الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 23/5/2017

سوريا في الصحافة العالمية 23/5/2017

24.05.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : http://www.merqab.org/2017/05/المسار-الكردي-نحو-الاشتراكية-في-سوريا/ http://www.merqab.org/2017/05/داعش-ضعفت-ولكن-لا-تزال-قوية/ http://www.all4syria.info/Archive/412912 http://www.all4syria.info/Archive/412846 http://altagreer.com/النفط-والأسلحة-هكذا-تشتعل-الحروب-بالو/
الصحافة الروسية والفرنسية والعبرية : http://idraksy.net/white-house-policy-towards-the-kurds-and-turkeys-position http://arabi21.com/story/1007770/البايس-لماذا-يثير-مشروع-الناتو-العربي-مخاوف-إيران#section_313 http://arabi21.com/story/1007715/بروفيسور-إسرائيلي-3-قوى-تتحكم-بالمنطقة-كيف-نتعامل-معها#section_314
الصحافة التركية : http://www.turkpress.co/node/34661 http://www.turkpress.co/node/34697
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى :المسار الكردي نحو الاشتراكية في سوريا
http://www.merqab.org/2017/05/المسار-الكردي-نحو-الاشتراكية-في-سوريا/
معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
فابريس بالونش            
في شمالي سوريا، يهدف حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني إلى تعزيز نظام سياسي واقتصادي يقوم على الاكتفاء الذاتي والديمقراطية المحلية. ومع ذلك، فإن إلقاء نظرة فاحصة على التدابير التي يجري تنفيذها , يكشف عن جهد واضح لتطبيق أيديولوجية زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان المناهضة للرأسمالية. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأيديولوجية تتلاءم مع الظروف الاقتصادية المحلية أم لا .
المجتمعات كوحدات سياسية أساسية
يسعى حزب الاتحاد الديمقراطي إلى تطبيق مبادئه الخاصة في شمال سوريا , فعلى الرغم من أن الحزب لا يخطّط رسمياً لبناء دولة كردية أو حتى منطقة مستقلة هناك، إلا إنّه يسعى إلى إنشاء مجتمع ديمقراطي مسؤول في إطار نظام اتحادي , بدأ ذلك في عام 2013 من خلال إنشاء حرکة المجتمع الدیمقراطي، وهو تحالف يضمّ جمعیات مدنیة وأحزاب سیاسیة , ثم في تشرين الثاني/ نوفمبر من نفس العام، أعلن الحزب عن إنشاء إدارته المستقلة، ألا وهي روج آفا، التي تنقسم إلى ثلاثة مقاطعات وهي الجزيرة وكوباني، وعفرين , وبالإضافة إلى ذلك، من المفترض أن تقوم روج آفا بتنظيم الحياة الاقتصادية من خلال تعزيز التعاونات , وفي الريف من المخطط أن يُنظَّم المزارعون ويُطلب منهم العمل معاً وتبادل فائض الإنتاج مع تعاونيات أخرى، ومع ذلك، هناك شكوك بشأن المبادئ الكامنة وراء هذه التدابير وتطبيقها على أرض الواقع.
عدم التوافق مع التنويع الاقتصادي
في القطاع الزراعي، تريد السلطات الجديدة خفض حصة المقاطعة من الحبوب والقطن، وهي المحاصيل الرئيسية المنتجة في المنطقة، لإفساح المجال أمام الأنشطة التي تساعد المجتمعات المحلية على تحقيق المزيد من الاكتفاء الذاتي في مجال التغذية، كزراعة الخضروات والتشجير. وفي الوقت نفسه، فإن الصناعة غائبة تقريباً عن جميع المقاطعات، ويعود ذلك أساساً إلى تفضيل نظام الأسد إبقاء الأمور بهذه الطريقة "لأسبابٍ أمنية". ولسدّ هذه الثغرة وتلبية الاحتياجات المحلية، ترغب السلطات في تطوير الصناعات الغذائية والصناعات التحويلية , وقد تحاول أيضاً الاستفادة على نحو أتم من موارد النفط المحلية , إلّا أنّ جذب المستثمرين إلى مثل هذا النظام المناهض للرأسمالية سيكون أمراً صعباً .
كشف علاقات روجافا مع دمشق
لا يزال تطبيق هذه النظريات متواضعاً في المجال الاقتصادي في روج آفا، لأن حزب الاتحاد الديمقراطي يدرك أنه يخاطر بتنفير جزء كبير من السكان، ولكن ستشجع إعادة فتح الاتصالات البرية مع منطقة نظام الأسد في غرب سوريا على العودة إلى التصدير المربح للحبوب والقطن , وعلاوةً على ذلك، من المرجّح أن تُغمر السلع المصنّعة من منطقة النظام أسواق روج آفا قبل أن يتمكن أي إنتاج محلي من التطور, وإذا فشل النظام الاقتصادي التعاوني لحزب الاتحاد الديمقراطي بسبب الضغوط، فمن المرجح أن يحفّز ذلك إلى تخلي حزب الاتحاد الديمقراطي عن إرادته في تغيير مجتمع روج آفا والموافقة على تطبيع العلاقات مع دمشق. وأياً كان النهج الذي يختاره الحزب، فسيكون السكان المحليين، الأكراد وغير الأكراد، أكثر ميلاً للقبول بالسعي لتحقيق شكل من أشكال الاستقلال الذاتي إذا ما تحسّنت ظروفهم المعيشية.
========================
 
راندا :داعش ضعفت ولكن لا تزال قوية
 
http://www.merqab.org/2017/05/داعش-ضعفت-ولكن-لا-تزال-قوية/
 
يبدو أن نهاية داعش ما زالت مجهولة وغامضة , فالبعض يقول أنها قد هزمت تقريبا وهي تكافح للحفاظ على الرمق الأخير في الموصل و الرقة ,ويرى محللون آخرون أن داعش لا تقهر، وهي متجهة إلى نشر الفوضى في الشرق الأوسط خلال العقد القادم وما بعده.
نهاية قريبة حتمية
على مدار العام الماضي، فقد داعش نسبة كبيرة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها في العراق وسوريا وأماكن أخرى، بما في ذلك شبه جزيرة سيناء في مصر وليبيا وأفغانستان ونيجيريا. ويجري حاليا تقليص مواردها المالية، كما أن مقاتليها يتخلون عن التنظيمات بأعداد كبيرة. وعلاوة على ذلك، قتل العديد من قادتها، بمن فيهم أبو عبد الرحمن، وهو ملازم كبير لزعيم داعش أبو بكر البغدادي، و أيضا كعلامة تجارية، يعاني داعش أيضا من فقدان شعبيته في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، والواقع أن وجود داعش كمنظمة تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي وتزعم أنها خلافة مشروعة , من المؤكد أنها تقترب من نهايتها.
 داعش الخالدة
حتى مع فقدان داعش للأراضي وهزيمتها في نهاية المطاف ، فإنها ستظل قادرة على أن تشكل تحديا هائلا للأمن الدولي. وستستمر عملياتها الإعلامية بلا هوادة , ومع انتقال المجموعة من التمرد إلى حركة إرهابية تحت الأرض، أكثر لامركزية وانتشارا، فسوف تكون قادرة على البقاء ومواصلة الهجمات الإرهابية في الشرق الأوسط وحتى في أوروبا وأمريكا .وهناك سبب آخر وراء استمرار تهديد داعش هو الطبيعة الأيديولوجية للجهادية السلفية، التي أثبتت مرونة وقدرة على التكيف في مناطق مختلفة.
الحالة الراهنة
إن داعش في طريقها للهزيمة , لهذا تستعد لتحويل تنظيمها إلى جماعة إرهابية سرية , وكما يتضح من عملياتها في الموصل، فإن داعش لن تتخلى دون قتال , فقد قام المتمردون بنشر مجموعة من المهاجمين الانتحاريين فى محاولة لوقف التقدم من قوات الامن العراقية.أما في الرقة، فداعش لديها مجموعة أساسية من حوالي 4000 مقاتل مستعدون للدفاع عنها, و بالتأكيد سيكون الكفاح من أجل الرقة أكثر دموية من المعركة الجارية من أجل الموصل , كما أن السياسات التي تقف خلف معركة داعش في الرقة معقدة أيضا , حيث تعارض تركيا بشدة الخطة الامريكية الحالية التى تشمل تسليح الاكراد السوريين. كما أن التعاون  ما بين الولايات المتحدة و روسيا مازال مجهولا, وكيف سيكون رد النظام السوري من هذه المعركة ؟
========================
 
