الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 26/2/2020

سوريا في الصحافة العالمية 26/2/2020

27.02.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • FA: هذا هو الحل الأفضل لمواجهة الأزمة الإنسانية في إدلب
https://arabi21.com/story/1247897/FA-هذا-هو-الحل-الأفضل-لمواجهة-الأزمة-الإنسانية-في-إدلب#tag_49219
 
الصحافة التركية :
  • ديلي صباح :كم قطعة يريدون تقسيم سوريا؟
https://web.facebook.com/Afraa.world/videos/615842809217353
  • أحوال تركية :هل يمكن أن تخوض تركيا حرباً تقليدية في سورية؟
https://alghad.com/هل-يمكن-أن-تخوض-تركيا-حرباً-تقليدية-في-س/
 
الصحافة الروسية :
  • نيزافيسيمايا غازيتا :روسيا وتركيا لن تتفقا وحدهما بخصوص إدلب
https://arabic.rt.com/press/1088538-روسيا-وتركيا-لن-تتفقا-وحدهما-بخصوص-إدلب/
  • فزغلياد :أردوغان دفع المقاتلين إلى الذبح في النيرب
https://arabic.rt.com/press/1088810-أردوغان-دفع-المقاتلين-إلى-الذبح-في-النيرب/
  • فوييني أوبوزرين :القواعد العسكرية الروسية في الخارج: أين تقع وما ضرورتها؟
https://arabic.rt.com/press/1088534-القواعد-العسكرية-الروسية-في-الخارج-أين-تقع-وما-ضرورتها/
  • زافترا :خطل الرهان على مواجهة روسية تركية في إدلب!
https://arabic.rt.com/press/1088597-خطل-الرهان-على-مواجهة-روسية-تركية-في-إدلب/
 
الصحافة الامريكية :
FA: هذا هو الحل الأفضل لمواجهة الأزمة الإنسانية في إدلب
https://arabi21.com/story/1247897/FA-هذا-هو-الحل-الأفضل-لمواجهة-الأزمة-الإنسانية-في-إدلب#tag_49219
لندن- عربي21- بلال ياسين# الثلاثاء، 25 فبراير 2020 07:52 م بتوقيت غرينتش0
نشرت مجلة "فورين أفيرز" مقالا كتبه السفير الأمريكي في سوريا، روبرت فورد، يحث فيه واشنطن على حماية السوريين الهاربين من مدينة إدلب.
 ويقول فورد في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن ممرا آمنا قد يؤدي إلى وقف الأزمة الإنسانية في إدلب.
بدأ السفير الأمريكي مقاله بالقول: "في آخر معقل للمعارضة السورية تحققت المخاوف الأسوأ للملايين، وبمساعدة من الهجمات الجوية الروسية الشرسة قامت قوات الحكومة السورية، وخلال الشهرين الماضيين، بالسيطرة على ثلث محافظة إدلب، ما أدى إلى تهجير أكثر من 900 ألف مقيم في المحافظة التي يسكن فيها 3.5 مليون نسمة، ودفعهم للتوجه إلى الحدود التركية، فيما يعيش أكثر من 800 ألف نسمة في ظروف قاسية ومخيمات مزدحمة".
ويرى فورد أن "الموجة الأخيرة من الرحيل هي الأكبر التي تحدث منذ بداية الحرب الأهلية السورية قبل تسعة أعوام، ولم تعد منظمات الإغاثة قادرة على مواجهة الأزمة الإنسانية، فيما تعاني المنطقة من شح الأدوية والغذاء، وأصبحت الخيام والبيوت العامة قرب الحدود التركية مزدحمة بالنازحين، وأجبر 170 ألف شخص على الإقامة في بيوت لم تكتمل بعد، وهناك من ناموا على قارعة الطريق والحقول في ظروف جوية تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر، ما أدى إلى وفاة الاطفال الرضع والصغار".
 ويقول الكاتب: "من الواضح ما سيحدث لهذه الأمواج البشرية من المدنيين لو استطاع جيش النظام السوري السيطرة على هذه المنطقة، حيث سيتم قتل أعداد كبيرة منهم أو سجنهم، وقامت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشونال) و(هيومان رايتس ووتش) والمفوضية الأوروبية بالتحقيق في سوريا بتقصي الحقائق بشكل مفصل في جرائم نظام بشار الاسد التي ارتكبت بحق المدنيين السوريين وحتى عمال الإغاثة، وعندما تصل قوات الأسد إلى الحدود التركية فإنه سيتم تقرير مصير هؤلاء اللاجئين الذين فروا إلى الحدود التركية، إلا في حال فتحت تركيا الباب لهم لدخول أراضيها".  
ويستدرك فورد بأن "تركيا تواجه أزمة داخلية بسبب وجود 3.6 مليون سوري، وقد نفد صبرها، ولأنها لم تعد قادرة على استيعاب أعداد جديدة من اللاجئين على هذه القاعدة الكبيرة فإنها قامت بنشر قواتها في إدلب؛ أملا في ردع النظام ووقف تقدمه".
 ويشير الكاتب إلى أن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعهد بدفع القوات السورية إلى المكان الذي كانت فيه قبل بداية الأزمة الحالية، إلا أن الطيران الروسي يتحكم في الأجواء السورية في غرب البلاد، وفي الوقت ذاته لا تريد أنقرة افتعال مواجهة مع موسكو في إدلب، ولن يقدم حلف الناتو، الذي تنتمي إليه تركيا، الدعم للقوات التركية العاملة خارج الحدود الوطنية، وقامت الطائرات الروسية والقوات السورية بتوجيه ضربات ضد المواقع التركية، ما أدى إلى مقتل 13 جنديا تركيا، وأرسلت تركيا تعزيزات عسكرية، لكن القوات التركية تصرفت بنوع من ضبط النفس النسبي، فسمحت للقوات السورية بالمرور من المناطق التي تسيطر عليها، بل منحتها الفرصة لحصارها". 
