الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 22/7/2017

سوريا في الصحافة العالمية 22/7/2017

23.07.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/turkey-can-ally-with-syrias-kurds-someday http://arabi21.com/story/1022466/ما-دلالات-وقف-إدارة-ترامب-المساعدات-السرية-لثوار-سوريا#tag_49219 http://www.all4syria.info/Archive/428230 http://www.all4syria.info/Archive/428258
الصحافة العبرية والبريطانية : http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=122d6c18y304966680Y122d6c18 http://www.raialyoum.com/?p=713086
الصحافة الروسية : http://idraksy.net/iranian-ballistic-missiles/ http://www.aluom.com/Middle-East/246611/مترجم-لماذا-يتجاهل-العالم-انتهاكات-التحالف-الدولي-في-الموصل https://aawsat.com/home/article/979486/فيتالي-نعومكين/قراءة-من-موسكو-لمتغيرات-الوضع-السوري
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :احتمال تحالف تركيا مع أكراد سوريا يوماً ما
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/turkey-can-ally-with-syrias-kurds-someday
ديفيد بولوك
متاح أيضاً في English
"تركيسكوب"
تموز/يوليو 2017
تحميل ملف بي. دي. إف.
"تركيا تقول إنها لا تعلن الحرب على «وحدات حماية الشعب»" (وهي أبرز ميليشيا كردية سورية متواجدة في الجهة المقابلة من الحدود) هو العنوان الذي اختارته صحيفة "حرييت" التركية في عددها الصادر في 5 تموز/يوليو، نقلاً عن لسان نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش. ولكن كورتولموش أضاف إنه "إذا لاحظت تركيا تحركاً لـ «وحدات حماية الشعب» في شمال سوريا بما يشكل تهديداً لها، فسوف تردّ بالمثل".
بيد أن هذا الاقتباس الذي اتصف بقسوة معهودة إنما انطوى على شرط حذر يثير مسألةً حقيقية وجوهرية، وإن كانت تمر غالباً مرور الكرام. إذ إنّ «وحدات حماية الشعب» لم تهدد تركيا ولا حتى القوات التركية المتواجدة داخل سوريا منذ عام 2012. ففي تموز/يوليو من ذلك العام، أي منذ خمس سنوات تحديداً، استولت الميليشيا الكردية السورية على القسم الأكبر من المنطقة الحدودية، ووعدت آنذاك في إطار اتفاق توسط فيه حليف تركيا رئيس «حكومة إقليم كردستان» في العراق مسعود بارزاني بحصر تركيزها على سوريا والامتناع عن الاعتداء على تركيا - أو حتى عن دعم أي هجمات يشنها ضدها «حزب العمال الكردستاني»، الحركة الأم لـ «وحدات حماية الشعب».
والتزمت «وحدات حماية الشعب» وحزبها السياسي «حزب الاتحاد الديمقراطي» بهذا الوعد على مدى السنوات الخمس الماضية. ويقيناً، أن الحكومة التركية لم تعد تقرّ علناً بهذا الواقع، ولكنها اعتادت على ذلك حتى فترة غير بعيدة تعود إلى أواخر عام 2015 عندما انهارت محادثات السلام بين تركيا و «حزب العمال الكردستاني». وتوحي تلك التجربة بأن مثل هذا التوافق بين أنقرة و «حزب الاتحاد الديمقراطي» قد يبصر النور مجدداً.
وبالفعل، يُفترض أن يكون هدف تركيا على المدى الطويل - الذي تدعمه الولايات المتحدة وغيرها من الأصدقاء - متمثلاً بتعزيز العلاقة بين هذين الخصمين الراهنين بما يشبه الروابط الودية جداً التي تجمع بين أنقرة و«حكومة إقليم كردستان» التي تتمتع بالحكم الذاتي في العراق، علماً بأن تركيا وأكراد العراق كانوا من ألدّ الأعداء منذ أقل من عقد مضى. إلّا أنّ الجانبين شهدا تحولاً تاريخياً عاد بالفائدة المتبادلة عليهما وأوصلهما إلى ما هما عليه الآن، أي أقرب الحلفاء في المنطقة على الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والسياسية. ويعتبر هذا الأمر على المدى البعيد هدفاً ممكناً لتركيا وأكراد سوريا أيضاً. وحتى المسؤول البارز في «حزب العدالة والتنمية» محمد شيمشك أقرّ علناً بأنه قد يصبح في النهاية الحصيلة المنشودة من هذا النزاع المحتدم حالياً.
