الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 26/7/2022

سوريا في الصحافة العالمية 26/7/2022

27.07.2022
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية :
  • الغارديان: موجة جديدة من الهجرة قادمة.. أوروبا غير مستعدة
https://arabi21.com/story/1452087/الغارديان-موجة-جديدة-من-الهجرة-قادمة-أوروبا-غير-مستعدة
  • فايننشال تايمز: “لعبة” أردوغان الطويلة في سوريا.. إلى أين؟
https://www.alquds.co.uk/فايننشال-تايمز-لعبة-أردوغان-الطويلة/
 
الصحافة الامريكية :
  • المونيتور :رغم معارضة روسيا وإيران.. هل يغزو أردوغان شمال سوريا؟
https://www.eremnews.com/news/world/2395004
  • معهد واشنطن :الغزو التركي الوشيك وتداعياته على علاقة قوات سوريا الديمقراطية بواشنطن
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/alghzw-altrky-alwshyk-wtdayath-ly-laqt-qwat-swrya-aldymqratyt-bwashntn
  • ستراتفور  :الخلاف حول أوكرانيا يهدد بصدام روسي إسرائيلي على الأراضي السورية
https://thenewkhalij.news/article/272741/alkhlaf-byn-rosya-osrayl-hol-aokranya-ybrz-fy-sorya
 
الصحافة البريطانية :
الغارديان: موجة جديدة من الهجرة قادمة.. أوروبا غير مستعدة
https://arabi21.com/story/1452087/الغارديان-موجة-جديدة-من-الهجرة-قادمة-أوروبا-غير-مستعدة
لندن- عربي21- بلال ياسين# الثلاثاء، 26 يوليو 2022 06:33 ص بتوقيت غرينتش0
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للصحفي سايمون تيسدال قال فيه إنه مع تهديد روسيا بضم المزيد من الأراضي في أوكرانيا، والنقص المحتمل في إمدادات الغاز، وارتفاع التضخم وتفشي كورونا في جميع أنحاء أوروبا، يبدو من القسوة تقريبا تذكير قادة الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بأزمة أخرى تتكشف تحت أنوفهم، دون ملاحظة أحد إلى حد كبير. وكما تحسر كلوديوس في مسرحية هاملت لشكسبير، فإنه "عندما تأتي الأحزان، لا تأتي واحدة واحدة، لكنها تأتي في مجموعات".
كما لو أن هزيمة الغزو الروسي لم تكن تحديا كافيا، تواجه أوروبا الآن أيضا "موجات" جديدة متصاعدة بسرعة من طالبي اللجوء غير المسجلين. ونظرا للاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي أعقبت وصول مليون لاجئ، معظمهم من السوريين، إلى شواطئ أوروبا في عام 2015، فإن من المتوقع أن يكون الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة أفضل استعدادا هذه المرة، لكن من الواضح أنهم ليسوا كذلك.
وتُظهر الأرقام التي نشرتها وكالة الحدود الأوروبية، فرونتكس، أن "الدخول غير المنتظم" ارتفع إلى 114,720 في النصف الأول من عام 2022، بزيادة 84 بالمئة عن العام الماضي. وقد يكون العديد من المهاجرين الآخرين قد أفلتوا من الكشف. وارتفع عدد الذين يحاولون الدخول عبر غرب البلقان بنحو 200 بالمئة، فيما يتوقع أن يعبر حوالي 60 ألف شخص القناة في قوارب هذا العام، أي ضعف العدد الإجمالي لعام 2021.
واللافت للنظر أن هذه الأرقام لا تشمل ملايين الأوكرانيين الذين طلبوا اللجوء في الاتحاد الأوروبي منذ شباط/ فبراير. ويأتي معظم اللاجئين والمهاجرين لأسباب اقتصادية من غير الأوكرانيين المصنفين على أنهم غير نظاميين من سوريا وأفغانستان والعراق وتركيا وبيلاروسيا وبنغلادش ومصر وأفريقيا جنوب الصحراء.
هذا مهم لفهم ما يقود الطفرة الجديدة، إذ انعكس تخلي الغرب عن أفغانستان العام الماضي بوضوح في زيادة أعداد اللاجئين. ومع استمرار الفتنة في سوريا، بما في ذلك إدلب والتهديد بمزيد من التوغلات العسكرية التركية عبر الحدود في المناطق الكردية ونزاعات مختلفة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بالإضافة إلى تركة حرب العراق، فإن كل ذلك لا يزال تؤجج عدم الاستقرار.
وتشكل التأثيرات البشرية التراكمية لحالة الطوارئ المناخية أيضا الصورة العامة للهجرة. لكن في الوقت الحالي، يمثل التهديد الذي تتعرض له الإمدادات الغذائية بسبب حصار فلاديمير بوتين على البحر الأسود، وما نتج عنه من نقص وتضخم في الأسعار وعدم استقرار، هذا هو العامل الجديد الكبير.
بالنسبة لبوتين، فإن الهجرة، مثل الطاقة والغذاء، هي سلاح حرب يستهدف قلب أوروبا.
حل وسط هش، تم الكشف عنه في إسطنبول الجمعة الماضي ويهدف إلى إنشاء طرق بحرية آمنة للحبوب من أوديسا وميناءين أوكرانيين آخرين، قد يخفف في نهاية المطاف الضغط على البلدان النامية المعتمدة على الاستيراد. ومع ذلك، فإنه حتى في حالة استمرار الاتفاق، فسيستغرق استئناف التجارة وقتا، ولا يمكن للصادرات أن تصل إلى مستويات ما قبل الحرب بينما يستمر الصراع.
ويتذكر المسؤولون الأوكرانيون تأكيدات بوتين المتكررة في الشتاء الماضي أنه لن يغزو بلادهم، فإن المسؤولين الأوكرانيين لا يثقون به في الوفاء بوعده الآن - خاصة إذا تحول القتال على الأرض جنوبا. الولايات المتحدة متشككة أيضا. وقالت وزارة الخارجية: "ما نركز عليه الآن هو تحميل روسيا المسؤولية عن تنفيذ هذا الاتفاق".
