الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 23/5/2018

سوريا في الصحافة العالمية 23/5/2018

24.05.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • فورين بوليسي: الاستراتيجية الأمريكية ضد إيران مجرد أماني
http://klj.onl/1zTLt
  • ديلي بيست: هكذا استخدم بوتين الكنيسة الأرثوذكسية لتسويق سياساته في سوريا
http://o-t.tv/vM3
  • «فورين أفيرز»: القاعدة ثم داعش.. أمريكا دائمًا تقود معركتها الخاطئة ضد الإرهاب
https://www.sasapost.com/translation/the-never-ending-war-on-terror/
 
الصحافة العبرية :
  • معاريف : من نتنياهو للأسد .هذه شروطنا لوقف قصف سوريا
http://jpnews-sy.com/ar/news.php?id=142900
  • «يديعوت»: الاحتلال يواصل العمل في سوريا ويشوش على الإيرانيين
http://www.vetogate.com/3187324
 
الصحافة الروسية والفرنسية :
  • يوراجيا فيوتشر الاوراسي :التسوية السورية ... ومصير القوات الأجنبية بين انسحاب و «تجميد»
http://www.alhayat.com/article/4582235/رأي/الصحافة-العالمية/التسوية-السورية-ومصير-القوات-الأجنبية-بين-انسحاب-و-تجميد
  • لوفيغارو :الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي يغيّر معادلات في الشرق الأوسط
http://www.alhayat.com/article/4582234/رأي/الصحافة-العالمية/الانسحاب-الأميركي-من-الاتفاق-النووي-يغير-معادلات-في-الشرق-الأوسط
 
الصحافة الامريكية :
 
فورين بوليسي: الاستراتيجية الأمريكية ضد إيران مجرد أماني
 
http://klj.onl/1zTLt
 
وصفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الاستراتيجية الأمريكية التي عرضها وزير الخارجية مايك بومبيو، الاثنين، ضد إيران بأنها أحلام وأماني أكثر من كونها استراتيجية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي عرض، الاثنين، قائمة من 12 مطلباً أساسياً، على إيران تنفيذها قبل الشروع في الدخول بمفاوضات لصفقة كبرى، وفق قوله.
ومن بين الأشياء التي عرضها بومبيو، مطالب كانت قد وافقت عليها إيران، ولم تلتزم بها، ضمن الصفقة النووية، التي خرقتها أمريكا مؤخراً، وضمن ذلك وقف الدعم للجماعات التي تصنفها أمريكا على أنها إرهابية، واحترام سيادة العراق ونزع سلاح المليشيات وإعادة دمجها، وإنهاء الدعم العسكري لجماعة الحوثي، وغيرها من المطالب.
وأكدت المجلة أن الجميع، وضمنهم أولئك الذين خدموا في إدارة باراك أوباما، يودون أن تتوقف إيران عن هذه الأنشطة، حيث سعى فريق أوباما من أجل ذلك، وعمل للحيلولة دون امتلاك إيران السلاح النووي، ووقّع معها الصفقة الشهيرة، على الرغم من أن هذه النتيجة غير مؤكدة الآن.
يدَّعي ترامب ووزير خارجيته بومبيو، أن لديهما خطة واستراتيجية لكيفية القيام بكل هذه المطالب، التي عُرضت الاثنين، ولكن هل يمكن اعتبار ذلك استراتيجية؟
تقول المجلة إن فريق ترامب ليس لديه خطة أو استراتيجية لكيفية إرغام إيران على القيام بأي شيء من الأشياء التي قدمها بومبيو، ومما يزيد الطين بلة أن البيت الأبيض لا يبدو أنه سيكون قادراً على التعاون مع أوروبا من أجل تطبيق عقوباته على إيران؛ بسبب الطريقة التي تعاملت بها إدارة ترامب مع الصفقة الإيرانية في الأشهر الأخيرة.
وأوروبا ليست في حالة مزاجية جيدة، قد تدفعها إلى التخلي عن الاتفاق النووي، فهي تريد الحفاظ عليه مهما كان صعباً، ولاحظنا ذلك في ردود الفعل الأوروبية تجاه الخطاب الذي ألقاه بومبيو الاثنين، حيث كانت ردود الفعل سلبية بالمجمل، فقد وصف وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، تلك المطالب بأنها "الخطة الجامبو" وأنها "صعبة للغاية".
لقد أظهرت إدارة ترامب مرة أخرى ضعف خبرتها في التعامل مع الملفات الكبرى، فقائمة المطالب التي قدمها ترامب غير واقعية سواء من حيث الوسائل أو الغايات، فالأصل أن قضية كوريا الشمالية يجب أن تكون قد علّمت إدارة ترامب أن التفاوض يبدأ تدريجياً.
لقد أمضت إدارة أوباما سنوات من أجل العمل للتوصل إلى اتفاق مع إيران، والآن عدنا إلى لا شيء، وظلت إيران مشكلة، والولايات المتحدة باتت أكثر عزلة وأقل ثقة في الخاررج، وإيران قادرة على رفع الضغط النووي، ومن هنا فإن ما عرضه بومبيو لا يمكن اعتباره استراتيجية للنجاح، وإنما استراتيجية للكوارث.
==========================
ديلي بيست: هكذا استخدم بوتين الكنيسة الأرثوذكسية لتسويق سياساته في سوريا
 
