الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 24/7/2017

سوريا في الصحافة العالمية 24/7/2017

25.07.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : http://baladi-news.com/ar/news/details/21774/نيوزويك_خطة_ترمب_قد_تنجي_الأسد_وداعش_من_العقاب http://www.raialyoum.com/?p=714166 http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/arsal-the-last-hurdle-to-hezbollahs-safe-zone http://arabi21.com/story/1022902/مسؤول-أمريكي-سابق-التخلي-عن-الإطاحة-بالأسد-حماقة-استراتيجية
ذي ناشونال إنترست :نفوذ إيران بالعراق سببه الغزو لا الانسحاب الأميركي
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/7/23/نفوذ-إيران-بالعراق-سببه-الغزو-لا-الانسحاب-الأميركي
الصحافة الاسبانية : http://idraksy.net/russia-and-america-in-the-maze-of-the-middle-east/ http://idraksy.net/the-relationship-between-iran-and-al-qaeda/
الصحافة التركية والبريطانية والعبرية : http://www.all4syria.info/Archive/428744 http://www.bbc.com/arabic/inthepress-40701950 http://idraksy.net/the-united-states-moves-syria-into-the-hands-of-iran-and-russia/
 
الصحافة الامريكية :
نيوزويك: خطة ترمب قد تنجي الأسد وداعش من العقاب
http://baladi-news.com/ar/news/details/21774/نيوزويك_خطة_ترمب_قد_تنجي_الأسد_وداعش_من_العقاب
الاثنين 24 تموز 2017
ترجمة بلدي نيوز – (خاص)
قال مسؤولان أمريكيان سابقان إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون يعتزم إقفال مكتب وزارة الخارجية الذى يعالج جمع الأدلة ومقاضاة جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية  كالابادة الجماعية.
ويقول المسؤولان إن ذلك سيجعل من الصعب مقاضاة أعضاء داعش، وزعيم النظام السوري الاستبدادي بشار الأسد، وغيرهما.
وقد جاء قرار قرار إغلاق مكتب العدالة الجنائية العالمية من رئيس أركان وزارة الخارجية، وفقًا للسفير ستيفن راب، الذي ترأس المكتب خلال إدارة باراك أوباما كسفير عام بين عامي 2009 و 2015 .
يبدو ترامب عازمًا على إغلاق المكتب بمثابة جزءٍ من خطة إعادة هيكلة ضخمة تجري في وزارة الخارجية، حيث يسعى وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى تخفيض 10 مليارات دولار من الميزانية الحالية للوزارة والبالغة 47.4 مليار دولار، أي بنسبة 30 في المئة.
محاسبة قادة داعش
وقال راب إن المكتب يعمل منذ ستة أشهر على جمع أدلة على جرائم الحرب المرتكبة من قبل داعش لمساعدة دول الشرق الأوسط مثل العراق أو المحاكم الجنائية الدولية على ملاحقة عناصر التنظيم.
وأضاف راب إن الولايات المتحدة تدعم بهدوء "مبادرة بريطانية لإنشاء آلية لتقصي الحقائق عن جرائم داعش في العراق، وهي الخطوة الأولى نحو إنشاء محكمة"، ما يساعد على جمع أدلة لمدة ستة أشهر. وبوصفه سفيرًا سابقًا وزميلا بارزًا في متحف الهولوكوست وفي معهد لاهاي للعدالة العالمية، فإنه يدعم عمل وزارة الخارجية.
هناك ما لا يقل عن 1269 محتجزًا من داعش لدى وزارة الداخلية العراقية وفقًا لـ "هيومن رايتس ووتش". وهناك عدد غير معروف يحتفظ به التحالف الكردستاني العربي في شمال سوريا والمعروف باسم قوات سوريا الديمقراطية.
يقول راب إن بعض هؤلاء المعتقلين هم "من الصغار الذين يحتاجون خلال مرحلة ما إلى الإفراج عنهم وإعادة تأهيلهم"، ويضيف أنه "هناك أشخاص آخرون من القتلة والمغتصبين ومرتبكي الفظاعات، وعلينا إجراء محاكمات".
وقال فان شاك، والذي يعمل الآن أستاذًا في قانون حقوق الإنسان وباحثًا زائرًا في مركز الأمن والتعاون الدولي في ستانفورد، إن المكتب "هو محور الجهود الرامية إلى جمع الأدلة عن جرائم داعش والحفاظ عليها، واحتجاز هؤلاء الأفراد" و "تعزيز تأهيل ضحايا داعش"..
جمع أدلة عن نظام بشار الأسد
يقول راب إن نشر أعمال المكتب "سيضعف فقط قدرات الولايات المتحدة ويحط من القيادة الأمريكية في المعركة متعددة الأوجه ضد داعش". ولكن، لن يكون من الصعب إحضار عناصر داعش فحسب إلى العدالة بل عناصر نظام بشار الأسد أيضًا.
وكان المكتب مركز تهريب لأكثر من 50000 صورة معروفة باسم "صور قيصر" من سوريا من قبل منشق عن نظام الأسد.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن الصور تصور جرائم حربٍ ارتكبت على نطاق واسع، وقد شاركت محكمة العدل الدولية الصور مع وزارة العدل ثم عملت مع مكتب التحقيقات الفدرالى على مصادقتها. ومنذ ذلك الحين تم تبادل الصور مع حكومات أخرى لمساعدتها في رفع قضايا ضد أعضاء نظام الأسد.
يقول راب إن "هذه إحدى المسؤوليات القانونية التي يضطلع بها المكتب". ويضيف: "لا أعرف من سيضطلع بذلك ومن سيكون مؤهلاً حقًا للقيام بذلك في المستقبل. وإن مراقبي حقوق الإنسان ليسوا أشخاصًا يتعاملون مع أدلة كمكتبنا الذي يضم أشخاصًا كانوا مدعين عامين ومحققين".
ولكن لا تزال هناك فرصة لقيام وزارة الخارجية بمراجعة القرار. حيث قال مسؤول بوزارة الخارجية عندما سئل عن هذه الخطط في وقت سابق من هذا الأسبوع "تخضع  وزارة الخارجية حاليًا لمبادرة إعادة تصميمٍ يقودها الموظفون وما من نتائج محددة سلفًا".
وقال المسؤول "خلال هذه العملية، نلتزم بضمان معالجة الوزارة لهذه القضايا بالطريقة الأكثر فعالية وكافءة. ولن نستبق أي نتائج".
========================
مجلة نيوزويك: جنرال أمريكي: روسيا قادرة على طردنا من سوريا
http://www.raialyoum.com/?p=714166
قال رئيس قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأمريكي إن شرعية الوجود العسكري الروسي في سوريا بطلب من الرئيس الأسد، تمنح موسكو نفوذا يخولها حتى القدرة على طرد القوات الأمريكية من سوريا.
ونقلت مجلة نيوزويك الأمريكية عن رئيس القوات الخاصة ريموند توماس أمس، أثناء تواجده في مؤتمر “أسبين” الأمني بولاية كولورادو الأمريكية، “روسيا حصلت على موطئ قدم لها في سوريا أكثر مصداقية من الولايات المتحدة، وقد تستخدم هذا النفوذ لطرد وإخراج القوات الأمريكية من هناك”.
وأوضح  توماس، أنه في الوقت الذي تشكل فيه مكافحة الإرهاب أولوية بالنسبة لبلاده، إلا أن القانون الدولي والمواثيق الدولية يمكن أن تمنع الولايات المتحدة من البقاء في سوريا، حيث كان تدخلها وتواجدها غير شرعي، ولم يجر بموافقة من الحكومة السورية التي تتمتع بالسيادة، في الوقت الذي تشارك فيه روسيا أيضا في الحرب ضد “داعش” وغيره من الجهاديين في سوريا، لكنها تدخلت بناء على طلب الرئيس السوري بشار الأسد، وهو أمر من شأنه أن يوفر لموسكو غطاء قانونيا دوليا وقدرة على تقديم قضية قوية ضد الولايات المتحدة ومطالبتها بالمغادرة، “إذا لعب الروس بهذه الورقة فلن تكون لدينا القدرة على البقاء هناك”.
ولفت توماس إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تشتركان في محاربة داعش إلا أن كلا منهما تدعمان فصائل مختلفة لديها وجهات نظر متعارضة حول مستقبل سوريا السياسي.
فمن جهتها تدعم الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية، التي قال توماس إن القوات الخاصة الأمريكية ساعدت على تغيير اسم قوات تابعة للأكراد لتغدو حاليا باسم “قوات سوريا الديمقراطية”  لتنأى بنفسها عن وحدات حماية الشعب القومية الكردية YPG، من جانب آخر أكد توماس في المقابلة أن وكالة المخابرات المركزية قطعت علاقاتها مع الجماعات “المتمردة” المسلحة السورية الأخرى التي تحاول إسقاط الأسد منذ عام 2011.
