الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 2/5/2020

سوريا في الصحافة العالمية 2/5/2020

03.05.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • "فورين أفيرز" : ترامب هو الوحيد القادر على إنهاء الحرب في سوريا
https://www.alestiklal.net/ar/view/4642/dep-news-1588244956
  • معهد واشنطن :"كوفيد-19" والحروب بالوكالة في الشرق الأوسط: هل هي العاصفة قبل الهدوء؟
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/covid-19-and-middle-east-proxy-wars-the-storm-before-the-calm


الصحافة الفرنسية :
  • لوموند الفرنسية: توترات غير مسبوقة داخل العشيرة الحاكمة في سوريا
https://thelenspost.com/2020/05/توترات-غير-مسبوقة-داخل-العشيرة-الحاكم/
 
الصحافة العبرية :
  • معاريف :فرصة لتغيير الواقع في الشرق الأوسط
https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=13d8d51ay332977434Y13d8d51a
  • "معاريف" :القصة الكاملة للسلام الضائع بين إسرائيل وسورية (3-3)
https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=13d8dc88y332979336Y13d8dc88
 
الصحافة الروسية :
  • سفوبودنايا بريسا: لا مفر من الحرب في الشرق الأوسط
https://www.raialyoum.com/index.php/سفوبودنايا-بريسا-لا-مفر-من-الحرب-في-الش/
 
الصحافة الامريكية :
"فورين أفيرز" : ترامب هو الوحيد القادر على إنهاء الحرب في سوريا
https://www.alestiklal.net/ar/view/4642/dep-news-1588244956
في صيف 2011، عندما بدأت حركة الاحتجاج السلمي في سوريا بالتحول إلى حرب انتقامية، توسل ناشطو المعارضة السورية إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما للمساعدة في جهودهم للإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد.
بحسب تقرير حديث نشرته مجلة أميركية، فقد جرى استقبال المنشقين من قبل مسؤولي وزارة الخارجية والمشرعين من كلا الحزبين السياسيين بتعاطف ودفء كبيرين، لكن إدارة أوباما -التي تحرص على تجنب مستنقع الصراع الطائفي- رفضت التدخل.
وقالت مجلة "فورين أفيرز": إنه "على مدى السنوات الخمس والنصف التالية لاندلاع الاحتجاجات، وبينما قتلت الحرب في سوريا مئات الآلاف من الناس وشردت الملايين، قدم أوباما الدعم البلاغي والإنساني للمعارضين السوريين، وليس أكثر من ذلك".
فقد فشل مرارا في اتخاذ إجراءات حاسمة كان يمكن لها أن تنهي حكم الأسد الوحشي أو تغير مسار الصراع الدموي، على الأقل، وفقا للتقرير
ثم ينتقل التقرير للحديث عن الرئيس الحالي فيقول: "منذ توليه منصبه في عام 2017، واجه دونالد ترامب انتقادات متكررة لافتقاره لسياسة خارجية متماسكة وازدراء واضح للدبلوماسية التقليدية".
قرار جريء
لكن ترامب أظهر نفسه على أنه قادر على اتخاذ القرار الجريء وغير خائف من المواجهة. ففي حالة سوريا، على سبيل المثال، رد ترامب مرتين على استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية بضربات جوية انتقامية فورية.
وهو ما فشل سلفه، الذي وصف الأسلحة الكيميائية بـ "الخط الأحمر"، في فعله. فقد وقف بشكل سلبي عندما استخدمها الأسد ضد السوريين المدنيين، وفق التقرير.
ويتابع التقرير: "على الرغم من أن تصريحاته المتناقضة -أي ترامب- قد تحبط محللي السياسة الخارجية وحلفاء الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على حد سواء، إلا أن نهج ترامب المتفاعل تجاه التحديات الدولية أثبت في كثير من الأحيان أنه أكثر فاعلية مما يريد منتقدوه الاعتراف به."
حتى قرارات ترامب بإلغاء الصفقة النووية الإيرانية واغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، اللواء قاسم سليماني -يمكن القول إنها أكثر خطوات السياسة الخارجية جرأة وإثارة للجدل في رئاسته- لم تؤد إلى العواقب الكارثية التي جرى التنبؤ بها على نطاق واسع في أعقابها مباشرة.
لقد حان الوقت لأن يتصرف ترامب بجرأة مرة أخرى عن طريق عقد صفقة كبيرة في سوريا، وفق التقرير.
ويتابع: "بفضل مجموعة غير عادية من الظروف الاقتصادية والجيوسياسية والوبائية، تتمتع إدارة ترامب بفرصة تاريخية لوضع حد للصراع الذي دمر البلاد لما يقرب من تسع سنوات".
ويوضح التقرير هذه الظروف بالقول: "إن الاقتصاد السوري يتدهور على مدار الحرب الطويلة، ولكن على مدى الأشهر العديدة الماضية، دفعت الأزمة المالية في لبنان المجاور لسوريا، البلاد إلى حالة من الانهيار التام".
أيضا جيش النظام السوري ضعيف للغاية، مما جعل الموالين له يتساءلون علانية عن شرعية الأسد. كما تواجه روسيا وتركيا، اللتان تدعمان طرفي النزاع، مشاكل اقتصادية داخلية كبيرة خاصة بهما، تفاقمت فجأة الآن بوصول فيروس كورونا الجديد.
كما بدأت تنهار ما تسمى بعملية السلام "أستانا"، التي تم وضعها في صفقة عام 2017 بين إيران وروسيا وتركيا، مع تراجع دور إيران بشكل متزايد، وفق التقرير.
ويتابع التقرير: "حتى اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 5 مارس/آذار بين روسيا وتركيا في إدلب، آخر معقل المعارضة المتبقية في سوريا، بدأ ينهار، بعد أسابيع فقط من توقيعه".
من خلال التصرف بسرعة وتقديم مخرج يحفظ ماء الوجه لكلا البلدين، وخاصة روسيا التي لم يعد بوسعها تحمل الحرب، يمكن للولايات المتحدة إنهاء الحرب في سوريا مرة واحدة وإلى الأبد، وفق التقرير.
الانهيار الاقتصادي
ويقول التقرير: "في المناطق التي يسيطر عليها النظام في سوريا، الاقتصاد في حالة خراب. الوقود وغاز الطهي نادران، ونقص السلع الأساسية، إلى جانب انخفاض الليرة السورية، أدى إلى ارتفاع الأسعار".
للمرة الأولى منذ عقود، يهدد نقص القمح الآن إعانات الخبز الحكومية التي تشكل دعامة حاسمة لشرعية النظام.