واشنطن بوست: كيف يمكن لترامب توجيه ضربةٍ لإيران والمساعدة في إنقاذ سوريا؟
 
http://www.all4syria.info/Archive/412912
 
كلنا شركاء: هاف بوست عربي
تجد الولايات المتحدة نفسها الآن وسط معركةٍ متصاعِدة في جنوب البلاد أدَّت الأسبوع الماضي إلى صدامٍ بين الولايات المتحدة والقوات الموالية للحكومة السورية والمدعومة إيرانياً، وذلك رغم تردُّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانخراط بصورةٍ أعمق في الحرب الأهلية السورية.
توضح صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في مقال للكاتب جوش روجين، أنه في حال كان ترامب قادراً على اغتنام الفرصة، فإنَّ بإمكانه توجيه ضربةٍ للنفوذ الإيراني الإقليمي والمساعدة بالتالي في إنقاذ سوريا.
وكما قالت إدارة ترامب، فإنَّ الضربة الجوية التي نفَّذها التحالف في 18 مايو/أيار بالقرب من قاعدة التنف على الحدود السورية مع العراق والأردن كانت مجرد ضربةٍ واحدة. وذكر تصريحٌ صادر عن وزير الدفاع الأميركي أنَّ قواتٍ الأسد قد عبرت إلى داخل إحدى “مناطق تخفيف التصعيد”، الأمر الذي شكَّل تهديداً للقوات الأميركية، وفق ما ذكر تقرير سابق لقناة العربية الإخبارية.
لكنَّ المناوشات القريبة من التنف لم تكن مجرد حادثةٍ منفصلة، وفقاً لواشنطن بوست، فبحسب مسؤولين وخبراء وقادة في المعارضة على الأرض، فقد تسبَّب هجومٌ لميليشياتٍ مدعومة من إيران في إطلاق مواجهةٍ مستمرة وتتسارع وتيرتها بقوة في تلك المنطقة. وتحاول إيران فرض سيطرةٍ استراتيجية على المنطقة لإقامة ممرٍ يبدأ من لبنان وسوريا مروراً ببغداد وصولاً إلى طهران.
ويقول جوش روجين، الكاتب بقسم الآراء العالمية بصحيفة واشنطن بوست الأميركية، والذي يكتب في مجالي السياسة الخارجية والأمن القومي، إنه في حال نجحت الحملة الإيرانية، فإنَّها ستعيد تشكيل الوضع الأمني الإقليمي جذرياً، وتضر بالهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة دير الزور القريبة، وتُقوِّض بشكلٍ مباشر الجهود الأميركية لتدريب وتجهيز قوةٍ عربية سنية محلية مقاتِلة تُعَدُّ ضروريةً لإحلال استقرارٍ طويل الأمد.
معركة لا يمكن تجنبها
وباختصار، هي معركةٌ لا يمكن، ولا يجب، للولايات المتحدة أن تتجنَّبها. وهي أيضاً فرصةٌ لترامب لإكمال ما تقول إدارته من أنَّها ترغب في فعله بالشرق الأوسط، وهو التصدّي للنزعة العدوانية والتوسُّعية الإيرانية.
ويؤكد روجين أنه إلى الآن لا يرى البيت الأبيض الأمر بذلك الوضوح. فقد أخبره أحد المسؤولين بأنَّ قرار توجيه ضربةٍ لقوات النظام السوري والقوات المدعومة إيرانياً الأسبوع الماضي قد اتَّخذه قادةٌ عسكريون على الأرض، وليس البيت الأبيض. وقال المسؤول إنَّ القادة يمتلكون سلطة توجيه الضربات كلما اعتقدوا أنَّ القوات الأميركية مُهدَّدة، مشيراً إلى أنَّه لم يطرأ أي تغييرٍ على السياسة الأميركية في سوريا.
وقال المسؤول: “لم يكن ثمة تغييرٍ كبيرٍ وجوهري أدَّى إلى ذلك السيناريو (أي الضربة)”. وبالفعل غيَّرت الضربة حسابات طهران. فقال تشارلز ليستر، الباحث بمعهد الشرق الأوسط، إنَّ القذائف الأميركية أصابت ميليشيا مدعومة من الحرس الثوري الإيراني تُدعَى كتائب الإمام عليّ. وبعد الضربات، ذكرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء أنَّ إيران سترسل 3000 مقاتل من حزب الله إلى منطقة التنف لإحباط “مؤامرةٍ أميركية”.
ويضيف الكاتب الصحفي أن أحد قادة المعارضة السورية، ويعمل مع الجيش الأميركي، أوضح أنَّه في حين يوجد خليطٌ من قوات النظام والقوات الإيرانية والميليشيات يحاربون في المنطقة، فإنَّ الإيرانيين هم من يقودون الحملة. ويُعَد هدفهم الأول هو السيطرة على مثلثٍ أمني من شأنه أن يمنحهم حرية الحركة بين بلدات شرقي سوريا في تدمر ودير الزور وبين بغداد.
هدف الإيرانيين
أمَّا هدف الإيرانيين الثاني فهو منع وصول المعارضة المدعومة أميركياً في التنف إلى دير الزور. فإذا سيطرت المعارضة على المدينة من داعش، فسيكون ذلك مكسباً كبيراً بالنسبة للمعارضة السُنّيّة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويشير المقال إلى أن قائداً في المعارضة قال إنَّ مجموعتين من المعارضة السورية قد فتحتا جبهةً ضد القوات المدعومة إيرانياً قبل نحو أسبوعين رداً على الحملة الإيرانية. وتعمل إحدى هاتين المجموعتين مباشرةً مع الجيش الأميركي. بينما تحظى الأخرى بدعم مركز العمليات العسكرية الذي تديره وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) والحلفاء في الأردن.
ورغم غياب الإقرار العلني من واشنطن، تعتقد مجموعات المعارضة أنَّها تحظى بدعمٍ ضمني من الولايات المتحدة لمنع إيران والنظام من السيطرة على المنطقة. ويُوحِّد هذا الاعتقاد مجموعات المعارضة على الأرض، التي رغبت طويلاً في محاربة إيران والنظام، بالإضافة إلى داعش.

ويوضح الكاتب الأميركي أنه يلاحظ أولئك الذين يدعمون المعارضة السورية في واشنطن هم أيضاً تغيُّراً في النهج الأميركي إزاء مواجهة إيران في سوريا. ومن غير الواضح، ما إذا كان ذلك مجرد مهمةٍ عَرَضية أم أنَّه تغيُّرٌ متعمّد على مستوى السياسيات، وتحديد ذلك لا علاقة له بالقضية في نهاية المطاف. فترامب يتحرك، وربما يكون ذلك مصادفةً، تجاه سياسةٍ أكثر صرامةٍ ضد إيران والأسد في سوريا، ولتلك السياسة آثارٌ حقيقية على الأرض.
وقال معاذ مصطفى، المدير التنفيذي لقوة الطوارئ السورية: “للولايات المتحدة خصمان رئيسيان في سوريا، هما إيران وداعش. وكلاهما يُشكِّلان مخاطر هائلة بالنسبة للأمن القومي والمصالح الأميركية في المنطقة”.
ويؤكد روجين أن معركة جنوب سوريا مستمرة، وأن على فريق ترامب أن يُقرِّر ما إذا كانت الولايات المتحدة ستلعب دوراً حاسِماً فيها. وبإمكان ترامب الوفاء بتعهُّداته بالتصدّي لإيران وإرساء استقرارٍ أكبر في سوريا فقط في حال تحرَّك بسرعة.
========================
 