بغض النظر عن ما إذا تم رفع الحصار، فإن من المتوقع أن تستمر الهجرة غير المنظمة إلى أوروبا في الارتفاع حتى عام 2023. ووفقا لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فقد ارتفع إجمالي النازحين العالمي إلى أكثر من 100 مليون، وسيتم تحطيم هذا الرقم القياسي إذا استمرت الحرب في أوكرانيا. وتوقعت المحللة إليزابيث براو أن "الموجة الأولى من ضحايا الحرب غير المباشرة تتجه نحو أوروبا ومن شبه المؤكد أن تتبعها موجات أكبر".
وفي حديثها في وقت سابق من هذا الشهر، قالت إيلفا جوهانسون، مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية، إن أوروبا تواجه "تحديا كبيرا". وقالت إن أزمات الغذاء والطاقة المترابطة "يمكن أن تؤدي إلى عدم استقرار البلدان، وأن تصبح الجماعات الإرهابية أقوى، وأن تصبح الجماعات الإجرامية المنظمة أقوى. هذا يعني أن الناس... لا يشعرون بالأمان للبقاء في بلدهم".
هل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على مستوى تحديات الهجرة المتجددة؟ لا يبدو الأمر كذلك. النسخة الأخيرة لاتفاق الهجرة المتعثر للاتحاد الأوروبي لعام 2020 - "آلية تضامن طوعية" - محدود، وصياغته غامضة ويفتقر إلى الإجماع. وكما هو الحال منذ عام 2015، فلا تزال النمسا والمجر وبولندا وغيرها ترفض بشكل أساسي بذل المزيد من الجهد لمساعدة دول "المواجهة" مثل اليونان وإيطاليا ومالطا وقبرص وإسبانيا في معالجة طلبات اللجوء وتوطين طالبي اللجوء.
وقالت منظمة أوكسفام إن الآلية سمحت للدول بالتنصل من مسؤولياتها، وفشلت في إنشاء طرق هجرة قانونية، واستمرت في الاعتماد بدلا من ذلك على مراقبة الحدود ومراكز الاحتجاز والحواجز المادية (مثل الجدار الحدودي الذي تم الانتهاء منه حديثا في بولندا مع بيلاروسيا). وقالت ستيفاني بوب من منظمة أوكسفام: "ستكون النتيجة غرق أنظمة الاستقبال واللجوء، والمخيمات المكتظة بالناس الذين يُتركون في طي النسيان والمزيد من عمليات الصد على الحدود الأوروبية".
ويقول النقاد أيضا إن الكيل بمكيالين صارخ واضح في معاملة الاتحاد الأوروبي السخية للأوكرانيين مقارنة مع غير الأوكرانيين.
لا يمكن لأحد أن يتهم بريتي باتيل، وزيرة الداخلية البريطانية المحاصرة، بالكرم تجاه طالبي اللجوء، بغض النظر عن بلدهم الأصلي. لقد كذّب مخططها الثقيل والبيروقراطي (منازل لأوكرانيا) ادعاءات بوريس جونسون بأن المملكة المتحدة تقود العالم في مساعدة أوكرانيا.
واجهت باتيل ضربة مزدوجة الأسبوع الماضي. وانتقد مفتش مستقل طريقة تعامل وزارة الداخلية مع عبور المهاجرين عبر القناة ووصفها بأنها غير فعالة وغير مقبولة. وقد مزقت لجنة برلمانية، سياستها الغريبة المتمثلة في نقل المهاجرين غير المرغوب فيهم جوا إلى رواندا، ولم تجد أي دليل على أنها تخدم كرادع. وأعلنت اللجنة أنه "يجب إنشاء طرق آمنة وقانونية لدعم أولئك الذين لديهم طلب لجوء في القدوم إلى المملكة المتحدة".
ومع تصاعد الهجرة مرة أخرى، فإنه يتزايد خطر التداعيات السياسية السلبية على مستوى أوروبا. حالة اختبار هي إيطاليا، حيث من المتوقع أن يستغل السياسيون اليمينيون المتطرفون، على أمل محاكاة نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا، هذه القضية في الانتخابات المبكرة في أيلول/ سبتمبر.
وبشكل فوري، يجب على حكومات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة التحرك لتجنب تكرار الأزمة الإنسانية لعام 2015. ووفقا لمشروع المهاجرين المفقودين، فإنه فقد أكثر من 24,000 شخص في البحر الأبيض المتوسط وحده منذ عام 2014. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، غرق 27 شخصا في القناة في يوم واحد.
وختمت الصحيفة بالقول إن السياسة الحالية لا تعمل، مشيرة إلى تواصل الخسائر البشرية، وتراكم الأحزان، ما اعتبرته "وصمة عار للجميع".
=============================
فايننشال تايمز: “لعبة” أردوغان الطويلة في سوريا.. إلى أين؟
https://www.alquds.co.uk/فايننشال-تايمز-لعبة-أردوغان-الطويلة/
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”:
تساءلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن خطة تركيا الكبرى في سوريا بتقرير أعده أندرو إنغلاند ولورا بيتل من الحدود التركية – السورية وقالا فيه إنه مع غروب الشمس تتحول نقطة الحدود في بلدة أونجو بينار  في منطقة كلس، حيث تظهر حالة ازدحام تعود فيها الشاحنات التي دخلت محملة بالبضائع إلى الأراضي السورية فارغة إضافة لعودة المسؤولين الأتراك والموظفين الذين يمثلون كل مؤسسات الدولة وحتى الرياضة إلى نقطة الحدود ومنها إلى مدنهم، بعد يوم عمل.
وقال مسؤول تركي “كل مؤسسة تخطر ببالك (في تركيا) هي هناك” ويقدر أن حوالي 300 عامل تركي و 200 شاحنة تقطع النقطة الحدودية وهي واحدة من ثماني نقاط على الحدود التي تمتد بطول 900 كيلو متر.
وهو مشهد يعكس الدور المتزايد لتركيا في تشكيل مستقبل سوريا بعد العمليات العسكرية التي قامت بها لمنع المسلحين الأكراد الذين تعتبرهم إرهابيين. ومنذ أن هدرت الدبابات التركية أول مرة قبل ستة أعوام، أصبحت العملية العسكرية مهمة ولامست كل مظاهر الحياة المدنية والأمنية في الجيوب الثلاثة التي يعيش فيها مليونا سوري. وهي مهمة تعبر عن أكبر تأثير لتركيا في دولة عربية منذ انهيار الخلافة العثمانية عام 1918 وربما توسعت حالة نفذ الرئيس رجب طيب أردوغان وعيده بحملة عسكرية جديدة. ولو نفذ تهديداته فستؤدي إلى زيادة التمحيص في استراتيجية تركيا طويلة الأمد ودور القوى الخارجية في النزاع السوري الذي مضى عليه عقد من الزمان.