في محاولة يائسة لإخفاء عدم قدرتها على تزويد السوريين بما يكفي من الخبز، أطلق النظام أساليب جديدة "مبتكرة"، تتمثل بتوزيع الخبز من الشاحنات بدلا من المخابز التقليدية وإصدار بطاقات تموين مجهزة بشرائح إلكترونية لكل أسرة، وفق التقرير
وفي طريقة تهكمية يتابع التقرير: "إذا لم يحصل السوريون على الخبز لإطعام عائلاتهم، يمكن للحكومة الآن أن تجادل بأن ذلك لأنهم لم يركضوا بالسرعة الكافية للقبض على شاحنة الخبز أو أتلفوا الشريحة الحساسة على بطاقاتهم التموينية".
انقطاع التيار الكهربائي مستمر، حتى بدأ أنصار النظام في انتقاد الأسد وحاشيته علانية، مشيرين إلى الفساد المتفشي الذي دفع الملايين إلى الفقر المدقع.
وتابع التقرير: "أصبحت القوات الجوية للأسد الآن ضعيفة للغاية، لدرجة أن تركيا تمكنت في فبراير/شباط (2020) من فرض حظر جوي على إدلب باستخدام طائرتين مقاتلتين فقط من طراز F-16 إلى جانب أسطول من الطائرات بدون طيار".
آخر مرة اشترت فيها سوريا طائرات عسكرية بكميات كبيرة كانت في عام 1983 (بالإضافة إلى عدد صغير في عام 1996).
وفي الوقت الحاضر، لدى الأسد حوالي 30 طائرة عاملة فقط، وتفتقر حكومته إلى قطع الغيار لإصلاحها عندما تنهار، فضلا عن أن جيشه منهك ومحبط، وفق التقرير.
ويوضح التقرير: "بعد أشهر من التحضير لمعركة بطولية أخيرة للسيطرة على منطقة إدلب الشمالية الغربية، صُدم الجنود عندما توقف تقدمهم قبل الأوان باتفاق وقف إطلاق النار في 5 مارس/آذار -بين روسيا وتركيا- وهو الاتفاق الذي تم دون  مشاركة الأسد".
بالنسبة للعديد من الجنود، فإن معرفة أن زعيمهم قد استُبعد من مناقشات وقف إطلاق النار كان اكتشافا مروعا، والذي أكد حقيقة خضوع زعيمهم لروسيا، وفق التقرير.
الطموحات الروسية
على الرغم من أن الحرب في سوريا هي واحدة من أكثر الحالات تعقيدا في العصر الحديث، فإن أسباب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدخولها في سبتمبر/أيلول 2015 كانت واضحة نسبيا.
وأوضح التقرير: "أن بوتين قد أمل في رفع مكانة روسيا وصقل سمعته الدولية، من خلال جعلها لا غنى عنها في الحملة ضد تنظيم الدولة".
فقد كان بوتين يأمل في جعل بلاده شريكا متساويا مع الغرب في الحرب ضد الإرهاب، تماما مثل الاتحاد السوفيتي مع الحلفاء لهزيمة النازية.
وقد أوضح بوتين هذه الرؤية بشكل صريح عندما أشاد، في خطاب ألقاه في الأمم المتحدة قبل وقت قصير من التدخل الروسي في سوريا، بمؤتمر يالطا الذي انعقد بعد الحرب العالمية الثانية لإرساء "أساس متين للنظام العالمي بعد الحرب".
وقال التقرير: "ليس من السهل أن نقول إن بوتين كان يأمل، من خلال إشراك روسيا في حرب سوريا، أن يجد نفسه في وقت لاحق في موقع ستالين في يالطا، ويلتقي بقادة القوى العظمى الأخرى ويعيد تنظيم مناطق النفوذ في العالم".
ولكن الأمور لم تسر على هذا النحو. لقد وصلت روسيا الآن إلى الحد المطلق لما يمكن أن تحققه في سوريا، سواء لأغراض بيع الأسلحة أو تلميع سمعتها أمام المجتمع الدولي، وفق التقرير.
وتابع: "يهدد المزيد من الانخراط في سوريا الآن بإلحاق الضرر بصورة روسيا من خلال الكشف عن فشل أسلحتها ضد ترسانة تركيا المتفوقة".
ومن ناحية أخرى فإن جيش النظام يعتمد بشكل كامل على دعم روسيا غير المشروط، وهناك دلائل واضحة على أن الروس يفقدون صبرهم على الأسد ويتساءلون عن حكمة الاستمرار في مساعدة نظامه".
ونهاية أبريل/نيسان 2020، نشرت وكالة أنباء روسية، مملوكة لحليف مقرب من بوتين، هجوما عنيفا ضد ضعف الأسد وفساده، وفق التقرير. وتابع: "أن الأنباء التي تفيد بأن الأسد أنفق مؤخرا 30 مليون دولار على لوحة ديفيد هوكني كهدية لزوجته، أسماء، تم نشرها لأول مرة في منبر روسي أيضا".
لكن أكثر ما يضر بالنظام السوري كان مقالا حديثا للسفير الروسي السابق في سوريا، ألكسندر أكسينوك، قال فيه بأن الأسد مهووس بالنصر العسكري، ومنفصل بشكل متزايد عن الواقع، وغير قادر على إعادة بناء بلاده بعد الحرب وتحويلها إلى دولة عاملة مرة أخرى.
ويتابع التقرير: "مع وصول أسعار النفط إلى مستويات متدنية جدا، يحتاج بوتين بشدة إلى مصادر جديدة للإيرادات".
لذلك فإن صفقة سلام تؤدي إلى إطلاق مشاريع إعادة الإعمار ستوفر لروسيا فرصة لاسترداد بعض الأموال التي أنفقتها لدعم الأسد، من خلال تزويد الشركات الروسية بتيار من العقود المربحة المتعلقة بإعادة الإعمار، وأيضا ستضمن لبوتين انتصارا سياسيا دوليا.
لن يتخلى بوتين عن فكرة الدور القيادي لروسيا في سوريا ما بعد الحرب، لكنه سيتخلى عن الأسد بنفسه كوسيلة لتحقيق هذه الغاية، وفق التقرير الذي يرى أنه "يجب أن تركز إدارة ترامب، أولا وقبل كل شيء، على جلب موسكو إلى طاولة المفاوضات".
ولكن دون إغفال تركيا التي قد تكون مستعدة للمشاركة في الصفقة، فالوضع الاقتصادي المحلي في تدهور، والتوترات داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في ازدياد، وفق التقرير.
ويوضح التقرير أنه "بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لم يعد يمكن تحمل الخسائر البشرية والمالية للتدخل السوري، كما أنه لا يمكن لتركيا أن تنجح في دمشق بدون دعم الناتو (حلف شمال الأطلسي)، ويخشى أردوغان من انسحاب أميركي مفاجئ من شمال شرق سوريا".
لذلك فإنه منذ وقف إطلاق النار في 5 مارس/آذار 2020 في إدلب، بدأت تركيا مبدئيا في التعاون مع روسيا، وفق التقرير.
واستدرك: "لكن أردوغان يعتمد على المساعدة العسكرية الأميركية، المقدمة بالمشاركة ومن خلال حلف شمال الأطلسي، وسيرحب بمشاركة إدارة ترامب في إنهاء الصراع".
