الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 27/7/2016

سوريا في الصحافة العالمية 27/7/2016

28.07.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • جلوبال ريسك إنسايتس الامريكي :لماذا تخاف الحكومات في الشرق الأوسط من لعبة بوكيمون جو؟
https://www.ewan24.net/لماذا-تخاف-الحكومات-في-الشرق-الأوسط-من/
  • «فورين افيرز» الأميركية :التقارب الروسي - التركي... شراكة غير متكافئة
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/16703275/التقارب-الروسي---التركي----شراكة-غير-متكافئة
  • مركز شاتام هاوس الامريكي:هل يمكن إيقاف داعش ؟
http://www.merqab.org/2016/07/هل-يمكن-إيقاف-داعش-؟/
  • ستراتفور: ثوار سوريا فقدوا الدعم في وقت هم في أشد الحاجة إليه
http://idraksy.net/syrias-rebels-lose-support-when-they-need-it-most/
الصحافة البريطانية :
  • التايمز: ميركل تواجه ردود فعل غاضبة بشأن المهاجرين
http://www.raialyoum.com/?p=485384
  • مجلس العلاقات الخارجية البريطانية :كيف جعل أردوغان تركيا استبدادية من جديد؟
http://www.merqab.org/2016/07/كيف-جعل-أردوغان-تركيا-استبدادية-من-جدي/
  • ديلي ميل :لماذا يعاني لاجئون سوريون بجزيرة اسكتلندية من الاكتئاب؟
https://www.ewan24.net/لماذا-يعاني-لاجئون-سوريون-بجزيرة-اسكت/
 
الصحافة الروسية :
  • أرغومينتي إي فاكتي: أردوغان يغامر بتكرار مصير صدام حسين
http://www.raialyoum.com/?p=485380
  • أوراسيا ريفيو  :هل يمكن أن تنسحب أوروبا والولايات المتحدة من الشرق الأوسط؟
https://www.ewan24.net/هل-يمكن-أن-تنسحب-أوروبا-والولايات-المت/
  • ستراتيجيك كالتشر الروسي:ميركل وماي وكلينتون.. “عوانس الحرب الثلاثة” هل يطمحن للقتل؟
http://altagreer.com/ميركل-وماي-وكلينتون-عوانس-الحرب-الثل/
 
الصحافة الاوروبية :
  • صحف المانية: سياسي بارز بحزب ميركل يدعو إلى الإسراع في ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين
http://www.raialyoum.com/?p=485376
  • الموندو الاسبانية : المجاعة تنتشر في سوريا
http://idraksy.net/starvation-spread-in-syria/
  • «لوبوان» الفرنسية :الاستخبارات في مواجهة «وحوش الإرهاب»
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/16703282/الاستخبارات-في-مواجهة-«وحوش-الإرهاب»
  • لوبوان الفرنسية : تنظيم الدولة واستراتيجية التكلفة المنخفضة للإرهاب
http://arabi21.com/story/931211/لوبوان-تنظيم-الدولة-واستراتيجية-التكلفة-المنخفضة-للإرهاب#category_10
 
الصحافة الامريكية :
جلوبال ريسك إنسايتس الامريكي :لماذا تخاف الحكومات في الشرق الأوسط من لعبة بوكيمون جو؟
https://www.ewan24.net/لماذا-تخاف-الحكومات-في-الشرق-الأوسط-من/
نشر في : الأربعاء 27 يوليو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 26 يوليو 2016 - 09:48 م
جلوبال ريسك إنسايتس – إيوان24
تحوّلت لعبة “بوكيمون جو” إلى مصدر إزعاج لحكومات الشرق الأوسط، مع ازدياد المخاوف بشأن الأمن والتخريب ودعوات التدخل. وسرعان ما أصبحت اللعبة ظاهرة عالمية، وأحدثت ضجة كبيرة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار الهواتف الذكية في كل مكان. انتشرت اللعبة على كل محطات الأخبار، مع قصص عن اللاعبين الحمقى الذين يتورطون في مشاكل، ويتعرضون لحوادث بسبب هذه اللعبة. في حين تمّ تجاهل هذه الأحداث في أماكن أخرى كأمور تافهة أو غير مضرة في نهاية المطاف، بوكيمون جو ليست مسألة مثيرة للضحك في الشرق الأوسط.
هناك مجموعة كبيرة من الحكومات في الشرق الأوسط تتعامل مع لعبة “بوكيمون جو” كقوة خطيرة مزعزعة للاستقرار. وقد استشهدت الأنظمة بأسباب أمنية دينية وثقافية ووطنية لدعم دعواتهم للعمل ضد بوكيمون جو.
من الفتوى إلى السخرية، تلقت لعبة “بوكيمون جو” مجموعة من ردود الأفعال الحكومية في منطقة الشرق الأوسط. على سبيل المثال، جددت مصر فتوى صدرت منذ 15 عامًا ضد لعبة بوكيمون التي أصدرها مفتي الديار المصرية حينها عام 2001. وبالمثل، جددت المملكة العربية السعودية فتوى مماثلة، واصفةً اللعبة بأنها غير إسلامية.
تهتم السلطات الدينية بإشارات التطبيق إلى التغيّر الإحيائي والتطور، وهي أفكار تتعارض مع العقيدة الإسلامية فيما يتعلق بالخلق والخالق نفسه. وعلاوة على ذلك، تمّ وصف اللعبة بأنها إدمان، وجرى تشبيهها بلعب القمار، وهي من المحرمات في الشريعة الإسلامية. كما أنَّ الرموز المختلفة في اللعبة مرتبطة بالمسيحية، والشنتوية والصهيونية والماسونية، وبالتالي تثير اتهامات بالردة والشرك.
في حين أنَّ هذه الادّعاءات ستروق للأجانب، فهي ليست قاصرة على منطقة الشرق الأوسط، نظرًا لأنَّ الكثير من المسيحيين الأصوليين في الغرب ينظرون إلى اللعبة بطريقة مماثلة. الأمر المقلق حقًا هو حقيقة أنَّ هذه التصريحات تحمل أهمية اجتماعية وسياسية أكبر في الشرق الأوسط، وخاصة بين الأنظمة الدينية في الدولة الخليجية. الفجوة الضيقة، وعدم الفصل بين الدين والحكومة في المنطقة يعطي قوة دفع إضافية لأية جهود حكومية لمواجهة لعبة بوكيمون جو.
من المهم إدراك أنَّ هذه البيانات الدينية تنحاز بشكل ملائم إلى مخاوف الحكومة بشأن التخريب والأمن والعواقب الناجمة عن هذه اللعبة. في أعقاب ثورة تويتر في إيران، وثورات الربيع العربي التي أثارتها وسائل التواصل الاجتماعي، والحكومات في المنطقة حذرة للغاية من أي اتجاهات رقمية جديدة على المستوى الشعبي، وخاصة تلك التي لا يفهمونها، ولا يمكنهم احتواءها.
تأثير اللعبة
الأمر المثير للاهتمام هو أنَّ لعبة البوكيمون جو أصبحت وسيلة للنقَّاد الإقليميين والقوات المناهضة للحكومة للترويج لأنفسهم والسخرية من القوى المهيمنة. على سبيل المثال، علّق رجل الأعمال القطري عادل بن علي الأحداث الأخيرة في تركيا “انقلاب تركي؟ ما هو الانقلاب؟ لقد اقتحم جنرالات تركيا قصر أردوغان بحثًا عن البوكيمون”. وبالمثل، سخر الكوميدي العراقي أحمد البشير من الحدث عبر استخدام لعبة بوكيمون جو، قائلًا: “أقدم لكم أبو بيكاتشو البغدادي وجيجليبف المحجبة. “كما سخر البشير أيضًا من أعضاء الحكومة العراقية عن طريق الإشارة إلى شخصيات البوكيمون اللطيفة.
ويعتبر برنامج “بشير شو” النسخة العراقية من البرنامج الأمريكي الشهير “ديلي شو”، ويُبث من عمّان بسبب مخاوف أمنية، ومع ذلك لا يزال يصل إلى جمهور يصل إلى 19 مليون شخص في البلدان المختلفة – على الرغم من الجهود التي تبذلها بعض الحكومات لمنع ذلك. حقيقة أنَّ بشير يستفيد من انتشار لعبة “بوكيمون جو” للسخرية ونقد الحكومة العراقية وغيرها، هي جرس إنذار للأنظمة في الشرق الأوسط، وإثبات الطبيعة التخريبية للعبة.
حتى جندي أسابق بقوات البحرية الأمريكية، يقاتل ضد داعش في العراق، نشر صورًا لنفسه وهو يلعب اللعبة على أرض المعركة، متحديًا داعش لخوض معركة البوكيمون.
هناك مجموعة أخرى تستفيد من شعبية اللعبة، وهم النشطاء السوريون المناهضون للأسد الذين يسعون إلى تعزيز الوعي واهتمام وسائل الإعلام بالصراع السوري. وقد أصدر المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية سلسلة من الصور التي تُظهر الأطفال السوريين وهم يرفعون لافتات يطلبون فيها المساعدة مرسوم عليها شخصيات البوكيمون الشهيرة. وتحاول المجموعة مواجهة الحساسية العامة والتعب، وتنتقد الوقت الذي يقضيه الناس في لعب هذه اللعبة مقابل الوقت الذي يقضونه في مساعدة المتضررين من الحرب الأهلية.
يتزامن هذا الجهد مع صور مصمم جرافيك سوري اسمه سيف طحان، يستخدم لعبة “بوكيمون جو” من أجل تسليط الضوء على احتياجات السوريين في سوريا التي مزقتها الحرب. تطبيقه الخيالي المعروف باسم “سوريا جو”، يصوّر المستخدمين وهم يبحثون عن الضروريات الأساسية للحياة بين الأنقاض. وقد أدرج الفنان السوري مصطفى جانو أيضًا البوكيمون ضمن صور اللاجئين السوريين لتسليط الضوء على هذه القضية. وعلاوة على ذلك، استخدم الروائي السويدي جوناس جارديل العلاقة بين بوكيمون جو وسوريا، وكتب: “جدي، ماذا فعلت في صيف عام 2016 عندما كان العالم يحترق؟ آهٍ يا حفيدي العزيز، لقد كنا نبحث عن شخصيات البوكيمون على هواتفنا.”
حقيقة أنَّ النشطاء المناهضين للأسد داخل وخارج سوريا يستخدمون اللعبة لتعزيز قضيتهم هي إشارة قوية للغاية لحكومات الشرق الأوسط تؤكد (في عقولهم) شكوكهم حول الخطر الذي تشكّله هذه اللعبة.
رد فعل الحكومات في الشرق الأوسط
تواجه الحكومات في الشرق الأوسط مشكلة حرص الآلاف من اللاعبين على التجول مع أحد التطبيقات التي تعتمد على نظام تحديد المواقع والكاميرات. المباني العامة والمواقع البارزة هي جزء من اللعبة، وعلى هذا النحو تشعر الحكومات في المنطقة بالقلق من المخاطر الأمنية على المباني العسكرية والحكومية. في لبنان، على سبيل المثال، يجب على الحكومة أن تتعامل مع جحافل الناس الذين يتجولون في شوارع بيروت. وقد ألقت قوات الشرطة القبض على مستخدمي لعبة “بوكيمون جو” لتصويرهم المساجد، ونقاط التفتيش الأمنية، والمنشآت العسكرية.
ويقول شاب سوري يبلغ من العمر 13 عامًا: “لا يمكنك مجرد إظهار الهاتف أمام مبنى الوزارة. وقد أصدرت الكويت، تحذيرات مماثلة، ونشرت تعليمات للاعبين بالابتعاد عن المساجد والمباني العسكرية وقصر الأمير، في حين حذّرت المملكة العربية السعودية من مخاطر استخدام نظام تحديد المواقع.
أكد أعضاء الحكومة المصرية أيضًا على المخاوف الأمنية التي تشكلها لعبة “بوكيمون جو”، حيث يفكر نائب رئيس شركة مصر للاتصالات في حظر اللعبة وحثّ النظام لتثبيت أجهزة التشويش على الواي فاي. وقد ذهب حمدي بخيت، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي إلى أبعد من ذلك، وندد بهذه اللعبة وقال إنها “أحدث أداة تستخدمها وكالات الاستخبارات في حرب المعلومات. إنها تطبيق خبيث وحقير يحاول التسلل إلى مجتمعاتنا بطريقة بريئة بحجة الترفيه. ولكن كل ما يريدونه حقًا هو التجسس على الشعب والدولة.”
