأستاذ الدكتور بكير برات أوزيبك الذي تناول في التقرير دراسة شاملة تتساءل عن وتهدم كل الآراء التي تتناول كل التصورات حول السوريين في تركيا، لا سيما تلك التي تعتبرهم حملا على الاقتصاد التركي.
كشف التقرير النقاب بالأرقام عن أن السوريين، على عكس ما هو شائع، لا يجلسون في بيوتهم يتلقون المعونة من الحكومة منذ وصولهم إلى تركيا، مشيرا إلى أنهم في الوقت ذاته يعملون ويقدمون مساهمات كبيرة للاقتصاد الوطني.
وخلال عام 2014 فقط ضح 4500 رجل أعمال سوري استثمارات في السوق التركي بقيمة 1.22 مليار ليرة. وفي عام 2015 حل السوريون في المركز الثاني بعد الألمان على قائمة أكثر المستثمرين الأجانب في تركيا؛ إذ مثل المستثمرون اللاجئون 25.21% من إجمالي المستثمرين الأجانب. واليوم يعمل في تركيا 6 آلاف شركة سورية باستثمارات تبلغ 3.5 مليار دولار. وتشير دراسة جديدة إلى أن 90% من السوريين في تركيا يعملون بإمكانياتهم الذاتية ويواصلون العيش بهذه الطريقة.
ولأن السوريين حاليا يحملون صفة المهاجرين فإنهم يعملون بشكل أكثر حيوية ولديهم رغبة أكبر على البقاء وتملؤهم الطاقة والعزيمة ولا يهابون المغامرة ولديهم روح المبادرة، ولهذا فإنهم يحملون الديناميكية التي يحتاج إليها الاقتصاد التركي. بل إنهم ينجزون كل هذه الأعمال بالرغم من اللوائح العقيمة الحالية التي تقرها تركيا بشأن تشغيل الأجانب والتي عندما تتغير بعض موادها فإن مساهمة السوريين في الاقتصاد التركي ستتضاعف بلا أدنى شك.
لم يقل أجدادنا هباء إن المهاجر يأتي برزقه وبركته. ولا ريب أنهم ولا نحن كذلك كنا نرغب في أن يأتوا إلى تركيا بهذه الطريقة. لكن إذا كان قد حدث ما حدث، فإن أمام المرء فرصة لخوض غمار هذا الاختبار والنجاح فيه، فرصة الكشف عن معدنه الأصيل وتحويل الضرر إلى فائدة وإظهار شهامة الأنصار...
لكن في الوقت الذي سنحت فيه أمامنا فرصة لإظهار هذه الشهامة، فهناك من يريدون أن يلعبوا دور البخيل عديم الشهامة الذي لا خير فيه لأحد، فليواصلوا لعب هذا الدور كيفما شاءوا، فكلنا يعلم ما هي نهاية هذه المسرحية.
===========================
الصحافة البريطانية :
ميدل إيست آي :رحلة إلى قلب سوريا المظلم
https://www.noonpost.com/content/27530
لينا منذر
ترجمة وتحرير نون بوست
تسرد رواية خالد خليفة بعنوان "الموت عمل شاق" أطوار رحلة طريق لا مثيل لها، ولا يعزى ذلك إلى المناظر الطبيعية التي وصفتها الرواية (الطرق السريعة القاتمة في سوريا التي مزقتها الحرب)، ولا إلى سبب هذه الرحلة (نقل جثمان الأب إلى قريته الأصلية لدفنها). لكن ما يجعل رواية "الموت عمل شاق" فريدة من نوعها هو أنها تبدو في الظاهر قصة حركة وتغيير، بيد أنها في الواقع قصة ركود.
في الحقيقة، لا يوجد تحوّل روحي يصاحب الرحلة المادية في هذه الرواية؛ فلن تعود الشخصيات إلى المنزل بعد أن تعلمت شيئًا ما، ولا حتى لُقنت درسًا عن خيبة الأمل. ولطالما كان خليفة مؤرخًا ثابتًا لتاريخ سوريا الصاخب. ومع أن رواياته تتجنب التركيز على المواقف السياسية لصالح الشخصية الرئيسية، إلا أنه مع ذلك لم يتوان عن الحديث بدقة عن كيفية رسم وتقييد الحياة اليومية للسوريين العاديين من قبل النظام الوحشي.