ذا أتلانتك: ماذا فعلت إدارة ترامب في سوريا؟
 
http://www.all4syria.info/Archive/412846
 
كلنا شركاء: ذا أتلانتك- ترجمة صحيفة التقرير
من المحتمل أن تشكل الضربات الأمريكية الواضحة ضد القوات التي تدعم بشار الأسد تحولًا كبيرًا في نهج إدارة ترامب تجاه سوريا. تفيد التقارير بأن طائرات التحالف أصابت القوات السورية وحلفائها في التنف، بالقرب من الحدود مع الأردن والعراق.
وفقًا لـ “سي بي إس نيوز”، كانت الضربات ردًا على السيارات الموالية للنظام، والتي انتقلت إلى منطقة نزع السلاح المنشأة حول القاعدة العسكرية في التنف. ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإسلامي، الخميس، أن ثلاثة آلاف مقاتل من حزب الله أُرسلوا إلى التنف؛ لدعم الجيش السوري في معركته ضد الولايات المتحدة، و”إقامة الأمن على طريق تدمر – بغداد”.
إذا تأكد وجود هؤلاء المقاتلين في المنطقة، فقد تنهي الغارات الجوية والتصعيد العسكري المُحتمل فترة طويلة تجنبت فيها الولايات المتحدة اشتباكات عسكرية مباشرة مع إيران أو وكلاء تدعمهم إيران. إذا كانت القوات الأمريكية تتفاعل الآن مباشرة مع الميليشيات الإيرانية، قد يؤجج التصعيد – في غياب خطة حكمة – الصراع في سوريا وخارجها.
من ناحية أخرى، ستضطر الجمهورية الإسلامية إيران، الحليفة القوية لسوريا، إلى إعادة معايرة طموحاتها التوسعية في الشرق الأوسط، إذا واجهت مقاومة حقيقية من الولايات المتحدة بعد ما يقرب من عقد من الزمان من المعارضة غير المباشرة.
الرهانات مرتفعة، حيث أبدى خصوم إيران الإقليميون آمالهم في عكس حظ استعدادات ترامب لاحتضان الحلفاء السُنة التقليديين واتخاذ إجراءات عسكرية ضد الأسد، بينما تعتقد إيران وحلفاؤها أنهم على وشك انتصار كامل في سوريا.
رغم أن الضربات قد تكون دفاعًا عن النفس أكثر منها تحولًا في السياسة، إلا أن إدارة ترامب تسعى بنشاط إلى إيجاد سبل لصد إيران، ومناقشات البنتاجون، فضلًا عن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لتقديم اقتراحات حول أين وكيف تُرسم خطوط ضد ما تعتبره توسعية إيرانية.
يقول خبراء أمريكان ذوو خبرة في المنطقة وفي الحكومة الأمريكية إنهم تم استشارتهم حول نقاط الضغط المحتملة. في محادثاتي مع كبار المسؤولين العرب، شاركوا مقترحاتهم بالتفصيل. محتمل أن الضربات ضد التنف تشير إلى أن أمريكا تنتقل من مرحلة التخطيط إلى فترة من العمل العسكري، بهدف إلى الحد من الزخم الإيراني.
بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن إيران توغلت جدًا في العراق وسوريا ولبنان واليمن، فأي صد عسكري قوي مرحب به. لكن الولايات المتحدة تحتاج إلى توخي الحذر. يمكن أن تعزز معارضة إيران ووكلائها المصالح الأميركية وتستعيد توازن القوى الإقليمية، لكن فقط إذا تم نشر القوة العسكرية كجزء من استراتيجية دقيقة تحافظ على أمريكا بعيدًا عن حلفاء إيران المشككين.
حتى الآن، لا توجد دلائل على أن إدارة ترامب تقوم بأي من الأسس اللازمة لتجنب النكسة أو الخروج عن السيطرة المتصاعد، حيث يبدو أن أمريكا تتحول من مصدر الاحتواء إلى القوة العسكرية. اتبعت إدارة أوباما نهجًا حذرًا ومصالحًا لإيران، وتجنبت أي اشتباكات مباشرة اعتقادًا بأن جميع المخاوف الأخرى كانت ثانوية للمفاوضات النووية، وأن صراعًا بسيطًا نسبيًا حول سوريا أو اليمن يمكن أن يُنهي سنوات من المحادثات لتجميد البرنامج النووي الإيراني.
من الناحية العملية، تعلّم النظام أنه يمكن أن يتصرفوا على نحو متهور أو إلى أقصى حد كما يرغبون، سعيًا لتحقيق مصالحهم في الشرق الأوسط دون خوف من استجابة أمريكية قوية، حتى في أماكن مثل العراق. يقول مسؤولو إدارة أوباما إنهم يعتقدون أن هذا النهج سمح لهم بالحصول على الدعم الدولي للاتفاق النووي وتصوير إيران.
يُحتمل أن المفاوضات النووية كانت لتسفر عن نفس النتيجة، حتى لو ردت الولايات المتحدة ضد الأعمال الإيرانية في العراق وسوريا واليمن، قبل إبرام الصفقة. لكن بمجرد الانتهاء من الاتفاق النووي، اختار أوباما خيارًا ضعيفًا، وانضمت قواته إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة في حملة مخططة في اليمن عرقلت الدولة، واستهدفت المدنيين بشكل مُتعمد، وفتحت مكانًا جديدًا لتنظيم القاعدة، وعززت التأثير الإيراني على المتمردين الحوثيين في اليمن، بدلًا من تقليصه.
في الوقت نفسه، ترك إيران ووكلائها أحرارًا في العراق وسوريا. النتيجة اليوم هي إيران المنتصرة التي يمكن لحلفائها ووكلائها أن يطالبوا بمكانة مهيمنة في العراق وسوريا. كان ارتفاعها العسكري والسياسي، في كثير من الحالات، بتحريض مباشر من الولايات المتحدة.
لا عجب أن العديد من النخب الأمريكية في مجال الدفاع والسياسة الخارجية تريد أن ترى بعض الجهود المنهجية لاحتواء الطموحات الإيرانية في العالم العربي. لكن قرار البيت الأبيض بإشراك الطموحات الإيرانية وتحديها يمكن أن يتخذ أي عدد من الأشكال.
أذكى رهان (والأقل احتمالًا في بيت ترامب الأبيض) من شأنه أن يتفادى الاشتباكات العسكرية المباشرة، ويستخدم بدلًا من ذلك الضغط السياسي لتهميش وكلاء إيران في العراق، والقوة العسكرية ضد الحلفاء الإيرانيين في سوريا. من غير الواقعي محاولة محو النفوذ الإيراني في المنطقة، حيث خدع الملوك العرب أنفسهم في الاعتقاد بأن بإمكانهم القيام به في اليمن.
ما هو واقعي هو حرمان الإيرانيين وحلفائها من بعض أهدافهم، مثل النصر السريع للمتمردين السوريين في الجنوب والجنوب الشرقي، في حين أن تحقيق أهداف أخرى، مثل هيمنة العراق وسوريا، أكثر تكلفة.
كثير من المسؤولين في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية (مثل معظم نظرائهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط) لم يخفوا من ازدراءهم لأوباما، الذي يعتقدون أنه تخلى عن حلفائه التقليديين، وأهمل الاضطراب الذي اجتاح منطقة.
الآن يثقون بالكامل في ترامب، وهي مقامرة يرحب بها كبار المسؤولين في الخليج، ويتوقعون تمامًا أن تؤتي ثمارها. كما يعتقدون أنه سيقدر الدعم الهائل الذي يناله، من خلال شراء الأسلحة الأمريكية ودعم أسواق الطاقة العالمية، وأنه في المقابل سيأخذ اقتراحاتهم حول كيفية إدارة التهديدات الأمنية الإقليمية.
الرواية التي يؤمنون بها بسيطة بشكل مغر، فالمنطقة تواجه تهديدًا متطرفًا مزعزعًا للاستقرار، كما أن الشبكة التي يفترض أنها مُعقدة من قوى اللعب هي وجوه مختلفة تمامًا للظاهرة نفسها. يصور مبعوثو الخليج جماعة الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش، وحتى إيران، بأنهم أنماط مختلفة تجسد التطرف العنيف نفسه، وهو نهج مُبسط يؤدي إلى وصفات سياسية فظيعة، لكنه يعبر بشكل مريح عن اتجاه ترامب إلى التشهير بدين الإسلام.
هنا يكمن الخطر. الإدارة المتأصلة في واشنطن قررت أن الوقت قد حان لوقف إيران. حرب مشتعلة في اليمن بعد حملة ضغط عالية من قِبل حلفاء الخليج؟ لما لا. قصف حزب الله أو القوات شبه العسكرية العراقية الشيعية أو أي حليف إيراني آخر في سوريا، ما دام هناك خطر ضرب الروس؟ بالتأكيد.
لكن ماذا يحدث عندما تتراجع إيران وحلفاؤها؟ كانوا في هذه اللعبة لعقود، ويهدفون إلى ضرب المصالح الأمريكية باستخدام شبكة من الوكلاء والحلفاء، حيث غالبًا ما يكون من الصعب الاتصال مباشرة إلى طهران.
نتيجة لذلك، قد يكون التصعيد في نهاية المطاف أكثر تكلفة بالنسبة للولايات المتحدة. يمكن أن تؤدي الضربات في سوريا إلى تحويل التوازن ورفع تكلفة النظام دون التمسك العميق بالولايات المتحدة، مثل الضربات الصاروخية بعد الهجوم الكيميائي على خان شيخون في أبريل. لكن ضربات التنف تشير إلى تصعيد لا معنى له.
تشير التقارير إلى أن قوات العمليات الخاصة الغربية (ربما الأميركيين) متضمنة في قوة الوكيل الصغيرة التي تسمى مغاوير الثورة. كانت الغارات الجوية يوم الخميس لحماية تلك القوات الغربية، ولإرسال رسالة عدوانية إلى طهران ونظام الأسد وحزب الله. هل تتحرك إدارة ترامب دون إذن من الكونجرس الذي يعتنق سياسة اللامبالاة الكاملة لمصير سوريا، ويحارب النظام السوري أرضًا وجوًا؟
أفضل طريقة للمضي قدمًا ستستتبع سلسلة من الضربات المنهجية والواردة بهدف حماية المدنيين والمتمردين المدعومين من الولايات المتحدة، ومواصلة ضرب الجهاديين مع حرمانهم من نجاحات بسيطة لنظام الأسد، وقبل كل شيء، فرض تكلفة عسكرية عن الفظائع وجرائم الحرب.
لن تؤدي أي من هذه التحركات إلى طرد إيران من سوريا أو تقليص مكانتها كقوة إقليمية مهيمنة، وهو وضع اكتسبته على مدى عقود طويلة من العمل الشاق كمُفسد وحليف ووكيل ومالك. بينما تراجعت الولايات المتحدة داخل وخارج المنطقة، وسقطت الأسر المالكة السُنية ضحية لانعدام قدراتها كدول ذات مؤسسات ضعيفة وحكم زئبقي، تبقى إيران عالقة في لعبتها الطويلة. يعني النجاح في الوقوف عليه اليوم استعادة التوازن ووقف تقدمها.
يمكن أن تتعلم واشنطن قليلًا من مسرحية إيران. إذا خططت الولايات المتحدة لاستراتيجيتها حقًا، فلن تضطر إلى ضرب إيران ووكلائها، كل ما عليها القيام به هو زيادة التكلفة على إيران (من خلال تدمير بعض قواتها أو وكلائها). يمكن أيضًا، بالحد الأدنى من الموارد، منع إيران والأسد من استعادة جنوب وجنوب شرق سوريا.
يمكن أن تشير التحركات العسكرية لإدارة ترامب في سوريا إلى بداية جهد متضافر ضد إيران. لكن نظرًا لسجلها المناهض للمسلمين، والاندفاع، والفوضى العامة، فمن المحتمل أن يولد تجدد الاهتمام الأمريكي بالشرق الأوسط عبر التدخل العسكري – دون استراتيجية سليمة – جيلًا جديدًا من المشاكل بدلًا من حل المشاكل القائمة.
========================
 