وبات تشرذم سوريا خلال العامين الماضيين أمرا واقعا. واستطاع نظام بشار الأسد وبدعم من روسيا وإيران استعادة الكثير من المناطق التي خسرها في بداية الحرب التي اندلعت كانتفاضة سلمية تطالب بالتغيير والإصلاح. وتم دفع ما تبقى من المعارضة المسلحة شمالا حيث تعتمد على القوة العسكرية والدعم المالي التركي. وفي شمال- شرق سوريا تدعم الولايات المتحدة الأكراد بحوالي 800 من جنودها. وتحول النزاع في سوريا إلى نزاع مجمد، فقد فيه المجتمع الدولي الاهتمام بتسوية للأزمة الساكنة. وسيظل واقع سوريا كئيبا طالما رفض الأسد التنازل في تسوية سياسية ورفضت القوى الأجنبية مغادرة البلاد.
وقالت دارين خليفة، المحللة بشؤون سوريا في مجموعة الأزمات الدولية ببروكسل “لا أحد يريد الحديث بصراحة لأنه مثير للجدل السياسي والأمريكيون لا يريدون الشعور بأنهم يسهمون بهذا وتركيا لا تريد أن يتحدث أحد عنه”. و “لكن الواقع هو أن ديناميات النزاع ورهاناته تحفز القوى الأجنبية على البقاء في سوريا. وطالما بقيت فسيظل الانسداد الحالي  ويشبه حالة تقسيم فعلي” للبلاد.
وفي المناطق الثلاث التي تديرها تركيا يتعلم أطفال المدارس اللغة التركية ويعالج المرضى في المستشفيات التي بنتها تركيا وتضاء أنوار المنازل والشوارع بالكهرباء من تركيا. وباتت الليرة التركية العملة السائدة في التجارة، ويتم استخدام البريد التركي “بي تي تي” لتحويل رواتب العاملين السوريين وفيه تودع أموال المجالس المحلية. ويشرف حكام المناطق الحدودية على عملية تعيين وعزل الموظفين في المناطق السورية المتاخمة. وفي المجال الأمني، تقوم تركيا بتدريب ودفع رواتب أكثر من 50.000 مقاتل سوري ونشرت قواتها في داخل سوريا وأقامت قواعد عسكرية ضخمة على الجبهات وجدارا بطول 873 كيلو مترا. والهدف الرئيسي لأنقرة في المنطقة هو إضعاف المقاتلين الأكراد الذين استغلوا النزاع ودورهم الحيوي في مكافحة تنظيم الدولة وقاموا بترسيم مناطقهم الخاصة. وأقاموا إدارتهم المدنية في منطقة غنية بالمصادر الطبيعية من النفط والغاز والأراضي الزراعية.
 لكن تركيا تعتبر وحدات حماية الشعب أو واي بي جي امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن حربا في داخل تركيا. وصنفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المنظمة كإرهابية. واعترف المسؤولون الأمريكيون بعلاقتها مع وحدات حماية الشعب.
لكن واشنطن أغضبت أنقرة ووقفت إلى جانبهم حيث اعترفت بدورهم في قتال تنظيم الدولة. ويريد أردوغان إنشاء منطقة آمنة لترحيل اللاجئين السوريين وعددهم 3.7 مليون نسمة حيث بات وجودهم في البلاد مصدرا للتوتر. ولكن العمليات العسكرية وضعت الجنود الأتراك في محاور حرب أجنبية وكلفت أنقرة مليارات الدولارات ووترت علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية وأثارت اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان وتهدد باندلاع مواجهة عسكرية مع الأسد وداعميه من الخارج. لكن أردوغان أخبر نواب البرلمان في حزيران/يونيو أنه يخطط “لمرحلة جديدة” من هدفه بناء “محور آمن” بعمق 30 كيلو مترا من الحدود وبهدف إخراج المقاتلين الأكراد من مدينة منبج، غرب الفرات وبلدة أخرى وهي تل رفعت الواقعة بعيدا في الغرب. وقال “سنطهر تل رفعت ومنبج من الإرهابيين” و”سنعمل نفس الشيء مع بقية المناطق، خطوة، خطوة”.
ويقول الدبلوماسيون إنه لا توجد أدلة كثيرة تقترح أن العملية العسكرية قريبة، في وقت حذرت فيه روسيا وإيران والولايات المتحدة من توغل عميق في الأراضي السورية بشكل سيؤدي إلى نزاع عسكري أوسع. إلا أن القادة الأتراك في داخل سوريا أبلغوا سلطات المعارضة المحلية بضرورة تحضير المقاتلين من الجيش الوطني السوري الذي تقاتل تحت رايته عدد من الجماعات المسلحة، وذلك حسب مدير المكتب السياسي للجيش الوطني السوري محمود الليطو. وأضاف أن تركيا نشرت قوات وأسلحة على طول الحدود “حتى الشهر الماضي كانت تركيا جادة بشأن العملية”. وأكد أن الجيش الوطني السوري لا يتبع أجندة أنقرة  وسيواصل مقاومة الأسد بدعم  أو بدون دعم، معترفا أن الجيوب التي تسيطر عليها المعارضة تعتمد على رعاتها الأتراك “تحولت تركيا للفرصة الوحيدة لنا بعدما تخلى المجتمع الدولي عنا”.
 ومع ذلك هناك تباين في مواقف السوريين عندما يتحدثون عن الحياة في ظل الحماية التركية، فرغم شعور الكثيرين الذين فروا من البراميل المتفجرة والحصار والهجمات الكيماوية والانتهاكات الأخرى بالامتنان لتركيا لكن هناك تظلمات اقتصادية وأمنية. فقد فرت أسماء من منطقة حلب قبل عامين إلى البلدة الحدودية أعزاز  ولكنها تقول “لا يمكنني القول إننا نشعر بالأمن الكامل في أعزاز، لكن لو قارنتها بمناطق أخرى فهي أكثر أمنا”. وأضافت أن البلدة التي كانت صغيرة  “تكبر يوما بعد يوم” ولكنها تشتكي من قلة الوظائف وحجم التأثير التركي على السلطات المحلية “ومعظم الناس يعتقدون أن وجود تركيا هنا هو من أجل مصالحها” و “ليس لصالح السوريين”. لكن لو انسحبت تركيا “فسنشعر بالخوف لأن تركيا هي الخيار الوحيد لنا والأسد وروسيا سيأتون” كما تقول أسماء.
