الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 23/7/2017

سوريا في الصحافة العالمية 23/7/2017

24.07.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/arsal-the-last-hurdle-to-hezbollahs-safe-zone http://www.alghad.com/articles/1734242-سقوط-داعش-علامة-فارقة-في-التاريخ-الإسلامي http://arabi21.com/story/1022748/جنرال-أمريكي-يكشف-كيف-يمكن-لبوتين-طرد-أمريكا-من-سوريا#tag_49219 http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1455213-مع-وقف-إطلاق-النار-في-الغوطة--هل-اقتربت-نهاية-الحرب-السورية؟ http://www.turkpress.co/node/37247 http://www.all4syria.info/Archive/428524 http://www.ahlmisrnews.com/news/article/375306/مجلة-أمريكية--نهاية-دعم-واشنطن-للمعارضة-السورية-كانت-حتمية http://www.all4syria.info/Archive/428443
الصحافة الفرنسية والروسية : http://alghad.com/articles/1734512-ليبراسيون-وقف-واشنطن-تمويل-المعارضة-السورية-مجرد-إشارة http://www.geroun.net/archives/89358
 
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :عرسال: العقبة الأخيرة أمام المنطقة الآمنة الخاصة بـ «حزب الله»
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/arsal-the-last-hurdle-to-hezbollahs-safe-zone
حنين غدار
متاح أيضاً في English
21 تموز/يوليو 2017
شنّت قوات «حزب الله» التي يبلغ قوامها خمسة آلاف مقاتل، وفقاً لبعض التقارير، هجومها المتوقّع منذ زمنٍ طويل ضد المسلحين في عرسال وجبال القلمون، على طول الحدود اللبنانية - السورية. وتدعم القوات الجوية السورية هذا الجهد من خلال تكثيف ضرباتها ضد المسلحين حول عرسال، على جانبي الحدود، بينما تنسّق [عمليّاتها] مع «حزب الله» و«القوات المسلحة اللبنانية». ويحدّ الجيش اللبناني حتى الآن من دوره في منع المسلحين من التسلل إلى داخل لبنان.
وفي غضون ذلك، يواجه اللاجئون السوريون في المناطق الحدودية المتضررة من لبنان، ومعظمهم من المسلمين السنة، ضغوطاً سياسية وشعبية منظمة لمغادرة البلاد. وفي ظل ظروفهم المعيشية البائسة، يقبل البعض فعلاً الصفقة التي اقترحها «حزب الله» لعبور الحدود والعيش تحت سيطرة الجماعة المسلحة والحكومة السورية التي يقودها بشار الأسد. ومنذ 12 تموز/يوليو ، كان 250 لاجئاً قد انتقلوا بالفعل من عرسال جنوباً إلى عسل الورد في منطقة القلمون. ومع تقدّم المعركة في عرسال وازدياد الضغط على اللاجئين قد يجبر الآخرين على أن يحذوا حذوهم. وفي غياب سياسة اجتماعية واقتصادية وسياسية لإعادة اللاجئين السوريين في لبنان إلى وطنهم، فلن يؤدي الضغط والعنف ضدهم إلّا إلى المزيد من الصراعات.
لماذا عرسال و لماذا الآن؟
لطالما اعتبر «حزب الله» أن عرسال - التي تقع في لبنان وتمتد ضواحيها إلى داخل سوريا - تشكّل بقعة خطيرة لسببيْن. أولاً، يقوّض سكّانها، بالإضافة إلى اللاجئين السوريين السنة، سيطرة «حزب الله» الجامحة على الجانب السوري من الحدود ومدنه. كما يُفسد هؤلاء السنة جهود «حزب الله» الرامية إلى إحداث تغيير ديمغرافي في المناطق التي يسيطر عليها على طول الممر من الساحل السوري إلى الحدود اللبنانية - أي "سوريا المفيدة" الخاصة بإيران.
وتستضيف عرسال اليوم حوالي50,000  لاجئ سوري، يتواجد بعضهم في ضواحيها، حيث يقاتل «حزب الله» المسلحين. وتُعتبَر «القوات المسلحة اللبنانية» السلطة الأمنية الرئيسية في البلدة، ولكن «حزب الله» تدخّل أيضاً في العديد من الاشتباكات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ومقاتلي «هيئة تحرير الشام»، الذين يُقدَّر عددهم بحوالي ألف شخص.
وفي وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، انتقدت المنظمات الللبنانية والدولية لحقوق الإنسان بشدة «القوات المسلحة اللبنانية» على إساءة معاملة المعتقلين السوريين. فعندما شن الجيش غارة على المنطقة في 30 حزيران/يونيو، ألقى القبض على 350 لاجئاً سورياً، توفي أربعةٌ منهم تحت التعذيب، وهي حادثة غير مسبوقة تؤدي إلى المزيد من الانقسام في المشهد السياسي اللبناني والرأي العام اللبناني بشأن قضية اللاجئين والجيش. واضطر الجيش إلى فتح تحقيقٍ في حالات الموت، لكن العديد من الناشطين يشككون في مصداقية العملية.
وخلال الأسبوع نفسه، أُشعلت النيران في ثلاثة مخيمات للاجئين السوريين في منطقتي قب الياس وتل سرحون في وادي البقاع، مما أدى إلى تدمير خيام وممتلكات العديد من المقيمين هناك. ومع ذلك، لم يتم اعتقال أي شخص. ويبدو أن هذه الحوادث أثارت المشاعر المعادية للاجئين في جميع أنحاء لبنان، مما أدّى إلى شن مجموعة من الهجمات ذات الصلة. وفي خضم هذا العنف المتزايد، بدأت قيادة «حزب الله» حملتها السياسية مطالبةً بالتنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية بشأن عودة اللاجئين إلى "مناطق آمنة" في سوريا. وتماشياً مع حملة «حزب الله»، أدلى عدد من قادة الحكومة اللبنانية والزعماء السياسيين الموالين لـ «حزب الله» بتصريحات تربط اللاجئين بالإرهاب وتدعو إلى عودتهم إلى سوريا.
وتمثّل المبادرات الأخيرة لـ «حزب الله» في عرسال تحولاً ملحوظاً منذ عام 2012، عندما هرب السكان أولاً إلى المنطقة من البلدات والقرى الحدودية السورية التي احتلتها الجماعة المسلحة. وفي ذلك الوقت، كانت الخطة تتمثل في إخراج السوريين الذين يُعتبَرون مناهضين للنظام من سوريا، وتأمين دمشق والمناطق المحيطة بالحدود اللبنانية من الناحية الديمغرافية. ولكن اليوم، حيث يشعر الأسد أن قوته ازدادت أكثر من أي وقتٍ مضى - ويشعر «حزب الله» بثقة أكبر في سوريا والمنطقة - فإن هذين العنصرين الفاعلين يعتقدان أن اللاجئين سيتجهون ببساطة إلى حيث يتم إرسالهم، وأن وجودهم في لبنان لم يعد يمثّل السيناريو الأفضل. وكنتيجة للدعاية التي نشرها «حزب الله» ضد اللاجئين بشكلٍ عام، وفي عرسال بشكل خاص - والتي بلغت ذروتها في حملةٍ ستدفعهم حتماً إلى الخارج - أصبحت قضية أمن اللاجئين مسألة ملحة لا بد من معالجتها بحكمة.
السياق السوري الجديد
في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، حاول «حزب الله» تجنب العملية العسكرية الحالية في عرسال من خلال الشروع في مفاوضات مع «سرايا أهل الشام» - وهي جماعة معتدلة من المتمردين تابعة لـ «الجيش السوري الحر» في منطقة القلمون، على طول الحدود اللبنانية. وفي محاولةٍ للتوسط في هذا الاتفاق، طلب «حزب الله» عودة اللاجئين إلى جميع البلدات الواقعة على طول طريق دمشق- حمص الاستراتيجي باستثناء ست بلدات، ويخضع هذا الطريق الدولي لسيطرة «حزب الله» ونظام الأسد. وسيحصل الفارون من الجيش ومقاتلو «الجيش السوري الحر» على الحصانة، ويُسمَح لهم حتى بالانضمام إلى «سرايا أهل الشام». غير أن الاتفاق كان قائماً على فكرة استمرار سيطرة «حزب الله» على المنطقة، بالإضافة إلى انعدام الثقة الكامل لـ «سرايا أهل الشام» بـ «حزب الله» والنظام السوري.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى توقيت هذه المفاوضات السابقة. فقد برزت التقارير عن المحادثات لأول مرة في شباط/فبراير، حالما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته المتمثلة في إنشاء مناطق آمنة في سوريا لحماية المشردين - وهي خطط لم تتحقق بعد. وفي أية حال، أشار الاتفاق المقترح إلى منطقة آمنة بديلة يديرها «حزب الله»، من خلال سيطرة هذا الحزب على جميع البلدات الحدودية اللبنانية وتأمين الأسد للبلدات السورية الواقعة ضمن الممر وقرب دمشق، وذلك بفضل التواجد الكثيف لـ «حزب الله».
وبطبيعة الحال، كان الاتفاقٍ سينجح تماماً بالنسبة لـ «حزب الله». وهكذا، كان من المفروض أن يفوّض مسؤولية فتح الحدود وتسهيل التجارة والحركة عبر الحدود إلى السلطات السورية واللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، كان اللاجئون السنة سيُطرَدون من عرسال، مما كان سيسرّع من سيطرة «حزب الله» على الحدود، الأمر الذي كان سيجبر الحكومة اللبنانية على إضفاء الشرعية على نظام الأسد.
وبالمقارنة مع الحكومتين الأردنية والتركية، اللتين وقفتا ضد الأسد خلال الحرب، تُعتبَر العلاقات الرسمية اللبنانية مع النظام السوري أكثر تعقيداً. فعلى الرغم من انسحاب الجيش السوري من لبنان في عام 2005، بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من الاحتلال، لم يتم ترسيم الحدود قط. بالإضافة إلى ذلك، أعدّ "المجلس الأعلى السوري اللبناني"، الذي تم إنشاؤه في عام 1991، عدداً من الاتفاقات الثنائية، بما فيها "معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق" المثيرة للجدل، التي جعلت من النظام السوري وسيط رسمي للسلطة في لبنان. وعلى الرغم من أن أياً من الكيان أو المعاهدة لم يكن ناشطاً في الآونة الأخيرة، إلّا أنهما لا يزالان قائمين وقد ينشطان مجدداً إذا رأى البلدان فائدةً في مثل هذه الخطوة.
المنطقة الآمنة الافتراضية لـ «حزب الله»
نظراً إلى أن الهجوم العسكري قد بدء لتوّه، فإن الأمر ليس سوى مسألة وقت قبل أن يُخرِج «حزب الله» المسلحين من عرسال ويعلن انتصاراً آخر على التكفيريين. وبالتالي سيتبع ذلك عودة المزيد من اللاجئين إلى سوريا، مما سيسمح لـ «حزب الله» في النهاية بإنشاء المنطقة الآمنة الخاصة به في لبنان وعلى طول الحدود السورية. وبطريقة أو بأخرى، سيقع اللاجئون تحت سيطرة «حزب الله»، سواء بقوا في المنطقة الآمنة التي يديرها هذا الحزب أو عادوا إلى سوريا للعيش تحت حكم الأسد.
وعلى المدى المتوسط، سيحظى «حزب الله» بمناطق سيطرة لا تخضع للتحدي حول الحدود اللبنانية- السورية، وبخط إمدادٍ آمن إلى وطنه الأم ومنه، وبالدعم المحلي الناتج عن إعلان النصر - حتى وإن كان دعماً رمزياً. وسيستغل «حزب الله» هذا النصر من أجل استعادة دعم جمهوره - بعد أن تراجع هذا التأييد بسبب مشاركة الجماعة في حربٍ أجنبية والخسائر المصاحبة لها - ولكن أيضاً استعادة دعم السكان اللبنانيين عموماً الذين ما زالوا يعيشون في خوفٍ من الهجمات الإرهابية.