خطوة نحو السلام
ويوضح التقرير أن: "خارطة الطريق لإحداث انتقال سياسي ديمقراطي سلمي بقيادة سورية موجودة بالفعل. لقد تم تحديد معالمها في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 وتبنيه بالإجماع في ديسمبر/كانون الأول 2015".
ويعتبر وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى، وينبغي على ترامب أن ينتهز الفرصة لتحقيق ذلك. في الواقع، ربما يكون الزعيم الوحيد في العالم القادر على القيام بذلك.
وقال التقرير: "صحيح أن الولايات المتحدة لم تعد تتمتع بمكانة في الشرق الأوسط كما كانت في السابق، لكن بوتين لن يتردد في الجلوس إلى طاولة المفاوضات.".
ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه سيزيد من طموحاته في "يالطا" جديدة، ولكن في المعظم لأنه ليس لديه خيار يذكر.
وبعد إبرام صفقة مع روسيا وضمان استسلام الأسد، يمكن لترامب الاقتراب من أردوغان ومن هناك يضع سوريا على طريق التحول الديمقراطي السلمي وإعادة البناء، وفق التقرير.
وذكر التقرير أن "الحرب في سوريا معقدة، وهناك الكثير من المصالح المتضاربة والمشكلات التي تحتاج إلى حلها في الاتفاقية النهائية".
وختم بقوله: "لقد أثبت ترامب أنه قادر على التصرف بجرأة. ومن خلال عقد صفقة كبيرة في سوريا، سيظهر للعالم مرة أخرى أنه يستطيع تحقيق نتائج ملموسة".
===========================
معهد واشنطن :"كوفيد-19" والحروب بالوكالة في الشرق الأوسط: هل هي العاصفة قبل الهدوء؟
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/covid-19-and-middle-east-proxy-wars-the-storm-before-the-calm
ديفيد بولوك
"مؤسسة كارنيغي"
نيسان/أبريل 2020
لم تؤدي الأزمة الصحية والاقتصادية العامة التي سببها فيروس كورونا إلى إيقاف أو حتى إبطاء وتيرة القتال المدعوم من الخارج في ليبيا أو الهجمات المتقطعة لتنظيم "داعش" وهجمات الميليشيات المدعومة من إيران في العراق. ولكن على الأقل في الوقت الحالي، تنحسر حربان بالوكالة من بين الحروب الكبيرة الأخرى في المنطقة، بمعناهما الواسع: فقد خفت حدة القتال في محافظة إدلب السورية؛ كما تقلّصت الجبهات الناشطة في اليمن أو توقف نشاطها، حيث تسعى العديد من الدول الراعية الخارجية، وخاصة المملكة العربية السعودية، إلى وقف إطلاق النار بشكل واضح. وتبيّن هذه اللمحات السريعة بعض الاتجاهات المتباينة أو حتى المتناقضة في المنطقة التي تأثرت بوصول أزمة كورونا. 
ويقيناً، لا يزال من المبكر للغاية، وبالتالي من السابق جداً لأوانه، في ظل طفرة هذا الفيروس ومسار التباطؤ الاقتصادي القفز إلى أي استنتاجات حاسمة. وربما يساهم فيروس كورونا في بعض التحوّلات الكبيرة في المنطقة - على الأرجح من آثارها الاقتصادية الثانوية الوخيمة، وانتشارها السياسي المحتمل، أكثر من أي مشاكل طبية مباشرة. أو ربما سيمر هذا الفصل، مثلما مرت جائحة "الإنفلونزا الإسبانية" الأكثر شدة بكثير في الفترة 1918-1923، من دون التسبب بأي تحوّلات جوهرية في الشؤون العسكرية أو السياسية الدولية. ومع ذلك، هناك عدد قليل من الاتجاهات الجديدة المؤقتة التي تستحق الذكر فعلاً.
أولاً، ربما يؤدي فيروس كورونا إلى تسريع أو تعزيز نمط من الحذر النسبي أو التراجع، بدلاً من إطلاقه، من جانب العديد من الدول الراعية الرئيسية تجاه "وكلائها" المسلحين في المنطقة. ففي سوريا، كانت الولايات المتحدة قد سحبت بشكل كبير وجودها ودعمها لكل من المعارضة و«قوات سوريا الديمقراطية». بينما كانت روسيا وتركيا وإيران تتجه نحو إبرام مجموعة من الاتفاقات، وإن كانت هشة، لتحديد مناطق نفوذها من دون اللجوء إلى صراع عسكري شامل. وبالمثل، كان السعوديون يبحثون عن مخرج في اليمن حتى قبل انتشار فيروس كورونا بشدة. وفي العراق، أصبح نمط الهجمات الميليشياوية المحدودة، والمتدنية المستوى، والسريعة، راسخاً بشكل كبير، قبل فترة طويلة من انتشار الفيروس.
وبالمثل، على الحدود اللبنانية، كان كل من «حزب الله» وإسرائيل يمارسان أساساً دورة مألوفة من الاستفزازات والانتقامات من حين لآخر، لكنها دورة بعيدة عن التصعيد بشكل متبادل. و لم يساهم فيروس كورونا في زيادة هذا التفاعل أو تقليصه إلى أي حدّ جدير بالملاحظة. ومن المفارقات، على الجبهة الفلسطينية، أضاف فيروس كورونا فعلاً سبباً إلى قيام تعاون في مجال الصحة العامة والأمن الانتقائي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وحتى بين إسرائيل و«حماس» في غزة.
لذلك، يمكن القول أن فيروس كورونا لم يساهم في معظم الحالات سوى في إضافة عنصر آخر من الحذر أو التشتيت إلى المزيج القائم أساساً. وتنشغل الدول الراعية الوكيلة الآن وبشكل مفهوم في استجاباتها المحلية لأزمة كورونا - وربما هي أيضاً أكثر قلقا بشأن قدرتها الاقتصادية على المدى المتوسط لتمويل المزيد من المواجهات العسكرية المشحونة. وحتى إذا لم تسيطر بشكل كامل على عملائها المحليين، وحتى إذا استمرت في دعم عمليات مضايقة محدودة، فمن المرجح إلى حدّ كبير أن تفضل تجنّب [الانخراط في] نزاع كبير آخر وسط محاولتها التعامل مع كورونا.
ثانياً، حتى في حالة أي دولة راعية محددة، تبدو هذه التأثيرات متفاوتة. على سبيل المثال، وكما أشار زميلاي سونر چاغاپتاي ودنيز يوكسل، عزّزت تركيا دعمها لعملائها المتواجدين في طرابلس في الحرب الأهلية المستمرة في ليبيا، حيث تكون أقل تعرضاً لمخاطر صحية أو اقتصادية أو قتالية مباشرة. وفي الوقت نفسه، حدّت من دعمها لعملائها الأتراك في إدلب، حيث تكون هذه المخاطر أكبر بكثير حالياً.