وأكد مسؤول تركي بارز أن أنقرة لا تقوم، كما يزعم نقادها، بمحاولة “تغيير نسيج الدولة” قائلا إن “الكثير من العرب والأصدقاء في الغرب فاتتهم هذه النقطة” و “يتساءل البعض لماذا فتحنا فروعا دينية لبعض الجامعات التركية هنا. وهذه مناطق قمنا  بتأمينها من داعش وما هو التفكير الديني الذي نفضله؟”. وبدون استثمار تركي في المدارس والعيادات وفرص العمل، فلا أمل لعودة السوريين إلى بيوتهم. إلا أن أنقرة ترى أنه كلما استطاعت قوات حماية الشعب تعزيز وجودها كلما حاولت بناء كيان مستقل، وهذا تهديد لدولة قضت أربعة عقود في محاربة الانفصاليين الأكراد.
ويرى محللون أن هناك عدة عوامل وراء إعلان أردوغان عن حملة جديدة، منها شعور أن روسيا والغرب منشغلون بحرب أوكرانيا ومحاولة تعبئة قاعدته في الانتخابات العام المقبل والوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر فيه تركيا. لكن أنقرة كما تقول خليفة ترى بوحدات حماية الشعب تهديدا لا يتعامل مع أحد بجدية. و “سواء وافقنا أم اختلفنا على دولة منفصلة إلا أن الجميع في أنقرة، سواء كان أردوغان أم قيادة أخرى ستفكر بهذا وتتحرك بناء عليه”.
وتشير الصحيفة إلى صعود قوات حماية الشعب أثناء المعركة على كوباني في عام 2014، حيث أصبح المقاتلون الأكراد خيار أمريكا في القتال ضد تنظيم الدولة من خلال مظلة قوات سوريا الديمقراطية. وراقبت أنقرة بسخط الكيفية التي أمن فيها الأكراد مناطق وأسلحة ودعما دوليا. وتقدر خليفة أن قوات سوريا الديمقراطية التي تتهم تركيا بالاحتلال تصل إلى 100.000 مقاتل ولديها إدارة مدنية بنفس الحجم. وأمر أردوغان قواته أولا في عام 2016 باتجاه جرابلوس، لمواجهة تنظيم الدولة ولإحباط التحرك الكردي. وجاءت العملية بعد أسابيع من نجاة أردوغان من محاولة انقلابية فاشلة.
وشنت تركيا حملة أخرى في عامي 2018 و2019 قاتلت في الجماعات السورية إلى جانب القوات التركية. وشنت تركيا حملة رابعة عام 2020 لعكس المكاسب التي حققها نظام الأسد في إدلب التي تسيطر عليها المعارضة ويعيش فيها 4 مليون نسمة. وتأثير تركيا على إدلب أقل، حيث تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، ولكنها تظل في النهاية الحامي الأخير للمحافظة. وانتهت المواجهات بوقف إطلاق نار توصلت إليه تركيا وروسيا ولا تزال خطوط القتال متجمدة. وتتحمل تركيا اليوم مسؤولية 9 مليون سوري إلى جانب اللاجئين في داخل أراضيها، أي نصف سكان سوريا قبل الحرب.
ويقدر مراد يشلطاش من معهد سيتا المقرب من أردوغان وحكومته أن التدخل في سوريا يكلف الخزينة التركية ملياري دولار سنويا. ولديها ما بين 4.000 – 5.000 جندي في المناطق التي تسيطر عليها وحوالي 8.000  جندي في إدلب وما حولها. وقال إن تركيا تصارع التناقض بين دعوتها للحفاظ على وحدة سوريا بمنع نشوء كيان كردي وفي الوقت نفسه تضعف من وحدة الأراضي السورية. وقال إن خيارات تركيا هي حكم مباشر والذي سيعطي تركيا مساحة لحل المشاكل الأمنية والاقتصادية على الأرض، وسيكون بمثابة الضم الفعلي أو الخروج ووضع ثقتها بالقوات الموالية لها. وفي الوقت الحالي تحاول تركيا تبني مزيج من الخيارين  و “لو سألتني من الرئيس، بالطبع تركيا”. وقال يشلطاش إن “الخريطة الحالية” لا تسمح باستراتيجية خروج، مقترحا أن السيطرة على تل رفعت ومنبج ستعزز من أهداف أنقرة الأمنية والاقتصادية طويلة الأمد. وأي عملية جديدة ستكون محفوفة بالمخاطر، فهناك تقارير عن وجود قوات تابعة للنظام وأخرى موالية لإيران حول البلدتين وهدد الأكراد بالتنسيق مع دمشق لو حدث هجوم.
ويرى الدبلوماسيون أن الحرب في أوكرانيا لم تغير من الوجود الروسي في سوريا، وهناك ما بين 2.000- 5.000 جندي روسي وغطاء جوي لنظام الأسد.
ويقول جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق لتركيا والمبعوث السابق لسوريا “بالنسبة لروسيا، فهذه (سوريا) هي نجاح كبير ولن يخاطروا بالانسحاب”، فلم يحرف التدخل الروسي في عام 2015 ميزان الحرب لصالح الأسد فقط، بل وقوت تأثير موسكو في الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط. ولا يرى جيفري أي إمكانية لانسحاب أمريكا من سوريا في الوقت الحالي، وبخاصة بعد كارثة أفغانستان.
ويعتقد أن الوضع الراهن مناسب لكل القوى الخارجية مما يؤدي إلى استقرا هش، ويرى “أنهم يفضلون التعايش مع التزامات عسكرية فوضوية لا تحقق أي شيء سوى أنها تمنع الطرف الآخر من تحقيق النصر وخلق وضع أمني خطير لهم”.
وهناك عامل في الحسابات التركية هو تراجع شعبية أردوغان لتحقيق انتصار في الانتخابات المقبلة. وفي الوقت الذي تشترك فيه المعارضة مع مخاوفه من الأكراد إلا أنها تنتقد دعمه للمعارضة السورية، وتعهدت جميعها لو فازت بإعادة العلاقات مع دمشق، كمقدمة لترحيل السوريين. لكن قلة منهم تريد العودة إلى بلد محطم ونظام ديكتاتوري فروا منه. ومن المحتمل مطالبة الأسد برحيل القوات التركية بشكل يحول المناطق الحدودية لملجأ للمتشددين الأكراد.