كومون دريمز :النفط والأسلحة.. هكذا تشتعل الحروب بالوكالة
 
http://altagreer.com/النفط-والأسلحة-هكذا-تشتعل-الحروب-بالو/
 
كومون دريمز – التقرير
كانت نهاية الحرب الباردة واحدة من اللحظات التاريخية التي أمل تمنى فيها الأشخاص حول العالم أن ينعم الجميع بالسلام. هُدم جدار برلين، في نشاط من المجتمع المدني، في واحدة من الثورات السلمية.
كانت هناك حالة من الأمل، وتعهدت أمريكا والاتحاد السوفيتي على العمل معًا؛ لتقليل الترسانة النووية التي يمكنها تدمير العالم، وحاولا العمل بجدية للتخلص من أحد العوامل التي تؤثر على السلام، وهي الحروب بالوكالة، وهو نوع من الحروب تم شنه في معظم فترات الحرب الباردة في الدول النامية من أمريكا اللاتينية إلى وسط آسيا والقرن الأفريقي.
لم تدخل  أمريكا والاتحاد السوفيتي تلك الحروب بشكل مباشر، حيث كانت الأنظمة الاستعمارية – قبل الحرب الباردة – تدفع للوكلاء المحليين؛ من أجل أن يعززوا من أجندتهم، وهي التقسيم والغزو.
في أواخر الحرب البادرة كان هناك أمنيات وتوقعات بأن يتم إحلال عمليات السلام بدلًا من الأسلحة، وأن يكون هناك جيلًا جديدًا من نشطاء المنظمات غير الحكومية. يبدو أن نتائج صانعي السلام تحررت من الضروريات الجيوسياسية الخانقة، وبالتالي أمكنهم تنفيذ صفقات، والتي توقفت من قبل، وكانوا متحمسين بسبب التقدم الذي أحرزته القوى العظمى.
جاء مصطلح “حرب لإنهاء كل الحروب” منذ الحرب العالمية الأولى، لكن كان يبدو أن الحرب الباردة ستكون هي التي تنهي كل الحروب، وهو من الاستنتاجات التي ظهرت أن العالم على وشك أن يشهد عصرًا من السلام، أو هكذا بدا الوضع.
عصر جديد من حروب الوكالة
بعد 28 عامًا من سقوط حائط برلين، تم تهميش الوعود، بل على العكس، دخل العالم عصرًا جديدًا من الحروب بالوكالة.
سوريا
وفقًا لبعض المعلقين، فحروب الوكالة في سوريا نوع جديد من حروب الشرق الأوسط المستعصية، والتي يشارك فيها ليس فقط طرف واحد، لكن عدد كبير من قوى المنطقة. بدأ هذا الصراع بعد خروج تظاهرات مناهضة للديكتاتور بشار الأسد، الذي ارتكبت حكومته عددًا من الجرائم ضد الإنسانية، مثل استخدام أسلحة كيميائية وفرض حصار على عدد من المدن، وفقًا لما قالته وسائل الإعلام ومراكز دراسات. قُتل في هذه الحرب ما بين 312,001 و470,000 شخص وشُرد الملايين.
حذر المعلقون عليا مالك وسامي الكيال وياسر منيف من رفع العبء الأخلاقي عن نظام الأسد أو خلق معادلات أخلاقية خاطئة، فيما اعتبر المحلل مهدي حسن أن الوضع السوري والطائفية تعتبران اختبارًا لنا جميعًا.
قالت عليا إن النقاش أصبح يتمحور حول الطائفية وقتل السُنة على أيدي الشيعي، لكن يجب أن نتطلع لدولة سورية آمنة ومستقرة وحرة، من أجل كل شعبها بمختلف طوائفهم.
بغض النظر عن هذه الكلمات التحذيرية، فتدويل الصراع السوري جعله أكثر صعوبة. رغم وصف الصراع السوري بأنه حرب وكالة بين أمريكا وروسيا، إلا أن معظم القوى الكبرى، التي أظهرت تأثيرًا على سوريا هي دول إقليمية. من بين أسباب هذا الدعم وجود إيران، التي تعتبر عدوًا شيعيًا للممالك الخليجية، وتدعم الحكومة السورية الشيعية، وكذلك حزب الله ومقاتلين إيرانيين، والذين تمكنوا من دخول سوريا.
بسبب التدخل السُني الإيراني، قدمت السعودية وقطر والإمارات دعمًا ماليًا لبعض الجماعات التي يُعتقد أنها معتدلة. أما قطر، فتم اتهامها بأنها تدعم جبهة النصرة المتطرفة، التي يُقال إنها أحد فروع القاعدة. أما أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي، فدعموا مقاتلي الأكراد رغم أنهم معارضين لتركيا، وهو ما أدى إلى دخول مقاتلي داعش للأراضي السورية؛ للحفاظ على التوازن مع قوة الأسد.
اليمن
لا تقتصر حروب الوكالة المستعصية على سوريا. ففي نفس المنطقة، دخل اليمن في حرب وكالة بوجود السعودية وإيران وأمريكا. هذه الحرب لم تحظ غالبًا بالاهتمام الإعلامي، رغم محاولات المنظمات غير الحكومية أن تلفت نظر الرأي العام الغربي لمعاناة المدنيين اليمنيين. وفقًا لتقديرات هيئة الأمم المتحدة في أغسطس 2016، قُتل حوالي 10 آلاف شخص أو جُرحوا خلال الصراع. أما وفقًا لعدد من الخبراء، يلعب التأثير الإيراني في المنطقة دورًا كبيرًا في قرار السعودية بالمشاركة في حرب اليمن. في سبيل المشاركة، استلمت السعودية عددًا كبيرًا من الأسلحة المختلفة من أمريكا والاتحاد الأوروبي، بجانب دعم تكتيكي من عدد من أفراد الجيش الأمريكي.
الصومال
أما بالنسبة للصومال، والذي يتعافى من حروب الوكالة بعد عهد 11 سبتمبر، فبعد هذه الهجمات، قررت إدارة بوش وجوب التخلص من المحاكم الإسلامية في الصومال، التي وفرت بعض الاستقرار للدولة التي شهدت الصراعات عبر تاريخها. كان لهذه الصراعات أبعاد محلية ودولية، خاصة في الثمانينات، عندما كان الصومال أرضًا لحروب الوكالة في الحرب الباردة، ومع دعم أمريكي، قامت إثيوبيا بغزو الصومال في 2006؛ مما أدى إلى وجود انتهاكات كبرى لحقوق الإنسان.
رغم أن الحروب الحالية في اليمن والصومال وسوريا يمكن وصفها بحروب الوكالة، إلا أنه حتى في عصر ما بعد 11 سبتمبر، كانت العمليات العسكرية الكلاسيكية بها القليل من حروب الوكالة. لم تكن روسيا فقط هي من ضمّت شبه جزيرة القرم، حيث أرسلت رجالًا عسكريين وأفرادًا غير معروف اتجاههم؛ لتشكيل ميليشيات محلية مما عزز أجندة روسيا التي طالبت باستفتاء على الضم.
ينطبق نفس الشيء على الغزوات الغربية، حيث لم تكن قوات المساعدة الدولية هي من هزمت طالبان في 2001، لكن حلفاء أمريكا في الشمال، الذين شكلوا في البداية جماعة مقاتلي طاجيك. أما بالنسبة لليبيا، ووفقًا لشهادات موثوقة، فلم تكن ضربات الناتو الجوية هي من ساهمت في سقوط الدولة، بل المتمردين المدعومين من القوات الجوية للناتو، والذين أعدموا معمر القذافي في شوارع مصراتة في مارس 2012. حتى قبل الغزو، تنافست الإمارات وقطر على النفوذ، من خلال تسليح ميليشيات مختلفة في الدولة.
وفقًا للمحلل فريدريك ويهري من صحيفة واشنطن بوست، ما زالت نفس التحركات تحدث في الدولة حتى الآن. أما بالنسبة لغزو العراق، فبدأ دون أي وكلاء محليين، إلا أن المخططين الأمريكيين حاولوا تجنيد جنود محليين؛ لجلب الاستقرار في أعقاب الفوضى التي حدثت بعد الغزو.
تعاونت “صحوة الأنبار” مع القوات الأمريكية؛ مما تسبب في تهدئة حالة عنف ما بعد الحرب، وسهلت في النهاية انسحاب القوات الأمريكية، إلا أن هذه الأحداث كانت مؤقتة.
تغيير الأنظمة
قد لا تعتبر الغزوات الغربية الحديثة حروب وكالة بالمفهوم الكلاسيكي الخاص بالحرب الباردة، وهو أن هناك منافسة بين جماعتين بالوكالة؛ من أجل بسط نفوذ القوى العظمى. بدلًا من ذلك، ركزت حروب الوكالة الحالية على التخلص من الأنظمة. يعتبر كارل ديوتش أن هذه الحروب يمكن أن يُطلق عليها “صراع دولي بين قوى غربية في أرض ثالثة”.
أما أندرو مامفورد، فاعتبر أنها “صراعات يتدخل فيها طرف ثالث بطريقة غير مباشرة؛ من أجل التأثير على الناتج الاستراتيجي لصالحه”. وفقًا لهذا المفهوم الجديد، فعمليات تغيير الأنظمة الحالية، وكذلك ضم جزيرة القرم وغيرها من الصراعات التي قد تؤدي إلى مقتل المزيد، يمكن اعتبارها حروبًا بالوكالة.
أسباب حروب الوكالة
لوقف هذه الحروب المعقدة، يجب أن نحدد سبب استمرارها. ربما يجب اعتبار السعودية وإيران أكبر طرفين لهم تأثير في الحروب بالوكالة، التي تزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط، عن طريق تمويل القوات الوكيلة؛ لتعزيز رؤيتهم الإسلامية، سواء السنية أو الشيعية. من وجهه نظر الدولتين، فالمصالح الطائفية، وبسط النفوذ على الموارد وغيرها من المصالح، أهم من السلام في المنطقة.
رغم اعتبار الغرب أنه صراع طائفي فقط، إلا أن هناك بعض الرأسمال الغربي، والذي يزيد الوضع سوءًا، حيث رأت شركات الأسلحة الغربية في الحروب بالوكالة فرصة لزيادة عوائدها. خلال مؤتمر لشركة لوكهيد مارتن في بالم بيتش بفلوريدا، توقع نائب الرئيس التنفيذي بروس تانر وجود عوائد غير مباشرة من الحرب السورية.
قال مارتن في تقرير لصحفية إنترسبت، إن “توم كينيدي” الرئيس التنفيذي لشركة رايثون لأنظمة الدفاع، تحدث عن زيادة كبيرة في الحلول الدفاعية الشاملة في العديد من دول الشرق الأوسط. قال كينيدي إن أسهم الأسلحة ارتفعت في السنوات الأخيرة؛ بسبب الحروب في اليمن وسوريا والعراق.