وستكون النتائج المترتبة عن المنطقة الآمنة التي يديرها «حزب الله» وخيمة لأسبابٍ إنسانية وسياسية على حدٍ سواء. وسيؤدي هذا التطور إلى تفاقم الإحباط بين العائدين إلى سوريا، الأمر الذي يجعلهم مهيأين للتجنيد من قبل الجماعات الإسلامية - وإن لم يحدث ذلك الآن، فسيحدث في غضون سنوات قليلة. وستًزرَع البذور لبروز الدفعة التالية من الجهاديين السنة، لا سيما إذا عامل الأسد و«حزب الله» السنة العائدين على نحو سيء كما هو متوقع. وعلى الصعيد السياسي، سيكتسب الأسد المزيد من الشرعية، وستجد الحكومة اللبنانية نفسها تتعاون تلقائياً مع حكومة الأسد (إذا حدث التنسيق بين جيشيهما)، وسيغدو «حزب الله» هو الرابح على أرض الواقع ومن الناحية السياسية.
ولتجنب هذه التداعيات، يجب أن تجسّد المحادثات الدولية بشأن اتفاقات وقف إطلاق النار في سوريا تحديات طويلة الأجل، تشمل اللاجئين والسلامة الفعلية للمناطق التي يعودون إليها. وينبغي على هذه المناقشات أيضاً أن تأخذ في الاعتبار الأسباب الحقيقية وراء النزاع السوري - وأن تقرّ بأن معظم اللاجئين، على الأقل في لبنان، كانوا يفرون من الأسد و«حزب الله»، وليس من تنظيم «الدولة الإسلامية».
وبعباراتٍ أوسع، تحظر المعاهدات الدولية العودة القسرية للاجئين أو لملتمسي اللجوء إلى بلدٍ يُحتمَل أن يتعرضوا فيه للاضطهاد (المصطلح التقني هو "عدم الإعادة القسرية"). ويتعين على الحكومة اللبنانية أن توضح أنها - وخاصةً «القوات المسلحة اللبنانية» - لن تكون طرفاً في أي من هذه الأعمال. يجب على بيروت أن تناشد [من أجل الحصول على] دعم دولي قوي، على الصعيدين الدبلوماسي والمادي، لمثل هذا الموقف. ومن شأن هذا الدعم أن يتضمن تصريحات غير مبهمة تفيد أنه من دون مساعدة إنسانية دولية وافرة للاجئين، سيكون الرأي العام اللبناني معادياً لهم. وإذا لزم المجتمع الدولي الصمت بشأن هذه المسألة، فلن تكون لدى رجال السياسة اللبنانيين الرغبة في إبداء أي تذمر.
 حنين غدار، صحفية وباحثة لبنانية مخضرمة، وزميلة زائرة في زمالة "فريدمان" في معهد واشنطن.
========================
موقع لوبيلوغ :سقوط "داعش": علامة فارقة في التاريخ الإسلامي
http://www.alghad.com/articles/1734242-سقوط-داعش-علامة-فارقة-في-التاريخ-الإسلامي
غراهام إي. فولر* - (موقع لوبيلوغ)
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
يمثل سقوط المعقل الرئيسي لتنظيم "داعش" في الموصل في العراق نقطة انعطاف، استراتيجية وسياسية وأيديولوجية، بل وحتى دينيا في العالم الإسلام. وكانت الموصل هي المركز الرمزي الأكبر لـ""خلافة داعش" التي ترأسها "خليفة" التنظيم، عبد الرحمن (أبو بكر) البغدادي.
ولن يكون سقوط "عاصمة داعش" في الرقة السورية بعيدا أيضا. ومن شأن ذلك وضع حد لإدعاءات التنظيم بأنه بدأ عملية الإزالة المادية لكل الحدود الاستعمارية، والتي بدأت بإزالة الحدود بين العراق وسورية. وباختصار، فإنه سوف أفول التنظيم يؤشر على نهاية إقليمية "داعش"، التي ربما كانت أكثر مزاعم "الخلافة" شهرة.
كان تأسيس الخلافة واحدا من السمات التاريخية والرمزية المهمة في التاريخ الإسلامي، والذي يجسد فكرة إقامة دولة إسلامية عالمية -حتى مع أن هذا الشيء لم يوجد أبدا بشكل كامل. ويمكن القول بأن الخلافة معادلة للبابوية تقريبا -التي كانت ذات مرة مقياسا إقليميا رئيسيا وما تزال حتى اليوم مقياسا للمجتمع الديني الكاثوليكي. وترمز الخلافة والبابوية على حد سواء إلى رؤية -الدولة المؤسسة دينياً كشيء مثالي.
على عكس صورتها الكاريكاتورية في الغرب، فإن مفهوم الخلافة في أعين معظم المسلمين إيجابي تماما –باعتباره رمزاً لمدى وصول العالم المسلم تاريخيا، من حيث الثقافة، والحضارة والوصول الجغرافي. واليوم ثمة القليل من المسلمين الذين يعتقدون بأن من الممكن عملياً إعادة تأسيس الخلافة. ومع ذلك، فإن فكرة أن يكون هناك مقعد واحد للسلطة الدينية تبدو معقولة في الإسلام تماماً بقدر ما هي للأديان الأخرى. لكن أي جهد يبذل اليوم لإعادة خلق خلافة ذات معنى ومسؤولة يثير أسئلة تكاد الإجابة عنها تكون متعسرة: أين سيكون مكانها؛ ومن سيكون الخليفة؛ وكيف سيتم انتخابه؛ وما هي المؤهلات المطلوبة؛ وماذا ستكون سلطاته؛ وما نوع السلطة السياسية الي سوف يمارسها إذا وجدت؛ وما هي القضايا التي يستطيع أن يتعامل معها سلطوياً؟ وأخيراً، إلى أي مدى ستكون أحكامه ملزمة. (ما يزال البابا يواجه مشاكل مشابهة).
تعود المخططات المعاصرة لإعادة تأسيس خلافة في الوقت الحالي وراء إلى إلغاء منصب الخليفة على يد مصطفى كمال أتاتورك (مؤسس الجمهورية التركية العلمانية) في تركيا في العام 1924. (كان لتركيا الحق في طرد الخليفة، وإنما ليس في إلغاء المنصب بأكثر مما يستطيع رئيس الوزراء الإيطالي إلغاء البابوية؛ فذلك موضوع تبت فيه الكاثوليكية العالمية).
لم تكن السمة الفريدة لتنظيم "داعش" تتعلق كثيرا بإعلانه خلافة معاصرة، وإنما قدرته على دعمها بوجود الأراضي –أقرب شيء في مدى قرن إلى تأسيس خلافة مهووسة بالسلطة السياسية والإدارية والعسكرية. ومن المحزن أنها تأسست على يد أفراد غير متسامحين بشكل همجي في رؤيتهم، وعنيفين ووحشيين في إدارتهم، وراغبين في استخدام الإرهاب ضد معارضيهم. لكن كل هذه الملامح البشعة لم تضطر إلى أن تجيء على الحواف –بأكثر مما يضطر كل البابوات إلى أن يكونوا وحشيين. لكن الممارسات التي تعز عن الوصف أصبحت العلامة المميزة لماركة "داعش" –وكان ضحاياه الأساسيون من المسلمين في غاليتهم العظمى –من السنة والشيعة على حد سواء.
بنفس القدر من البلاء كانت ممارسة "داعش" للتكفير، إعلان أفراد -حتى من المسلمين- بأنهم غير مسلمين أو "كفار". وبالنسبة لـ"داعش" كان القصاص على ذلك في الغالب هو الموت. لكن هناك الكثير من الحركات السلفية أو من غلاة المسلمين الأصوليين، والتي تمارس أيضا تكفيرا لاهوتيا، حتى لو لم يقتض الحال الحكم بعقوبة الموت بالضرورة. وفي الحقيقة، ليست ممارسات بعض أكثر هذه الحركات تشدداً ضرباً من الإرهاب المباشر -لكن مواعظها وتمويلها الهائل ساعدت بشكل غير مباشر ظهور أعداد ضخمة من الحركات والأفراد غير المتسامحين والمتطرفين حول العالم، العديد منهم في الحقيقة عنيفون، أو حتى إرهابيون.
 سوف يكون سقوط "داعش" موضع ترحيب لدى معظم المسلمين بالإضافة إلى الغرب. لكن علينا عدم الاعتقاد بأن الإرهاب الذي يرتكب باسم الإسلام سوف ينتهي بشكل آلي. فهذا الإرهاب، كما يعرفه على نحو موسع المتخصصون في هذا الشأن، لا ينبثق بشكل أساسي من اللاهوت -إنه من إفراز السياسة والاجتماع والأقليات المحرومة، أو حتى الأفراد الذين يواجهون مشاكل والساعين إلى تبرير أيديولوجي للتعبير عن الغضب الناجم عن حالتهم المرضية الشخصية.
لكن هناك حقيقة عقلانية تبقى ماثلة: أن الحروب غير المتوقفة فعليا والتي قدحت زنادها بشكل رئيس الولايات المتحدة في العقدين الأخيرين في أجزاء ضخمة من الشرق الأوسط، أدت إلى تقسيم المنطقة حيث قتل أكثر من مليون مسلم في هذه الحروب وما نجم عنها من فوضى. كما أنها تسببت في كوارث مادية وتشريد مجتمعي ونفسي كبير، والتي ما تزال آثارها أبعد ما تكون عن النهاية. وما تزال التداعيات تظهر بوتيرة ترتفع يومياً في اليمن والصومال وأفغانستان وسورية، من بين أماكن أخرى. وتشكل هذه الظروف العنيفة أرضاً خصبة لمظاهر الغضب والكراهية واليأس والاغتراب والتشويش النفسي. فإذا كان الجنود الأميركيون يعانون بأعداد ضخمة من اضطرابات ما بعد الصدم – مما يقود إلى معدلات انتحار عالية- فلماذا لا تكون اضطرابات ما بعد الصدمة بين المسلمين أكبر بمائة مرة؟
وهكذا، طالما كانت الظروف الراديكالية موجودة، فإن الظروف المواتية لمزيد من الإرهاب سوف تستمر في الوجود. وحتى في الغرب، سوف يكون هناك دائما حفنة من الشباب المسلمين المهمشين نفسياً ومجتمعياً، والناضجين للتجنيد في أعمال إرهابية. وفي معظم الحالات، يمكن تعقب جذر المشكلة إلى نفسية غير سوية تكتسي لباس العمل الديني المقدس. ويتساءل المرء عن السبل لتوقف هذه الحالات تماماً. كما أن العنف النفسي ليس مقصوراً على المسلمين في الغرب بأي شكل من الأشكال.
 لكن تدمير "داعش" في سورية والعراق يشكل تطورا مهما بشكل خاص. لم يعد يوجد الادعاء الدرامي الذي كان ذات مرة بتأسيس خلافة في منطقة مادية محسوسة لإبهار وإغواء الكثيرين. وبشكل عام، انتهى ازدهار الوردة. وقد أصبحت الحقائق التي تكشفت عن وحشية الحياة في أراضي "داعش" معروفة جيداً في العالم الإسلامي، حيث الأغلبية الجامحة من المسلمين مرعوبة منها. ولا يدين هؤلاء المسلمون مفهوم الخلافة في التاريخ الإسلامي، لكنهم بالتأكيد يدينون هذا التعبير البشع والعنيف عنها.
وهكذا اليوم، إذا قال متطرف مسلم طامح "لدي رؤية تاريخية كبيرة، ما رأيكم في خلق خلافة؟" يُرجح أن عدداً قليلاً جداً من الناس سوف يكون راغباً في إعادة بعث مثل هذه الظروف للعنف. ومع حلول هذا الوقت، كان معظم المسلمين "هناك وفعلوا ذلك". وغني عن البيان أن فكرة الخلافة، الفكرة الجديدة اللامعة الجاهزة لاجتذاب الشباب الغاضب والمغامر أو المثالي، فقدت بريقها. ومع ذلك، قد يحاول آخرون ادعاء إقامة خلافة مهلهلة في منطقة قصية أو أخرى، سوف تلقى على الأرجح القليل من الجاذبية، إلا من خلال القوة الوحشية.
تبدو التشابهات مع الحركة الشيوعية مفيدة. الأساس النظري للشيوعية -درجة عالية من اشتراكية الدولة- سوف لن يموت. لكن التجربة مع الشيوعية في الاتحاد السوفياتي صنعت مجتمعاً بائساً إلى درجة أنه حتى المعجبون بروسيا لم يعودوا يقبلونه. وثمة العديد من وسوف يواصل العديد من العقائديين اليساريين إقامة قضية أن روسيا ببساطة نفذت التجربة الشيوعية بشكل رديء جداً، وأن الأمور لم يكن يجب أن تكون كذلك، وأن الأنموذج السويدي للمجتمع والحكم هو أقرب إلى المثال الشيوعي.