ثالثاً، يُعزى الاستثناء الواضح لهذه الحكاية التحذيرية إلى بعض الجماعات الجهادية الناشطة في المنطقة. فتنظيم «الدولة الإسلامية» لم يعد وكيلاً لأحد في الوقت الحالي، ولكن من الواضح أنه يستغل الفراغ الذي تركه تراجُع الآخرين الناتج عن فيروس كورونا. وفي كل من العراق وسوريا، وصلت هجمات تنظيم «داعش» إلى أعلى مستوى لها في آذار/مارس. ويحرك مقاتلوه الشباب عملية بروز التنظيم من جديد، وهم الذين اعتادوا العيش تحت الأرض، خاليين من المسؤولية عن أي مناطق مدنية، ومعزولين نسبياً (وربما أكثر مناعة) من الإصابة بعدوى كورونا، وأقل قلقاً من الفيروس من الناحية الإيديولوجية. ومع ذلك، ففي حال إصابتهم بفيروس كورونا، قد يؤدي عدم نفاذهم إلى الرعاية الطبية إلى الحد المفاجئ لأنشطتهم.
رابعاً، قد تكون آثار كورونا الأبعد أمداً، كما لوحظ، أكثر اقتصادية من طبية. فقد يغيّر انهيار أسعار النفط والتباطؤ الأوسع نطاقاً أولويات الدول الراعية ويحوّل مواردها بعيداً عن وكلائها في المنطقة، مما يؤدي إلى نشاط أقل جودة ولكن ربما أكثر تفرعاً لا يمكن التنبؤ به. وبالتطلع إلى المستقبل، وإذا كانت التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا تثير مزيداً من انعدام الأمن العملياتي وعدم الاستقرار السياسي في دول المنطقة، فقد يكون لدى "الوكلاء" من غير الدول حالياً هامشاً أكبر للمناورة لوحدهم - بما في ذلك البحث عن رعاة جدد، سواء داخل المنطقة أو خارجها.
إذاً، في الوقت الحاضر، من المحتمل أن يؤدي فيروس كورونا إلى قيام هدوء مؤقت في البعض من الحروب بالوكالة المتعددة والمأساوية في المنطقة، في أعقاب موجة أولية من العمليات الجهادية وغيرها من العمليات المحددة. ومع ذلك، تبقى التداعيات على المدى المتوسط غير واضحة المعالم بشكل لا مفر منه، من حيث النطاق أو الاتجاه على حد سواء. وفي هذا الصدد، لا تزال التداعيات السياسية والعسكرية والاقتصادية الكاملة لمرض "كوفيد-19" مبهمة بقدر الفيروس نفسه.
===========================
الصحافة الفرنسية :
لوموند الفرنسية: توترات غير مسبوقة داخل العشيرة الحاكمة في سوريا
https://thelenspost.com/2020/05/توترات-غير-مسبوقة-داخل-العشيرة-الحاكم/
توترات داخل العشيرة الحاكمة في سوريا، بضراوة غير مسبوقة، تفاقمت بسبب “الوحي” في الصحافة الروسية…
في هذه السنة العاشرة من الحرب، يواجه السوريون موضوعًا آخر للجدال غير النزاع المستمر، أزمة إدلب، ملايين اللاجئين المحظور عليهم العودة إلى منازلهم، أو خطر انتشار الفيروس التاجي في البلد.
إن “الوحي” الذي نشرته صحيفة روسية يزعم أن الرئيس بشار الأسد أهدى زوجته أسماء لوحة رسمها ديفيد هوكني “The Splash” بقيمة تزيد عن 27 مليون يورو، تسبب بالفعل في ذهول شعب يعتقد أنه رأى كل شيء في مسائل فساد قادته.
ما إذا كان الدكتاتور السوري قد اشترى هذه اللوحة بالفعل من “سوثبي” هو الآن أقل أهمية من “الوحي”، مثل هذه الفضيحة التي أطلقتها وسائل إعلام قريبة من الكرملين، على خلفية تسوية حسابات بين بشار الأسد وابن عمه رامي مخلوف، أغنى رجل في سوريا والذي كان أمس ركيزة النظام، ثم اليوم هو هدف لحملات “مكافحة الفساد “.
كان رامي مخلوف المستفيد الرئيسي من “الليبرالية” الاقتصادية بقيادة بشار الأسد بعد أن خلف في عام 2000 والده حافظ الأسد الذي نصب نفسه سيدًا مطلقًا على سوريا لمدة ثلاثين عامًا.
ثم قام مخلوف ببناء إمبراطورية حقيقية، يحتكر من أجل الربح “خصخصة” الشركات العامة، والاستثمار في البنوك “الخاصة” الجديدة.
ومع سيريتل، يحتل مركزًا مهيمنًا في الهواتف المحمولة، مع ثروة تقدر بمليارات الدولارات، من 3 إلى 7 حسب المصادر، أصبح مخلوف الممول الكبير للميليشيات الموالية للأسد، التى كانت لها دورا حاسما في قمع الانتفاضة الشعبية عام 2011.
كما دعم مخلوف بسخاء الأنشطة “الخيرية” لأسماء الأسد، زوجة المستبد السوري، وخاصة من خلال جمعيته البستان .
أدى صعود المستفيدين الجدد من الحرب في الحاشية الرئاسية، منذ عام 2018، إلى المزيد من التوترات الملموسة بين بشار الأسد وابن عمه الثري.
وقد تم إبراز بالك التوترات بعد عودة أسماء الأسد، في أغسطس 2019 بعد شفائها التام من سرطان الثدي الذي حاربته لمدة عام.
أدت استعادة النظام لمعظم الأراضي السورية إلى خلاف “إعادة تعريف تقاسم الرفات في بلد مدمر”، والذي بات من الواضح أن رامي مخلوف يدفع ثمنه.
يتم وضع جزء من ممتلكاته تحت الحراسة القضائية، ويتطلب الأمر متأخرات ضريبية كبيرة جدًا، ولكن قبل كل شيء انخفض حظر حصانة عائلة الأسد، حيث في الآونة الأخيرة تم ضبط أربعة أطنان من الحشيش في مصر من شحنة لبن قادمة من شركة مخلوف.
في حين تم الاستيلاء على أصول شركة أخرى، آبار بتروليوم، التي استهدفتها بالفعل العقوبات الأمريكية في عام 2018، لكن هذه المرة من قبل نظام الأسد، دون سبب مقنع، “الاستثمار في شركة آبار للهيدروكربونات دون التقيد بالشروط القانونية”.
روسيا ترمي الزيت على النار
تفاقمت هذه التوترات غير المسبوقة بين أبناء العم الأسد ومخلوف من خلال نشر “الكشف” المحرج للغاية للديكتاتور السوري في وسائل الإعلام القريبة من الكرملين، وفي مقدمتها “اللوحة” التي من المفترض أن بشار اشتراها لأسماء مقابل 27 مليون يورو.
