الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 2/5/2018

سوريا في الصحافة العالمية 2/5/2018

03.05.2018
Admin


اعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • وول ستريت جورنال: هذه أبرز الدلائل على قرب عمل عسكري ضد إيران
http://o-t.tv/vwk
  • "واشنطن بوست": ليس أمام إيران سوى خيارات محدودة للثأر من إسرائيل
https://www.youm7.com/story/2018/5/1/واشنطن-بوست-ليس-أمام-إيران-سوى-خيارات-محدودة-للثأر-من/3774412
  • «فورين بوليسي»: ثلاث قنابل موقوتة تهدد بجر المنطقة إلى حرب واسعة
http://www.alquds.co.uk/?p=927181
  • نيويورك تايمز تكشف تفاصيل عملية الموساد الإسرائيلي في إيران
http://o-t.tv/vwc
  • بوسطن جلوب :ما هي الاستراتيجية الأمريكية في سوريا ؟
http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/70d2472d-e7e7-43b7-91f8-34e41271a125
 
الصحافة البريطانية :
  • كاتبة بريطانية: الدمار بسوريا دليل على التراخى الدولى فى التعامل مع الأزمة
https://www.youm7.com/story/2018/5/1/كاتبة-بريطانية-الدمار-بسوريا-دليل-على-التراخى-الدولى-فى-التعامل/3774112
  • الاندبندنت :أي أسرار تقبع في أنقاض مركز الدراسات والبحوث العلمية في دمشق؟
http://www.alghad.com/articles/2235912-أي-أسرار-تقبع-في-أنقاض-مركز-الدراسات-والبحوث-العلمية-في-دمشق؟
  • ديلي تلغراف: العناصر متوفرة لصراع أوسع بالشرق الأوسط
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2018/5/1/ديلي-تلغراف-العناصر-متوفرة-لصراع-أوسع-بالشرق-الأوسط
  • الغارديان: هل تكون T4 مركز مواجهة وشيكة بين إسرائيل وإيران؟
https://arabi21.com/story/1090664/الغارديان-هل-تكون-T4-مركز-مواجهة-وشيكة-بين-إسرائيل-وإيران#tag_49219
 
الصحافة الالمانية والفرنسية :
  • صحيفة ألمانية: الصراع السوري أطول من الحرب العالمية الثانية
http://masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1475799-صحيفة-ألمانية--الصراع-السوري-أطول-من-الحرب-العالمية-الثانية
  • صحيفة ألمانية: ما الذي يخفيه شهر أيار/ مايو للحرب السورية؟
https://arabi21.com/story/1090721/صحيفة-ألمانية-ما-الذي-يخفيه-شهر-أيار-مايو-للحرب-السورية#tag_49219
  • لوفيغارو» :التدخل العسكري بين المشروعيتين الأخلاقية والقانونية
http://www.alhayat.com/article/4578154/رأي/الصحافة-العالمية/التدخل-العسكري-بين-المشروعيتين-الأخلاقية-والقانونية
 
الصحافة العبرية :
  • هآرتس :لماذا إيران في سورية.. والآن؟
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12a539d8y312818136Y12a539d8
  • يديعوت :اللعب الإسرائيلي بالنار: أسئلة برَسم الإجابة
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12a548b4y312821940Y12a548b4
  • هآرتس :التصعيد الإسرائيلي في سورية: ماذا سيحدث إذا تشوشت حسابات إسرائيل؟
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12a54c6by312822891Y12a54c6b
  • هآرتس :المعركة المزدوجة ضد طهران
http://www.alquds.co.uk/?p=927125
 
الصحافة الامريكية :
وول ستريت جورنال: هذه أبرز الدلائل على قرب عمل عسكري ضد إيران
http://o-t.tv/vwk
خصصت صحيفة (وول ستريت جورنال) افتتاحيتها (الثلاثاء) لتناول كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) والتي كشف فيها أن إيران لا تزال تعمل سراً على برنامجها النووي، الخطوة التي تؤدي بحسب الصحيفة إلى "تسخين الحرب السورية" وتهدد بفتح حرب جديدة ضد إيران في المنطقة.
وكان (نتنياهو) أعلن (الاثنين) أن إسرائيل حصلت على "نصف طن" من الوثائق والأقراص المدمجة من منشأة سرية تقع في منطقة (شور أباد) جنوب طهران، مؤكداً أن الوثائق تقدم "دليلاً قاطعاً" على أن إيران كذبت بشأن برنامجها للأسلحة النووية قبل توقيع (باراك أوباما) للاتفاق النووي في 2015، كما أنها عملت منذ ذلك الحين للحفاظ على قدراتها المتعقلة بالأسلحة النووية.
كما قدم (نتنياهو) صوراً فوتوغرافية وأشرطة فيديو ورسومات ومخططات، حصلت عليها الاستخبارات الإسرائيلية، وتتعلق بما يسمى "مشروع عماد"، وقال مشيراً للمشروع إن "البرنامج الذي تعمل عليه إيران شامل لتصميم وبناء وفحص الأسلحة النووية". بينما ينفي الإيرانيون مزاعم وجود أسلحة كهذه بعدما استطاعت الأمم المتحدة الحد من طموحات طهران النووية في عام 2015.
بالمقابل، قال وزير الخارجية الإيراني (جواد ظريف) في تغريدة له (الإثنين) إن "تقييم الأمم المتحدة في 2015 دليل على أن طهران جديرة بالثقة" ولكن، تتساءل الصحيفة "أليس من الأفضل لو أعاد المفتشون التابعون للوكالة الدولية للطاقة الذرية النظر في النتائج على ضوء الأدلة التي قدمتها إسرائيل؟".
وأضاف (نتنياهو) أن منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم الواقعة تحت الأرض، تم تصميمها "بهدف تطوير وبناء الأسلحة النووية كجزء من مشروع عماد" وأن المنشأة ضللت الأمم المتحدة بعدم ذكر أنشطتها كاملة.
وتشير الصحيفة إلى أن الإيرانيين احتفظوا بوثائق "مشروع عماد" وكذلك بفريق الأبحاث الذي يرأسه (محسن فخري زاده) غالباً في منظمة جديدة داخل وزارة الدفاع.
نزع القدرة النووية نهائياً
شارك الإسرائيليون المعلومات التي حصلوا عليها مع الولايات المتحدة، حيث أكد مسؤولون في إدارة (ترامب) صحتها.  وتأتي المعلومات الاستخباراتية هذه، قبل أيام قليلة من الموعد النهائي لإعادة النظر في الاتفاق النووي الذي وقعه (أوباما) في 12 أيار.
وبحسب الصحيفة، إذا كانت طهران تنتظر حتى غروب شمس عام 2025 (الموعد المفترض لانتهاء صلاحية الاتفاق) من أجل إعادة العمل بمفاعلاتها النووية، فإن الأدلة تشير إلى انسحاب قريب من الاتفاق، ما لم تعلن إيران استعدادها لجعل الاتفاق دائما بلا مدة نهائية.
وتتزامن هذه التطورات مع إجراءات عسكرية تقوم بها إسرائيل ضد الوجود العسكري الإيراني بالقرب من مرتفعات الجولان.
وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام (سانا) قالت إن ضربات صاروخية استهدفت قواعد عسكرية في حلب وحماة، ودمرت مستودعا للأسلحة وقتلت أكثر من 20 مقاتلا، بينما تواردت بعض الأنباء عن سقوط قتلى إيرانيون.
وتتبع إسرائيل سياسة عدم التعليق على الضربات العسكرية التي تقوم بها ضد الوجود الإيراني في سوريا، إلا أن ضربات قوية ودقيقة كهذه، تشير الصحيفة إلى أن ورائها إسرائيل.
ويدعي الطرفان (الإسرائيلي والإيراني) أنهما لا يقومان بخطوات عسكرية عدائية في محاولة منهم لتجنب أي تصعيد محتمل.
تحالف ضد إيران
وتشير الصحيفة إلى أن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي (مايك بومبيو) إلى إسرائيل ودول حليفة أخرى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، في رحلته الأولى كوزير خارجية، تهدف إلى بناء تحالف جديد ضد العدوان الإيراني في المنطقة.
وقال (بومبيو) يوم (الأحد) إن إيران هي "الراعي الأكبر للإرهاب في العالم، ونحن مصممون على التأكد من أنها لا تمتلك سلاحاً نووياً" وأضاف "الاتفاق النووي في شكله الحالي لا يضمن لنا هذا".
وتختم الصحيفة بأن هذه القضايا مترابطة ببعضها البعض، لأن إيران استخدمت المكاسب التي حققتها من خلال الاتفاق النووي لتمويل انشطتها العدوانية في المنطقة، وكلما أسرع العالم في مواجهة الإمبريالية الإيرانية، كانت الفرصة أفضل لتجنب حرب أكبر.
==========================
 
"واشنطن بوست": ليس أمام إيران سوى خيارات محدودة للثأر من إسرائيل
 
https://www.youm7.com/story/2018/5/1/واشنطن-بوست-ليس-أمام-إيران-سوى-خيارات-محدودة-للثأر-من/3774412
 
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه بعد الاشتباه فى شن إسرائيل غارة جوية على سوريا أوقعت قتلى فى صفوف القوات الإيرانية هناك ، لم يعد أمام إيران سوى خيارات قليلة للثأر، وسط معاناتها من اضطرابات داخلية واحتمال انهيار اتفاقها النووى مع الغرب.
ولفتت الصحيفة - فى سياق تحليل أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الثلاثاء - إلى أنه رغم تهديد إيران المستمر للوجود الإسرائيلى ، لا تمتلك إيران قوات جوية حديثة تمكّنها من الإجهاز على إسرائيل وتنفيذ تهديدها.
ونوّهت إلى أن إطلاق إيران صواريخ باليستية بعيدة المدى لا يزال أيضا محل تساؤل، مع الوضع فى الاعتبار نظام الدفاع الصاروخى المتقدم الذى تمتلكه إسرائيل ورد الفعل الإسرائيلى إذا ما وقع ذلك، فضلا عن تعرض إيران لخطر فسخ الاتفاق النووى من قبل الغرب.
وأوضح التحليل أنه فى الوقت نفسه، ثمة محدودية فى استراتيجية "الحرب بالوكالة" - وهى استراتجية طالما فضلتها إيران فى التعامل مع العديد من الملفات ، مسلطة الضوء على استنزاف جماعة "حزب الله" اللبنانى ، الحليف الإيرانى ، وتشتتها جراء المشاركة فى الحرب السورية طويلة الأمد ، والتى لذلك ربما لا ترغب فى الدخول فى خضم حرب جديدة.
وأشار إلى أنه رغم وصف الزعيم الأعلى الإيرانى على خامنئى للهجوم الإسرائيلى الذى وقع فى 9 أبريل بأنه "جريمة" ، ورغم تهديد مسؤولين إيرانيين آخرين بالثأر لقتلاهم من إسرائيل ، فإن ثمة محدودية كبيرة فى المعدات العسكرية التقليدية فى إيران، مقارنة بالمقاتلات الأمريكية الحديثة التى تمتلكها إسرائيل ودول الخليج.
وأضاف التحليل أن أى هجوم صاروخى على إسرائيل سيفرز ردا فوريا من جانب الغرب ، ولا سيما الولايات المتحدة، التى تتعهد بحماية أمن إسرائيل، كما أن أى عمل عسكرى سيفضى إلى مزيد من عزلة إيران على الساحة الدولية، إذ سيؤثر ذلك على مستقبل الاتفاق النووى الإيرانى.
==========================
«فورين بوليسي»: ثلاث قنابل موقوتة تهدد بجر المنطقة إلى حرب واسعة
 
http://www.alquds.co.uk/?p=927181
 
إبراهيم درويش
May 02, 2018
 
لندن – «القدس العربي»: يناقش فيليب غوردون من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي وأحد مسؤولي إدارة باراك أوباما سابقاً الحاجة للدبلوماسية في التعامل مع احتجاجات غزة والملف السوري والاتفاقية النووية مع إيران. وكتب غوردون انطباعاته عن زيارة لإسرائيل الأسبوع الماضي في مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» وجاء فيه: «على السطح تبدو إسرائيل وكأنها تتطلع لربيع رائع» فالمقاهي في تل أبيب عامرة والاقتصاد قوي والضفة الغربية هادئة ويشعر البلد بالأمن أكثر من العقود الماضية. الا أن «المظاهر خادعة» فعلى الأفق تلوح سلسلة من المخاطر التي لو يتم التعامل معها بحذر ستهز الهدوء في لحظات سريعة. ويرى مدير الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يالدين في لقائه مع الكاتب أن شهر أيار (مايو) ربما كان أخطر الأشهر الذي تواجه إسرائيل منذ عقود. فعلى خلاف أيار (مايو) 1967 فلا تواجه إسرائيل منظور هجوم من جيرانها ولا تعاني مثل العقود الماضية من تهديد عسكري خارجي. كل هذا لا يعني عدم التعامل مع المخاطر التي قد تنفجر في الأسابيع المقبلة.
ويقول غوردون إن التهديد الأول الذي يلوح في الأفق هي مواجهة بين إسرائيل وإيران على الأرض السورية. ويشير هنا لتدعيم إيران وجودها في سوريا بعد أن ساعدت على حماية النظام في وجه الموقف الإسرائيلي الرافض للوجود الإيراني الدائم في سوريا. وهو ما قادها إلى سلسلة من الغارات على مواقع إيرانية وفي 10 شباط (فبراير) أسقط الطيران الإسرائيلي طائرة إيرانية بدون طيار خرقت الأجواء الإسرائيلية. ويتحدث الكاتب عن غارات إسرائيل ضد قاعدة «تيفور» الجوية ومقتل عدد من الإيرانيين من الحرس الثوري. وفي 9 نيسان (إبريل) قتلت غارات جوية إسرائيلية أربعة إيرانيين بالإضافة لغارة أخرى يوم الأحد في حمص وحلب خلفت عددا من القتلى. ويعلق غوردون أنه في حالة رد إيراني منسق على هذه الهجمات من خلال هجمات صاروخية على المدن الإيرانية فمخاطر التصعيد ستكون عالية. فشرارة حرب تموز عام 2006 بدأت بهجوم على الحدود نفذه مقاتلو حزب الله واستمرت 34 يوماً وقتل فيها أكثر من 1.000 لبناني و 150 إسرائيلياً. ومنذ تلك الحرب بنى حزب الله ترسانته العسكرية، ويعتقد ان لديه أكثر من 100 ألف صاروخ طويل ومتوسط وقصير المدى. وعليه فستكون الحرب المقبلة قاتلة وتفتح المجال أمام مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران.
 
إلغاء المعاهدة
 
أما التهديد الثاني فيتعلق بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخروج من المعاهدة النووية التي وقعها سلفه أوباما عام 2015 مع إيران. وعلى ترامب أن يقرر بحلول 12 أيار (مايو) إن كان سيبقي على الاتفاق أم يعيد فرض العقوبات على إيران بشكل يعني خروج الولايات المتحدة رسمياً منها. ويطالب ترامب الدول الأوروبية بتعديل الاتفاقية التي ترى أنها ناجعة. ولا يستبعد الكاتب وجود تنسيق أمريكي- إسرائيلي بشأن الملفات التي كشف عنها نتنياهو خاصة أن خطوته جاءت بعد لقائه وزير الخارجية مايك بومبيو ويقترح أن هناك نية أمريكية للخروج. ولو خرجت الولايات المتحدة فلن تسارع إيران لتصنيع القنبلة النووية وربما قامت بطرد المفتشين الدوليين واستأنفت تخصيب اليورانيوم وبرامج التطوير التي جمدتها في عام 2013. وهدد القادة الإيرانيون بالخروج من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية حالة قتل ترامب الاتفاقية والعودة لمستوى تخصيب اليورانيوم إلى 20% وهي خطوة باتجاه انتاج الوقود الكافي لإنتاج القنبلة النووية. ولو حصل هذا أي قتل الاتفاقية واستئناف إيران نشاطاتها النووية فعندها ستواجه إسرائيل والولايات المتحدة بخيار ترك طهران بدون إشراف أو قيود، أو توجيه ضربة عسكرية لها بنتائج مميتة.
 