وتابع توماس أن الأحداث الأخيرة في سوريا، ومنها استهداف التحالف لعناصر تابعة لقوات الحكومة السورية جنوب البلاد، وإسقاط طائرة عسكرية سورية في الشمال، قد واجهت غضبا وانتقادا كبيرا من قبل روسيا التي اعتبرها توماس بمثابة “مطالب قريبة” أو إشارات قد تؤدي في نهاية الأمر إلى قيام روسيا بتوجيه استجواب حول الوجود الأمريكي والمساءلة القانونية لهذا التواجد في سوريا بمجرد هزيمة “داعش” والقضاء عليه في الأراضي السورية. (روسيا اليوم)
========================
معهد واشنطن :عرسال: العقبة الأخيرة أمام المنطقة الآمنة الخاصة بـ «حزب الله»
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/arsal-the-last-hurdle-to-hezbollahs-safe-zone
حنين غدار
متاح أيضاً في English
21 تموز/يوليو 2017
شنّت قوات «حزب الله» التي يبلغ قوامها خمسة آلاف مقاتل، وفقاً لبعض التقارير، هجومها المتوقّع منذ زمنٍ طويل ضد المسلحين في عرسال وجبال القلمون، على طول الحدود اللبنانية - السورية. وتدعم القوات الجوية السورية هذا الجهد من خلال تكثيف ضرباتها ضد المسلحين حول عرسال، على جانبي الحدود، بينما تنسّق [عمليّاتها] مع «حزب الله» و«القوات المسلحة اللبنانية». ويحدّ الجيش اللبناني حتى الآن من دوره في منع المسلحين من التسلل إلى داخل لبنان.
وفي غضون ذلك، يواجه اللاجئون السوريون في المناطق الحدودية المتضررة من لبنان، ومعظمهم من المسلمين السنة، ضغوطاً سياسية وشعبية منظمة لمغادرة البلاد. وفي ظل ظروفهم المعيشية البائسة، يقبل البعض فعلاً الصفقة التي اقترحها «حزب الله» لعبور الحدود والعيش تحت سيطرة الجماعة المسلحة والحكومة السورية التي يقودها بشار الأسد. ومنذ 12 تموز/يوليو ، كان 250 لاجئاً قد انتقلوا بالفعل من عرسال جنوباً إلى عسل الورد في منطقة القلمون. ومع تقدّم المعركة في عرسال وازدياد الضغط على اللاجئين قد يجبر الآخرين على أن يحذوا حذوهم. وفي غياب سياسة اجتماعية واقتصادية وسياسية لإعادة اللاجئين السوريين في لبنان إلى وطنهم، فلن يؤدي الضغط والعنف ضدهم إلّا إلى المزيد من الصراعات.
لماذا عرسال و لماذا الآن؟
لطالما اعتبر «حزب الله» أن عرسال - التي تقع في لبنان وتمتد ضواحيها إلى داخل سوريا - تشكّل بقعة خطيرة لسببيْن. أولاً، يقوّض سكّانها، بالإضافة إلى اللاجئين السوريين السنة، سيطرة «حزب الله» الجامحة على الجانب السوري من الحدود ومدنه. كما يُفسد هؤلاء السنة جهود «حزب الله» الرامية إلى إحداث تغيير ديمغرافي في المناطق التي يسيطر عليها على طول الممر من الساحل السوري إلى الحدود اللبنانية - أي "سوريا المفيدة" الخاصة بإيران.
وتستضيف عرسال اليوم حوالي50,000  لاجئ سوري، يتواجد بعضهم في ضواحيها، حيث يقاتل «حزب الله» المسلحين. وتُعتبَر «القوات المسلحة اللبنانية» السلطة الأمنية الرئيسية في البلدة، ولكن «حزب الله» تدخّل أيضاً في العديد من الاشتباكات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ومقاتلي «هيئة تحرير الشام»، الذين يُقدَّر عددهم بحوالي ألف شخص.
وفي وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، انتقدت المنظمات الللبنانية والدولية لحقوق الإنسان بشدة «القوات المسلحة اللبنانية» على إساءة معاملة المعتقلين السوريين. فعندما شن الجيش غارة على المنطقة في 30 حزيران/يونيو، ألقى القبض على 350 لاجئاً سورياً، توفي أربعةٌ منهم تحت التعذيب، وهي حادثة غير مسبوقة تؤدي إلى المزيد من الانقسام في المشهد السياسي اللبناني والرأي العام اللبناني بشأن قضية اللاجئين والجيش. واضطر الجيش إلى فتح تحقيقٍ في حالات الموت، لكن العديد من الناشطين يشككون في مصداقية العملية.
وخلال الأسبوع نفسه، أُشعلت النيران في ثلاثة مخيمات للاجئين السوريين في منطقتي قب الياس وتل سرحون في وادي البقاع، مما أدى إلى تدمير خيام وممتلكات العديد من المقيمين هناك. ومع ذلك، لم يتم اعتقال أي شخص. ويبدو أن هذه الحوادث أثارت المشاعر المعادية للاجئين في جميع أنحاء لبنان، مما أدّى إلى شن مجموعة من الهجمات ذات الصلة. وفي خضم هذا العنف المتزايد، بدأت قيادة «حزب الله» حملتها السياسية مطالبةً بالتنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية بشأن عودة اللاجئين إلى "مناطق آمنة" في سوريا. وتماشياً مع حملة «حزب الله»، أدلى عدد من قادة الحكومة اللبنانية والزعماء السياسيين الموالين لـ «حزب الله» بتصريحات تربط اللاجئين بالإرهاب وتدعو إلى عودتهم إلى سوريا.
وتمثّل المبادرات الأخيرة لـ «حزب الله» في عرسال تحولاً ملحوظاً منذ عام 2012، عندما هرب السكان أولاً إلى المنطقة من البلدات والقرى الحدودية السورية التي احتلتها الجماعة المسلحة. وفي ذلك الوقت، كانت الخطة تتمثل في إخراج السوريين الذين يُعتبَرون مناهضين للنظام من سوريا، وتأمين دمشق والمناطق المحيطة بالحدود اللبنانية من الناحية الديمغرافية. ولكن اليوم، حيث يشعر الأسد أن قوته ازدادت أكثر من أي وقتٍ مضى - ويشعر «حزب الله» بثقة أكبر في سوريا والمنطقة - فإن هذين العنصرين الفاعلين يعتقدان أن اللاجئين سيتجهون ببساطة إلى حيث يتم إرسالهم، وأن وجودهم في لبنان لم يعد يمثّل السيناريو الأفضل. وكنتيجة للدعاية التي نشرها «حزب الله» ضد اللاجئين بشكلٍ عام، وفي عرسال بشكل خاص - والتي بلغت ذروتها في حملةٍ ستدفعهم حتماً إلى الخارج - أصبحت قضية أمن اللاجئين مسألة ملحة لا بد من معالجتها بحكمة.
السياق السوري الجديد
في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، حاول «حزب الله» تجنب العملية العسكرية الحالية في عرسال من خلال الشروع في مفاوضات مع «سرايا أهل الشام» - وهي جماعة معتدلة من المتمردين تابعة لـ «الجيش السوري الحر» في منطقة القلمون، على طول الحدود اللبنانية. وفي محاولةٍ للتوسط في هذا الاتفاق، طلب «حزب الله» عودة اللاجئين إلى جميع البلدات الواقعة على طول طريق دمشق- حمص الاستراتيجي باستثناء ست بلدات، ويخضع هذا الطريق الدولي لسيطرة «حزب الله» ونظام الأسد. وسيحصل الفارون من الجيش ومقاتلو «الجيش السوري الحر» على الحصانة، ويُسمَح لهم حتى بالانضمام إلى «سرايا أهل الشام». غير أن الاتفاق كان قائماً على فكرة استمرار سيطرة «حزب الله» على المنطقة، بالإضافة إلى انعدام الثقة الكامل لـ «سرايا أهل الشام» بـ «حزب الله» والنظام السوري.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى توقيت هذه المفاوضات السابقة. فقد برزت التقارير عن المحادثات لأول مرة في شباط/فبراير، حالما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته المتمثلة في إنشاء مناطق آمنة في سوريا لحماية المشردين - وهي خطط لم تتحقق بعد. وفي أية حال، أشار الاتفاق المقترح إلى منطقة آمنة بديلة يديرها «حزب الله»، من خلال سيطرة هذا الحزب على جميع البلدات الحدودية اللبنانية وتأمين الأسد للبلدات السورية الواقعة ضمن الممر وقرب دمشق، وذلك بفضل التواجد الكثيف لـ «حزب الله».
وبطبيعة الحال، كان الاتفاقٍ سينجح تماماً بالنسبة لـ «حزب الله». وهكذا، كان من المفروض أن يفوّض مسؤولية فتح الحدود وتسهيل التجارة والحركة عبر الحدود إلى السلطات السورية واللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، كان اللاجئون السنة سيُطرَدون من عرسال، مما كان سيسرّع من سيطرة «حزب الله» على الحدود، الأمر الذي كان سيجبر الحكومة اللبنانية على إضفاء الشرعية على نظام الأسد.