في نهاية المطاف، بالنسبة لحكومات الشرق الأوسط التي تشعر بالقلق إزاء الاضطرابات المدنية وحركات المواطنين، وتسلل داعش، والتجسس الأجنبي، فإنَّ لعبة “بوكيمون جو” أمر محير للغاية. أولًا، تخشى هذه الدول من أي وسيلة غير حكومية مقبولة لربط وتنظيم الناس. ثانيًا، عن طريق التذرع بالأسباب الأمنية، تحاول الحكومات شرعنة جهودها لسحق اللعبة، ومن المفارقات أن ذلك يتم باستخدام الشعبية التي يخشون منها كأداة لنشر رسالتهم.
========================
«فورين افيرز» الأميركية :التقارب الروسي - التركي... شراكة غير متكافئة
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/16703275/التقارب-الروسي---التركي----شراكة-غير-متكافئة
جيفري منكوف
الحياة
تطبيع تركيا العلاقات مع روسيا في نهاية حزيران (يونيو) الماضي كان حدثاً إيجابياً، في وقت تعصف بتركيا موجة من الهجمات الإرهابية تشنها عصابات كردية و «الدولة الإسلامية»، ويتدفق عليها سيل من اللاجئين السوريين، وتجبه مشاكل اقتصادية متعاظمة تفاقمها العقوبات الروسية، والتوتر مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. فخلص الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، الى أن بلاده لا قدرة لها على حرب باردة مع موسكو. واعتذاره عن إسقاط المقاتلة الروسية في 2015 مهد لاستئناف العلاقات الاقتصادية مع روسيا والتعاون الأمني معها. ولكن الاعتذار لن يقوض تعاظم النفوذ الروسي في الفناء الخلفي التركي، أي في منطقة البحر الأسود والقوقاز والشرق الأوسط الكبير. والنفوذ الروسي يتمدد ونفوذ أنقرة يتقلص، ويطوي الشراكة الاستراتيجية الروسية- التركية التي برزت في العقد الأول من القرن الحالي.
وتعاظم نفوذ روسيا في السنوات القادمة سيحد من فرص شراكة فعلية بين أنقرة وموسكو. وعلى رغم أن الانقلاب الفاشل ضد اردوغان، يعزز فرص التعاون الروسي – التركي في الأمد القريب نتيجة غض موسكو النظر عن عمليات تطهير المعارضين. والأغلب أن تسعى روسيا الى التقرب من تركيا، إثر خلافاتها مع الغرب. ولن يضير موسكو أن ينصبّ غضب اردوغان على سلاح الجو التركي- وهذا لطالما تبرم من انتهاك روسيا المجال الجوي التركي وحضّ على الرد على الانتهاكات- إثر دوره المركزي في محاولة الانقلاب. ويساهم (الانقلاب) كذلك في توتير علاقات تركيا بأوروبا والولايات المتحدة، قوض (الانقلاب) قوة تركيا وجعلها أضعف أمام تهديداتها. فالشراكة بين البلدين لم تعد شراكة ندّين.
وفي العقد الأول من القرن الحالي، سعت موسكو وأنقرة الى أداء دور أكبر في النظام العالمي، وشعرتا بالإحباط مما اعتبرتا انه رفض غربي لهذا الدور. وتعاون البلدان اقتصادياً، ووطدا العلاقات التجارية والاستثمارية بينهما. وفي 2015، صارت روسيا ثالث أكبر شريك تجاري لتركيا، ورابع أكبر مستثمر أجنبي، ومصدر الغاز الطبيعي الأبرز، وتقاطر السواح الروس على منتجعات المدن التركية.
ولكن إثر إسقاط الطائرة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، فرضت موسكو عقوبات على أركان التعاون مع تركيا: الزراعة والبناء والسياحة. وحظرت استيراد الأغذية التركية وقيدت أعمال المقاولين الأتراك في روسيا، وحظرت الرحلات الرخيصة الثمن بين البلدين، وألغت اتفاق السفر من غير فيزا بين البلدين. وأوقفت شركة «غازبروم» مشروع مد خط أنابيب جديد عبر البحر الأسود الى تركيا، وعلقت «روزاتوم»، وهي شركة نووية روسية عامة، العمل بمفاعل كانت تبنيه في تركيا. وكانت العقوبات ستؤدي الى تراجع النمو التركي 0.7 في المئة في 2016 لو استمرت طوال العام.
والمواجهة التركية مع روسيا حول الأزمة السورية ساهمت في تقويض مكانة أنقرة. ففي هذا النزاع، نافست روسيا، وهي تدعم، الى إيران و «حزب الله»، حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، تركيا. وأنقرة تدعم، الى جانب دول عربية وغربية، مجموعات معارضة تسعى الى إطاحة الأسد. وفي الأشهر التالية على إسقاط المقاتلة التركية، صعّدت موسكو الحملة على المصالح التركية في سورية، وقصف سلاح جوها مجموعات تدعمها تركيا. وزاد عدد السوريين الهاربين الى تركيا التي تستقبل اليوم أكثر من 3 ملايين لاجئ. ورفعت موسكو مستوى دعم «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي الذي تراى أنقرة أنه امتداد لحزب «العمال الكردستاني»، وهو حزب يخوض حرباً انفصالية- دموياً- في جنوب شرق تركيا. وسمحت روسيا لهذا الحزب بإنشاء دويلة في شمال سورية، وبفتح مكتب تمثيلي له في موسكو، وشن سلاح الجو الروسي هجمات ساهمت في تقدم السوريين الأكراد وحيازتهم مزيداً من الأراضي.
والعامل الأبرز في الشراكة الروسية– التركية، إثر بلوغ اردوغان رئاسة الحكومة في 2003، هو تقهقر القوة الروسية بعيداً عن الحدود التركية، إثر انهيار الاتحاد السوفياتي. فمن حرب القرم الى الحرب الباردة، اضطرت تركيا الى الارتباط بقوى بارزة في اوروبا والغرب (فرنسا وبريطانيا في 1850، وألمانيا في الحرب العالمية الأولى، والناتو بدءاً من الخمسينات) وشمال أميركا لحماية نفسها من روسيا. وحين انهارت القوة العسكرية الروسية وانحسر النفوذ الروسي في البلقان وشرق المتوسط وجنوب القوقاز، رُفع سيف التهديد الروسي عن تركيا للمرة الأولى في قرون. فوسعها انتهاج سياسة خارجية طموحة وتعزيز دورها في الشرق الأوسط. وفي السنوات الأخيرة، تطورت قدرات الجيش الروسي على وقع عملية تحديث مكثفة بدأت في 2008. وفي الجوار التركي، حشدت روسيا قوتها العسكرية، وأرست منطقة حظر جوي فوق البحر الأسود. ومنذ ضم القرم، تُطور قوتها البحرية، وترسي فقاعة يحظر فيها الطيران والعبور في شرق المتوسط. ووعدت بزيادة عدد قواتها البالغ عددها 5 آلاف جندي في أرمينيا على الحدود التركية، وأنشأت نظام دفاع جوي مشتركاً معها (أرمينيا). وهذه العوامل ساهمت في تقويض قوة تركيا أمام النفوذ الروسي. واليوم، المصالح الروسية والتركية افترقت في سورية وأوكرانيا، التي تقطع روسيا أوصالها في وقت أنقرة توثق العلاقات بها، وفي القوقاز حيث استؤنف القتال بين أرمينيا واذربيجان. وفي الأمد البعيد، يفاقم ما ترتب على الانقلاب وما بعده ضعف تركيا. وتقييد اردوغان قوة الجيش سيضعف قدرته على صد النفوذ الروسي.
 * نائب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، باحث في برنامج ترومن للأمن القومي، عن «فورين افيرز» الأميركية، 20/7/2016، إعداد منال نحاس
=======================
مركز شاتام هاوس الامريكي:هل يمكن إيقاف داعش ؟
http://www.merqab.org/2016/07/هل-يمكن-إيقاف-داعش-؟/
حسان حسان
11 تموز 2016
تظهر تصريحات "فياض الطايح" المنشق عن داعش مؤخراً ، تأكيداً لما تنشره وكالة أعماق التابعة لها من إحصائيات عن أعداد الذين يسجلون أنفسهم لتنفيذ عمليات انتحارية في صفوف التنظيم وهي التي ارتفعت بنحو الضعف منذ تشرين الثاني الماضي.
وفي حين يرى البعض أن هذا التغيير في التكتيك الذي تشهده عمليات التنظيم وعودته لاستراتيجيات ما قبل إعلانه الخلافة في الموصل ، إشارة لضعف ويأس الجماعة فإنه في الحقيقة دلالة قوة و مهارات بقاء طويلة الأمد حيث أنه و كما يرد في كتاب إدارة التوحش -النص المرجعي لأيديولوجية داعش – فلطالما عرف التنظيم أنه سيعاني من فترات تراجع وأنه سيتحتم عليه ايجاد وسائل جديدة للبقاء.
فبعد الحملة الجوية التي قادتها أمريكا ضد التنظيم فقد العديد من الأفراد الذين كانوا انضموا إليه من حوالي 90 دولة مختلفة حول العالم منجذبين لانتصاراته العسكرية وايديولوجيته الواضحة وأسلوب حكمه النقي -كما أخبرني العديد من المنضمين -، لكن داعش تبدو مستعدة جيداً للظروف المختلفة و"للتعافي مهما حاولوا إضعافها" كما عبر أحد العناصر الذي قابلته في مدينة اورفا التركية والذي يعتبر وأمثاله مسؤولين عن خلايا نائمة نفذت تفجيرات انتحارية في تركيا وسواها .
ورغم تنوع جنسيات العناصر التي نفذت عمليات داعش عبر العالم فإن العراقيين والسوريين يبقون نواة التنظيم الذي تشكل على خلفية الفوضى في سوريا والمتطور من رحم القاعدة التي نشأت خلال الصراع الطائفي في العراق و مواجهة الغزو الأمريكي هناك ، وبالتالي وحيث أن المشاكل الاجتماعية والطائفية التي تسببت بنشأة هذه الجماعة لا تزال موجودة – بل إن بعضها أصبح أكثر حدة – فإنها ستبقى تجذب الكثيرين ممن يرون في داعش حامياً لهم ، في ظل استمرار حرب الميليشيات الطائفية ضد السنة في العراق و تأخر الحلول السياسية في سوريا ، ما يعني أن تهديد التنظيم الذي تؤمن نواته بضرورة تغيير تكتيكاتهم للوصول إلى هدفهم مهما تطلب الأمر ليس آخذاً في الأفول .
 
للاطلاع على المقال كاملاً من المصدر باللغة الإنكليزية يرجى الضغط هنا
https://www.chathamhouse.org/expert/comment/isis-unstoppable
========================
ستراتفور: ثوار سوريا فقدوا الدعم في وقت هم في أشد الحاجة إليه
http://idraksy.net/syrias-rebels-lose-support-when-they-need-it-most/
25/07/201695 مشاهدة
توقعات
في أعقاب الانقلاب في تركيا ستركز أنقرة مزيداً من جهدها على الداخل التركي بعيداً عن سوريا.
الولايات المتحدة تسعى إلى مزيد من التعاون مع روسيا، ومن غير المرجح أن تقوم بزيادة المساعدات المقدمة للثوار.
مع زيادة هجمات موالي النظام السوري وتعثر الدعم الخارجي، سيضطر الثوار إلى اتخاذ موقف دفاعي خلال الأشهر المقبلة.
تزداد التغيرات زخماً في أحداث الحرب الأهلية السورية منذ بدايتها في عام ٢٠١١، وفي فترات مختلفة تناوب الثوار والمؤيدون في السيطرة على ساحة المعركة. لكن في الآونة الأخيرة، كان العنصر الأكثر حسماً في المعركة هناك متمثلاً في قدرة أي طرف على الحفاظ على ميزة ودرجة من المساعدات الخارجية التي يتلقاها من حلفائه. ووفق المعطيات، فإن ضعف الدعم المقدم للثوار في هذه الأثناء يضعهم في موقف لا يبشر بخير في مواجهة المناصرين للنظام الذين يتلقون مساعدات ثابتة بشكل متواصل.