http://o-t.tv/vM3
 
كشف تقرير جديد نشره موقع "ديلي بيست" محاولة روسيا خداع (البابا فرانسيس) عبر إقناعه بالانضمام إلى بيان تضامن أخوي عابر للطوائف بهدف خفض الأعمال العدائية بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا. الطلب الذي رفضه (البابا فرانسيس) ونشرته الكنيسة الأرثوذكسية الروسية (ROC) على الرغم من رفض رأس الكنيسة الكاثوليكية له.
ويشير التقرير، إلى أن الفكرة بدأت الشهر الماضي، عندما توصلت إدارة (فلاديمير بوتين) إلى فكرة "إعلان مشترك" يصدره (البطريرك كيريل) رأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية و(البابا فرانسيس) بهدف الدعوة إلى السلام و "خفض التصعيد" بين القوى الكبرى في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أن فكرة البيان تبدو جيدة، إلا أنه كان جزءاً من مبادرة أوسع نطاقاً، قام بها قسم العلاقات الخارجية للكنيسة الأرثوذكسية الروسية. حيث أمر مكتب (بوتين) باستخدام "شبكة القسم الدولية" بهدف "دعم دور الكرملين في سوريا.. وكذلك دعم نظام الأسد" وذلك وفقاً لمذكرة سرية أطلع عليها "ديلي بيست" بعد أن قدمت له من قبل جهاز استخبارات غربي. وتظهر المذكرة المسربة من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية اعتماد (بوتين) على "دعم أو على الأقل التعليقات الإيجابية الصادرة من الكرسي الرسولي" الأرثوذكسي.
وبحسب المذكرة المسربة رفض (البابا فرانسيس) ربط اسمه بـ (البطريرك كيريل) خصوصاً أن المسودة الأولية للبيان التي أعدها قسم العلاقات الخارجية للكنيسة ركزت على "الوضع الحالي للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة" وأكدت على الحاجة لعقد لقاء بين الرئيسين (دونالد ترامب) و(فلاديمير بوتين) لحل الأزمة في سوريا، في إشارة لبقاء (الأسد) على اعتباره حامي الأقليات الدينية.
وجاء رد الفاتيكان، بحسب المذكرة، بأنه يرغب "بمشاركة خمسة بطريركيات أخرى على الأقل من المسيحيين المشرقيين ورؤساء الكنيسة الكاثوليكية المحلية، لا سيما برثلماوس الأول البطريرك المسكوني ورئيس أساقفة القسطنطينية" حيث شدد الفاتيكان بأنه بدون (برثلماوس) لن يكون هناك (فرانسيس).
تجاوز الفاتيكان
في 16 نيسان، أتخذ البطريرك المسكوني (الأب برثلماوس) قراره الأخير بعدم الانضمام إلى الإعلان، وبالتالي لم يكن من الممكن أن يوقع (البابا فرانسيس). مع ذلك يقول التقرير أن مكتب العلاقات الخارجية للكنيسة نشر البيان الذي احتفلت به الصحافة الروسية بدون التوافق حوله، الأمر الذي لم يسر الفاتيكان على الإطلاق.
وجاء النص النهائي للإعلان بعيداً عن روسيا والولايات المتحدة وبدلاً من ذلك دعا " دول الأمم المتحدة، وخاصة أعضاء مجلس الأمن.. التغلب على خلافاتهم والعمل معاً من أجل السلام في العالم. معاً يمكننا دعوة القادة السياسيين إلى تفادي المزيد من التصعيد المتوتر، وتجنب المواجهة، والانخراط في الحوار".
مصدر مقرب من الفاتيكان أكد لـ "ديلي بيست" الصدمة الواسعة التي سببها أدراج اسم (البابا فرانسيس) قائلاً "أن البيان كان من جانب واحد صادر من روسيا، وليس بياناً مشتركاً مع الفاتيكان، كن متأكداً 100% من أن الفاتيكان لم يصدر البيان" وأضاف المصدر أن "جميع البيانات المشتركة تنشر في الموقع الإلكتروني الخاص بالمكتب الصحفي، ونشرة الأخبار الرسمية بالإضافة إلى أوسرفاتور رومانو – صحيفة الفاتيكان – وهذا لم يحدث إطلاقاً، الأمر الذي يخبرنا الكثير".
تاريخ من التسييس
وتظهر هذه الخطوة، بحسب التقرير رغبة موسكو بإظهار البطريركية على أنها غير مسيسة ومؤيدة للكنيسة الكاثوليكية إلا أن ذلك ليس صحيحاً. 
فمنذ بدايات 2000، عملت الكنيسة الأرثوذكسية بشكل وثيق مع "FSB – جهاز الأمن الفدرالي"، ذراع الأمن الداخلي في روسيا، ويشير التقرير إلى كون البطريرك السابق للكنيسة (ألكسي الثاني) هو نفسه أحد مخبري "KGB" خلال الفترة السوفياتية.
في كتابهما " النبالة الجديدة: استعادة الدولة الأمنية الروسية والإرث الدائم للكي جي بي" يقول (أندريه سولاتاتوف) و(إيرينا بوروجان) إن الكنيسة الأرثوذكسية "كانت دائماً تشك في التوسع الكاثوليكي" بالإشارة إلى حادثة طرد 5 قساوسة كاثوليك من روسيا في 2002، من قبل أجهزة (بوتين) الأمنية، بعد أن وجهت تهم لهم على أنهم جواسيس أجانب. حيث ورد في الكتاب كيف "يساعد جهاز الأمن الفيدرالي، في حماية مجال التأثير الأرثوذكسي ضد التبشير الغربي، لقاء مباركة الكنيسة للعمليات الأمنية التي تخوض صراعاً مع أعداء الدولة".
ويشر التقرير إلى تبني (بوتين) لهذا النهج من الأرثوذكسية، كغطاء لأيدولوجية الدولة الجديدة المعتمدة على المسيحية القومية، بوصفه هو، أي (بوتين)، المسيح القائد.
بدوره لم يؤيد (كيريل)، رأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، إعادة انتخاب (بوتين) كرئيس في 2012 فحسب بل وصفه بـ "معجزة الرب". 
وقدمت الكنيسة في روسيا، موافقتها المقدسة على جميع قرارات (بوتين) السياسية، من غزو شبه جزيرة القرم وضمها إلى روسيا إلى إضفاء مأسسة رهاب المثلية وسحق الأنشطة المدنية التي وصفتها الكنيسة بـ "الشيطانية".
==========================
«فورين أفيرز»: القاعدة ثم داعش.. أمريكا دائمًا تقود معركتها الخاطئة ضد الإرهاب
 