كما يُعد النفط من العناصر التي تجعل صانعي السياسية لا يكفوا عن حروب الوكالة. كما قال كريستوفر ديفيدسون، أحد أهم أكاديمي الاقتصاد في كتابه “الحرب الخفية: سر الصراع من أجل الشرق الأوسط” إن عددًا كبيرًا من العمليات في الشرق الأوسط تم دعمها؛ لتعزيز المصالح الجيوسياسية أو الاقتصادية. وفقًا لديفيدسون، فظهور أمريكا كمُنتج هام للنفط قدّم دافعًا لصنّاع القرار الأمريكيين لترك القوات السعودية تشترك في حروب الوكالة في المنطقة؛ حتى يُضعف ذلك قوة السعودية ويجعلها تبيع أصول دولتها.
أيًّا كانت الدوافع الدقيقة، لعبت الأسلحة والنفط دورًا هامًا في القرار الذي تتخذه الدول، حتى عندما تكون هناك أرواح على المحك، فلا يتم الالتفات لها.
رأت وكالة الاستخبارات المركزية أن دعم حروب الوكالة هامًا لمصالح السلام، ومولت العديد من المقاتلين الوكلاء خلال تاريخها. كما قيل أن أوباما كان مهتمًا بالتأكد من أن تمويل المتمردين بشكل عام يحقق الهدف الاستراتيجي للدولة، وقرر إجراء دراسة داخلية.
خَلُص التقرير إلى أن تمويل الصراعات لم يكن في صالح أمريكا، إلا إذا كان هناك جنود أمريكيين بجانب الوكلاء. كان الاستثناء الوحيد هو دعم المجاهدين ضد الاتحاد السوفيتي في الثمانينات، لكن رغم أن المجاهدين تخلصوا من القوات السوفيتية في دولتهم، إلا أن أفغانستان لم تستعد استقرارها.
كانت نتيجة عدم الاستقرار هي اندماج المجاهدين مع القاعدة، وهم نفس الأعداء الذين تقاتلهم أمريكا في الحرب الجارية المعروفة بـ “الحرب على الإرهاب”. لا تعتبر هذه حرب واحدة فقط، بل عدد من حروب الوكالة التي تسبب المعاناة. إذا نظرنا إلى السياق التاريخي، فالمثال الأفغاني يُعد كافيًا كتحذير.
ماذا حدث في نهاية حروب الوكالة الماضية؟
بالنظر في تاريخ الانتكاسات المأساوية، فمن الأفضل التفكير في بدائل عملية، ماذا يمكن أن نفعل بدلًا من البدء في مسار محفوف بالمخاطر نحو تمويل مزيد من المقاتلين المحليين؟ هل حدث في التاريخ أن تمكن العالم من التخلص من فخ حروب الوكالة؟ كيف يمكننا التأثير على الدول والشركات حتى يعملوا على تفكيك الحروب بالوكالة؟
علينا العودة إلى اللحظة التي قرر فيها قادة العالم إعطاء فرصة للسلام على المستوى العالمي في نهاية الحرب الباردة. تقول الحكمة التقليدية إن الجهود الدولية التي تهدف للتخلص من العنف بعد الحرب الباردة انخفضت، وإن الدمار بسبب الحروب بالوكالة تسبب في الفوضى.
يمكن اعتبار حروب الوكالة وانتهائها في عهد الحرب الباردة دليلًا على أنها يمكن أن تنتهي. كما اتضح، يعتبر تقرير الأمن الإنساني، الذي قام به سايمون فريسر من جامعة كندا، التحقيق الأكثر صرامة فيما حدث بشأن الصراعات الدولية بعد الحرب الباردة. يعطي هذا التقرير بعض الأمل.
يقول التقرير، الذي قام بقياس سنوي لعدد حوادث العنف مثل الحروب الداخلية والدولية، إن كان هناك تراجع كبير في عدد الحروب وانتهاكات حقوق الإنسان في الخمسة عشر عامًا التي تلت نهاية الحرب الباردة.
وفقًا لبعض التقارير الكبرى، خاصة في 2005، تقلص عدد الصراعات المسلحة حول العالم بنسبة 40%. ترى هذه التقارير أن نهاية حروب الوكالة كانت من الأسباب الرئيسية لانخفاض معدل العنف. بدون مساعدة خارجية، تلاشت الصراعات أو انتهت بمفاوضات. من هذه الصراعات ما حدث في أنجولا بعد الحرب الباردة بفترة بسيطة، لكن بغياب الدعم الدولي للوكلاء، تم حل هذه النزاعات.
كانت المساعدة العسكرية فقط للمساعدة في إنهاء الحروب الدائرة أو منع اشتعال حروب انتهت بالفعل، والمساعدة في إعادة البناء فيما بعد الصراع بعد توقيع اتفاقيات السلام.
نحو عوائد سلام جديدة
رغم أن أجدد تقرير للأمن الإنساني في 2013، قال إن هناك تراجعًا إضافيًا في النزاعات، إلا أن تقاريرًا صادرة في 2014 أكدت تزايد عدد الصراعات النشطة، وكذلك خسائر الأرواح بسبب المعارك. في 2014، كان هناك حوالي 40 صراعًا، وهو ما يزيد عن عدد الصراعات في 2013 الذي وصل إلى 34 صراعًا.
استمر التزايد في الصراعات منذ 1999 عند نسبة 18%، وأي عوائد جيدة حدثت بسبب توقف الحروب بعد انتهاء الحرب الباردة انعكست مرة أخرى، مع دفع الشعوب حول العالم للثمن الأعظم.
بعد الحرب الباردة، أدت الرغبة في الاستثمار في السياسة بدلًا من الحروب إلى تقليل عدد الصراعات. قال سايمون في تقريره إن الإرادة السياسية لإيجاد حلول سلمية يمكن أن تُترجم إلى نتائج ملموسة، لكن هذه الإدارة لم تعد موجودة اليوم. كتب ميخائيل غورباتشوف، أحد المساهمين في السياسات التي سهلت نهاية الحرب الباردة، مقالًا في صحيفة التايمز بعنوان “يبدو أن العالم يستعد للحرب”، لخص فيه الوضع التاريخي الحالي.
يقول ميخائيل إن العالم اليوم تملؤه المشاكل، ويبدو أن القادة السياسيين مشوشين وتائهين، لكن من أكثر الأزمات المُلحة هو تهميش السياسية وظهور سباق الأسلحة، ويجب وقف وعكس هذا السباق ضمن الأولويات.
لا يبدو أن هناك حالة من الندم بين مُتخذي القرار في موسكو بشأن تسليح المتمردين في شرق أوكرانيا، أو بشأن دعم الذبح المرتكب في سوريا. هناك أيضًا دعم قليل لسياسية خارجية أكثر سلمًا في أمريكا. فمن الصومال إلى اليمن، تقبل السياسيون الأمريكيون حروب التمرد، التي تضمنت قوات محلية مسلحة، كبديل أقل تكلفة سياسية وأكثر فعالية عسكرية لقوات الغزو.
رأى البعض أن هذه الاستراتيجية أقوى وليست أضعف وتم اعتمادها أثناء رئاسة أوباما، وهو سياسي لم يتم انتخابه فقط بسبب وعده بخلق سياسة خارجية سلمية، ولكن حصل أيضًا على جائزة نوبل لتعزيز خططه بعد تتويجه.
أما الرئيس الحالي دونالد ترامب، الذي انتقد هيلاري كلينتون بسبب سياستها الخارجية، فعزز من نشاطه العسكري منذ وصوله للسلطة. على سبيل المثال، زادت الغارات الجوية في اليمن في عهده.
على عكس كلينتون وترامب، دعت حملة المرشح بارني ساندرز إلى حلول سياسة فيما يخص تقليل حدة الصراعات الحالية. في مناظرة مع كلينتون، قال ساندرز أمثلة تاريخية لتأكيد موقفه القوي ضد التصعيدات العسكرية.
يجب تشكيل نوع جديد من حركة السلام النشطة والمبدئية في هذا التوقيت من الأزمة. يجب دمج الحركات السلمية في الدول الغنية مع حركات الشرق الأوسط، التي تدعو لحكم ديموقراطي أقل طائفية.
يمكن أن تصبح الحركات الاجتماعية أقوى، من خلال دمج وجهات النظر المتباينة والتاريخ والأيدولوجيات التي تفسر الصراعات المعقدة. يجب أن يُنظر إلى الأسباب الداخلية والخارجية المختلفة للصراع، وخاصة موسكو وواشنطن والرياض وطهران، الذين يأججون الصراعات.
سيكون تحمل الأطراف المختلفة المسؤولية من الأسباب الأساسية لنزع الأسلحة الأيدولوجية السياسية، حيث أثبت التاريخ أن تسليح أي طرف يؤدي إلى إطالة أمد المعركة.
لا يجب أن يكون السؤال بشأن هذه الصراعات “من يجب دعمه عسكريًا؟” ولكن يجب التفكير في أسئلة أكثر سلمية، مثل “من المتسبب في استمرار الصراع؟” أو “كيف يمكن تهدئه الصراعات؟”.
يعود الأمر للغرب للكشف عن المستفيدين الذين لا يعرفهم الجميع. في الوقت الذي تتزايد فيه الأرباح من هذه الحروب أثناء غرق دول في فوضى، فلا يمكن لحركة سلام جديدة أن تجبر الدول على العمل بمزيد من المسؤولية، أو تخفيف حدة الصراع، دون تحدي النظام الاقتصادي العالمي الذي يتربح من مقتل المدنيين. إذا فشلنا في تحقيق ذلك، سيكون السلام قصير الأجل.
لا يمكن للحكومات أن تعمل كدبلوماسيين فعالين إذا كان ممثليهم يمثلون بشكل مباشر مصالح الدفاع أو صناعة البترول. يجب كذلك تخفيض حدة الطائفية في الشرق الأوسط، بالتالي يعود الأمر إلى الغرب؛ لإظهار المستفيدين من هذه الحرب. كي يحدث هذا النشاط السياسي، يجب أن نعي أن تسليح صراعات المنطقة يُعد أحد تحديات القرن.
تحمل حركة السلام العالمية الحلول الواقعية للصراع، وبطريقة ما يجب أن نخبر القادة السياسيين وجوب محو الأسلحة من معظم صراعات المنطقة.
رغم صعوبة تحقيق ذلك، إلا أن حركة السلام العالمي تحمل أكثر الحلول منطقية للصراعات. وفقًا للبيانات، فمن الواضح أن التفاوض مع أطراف الصراع هو أفضل وسائل السلام، حيث تعتبر التهدئة الإطار الوحيد المتناسق مع العالم المعاصر، كما نرى من دروس التاريخ الحديث.
يجب أن يتم إجبار القوى الإقليمية والعالمية على العمل نحو تهدئة الصراعات الناشبة. من الطرق الفعالة أيضًا تحدي المبادرات المالية، التي تأتي بالأسلحة إلى أيدي وكلاء الحروب.
========================
الصحافة الروسية والفرنسية والعبرية :
 