وبالمقارنة مع الحكومتين الأردنية والتركية، اللتين وقفتا ضد الأسد خلال الحرب، تُعتبَر العلاقات الرسمية اللبنانية مع النظام السوري أكثر تعقيداً. فعلى الرغم من انسحاب الجيش السوري من لبنان في عام 2005، بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من الاحتلال، لم يتم ترسيم الحدود قط. بالإضافة إلى ذلك، أعدّ "المجلس الأعلى السوري اللبناني"، الذي تم إنشاؤه في عام 1991، عدداً من الاتفاقات الثنائية، بما فيها "معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق" المثيرة للجدل، التي جعلت من النظام السوري وسيط رسمي للسلطة في لبنان. وعلى الرغم من أن أياً من الكيان أو المعاهدة لم يكن ناشطاً في الآونة الأخيرة، إلّا أنهما لا يزالان قائمين وقد ينشطان مجدداً إذا رأى البلدان فائدةً في مثل هذه الخطوة.
المنطقة الآمنة الافتراضية لـ «حزب الله»
نظراً إلى أن الهجوم العسكري قد بدء لتوّه، فإن الأمر ليس سوى مسألة وقت قبل أن يُخرِج «حزب الله» المسلحين من عرسال ويعلن انتصاراً آخر على التكفيريين. وبالتالي سيتبع ذلك عودة المزيد من اللاجئين إلى سوريا، مما سيسمح لـ «حزب الله» في النهاية بإنشاء المنطقة الآمنة الخاصة به في لبنان وعلى طول الحدود السورية. وبطريقة أو بأخرى، سيقع اللاجئون تحت سيطرة «حزب الله»، سواء بقوا في المنطقة الآمنة التي يديرها هذا الحزب أو عادوا إلى سوريا للعيش تحت حكم الأسد.
وعلى المدى المتوسط، سيحظى «حزب الله» بمناطق سيطرة لا تخضع للتحدي حول الحدود اللبنانية- السورية، وبخط إمدادٍ آمن إلى وطنه الأم ومنه، وبالدعم المحلي الناتج عن إعلان النصر - حتى وإن كان دعماً رمزياً. وسيستغل «حزب الله» هذا النصر من أجل استعادة دعم جمهوره - بعد أن تراجع هذا التأييد بسبب مشاركة الجماعة في حربٍ أجنبية والخسائر المصاحبة لها - ولكن أيضاً استعادة دعم السكان اللبنانيين عموماً الذين ما زالوا يعيشون في خوفٍ من الهجمات الإرهابية.
وستكون النتائج المترتبة عن المنطقة الآمنة التي يديرها «حزب الله» وخيمة لأسبابٍ إنسانية وسياسية على حدٍ سواء. وسيؤدي هذا التطور إلى تفاقم الإحباط بين العائدين إلى سوريا، الأمر الذي يجعلهم مهيأين للتجنيد من قبل الجماعات الإسلامية - وإن لم يحدث ذلك الآن، فسيحدث في غضون سنوات قليلة. وستًزرَع البذور لبروز الدفعة التالية من الجهاديين السنة، لا سيما إذا عامل الأسد و«حزب الله» السنة العائدين على نحو سيء كما هو متوقع. وعلى الصعيد السياسي، سيكتسب الأسد المزيد من الشرعية، وستجد الحكومة اللبنانية نفسها تتعاون تلقائياً مع حكومة الأسد (إذا حدث التنسيق بين جيشيهما)، وسيغدو «حزب الله» هو الرابح على أرض الواقع ومن الناحية السياسية.
ولتجنب هذه التداعيات، يجب أن تجسّد المحادثات الدولية بشأن اتفاقات وقف إطلاق النار في سوريا تحديات طويلة الأجل، تشمل اللاجئين والسلامة الفعلية للمناطق التي يعودون إليها. وينبغي على هذه المناقشات أيضاً أن تأخذ في الاعتبار الأسباب الحقيقية وراء النزاع السوري - وأن تقرّ بأن معظم اللاجئين، على الأقل في لبنان، كانوا يفرون من الأسد و«حزب الله»، وليس من تنظيم «الدولة الإسلامية».
وبعباراتٍ أوسع، تحظر المعاهدات الدولية العودة القسرية للاجئين أو لملتمسي اللجوء إلى بلدٍ يُحتمَل أن يتعرضوا فيه للاضطهاد (المصطلح التقني هو "عدم الإعادة القسرية"). ويتعين على الحكومة اللبنانية أن توضح أنها - وخاصةً «القوات المسلحة اللبنانية» - لن تكون طرفاً في أي من هذه الأعمال. يجب على بيروت أن تناشد [من أجل الحصول على] دعم دولي قوي، على الصعيدين الدبلوماسي والمادي، لمثل هذا الموقف. ومن شأن هذا الدعم أن يتضمن تصريحات غير مبهمة تفيد أنه من دون مساعدة إنسانية دولية وافرة للاجئين، سيكون الرأي العام اللبناني معادياً لهم. وإذا لزم المجتمع الدولي الصمت بشأن هذه المسألة، فلن تكون لدى رجال السياسة اللبنانيين الرغبة في إبداء أي تذمر.
 حنين غدار، صحفية وباحثة لبنانية مخضرمة، وزميلة زائرة في زمالة "فريدمان" في معهد واشنطن.
========================
واشنطن بوست :مسؤول أمريكي سابق: التخلي عن الإطاحة بالأسد حماقة استراتيجية
http://arabi21.com/story/1022902/مسؤول-أمريكي-سابق-التخلي-عن-الإطاحة-بالأسد-حماقة-استراتيجية
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا لمايكل فيكر، الذي عمل مساعدا لوزير الدفاع لشؤون العمليات الخاصة في إدارة كل من جورج دبليو بوش وباراك أوباما، يتحدث فيه عن فكرة التخلص من نظام بشار الأسد، قائلا إن على إدارة دونالد ترامب ألا تتخلى عن فكرة الإطاحة به.
ويقول الكاتب: "بناء على تصريحات عدد من المسؤولين البارزين في الإدارة، فإن سياسة الرئيس ترامب تركز بشكل كامل على التعامل مع الروس لهزيمة تنظيم الدولة، فلم يعد هدف ترامب التخلص من الديكتاتور بشار الأسد هدفا للسياسة الخارجية الأمريكية".
ويضيف فيكر في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أن "الرضا ببقاء الأسد في السلطة، وإنهاء الدعم للجماعات السورية المعتدلة، لن يقويا إلا الأعداء، وسيقنعان الحلفاء بأن إدارة ترامب تضع المصالح الروسية فوق مصالحها، وتعمل على تقوية إيران لتعزيز مكاسبها الاستراتيجية، وتزيد من التهديد الجهادي الدولي على الولايات المتحدة، بشكل يجعل من طموح تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط أمرا صعبا".
ويعلق الكاتب قائلا إن "التخلي عن هدف إزاحة الأسد عن السلطة لن يضع الولايات المتحدة فقط إلى جانب النظام السوري البربري، الملوثة يداه بدماء الأمريكيين منذ ثمانينيات القرن الماضي، بل إلى جانب إيران وحزب الله وروسيا أيضا، وهذه حماقة استراتيجية".
ويشير فيكر إلى أن "نظام حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي، أسهم في بداية عقد الثمانينيات من القرن الماضي، في محاولات إيران إنشاء حزب الله اللبناني، الذي وقف بعد فترة قصيرة من إنشائه وراء تدمير السفارة الأمريكية، والهجوم على ثكنة المارينز في بيروت، واختطاف الرهائن الأمريكيين وتعذيبهم وقتلهم، وبينهم مدير محطة (سي آي إيه) في بيروت وليام باكلي، فقبل هجمات أيلول/ سبتمبر 2001 قتل حزب الله أمريكيين أكثر من أي جماعة إرهابية أخرى في العالم".
ويفيد الكاتب بأنه "بعد عقدين من الزمان، وفي أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق، فإن نظام الأسد سهّل تدفق الإرهابيين السنة إلى العراق، ما أدى إلى مقتل مزيد من الأمريكيين".
ويعلق فيكر قائلا، إن "العقود الماضية شهدت زيادة مطردة في القوة الإيرانية في الشرق الأوسط، فبعد الثورة الإسلامية في عام 1979 تحالفت إيران مع نظام الأسد، واستطاعت مع مرور الوقت أن تجعل من حزب الله القوة المهيمنة عسكريا على لبنان، بشكل وضع إسرائيل أمام تهديد الصواريخ الدائم، ودعمت إيران في الفترة الأخيرة الحوثيين؛ للسيطرة على اليمن، وأطاحت بحليف مهم للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى أن إيران زادت من تأثيرها على الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة في بغداد".
ويعتقد الكاتب أن "الحرب الأهلية السورية مثلت الفرصة الذهبية للولايات المتحدة لوقف القوة الإيرانية في الشرق الأوسط، والعمل على تخريب خطوط الإمدادات المهمة لحزب الله، وقد ضيعنا تلك الفرصة".