مثل هذه “الإعلان” يشكل انتقامًا من قبل مخلوف بسبب الحملة التي شنت ضد مصالحه، فهناك تحليل يتبناه البعض، مشيرين إلى أن محمد وحافظ مخلوف، والد وشقيق رامي، مقرهما في موسكو (حافظ مخلوف كان حتى عام 2014 أحد رؤساء الأجهزة الأمنية السورية)، وهم بهذه الطريقة يشككون في قدرة الأسد ليس فقط لإعادة بناء سوريا، ولكن حتى لإدارتها بطريقة “طبيعية”.
اليكساندر أكسينينك، نائب رئيس المجلس الروسي للشؤون الدولية،وهو دبلوماسي مخضرم عمل، نشر تحليلا على موقع CRIA تحت عنوان اختبارا صعب لنظام الأسد، قال فيه “إنه من الواضح بشكل متزايد أن النظام متردد أو غير قادر على تطوير نمط حكم من شأنه أن يحد من الفساد والجريمة ويسمح بالانتقال من الاقتصاد العسكري إلى العلاقات التجارية والاقتصادية العادية “.
والأخطر من ذلك نشر وكالة “ريا فان الروسية ” استطلاع رأي” والذي تم تنفيذه في نيسان 2020 بألف سوري، اعتبر 71.3٪ ممن شملهم الاستطلاع أن الفساد هو المشكلة الرئيسية في البلاد، و 53.1٪ سيصوتون ضد بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية لعام 2021 (32.1٪ لـ) و 70.2٪ يرغبون في ” وجه جديد للقيادة”.
من الطبيعي أن هذه الأرقام ليس لها قيمة على هذا النحو، وهي لا تستخدم إلا ككرة اختبار لسياسة روسية المحبطة بشكل متزايد في مواجهة عدم قدرة الأسد على الخروج، حتى بشكل سطحي، من الحرب أهلية.
في عام 1984، اختلف حافظ الأسد وشقيقه رفعت، عندما اشتركا في حمام دم حماة، قبلها بعامين، بعد أن تهدد نظامهم من قبل تمرد إسلامي، إلى جانب انتفاضة شعبية.
لم يتجنب الأخوان مواجهة بعضهما البعض في وسط دمشق إلا بسبب وساطة الاتحاد السوفييتي، الذي “أخذ” رفعت الأسد خارج الأراضي السورية.
إن المواجهة بين بشار الأسد ورامي مخلوف اليوم ليس لها نفس البعد العسكري، لكنها تكشف مرة أخرى عن التناقضات التأسيسية لهذه ” الدولة البربرية ” التي هي نظام الأسد.
إن الحرب التي شنها حافظ، ثم بشار الأسد ضد شعبه، هي في الواقع في صميم ديناميكيات سلطتهم، مهما كانت الخلافات التي تعصف بالعشيرة الحاكمة.
===========================
الصحافة العبرية :
معاريف :فرصة لتغيير الواقع في الشرق الأوسط
https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=13d8d51ay332977434Y13d8d51a
بقلم: العقيد احتياط اوري هلفرن*
لا ريب أن أثر «كورونا» هو المصمم الجغرافي – السياسي العالمي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية. فهو ينطوي، الى جانب المخاطر التي ستأتي في أعقاب الازمة، على استغلال فرص كبيرة ايضا، سيتيح تشخيصها، الآن، إلى جانب الأعمال الصحيحة الى تغيير طويل المدى.
حتى لو سبقت إسرائيل جيرانها في الخروج من الأزمة، فإنها لا يمكنها أن تحتمي تماما من الآثار الإقليمية التي لواقع «كورونا» على جيرانها. فالساحة الفلسطينية، التي تعتمد بحبل سُرّي على الاقتصاد الإسرائيلي، ستوفر لنا تحديات انسانية – ونتيجة لها أمنية ايضا – لا بأس بها.
ولكن ما يجري في إيران ودول نفوذها – لبنان، سورية، والعراق - جراء «كورونا» قد يوفر فرصاً أيضا. إيران، التي تتصدى منذ زمن بعيد لعقوبات خانقة، وأسعار نفط متدنية، وناتج قومي يراوح في المكان، تشهد اليوم إحدى الازمات الأعمق والاكثر تحديا التي عرفتها منذ صعود حكم آيات الله. فالى جانب الفقر والنقص المتفاقم، يتم أيضا تفاقم إضافي في مستوى التهديد المحدق بها من جهة واشنطن. ففي الأسابيع الأخيرة حركت الولايات المتحدة الى المنطقة حاملتي طائرات أخريين. كل هذه وغيرها يشكل مؤشرات مقلقة، حقاً، للقيادة الإيرانية.
في لبنان، «حزب الله» غارق حتى الرقبة في محاولة لتثبيت نفسه في الساحة اللبنانية الداخلية كـ «حامي لبنان»، في ظل فرز ميزانيات لمساعدة مدنية واجتماعية وبالاساس في اوساط معاقل الشيعة. ان المفهوم الذي اعتقد بأنه مع انهاء مهامه في سورية لحماية النظام سيتمكن من التفرغ بقوة اكبر للجبهة مع إسرائيل، دُحر في هذه المرحلة. مؤشراته إسرائيلياً، شق السياج الاسبوع الماضي ردا على هجوم إسرائيلي، ليست سوى محاولة عقيمة، تستهدف كسب الوقت. فالمنظمة تغرق في معالجة معاقلها المدنية، تحت اضطرارات مالية متفاقمة.
في سورية المدمرة، لن يكون ممكنا مقارنة خطر «كورونا» ابدا بالمشاكل الاخرى، ومن المشكوك فيه أن يكون الحكم يضع الموضوع في رأس اهتماماته. فالإبقاء على المسارات البرية الى العراق ومنه الى إيران مفتوحة يشير الى أن الحاجة الى تعزيز المحور الشيعي وتعاظمه لا تزال في رأس سلم الاولويات الأعلى. ولكن من الصعب التصديق بأن يواصل الشريك الروسي، القلق من تعاظم الوباء في الداخل، تخصيص الميزانيات لترسيخ المعسكر الشيعي. يحتمل أن يقلص تدخله، الذي على اي حال يوجد منذ زمن ما في ميل تقلص. ورغم ذلك، يشدد على أن المحور الشيعي لا يزال مصمما على تحقيق تطلعاته لتوسيع الانتشار في المنطقة. فإيران مستعدة لتستثمر من مقدراتها المتقلصة في تعميق تواجد الميليشيات في العراق وفي سورية، والعمل على التقدم العنيد في مشروع دقة الصواريخ وتسليح حلفائها، وفوق كل شيء فانها لا تتخلى عن ورقة النووي التي تشكل، من ناحيتها، بوليصة تأمين إستراتيجية حيوية.