مع ذلك، يقترب المسار الحالي لـ"خلافة" داعش من نهايته. وسوف يكون هناك حتماً بعض الذين سيحاولون استغلال قوة الفكرة مرة أخرى -كما كان الحال مع اشتراكية الدولة الاستبدادية- لكن ذلك يصبح في أغلبه تمرينا في الفرض الوحشي للسلطة، وليس تمرينا في الفكر السياسي الإسلامي. وتستطيع الولايات المتحدة أن تساعد من خلال خفض حملاتها للتدمير العسكري بشكل حاد؛ فقد كانت هذه الحملات هي التي تسببت في ولادة "داعش" في المقام الأول، وهي تظل ينبوعا رئيسيا للتطرف.
 
*مسؤول رفيع سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (س. آي. إيه) ومؤلف العديد من الكتب عن العالم الإسلامي. أحدث كتاب له هو: "كسر الإيمان: رواية عن التجسس وأزمة الضمير الأميركي في باكستان".
========================
نيوزويك :جنرال أمريكي يكشف كيف يمكن لبوتين طرد أمريكا من سوريا
http://arabi21.com/story/1022748/جنرال-أمريكي-يكشف-كيف-يمكن-لبوتين-طرد-أمريكا-من-سوريا#tag_49219
عربي21- صلاح الدهني# الأحد، 23 يوليو 2017 09:25 ص00
قال رئيس قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأمريكي، إن روسيا قد تستخدم نفوذها على النظام السوري لطرد أمريكا من سوريا، في حال إعلان هزيمة تنظيم الدولة مستقبلا.
جاء ذلك وفق ما نقلته مجلة "نيوزويك"، وترجمته "عربي21" إذ أفاد الجنرال رئيس القوات الخاصة الأمريكية ريموند توماس الجمعة، بأن شرعية الوجود العسكري الروسي في سوريا أتت بطلب من بشار الأسد، ما يمنح موسكو نفوذا يخولها حتى القدرة على طرد القوات الأمريكية من سوريا.
وصرح في منتدى الأمن في كولورادو الأمريكية بأن القانون الدولي والمواثيق الدولية يمكن أن تمنع الولايات المتحدة من البقاء في سوريا، حيث إن تدخلها وتواجدها كانا غير شرعيين، ولم يتما بموافقة من حكومة النظام السوري.
وذهب إلى أن نظام الأسد "يتمتع بالسيادة" أمام القانون الدولي، إلا أن روسيا تدخلت في سوريا بشكل "شرعي" من خلال الحكومة السورية، ما من شأنه أن يوفر لموسكو غطاء قانونيا دوليا وقدرة على تقديم قضية قوية ضد الولايات المتحدة ومطالبتها بالمغادرة، وفق قوله.
وأكد أن روسيا إذا لعبت بهذه الورقة، "فلن تكون لدينا القدرة على البقاء هناك".
وأشار الجنرال الأمريكي إلى أن أمريكا وروسيا تدعمان فصائل مختلفة، ولديهما وجهات نظر مختلفة حول مستقبل سوريا السياسي.
وأوضح الجنرال توماس أن أمريكا تدعم قوات سوريا الديمقراطية، بعد أن ساعدتها على تغيير اسمها، لتنأى بنفسها عن وحدات حماية الشعب القومية الكردية (YPG)، بسبب التوترات مع حلف الناتو الحليف لتركيا، التي تصنف هذه القوات إرهابية.
وأشار إلى أن وكالة الاستخابارات المركزية الأمريكية قطعت علاقاتها مع قوات المعارضة السورية المسلحة التي كانت تصنفها "معتدلة"، وأوقفت برنامجا لتدريبها وتسليحها.
ولفت إلى روسيا غاضبة من أمريكا مؤخرا، لا سيما بعد استهداف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، عناصر تابعين لقوات النظام في الجنوب السوري، وإسقاط طائرة عسكرية سورية في الشمال.
========================
يو إس إيه توداي:مع وقف إطلاق النار في الغوطة.. هل اقتربت نهاية الحرب السورية؟
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1455213-مع-وقف-إطلاق-النار-في-الغوطة--هل-اقتربت-نهاية-الحرب-السورية؟
جبريل محمد 22 يوليو 2017 19:12
أعلن الجيش السوري اليوم السبت وقف المعارك في مناطق الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق، لتكون ثاني مناطق المعارضة يشملها وقف إطلاق النار بحسب اتفاق القاهرة، مما دفع البعض للتساؤل هل اقتربت الحرب الأهلية في سوريا على النهاية؟، بحسب صحيفة " يو إس إيه توداي " الأمريكية.
 الغوطة آخر معاقل المعارضة، وهي أحدى أربع مناطق مقترحة "لوقف إطلاق النار" في اتفاق تم التوصل اليه بين إيرانيين وروسيا والمعارضة في تركيا مايو الماضي.
إلا أنه لم ينفذ بشكل كامل بعد خلافات حول من سيتولى السيطرة على المناطق الآمنة، والغوطة الشرقية هي المنطقة الثانية التي سيبدأ فيها تنفيذ وقف اطلاق النار، بحسب الصحيفة.
وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) الجيش "أعلن وقف المعارك في بعض مناطق الغوطة الشرقية في محافظة دمشق من منتصف ليل السبت ".
 وأضاف البيان "الجيش سيرد بطريقة مناسبة على أي انتهاك لوقف اطلاق النار.
وكانت روسيا وقعت فى وقت سابق اتفاقا مع المعارضة السورية المعتدلة حول كيفية عمل منطقة آمنة فى الغوطة الشرقية.
 إلا أن مجموعة معارضة قالت إنها لم تشارك في الاتفاق، وقال وائل علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن أن الاجتماع جاء بعد اتفاق وقف اطلاق النار في جنوب سوريا الذي عقد في التاسع من يوليو الجاري.
واتفقت روسيا والولايات المتحدة والأردن على وقف إطلاق النار في المناطق الجنوبية من سوريا.
وقالت روسيا إن المعارضة وقعت على اتفاقات يتم بموجبها تعريف "حدود منطقة الأمنة وكذلك مواقع انتشار وسلطات القوات المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار".
واضاف البيان أن الجانبين اتفقا على "طرق لتوصيل المساعدات الانسانية للسكان وحرية التنقل"، وأوضحت روسيا أنها تعتزم ارسال أول قافلة انسانية واخلاء الجرحى خلال الايام القليلة المقبلة.
 أما منطقتا "وقف إطلاق النار" اللتين تتضمنهما اتفاق مايو فهي مقاطعة إدلب التي يسيطر عليها المعارضة والأجزاء الشمالية من محافظة حمص الوسطى.
ويعتقد أن اكثر من 2.5 مليون شخص يعيشون فى المناطق الأربع، واتفاق مايو ينص على المناطق التى يتعين على المعارضة والقوات الحكومية وقف العمليات العدائية فيها بما فيها الضربات الجوية لمدة ستة أشهر.
 ويبدو أن أحد العقبات الرئيسية هو من الذي سيتكفل بالأمن في المناطق الأربع، مع ما ذكر من أن وجود صراع بين تركيا وإيران لتعزيز نفوذهما في المنطقة.
ومن المتوقع أن يعقد اجتماع جديد فى العاصمة الكازاخستانية استانا خلال الاسبوع القادم بحضور المعارضة بالاضافة إلى ممثلين من تركيا وايران، لوضع النقاط ألخيرة على الاتفاق.
 وأوضحت موسكو أن اتفاق المناطق سيمنح المعارضة المعتدلة الأمن ويساعد فى تركيز الهجمات على الجماعات الجهادية مثل جبهة فتح الشام التابعة لتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية داعش، وهو ما يفتح الباب على مصراعية لهاية الحرب الأهلية المشتعلة منذ سنوات.
وقتل أكثر 330 ألف شخص في سوريا منذ اندلاع الصراع مارس 2011
========================
ديلي بيست :لماذا قررت تركيا الآن الكشف عن معلومات سرية عن القواعد الأمريكية في سوريا؟
http://www.turkpress.co/node/37247
نشر بتاريخ 22 يوليو 2017
مقالات
روي غوتمان - صحيفة ديلي بيست - ترجمة وتحرير ترك برس
في آخر عرض للغضب التركي على السياسة الأمريكية في سوريا، كشفت وكالة الأنباء الرسمية عن مواقع 10 قواعد عسكرية أمريكية، وبؤر استيطانية في شمال سوريا، حيث تقود الولايات المتحدة عمليات  لتدمير ما يسمى بتنظيم الدولة في الرقة. وتشير القائمة التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول، إلى التواجد الأمريكي في المناطق التي تقع تحت الإدارة الذاتية الكردية، الممتدة على مسافة أكثر من 200 ميل. علاوة على ذلك، قدمت وكالة الأناضول عدد القوات الأمريكية المتمركز في جملة من المواقع. كما أكدت في مناسبتين على تواجد القوات الفرنسية الخاصة.
في الواقع، انتقدت تركيا علنا إدارة ترامب وإدارة أوباما قبلها، لاعتمادها في المعركة ضد تنظيم الدولة على ميليشيات يقودها أكراد تابعون لحزب العمال الكردستاني. والجدير بالذكر أن حزب العمال الكردستاني، هو حركة انفصالية في حالة حرب مع تركيا، علما بأن كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا قد أدرجتها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
وبغية تجنب ظهور التحالف مع هذه المجموعة، أنشأ الجيش الأمريكي القوات الديمقراطية السورية، التي تضم عنصرا كبيرا من المجندين العرب. لكن، يقودهم ضباط من وحدات حماية الشعب، الفصيل السوري التابع لحزب العمال الكردستاني
وعلى الرغم من أن الرئيس التركي القوي، رجب طيب أردوغان، غالبا ما يعبر عن غضبه من الولايات المتحدة، إلا أنه من غير المعتاد أن يكشف حليف الناتو عن تفاصيل متعلقة بالانتشار العسكري الأمريكي خلال العمليات النشطة في منطقة حرب. عموما، يعد التدخل الأمريكي في سوريا قضية غير عادية من نواح كثيرة؛ خاصة أن الولايات المتحدة لا تتصرف فقط ضد رغبات حلف الناتو الصريحة، التي تقول إن أمنها القومي معرض للخطر بشكل مباشر، بل تعمل دون إذن من نظام الأسد.
وبعد اجتماع عقد مساء يوم الاثنين، ندد مجلس الأمن القومي التركي بأن الأسلحة، التي قدمت إلى ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية، أصبحت في حوزة حزب العمال الكردستاني. وأضاف البيان "إن هذا يدل على أن كليهما نفس المنظمة". كما أفاد أن دولا أخرى تستخدم "معيارا مزدوجا" مع الجماعات الإرهابية، وهو إشارة واضحة إلى التحالف الأمريكي مع ميليشيات وحدات حماية الشعب.
من جانب آخر، نفت الولايات المتحدة مرارا أن الأسلحة التي تزود بها المقاتلين الأكراد قد عززت حرب حزب العمال الكردستاني ضد الدولة التركية، وتجدر الإشارة إلى أن  الحكومة التركية لم تدعم ادعاءاتها بأدلة. عموما، كان يتواجد قاعدتان أمريكيتان في سوريا، الأولى في رميلان، الواقعة في محافظة الحسكة الشمالية. والثانية، في خراب عشق، بالقرب من كوباني في محافظة حلب، وهذا الأمر معروف حتى قبل أن تنشر وكالة الأناضول تقريرها.
بالإضافة إلى ذلك، قالت الأناضول إن قاعدة رميلان، الواقعة في المنطقة المنتجة للنفط في سوريا، أقيمت في تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2016، وهذه القاعدة كبيرة بما فيه الكفاية للتعامل مع طائرات النقل. في حين أن قاعدة جنوب كوباني، التي أنشئت في آذار / مارس سنة 2016، لا تُستعمل إلا من قبل طائرات الهليكوبتر العسكرية.
وجاء في التقرير أن المواقع الثمانية، التي غالبا ما تكون مخبأة وراء علامات تحذر من أنها "مناطق محظورة"، تستخدم للعمليات العسكرية النشطة مثل القصف في مدينة الرقة والوظائف المكتبية مثل التدريب والتخطيط التشغيلي.
