الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 27/12/2020

سوريا في الصحافة العالمية 27/12/2020

28.12.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية :
  • ديلي تليغراف :محلل بريطاني: على بايدن ألا يقوض إنجازات ترمب في الشرق الأوسط
https://mubasher.aljazeera.net/news/2020/12/26/محلل-سياسي-يحذر-بايدن-من-محاولة-تقويض
 
الصحافة الامريكية :
  • واشنطن بوست : تستعرض أزمة الخبز في مناطق النظام وتسخر من غباء و"جنون" مسؤولي وإعلام أسد
https://orient-news.net/ar/news_show/186946/0/صحيفة-أمريكية-تستعرض-أزمة-الخبز-في-مناطق-النظام-وتسخر-من-غباء-وجنون-مسؤولي-وإعلام-أسد
 
الصحافة العبرية :
  • يديعوت أحرونوت: مناورات إسرائيلية-أميركية "تاريخية" لردع إيران
https://www.syria.tv/يديعوت-أحرونوت-مناورات-إسرائيلية-أميركية-تاريخية-لردع-إيران
 
الصحافة البريطانية :
ديلي تليغراف :محلل بريطاني: على بايدن ألا يقوض إنجازات ترمب في الشرق الأوسط
https://mubasher.aljazeera.net/news/2020/12/26/محلل-سياسي-يحذر-بايدن-من-محاولة-تقويض
26/12/2020
حذر المحلل السياسي والباحث البريطاني كون كوجلن، الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن من تقويض إنجازات الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب في الشرق الأوسط.
وأشاد كوجلن (أحد كبار زملاء معهد جيتستون الأمريكي، ومحلل الشؤون الدفاعية بصحيفة ديلي تليغراف البريطانية)، بالرئيس الأمريكي، وبما حققه من إنجازات في الشرق الأوسط.
وقال في تقرير نشره معهد جيتستون؛ إن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب المقبلة، أوضحت أن أحد أهم أولوياتها هي تبني موقف جديد في تعاملات واشنطن مع الشرق الأوسط، وأنها تريد بوجه خاص إحياء الاتفاق النووي مع إيران، وكذلك إعادة بدء حوار مع القيادة الفلسطينية، التي فرضت مقاطعة دامت ثلاثة أعوام بالنسبة لإدارة ترمب.
ويرى كوجلن؛ أنه على الرغم من أن أعضاء فريق بايدن الجديد، وأغلبيتهم من الشخصيات التي عملت مع إدارة أوباما، حريصون على تأكيد جدول أعمال سياسة جديدة بالنسبة للمنطقة، فإنهم يحتاجون أيضًا إلى مراعاة أنه يتعين عليهم وهم يفعلون ذلك، عدم تبديد الإرث الهائل الذي بناه الرئيس ترمب في المنطقة.
وأضاف؛ أنه من المهم تذكر أنه عندما تولى ترمب منصبه، كانت المنطقة ما زالت تتعافى من التداعيات الوخيمة للتعامل الذي يتسم بعدم الكفاءة والسذاجة مع المنطقة من جانب الرئيس السابق باراك أوباما، على حد تعبيره.
طالب المحلل السياسي البريطاني أعضاء فريق بايدن الجديد بمراعاة عدم تبديد الإرث الهائل الذي بناه الرئيس ترمب في المنطقة
وأوضح  أنه بحلول أوائل شهر يناير/ كانون ثانٍ 2017، عندما تولى ترمب منصبه، كانت إيران تنفق على توسيع نطاق نفوذها الذي وصفه بالشرير في أنحاء الشرق الأوسط عشرات المليارات من الدولارات التى حصلت عليها نتيجة التوقيع على الاتفاق النووي، الذي ساعد أوباما في التوصل إليه عام 2015.بحسب كوجلن
وقال المحلل البريطاني في تقريره، إن هذا "النفوذ "الشرير شمل دعم نظام بشار الأسد في سوريا، وتنظيم حزب الله في لبنان، والمليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق والمتمردين الحوثيين في اليمن، الذين يستخدمون بانتظام الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية لمهاجمة المملكة العربية السعودية، وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة".