على فرض أن الضغط الاقتصادي في الأشهر القريبة القادمة على إيران وفروعها سيبقى، بل سيتعمق، ولن يقل الضغط الأميركي، ستتسع الاحتجاجات الشعبية في الساحة الداخلية، وسيضطر النظام الى تخصيص مقدراته للانشغال بها عن كثب. في ظل مثل هذا الواقع، تقع في ايدي إسرائيل والولايات المتحدة فرصة لاعادة تصميم الخطوط الحم، التي تآكلت في السنوات الأخيرة في ضوء تعزيز القوة الاقليمية لإيران. في هذا الاطار يجب أن تتضمن الحملة ثلاثة عناصر عمل مركزية:
أولا، تشديد الضغوط الاقتصادية. رغم الاثار الانسانية فإن فيها ما يعمق الضغط المدني الداخلي على النظام، لتغيير سلم اولوياته الوطنية، من النووي الى البنى التحتية الوطنية، ومن تمويل الميليشيات الاقليمية ووسائل القتال الى أماكن العمل والغذاء.
ثانيا، ينبغي استغلال الضعف في أوساط القوى الشيعية في سورية لتفعيل مركز ومصمم لخطوات عسكرية لتدمير منظومات تعاظم القوى الدقيقة في سورية وفي لبنان، في ظل ابعاد القوات الشيعية من سورية الى لبنان. وكل هذا بأعمال حكيمة، دون اعتراف علني بالمسؤولية منعاً للتصعيد.
ثالثا، ينبغي تفعيل منظومة اعلان ونزع شرعية غايتها تشديد الضغط الداخلي على النظام في إيران، وفي سورية، وفي العراق، وفي لبنان. هدفها تجسيد الحاجة الى تغيير عميق في سلم الأولويات الوطنية – الى الاقتصاد، الى الصحة، والى الامن الاجتماعي، بدلا من الحرب ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
في السطر الاخير، فان «كورونا» والضعف المؤقت الذي علق فيه المعسكر الشيعي يسمح للحلف الإسرائيلي – الأميركي باعادة تصميم المجال الجغرافي – السياسي في الشرق الاوسط.
في ظل أزمة «كورونا» وأسعار النفط المتدنية والاستقرار في دول المعسكر الشيعي، تتوفر فرصة من المشكوك فه أن تتكرر، لابعاد لإيران وفروعها عن تحقيق الحلم في تثبيت تواصل شيعي استراتيجي من الخليج وحتى البحر، يقوم على اساس مظلة صواريخ بعيدة المدى دقيقة ذات قدرة مستقبلية على حمل سلاح نووي.
 
عن «معاريف»
*المساعد الاستخباري لرئيسي الوزراء نتنياهو وأولمرت وضابط الاستخبارات في قيادة المنطقة الجنوبية.
===========================
 "معاريف" :القصة الكاملة للسلام الضائع بين إسرائيل وسورية (3-3)
https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=13d8dc88y332979336Y13d8dc88
2020-05-01
بقلم: يغئال كيبنيس
أوضح باراك للرئيس كلينتون بأن الانسحاب الإسرائيلي لن يكون حتى خط المياه. وأراد باراك أن يستغل تراجع خط الشاطئ بضع مئات من الأمتار غرباً كي يعزز مطلبه في أن يبقي حوله أرضا ذات سيادة إسرائيلية. وقدر باراك بأنه في موضوع الحدود سيكون ممكنا الوصول الى اتفاق يلبي توقعات الطرفين، ولكنه حدد لنفسه قاعدة بأن يبحث هذا الموضوع ويتفق عليه فقط بعد أن يتفق على المواضيع الاخرى – المياه، الترتيبات الأمنية وجوهر علاقات السلام. جاء باتريك سيل، المقرب من الأسد، الى إسرائيل، وتجول في منطقة الحدود بمرافقة اوري ساغي، الذي عينه باراك رئيسا للفريق المفاوض مع سورية. التقاه باراك ونقل من خلاله رسالة الى الرئيس السوري بأنه في لقاء شخصي بينهما سيكون ممكناً الوصول الى اتفاقات من الصعب التصريح بها مسبقاً.
في آب، كانت القناة السرية بدأت تعمل. روس، ساغي، ورياض داودي، المستشار القانوني للرئيس السوري التقوا في بيرن. في الأجواء المريحة والحميمية للقاء أكد ساغي أن إسرائيل تقبل مبدأ الانسحاب الى خطوط الرابع من حزيران مع العلم أن هذه الخطوط ليست واضحة، وهناك حاجة الى الاستيضاح لتحديدها. بعد أسبوعين من ذلك عادوا ليلتقوا في فندق هيات في ميريلند. وانضم الى ساغي المستشار القانوني، يوئيل زنجر، وانضم الى داودي الجنرال ابراهيم عمر. فاجأ ساغي وطلب البحث بالتفاصيل وبمعونة خرائط سورية عن "خطوط الرابع من حزيران"، العقبة الكأداء الأساس للاتفاق. العمل الاعدادي الجذري الذي قام به ساغي و"فريق الحدود" أدى لتكون صورة التواجد السوري شرق بحيرة طبريا واضحة للمهنيين من الطرفين.
في محادثات ميريلند في أيلول، طرح ساغي لاول مرة على مسمع الأميركيين اقتراح التغلب على حقيقة أن الانسحاب الإسرائيلي لن يجلب السوريين الى خط المياه، وسمي الاقتراح لاحقا بـ"الحل الابداعي". وأساسه تعريف أرض من شرق البحيرة مناطق محصورة يسمح فيها بالوصول الحر للمواطنين من الطرفين. هكذا يكون للسوريين حرية وصول الى المياه، لا تكون تحت سيادتهم، ويكون للإسرائيليين حرية وصول الى المنطقة حول البحيرة التي تكون تحت السيادة السورية.
يبدو أن حالة الأسد الصحية دفعته ليسرع الخطوات. "يبدو الاتفاق قريبا جدا"، فاجأ الأسد وزيرة الخارجية اولبرايت، وروس، واينديك الذين جاؤوا الى دمشق في 7 كانون الأول 1999 وأضاف، "باراك جدي، يريد تحقيق اتفاق بسرعة، وهكذا أنا ايضا". كما فوجئوا لأن يسمعوا منه طلبا بعقد لقاء مباشر فوري ولاول مرة بين كبار القيادة السياسية لإسرائيل وسورية. "يخيل لي أننا أنزلنا السقف"، قال الأسد. وأوضح بأنه لن يصر على "خطوط الرابع من حزيران" التي اصر عليها في الماضي.
انتقل الأميركيون الى إسرائيل، وسمعوا من باراك اقتراحه للدعوة في غضون أسبوع الى لقاء تاريخي بين رئيس وزراء إسرائيل ووزير الخارجية السوري، وانضمام الرئيس كلينتون الى المحادثات وعدم توقفها حتى الوصول الى اتفاق. كان باراك واعيا للتوقيت – عشية عيد الميلاد وقبيل انتهاء شهر رمضان – ورأى في الاضطرار الزمني وسيلة ضغط للسعي الى اتفاق سريع ومنع تسريب المحادثات.