ويلفت فيكر إلى "التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015، حيث أصبحت روسيا مشتركة عسكريا في الشرق الأوسط، ولأول مرة منذ عقود طويلة، وإضافة إلى هذا، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن حربا تقليدية وغير تقليدية لتفكيك أوكرانيا، وهاجم الديمقراطية الأمريكية، ولن يتوقف العدوان الروسي إلا في حالة تعرض روسيا لضربة قوية، من خلال زيادة الدعم العسكري للمعارضة السورية المعتدلة، وتوفير أسلحة دفاعية لأوكرانيا، ومواجهة الإجراءات الروسية في الفضاء الإلكتروني، وهذه البداية".
ويرى الكاتب أن "تركيز ترامب، وبشكل منفرد، على مواجهة الجهادية العالمية في سوريا، يعبر عن قصر نظر، خاصة أن الحرب الأهلية والتهديد الجهادي النابع من سوريا يتقاطعان بشكل استراتيجي، ولا يمكن الانتصار بواحد منهما دون الانتصار في الآخر".
ويجد فيكر أن "وحشية نظام الأسد ضد الغالبية السنية جعلت من سوريا منطقة جذب للجهاديين الدوليين، وستظل كذلك منطقة جذب ودعوة للجهاد لهم، ولو نظر للولايات المتحدة على أنها تقف إلى جانب الأسد وروسيا وإيران، فإنها ستصبح هدفا للجهاديين، وستتحول عناصر في المعارضة السورية المعتدلة، وبلا شك هناك الآلاف منهم، للتشدد؛ بسبب التخلي عنهم، ما سيقوي صفوف الجهاديين".
ويقول الكاتب إن "هزيمة الجماعات الجهادية في سوريا، وليس فقط تشتيت صفوفها، يقتضي وجود حكومة لمرحلة ما بعد الأسد، نعقد معها شراكة مستمرة في مكافحة الإرهاب، ووقف التأثير الإيراني، وهو شرط مسبق لحرف ميزان القوة لصالح الولايات المتحدة في المنطقة".
ويعلق فيكر قائلا: "هناك البعض في أمريكا يعتقد أن الإطاحة بنظام الأسد هدف لا يمكن تحقيقه دون تدخل عسكري على قاعدة واسعة، لكن ليس هذا هو الحال، فإن نظام الأسد واجه مخاطر خلال سنوات الحرب الأهلية الست، ولو تم تقديم الدعم الكافي للمعارضة المعتدلة خلال إدارة أوباما، لتحقق التحول إلى حكومة سورية ممثلة".
وينوه الكاتب إلى أن "الرئيس دونالد ريغان فهم إمكانيات الحروب السرية بالوكالة، ودورها في تغيير ميزان القوة الدولي، فمن خلال زيادة الدعم العسكري للمجاهدين الأفغان والحركات المضادة للشيوعية وسياسات استراتيجية أخرى، استطاع الانتصار في الحرب الباردة".
ويبين فيكر أن "إدارة كل من كارتر وريغان احتاجت خمس سنوات للتوصل إلى استراتيجية يمكن من خلالها الانتصار في الحرب، وهو عمل قمت بقيادته بصفتي ضابطا في (سي آي إيه)، ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، ويمكن عمل الشيء ذاته في سوريا اليوم".
ويذهب الكاتب إلى أن "الولايات المتحدة تواجه تحديات متزايدة للنظام الدولي، من الجهادية السنية الدولية، والنظام الإيراني في الشرق الأوسط، وتواجه تحديات من روسيا في أوروبا والصين في شرق آسيا، ولهذا فإن التعاون مع روسيا وإيران في سوريا، سيعمل على إضعاف القوة الدولية للولايات المتحدة".
ويختم فيكر مقاله بالقول إن "السؤال الملح: لماذا تقوم إدارة ترامب بتبني سياسة في سوريا تخدم المصالح الروسية والإيرانية، وتضر بالمصالح الأمريكية؟ سنعرف الجواب مع مرور الوقت".
========================
ذي ناشونال إنترست :نفوذ إيران بالعراق سببه الغزو لا الانسحاب الأميركي
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/7/23/نفوذ-إيران-بالعراق-سببه-الغزو-لا-الانسحاب-الأميركي
تناولت مجلة "ذي ناشونال إنترست" الأميركية الأزمة العراقية المتفاقمة منذ سنوات والدور الإيراني فيها، وقالت إن غزو العراق الذي نفذه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا في 2003 هو الذي تسبب في بسط إيران نفوذها على العراق لا الانسحاب الأميركي من البلاد.
فقد علق الكاتب كيرت ميلز في مقال بالمجلة على مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز قبل أيام، وقال إن إيران كانت لاعبا رئيسيا في العراق منذ بداية العقد الماضي.
وقال ليس هناك ما يؤكد أن إيران سيطرت على العراق بشكل كبير بسبب الانسحاب الأميركي المفاجئ الذي أجراه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وأضاف أن الولايات المتحدة خسرت العراق في اللحظة التي غزته فيها، وذلك لأنها لم تكن تملك إستراتيجية للمرحلة اللاحقة.
أدلة مفبركة
وقال الكاتب إن نيويورك تايمز اقتبست تصريحا يعود إلى انتفاض قنبر (أحد مساعدي نائب رئيس الوزراء العراقي الراحل أحمد الجلبي) يتمثل في قوله إن من المهم جدا بالنسبة للإيرانيين الإبقاء على الفساد في العراق.
لكنها لم تذكر أن للجلبي علاقات مهمة بالمحافظين الأميركيين الجدد، أو أنه قدّم أدلة مبركة للتشجيع على غزو العراق في 2003.
وأضاف الكاتب أن هناك أيضا تساؤلات بشأن أهداف البعض من وراء تضخيم القوة الإيرانية.
وقال إنه سواء كانت نيويورك تايمز تقصد أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تبحث عن المشاكل في الشرق الأوسط مرة أخرى، أو أنها تقصد أن إيران بدأت تصعد لأن الولايات المتحدة انسحبت مبكرا من العراق، وأنها في طريقها لإنشاء "الهلال الشيعي" من أفغانستان إلى المغرب في تحد مباشر لحلفائنا، أو أنها تدعو لمواجهة طهران وإسقاطها؛ فإنه لا يبدو أن نيويورك تايمز استوعبت هذا التاريخ الجدلي الذي أصبح مكشوفا في الحالتين.
ويتساءل الكاتب: هل يتطلب الأمر بقاء القوات الأميركية في العراق مئة عام حتى تمنعه من السقوط بالأيدي الإيرانية؟
يشار إلى أن صحيفة نيويورك تايمز أكدت في مقالها أن إيران بسطت نفوذها في العراق على نطاق واسع، وأنها تهدف إلى اتخاذه منطلقا لمواصلة بسط نفوذها في المنطقة برمتها، وذلك في أعقاب الانسحاب العسكري الأميركي المفاجئ من البلاد.
========================
الصحافة الاسبانية :
الموقع الإسباني للدراسات الاستراتيجية: روسيا والولايات المتحدة في متاهة الشرق الأوسط
http://idraksy.net/russia-and-america-in-the-maze-of-the-middle-east/
نشر الموقع الإسباني للدراسات الاستراتيجية دراسةً تحدث فيها الكاتب عن المكاسب التي حققتها روسيا من جراء الفراغ الذي خلفته الولايات في الشرق الأوسط، فضلاً عن التدخل العسكري في سوريا منذ أيلول/سبتمبر سنة 2015.
وذكر الكاتب أن أيام الصراعات في سوريا والعراق أصبحت معدودة. كما أن القوى الفاعلة في المنطقة بدأت في التفكير حول النظام الجديد الذي سيحكم الشرق الأوسط مستقبلاً، فضلاً عن إعادة إعمار سوريا. وفي الواقع، يريد كلٌّ من بوتين وترامب تكثيف التزاماتهما العسكرية لتعزيز حلفائهما على الأرض، وتحسين مواقفهما تجاه الصراع في الشرق الأوسط.
وبين الكاتب أن كل الجهات قد اتفقت أنه في حال لم يتم تحقيق السلام في المنطقة، فسيكون الانتصار لمصلحة الجماعات المتطرفة. ومن جهتها، لا تسعى كل الجهات الفاعلة في المنطقة إلا للدفاع عن مصالحها الخاصة.
وتجدر الإشارة إلى أن المنافسات الإقليمية ظلّت محتدمةً منذ الغزو الأمريكي للعراق خلال سنة 2003؛ وذلك بهدف تحقيق مصالح متباينة. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك عواقب وخيمة لبعض القرارات التي اتخذتها واشنطن. كما كانت أعمال الجيش الأمريكي في المنطقة مخالفةً تماماً لأهدافه الاستراتيجية العامة. وفي هذا الصدد، ساهم إرساء الديمقراطية في العراق في تسهيل وصول الحكومة الشيعية وتعزيز وضعية إيران في المنطقة؛ ما أدى إلى تغيير موازين القوى بين السنة والشيعة، وخلق نوعاً من عدم الارتياح في صفوف الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في المنطقة.