ويلفت فورد إلى أن "بشار الأسد تعهد في 17 شباط/ فبراير باستعادة كامل إدلب، وتقوم قواته بالتقدم ثم التوقف ثم التقدم، بحسب الظروف، وفي ظل غياب المقاومة، ما سمح لها بالسيطرة على مناطق جديدة، وإن لم تستطع تركيا وقف تقدم قوات الأسد فإنها ستجد نفسها لا محالة أمام خيار فتح حدودها للاجئين السوريين، ولأنها لن تستطيع استيعاب أعداد جديدة منهم فإنها ستسمح للكثيرين منهم بمواصلة رحلتهم باتجاه أوروبا، وستكون الموجة الجديدة أكبر من تلك التي شهدتها أوروبا في عام 2015، التي فككت السياسة الأوروبية، وأدت إلى زيادة الدعم للجماعات اليمينية في عدد من بلدان القارة".
 وينوه السفير إلى الخيار الأفضل، قائلا إن "الوجود العسكري التركي قد يمنح فرصة مؤقتة للراحة لمدينة إدلب، لكن الحكمة تتطلب خطة بديلة تكون جاهزة، والخيار الوحيد الذي يجنب أمريكا التدخل العسكري هو إنشاء منطقة آمنة تقام على الجانب السوري من الحدود التركية، ويقوم بحمايتها الجيش التركي من الصواريخ وأنظمة الدفاع التي تكون منصوبة على الجانب التركي من الحدود، ولو تقدم الطيران السوري من المنطقة الآمنة فسترد الدفاعات التركية، بشكل سيردع المقاتلات السورية عن التحليق قريبا من المنطقة الآمنة، وتوقف الطيارون السوريون عن التحليق في المناطق التي تستخدم فيها الجماعات الموالية لتركيا صواريخ أرض – جو، ولو لم يتم استخدام الطيران فإن المدفعيات التركية سترد على تقدم القوات السورية باتجاه المنطقة الآمنة، ومن هنا فإن المنطقة الآمنة ستكون بمساحة عشرة أميال يمكن للجيش التركي السيطرة عليها".
ويفيد فورد بأن "المنطقة الآمنة ليست فكرة جديدة، فقد تم طرحها عددا من المرات، وقد رفضتها إدارة باراك أوباما التي خدمت فيها، فالمشكلة الكبرى هي حماية المنطقة الآمنة ذاتها، وستحاول القوات السورية فحص قدرة دفاعات المنطقة الآمنة، ما سيؤدي إلى رد دفاعي تركي، ولو قام الطيران الروسي الذي يرافق الجيش السوري بضرب القوات التركية فعلى حلف الناتو تفعيل البند رقم 5 من ميثاق الحلف والدفاع عن القوات التركية المرابطة داخل أراضيها". 
 ويذكر الكاتب أن "هذا الالتزام موجود منذ انضمام تركيا إلى الحلف قبل 68 عاما، لكن انضمامها سيواجه الامتحان الأكبر الآن، خاصة أن الطيران الروسي وطيران النظام طالما خرقا الأجواء التركية، أو قام الجيش السوري بقصف الحدود عددا من المرات منذ عام 2014، ولم يحدث في تاريخ الحلف أن اندلعت حرب بهذه الكثافة إلى جانب حدود تمس سيادة الناتو".
 ويشير فورد إلى أن "لدى تركيا نقادها الكثيرين في واشنطن وعواصم الناتو التي لم ترض عن شراء أنقرة النظام الصاروخي الروسي أس- 400 وبسبب سجلها في حقوق الإنسان وعدائها للأكراد السوريين".
 ويستدرك الكاتب بأن "إدلب ليست هي المكان المناسب لتصفية الحسابات مع تركيا، وبعيدا عن الكارثة الإنسانية التي ستحدث، والموجة الكبيرة من اللاجئين التي قد تقوض استقرار أوروبا، فإن على الناتو الوقوف إلى جانب القوات التركية التي ستحمي المنطقة الآمنة".
 ويقول فورد إنه "من أجل تخفيف إمكانيات المواجهة بين الناتو وروسيا فإنه يجب أن تكون رسالة الحلف وواشنطن واضحة: يجب على دول الناتو الاعتراف بأن المنطقة الآمنة هي جزء من سوريا، الذي ستتم إعادته لسيطرة الحكومة في حال تم التوصل إلى حل سياسي، ويجب على دول الناتو دعم العملية السياسية التي تشرف عليها الأمم المتحدة وتحظى بدعم الأمم المتحدة، وفي الوقت ذاته على الحكومة السورية التوقف عن السياسات القمعية التي تجبر الملايين على الرحيل إلى دول الجوار وخلق أزمة استقرار لها".
 ويجد الكاتب أنه "إلى جانب حماية المنطقة الآمنة، فإنه يجب على تركيا وبالتعاون مع دول الناتو فحص الباحثين عن حماية وفصل الجهاديين عنهم وطردهم، فلا تريد الولايات المتحدة ودول الناتو حماية منطقة آمنة تسيطر عليها جماعة إرهابية، وسيقوم مجلس الأمن بإصدار قرار يشرع المنطقة الآمنة وإرسال مراقبين دوليين لفحص المهاجرين وقوات شرطة لحمايتها، وسيسمح القرار لعمال الإغاثة الإنسانية بالوصول إلى المنطقة".
 ويؤكد فورد أن "قرار مجلس الأمن يحتاج لموافقة روسية، ولن تقبل موسكو دعم القرار دون حوافز، وعلى الدول الغربية تقديم تنازلات، مثل رفع بعض العقوبات المفروضة على الحكومة السورية، خاصة تلك المتعلقة بتصدير النفط السوري، وإن خرق النظام السوري وروسيا المنطقة الآمنة فإنه يجب إعادة فرض العقوبات".