التحول في الحلفاء
بالنسبة للثوار كانت تركيا المورد الرئيسي إن لم يكن الأكثر أهمية. ومع الفوضى التي انتشرت في تركيا إثر محاولة الانقلاب الفاشل، من المرجح أن تصرف حكومة أنقرة تركيزها عن النزاع في سوريا باتجاه إنهاء ملفها الداخلي. ومن وجهة نظر الثوار، فإن توقيت هذه الأزمة يعد الأسوأ خاصة وأن الثوار يعتمدون اعتماداً كبيراً على المساعدات التركية ويواجهون ضغطاً شديداً من خصومهم في الميدان.
يتجلى الأمر بوضوح بما يحدث في مدينة حلب، حيث تجري هناك معارك حاسمة، حيث تمكنت قوات النظام من فرض حصار فعال على أجزاء من المدينة التي تسيطر عليها المعارضة فيما لا يزال الثوار يبذلون جهوداً كبيرة لتخفيف حدة الحصار المستمر هناك. وفعلياً، تتلقى معظم هذه الوحدات الأسلحة والإمدادات من تركيا المحاذية. وفي الوقت الذي تعيد فيه تركيا حالياً ترتيب أوراقها إثر الانقلاب الفاشل، من المحتمل أن تتعطل هذه التدفقات بما يعرقل عمليات الثوار في جميع أنحاء شمال سوريا. وبالفعل كان هناك بعض التقارير غير المؤكدة التي تتحدث عن استدعاء أنقرة لضباط الخدمات اللوجستية المسؤولين عن تنسيق الإمدادات إلى سوريا في محاولة لقياس ولاء هؤلاء الضباط للحكومة والتخلص من المنشقين.
السحابة السوداء الأخرى التي تحيط بالثوار تلك المرتبطة بالتنسيق المتزايد بين روسيا والولايات المتحدة للعمل في سوريا، وهو ما يمثل إشكالية حقيقية للثوار لسببين أساسيين. فأولاً، ستركز عمليات التنسيق بين واشنطن وموسكو على استهداف واحدة من أكثر المجموعة فعالية – جبهة النصرة – فرع تنظيم القاعدة في سوريا. وعلى الرغم من الاختلافات الأيديولوجية في وجهات النظر مع الجماعات الثورية الأخرى، إلا أن الثوار يتعاونون بشكل مكثف مع جبهة النصرة لمحاربة قوات النظام. وأي عملية إضعاف لهذه المجموعة دون تقوية مجموعة متمردة أخرى، سيصب في النهاية لصالح النظام السوري. وثانياً، التنسيق الأمريكي – الروسي يعني توقف في المساعدات الأمريكية والأسلحة التي وعدت واشنطن بإرسالها إلى الثوار في حال فشل محادثات جنيف بإنهاء الحرب الأهلية، ومن المرجح ألا تفي واشنطن بوعدها هذا بعد الاتفاق مع روسيا. وفي مقترحها الذي قدمته لموسكو، أظهرت واشنطن حرصها على تجنب تصعيد التوتر مع روسيا وقوات النظام، لأن ذلك قد يقوض الجهود العسكرية على نطاق أوسع لإضعاف داعش.
الأسوأ من ذلك بالنسبة للثوار، هو ما يمكن أن يحدث بهم من ضرر إن قامت جبهة النصرة بتوجيه ضربات للمجموعات الثورية المدعومة من الولايات المتحدة. هذا بالإضافة إلى إمكانية تحول بعض أعضاء الجيش الحر إلى الأطراف الأكثر تشدداً لمواصلة قتال قوات النظام في حال ما نكثت الولايات المتحدة بوعدها بتزويد الأسلحة.
وفعلياً بذل بعض حلفاء الثوار جهوداً كبيرة وخاصة قطر وتركيا في محاولة إقناع جبهة النصرة بالابتعاد عن القاعدة. ومن المتوقع أن تستمر هذه الجهود على الرغم من الفوضى التي تجتاح تركيا، ووفقاً لما ورد من تسارع وكثافة الحشود ضد جبهة النصرة. وفي حال ما نجحت قطر وتركيا في هذه الجهود فمن المحتمل أن تعيد الولايات المتحدة النظر في اتفاقها مع موسكو لاستهداف جبهة النصرة، لكن ذلك يصطدم بالانتماء الايديولوجي للجماعة وعلاقتها الوثيقة بتنظيم القاعدة وهو ما يقلل فرص النجاح لهذه الجهود.
عدو مدعوم جيداً
ما يزيد من مشاكل الثوار هم الدعم المستمر الذي يتلقاه أعداؤهم من حلفائهم. فعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، حافظت إيران وحزب الله وروسيا على جميع مساعداتها المباشرة بل إنها زادت كميته في بعض الأماكن. ففي مناطق جنوب حلب على سبيل المثال، اتخذت إيران كل الخطوات اللازمة هناك في المعارك وكانت المسؤولة عن الخطوط الأمامية في حين شكلت الضربات الجوية الروسية شكلاً بارزاً من جهود الموالين لمحاصرة الأجزاء التي يسيطر عليها المتمردون في مدينة حلب. وكما وعد زعيم حزب الله حسن نصر الله في خطاب ألقاه في أواخر يونيو، حيث وعد بتعزيز وجود جماعته في جميع أنحاء سوريا بما في ذلك ساحات معارك حلب البارزة.
الثورة ضد حكم بشار الأسد يمكن أن تستمر في اعتمادها على المساعدات الخارجية القادمة من دول في المنطقة وخارجها، ولكن في ظل تحول سياسة واشنطن وانشغال انقرة الحالي فإن الثورة تعاني من خطر جدي لمواجهة ضعف كبير. وإذا حدث هذا فعلاً، فإن زخم المتمردين في مناطق شمال سوريا (مناطق حلب وشمال اللاذقية) سيواجه خطر عدم الاستمرار تحت تأثير محدودية الموارد وما يتبعه من تحديد أولويات الدفاع عن المناطق الأكثر تهديداً من قوات النظام. وبكل تأكيد ففي حال ما صدقت هذه التوقعات فإن الثوار سيواجهون أزمة كبيرة مقبلة تصبح معها متطلبات الصمود عالية جداً.
المصدر: ستراتفور
========================
 
الصحافة البريطانية :
التايمز: ميركل تواجه ردود فعل غاضبة بشأن المهاجرين
http://www.raialyoum.com/?p=485384
لندن ـ نشرت صحيفة التايمز مقالاً لديفيد كروس لاند بعنوان “ميركل تواجه ردود فعل غاضبة بشأن المهاجرين”.
وقال كاتب المقال إن ” المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تواجه مطالبات غاضبة لإنهاء سياسة الترحيب المفتوحة بالمهاجرين بعد قيام أحدهم بتنفيذ عملية انتحارية في البلاد”.
وأضاف صاحب المقال إن ” ألمانيا كانت – لسنوات عديدة – بمنأى عن الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها إسبانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا”.
وأردف أن “الأيام السبعة الأخيرة وضعت الحياة في ألمانيا في خطر، إذ اضطر الألمان إلى تجنب المواصلات العامة والأماكن المكتظة بالناس، وكذلك عدم حضور المناسبات العامة والاحتفالات التي تقام في ميونيخ”.
وأوضح كاتب المقال أنه ” في الانتخابات المرتقبة العام المقبل فإن ميركل لن تستطيع التغاضي عن قلق ألمانيا من استيعاب مليون لاجئ سمح لهم بالدخول إلى البلاد”.
وأشار إلى أن مقولة ميركل الشهيرة “بإمكاننا ذلك” ستدينها، وستواجه ضغوط متزايدة للتدقيق بأوراق اللاجئين وطرد من يرتكب جرائم إلى خارج البلاد.
واعتبر كاتب المقال أن “أزمة اللاجئين ساهمت في تراجع شعبية ميركل، إذ أن أكثر من نصف الألمان يعارضون سياستها المتمثلة بالحدود المفتوحة”. (بي بي سي)
========================
مجلس العلاقات الخارجية البريطانية :كيف جعل أردوغان تركيا استبدادية من جديد؟
http://www.merqab.org/2016/07/كيف-جعل-أردوغان-تركيا-استبدادية-من-جدي/
 
ستيفن كوك
21 تموز 2016
لم يكن من المفترض أبداً أن يكون الأمر هكذا ، فكيف كان لتركيا وهي التي حصلت عام 2004 على دعوة رسمية من اللجنة الاوربية لبدء مفاوضات الانضمام لذلك النادي الحصري من الديمقراطيات ، كيف كان لتركيا التي اعتبرها الكثيرون مثالاً للعالم العربي أن تصبح نموذجاً للردة نحو الاستبداد.
بدأت القصة عام 1963 حين وقعت تركيا اتفاقية شراكة مع المنظمة الاقتصادية الأوربية على أمل الوصول للعضوية الأوربية وهي محاولة تقدمت ببطء غالب الوقت وشهدت طفرات في بعض الأحيان وهو ما نظر إليه الأتراك كازدواجية في المعايير لدى الاتحاد الأوربي عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع مجتمع مسلم.
في الأعوام اللاحقة حققت تركيا مراحل عديدة من خطوات الانضمام مرر خلالها البرلمان التركي حزم إصلاحات تتعلق بقوانين الارهاب وحرية التعبير والتعامل مع الأكراد وقانون إلغاء عقوبة الإعدام وغيرها ، وبدا التوجه نحو الليبرالية في طور التقدم مع وصول العدالة والتنمية للحكم حيث تمت المزيد من الاصلاحات في مجال القضاء وحقوق الأقليات والأحزاب السياسية إلى أن اقترحت اللجنة الأوربية على أنقرة البدء بمفاوضات العضوية الأوربية التي ما إن بدت حتى توقفت بسبب اعتراض بعض الدول الأوربية على فكرة أن تركيا قد تصبح فعلياً دولة في الاتحاد الأوروبي.
أخذت وتيرة الإصلاحات بعد ذلك بالتباطؤ ، وشهدت البلاد مرحلة حرجة عندما أعلن الجيش رفضه لتولي مرشح العدالة والتنمية للرئاسة وهو ما استطاع أردوغان تجاوزه بالدعوة لانتخابات حقق فيها نجاحاً باهراً وأوصل مرشحه للرئاسة ، ثم كانت محاولة الانقلاب التي اتهمت فيها "الدولة العميقة" وكان ما عرف بقضية Ergenekon ايرجينيكون ثم تلاها حملة التحقيقات التي سميت ب"المطرقة"والتي شملت قيادات عسكرية اتهمت بالسعي للإطاحة بالحكومة… ورغم أن تاريخ تركيا الحافل بالانقلابات يجعل هذه الادعاءات منطقية فقد تبين لاحقاً أن معظم الأدلة في القضيتين واهية أو مفبركة.
بعد ذلك بدأ مسار الديمقراطية العكسي في تركيا بالتسارع ، حيث تشجع أردوغان بما تحقق له من "قطع رأس العسكر" و سجن خصومه الآخرين إضافة لتحرره من قيود مفاوضات الانضمام للاتحاد الاوربي المتوقفة ، وراح يسعى لتعزيز سلطته الشخصية فإضافة للمحاكمات التي طالت العديد من الضباط اعتقلت الحكومة الصحفيين وفرضت غرامات على رجال الأعمال الذين لا يدعمون العدالة والتنمية وضغطت على الشركات لأنجاز مشاريع مع الحكومة وسخرت الإعلام لصالحها .
ثم جاءت محاولة المدعي العام التركي لإغلاق حزب العدالة والتنمية بدعوى معارضته لقيم العلمانية وهو ما فشل بسبب صوت واحد فقط في المحكمة الدستورية ، وكان تحذيراً لأردوغان الذي بدا مصمماً على أن لا يسمح بنهاية كتلك التي نالتها أربع أحزاب سليفة للعدالة والتنمية سابقاً .
وكان الرد بتعديل دستوري وافق عليه الشعب التركي وتضمن إصلاحات مختلفة لكنه سمح أيضاً للعدالة والتنمية بتعزيز القضاء بعناصر متعاطفة معه ، وكان شهر واحد فقط هو الفاصل بين محاولة الانقلاب الحالية وتشريع جديد أرسله رئيس الوزراء إلى البرلمان يعطي الحكومة حرية أكبر بتعيين داعمين للعدالة والتنمية في القضاء..