اختارت روسيا من جهتها البقاء بعيداً عن كل إغراءٍ عسكريّ وقامت بدورٍ ثانوي، على الرغم من الدعم السياسي والدبلوماسي الذي تقدمه لحكومة “بشار الأسد”. وبعد الأزمة الحادة التي سادت بينها وبين الغرب، من جراء ضم شبه جزيرة القرم والتدخل في أوكرانيا في أوائل سنة 2014، تغيرت نظرة بوتين إلى الحرب، وأصبح يرى الحرب السورية كوسيلةٍ للدفاع عن روسيا كقوةٍ عظمى.
في البداية تمكنت روسيا من تعزيز قوتها العسكرية الخاصة، لتصبح بذلك اللاعب الأساسي في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك تسعى روسيا إلى إثبات فشل استراتيجية الولايات المتحدة في تغيير النظام، وربط تدخلها بتنامي التطرف، إلى جانب صرف انتباه البلدان الغربية عن الصراع في أوكرانيا، وزيادة مبيعات الأسلحة. فضلاً عن ذلك تهدف روسيا إلى حماية القاعدة البحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط (طرطوس)، ومحاربة تنظيم الدولة والجماعات المتطرفة.
ومن ثمَّ تهدف هذه الدراسة إلى وصف الصورة المعقدة في الشرق الأوسط في حال فقد تنظيم الدولة السيطرة على الأراضي في سوريا والعراق. كما تشير هذه الدراسة إلى الدور الأساسي الذي يجب أن تقوم به الولايات المتحدة وروسيا، حيث إن القضاء على الإرهاب في المنطقة يعتمد إلى حدٍّ كبير على إمكانية تهدئة الأوضاع في المنطقة.
والجدير بالذكر أن الهجمات الإرهابية التي جدّت في 11 أيلول/سبتمبر سنة2001 كان لها تأثير حاسم على التكوين الجيواستراتيجي للشرق الأوسط، حيث ساهمت في تعزيز التطرف، خاصةً أن هذه الهجمات كانت مصدر إلهامٍ للعديد من مؤيدي التطرف.
وعلى الرغم من أن الضحايا الرئيسيين هم بالتحديد الدول ذات الأغلبية المسلمة، إلا أن الآثار المترتبة عن التطرف أدت إلى انعدام الثقة بالنسبة للمجتمعات الغربية تجاه كل من له علاقة بالإسلام.
وبناءً على ذلك حافظت الولايات المتحدة على موقفها المتناقض في الشرق الأوسط، حتى بعد التغير الذي طرأ على الإدارة الأمريكية. وفي هذا السياق اعترف الباحث الاستراتيجي “أنتوني كوردسمان” أن “سوريا واليمن قد التحقتا بأفغانستان والعراق، ضمن قائمة البلدان التي طال فيها أمد الحرب. كما تواجه إدارة ترامب اليوم تحدياً كبيراً لمواجهة مشاكل الحرب، مقارنةً بإدارة بوش وأوباما سابقاً.”
بالإضافة إلى ذلك، زادت السياسة التي انتهجها أوباما الأمر سوءاً، خاصةً أن الرئيس الأمريكي السابق كان يسعى إلى فك ارتباط الولايات المتحدة تدريجياً بالمنطقة.
من ناحيةٍ أخرى، سمح انسحاب القوات الأمريكية من العراق خلال سنة 2011 بعودة حكومة المالكي لتتقاسم السلطة مع السنة والأكراد، وهو ما كان دافعاً لاندلاع الاحتجاجات في المنطقة. وعلى الرغم من تحذيرات المستشارين العسكريين ونصائحهم له بالبقاء إلى حين تطوير القدرات العراقية، واصل أوباما سحب القوات الأمريكية التي قام بإرسالها “جورج بوش” منذ سنة 2007، ليقوم بذلك بإخلاء العراق من جميع القوات الأمريكية المقاتلة بحلول نهاية سنة 2011.
ومن ثم كان التباعد الجيواستراتيجي للولايات المتحدة عن الشرق الأوسط حافزاً لقوى إقليمية أخرى تطمح للتدخل والهيمنة على المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن الربيع العربي قد أدى إلى انقسام الفصائل العرقية والدينية المختلفة في المنطقة.
ترى الولايات المتحدة، من جهتها، أن صعود روسيا في سوريا من شأنه أن يعزز الدعم العسكري لقوات سوريا الديمقراطية لتتمكن من دحر عناصر تنظيم الدولة من الرقة.
في نهاية المطاف من المرجح أن تكون هزيمة تنظيم الدولة وشيكةً للغاية خلال سنة 2017، حيث ستكون بمنزلة مرحلةٍ جديدة في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، بعد استرجاع الموصل والتقدم النهائي نحو الحدود السورية سوف تتوجه أنظار العراق نحو استقراره الداخلي ومحاربة الشبكات المتطرفة. فضلاً عن ذلك، يتعين على الولايات المتحدة التعامل بجدية مع الوضع لكي لا يتم استبعاد القبائل العربية السنية من المشهد السياسي الجديد.
أما بالنسبة لسوريا، فإن المشهد لا يزال ضبابياً. فكلٌّ من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدركان تماماً أن إطالة أمد الحرب في سوريا ستكون له عواقب وخيمة. كما أن إيران لن تسمح بأن يتم استبعادها من عملية السلام في سوريا، وهو ما سيجبر واشنطن على تقديم التنازلات. ولذا لا يمكن أن تعالج مشاكل الشرق الأوسط إلا في حال عزم الولايات المتحدة وروسيا على تأجيل خلافاتهما.
========================
الموقع الإسباني للدراسات الاستراتيجية: العلاقة بين إيران و تنظيم القاعدة إلى ما أبعد من الانقسام الطائفي
http://idraksy.net/the-relationship-between-iran-and-al-qaeda/
نشر الموقع الإسباني للدراسات الاستراتيجية دراسةً نُشرت بتاريخ 14 تموز/يوليو من سنة 2017، سلّط من خلالها الضوء على طبيعة العلاقة بين إيران والقاعدة التي تحكمها التناقضات؛ وذلك بسبب الغموض وعدم الوضوح الذي يكتنفها. وأورد الكاتب أنه منذ فترة طويلة أشارت العديد من التقارير إلى احتمال وجود صلةٍ بين النظام الشيعي في إيران وتنظيم القاعدة. لكن لا يوجد أيّ دليلٍ واضح حول نوع العلاقات فيما بينهما نظراً لاختلاف الفرضيات في هذا الخصوص على نطاق واسع.
وفي هذا السياق، يوافق شهر كانون الثاني/ يناير الماضي مرور سنةٍ على دخول خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني حيز التنفيذ، وهو اتفاق مبرم بين إيران ومجموعة 5الاثنين 24/7/20171، وهم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا. ويهدف هذا الاتفاق إلى تخلي إيران عن الأسلحة النووية لخلق إطارٍ أمني، ما من شأنه أن يقودها مرةً أخرى نحو مسار التفاوض والحوار مع الغرب، حتى تتمكن من الاندماج في المجتمع الدولي. ومع ذلك لا يزال الخطاب المعادي للغرب يلقى صدىً واسعاً داخل البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن الدعم الذي تقدمه إيران إلى “حزب الله” اللبناني وحماس يعتبر أمراً معلوماً لدى الجميع، ولعل هذا ما جعل الولايات المتحدة منذ ثمانينات القرن الماضي تصنف إيران ضمن قائمة البلدان التي تمول الإرهاب. ووفقاً لأحدث التقارير، استمر دعم إيران للأنشطة الإرهابية في جميع أنحاء العالم إلى غاية سنة 2015. كما تميز هذا العام بمفاوضات إيران بشأن برنامجها النووي، الذي يعد إحدى استراتيجياتها الرئيسية لتحقيق الهيمنة الإقليمية المزعومة.
وباعتبارها أكبر ممثلٍ للمجتمع الشيعي، فهي تطمح بالأساس إلى أن تصبح رائدةً في هذا الشأن، من خلال توسيع نفوذها نحو البلدان ذات الأغلبية الشيعية، على غرار العراق ولبنان. وذلك بهدف الوقوف في وجه سلطة المجتمع السني؛ الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع مصادماتٍ مستمرة مع المملكة العربية السعودية.
وفي هذا الصدد، فإن دعم إيران لجماعة “حزب الله” أو حماس يبدو واضحاً. في المقابل، إن تعاون إيران المفترض مع تنظيم القاعدة قد ولّد العديد من التناقضات. بالإضافة إلى ذلك، إن فرضية احتمال وجود صلةٍ بين إيران وتنظيم القاعدة قد عادت من جديد في أوائل سنة 2016، عندما أصدر القاضي “جورج دانيلز” حكماً ضد إيران بدفع مبلغٍ يضاهي ملايين الدولارات لأسر ضحايا هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001. وهو ما يؤكد التهمة المباشرة لإيران وحزب الله؛ بسبب الدعم المادي وتقديم موارد مختلفة لعناصر تنظيم القاعدة من أجل شن هجمات 11 أيلول/ سبتمبر.