https://www.sasapost.com/translation/the-never-ending-war-on-terror/
 
بدأت كاثرين زيمرمان، الباحثة في معهد إنتربرايز الأمريكي للأبحاث السياسية العامة، مقالها المنشور في مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، بأن الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر أعلنت بدء عملياتها لتحرير المعاقل النهائية للدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، فيما بدا أنها «اتممت المهمة» في الحرب ضد الإرهاب العالمي، بعد أن تمكنت في النهاية من إنهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق أواخر أبريل (نيسان)، تمكنت واشنطن من تحويل تركيز عملياتها الهجومية هناك إلى قتالها ضد معاقل الجماعة الإرهابية الأخيرة في سوريا، وفي «الخلافة الجغرافية» التي تضم أجزاءً من أفغانستان ونيجيريا واليمن، وكما قال الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا: «سوف نعود إلى الوطن قريبًا نسبيًّا. لقد انتهينا تقريبًا من كل عملنا في ما يتعلق بداعش في سوريا، وداعش في العراق، وقمنا بعمل لم يتمكن أي شخص آخر من القيام به».
قد يبدو الأمر وكأن انتصارًا عالميًّا على الدولة الإسلامية قريب، لكنه ليس كذلك، يبدو أن صناع القرار الأمريكيين لا يتعلمون أبدًا أنه عندما يتعلق الأمر بالإرهاب العالمي فإن المهمة لم تنته بعد، يمكن للدولة الإسلامية أو بعض من توابعها أن يعودوا في يوم من الأيام إلى العراق وسوريا لاستعادة خلافتهم، بينما كانت الولايات المتحدة تقاتل الدولة الإسلامية، استفادت مجموعات أخرى بوضوح من هذا الأمر، وتوضح الكاتبة بعض الأمثلة منها تقوية القاعدة والفصائل ذات الفكر المتشابه مثل: أحرار الشام، وجيش الإسلام، في شمال غرب سوريا، إذ تسعى القاعدة إلى إعادة ترتيب صفوف المتمردين العراقيين السنة من قاعدتها في سوريا، وتحذر المخابرات الأمريكية من استمرار تمرد السنة في العراق؛ مما سيسمح بظهور جماعة متطرفة أخرى في العراق، وقد ظهرت مجموعة تطلق على نفسها «الأعلام البيضاء» (في تناقض ملحوظ مع العلم الأسود للدولة الإسلامية) في محافظتي كركوك وديالى العراقيتين، من المحتمل أن يكون الانتصار المزعوم على داعش أكثر قصرًا من ذلك الذي كان على سلفه، وهو تنظيم القاعدة في العراق.
وتكمل الكاتبة أن الولايات المتحدة فشلت في كسب حربها على الإرهاب؛ لأن تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية لا يمثلان سوى جزء ضئيل من العدو الحقيقي وهي حركة عالمية، موحّدة بفكر أيديولوجي –جهادي سلفي– موجود خارج تنظيم القاعدة أو الدولة الإسلامية، تفسر مبادئ هذا اللاهوت العسكري، وتطالب باستخدام العنف لتحقيق رؤية ضيقة للإسلام، تتزاوج هذه المعتقدات مع التيار السلفي في الإسلام السني -الذي يسعى إلى إعادة الممارسة الدينية إلى الإسلام في بدايته- مع الاعتقاد بأن الكفاح المسلح العنيف باسم الإسلام هو واجب على جميع المسلمين.
إن الجهادية السلفية أكثر من مجرد تبرير الجماعات للعنف، تجمع الأيديولوجية شبكة عالمية وشاملة تضم مجموعات ومنظمات وأفرادًا -لا تعترف الولايات المتحدة بأنها مرتبطة كلها بالإرهاب- وهي توفر مذهبًا يوحد الجهود عبر المناطق دون الحاجة إلى التنسيق، هذه المبادئ التوجيهية تسمح للحركة بتنظيم نفسها؛ مما يعني أن الفوز ضد الجماعات المتطرفة وحدها هو معركة خاسرة.
وتشرح الباحثة كاثرين، على الرغم من أن الجهاد السلفي قد هبط إلى أطراف المجتمع منذ أواخر الثمانينيات، عندما انتهى الجهاد ضد السوفييت في أفغانستان، وبحلول عام 2014 حقق نجاحًا عالميًّا كان يمكن لأسامة بن لادن أن يتخيله فقط. وبحلول عام 2010، قامت القوات الأمريكية والعراقية بتقليص القاعدة فعليًّا إلى تهديد أمني يمكن السيطرة عليه، ولكن بسبب عدم معالجة الظروف التي سمحت للمجموعة بالعودة، أعيد تشكيل بقايا تنظيم القاعدة في العراق، وسيطر على الفلوجة في يناير (كانون الثاني) 2014، لم ينشأ تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية ومجموعات أخرى لأن أيديولوجيتهم قد استعادت الجماهير فجأة، لقد توسعت وتوطدت لأن الفوضى التي اندلعت في أعقاب الربيع العربي دفعت السكان السنة المحليين إلى تبادل دعمهم للجماعات السلفية الجهادية مقابل الأمن ضد تهديد أكبر، سواء كان ذلك التهديد يمثل ارتفاعًا عامًا في الجريمة، أو عدم الاستقرار في ليبيا، أو غزو القوات في اليمن، أو استمرار بشاعة نظام بشار الأسد في سوريا، كما عرضت الجماعات السلع والخدمات التي ملأت الحاجات المجتمعية العملية، ثم تبعتها من خلال إدخال السكان المحليين إلى الأيديولوجية الجهادية السلفية؛ مما أجبرهم في كثير من الأحيان على الامتثال للممارسات الصارمة.
وبالفعل، فإن الصراعات التي تجتاح حاليًا الكثير من مسلمي أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، أعطت الحركة الجهادية السلفية الحافز الذي تحتاج إليه للحصول على موطئ قدم في هذه المناطق.
في المقابل، ترى الكاتبة أن على الولايات المتحدة توجيه استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب حول إزالة الظروف التي تمكن من نمو الحركة الجهادية السلفية، هذا ينطوي على عدة تكتيكات، بعضها يكسر المعايير المريحة، بادئ ذي بدء، يجب على واشنطن أن تحول تركيزها إلى الهزيمة العسكرية لمجموعات محددة، والسعي لمواجهة الأيديولوجية للمساعدة في جعل المجتمعات السنية أكثر أمنًا، وكما أثبتت التجارب في أفغانستان والعراق واليمن وغيرها، فإن الهزائم العسكرية للجهاديين السلفيين مؤقتة فقط، لقد حددت إدارتا بوش وأوباما حق الأيديولوجية بوصفه مصدر قوة للجماعات الإرهابية. ذهبت إدارة أوباما خطوة أبعد من جهود إدارة بوش للفوز في «حرب الأفكار»، وجعلت مكافحة التطرف العنيف، والذي شمل التشكيك في المعتقدات السلفية الجهادية، وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للسنة في المجتمعات المعرضة للخطر، وهي دعامة استراتيجية أساسية في مكافحة الإرهاب. لكن كلا الزعيمين أخطأ في افتراض أن مهاجمة الأيديولوجية ستضعف دعم المجموعات. كانت الظروف على الأرض -ليست الأيديولوجية- هي التي تقود الدعم.