كان عمله تحت عنوان "مديح الكراهية" الصادر سنة 2006 يدور حول المعارك الضارية بين الحكومة السورية والإخوان المسلمين التي بلغت ذروتها في مذبحة حماة الوحشية سنة 1982، حيث حاصرت قوات النظام البلدة لمدة 27 يومًا. وقد حُظر الكتاب في سوريا بعد نشره، وكان لا بد من إعادة نشره في بيروت. ومع ذلك، أدرِج عمله في القائمة الدولية للرواية العربية. أما روايته الرابعة "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" الصادرة سنة 2013، فترصد تاريخ حلب تحت الحكم الطاغي لحزب البعث، وقد فازت بجائزة نجيب محفوظ للأدب خلال السنة ذاتها.
في الوقت الحالي، يعيش خالد خليفة في دمشق ولا يزال يكتب عنها، رُغم  الحرب ورُغم الثمن الذي كان عليه دفعه بسبب شهرته، حيث تعرض سنة 2012 أثناء موكب جنازة للضرب على أيدي بلطجية النظام الذين تعمدوا كسر ذراعه.
ثلاثة أشقاء، جثة واحدة
يمكن وصف خيال خليفة على أنه نوع من السريالية الوثائقية، وذلك باستخدام عناصر واقعية لتهيئة جو غريب وعالم افتراضي من الاضطهاد. ولا يوجد مكان أكثر تعبيرا عن ذلك سوى روايته الخامسة "الموت عمل شاق". ثلاثة أشقاء، بلبل وحسين وفاطمة، يستقلون حافلة صغيرة في دمشق بغية إعادة جثمان والدهم إلى قرية عنابية التي تقع بالقرب من حلب في أقصى الشمال، ليدفنوه بجوار أخته تلبية لرغبته.
توفي والدهم عبد اللطيف بشكل مفاجئ لأسباب طبيعية، على عكس الكثير من السوريين الآخرين الذين قتلوا خلال الصراع الدموي في سوريا. وفي هذا الصدد، يقول ابنه بلبل: "حتى جارته أم إلياس قتلت، على الرغم من أنها كانت في عقدها الثامن". وخلال السنوات العشر الماضية، كان الأشقاء منفصلين عن بعضهم لا يجتمعون في المكان نفسه لأكثر من ساعة أو ساعتين. لقد أثبتوا جميعًا وهم في مرحلة البلوغ، بطريقة أو بأخرى، أنهم كانوا مخيبين للآمال في عيون والدهم الصارم.
في المقابل، اجتمع الأشقاء الثلاثة في حافلة حسين الصغيرة لدفن جثمان والدهم عبد اللطيف. وكان بلبل يأمل في أن يتمكنوا من رأب الصدع واغتنام هذه "الفرصة الحقيقية للحديث عما إذا كان بإمكانهم أن يكونوا عائلة من جديد".
منظر سوريا من داخل حافلة صغيرة في دمشق بعد وقوع هجوم.
باتت الرحلات التي كانت فيما مضى تستغرق بضع ساعات تستغرق عدة أيام. وفي مطلع كل صباح جديد، تتلاشى ببطء توقعات وصولهم إلى عنابية بحلول منتصف الليل، حيث تعرضوا في طريقهم للغارات الجوية والقصف والاستجوابات والانتظار الطويل عند نقاط التفتيش فضلا عن رداءة حالة الطرقات. هذه هي سوريا التي تحولت آمالها المبكرة في اندلاع ثورة ناجحة إلى حرب أهلية متوحشة، حيث أن مجرد ارتكاب خطأ في اسم العائلة أو القرية الأصلية على بطاقة الهوية يعد سببًا كافيًا لنقل الشخص إلى الزنزانة أو اختفائه أو تعذيبه إلى حد الجنون.
عوضا عن الكلام، غرق الأشقاء في صمتهم وراحوا يقيّمون الماضي وما الذي أوصلهم بالضبط إلى هذه النقطة. هنا، على حافلة صغيرة في وسط أرض قاحلة وخالية بشكل مروع، في محاولة لتحقيق رغبة الأب الذي قطع الرجاء منهم، لم تعد شعائر وطقوس الموت تحمل أي معنى.