 ويختم فورد مقاله بالقول إن "المنطقة الأمنة تبقى حلا مؤقتا لن يوقف تقدم القوات السورية تحت مظلة الطيران الروسي، فنصر عسكري سوري روسي ليس بعيدا، لكنه يعني تدفق موجات جديدة من اللاجئين إلى أوروبا، ويجب على أمريكا العمل مباشرة والتواصل مع روسيا حول شكل المنطقة الآمنة وفحص من سيلجأ إليها، وتحديد القواعد للطيران الروسي؛ حتى لا يتم إطلاق النار على الطائرات الروسية التي تخرق الأجواء التركية، وكذلك تعبئة دول الناتو الأخرى لدعم الخطط التركية في تنظيم مهام إغاثة إنسانية، ودعم المنطقة الآمنة، فالحملة القادمة للنظام السوري ستبدأ خلال أسابيع، وليس هناك وقت لتضييعه".
===========================
الصحافة التركية :
ديلي صباح :كم قطعة يريدون تقسيم سوريا؟
https://web.facebook.com/Afraa.world/videos/615842809217353
حقي أوجال - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
في كتابه  الذي صدر في عام 2011، بعنوان "طغيان الكليشيهات: كيف يخدع الليبراليون في حرب الأفكار"، سلط يوناه غولدبرغ الضوء على مدى سخف القول المأثور، "الإرهابي هو رجل يقاتل من أجل حرية رجل آخر". كنتُ على سبيل المثال، مقتنعًا بهذا القول المأثور في فترة ما بعد الحداثة والنسبية على أساس ما أضافته جين كيركباتريك، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة عندما قالت: "يتعين على المرء اختيار المقاتلين من أجل الحرية بعناية، لأن الآخرين سينددون بهم أيضا".
قرأنا جميعًا في ذلك الوقت أن كيركباتريك كانت تندد بالإدارة السابقة لجيمي كارتر بسبب ازدواجية معاييرها في السياسة الدولية، لكنها اختزلت فعليًا النظرية الأخلاقية للعلاقات الدولية إلى مسألة ذاتية صغيرة... أخذ كثيرون بسذاجة كلماتها على أنها مسألة واقعية. كان من السهل تصديق المهندس الذي يقف وراء انهيار الشيوعية.
في عام 1985، في خطبة لكيركباتريك بجامعة هارفارد، أشارت إلى النكتة التي قالها كورديل هل، وزير الخارجية في إدارة فرانكلين روزفلت، عن الديكتاتور التابع للولايات المتحدة "قد يكون ابن عاهرة، لكنه ابننا"، وتحدثت كيركباتريك عن أهمية الإيمان بالسياسات الخارجية. وقرب نهاية كلمتها، خرجتُ مثل قليل من أبناء الأقليات بنتيحة أن الفرق بين الأخيار والأشرار يجب أن يكون أكثر وضوحًا من هذا. والأهم من ذلك، أن وصف شخص آخر لمقاتلي الحرية بالإرهابيين يجب أن يزعجك.
استحضرت ما كتبته في رسائلي الخارجية في هذا الأسبوع في الصحيفة: لم تتمكن الولايات المتحدة من تحديد الخط الفاصل بين الإرهابي والمقاتل من أجل الحرية، ومن ثم ستكون قضية تركيا ضد الرواية المزيفة حول تنظيم بي كي كي الانفصالي الذي أحيا أنشطته الإرهابية قبل بضع سنوات، معركة شاقة.
كنتُ على حق. دافع بعض الحائزين على جائزة نوبل للسلام باسم الحرب على الإرهاب، عن الاضطهاد المستمر لشعب الروهينجا... وصف مليون امرأة وطفل يبحثون عن الطعام والماء بأنهم إرهابيون على منبر الأمم المتحدة. تعرّض أشخاص يمنيون يبحثون عن لقمة العيش لقصف من بعض المسلمين الآخرين بحجة أنهم إرهابيون. أحدث ضحايا هذا المعيار المزدوج هم السوريون في إدلب. هناك معارضون مسلحون بالإضافة إلى معتدلين معادين للبعثيين فروا إلى المنطقة بسبب موقفهم من سلوك حكومتهم المعادي للديمقراطية. هناك مجموعات إرهابية صريحة مثل هيئة التحرير الشام. وهناك من يُطلق عليهم اسم "الإرهابيين" عندما تتعرض مدنهم وأحياؤهم لقصف حكوماتهم، أو يؤمنون بالدور الذي يمكن أن تضطلع به تركيا في السياسة الدولية.
يبدو أن الحكام السياسيين في الاتحاد الروسي لا يفهمون الفكرة التي وضعها غولدبرغ في كتابه، فوفقا لروسيا وبشار الأسد، أي شخص يحمل سلاحا في جيبه وينتمي إلى الطائفة السنية فهو إرهابي. لا يكترث بوتين والأسد حتى بالإجابة عن السؤال الأساسي: هل يستخدم الأسد العنف عن عمد لترويع المدنيين؟
ليس على تركيا أي التزام بتثقيف كل من الأسد وروسيا حول قضايا حقوق الإنسان. منذ اتفاقية سوتشي في عام 2019، حاولت تركيا وقف النزوح البشري لأربعة ملايين من السوريين السنة عبر حدودها.
بالنسبة إلى روسيا، فإن التخلص من جميع السنّة في جميع أنحاء سوريا أكثر أهمية من الحفاظ على تركيا خالية من مخاطر قبول المزيد من اللاجئين، يمكن أن تجد تركيا طرقًا أخرى لتحقيق ذلك كهدف سياسي. قد تحتاج تركيا إلى إعادة ترتيب أولويات سياساتها تجاه سوريا.
أصبح من الواضح أن سوريا الممزقة التي يبدو أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يفضلانها، يمكن أن تكون أفضل للسنة من أجل البقاء في بلدهم. بدلًا من استخدام امتدادات بي كي كي،  مثل "ي ب ك" وب ي د"، يمكن للمجلس الوطني الكردي برئاسة إبراهيم بيرو أن يجد اتفاقًا مناسبًا لجميع الأطراف المعنية. وأعتقد أن إقليم شمال العراق، وليس تركيا فحسب، سيكون أكثر راحة مع إخوانه السوريين.