المركز الدولي الروسي للشؤون الدولية: سياسة البيت الأبيض تجاه الأكراد وموقف تركيا من ذلك
 
http://idraksy.net/white-house-policy-towards-the-kurds-and-turkeys-position/
 
نشر المركز الدولي الروسي للشؤون الدولية دراسة تطرق من خلالها إلى العلاقات الأمريكية التركية والتدهور الكبير الذي شهدته في الفترة الأخيرة. وذكرت الدراسة أن المقابلة الشخصية الأولى التي جمعت قادة الدولتين كشفت عن برود العلاقات غير المسبوق بين أنقرة وواشنطن. وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن قد أعلنت مؤخرا عن دعمها العسكري لأكراد سوريا، فضلا عن أنها أطلقت سلسلة من الهجمات العسكرية لتحرير الرقة وذلك بمشاركة القوات الكردية.
في الواقع، لم يكن رد الفعل السلبي من الجانب التركي مستغربا، في أعقاب إعلان البيت الأبيض أن القوات الأمريكية على استعداد لدعم  الأكراد عسكريا. وفي هذا السياق، انتقد الوزير التركي بن علي يلدرم تحركات واشنطن، حيث أورد أنه “من المؤسف أن بعض حلفاء تركيا لجأوا لوحدات حماية الشعب الكردية السورية كشريك لهم في الحرب ضد الإرهاب في سوريا”.
من جانب آخر، وصف مسؤول تركي الوضع السوري قائلا أن “الساحة السورية، في الوقت الراهن، أصبحت أكثر تعقيدا من أي وقت مضى”. وأضاف المصدر ذاته أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تستبعد تركيا من الساحة السياسية والعسكرية في سوريا ما قد يؤدي إلى تدهور العلاقات الثنائية بين البلدين. وفي الوقت نفسه، حذر يلدرم من تبعات هذا القرار الأمريكي وما ستؤول إليها الأمور بسبب ذلك.
وفي شأن ذي صلة، حاولت أنقرة إقناع واشنطن وثنيها عن دعم الأكراد. وفي هذا الصدد، أرسل أردوغان وفدا ضم رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان ورئيس الأركان العامة الجنرال خلوصي آكار ووزير العدل بكير بوزداغ والمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين إلى واشنطن للتفاوض مع الجانب الأمريكي حول القضية الكردية. وقد عقد هذا الوفد اجتماعا مع مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي الجنرال، هربرت ماكماستر، لكنهم فشلوا في إقناع الجانب الأمريكي بالتخلي عنه خطة دعم الأكراد.
أهم التطورات التي شهدتها العلاقات التركية الأمريكية
في السنوات القليلة الماضية، اتسمت العلاقات التركية الأمريكية بالاستقرار. فلطالما، مثلت تركيا نافذة للولايات المتحدة الأمريكية على الشرق الأوسط، نظرا لمدى أهمية الدور التركي في المنطقة. في المقابل، أخذت العلاقات بين الدولتين في التداعي في فترة حكم باراك أوباما، وذلك لعدة عوامل لعل أبرزها إستراتيجية البيت الأبيض في مكافحة الإرهاب التي تعتمد بالأساس على إشراك الأكراد السوريين.
 وقد تعمقت الفجوة بين واشنطن وأنقرة خلال فترة حكم باراك أوباما، في حين اتجهت تركيا لإنشاء علاقة جديدة مع روسيا على اعتبارها حليفا وشريكا موثوقا. وفي الوقت الذي اعتلى فيه ترامب سدة الحكم وتغيرت فيه الإدارة الأمريكية، تجدد أمل أنقرة في أن تعود العلاقات الثنائية بين البلدين إلى سالف عهدها. فضلا عن ذلك، كانت تركيا تتوقع أن تتغير سياسة واشنطن تجاه أكراد سوريا وغيرها من القضايا الإستراتيجية الأخرى.
من جهته، أعرب أردوغان عن رغبته في تطوير العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن، في حين كانت العديد من بلدان العالم الإسلامي تخشى من سياسة ترامب الخارجية في ظل كرهه الواضح للإسلام. وفي الأثناء، مثّل اتصال ترامب بنظيره التركي وتهنئته بنجاح الاستفتاء الدستوري، حافزا بالنسبة للرئيس التركي حتى يعمل على دفع العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها. والجدير بالذكر أن افتقار الإدارة الأمريكية الجديدة لإستراتيجية واضحة فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط فضلا عن حالة الفوضى التي كان يشهدها البيت الأبيض، كانت بمثابة فرصة ذهبية بالنسبة لتركيا حتى تثبت حضورها في المنطقة.
وقد كشفت تطورات الأحداث في الأشهر الأخيرة عن حقيقة أن تعزيز العلاقات الأمريكية التركية لم يعد من أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب، على عكس ما كان عليه الأمر في عهد باراك أوباما. فمنذ تنصيبه، وضع أوباما تركيا على لائحة الدول الأكثر أهمية في إطار السياسة الخارجية لبلاده.
========================
 
البايس: لماذا يثير مشروع "الناتو العربي" مخاوف إيران؟
 
http://arabi21.com/story/1007770/البايس-لماذا-يثير-مشروع-الناتو-العربي-مخاوف-إيران#section_313
 