قنبلة على الحدود
 
التطور الثالث هو ما يجري في غزة، فقد سئم سكانه من سنوات الحصار والعزلة والحرمان الاقتصادي والحكم البائس وبدون أمل بحياة كريمة ولهذا قرر عشرات الألوف منهم القيام بمسيرات قرب الحدود. وأطلقوا على مسيراتهم اسم «العودة» للأراضي التي طرد منها آباؤهم وأجدادهم. وجاء الرد الإسرائيلي بيد حديدية حيث قتل 40 على الأقل وجرح المئات جراء إطلاق الرصاص الحي. وتتهم إسرائيل حماس بترتيب التظاهرات لكنها مستمرة. ولو صعدت الحرب أو وصلت صواريخ حماس إلى إسرائيل فمن الصعب تخيل تكرار للحروب الثلاث الأخرى التي شنتها إسرائيل على القطاع. واستمرت آخر حرب مدة شهر وقتل فيها ألفا فلسطيني و60 إسرائيلياً. ولو تم استنساخ التظاهرات في الضفة الغربية فستزيد المخاطر لإسرائيل خاصة بوجود عامل مسمم رابع وهو افتتاح السفارة الأمريكية في إسرائيل يوم 14 أيار (مايو). ومع أن إعلان نقل السفارة نهاية العام الماضي لم يؤد إلى تظاهرات واسعة في العالم العربي لكن في المناخ الحالي قد تسير الأمور بطريقة مختلفة. فالتوقيت المتزامن مع احتفالات إسرائيل بمرور 70 عاماً على إنشائها وحقيقة حضور عدد من المسؤولين الأمريكيين الكبار- ربما ترامب منهم- ونواب في الكونغرس للاحتفال في وقت يقتل فيه الفلسطينيون في غزة برصاص الجيش الإسرائيلي سيكون استفزازاً وربما أدى لاشتعال تظاهرات في الضفة الغربية. وسيكون من الصعب السيطرةعليه نظراً لسعة الاحتجاجات الجغرافية ووجود القوات الإسرائيلية والمستوطنين في الضفة الغربية.
ويقول غوردون إن هذه القنابل الموقوتة قد لا تنفجر في أيار (مايو) الحالي بل في أي وقت بعده. ومن المطلوب والحالة هذه ان تتصرف إسرائيل بالتعاون مع شركائها الأمريكيين بالحكمة والحذر. ففي سوريا، يقول غوردون إن أفعال إسرائيل مبررة من أجل أن تمنع إيران من نشر أسلحة متقدمة وقوات قريباً من حدودها وعلى الولايات المتحدة مواصلة دعم إسرائيل على هذه الجبهة. على إيران معرفة أن أية عملية عسكرية أو هجوم إرهابي ضد أهداف إسرائيلية ستدفع الثمن الباهظ. وفي الوقت نفسه يجب على كل من إسرائيل والولايات المتحدة البحث عن طرق لتجنب التصعيد. فليس كل تنظيم شيعي في سوريا يمثل تهديداً استراتيجياً على إسرائيل. والتخلص من كل ميليشيا مسلحة هناك هدف بعيد المنال ووصفة لنزاع لا ينتهي. ويجب أن تكون أمريكا وإسرائيل والحالة وضع مجموعة من الأهداف الاستراتيجية الواقعية والخطوط الحمر التي إن اجتازتها إيران فسيتم التحرك ضدها. وعلى ترامب ونتنياهو استخدام ما لديهما من نفوذ لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للحد من التأثير الإيراني في سوريا. فأهداف روسيا في هذا البلد هو منع تغيير النظام والحد من وصول المتطرفين إلى السلطة والحفاظ على دورها كلاعب في المنطقة.
 
الحد من نشاط الإيرانيين
 
وقد أنجزت روسيا أهدافها بشكل عام. ويمكن لروسيا الحد من نشاط الإيرانيين على الأرض إن اختارت فعل هذا. وعلى واشنطن اتخاذ خطوة ثانية يتم من خلالها وقف التصعيد، وهي إعلان ترامب نجاح مفاوضاته مع الأوروبيين لتعديل الاتفاقية النووية ومواصلة تطبيقها. ويعلق غوردون أن المحادثات مع الأوروبيين لم تكن لتغير من طبيعة الاتفاقية التي جرى التفاوض على بنودها لمدة عامين ووافقت عليها سبع دول بما فيها إيران وصادق عليها مجلس الأمن الدولي. وكما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 24 نيسان (إبريل) أثناء زيارته لواشنطن فإن الدول الأوروبية مستعدة لاتخاذ قرارات من طرف واحد وتشمل عقوبات على إيران لتجاربها في مجال الأسلحة الباليستية، والتأكد من فحص التزام إيران ببنود الاتفاقية والعمل على الحد من نشاطاتها بالمنطقة والتفكير في معاهدة إضافية تعالج البنود المتعلقة بانتهاء سريان الاتفاقية. وبالتالي سيكون لدى ترامب الفرصة للزعم بأنه نجح في تغيير طبيعة الاتفاقية بسبب مهاراته التفاوضية. وترتيبات كهذه ستعمل على الحد من نشاطات إيران حالة استأنفت البرنامج، بالإضافة للدعم الدولي والرقابة على التزامها ببنود الاتفاقية. وحالة قرر ترامب تمزيقها فستؤدي لعزلة الولايات المتحدة وإسرائيل دبلوماسياً وتزيد من فرص المواجهة العسكرية في وقت تزداد فيه المخاطر. أما الوضع في غزة فيحتاج لبراعة دبلوماسية لنزع فتيله وتجنب الانفجار على الأرض الذي قد يقود لنقد دولي لإسرائيل. وهو يرى ان بعض المتظاهرين ربما كانوا من المستفزين لكنهم يشملون مدنيين لديهم مظالم وهم مستعدون للتعبير عنها رغم المخاطر التي تحف بهم.
 
خروج عن السيطرة
 
ويقول غوردون إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن حدودها الا أنها باستخدام القوة المفرطة تخاطر بزيادة الأحتجاجات بطريقة تخرج فيها عن السيطرة. وعلى إسرائيل العمل مع مصر لتحسين حياة السكان في القطاع. وعليها أيضاً العمل مع القوات الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية لتجنب اندلاع انتفاضتين داخليتين. وسيناريو كهذا، أي انتفاضة ثالثة بين ملايين الفلسطينيين هو تهديد أكبر على إسرائيل من صواريخ حماس. وتحتاج إسرائيل وأمريكا لإدارة احتفالات السفارة بنوع من الحساسية والحذر. فالقدس، على ما يبدو تخدم كعاصمة لإسرائيل ووجود السفارة الأمريكية هناك فيه منطق. لكن ترامب لا يخدم احداً بمن فيهم الإسرائيليون عندما يؤكد أنه «نزع موضوع القدس عن الطاولة» ويفشل في التأكيد على أن مستقبل المدينة مصيره المفاوضات النهائية. ففي وقت يبدو فيه منظور تحسن العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل أفضل منه في أي وقت مضى فالسماح لإيران بالظهور بمظهر حامية القدس وحرمان الفلسطينيين من عاصمتهم هو خطأ استراتيجي يرتكبه ترامب. وفي هذا الوضع المتفجر فإن آخر شيء تحتاجه المنطقة هي مشاركة ترامب في 14 أيار (مايو) وافتتاح السفارة وإعلان النصر. وتبدو إسرائيل هادئة اليوم مقارنة مع جيرانها ولكنها ستكون متواطئة لو تعاملت مع الوضع وكأنه أمر واقع. فقرارات القادة الأسرائيليين وأصدقائهم في واشنطن خلال الأشهر المقبلة ستظهر إن استمرت حالة الهدوء هذه أم لا.
 
وفي المجلة نفسها: تهديدات نيكي هايلي لأعضاء الأمم المتحدة فشلت وأسهمت في تدني شعبية أمريكا
 
قال كولام لينتش مراسل الشؤون الدبلوماسية في الأمم المتحدة لصالح مجلة «فورين بوليسي» إن تهديدات مندوبة أمريكا لدى المنظمة الدولية نيكي هايلي فشلت بمعاقبة الدول التي تصوت ضد الولايات المتحدة في الجمعية العامة.
وقالت إن هايلي في أيامها الأولى في الوظيفة أصدرت تحذيرات صارمة لزملائها في قاعات وأروقة الأمم المتحدة مفادها: ادعموا المبادرات الأمريكية أو واجهوا التداعيات. فقد أصبح للمدينة شرطي (شريف) جديد وقالت هايلي إنها ستقوم بتسجيل الأسماء التي تتجرأ على تجاوز الولايات المتحدة.
ويضيف لينتش أن العبارة الصدامية التي كررتها هايلي أكثر من مرة تؤكد على الولاء الذي توقعته واشنطن من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وعبرت عن اعتقاد هايلي ورئيسها دونالد ترامب بأن أمريكا لم تحظ بالاحترام الذي تستحقه في هذه المنظمة رغم كونها المساهم المالي الأكبر في الأمم المتحدة. إلا أن تجربة هايلي فشلت في تعزيز الدعم الأمريكي.
وبعد مرور عام على عملها كسفيرة خسرت الولايات المتحدة الدعم في المنظمة الأممية حيث صوتت نسبة 31% لصالح أمريكا في القرارات المثيرة للجدل والتي قدمت للجمعية العامة وهي أدنى نسبة منذ عام 2008 عندما صوتت نسبة 25% إلى جانب إدارة جورج دبليو بوش. وفي الأيام الأخيرة لباراك أوباما صوتت نسبة 41% إلى جانب أمريكا، وذلك حسب دراسة نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية قبل فترة. ويقول لينتش إن نتيجة التصويت تثير أسئلة حول نجاعة التهديدات للحصول على الدعم الدولي لسياسات واشنطن. وفي بيان صدر عن مكتبها قالت هايلي: «يهمنا أن نكون على الجانب الصواب أكثر من الشعبية». وقالت «يريد الرئيس ترامب التأكد من أن دعمنا المالي الأجنبي – وهو الأكثر سخاء في العالم – يخدم دائما المصالح الأمريكية ونتطلع لمساعدته لرؤية أنه لا يتم التعامل مع مساعدة الشعب الأمريكي هي تحصيل حاصل». وكجزء من مساعدة الرئيس أعد مكتب هايلي ورقة داخلية كشفت عنها المجلة قبل فترة واقترحت فيها إعادة النظر في المساعدات الأمريكية الخارجية ومعاقبة عشرات الدول الفقيرة التي صوتت ضد سياسات الولايات المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتبع هذا قرار قطع ملايين الدولارات عن اللاجئين الفلسطينيين وهو تحرك دعمته ونافحت عنه هايلي. وجاء انتقاماً لموقف السلطة الوطنية الفلسطينية المعارض لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ويذكر لينتش أن بعض الدبلوماسيين المحافظين دعوا منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي إلى وضع شرط الدعم الاقتصادي للدول بسجل تصويتها في الأمم المتحدة. ودعت لهذا أول مرة السفيرة جين كيرباتريك. وناقشت هي والمحافظون أن المساعدات الاقتصادية تترك أثرًا «سيئاً» على الظروف في الدول الفقيرة، ولهذا فحجب المساعدات عنها لن يكون له ذلك الأثر على رفاه هذه الدول. ويقول الكاتب إن الدعوة للتشدد تخفي الواقع الذي تحاول هايلي والخارجية التقليل من شأنه.
فغالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تصوت إلى جانب الولايات المتحدة في القرارات التي يتبناها الـ 193 عضوًا في الجمعية العامة. ففي العام الماضي صوتت الدول الأعضاء وبالإجماع على 230 من 323 قراراً، مما يعني أن الولايات المتحدة ساهمت مع بقية الدول الأخرى في هذه القرارات. ولو جمعنا كل القرارات التي صوتت عليها الجمعية العامة بالأجماع فإنها تظهر ان الولايات المتحدة صوتت مع الجميع وبنسبة 80% وفي عام 2015 تعاونت أمريكا مع الدول الأخرى في قرارات بنسبة 84.1%. ويقول بيتر يو، مدير «بتر وورلد كامبين» وهي جماعة دفاع عن الحقوق في الأمم المتحدة: «الأرقام الكاملة التي يحتويها التقرير تعكس حقيقة أن الدول صوتت مع الولايات المتحدة في معظم الأحيان». ولكن هايلي التي لا تركز في بيانها عن ممارسات التصويت على أوجه التشابه بقدر ما تؤكد على الفروق. وهذا هو شأن الخارجية التي ذكرت في تقريرها السنوي أسلوباً جديداً يوسع الفجوة في سجل التصويت بالأمم المتحدة.
ففي الماضي لم تكن الخارجية تحصي فقط نتائج التصويت النهائي ولكن التصويت المتعلق بالقرارات أمام لجان مهمة في المنظمة الدولية. وبهذه المعايير فإن النسبة التي صوتت فيها الدول لجانب الولايات المتحدة هي 37% وليس 31% كما ورد في التقرير. وقال مسؤول في الخارجية ان الولايات المتحدة عدلت من اسلوبها «من أجل التأكد من طريقة التصويت الذي قامت به الدول الأعضاء». ومهما كان كانت طريقة التصويت والأرقام فالدعم الدولي للولايات المتحدة قد تراجع في ظل هايلي. وفي مقابلة يوم الاثنين مع الخبير في الأمم المتحدة في مؤسسة التراث الأمريكية بريت شافي ودافع عن مدخل الولايات المتحدة حول القرارات الاجماعية تقدم انطباعاً «خاطئاً» لأن التصويت يتم على قضايا غير جدلية مثل تبني قرار «يوم الدراجات العالمي». وقال إنه من الباكر لأوانه الحديث عن فعالية استراتيجية هايلي بربط المساعدة الأمريكية بطريقة التصويت في الأمم المتحدة لأن الولايات المتحدة لم تقرر بعد سياستها الداخلية بشأن الدعم الخارجي.
 
«تايمز»: ملفات نتنياهو «الإيرانية» عرض سحري بدون جوهر… محاولة لإقناع ترامب والهروب من ملاحقات الشرطة
 
لم يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تلاحقه الفضائح أدلة جديدة حول «الكذبة» الإيرانية وكل المواد التي قدمها وتم تهريبها من إيران في الأسابيع الماضية معروفة للمخابرات الأمريكية ووكالة الطاقة الذرية من قبل. والدور الذي أداه بنيامين نتنياهو يوم الاثنين كان دور «ساحر» لديه مواد يريد عرضها على المسرح. فكون إيران كذبت بشأن مشروعها النووي لا يعد خرقاً للاتفاقية النووية الموقعة عام 2015 فمراقبتها والإشراف عليها يعود للمفتشين الدوليين.
وكان الأحرى بنتنياهو تمرير أي دليل للمفتشين لكن لم يكن لديه سوى أطنان من الملفات التي يعترف بأنها عن «مشروع آماد» المتوقف عام 2003. ويزعم أن إيران تقوم بتخزينها لاستخدامها في الوقت المناسب واستنئاف برامجها للأسلحة النووية.
وكل ما أكده عرض رئيس الوزراء الأسرائيلي هو الحاجة الدولية لمنع إيران من مواصلة نشاطاتها وضرورة التوصل معها لاتفاقية بهذا الشأن. ويبدو أن الغرض هو محاولة أخرى من نتنياهو المهووس هو ووزير دفاعه بالخطر الإيراني لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالخروج من الاتفاقية التي يحاول بقية الموقعين عليها الحفاظ عليها، مع اعترافهم بمظاهر قصورها. ويرى أنشيل بيفرمراسل «تايمز» في إسرائيل أن العرض كله موجه لترامب، فهو يعرف أنه لم يتبق سوى أسبوعين قبل أن يمزق الرئيس الأمريكي الاتفاقية النووية.
وهو يعرف أن ترامب لن يقدم أي دليل مقنع عن سبب خروجه منها سوى هدمه لكل ما بناه سلفه باراك أوباما. وعليه فنتنياهو يمكنه المساعدة في هذا المجال، فهو يملك القدرة الخطابية والتلاعب بالألفاظ من جهة ويمكنه الاعتماد على القدرات الخارقة للمخابرات الإسرائيلية من جهة أخرى. وكان هذا سبب عقده مؤتمراً صحافياً في تل أبيب حيث وعد الصحافيين بشيء سيغير قواعد اللعبة.
واكتشف الذين حضروا المؤتمر أن عرض نتنياهو من مواد أرشيفية وفيديوهات وبيانات ليس الا معلومات لا «هزة أرضية» كما وعدهم. ويقول بيفر إن نتنياهو عقد موتمره الصحافي ليتزامن مع البرامج الإخبارية الرئيسية في التلفزة الإسرائيلية الساعة الثامنة مساء. وكان من الصعب ربط المؤتمر بالمشاكل المحلية التي تلاحق رئيس الوزراء أكثر من كونها محاولة لمساعدة الرئيس الأمريكي وإسكات ناقديه في العالم. فبعد صعوده في استطلاعات الرأي الإسرائيلية بدأ حزبه الليكود والائتلاف اليميني الحاكم يفقد الزخم الشـعبي.
ورغم حديث نتنياهو في المؤتمر باللغة الإنكليزية الا أنه كان موجهاً للمتحدثين بالعبرية ويحمل رسالة مفادها أنه مهما كانت تهم الفساد التي تلاحقه خطيرة فإنه يظل المسؤول الوحيد الذي لا يمكن لإسرائيل الاستغناء عنه، وهو الشخص الوحيد القادر على مواجهة التهديد الإيراني وهو الشخص الوحيد الذي يمكنه التعامل بندية مع الرئيس الأمريكي، كما أنه الشخص الوحيد القادر على إقناع العالم بموقف إسرائيل. ويظل التهديد الإيراني الذي يقترب من الحدود الشمالية حقيقياً ويتخذ قواعد صاروخية والتي كانت غارات يوم الأحد جزءًا من مواجهتها. الا أن نتنياهو سيكتشف لاحقاً أن المؤتمرات الصحافية والانقلابات الاستخباراتية وإن رفعت من شعبيته في صفوف الرأي العام الا أنها لن تكون بديلاً عن الدبلوماسية التي تحتاجها إسرائيل للتعامل مع إيران.
صحيح، حققت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية انقلاباً مهماً ضد إيران، فالملفات الإيرانية لو ثبتت صحتها تشير إلى محاولة إيران تطوير برنامج للسلاح النووي خلافاً لما ادعته في الماضي، لكن هذا لا يدعو في النهاية لإلغاء الاتفاقية النووية. بل تثبت الملفات الحاجة الماسة للاتفاق كما سارع المدافعون عن اتفاقية 2015 إلى القول.
==========================
 