عنصر آخر مهم هو أن تعترف الولايات المتحدة بالمنافسة المستمرة بين المتطرفين للحصول على دعم المجتمعات السنية، وأن عليها توفير بديل للحركة الجهادية السلفية. إن تزويد المجتمعات السنية بالوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها من التهديدات الخارجية أو تقديم المساعدة لتحقيق الاستقرار في هذه المجتمعات سيقلل من احتمال تحولهم إلى الجماعات الجهادية السلفية للحصول على المساعدة. لدى الجماعات المتطرفة أتباع في جميع المناطق الجهادية التي تمكنهم من الاستجابة بسرعة للتطورات، والاستفادة من الفرص عند حدوثها. وتقول كاثرين إنه ليس من المعقول، ولا من المستحسن في كثير من الحالات، وضع الأمريكيين في جميع هذه المناطق، ولكن ينبغي على واشنطن أن تزرع، وتمكن الشركاء القادرين الذين سيعملون معها على مستوى المجتمع المحلي. قد لا ينطوي هؤلاء الشركاء على الدولة نفسها، خاصةً عندما تكون الدولة هي مصدر مظالم المجتمع، كما هو الحال في سوريا. لتحديد الشركاء المحتملين، يجب أن يلتقي الدبلوماسيون الأمريكيون مع القادة الرئيسيين خارج أسوار السفارة، إذ سيؤدي ذلك إلى فهم أفضل للديناميكيات المحلية، وتعزيز العلاقات مع الجهات الفاعلة البديلة، وسماسرة الطاقة المحليين. بالطبع، يجب على الولايات المتحدة فقط أن تعزز الجهات الفاعلة البديلة التي تدعم أيضًا فكرة وجود دولة مركزية موحدة.
وأخيرًا، ينبغي للولايات المتحدة أن تضغط من أجل معالجة المظالم السياسية والاقتصادية للمجتمعات المحلية، وخاصةً تلك التي تسببت فيها الدولة. على سبيل المثال في العراق وسوريا، ينبغي للولايات المتحدة التحول من مطاردة أعضاء الدولة الإسلامية إلى التركيز على المظالم السنية، والمساعدة في تحسين الحكم. تنبع مشاعر الظلم بين السنة العراقيين من تهميشهم في بغداد، وهي حالة يديمها استخدام إيران للمجموعات البرلمانية الشيعية لتعزيز النفوذ داخل الحكومة العراقية، إنه اتجاه سوف يتأثر بالانتخابات العراقية القادمة (لم تكن أجريت الانتخابات العراقية بعد وقت كتابة التقرير)، إذ يجب بذل الجهود لإعادة بناء المجتمعات السنية المتضررة، وخاصةً في الموصل، والأهم من ذلك، منع وصف جميع السنيين بأنهم متآمرون مع الدولة الإسلامية.
وبالمثل، تجاهلت سياسة الولايات المتحدة بشكل فعال المظالم السنية ضد النظام السوري، بدلًا من ذلك أصبح الأسد شريكًا فعليًّا ضد الدولة الإسلامية، وتحت ستار مكافحة الإرهاب، تمكن من استعادة السيطرة على أجزاء من الريف السوري، مع توسيع شركائه الأكراد لتشمل المناطق السنية تاريخيًّا، ما زالت الولايات المتحدة بحاجة إلى إيجاد شريك سني في سوريا، إذ يتوجب عليها أن تكون مستعدة للدفاع عن الطوائف السنية ضد الهجمات الوحشية لنظام الأسد، ليس فقط ضد استخدام الأسلحة الكيميائية ولكن أيضًا من البراميل المتفجرة والتجويع بوصفه سلاحًا من أسلحة الحرب.
الدعوة إلى معالجة المظالم المحلية وإعادة بناء الحكم ليست جديدة، إذ تكمن الصعوبة في إيجاد طريقة للقيام بذلك على نطاق واسع، وبدون نشر عسكري ضخم، يتطلب التوسع العمل من خلال شركاء إضافيين، سواء من الهيئات الإقليمية أو الولايات، ستكون الائتلافات والعلاقات الثنائية مهمة لإكمال المهام الرئيسية على مستوى العالم، ويجب أن يساعد الجيش الأمريكي في تمكين وتهيئة الظروف المسموح بها على الأرض لكي يعمل كل من الدولة والشركاء المحلين، ومن وجهة نظر الكاتبة يجب ألا يكون الأمن شرطًا مسبقًا لتنفيذ أو تسليم برامج المساعدة الإنسانية والإنمائية.
سوف تتطلب مثل هذه الاستراتيجيات حتمًا قبولًا أكبر للمخاطر، منها خطر على الموظفين، وخطر سوء الشركاء، وأيضًا خطر الفشل، فقدت الولايات المتحدة قدرتها على فهم وتشكيل البيئات بالنظر إلى أن العاملين لديها قد تراجعوا، لقد ملأت الجماعات الجهادية السلفية والجهات الفاعلة الأخرى (بما في ذلك إيران وروسيا) الفراغات التي تركوها وراءهم، والتي هي أكثر استعدادًا لتعريض أفرادها للخطر، إن الابتعاد عن الشركاء غير المثاليين بما في ذلك الجهات الفاعلة البديلة، مكّن أيضًا خصوم الولايات المتحدة من التدخل بدلًا من ذلك، لقد أدى الخوف من الخطأ وتفاقم الوضع إلى شل الولايات المتحدة وعجزها عن اتخاذ إجراءات عند الحاجة لتشكيل الصراعات؛ مما سمح للآخرين بما في ذلك الشركاء غير المناسبين، بالعمل، إنها حقيقة أن ليس كل الشركاء سيكونون مثاليين –فهم ليسوا مثاليين الآن، وسوف تتباعد مصالحهم في مرحلة ما– لكن الولايات المتحدة يمكنها دائمًا أن تختار إنهاء الشراكات السيئة، يجب أن يؤخذ الفشل درسًا بدلًا من الخسائر، إذ يمكن للولايات المتحدة التكيف معه وتحسينه.
الحرب ضد الإرهاب لن تفوز بها القوات العسكرية الأمريكية أو غيرها من القوات العسكرية المشاركة، تحتاج الأعمال العسكرية إلى جهد أكبر لإعادة الأمن إلى المجتمعات السنية، وبالتالي فتح مساحة للتنافس مع الحركة الجهادية السلفية، يحتاج الدبلوماسيون الأمريكيون إلى تطوير العلاقات مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، من أجل فهم مواقفهم، والتفاوض على حل النزاعات، يمكن للمساعدات الخارجية أن تلعب دورًا حاسمًا في مواجهة الحركة الجهادية السلفية عندما يتم تطبيقها بذكاء من أجل تعزيز الحكم الشرعي والمحلي، أو استخدامها وسيلة ضغط لتشكيل سلوك النظام، من الواضح أن استراتيجية واشنطن الحالية لاستهداف مجموعات إرهابية محددة لم تسفر عن أي نتائج نهائية مرغوبة، على الرغم من عدم وجود وصفة سهلة لمواجهة الحركة الجهادية السلفية عالميًّا، من المهم تذكر هذه المبادئ التوجيهية، وهي أن من المستحيل هزيمة حركة أيديولوجية عسكريًّا.
وتختم الكاتبة مقالها بأن الطريقة المؤكدة لخسارة الحرب على الإرهاب هي التركيز على هزيمة جانب واحد صغير فقط من الحركة، بدلًا من التركيز على مجموع جميع الأجزاء المتحركة، وتضيف نهايةً: إذا لم تقبل الولايات المتحدة هذا الواقع، فسوف تجد نفسها متورطة في حرب لا تنتهي على الإرهاب، وتنتظر «إتمام مهمة» حقيقية، وقد لا تصل أبدًا.
==========================
 