مشروع الناتو العربي الذي يثير مخاوف إيران، فهو من شأنه أن يزيد من عزلتها.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المسؤولين الإيرانيين هم أكثر من يتابع عن كثب رحلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية وإسرائيل؛ لأنهم يدركون تماما أن هدف التحالف بين المملكة والولايات المتحدة يتمثل خاصة في التصدي لإيران، وهو ما أكده الملك سلمان خلال افتتاح القمة الإسلامية الأمريكية التي غابت عنها طهران.
وأضافت الصحيفة أن ترامب حث، خلال زيارته إلى السعودية بحضور العديد من القادة العرب، على ضرورة محاربة الإرهاب. وخلال هذه القمة التي عقدت في الرياض، عبرت السعودية إلى جانب عدد من الدول الأخرى عن موقفها من إيران، حيث اتهمت بالإرهاب وأنها لا تختلف بتاتا عن تنظيم الدولة.
 وفي هذا السياق، وفي هجوم غير مسبوق، تحدث العاهل السعودي عن إيران، وقال إنها تعد بمثابة "رأس حربة الإرهاب العالمي". وهذا لا يعد موقفا غريبا على المملكة، نظرا للمنافسة القائمة بين الدولتين، والتي يسعيان من خلالها إلى بسط نفوذ إقليمي في كل من سوريا والعراق والبحرين واليمن، أي الدول العربية التي تضم مجتمعات شيعية تستغلها طهران لتعزيز مصالحها. كما حمل ترامب إيران مسؤولية "الإرهاب العالمي"، ودعا الدول العربية والإسلامية إلى عزلها.
وذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع الإيراني، الجنرال حسين ديغان، كان قد حذر من الوضع السائد حاليا، إذ اعتبر أن "كلا من الولايات المتحدة والنظام الصهيوني وآل سعود ساهموا في خلق ظروف حساسة ومعقدة للغاية في المنطقة. وساهم هذا التحالف في تعزيز خطط السعودية الخطيرة التي تحاول انتهاجها ضد إيران". كما دعا المرجع الشيعي، ناصر مكارم الشيرازي، المسلمين إلى التفطن إلى "مؤامرة" الولايات المتحدة التي تحاك ضدهم.
وبينت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإيرانية عبرت عن رفضها للمشروع القائم بين السعودية وإدارة ترامب، ووصفته بأنه "محاولة من السعودية للتغطية على مشاكلها الخاصة".
وكانت السعودية قد أعلنت في أواخر سنة 2015 عن تشكيل تحالف عسكري للدول العربية الإسلامية بهدف التصدي لظاهرة الإرهاب المتفشي في المنطقة. لكن هذه المبادرة لم تؤت ثمارها، ولم تفض إلى نتائج ملموسة، حيث اعتبرتها إيران مجرد حركة تسعى المملكة من خلالها إلى إحكام سيطرتها على المنطقة عوض التصدي لتهديدات تنظيم الدولة.
وفي هذا الصدد، يرى العديد من المحللين السياسيين الإيرانيين أن "الناتو العربي قد تجاهل الدعم السعودي للإرهاب، وأنه يسعى إلى قتل رغبة الشعوب في إرساء أنظمة ديمقراطية".
وأوردت الصحيفة أن الإصلاحي السياسي الإيراني، مرتضى ألفيري، والرئيس السابق لبلدية طهران، يعتبر أن "ترامب هو رجل أعمال قبل أن يصبح سياسيا، فهو يسعى إلى تثبيت مصالحه في المنطقة ويفضل في الوقت نفسه العمل مع إيران ضد دول أخرى، وذلك بحجة محاربة تنظيم الدولة. في المقابل، سيستطيع روحاني بفضل دهائه وسياسته البراغماتية في نهاية المطاف التوصل إلى حوار واتفاق بين البلدين".
ونقلت الصحيفة تصريحات مستشار المرشح الرئاسي الخاسر إبراهيم رئيسي، حامد رضا طرقي، الذي قال إنه "على الرغم من اختلاف كل من أساليب ترامب وأوباما، إلا أن كليهما يرغبان في السيطرة على إيران والحد من نفوذها في المنطقة". كما رأى العديد من السياسيين المحافظين في إيران؛ أن تمديد قانون العقوبات ضد طهران، فضلا عن ممطالة الجانب الأمريكي في تنفيذ بنود الاتفاق النووي، لا يهدف سوى إلى التعميق من حدة التوتر بين البلدين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أوروبية؛ أن تصريحات ترامب المعادية لإيران وشجبه للاتفاق النووي، سوف يصب لصالح طهران. وأشارت هذه المصادر إلى أن أوباما هو المسؤول عما آلت إليه العلاقة بين واشنطن وطهران، خاصة بعدما وضع جملة من العقبات الرئيسية على غرار وجوب الحصول على تأشيرة مسبقة لدخول الولايات المتحدة بالنسبة لأشخاص يحملون الجنسية أو سبق لهم أن زاروا إيران خلال السنوات الخمس الماضية.
========================
 
معاريف :بروفيسور إسرائيلي: 3 قوى تتحكم بالمنطقة.. كيف نتعامل معها؟
 
http://arabi21.com/story/1007715/بروفيسور-إسرائيلي-3-قوى-تتحكم-بالمنطقة-كيف-نتعامل-معها#section_314
 
محلل اسرائيلي قال إن مثلث القوى العظمى الذي يتشكل في الشرق الأوسط هو تحد للسياسة الخارجية الإسرائيلية- جيتي
أكد  بروفيسور إسرائيلي خبير في الأمن الدولي والشرق الأوسط، أن التحدي البارز والفرصة المتاحة أمام "إسرائيل"، هو كيفية تعاملها مع مثلث القوى العظمى الذي بدأ يتشكل من أمريكا، وروسيا والصين في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يلزم "إسرائيل" التعاطي أيضا مع الاعتبارات الأمنية لموسكو الاقتصادية لبيجين.
ساحة صراع
وأوضح عوفر يسرائيلي، البروفسور الخبير في الأمن الدولي والشرق الأوسط، في مقال نشره في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الإثنين، أن "الشرق الأوسط، شكلت منذ فجر التاريخ ساحة صراع بين القوى العظمى"، وهي المنطقة التي تقع ما بين المغرب غربا، وحتى افغانستان شرقا، وتركيا شمالا، وحتى اليمن جنوبا.
 
وأضاف: "وفي العصر الحديث أيضا، فإن الهلال الخصيب ومحيطه هي مناطق ذات أهمية جغرافية استراتيجية للقوى العظمى العالمية أو تلك التي تسعى إلى الارتفاع إلى مكانة عالمية"، منوها أن فترة رئاسة بوش الابن، "تميزت بتدخل أمريكي عميق في المنطقة، والمبادرة لحربين في أفغانستان والعراق".
لكن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، "هجر المنطقة بقدر كبير، في الوقت الذي وسعت فيه روسيا والصين تدخلهما فيها، بحسب يسرائيلي الذي لفت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقود "تسللا أمريكيا متجددا إلى المنطقة، وهذا من شأنه وبشكل سريع أن يخلق مثلثا من القوى العظمى في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن هذا المثلث، "يتشكل من الولايات المتحدة، روسيا والصين، التي ستتنافس فيما بينها على الأرض والنفوذ والمقدرات الطبيعية والمرابح الاقتصادية، وعلى زيادة القوة العسكرية وكسب الحلفاء"، لافتا أن "روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، هي قوة عظمى فقيرة ولكنها مسلحة جيدا، تسعى إلى شق طريقها عائدة للساحة العالمية".
مكانة عالمية
ونوه الخبير في الأمن الدولي والشرق الأوسط، أن "موسكو تقيم استراتيجيتها على أساس نظرية القوة البرية التي طورها الباحث البريطاني مكندر بداية القرن العشرين، وهي النظرية التي ترى، بأن قوة عظمى تطلب لنفسها مكانة عالمية ملزمة بأن توسع سيطرتها في مناطق ذات أهمية جغرافية إستراتيجية لزمانها، وفي داخلها".
وبسبب قيودها الاقتصادية، "تعمل موسكو بأشكال مختلفة؛ التوسيع في دول مرعية لها سابقا في الشرق الأوسط (مثل سوريا ومستقبلا ربما ليبيا)، وقتال سايبر زهيد الثمن لتحقيق مصالحها العالمية (مثلما يبدو أنها فعلت في الانتخابات الاخيرة في الولايات المتحدة وفي فرنسا)، بحسب الخبير.
وفي المقابل، فإن الصين، هي "قوة عظمى غنية جدا تنقصها قوة عسكرية ذات مغزى، وهي في طريقها للمكانة العالمية"، بحسب يسرائيلي الذي رأى أن الصين "تعمل في ضوء استراتيجية صبورة وبعيدة المدى".
وأضاف: "يبدو أن واضعي السياسة الصينية اختاروا تبني نظرية القوة البحرية التي طورها الباحث الأمريكي ميهن في نهاية القرن التاسع عشر، ولكن مع التعديلات اللازمة، فبينما تدعي النظرية بأن القوة العظمى التي تتطلع إلى رفع مستواها العالمي ملزمة بأن تحتفظ بمسارات التجارة البحرية العالمية والدفاع عنها".
ولفت البروفسور الإسرائيلي، أن الصين "تعمل بشكل مختلف؛ فقبل تطوير قوة بحرية قوية، تستثمر بيجين مئات مليارات الدولارات في بناء بنية تحتية في عشرات الدول في ظل التقدم في شراء وبناء موانئ تجارية على طول خطوط التجارة البحرية الدولية، مثل شراء ميناء تجاري في اليونان يعمل اليوم بملكية صينية".
مثلث القوى
ومع التوجهات الصينية والروسية في المنطقة، نوه يسرائيلي، أن أمريكا ترامب، حتى الآن "لم تطور أو تعرض سياسة عالمية شاملة"، مضيفا: "يبدو أن الإدارة الجديدة تتبنى بالتدريج سياسة متداخلة؛ بحيث تسمح الولايات المتحدة بالفاعلية العسكرية الروسية والفاعلية الاقتصادية الصينية في الشرق الأوسط".
وقال: "وبالتوازي تصعد واشنطن جهودها في عدد من الجبهات؛ بحيث تعزيز العلاقة مع حلفائها التقليديين (مثل مصر والسعودية، اليابان وكوريا الجنوبية)، وتبذل جهدا لحل النزاع العربي الإسرائيلي، وتحاول إزالة التهديد الاستراتيجي المحدق بكوريا الشمالية".
وتابع، "هذا يعمل على بث إحساس بالقوة في العالم، سواء في المحيط الهادئ (مقابل كوريا الشمالية)، أو في الشرق الأوسط (مثل القصف الأمريكي بسوريا) بعد استخدام النظام بالسلاح الكيميائي ضد المواطنين في محافظة إدلب، وبعدها إلقاء "أم القنابل" على معقل لتنظيم "داعش" في أفغانستان.
ورأى الخبير في الأمن الدولي والشرق الأوسط، أن "مثلث القوى العظمى الذي يتشكل في الشرق الأوسط ويتطور بالتدريج، هو تحد للسياسة الخارجية الإسرائيلية".
وحتى وقت قصير مضى، "كانت إسرائيل مطالبة بأن تدير سياستها الخارجية الإقليمية في ظل التعاون مع واشنطن وحدها، ولكن التغيير الذي يلوح في المجال سيلزم تل أبيب بالتعاطي أيضا مع الاعتبارات الأمنية لموسكو، والاعتبارات الاقتصادية للصين"، وفق يسرائيلي الذي قال: "صحيح، أن المثلث من القوى العظمى الناشئ يخلق تحديا كبيرا لإسرائيل، ولكن بالتوازي يوفر لها فرصا عديدة لتحسين مكانتها الاقليمية".
========================
الصحافة التركية :
 