وأكد كوجلن أن محاولات إحياء عملية السلام العربية-الإسرائيلية، لم تحقق شيئًا بسبب موقف إدارة أوباما العدائي تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فضلًا عن التمسك بسعي لا أمل فيه لإقامة علاقات أكثر إيجابية مع القيادة الفلسطينية.
وتابع "علاوة على ذلك، فإن تردد أوباما في أن يصبح مهتمًا بالحرب الوحشية في سوريا كان يعني عرقلة محاولات القوات الأمريكية للقضاء على عناصر تنظيم الدولة، الذي نجح في الاستيلاء على مساحات كبيرة من شمال العراق وسوريا".
وأضاف: "ومن ثم فإن ترمب يستحق الشكر الهائل على تحقيقه لتحول كامل في موقف أمريكا في المنطقة أثناء فترة ولايته في البيت الأبيض؛ فبفضل موقفه القوي تجاه إيران، وانسحابه من الاتفاق النووي وإعادته فرض العقوبات الشديدة الوطأة ضد طهران، تضاءل الاقتصاد الإيراني بدرجة كبيرة للغاية، ما حدّ من قدرة ملالي إيران على نشر عقيدتهم الشريرة في أنحاء المنطقة"، حسب وصفه.
ووفق المحلل البريطاني، "فقد قُضي تمامًا على تنظيم الدولة الإسلامية وحلمه في إقامة خلافة خاصة به، وذلك أساسًا لأن ترمب، فور توليه منصبه، منح القادة الأمريكيين السلطة والحرية لتكثيف الحملة العسكرية ضد المتعصبين الإسلاميين".
لكنه يرى أن أكبر انجاز لترمب كان النجاح الذي حققه في كسر الجمود في عملية السلام الإسرائيلية- العربية من خلال تطبيع مجموعة من الدول العربية- هي الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والسودان والمغرب- علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل تحت ما يسمى بـ"اتفاقات إبراهام"، مع ما يقال من أن كثيرًا من الحكومات العربية الأخرى تفكر جديًّا في اتخاذ الخطوة نفسها.
التحدى بالنسبة لإدارة بايدن المقبلة الآن يتمثل في معرفة كيف يمكنها اتباع جدول أعمال سياسة خارجية مختلفة دون تقويض الإنجازات المهمة للغاية التي تحققت أثناء فترة ولاية ترمب
ويضيف كوجلن، أن ما حققه ترمب ليس أمرًا رائعًا فقط؛ فقد أعاد تشكيل مشهد المنطقة بعد ما كان سائدًا من فوضى وصراع عندما ترك أوباما منصبه، وفي الوقت الحالي يتجه الزخم في المنطقة نحو السلام، وليس الصراع، كما كان الحال في الغالب في ظل رئاسة أوباما.
ويصل كوجلن إلى استنتاج مفاده؛ أن التحدي بالنسبة لإدارة بايدن المقبلة الآن يتمثل في معرفة كيف يمكنها اتباع جدول أعمال سياسة خارجية مختلفة دون تقويض الإنجازات المهمة للغاية التي تحققت أثناء فترة ولاية ترمب، محذرًا أنه إذا حاولت إدارة بايدن المقبلة تقويض أيٍّ مما حققه ترمب في الشرق الأوسط؛ فإن ذلك لن يكون في صالحها.
=========================
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست : تستعرض أزمة الخبز في مناطق النظام وتسخر من غباء و"جنون" مسؤولي وإعلام أسد
https://orient-news.net/ar/news_show/186946/0/صحيفة-أمريكية-تستعرض-أزمة-الخبز-في-مناطق-النظام-وتسخر-من-غباء-وجنون-مسؤولي-وإعلام-أسد
ترجمة أورينت نت
تاريخ النشر: 2020-12-27 08:20
كل صباح يستيقظ أبو محمد وابنه الأكبر لصلاة الفجر في دمشق، ثم يتناوبون على المخبز. قال الرجل إنهم ينتظرون ثلاث ساعات على الأقل، وبالكاد يصلون إلى العمل أو المدرسة في الوقت المحدد وفي كثير من الأحيان تفوت على الأولاد صفوفهم الأولى وفي بعض الأحيان يفتقدون اليوم كله.