الصحافة العبرية :
 
معاريف : من نتنياهو للأسد .هذه شروطنا لوقف قصف سوريا
 
http://jpnews-sy.com/ar/news.php?id=142900
 
كشفت صحيفة " معاريف " الاسرائيلية النقاب عن رسالة سِرّية بعث بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وعرض عليه فيها طرد القوات الإيرانية ونظيرتها التابعة لحزب الله من سوريا مقابل الوقف الإسرائيلي الفوري لقصف مواقع في سوريا.
وقالت الصحيفة وفقا لما أسمته "تسريبات استخباراتية" ، ونسبتها إلى مصدر في الخارجية الإيرانية: إنّ الرئيس الروسي فلادمير بوتين نقل الرسالة الإسرائيلية إلى الرئيس السوري خلال لقائهما الأخير في منتجع سوتشي، وبموجب الرسالة تتوقف إسرائيل فورًا عن شنّ هجماتها العسكرية على سوريا، وأن تسحب الولايات المتحدة قواتها من البلد ذاته، مقابل موافقة الأسد على إبعاد القوات الإيرانية ونظيرتها التابعة لحزب الله عن الأراضي السورية.
وبحسب المصدر الإيراني ذاته، قالت مصادر روسية رفيعة المستوى لنظرائهم في طهران: إنَّ أنشطة الحرس الثوري الإيراني، والقوات العاملة تحت إمرته في سوريا ستقود المنطقة حتمًا إلى حرب شاملة، وطلبت الدوائر الروسية من إيران إبعاد قواتها عن خط التماس بين سوريا وإسرائيل.
وتشير التسريبات إلى أنَّ إيران رفضت التجاوب مع الطلب الروسي، واختزلت ردّها في تسريع وتيرة التوقيع مع الجيش السوري على تدشين قواعد عسكرية إيرانية دائمة في الأراضي السورية. وبهذا الخصوص أيضًا كشفت التسريبات أنَّ النظام الإيراني ينتظر ردّ سوريا على فكرة إقامة قاعدة عسكرية إيرانية على الحدود السورية- العراقية بمنطقة دير الزور، وهي الفكرة التي حصلت إيران على موافقة مبدئية عليها من دمشق .
==========================
 
«يديعوت»: الاحتلال يواصل العمل في سوريا ويشوش على الإيرانيين
 
http://www.vetogate.com/3187324
 
مروة محمد
أكد تقرير إسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن دولة الاحتلال تواصل العمل في سوريا حتى بعد الهجوم الذي نسب إليها قبل أسبوعين، كما أنها تقوم بعمليات تشويش ضد الإيرانيين في الأراضي السورية.
وقال تقرير صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نقلاً عن ضابط إسرائيلي كبير في القوات الجوية لم تكشف هويته: إن دولة الاحتلال نفذت عمليات أخرى منذ الهجوم الأخير في سوريا، مضيفًا: "نحن نحافظ على حريتنا في العمل بسوريا"، ولفت إلى أهمية الجانب الاستخباراتي في هذا الشأن.
وأشارت يديعوت إلى أن أقوال الضابط تأتي في أعقاب تصريحات قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، إن دولة الاحتلال كانت أول من استخدم طائرات من طراز F35 في العالم.
وأضاف نوركين، بحسب صحيفة "معاريف" العبرية أن "دولة الاحتلال تطلق المقاتلة إف-35 في كل أنحاء الشرق الأوسط، وهاجمنا بها بالفعل مرتين على جبهتين مختلفتين"
==========================
 
الصحافة الروسية والفرنسية :
 
يوراجيا فيوتشر الاوراسي :التسوية السورية ... ومصير القوات الأجنبية بين انسحاب و «تجميد»
 
http://www.alhayat.com/article/4582235/رأي/الصحافة-العالمية/التسوية-السورية-ومصير-القوات-الأجنبية-بين-انسحاب-و-تجميد
 