هذا ما يخبرنا غولدبرغ أنه يحدث إذا حررت نفسك من طغيان الكليشيهات، مثل "السلامة الإقليمية لسوريا"
===========================
أحوال تركية :هل يمكن أن تخوض تركيا حرباً تقليدية في سورية؟
https://alghad.com/هل-يمكن-أن-تخوض-تركيا-حرباً-تقليدية-في-س/
غوكهان باجيك* – (أحوال تركية) 18/2/2020
 
في العام 2008، ما كان ليخطر ببال أحد أن تركيا ستدرس القيام بعمل عسكري من أجل تغيير النظام في بلد آخر، أو أنها ستبقي على قواعد عسكرية شبه دائمة في الخارج، أو أن تسيطر على رعايا أجانب في جماعات جهادية إلى جانب جيشها.
لكن تركيا تبنت في الأعوام العشرة الماضية عقيدة الحرب. وقد حول ذلك تركيا إلى بلد مختلف.
في أعقاب مقتل 13 جندياً تركياً في قصف للحكومة السورية في محافظة إدلب في شمال غرب سورية هذا الشهر، دخلت تركيا مرحلة جديدة وطُرح سؤال جديد تماماً: هل يمكن أن تخوض تركيا حرباً تقليدية في سورية؟
بمعنى آخر، هل يمكن أن تنشب حرب الآن بين تركيا وسورية، والتي تلعب فيها روسيا دوراً مهماً؟ الجواب عن هذا السؤال الآن هو أن الحرب تمثل احتمالاً لا بد أن يثير قلقنا.
أولاً، دعونا نطرح بعض النقاط المهمة:
بالقدر الذي يهم روسيا، يرتبط مستقبل سورية بنظام الرئيس بشار الأسد. وقد يكون هناك شخص آخر في موقع الرئيس، لكن الحفاظ على النظام الحالي خط أحمر بالنسبة لروسيا.
ونتيجة لذلك، فإن حل الأزمة السورية بالنسبة لروسيا يتمثل في أن تستعيد الحكومة السورية السيطرة على البلد بأسره. وفي هذه الحالة، يواصل الجيش السوري التقدم بالدعم الروسي من دون النظر إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية.
وإذا واجه الجيش السوري مشكلة، تقوم القوات الروسية بتقديم الدعم الجوي لتمهيد الطريق. وبالنظر إلى التطورات التي حدثت منذ كانون الأول (ديسمبر)، يبدو من الواضح أن روسيا تمضي في شن هجمات من دون تمييز بين تلك الجماعات التي تدعمها تركيا وتلك التي لا تدعمها.
من الواضح أن هدف روسيا هو استعادة سيطرة الحكومة السورية على كل سورية، لكن تركيا قضت الأعوام الخمسة الماضية وهي غير قادرة على استيعاب ذلك.
لم يكن ما حدث في إدلب خلال الأيام السبعة الماضية مفاجئاً تماماً. وتأتي آليات ما يحدث على أرض الواقع نتاجاً للخلافات القائمة وراء الكواليس، في اجتماعات مثل سلسلة المحادثات في أستانا بكازاخستان. وعلى الرغم من أنه من المعروف أن تركيا وروسيا لم تتوصلا إلى توافق في الآراء بشأن العديد من القضايا، إلا أن أنقرة اعتقدت أنها يمكن أن تستمر في طريقها كما لو أن هذه القضايا لم تكن قائمة.
والأكثر من ذلك هو افتراض أن كل شيء سيتم حله في المستقبل القريب أسفر عن قرارات قصيرة النظر. فعلى سبيل المثال، مقارنة ببداية الحرب في سورية، تتلقى كل جماعة متطرفة تعتبر مفيدة الدعم التركي في هذه المرحلة بصورة عشوائية. ولكن، على الرغم من هذا الدعم بالأسلحة والمال والموارد، فإن هذه الجماعات لا تحقق أي نجاح في مواجهة الجيش السوري المدعوم من روسيا.
لقد تجاوزت هذه الاستراتيجية الرهيبة الخسائر في الأرواح والموارد.
أولاً، جرى تدمير سمعة الدولة التركية، التي بنتها على مدار قرن من الزمن لإظهار صورة سلمية ومثيرة للإعجاب.
ثانياً، تضررت سمعة تركيا كدولة قوية. ففي حين تجلس تركيا إلى طاولة المفاوضات مع روسيا، يهاجم الجيش السوري تركيا بدعم روسي. ومن المهم أن نرى أن تصرفات الجيش السوري تُقلل من شأن تركيا.
من الواضح أن الحكومة السورية تتحدى أنقرة. ولا يبدو أن روسيا تهتم، وهي تقف إلى جانبها. ولا يوجد هناك أي طرف متردد بسبب مخاوف من رد فعل تركيا.
وفي الوقت نفسه، ما يزال صناع القرار في تركيا يشعرون بالتفاؤل. وعلى سبيل المثال، قال شريك ائتلاف الرئيس رجب طيب أردوغان، دولت بهجلي: “يجب أن تكون الأمة التركية مستعدة لدخول دمشق إذا أصبح ذلك ضرورياً، إذا لم نجد خيارات أخرى”. وفي ذلك الوقت، لم يتمكن الجنود الأتراك المحاصرون بالقوات السورية بالقرب من إدلب من تلقي الدعم الجوي بسبب العائق الروسي.
بالنظر إلى الاشتباكات في إدلب، يتعين على القادة الأتراك أن يفكروا أيضاً في تصرفاتهم. وسيكون من شأن أي نوع من قصر النظر الاستراتيجي أن يسمح لنقاط المراقبة التركية في نهاية المطاف بأن تكون محاطة بقوات العدو؟ فماذا تراقب هذه القوات التركية الآن، في مناطق مراقبة، محاطة بالجيش السوري؟
يثير بيان هيئة الأركان العامة التركية قلقاً بالغاً إذا كان يستخدم هذا الخطاب ليكون ليس أكثر من مجرد حيلة في العلاقات العامة. وقد يكون دليلاً على أن هيئة الأركان العامة تبذل جهوداً مضنية لتوضيح موقفها.