الرجل وفي مقابلة عبر الهاتف قال: "ذات يوم وقفت سبع ساعات وفي اليوم التالي كانت الساعة الثامنة. رأيت أن عملي يتعرض للخطر فأنا أحتاج للعمل لأتمكن من العيش".
أبو محمد، الذي رفض الكشف عن اسمه بالكامل خوفاً من مضايقات الأجهزة الأمنية، هو من بين عدد متزايد بشكل متزايد من السوريين الذين يقبعون في صفوف لا نهاية لها على ما يبدو.
ربما تكون أزمة الخبز أكثر المظاهر وضوحاً وألماً للانهيار الاقتصادي في سوريا، حيث شهدت خفض كمية الخبز المدعوم التي يمكن لمعظم العائلات شراؤها بمقدار النصف أو حتى أكثر، فقد تضاعفت الأسعار المدعومة منذ أكتوبر/ تشرين الأول، على الرغم من "الوعود الرسمية" في الربيع بأن ارتفاع أسعار الخبز كان "خطاً أحمر" لن يتم تجاوزه.
وقال أبو محمد، العامل في مصنع والأب لخمسة أطفال، والذي رفض الكشف عن اسمه الحقيقي خوفاً من مضايقة أجهزة الأسد الأمنية، إنه يحتاج من ثلاثة إلى أربعة أكياس من الخبز في اليوم. ويشتري كيسين من الخبز الخشن منخفض الجودة من مخبز حكومي التي تمثل "حصته الكاملة في ظل النظام المدعوم"، وإنه ينتظر في الصفوف في المخابز الخاصة للحصول على أرغفة أخرى ذات جودة أعلى عندما ييأس وعندما يجدها  يدفع 10 أضعاف السعر الرسمي البالغ حوالي 50 سنتاً (1500 ليرة) ممن يسميهم "تجار الأزمة" في السوق السوداء.
خارج المدن الكبرى قد يكون الحرمان أسوأ، فالرجل الفقير الذي يعيش في القرية لم يعد لديه غاز بل لديه خشب من أجل الخبز، بحسب قول أحد سكان مدينة طرطوس الساحلية في مقابلة مع واشنطن بوست عبر Facebook.
يأكل السوريون الخبز مع كل وجبة تقريباً في سوريا، إذ تُقطع الأرغفة إلى قطع في جيوب صغيرة، وتُمسك بين إصبعين لتقطيع الزبادي والزيتون على الإفطار، وتعانق الخضار المحشوة على الغداء وتلف كالشاورما في وقت متأخر من الليل.
تقليديا، هو أكبر بكثير وأكثر رقة ونحافة من البيت الموجود في الولايات المتحدة ويباع في أكوام من حوالي سبعة أرغفة بأكياس بلاستيكية شفافة، إلا أنه وفي الآونة الأخيرة بدأ السوريون يشعرون بالفزع من وجود عدد أقل من الأرغفة في كل كيس.
في مقابلة مع صحيفة الوطن الموالية لحكومة النظام في وقت سابق من هذا الشهر، سعى وزير الزراعة حسن قطنا إلى تبديد السخط العام قائلاً: "لنعد إلى خبز الخبز في منازلنا بدلاً من انتظار الحكومة".
لكن مع تضاعف الأسعار وتدهور الجودة وطول الطوابير بشكل يبعث على السخرية، فإن المواطنين الذين لم يجرؤوا على الشكوى من قبل خوفاً من حكومة بشار الأسد الاستبدادية، ينفثون عن غضبهم، كما تصاعد هذا الغضب بعد أن ذكرت صحيفة حزب البعث الحاكم في وقت سابق هذا الشهر أن 500 طن من القمح اختفت أثناء إنزال حمولتها من سفينة.
واستوردت سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية ما معدله أكثر من 1.1 مليون طن من القمح بحسب تقرير لحكومة النظام في سوريا يرصد اقتصاد البلاد، وكانت جميع الواردات تقريباً من روسيا حليف الأسد الحيوي، لكن انتشار فيروس كورونا دفع روسيا إلى الحد من صادرات القمح في وقت سابق من هذا العام لحماية إمداداتها المحلية.