أندرو كاريبكو 
تشارف حرب الإرهاب الهجينة على سورية على بلوغ «تسوية سياسية» للنزاع. وقرار التدخل الروسي لمكافحة الإرهاب في سورية كان أول خطوة من ثلاث خطوات بادر إليها بوتين هناك، وثانيها هو إعلان مسودة الدستور الذي صاغته روسيا في كانون الثاني (يناير) 2017، في أول جولة من اجتماعات آستانة فور تحرير حلب– وهذا تطور مهم، والخطوة الأخيرة كانت قمة بوتين– نتانياهو في موسكو في ذكرى النصر. وذيلت هذه الزيارة بضربتين إسرائيليتين على سورية هما الأوسع نطاقاً على الجمهورية العربية السورية منذ حرب 1973، ووجهت الضربات هذه رسالة مفادها بأن روسيا تيسر الضربات على «حزب الله» وقوات الحرس الثوري الإيراني. والموقف الروسي هذا هو حلقة من حلقات استراتيجية موازنة جيو- استراتيجية معقدة لشؤون الشرق الأوسط. وأدرك الرئيس السوري أن سياسة التلكؤ في تنفيذ مسودة الدستور التي صاغتها روسيا، ورفض البدء في انسحاب الحرس الثوري الإيراني و «حزب الله» على مراحل، ارتدت على بلاده، وجعلتها في موقع أضعف في المفاوضات، وأطلقت عنان أوسع ضربات إسرائيلية في عقود. لذا، سارع الرئيس الأسد إلى سوتشي لمقابلة الرئيس بوتين، وبحث معه في ما يمكن فعله لوقف التدهور وتفاقم الأمور في سورية. ونجم عن المفاوضات الروسية– السورية المكثفة إعلان الأسد أنه يدعم عملية مراجعة الدستور استناداً إلى مقترحات المسودة الروسية؛ والأهم هو إعلان بوتين نفسه توقعه انسحاب القوات الأجنبية المسلحة من الجمهورية العربية السورية. وأوضح مبعوثه الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، أن القوات هذه تشمل قوات إيران و «حزب الله» على قدر ما تشمل قوات تركيا وأميركا.
ويعصى الخيال كيفية حمل أكثر من 2000 عسكري أميركي على الخروج من قواعدهم- وعددها يفوق 20 قاعدة في شمال شرقي سورية- من دون إشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة. ويعصى كذلك تصور طرد تركيا من إدلب وعفرين من دون المخاطرة بالحرب، ولا يبدو أن أياً منهما قد ينسحب سلمياً، على رغم أن كفة هذا الاحتمال سترجح إذا عقدت أنقرة صفقة مع موسكو- وهو أمر تستبعده واشنطن. في الأحوال كلها، يمكن توسيع ما يسمى «مناطق التصعيد» لتشمل «دائرة النفوذ» الأميركية في «كردستان» السورية، والبدء هناك في إرساء «مسودة الدستور» الروسية القائمة التي تقترح «اللامركزية» والتي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى منح هذه المناطق درجة عالية من «الاستقلالية» «تُجيز» لها إبرام صفقات عسكرية أجنبية «تضفي مشروعية قانونية» على بقاء هاتين القوتين المحتلتين من أجل عدم تهديد «السلام الهش».
أما بالنسبة للحرس الثوري الإيراني و «حزب الله»، فلا يرابط أي منهما في نطاق جغرافي محدد من دون غيره، على غرار «دائرة نفوذ» كل من أميركا وتركيا. ولكنهما، على خلاف القوات الأميركية والتركية، موجودان في سورية نزولاً على دعوة من حكومتها الشرعية والمنتخبة ديموقراطياً. وهذا يعني أن السلطات السورية السيدة يسعها أن تطلب منهما المغادرة الآن بعد إنجاز شطر كبير من مهمتهما الأصلية، أي مكافحة الإرهاب، إثر هزيمة داعش والانطلاقة الجدية لعملية السلام في البلاد. ويجب توديع هذه القوات بأبهى المراسم بعد تهنئتها على المهمة التي أنجزتها على أحسن منوال.
انسحاب مرحلي
و«الانسحاب المرحلي» للحرس الثوري الإيراني و «حزب الله» في حلة محترمة، هو الاحتمال الأكبر. والمفارقة أن كلاهما سيكون سعيداً بالانسحاب- وهذا ليس من مبدأ احترام مضيفيه السوريين. فالانهاك نال من «حزب الله» في حرب متواصلة منذ سبع سنوات، وهو أدى فيها دوراً محورياً هاماً على الجبهة، في حين أن إيران تجبه تحديات أكثر أهمية من «الحفاظ على السلام» في سورية، وتحتاج إلى الانصراف إليها في الوقت الحاضر، وسط مساعي زعزعة الاستقرار التي تقودها الولايات المتحدة ضدها.
والانسحاب من سورية سيسمح لـ «حزب الله» بإعداد الجبهة الداخلية اللبنانية لصد عدوان صهيوني جديداً، بينما في وسع إيران تهدئة بعض اضطرابات المجتمع المدني المتصاعدة في مدنها والتحركات الشعبية، من طريق إعلان أنّها ستعيد توجيه الأموال التي كانت تخصصها لإرساء السلام في سورية إلى التنمية المحلية وتخفيف أثر العقوبات. أما بالنسبة لمهمتهما الأساسية في محاربة الصهيونية، فيسع كل من حزب الله والحرس الثوري الإيراني القيام بها خارج سورية، بعد إدراك أن قواتهما مكشوفة أمام النيران الإسرائيلية. ويعود هذا الانكشاف إلى الضوء الأخضر الذي أعطاه الرئيس بوتين قبل أسبوع ونصف لنتانياهو، فتحولت الجمهورية العربية السورية إلى مرمى رماية «إسرائيلي» كبير.