بالمحصلة فقد سهلت الانعطافة الاستبدادية هذه على منتقدي العدالة والتنمية اتهامه بأنه لم يكن يوماً قوة ديمقراطية ، فأردوغان نفسه كان قد أعلن يوم كان رئيساً لبلدية اسطنبول أن الديمقراطية وسيلة وليس هدفاً
غير أنه من غير المنصف تجاوز فترة العدالة والتنمية الأولى 2007-2002 والتي تحققت فيها إصلاحات تنبأت بمستقبل ديمقراطي حقيقي في تركيا … ولكنه انتقل لانتهاج سياسة استقطابية في مواجهة تحديات الجيش والقضاء وجماعة غولن ، وحين اندلعت أحداث Gezi Park غيزي بارك بدت تركيا منقسمة بين أولئك المؤيدين لأردوغان وأولئك المعارضين له والذين تم قمعهم ، وتدهور الوضع مرة أخرى أواخر 2013 حين اتهم موالو غولن في القضاء وزراء في الحكومة بالفساد الأمر الذي تحول لحرب شاملة بين أردوغان وغولن شهدت لحظة حاسمة خلال أحداث هذا الأسبوع.
لو نجح الانقلاب ، كان أطاح بحكومة انتخبها مؤخراً 49.5% من الشعب ورئيس حصل على 51.7% من الأصوات. ولكنه – بحسب ما يدعي محللون أتراك – لم يكن لينهي ديمقراطية تركيا التي قوض أردوغان وشركاؤه ما تحقق من تقدم منذ بدايات ال2000.
إن ردة أردوغان وحملته هذه هي مجرد نتيجة منطقية لقصة تتكشف منذ حوالي عقد من الزمن ، فديمقراطية تركيا لم تضيع … لم يكن هناك ديمقراطية في تركيا أصلاً ..
 
للاطلاع على المقال كاملاً من المصدر باللغة الإنلكيزية يرجى الضغط هنا
http://www.cfr.org/turkey/erdogan-made-turkey-authoritarian-again/p38151?cid=soc-facebook-in-erdogan_made_turkey_authoritarian_again-072116
======================
ديلي ميل :لماذا يعاني لاجئون سوريون بجزيرة اسكتلندية من الاكتئاب؟
https://www.ewan24.net/لماذا-يعاني-لاجئون-سوريون-بجزيرة-اسكت/
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2016-07-27 00:44:43Z |  | ÿb]^ÿb]^ÿb]^ÿ•…›الاربعاء  27/7/2016e]
نشرت صحيفة “ديلي ميل” تقريرا عن عائلتين سوريتين تم تسكينهما في إحدى جزر اسكتلندا، وذلك ضمن مشروع استقبال اللاجئين السوريين المعرضين للأذى.
ويشير التقرير إلى أن العائلتين كانتا من أوائل العائلات السورية التي تم تسكينها في الجزيرة، قبل ثمانية أشهر، وتحدثت العائلتان عن عدم سعادتهما في جزيرة بووت، وقالتا إن الجزيرة مليئة بكبار السن، وإن هذا المكان “يأتي إليه الناس ليموتوا”.
وتقول الصحيفة إن العائلتين تحدثتا عن خجلهما من تلقي المساعدات، ومدحتا الشعب الاسكتلندي، وتحدثتا عن التقلبات المناخية التي لا يمكن التنبؤ بها، حيث قال الأبوان، اللذان يحاولان تعلم اللغة الإنجليزية، واللذان كانا قبل اللجوء يعملان في التجارة، إنهما يبقيان معظم الأيام في البيت، أو يتمشيان للبحر، ويشعران بالعزلة.
وتنقل الصحيفة عن عبده (42 عاما)، الذي يعيش مع زوجته رشا (35 عاما) وأطفالهما الأربعة، “الأسماء تم تغييرها حتى لا يتضرر أقاربهم في سوريا”، قوله: “في البداية كنت سعيدا جدا لأني قادم لأعيش في المملكة المتحدة، فهي أم الحرية، وعاملني الناس معاملة جيدة، واسكتلندا جميلة وأحب الطقس هنا، وبعض الناس يحبون هذا الطقس وأنا أحبه، أحب الشتاء”.
ويستدرك عبده قائلا للصحيفة: “لكن على مدى الأشهر الستة أو السبعة الماضية فإنه ليس هناك مكان نذهب إليه، ليست هناك حركة، ليس هناك شيء، لقد تجاوزت الملل، وأصبحت أعاني من الاكتئاب، وأشعر أن أمامي خيارا واحدا، وهو أن أموت هنا، ولا شيء آخر”.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته “عربي21، إلى أن تلك العائلات كانت قد أحضرت بحسب برنامج وزارة الداخلية لإعادة توطين الأشخاص المعرضين للأذى العام الماضي، الذي يهدف لاستيعاب 20 ألف شخص مع حلول عام 2020، ويمنح الأولوية للأكثر عرضة للأذى، الذين لا يمكن دعمهم في بلادهم، مشيرا إلى أن هؤلاء اللاجئين منحوا خمس سنوات إقامة تحت بند الحماية الإنسانية، وإذن بالعمل، وحق في المساعدات الاجتماعية، حيث يتحمل صندوق المساعدات الخارجية مصاريف 12 شهرا.
وتذكر الصحيفة أن من بين المجالس المشاركة في المشروع، مجلس “أرغيل وبووت”، بالإضافة إلى 15 مجلسا اسكتلنديا آخر، حيث وصل أول 100 لاجئ سوري الى المملكة المتحدة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، وتم تسكينهم في اسكتلندا.
وينقل التقرير عن عبد، الذي ذهب إلى غلاسكو أكثر من مرة ليجد عملا، قوله: “لم أكن أتوقع الحضور إلى هذه الجزيرة، وكنا نظن أننا سنذهب إلى لندن أو مانشستر، لكن عندما نذكر أي شيء عن الانتقال من الجزيرة، فإنه يقال لنا: (كان علينا دفع الكثير من المال لإحضاركم هنا)، فأشعر بأنه سكن قسري، وأشعر بالإهانة، فأنا لم أحضر إلى هنا حتى يتحكم بي أي شخص”، وأضاف أنه شعر “بالإهانة” من موظفي المجلس المحلي، وحاول الانتحار عن طريق شرب زجاجة ويسكي مرة واحدة، الأمر الذي استدعى دخوله للمستشفى على إثرها.
وتحدثت فاطمة (31 عاما)، شقيقة رشا، وزوجها حسن (21 عاما) من خلال مترجم للصحيفة عن حياتهما على جزيرة بووت، وقالت فاطمة إن الجزيرة “مليئة بكبار السن”، ووصفتها بأنها مكان “يأتي إليه الناس ليموتوا”، مشيرة إلى أن جزيرة بووت جميلة، لكن البطالة فيها وفي منطقة روثساي عالية، وتقع ضمن 15% من أكثر المناطق حرمانا في اسكتلندا.
وقالت العائلتان إنهما تأملان في الانتقال إلى غلاسكو أو مانشستر، وقال عبده للصحيفة: “أظن أنني إن ذهبت إلى مكان فيه عرب أكثر يمكنني التواصل معهم، وفي الوقت ذاته أتعلم اللغة الإنجليزية من هنا وهناك، وقد أحصل على وظيفة”.
ويفيد التقرير بأن اختيار العائلتين تم عن طريق قاعدة بيانات تابعة للأمم المتحدة، بعد أن قامتا بالتسجيل على قوائم اللاجئين في لبنان، قبل أربع سنوات، لافتا إلى أن عبده وحسن تعرضا للسجن والتعذيب في سوريا، وتحدثا عن ارتياحهما للهروب من منطقة بابا عمرو في حمص، التي تم تدميرها تحت القصف.
وتورد الصحيفة رواية رشا حول الهروب من حمص، حيث قالت: “إنه من الصعب جدا أن يغادر الشخص بلده، لكننا كنا مضطرين لذلك، كنت قلقة على الأطفال، كنا في خطر، وهربنا مختبئين في شاحنة تحمل البضائع والخضار، وكان هناك الكثير من طائرات الهليكوبتر والطائرات الحربية، لقد كان ميدان حرب، لا ماء ولا كهرباء ولا طعام”.
وتختم “ديلي ميل” تقريرها بالإشارة إلى قول المتحدث باسم مجلس “أرغيل وبووت”: “نشعر بخيبة الأمل؛ لأن هناك عائلتين تشعران بعدم السعادة في بووت، لكن هذا ليس رأي أكثرية العائلات الأخرى، التي استقرت بشكل جيد، وتستغل فرص الدعم والترحيب الموجودة”.
========================
 
الصحافة الروسية :
أرغومينتي إي فاكتي: أردوغان يغامر بتكرار مصير صدام حسين
http://www.raialyoum.com/?p=485380
نشرت صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” مقالا بقلم رئيس مركز المعلومات السياسية أليكسي موخين، يتنبأ فيه بما ينتظر تركيا بعد تجميدها العمل بالاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
 جاء في المقال:
بدعوته الإسلامويين الراديكاليين إلى الخروج إلى الشوارع للدفاع عن سلطته، وبتمديده صلاحياته إلى أقصى الآجال، حدد الرئيس التركي أردوغان نموذج تركيا الذي يعمل من أجل بنائه. أي أن المفاوضات التي استمرت عقودا عدة بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أصبحت في خبر كان.
وإذا كانت النار إلى وقت قريب تضطرم في عيون أنصار الرئيس التركي، وتعكس وهج الباب العالي أيام زمان؛ حيث كان الحديث يدور تقريبا عن إحياء الإمبراطورية العثمانية، فإنه ومع مرور الوقت، أصبح واضحا أن أردوغان وجماعته ببساطة لم ينجحوا في هذا المجال. والسبب الرئيس في ذلك إنشاء مشروع تجاري كان أحد أجزائه الأرباح الواردة من نشاط “داعش”. وهذا بالذات هو الذي أجبر أردوغان على أن يكون قريبا من مصافحة ساسة أوروبا والولايات المتحدة.
ولكن، بوجود أردوغان، لم يعد يشعر بالراحة أولئك الذين كانت تبيعهم تركيا النفط والأعمال الفنية، وعمليا كان تزودهم بالعبيد على شكل مهاجرين. وهذا يدركه الرئيس التركي. لذلك تم تجميد المشروع العثماني الجديد مؤقتا. كما تم تجميد مشروع التكامل مع الاتحاد الأوروبي، الذي بدأ منذ انطلاق المناوشات الكلامية بين تركيا و”شركائها” الأوروبيين بسبب إقامة نظام حكم شمولي بنكهة إسلامية في تركيا، له شكل خاص شبيه بالرايخ أو الخلافة.
وعموما، رد أردوغان على ملاحظات المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين كافة حول عدم جواز انتهاك حقوق الإنسان في تركيا بإطلاق “نيران بيزنطية” من جميع سفنه. أي أنه خطى بضع خطوات على طريق قطع العلاقات معهم؛ متوقعا أن يقلق هذا الرد السلبي وغير المماثل الغرب ويدفعه إلى عدم الاهتمام بالأحداث التركية ويحول دون انتقادها بشدة.
وإن كل ما يرمي اليه أردوغان حاليا هو إعادة بناء النظام السياسي في تركيا، ليستطيع “تنظيف” تركيا قدر الإمكان من أنصار عدوه اللدود غولن. ومن أجل ذلك، فهو يحتاج إلى بضعة أشهر لتنفيذ هذا الأمر باستخدام القمع والتطهير. لذلك، فإن آخر ما يريده هو تركيز الغرب اهتمامه على هذه المسألة الحساسة.
وإذا تحقق هذا الأمر، فسوف نرى تركيا دولة ذات نظام حكم شمولي واسع وشعب خائف مستعد للتوسع في سوريا وأرمينيا وأوكرانيا.. سنرى ماكينة حربية مستعدة للتوسع وتوسيع المساحة من أجل تحقيق “المشروع العثماني الجديد”.
أما القضية الكردية، فهي المشكلة الثانية التي يجب على أردوغان تسويتها في المستقبل القريب. وسيكون عليه دفن فكرة استقلال كردستان، التي برزت وتطورت بسرعة حاليا نتيجة ضعف الحكم في العراق وسوريا؛ ما ساعد في انتقال فكرة الانفصال إلى أكراد تركيا.
وفي هذا الصدد، فإن أردوغان يغامر بهذا الشكل أو ذاك بأن يلقى المصير المأسوي لصدام حسين، الذي كان له الشرف في أن يكون في البداية حليفا للولايات المتحدة، وبعدها عدوها اللدود، والذي تعثَّر أيضا بما يسمى “المسألة الكردية”.
وأخيرا، فالمشكلة الثالثة التي يواجهها أردوغان هي خلق الظروف لإنشاء اتحاد إقليمي لا يلزمه بشيء، يضم البلدان التي يريدها في هذه المرحلة أن تبقى محايدة – روسيا إيران وسوريا.