ويتمثل الطريق إلى ذلك بتوسيع الشرخ بين أكراد سوريا و «حزب العمال الكردستاني»، وبالتالي الاقتراب من موافقة تركيا وحتى تحالفها في النهاية مع الإقليم الحليف الخاضع لسيطرة الأكراد في الجنوب. وإذا بدت هذه الفكرة ضرباً من المثالية، فهي ليست كذلك، بل إنها تنسجم مع ما حدث خلال العقد المنصرم على طول الحدود التركية مع «حكومة إقليم كردستان» بدعمٍ صامت بل قوي من الولايات المتحدة. فالعلاقات ذات الود الاستثنائي بين أنقرة وإربيل، حتى في مواجهة التوترات العامة الجديدة بشأن استفتاء الاستقلال الذي اقترحته «حكومة إقليم كردستان» بتاريخ 25 أيلول/سبتمبر 2017، يوحي بشدة بأن هذا "النزاع العرقي القديم" تحديداً لا يجوز أن يشكل عقبةً مستحيلة أمام التوافق الاستراتيجي. صدّق أو لا تصدق، قد تجد تركيا يوماً ما على حدودها مع سوريا منطقةً كردية مستقلة ومنسجمة مع مصالحها بقدر تلك الواقعة على حدودها مع العراق.
وجهات نظر تركيا بشأن «حزب الاتحاد الديمقراطي»: مواكبة الحقائق الجديدة
صحيحٌ أن الحالتين الكرديتين عند الحدود التركية تنطويان على اختلافات جمة، ولكن «حزب الاتحاد الديمقراطي»، بخلاف الحزبين الحاكمين في كردستان العراق «الحزب الديمقراطي الكردستاني» أو «الاتحاد الوطني الكردستاني»، له تاريخ مشترك وقرابة إيديولوجية مع عبدالله أوجلان وحركة «حزب العمال الكردستاني» التي أسسها داخل تركيا والتي تصنفها حكومة تلك البلاد بالتنظيم الإرهابي. كما أن أوجلان نفسه كان ناشطاً في سوريا بين عامي 1988 و 1998 تقريباً، حين فرّ منها لتقبض عليه تركيا وتسجنه منذ ذلك الحين. ولا يزال «حزب الاتحاد الديمقراطي» يعتبر نفسه متفرعاً عن «حزب العمال الكردستاني» ويعبّر حتى الآن عن تعاطفه مع محنة أوجلان وقلقه إزاءها كما حصل في مؤتمر الحزب الأخير الذي عقد في بروكسل في أيلول/سبتمبر 2016.
لكن ما يزيد الوضع تعقيداً من وجهة النظر التركية هو أن الكثير من أكراد سوريا لهم روابط عائلية قديمة وغيرها بالأكراد المقيمين عبر الحدود إلى الشمال. فأكراد سوريا البالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين نسمة يتحدثون لهجة الكرمنجي الكردية نفسها كغالبية المواطنين الأتراك الأكراد والبالغ عددهم نحو 15 مليون نسمة، بينما لا يزال الأفراد والمقاتلون من «حزب الاتحاد الديمقراطي» و «حزب العمال الكردستاني» يتنقلون ما بين الطرفين. ولا تزال قيادة «حزب العمال الكردستاني» المعتكفة في جبال قنديل النائية على مقربة من حدود «حكومة إقليم كردستان» مع إيران وتركيا، تملك بعض النفوذ على قرارات «حزب الاتحاد الديمقراطي».