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل عملية الموساد الإسرائيلي في إيران
 
http://o-t.tv/vwc
 
كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) عن أرشيف ضخم من البرنامج النووي الإيراني مساء (الإثنين) متهماً إيران بالكذب بشأن جهودها لبناء السلاح النووي، وذلك قبل أيام فقط من القرار النهائي الذي سيعلنه الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) حيال الاتفاق النووي الذي تم في2015.
وفي عرض مسرحي للغاية، عرض (نتنياهو) ملخصا مأخوذا من نصف طن من الوثائق التي حصلت عليها إسرائيل عبر عملية استخباراتية نفذها الجواسيس الإسرائيليين في مستودع سري في طهران، لبيان حقيقة الخديعة الإيرانية لقادة دول العالم وللوكالة الدولية للطاقة الذرية، عندما ادعت إيران أن برنامجها النووي كان للأغراض السلمية.
ولم يؤكد (ترامب)، الذي خرج في مؤتمر صحفي بعد دقائق من عرض (نتنياهو)، إذا ما كان سيلغي الصفقة أم سيواصل جهوده لإجبار القادة الأوروبيين، شركاء الولايات المتحدة في الاتفاق - بريطانيا وفرنسا وألمانيا –  على إعادة فتح الملف النووي للتفاوض حول شروط جديدة.
عملية أمنية معقدة
صحيفة "نيويورك تايمز" حصلت على معلومات من مسؤول إسرائيلي كبير (اشترط عدم ذكر اسمه) للحديث عن المهمة السرية التي قام بها الموساد (الاستخبارات الإسرائيلية) في إيران.
أشار المسؤول الإسرائيلي، إلى أنّ الاستخبارات الإسرائيلية استطاعت كشف مستودع للوثائق الإيرانية، ورغم خضوعه للحراسة المشددة تمكن عملاء الموساد من اقتحام المبنى في إحدى ليالي كانون الثاني من عام 2016، وأزالوا جميع الوثائق الأصلية وقاموا بتهريبها إلى إسرائيل في الليلة نفسها.
وبحسب المسؤول نفسه، قد تم إبلاغ (ترامب) بالعملية الأمنية، خلال الزيارة التي قام بها رئيس الموساد (يوسي كوهين) لواشنطن في كانون الثاني.
وعن السبب الذي دفع إسرائيل للتأخر في طرح المواد التي حصلت عليها للعلن، قال المسؤول إن إسرائيل استغرقت وقتاً في تحليل المواد خصوصا أن غالبيتها العظمى كانت باللغة الفارسية.
ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن البرنامج النووي الإيراني لم يكن سريا، فقد حاولت الولايات المتحدة في عهد (جورج دبليو بوش) و(باراك أوباما) منعه. كما أن كلا الرئيسين أشاروا إلى أن إيران تطور قنبلة نووية.
وشنت الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل حملة سرية لتقويض الجهد النووي الإيراني، منها الهجمات السايبرية التي صنفت على أنها الأكثر تطورا في العالم.
هل المعلومات جديدة كليا؟
في عام 2007، استنتجت الاستخبارات الأمريكية، أن إيران علقت الجزء النشط من القنبلة النووية وذلك بعد حرب العراق في 2003. الأمر الذي أكده (نتنياهو) في عرضه. إلا أنه أضاف أن إيران قامت بإنشاء عناصر أخرى في "مشروع عماد" بواسطة العالم الإيراني (محسن فخري زاده).
وبحسب الصحيفة، فالوثائق التي عرضها (نتنياهو)، لم تكن أولى الوثائق المسربة عن الأرشيف الإيراني والتي يظهر فيها دور (زادة).
في أوائل عام 2008، قام كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدعوة دبلوماسيين من جميع أنحاء العالم لحضور اجتماع في مقر الوكالة في فيينا، خلال الاجتماع تم طرح وثائق مشابهة، بما في ذلك مخططات لتصاميم القنابل النووية وتكاليف التصنيع وملاحظات تخص البرنامج النووي الإيراني تعود لمشروع (زادة). وقد تضمن العرض رسومات لـ "جهاز كروي"، وهي رسومات مشابهة لتلك التي عرضها (نتنياهو) يوم الإثنين.
وشمل عرض الوكالة، وثائق تظهر منحنى لصاروخ، يمكنه الانفجار على ارتفاع يبلغ 600 متر، وهو تقريبا مشابه للطريقة التي انفجرت فيها قنبلة هيروشيما.
وتضيف الصحيفة، بأن (نتنياهو) ذهب إلى ابعد من ذلك، خلال عرض يوم الاثنين، ملمحاً إلى أن إيران تخطط لبناء 5 أسلحة نووية. مع ذلك لم يقدم أدلة كافية تدعم هذا الادعاء.
إحراج الإيرانيين
وقال المسؤول الإسرائيلي للصحيفة، إن لدى الحكومة الإسرائيلية اعتقاداً بأن (ترامب) قد قرر بالفعل التخلي عن الاتفاق النووي. وأن نشر الوثائق للعموم لم يكن بهدف "الضغط على ترامب" بقدر ما هو "دعم لقراره" المقبل بخصوص الاتفاق.
وأضاف المسؤول أيضا، أن (نتنياهو) قد خرج قبل يوم من الموعد المحدد للإعلان عن الوثائق النووي الإيرانية، بهدف دعم الضربات الصاروخية التي استهدفت القاعدة الإيرانية في سوريا والتي حدثت في وقت متأخر من ليلة الأحد. حيث ترى الحكومة الإسرائيلية أن الأدلة المقدمة قد تضعف الإيرانيين في حال أرادوا الانتقام عسكريا. كما أنها ستجبر إيران على التراجع عن أي حرب إقليمية تفكر بها؛ إذا ما وجدت أنها في موقع دفاعي في الساحة الدولية.
==========================
 
بوسطن جلوب :ما هي الاستراتيجية الأمريكية في سوريا ؟
 
http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/70d2472d-e7e7-43b7-91f8-34e41271a125
 
ستيفن كينزر*
خلال سبع سنوات مدمرة، قتلت الحرب في سوريا مئات الآلاف من الناس، وحولت أكثر من عشرة ملايين إنسان إلى لاجئين، كما حولت مدناً وبلدات كانت مزدهرة في الماضي إلى خرائب.
وهذه الحرب تقترب الآن من نهايتها، ما يعطي فرصة لسوريا لكي تعيد بناء نفسها. ومن الممكن الآن إعادة توحيد هذا البلد، وإعادة تنشيط اقتصاده، وتحقيق قدر من الاستقرار السياسي فيه. إلا أنه من المستبعد أن يتحقق أي شيء من ذلك. إذ إن مخططي الاستراتيجية الأمريكية مصممون على منع تحقيق ذلك طالما أن بشار الأسد يمسك بالسلطة. وشبح سوريا سلمية ومزدهرة تحت قيادة الأسد يرعبهم. وهم يعتقدون أنه طالما بقي الأسد في السلطة، فإن مصلحة أمريكا تقتضي إبقاء سوريا مقسمة، وغير مستقرة، وفقيرة.
ومن منظور واشنطن، السلام في سوريا هو سيناريو مخيف. إذ إن السلام سيعني ما تعتبره الولايات المتحدة «مكسباً» لأعدائها، وهم روسيا وإيران وحكومة الأسد. ولهذا، فالولايات المتحدة مصممة على منع تحقيق ذلك، مهما تكن الخسائر البشرية.
وفي الوقت الراهن، تسيطر فصائل مدعومة من الولايات المتحدة على مقادير كبيرة من مياه وبترول، ومن أفضل الأراضي الزراعية في سوريا. وهذا يعطي واشنطن فرصة عظيمة. فهي تستطيع تشجيع حلفائها الأكراد ومجموعات معارضة أخرى على التفاوض حول اتفاق سلام مع الأسد، الذي يرجح أن يبقى في السلطة لسنين قادمة. ولهذه الأسباب بالذات يستبعد أن تفعل واشنطن ذلك.
وحسب المنطق الكامن وراء الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط - وبقية العالم - فإن أحد أهدافنا الرئيسية يجب أن يكون منع تحقيق السلام والازدهار في بلدان تحكمها حكومات ليست صديقة لنا. ولهذا فإن تحقيق السلام والازدهار في سوريا ستكون له نتائج تعتبرها الحكومة الأمريكية غير مقبولة. فهذا، أولاً، سيشكل انتصاراً لحكومة الأسد، التي أوهمنا أنفسنا بأننا نستطيع سحقها. وثانياً، هذا سيمكن روسيا، حليفة الأسد، من الاحتفاظ بنفوذها في سوريا. وثالثاً - وهذا هو أكثر ما يخيف واشنطن - السلام والاستقرار في سوريا يمكن أن يتمددا عبر المنطقة.
وإضافة إلى كل ذلك، هناك الآن، لأول مرة في التاريخ المعاصر، علاقات جيدة بين حكومات سوريا والعراق وإيران. وإقامة شراكة بين هذه الدول يمكن أن تضع أساساً لشرق أوسط جديد لن يكون راضخاً لتحالف الولايات المتحدة و«إسرائيل». ولهذا السبب الحكومة الأمريكية مصممة على منع تحقيق مثل هذه الشراكة.
من جهة أخرى، الفقر - وليس الإيديولوجيا - هو الدافع الرئيسي الذي يحمل شباناً على الانضمام إلى مجموعات إرهابية. وبإبقائنا سوريا غير مستقرة وفقيرة، نحن نمكن هذه المجموعات من تجنيد العديد من الأنصار والمقاتلين.
إن الحسابات الاستراتيجية للدول كثيراً ما تضع مصالحها الجيوسياسية قبل الاهتمامات الإنسانية. ولكن في هذه الحالة، فإن تصميم الحكومة الأمريكية على منع الاستقرار في سوريا بوجود الحكومة الحالية إنما هو قصير النظر. إذ إن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط سيكون على المدى الطويل ملائماً لمصالحنا. فلو أننا ندعم سياسات تمكن الطبقات الوسطى من الازدهار وممارسة السلطة في سوريا والبلدان المجاورة، فإن هذه البلدان ستكون أقل نزوعاً إلى الحرب، بل يمكن أن تتطور باتجاه الديمقراطية.
غير أن الاستراتيجية التي نتبعها الآن ستكون لها نتائج معاكسة. فكما سبق أن أشرنا، فإن الفقر، وليس الإيديولوجيا أو الدين، هو القوة المحركة الرئيسية التي تدفع شباناً للانضمام إلى صفوف مجموعات إرهابية. وبسعينا إلى إبقاء سوريا فقيرة وغير مستقرة، فإننا نوفر لهذه المجموعات الإرهابية فرصة عظيمة لتجنيد مقاتلين في صفوفها.
وفي واشنطن، يعتبر هذا ثمناً مقبولاً من أجل منع منافسينا من تحقيق «انتصار» في سوريا.
 
* أكاديمي وكاتب وصحفي أمريكي - موقع «صحيفة بوسطن جلوب»
 
==========================
الصحافة البريطانية :
 
كاتبة بريطانية: الدمار بسوريا دليل على التراخى الدولى فى التعامل مع الأزمة
 
https://www.youm7.com/story/2018/5/1/كاتبة-بريطانية-الدمار-بسوريا-دليل-على-التراخى-الدولى-فى-التعامل/3774112
 
قالت الكاتبة البريطانية ديانا دارك، المتخصصة فى شئون الشرق الأوسط، إن وقت التدخل العسكرى فى سوريا قد فات، ولكن ثمة ضرورة لأن يبذل الغرب والمجتمع الدولى كل ما بوسعه لممارسة الضغوط على الرئيسين السورى بشار الأسد، والروسى فلاديمير بوتين، ولفتت دارك - فى سياق مقال لها بثته صحيفة "الجارديان" البريطانية على موقعها الإلكترونى، اليوم الثلاثاء - إلى أن مشاهد الدمار والخراب التى تعيشها سوريا حاليا تمثل توبيخا للغرب على تراخيه فى التعامل مع الأزمة.
وأوضحت أن مشاهد الدمار الهائل والحصار فى دمشق وحمص وغيرهما، تبرهن على أن الغرب والمجتمع الدولى فاتهما قطار التدخل العسكرى فى سوريا، إذ كان ينبغى اللحاق بهذا القطار فى 2011 أو 2013 على أبعد تقدير، قبل تدخل تنظيم "داعش" الإرهابى أو روسيا لملء فراغ يعج بممارسات جائرة تجاهلها المجتمع الدولى، ورأت الكاتبة البريطانية صاحبة كتاب (التاجر السورى) - فى ختام مقالها - أن الخيار الوحيد الآن أمام المجتمع الدولى هو الحفاظ على جميع أشكال الضغط على الرئيسين السورى والروسى لجعلهما يشعران بالقلق.
==========================
الاندبندنت :أي أسرار تقبع في أنقاض مركز الدراسات والبحوث العلمية في دمشق؟
 
http://www.alghad.com/articles/2235912-أي-أسرار-تقبع-في-أنقاض-مركز-الدراسات-والبحوث-العلمية-في-دمشق؟
 