وقال مسؤول في مؤسسة الحبوب السورية هذا الشهر، إن الشركات الروسية انسحبت من ستة عقود مع سوريا، مما قلص إجمالي واردات القمح إلى النصف تقريبا.
في الوقت نفسه، أدت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة - الناتجة عن الحرب وسوء الإدارة والعقوبات الأمريكية والأثر غير المباشر للانهيار المالي في لبنان المجاور - إلى تدمير قيمة الليرة السورية، مما جعل استيراد القمح باهظ التكلفة، كما عطلت الأزمة إنتاج وتسويق المحاصيل.
ويعتبر القمح تاريخياً أكبر محصول في البلاد، لكن الاكتفاء الذاتي لسوريا، وهو حجر الزاوية في سياسات حزب البعث منذ عقود، كان قد تم تقويضه بالفعل بسبب الحرب والجفاف.
ومنذ عام 2011، تمزق البلاد بسبب "الحرب الأهلية" بعد أن انتفض السوريون ضد الأسد. فقد عانت المحافظات الثلاث الأكثر ثراءً بالأراضي الزراعية - حلب والرقة والحسكة - بشدة من القتال بين قوات النظام المدعوم من روسيا والمقاتلين المدعومين من الغرب وتنظيم داعش المتطرف. دمرت الآلات الزراعية وأصبحت طرق الشحن غير آمنة، في حين زادت تكاليف الإنتاج.
في حين أن هطول الأمطار الغزيرة وتحسين الأمن ساعدا على مضاعفة حجم المحصول السنوي العام الماضي، وفقاً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فإن الإنتاج المحلي البالغ 2.2 مليون طن لا يزال تقريباً نصف متوسط ما قبل الأزمة.
ولحشد المؤيدين، ألقت حكومة الأسد باللوم على الولايات المتحدة في الأزمة، ففي إشارة جزئية إلى تأثير العقوبات الاقتصادية الأمريكية، وقد أعاق ذلك قدرة سوريا على استيراد قطع غيار للآلات والمبيدات، كما عطل المعاملات المالية، مما قلل من قيمة الليرة السورية وفاقم الأزمة الاقتصادية الأوسع.
أثرت العقوبات بشدة على واردات الوقود، مما أدى إلى تشويش طوابير طويلة من السيارات على الطرق خارج محطات الوقود، في بعض الأحيان لأكثر من 10 ساعات.
وألقت وكالة الأنباء النظام الرسمية (سانا) باللوم على الرئيس ترامب في حرائق الغابات التي أتت بحقول الحبوب، زاعمة أنه أمر طائرات هليكوبتر أمريكية من طراز أباتشي بحرق مجموعة من محاصيل القمح في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد.
وظهر وزير التربية والتعليم دارم الطباع، في مقطع فيديو هذا الشهر في حقل لديه باقة قمح كبيرة، وحث الطلاب على غرس المحصول، قائلاً: "إنكم ترون الآن أهمية حبوب القمح عندما تقفون في طابور للمخابز، وعندما تستيقظون لتناول الإفطار، وعندما تعودون إلى المنزل من المدرسة".
قوبلت تصريحاته بالسخرية عبر الإنترنت - وحيّر النقاد من فكرة أن القمح ليس أكثر من نبتة منزلية.
وأشارت بعض التقارير في وسائل الإعلام الموالية للحكومة ومنشورات فيسبوك إلى عدم وجود أزمة خبز على الإطلاق، الأمر الذي قوبل بموجة من الغضب، وقال أحد أهالي طرطوس، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام، إنه غاضب بشكل خاص من الوزراء الذين "يجلسون هناك ويسخرون من الناس ويعتقدون أن كل شيء على ما يرام".
وكانت الطوابير قد نمت بشكل كبير لدرجة أن أحد مخابز دمشق أقام سياجاً بارتفاع ستة أقدام لاحتواء المشترين، حيث انتشرت صورة على الإنترنت لرجال محشورين في ما يشبه القفص، مما أثار غضب السوريين في الداخل والخارج من الظروف المهينة التي تشبه السجن.