وعلى الرغم من ذلك، ومع النجاحات العسكرية التي أحرزها «حزب الاتحاد الديمقراطي» والدعم الأمريكي الذي حصده، ناهيك عن الاستقلالية الفعلية التي حققها لأكراد سوريا - الذين يشكلون الشريحة الكبرى من ناخبيه - خلال السنوات الخمس الماضية، تميّز أكثر فأكثر عن «حزب العمال الكردستاني» وكوّن هيكلياته الخاصة ومصالحه الذاتية المحددة على أساس جغرافي داخل سوريا وخارج الحدود التركية. ولدى «حزب الاتحاد الديمقراطي» سلسلة قيادية سياسية وعسكرية خاصة به ومنفصلة عن أصوله داخل «حزب العمال الكردستاني». ولا تختلف قيادتهما في أفرادها فحسب بل في سياساتها أيضاً.
وكما قال الرئيس المشارك لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» صالح مسلم (إلى جانب نظيرته ذات المنصب الأسمي إنما الإلزامي بفعل إيديولوجيا الحزب) ومسؤولون آخرون بالتفصيل المقنع لكاتب هذا المقال، يعمل قياديو «حزب الاتحاد الديمقراطي» المحليون ومجالسه داخل سوريا بشكل مستقل ليس عن الأوامر الخارجية فحسب بل عن أحدهم الآخر ككل. فقد يكون حكام «حزب الاتحاد الديمقراطي» المحليون صارمين، "لكنهم على الأقل  لا يقطعون الرؤوس" وفق العبارة البارزة التي كتبها مسلم للكاتب. وحتى إذا استمر طاقم [جبال] قنديل بممارسة نفوذه على عمليات «حزب الاتحاد الديمقراطي» داخل سوريا، إلّا أنّ السياسات الفعلية التي ينتهجها الجميع هناك تهدف إلى الحفاظ على سيطرتهم في سوريا وتوسيعها، وليس إلى الهجوم على تركيا أو مساعدة «حزب العمال الكردستاني» على القيام بذلك على الجانب الآخر من الحدود.
وفي الواقع، إنّ المناطق الحدودية الخاضعة لسيطرة «حزب الاتحاد الديمقراطي» هي تلك التي لا يتم فيها تهريب الأسلحة والمخدرات والأموال إلى تركيا. وهذا ليس رأي الكاتب الشخصي، بل هو تقدير يعكس الأدلة التي قدمها المحللون الاستخباريون الأتراك خلال اجتماع خاص حضرْتُه العام الماضي، وهو أيضاً تقدير السفير الأمريكي السابق إلى تركيا والعراق ونائب مستشار الأمن القومي السابق جيمس جيفري، كما عبّر عنه في عرض قدمه هذا العام لمؤسسة "سيتا" التي تعتبر من أكبر مناصري «حزب العدالة والتنمية».
وقد التزم «حزب الاتحاد الديمقراطي» بالاتفاق الذي أبرمه عام 2012 والقاضي بتفادي الهجوم على تركيا، وعلى وجه التحديد لأن ذلك يعكس المصلحة الذاتية الجديدة لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي»، وهي حماية منطقته الخاصة داخل سوريا عوضاً عن نقل الصراع الكردي عبر الحدود. وهذا يجعل من «حزب الاتحاد الديمقراطي» و «وحدات حماية الشعب» شركاء محتملين لتركيا - لا تهديداً لها - في ضمان حدودهم المشتركة بوجه «حزب العمال الكردستاني» أو تنظيم «الدولة الإسلامية» أو خصوم آخرين. وعلى المدى البعيد، إنّها "مهمة صعبة جداً" ولكنها ليست بمهمة مستحيلة. ولتعزيز هذه الحكمة غير التقليدية، من المفيد جداً إلقاء نظرة وجيزة إلى مرحلة من الماضي ليست ببعيدة وافقت فيها أنقرة على ما يبدو على هذا التقييم الأكثر تفاؤلاً.