هذا، ويشار إلى أن أردوغان يعتقد أنه ذكي وسياسي محنك ووريث العثمانيين والبيزنطيين. لذلك، يجب أن ننتظر منه قريبا خيارات ومقترحات غير متوقعة. ولكن الشيء الوحيد الذي سيبقى ثابتا، هو أنه سيستمر في تصفية خصومه في كل مكان كلما كان ذلك ممكنا.  (روسيا اليوم)
========================
أوراسيا ريفيو  :هل يمكن أن تنسحب أوروبا والولايات المتحدة من الشرق الأوسط؟
https://www.ewan24.net/هل-يمكن-أن-تنسحب-أوروبا-والولايات-المت/
Middle-East-and-the-United-States
أوراسيا ريفيو – إيوان24
السياسة الغربية تجاه ظاهرة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الشرق الأوسط متداخلة بشكل معقّد مع سياسات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تجاه الحرب الأهلية في سوريا، وتجاه إيران، والأزمة الطائفية في العراق. ونتيجة لذلك، لا يمكنهم الانفصال عن شؤون الشرق الأوسط، على الرغم من أنَّ الولايات المتحدة تسعى إلى إنشاء “محور آسيا” في حين يريد الاتحاد الاوروبي تعزيز حدوده الخارجية. على مستوى أكثر عالمية، تعكس أزمة في الشرق الأوسط أيضًا العلاقة المتغيّرة بين الغرب وروسيا، فضلًا عن إحجام الولايات المتحدة عن مواصلة التزامها الأمني تجاه الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا نظرًا لأنها تقلّل من الاعتماد على الطاقة الخارجية، وتسعى إلى قدر أكبر من المشاركة في آسيا. ومع ذلك، لا تزال أوروبا محاصرة في مشاكل المنطقة من خلال التواصل الجغرافي وازدياد الهجرة وأزمة اللاجئين. باختصار، التعددية القطبية تحل محل الهيمنة الأمريكية أحادية القطب طيلة السنوات الثلاثين الماضية.
بطبيعة الحال، من المستحيل أن نعرف على وجه اليقين ماذا ستعني الإدارة الرئاسية الجديدة في واشنطن في عام 2017 لخيارات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولكن من المرجح أن تبقى الخطوط الرئيسية للسياسة التي وضعتها إدارة أوباما في مكانها، حتى لو أصبح الخطاب أكثر عدوانية وأصبحت الولايات المتحدة أكثر حزمًا في المنطقة. بعبارة أخرى، أولويات انخراط الولايات المتحدة في آسيا ستظل الهدف الأساسي للإدارة الجديدة، على الرغم من الانحرافات الناجمة عن التطرف الإسلامي في العالم العربي وتناقض الولايات المتحدة إزاء الاتفاق النووي مع إيران وإعادة ظهور المحافظين الجدد في واشنطن.
الطموحات الغربية
من السهل معرفة أسباب هذه الرغبة في خفض مستوى مشاركة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. إنها تعكس خيبة أمل كبيرة من نتائج الماضي – الحروب في أفغانستان والعراق، فضلًا عن الآثار المترتبة على الحرب الأهلية في سوريا وتجدد خطر التطرف العدواني المتجسد في داعش. وتعكس أيضًا التحرر المحتمل للولايات المتحدة من الاعتماد على الطاقة المستوردة من خلال ثورة “التكسير الهيدروليكي”، على الرغم من الانخفاض الكارثي في أسعار النفط التي خططت له المملكة العربية السعودية على مدى الأشهر الثماني عشرة الماضية في محاولة لزيادة حصتها في السوق، بهدف القضاء على صناعة الطاقة الجديدة عن طريق تقويض أسعار النفط. ربما لا يزال الجمهور المحلي ينظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في العالم، ولكنَّ العزلة – على الأقل بقدر اهتمام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – تبدو أكثر جاذبية من المشاركة.
تعكس رغبة الولايات المتحدة في فك الارتباط عن الشرق الأوسط خيبة أمل عميقة من إدارة أوباما إزاء رفض إسرائيل التفكير بجدية في حل المعضلة الفلسطينية نتيجة لاحتلالها للضفة الغربية وعزلها لقطاع غزة. بالطبع، هذا قد يتغيّر مع قدوم الإدارة الجديدة: هيلاري كلينتون على سبيل المثال، أعادت تأكيد دعمها لإسرائيل، أيًا كانت الظروف، على الرغم من أن دونالد ترامب كان أكثر حذرًا في هذه المسألة. ولكن ثمة حقيقة أساسية هنا وهي أنَّ الأمريكيين أصابهم السأم مما يعتبرونه التزامًا غير ناجح تجاه جانب واحد في الصراع، أيًا كان ما يد يعد به المشرّعون.
هذا الإحباط أكثر وضوحًا في أوروبا التي ألقت الأزمات في سوريا والعراق وليبيا بظلالها عليها، ولكن هناك إدراك على المستويين الرسمي والشعبي أنَّ المشكلة الأساسية في المنطقة لا تزال الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وأنَّ الفشل في حل هذا الصراع سوف يشعل كل التوترات والتهديدات الأخرى التي بدأت تظهر الآن. ولذلك، فإنَّ فرنسا ملتزمة بتنظيم مؤتمر كبير لإيجاد حل للصراع، كما اعترفت السويد بالدولة الفلسطينية ودعت البرلمانات في عدة بلدان أوروبية حكوماتهم إلى فعل الشيء نفسه. الاتحاد الأوروبي، بدوره، بدأ على استحياء فرض عقوبة عملية لرفض القارة مشروعية سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ومع ذلك، وعلى عكس الولايات المتحدة، أوروبا لا يمكنها تجاهل الحقائق الصارخة للأزمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. دول البحر الأبيض المتوسط في المنطقة هي، في الواقع، الحدود الخارجية لأوروبا، والتدفقات الهائلة من اللاجئين من منطقة الشرق الأوسط عبر تركيا والمهاجرين من جنوب الصحراء الأفريقية من خلال ليبيا تؤكد هذا الواقع كل يوم. هذه التدفقات تؤكّد حقيقة أخرى أيضًا؛ وهي أنَّ السياسات الخارجية الجماعية في أوروبا – الشراكة الأورو-متوسطية، وسياسة الجوار الأوروبية والاتحاد من أجل المتوسط – فشلت في توفير الأمن الذي سعت من أجله من خلال التنمية الاقتصادية الإقليمية على أسس الليبرالية الجديدة. كان هناك فشل مماثل أيضًا في دعم بلدان مثل تونس، التي تحاول التعافي من الآثار الاقتصادية المترتبة على اتساع دائرة العنف والفوضى في ليبيا أو، في الواقع، مساعدة ليبيا نفسها للتعافي من الحرب الاهلية هناك في عام 2011.
تجلى هذا الفشل بقوة في الأشهر الأخيرة بسبب ظهور الإرهاب في أوروبا النابع من منطقة الشرق الأوسط، كما يوضح لنا العنف في باريس وبروكسل في نوفمبر عام 2015 ومارس 2016. الأكثر قسوة أنَّ تلك الأحداث كشفت عن فشل الدول الأوروبية في دمج مجتمعات الأقليات الإثنية، وخاصة تلك القادمة من شمال أفريقيا. وهذه ليست المرة الأولى، نظرًا لأنَّ بريطانيا اكتشفت ذلك في عام 2005 من خلال مجتمعاتها من جنوب آسيا، وفي إسبانيا قبل عام فيما يتعلق بمشاركتها مع المغرب، كما شهدت فرنسا ذلك أثناء النصف الأخير من التسعينات، خلال الحرب الأهلية الجزائرية. لقد فرض المهاجرون والتطرف المشاركة الأوروبية في الشرق الأوسط، وخاصة في شمال أفريقيا، حتى لو بدت تلك المشاركة فاترة.
الحقائق الإقليمية
أوروبا، باختصار، لا تمتلك رفاهية فك الارتباط عن منطقة الشرق الأوسط، بسبب موقعها الجغرافي. ولكن، ويا للسخرية، لا تستطيع الولايات المتحدة فعل ذلك أيضًا لأسباب جيوسياسية عالمية. ثمة أربعة عوامل تحدّ من حريتها في العمل: الموروثات الرجعية المتعارضة للمشاركات الماضية مع إيران والمملكة العربية السعودية، جنبًا إلى جنب مع المخاوف بشأن أمن الطاقة في الخليج، والتزامات مماثلة تجاه إسرائيل، على الرغم من خيبة أمل الإدارة الحالية في حكومة نتنياهو، وإعادة ظهور روسيا كقوة إقليمية نتيجة لانخراطها في سوريا إلى جانب إيران، وربما الأشد وطأة من ذلك كله هو ازدهار التطرف غير الحكومي العنيف في نموذج داعش. وبالتالي، حتى يتم حل هذه القضايا، سيكون من المستحيل على أمريكا إنشاء “محور آسيا”.
رؤية إدارة أوباما لفك الارتباط تطلبت قرارًا بشأن انقطاع العلاقات الدبلوماسية مع إيران لمدة 30 عامًا، وبالتالي الاتفاق النووي الأخير. وهذا، بدوره، أغضب المملكة العربية السعودية، نظرًا لاعتقادها بأنَّ إيران كدولة شيعية متطرفة تهدد أمن العالم السُني من خلال “قوس شيعي من التطرف” مع العراق وسوريا وحزب الله في لبنان. ونظرًا لأنَّ المملكة العربية السعودية هي حليف رئيسي للولايات المتحدة لضمان أمن الطاقة في الخليج وتلعب دورًا أساسيًا في الحرب الأهلية في سوريا، كان على واشنطن استرضاء الرياض، ومن قبيل الصدفة، تركيا، كلاعب إقليمي رئيسي آخر – على الرغم من أنها قاومت التورط في الإطاحة بنظام الأسد في دمشق.
التناقضات الصارخة الكامنة في العلاقة الجدلية بين الحقائق في منطقة الشرق الأوسط والتردد الغربي للانخراط تتجلى في الكثير من السياسات الغربية تجاه الحرب الأهلية السورية. من ناحية، كان السياسيون والمعلقون الغربيون حازمين في إدانة نظام الأسد بسبب القسوة والعناد، مصرين على إزالة الرئيس السوري من منصبه. ولكن، من ناحية أخرى، فشلت الدول الغربية في العمل على تحقيق هذه الغايات وفشلت في توفير دعم حقيقي للمعارضة الفعلية للنظام. وبدلًا من ذلك، اعتمدت على حلفائها في الشرق الأوسط –  تركيا والمملكة العربية السعودية – للقيام بهذه المهمة، على الرغم من العواقب الوخيمة. هذه هي نتيجة للتشرذم الحاد لقوات المعارضة السورية، في حين أنَّ الشركاء الإسلاميين المعتدلين في تركيا والمملكة العربية السعودية لديهم أهداف وتكتيكات مختلفة عن أهداف الجيش السوري الحر، التي سعت الدول الغربية لدعمه.
وبالإضافة إلى ذلك، الولايات المتحدة، بالرغم من تهديدها نظام الأسد بشأن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية، اختارت أن تتعاون معه في القضاء على مخزونات الأسلحة التي يسيطر عليها. فسّرت دول الشرق الاوسط هذا باعتباره علامة على ضعف الولايات المتحدة، وهو انطباع لم يقابله قرار غربي لاحق بمواجهة داعش وجبهة النصرة بسبب التطرف والعدوان، سواء تجاه نظام الأسد، أو نحو الأصوات الأكثر اعتدالًا في المعارضة السورية. وكانت النتيجة أنَّ السياسة الغربية أصبحت مجرد كلمات جوفاء وكلام منمّق بقدر ما يتعلق الأمر بنظام الأسد؛ وهو وضع برز الآن بعد التدخل الروسي لدعم النظام ومواجهة داعش مؤخرًا.
ولكن على المدى القصير، كان التحدي المزدوج المتمثل في الإحياء الإقليمي الروسي وصعود داعش في العراق وسوريا له تأثير مباشر أكثر بكثير من تصوّرات ضعف السياسات الغربية. تنظيم داعش، مزيج من الانتقام البعثي في العراق لسقوطه في عام 2003 والتطرف العنيف الذي يسعى لتأسيس دولة إسلامية في بلاد الشام، هو في حد ذاته نتيجة لتدخل الولايات المتحدة في العراق بين عاميّ 2003 و2011، والفرص المقدمة للجهات الفاعلة غير الحكومية التي خلقتها الحرب الأهلية السورية. وهذا سمح بإحياء داعش بعد القضاء على الحركة الأصلية (تنظيم القاعدة في العراق) في عام 2010. وقد تحدى هذا التنظيم الدولة العراقية، وعمل على توسيع نطاق الحرب الأهلية السورية إلى المجالات السُنية العراقية، وبالتالي تهديد إيران.