بيروقراطية الموت
تتمثل خدعة خليفة الذكية، من خلال الانتفاض على التّمشي المعتاد لروايات الرحلات، في أخذنا إلى المناظر الطبيعية للشخصية للتعرف على القوى التي فجرت المشهد الخارجي في شكله الحالي. إن سوريا التي سبقت الحرب لم تكن أقل كآبة أو صرامة من سوريا التي نراها تتكشف الآن خارج نوافذ الحافلة الصغيرة.
لقد اجتمع الإخوة وهم في حالة إرهاق، بعد أن اختنقت أحلامهم المختلفة منذ فترة طويلة بسبب ندرة الفرص المتاحة لهم. كان حسين الابن المفضل لوالده الذي كان "يحلم بقيادة إمبراطورية" ليجد نفسه مجرد عنصر في عصابة إجرامية صغيرة بل و"ليس لديه أمل في الصعود ليصبح عضوًا فيها" لأن الشرطة السرية نفسها في الجزء العلوي من السلسلة الجنائية.
التحق بلبل بالجامعة لدراسة الفلسفة متمنيا "فهم العالم"، لكنه سرعان ما اكتشف أن "أساتذته يحتقرون الفكر ويبيعون الدرجات ويجيبون على الامتحانات لأعلى مقدمي العروض". ويعمل بلبل حاليا في معهد تخزين الأغذية والتبريد، حيث يسجل مدى نضارة البصل والطماطم.
يشوب الرحلة بأكملها العبء الخانق للحياة التي لا تطاق. كما كان للضغوطات التي واجهوها في الأيام الطويلة التي قضوها على الطريق تأثير ضار على الحالة العقلية للأشقاء بقدر تأثيرها على جثمان والدهم، الذي بدأ يتعفن وخرج منه النغف في النهاية.
دُمرت فاطمة، مثل والدتها وكثير من النساء الأخريات قبلها، بسبب زواجها دون حب ودخولها في علاقة لا تشبه الرومانسية التي كانت تحلم بها ذات يوم. أصبحت الآن تبلغ من العمر 40 عاما تقريبا، مثلها مثل كل أولئك الذين فقدوا فخرهم، "يروون قصصًا عن كل الأشياء البطولية التي لم تحدث في حياتهم والتي لم يعيشوها أبدًا".
في البداية، سأل بلبل نفسه "ماذا يعني جسد والده؟" ماذا يعني أي شيء داخل حدود دولة قمعية وبيروقراطية. وقال له ضابط في إحدى نقاط التفتيش، "الحياة والموت ليسا سوى مسألة وثائق رسمية". إذن، ماذا تعني الشجاعة أو الخوف أو الحب بين هذه القواعد السخيفة والسحق؟ يعود خليفة في روايته إلى هذه المواضيع مرارًا وتكرارًا، حيث يقدم عدة إجابات ممكنة. ولا يمكن للأشقاء تقديم شهادة وفاة لوالدهم موقعة من طبيب معتمد من قبل النظام. وتُظهر السجلات الرسمية أن عبد اللطيف ما زال مطلوبًا من قبل الدولة. فجثته المتعفنة ليست دليلًا كافيًا على وفاته، وبالنسبة للدولة البيروقراطية لا يوجد أي حقيقة إلا تلك التي وثقوها هم وأقروا بها.
لقد عاشت ليلى قصتها على الرغم من الجهود التي بذلتها عائلتها لمحوها. قد تتغير القصص هنا بمرور الوقت، وتُسرد بطرق جديدة، لكنها لن تموت مطلقًا
نرى الشجاعة في طرفي الطيف، الشجاعة التي تأتي من اليأس، من عدم وجود شيء نخسره. الشجاعة مستوحاة من الحب، حب البلاد، ومن خلال حب آخر. في المقابل، لا يوجد فرق ظاهريا. في هذه المرحلة من الرواية، ما إذا كان فعل الشجاعة ينشط بالأمل أو اليأس وليس بسبب المشاعر الجماعية أو القومية بل الحقائق الهادئة والخاصة التي تكمن في قلب كل شخص.
ندم رجل ميت
من بين كل شخصيات الرواية، كان عبد اللطيف هو الشخص الوحيد الذي تمكن من العثور على بعض السعادة، حيث تزوج من حبيبته القديمة قبل فترة وجيزة من وفاته؛ فالمرأة التي كان يحبها في شبابه لم يكن لديه الشجاعة للاقتراب منها عندما كانت حياتهما أمامهما. ومع ذلك، كانت هذه المرأة متاحة فقط وعلى استعداد للزواج منه لأنها فقدت كل شيء بما في ذلك زوجها وابنيها في الثورة.