وزعمت وكالة الأنباء أن القواعد المستخدمة "لبطارية الصواريخ" (تعني في التنظيم العسكري الحديث وحدة عسكرية ما يعادل  الكتيبة في المدفعية، أو الدفاع الجوي، أو قوات الصواريخ الإستراتيجية) لها قدرة عالية على المناورة، فضلا عن أنها مجهزة بقاذفات صواريخ متعددة البراميل، ومختلف المعدات المتنقلة للاستخبارات، ناهيك عن المركبات المدرعة للدوريات العامة والأمن.
وفقا لما ذكره مسؤولون في الأمن التركي، تمتلك الولايات المتحدة ثلاث مواقع استيطانية في الحسكة، وكلها تستخدم لتدريب أعضاء الميليشيات الكردية. حتى أن وكالة الأناضول قدمت عدد القوات الخاصة الأمريكية، التي يعتقد أنها كانت متمركزة في اثنين من البؤر الاستيطانية الثلاث المذكورة.
من ناحية أخرى، قالت وكالة  الأناضول إن هناك ثلاثة مواقع عسكرية أمريكية في مقاطعة الرقة السورية، حيث تتمركز القوات الفرنسية في قاعدتين منهما. كما أشار إلى أن أحد المواقع يعمل كمركز اتصالات للتحالف الدولي، الذي يقاتل تنظيم الدولة ويستخدم أيضا لعرقلة اتصالات هذا التنظيم.
وفي منبج، التي استولت عليها ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في آب/ أغسطس الماضي، أصبح لدى الولايات المتحدة الآن موقعان استيطانيان. في الأثناء، تقوم الولايات المتحدة بإرسال دوريات إلى هناك لحماية قوات وحدات حماية الشعب الكردية من المتمردين السوريين، الذين يعملون في الجزء الذي لا يخضع لسيطرة تركيا في سوريا؛ والمعروف باسم جيب جرابلس، وهو ما أكدته الوكالة بشكل قاطع.
في الواقع، أكد مسؤولو الأمن التركي لموقع ديلي بيست، دقة القائمة التي قدمتها وكالة الأناضول. ومما لا شك فيه أن نشر مثل هذه المعلومات سيثير غضب الجيش الأمريكي، الذي يقود العمليات ضد تنظيم الدولة. لذلك، طلب ناطقون باسم عملية العزم الصلب، من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، والقيادة المركزية الأمريكية في تامبا بولاية فلوريدا، إعلام  "ديلي بيست" بعدم نشر المعلومات التفصيلية التي أبلغت عنها وكالة الأناضول.
وفي هذا الصدد، قال الكولونيل جو سكروكا، مدير إدارة الشؤون العامة في التحالف، "إن مناقشة عدد بعض القوات والمواقع سيوفر معلومات تكتيكية حساسة للعدو، الذي قد يعرض قوات التحالف والشركاء للخطر". كما أضاف سكروكا، "نشر هذا النوع من المعلومات سيكون غير مسؤول مهنيا، ونحن على التوالي نطلب منك الامتناع عن نشر أي معلومات من شأنها أن تضع الائتلاف في خطر".
كما طلب المتحدث باسم القيادة المركزية، الكولونيل جون توماس، من ديلي بيست الامتناع عن نشر تفاصيل عمليات التحالف على أساس أنها "قد تكون ضارة بحياة المشاركين".
في المقابل، نشرت وكالة الأناضول بالفعل المعلومات يوم الاثنين باللغة التركية، ثم أصدرتها على موقعها باللغة الإنجليزية يوم الثلاثاء. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض المواقع المدرجة في قائمة الأناضول التي تعتبر معروفة. فعلى سبيل المثال، نشرت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي اسمين لقاعدتين وبؤر استيطانية، أما مركز جسور، وهو مركز بحثي سوري، فقد نشر موقعين إضافيين في نيسان/ أبريل.
========================
ويكلي ستاندرد: كيف استخدمت طهران أسطولها الجوي المدني لنقل المقاتلين إلى سوريا؟
http://www.all4syria.info/Archive/428524
  كلنا شركاء: إيمانويل أوتولنغي– ويكلي ستاندرد- ترجمة نون بوست
في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 2016، نشر الخبير في الشأن السوري، توبياس شنايدر، تغريدة أرفقها بصورة تعود للميليشيات الشيعية العراقية وهي بصدد الصعود لطائرة تجارية إيرانية في طريقها إلى دمشق. وقد أوضحت صورة السيلفي التي تم التقاطها على متن الطائرة شبانا كان يبدو عليهم التعب والإرهاق.
في الواقع، أظهرت صورة أخرى، من المرجح أن تكون قد التقطت عند وصول الميليشيات إلى دمشق، طائرة شحن كبيرة تابعة لمؤسسة الطيران العربية السورية من طراز “إليوشن 76” على مدرج الإقلاع. بعد ثلاثة أيام، نشرت صفحة الفيسبوك لموقع المعارضة الإيرانية “أخبار الحروب في الخليج الفارسي” صورا أخرى لمقاتل عراقي في طريقه إلى ساحات الوغى في سوريا.
على الرغم من أن الصور غير مؤرخة، إلا أنها تعتبر موثوقة. وعموما، تعد هذه الصور دليلا على استمرار عمليات النقل الجوي الإيراني للمقاتلين إلى ساحات القتال في سوريا. وتبرز جميع الصور أن مدرج إقلاع الطائرات يحمل نفس الشعار ألا وهو شعار شركة “فازا أندشان أرفاند”، مشغل الخدمات الأرضية في مطار عبادان الدولي في إيران.
تعد آبادان موطنا لأكبر مصفاة للنفط في إيران، وكانت مسرحا للقتال المرير خلال المراحل الأولى من الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988
وتجدر الإشارة إلى أن آبادان، المدينة الصغيرة التي تقع على مقربة من مصب نهر شط العرب، تبعد بضع خطوات عن الحدود الإيرانية العراقية وتقع بجانب المياه الضحلة لنهر مدينة البصرة العراقية.علاوة على ذلك، تعد آبادان موطنا لأكبر مصفاة للنفط في إيران، وكانت مسرحا للقتال المرير خلال المراحل الأولى من الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988).
منذ صائفة 2015، كانت آبادان تعدّ محطة توقف دائمة للطائرات الإيرانية والسورية التي تحلق بين طهران ودمشق والدافع الأساسي وراء الجهود الإيرانية العملاقة لتحويل موازين الحرب الأهلية في سوريا لصالح نظام بشار الأسد. وفي أحد المنشورات التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، قام أحد المقاتلين بتحديد موقعه حيث كان في آبادان.
في الحقيقة، تكشف أجهزة تتبع الرحلات المتاحة تفاصيل العملية اللوجستية المعقدة التي جلبت البضائع الإيرانية إلى سوريا والتي يبلغ عددها حوالي 923 على الأقل بين 16 يناير/كانون الثاني سنة 2016، إذ يعتبر هذا التاريخ مهما للغاية على قدر أهمية توقيع الاتفاق النووي في سنة 2015، إلى حدود 9 يوليو/حزيران سنة 2017.
في الحقيقة، كان جمع هذه المعلومات حكرا على الحكومات التي بإمكانها نشر أقمارها الصناعية، بيد أن العصر الرقمي أتاح للمواقع التجارية إمكانية تتبع الحركة الجوية. وعلى الرغم من أن مقتفي آثر التحركات الجوية لا يستطيعون تحديد هوية الأشخاص الموجودين داخل الطائرة، إلا أن الحركة الإيرانية القوية التي تتقاطع مع المجال الجوي العراقي ذهابا وإيابا إلى دمشق يتم تسجيلها بسهولة من قبل أي شخص لديه اتصال سريع بالإنترنت فضلا عن الصبر الكافي لمراقبة تلك الرقعة من السماء.
في سنة 2011، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على “إيران للطيران” على خلفية الدور الذي تضطلع به في نقل الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا. في المقابل، ساهم الاتفاق النووي الإيراني المعروف رسميا باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة” في رفع العقوبات المفروضة على قطاع الطيران الإيراني
يعتبر الجسر الجوي جوهر عمل الناقلين الإقليميين على غرار بويا للطيران، والخطوط الجوية السورية، وماهان للطيران. ويشمل أيضا أسطول النقل الإيراني الوطني، أو ما يعرف بإيران للطيران. وعموما، لا تعد هذه العمليات بالأمر الجديد.
في سنة 2011، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على “إيران للطيران” على خلفية الدور الذي تضطلع به في نقل الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا. في المقابل، ساهم الاتفاق النووي الإيراني المعروف رسميا باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة” في رفع العقوبات المفروضة على قطاع الطيران الإيراني وإعفاء شركة “إيران للطيران” مما مكنها من التوصل إلى إبرام صفقات تقدّر قسمتها بمليارات الدولارات مع شركتي إيرباص وبوينغ لشراء ما لا يقل عن 180 طائرة.
ما نراه يحلق في السماء السورية، تجد الحكومات الغربية صعوبة في الاعتراف به، حيث أن أكبر مستفيد، حتى الآن، من الأرباح الاقتصادية لبرنامج العمل المشترك هو أيضا شريك في جرائم الحرب الجارية. علاوة على ذلك، من المرجح أن تستخدم طهران إمدادات كل من إيرباص وبوينغ من الطائرات وقطع الغيار والتدريب التقني للحفاظ على جهودها الفتاكة للحفاظ على الأسد في السلطة
لا تعد حقيقة أن الطائرات الإيرانية غالبا ما تحط رحالها في دمشق دليلا على ارتكابها للمخالفات، لكن ليس هناك سبب بريء للرحلات التجارية المتكررة من إيران باتجاه دمشق، بمعدل 11 رحلة في الأسبوع، بما في ذلك اثنين تديرها شركة إيران للطيران. وعلى الرغم من أن الرحلتان تعدان ظاهريا مُبرمجة لأغراض تجارية، إلا أنه لا يمكن حجز مقعد فيهما عن طريق موقع شركة الطيران أو من خلال وكالات الأسفار. في الواقع، لا يشمل موقع شركة إيران للطيران حتى دمشق ضمن وجهاتها من طهران.
من جهتها، تظهر مواقع تتبع الرحلات الجوية أيضا أن الطائرات الإيرانية التي تحلق إلى سوريا تعتمد على الممارسات الخادعة، على غرار إلغاء ترددات بعض رحلاتهم، وتزوير بيانات الرحلات الجوية، وإخفاء وجهاتها عن طريق منح أرقام تقديرية للرحلات، لإخفاء حجم حركة التنقل بين إيران وسوريا. في الحقيقة، تختفي الطائرات فجأة من شاشة الرادار أو يتّعذر تتبع الرحلات المرتبطة بوجهة معينة، من طهران إلى بغداد، وذلك من خلال إتباع مسار مختلف أو حتى الاقلاع من مطارات مختلفة.
إيران للطيران انتقلت إلى سوريا حوالي 134 مرة على الأقل منذ تنفيذ خطة العمل الشاملة. وهذا ما يمكن أن تحدده البحوث بشكل قاطع، وهو ما يرجح أن يكون العدد المصرح به أقل من العدد الفعلي للرحلات الجوية التي تقوم بها شركة الطيران
في كثير من الحالات، يتم إعادة توجيه الطائرات القادمة من سوريا بسرعة للرحلات التجارية بمجرد عودتها إلى طهران. فعلى سبيل المثال، عادت الطائرة الإيرانية للطيران إلى طهران (المسجلة إب – إي) التي حطت بعد رحلتها من آبادان إلى دمشق في 23 مارس/آذار، وغادرت في رحلة جوية مقررة إلى إسطنبول في اليوم الموالي. وقد غادرت طائرة ماهان للطيران (المسجلة إب أم – أن أف) التي حلقت من دمشق عبر آبادان في 30 مارس/آذار والتي يرجح أنها كانت تنقل مقاتلين مصابين، من طهران للقيام برحلة مقررة إلى أنقرة.
والجدير بالذكر أن إيران للطيران انتقلت إلى سوريا حوالي 134 مرة على الأقل منذ تنفيذ خطة العمل الشاملة. وهذا ما يمكن أن تحدده البحوث بشكل قاطع، وهو ما يرجح أن يكون العدد المصرح به أقل من العدد الفعلي للرحلات الجوية التي تقوم بها شركة الطيران.