ملليت :التوتر التركي- الألماني وقاعدة إنجيرليك
 
http://www.turkpress.co/node/34661
 
نشر بتاريخ 22 مايو 2017
نهاد علي أوزجان - صحيفة ملليت - ترجمة وتحرير ترك برس
تمر العلاقات التركية الألمانية بمرحلة يسودها التوتر. والملفت في هذا التوتر هو تداخل قضايا السياسة الداخلية والخارجية. فتركيا تنتقد ألمانيا لأنها تتسامح مع إرهاب حزب العمال الكردستاني، وتفتح ذراعيها لعناصر جماعة غولن، وتمارس ضغوطًا على أنقرة عبر بعض المواطنين الأتراك. وفي المقابل، تنتقد ألمانيا الحكومة التركية بسبب حقوق الإنسان والديمقراطية الناقصة والجدل حول إعادة عقوبة الإعدام وأنشطة الاستخبارات التركية على أراضيها. وبالنتيجة فإن قضايا الجدل في السياسة الداخلية لكلا البلدين تؤثر على القرارات في السياسة الخارجية.
وفي الآونة الأخيرة انضمت قاعدة إنجيرليك العسكرية إلى قضايا الجدل. تملك ألمانيا طائرات استطلاع وقرابة 260 عسكريًّا في القاعدة يساهمون في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة (داعش). طلبت مجموعة من النواب الألمان زيارة قوات بلادهم في إنجيرليك، إلا أن الحكومة التركية أعلنت أن الزيارة غير مناسبة استنادًا إلى مبدأ "المعاملة بالمثل". وضع هذا القرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في موقف حرج، قبل الانتخابات المزمعة في سبتمبر/ أيلول القادم.
بدأ الراغبون من البلدين في حل هذه الأزمة بالتركيز على خيارين. أولهما وساطة أمريكية، والثاني العثور على قاعدة بديلة ونقل الطائرات إليها. في الخيار الأول ليس من المعروف فيما إذا كان وزير الخارجية الأمريكي قادرًا على إقناع الجانب التركي. أما في الثاني فنحن نعلم بوجود بعض الصعوبات في العثور على بديل لإنجيرليك، وفوق ذلك فإن عملية النقل تتطلب سلسلة من الاتفاقيات السياسية والعسكرية ومرحلة إعداد طويلة فضلًا عن الكلفة المادية. وفي هذه الأثناء قد لا يبقى حاجة لعمليات جوية ضد تنظيم الدولة.
توفر قاعدة إنجيرليك إمكانية التدخل والمتابعة في مناطق أزمات مختلفة بفضل موقعها الجغرافي، وفي نفس الوقت تتمتع بانفتاحها على البحر وإمكانية الوصول إليها عبر البر والسكك الحديدية. وهذا أمر ضروري للتغلب على المشاكل اللوجستية والبشرية. ويمكن للطائرات المتمركزة في القاعدة إجراء عمليات في منطقة تمتد من قناة السويس حتى شرق المتوسط والعراق وسوريا وإيران والسعودية. وتتزايد أهمية القاعدة عند الوضع في الاعتبار الأزمات الحالية/ المحتملة في المنطقة المذكورة. كما أن العمليات المنطلقة من مناطق بعيدة تزيد كثيرًا من الكلفة.

ولا تقتصر القاعدة على مدراج الطائرات فقط، فهي توفر منشآت وأمن القوات وإمكانية لوجستية وتتيح الصيانة والتزويد بالوقود والتخزين. وهي موصولة بساحات احتياطية تقدم الدعم لعمليات البحث والإنقاذ في الحالات الطارئة.
أنظمة الرادار في المحيط القريب والبعيد للقاعدة جزء لا يتجزأ منها، وهي توفر إمكانية متابعة أي عملية جوية. تستفيد القوات الجوية الألمانية من المنشآت في إنجيرليك، كما تنشط فيها قوات الأعضاء الآخرين في الناتو.
انتقال قواتها من إنجيرليك سيفصل ألمانيا، ذات الدول المتعاظم في الاتحاد الأوروبي عن الأنشطة الرئيسية، ويضعها في موقع رمزي. كما أن الجيش الألماني، المطلوب منه العمل في ظروف أخطر وأسوأ، سيتحمل وزر المقاربات الخاطئة للسياسيين الفاشلين في إدارة العلاقات.
المسوغات العسكرية التي ذكرناها تشير إلى أن التلميحات الألمانية في "البحث عن قاعدة بديلة" هدفها المساومة مع أنقرة. ويدل تناول وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل أزمة إنجيرليك خلال زيارته الولايات المتحدة وطلب العون من نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون على المأزق الذي تواجهه بلاده.
========================
أكشام :من سيكافح الإرهاب والمد الإيراني في المنطقة؟
 
http://www.turkpress.co/node/34697
أفق أولوطاش - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
المملكة العربية السعودية وإيران بلدان بينهما تنافس جيوبوليتيكي في الشرق الأوسط. تزيد إيران من نفوذها الإقليمي عبر استخدام قوتها الناعمة والخشنة واللعب بالورقة المذهبية، من خلال وكلائها في المنطقة. أما السعودية، ورغم وجود وكلاء لها، فهي تسعى لحل المشاكل الناجمة عن إيران بدعم من الغرب، وباستثناء اليمن لا تستخدم القوة الخشنة مباشرة. ومع وجود ميول مذهبية لديها إلا أنها لا تستخدم الورقة المذهبية كأداة جيوسياسية فعالة.
حدث تطوران هامان في الآونة نفسها على صعيد مسار التنافس الإقليمي المذكور. دخل مرشحو المحافظين والإصلاحيين في سباق الانتخابات الرئاسية في إيران. وعلى الطرف الآخر، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يعيش مرحلة عصيبة داخليًّا، أول جولة خارجية له من السعودية. وبينما عزز روحاني مرشح الإصلاحيين قوته على الرغم من النظام المؤسس في بلاده، وجهت السعودية تحذيرًا لإيران من خلال زيارة ترامب والتعاون مع الولايات المتحدة.
القناعة السائدة هي أن المحافظين الداعمين للمرشح رئيسي، لم يستطيعوا الحيلولة دون فوز روحاني، الذي زاد من انتقاداته قبيل الانتخابات للحرس الثوري. وهذا الأخير بدوره كان ينتقد رحاني لعلاقاته مع الغرب. يعيش الاقتصاد الإيراني أوقاتًا عصيبة بسبب العقوبات المستمرة منذ سنوات. عاد تخفيف العقوبات الناجم عن الاتفاق النووي بنتائج إيجابية على القطاع العسكري الدفاعي. بيد أن العقوبات التي ستؤدي إلى تغيير بارز لم تُرفع بعد. وعلى الرغم من جميع الانتقادات المتبادلة، يبدو أن هناك سعي من جانب الحرس الثوري، صاحب الدولة الفعلي، إلى إنعاش الاقتصاد على يد روحاني ذو المظهر المعتدل، وتخفيف أثر العقوبات من أجل فتح مجالات جديدة أمام الصناعة الدفاعية. الحرس الثوري يمسك بزمام المبادرة في قضايا السياسة الخارجية والأمن، وصلاحياته غير الرسمية تفوق الرئيس نفسه. وفي هذه الحالة فإن ولاية ثانية لروحاني لن تلحق الضرر بالحرس الثوري، كما أنها ستقدم له فرصًا جديدة. فهو على أي حال سيلتهم كعكة نجاح أو فشل روحاني. وستواصل إيران تعزيز قوتها الخشنة في المنطقة.
أما السعودية، فهي لم تستطع بناء استراتيجية دفاعية وأمنية ذات اكتفاء ذاتي، على الرغم من التنافس الجيوسياسي المستمر منذ سنوات. وهذا هو المعلم الأبرز في زيارة ترامب للرياض، فهناك سعي لتحريك الدعم الأمريكي للسعودية من خلال اتفاقيتي السلاح بقيمة 110 مليارات دولار والاستثمار بقيمة 200 مليار دولار. السعودية تنتظر من الولايات المتحدة حملات تغير قواعد اللعبة ضد إيران، وهي محقة في ذلك بعد كل هذه الاستثمارات!
إيران واحدة من القضايا النادرة التي يوجد توافق تام حولها لدى إدارة ترامب بأكملها، والنظرة الأمريكية تتوافق إلى حد ما مع النظرة السعودية. ومع ذلك فليس من الواضح ما تريد الولايات المتحدة فعله أو ستفعله في مواجهة المد الإيراني. ومن جهة أخرى فإن واشنطن تبدو سعيدة جدًّا بالفرص الناجمة عن التنافس الإيراني- السعودي.
الاعتماد الكلي على دعم الغرب في مكافحة الإرهاب والمد الإيراني خطأ كبير. تمتلك البلدان الإسلامية مقومات كبيرة، لكن مشاكل الاستخدام الصحيح للموارد وإيجاد وتنظيم الحلول تشل قدرتنا على الحركة. قد تسهم الولايات المتحدة في حل المشكلتين المذكورتين (مكافحة الإرهاب والمد الإيراني)، لكن أداءها في أفغانستان وسوريا والعراق أظهر أنها جزء من المشكلة وليس من الحل. ولهذا علينا استخدام إمكانياتنا بذكاء والتركيز على حك جلدنا بأظافرنا. لأن أذى الإرهاب والمد الإيراني يمسنا نحن مباشرة.
========================