وفي سياقٍ متصل، في شهر آذار/مارس من سنة 2016،اتهم القاضي “جورج دانيالز” كلاً من المرشد الأعلى الإيراني “علي الحسيني الخامنئي
، والرئيس السابق “علي أكبر هاشمي رفسنجاني”، إلى جانب فيلق الحرس الثوري الإيراني، ووزارة الاستخبارات والأمن، جنباً إلى جنب مع حزب الله، بالمساهمة في تمويل ودعم تنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية سواءً قبل هجمات 11 من أيلول/سبتمبر أو بعدها.
وفي التقرير الصادر عن الهيئة التي أنشأها الكونغرس الأمريكي للتحقيق في أكبر هجومٍ إرهابي في التاريخ، كانت أول مبادرة من خلال فتح المحاكمة ضد إيران. وزعم التقرير أن العلاقة بين القاعدة وإيران تعود إلى فترة التسعينات في السودان، عندما كان الزعيم السياسي السوداني “حسن الترابي” بصدد تعزيز الاجتماعات التي تزامنت مع وصول بن لادن إلى السودان، حيث حضرت وفودٌ عن العديد من الجماعات بما في ذلك حماس وحزب الله، فضلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية.
في الأثناء، وعلى إثر تنفيذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر بدأت الولايات المتحدة في التدخل في أفغانستان، في حين لاذ العديد من أعضاء تنظيم القاعدة وأقارب زعيم القاعدة “أسامة بن لادن” بالفرار إلى إيران. وتمكنوا من الاستقرار هناك بفضل موافقة السلطات الإيرانية على دخولهم واستقرارهم على أراضيها. فضلاً عن ذلك، تم إرسال وفدٍ إيرانيّ برئاسة الحرس الثوري إلى أفغانستان لضمان رحلةٍ آمنة لعناصر تنظيم القاعدة إلى إيران، بما في ذلك “أسامة بن لادن” و”أيمن الظواهري”. وعند وصولهم قامت إيران بإنشاء مجلس إدارة مسؤولٍ عن تقديم الدعم الاستراتيجي لأعضاء تنظيم القاعدة المستقرين في الباكستان.
في المقابل، جعل الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة تجاه النظام في طهران، إيران تغير نظرتها تجاه هذه المنظمة الإرهابية. وفي سنة 2003، كشفت عدة وثائق أن السلطات الإيرانية قامت بسجن كل أعضاء تنظيم القاعدة وأقارب قادة المنظمة، على الرغم من رفضها مراراً تسليمهم إلى الولايات المتحدة.
وفي العديد من المناسبات، اتهمت وزارة المالية ووزارة الخارجية الأمريكية إيران بالسماح لتنظيم القاعدة بالعمل داخل أراضيها، واتخذت إجراءاتٍ فعالة ضدّ أعضاء تنظيم القاعدة المستقرين في إيران منذ سنة 2009. بالإضافة إلى ذلك تمكنت كلتا الوزارتين من الكشف عن تواطؤ النظام الإيراني، خاصةً من قبل حرس “الباسداران”. وبناءً على ذلك، في سنة 2011 اتهمت الولايات المتحدة إيران بشدة وبطريقةٍ مباشرة؛ لكونها كانت تمثل نقطة عبورٍ حاسمة لتمويل أنشطة تنظيم القاعدة في أفغانستان والباكستان.
وبعد تحليل العلاقة المزعومة التي تربط بين تنظيم القاعدة وجمهورية إيران، يمكن القول إن هذه العلاقة كانت مشابهةً كثيراً لزواج المصلحة، حيث كانت مصدراً لاستفادة كلا الطرفين، لكن انعدام الثقة بينهما كان أمراً لا مفر منه. علاوةً على ذلك، إن كلاً من تنظيم القاعدة وإيران كان لديهما عدوٌّ مشترك، يكمن في الولايات المتحدة وإسرائيل، ليتجاوزا بذلك الصراع الطائفي.
خلال سنة 2004، صرح الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق “أبو مصعب الزرقاوي” أن الشيعة هم مثل “عقبةٍ لا يمكن التغلب عليها”. ومع ذلك فإن براغماتية تنظيم القاعدة لم تكن تنظر إلى الشيعة كأعدائها الأساسيين، وإنما كحلفاء لها يمكنهم التعاون فيما بينهم لطرد الكفار الذين يحتلون أراضي المسلمين.
ومن ثم فإن إيران كانت تنظر إلى هذه العلاقة كأداةٍ ذات وجهين، ففي البداية كانت تنظر إلى تنظيم القاعدة كحليفٍ رئيسي لمحاربة الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن في وقتٍ لاحق أصبحت هذه العلاقة بدافع خوف إيران من أي هجومٍ محتمل داخل حدودها من طرف تنظيم القاعدة. كما أن إيواء إيران لعناصر تنظيم القاعدة في أراضيها قد منح إيران فرصةً لتكون العلاقات دائماً في مصلحتها.
وفي الوقت الحالي، لا يُفترض أن يكون هناك أية علاقةٍ بين إيران وتنظيم القاعدة حتى بعد الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع القوى الغربية. كما أن الإفراج عن آخر المعتقلين لتنظيم القاعدة في منتصف المفاوضات قد يمثل بادرةً لغلق الحسابات مع المنظمات الإرهابية، على الرغم من أن الظروف الحالية في إيران بإمكانها أن تكون أرضاً خصبة لعودة الإرهاب من جديد إلى البلاد.
المصدر:  الموقع الإسباني للدراسات الاستراتيجية
========================
الصحافة التركية والبريطانية والعبرية :
ملييت :من الصحافة التركية: سوريا.. من عملية سرية للاستخبارات إلى حرب الجنرالات
http://www.all4syria.info/Archive/428744
كلنا شركاء: نهاد علي أوزرجان – صحيفة ملليت – ترجمة ترك برس
في الأيام الأولة لاندلاع الثورة السورية حرصت الحكومة الأمريكية على جعل مدة الثورة قصيرة وعملت على الإطاحة بنظام الأسد بسرعة. وبحسب القواعد الأمريكية فإن من الواجب القيام بذلك عبر “عملية سرية”.
خلال فترة قصيرة تدخلت وكالة الاستخبارات الأمريكية وبدأت التحرك كما تقتضي القواعد. أقامت تعاونًا مع أجهزة الاستخبارات الصديقة في البلدان المجاورة، وبعد ذلك بدأت العملية السرية التي تتمحور حول تقديم كافة أنواع الدعم للمعارضة المسلحة. نتحدث هنا عن سلسلة من العمليات السرية تنكرها الولايات المتحدة في كافة الظروف.
كان الهدف الرئيسي تنظيم الفصائل العسكرية في الميدان، وإنشاء قدرات جديدة لها، وإضفاء هوية إيديولوجية عليها. وفي هذا الإطار أنفقت الولايات المتحدة على المعارضة الصديقة لها بسخاء، وقدمت لها الأموال وزودتها بالسلاح، ووفرت لها التدريب العسكري، والأنشطة الدعائية، وأقامت الاجتماعات لها في فنادق خمس نجوم.
ومع استمرار الحرب فترة طويلة زاد عدد اللاعبين في الساحة، وبعد مدة تغيرت طبيعة الحرب. وقفت روسيا وإيران وحزب الله بقوة إلى جانب الأسد. واتضح بعد فترة أن الجيش السوري الحر، الذي انقسم وتكاثرت فصائله، لن يتمكن من الإطاحة بالأسد. أظهر “صعود الراديكاليين” أن طبيعة العملية في سوريا تغيرت بالنسبة للولايات المتحدة.
أما التطور الأبرز، الذي وسم التغير في الحرب السورية، فهو حملة تنظيم داعش في العراق وسوريا. ليتضح بعدها أن المشكلة تجاوزت الحد الذي يمكن لجهاز استخبارات أن يحلها، وخرجت من قائمة الأمور التي يمكن التعامل معها عن طريق عمليات سرية. طبيعة العنف وشدته وحجمه والحسابات السياسية، كل ذلك أبرز الصفة العسكرية للأزمة.
دفع فشل القوات المحلية في إخراج داعش من عين العرب والموصل وتزايد الهجمات الإرهابية في الغرب، بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إلى الواجهة، بينما تراجع دور وكالة الاستخبارات المركزية. وأكسب مجيء إدارة ترامب والتقدم العسكري على الأرض المشروعية والزخم للبنتاغون.
الجيش الأمريكي هو من يدير الملفين السوري والعراقي اليوم. بطبيعة الحال هذا لا يعني أن وكالة الاستخبارات أوقفت عملياتها، لكن الأفكار والتطلعات والأهداف والحلفاء والمؤسسات والأساليب والوسائل في السنوات الأولى من الحرب السورية تعرضت لتغير كبير. وتحول التدخل من “عملية سرية” تديرها أجهزة الاستخبارات إلى حرب مفتوحة يخوضها الجنرالات.