رفض الأميركيون الجدول الزمني، وتوجهوا لأن يجرى في 15 كانون الاول لقاء بين باراك، الشرع، وكلينتون في البيت الأبيض، وتواصل المحادثات في مؤتمر لا يبدأ الا في كانون الثاني. وفي ضوء هذا التغيير طلب باراك من الفريق الأميركي خلق شروط عزل تام للمؤتمر. وكان اتفاق في موضوع لبنان سيؤثر على الرأي العام الإسرائيلي الذي سيكون مطالبا باقرار اتفاق سلام مع سورية. حدد باراك لنفسه وأوضح ذلك للأميركيين، بأنه يجب البحث والوصول الى اتفاق في موضوع لبنان قبل الإجمال مع سورية في موضوع الحدود.
ترسيم خط الحدود أراد باراك، تماما مثل نتنياهو قبله، أن يبقيه الى نهاية المحادثات. كان باراك مستعدا ليوافق على أي خط يبقي البحيرة تحت السيادة الإسرائيلية، ويعطى للسوريين حقوق استخدام في مياهها. اما توقعات السوريين بالعودة الى شاطئ البحيرة ففكر بحلها من خلال حفر بركة مائية داخل الاراضي السورية في شمال شرقي البحيرة، المنطقة التي توجد فيها القرية السورية مسعودية، التي كانت قريبة من خط المياه. النقاش في النقاط التي كان مطلوبا فيها تنازل إسرائيلي حاول باراك أن يبقيها الى اللقاء بينه وبين الأسد.
في 2 كانون الثاني 2000، هبطت طائرة باراك في واشنطن، في طريقها الى شبردزتاون. وبينما كان في الجو بُلّغ بأن البلدة مليئة بالصحافيين وشروط اللقاء المعزول والمحمي من التسريبات ليست قائمة. "لا أستطيع عمل ذلك"، قال باراك لاينديك، الذي كان دعاه الى الصعود الى حجرة المسافرين مع توقف الطائرة. وكان باراك يقصد أنه في هذه الظروف لا يمكنه أن يدير المحادثات كما يلزم. وفهم اينديك ذلك بشكل مختلف. رفض باراك إجراء المحادثات في ظروف يمكن فيها لرجال الاعلام ان يجمعوا المعلومات عن المحادثات فسره اينديك كقرار من باراك لوقف العملية. وهكذا خلق اينديك الاساس للرواية بأن باراك تراجع عن نيته الوصول الى اتفاق كونه خاف من نتائجه.
علق باراك في واقع ما كان يمكنه فيه أن يتراجع عن عقد المؤتمر، واضطر لأن يعقده تحت تغطية اعلامية وثيقة وبخلاف الظروف التي رآها ضرورية. بل ان باراك عمل على تأجيل تقدم المحادثات في المؤتمر، حتى عندما تبين أن السوريين بالذات أبدوا مرونة، بما في ذلك قبول طلب إسرائيل عدم التماثل في التجريد من السلاح على جانبي الحدود بحيث يكون التجريد في الجانب السوري اكبر بكثير منه في الجانب الإسرائيلي. سلوكه وبيانه بأنه سيضطر للعودة الى إسرائيل عززا الانطباع بأن المصاعب التي وضعها منعت الوصول الى اتفاق. اضافة الى ذلك نشرت في صحيفة "الحياة" (اللندنية) في لندن معلومات سربها رجال باراك بأن سورية تعترف بأن خط الرابع من حزيران ليس الحدود، ولم ترسم ابدا، وبالتالي فإنها مستعدة للمشاركة في المداولات على تصميم هذا الخط. شعر السوريون بأنهم ضُللوا فردوا بحدة. لم تجر جولة اخرى. مسودة الاتفاق الأميركية اطلع عليها عكيفا الدار، المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس"، هذه المرة ليس من قبل رجال باراك. الوثيقة، التي تضمنت تنازلات السوريين، ولكن ليس خط الحدود الذي ستنسحب اليه إسرائيل، نشرت في 13 كانون الثاني، وأدت الى فقدان ثقة السوريين بالخطوة وبالأميركيين كوسطاء فيها. وقرر الأسد عدم استئناف المحادثات.
باراك، الذي تعهد بإخراج الجيش الإسرائيلي من لبنان حتى تموز، فضل عمل ذلك باتفاق إسرائيلي – سوري يعطل القوة العسكرية لـ"حزب الله"، وليس كانسحاب من طرف واحد. وعليه، فقد قرر أن يعرض على السوريين "خط الرابع من حزيران"، الخطوة التي تسمح بإكمال البنود الاخرى للاتفاق. قدر باراك بأن الجمهور سيقر في استفتاء شعبي اتفاق السلام بين إسرائيل وسورية، والذي يتضمن أيضا اتفاقا يتعلق بلبنان. تمت الاستعدادات للخطوة الأخيرة بسرية كاملة.
غير أنه كما أسلفنا، اللقاء في جنيف، الذي استهدف تحقيق ذلك، انتهى بالفشل. بُشر باراك في مكالمة هاتفية من جنيف بفشل اللقاء. أما انسحاب إسرائيل من لبنان فأمر باراك بتنفيذه في نهاية أيار، وكان احادي الجانب وبلا اتفاق. وفي حزيران توفي حافظ الأسد.
في تشرين الأول، نشبت الانتفاضة الثانية. انشغل شارون، الذي حل محل باراك، بالقضاء عليها، وبالانسحاب من قطاع غزة ومن شمال "السامرة". رفض توجهات بشار الأسد لاستئناف المفاوضات. توجهات جاء بها له ادوارد جرجيان، السفير الأميركي السابق في إسرائيل وفي سورية. ولكن المصلحة الإسرائيلية والسورية للوصول الى اتفاق سلام أدت الى فترتين أخريين من المفاوضات في الجهد لتحقيقه.
حرب لبنان الثانية واطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل في اثنائها جسدت لإسرائيل اهمية انقطاع الصلة بين "حزب الله" وسورية. في جهد للوصول الى اتفاق سلام مع السوريين، ادار اولمرت، ابتداء من ايار 2008، من خلال مندوبيه، يورام تربوبيتش وشالوم ترجمان، محادثات غير مباشرة مع السوريين في أنقرة، تحت رعاية الاتراك. في المرحلة المتقدمة التي وصلوا اليها بحثت الاطراف بالتفاصيل بما في ذلك ترسيم الحدود. وجاءت استقالة اولمرت في ايلول وخروج إسرائيل في نهاية كانون الاول الى حملة "الرصاص المصبوب" الى انتهائها.