وإذن، هل ستفكر أنقرة بجدية في خوض حرب تقليدية مع سورية؟
أولاً، إذا نظرنا إلى أداء وفكر قادة السياسة الخارجية فيها منذ العام 2011، يمكننا قول إن هذه لن تكون نتيجة مفاجئة. لقد دفعتنا الأزمة في سورية بطبيعة الحال إلى تجاوز نقطة المواجهة المباشرة بين تركيا وسورية. وما يزال العديد من المستشارين والكتاب المؤيدون للحكومة يناقشون استمرار وتوسيع الحرب مع سورية.
النقطة المهمة الثانية هي: ماذا سيحدث إذا واجهت روسيا تركيا بخطوطها الحمراء المؤيدة لدمشق؟
عند بحث هذه المشكلة، من المهم أن يوضع في الاعتبار أن بعض الجماعات الجهادية المدعومة من تركيا كانت تهاجم الأهداف الروسية والسورية من دون تمييز.
وينبغي إعادة النظر في نقطة مهمة: تستند سياسة روسيا الأساسية تجاه سورية إلى استعادة حكومة دمشق السيطرة على البلد بالكامل. وبالتالي، فإن هجوم قوات الحكومة السورية هو هجوم يتسند إلى خطة روسيا المركزية.
يتمثل جذر المشكلة في أن تركيا قررت بوضوح أنها تستطيع حل مشاكلها في سورية، بما في ذلك مشكلتها الكردية، من خلال الحفاظ على وجود عسكري طويل الأجل في البلاد. وتتضمن هذه الاستراتيجية طويلة المدى أيضاً إنشاء إدارات سياسية ومدنية في مناطق معينة.
لهذا السبب، سوف نستمر في رؤية تركيا تهوي تعامل مع الأزمة في سورية وتزيد من تعقيدها، وبما يخلق المزيد من المشاكل على طول الطريق.
===========================
الصحافة الروسية :
نيزافيسيمايا غازيتا :روسيا وتركيا لن تتفقا وحدهما بخصوص إدلب
https://arabic.rt.com/press/1088538-روسيا-وتركيا-لن-تتفقا-وحدهما-بخصوص-إدلب/
تحت العنوان أعلاه، كتب غينادي بيتروف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول حاجة موسكو وأنقرة إلى حكم أوروبي يفصل بينهما، بعد تعذر اتفاقهما بخصوص إدلب السورية.
وجاء في المقال: تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عقد قمة دولية حول سوريا، من المفترض أن تناقش الوضع في محافظة إدلب.
ووفقا للزعيم التركي، ستعقد القمة في الخامس من مارس في اسطنبول بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. إلا أن موعد الـ 5 مارس، الذي حدده أردوغان، لم تؤكده فرنسا ولا ألمانيا ولا روسيا، بعد.
يبدو أن أردوغان في عجلة من أمره، ولذلك حدد هذا التاريخ. وهذا يدل على تعثر الحوار الروسي التركي. وما يؤكد صعوبة الموقف إشراك ألمانيا وفرنسا في المناقشة.
وفي الصدد، قالت كبيرة الباحثين في مركز الأمن الأوروأطلسي في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، يوليا كودرياشوفا، لـ" نيزافيسيمايا غازيتا": "لم يعد بالإمكان الوصول إلى حل وسط بين روسيا وتركيا: مصالح الدولتين متشابكة للغاية في إدلب. لذلك، بات لا بد من حكم دولي".
وأفضل ما في الأمر هو أن الدولتين الأوروبيتين الرائدتين الوازنتين سياسيا، واللتين يمكن أن تصغي إلى رأيهما كل من أنقرة وموسكو، هما من سوف تلعبان دور الوسيط. أما المرشح الآخر لدور الحكم، أي الولايات المتحدة الأمريكية، فلا تتحلى بموقف حيادي. فقد دعم رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب أردوغان مباشرة، مراهنا كما يبدو على أن يساعد الموقف المشترك بشأن إدلب في حل العديد من التناقضات بين واشنطن وأنقرة. ومع ذلك، فمن دون انتظار إشارات جوابية، وصف أردوغان، لمجموعة من الصحفيين، التصريحات الصادرة من واشنطن بالمتناقضة.
للبلدان الأوروبية مصلحة في تسوية الوضع في إدلب، خوفا من موجة لجوء جديدة. فإذا ما واجهت تركيا دفقا جديدا من اللاجئين، فقد لا تصمد أمامه، وحينها يغدو الوضع في إدلب مشكلة لعموم أوروبا.
===========================
فزغلياد :أردوغان دفع المقاتلين إلى الذبح في النيرب
https://arabic.rt.com/press/1088810-أردوغان-دفع-المقاتلين-إلى-الذبح-في-النيرب/
كتب إيفان أباكوموف، في "فزغلياد"، حول حاجة أردوغان إلى استعادة النيرب، لإيهام عملاء تركيا بأنه لا يخونهم، وحقيقة أنه يدفع بهم إلى مذبحة للتخلص من عبئهم.
وجاء في المقال: قال الأستاذ المساعد في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، غيفورغ ميرزايان: "في الوقت الحالي، لا يوجد تأكيد رسمي للمعلومات التي تفيد بأن القوات السورية انسحبت فعلا من بلدة النيرب. هناك أخبار من مصادر مقربة من المقاتلين".
وأضاف ميرزايان: "لا تتمتع النيرب بأهمية استراتيجية، لكن لها أهمية معنوية فائقة بالنسبة للمقاتلين، الذين يحتاجون، على خلفية نجاح جيش الأسد، لإظهار أنهم يستطيعون استعادة بعض الأراضي على الأقل".