========================
الصحافة الامريكية :
المونيتور :رغم معارضة روسيا وإيران.. هل يغزو أردوغان شمال سوريا؟
https://www.eremnews.com/news/world/2395004
المصدر: إرم نيوز
قال موقع ”المونيتور“ الأمريكي، إن تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بغزو شمال سوريا تراجع بعد عودته ”خالي الوفاض“ من قمة مع نظيريه الإيراني والروسي في طهران، الأسبوع الماضي.
لكن الموقع أوضح أن الرئيس التركي ربما ينفذ الهجوم بحجة مكافحة الإرهاب.
وفي تقرير نشره، الإثنين، تساءل الموقع عما إذا كان أردوغان سيأمر قواته بالتوغل للمرة الثانية في المناطق الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا ”في أي وقت وفي أي لحظة“، كما كان يهدد منذ بعض الوقت.
وقال الموقع: ”يبدو أن التهديد تلاشى مع عودة أردوغان خالي الوفاض من قمة الأسبوع الماضي في طهران مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. ومع ذلك، يبدو أن أردوغان غير منزعج أو مهتم، وتزداد مرارة القادة الأكراد السوريين تجاه اللامبالاة الغربية لمحنتهم“.
وأضاف: ”في الواقع، أصبح النقاش الآن يدور حول متى سيحدث الغزو التركي عندما قُتلت ثلاث مقاتلات كرديات في غارة بطائرة بدون طيار تركية في 22 الشهر الجاري خارج مدينة القامشلي السورية بالقرب من الحدود التركية“.
روسيا وإيران
ولفت الموقع إلى أن كلا من روسيا وإيران أكدتا مرارًا أنهما تعارضان المزيد من التدخل التركي في سوريا، فيما اعتبر خامنئي أن الغزو سيفيد ”الإرهابيين“.
وأوضح الموقع أن موافقة موسكو ضرورية لتقوم تركيا بالغزو مرة أخرى، فيما ترى الولايات المتحدة أن التدخل التركي سيفيد مجموعة أخرى من الإرهابيين، وهي داعش.
وأشار الموقع إلى أن أردوغان ظل متفائلًا بعد عودته من طهران، قائلًا للصحفيين: ”طالما ظلت مخاوفنا المتعلقة بأمننا القومي دون معالجة، فستظل العملية على جدول أعمالنا“، وإن تركيا ستواصل هدفها المتمثل في إنشاء ”حزام أمني“ على طول حدودها مع سوريا.
وقال صالح مسلم، الرئيس المشارك لحزب الوحدة الديمقراطي الذي يشترك في السلطة بالإدارة الذاتية لأكراد سوريا: ”ليس لدينا أي فكرة عما ستفعله تركيا.. لكني أعتقد أنها بحاجة إلى ضوء أصفر على الأقل من الكرملين للمضي قدمًا“.
منطقة حظر طيران
في غضون ذلك جدد مسؤولون في الإدارة الذاتية الكردية دعواتهم للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لإنشاء منطقة حظر طيران فوق شمال شرق سوريا؛ ردًا على الهجمات التركية.
وبسؤاله عن أي تحركات للقوات التركية تشير إلى تحرك وشيك، أجاب مسلم: ”لقد أكملوا بالفعل معظم استعداداتهم على الجانب التركي، ومن المناطق التي تحتلها تركيا حول تل رفعت ومنبج.. لم يتبق لهم الكثير سوى الهجوم“.
وذكر الموقع أن التهديد التركي دفع الأكراد السوريين إلى اللجوء إلى دمشق، ورفع علم الحكومة السورية في المناطق المهددة.
هجوم تركي محتمل
وأكد مسلم أن عدة مئات من القوات السورية انتشرت في منبج وتل رفعت؛ لمواجهة أي هجوم تركي محتمل، فيما عززت الميليشيات المدعومة من إيران وجودها.
ومع ذلك، أشار مسلم إلى أن عمليات النشر لم تكن جزءًا من أي صفقة جديدة، ولكنها تتماشى مع اتفاق تشرين الأول (أكتوبر) 2019 الذي توسطت فيه روسيا بعد عملية نبع السلام التركية في شمال سوريا.
وقال الموقع: ”يتفق معظم المراقبين على أن الجيش السوري لن يثبت أنه يضاهي القوات التركية التي دربها الناتو فيما تستغل موسكو بشكل انتهازي ضعف الأكراد لدفعهم إلى صفقة شاملة مع روسيا من شأنها أن تقطع العلاقات مع الولايات المتحدة وتعيد السيطرة، لا سيما على الموارد النفطية، إلى دمشق في استسلام تدريجي قد يشمل على الأرجح احتفاظ روسيا بنفوذ على الأكراد“.
ونقل الموقع عن مسلم قوله: ”روسيا تقول لنا: اذهبوا واستسلموا للنظام.. لا أكثر“، مشيرًا إلى أن السكان غاضبون من واشنطن؛ لأنها لا تحرك ساكنا.
وتابع: ”الناس يرون هذا ويشعرون بالغضب والخيانة بعد كل التضحيات التي قدموها في المعركة ضد الدولة الإسلامية (داعش)“.
===========================
معهد واشنطن :الغزو التركي الوشيك وتداعياته على علاقة قوات سوريا الديمقراطية بواشنطن
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/alghzw-altrky-alwshyk-wtdayath-ly-laqt-qwat-swrya-aldymqratyt-bwashntn
بواسطة براء صبري
٢٥ يوليو ٢٠٢٢
براء صبري هو كاتب وباحث من سوريا، مقيم في إقليم كردستان العراق، ويعمل مع المنظمات الدولية الإنسانية الغير حكومية، ويكتب في العديد من الصحف العربية المعروفة، والمراكز البحثية المختصة عن شؤون الشرق الأوسط السياسية والاجتماعية.
تحليل موجز
سيؤدي الهجوم التركي على شمال سوريا إلى موجات جديدة من النزوح الداخلي وزيادة المعاناة الإنسانية، وإضعاف قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، وتقويض ثقة هاتين المؤسستين بالولايات المتحدة.