أوردت صحيفة واشنطن بوست خبرًا في عددها يوم 19 يوليو/ تموز الجاري، يشير إلى مدى التغير. فقد كتبت الصحيفة أن ترامب أوقف برنامج تسليح المعارضة السورية المعتدلة، الذي تشرف عليه وكالة الاستخبارات. وبينما انقطع دعم سي آي إيه للمعارضة المعتدلة، عمّقت البنتاغون علاقتها بحزب الاتحاد الديمقراطي من خلال تدريب وتسليح عناصره.
ستقرأ الدول والتنظيمات في المنطقة المشهد الجديد في سوريا بطرق مختلفة. وعند النظر من جانب تركيا يمكننا القول إن الولايات المتحدة وروسيا تقاسمتا سوريا جغرافيًّا وسياسيًّا وإيديولوجيًّا، وهذا الوضع الراهن لن يتغير على مدى سنين طوال. وهو يحتم على تركيا الإسراع في مراجعة مشكلة حزب العمال الكردستاني، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة وروسيا وإيران، وقضية اللاجئين، وأمن الحدود.
========================
صحيفة التايمز: لريتشارد سبنسر : لبنان يريد إعادة 1.5 مليون لاجي سوري لبلادهم.
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-40701950
ويقول الكاتب إن اللاجئين السوريين في لبنان اعتادوا على سماع صوت تحطيم خيامهم، كما اعتادوا الانتقال بأسرهم من مخيم لآخر.
ويروي اللاجئ السوري أحمد المتعب (32 عاما) معاناته في لبنان. فيقول إنه اضطر هو وزوجته وأولاده الخمسة للانتقال نحو 4 مرات من المخيمات التي أقاموا فيها، مرة بسبب شكاوي الجيران والثانية بسبب قرب المخيم من الطريق العام والثالثة بسبب قرب المخيم من قاعدة جوية، وأخيرا طلبت منهم السلطات المغادرة لأنهم يشكلون تهديداً أمنياً.
وأشار كاتب المقال إلى أن لبنان رفض إقامة مخيمات رسمية للاجئين السوريين.
وأضاف أن الرئيس اللبناني ميشال عون، الموالي لحزب الله، دعا لبدء محادثات تتعلق بعودة اللاجئين السوريين في لبنان لبلادهم.
وأردف أن الكاردينال بشارة الراعي بطريريك الموارنة، اتهم اللاجئين السوريين بأنهم يأخذون اللقمة من أفواه اللبنانيين.
وأردف كاتب المقال إلى أن الجيش اللبناني اعتقل 400 لاجئ سوري في عملية دهم لمخيم للاجئين السوريين وأبقى على 300 منهم لأنهم لا يحملون أوراقاً تسمح لهم بالعمل في لبنان.
وختم كاتب المقال بالقول إن بعض الدراسات ترى بأن اللاجئين السوريين ساهموا في تحريك عجلة الاقتصاد في البلاد، إذ يدفع اللاجئ السوري للبقاء في المخيمات نحو 500 دولار أمريكي سنوياً. ويبدي العديد من السوريين ندمهم على الرحيل من بلادهم، ويقول أحدهم "لو علمنا بأن هذا ما سيحدث لنا، لكنا بقينا في بلادنا ومتنا هناك".
========================
هآرتس: الولايات المتحدة تقوم رسمياً بنقل سوريا ليد إيران وروسيا
http://idraksy.net/the-united-states-moves-syria-into-the-hands-of-iran-and-russia/
ترجمة: نادين أغبارية
قرار ترامب بإيقاف تسليح قوات المعارضة السورية وتدريبها يعني أيضاً إزالة الدعم الدولي ضد الأسد، ومن الواضح أن دولاً أخرى ستستمر في دعم المليشيات المساندة للنظام، وبذلك يتفاقم الصراع دون التوصل إلى حل.
من غير الممكن بعد الآن اتهام ترامب بالتناقض، على الأقل فيما يتعلق بالأزمة السورية. في كانون الأول/ديسمبر الماضي عقد ترامب اجتماعاً صرح فيه أن الحكومة الجديدة لن يكون من أولوياتها إسقاط أنظمة فاسدة. قاصداً بذلك نظام الأسد، بعكس حكومة أوباما التي كانت إحدى مسؤولياتها إسقاط النظام في سوريا. وقبل ما يقارب الشهر اتخذ ترامب القرار المهم، وهو على الأغلب أهم قرار يتخذه إلى الآن، وهو إلغاء تسليح وتدريب قوى المعارضة في سوريا التي تحارب نظام الأسد.
نشرت واشنطن بوست أمس الأول الخبر الذي لن يقتصر تأثيره الأكبر على المليشيات فقط، بل على روسيا؛ التي يظهرها القرار على أنها صاحبة البيت والقرار في سوريا. وليست روسيا وحدها الراضية عن القرار، بل إيران أيضاً راضية جداً عنه، إذ بذلك يكون قد سُحب البساط من تحت عشرات المجموعات التي تقاتل ضد استمرار النظام في سوريا.
المعارضة كانت واعية للموقف الأمريكي أشهراً طويلة قبل دخول القرار حيز التنفيذ، وأن أمريكا لا ترى في المعارضة قوة مهمة يجب دعمها وتطويرها، خاصة بعد سيطرة قوات الأسد مجدداً على مدينة حلب، وهزيمة قوات المعارضة هناك السنة الماضية. هذه الهزيمة للمعارضة أصبحت، كما هو متوقع، نقطة تحولٍ استراتيجية في المعركة، وأيضاً بين الأنظمة الدبلوماسية التي تسعى للتوصل لاتفاقية لإنهاء الحرب.
قسم من قوات المعارضة، مثل الجيش السوري الحر الذي يحارب في شمالي سوريا بدعم تركي، قد تحولوا إلى مرتزقة لدول أخرى، وأصبحت مهمتهم خدمة مصالح هذه الدول لا محاربة النظام. وقسم آخر مثل أولئك الذين يحاربون في الجنوب على الحدود مع الأردن وإسرائيل، مدعومون من قبل “قيادة العمليات العسكرية” التي تعمل من الأردن، ومن هناك تقوم بتنسيق نشاطاتها العسكرية، وتقوم أيضاً بتمويل قوات المعارضة جنوبي سوريا. وليست كل قوات المعارضة تخضع لأوامر المقر  في الأردن، وحتى تلك التي تتعاون معه ليس بالضرورة أنها تلتزم بالمهام المطلوبة منها. بل قد تبين أن قوات المعارضة صاحبة القوى الأكبر هي تلك التي لم تستطع ولم ترغب الحكومة الأمريكية مساعدتها لأسباب واضحة. واحدة من هذه القوى هي جبهة النصرة أو باسمها الجديد “هيئة تحرير الشام” المنسوبة لتنظيم القاعدة، والمليشيات الفرعية  “أحرار الشام” المؤلفة من جماعات راديكالية متطرفة، والتي تمتلك الكثير من الأسلحة. تلك الجماعات تستمر في إدارة معارك خاصة في منطقة إدلب، وبالأخص معارك فيما بينها.
أدى التصور بأن دعم الجماعات المعارضة للأسد لا يثمر نتائج ملحوظة على أرض الواقع، بأوباما إلى الاستنتاج أن دعم بلاده لهذه الجماعات يجب أن يقتصر على دعم مادي من نقود وأسلحه فقط، دون إرسال جنوده إلى هناك.
ترامب وبشكل استثنائي وجه 60 صاروخاً لهدف محدد في سوريا، وهو القاعدة التي من المتوقع أن جيش الأسد أطلق منها الأسلحة الكيمياوية، وبذلك لخص التدخل العسكري الأمريكي بالقتال ضد الأسد.
القوات الأمريكية ستستمر في التحرك ضد تنظيم الدولة، بمساعدة من قبل قوات سوريا الديمقراطية المكونة من الأكراد وأقلية عربية. ولكن الأمور المتعلقة بالأمن داخل سوريا، بالمحافظة على وقف إطلاق النار في أجزاء من جنوبي سوريا وإدارة أمور الدولة، كل هذه المواضيع ستنتقل ليد روسيا وإيران. والقرار الأمريكي يتخلى أيضاً عن الدعم الدولي الذي كان من أهدافه كبح السيطرة الإيرانية على سوريا ومنع استمرار حكم الأسد. ولكن هذه الخطوة لا تعتبر خطوة تحولية إذ إن تركيا، وهي الرافض القوي لاستمرار حكم الأسد، لا تعارض استمرار حكمه في الفترة الانتقالية.