=========================
الصحافة العبرية :
يديعوت أحرونوت: مناورات إسرائيلية-أميركية "تاريخية" لردع إيران
https://www.syria.tv/يديعوت-أحرونوت-مناورات-إسرائيلية-أميركية-تاريخية-لردع-إيران
إسطنبول - خالد خليل
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت تفاصيل أكبر عملية ردع عسكرية مشتركة نفذها الجيشان الأميركي والإسرائيلي، خلال الأسابيع الأخيرة، في مياه الخليج والبحر الأحمر، هدفها الردع الاستراتيجي لأي تهديد إيراني محتمل.
ووصفت الصحيفة عملية الردع بأنها "استراتيجية" و "لم يسبق لها مثيل في تاريخ الشرق الأوسط"، وهذه أول مرة في التاريخ تستخدم فيها الغواصات والقاذفات في عملية ردع تمثلت في استعراض للقوى والقدرات العسكرية للبلدين عبر إرسال هذه الأسلحة الفتاكة والمتطورة إلى مياه الخليج العربي.
وتأتي هذه العملية قبيل أسابيع من مغادرة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، وفي خضم تصعيد عسكري تقوده تل أبيب برعاية أميركية ضد إيران ومشاريعها في المنطقة لاسيما في سوريا.
ونشرت الصحيفة تقريراً مفصلاً بقلم محللها للشؤون الأمنية والسياسية، رون بن يشاي. يشرح فيه الأسباب والدوافع لهذه العملية "غير المسبوقة"، وترجمه موقع تلفزيون سوريا.
رسائل تحذير لإيران
ويقول بن يشاي أن الهدف من العملية هو ردع إيران من تنفيذ عمليات انتقامية أو استفزازات للضغط على الولايات المتحدة لرفع العقوبات التي تفرضها على طهران.
ويضيف المحلل الإسرائيلي، لأول مرة في تاريخ المنطقة تشارك في هذه العملية غواصات استراتيجية أميركية وإسرائيلية وقاذفات استراتيجية أميركية، لإرسال رسائل تثبت للإيرانيين بأن هناك قوة عسكرية ليس بمقدورهم مواجهتها، ولتحذير طهران أو وكلائها من مغبة تنفيذ عمليات قد تسبب ضحايا بشرية أو خسائر مادية للولايات المتحدة ولإسرائيل أو لحلفاء واشنطن في المنطقة.
وأشار بن يشاي إلى أن العملية أشرف على تنسيقها رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي خلال زيارته الأخيرة للمنطقة قبل أسبوع.
وجاءت هذه العملية المشتركة بناءً على تقديرات لتقييم الوضع أجراها البنتاغون والإسرائيليون، والتي ترجح قيام إيران بعملية عسكرية أو هجوم إرهابي قبل تأدية الرئيس المنتخب جو بايدن اليمين الدستورية في 20 كانون الثاني/يناير المقبل.
وتشير التقديرات الأميركية والإسرائيلية إلى أن لطهران ثلاث دوافع للقيام بعمليات انتقامية، الأول هو الانتقام من الولايات المتحدة مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قاسم سليماني في 3 من كانون الثاني/يناير الماضي، والثاني انتقاماً من إسرائيل على اغتيالها "عراب النووي الإيراني" العالم محسن فخري زاده الشهر الماضي.
أما الدافع الثالث لممارسة ضغط نفسي على إدارة بايدن لدفعه باتجاه رفع العقوبات التي فرضها ترامب، والتي تسببت بضائقة اقتصادية واجتماعية حادة على طهران وتهدد استقرار النظام الإيراني.
ويضيف المحلل الإسرائيلي دافعاً آخر هو لدفع الأميركيين لسحب قواتهم التي تشكل تهديداً استراتيجيا على إيران من العراق غرباً ومن أفغانستان شرقاً.
ويلفت بن يشاي، إلى أن تقييم نوايا إيران الانتقامية من قبل واشنطن أكثر صرامة من التقديرات الإسرائيلية. فإسرائيل ترى أن الإيرانيين في حال قررت القيام بأية عملية ستكون على يد وكلائها ولن تكون الأضرار كبيرة، لكيلا تزعج إدارة بايدن المقبلة ولا تؤلب ضده الرأي العام وأنصار ترامب.