روبرت فيسك* – (الإندبندنت) 27/4/2018
 
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
المشكلة هي أنه في حين أننا نعتقد بأن كل الدكتاتوريين العرب يكذبون بانتظام، فإنه يفترض بنا نحن معشر الغربيين أن نحاسب قادتنا أيضا –ونضمن أنهم يقولون الحقيقة عندما يزعمون بأنهم يتصرفون باسمنا وبالنيابة عنا. هذا هو السبب في أن هجوم دوما ينبغي أن يُشرَح ويُفسَّر بالكامل، وهو السبب في أنني أردت أن أعرف ما إذا كان هذا الحطام في البرزة (رد الفعل المباشر على قصف دوما، ولو أن أحدا لم يُقتل بطبيعة الحال في البرزة)، كان فعلا ما قالوا أنه كانه، أم أنه كان ما زعم السوريون بأنه كان حاله –مرفق للبحوث الطبية. هل كان الأسد يبتسم لي؟ أم أنني كنت أخطئ تأويل معنى التعبيرات على وجهه؟
*   *   *
عاش الشاعر العراقي العظيم من القرن العاشر، أبو الطيب المتنبي، ذات مرة في –آه يا مدينة الأقدار- في إمارة حلب. بل إنه قاد ثورة في سورية –وهو شأن مألوف هناك- والتي تم إخمادها بلا رحمة. وأمضى المتنبي في الحقيقة سنتين في السجن قبل أن يتصالح مع خسارته ويتم إطلاق سراحه لاحقا. ويستطيع معظم الأولاد في سورية أن يستشهدوا بأشعار الرجل المحفوظة عن ظهر قلب، وتضم واحدة من القصائد التي يفضلونها هذا البيت:
"إذا رأيتَ نيوب الليث بارزةً/ فلا تظننَّ أن الليث يبتسمُ"
تذكرتُ ذلك الأسد بينما أتجول متعثرا بين الأنقاض إلى جانب مركز الدراسات والبحوث العلمية في ضاحية البرزة في دمشق في الأسبوع الماضي. وكان هذا هو المركز –الذي أصبح مشهورا الآن بسبب الكثير جدا من صور الأقمار الاصطناعية- قد تعرض للتدمير بصواريخ دونالد ترامب عندما ضربت هذه الصواريخ "قلب برنامج الأسلحة الكيميائية في سورية". هل فعلت حقاً؟ على أي حال، يستحق أي شيء له صلة باسم "سترانغلوف" Strangelove  (1) مثل "دائرة الصيدلة والبحوث الكيميائية المدنية" –هذا الجزء من المجمع الذي ضربه 13 صاروخا- يستحق أن تُدرس محتوياته عن كثب. وقد رُفض منحي الأذن بزيارة هذا المعهد السوري لثلاثة أيام. فإذا كان مدمرا كله –وهو حاله بكل تأكيد، وعلى نطاق أكبر بكثير مما توحي الصور- فلماذا التأخير؟
وهل ذلك يهم؟ حسناً، نعم. تذكرتُ "مصنع حليب الأطفال" العراقي الأكثر شهرة بكثير، والذي قصفه الأميركان في العام 1991، ووصفه الجنرال كولن باول في ذلك الحين بأنه "مصنع للأسلحة البيولوجية، وهذا شيء نحن متأكدون منه". وقد كتب زميلي، باتريك كوبيرن، في الأسبوع الماضي مقالا تذكر فيه زيارته للمصنع المذكور بعد ساعات فقط من تعرضه للقصف. وبعد الحرب، تبين أن المبنى ربما كان مصنعا لبودرة حليب الأطفال بعد كل شيء –مع أنه، ما الذي يمكنك أن تفعله بكوب من الحليب؟
المشكلة هي أنه في حين أننا نعتقد بأن كل الدكتاتوريين العرب يكذبون بانتظام، فإنه يفترض بنا نحن معشر الغربيين أن نحاسب قادتنا أيضاً –ونضمن أنهم يقولون الحقيقة عندما يزعمون بأنهم يتصرفون باسمنا وبالنيابة عنا. هذا هو السبب في أن هجوم دوما ينبغي أن يُشرَح ويُفسَّر بالكامل، وهو السبب في أنني أردت أن أعرف ما إذا كان هذا الحطام في البرزة (رد الفعل المباشر على قصف دوما، ولو أن أحدا لم يُقتل بطبيعة الحال في البرزة)، كان فعلاً ما قالوا أنه كانه، أم أنه كان ما زعم السوريون بأنه كان حاله –مرفق للبحوث الطبية. هل كان الأسد يبتسم لي؟ أم أنني كنتُ أخطئ تأويل معنى التعبيرات على وجهه؟
بكل تأكيد، كان الدكتور سعيد السعيد، رئيس قسم البوليمرات (المركبات الكيميائية) على بعد أميال عندما حدث القصف -وبما يستحق الذكر، لم يكن يشبه الدكتور ستراغلوف. ولم يزودني ركام مركزه المقصوف للأبحاث عندما قابلته -من دون "مراقبين" أو حراس- بالكثير من الأدلة على أنه مركز بحوث الحرب الكيميائية الذي زعم مدمروه الأميركان أنه كانه. بدا لي المكان، في واقع الأمر، أكثر شبها بكثير بموقع لم يكن فيه أي دليل، وفقا لمنظمة 192-دولة لحظر الأسلحة الكيميائية، خلال آخر زيارة لها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، على تطوير أي أسلحة كيميائية أو بيولوجية يتم اختبارها أو إنتاجها.
ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية هذه هي نفس المؤسسة التي تحقق الآن في هجوم الغاز المفترض على دوما. ويقول مدير المركز السوري، وهو يلكزني بصدري بأصبعه: "لو كان هذا مركزا للأسلحة الكيميائية، لكنتَ قد مِتّ الآن بمجرد وقوفكَ هنا اليوم". وهذه العبارة بالكاد قاطعة بالنظر إلى طول الوقت الذي مر منذ القصف، وبطبيعة الحال، ربما يكون المركز قد استُخدِم لمجرد إجراء الأبحاث وليس لتخزين الأسلحة الكيميائية -وهو ما كان جزءا من زعم الأميركيين. وثمة نفس السؤال القديم: ما الذي يمكنك أن تفعله بكوب من الحليب؟
سرتُ متعثراً خلال الأنقاض وحدي لأكثر من ساعة، ووجدت أن خمس بنايات في هذا الحرم البحثي قد نُسِفت بالكامل. وكنتُ حراً في التجول هناك تحت الشمس، فيما شكل مصدر تسلية بالغة للدكتور السعيد -64 عاماً. لكن أربعة أيام كانت قد مرت منذ الضربات الأميركية- الإنجليزية- الفرنسية. ويتهم الساسة الغربيون خصومهم بشكل روتيني بكنس الأدلة التجريمية قبل فتح مواقع القصف أمام أي صحفيين. وقد أبقوني منتظرا لأربعة أيام.
مع ذلك، انطلقتُ بالسيارة أخيراً عبر بوابات حرم البحوث، وكانت الوثائق والملفات ما تزال عالقة في الخرسانة التي سويت بالأرض، ورفرفت في النسيم. وتعود أكثر الوثائق التي وجدتها إثارة إلى مشروع لتحلية المياه في سورية الريفية، وأطروحة منشورة باللغة الإنجليزية لعلماء كويتيين، تتحدث عن استخدام المطاط في سد شقوق الجسور الإسمنتية. وبينما كنتُ هناك، شرعت الحفارات الميكانيكية في سحب كميات هائلة من ركام المباني –بعضها مع المزيد من الأوراق العالقة في الركام- وإلقائها في شاحنات نقل تجارية للتخلص منها. هل يمكن أن يكون هذا حقاً مكاناً للتغطية المتطورة على النشاط الكيميائي؟
هل استطاع السوريون إزالة الأدلة في أربعة أيام؟ وفي حين أنني لست خبيراً في الأسلحة الكيميائية، فإن منظمة حظر الأسلحة هي كذلك بالتأكيد، وكانت قد زارت موقع البرزة عدة مرات في العام 2013. ولكن، ما الذي حدث منذ ذلك الحين؟ يقول الدكتور السعيد: "قالوا إن المكان خال من أي أبحاث تخص الأسلحة الكيميائية. وتؤكد التقارير المنشورة هذا، وإنما لم تقم المنظمة بأي زيارة للمكان منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ومع ذلك –تتقاطر الأسئلة هنا، كما ربما يفعل المرء في مركز للبحوث- هل من المعقول أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تقم بأي إشارة إلى تغيير حدث في الغرض من مجمع البرزة لو أنها اشتبهت في شيء مثل ذلك خلال الأشهر الخمسة الماضية؟ كانت ما تزال في المكان رائحة قوية للبلاستيك المحترق، والتي عزاها الدكتور إلى البقايا الداخنة للحواسيب والمكاتب والمقاعد البلاستيكية بين الأنقاض.
مشيت عميقاً في الحطام، ولم ينزعج العاملون، ولا أصبح رئيس المركز عصبياً وطلب مني التوقف –وهو ما يحدث عادة من خلال إشارة موحية إلى أن الشخص يصبح متوتراً. وقد حدث ذلك معي في صربيا عندما اكتشفت وجود خنادق عسكرية خلف مستشفى كان قد تعرض توا لقصف قوات الناتو –كان المرضى المدنيون، كما تبين، ميتين، وكان الجنود اليوغسلاف يختبئون هناك ضد كل قوانين الحرب من دون أن يمسهم أذى ثم غادروا منذ وقت طويل. وبين المباني غير المتضررة في الحرم السوري كانت غرف محاضرات الطلاب ومدرسة أطفال على جدرانها رسوم حيوانات كانت قد رسمت–بالنظر إلى الطلاء الباهت- قبل العديد من فصول الصيف.
كان الدكتور السعيد نفسه قد درس الكيمياء التطبيقية، أولا في درزدن (عندما كانت ما تزال جزءا من ألمانيا الشرقية) ثم في دوسلدورف. وقد عمل هنا طوال 15 عاماً، كما قال، لكنه كان في المنزل على بعد عشرة أميال عندما ضربت الصواريخ المكان في الساعات المبكرة. هل كان يتوقع أن يكون الهدف؟ سألتُه. وأجاب: "أنا لست خبيراً في السياسة. ولكن، مع الأميركان والبريطانيين والفرنسيين، يمكنك أن تتوقع أي شيء".
وأصر السعيد على أن طلابه ومحاضريه كانوا يجرون الأبحاث عن إنتاج الكيماويات الطبية، وخاصة الحمض النووي للعقارب والثعابين، واللوكيميا والسرطانات. وقال السعيد: "كنا ننتج الأبحاث من أجل الأدوية المخصصة للاستخدام المحلي، وإنما التي تباع في كل أنحاء الشرق الأوسط أيضاً. كنا نطور جسيمات المطاط لصناعة النفط، ونجري الأبحاث عن استخدام المطاط في بناء الجسور". وعندما قال لي السعيد ذلك، لم يكن على علم بأنني عثرت مسبقا على أوراق حول الموضوع وسط الركام –وهي نقطة في صالحه. وأضاف: "لقد أعطتنا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية شهادات مرتين".
لاحظت أيضا أن هذا الحرم الكبير يقع على بعد أقل من ميل من موضع المعارك الشرسة التي دارت قبل 18 شهراً بين جيش الحكومة ومقاتلي جبهة النصرة (وكذلك بعض ثوار "الجيش السوري الحر"). وكنتُ قد شاهدت بعضاً من ذلك القتال في ذلك الوقت. هل كان النظام السوري قد احتفظ بمركز لبحوث الأسلحة الكيميائية، والذي كان يمكن أن يسقط بسهولة في أيدي أعدائه –في ذلك الحين أو بعد ذلك؟ إذا كان الأميركان محقين عندما قالوا في نهاية الأسبوع أن مركز البرزة يستخدم لبحوث وتطوير وإنتاج واختبار الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، فإن النظام يكون قد اختار بالتأكيد بعضاً من المخاطرات الجسيمة –قبل أو بعد- المعارك. وإذن، حتى تكون الادعاءات الأميركية صحيحة، فإن مقدارا مرعبا من العمل لا بد أن يكون قد تم لتغيير طبيعة هذا المجمع في الأشهر الخمسة الماضية –منذ كان مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هناك آخر مرة.
أصبح مصنع حليب الأطفال الشهير في بغداد مقبولا بشكل عام الآن على أنه كان حقيقياً –ولو أن النظام العراقي وضع شاخصة زائفة باللغة الإنجليزية على البوابات المحطمة لكي تصورها كاميرات التلفزيون بعد القصف. أما الشاخصة الوحيدة إلى جانب ركام المجمع السوري المدمر، فهي صورة كبيرة لبشار الأسد وقد كتب عليها العنوان التفسيري "كل شيء فداك" بالعربية.
ولكن، دعونا نعود إلى الليث، أو الأسد. لقد قتل المتنبي العجوز المسكين أخيراً على يد رجل كان الشاعر قد أهانه في قصيدة. وكان اسمه –انتظر لتسمع هذا- فاتك الأسدي. لا صلة هنا، بطبيعة الحال.
==========================
 
ديلي تلغراف: العناصر متوفرة لصراع أوسع بالشرق الأوسط
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2018/5/1/ديلي-تلغراف-العناصر-متوفرة-لصراع-أوسع-بالشرق-الأوسط
 
أشارت افتتاحية ديلي تلغراف إلى القلق العميق -الذي أثارته الغارات الجوية الأميركية والبريطانية والفرنسية على منشآت الحرب الكيميائية السورية قبل أسبوعين- بأنها قد تؤدي إلى صراع أوسع مع روسيا ومحركين آخرين في الحرب الأهلية، وعلقت بأن العملية كانت ردا متناسبا ومحدودا لخرق نظام بشار الأسد للقانون الدولي.
ومع ذلك رأت الصحيفة أن هناك دراما أكبر بكثير تتشكل في المنطقة وقد تكون على وشك الوصول إلى حد الأزمة، وتوقعت حدوث مواجهة بين إيران وإسرائيل. وأضافت أن نظام طهران استغل الكارثة السورية لمواصلة حملته العدائية الممتدة تجاه إسرائيل من خلال وكيله حزب الله اللبناني.
كما أن صفقة وقف البرنامج النووي الإيراني فشلت في الحد من طموحات طهران الإقليمية، وهو ما جعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يهدد بإلغاء الاتفاق عندما يأتي موعد تجديده في 12 مايو/أيار وإعادة فرض عقوبات بالرغم من المناشدات الشخصية المباشرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعدم القيام بذلك.
وختمت الصحيفة بأنه إذا لم تغير طهران أساليبها فإن جميع العناصر مهيأة الآن للصراع الأوسع الذي يخشاه الجميع.
المصدر : ديلي تلغراف
==========================
 
الغارديان: هل تكون T4 مركز مواجهة وشيكة بين إسرائيل وإيران؟
 
https://arabi21.com/story/1090664/الغارديان-هل-تكون-T4-مركز-مواجهة-وشيكة-بين-إسرائيل-وإيران#tag_49219
 
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها في القدس أوليفر هولمز، يتحدث فيه عن القاعدة الجوية الأكبر في سوريا تيفور "T-4" الواقعة في قلب الصحراء قرب مدينة حمص.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن القاعدة أصبحت مركزا للمواجهة بين إيران وإسرائيل في سوريا، حيث تقع وسط صحراء قاحلة، وتمتد على مساحة خمسة أميال، وتعد أكبر قاعدة جوية في سوريا، لافتا إلى أنها مثل القلعة التي تحيط بها الصحراء، فتحتوي القاعدة على عدد من الملاجئ القوية للمقاتلات، وتختفي فيها المقاتلات الروسية وطائرات "سوخوي" التي تفوق سرعة الصوت.
ويقول هولمز إنه على مدار الحرب، التي مضى عليها سبعة أعوام، فإن مدارج هذه القاعدة أصبحت سوداء من آثار عجلات المقاتلات المطاطية، التي انطلقت في طلعات جوية لضرب المقاتلين الذي يعارضون رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتذكر الصحيفة أن موقع القاعدة وبعدها في قلب الصحراء وتحصيناتها، التي تعود للعهد السوفييتي، حماها من العنف الذي دمر معظم سوريا، مع أنها تحمل آثار هجوم قام به مقاتلو تتظيم الدولة في عام 2013، ودمر أربع مروحيات قتالية.
ويلفت التقرير إلى أن القاعدة أصبحت اليوم مركز حرب كارثية محتملة، ليس فقط بين النظام السوري وأعدائه المحليين، لكن بين القوتين الضاربتين في المنطقة، وهما إسرائيل وإيران، فقاعدة تيفور هي المكان الذي أوجدت فيه إيران موطئ قدم في بلد حليفها العربي، مشيرا إلى أنه بحسب المسؤولين الإسرائيليين، فإن الطائرة الإيرانية دون طيار انطلقت من هذه القاعدة.
وتكشف الصور الفضائية التي التقطت للقاعدة، وحصلت عليها "الغارديان"، عن آثار الغارة الإسرائيلية على القوات الإيرانية في القاعدة، وهو ما يعد دليلا على حدوث مواجهة مباشرة بين البلدين، حيث التقطت الصور بعد 48 ساعة من إعلان الحكومة السورية وروسيا عن قيام مقاتلات "أف-15" إسرائيلية بضرب قاعدة تيفور.
ويفيد الكاتب بأن الصور تظهر ما يبدو أنه مربط مهشم للطائرات، حيث أن وكالة "تسنيم" للأنباء الإيرانية ذكرت أن سبعة من العسكريين الإيرانيين قتلوا في الهجوم، مشيرا إلى أن العسكريين الإسرائيليين شاركوا الصور الجوية للدرون في قاعدة تيفور وهي تخرج من المربط الشرقي ذاته، بشكل يشير لاستخدام الإيرانيين لهذه القاعدة مركزا لعمليات الدرون.
وتنقل الصحيفة عن مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يالدين، قوله: "فرص انتقال التصعيد إلى مواجهة عسكرية شاملة في سوريا أصبحت عالية أكثر من أي وقت مضى"، وأضاف في تصريحات لـ"الغارديان": "بلا شك تخطط إيران للرد من جانبها، وعلينا الانتظار".
وينوه التقرير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول ولوقت طويل تسفيه إيران، التي يصف نظامها بالإرهابي، وزعم في إعلانه يوم الاثنين أن المخابرات الإسرائيلية كشفت "كذب" إيران بشأن ملفها النووي، وقال إنها أضافت لمعرفتها النووية بعد الاتفاقية الموقعة عام 2015.
ويؤكد هولمز أن العرض، الذي قدمه نتنياهو، والذي يأتي قبل أسبوعين من قرار الرئيس دونالد ترامب بشأن الاتفاقية النووية، لا يقدم أي دليل على خرق إيران لالتزاماتها في بنود الاتفاق ومنذ أن سرى مفعوله.
وتذكر الصحيفة أن إسرائيل شنت منذ بداية الحرب الأهلية السورية عام 2011، 100 غارة على الأقل، مع أنها دائما ما استهدفت وكلاء إيران في سوريا، مثل حزب الله وقوافل عسكرية وشحنات كانت في طريقها له.
ويستدرك التقرير بأن هناك إجماعا في داخل المجتمع الأمني على أن طهران كلفت الحرس الثوري بالرد على الهجمات الأخيرة، في وقت حذرت فيه إيران وحلفاؤها من رد وتصعيد، وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن الغارات الجوية على قاعدة تيفور تعد "خطأ تاريخيا"، ووضعت إسرائيل في "مواجهة مباشرة مع إيران"، مشيرا إلى سابقة استهداف الحرس الثوري في سوريا، التي لم تحدث خلال السنوات الماضية.
ويشير الكاتب إلى أن ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، علي شيرازي هدد بالانتقام، قائلا: "لو أرادت إسرائيل الاستمرار في وجودها الغادر فعليها تجنب التصرفات السخيفة"، وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء "فارس": "يمكن لإيران تدمير إسرائيل".
وتبين الصحيفة أن إسرائيل ترى أن دعم إيران للنظام السوري خلال سنوات الحرب قد توسع ليشمل كميات كبيرة من الأسلحة، التي يتم إخفاؤها في صورة مساعدات إنسانية، بالإضافة إلى وحدات قتالية، لافتة إلى أنه منذ عام 2015، وطائرات الشحن التي تم وصفها بالمدنية تقوم برحلات دورية من قاعدة مهرباد الإيرانية، وإحضار أسلحة متقدمة، بما في ذلك طائرات دون طيار.
وبحسب التقرير، فإن المركبات الجوية الإيرانية دون طيار تتمركز في مطار دمشق الدولي، وتم نقلها بشكل تدريجي إلى قواعد عسكرية أخرى منتشرة في أنحاء البلاد، حيث تعمل هذه القوات من قواعد عسكرية في دمشق وحلب، وقاعدة صيقل الجوية قرب العاصمة دمشق، وقاعدة دير الزور في شرق سوريا ومن قاعدة تيفور.
ويورد هولمز نقلا عن الباحث علي الفونة من المجلس الأطلسي، قوله: "في البداية كان هدف طهران محددا، وهو الحفاظ على نظام الأسد في السلطة، وتأمين ممر بري من طهران إلى لبنان.. إلا أن تحقيق هذه الأهداف دفع الجمهورية الإسلامية للبحث عن طرق للحفاظ على نزاع ذي وتيرة منخفضة مع إسرائيل؛ لإشغالها وزيادة كلفة الغارات الجوية المحتملة ضدها في المستقبل".
وتفيد الصحيفة بأن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نفى قيام إيران بعمليات طائرات دون طيار من سوريا، وقال إن قاعدة تيفور ليست قاعدة إيرانية، إلا أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قالوا إن طائرات إيرانية دون طيار موجودة في القاعدة دون تحديد العدد.
ويلفت التقرير إلى أن هجوم نيسان/ أبريل كان هو الثاني على قاعدة تيفور، بعد المواجهة في شباط/ فبراير، مشيرا إلى أنه في محاولة لردع إيران عن القيام بعمليات انتقامية، فإن إسرائيل نشرت الشهر الماضي صورا بالأبيض والأسود عن أماكن وجود القوات الإيرانية في سوريا.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه بحسب المراسل العسكري في صحيفة "هآرتس" فإن الرسالة كانت واضحة: "وجودكم العسكري مكشوف للمخابرات الإسرائيلية، ولهذا فأنتم معرضون للهجمات".
==========================
الصحافة الالمانية والفرنسية :
 