و"بالنسبة لتركيا، تعد النيرب رمزا لدعم المقاتلين التابعين لها والذين يجب أن لا يخيب أملهم في أردوغان. بالإضافة إلى ذلك، ستسمح السيطرة على النيرب بفك الحصار عن إحدى نقاط المراقبة التركية. وهكذا، سيظهر أردوغان أنه يهتم بعسكرييه الموجودين في مؤخرة الجيش السوري ".
واختتم ميرزايان بالقول: "ولكن، هناك قراءة أخرى لما يحدث. فالآن، يتم القضاء بصورة شاملة على الجماعات المسلحة غير القانونية من قبل قوات الجيش السوري والقوات الجوية الروسية. وإدراكا من أنقرة لحتمية تسليم إدلب، تتخلص من المقاتلين الذين لم تعد في حاجة إليهم. هناك الكثير منهم، ويصعب إرسال الجميع إلى ليبيا، لذلك من المربح لأردوغان أن يلقي بهم إلى الذبح".
وكما أُعلن سابقا، استولى مسلحو ما يسمى بالمعارضة السورية على بلدة النيرب في جنوب محافظة إدلب. ووفقا لوكالة الأناضول، فإن مقاتلي المعارضة "سيطروا بالكامل على البلدة".
فالاثنين، شنت القوات التابعة لتركيا، بدعم من القوات المسلحة التركية، هجوما على موقع الجيش العربي السوري في إدلب. ولكن أُفيد، لاحقا، بأن القوات السورية، صدت، بدعم من المدفعية والطيران، هجمات العصابات التابعة لتركيا على النيرب، وأن الإرهابيين، فروا، بعد أن تكبدوا خسائر فادحة، إلى عمق الأراضي التي سبق أن احتلوها في إدلب.
===========================
فوييني أوبوزرين :القواعد العسكرية الروسية في الخارج: أين تقع وما ضرورتها؟
https://arabic.rt.com/press/1088534-القواعد-العسكرية-الروسية-في-الخارج-أين-تقع-وما-ضرورتها/
 تحت العنوان أعلاه، كتب إيليا بولونسكي، في "فوينيه أوبزرينيه"، حول حاجة روسيا إلى قواعد عسكرية في مناطق مختلفة من العالم لمواجهة الولايات المتحدة، والسؤال عن القدرة على تحمل عبئها.
وجاء في المقال: الحاجة إلى قواعد عسكرية في الخارج لا تنبع من الرغبة في شن أعمال عدوانية ضد دول أخرى، إنما من ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد وحماية مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية. هكذا تسوّغ الولايات المتحدة، مثلا، وجود المئات من قواعدها ومنشآتها العسكرية في جميع أنحاء العالم تقريبا.
أما بالنسبة لروسيا، فقبل انهيار الاتحاد السوفييتي، كان لدينا عدد أكبر من القواعد العسكرية في الخارج، والآن لدينا قواعد في أبخازيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وترانسنيستريا وسوريا وطاجيكستان وأوسيتيا الجنوبية. وبالتالي، فالدولة الوحيدة خارج الفضاء السوفييتي التي فيها منشآت عسكرية روسية هي سوريا.
إلا أن القاعدة الموجودة في سوريا وحدها، خارج حدود الاتحاد السوفيتي السابق، لا تكفي، لا سيما إذا قارنا روسيا بالولايات المتحدة وأخذنا في الاعتبار الوضع السياسي العالمي المعقد. لذلك، يجري الحديث، في السنوات الأخيرة، بشكل متزايد عن احتمالات إنشاء قواعد عسكرية روسية في بلدان أخرى في الخارج. من بين الخيارات الممكنة، مصر وليبيا والسودان والصومال واليمن وحتى جمهورية إفريقيا الوسطى وموزمبيق. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن استبعاد إمكانية استعادة القواعد العسكرية في فيتنام وكوبا. ولكن ذلك كله حتى الآن على مستوى الأقاويل.
وفي جميع الأحوال، من الواضح أن نشر قواعد عسكرية جديدة في الخارج لم يعد مجرد مسألة مكانة وطنية، إنما وسيلة لضمان الأمن القومي. فمن دون وجود عسكري روسي في قواعد بالمحيط الأطلسي، والمحيط الهادئ، والمحيط الهندي، لن يكون بمقدورنا مواجهة الولايات المتحدة بشكل كافٍ، بعيدا عن حدود بلدنا. بالإضافة إلى ذلك، فالقواعد العسكرية الروسية أداة إضافية في الحرب ضد الإرهاب الدولي والقرصنة. ولكن السؤال: هل تتحمل روسيا الحالية عبء قواعد عسكرية خارج البلاد، من كوبا إلى فيتنام؟ وهل سيكون هناك عدد كاف من السفن والموارد التقنية العسكرية لإمداد هذه القواعد؟
===========================
زافترا :خطل الرهان على مواجهة روسية تركية في إدلب!
https://arabic.rt.com/press/1088597-خطل-الرهان-على-مواجهة-روسية-تركية-في-إدلب/
مقالة للكاتب والمحلل السياسي رامي الشاعر في صحيفة زافترا الروسية حول التطورات المتسارعة في إدلب .
يقول الكاتب:... هاتفني دبلوماسي عربي يعمل في موسكو، وقال لي إن روسيا قد بدأت، على ما يبدو، في توجيه تهديدات لتركيا، فسألته مستغربا: "من أين أتيت بهذه المعلومة أو الاستنتاج؟".
فكانت إجابته أن أحد البرلمانيين الروس قد صرح بأن أردوغان "سيدفع الثمن غاليا نظير سياسته وإرساله الجيش التركي إلى إدلب".