انتشر التنظيم داخل سيناء وليبيا، ووضع نفسه كبديل وكعلامة تجارية فائقة للتطرف الديني العنيف لتنظيم القاعدة. أهدافه ذات شقين: أولًا، إعادة هيكلة النظام السياسي في المنطقة من خلال تدمير نظام الدولة الموروثة عن الاستعمار لصالح خلافة عالمية، وثانيًا، خلق تناقضات حادة بين المجتمعات المسلمة وغير المسلمة، حتى تضطر المجتمعات المسلمة اللجوء إليه للحماية – وبالتالي يتحول غضبه من حشود السوريين الفارين إلى أوروبا بدلًا من ذلك. في الواقع، القوة الدافعة للتنظيم هي الانتقام وليس الالتزام الديني، ومن هنا تأتي أهمية الأدوار في صفوفها من قِبل فلول البعث والجيش العراقي المهجّرين من سفينة القيادة في العراق من قِبل الولايات المتحدة في عام 2003. وهنا أيضًا تتجلى رغبة التنظيم في السيطرة على مدينة سرت، حيث بقايا الساخطين من نظام القذافي، الذي دمّره تدخل حلف شمال الأطلسي والحرب الأهلية في عام 2011.
كما كان التنظيم قادرًا على استغلال مشاعر الإحباط والإقصاء لدى الشباب المسلم في مجتمعات الأقليات في أوروبا والمجتمعات الشمالية لا سيما الأفريقية في فرنسا وبلجيكا، لأنّه يقدم بديلًا ثقافيًا وسياسيًا للشذوذ الذي أنتجته الحياة اليومية هناك. وقد تدفق هؤلاء الشباب المسلمين، جنبًا إلى جنب مع الشباب المحرومين في المنطقة عمومًا، للانضمام إلى التنظيم، وتعزيز قوته القتالية وقدرته الإدارية، حتى مع إثبات أنَّ مشروع دولة الخلافة غير قابل للاستمرار في نهاية المطاف. هذا هو الهدف الذي يفسّر رغبته في تهديد المجتمعات الأوروبية التي، جنبًا إلى جنب مع تهديدها دول المنطقة، أجبرت الولايات المتحدة وحلفائها على التراجع مرة أخرى، وبالتالي إجبار تجديد متردد لالتزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة.
ومع ذلك، تردد الولايات المتحدة للانخراط الكامل في استعادة النظام الإقليمي، جنبًا إلى جنب مع الخطاب الغربي الذي يدين نظام الأسد دون الالتزام بإزالته من منصبه، قد خلق فرصة لكل من إيران وروسيا لترسيخ أنفسهما كلاعبين بديلين لتحقيق هذه الغاية. كان من المتوقع أن تلعب إيران مثل هذا الدور، نظرًا لمشاركتها منذ فترة طويلة في كل من سوريا والعراق، وكذلك مع حزب الله. لكنَّ التدخل الروسي كان له آثار أوسع بكثير، لأنّه، على الرغم من النفور الغربي – وخاصة من الولايات المتحدة – إزاء قضايا الحكم المحلي في أوكرانيا وروسيا، أصبحت روسيا الآن شريكًا استراتيجيًا أساسيًا للغرب في ضمان الأمن الإقليمي.
النتائج
باختصار، التعددية القطبية تحل محل الأحادية القطبية باعتبارها الموضوع السائد في الجغرافيا السياسية العالمية، وليس لأن الولايات المتحدة تفتقر إلى الموارد المادية لتبقى القوة العظمى الوحيدة في العالم، ولكن لأنها تفتقر إلى الالتزام بذلك. إنها فرصة استغلتها روسيا التي لا تزال تنتقد محاولات الغرب وحلف شمال الأطلسي لجذب انتباه أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، كما استغلتها إيران أيضًا، من خلال حماية نظام الأسد من الهزيمة. ولذلك، فقد تحدت أفعال روسيا النموذج الغربي للتدخل ورفض نظام الأسد، وقدمت نموذجًا بديلًا للأنظمة الاستبدادية المحاصرة بدلًا من ذلك.  وبالتالي، فإنَّ تصرفات روسيا تتحدي أيضًا نموذج الاستقرار المهيمن الذي تجسده الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب الباردة.
الآن يجب على الدول الغربية أن تقرر ما إذا كانوا مستعدين لقبول الآثار المترتبة على مثل هذا التغيير، لأنَّ خلف روسيا توجد الصين والهند. إذا لم يكونوا مستعدين، يجب عليهم استعادة الهيمنة الأمنية تحت مظلة الولايات المتحدة. ولكن مع مرور الوقت هذا سيصبح غير مبرّر على نحو متزايد نظرًا لفاعلية الدول التي تقع خارج سيطرتها، ومع تحدي التعددية القطبية للهيمنة الغربية أحادية القطب. مثل هذه النتائج، رُغم ذلك، تحتاج إلى فهم وتعاطف مع الحقائق الاجتماعية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر مما أظهرت القيادات السياسية في السنوات الأخيرة. وإذا كانت الدول الغربية تريد أن يختفي نظام الأسد، فإنها ينبغي أن تقنع روسيا بالإطاحة بالأسد نفسه من السلطة، ولكن يجب عليها قبول أنَّ النظام نفسه – في أي نموذج معدّل- سوف يستمر. وهذا هو ثمن إخفاقات الماضي.
========================
 ستراتيجيك كالتشر الروسي:ميركل وماي وكلينتون.. “عوانس الحرب الثلاثة” هل يطمحن للقتل؟
http://altagreer.com/ميركل-وماي-وكلينتون-عوانس-الحرب-الثل/
نشر في : الأربعاء 27 يوليو 2016 - 01:03 ص   |   آخر تحديث : الأربعاء 27 يوليو 2016 - 01:04 ص
 ستراتيجيك كالتشر – التقرير
في الوقت الذي تنعقد فيه قمة G-7 26-27 مايو من العام المقبل في تاورمينا، صقلية، وستحضر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وربما إلى حد بعيد الثالثة وصقر الحرب هيلاري كلينتون كمثلة للولايات المتحدة، وربما لن تكون صقلية قادرة على تحمل وجود اثنين من التهديدات الشديدة المتقلبة في الجزيرة، كجبل “مونت” غير المتوقع  مع “عوانس الحرب” الثلاثة  ميركل وماي وكلينتون.
وميركل- بالطبع- هي سيدة عظيمة من حقبة الحرب الباردة وقعقعة السلاح. بكلمات قالتها المستشارة الألمانية ميركل، وكأنها قد نبتت من شفتي “أدولف هتلر”!، طلبت ميركل حشدًا من قوات حلف شمال الأطلسي للتواجد على حدود روسيا مع بولندا ودول البلطيق “مفهوم دفاعي عميق”.
وكان هتلر استخدم لغة مشابهة لوصف تراكم قوات ألمانيا في عام 1939 على حدودها مع بولندا، وبرر هتلر تواجد القوات بأنها كانت للدفاع عن ألمانيا من العدوان، الذي تشكله بولندا على حدودها مع ألمانيا، ومثل هتلر، تبرر ميركل اليوم مثل هذه الأوضاع من تواجد القوات على الحدود الروسية بأنها مجرد “دفاع” في الحقيقة. ولم تكن أبدًا إجراءات حلف الناتو، منذ إنشائه في عام 1949 “دفاعية”.
وكان عدوان حلف الناتو ضد يوغسلافيا في 1990، تم من قبل زوج المرأة التي ستنضم إلى ميركل وماي في صقلية في مايو العام المقبل، هو مثال  بسيط على ذلك، لقد كان هجوم الناتو على يوغسلافيا سلوكًا معتديًا للغاية.
وعن تورط حلف الناتو في الهجوم على أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر، فإن الحرب الأهلية لم تكن تشكل تهديدًا لدول أوروبا، وكانت الولايات المتحدة أول دولة منظمة في حلف شمال الأطلسي تستدعي الإجراءات الأمنية والدفاع الجماعي عن النفس، في المادة 5 من ميثاق حلف شمال الأطلسي، وكانت هذه مجرد دعاية رخيصة لإيجاد دعم عالمي لغموض واشنطن في  “الحرب على الإرهاب”.
وكانت ميركل  اعتذرت لإرسالها كتيبة ألمانية كاملة على الحدود الليتوانية مع روسيا وكان هذا التصرف محض انتقاد من وزير الخارجية في بلدها الديمقراطي المسيحي المشكلة لـ”تحالف جراند” مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنافس، وكان وزير الخارجية الألماني “فرانك فالتر شتاينماير” حذّر من الحزب الاشتراكي الديمقراطي حلف شمال الأطلسي ضد “قعقعة السلاح وصراخ الحروب” الموجهة ضد روسيا.
كما انتقد نائب رئيس الجامعة “سيغمار غابرييل”، والعضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي انتقد فرض المزيد من عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا، وهو الأمر الذي رفضته بشدة ميركل، ويبقي الأمل الوحيد للعالم أن ينضم  كل من جابرييل أو شتاينماير لـ”ماي وكلينتون” في صقلية في العام 2017، ولكن لا توجد أي مؤشرات على ترك  ميركل لمنصب المستشار في وقت قريب.
وقبل بدء “حرب العوانس الثانية” المقرر أن تكون في صقلية، تيريزا ماي، وزيرة الداخلية البريطانية، التي غلبت ديفيد كاميرون كرئيس لوزراء بريطانيا بعد استفتاء Brexit على استمرار عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. ماي، مثل كاميرون، دعمت بقاءها في التصويت، وعلى الرغم من أن ماي قالت إنه لا يجب أن يكون هناك استفتاء ثانٍ، وقالت إنها وميركل  يحتاجن لشرب القهوة خلف الكواليس؛ لمحاولة البحث عن طريق ثالث كحل.
وأصبحت كوزيرة الداخلية أصبحت ماي “ملكة المراقبة”، وعملت ماي في مكتب وزير الداخلية لفترة أطول من أي من أسلافها في الآونة الأخيرة، وأنها دعمت كل أنظمة التجسس وجمع البيانات التي وصلت مكتبها.
وكان المشروع المفضل لماي هو ممارسة سلطات التحقيق قبل مجلس اللوردات، وأطلقت أيضًا “الميثاق المتلصص”، بالإضافة إلى قانون المراقبة المقترح، والذي يسمح بتطبيق القانون، ويمنح أجهزة المخابرات صلاحيات واسعة؛ للوصول إلى ما يساوي سنة كاملة من بيانات تصفح الإنترنت المخزنة وتحميل مجموعة كبيرة من البيانات الخام، وفي حال تطبيق هذا القانون فإن من شأنه أن يجعل بريطانيا مجتمع مراقب لكل شيء في العالم، كما أن لديها دافع أيضًا لوضع أنظمة مراقبة بالفيديو لتغزو جميع أنحاء المملكة المتحدة.
ويسمح مشروع قانون “ماي” للحكومة الولوج إلى أي نظام كمبيوتر أو شبكة بيانات من اختيارها، ويبدو من خلال لغة مشروع القانون أن الحكومة ستوظف “مجموعة من التقنيات المستخدمة من قبل وكالات تدخل المعدات التي يمكن استخدامها للحصول على الاتصالات والبيانات أو معلومات أخرى من المعدات، والمواد التي تم الحصول عليها يمكن استخدامها كأدلة ثبوت أومن قبل المخابرات، أو في بعض الحالات، يمكن استخدامها لاختبار وصيانة أو تطوير قدرات تدخل الرقابة”.
 أما “قدرات تدخل المعدات” فهو مجرد تعبير بريطاني كقشرة خارجية سامية يستخدم لـ”القرصنة”.