صحيفة ألمانية: الصراع السوري أطول من الحرب العالمية الثانية
 
http://masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1475799-صحيفة-ألمانية--الصراع-السوري-أطول-من-الحرب-العالمية-الثانية
 
"مئات الآلاف من القتلى وملايين الفارين وعشرات من الأحزاب المتحاربة ، يتقاتلون تَارَةً مع بعضهم البعض ، وتَارَةً أخرى ضد بعضهم البعض: الحرب في سوريا استمرت لفترة أطول من الحرب العالمية الثانية"
جاءت هذه الكلمات فى تقرير صحيفة "زوددويتشه"، الألمانية، حول أهوال الصراع السوري المستمر منذ 2011.
وتابعت: "في بداية الانتفاضة التى وقعت بعد اضطرابات الربيع العربي عام 2011،  وبعد القمع  العنيف من القوات الحكومية السورية  ضد المتظاهرين، تشكلت الجماعات المتمردة فى مناطق شتى بسوريا".
وبحسب الصحيفة الألمانية، تشمل الحرب الآن العديد من أطراف الصراع المختلفة، وقد شكل المتمردون العديد  من الميليشيات المختلفة،  بعضها محلي،  وبعضها علمانى، والبعض الآخر يتميز بالإسلام المعتدل،  بجانب تحالفات جديدة ، ضمت اليها معها مجموعات مختلفة من معارضي الحكومة.
تنظيم داعش  الذى  استولى في غضون فترة زمنية قصيرة، على أجزاء كبيرة من سوريا، تم القضاء عليه من  قبل بعض الجماعات المسلحة التابعة للمقاتلين الأكراد، الذين دعمتهم  الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أخرى من خلال تقديم الدعم الجوي  لهم وتسليمهم  الأسلحة.
في المقابل ، تلقى الجيش السوري التابع ل"بشار الأسد"،  دعم  من روسيا منذ عام 2015، يتمثل فى غطاء جوى للجيش السورى، وقبل ذلك تلقت دمشق الدعم الإيرانى ، حيث  أرسلت طهران جنودها ومقاتلي حزب الله من لبنان إلى سوريا.
وبسبب تعدد الأطراف المشاركة في الحرب ، فإن مسار الجبهات باتت  أمراً محيرًا،  ويوضح الرسم البياني التالى كيف تطور الوضع، ولا سيما بسبب التدخل الروسي.
عدد القتلى في الحرب السورية حتى الآن غير واضح، ولا توجد  أرقام رسمية للأمم المتحدة منذ عام 2014، وفى هذا العام ، تفاقم النزاع بشكل كبير وتوقفت المنظمات عن حصر عدد الضحايا.
في عام 2013 ، قدرت الأمم المتحدة أن حوالي 100 ألف شخص، قد لقوا حتفهم فى الحرب،  وفي عام 2014 ، أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)،  أن هناك 8803
طفلا على الأقل، قتلوا إبان الحرب، وفي عام 2016 ، أفادت تقارير مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، أنه قد تم مقتل أكثر من 400 ألف شخص في الحرب منذ عام 2011، وأصيب حوالي مليون شخص.
وسجل المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا،  أكثر من 350 ألف قتيلا منذ بداية الحرب في مارس 2011.
وهناك  بعض المصادر تتحدث عن نصف مليون قتيل في الحرب،  التي تجاوزت بالفعل مدتها، مدة الحرب العالمية الثانية.
أُجبر ملايين السوريين على مغادرة وطنهم في سوريا منذ عام 2011، لأن منازلهم دمرت و يتعرضون للاضطهاد، وبحسب تقديرات منظمات لحقوق الإنسان، فإن عدد الهاربين من سوريا  يبلغ حوالى  6.6 مليون سوري،  وتشير التقارير إلى أن 13.1 مليون سوري بحاجة إلى المساعدة ، من ضمنهم  حوالي ستة ملايين طفل
وبحسب البنك الدولي،  فإن إعادة إعمار سوريا يمكن أن تكلف 180 مليار دولار.
الصحيفة الألمانية، أوضحت مدى قوة الأطراف العسكرية المشاركة  في الحرب بسوريا، من خلال احصاءات وتقارير رسمية.
1- جيش بشار الأسد
في 15 مارس 2011 ، كان عدد جيش الدكتاتور "بشار الأسد"،  300 ألف جندي ، ولكن بعد السنوات الأربع الأولى من الحرب، تقلص العدد إلى  حوالي 200 ألف جندى.
ووفقاً للتقديرات الأخيرة لمعهد لندن للدراسات الاستراتيجية العسكرية،  فإن الأسد يمتلك حاليًا جيشًا  عدته 142.500 جندى،  ولدى  الحكومية السورية  مشاكل متعلقة بتجنيد جنود جدد.
ولاء المجندين الإلزاميين  الذين ينتمون إلى  الطائفة الدينية السنية ، ليس بدرجة كبيرة،  مقارنة بولاء العلويين والشيعة، الذين يشكلون نظام الأسد فى الأساس، ولذا  لا تستخدم وحدات كبيرة من القوات أو  تستخدم فقط في المناطق التي تسيطر عليها دمشق بالفعل.
في المهمات القتالية، يستخدم "الأسد"،  الحرس الرئاسي والجنود المظليين، والقوات الخاصة الموالين لنظامه، ويقدّر مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة فكرية في نيويورك،  عدد الجنود السوريين الذين تم نشرهم فعليًا على أرض الواقع بنحو 25 ألف جندى،  وبحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ، تمتلك القوات المسلحة السورية حوالي 260 طائرة مقاتلة وأكثر من 100 طائرة مروحية قتالية.
يدعم الجيش السورى  حوالي 100 ألف من المقاتلين شبه العسكريين من قوات الدفاع الوطني ، وهي مجموعة من الجماعات المختلفة ، منتشرة محليًا وتعمل لصالح الجيش السورى.
2- إيران
أرسلت  إيران إلى  "سوريا"، العسكريين العاديين والمستشارين والوحدات الخاصة من الحرس الثوري (كتائب القدس)،  ووفقا لتقديرات معهد الدراسات الدولي ، هناك حوالي 5000 جندي إيراني في سوريا ، من ضمنهم 2000 من أعضاء الحرس الثوري الإيرانى.
ويخضع  مقاتلو حزب الله من لبنان أيضاً للسيطرة الإيرانية ، ومنهم حوالي 12 ألف يقيمون أصلاً في سوريا،  وفي الوقت الراهن  ، يقدر عددهم بحوالى 8000 مقاتل.
وفقا لمعهد الدراسات الاستراتيجية العسكرية ، فإن إيران تستخدم أيضا حوالي 50 ألف من المقاتلين الشيعة الشبه العسكرييين، من دول مثل أفغانستان والعراق وباكستان ، فى الحرب ضد معارضي الأسد.
3- روسيا
وفقاً لتقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ، أرسلت موسكو حوالي 6000 جندي روسي إلى سوريا ، فضلًا عن إرسالها  لعشرات من الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر لدعم  القوات الجوية السورية.
4- الجيش السوري الحر
مؤلف  من مجموعات كبيرة من المتمردين في سوريا ، التي تضم العديد من المليشيات المحلية ، هي الجيش السوري الحر ، الذي يقدر عدد أفراده  نحو 35 ألف  مقاتل.  يتكون من عدة مجموعات محلية مختلفة مكونة من  الإسلاميين المعتدلين ، ومن  العلمانيين ، الذين يناضلون من أجل الديمقراطية، ويرفضون  دكتاتورية الأسد.
5- الجيش السوري الحر - الجبهة الجنوبية
يقرب عدد الجيش السورى الحر بالجبهة الجنوبية، نحو 25 ألف مقاتل،  ويضم عدة مجموعات محلية في جنوب دمشق، ويعتبر عاملاً مهماً، فى الحرب السورية، كما يضم  أيضًا المحاربين القبليين.
6- القوات الديمقراطية السورية / وحدات الدفاع الشعبية الكردية تتكون غالبية أعضاء الميليشيات في هذا التحالف من الميليشيات الكردية ، ويتم دعم هذه المجموعات من الجانب الأمريكى، ووفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ، فإن عدد  الوحدات الكردية تبلغ حوالي 50 ألف مسلح، وهي تسيطر على أجزاء كبيرة من شمال شرق سوريا بعد أن قامت بإسقاط تنظيم داعش هناك،  وفي المنطقة الحدودية لتركيا ، انسحب المقاتلون الأكراد بسبب هجوم الجنود الأتراك.
7-  هيئة تحرير الشام
وفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ، فإن هذه المجموعة تتكون من المتطرفين الإسلاميين، الذين خرجوا  من تنظيم القاعدة في جبهة النصرة ، ويبلغ عددهم  حوالي 20 ألف مقاتل،  وقد قاوموا كل المحاولات لتهدئة الأوضاع في سوريا.
8-  أحرار الشام
هي إحدى الفصائل المعارضة المسلحة التي نشأت إبان الأحداث السورية وذلك باتحاد أربع فصائل إسلامية سورية وهي كتائب أحرار الشام وحركة الفجر الإسلامية وجماعة الطليعة الإسلامية وكتائب الإيمان المقاتلة والآن أصبح عددهم  حوالي 15 ألف مقاتل.
9- جيش الإسلام
مجموعة أخرى من المتمردين الإسلاميين الذين ما زالوا يلعبون دورًا هامًا فى الحرب السورية،  ووفقا لمعهد الدراسات الإستراتيجية العسكرية، فإنه مكون من حوالي 10 آلآف مقاتل.
10-  تنظيم داعش
بعد النجاحات العسكرية الكبيرة الأولى لهم وإعلان "الخلافة" في عام 2014 ، كان لدى تنظيم الدولة الإسلامية عشرات الآلاف من المقاتلين ، من ضمنهم العديد من الخارج، بما في ذلك من أوروبا.
بيد أن الكثير من عناصر التنظيم قد قُتلوا،  وعاد آخرون إلى أوطانهم ، وبحسب تقارير، فإن  فقط بضعة آلاف منهم نشطين فى القتال، ويرغبون فى الإستمرار.
11- الولايات المتحدة الأمريكية
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في ديسمبر أن الولايات المتحدة نشرت 2000 جندي في سوريا ، ووفقاً للتقديرات الأخيرة الصادرة عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ، كان هناك أكثر من 1700 جنديًا أمريكيًا في فبراير المنصرم، وتم  استخدامهم ضد "تنظيم داعش"،  بدعم من الطائرات الحربية الأمريكية التي قامت بشن حوالي 32 ألف غارة جوية منذ بدء المهمة.
وأعلن الرئيس الأمريكي ترامب بعد الضربة العسكرية الأخيرة على منشآت كيماوية، في أبريل 2018 ، عن امكانية سحب قواته من سوريا في أقرب وقت ممكن.
12- تركيا
بالنسبة لعدد القوات التركية في سوريا، لا توجد أرقام رسمية، ووفقًا لصحيفة إندبندنت البريطانية ، تم نشر 1000 جندي من القوات الخاصة  التركية في سوريا في أكتوبر 2016، وترجح الدراسات وجود أكثر من 500 جندي فى الوقت الراهن.
13-فرنسا
وفقا لفرانس 24 ، اعترف وزير الدفاع الفرنسي في يونيو 2016 ، بأن القوات الخاصة كانت تتمركز في سوريا لتقديم المشورة للمعارضة السورية فيما يخص العمليات القتالية ضد  تنظيم داعش،  ولم  تكن هناك أرقام رسمية لحصر عدد القوات الفرنسية المشاركة فى سوريا، وبحسب  وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، شارك حوالى  75 أو  100 جندي فرنسي  فى يونيو 2017.
وبحسب الصحيفة الألمانية، فإنه منذ عام 2014 ، كانت الغارات الجوية الأمريكية تهاجم مواقع تنظيم "داعش" في شمال شرق سوريا،  وفي عام 2015،   استخدمت روسيا الطائرات المقاتلة في سوريا لأول مرة ، ليس فقط ضد مواقع داعش ، بل ضد المتمردين ، التي تعتبرهم موسكو إرهابييين أيضًا.
وبهذا الدعم ، تمكنت القوات السورية التابعة لبشار الأسد، السيطرة على أجزاء كبيرة من  أماكن خلافة داعش،  ومن  قمع المتمردين على نطاق واسع، وبمساعدة التحالف المناهض لداعش ، نجح المقاتلون الأكراد على وجه الخصوص في مكافحة إرهاب داعش.
وسعت العديد من الدول  والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى  إقناع الحكومة في دمشق وخصومها بالتفاوض، وعقدت مؤتمرات عدة في السنوات الأخيرة،بلا جدوى.
==========================
 
صحيفة ألمانية: ما الذي يخفيه شهر أيار/ مايو للحرب السورية؟
 
https://arabi21.com/story/1090721/صحيفة-ألمانية-ما-الذي-يخفيه-شهر-أيار-مايو-للحرب-السورية#tag_49219
 
نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، قدمت فيه قراءة لتطورات الحرب السورية. وفي خضم هذه الحرب، شنت القوات الإسرائيلية غارة جوية على مواقع إيرانية في مدينة حلب، ما من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الحرب بشكل خطير للغاية، خاصة أن إيران هددت الجانب الإسرائيلي بردة فعل قاسية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مدينة حماة شهدت ليلة الاثنين قصفا عنيفا اهتزت له سوريا، ووصل مداه إلى إسرائيل. في الوقت نفسه، جدت غارة جوية استهدفت قاعدة عسكرية غير بعيدة عن مطار حلب الدولي.
وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية إسنا، أسفرت هذه الغارة الجوية عن مقتل 18 عنصرا من قوات النخبة التابعة للحرس الثوري الإيراني. ومن جهتها، أفادت مصادر من المعارضة السورية بأن هذه الغارة أسفرت عن مقتل 38 شخصا وجرح 31 آخرين.
وأكدت الصحيفة أن الأخبار تضاربت بشأن الجهة المسؤولة عن هذه الغارة، حيث ألقت وسائل إعلام عربية مسؤولية شن الغارة على عاتق قوات المعارضة السورية، فيما أشارت صحيفة تشرين الموالية للنظام السوري، على صفحة الفيسبوك الخاصة بها، إلى أن القوات الأمريكية شنت الغارة انطلاقا من قاعدة جوية بالأردن. وبعد فترة قصيرة، أوردت صحيفة الأخبار التابعة لحزب الله أن طائرات مقاتلة إسرائيلية ألقت صواريخ على مواقع إيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من المؤشرات تحيل إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية شنت عملية قصف على مواقع إيرانية بالتراب السوري. ونتيجة لهذه الغارة، قد تتخذ الحرب السورية منحى خطيرا للغاية.
في الأثناء، رفضت إسرائيل الإدلاء بموقفها حيال هذه الغارة الجوية.
وأفاد الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يدلين، بأن "قوة القصف ودقة الغارة الجوية تشيران إلى وقوف جيش منظم وراء الغارة. في المقابل، لا تملك قوات المعارضة القدرات التي تجعلها تقدم على شن مثل هذه العمليات".
وأوضحت الصحيفة أن إمكانية وقوف الولايات المتحدة الأمريكية وراء هذا القصف الجوي واردة، خاصة أنها أقدمت منذ أسبوعين على ضرب أهداف تابعة للنظام السوري، وهو هجوم كان بمثابة عقاب على قصف مدينة حماة باستخدام الأسلحة الكيميائية.
في هذا السياق، صرح يدلين بأنه "في حال لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولة عن هذه الغارة الجوية، فمن المرجح أن تكون من تنفيذ جهة لا يمكنني الإفصاح عنها". وتجدر الإشارة إلى أن هذا التصريح يعد اعترافا ضمنيا بوقوف إسرائيل وراء هذا الهجوم.
واستشهدت الصحيفة بتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، على هامش مؤتمر بالولايات المتحدة الأمريكية، الذي قال فيه إن "المشكلة الوحيدة التي تؤرق إسرائيل هي إيران". في سياق متصل، تابع ليبرمان بأن "إسرائيل ستحاول منع إيران من تحويل سوريا إلى جبهة قتال ضدها، بأي ثمن".
وأوردت الصحيفة أنه في يوم الاثنين الماضي، عقد مجلس الأمن القومي الإسرائيلي جلسة طارئة. ووفقا للتلفزيون الإسرائيلي، تطرق هذا الاجتماع إلى المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني. وبعد وقت قصير، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وثائق سرية تثبت أن إيران أخفت برنامجها للتسلح النووي.
وبينت الصحيفة أن اجتماع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أشار إلى تقدم عناصر من فيلق القدس في الأراضي السورية. ووفقا للمندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون، يشرف حوالي ألفي مستشار عسكري إيراني على قرابة ثمانية آلاف فرد من المليشيات الشيعية في سوريا. من جهتها، ذكرت وسائل إعلام عربية أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ 19 قاعدة عسكرية بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
وأبرزت الصحيفة أن إسرائيل استهدفت في السابق العديد من المواقع الإيرانية. ففي شهر شباط/ فبراير الماضي، تأزمت الأوضاع على خلفية إسقاط طائرة دون طيار إيرانية كانت تحوم فوق الأجواء الإسرائيلية. في ذلك الوقت، ردت إسرائيل الفعل عبر شن سلسلة من الغارات الجوية فقدت جراءها طائرة مقاتلة.
وذكرت الصحيفة أنه في التاسع من نيسان/ أبريل الماضي، قصفت إسرائيل قاعدة جوية إيرانية في سوريا. وكان الهدف من هذه الغارة استهداف وحدة مسؤولة عن استهداف إسرائيل بالطائرات دون طيار وتدمير نظام دفاع جوي كانت إيران تعتزم إنشاءه. في ذلك الوقت، اعترفت إسرائيل لأول مرة بمسؤوليتها عن مقتل جنود إيرانيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن غارة ليلية يوم الاثنين استهدفت فيلق 47، الذي يتكون بالأساس من عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني وأخرى تابعة لحزب الله. بالإضافة إلى ذلك، انتشرت أخبار تفيد بأن هذه الغارة استهدفت مستودعا لصواريخ أرض أرض الإيرانية. عموما، كان هذا الهجوم يهدف إلى منع إيران من تعزيز قدراتها العسكرية في سوريا.
وأوردت الصحيفة أن وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان حذر إيران من مغبة استهداف إسرائيل. وفي حال لم تستجب لذلك، فإن القوات الإسرائيلية ستقصف إيران وكل منشآتها العسكرية في الأراضي السورية. في المقابل، لم تؤثر هذه التهديدات على السلطات الإيرانية.
وفي الختام، نقلت الصحيفة على لسان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق يدلين قوله: "بالفعل، خلفت الغارة الجوية العديد من الضحايا في صفوف الإيرانيين، لكن حساب إيران معنا عسير". لذلك، يعتقد المسؤول أن "شهر أيار/ مايو سيكون مليئا بالمفاجآت".
==========================
 
«لوفيغارو» :التدخل العسكري بين المشروعيتين الأخلاقية والقانونية
 
http://www.alhayat.com/article/4578154/رأي/الصحافة-العالمية/التدخل-العسكري-بين-المشروعيتين-الأخلاقية-والقانونية
 
أوبير فيدرين   | منذ 11 ساعة في 2 مايو 2018 - اخر تحديث في 1 مايو 2018 / 21:20
ليس دونالد ترامب انعزالياً. وعلى رغم أنه أناني وعنيف وغير مبال بالنتائج الخارجية المترتبة على قرارته، لم يقل يوماً أنه لن يقصف أي جهة. وما هو ثابت أنه يدير الظهر أكثر من أوباما للإرث الأميركي التبشيري الذي يعود إلى الرئيس ويلسون: أي التدخل باسم الديموقراطية. ففي سورية، رأت أميركا والمملكة المتحدة وفرنسا أن الوقوف موقف المتفرج متعذر. ففي فوضى عالمنا اليوم، حظر استخدام الأسلحة الكيماوية هو واحد من المحظورات التي تُلتزم الى حد بعيد. والتدخل في سورية [الضربة الأميركية والفرنسية والبريطانية] مسوّغ. وهو لم يرمِ إلى حل الأزمة السورية من طريق المشاركة في الحرب الأهلية، بل الاقتصاص من استخدام السلاح الكيماوي.
وحذر شطر من الرأي العام الغربي من التدخل [في الخارج] حكيم. ففي العشرين سنة الماضية، كان ثلثا التدخلات الغربية، وحتى تلك التي صادق عليها مجلس الأمن، غير مثمرَين. ولكن العبرة من هذه السوابق لا يجب أن تكون الرفض الممنهج لكل تدخل، بل [جواز] التدخل حين المسوغات لا تدحض. ففي الحال السورية، حري بنا ألا ننسى أن الروس كانوا الجهة الضامنة لسحب الأسلحة الكيماوية من سورية في اتفاق كيري- لافروف. ولذا، يتساءل المرء إذا ما كان الأسد يظهر استقلاله عن روسيا [من طريق استخدام الكيماوي]. ولذا، لم يكن رد موسكو عنيفاً على الضربات الغربية.
ويقول غلاة الحق الدولي أن مصادقة مجلس الأمن على التدخل، واجبة. نعم، ما يقولونه معقول. ولكن هل يرسي مثل هذه المصادقة مشروعية التدخل؟ فمجلس الأمن أجاز التدخل في ليبيا في عملية «توركواز»- وهذه يطعن فيها اليوم. و[بعد] لجوء روسيا الى حق النقض عشرات المرات، واستخدام الأسلحة الكيماوية عشرات المرات، وتحديد الخط الأحمر، توجيه ضربات لم تستهدف غير المواقع الكيماوية من دون السعي إلى إطاحة النظام، مشروع: هذه الضربة [الأميركية – البريطانية – الفرنسية] مشروعة، على رغم أنها شكلياً غير قانونية. ولا نستطيع الانقياد وراء الفيتو الروسي (أو فيتو أميركي أو صيني!) محبةً بالقانون الدولي. فبعض الأحوال تقتضي تولي زمام الأمور!
ولكن، ما البديل من الأمم المتحدة؟ لا غنى عن مكان تتحاور فيه المم وتتبادل الكلام. ولا نستطيع أن نأخذ على الأمم المتحدة أنها لا تجترح معجزات- وهذا ما لم ينط بها يوماً. وعلى رغم أن الأمم ليست «متحدة»، [ترسي] منظمة الأمم المتحدة إطاراً لا غنى عنه. وإذا تخلينا عن هذا الملاذ، ستسود أكثر فأكثر شريعة الغاب. ويجب طبعاً توسيع مجلس الأمن، وهذا ما لطالما أيدته فرنسا. ولكن الصين ترفض [انضمام] اليابان ولا الهند [إلى مجلس الأمن]، والأفارقة لا يجمعون على من يمثلهم [هناك]، شأن أميركا الجنوبية كلها، الخ. وفرنسا مدعوة الى التزام الحزم والردع والحوار معاً [مع روسيا، إثر قضية سكريبال]. وحتى في الحرب الباردة حين تقاطعت مخاطر فعلية ووقعت عمليات اغتيال لعشرات الجواسيس، أفلح أشداء مثل كيسنجر أو نيكسون في إرساء الانفراج والحوار مع روسيا من موقع قوة. ولن نغير روسيا ونحولها الى ديموقراطية اسكاندينافية لطيفة (مسالمة). وليس في مقدورنا قصر السياسة مع روسيا في السنوات الخمسين القادمة على مزايدة في العقوبات. وفي وسع فرنسا أن تكون البلد الغربي الوحيد القادر على اقتراح رؤية طويلة الأمد الى علاقات أوروبا مع روسيا، من دون أن تتخفف من الحزم والصراحة. وفي وسع إيمانويل ماكرون الجمع بين الحزم والحوار[معها].
وثمة عدد من الأزمات في وقت واحد في العالم، وهو بعيد مما حلم به الغربيون إثر سقوط الاتحاد السوفياتي. و[من هذه الأزمات] عد تنازلي بيئي (مناخي، وهو كذلك وثيق الصلة بالتنوع البيولوجي والنفايات وانحسار الغابات، الخ.)، وانفجار سكاني(استقرار في أوروبا، وزيادة [سكانية] في خارجها)، وصدمة رقمية (ما أثرها في القرار العام وقدرتنا على الرد؟): وهذه المآزق كلها لا تصب، آلياً، في مصلحة الغرب(...)، وهو أمسك بزمام تاريخ العالم طوال 4 قرون. ونحن أبعد ما نكون من «نهاية التاريخ»، بل نحن أمام عالم متنازع هو أقرب إلى «جوراسيك بارك» [متنزه ديناصورات كاسرة] مما هو إلى «بيزونورس» [عالم لعب الأطفال أو يوتوبيا يعيش فيها مسالمون]. ويجب تبديد الأوهام. وفي الختام، أدعو إلى صحوة الأوروبيين، وليس الى تعزيز الاندماج الأوروبي- وهذا لن ينفخ في إرادة أوروبية جيو-استراتيجية. فالأوروبيون إذا لم يفلحوا في السنوات القادمة في التحلي بمزيد من البصيرة والحزم والاتحاد (وليس الانصهار)، تأخروا [عن اللحاق بركب العالم وفاتهم القطار]. فالعالم، في ما خلا قطاع السياحة، سيعيد تنظيم نفسه من دونهم.
والهجرات هي ظاهرة عالمية اليوم، ولا تقتصر على الهجرات من أفريقيا الى أوروبا. والتنمية لن توقف مدها [أو تحول دونها]. والتحول السكاني لن يبصر النور في أفريقيا، وتحديداً في دول الساحل، إلا من طريق تعليم النساء. وهو الأولوية. وبعدها، يجب ضبط الهجرات. وهذا أمر حيوي. والأوروبيون يلفظون أكثر فأكثر أوروبا لأنهم يحسبون أنها صارت مخترقة. فما العمل؟ تأمين ملاذ لمن هو فعلاً عرضة للخطر، وفي الوقت نفسه إدارة شؤون سيل [الهجرة] إدارة مشتركة مع دول المنشأ ودول العبور (الترانزيت) من طريق تحديد كوتات (حصص) مهنية [موزعة على مهن]. ويجب التعاون مع القادة الأفريقيين الذين لا مصلحة لهم في مغادرة أبرز الكفاءات بلادهم الى أوروبا؛ وتحسين صيغة تأشيرة الشنغن فتساهم فعلاً في إدارة الحدود وترصد رصداً سريعاً من هو مخوّل نيل حق اللجوء ومن هو مهاجر اقتصادي؛ والتعاون السياسي المتواصل مع بلاد المنشأ (أو بلاد حمل الرحال). فإغلاق الحدود إغلاقاً شاملاً، متعذر. فهو اقتصادياً غير مجد، وإنسانياً متحجر القلب.
وقد لا تقيض الحياة على كوكب الأرض إذا بقي النموذج الكاسر الغربي/ الأميركي هو النموذج مع بلوغ عدد السكان 10 بلايين نسمة. ومثلما دارت عجلة سيرورة صناعية في القرن التاسع عشر، نحتاج الى سيرورة بيئية تغير وجه المجالات كلها: الطاقة، والنقل، والزراعة، والصناعة، والبناء، الخ، (...) في العقدين المقبلين أو العقود الثلاثة المقبلة.
والغربيون لم يعودوا يحتكرون توجيه كفة شؤون العالم. وهم لا يتقبلون ذلك. ولكن، هل أصاب وهن الغرب؟ نعم، وهو يراكم الأخطاء ويواصل التخبط، على رغم أنه بالغ الثراء. ولكنه غير متجانس. وكان من المفترض أن ترسخ العولمة هيمنة الغرب، ولكن الطبقات الغربية الشعبية لم تملك الشجاعة [المضي قدماً] وتراجعت. وأراد الأميركيون المحافظة على قوتهم، ولكنهم تعثروا ولم يعرفوا السبيل الى ذلك. والأوروبيون يخشون «القوة»، فهم متأثرون بخطابة واعظة وأخلاقية قوامها الندم عن الحروب والاستعمار.
* وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 26/4/2018، إعداد منال نحاس
 
==========================
الصحافة العبرية :
 