من ناحية أخرى، بإمكان الدول القومية التي تتمتع بأجهزة مخابرات وموارد، تحديد ما يتم تحميله على متن هذه الطائرات. في سنة 2011، عندما كانت إدارة أوباما ترغب في الضغط على إيران، لم يكن لديها صعوبة في العثور على الأدلة لإدانة إيران للطيران لنقلها للمعدات العسكرية والأفراد إلى سوريا.
لكن في ظلّ غياب الإرادة السياسية، من الصعب أن تكلّف “أعين المخابرات” في السماء نفسها عناء مراقبة طائرة إيرباص من طراز “إيه 300” القديمة التي تنقل البضائع لدمشق. خلال سنة 2017، كان نجاح خطة العمل المشتركة رهين تجاهل ما تقوم به الخطوط الجوية الإيرانية في دمشق، لأن إعادة فرض العقوبات، وخاصة بعد صفقات إيرباص وبوينغ، لها تداعيات سياسية معقدة إذ من الممكن أن يتمّ التراجع عن الاتفاق النووي نهائيا.
أما بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى صور الأقمار الصناعية المتطورة والمواد المصنفة، فإن الأدلة المقدمة عن طريق الهواتف الذكية للمقاتلين داخل الطائرات التجارية الإيرانية والسورية تكشف عن الغرض من وراء إجراء مئات الرحلات التجارية المزعومة بين إيران ومنطقة الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، تظهر مواقع التواصل الاجتماعي أن المليشيات الشيعية تجتمع في آبادان، حيث يقوم نظام طهران بنقلهم من هناك إلى دمشق. كما أنها توثق تفريغ الطائرات للرجال الذين يرتدون زي القتال  ومن ثم تنقل المصابين والقتلى إلى آبادان. فضلا عن ذلك، تقام جنازات في شوارع قم، ومشهد، ومسيرات يشوبها الحزن والأسف تحت شعارات تنادي بتغذية دعاية النظام الاستشهادية.
في الواقع، كانت الحرب التي تدور رحاها في سوريا وحشية للغاية، بيد أن الإحصاءات لا توفيها حقها حيث لقي أكثر من نصف مليون سوري حتفهم خلال النزاع الذي نشب في آذار/مارس سنة 2011. كما أفرغت البلاد من شعبها، حيث أن نصف عدد السكان البالغ عددهم 21 مليون نسمة قبل الحرب إما مشردون داخليا أو تقدّموا بطلب اللجوء في البلدان المجاورة. علاوة على ذلك، امتدت الأزمة إلى أوروبا، التي شهدت موجة لم يسبق لها مثيل من اللاجئين. ولقد استخدم نظام الأسد بشكل منهجي الأسلحة الكيميائية، والتطهير العرقي، والتعذيب، وهاجم بشكل عشوائي الأهداف المدنية على غرار المستشفيات والأسواق.
ومنذ بداية الحرب تقريبا، قدمت إيران مساعدات مالية للأسد ومساعدات عسكرية تتراوح بين الأسلحة والقوى العاملة الإضافية. وقد لعبت طهران دورا أكبر في الحفاظ على المجازر في سوريا منذ صائفة سنة 2015، عندما بدأت في تنسيق جهودها لإنقاذ نظام الأسد رفقة روسيا.
كل هذه القوات بحاجة للوصول إلى سوريا وكانوا بحاجة إلى إعادة الإمداد عند القتال. عموما، يعد الطريق البحري من إيران إلى سوريا طويلا (العبور من الخليج العربي، حول شبه الجزيرة العربية، إلى البحر الأحمر، وقناة السويس). كما تم إيقاف السفن الإيرانية التي تحمل أسلحة لحزب الله في العديد من المرات عندما أبحرت عبر البحر المتوسط
خلال زيارة حاسمة لموسكو في يوليو/تموز سنة 2015، وضع قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية الإيراني، خططا لهزيمة المتمردين الذين كانوا على وشك الاستيلاء على كامل حلب، أكبر مدينة في سوريا. وبالتالي، كانت هناك حاجة ملحة لزيادة القوات المتواجدة هناك. ولذلك، تم نشر الميليشيات الشيعية تحت قيادة ضباط الحرس الثوري الإيراني إذ كانوا في البداية مقاتلين من حزب الله اللبناني الإيراني وكتائب من المجندين الأفغان والباكستانيين الشيعة. وفي نهاية المطاف، تم أيضا إرسال الميليشيات العراقية إلى أرض المعركة.
في الحقيقة، كل هذه القوات بحاجة للوصول إلى سوريا وكانوا بحاجة إلى إعادة الإمداد عند القتال. عموما، يعد الطريق البحري من إيران إلى سوريا طويلا (العبور من الخليج العربي، حول شبه الجزيرة العربية، إلى البحر الأحمر، وقناة السويس). كما تم إيقاف السفن الإيرانية التي تحمل أسلحة لحزب الله في العديد من المرات عندما أبحرت عبر البحر المتوسط.
في المقابل، تعد الطائرات أسرع بكثير. فمنذ انسحاب الولايات المتحدة من العراق سنة 2011، لم يعد هناك وجود لأي مقاتلات أمريكية لتعطيل الرحلات الجوية الإيرانية التي تجتاز المجال الجوي العراقي. علاوة على ذلك، أمنت دمشق كل الطائرات المدنية الإيرانية لتضمن نجاح الخطة. لذلك، وكلت إيران مهمة نقل المقاتلين لشركات الطيران التجارية.
من جهة أخرى، كانت لعملية النقل الجوي دور فعال في تسهيل الأعمال الوحشية التي ترتكب ضد السكان المدنيين السوريين، حيث قدمت دعما حيويا لنظام الأسد. وقد ساعدت في تعزيز دور حزب الله “كدولة داخل دولة” في لبنان وبناء ميليشيا شيعية متعددة الجنسيات من خلال حمل مقاتلين من أفغانستان، والعراق، وباكستان، للمشاركة في العمليات العسكرية المشتركة إلى جانب حزب الله والجيش السوري.
علاوة على ذلك، تم دمج هذا “اللواء الدولي” بالكامل ضمن الهيكل العسكري للحرس الثوري الإيراني. ومما زاد الأمر سوءا هو أن سلسلة التوريد هذه تساهم بشكل كبير في الحشد العسكري لحزب الله والحرس الثوري الإيراني على الحدود الإسرائيلية السورية.
والجدير بالذكر أن الغارات الجوية للقوات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قوافل الأسلحة المتجهة إلى لبنان هي بمثابة استجابة مباشرة لتدفق الأسلحة المتزايد من سوريا إلى لبنان، وحيازة حزب الله للأسلحة المتقدمة على غرار الصواريخ الروسية الصنع المضادة للسفن. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة قد تسبق نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق. في المقابل، يمكن تجنب هذا السيناريو في حال اختارت إدارة ترامب الكشف عن دليل مشاركة إيران للطيران في الجسر الجوي وتعطل الممر الجوي الذي أنشأته إيران لدعم الأسد.
في الحقيقة، نحن ندرك تماما أن الجسر الجوي الإيراني يعمل منذ بداية الحرب الأهلية السورية. وفي الأثناء، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية سنة 2011 عقوبات على ماهان للطيران، وإيران للطيران، والرحلات الجوية الإيرانية بسبب نقلها للمعدات العسكرية، بما في ذلك القذائف والصواريخ، إلى سوريا حيث تعدّ هذه العمليات أنشطة لا يشملها الاتفاق النووي.
في مارس/آذار، تم إدراج شركة ياس للطيران (التي سميت لاحقا باسم بويا للطيران) من قبل وزارة الخزانة الأمريكية بسبب توريد الأسلحة إلى وكلاء إيرانيين في أفريقيا وسوريا. وإلى جانب ياس للطيران، أدرجت وزراة الخزينة أيضا 117 طائرة إيرانية مملوكة من قبل شركة “إيران للطيران”، و”ماهان للطيران” و”ياس للطيران”.
كما نشرت هذه الوزارة صورا جوية تشير إلى إرساء الشحن الجوي الإيراني في محطة دمشق الدولية، مما يثبت تورط الطائرات التجارية الإيرانية في حرب الأسد. علاوة على ذلك، أشارت وزارة الخزانة الأمريكية إلى مؤسسة الطيران العربية السورية سنة 2013 وأجنحة الشام للطيران سنة 2016 بسبب نقلهم للأسلحة والمقاتلين إلى سوريا.
في الواقع، لا تزال العقوبات الأمريكية مفروضة على شركة ماهان للطيران بصفتها إحدى الشركات التي تقدم الدعم للإرهاب، فضلا عن أجنحة الشام للطيران، والخطوط الجوية العربية السورية وبويا للطيران. وخلافا لذلك، سُمح لشركة إيران للطيران بالانضمام إلى السوق العالمية.

ما تغير هو أنه خلال صائفة سنة 2015، وافق الرئيس أوباما، كجزء من خطة العمل الشاملة المشتركة، على رفع العقوبات الأمريكية التي كانت مفروضة منذ عقود على قطاع الطيران الإيراني، ما مهد الطريق أمام توقيع الصفقات بيع طائرات إيرباص وبوينع التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، والتي أبرمت بعد ذلك بوقت قصير.
لم تشمل خطة العمل الشاملة المشتركة الطائرات التابعة لأجنحة الشام للطيران، والخطوط الجوية العربية السورية، وبويا للطيران لأنهم لا ينقلون ركابا مدنيين بين طهران ودمشق. علاوة على ذلك، لم يمنع مواصلة إيران استخدام طائراتها التجارية، من أجل معركة بقاء الأسد الوحشية، الرئيس أوباما من تحقيق أهداف سياسته الخارجية.
من المرجح أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري أراد ببساطة من خلال تلك القرارات أن يتأكد من أن الإيرانيين لن ينسحبوا، بعد أن رأى أن الوضع مربح لكلا الجانبين، نظرا لأن شركة بوينغ ستستفيد من إنهاء العقوبات الأمريكية المفروضة على الطيران الإيراني
ولا يسع للمرء إلا أن يتساءل لماذا ساهم اتفاق يُفترض أن يركز على الأنشطة النووية الإيرانية والعقوبات الدولية، في إزالة بعض العقوبات الأمريكية غير النووية؟ في المقابل، قالت طهران إن العقوبات الأمريكية  كانت تؤثر على سلامة وأمن الطائرات الإيرانية. ومنذ فترة طويلة، ادعى مسؤولون بشركات الطيران الإيرانية، أنهم اضطروا إلى إرجاء عمل العديد من الطائرات نظرا لأنهم لا يستطيعون شراء المعدات اللازمة لهذه الطائرات.
من المحتمل أن يكون أوباما قد اتخذ مثل هذه الخطوة بسبب ذنب قديم ارتكبته الولايات المتحدة في حق إيران. وقد بدا ذلك واضحا، عندما اعترف في خطاب ألقاه في القاهرة، سنة 2009، بدور واشنطن في الانقلاب الذي جدّ سنة 1953 ضد رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الوثائق السرية التي تم تسريبها كشفت أن واشنطن اعتبرت اعتذار أوباما لطهران غير مبرر وغير ضروري.
من المرجح أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري أراد ببساطة من خلال تلك القرارات أن يتأكد من أن الإيرانيين لن ينسحبوا، بعد أن رأى أن الوضع مربح لكلا الجانبين، نظرا لأن شركة بوينغ ستستفيد من إنهاء العقوبات الأمريكية المفروضة على الطيران الإيراني.
أيا كان السبب، فإن شركات الطيران الإيرانية الأربعة يمكنها، في الوقت الراهن، شراء الطائرات، وقطع الغيار، والخدمات، واكتساح سوق الطيران العالمي. في المقابل، يمكن للمؤسسات المالية الأمريكية أن تستفيد من هذه الصفقات.  ولأول مرة منذ الثورة الإيرانية لسنة 1979، تستطيع إيران بناء أسطول حديث يُمكنها من التنافس مع مراكز طيران الخليج المتواجدة في أبو ظبي، والدوحة، ودبي.