بينما ترى الولايات المتحدة بأنه بالرغم من سعي الإيرانيين لفتح صفحة جديدة مع الرئيس الجديد، ودفعه نحو رفع العقوبات المفروضة عليهم، إلا أن لدى طهران رغبة بالانتقام وطرد الجنود الأميركيين من الشرق الأوسط، وهذه الرغبة أقوى وأشد في أوساط التيار المحافظ المسيطر اليوم على الحكم في الجمهورية الإسلامية، من التيار البراغماتي الذي يقوده الرئيس روحاني، وكذلك المرشد الأعلى علي خامنئي، اللذان يعطيان أولوية لإزالة العقوبات.
قاذفة الصواريخ الأميركية B-52
وعلى خلفية هذه التقديرات، تجري عملية الردع بوسائل عسكرية وخبرات عقلية مشتركة، التي بدأت بإرسال القاذفة B-52  إلى سواحل الخليج وإظهار قدرتها على الذهاب والعودة من الولايات المتحدة إلى قطر من دون توقف. وتمتلك هذه القاذفات القدرة على إطلاق أكثر من 30 طنا من الأسلحة الدقيقة، من دون أن تعترضها بطاريات الصواريخ الإيرانية المضادة للطيران، وتتصدى للصواريخ والطائرات الإيرانية، كما أنها قادرة على تدمير عشرات الأهداف المحصنة والمنشآت النووية في إيران من دون أن يكون للأخيرة أو وكلائها القدرة على التصدي لها.
ويشير المحلل الإسرائيلي إلى أن القاذفة B-52 سبق وأن استخدمتها واشنطن في العراق وأفغانستان، ولكن زادت من قدراتها التكنولوجية عما كانت عليه في السابق، مشيرا إلى أن الإيرانيين لم يأخذوا بالحسبان هذه الميزات الجديدة للقاذفة، خاصة بعد قيام إحدى الميليشيات العراقية بإطلاق نحو 20 قذيفة بقطر 107 ملم نحو سفارة واشنطن في بغداد، رغم التعليمات الإيرانية بالتوقف عن استهداف السفارة.
ويتابع بن يشاي بالرغم من أن هذه القذائف، وهي من طراز كاتيوشا قصيرة المدى، لم تسبب أضراراً إلا أن الرئيس ترامب حمل المسؤولية مباشرة لإيران.
وذكر ترامب في تغريدة على حسابه الشخصي على موقع تويتر، أن الفحص أثبت أن القذائف من صنع إيران. وبالرغم من عدم تبني أي ميليشيا مسؤولية الهجوم وإدانته من قبل طهران نفسها وحتى من قبل الميليشيات العراقية المتشددة وكتائب حزب الله، إلا أن الأميركيين ينسبون الهجوم إلى مبادرة إيرانية. وقد هدد ترامب صراحة في حال إصابة أي جندي أميركي بأذى ستتحمل طهران المسؤولية.
الغواصة الأميركية "جورجيا"
في يوم الإثنين الماضي، وفي أعقاب الهجوم على سفارتها في بغداد كشفت واشنطن أو بالأحرى أرسلت صوراً لوسائل الإعلام للغواصة الأميركية، المعروفة باسم "جورجيا"، وهي تبحر في مياه الخليج حاملة أكثر من 150 صاروخ كروز. وأكثر من ذلك تعتبر الغواصة جزءا من فرقة عمل المدمرات الثقيلة والخفيفة، التي تحمل جميعها صواريخ كروز.
يقول المحلل الإسرائيلي إن وجود هذه القوات الفتاكة والاستراتيجية بهذا الحجم في مكان لا يبعد سوى عشرات الأميال البحرية عن الشواطئ الإيرانية يشكل تهديداً لا يمكن للإيرانيين تجاهله، وعلى الإيرانيين أن يدركوا بأن الرئيس ترامب، الذي لا يمكن توقع تصرفاته، من الممكن أن يستخدم هذه القوة، ولو من باب وضع العراقيل أمام بايدن وتوجهاته في التفاوض على اتفاق نووي جديد.