هآرتس :لماذا إيران في سورية.. والآن؟
 
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12a539d8y312818136Y12a539d8
 
بقلم: تسفي برئيل
إن اطالة الوقت من قبل ترامب الى حين قراره النهائي بشأن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي أو استمرار تمسكها به، فتحت كما يبدو نافذة فرص أمام اسرائيل. يبرهن التوقيت والكثافة في الهجمات المنسوبة لاسرائيل في سورية  على الشعور بأن سماء سورية مفتوحة أمامها. هذا على فرض أن ايران وروسيا ستقومان بصك الاسنان وضبط النفس طالما أن الاتفاق النووي مهدد بالتوقف، خشية أن الرد على الهجمات الاسرائيلية سيلقي عليهما المسؤولية عن الانسحاب الاميركي. المعلومات التي عرضها أمس نتنياهو لم تأت بجديد. كل البيانات التي تضمنتها كما يبدو عشرات آلاف الوثائق التي حصلت عليها اسرائيل كانت معروفة للوكالة الدولية للطاقة النووية حسب التقرير الذي نشر في 2011.
فرضية اخرى هي أن اسرائيل نجحت في أن تلقي على ايران مسؤولية حصرية عن ارساليات السلاح وانشاء قواعد صواريخ، وبهذا تقوم بتطهير بشار الاسد وروسيا من كل تهمة. هكذا فانه ليس مطلوب منها الآن مواجهة المصالح الروسية في سورية. ولكن بدون موافقة الاسد وبوتين فان ايران لم تكن تستطيع انشاء قواعد أو نقل سلاح. الاسد اثبت قدرته على منع ايران من التطوير الاقتصادي، وهو يحدد لها (بموافقة ودعم روسيا) أين يمكن لقواتها أن تتموضع وفي أي جبهات يمكنها العمل. روسيا تعتبر استمرار نظام الاسد أمر حيوي، يرمز اكثر من أي شيء الى نجاحها في ادارة ليس فقط المعركة العسكرية في سورية، بل العمليات السياسية ايضا.
على الرغم من ذلك، الاسد لا يوجد أمام شعرة التصويب الاسرائيلية – ليس فقط بسبب الفيتو الروسي، الذي يربط كل نشاط اسرائيلي بعدم المس بقصر الرئاسة وبمن فيه، بل لأن اسرائيل ترى في استمرار نظام الاسد، في ظل عدم وجود بديل واقعي، ضمانة لحدود آمنة بينها وبين سورية، حتى بعد انتهاء الحرب. بناء على ذلك، يمتنع قادة اسرائيل وقادة الجيش عن ذكر اسم الاسد وعن القاء المسؤولية عليه، أو على الاقل مشاركته في التواجد الايراني في سورية.
ولكن هذا الاعفاء الذي تمنحه اسرائيل للاسد – خلافا للمسؤولية التي تلقيها على الحكومة اللبنانية عن كل افعال حزب الله، وتهديدها باعادة لبنان الى العصر الحجري – يخدم ايضا ايران. على الرغم من اختلافات الرأي بينها وبين روسيا وتركيا بخصوص فضاءات عملها وأدوارها في سورية فانها تستطيع أن تظل في رعاية الاسد وروسيا طالما أنه يسود تفاهم وتنسيق بين روسيا واسرائيل. القوات الايرانية تهاجم حقا في سورية، لكن هدفها الاستراتيجي – موقع ثابت في الدولة وتواصل بري مباشر مع لبنان – لم يتضرر. هذا وضع مريح ايضا لروسيا التي تؤطر النشاط الاسرائيلي كنضال مزدوج مع ايران، الذي يوجد فيه لموسكو على الاكثر دور حكم الخط، الذي لا يجبرها على المواجهة مع اسرائيل. كما أن نشاط اسرائيلي ضد ايران لا يناقض المصالح الروسية في تقليص حجم نفوذ ايران في سورية. هذه التفاهمات المرنة من شأنها أن تنتهي اذا وسعت اسرائيل دائرة تهديداتها وشملت فيها نظام الاسد؛ أو اذا تحطم الاتفاق النووي الذي يشكل كابح في وجه الرد الايراني؛ أو اذا قررت روسيا بأن اسرائيل تمس بمكانتها كمسؤولة عن سلامة سورية.
كما هو معروف لا يوجد لاسرائيل في هذه الاثناء مصلحة في تهديد نظام الاسد، أو الاعتراض على التواجد الحصري لروسيا في الساحة السورية. اسرائيل لم توضح بعد لماذا تفضل المحاربة ضد ايران، مزودة السلاح لحزب الله، وليس ضد مستودعات سلاح حزب الله القائمة والتي تهددها من لبنان. يبدو أنها تكتفي بميزان الردع القائم بينها وبين حزب الله، وليست مستعدة لميزان آخر أمام ايران في سورية – تكرار ما اعتبرته خطأ في سلوكها أمام لبنان عندما لم تمنع تمركز حزب الله العسكري في جنوب الدولة بعد حرب لبنان الثانية.
تتعلق علامة الاستفهام الاساسية في هذه الاثناء  بسلوك ايران بعد 12 أيار، وهو الموعد الذي سيتم فيه حسم مصير الاتفاق النووي. إن اعلان ترامب عن انسحابه من الاتفاق ليس بالضرورة يمثل النهاية. السؤال هو هل الاتحاد الاوروبي سينضم في حينه للانسحاب أو سيطبق الاتفاق بدون الولايات المتحدة. يمكن أن يكون لكل سيناريو تأثير على سياسة ايران تجاه اسرائيل، التي لا ترتبط فقط بعلاقاتها مع الدول الموقعة على الاتفاق، بل ايضا بالتطورات داخل ايران. الازمة السياسية والاقتصادية في الدولة تشجع على التقدير بأن ايران لا تريد توسيع نشاطها العسكري في سورية، وبالاحرى، أن تدير على اراضيها حرب شاملة ضد اسرائيل. في المقابل، مواجهات سياسية داخلية وصعوبات اقتصادية من شأنها أن تدفعها الى عملية عسكرية، من اجل تجنيد الدعم للنظام في حربه ضد العدو – لا سيما اذا تبخر الاتفاق النووي وشعر النظام الايراني بأنه متحرر من أي التزام بعد خيانة الغرب له.
مقابل عدم اليقين بخصوص الرد الايراني المحتمل، من المهم أن نذكر أنه حتى الآن لم يتم استنفاد كل الامكانيات الدبلوماسية لوقف التواجد الايراني في سورية. روسيا من شأنها أن تكون لاعب مركزي في هذه العملية، وحتى أنها بدأت في استطلاع المواقف بين ايران واسرائيل، لكن بدون نجاح حتى الآن. دول الاتحاد الاوروبي التي بأيديها ايضا مصير الاتفاق النووي، تستطيع استخدام مكانتها ككابح في سورية. حتى لزبائن ايران، الهند والصين، يمكن أن يكون وزن كبير في التأثير عليها، لأنهم سيضطرون الى التقرير قريبا هل سينضمون للولايات المتحدة أو سيواصلون علاقاتهم مع ايران كالمعتاد.
==========================
 
يديعوت :اللعب الإسرائيلي بالنار: أسئلة برَسم الإجابة
 
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12a548b4y312821940Y12a548b4
 
بقلم: ناحوم برنياع
تصفيق لانجاز الموساد الاستخباري. تصفيق لاستعراض نتنياهو. حتى لو كنا نحن الاسرائيليين لم نفاجأ بالضبط حين سمعنا بان الايرانيين كذابون، فان للمكتشفات معنى في الحرب الدعائية التي تخوضها حكومة اسرائيل. ليس نحن فقط، بل وادارة اوباما، زعماء اوروبا، روسيا والصين كلهم افترضوا بان الايرانيين يكذبون حين يدعون بان مشروعهم النووي مخصص لاغراض سلمية. و أنهم صدقوا بان الايرانيين يبنون في بورتو فرعا لبذور العفولة لما كانوا اجتهدوا بهذا القدر للوصول الى اتفاق.
لقد اختارت القوى العظمى التصرف وكأنها تصدق اكاذيب ظريف. فحصت البدائل وتوصلت الى الاستنتاج بان الاتفاق هو من ناحيتها أهون الشرور. وفي الاسبوع الماضي جاء الرئيس الفرنسي والمستشارة الالمانية الى البيت الابيض، لجولة محادثات عاجلة مع ترامب. وعرف ماكرون وميركيل وترامب ما أخذته اسرائيل من الارشيف الايراني. وعلى الرغم من ذلك بقي كل طرف في موقفه – الاوروبيون مع الاتفاق، ترامب ضده. معقول الافتراض بانه حتى 12 ايار سيأمر بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق. اما ما سيحصل في الغداة فمنوط اساسا بالايرانيين.
توقعت بعد أن أنهى نتنياهو عرضه الجميل بالانجليزية، بما فيه من وسائل ايضاح، وبعد ان ينهي ترجمة موجزه الى العبرية، ان يتوجه الى ناخبيه، مواطني دولة اسرائيل، ويروي لهم ما هو السيناريو لديه. فهل هو يسعى الى حرب مع ايران؟ اذا كان نعم، فمسموح للاسرائيليين أن يعرفوا ذلك قبل ان يشتروا رزمة كله مشمول لاجازة صيف في تركيا.
ستبدأ مباريات المونديال، بعد شهر ونصف، هذه المرة في روسيا. لم تصعد اسرائيل الى المباريات، ولكن لديها طريقتها للمشاركة فيها. مرتان، في 1982، وفي 2006، كانت اسرائيل تشارك في حرب في فترة المونديال. لا يمكن أن نستبعد امكانية أن نكون في الطريق الى حرب ثالثة.
في فجر أمس هوجمت من الجو قاعدتان للجيش السوري تستخدمهما ايضا القوات الايرانية، واحدة قرب حلب، والثانية قرب حماة. ومثلما في الهجوم السابق، في مطار تي فور في شمال سورية، هذه المرة ايضا بلغ عن قتلى ايرانيين. اسرائيل الرسمية لم تأخذ المسؤولية، ولكن مصدرا مجهولا تكبد عناء القول لـ «نيويورك تايمز» بانه في الهجوم دمر 200 صاروخ بعيد المدى من انتاج ايراني. واذا كان النبأ صحيحا، ففيه ما يفرح: من الافضل ان تتفجر الصواريخ الايرانية في سورية وليس على الاراضي الاسرائيلية. ولكن السؤال يبقى على حاله: هل تسعى اسرائيل الى حرب مع ايران؟
لقد ارفق نتنياهو وليبرمان الهجمات بتهديدات علنية. اسرائيل لن تسمح لايران بتثبيت تواجدها في سورية. اذا هوجمت تل أبيب، فستهاجم طهران. الخطابة لم تترك مجالا للشك: اسرائيل تشدد مطالبها من ايران. في البداية كان الخط الاحمر ارساليات السلاح المتطور الى حزب الله في لبنان. ولاحقا صار الخط الاحمر جغرافيا: اسرائيل لن تسمح للميليشيات الموجهة من ايران بالاقتراب من الحدود مع اسرائيل. صيغة التهديدات والهجمات على المنشآت الايرانية التي تقع على مسافة مئات الكيلو مترات من الحدود في الجولان تفيد بان السياسة تغيرت: كل تواجد عسكري ايراني في سورية هو في نظر اسرائيل خط احمر.
ان الاحتمال في أن تفهم ايران التلميح وتصرف القوات التابعة لها من سورية هو صفر. هكذا ايضا الاحتمال في أن تعتذر ايران عن اكاذيبها في الماضي وتنزع النووي نهائيا. هذه اهداف غير قابلة للتحقق. وعليه، فيجب العودة والسؤال ما هو معنى هذه الاستفزازات المبادر اليها: هل تسعى اسرائيل الى حرب مع ايران؟
ودرء لسوء الفهم: التواجد العسكري الايراني في دولة مجاورة لاسرائيل هو مشكلة عويصة. فهو يدعو الى عمل اسرائيلي بكل الوسائل، الدبلوماسية، السرية والعسكرية، وكل هذا شريطة أن نعرف ما الذي نريد أن نحققه، كيف نحققه وما هو الثمن.
كل ثمن، يقول ليبرمان في خطاباته. في الحرب ضد ايران هو مستعد لان يدفع كل ثمن. وقبل أن نهتف بجموعنا «يعيش ليبرمان»، و «الى الامام الى طهران» يجدر بنا ان نتذكر عما يدور الحديث: ايران، من خلال حزب الله، جيش الاسد والميليشيات التي تشغلها هي يمكنها أن تطلق من لبنان ومن سورية عشرات الاف الصواريخ الى الجبهة الداخلية الاسرائيلية. لدى اسرائيل توجد اجوبة عسكرية لهذا التهديد، ولكنها جزئية. الثمن بالارواح، بالممتلكات، بالشلل الاقتصادي لاسابيع طويلة، سيكون باهظا، وربما باهظا اكثر مما كان في الحروب في الماضي. الثمن الذي سيدفعه المواطنون في الطرف الاخر سيكون باهظا اكثر بكثير. هل ايران ستختفي؟ مشكوك جدا.
لقد كانت اسرائيل ترغب في أن تتحكم بالعملية، فتدير المواجهة مع الايرانيين وفقا لارادتها. لشدة الاسف، فانه في المواجهات من هذا النوع لا يوجد لاي من اللاعبين قدرة التحكم. قذيفة واحدة تدقق اكثر مما ينبغي يمكنها أن تدهور الاطراف الى حرب شاملة. فالكل يتذكر اقوال الندم لنصرالله، على انه باختطاف الجنديين اوقع على نفسه حرب لبنان الثانية. والكل يتذكر القذيفة التي اخطأت في كفر قانا، فصفت دفعة واحدة انجازات حملة «عناقيد الغضب». وها هو مثال آخر: في كانون الاول 2014 صفي في سورية جهاد مغنية، من كبار رجالات حزب الله، ومعه أربعة أو خمسة ضباط في المنظمة ايضا. فأطلق حزب الله ردا على ذلك سبعة صواريخ كورنيت على قافلة من جفعاتي. قتل في الهجوم اثنان: الرائد يوحاي كلانغر والعريف اول دور نيني. الجيش الاسرائيلي احتوى الحدث. لو كان قتل عشرة لما كان مفرا من الخروج الى حرب ثالثة في لبنان.
احيانا لا يكون مفر من الدخول الى حرب؛ احيانا، عندما يكون الخطر وجوديا، لا مفر من المبادرة الى حرب. ولكن احد الدروس التي تعلمناها من حروب الماضي انه خطير اللعب بالنار. من يقرر استفزاز الطرف الاخر يجب أن يوضح قبل ذلك لطرفنا، للجمهور الاسرائيلي، ما هو الخطر، ما هي النية، ما هو الهدف وما هو الثمن؛ شيء ما في الوضع الناشيء يذكر بالحدث القاسي في جدول تسفيت. الاسرائيليون يدخلون الى القناة باحساس بالامن. فهم واثقون بانه سيكون على ما يرام. احد ما فوق فحص المخاطر ووعد انه لن يقع لهم أي ضر. وعندها جاء الفيضان.
 
عن «يديعوت أحرونوت»
 
==========================
 
هآرتس :التصعيد الإسرائيلي في سورية: ماذا سيحدث إذا تشوشت حسابات إسرائيل؟
 
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12a54c6by312822891Y12a54c6b
 
بقلم: عاموس هرئيل
دخلت المواجهة بين اسرائيل وايران  أمس الى فصل جديد يدمج سلسلة أبعاد: عسكرية واستخبارية ودبلوماسية واعلامية. مساء أمس كشف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو «الارشيف النووي الايراني»، عشرات آلاف الوثائق السرية التي وصلت الى أيدي اسرائيل بطرق سرية. قبل اقل من يوم من ذلك، في سورية قصفت جوا مواقع عسكرية ايرانية في هجوم نسب مرة اخرى لاسرائيل.
يدير نتنياهو هنا معركة من اجل الوصول الى هدفين منفصلين، في الساحة الدولية يبدو أنه يريد اعطاء ترامب دفعة اخرى صغيرة قبيل الاعلان الامريكي عن الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران. وفي سورية اسرائيل بدت مصممة أكثر من أي وقت آخر على منع التمركز العسكري الايراني. توجد علاقة معينة بين القناتين.  تقدر اسرائيل كما يبدو أن الضغط الذي يوجد فيه الايرانيون قبيل اعلان ترامب، اضافة الى الضائقة الاقتصادية والاحتجاج المتزايد في الداخل، ستصعب عليه الرد بقوة وبشكل فوري على عمليات القصف.
تولد لدى الجمهور في الساعات التي انقضت بين الهجوم والمؤتمر الصحفي لرئيس الحكومة  خوف معين مدعوم بتقارير اخبارية مزيفة نشرت في تصريحات «واتس آب» وكأن الحرب مع ايران على وشك الاندلاع. هذا الخوف تبين أنه مبالغ فيه – في المساء كشف نتنياهو عن عرض السنة. يمكن الافتراض بأن عرض ملفات الارشيف الايراني في بث مباشر ترك انطباع لا بأس به، على الاقل لدى عدد من المشاهدين الاسرائيليين في المؤتمر الصحفي.
الى جانب الانجاز الاستخباري المثير للانطباع فقد بقيت مسألة أهمية كشف هذه المعلومات. باختصار، اسرائيل تقول إن لدينا دلائل جديدة ومقنعة حول ادعاءها القديم الذي يقول إن الايرانيين كذبوا طوال الوقت وقاموا في المقابل بتفعيل مشروع نووي عسكري سري. هذه الوثائق، كما اعلن نتنياهو، تم عرضها على الامريكيين وسيتم نقلها قريبا الى دول اخرى.
سيكون النقاش من الآن فصاعدا تحليليا: هل يوجد هنا «مسدس مدخن» يثبت أن ايران استمرت في جهود التطوير بعد العام 2015. شخصيات متقاعدة رفيعة المستوى في الاستخبارات، الذين حضروا المؤتمر الصحفي، لم يشخصوا في هذا الوقت دليل كهذا. في مقابلة مع «هآرتس» في بداية نيسان قال رئيس الاركان غادي آيزنكوت إن الاتفاق النووي رغم عيوبه إلا أنه «في هذه اللحظة يعمل». يمكن التخمين بأن تقديره لم يستقبل بحماسة جارفة في مكتب نتنياهو.
 