توفي عبد اللطيف وهو يفكر في المرة الأولى التي يحب فيها ويؤمن بإخلاص. كما أخبر بلبل مرارًا وتكرارًا، متحدثا عن النجاح النهائي للثورة، بحقيقة أن "أطفال الثورة موجودون في كل مكان". في مرحلة ما، ساعد الحب بلبل، الذي كان يخاف من كل شيء، في التخلي عن خوفه من السير في الشوارع بجانب حبه غير المشروط، وهو يهتف بتحد في وجه الجنود. لقد قيل لنا: "لقد شعر بفرحة شديدة لأن فرحة اللحظة التي دفن فيها خوفه كانت مثل هزة الجماع الأولى".
لكن تفاؤل بلبل وشجاعته لم يدوما طويلًا، فقد نشأ في جيل غير مهتم بالفعل بحلم التحرر العربي الذي يبدو بالنسبة لأمثال عبد اللطيف أنه سيثمر أخيرًا بعد كل هذه العقود. في المقابل، لا يعني هذا أن عبد اللطيف توفي دون أن يشعر بالندم. إن طلب  دفنه في عنابية هو محاولة لمصالحة أخته ليلى بعد وفاتها، التي فشل في الدفاع عنها وهو حي. وإذا كانت هناك شخصية ذات أبعاد رمزية وعميقة في رواية "الموت عمل شاق" فهي شخصية ليلى.
قتلت ليلى نفسها منذ سنوات حينما كانت في ريعان شبابها كي لا تعاني من الإهانة  والإخضاع  بزواجها من رجل لم تحبه. لكنه لم يكن انتحارًا خاصًا وهادئًا اختارته ليلى لنفسها. لقد صعدت إلى سطح المنزل بينما كان المحتفلون بالزفاف يتجمعون في الفناء بالأسفل للاحتفال، ثم سكبت على نفسها الكيروسين وأضرمت النار في نفسها.
كانت ليلى غارقة في الطريقة التي انتحر بها البائع المتجول التونسي، محمد البوعزيزي في أواخر سنة 2010، وهو عمل ينِمُ عن يأس شخصي واحتجاج سياسي تم تفسيره على نطاق واسع على أنه الشرارة السّردية للثورات التي اندلعت في العديد من البلدان العربية قبل أن تشتعل في نهاية المطاف في سوريا سنة 2011.
لم يكن انتحار ليلى عملًا يدل على مظاهر الاحتجاج السياسي. قبل أن تموت، أخبرت والدة بلبل بأنها "ستصبح شعلة ملتهبة، تحرق أسرتها وتضيء الطريق أمام نساء أخريات". وبالتالي، إن انتحارها كان تضحية بالنفس ويعني، من خلال عنفه المذهل، التعبير عن الغضب الشخصي من الاضطهاد والانتقام من الظالم من خلال إثارة الذنب وإلهام أعمال التمرد الأخرى الكبيرة منها والصغيرة.
إن رؤية خليفة لسوريا تقترب شيئا فشيئا من الاختناق دون أي مسافة رومانسية من المنفى. وفي الحقيقة، لم يقدم خليفة أي إجابات مبتذلة في روايته "الموت عمل شاق"، الذي ترجم من العربية الباهتة بحذر إلى الإنجليزية من قبل "ليري برايس".
نعود من جديد إلى وفاة ليلى وإلى الطريقة التي غطت بها عائلتها على الواقعة. [التآمر] وتلفيق قصص خيالية لتغطية الحقيقة. مما لا شك فيه، لا يغير انتحارها شيئًا، باستثناء الطريقة التي يتم بها تذكرها أو عدم تذكرها. إن لهيب تمرد وفاتها يتقد مثل الأمل في ثورة ناجحة.
هذا هو السبب في أن الاحتمال الصغير الذي يقدمه في ظل كآبة هذه الرواية يبدو جادًا وحقيقيًا، وهو احتمال أن خليفة سيبقى على قيد الحياة بمجرد الاستمرار في الكتابة. لأنه كما قيل لنا عن ليلى في النهاية "عاشت قصتها على الرغم من الجهود التي بذلتها عائلتها لمحوها. قد تتغير القصص هنا بمرور الوقت، وتُسرد بطرق جديدة، لكنها لن تموت مطلقًا".
المصدر: ميدل إيست آي