وماي  مثل ميركل وهيلاري كلينتون المرشحة الرئاسية للولايات المتحدة، هي إحدى صقور الحرب، ومن الممكن أن تصوت ماي من أجل إرسال قوات بريطانية إلى العراق، وسوريا، وليبيا، وأفغانستان، فبالنسبة للعراق فيمكنها أن تصوت في مجلس العموم من أجل مشروع قانون يجيز انضمام بريطانيا إلى الحرب في العراق، والذي-كما هو معروف- من تقرير لجنة تشيلكوت حول الحرب  أن قرار الحرب، واستند على خداع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وأكاذيبه حول التهديد، الذي يشكله صدام حسين في العراق. وقد تفضل “ماي” احتفاظ بريطانيا بأسطولها من الغواصات النووية ترايدنت، وهو الرأي الذي يلقى ترحيبًا في أروقة منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
الحرب العالمية الثالثة العذراء.. والتي ستشهد أول قمة لها وجود ثلاثة من القيادات النسائية الحالية.
ومثل ماي صوتت كلينتون -كعضو في مجلس الشيوخ-، لإرسال القوات إلى الحرب في العراق، وعلى الرغم من أن كلينتون تعتبر ديمقراطية وماي هي المحافظة، ففي العالم السياسي الجديد من الليبرالية المحافظة، ليس هناك ما قيمته عشرة سنتات كفرق بين المحافظين والليبراليين، فكلهم  تسيطر عليهم النخبة، والتي تؤكد أن الحكومة تغني ما بين العولمة ومناهضة لحزب العمال.
وبالنسبة لإسرائيل، فإن عوانس الحرب الثلاثة هن “هدية الرب”، وعلى عكس زعيم حزب العمال “جيرمي كوربين”، الذي كان دائم النقد للسياسات الإسرائيلية، ويقوم بدفع ثمنًا سياسيًا لذلك، فماي هي بطلة إسرائيل وسياساتها الوحشية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وقطاع غزة.

وكانت هيلاري كلينتون عززت العلاقات مع النظام اليميني المتعصب ورئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، كهدف رئيسي للسياسة الخارجية لإدارتها. أما بالنسبة لـ”ميركل” المستشارة الألمانية، فقد تنهال فقط بالثناء على إسرائيل وتستمر في زيادة الغواصات الألمانية للدولة من أجل الفصل العنصري المتزايد.
وقد يتسبب وصول عوانس الحرب الثلاثة في صقلية مايو المقبل للعالم بقشعريرة، ومع ذلك، هناك امرأة زعيمة في انتظار ردع أي موقف عدواني متخذ من ميركل ومايو أو كلينتون. ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 23 أبريل، و 7 مايو 2017، وتتنافس زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان مع الرئيس الحالي فرانسوا أولاند في استطلاعات الرأي بشكل كبير.
وقالت لوبان، بعد أسبوع لها من حلف اليمين، إن عوانس الحرب الثلاثة في صقلية قد ينقذن العالم من صراع عسكري في بعض المناطق الساخنة مثل أوكرانيا وسوريا. فقط في العالم الذي ليس لديه خطوط سياسية واضحة بسبب كميات المال الهائلة التي تضخ من الشركات التي اقتحمت السياسة يمكن لحامل لواء حزب قومي يميني مثل لوبان أن يخدم قضية السلام.
فبطاقات أحراز السياسية القديمة من القرن الماضي لم تعد ذات جدوى، وأن التقدمية اليوم في التصويت لصالح اليمين مثل لوبان أو حتى دونالد ترامب من أجل ألا تأتي قمة G7 في عام 2017 تحت سيطرة ثلاث إناث “عوانس الحرب”، يسعين لإغراق العالم في صراعات خطيرة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
========================
 
الصحافة الاوروبية :
صحف المانية: سياسي بارز بحزب ميركل يدعو إلى الإسراع في ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين
http://www.raialyoum.com/?p=485376
برلين  ـ (د ب أ)- دعا ساسة من الائتلاف الحاكم بألمانيا للمزيد من المثابرة على ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين من ألمانيا بعد تفجير أنسباخ المشتبه في قيام لاجئ إسلامي متشدد به.
وقال أرمين شوستر خبير الشؤون الداخلية بحزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي في تصريحات لصحيفتي “شتوتجارتر تسايتونج” و”شتوتجارتر ناخريشتن” في عددهما الصادر اليوم الثلاثاء: “إننا بحاجة لثقافة وداع.
وأراد شوستر الإشارة بذلك عمدا إلى “ثقافة الترحاب” التي طالبت بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وآخرون.
وأعرب السياسي الألماني البارز عن استيائه من أوجه القصور في تنفيذ الترحيلات لطالبي اللجوء المرفوضين، وأشار إلى أنه يمكن ترحيل ما يزيد على 200 ألف طالب لجوء مرفوض، ولكنهم لا يزالون في ألمانيا.
ومن جانبه أيد بوركهارد ليشكه المتحدث باسم شؤون السياسة الداخلية بالكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا تحسين سبل تنفيذ ترحيل اللاجئين، وقال: “إنه أمر واضح أن الشخص الذي تم رفضه كطالب لجوء، يتعين عليه مغادرة ألمانيا”.
جدير بالذكر أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد المسيحي بزعامة ميركل الذي يتكون من حزب ميركل والحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا، يشكلان الائتلاف الحاكم في ألمانيا.
========================
الموندو الاسبانية : المجاعة تنتشر في سوريا
http://idraksy.net/starvation-spread-in-syria/
أصبح يخيم على المشهد السوري صور الأطفال النحلى والمرضى بالهزال بسبب المجاعة المروعة والمأساة التي تعاني منها سوريا في هذه الفترة. كما أن سوء التغذية والأمراض المرتبطة به، هي ليست حكرا على المناطق المحاصرة فقط، بل شملت أيضا المناطق الزراعية. والأسوأ من ذلك فإن حلب، ثاني أكبر مدينة، المحاصرة منذ أسبوعين، مهددة بانتشار المجاعة فيها على نحو متزايد.
وقد نشرت الجمعية الطبية الأميركية السورية، مؤخراً تقريراً سجلت فيه حوالي 40 حالة من حالات سوء التغذية الحاد. وتقدر وكالات إنسانية أن هناك، في الأشهر الأخيرة، مئات من الوفيات التي يمكن تجنبها. وفضلا عن ذلك، فإن الضحايا الرئيسيين هم من الأطفال المحرومين من نظام غذائي متنوع، بما في ذلك، الرضع.
وفي حديثه للصحيفة، قال طبيب الأطفال آني سبارو، التابع للجمعية الطبية الأميركية السورية، أن “الأكثر غرابة هو أن هذه الظاهرة ليست حكرا فقط على المناطق المحاصرة؛ وإنما تنتشر في فترة الصيف التي من المفترض أن تكون فيها أسعار الخضر والغلال منخفضة”.
ويضيف سبارو: “يجب علينا أن لا ننسى أن حالات واضحة من سوء التغذية الكارثية، وخاصة التي تدوم فترة طويلة، تهدد نمو الجهاز العصبي. كما أن هؤلاء الأطفال المتضررين معرضين إلى عدم تطور ذكائهم”.
كما تجدر الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من السوريين يعانون من نقص في البروتين. وحسب الدكتور سبارو فإن “هذا النقص هو نتيجة لافتقار وجبات الأطفال في سوريا إلى منتجات اللحوم، وفضلا عن ذلك فإن الخضروات تغيب تقريبا عن نظامهم الغذائي”.
ويواصل الطبيب حديثه للصحيفة قائلا إنه “بالكاد يتمكن السوريون من الحصول على الحليب. وبالإضافة إلى ذلك، يعاني حتى الأطفال الرضع من هذه المشكلة، لأنه إذا كانت الأم تشكو من سوء التغذية فلا يمكنها إرضاع الأطفال حديثي الولادة”.
وأخيرا، يؤكد الطبيب للصحيفة أن “مياه الشرب في حالة سيئة، تسبب أمراضا تضر بالقدرة على امتصاص العناصر الغذائية”.
كما أن سلسلة من الصور التي إلتقطتها الجمعية الطبية الأميركية السورية، تظهر الأطفال السوريين بأجسام نحيفة، وأعرض أخرى لمرض نقص البروتين المعروف بإسم “الكواشيوركور”.
هذه الصور تذكرنا بالجحيم الذي عاشته البلدة السورية مضايا، تحت الحصار، الأمر الذي تسبب في ما لا يقل عن 32 حالة وفاة بسبب سوء التغذية الحادة. كما أن المحاصرين في هذه البلدة كانوا يأكلون الكلاب وأوراق التوت من أجل البقاء على قيد الحياة.
كما يأسف الطبيب لتوفر العلاج المعروف باسم جرعة الأغذية العلاجية، وهو مزيج لمعالجة سوء التغذية الحاد، في مخازن اليونيسيف؛ وعدم قدرة المنظمة على التدخل إلا بعد أخذ الإذن من دمشق.
وعلى الرغم من وعود الجهاديين بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، إلا أن الواقع يثبت خلاف ذلك؛ الأمر الذي يجعل الوضع مهدد بالتدهور وعلى نحو متزايد. وفي هذا الإطار، يقدر نشطاء محليون أن حوالي 90 ألف قاصر هم محاصرون في المناطق الشرقية لمدينة حلب، بعد أن قطعت القوات الموالية للأسد الطريق الوحيدة التي تأتيهم منها الإمدادات.
وداخل حلب المحاصرة، عرفت الأسعار إرتفاعا حادا؛ حيث بلغت أسعار السكر الآن 18  يورو للكيلوغرام الواحد، بينما بلغ ثمن الكيلوغرام من الأرز، حوالي 13 يورو. كما يقدر نشطاء أن مخزونات الغذاء والدواء كافية لتغطية حاجيات السكان لمدة ستة أشهر فقط. ومن الأحداث التي تزيد الوضع سوءا، تأتي الغارات الجوية المكثفة التي استهدفت أربعة مستشفيات في حلب في نهاية هذا الأسبوع.
وفي اتصال هاتفي مع الصحيفة، يقول الدكتور حاتم، مدير مستشفى الأطفال الوحيد الذي بقي في المدينة إنه “أصبح مجبرا على العمل، مع أربعة أطباع فقط، في قبو تحت الأرض تبلغ مساحته 135 متر مربع. ليس هذا هو أفضل مكان لرعاية الأطفال، ولكنه فقط الأكثر أمانا”. كما أكد الدكتور أنه في كثير من الأحيان يضطر إلى التحول إلى عين المكان لمداواة الأطفال.
الكاتب: لويس ميكيل أورتادو
المصدر: الموندو الإسبانية
========================
«لوبوان» الفرنسية :الاستخبارات في مواجهة «وحوش الإرهاب»
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/16703282/الاستخبارات-في-مواجهة-«وحوش-الإرهاب»
كريستوف لابيه أوليفا ريكاسين
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٧ يوليو/ تموز ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
شاغل «داعش» هو القضاء على «المنطقة الرمادية»، أي الغربيين الذين يدينون بالإسلام. فهم «مستقلون ويرفضون الالتحاق بالخلافة». والسبيل الى بلوغ الهدف هذا هو رفع عدد الهجمات على أرض العدو وتدمير اللحمة الاجتماعية. وفي مجزرة 14 تموز (يوليو)، يوم الاحتفال الوطني الفرنسي، نزل محمد لحويج على تمنيات تنظيم «الدولة الإسلامية». فإيقاظ خلايا «وحوش الإرهاب» النائمة في الغرب هو الخطوة الأخيرة في مخطط تسميم نظرة الفرنسيين الأقحاح الى مواطنيهم المسلمين والنفخ في الريبة إزاءهم والقضاء على «المنطقة الرمادية». وتوجيه ضربة الى فرنسا يساهم في زعزعة البلد الأوروبي الذي يحتضن أكبر عدد من المسلمين ويرفع لواء العلمانية. ومنذ الهجوم على «شارلي ايبدو» وعلى المتجر اليهودي في كانون الثاني (يناير) 2015، ينفذ «داعش» مخططاً أسود اللون في فرنسا. وخطوطه العريضة مرسومة في وثيقة من 200 صفحة صيغت في 2004، عنوانها «إدارة التوحش». وهذا الهوس بالتخطيط هو من إرث الاستخبارات الروسية والأميركية. والعقل المفكر «الداعشي» مؤلف من كادرات الاستخبارات العراقية في عهد صدام حسين. وهؤلاء تتلمذوا على الـ «كي جي بي». وهذه المعرفة عززتها الاستخبارات الغربية حين دعمت الفصائل الإسلامية المقاتلة ضد الجيش الأحمر في حرب أفغانستان.