منذ الاتفاق النووي، استطاعت إيران للطيران شراء جميع اللوازم التي تنقصها. وإلى جانب الصفقات التي أبرمتها مع شركة إيرباص (100 طائرة) وبوينغ (أكثر من 80 طائرة)، وقعت إيران على صفقة مع الشركة الفرنسية الإيطالية لصناعة الطائرات، إيه تي آر، للحصول على 20 طائرة إقليمية. ومن المحتمل أن توقع صفقات إضافية مع شركة بومباردييه الكندية، وامبراير البرازيلية، وميتسوبيشي اليابانية.
علاوة على ذلك، توصّلت شركة آسمان للطيران، ثالث أكبر شركة طيران في إيران، إلى اتفاق لاستئجار سبع طائرات إيرباص في كانون الأول/ ديسمبر سنة 2016، ووقعت اتفاقا مع شركة بوينغ لشراء 30737  طائرة ذات الممر الواحد، في ربيع هذا العام.
وخلال معرض باريس الجوي، الذي عقد في حزيران/يونيو، قامت شركات الطيران الأصغر حجما  في إيران “زاكروس للطيران ” و”إيران آيرتور”، التي كانت تشملها العقوبات سابقا، بإبرام صفقات رسمية لشراء طائرات جديدة من شركة إيرباص. وفي الحقيقة، من المرجح أن يزيد حجم هذه الصفقات في المستقبل. وفي السياق ذاته، قال وزير النقل الإيراني إن “البلاد تتطلع إلى شراء ما يتراوح بين 400 و500 طائرة خلال العقد المقبل لتحل محل أسطولها الجوي القديم”.
وقد بدأت إيران للطيران بالفعل في الحصول على طائراتها الجديدة. فقد سلمت شركة ايرباص إيران طائرة من طراز “إيه-320” خلال شهر  كانون الثاني /يناير سنة 2017 وطائرتين من طراز “أي-330، خلال شهر آذار/مارس. فضلا عن ذلك، انضمت أربعة طائرات توربينية من شركة “إيه تي آر” إلى أسطول إيران للطيران خلال شهر أيار/مايو. ومن المتوقع أن تتسلم إيران شحنات شركة بوينغ خلال شهر نيسان/أبريل سنة 2018.
في الواقع، ستساعد هذه الصفقات الجهود الحربية الإيرانية في سوريا سواء بصفة مباشرة من خلال توريد طائرات جديدة يمكن استخدامها لنقل الأسلحة إلى سوريا، أو بشكل غير مباشر من خلال تقديم المساعدة التقنية وقطع الغيار التي يمكن أن تدعم الطائرات القديمة.
بالتالي، تشكّل خطة العمل الشاملة المشتركة معضلة بالنسبة إدارة ترامب. فنظرا لتورط صناعة الطيران المدني الإيراني في الجسر الجوي السوري، فإن من مصلحة الولايات المتحدة فرض عقوبات على تلك الصناعة لمنع إيران من استغلال التجارة العالمية في أنشطتها غير المشروعة. في الوقت ذاته، فتحت نهاية العقوبات المفروضة على الطيران الأمريكي، منذ فترة طويلة، ضد إيران، سوقا جديدة مربحة للمُصنعين الأمريكيين. فضلا عن ذلك، تصر شركة بوينغ على أن الصفقة التي أبرمتها مع إيران للطيران والتي تصل قيمتها إلى 16.6 مليار دولار والصفقات المحتملة في المستقبل بين صناعة الطيران في الولايات المتحدة وغيرها من شركات الطيران الإيرانية، ستساهم في توفير عشرات الآلاف من الوظائف الأمريكية.
وتدعي بوينغ أن الصفقات “ستدعم حوالي 100 ألف وظيفة في الولايات المتحدة” على الرغم من حقيقة أن زميليّ “توبي ديرشويتز وتيلر ستابليتون قد كشفا مؤخرا، عن استعانة شركة بوينغ بمصادر خارجية لتسريح الناس من وظائفهم لكي تستخدم بشكل متزايد التشغيل الآلي لتنفيذ أعمالها.
وتمثل الصفقة التجارية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات حاجزا قويا  يقف ضد إعادة فرض أي عقوبات على إيران. كما تؤكد هذه الحجة على أن مُوقعي خطة العمل المشتركة قد ادعوا سنة 2015 أنهم قاموا برفع تلك العقوبات  لحماية الصفقة من الغش الإيراني.
في الحقيقة، تجعل الرهانات الاقتصادية من الصعب على أي إدارة إعادة فرض عقوبات على بلد يقوم بارتكاب فظاعات. فخلال هذا الأسبوع، وافقت إدارة ترامب إيران على الامتثال لاتفاق سنة 2015، على الرغم من أنها فرضت عقوبات على عدد قليل من الشركات الإيرانية في الوقت نفسه.
منذ البداية، لم يتوان الرئيس ترامب عن توجيه انتقادات مناهضة لإيران. وخلال الأشهر الستة الأولى من عمله في منصبه، فرضت وزارة الخزانة  عقوبات على كيانات إيرانية أكثر مما فعلت إدارة أوباما خلال السنوات الأربع الماضية. في المقابل، تعدّ جلّ تلك العقوبات لا معنى لها باعتبار أنها لم تكن موجهة لقطاع الطيران.
وقد اعتبر المفاوضون الغربيون أن إيران تريد إصلاح اقتصادها، فضلا عن أن عطشها للتجارة والاستثمار من شأنه أن يعزز قوة الأطراف التي  توجد داخل النظام الإيراني والتي ترغب في تحسين العلاقات مع القوى التجارية العالمية. علاوة على ذلك، ستساهم أولويات الوظائف والبنية التحتية في أن تصبح إيران أكثر اعتدالا. كما من شأن المصلحة الاقتصادية أن تجعل الطموحات النووية والإقليمية لإيران وجهان لعملة واحدة، مرتبطان حقا برغبات الطبقة المتوسطة الإيرانية الطموحة.
يعتبر وقف تدفق الأسلحة والميليشيات أمرا لا بدّ منه إذا ما أردنا إحباط جهود الأسد لقهر المتمردين وتطهير الريف السوري من سكانه السنة
في المقابل، تثبت صفقات شركتي إيرباص وبوينغ أن العطش للتجارة يجذب مصالح الدول الغربية لصالح إيران، حيث أن استمرار استخدام إيران للطائرات المدنية في إبقاء آلة القتل أي الأسد في سوريا أمر غير مهم عندما يتعلق الأمر بصفقات تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات.
يعتبر وقف تدفق الأسلحة والميليشيات أمرا لا بدّ منه إذا ما أردنا إحباط جهود الأسد لقهر المتمردين وتطهير الريف السوري من سكانه السنة. كما أن ذلك سيكون بمثابة ضربة لمساعي إيران المتمثّلة في الهيمنة على بلاد الشام. وتجدر الإشارة إلى أن إثبات مشاركة شركة إيران للطيران في عمليات النقل الجوي العسكري، التي تُجرى لصالح الحرس الثوري الإسلامي، الذي يهدف إلى إبقاء آلة الذبح السورية وتسليح حزب الله من شأنه أن يجعل شركة الطيران مؤهلة لعقوبات جديدة.
من جهة أخرى، قد يلغي تجديد هذه العقوبات صفقات الأعمال الكبرى الموقعة مع إيران للطيران. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى سلسلة من ردود الفعل العنيفة التي قد تفضي إلى انهيار اتفاق سنة 2015 برمّته.
والجدير بالذكر أن أولئك الذين ضغطوا بشدة من أجل توقيع خطة العمل الشاملة يعرفون جيدا أن إيران تقوم باستخدام قطاع الطيران المدني في مغامراتها العسكرية في سوريا. فضلا عن ذلك، يتمثل الموافقة عن الأعمال الإيرانية في سوريا الثمن السياسي لتوفير طلبيات تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات لصناعة الطيران.
بدلا من إبقاء إيران وفيّة تجاه التزاماتها عن طريق استخدام صفقات الطائرات كورقة ضغط، سهّلت إدارة أوباما توقيع سلسلة من الصفقات من خلال منحها ترخيص الخزانة قبل أن يغادر منصبه. وبالتالي، بقيت إدارة ترامب مع خيار أصعب بكثير خاصة مع ارتفاع عدد الصفقات وبدأ عمليات التسليم.
بإمكان إيران حماية أنشطتها التجارية من الأنشطة التي تقوم بها من خلال الاعتماد على الطائرات العسكرية. وفي الواقع، هذا تماما ما تفعله شريكتها سوريا. من جانب آخر، تزود روسيا قواتها هناك، عن طريق استخدام طائرات شحن من طراز “إليوشن” وطائرات من طراز “أنتونوف” المسجلة لدى قواتها الجوية.
بالتالي، يمكن لإيران أن تفعل الشيء نفسه وتعتمد على الشحنات العسكرية للقيام بعملياتها العسكرية. ومما لا شك فيه أن ذلك لن يحل مشكلة دعمها للأسد وحزب الله، ولكن ذلك يعني أن تجديد لأسطولها، إلى جانب الحصول على قطع الغيار وخدمات الصيانة والتدريب التقني، لن يكون مرتبطا بهذه الأنشطة. في المقابل، تفضل طهران استخدام خطة العمل الشاملة والفوائد الاقتصادية المنجرة عنها كدرع لحماية دعمها الشائن للأسد وحزب الله.
لا يمكن إقامة جدار فصل بين الحركة الجوية التجارية الإيرانية وعمليات النقل الجوي العسكري إلى سوريا، حيث تستخدم إيران قطاع الطيران المدني لتلبية الاحتياجات العسكرية
وبالنسبة للولايات المتحدة، ينبغي ألا تكون هناك تدابير تفرض على البعض وتتجاهل بالنسبة للبعض الآخر. ولن يؤدي الحد من المبيعات إلى كيانات غير مقيدة إلى منع المتورطين في الجسر الجوي من الاستفادة من ترقية الأسطول الجوي الإيراني. ويمكن للفنيين المدربين نقل المعرفة بسهولة إلى نظرائهم في شركات الطيران الخاضعة للجزاءات أو طائرات الإصلاح المشاركة في الجسر الجوي. علاوة على ذلك، يمكن إعادة بيع قطع الغيار المقدمة للمشترين الإيرانيين المرخصين إلى كيانات محددة.
كما لا يمكن إقامة جدار فصل بين الحركة الجوية التجارية الإيرانية وعمليات النقل الجوي العسكري إلى سوريا، حيث تستخدم إيران قطاع الطيران المدني لتلبية الاحتياجات العسكرية. والجدير بالذكر أن خطة العمل المشتركة رفعت العقوبات الأمريكية والدولية المفروضة على قطاع الطيران المدني الإيراني منذ عقود وتحديدا عندما أصبح القطاع ضروريا لجهود طهران في الحرب السورية.
أدى تردد الولايات المتحدة في النظر في الأدلة المتزايدة على تواطؤ قطاع الطيران الإيراني مع نظام الأسد إلى زيادة جرأة البلاد خاصة في الوقت الذي أعطت فيه خطة العمل المشتركة لقادتها موارد مالية إضافية لمتابعة طموحاتها للهيمنة الإقليمية. ويعدّ ذلك أحد الأسباب الأخرى التي تجعل إدارة ترامب يجب أن تعلق تراخيص صفقات الطائرات مع شركات الطيران الإيرانية في حين تجري مراجعة شاملة لدورها في عمليات النقل الجوي إلى سوريا. وينبغي للولايات المتحدة أن تشرع في إلغاء التراخيص وإعادة فرض الجزاءات إذا تأكد ذلك الدور بصورة قاطعة.

عموما، تتمثل الطريقة الوحيدة في منع المصنعين الأمريكيين على غرار شركة بوينغ من تزويد الطائرات للشركات الايرانية المشاركة في الدعم المادي للإرهاب هو الاعتماد على العقوبات الأمريكية غير النووية. وفي حين أن الولايات المتحدة لا تستطيع وقف كل طائرة، إلا أنها يمكن أن تفرض عقوبات على قطاع الطيران الإيراني. من جهتهم، يعتقد المفاوضون المشاركون في خطة العمل المشتركة أن الجزاءات تعمل وأن إيران، عند تخييرها، ستتصرف بطريقة عقلانية. ولذلك، يجب على إدارة ترامب أن تضع هذا الخيار نصب عينها مرة أخرى حيث لا ينبغي السماح لإيران بالتعامل مع كل من حزب الله وبوينغ في نفس الوقت.