ان قطع سورية عن ايران و"حزب الله" بقي هدفا استراتيجيا لإسرائيل. نتنياهو ايضا، في ولايته الثانية، حاول تحقيقه. ثمن ذلك بات معروفا – انسحاب إسرائيلي كامل الى خطوط الرابع من حزيران وعمليا حتى بحيرة طبريا – ولم يكن هو موضع البحث. فقد تركزت الاتصالات على المقابل التي ستحصل عليه إسرائيل وفي التنصيص عليه. باراك، هذه المرة كوزير للدفاع، كان شريك السر الوحيد بين الوزراء على وجود المحادثات، التي ادارها نتنياهو بمساعدة اسحق مولكو، عوزي اراد، ويعقوب عميدرور، الذي حل محال اراد، والعميد مايك هرتسوغ. ولكن الحرب الاهلية التي اندلعت في سورية أوقفت الخطوة.
بعد 20 سنة
يبدو اتفاق سلام بين إسرائيل وسورية، اليوم، منقطعا عن الواقع. الجولان إقليم رائع، ويمكن مواصلة الإبقاء عليه تحت السيطرة الإسرائيلية على مدى سنين. ولكن بلا اتفاق سلام.
فهل أخطأ زعماء إسرائيل، من اليمين ومن اليسار، حين كانوا مستعدين ليعيدوا الجولان الى السيادة السورية في إطار اتفاق سلام مع سورية، اتفاق رأوا فيه ما يعزز أمن إسرائيل؟ ان الهدف السياسي – الأمني لإسرائيل كان ولا يزال: الحد الأقصى من الأمن والحد الأقصى من الاستقرار. يمكن لهذين الهدفين أن يتحققا بوسيلتين: التفوق العسكري والاتفاق السياسي. لن تخاطر إسرائيل باتفاق سياسي بلا تفوق عسكري، ولكن التفوق العسكري وحده لا يضمن الأمن والاستقرار. اتفاق سلام بين إسرائيل وسورية، والذي سعى اليه رؤساء ست حكومات في إسرائيل، كان يستهدف اخراج سورية من دائرتي "الإرهاب" والمواجهة، وقطع المحور الشيعي ايران – "حزب الله"، ابعاد ايران عن النفوذ على الحدود الشمالية لإسرائيل وادراج سورية في المحور الذي يعمل تحت نفوذ الولايات المتحدة.
ليس لأحد القدرة على ان يجيب عن سؤال "ماذا كان سيحصل لو أن؟". حيال من يعزون أنفسهم بالقول: "من حظنا انه لم يوقع اتفاق سلام مع سورية"، يمكن ان نطرح أسئلة مثل كيف كانت ستتطور الأمور لو كان وقع ونفذ اتفاق بينما في سورية يوجد حكم مستقر تحت نفوذ الولايات المتحدة والغرب؟ ما هي المنفعة الأمنية من انضمام سورية الى مصر، السعودية والأردن، لاستكمال الحزام الأمني من الدول العاملة بتنسيق مع إسرائيل؟ هل في واقع كانت فيه سورية توقف الدعم عن "حزب الله" وتقطعه عن الاتصال البري بايران كانت ستنشب حرب لبنان الثانية؟ هل في الأجواء السياسية بعد اتفاق السلام كانت الحرب الاهلية في سورية ستنشأ وتصل الى الابعاد التي وصلت اليها؟
في إسرائيل قلقون، اليوم، من الخطر الأمني نتيجة تموضع قوات إيرانية في سورية وتوسيع تهديد "حزب الله" الى الجبهة السورية، وللتأثير الحاسم للروس والإيرانيين على الحكم في سورية ولفك الارتباط الأميركي عن الساحة. حاول رؤساء الوزراء، الذين سعوا الى اتفاق سلام بين إسرائيل وسورية، منع هذه المخاطر. لقد عملوا وفقاً لنهج بموجبه "مهم ما يريده الشعب، ولكن أكثر أهمية اقتياده الى ما يحتاجه".
عن "معاريف"
===========================
الصحافة الروسية :
سفوبودنايا بريسا: لا مفر من الحرب في الشرق الأوسط
https://www.raialyoum.com/index.php/سفوبودنايا-بريسا-لا-مفر-من-الحرب-في-الش/
كتب أنطون تشابلين، في “سفوبودنايا بريسا”، حول الجمود في ليبيا الذي لا بد من كسره، وامتلاك المشير حفتر زمام المبادرة، واقتراب جولة جديدة من التصعيد في سوريا وضد إيران.
وجاء في المقال: لن يقتصر ما يحدد أسعار النفط العالمية، في المستقبل القريب، على الوباء والحجر الصحي واتفاق “أوبكالسبت 2/5/2020”. فاهتمام العالم بأسره، الذي انشغل عن ليبيا في مكافحة وباء كورونا، عادت لتشغله جولة جديدة من التصعيد في الشرق الأوسط، يمكن أن تؤثر بشكل مباشر في إمدادات أكبر الدول بالنفط.
وفي الصدد، تحدثت “سفوبودنايا بريسا” مع كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، البروفيسور ميخائيل روشين. فقال في الإجابة عن سؤال:
أعلن المشير حفتر نفسه الحاكم الوحيد لليبيا أمس، ملغيا بذلك عمليا اتفاقات السلام التي أبرمت بوساطة من روسيا؟
في رأيي، لم يكن هناك بد من قرار حفتر التخلي عن اتفاقات الصخيرات، لأنها معطلة أصلا، وتترك الوضع الليبي معلقا في أزمة.
على خلفية الوباء العالمي، ضعف اهتمام المجتمع الدولي بالأزمة الليبية، ما أجبر الليبيين أنفسهم على حل المشاكل الملحة. وقد أثبت المشير حفتر أنه الأكثر فاعلية، في هذا المعنى، ونجح في دحر بؤر الإرهابيين في ليبيا، وتطهير شرق البلاد بالكامل من الجماعات الإسلامية المتطرفة.
وفي السنوات الأخيرة، طُوّرت هياكل مستقرة للدولة في شرق ليبيا، خلاف الجزء الغربي من البلاد. وقد اعترفت دمشق مؤخرا بحكومة المشير.
وفي سوريا، وعلى خلفية الوباء، حل هدوء نسبي، استغلته الأطراف لإعادة تجميع قواتها. الكل يفعل ذلك: الجيش السوري، والمعارضة بمختلف أصنافها، والقوات التركية.
وعلى ضوء ذلك، يتولد شعور بأن سوريا على أبواب تصعيد جديد، سيندلع بمجرد أن يبدأ اللاعبون الرئيسيون في الخروج من نظام الحجر الصحي.
وماذا عن إيران التي كانت حتى وقت قريب على شفا حرب مع الولايات المتحدة؟ فهنا، أمر ترامب من جديد بإغراق الزوارق الإيرانية، التي تقترب من السفن الأمريكية؟
هناك اليوم رغبة قوية في دفع مؤشرات سوق النفط إلى الأعلى، على حساب الشرق الأوسط. ولدى ترامب، قبل سواه، مثل هذه الرغبة. لذلك، أرى أن لهجته العدائية ضد إيران ستكتسب زخما مع استقرار الوضع الوبائي في الولايات المتحدة.
(روسيا اليوم)
===========================