المعلومات الأساسية الأخيرة: التقارب بين تركيا و «حزب الاتحاد الديمقراطي»، 2012-2015
على مدى السنوات الأربع حتى أواخر عام 2015، أقرّت الحكومة التركية، على الأقل عملياً، بمجموعة الوقائع الجديدة بشأن الأكراد في سوريا. فقد رحّبت بمشاركة صالح مسلم في المحادثات التي أجريت في تركيا في عدة مناسبات، كما قبلت بسيطرة «حزب الاتحاد الديمقراطي» على معظم المنطقة الحدودية السورية. ومنذ مدة قصيرة تعود إلى أيلول/سبتمبر 2015، سمحت تركيا لبضعة آلاف مقاتل من قوات البشمركة الكردية العراقية بعبور أراضيها وهم في طريقهم إلى مساعدة «حزب الاتحاد الديمقراطي»/ «وحدات حماية الشعب» في تحرير مدينة كوباني الحدودية السورية من حكم تنظيم «الدولة الإسلامية». وفي الوقت نفسه، لم تنتقم أنقرة من الضربات الجوية الأمريكية والأسلحة التي أسقطتها الولايات المتحدة بالنيابة عن «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تشكل مزيجاً من «وحدات حماية الشعب» (بنسبة 80%) وميليشيات محلية عربية وغيرها (بنسبة 20%) على الرغم من الاحتجاجات العامة الصاخبة والمتواصلة.
وبحلول شباط/فبراير 2016،  فحتى الخط الأحمر الذي وضعته تركيا في البداية والقاضي بـ "منع أي وجود لـ «وحدات حماية الشعب» غرب الفرات" قد تم تغييره ضمنياً لفتح المجال أمام هجوم "مؤقت" وناجح شنته هذه الوحدات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في بلدة منبج التي تشكل مفترق طرق استراتيجي عبر النهر وعلى بعد ثلاثين ميلاً فقط جنوب الحدود التركية. وفي آب/أغسطس 2016، أي بعد مرور شهر على محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، أرسلت أنقرة جنودها إلى سوريا للاستحواذ على ممر أعزاز- جرابلس الذي يفصل معقل عفرين الغربي التابع لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» عن معقلي الجزيرة وكوباني شرقاً، وبالتالي منع الأكراد من السيطرة على المنطقة الحدودية السورية التركية بأكملها. ولكن تركيا لم تشن هجوماً على «قوات سوريا الديمقراطية» بشكل جماعي، واستقر الجانبان في مواجهة غير مستقرة داخل سوريا.
التسوية المؤقتة بين تركيا و «حزب الاتحاد الديمقراطي»، 2016 حتى الآن
على الصعيد الرسمي، انهارت العلاقات بين تركيا و«حزب الاتحاد الديمقراطي» لحظة انهيار المحادثات بين تركيا و «حزب العمال الكردستاني» في أواخر عام 2015. ومع دخول تركيا و «حزب العمال الكردستاني» في نزاع مسلّح بعد عامين من محادثات السلام الواعدة، تبنّت أنقرة و «حزب الاتحاد الديمقراطي» لهجة عدائية تجاه أحدهما الآخر وعاودا استخدام مصطلحات "الإرهابيين" و"المضطهِدين". ولكن الأمل لم يُفقَد بالكامل. فقد تفادى الجانبان بالدرجة الأولى الاشتباكات المباشرة عبر حدودهما المشتركة الواقعية والشرعية حتى مع استمرار المناوشات المتفرقة بينهما على نطاق ضيق داخل سوريا. وحين أقدم «حزب الاتحاد الديمقراطي» في وقت متأخر على سحب بعض قواته من منبج، بناء على طلب من الولايات المتحدة وتركيا، أقرّت أنقرة علناً بهذا التحول الإيجابي، وأعلنت عن إمكانية العمل مع عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» العربية إنما ليس مع قادتهم الأكراد المنتمين إلى «وحدات حماية الشعب».
والأدق في هذا السياق هو أن تركيا، بالرغم من الاعتراضات الشفهية المتواصلة، وقفت على الحياد بينما تحركت «قوات سوريا الديمقراطية»، أي «وحدات حماية الشعب» في الغالب، بقوة - وبدعم أمريكي كبير تضمّن إمدادات مباشرة لبعض الأسلحة الثقيلة - ضد عاصمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في الرقة في منتصف عام 2017. ولم ترسل تركيا مزيداً من القوات إلى الجنوب لمجابهة هذا التطور الكبير الذي حذّرت منه بشدة؛ فقد بقيت قاعدة "إنجيرليك" الجوية متوفرة أمام الاستخدام الأمريكي؛ وزار أردوغان الرئيس ترامب في واشنطن في الموعد المحدد على أي حال. وحتى اليوم، كما هو مبين في الجزء العلوي من هذا المقال، دائماً ما تصاغ التحذيرات التركية بلغةٍ مشروطة مفادها "سوف نردّ إذا استهدفتنا «وحدات حماية الشعب»"، وليس بوصفها معارضة مطلقة.