وأعدت هجمات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) في باريس، وهي خلفت 130 قتيلاً، كما لو أنها عملية عسكرية سرية ينفذها مغاوير متسللون تدربوا على السلاح في الخارج وزودتهم شبكة لوجيستية بهويات مزورة وشقق «للتآمر». وسقوط عدد كبير من القتلى في عملية معقدة ودقيقة حمل الحكومة الفرنسية على إعلان الطوارئ وتشديد ترسانة مكافحة الإرهاب وتقويض الديموقراطية التي نرفع لواءها في الحرب على «داعش». ومنذ تعاظم وتيرة الضربات الغربية ومشاركة الجيش الروسي، قتل عدد كبير من قادة تنظيم «داعش»، وألمّ به الاضطراب، وصار يعاني صعوبات في نشر عناصره في أوروبا. ولكن التنظيم هذا تكيف، وحضّ على هجمات ممولة ذاتياً يتعذر رصدها، ينفذها أشخاص وهؤلاء يوجههم من بُعد الى ضرب أهداف رمزية. ففي نيسان (ابريل) 2015، سعى سيد أحمد غلام، الى مهاجمة كنيسة في فيل جويف الفرنسية، ثم قطع ياسين صالحي رأس صاحب عمله وعلق الرأس المبتورة على أسلاك يعلوها علم «داعش»، وخنق العروسي أبلا شرطياً وزوجته في منزلهما، وتبنى الإرهابي هذا على فايسبوك عمليته وقال أنه ارتكبها نزولاً على أوامر «داعش» الذي دعا مؤيديه الى قتل «رجال الشرطة والعسكريين». وهذه الهجمات بخسة الكلفة، ولكنها تعود باهتمام إعلامي كبير تضخمه شبكات المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي حيث يبث «داعش» بروباغندا وبائية وينشر آلاف أشرطة الفيديو شهرياً.
والانترنت هو مسرح امتداد «داعش» ينقل صداه وأوامره الى العالم. وشأن بن لادن الذي حرف طائرات مدنية، وهي رمز التفوق التكنولوجي الغربي، عن مسارها لضرب قلب الولايات المتحدة، كوادر «داعش» حرفوا جوهرة المجتمع الإعلامي لإيقاظ «وحوش الإرهاب». وتبنى التنظيم هجوم نيس وأعلن أن منفذه هو «جندي جهادي». ومحمد لحويج بو هلال، الانتحاري في نيس، هو مسخ إرهابي، شأن السائق الذي صدم، قبيل عيد الميلاد في 2014، 11 شخصاً قبل أن يصنف بالمضطرب نفسياً. ولم ترصد أجهزة الاستخبارات نشاط هذين الشخصين الهشين نفسياً اللذين أصابهما التطرف بسرعة خاطفة وحضتهما على القتل كراهية عنيفة لفرنسا.
وليست مديرية الأمن الداخلي الفرنسية معدة لرصد أمثال هؤلاء ولا هي قادرة على ذلك. فهي أنشئت لتفكيك شبكات مركبة ومتماسكة، ولا تزال متأثرة بثقافة التجسس المضاد الموروثة من الحرب الباردة. وفي أيار (مايو) المنصرم، قال باتريك كالفار، المدير العام في الأمن الداخلي الفرنسي، أمام لجنة مكافحة الإرهاب أنه على قناعة بأن الإرهابيين سينتقلون الى مرحلة السيارات المفخخة والمتفجرات وأن نفوذهم سيزيد. ولكن في إمكان شاحنة تبريد أن تصدم حشداً من الناس على نحو ما حصل في نيس. وتحويلها الى سلاح لا يحتاج الى خبرات صانعي المتفجرات. فمثل هذه الشاحنة أودى بحياة 84 شخصاً. وفي غياب شبكة أمان ترسيها أجهزة الاستخبارات، (وهي اليوم بائتة النهج ولا تواكب تغير شكل الإرهاب وتحوله)، يعود صد الإرهابيين الى مروءة نخب قوات التدخل المدججة بسترات ثقيلة ومسلحة كما لو أنها حاملات طائرات، أو الى رجال الشرطة على نحو ما حصل في نيس. فرجال الشرطة من أصحاب البزات الزرقاء، أوقفوا الشاحنة.
والسبيل الأمثل الى رصد الإرهابيين في فاصل الوقت القصير الذي ينزلقون فيه الى التطرف الذاتي، هو رفع عدد الاستخبارات البشرية والاختلاط المباشر. وتمس الحاجة الى رتق نسيج شبكة مديرية الأمن العام، والعدول عن توسل المراقبة التكنولوجية كما لو أنها عصا سحرية قادرة على كشف كل شيء، والمبادرة الى اعتبارها من أسلحة دروع واقية. والى هذه الأسلحة، يجب شن الحرب على الإرهاب من طريق إخماد بروباغندا «داعش» القاتلة، وهي شريان حياة المسوخ الإرهابيين، وملاحقة القائمين على قنوات الاتصال الإرهابية. وأعلن في ايار المنصرم، برنار باجوليه، مدير الاستخبارات الخارجية أن مديرية الأمن العام الخارجي شنت، منذ 2013، 40 عملية لاعتقال أشخاص والحؤول دون عمليات إرهابية أو تحييد إرهابيين.
* صحافيان، عن «لوبوان» الفرنسية، 21/7/2016، إعداد منال نحاس
===================================
لوبوان الفرنسية : تنظيم الدولة واستراتيجية التكلفة المنخفضة للإرهاب
http://arabi21.com/story/931211/لوبوان-تنظيم-الدولة-واستراتيجية-التكلفة-المنخفضة-للإرهاب#category_10
عربي21 - بسمة بن ميلاد# الأربعاء، 27 يوليه 2016 02:23 ص 168
نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية تقريرا، تحدّثت فيه عن تطور مفهوم "الجهاد" لدى تنظيم الدولة، وبلورة التنظيم استراتيجية جديدة تهدف إلى التخفيض من تكلفة العمليات التي ينظمها.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن اعتبار أن منفذ هجوم نيس، محمد بوهلال، مختل عقلي أو يعاني من اضطرابات نفسية لن يغير أي معطى، فالعملية التي نفذها تستجيب، تماما وعلى جميع المستويات، لـ"شرائع الإرهاب منخفض التكلفة"، التي سنها المتحدث الرسمي باسم التنظيم، أبو محمد العدناني.
وذكرت الصحيفة أن هذا الأخير كان دعا "جنود الخلافة" إلى الجهاد، قائلا: "إذا لم تتمكن من تفجير قنبلة أو إطلاق النار، حاول أن تكون وجها لوجه مع كافر فرنسي أو أمريكي، ثم قم بتحطيم جمجمته بحجر، أو قم بقتله بسكين، أو بدهسه بسيارتك، أو برميه في الهاوية، أو خنقه، أو تسميمه".
كما كان هذا المتحدث الرسمي نصح الموالين للتنظيم، في تسجيل فيديو ترجم ونشر على عدة مواقع إلكترونية سنة 2014، قائلا: "لا تتشاوروا مع أحد، ولا تبحثوا عن أي فتوى، فلا يهم إذا كان الكافر محاربا أو مدنيا، فكلاهما عدو ودماؤه مستباحة".
وذكرت الصحيفة أن مثل هذه الخطابات ما زالت ذوات وقع، ومؤثرة في النفوس الضعيفة الباحثة عن "الشهادة".
وبينت الصحيفة أن "الجهاد" اليوم قد تحول إلى عمليات فردية، يقوم منفذوها بالانتقال إلى أكثر المناطق كثافة سكانية، لإسقاط أكبر عدد من الضحايا، في أقصر وقت ممكن، ولذلك يجب التفكير في "الجهاد" كنموذج اقتصادي بناء على قول "هوغو ميشرون"، صاحب رسالة دكتوراه في العلوم السياسية، ومتخصص في الجهادية الفرنسية، الذي أوضح أن "انتشار الخطاب المتطرف على شبكة الإنترنت هو الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الهجمات المنفردة في فرنسا".
كما أوضحت الصحيفة أن "الجهاد" لم يعد مرتبطا بالمنظمات المعقدة والخلايا النائمة الخاضعة لمركز تنظيم الدولة، وإنما صار مشروعا "ذاتيا". فبمجرد أن يعلن الشخص الذي استقطبه التنظيم ولاءه، يخوَل بتنفيذ العملية القادمة.
وقد مكن هذا التغيير في مفهوم "الجهاد" تنظيم الدولة من تجنب مخاطر وتكاليف التنقل إلى المناطق التي سينفذ فيها هجماته، مستغلا في ذلك الظروف النفسية والمشكلات العقلية لبعض الأشخاص؛ لبث الخوف والرعب في أنحاء مختلفة من العالم.
وأضافت الصحيفة أن الخطاب المتطرف، الذي يهدف إلى حث "جنود الخلافة" على "الجهاد"، يتضمن نصائح عملية. فقد نشرت صحيفة "إنسباير" الإنجليزية، سنة 2010، خطابا لتنظيم القاعدة يحمل تقريبا نقاط خطاب تنظيم الدولة ذاتها، وقد ورد فيه الآتي: "استخدموا الشاحنات مثلما تستخدمون آلة قص العشب. انتقلوا إلى أكثر الأماكن اكتظاظا، واعملوا على إلحاق أكبر ضرر ممكن في أقصى سرعة. وإذا كنتم تحملون معكم بندقية استعملوها لإنهاء مهمتكم".
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا ما نفذه، حرفيا، منفذ هجوم نيس، محمد بوهلال، الذي عمد، بعد دهس الناس المتجمهرين، إلى إطلاق النار على رجال الشرطة.
وتستنتج الصحيفة، على هذا المستوى، أن تسميات المنظمات الإرهابية تختلف، لكن نزعتها الإجرامية التي تؤصلها في خطاباتها واحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن كتاب "إدارة التوحش"، لصاحبه أبي بكر ناجي، ونشر سنة 2004 ، هو الذي وضع أسس هذه الاستراتيجية "الجهادية"، التي تعمل على استخدام وسائل متاحة ومنخفضة التكلفة، دون الحاجة إلى وسائل لوجستية مُكلفة. كما أنه كان مرجعا لقيادي التنظيمات المتطرفة، خاصة بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
وأضافت الصحيفة أن هذا الكتاب يدعو إلى "استنفاد قوى العدو"، ويفسر كيفية استقطاب العمليات "النوعية" لعدد كبير من الشباب، وقدرتها على إقناعهم بالجهاد". ولم تعد نسخ هذا الكتاب متوفرة، إلا أنه متاح، وبطريقة سهلة، على شبكة الإنترنت، ويمكن لأي شخص تحميله، ما يزيد من خطورة رواج الأفكار التي يتضمنها.
وربما لم يكن سائق الشاحنة في هجوم نيس قد قرأ، أو حتى سمع، عن "إدارة التوحش". ولكنه كان قادرا على اكتشاف مبادئ "الجهاد" الكبرى التي تروج لها مواقع إلكترونية عديدة تعمل على تحريض الفئة الشبابية، حيث تهدف هذه المواقع إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الأشخاص عن طريق نشر خطابات مماثلة. فقد أشار هوغو ميشرون إلى أن " التواصل صار سهلا بفضل تبادل الأفكار عبر "التغريدات" أو أشرطة الفيديو أو رسائل "التلجرام". فالعمل الدعائي لتنظيم الدولة ينتج بإتقان خطابات قادرة على الوصول إلى أدمغة أشخاص ذوي مستوى تعليمي بسيط أو حتى كبار المثقفين".
وشدد ميشرون على أن "عمل تنظيم الدولة مدروس بدقة. فهو يعد أوامره ويجهز تعليماته، المتعلقة سواء بالسلوك اليومي للجهاديين أو بالقتال، بطريقة محكمة جدا. لذلك فمن المؤكد أن انتشار قوات الشرطة في الأماكن العامة لا يكفي لمحاربة هذا الفكر الجهادي الجديد".
وقالت الصحيفة إن هذه الهجمات المنفردة بدأت منذ سنة 2013، حين قام رجلان في لندن بمهاجمة جندي بريطاني بسيارتهما، ثم دهساه، قبل أن يقوما بقتله باستعمال ساطور وسكاكين.
ونقلت الصحيفة عن عاصم الدفراوي، المتخصص في الحركة الجهادية الدولية ومكافحة سياسات التطرف، والحاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية في باريس، قوله إن الدولة الفرنسية تتقدم بخطى بطيئة جدا، سواء في مجال فهم ظاهرة الإرهاب أو آليات نشر التطرف، وأن الأمر يزداد خطورة، خاصة مع الاستراتيجيات الجديدة التي يتبعها التنظيم.
========================