الجيش معه في هذه المرة
الهجوم المنسوب لاسرائيل في مساء يوم الاحد، الذي قصف فيه عدد من المواقع بين حماة وحلب في شمال سورية، هو على الاقل الخامس منذ ايلول الماضي. بعده يبدو أن اسرائيل مصممة على القتال من اجل طرد التواجد العسكري الايراني من سورية.
هددت ايران في اعقاب الهجوم السابق الذي قتل فيه 14 شخص، بينهم سبعة من رجال حرس الثورة الايراني في قاعدة «تي 4» قرب حمس،  بالرد من خلال عملية قاسية. وفي جهاز الامن الاسرائيلي استعدوا لذلك، لكن التهديد لم يتم تنفيذه حتى الآن. وبدل ذلك حدثت عملية هجوم اخرى نسبت لاسرائيل ضد المصالح الايرانية في سورية. حسب التقارير الواردة من سورية فان هجمات أول أمس أدت الى تفجيرات شديدة (قورنت بهزة ارضية صغيرة). عدد من الاشخاص قتلوا، وكما يبدو جنود سوريين ورجال مليشيات شيعية مؤيدة لايران. حتى الآن ليس واضحا اذا قتل في هذا الهجوم جنود ايرانيون.
جاء في الاسبوع الماضي  في الـ «سي.ان.ان» أن اجهزة الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية تتابع عن كثب نقل ارساليات سلاح ايرانية الى سورية، التي يمكن أن تستخدم لاغلاق الحساب مع اسرائيل. الهجوم الاخير، في هذا التوقيت وبهذه القوة الشديدة، يمكن أن تدل على المس بمخزون سلاح كبير (وبالتالي التشويش على رد ايراني محتمل). احد التقديرات هو أنه تم قصف ارسالية صواريخ ارض – ارض.
تجري في الشمال مواجهة مباشرة ومستمرة مع ايران، اسرائيل فيها تضع خط احمر ومستعدة لتطبيقه بالقوة. ولأن ايران ترفض الموافقة على الحظر والوسائل المستخدمة، وفي ظل غياب وسيط ناجع بين الطرفين فان المواجهة يمكن أن تتصاعد. وفي هذا الاسبوع بدأت.
كما أسلفنا، ربما توجد علاقة معينة بين التصميم الاسرائيلي الواضح في سورية وبين انتظار قرار ترامب بشأن الاتفاق النووي مع ايران قبيل 12 أيار. الاعتقاد هو أن ايران حذرة من الرد على العمليات المنسوبة لاسرائيل في سورية لأنها تخشى من ارتكاب خطأ يتسبب بغضب الولايات المتحدة عليها. ووفقا لهذه المقاربة فان الرئيس ترامب يمكنه الرد على التصعيد بين ايران واسرائيل بتسريع الانسحاب من الاتفاق النووي. وفي سيناريو مستقبلي متطرف، ربما حتى بهجوم امريكي على المنشآت النووية (الذي ستكون النتائج فيه ثقيلة جدا، اكثر من هجوم اسرائيلي نظري) السلطات في طهران قلقة ايضا من سلسلة تهديدات داخلية، وازمة اقتصادية وحتى مظاهرات مشتعلة. النتيجة التي تنبع من ذلك كما يبدو هي أن اسرائيل يمكنها مواصلة ضرب الايرانيين في سورية كلما رأت ذلك مناسبا.
تتصرف الولايات المتحدة حقا الآن بصورة مختلفة جدا عما تصرفت في عهد ادارة اوباما. وزير الخارجية الامريكي، مايك بومباو جاء لزيارة اسرائيل فورا بعد توليه منصبه، وسافر الى الاردن قبل فترة قصيرة من وصول تقارير أولية عن الهجمات الاسرائيلية في سورية. في يوم السبت تحدث ترامب ونتنياهو هاتفيا، ونشرت تقارير أنهما تحدثا حول ايران. هذه رياح داعمة واضحة من واشنطن لرياح الحرب التي تنشب في القدس. هناك انطباع بأنه لو أن بومباو كان لديه بعض الوقت للبقاء في اسرائيل لبضع ساعات لكانوا اقترحوا عليه أن يركب احدى الطائرات ويطلق بنفسه عدة صواريخ.
نتنياهو، كما كتب هنا قبل بضعة اسابيع، يوجد في وضع نفسي ترامبي يختلف عن سلوكه المعتاد. إن اهتمامه بالتطورات الامنية يفوق حتى اهتمامه بالمشاجرات السياسية في الائتلاف، وهو مستعد لأن يأخذ على عاتقه مخاطر غير عادية تصل الى حد المقامرة. بشكل استثنائي، جهاز الامن معه. وليس مثلما كان في النقاش الدراماتيكي حول قصف المنشآت النووية الايرانية في بداية هذا العقد، فان رؤساء الاجهزة الامنية يقودون خط متصلب وهجومي حول موضوع التواجد الايراني في سورية.
السؤال المثير ولكن المطلوب الآن هو ما الذي سيحدث اذا فشلت العملية الاسرائيلية. صحيح أن ايران لا تريد اغضاب الولايات المتحدة الآن، وهي غارقة في الدفاع عن المشروع النووي من ضغوط اخرى وتخشى من انكشاف قواتها للقصف في سورية. مواجهة في سورية هي ايضا غير مريحة لروسيا التي تريد استقرار حكم نظام الاسد في الدولة. ولكن الحسابات الاسرائيلية يمكن أن تتشوش تماما اذا خرجت قوة اللهب في سورية عن السيطرة، واذا قررت ايران خلافا للتقديرات المبكرة أن تدخل حزب الله الى المعركة، مثلا بعد الانتخابات البرلمانية في لبنان في 6 أيار. حزب الله راكم تجربة عملياتية واسعة في سورية وتوجد بحوزته ترسانة تقدر بأكثر من 100 ألف صاروخ وقذيفة. المنظمة بالتأكيد ليست أقوى من الجيش الاسرائيلي، لكن في حالة الحرب يمكنها التسبب بأضرار حقيقية للجبهة الداخلية وأن تجبي من الجيش الاسرائيلي ثمن باهظ في مواجهة برية في لبنان.
هذا التصادم يمكنه أن يجر الى داخله ايضا حماس في غزة، كما حذر في مناسبات كثيرة وزير الدفاع. لقد استطاعت اسرائيل حتى الآن الحفاظ على نظام تنسيق لمنع الاحتكاك مع سلاح الجو الروسي في سماء سورية. فهل سيأتي وقت وتقرر فيه موسكو أنها ملت من قبول املاءات القدس؟ حتى أمس على الاقل امتنعت روسيا عن الرد على الاحداث خلافا للبيانات القلقة التي نشرتها في حالات سابقة.
يوجد لاسرائيل هدف عادل في سورية. التواجد الايراني يتطور الى امكانية كامنة خطيرة، من شأنها أن تصعب على الجيش الاسرائيلي في المستقبل. مع ذلك، تطرح الآن الاسئلة: هل هدف ابعاد كل التواجد الايراني من سورية هو هدف قابل للتحقق، كما يعتقد رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الاركان؟ هل تم أخذ احتمال أن تتشوش هذه الامور في الحسبان، الى درجة التصعيد، حيث يكون على اسرائيل دفع ثمن أعلى بكثير؟ حتى الآن لم يتم اجراء نقاش عام حول ذلك بصورة فعلية، ولم تسمع اصوات حتى الآن تعارض السياسة في الشمال، لا في الحكومة ولا في القيادة الامنية.
 
عن «هآرتس»a
==========================

هآرتس :المعركة المزدوجة ضد طهران
 
http://www.alquds.co.uk/?p=927125
 
صحف عبرية
May 02, 2018
 
المواجهة بين إسرائيل وإيران دخلت أمس إلى فصل جديد يدمج سلسلة أبعاد: عسكرية واستخباراتية ودبلوماسية وإعلامية. مساء أمس كشف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو «الارشيف النووي الإيراني»، عشرات آلاف الوثائق السرية التي وصلت إلى أيدي إسرائيل بطرق سرية. قبل أقل من يوم من ذلك، في سوريا قُصفت جواً مواقع عسكرية إيرانية في هجوم نسب مرة أخرى لإسرائيل.
نتنياهو يدير هنا معركة من أجل الوصول إلى هدفين منفصلين، في الساحة الدولية يبدو أنه يريد إعطاء ترامب دفعة أخرى صغيرة قبيل الاعلان الأمريكي عن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. وفي سوريا إسرائيل بدت مصممة أكثر من أي وقت آخر على منع التمركز العسكري الإيراني. توجد علاقة معينة بين القناتين. إسرائيل تقدر كما يبدو أن الضغط الذي يوجد فيه الإيرانيون قبيل اعلان ترامب، اضافة إلى الضائقة الاقتصادية والاحتجاج المتزايد في الداخل، ستصعب عليه الرد بقوة وبشكل فوري على عمليات القصف.
في الساعات التي انقضت بين الهجوم والمؤتمر الصحافي لرئيس الحكومة تولد لدى الجمهور خوف معين مدعوم بتقارير إخبارية مزيفة نشرت في تصريحات «واتس آب» وكأن الحرب مع إيران على وشك الاندلاع. هذا الخوف تبين أنه مبالغ فيه، في المساء كشف نتنياهو عن عرض السنة. يمكن الافتراض بأن عرض ملفات الارشيف الإيراني في بث مباشر ترك انطباعاً لا بأس به، على الاقل لدى عدد من المشاهدين الإسرائيليين في المؤتمر الصحافي. إلى جانب الانجاز الاستخباراتي المثير للانطباع فقد بقيت مسألة أهمية كشف هذه المعلومات. باختصار، إسرائيل تقول إن لدينا دلائل جديدة ومقنعة حول ادعائها القديم الذي يقول إن الإيرانيين كذبوا طوال الوقت وقاموا في المقابل بتفعيل مشروع نووي عسكري سري. هذه الوثائق، كما أعلن نتنياهو، تم عرضها على الأمريكيين وسيتم نقلها قريبا إلى دول أخرى.
النقاش من الآن فصاعداً سيكون تحليلياً: هل يوجد هنا «مسدس مدخن» يثبت أن إيران استمرت في جهود التطوير بعد العام 2015. شخصيات متقاعدة رفيعة المستوى في الاستخبارات، الذين حضروا المؤتمر الصحافي، لم يشخصوا في هذا الوقت دليلاً كهذا. في مقابلة مع «هآرتس» في بداية نيسان/ أبريل قال رئيس الأركان غادي آيزنكوت إن الاتفاق النووي رغم عيوبه إلا أنه «في هذه اللحظة يعمل». يمكن التخمين بأن تقديره لم يستقبل بحماسة جارفة في مكتب نتنياهو.
 
الجيش معه في هذه المرة
 
الهجوم المنسوب لإسرائيل في مساء يوم الاحد، الذي قصف فيه عدداً من المواقع بين حماة وحلب في شمال سوريا، هو على الاقل الخامس منذ أيلول/سبتمبر الماضي. بعده يبدو أن إسرائيل مصممة على القتال من أجل طرد التواجد العسكري الإيراني من سوريا.
في أعقاب الهجوم السابق الذي قتل فيه 14 شخصاً، بينهم سبعة من رجال حرس الثورة الإيراني في قاعدة «تي 4» قرب حمص، هددت إيران بالرد من خلال عملية قاسية. وفي جهاز الامن الإسرائيلي استعدوا لذلك، لكن التهديد لم يتم تنفيذه حتى الآن. وبدل ذلك حدثت عملية هجوم أخرى نسبت لإسرائيل ضد المصالح الإيرانية في سوريا. حسب التقارير الواردة من سوريا فإن هجمات أول أمس أدت إلى تفجيرات شديدة (قورنت بهزة ارضية صغيرة). عدد من الاشخاص قتلوا، وكما يبدو جنود سوريين ورجال مليشيات شيعية مؤيدة لإيران، حتى الآن ليس واضحا إذا قتل في هذا الهجوم جنود إيرانيون.
في الاسبوع الماضي جاء في الـ «سي.ان.ان» أن اجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية تتابع عن كثب نقل إرساليات سلاح إيرانية إلى سوريا، التي يمكن أن تستخدم لإغلاق الحساب مع إسرائيل. الهجوم الاخير، في هذا التوقيت وبهذه القوة الشديدة، يمكن أن يدل على المس بمخزون سلاح كبير (وبالتالي التشويش على رد إيراني محتمل). أحد التقديرات هو أنه تم قصف إرسالية صواريخ أرض ـ أرض.
في الشمال تجري مواجهة مباشرة ومستمرة مع إيران، تضع فيها إسرائيل خطاً أحمر ومستعدة لتطبيقه بالقوة. ولأن إيران ترفض الموافقة على الحظر والوسائل المستخدمة، وفي ظل غياب وسيط ناجع بين الطرفين فإن المواجهة يمكن أن تتصاعد، وفي هذا الاسبوع بدأت.
كما أسلفنا، ربما توجد علاقة معينة بين التصميم الإسرائيلي الواضح في سوريا وبين انتظار قرار ترامب بشأن الاتفاق النووي مع إيران قبيل 12 أيار/مايو. الاعتقاد هو أن إيران حذرة من الرد على العمليات المنسوبة لإسرائيل في سوريا لأنها تخشى من ارتكاب خطأ يتسبب بغضب الولايات المتحدة عليها. ووفقاً لهذه المقاربة فإن الرئيس ترامب يمكنه الرد على التصعيد بين إيران وإسرائيل بتسريع الانسحاب من الاتفاق النووي. وفي سيناريو مستقبلي متطرف، ربما حتى بهجوم أمريكي على المنشآت النووية (الذي ستكون النتائج فيه ثقيلة جداً، أكثر من هجوم إسرائيلي نظري) السلطات في طهران قلقة أيضاً من سلسلة تهديدات داخلية، وأزمة اقتصادية وحتى مظاهرات مشتعلة. النتيجة التي تنبع من ذلك كما يبدو هي أن إسرائيل يمكنها مواصلة ضرب الإيرانيين في سوريا كلما رأت ذلك مناسبا.
الولايات المتحدة حقا تتصرف الآن بصورة مختلفة جدا عما تصرفت في عهد ادارة اوباما. وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبو جاء لزيارة إسرائيل فورا بعد توليه منصبه، وسافر إلى الاردن قبل فترة قصيرة من وصول تقارير أولية عن الهجمات الإسرائيلية في سوريا. في يوم السبت تحدث ترامب ونتنياهو هاتفيا، ونشرت تقارير أنهما تحدثا حول إيران. هذه رياح داعمة واضحة من واشنطن لرياح الحرب التي تنشب في القدس. هناك انطباع بأنه لو أن بومبو كان لديه بعض الوقت للبقاء في إسرائيل لبضع ساعات لكانوا اقترحوا عليه أن يركب إحدى الطائرات ويطلق بنفسه عدة صواريخ.
نتنياهو، كما كتب هنا قبل بضعة اسابيع، يوجد في وضع نفسي ترامبي يختلف عن سلوكه المعتاد. إن اهتمامه بالتطورات الأمنية يفوق حتى اهتمامه بالمشاجرات السياسية في الائتلاف، وهو مستعد لأن يأخذ على عاتقه مخاطر غير عادية تصل إلى حد المقامرة. بشكل استثنائي، جهاز الامن معه. وليس مثلما كان في النقاش الدراماتيكي حول قصف المنشآت النووية الإيرانية في بداية هذا العقد، فإن رؤساء الاجهزة الأمنية يقودون خط متصلب وهجومي حول موضوع التواجد الإيراني في سوريا. السؤال المثير ولكن المطلوب الآن هو ما الذي سيحدث إذا فشلت العملية الإسرائيلية. صحيح أن إيران لا تريد إغضاب الولايات المتحدة الآن، وهي غارقة في الدفاع عن المشروع النووي من ضغوط أخرى وتخشى من انكشاف قواتها للقصف في سوريا. مواجهة في سوريا هي ايضا غير مريحة لروسيا التي تريد استقرار حكم نظام الأسد في الدولة. ولكن الحسابات الإسرائيلية يمكن أن تتشوش تماما إذا خرجت قوة اللهب في سوريا عن السيطرة، واذا قررت إيران خلافا للتقديرات المبكرة أن تدخل حزب الله إلى المعركة، مثلا بعد الانتخابات البرلمانية في لبنان في 6 أيار/مايو. حزب الله راكم تجربة عملياتية واسعة في سوريا وتوجد بحوزته ترسانة تقدر بأكثر من 100 ألف صاروخ وقذيفة. المنظمة بالتأكيد ليست أقوى من الجيش الإسرائيلي، لكن في حالة الحرب يمكنها التسبب بأضرار حقيقية للجبهة الداخلية وأن تجبي من الجيش الإسرائيلي ثمناً باهظاً في مواجهة برية في لبنان.
هذا التصادم يمكنه أن يجر إلى داخله أيضاً حماس في غزة، كما حذر في مناسبات كثيرة وزير الدفاع. لقد استطاعت إسرائيل حتى الآن الحفاظ على نظام تنسيق لمنع الاحتكاك مع سلاح الجو الروسي في سماء سوريا. فهل سيأتي وقت وتقرر فيه موسكو أنها ملت من قبول إملاءات القدس؟ حتى أمس على الاقل امتنعت روسيا عن الرد على الاحداث خلافا للبيانات القلقة التي نشرتها في حالات سابقة.
يوجد لإسرائيل هدف عادل في سوريا. التواجد الإيراني يتطور إلى امكانية كامنة خطيرة، من شأنها أن تصعب على الجيش الإسرائيلي في المستقبل. مع ذلك، تطرح الآن الاسئلة: هل هدف إبعاد كل التواجد الإيراني من سوريا هو هدف قابل للتحقق، كما يعتقد رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الاركان؟ هل تم أخذ احتمال أن تتشوش هذه الامور في الحسبان، إلى درجة التصعيد، حيث يكون على إسرائيل دفع ثمن أعلى بكثير؟ حتى الآن لم يتم إجراء نقاش عام حول ذلك بصورة فعلية، ولم تسمع أصوات حتى الآن تعارض السياسة في الشمال، لا في الحكومة ولا في القيادة الامنية.
 
عاموس هرئيل
هآرتس 1/5/2018
=========================