ولذلك توحي أفعال تركيا، بخلاف أقوالها، بأنها تقبّلت فكرة أن «حزب الاتحاد الديمقراطي» و «وحدات حماية الشعب» لا يشكلان تهديداً لها، على الأقل ليس في الوقت الراهن. وأيقنت أن تحرّك الجيوش الكردية السورية في الجنوب باتجاه الرقة أفضل بكثير من تحركها شمالاً نحو الحدود التركية. وتدرك تركيا أيضاً - وبالرغم من فورات الغضب الشفهية هنا أيضاً - بأنه من الأفضل لها ألّا تعرّض تحالفها الأمريكي الجوهري للخطر حول هذا الخلاف الكردي الخاص. ومع أخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار، لننتقل من الماضي المعقد والحاضر المظلم إلى المستقبل المتوسط الأجل الذي يسهل دائماً التنبؤ به في الشرق الأوسط.
الآفاق المستقبلية والتداعيات السياسية
تخضع الخيارات المتاحة في هذا المجال أمام تركيا على المدى المتوسط، كما هو مذكور أعلاه، لتأثير كبير من الوقائع الحاصلة على الأرض في سوريا وللسياسات الأمريكية على تلك الساحة. ومن وجهة نظر واشنطن، إن الأمن وحده هو الأساس المنطقي الرئيسي لدعم «حزب الاتحاد الديمقراطي» و «وحدات حماية الشعب» والميليشيات العربية وغير العربية الحليفة لها، نقطة. وليست هذه محاولة لإحداث شرخ بين الولايات المتحدة وحليفها البالغ الأهمية في "الناتو"، أي تركيا. بل هي ببساطة طريقة لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» بفعالية مع توجيه طموحات الأكراد السوريين ليس ضد تركيا، ولكن لصالح الحكم الذاتي الكردي داخل سوريا. ومن هذا المنطلق، لا يعود الدعم الأمريكي لكل من «حزب الاتحاد الديمقراطي» و «وحدات حماية الشعب» بمثابة تهديد، حتى إذا افترضنا استمراره بعد تحرير الرقة وهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، بل يصبح في الواقع حسنة تصب لصالح الأمن القومي التركي. وحيث تعترض الحكومة التركية اليوم على وجهة النظر هذه، على الأقل علناً، بوسعي القول إن تركيا مستعدة للقبول بها على مضض، على الأقل في السر. وهذا تقييم يؤيده باحثٌ تركي شاب بارز وعضو سابق في البرلمان، وهو أيكان إردمير الذي أكّد مؤخراً في منتدى عام في واشنطن العاصمة على ما يلي:
"على الرغم من أن الحكومة التركية تواجه تحدياً كبيراً في الداخل عندما يتعلق الأمر بالسياسة العالمية - حيث يتعين عليها الاستمرار في مواقفها لتضمن مصالحها ويتعين عليها الحفاظ على خطاب مناهض للولايات المتحدة في الداخل - أَعتَقِد أنها مستعدة للتعايش مع هذا القرار. وأعتقد أنها تعتبر هذا الأمر تكتيكياً أيضاً لأنها تعلم هي نفسها ما يعنيه العمل مع «حزب الاتحاد الديمقراطي» و «وحدات حماية الشعب» بطريقة تكتيكية."