ولن يُسمح لـ «إيران» و «حزب الله» بمقاتلة «إسرائيل» «إلى آخر سوري»، أي سيحظر عليهما تنفيذ ما قد يعدان له نظراً لأنباء مرابطتهما العسكرية على مقربة من مرتفعات الجولان المحتلة. أمّا مصلحة البلد الحليف والمضيف فتقضي بـ «التراجع التكتيكي» الإيراني من سورية. وهذا التراجع يريح كاهل الأطراف الثلاثة، ويسمح لها بإعادة تجميع قواتها وتقييم استراتيجياتها استعداداً للقتال بفعالية أكبر في يوم آخر وفي ظروف أفضل.
وطالما أن الفرصة سانحة أمامهما للمغادرة كأبطال، حري بإيران و «حزب الله» اقتناصها، فهي تصب في مصالحهما الخاصة، على نحو ما تقدم. أمّا رفض هذه الصفقة، فيعني ببساطة توقف الرئيس بوتين عن «لجم» جماح صديقه الصدوق نتانياهو، وإطلاق العنان له، فيكون متوحشاً على قدر ما يريد لإجبار هذين البلدين على الخروج بالقوة. ولا يخفى أن «بيبي» (بنيامين نتانياهو) متعطش للدماء، وما يحول دون بل غليله هي «الوعود الطيبة» التي قطعها الرئيس بوتين في يوم النصر. ومفادها بأنه سينجح قريباً في «إقناع» الرئيس الأسد بتنظيم «انسحاب إيران المرحلي» بكرامة في المستقبل القريب، وبالتالي تجنب سيناريو التصعيد الخطير الذي تعمل موسكو لمنعه.
شدّ الحبال السياسية
وإذا سارت الأمور وفق الخطة، يمكن لإيران و «حزب الله» مغادرة سورية في الصيف، بالتزامن مع عملية «الإصلاح الدستوري» من طريق وساطة الأمم المتحدة لالتزام معظم المسودة الروسية للدستور. والبدء في التزام هذه المسودة يترتب عليه «تجميد» الوجود التركي والأميركي في البلاد، وإرساء نوع من «السلام البارد». والخطوة التالية بعد تغيير الدستور، هي تنفيذ «البنود» الأخرى في قرار 2254 ، أي تنظيم انتخابات جديدة. ويرجح أن تكون برلمانية، وليست رئاسية. فالرئيس الأسد سيبقى على الأغلب في منصبه في الفترة الانتقالية كرئيس «اسمي» في «مساومات» دستورية متفق عليها.
ويُرجح أن ينتاب القلق أولئك الذين يخشون على المستقبل السياسي للرئيس الأسد. لكن كل اللاعبين يحتاجونه للبقاء في السلطة، بغض النظر عما يقولونه في العلن. وفي غياب الأسد قد يظهر شقاق جديد في المجتمع ينفخ في النزاع المسلح. ولذا، ستوافق الولايات المتحدة وتركيا وحتى «إسرائيل» ضمناً على بقائه في منصبه وتجنب تعريض استراتيجية «التوازن» التي سعت إليها روسيا جاهدة.
أفكار ختامية
بالطبع، سورية دولة ذات سيادة وتتخذ قراراتها الخاصة في نهاية المطاف، حتى لو كانت هذه الخيارات تأثرت بالوضع الجيو- استراتيجي الذي رسمه الآخرون (روسيا تحديداً). ووقوف الرئيس الأسد إلى جانب نظيره الروسي عندما تحدث الأخير عن انسحاب جميع القوات المسلحة الأجنبية من الجمهورية العربية هو أبرز إشارة إلى أن دمشق توافق ضمناً على اقتراح موسكو، وأنها ستنفذ هذه الخطوة الحساسة وراء الكواليس مع حلفائها الإيرانيين و «حزب الله». وحين الانتهاء من «الانسحاب المرحلي» المتوقع، يتلاشى التهديد العسكري «الإسرائيلي» التقليدي المباشر لسورية، على نحو ما يقضي التفاهم «المتوازن» بين الرئيس بوتين ونتانياهو خلال قمة يوم النصر. وهذا بالتوازي مع التقدم السياسي في عملية «الإصلاح الدستوري» من طريق الأمم المتحدة وعملية السلام.
وليس في المتناول «حل مثالي» لحرب الإرهاب الهجينة على سورية ولا بلوغ أقصى المبتغى أو الأفضل من دون المغامرة باندلاع حرب أخرى. لذا، تؤدي روسيا دور الموازن بين اللاعبين وتحملهم على مساومات لا خاسر فيها وتجمد المسائل الشائكة والخلافات (الاحتلال التركي والاحتلال الأميركي). والأولوية اليوم هي للسلام ثم إعادة الإعمار، واللاعبون كلهم، بما في ذلك إيران، سيشاركون في هذا، وسيحشد العالم كله الدعم لهذا الجهد الهائل، على رغم تركيز المشاركين استثماراتهم في «مناطق نفوذ» معينة، مثل دول الخليج في «كردستان» سورية التي تحتلها أميركا، والصين في مناطق نفوذ الحكومة السورية.
والسلام في الأفق، لكنه لم يكن ليكون ممكناً لولا مساعدة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله حلفاءهم في الحفاظ على الدولة السورية إلى حين تدخل روسيا في 2015، والقيام بمساهمتها الحاسمة في الحرب. وبعدها، بادر «السيد الأكبر في رقعة الشطرنج»، الرئيس بوتين، إلى سلسلة مذهلة من المناورات الديبلوماسية لإرساء «توازنات» تجعل روسيا الحَكَم الأسمى في شؤون الشرق الأوسط.
* صحافي أميركي مقيم في موسكو، عن موقع «يوراجيا فيوتشر» الاوراسي، 20/5/2018، إعداد علي شرف الدين
==========================
 