========================
مجلة أمريكية: نهاية دعم واشنطن للمعارضة السورية كانت حتمية
http://www.ahlmisrnews.com/news/article/375306/مجلة-أمريكية--نهاية-دعم-واشنطن-للمعارضة-السورية-كانت-حتمية
وكالات 01:42 م السبت 22/يوليه/2017
ذكرت مجلة "ذي أطلنطيك" الأمريكية اليوم السبت، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ألغت الأسبوع الماضي، برنامجا سريا ظل قائما لفترة طويلة لدعم المعارضين السوريين في الحرب ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت المجلة - في تحليل إخباري بثته اليوم على موقعها الألكتروني - إنه في الوقت الذي أثارت فيه هذه الخطوة غضب خصوم الأسد غير أن هذا التطور نفسه لم يكن مفاجئا.. موضحة أنه من الخطأ رؤية هذا التحرك تنازلا مجانيا لروسيا حيث أن هذا القرار يتماشى مع سنوات من استراتيجية أمريكية متروية كما أنه ينسجم مع أهداف ترمب المعلنة لذا فهو لا يعتبر تنازلا.
وأكدت أن ترمب يأمل في أن يدفع قراره هذا روسيا لكي تكون أكثر تعاونا في اتفاقيات وقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة.. ولكن إذا إذا فشل هذا الأمر في تهدئة الوضع في سوريا- وهو أمر مرجح- فإن هذا لن يغير من الوضع الاستراتيجي السيئ بالفعل للمعارضة السورية وهو وضع ربما يكون مقبولا للولايات المتحدة.
واضافت أن قرار إدارة ترمب إنهاء هذا البرنامج يمثل نقطة نهاية منطقية لسنوات من تحور السياسة الأمريكية، موضحة أنه بينما بدأ هذا الجهد في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما غير أنه ظل دائما لا يتفق مع الأهداف الأمريكية الأوسع ومصدرا للتوتر تعرف عليه ترمب منذ وقت طويل والآن يتخذ إجراء بشأنه.
وأوضحت المجلة أن أوباما كان قد أعطى تصريحا ببدء البرنامج السري الذي تديره وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي.أي.إيه" والمعروف باسم " أخشاب الجميز" في وقت مبكر من عام 2013 ومنذ ذلك الوقت دربت الوكالة وسلحت آلافا من المعارضين الذين حاربوا ضد القوات السورية والجماعات المتطرفة على حد سواء.
وتضمن هذا الدعم إمداد المسلحين بالذخيرة والأسلحة الصغيرة ومن ضمنها البنادق والقذائف الصاروخية والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات.. كما أنه تضمن رواتب بدونها لم يكن ليستطيع القادة توظيف المقاتلين الذين كان من الممكن أن ينشقوا أو ينجذبوا إلى التنظيمات المتطرفة التي ستدفع لهم أمولا أكبر، وقد كافح متلقو المساعدات الأمريكية بالفعل ضد نظام الأسد والجماعات المتطرفة ولذا فإن إنهاء البرنامج يعني تقييد المعارضة غير المتطرفة في شمال سوريا وهي منطقة يعاني فيها بالفعل من ضعف.
وقالت المجلة إن أوباما عندما بدأ هذا البرنامج لم يكن يريد به أبدا الاطاحة بالرئيس السوري أو حتى إضعافه ولكنه أراد أن يشكل ضغطا عليه كافيا ليقنعه بالقبول بحل سياسي وفي نفس الوقت دون أن يخاطر بزعزعة استقرار سوريا وهو الأمر الذي كان من شأنه أن يكلف الولايات المتحدة بمهمة معالجة سوريا بعد الحرب.
وأوضحت المجلة أنه عندما دخلت إيران وروسيا خاصة الحرب أدركت إدارة أوباما أن الضغط على إدارة الأسد يتطلب تعزيز البرنامج السري وهو أمر لم تكن ترغبه إدارة أوباما فقد كانت تدرك أن المخاطر التي سترافق ذلك تتضمن نزاعا محتملا مع روسيا.
وأضافت أن ما حدث كان عكس ذلك حيث أسفر تدخل روسيا عن اتفاق مع الأردن التي بمعرفتها للجماعات المتمردة لعبت دورا رئيسيا في دعم المتمردين ووافقت روسيا على كبح القتال في جنوب سوريا الذي كان المعارضون المدعومون من أمريكا فيه أكثر قوة وأجبر المعارضون بدلا من ذلك على قتال التنظيمات المتطرفة فقط وفي الوقت نفسه سحقت الجماعات الاسلامية في الشمال المسلحين المدعومين من أمريكا فدمرتهم أو ضمتهم إليها وهو ما جعل الدور الأمريكي هناك لا معنى له.
وأشارت المجلة إلى أنه في عام 2017 قاتلت الجماعات المدعومة من الولايات المتحدة النظام بشكل متقطع من موطن ضعف وبدعم صغير جدا من واشنطن ولهذا لم تجد إدارة ترمب منذ تنصيبها هذا البرنامج السري عمليا لتبدأ به كما أن ترمب لم يكن متحمسا له منذ البداية حيث أنه سبق أن صرح في نوفمبر الماضي بأنه سينهي دعم المسلحين السوريين بقوله "نحن لا نعلم من هم هؤلاء الناس"، مقترحا أن الولايات المتحدة ستركز بدلا من ذلك على مقاتلة تنظيم داعش الإرهابي.
وقالت المجلة إن هناك فارقا بسيطا بين رؤيتي اوباما وترمب لهذا البرنامج السري ويتعلق هذا الفارق بروسيا نفسها فترمب يعتقد أن روسيا بوسعها إنهاء الحرب في سوريا بينما لم تتعاط إدارة اوباما مع هذه الإمكانية بشكل كبير.. مشيرة الى أن ثقة إدارة ترمب ربما تكون هي التي دفعته نحو إنهاء دعم المسلحين الذين كان من الممكن وضعهم على "أجهزة إعاشة "- حسب تعبير المجلة- أو الاحتفاظ بهم لحين الحاجة إليهم.
ومضت المجلة تقول: إنه بدون الدعم الامريكي لم يكن بوسع المسلحين البقاء في الحرب ضد الأسد وحلفائه وهذا يضع مصير جنوب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة والذي يعد أحد آخر المناطق الخاضعة للجماعات المقربة من الولايات المتحدة تحت رحمة روسيا التي تعهدت بوقف إطلاق نار هناك.واضافت أنه حتى إذا أرادت روسيا إجبار الأسد وإيران على احترام وقف إطلاق النار إلا أن سوريا يحكم أمرها الفصائل على الأرض أي الأسد ونظامه والمقاتلون الذين تسيطر عليهم إيران.
وكدت أن دمشق لن تتسامح مع ورم سرطاني يتمثل في المعارضين بالقرب من العاصمة وهو ورم قد يتضخم حجمه ليشكل تهديدا أمنيا خطيرا عليها.
وأوضحت المجلة أن برنامج "أخشاب الجميز" قد يستبدل بشيء جديد فقد يعاد تنظيم هذه الجماعات المسلحة لتشكل قوة عازلة للأردن أو حتى إسرائيل بالاضافة إلى قوة قائمة لمكافحة الجهاديين وقد يُعاد توجيه المقاتلين الممولين من أمريكا للمشاركة في حملة البنتاجون الرسمية لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
وقالت المجلة في الختام إن السيناريو الأفضل لترمب: هو أن تفرض روسيا مناطق وقف إطلاق نار في بعض المناطق في سوريا وهو ما سيجعل الأسد تحت السيطرة في غالبية المناطق الهامة بينما يتمثل السيناريو الأسوأ في أن يستغل الأسد وحلفاؤه الضعف الجديد لتدمير الجماعات المهددة بشكل أكبر وليسيطر على مزيد من الأراضي وهي نتيجة لم يكن ليتقبلها ترمب ومن قبله أوباما.
========================
واشنطن بوست: ثوار سورية يشعرون بالخيانة بعد قرار ترامب بوقف برنامج تسليحهم
http://www.all4syria.info/Archive/428443
واشنطن بوست: ترجمة ريما قداد- السوري الجديد
قال قادة بعض جماعات الثوار السوريين يوم الخميس إنهم يشعرون بخيبة أمل إزاء قرار إدارة ترامب بوقف برنامج التدريب والتسليح السري من وكالة الاستخبارات المركزية لمقاتلي المعارضة، في مبادرة بدأت بعهد الرئيس “باراك أوباما” إلا أنها ظهرت وسط خسائر في أرض المعركة ومخاوف من انتشار التطرّف في صفوف الثوار.
“نحن بكل تأكيد نشعر بالخيانة”، هذا ما قاله الضابط “طلاس سلامة” من “أسود الشرقية”، وهم مجموعة تابعة للجيش السوري الحر. ويقول سلامة ونوابه إنهم تلقّوا دعماً من الـ CIA لإخراج تنظيم الدولة الإسلامية من بعض المناطق في الشمال السوري غير أنهم خاضوا إلى جانب ذلك معارك ضد القوات الموالية للحكومة.
وأضاف سلامة: “يبدو أنهم قد تخلّوا عنا في أصعب لحظة، وتبين أنهم أرادوا مساعدتنا عندما كنا نحارب تنظيم الدولة الإسلامية، والآن وبينما نقاتل النظام، يريد الأمريكيون الانسحاب”.
كما قال سلامة وآخرون، ممن تم التواصل معهم هاتفياً، إنهم قرأوا القرار وحسب عندما ذكرته صحيفة الواشنطن بوست أولاً في تقارير ترجمتها وسائل الإعلام المحلية. ولم يكن القادة واضحين حول كيفية تطبيق وقف البرنامج أو ما إذا كان ذلك سيؤثر في المقاتلين.
بينما أشار آخرون إلى تحسّن العلاقات بين ترامب وروسيا، الداعم القوي للرئيس السوري بشار الأسد. وقد قالت كل من حكومتي أمريكا وروسيا إن الأولوية تكون في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
“ما تزال الصورة غير واضحة بالنسبة لنا بعد، إلا أنني أعتقد أنها خطوة سيئة للغاية”، هذا ما قاله الضابط “أحمد الحمادي”، قائد في الجيش السوري الحر في ريف دمشق فيما يخص القرار.
وأضاف، في إشارة إلى دعم إيران الهائل للأسد: “سيعطي ذلك دفعة لنظام الأسد وسيقوّي الإيرانيين. كما سيضعف النفوذ الأمريكي في سوريا وفي المنطقة”.
إلا أنه
يضع نهاية رسمية لما يقول المحللون إنه قد أصبح برنامجاً بالياً وغير فعال إلى حد كبير، عطّله التدخل العسكري الروسي لدعم نظام الأسد عام 2015، ما وجّه ضربة مدمّرة للثوار.
وفي ذلك قال سلامة:
“لقد كانت الأسلحة والموارد التي زوّدتنا بها وكالة الاستخبارات المركزية قليلة للغاية بالمقارنة مع ما أرسلتها كل من روسيا وإيران للنظام”.
شاحنة تسير في طريق مدمر في أحد مناطق درعا التي يسيطر عليها الثوار في 16 يوليو/ تموز
وفي دعم وكالة الاستخبارات المركزية قال: “لقد أحدث فرقاً، إلا أنه لم يكن هائلاً، فلم تكن الولايات المتحدة ترسل لنا الطائرات أو القوات البرية”.
وفي واقع الأمر، كانت سياسة أوباما تهدف إلى خلق حالة من الجمود في ساحة المعركة، وهذا ما أملت الإدارة في أن يؤدي إلى وضع حدٍّ للصراع عن طريق التفاوض. وقد بدأ الأمر عام 2013 بتدريب وتسليح الثوار الذين تم فحص وضعهم وعلاقتهم بالمتطرفين.
وقد اشتمل هذا على جماعات مثل الفرقة 13 في الشمال السوري وجيش اليرموك في الجنوب ما تسبب في تدهور قوة الأسد.
لكن روسيا تدّخلت بالطائرات الحربية والبوارج، ومع تركيز الولايات المتحدة على تنظيم الدولة، عانى الثوار منذ ذلك الحين.