بعد التهديدات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باجتياح جديد للشمال السوري، يخشى قادة المنطقة المحلية والأحزاب السياسية والنشطاء المدنيين من تحويل أردوغان تهديداته باجتياح جديد لشمال سوريا، واحتلال منبج وتل رفعت بحجة مكافحة الإرهاب، إلى حقيقة. هذا القلق، الذي لا يبدو أنه سيبدّده مجرد تصريحات خجولة رافضة لتلك العمليات التركية المزمعة من قبل المسؤولين الأمريكيين بل ستكون سبب في ازدياد التداعي بالثقة بصورة غير رسمية بين الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية على الأرض من جهة وبين قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة ثانية.
 تزداد مع الوقت ملامح حدوث هجوم تركي على شمال حلب في أي لحظة، والمنطقة المستهدفة بحسب تصريح أردوغان نفسه هي منطقتي تل رفعت المحاصرة أصلاً ومنبج التي ترتبط بمناطق شرق الفرات من خلال طريق "إم 4" العابر على نهر الفرات. المنطقتين التي تحكمها قسد من سنوات تعاني أصلاً من تكدس كبير للنازحين الهاربين من الغزوتين التركيتين السابقتين (درع الفرات وغصن الزيتون) سواء كانوا من سكان بلدات الباب وجرابلس أولاً أو من عفرين ثانياً.
وبالتالي، سيؤدي الغزو التركي لفتح باب جديد لحركة نزوح ستضر بتلك الفئات النازحة الهشة أصلاً مُضاف لهم السكان الأصليين للمنطقتين المستهدفتين الذين ما يزالوا يتذكرون الانتهاكات الى ارتكبها المقاتلين السنة حين استباحوا البيوت الكردية في عفرين وراس العين وتل أبيض بحماية تركية سابقاً.  مشهد الدمار هذا سيؤدى الى اتساع فجوة عدم الثقة بين الأكراد والعرب السنة في شرق الفرات نفسها. أن عملية نزوح كبيرة جديدة تجاه مناطق شرق الفرات هي نتيجة حتمية لعملية الهجوم القادم. هذا بحدّ ذاته حمل ثقيل على كاهل الإدارة المحلية التي تعاني أصلاً من التعب، ومن سوء الخدمات، وضعف القدرات، والفساد، وازدياد التباعد بينها وبين القاعدة الاجتماعية.
قد يتسبب الهجوم التركي بالكثير من التوترات والتصدعات في بيئة اجتماعية متنوعة تتميز بكونها حتى اللحظة الأقل تصادماً وحرارة بين المكونات التي تتشكل منها. وقد يدفع هذا الكثير من المناطق المحسوبة على العرب السنة وخاصة النصف الدائرة التي تمتد من جنوب الحسكة الى غرب مدينة الرقة مروراً بمحاذاة نهر الفرات حتى الحدود العراقية على التفكير بمستقبل خاص بها بعيداً عن التشاركية الحالية التي تشكلّت بيد الإدارة الذاتية. وهذا إضعاف لهيكل الإدارة وتماسك قسد الذي يتشكل من تلك التكوينات العربية. وقد يحفز ذلك اردوعان على استهداف مناطق جديدة من المنطقة الآمنة ذات الأغلبية الكردية، مما يؤدى بدوره إلى هجرة السكان الكُرد أو اتجاههم نحو التشدد أكثر تجاه التسلح، في حين سيختفي المسيحيون واليزيديون والشركس بشكل شبه كلي من تلك المنطقة المتنوعة مع الوقت، وستتحول المنطقة عند عدم حصولها على ضمانات موثوقة على أنها لن تخسر المزيد في المستقبل إلى منطقة ذات لون واحد يديرها جماعات سنية مُسلحة لا تحترم حقوق الإنسان وتكون في خدمة القرار التركي على حساب السوريين.
الهجوم في حال السماح بحصوله سيتسبب في كارثة كبيرة في مكانة واشنطن في عموم الشرق الأوسط، وسيكوّن رسالة جديدة لحلفائها مفادها أن التحالف مع واشنطن غير مؤمن، وسيدفع قسد والجماعات المعارضة في التنف إلى التفكير في حلول بديلة عن اعتمادهم الرئيسي على التحالف على واشنطن. وقد يعزز الرد الأمريكي المخفف تجاه تركيا الرواية السلبية التي تتبناها بعض الجهات المتشددة داخل قسد ووحدات حماية الشعب ضد دور واشنطن.
حاليا، يرى الكثيرون أن الولايات المتحدة لم تعد تملك مفاتيح الحلول للأزمات في الشرق الأوسط أو أن واشنطن ستضحي بحلفائها الصغار مقابل تحقيق مكاسب من حلفائها الأكبر. وبالتأكيد، سيصبّ هذا الخطاب في صالح من بدأ الترويج في الشرق الأوسط بضرورة بناء الجسور مع موسكو وبكين عوضا عن واشنطن، خاصة بعد ما يتم ترويجه من حديث عن أفول نجم واشنطن في المشهد السياسي الدولي وبالتأكيد، سيصبّ هذا الخطاب في صالح من بدأ الترويج في الشرق الأوسط بضرورة بناء الجسور مع موسكو وبكين عوضا عن واشنطن، خاصة بعد ما يتم ترويجه من حديث عن أفول نجم واشنطن في المشهد السياسي الدولي، وهو ما يتجلى أيضا في فشل الولايات المتحدة في حماية المناطق الواقعة خارج حدود العاصمة الصومالية  مقديشو التي صارت مرتعا للجماعات المتطرفة والمليشيات  ، إضافة إلى عدم قدرتها على حسم الصراع بصورة إيجابية في حوض الدونباس لصالح حكومة زيلنيسكي.
كما لن تسمح الجماهير المحلية للإدارة الذاتية ولا لقسد بالتمسك بعلاقاتها مع واشنطن التي تركتهم مجدداً وحيدين خلال العزو التركي. وهذا بالتالي يزيد من سطوة التيارات المرتابة من مواقف واشنطن داخل الحراك الكردي الذي يُشكّل الإدارة الذاتية ويدفعها للدعوة عن التراجع عن العلاقات مع واشنطن. وبدأت تلك الأصوات في الظهور منذ اللحظة، وتصاعد الحديث عن طعنة أمريكية جديدة لحلفائها في سوريا.