لوفيغارو :الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي يغيّر معادلات في الشرق الأوسط
 
http://www.alhayat.com/article/4582234/رأي/الصحافة-العالمية/الانسحاب-الأميركي-من-الاتفاق-النووي-يغير-معادلات-في-الشرق-الأوسط
 
إيزابيل لاسير 
بادر الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، إلى إبرام الاتفاق الإيراني، على رغم شوائبه، وقدم تنازلات كثيرة في سبيل تفادي نزاع جديد في الشرق الأوسط. ولكن، على رغم أنه أفضل الشرور (الحرب)، الاتفاق هذا هو «مساومة خاسرة» ابتعدت عن شروط المجتمع الدولي الأولية، ومنحت إيران حق التخصيب. وعليه، أُجيز لطهران الاحتفاظ بالبنية العسكرية النووية وتجاهل قرارات الأمم المتحدة. والقيود على برنامجها النووي تُرفع في 2025. ولم تنعقد ثمار الاتفاق النووي الحميدة التي كان الغرب يرجوها. فـ «الانعطاف الجيو- سياسي الذي أمل فيه أوباما لم يحصل»، يقول مندداً جان- سيلفستر مونغرينييه في ورقة صادرة عن معهد توماس مور. وعوض تحول الجمهورية الإسلامية إلى ديموقراطية سوق إسلامية، واندماجها في العولمة، برزت جبهة روسية– شيعية في الشرق الأوسط». ويراهن الرئيس الأميركي على خنق الاقتصاد الإيراني من طريق العقوبات لتقويض النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وحمل طهران على العودة إلى المفاوضات، وربما طرد الملالي من الحكم... فباب المفاوضات لم يغلق كلياً. والإدارة الأميركية ترغب في اتفاق جديد. وواشنطن تميل إلى صفقة كبيرة، ولكنها تتلمس بَعد السبيل إلى ذلك «، تقول دانيال بليتكا، نائبة رئيس معهد أميركن أنتربرايز. ورد طهران على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، معتدل، إلى اليوم. ولكن هل يُقدم الإيرانيون على ما يطلبه الأميركيون؟ وواشنطن تغالي في طلباتها: العودة عن البرنامجين الصاروخي والنووي وطي النفوذ الإقليمي... و «كأن ترامب يرغب في ألا تعود إيران على نحو ما عهدت نفسها!»، تقول بليتكا.
والحق يقال يتفاقم الاضطراب في الشرق الأوسط. ويرى المؤرخ والديبلوماسي الفرنسي السابق، جان– بيار فيليو، أن الانسحاب الأميركي من المنطقة «قوّض مبدأ الديبلوماسية في الشرق الأوسط، وهذه خسرت (الديبلوماسية) صدقيتها بسبب عجزها في القضية الفلسطينية والنزاع السوري». والنتائج التي قد تترتب على القرار الأميركي كثيرة. فإذا قررت طهران الانسحاب بدورها من اتفاق 2015 أو استئناف تخصيب اليورانيوم، اندلعت أزمة انتشار نووي جديدة. ولوحت دولة عربية كبرى أنها لن تتأخر عن خوض المغامرة النووية إذا حازت إيران سلاحاً ذرياً. وتنظر باريس بعين القلق إلى تقاطع الأزمات وتناسلها. فإلى وقت قريب، «كانت كل أزمة على حدة (من الأزمات الأخرى)، واليوم، تتشابك الأزمات وتهدد بانفجار وأزمات كبرى»، ينبه ديبلوماسي فرنسي. فينفخ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي و»الانعطاف الاستراتيجي الإسرائيلي» في نيران الأزمات الناجمة عن غياب حل سياسي في سورية وإطباق إيران اليد عليها، والسياسة التركية المعادية للأكراد، والانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي. وإسرائيل إلى وقت قريب نأت بنفسها عن النزاع السوري. ولكن المرابطة الإيرانية العسكرية المباشرة وغير المباشرة (وكلاء طهران)، اضطرتها إلى التدخل المباشر. وهذه التطورات تربط ربطاً غير مسبوق بين الميدان السوري والملف الإيراني. ولذا، تحذر باريس من خطر توليد النزاع السوري نزاعات إقليمية بين الدول.
ولكن هل فات أوان الحؤول دون حرب إيرانية– إسرائيلية في وقت تلوح نذر الحرب بينهما على الحدود السورية – الإسرائيلية؟ ففي التاسع من أيار (مايو)، صبيحة اليوم التالي على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، رد الجيش الإسرائيلي على إطلاق صواريخ، نسبت إلى «فيلق القدس» على الجولان. ومن طريق هذا الرد، سعت إسرائيل إلى رسم حدود المحظور وإرساء الردع. ولم تعد ضربات الجيش الإسرائيلي توجه إلى «حزب الله» وحسب، بل كذلك إلى «فيلق القدس» الإيراني والقوات الإيرانية في سورية. وآذن توسيع مروحة الأهداف بمرحلة جديدة من الحرب. وقرب إيران من الحدود الإسرائيلية يعرض إسرائيل لخطر وجودي. فقوات الحرس الثوري الإيراني، الباسدران، طورت برنامج صواريخ باليستية مداها أكثر من ألفي كلم، ويهدد البرنامج هذا إسرائيل والدول العربية. وحين تدعو الحاجة، يسع إيران تزويد الصواريخ هذه برؤوس نووية متفجرة. فنفوذ طهران يتمدد في المنطقة. و»التدخل الإيراني في سورية هو حلقة من حلقات مشروع هيمنة على الشرق الأوسط والخليج والمتوسط. فطهران تتبجح بالسيطرة على 4 عواصم عربية (بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء)»، يقول جان- سيلفستر مونغرينييه. ويتعاون «حزب الله» اللبناني مع «حماس» في غزة. وفي مثل هذه الظروف، تبدو الحرب الإسرائيلية– الإيرانية واقعة لا محالة.
ويقضي الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني المبرم في تموز (يوليو) 2015 بسد ثغراته الثلاثية الأركان: مآله ما بعد 2025، والبرنامج الباليستي، والتدخل الإيراني الإقليمي. ويقول ديبلوماسي فرنسي إن باريس تشارك واشنطن دواعي قلقها. ولا تستخف بما ساقه علي أكبر ولايتي، مستشار مرشد الثورة في الشؤون الخارجية، وقوله إن محور المقاومة يمتد من الخليج إلى المتوسط. ولكن على رغم ما يجمعهما من قلق، تحتج فرنسا على ما يقترحه ترامب من حلول لهذه المشكلات. وتأمل فرنسا وألمانيا وبريطانيا في إقناع إيران بالتمسك بالاتفاق، وحمل ترامب على مواقف مجدية أكثر. فمنذ مطلع العام، تتباحث باريس وبرلين ولندن أسبوعياً مع واشنطن حول المسألة الإيرانية. وترمي العواصم الأوروبية إلى ملء فراغ الانسحاب الأميركي ثم حمل البيت الأبيض على سلك طريق المفاوضات. والمبادرة الفرنسية تحاكي ما حصل حين انسحاب واشنطن من اتفاق باريس للمناخ في حزيران (يونيو) 2017. ومنح المسؤولون الإيرانيون الأوروبيين مهلة شهرين لنزع فتيل الأزمة. وبعضهم يراهن على مبادرة ترامب إلى اتفاق جديد أوجه الشبه بينه وبين الاقتراح الفرنسي كبيرة، إذا واجه ميزان قوى لا يرجح كفة بلاده. ولكن هل يقتنع الإيرانيون بمثل هذا الحل؟ الرئيس حسن روحاني منفتح على الحوار- ولكن الحوار ليس صنو القبول.
وتبرز تحالفات جديدة في المنطقة، الحادي عليها هو جبه النووي الإيراني. فخصوم إيران يتحالفون. والضغط يكبر على حلفائها في سورية، أي على روسيا. فطهران وموسكو تدعمان بشار الأسد، وهما أنقذا نظامه المترنح في 2015. وزار بنيامين نتانياهو مرتين موسكو، ودعاها إلى تقييد يد حليفها الإيراني. فوافق الرئيس الروسي على وقف تسليم نظام الأسد منظومة «أس 300». فهذه المنظومة تعوق العمليات الإسرائيلية في سورية. ولكن بوتين لم يلتزم تقييد يد القوات البرية الإيرانية. فهذه جسر موسكو إلى تدخل «خفيف» في سورية من دون الانزلاق إلى المستنقع أو الهاوية.
ولا شك في أن العلاقات بين ضفتي الأطلسي تمتحنها أزمة الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي. والأغلب على الظن أن العلاقات بين واشنطن وباريس في الأشهر المقبلة ستتوتر. وبعضهم يأمل في دعم روسي وصيني لمساعي رأب الاتفاق النووي الأوروبية.
وسبق أن دعت بكين وموسكو إلى إنقاذه. ولكن فرص نجاح الدور الصيني والروسي ضعيفة، تقول بليتكا. وليس في مقدور الصين وروسيا منح إيران ما تريد: جواز المرور إلى العالم المتحضر».
* مراسلة، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 17/5/2018، إعداد منال نحاس
==========================