أين تكمن أهمية الغواصة "جورجيا"؟ يجيب المحلل الإسرائيلي على هذه النقطة بالقول، بالرغم من أن الإيرانيين طوروا أساليب قتالية وصواريخ قادرة على استهداف حاملات الطائرات والصواريخ فوق-مائية، إلا أنهم عاجزون عن مواجهة هذه الغواصة لقدرتها على إطلاق نحو 100 صاروخ كروز، وليس بالضرورة أن يكون نووياً، لإحداث دمار هائل بمنشآت إيران النووية ومنشآت تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة. ولن تجدي الطريقة التي تتبعها إيران لمهاجمة السفن الأميركية بزوارق سريعة تحتوي على متفجرات وصواريخ في مواجهة مثل هذه الغواصة.
وتزامناً مع وصول "جورجيا" إلى مياه الخليج، نشرت هيئة البث شبه الرسمية في إسرائيل، تلفزيون "كان"، نقلا عن مصادر استخبارية عربية أن إسرائيل أرسلت يوم الإثنين الماضي أيضاً، غواصة من طراز دلفين عبرت قناة السويس متجهةً إلى الخليج، ويبدو أن إسرائيل ومصر هما من سربتا الخبر للإعلام لدواعي الردع، بحسب بن يشاي.
يشار إلى أن الغواصات الإسرائيلية من طراز "دولفين" لديها القدرة أيضاً على إطلاق صواريخ كروز دقيقة برأس نووي أو تقليدي، وهي صناعة ألمانية وتمتلك إسرائيل تسعة منها.
البحر الأحمر لإسرائيل والخليج لأميركا
وأوضح المحلل الإسرائيلي أن هناك تقسيما للعمل بين إسرائيل والولايات المتحدة في عملية الردع هذه، حيث من المفترض أن تتولى إسرائيل قطاع البحر الأحمر ومنطقة باب المندب عبر تشغيل الغواصة وقدراتها العسكرية الأخرى، بينما تعمل الولايات المتحدة داخل مياه الخليج العربي.
وعن الدور الإسرائيلي في هذه العملية يرى بن يشاي أن تقسيم العمل ضروري لأسباب عملياتية، حيث تعمل ميليشيا الحوثي اليمنية الشيعية المدعومة إيرانياً في منطقة البحر الأحمر، ونشاطات جماعة الحوثي تضر بالمصالح البحرية السعودية، كما أنها قادرة نظرياً على إطلاق صواريخ كروز من الجنوب باتجاه إسرائيل.
ويتابع بن يشاي، إن وجود الغواصة الإسرائيلية في البحر الأحمر قد يدفع الحوثيين إلى التفكير أكثر من مرة، لأن الغواصة تمتلك قدرات استخبارية وقدرات لإطلاق أسلحة دقيقة. وكل ما لم يتم فعله من البحر باستخدام هذه الغواصة، يمكن لإسرائيل أن تفعله من الجو.
وتجدر الإشارة إلى أن استخدام الغواصات الاستراتيجية كوسيلة للردع أمراً جديداً في الشرق الأوسط، على الرغم من أن الغواصات قد شاركت بالفعل في المعارك البحرية في الحرب العالمية الثانية. ولكن كوسيلة للردع الاستراتيجي ربما تكون هذه هي المرة الأولى.
الحرب النفسية
أما الشق العقلي والتفكيري في عملية الردع، الذي يندرج في إطار الحرب النفسية، فقد عكسته تصريحات الجنرالات الأميركيين وكبار الشخصيات العسكرية والسياسية في إسرائيل، وجميعها ترسل رسالة واضحة للإيرانيين مفادها أن هذا السلاح - القاذفات والغواصات - خرج من الدرج، وإذا لم يفهم الإيرانيون الرسالة، قد يتم تفعيلها ضدهم، وفقاً لقول بن يشاي.
بالإضافة إلى الوسائل العلنية، فقد نقلت الولايات المتحدة منظوماتها القتالية إلى حالة تأهب في وضعيات تعرض إيران للخطر إذا حاولت الإضرار بالمصالح الأميركية أو الإسرائيلية. كما أن جزءاً كبيراً من هذه الأعمال لم يتم الإعلان عنها، لكن الإيرانيين ومبعوثيهم في سوريا والعراق واليمن على علم بوجودها – وقد تم تحذيرهم.
========================