كان ردي، أنني لا أرى في تصريح البرلماني أي تهديد روسي لتركيا، حتى لو تناقلته وسائل الإعلام المختلفة، وأعتقد من وجهة نظري المتواضعة أن البرلماني الروسي لا يمتلك الخبرة السياسية الكافية، وهو السبب في إدلائه بتصريحات غير مسؤولة تحمل هذا المضمون. أكّدت للدبلوماسي العربي أن روسيا لا يمكن أن تهدّد تركيا، وأن هناك تنسيقا مستمرا بين المختصين العسكريين والأمنيين والدبلوماسيين الروس والأتراك، كما أن العلاقات الثنائية بين البلدين متينة في كافة المجالات، ولا يمكن أن يحدث صدام عسكري بينهما، بل وأكثر من ذلك، فإن تركيا الآن في خندق واحد مع روسيا في محاربة الإرهاب الدولي، وشريكة لروسيا وإيران في "مجموعة أستانا".
بعد هذه المكالمة الهاتفية، ومراجعة العديد من الاتصالات والرسائل والبرقيات التي تصلني، قرّرت الإجابة على أهم ما يدور في محتواها، وألخّص ما ورد فيها على النحو التالي:
يتساءل كثير من الروس عن جدوى إرسال قوات روسية إلى سوريا، والهدف من خوض حرب خارج البلاد، بينما يتساءل البعض الآخر، وخاصة من العرب والأجانب، عن السر وراء دعم روسيا للنظام في دمشق، في الوقت الذي تريد فيه غالبية الشعب السوري تغيير النظام الحالي في دمشق.
لقد مضى 9 سنوات على اندلاع الأزمة السورية، ولا زالت هذه الأسئلة مطروحة على الساحة، بينما يزداد الاهتمام بالبحث عن إجاباتها وتقييم الخطوات والسياسات والإجراءات التي اتخذت بصدد التعامل معها، كلما طال أمد الأزمة.
فأمّا بالنسبة للتساؤلات بخصوص ضرورة إرسال القوات الجوية الفضائية التابعة للجيش الروسي إلى سوريا، وأهمية إنشاء قاعدة حميميم الجوية، فإن الإجابة هي نعم، كان ذلك شديد الأهمية، لأن الأمر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقضية مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، في وقت يسعى فيه الإرهابيون إلى تكثيف وتوسيع العمليات الإرهابية في روسيا. علينا ألا ننسى بهذا الصدد العمليات الإرهابية التي وقعت داخل روسيا، ومن بينها حصار مدرسة بيسلان بأوسيتيا الشمالية، واحتجاز رهائن مسرح "نورد أوست"، وتفجيرات المترو في مناطق أخرى في روسيا، بالإضافة إلى مئات العمليات الإرهابية التي أحبطت كنتيجة لأنشطة أجهزة الأمن الروسية، التي رافقتها العمليات العسكرية للقوات الجوية الفضائية الروسية في سوريا، والتي تم بفضلها تصفية آلاف الإرهابيين، ممن كان من المخطط إرسال مجموعات كبيرة منهم إلى روسيا. ولا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أذكّر بواقعة إرسال الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، زهاء جيش كامل لأفغانستان، لمحاربة تنظيم القاعدة الإرهابي، ولا زالت هذه القوات موجودة حتى يومنا هذا هناك، وخسرت الولايات المتحدة ما يقرب من 3 آلاف عسكري أمريكي في هذه الحرب، واليوم لم يعد مصير بقاء تلك القوات في أفغانستان واضحاً، في الوقت الذي أصبحت فيه الولايات المتحدة الأمريكية تتحاور مع طالبان. روسيا بدورها تضطلع بمهمة القضاء على تنظيم إرهابي جديد خرج من رحم تنظيم القاعدة الإرهابي، هو داعش وحلفائها، الذين خططوا لعمليات في روسيا، وتضمر عناصرها وأدبياتها لروسيا العداء. والدلائل المادية على تخطيط عمليات إرهابية في مختلف المدن الروسية كثيرة، بمعنى أن مهمة روسيا في سوريا لا تقتصر على مساعدة سوريا فحسب، ولكنه قرار يرتبط ارتباطاً مباشراً بالدفاع عن الأمن القومي الروسي.
علينا أيضاً ألا ننسى، أن الساحل السوري يضمّ أهم قاعدة بحرية روسية تطل على البحر الأبيض المتوسط، وهي قاعدة طرطوس، التي تستخدم لتزويد سفن الأسطول البحري الروسي بكل ما يحتاجه، فضلاً عن وجود اتفاقية للتعاون العسكري الروسي السوري، بينما ساهم الاتحاد السوفيتي، وبعده روسيا في توفير كل ما يحتاجه الجيش السوري من عتاد وتدريب ودعم. يجدر بالذكر أيضاً، بأنه إلى جانب التعاون العسكري، فإن لروسيا الفضل الكبير في المساهمة ببناء أهم المشاريع الاقتصادية والحيوية في سوريا، أهمها محطات توليد الطاقة الكهربائية، ومشاريع الري لتطوير مجال الزراعة وغيرها من المجالات الأخرى. بالإضافة إلى تأهيل آلاف المتخصصين في شتى المجالات، ممن تخرجوا من الجامعات والمعاهد الروسية.
وأمّا بالنسبة للتساؤل بشأن إصرار روسيا على دعم ومساندة النظام في دمشق، في وقت توجد فيه معارضة كبيرة من الشعب السوري، تريد تغيير النظام، أقول إن روسيا تتعامل مع الدول في إطار القانون الدولي، حيث الحكومة السورية هي الجهة الوحيدة التي تمثل شرعية السيادة السورية، وليست روسيا من حدد ذلك، وإنما حددته قوانين الأمم المتحدة. وهنا أريد أن أوضح للكثير من ممثلي المعارضة السورية، وبعض أجهزة الدول التي تدعمهم وتساندهم، أن دعم الحكومة السورية، والالتزام بالاتفاقيات والتعاون معها، لا يعني وقوف روسيا ضد إرادة الشعب السوري في تغيير النظام، حيث يحاول البعض تصوير الأمر، وكأن موسكو هي العائق لسقوط النظام، الذي كان على وشك السقوط منذ 5 سنوات، لولا الدعم الروسي.