وفي ذلك قال اللواء “أحمد السعود”، الذي يدير الفرقة 13 لقوات الثوار في محافظة إدلب: “لقد أدى البرنامج دوراً مهماً في تنظيم الثوار ودعمهم”. وأضاف أن ذلك “لن يؤثر في قتالنا ضد النظام وتنظيم داعش أو النصرة”، وهو الاسم السابق للفصيل التابع لتنظيم القاعدة. غير أنه أعرب كذلك عن عدم اعتقاده بقيام الولايات المتحدة بوقف دعمها.
وعلّق على ذلك بقوله: “لا أعتقد أن هذا سيحصل؛ فالولايات المتحدة قوة عظمى ولن تنسحب بتلك الطريقة”.
========================
الصحافة الفرنسية والروسية :
"ليبراسيون": وقف واشنطن تمويل المعارضة السورية مجرد إشارة
http://alghad.com/articles/1734512-ليبراسيون-وقف-واشنطن-تمويل-المعارضة-السورية-مجرد-إشارة
باريس- اعتبرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أن الرئيس دونالد ترامب بقرار وقف تمويل المعارضة السورية إنما أراد أن يبعث لنظيره فلاديمير بوتين إشارة واضحة تؤكد نيته تحسين العلاقات مع روسيا.
وكتبت الصحيفة الفرنسية: "ترامب، ونظرا للتسريبات التي تطفو على السطح يوميا وتفضح بالتفصيل علاقته بروسيا، يبذل القسط الأكبر من وقته في تبرير نفسه دون أن يفكر باستراتيجيته تجاه روسيا، التي طلب مرضاتها في المسألة السورية حامية الوطيس، فيما الكونغرس مستمر في التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية".
وأضافت "ليبراسيون، أن وقف واشنطن تمويل المعارضة السورية ليس إلا تلبية لرغبة روسيا حليف الرئيس السوري /بشار الأسد/ في حربه على المسلحين والإرهابيين، مشيرة إلى رفض سارا ساندرس متحدثة البيت الأبيض، ومكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي الإدلاء بأي تصريح حول قرار وقف التمويل المفاجئ هذا.
وختمت الصحيفة الفرنسية: "رغم أنه لا يمكن اعتبار هذه الخطوة تنازلا كبيرا لروسيا، إلا أنها وبغض النظر عن كل شيء، تمثل إشارة واضحة لبوتين تؤكد استعداد إدارة ترامب لتطبيع العلاقات مع موسكو. يشار إلى أن دائرة الأمن الداخلي، وإدارة الاستخبارات المشرفة على أجهزة الاستخبارات الأميركية الـ17 كانت قد زعمت في تقرير خاص نشرته حول "التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية" أن موسكو قرصنت حسابات شخصيات ومنظمات سياسية بهدف "التدخل في العملية الانتخابية الأميركية"، دون أن توضح طبيعة هذا التدخل.
اما صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية التي استندت اليها "ليبراسيون"، فذكرت في إطار اتهامات الديمقراطيين لروسيا بدعم حملة دونالد ترامب الانتخابية، أن شخصيات مرتبطة بموسكو بعثت إلى موقع "ويكيليكس" رسائل إلكترونية مقرصنة من حسابات جون بوديستا، المدير السابق لحملة المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون والحزب الديمقراطي"، كما كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" هي الأخرى أن "القراصنة الروس هاجموا مواقع الحزب الجمهوري كذلك واستطاعوا التأثير في سير العملية الانتخابية الأميركية".-(وكالات)
========================
صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا: روسيا تفوز على الولايات المتحدة الأميركية في سورية    
http://www.geroun.net/archives/89358
22 تموز / يوليو، 2017التصنيف ترجمات ترجمة- سمير رمان
“بوتين ربح في سورية!” تحت هذا الشعار البرَّاق، نشرت الصحيفة الأميركية واسعة النفوذ (واشنطن بوست) مادَّةً تقول فيها إنَّ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ستقوم، تنفيذًا لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بوقف برنامج تدريب المجموعات المسلّحة المعارضة للحكومة السوريّة. تقول الصحيفة: “من الناحية العملية، يعتبر قرار إغلاق البرنامج اعترافًا بمحدودبَّة إمكانيّة واشنطن تحريك أذرعها في سورية، وكذلك يشي بغياب الرغبة في إسقاط نظام الأسد”. من ناحيةٍ أُخرى، يُنظر إلى القرار بمثابة “الرغبة المبيَّتة للتنازل لروسيا”. هناك مبررات للافتراض بأنَّ استنتاجات صحيفة (واشنطن بوست) تطابق جزئيًّا فقط الوقائع.
أولًا، لم تُناقش، في واقع الأمر، أيُّ تنازلات من جانب الولايات المتحدة الأميركية لروسيا. وهذا واضحٌ من معلومات الصحيفة نفسها، وكذلك من بقيّة وسائل الإعلام الأميركية الأخرى التي نشرت موادَّ حول هذا الموضوع. تقول مصادر (واشنطن بوست) إنَّ ترامب اتّخذ قرار وقف برنامج تدريب المعارضة السورية المسلّحة، قبل اللقاء” التاريخي” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في هامبورغ بداية شهر تموز 2017. وقد نضج هذا القرار، “بعد لقائه مع مدير وكالة الاستخبارات الأميركية مايك بومبيو ومع مستشاره للأمن القومي غيربرت ماك ماستر”، تكتب الصحيفة.
ثانيًا، تؤكّد (واشنطن بوست) أنَّ قرار ترامب يتعلَّق أساسًا بالمقاتلين المتمركزين في الأردن، حيث كانت تجري عمليّات تدريبهم. وكما هو معروفٌ الآن، اتفقت الولايات المتحدة الأميركية وروسيا معًا على إقامة منطقة حدوديّة جديدة من مناطق خفض التصعيد في سورية. وبالطبع، لم يعد لتدريب المقاتلين في هذه المنطقة معنى.
وثالثًا، لم يحصل بوتين على أيَّ تنازل من الرئيس الأميركي، لأنَّ تدريب المجموعات المسلّحة الأُخرى يتمّ، كما كان في السابق، على خطّ البنتاغون.
يوم البارحة، نشرت وكالة (الأناضول) التركية حزمةً جديدة من المعلومات المتعلّقة بالتسليح الواسع وغيره من وسائل الدعم التي تقدّمه الولايات المتحدة الأميركية للمجموعات المسلَّحة الكرديّة وللفصائل المسلّحة المعارضة، التي تخوض معارك ضدَّ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وتؤكِّد أنقرة أنّ تدريب وتسليح هذه المجموعات يتمّ في عشر قواعد أقامتها الولايات المتحدة الأميركية في الشمال السوريّ، على المناطق التي تسيطر عليها فصائل حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكرديّ، الذي تعدّه تركيا تنظيمًا إرهابيًّا. وبحسب معلومات مصادر وكالة (الأناضول) من محافظة الحسكة السورية، فـ “خلال الأسبوع الماضي فقط، تلقَّت فصائل قوات سورية الديمقراطية المتواجدة شمال مدينة الرقّة 195 حاوية من الأسلحة”. ومن هنا يُفهم أنَّ الولايات المتحدة الأميركية ستستمرّ بتقديم الأسلحة لهذه الفصائل حتى هزيمة “تنظيم الدولة الإسلامية” بالكامل.
في الوقت نفسه يمكننا أن نؤكّد أنَّ استنتاج (واشنطن بوست) عن انتصار روسيا في سورية، لا يخالف الواقع كثيرًا. إذ تواردت، في الأيّام الماضية، أخبارٌ من سورية تتحدَّث عن هجومٍ ناجح تشنّه القوات الحكومية السورية بمساندةٍ من قبل الميليشيات الشيعيّة المتحالفة معها في عدّة مناطق، ومن ضمنها منطقة حقول النفط والغاز الموجودة على شاطئ نهر الفرات الأيمن. وبحسب المعلومات الواردة من دمشق، وفي وقتٍ تشتبك “قوات سورية الديمقراطية” الكردية وإلى جانبها القوات الأميركية مع مقاتلي “تنظيم الدولة الإسلامية” في مدينة الرقّة ومحيطها، قامت قوات بشار الأسد مدعومةً بالقوات الجويّة الروسية بتحقيق تقدمٍ ناجح جنوب محافظة الرقَة نفسها لتحرّر مدينةً وسدًّا، بالإضافة إلى خمسة عشرة بئرًا لاستخراج النفط والمياه. وتقتبس وسائل الإعلام عن أحد مهندسي استخراج البترول قولَه: “خلال الأربع أسابيع الماضية فقط، تمكَّنت القوات الحكومية من استعادة أكثر من 40 بئرًا من آبار النفط في منطقة الرقة”. وبشكلٍ خاصّ، عادت لسلطة دمشق آبار استخراج النفط في دابسان، دايلَع، تبيسان، الثورة، باهاب والرميلان. وكما تبيّن لاحقًا، فقد فجّر مقاتلو “تنظيم الدولة الإسلامية”، أثناء تراجعهم، بعض أبراج الآبار أو قاموا بتحطيمها. يقول المهندس السوري: “بعد نزع الألغام من أماكن مضخَّات الأبراج، سنقوم بفكِّها وإرسالها إلى مدينة حمص ليتمَّ إصلاحها، ونأمل أنْ يتمَّ استئناف العمل في غالبية الآبار، بحلول نهاية شهر تموز”.
في الوقت نفسه، ما زال موقف “تنظيم الدولة الإسلامية” قويًّا، وخاصَّةً في دير الزور التي انسحب إليها مقاتلو التنظيم من مناطق الرقَّة، تحت ضغط القوات الكردية والفصائل الداعمة لها. وكما يقول المستشرق الخبير فلاديمير بوبوف، فإنَّ آبار النفط السورية الرئيسيّة تقع في محافظة دير الزور تحديدًا. وبرأيه، لن يكون الاقتصاد السوري قابلًا للحياة، إذا لم تتمكّن دمشق الرسميّة من استعادة السيطرة على هذه المحافظة. وبأخذ النشاط الأميركي، فإنَّ هذا الخطر يبقى قائمًا. وعلى الرغم من ذلك، تشنُّ القوات الحكوميّة السورية، بمساندة الميليشيات ودعم القوات الجويّة الروسية، هجومًا من عدَّة محاور في الوقت نفسه باتجاه دير الزور: من الغرب انطلاقًا من منطقة تدمر، ومن الشمال بمحاذاة نهر الفرات انطلاقًا من نقاط انطلاق في حلب. أمّا من الجنوب فتتقدّم باتجاه مقاتلي التنظيم الميليشيات الشيعيّة العراقية.
تفسَّر نجاحات دمشق هذه، بارتفاع كفاءة الدعم الذي يقدِّمه لقواتها الخبراءُ من روسيا الاتحاديّة على مدى عامَين تقريبًا. إلى جانب تدريب الجنود السوريين، تقوم الإدارة العسكرية الروسية في سورية بابتكار طرقٍ جديدة أكثر فاعليَّةٍ للقيام بالعمليات القتالية للسوريين ولقواتِّها نفسها. على ما يبدو، لم يكن من باب المصادفة عقدُ اجتماعٍ لقادة القوات الروسيَّة، كان أحد مواضيعه الرئيسيّة يتعلّق بتبادل الخبرات في مجال تنفيذ العمليات العسكرية في سورية.
تقول وزارة الدفاع الروسية: إنَّ مناوراتٍ مهمَّة جرت في مركز التدريب “مولينو” في مقاطعة نيجني غورد، حيث تعرَّف خلالها المشاركون “على تنظيم عمليات الفصائل المهاجمة للاستيلاء على مناطق مأهولة، تتحصَّن فيها تشكيلات المتمردين المسلَّحة، وكذلك تلقّى المشاركون في هذه المناورات تدريبًا على تنظيم الأعمال القتالية الدفاعيّة”. بالإضافة إلى ذلك، استُخدمت، في حلّ المهماتّ الموضوعة أمام الوحدات المقاتلة، أحدث وسائل الاتصالات، الطائرات المسيّرة، التحصينات الهندسيّة وغيرها من التقنيات. وسبق أنْ نفت السلطات الرسمية الروسية عدَّة مراتٍ مشاركتها في العمليات العسكرية في سورية. إلا أنَّه يبدو أنَّ التجربة السورية ضروريةٌ للحرس الروسي، لمواجهة التشكيلات المسلَحة المتمردة على الأراضي الروسية نفسها، وخاصّةً في عمليّات محتملةٍ ضدّ المقاتلين في شمال القوقاز.
========================