إضافة إلى ذلك؛ أعلن الرئيس الفرنسي ماكرون أن تنحي الأسد ليس شرطاً مسبقاً للمفاوضات على مستقبل سوريا، وفي الواقع لا يوجد أي دولة غير السعودية، التي تدعم بقوة قوات المعارضة، اشترطت تنحي الأسد كأساس لبدء المفاوضات الدولية. وهنا يكمن السؤال؛ كيف ستستجيب دول مثل تركيا والسعودية وقطر والإمارات العربية للقرار الأمريكي، لكونها الدول الممولة لقوات المعارضة (كل دولة اتخذت تنظيماً لتمويله)، ولها دور في التمويل أكبر من دور الولايات المتحدة. من المحتمل أن تستمر هذه الدول في تمويل قوات المعارضة المخلصة لها وتسليحها كما فعلت إلى الآن دون صلة بالدعم الأمريكي، وبذلك ستقوم بإطالة الحرب الدامية من أجل المحافظة على مصالحها الخاصة.
مساعدة في فض الخلاف
أبرز مثال على تضارب المصالح الخطير بين القوى هو التوتر بين الحكومة التركية والأمريكية، والذي وصل إلى قمته هذا الأسبوع عندما قامت وكالة الأنباء التركية “الأناضول” بنشر خريطة القواعد العسكرية الأمريكية شمالي سوريا، والتي تشمل عدد الجنود الأمريكيين الموجودين هناك. هذا الأمر أدى إلى غضب كبير ليس فقط من قبل واشنطن بل من جميع أعضاء حلف الناتو؛ لأنه لم يحدث قبل الآن أن قامت دولة عضوة بكشف أسرار عسكرية لدولة عضوة أخرى. والأشد من ذلك أن نشر مثل هذه الخريطة، التي تحتوي مواقع العسكريين، يعرض حياتهم والقواعد العسكرية لخطر كبير.
الكاتب الأمريكي الذي طلب إذناً من الحكومة الأمريكية بنشر الخريطة تم استدعاؤه من قبل مسؤول في البنتاغون حتى لا يقوم بذلك، بالرغم من أنها نشرت في الموقع التركي. ومع أن قسماً من مواقع القواعد العسكرية الأمريكية معروف لدى المليشيات المقاتلة في شمالي سوريا، إلا أنه لم ينشر من قبل معلومات بهذه الدقة من قبل دولة تعتبر من الحلفاء.
هذا النشر سببه الخلاف العميق بين تركيا والولايات المتحدة على مسألة مساعدة الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية، والتي يُتهم المحاربون الأكراد فيها بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني المصنف كتنظيم إرهابي في تركيا.
وتعتقد أنقرة أن السلاح المستخدم من قبل قوات المعارضة هذه في الحرب ضد تنظيم الدولة في منطقة الرقة، نُقل أو سينقل جزء منه إلى أيدي المنظمات الكردية التي تخوض نزاعاً دامياً ضد تركيا. ورغم التأكيدات الأمريكية أن السلاح الممنوح لقوات المعارضة مرقم ومسجل، وأنه سيتم جمعه من يد الأكراد بعد انتهاء المعركة، إلا أن تركيا لا تزال في حالة شك وتخوف، خاصة أن العديد من الأسلحة الأمريكية ذهبت إلى مجموعات إرهابية بعد الحرب في أفغانستان والعراق.
ترى واشنطن من جانبها الأكراد قوة مهمة ومفيدة في الحرب ضد تنظيم الدولة، وليس لها أي نية، على الأقل في الوقت الحالي، لإيقاف المساعدات والتعاون مع هذه المجموعات. التمييز الذي تتبعه الولايات المتحدة بين المليشيات الكردية التي تحارب تنظيم الدولة، والمليشيات التي لن تتلقى مساعدات أمريكية في حربها مع قوات الأسد، يمكن أن يوسع الصراع الداخلي العنيف بين المليشيات الكردية والجيش الحر الذي يحارب بجانب الجيش التركي، من أجل توسيع مساحة السيطرة التركية في سوريا.
السفير التركي في واشنطن “سردار كيليتش” تطرق إلى الدعم الدولي للأكراد على أنه خطأ استراتيجي، وقال إن إعادة السيطرة على الرقة من الممكن أن تتم على يد قوات تركية وأمريكية. متحدثون أتراك يذكرون أن تركيا كانت مستعدة لإرسال عدد من الجنود من أجل هذه المهمة، لكن الخلاف كان على عددهم؛ إذ إن الولايات المتحدة طلبت 80 ألف جندي، في حين اعترضت تركيا قائلة إن الرقم مبالَغ فيه، وإن الولايات المتحدة ليس لديها خطة تحرك منظمة.
الخوف الآن هو من توسيع التدخل التركي في منطقة إدلب، ومن النزاعات المتوقع اشتعالها بين القوات التركية والمليشيات المحلية، والذي قد يرغم الولايات المتحدة على الإبقاء على قواتها في ساحات المعركة؛ من أجل ضمان عدم نشوب نزاع بين القوات التركية والمحلية.
إذا كانت تركيا راضية عن القرار الأمريكي فيجب على الأكراد المدعومين من واشنطن أن يقلقوا. صحيح أن الدعم الأمريكي لهم مستمر ما دامت المعركة ضد تنظيم الدولة مستمرة، ولكن يجب عليهم الاستنتاج أن هذا الدعم مشروط بالزمن والظروف؛ لأن تركيا، رغم الخلاف مع واشنطن، ستستمر في الضغط على أمريكا لكونها دولة صديقة للأخيرة، ومهمة أكثر من الأكراد الذين ينتهي دورهم فور القضاء على تنظيم الدولة. ومن المتوقع أن يطلب الأكراد السوريون لأنفسهم حليفاً وداعماً دائماً بدلاً من الولايات المتحدة في حربهم للنفوذ التركي، وليس من المستبعد طلب المساعدة من إيران التي كانت الداعم الأول للمليشيات الشيعية في العراق وسوريا.
يجب تغيير الاستراتيجية
لإيران علاقات قوية مع الجماعات الكردية في العراق، وبالأخص مع الشق الشرقي لجماعة جلال طالباني التي ليس بينها وبين الأكراد في سوريا خلاف حول استمرار حكم الأسد، وبالدعم الإيراني والروسي يتمكن الأكراد من الحصول على مقعد في المناقشات السياسية حول مستقبل سوريا، والتي تم استبعادهم منها حتى الآن بعد ضغوطات تركيا على  الولايات المتحدة.
قرار ترامب يعيد للأذهان تخلي الولايات المتحدة عن الشيعة الذين دُعوا من قبل الولايات المتحدة، بعد حرب الخليج الأولى، إلى التمرد ضد صدام حسين وإسقاطه. فالمساعدات التي وعدوا بها لم تصل، وقُتل عشرات من الشيعة. الرئيس بوش الأب تخوف من أن مساعدة الشيعة ستقوي إيران؛ لذلك فضل الإبقاء على صدام كقوة ردع ضد إيران. والآن ترامب يتخذ سياسة مماثلة؛ إذ يعتمد على بوتين لإيقاف الزحف الإيراني.
سيناريو متفائل ذلك الذي بموجبه تستطيع الدول العربية استغلال القرار الأمريكي لإقناع الأسد بالعودة إلى أحضانها، وتلقي المساعدات منها من أجل إعادة إعمار سوريا، مقابل إصلاحات سياسية، وتقاسم السلطة مع جميع قوى المعارضة.
العيون ستكون موجهة منذ الآن إلى روسيا وإيران. القوات الروسية التي دخلت هذا الأسبوع إلى محافظة درعا من أجل المراقبة والإشراف على وقف إطلاق النار، وإعادة انتشار قوات حزب الله تبعاً للخريطة المخططة للمنطقة الأمنية، وبالأخص الهدوء النسبي المستمر في مناطق وقف إطلاق النار، هي كلها علامات إيجابية بأن سوريا وإيران تتفهم كل منهما مصالح الأخرى. الخطوة الثانية ستكون تثبيت المنطقة الأمنية، وإبعاد القتال عن المناطق الحدودية مع إسرائيل والأردن. بالمقابل تناقش حالياً كل من تركيا وروسيا وإيران فكرة إدراج منطقة أمنية في إدلب، وهذا سيكون الامتحان الحقيقي لقدرة روسيا على قيادة سوريا.
بعد انسحاب الولايات المتحدة من الساحة (بصرف النظر عن القتال ضد تنظيم الدولة) برز دور قوي لكل من إيران وتركيا كشريك في العملية السياسية. في ظروف أخرى كان باستطاعة إسرائيل الاستعانة بتركيا كشريك استراتيجي، من أجل المحافظة على مصالحها، ولكن في الظروف القائمة لا تزال تركيا دولة غير موثوق بها بالنسبة لإسرائيل؛ بسبب قربها من إيران وروسيا. الأهم من ذلك أن إسرائيل بحاجة الآن أن تغير نموذجها الاستراتيجي أمام الظروف التي ستصبح روسيا فيها طرفاً مسيطراً في سوريا بشكل خاص، وفي الشرق الأوسط بشكل عام، في أي ساعة تقرر بها الولايات المتحدة الانسحاب خارج المنطقة.
المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية
الكاتب: تسبي بريل
========================