وبحكم الهجوم التركي، سيعني ذلك ازدياد الخسائر لقسد وتراجع وزنهما في المحفل السياسي السوري. وسيكون لها تداعيات كبيرة مرتبطة بزيادة التغلغل الإيراني في مضارب قسد، وانصياع أكبر لقسد والإدارة الذاتية لمطالب موسكو ودمشق، وتعزيز للتمركزات العسكرية الروسية بحجة ظاهرية مرتبطة حماية المنطقة. وبالتالي، طلاق أسرع في العلاقة مع التحالف الدولي. وبالطبع، سيزيد هذا الوضع من قوة الخلايا الإرهابية التي تنتمي بجلها لبقايا داعش والقاعدة وعملية مساهمة في انبعاثها الجزئي من جديد.
ومن المتوقع أن تبدأ الدعاية الإيرانية والروسية للترويج لضرورة عودة حكومة الأسد للسيطرة على كامل شمال وشرق سوريا لحماية السكان من أخطار تركيا مجدداً، ولتخوين واشنطن في علاقاتها مع شركائها على الأرض. ومن ثم، ستجد الدعاية الروسية التي تروج لفكرة أن الولايات المتحدة لا تعير الاهتمام بحلفائها، مثالًا آخر لتسليط الضوء عليه. كذلك ستسبب تلك الدعاية في زعزعت الثقة بالمستقبل لدى قسد التي ستبحث عن طوق نجاة من خلال روسيا مع دمشق أو حتى التقرب لإيران من خلال العناصر العربية في تلك القوات.
وفى واقع الأمر، لن يقتصر أثر الهجوم التركي على سوريا فقط، فبعد الانسحاب الأولي لواشنطن من سوريا، فإن أي فشل أخر للولايات المتحدة في التعامل مع الصراع سيعزز النفوذ الإيراني في أجزاء من العراق بينما يقوض قوة حلفاء واشنطن هناك. كذلك سيزيد هذه التطورات حينها من نفوذ إيران في العراق، وسيضعف من مواقع حلفاء واشنطن في هناك. ويتهم الأكراد واشنطن بإنها تركتهم وحيدة رغم العلاقات التاريخية بينهم، وسمحت للمليشيات الحليفة لإيران بالحصول على كركوك ذات الأهمية لهم.
مؤخرا، صارت التيارات اليسارية ذات الميول الراديكالية المتنامية في الساحة السياسية في شمال شرق سوريا تنظر الى الولايات المتحدة كونهما خصم. ومن ثم، فان الترويج لتلك الرواية إضافة الى الانتهاكات المحتملة التي قد تنتج عن الغزو التركي المحتمل سيؤثران على علاقات واشنطن مع باقي الأكراد سواء في الإقليم أو في تركيا أو في إيران. إضافة الى ذلك، أدت الهجمات التي شنتها تركيا على إقليم كردستان العراق، بما في ذلك الهجوم الذي استهدف موقع سياحي في 20 يوليو وأسفر عن مقتل ثمانية على الأقل وإصابة العشرات من السياح الزائرين، الى تنامى الغضب تجاه تركيا.
كان الهجوم التركي المحتمل على شمال شرق سوريا في طور الإعداد منذ فترة طويلة، وهو بالكاد يمثل تحول غير متوقع للأحداث، كما ورد في مقال عن هذا الموضوع من قبل المؤلف من سنوات سابقة. وفى حال بقيت واشنطن صامتة وفشلت في التحرك لمنع حدوث هذا الهجوم، فلن تتمكن من إدعاء دهشتها من النتائج لاحقا. لذلك، فإن السكوت وعدم فعالية واشنطن في ردع الهجوم التركي المحتمل سيكون بمثابة   ضوء اخضر لتركيا للشروع في بدء الهجوم.
لن ينفع واشنطن التنديد أو قيام بعض من القادة السياسيين في واشنطن من أمثال السيد ليندسي غراهام بزيارة المنطقة في تخفيف احتقان سكان تلك المنطقة من مواقف التحالف الدولي تجاه عدوانية أنقرة، فالإدارة الذاتية تتطلع الى واشنطن للعمل المكثف على تخفيف تلك العدوانية، وبناء جسور بين الأطراف المعنية بالتصادم، والتدخل لمنع ولادة كارثة إنسانية جديدة قد تولد شرخ اجتماعي بين مكونات المنطقة الآمنة القائمة على الأرض وليس المنطقة الآمنة التي يتحدث عنها أردوغان.
تبقى الخيارات البديلة مطروحة على الطاولة، حيث إن العمل على بناء روابط سياسية واقتصادية حقيقية بين شمال شرق سوريا وتركيا قد يدفع بعض من العداء التركي لتلك المنطقة. كذلك، يمكن في حال إيجاد صعوبة في بناء تلك العلاقات السماح لقادة شرق الفرات إما الانخراط السياسي ضمن العملية الدستورية في جنيف أو دفع الإدارة الذاتية للتحاور المباشر مع دمشق للتوصل الى صيغة دستورية نهائية لتلك المنطقة تحميها من الأخطار الخارجية وتحافظ على هويتها المحلية. لذلك، فإن الرابط الأساسي بين هذه الخيارات هو أن الإدارة الذاتية لا تستطيع إنجازها بمفردها، فاذا كانت واشنطن تأمل في دعم حلفائها، فعليها أن تسعى للدفع لخيارات من هذا بديلة عن الاحتلال ومرفقة باستمرار الدعم العسكري والاقتصادي لتلك المنطقة الهشة.
===========================
ستراتفور  :الخلاف حول أوكرانيا يهدد بصدام روسي إسرائيلي على الأراضي السورية
https://thenewkhalij.news/article/272741/alkhlaf-byn-rosya-osrayl-hol-aokranya-ybrz-fy-sorya
يمكن أن يؤدي الضغط الروسي على إسرائيل لتقليل دعمها لأوكرانيا وتخفيف الضربات الجوية ضد الأهداف الإيرانية في سوريا إلى أزمة دبلوماسية أو تصعيد عسكري عرضي بين البلدين لا سيما في سوريا.
وفي 5 يوليو/تموز، طالبت وزارة الخارجية الروسية إسرائيل بوقف هجماتها ضد الأهداف الإيرانية في سوريا بعد أن ضربت الطائرات الحربية الإسرائيلية موقعًا إيرانيًا قريب نسبيًا من القاعدة البحرية الروسية في طرطوس.