وهنا أريد أن أسأل هؤلاء المعارضين: أين كانوا طيلة 40 عاما من حكم نفس هذا النظام؟ ولا أطرح هذا التساؤل شماتةً فيهم، ولا دفاعاً عن النظام، بل لتوضيح أن الوضع في سوريا أعقد بكثير مما يتصورون، وأن الأزمة السورية هي قضية سورية بحتة، لا يمكن حلها سوى بالسوريين أنفسهم. ولأكون أكثر صراحة، فإنه لولا تدخل روسيا في الوقت المناسب، يعلم الله ماذا كان من الممكن أن يحدث في سوريا، لكن أقل التوقعات كانت تشير إلى حرب أهلية واسعة، إضافة إلى احتمال سيطرة داعش، وتدمير كل ما تبقى من المدن السورية.
لقد استمعت إلى مواقف غريبة من بعض الشخصيات المعارضة، تقول بأنه كان من الأفضل أن تدمّر كل سوريا والانتهاء من النظام الحالي، وكان ردي على ذلك، هو أنه من السهل الإدلاء بتصريحات كهذه، من بر الأمان، بينما تقيمون وعائلاتكم خارج سوريا، وقد استقر بعضكم خارج البلاد منذ 30 عاماً.
نعم، لقد أنقذت روسيا دمشق، وأنقذت النظام، ما يعني أيضاً إنقاذ السيادة السورية، والدفاع عن والتأكيد على وحدة التراب السوري، وإفشال كل المخططات والمشاريع الخبيثة لتحويل سوريا إلى دولة فاشلة، وستستمر روسيا في دعم الجيش العربي السوري في تنفيذ مهامه في بسط سيطرته على كافة الأراضي والحدود السورية، وتنفيذ عملياته في القضاء على التنظيمات التي تندرج تحت لائحة المنظمات الإرهابية للأمم المتحدة، وهي المهام التي تقع على عاتقه بالدرجة الأولى. وروسيا تعتبر الجيش العربي السوري وقيادته حليفاً لها في تنفيذ هذه المهام، لذلك ستستمر في دعم سوريا، ولن تتخلى عن ذلك أبداً، لأنه لا توجد سابقة في التاريخ، تخلت فيها روسيا عن حلفائها، وعلى هذا الأساس، ستستمر مساندة الطيران الروسي الحربي للعمليات والمهام التي أوكلت للجيش العربي السوري، بالإضافة إلى تزويده بالمعلومات الاستطلاعية والخبراء المختصين والفنيين، وذلك بالتوازي مع كافة الجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها القيادة الروسية لمساعدة السوريين نظاماً ومعارضةً للتوصل إلى اتفاق وتفاهم، للبدء في عملية الانتقال السياسي، استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، والذي كان لروسيا دور أساسي في صياغته وصدوره، بالإضافة إلى ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي عقد في سوتشي بداية عام 2018، والإصرار على بدء عمل اللجنة الدستورية، من أجل خلق الظروف المواتية كي يقرر السوريون مصيرهم بأنفسهم من خلال انتخابات حرة نزيهة. إن أي خيار آخر هو استمرار للمأساة، وزعزعة الاستقرار والأمن في سوريا، وهو ما يسعى إليه أعداء سوريا وروسيا. لقد آن الأوان للقيادة في دمشق وللمعارضة السورية أن تضعا مصلحة الشعب السوري فوق أي اعتبارات أخرى، فلن يكون هناك انتصار حقيقي، ولا فرح حقيقي، طالما ظل وضع غالبية السوريين مأساوياً كما هو الوضع الراهن. ولن يحدث ذلك سوى بالجهود المشتركة على أساس المصالحة الوطنية. كما هو واضح للعيان، فإن انتصار أحد الأطراف على الطرف الآخر لا يعني سوى إبادة أهلية جماعية، والنظام في دمشق هو من يتحمل المسؤولية الأساسية في البدء بالعملية الانتقالية لإخراج الشعب السوري من المأساة التي يعيشها، والطريق لهذا المخرج من الأزمة واضح ومحدد دولياً، وعلى المعارضة أيضا التجاوب، والتخلي عن أفكار الإطاحة بالنظام، ومشاريع المحاسبة وغيرها، فسوريا للجميع، من مختلف الانتماءات الدينية والطائفية والعرقية. ومن يراهن على تحقيق مكاسب نتيجة صدامات خارجية دولية، فهو رهان خاسر، وغير نزيه.
أقول إنه لن تحدث صدامات عسكرية واسعة على مستوى الجيوش في إدلب ومحيطها. قد تكون هناك احتكاكات، وهو أمر وارد الحدوث، ويحدث دائماً في مناطق الصراع، التي تتواجد فيها حشود عسكرية كثيفة، وأريد أن أؤكد هنا أنه نتيجة للاتصالات واللقاءات المكثفة التي شهدتها العلاقات الروسية التركية الإيرانية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، تبلورت غرفة عمليات تنسيق مشتركة تضم مختصين في الشؤون العسكرية والأمنية والدبلوماسية من الأطراف الثلاثة، تستطيع تجاوز أي خلافات أو عدم تفاهم يمكن أن يحدث، وهي صمام أمان مضمون لتفادي أي صدام بين هذه الدول الثلاث، وسيكون دورها الأساسي هو إحلال الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
سوف تستمر المعركة ضد الإرهابيين المدرجين على لوائح الإرهاب بالجهود المشتركة لروسيا وتركيا وإيران والجيش السوري، واتفاق سوتشي بين الرئيسين الروسي والتركي يؤكد على وجود تفهم كبير لحساسية كل ما يجري الآن على الأرض بالنسبة للقيادة التركية، لأنها قضية أمن وحدود طولها 900 كلم، إلى جانب قضايا اللاجئين وفصائل وتنظيمات المعارضة الغير مصنفة إرهابية، والمعترف بها دولياً ضمن قرار مجلس الأمن رقم 2254.
الكاتب والمحلل السياسي/ رامي الشاعر
===========================