وفي اليوم نفسه، وجهت إسرائيل لوما شديدا لموسكو بسبب قرارها المتعلق بإغلاق الوكالة اليهودية في روسيا، التي تساعد على الهجرة اليهودية وزيارات اليهود إلى إسرائيل.
وكانت روسيا انتقدت أيضًا غارة جوية إسرائيلية على مطار دمشق أغلقت المطار لعدة أيام خلال شهر يونيو/حزيران.
ولا تزال العلاقات الروسية الإسرائيلية ترتكز على رغبة قوية متبادلة لتجنب الصراع، مما يقلل احتمالية سعي أي من الطرفين إلى مواجهة في سوريا.
وليس لروسيا مصلحة في حملة إيران الإقليمية المناهضة لإسرائيل، لذلك تجاهلت موسكو في السابق النشاط الجوي الإسرائيلي فوق سوريا خاصةً عندما لا تؤثر أهداف تلك الضربات على الحرب في سوريا.
من جانبها، لم تعترض إسرائيل أيضًا على موقف روسيا في سوريا وتحالفها مع نظام "الأسد" الذي لا يستهدف إسرائيل أو يؤثر عليها، وأدى هذا الحياد المشترك تجاه تصرفات بعضهما البعض في سوريا إلى تجنب الاحتكاك داخل سوريا.
وبالرغم من التصعيد الأخير في التوترات حول أوكرانيا، لا تزال روسيا وإسرائيل تتمتعان بروابط ثقافية واجتماعية واقتصادية عميقة. ولا تزال هذه العلاقات على حالها، حيث لم تنضم إسرائيل إلى حملة العقوبات الغربية ضد روسيا ولا تزال تستضيف بعض النخبة الأوليجارشية الروسية.
سوريا.. ساحة خلاف متوقعة
ومع ذلك، فإن اعتماد روسيا المتزايد على إيران لتأمين مكاسب استراتيجية في سوريا سيدفعها لتحجيم الضربات الجوية الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية. وحاليا، تحمل تلك الضربات خطرًا أكبر بالنسبة للنظام السوري، حيث تستمر الحرب في أوكرانيا بإضعاف قدرة موسكو على حماية قوات "الأسد".
وبالنسبة لروسيا، فإن استمرار السماح لإسرائيل بشن مثل هذه الهجمات يهدد أيضًا بتعريض علاقتها مع طهران التي تعد أحد الحلفاء الرئيسيين لموسكو ضد حملة العزلة الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة وأوروبا.
ومن المرجح أن يدفع هذا الاعتماد الروسي على دور طهران في سوريا إلى محاولة تحجيم الضربات الجوية الإسرائيلية. وقد تحاول موسكو إقناع إسرائيل بعدم ضرب أهداف أو مناطق معينة، مثل محافظة اللاذقية الحساسة ومطار دمشق، فضلاً عن مواقع استراتيجية أخرى مرتبطة إما بالاقتصاد السوري أو بموقع مهم بشكل خاص لإيران.
وقد تهدد روسيا أيضًا بمنح القوات السورية الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة الروسية؛ مثل منظومة الدفاع الجوي "إس300" لاستهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية بشكل متكرر. كما قد تهدد باستخدام منظومة "إس400" إذا استهدفت إسرائيل مواقع تعتبرها روسيا حساسة بشكل خاص.
ومع ذلك، من غير المرجح أن تتابع روسيا مثل هذا التهديد، فعلى عكس "إس300" في سوريا، يتم تشغيل "إس400" مباشرة من قبل الجيش الروسي. ومن المؤكد أن استخدام هذا النظام مباشرة ضد الطائرات الحربية الإسرائيلية سيؤدي إلى أزمة عسكرية مباشرة بين روسيا وإسرائيل، وربما الولايات المتحدة.
ماذا عن أوكرانيا؟
وتزيد العلاقات الدافئة بين إسرائيل وأوكرانيا من احتمال استمرار روسيا في تخفيض علاقاتها الدبلوماسية والثقافية مع إسرائيل.
وحاليا، يتواجد أكثر من 150 ألف يهودي في روسيا، فيما تشير التقديرات إلى أن إسرائيل تضم 900 ألف يهودي من أصل روسي. ويمنح هذا الارتباط الثقافي والاجتماعي العميق تل أبيب حافزًا سياسيًا قويًا للحفاظ على العلاقات مع موسكو، كما يتضح من مقاومة إسرائيل لفرض العقوبات المتعلقة بأوكرانيا.
لكن ذلك يمنح موسكو أيضًا بعض النفوذ لمحاولة الحد من علاقات إسرائيل مع أوكرانيا، حيث يمكن لروسيا التهديد بحظر السفر ومنع الاتصالات وتعطيل الهجرة والسفر إلى إسرائيل، وقد يصل الأمر إلى اعتقال يهود بارزين في روسيا.
وتعد روسيا أيضًا مصدرًا بارزًا للسياحة بالنسبة لإسرائيل، حيث شكل السياح الروس حوالي 10% من إجمالي السياح في عام 2021، وجاءوا في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة.
ولا يزال التصعيد العرضي ممكنًا مع محاولات روسيا إعادة صياغة هذه العلاقة؛ مما قد يؤدي إلى قطع كامل للعلاقات الدبلوماسية أو مواجهة عسكرية في سوريا.
وقد لا تتجاوب إسرائيل مع المطالب الروسية بتقليل الضربات الجوية، خاصة إذا انهارت المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران وحفزت تصعيدًا عسكريًا إقليميًا. وعندها ستضطر روسيا إما إلى المخاطرة بمصداقيتها كحامية للنظام السوري أو الانخراط في مواجهة عسكرية محتملة مع إسرائيل.
وحتى استخدام صواريخ "إس -300" من قبل سوريا، قد يشعل مواجهة إذا دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية بطارية "إس -300" وتسببت في خسائر روسية.
وإذا بالغت روسيا في استخدام نفوذها الاجتماعي والاقتصادي لإبعاد إسرائيل عن أوكرانيا، فقد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية من خلال جعل إسرائيل تتماشى أكثر مع أوكرانيا وتساهم في حملة العزلة التي يشنها الغرب ضد روسيا.
بريكنج ديفينس: إسرائيل قلقة من طلب روسيا مسيرات إيرانية
المصدر | ستراتفور – ترجمة وتحرير الخليج الجديد
==========================