ولذلك، فعلى الأقل في ظل السيناريوهات الأكثر منطقيةً على المدى القريب، من المحتمل أن ينتج عن العلاقة الأمريكية -التركية استمرار القبول الضمني بشكل من أشكال الحكم الذاتي للأكراد بحكم الأمر الواقع، تحت سيطرة «حزب الاتحاد الديمقراطي»، وذلك في أقسام من الأراضي السورية على طول الحدود التركية. وهذا يفترض بالطبع أن الولايات المتحدة ستُبقي «حزب الاتحاد الديمقراطي» على إشعار تام بضرورة مواصلته الامتناع عن أي اعتداءات على القوات التركية وأي دعم مادي لـ «حزب العمال الكردستاني» مقابل المساعدة العسكرية الأمريكية والدعم الدبلوماسي من واشنطن من أجل التوصل إلى حل سياسي "اتحادي" في سوريا. وخارج إطار هذه الحسابات الفورية، من المرجح أن تعكس التصرفات التركية متغيّرَيْن رئيسيَيْن آخريْن مرتبطيْن بالأكراد، سواء داخل داخل البلاد أو خارجها.
أولاً، يستحسن بتركيا ألا تنسى أن المصالح العسكرية والسياسية الصريحة والواضحة للأكراد قد تشعّبت جغرافياً وخاصة خلال السنوات الخمس الماضية. وكما يختلف أكراد سوريا وأحزابهم وحركاتهم وميليشياتهم ومؤسساتهم بشكل متزايد عن المواطنين الأكراد في تركيا، كذلك يشتد اختلافهم عن أبناء عمومتهم الأكراد في العراق. وبالفعل، فإن معظم الأكراد في تركيا وسوريا والعراق وإيران اختاروا التقليل من شأن الحلم الكردي الجامع لصالح السعي بشكل منفصل للحصول على حقوقهم داخل بلدانهم (أو ربما خارجها، كما هو الحال بالنسبة لـ «حكومة إقليم كردستان»). وهذا الواقع المستجد يفسح مجالاً أكبر أمام تركيا للمناورة بشأن هذه القضايا، ولا سيما بالعمل بشكل ثابت على فصل «حزب الاتحاد الديمقراطي» عن «حزب العمال الكردستاني» بدلاً من شملهما معاً بين الفينة والأخرى.
لكن الأكراد لا يزالون أكراد، وعلى وجه الخصوص من المرجح أن يبقى الارتباط الوثيق بين أكراد سوريا وتركيا، على الأقل بشكلٍ غير مباشر.
أما في الداخل التركي في الوقت الحاضر، فقد تخلّى كل من أنقرة و «حزب العمال الكردستاني» بشكل مأساوي عن تقاربهما المتوقف الذي دام بين عامي 2013 و 2015 واستأنفا حرباً صريحة على مستوى متدنٍّ. ويبدو أن الهوة بين الاثنين، التي تضايقت على ما يبدو قبل عامين فقط، تبدو اليوم شاسعة بشكلٍ لا يعقل. ولكن من الممكن سدّ هذه الهوة يوماً ما - وإن لم يكن مع «حزب العمال الكردستاني»، فربما مع أحزاب كردية أصيلة أو تنظيمات شعبية أخرى. ومن شأن أي تقدم يحرز في هذا المجال، إلى جانب قيمته الفعلية، أن يخفف أيضاً بوضوح من حدة المخاوف والشكوك التركية بشأن «حزب الاتحاد الديمقراطي» عبر الحدود.
وهذا سببٌ آخر يوضح لماذا ينبغي على الولايات المتحدة أن تنصح أصدقائها الأتراك على انفراد باستئناف عملية السلام الداخلي مع الأكراد، وعرض مساعدة أمريكية ملموسة معها، إذا رغبت في ذلك. وتنطبق على هذه الحالة فعلاً العبارة المبتذلة "لا حل عسكري". وفيما يخص أكراد سوريا بالدرجة الكبرى، ليس لدى تركيا سبب وجيه للسعي إلى تحقيق مثل هذا الحل، بل لديها أسباب جمة للسعي وراء التعايش السلمي عبر حدود مشتركة وربما أيضاً متعاونة.
 ديفيد بولوك هو زميل "كوفمان" ومدير "منتدى فكرة" في معهد واشنطن.
========================
نيويورك تايمز :ما دلالات وقف إدارة ترامب المساعدات السرية لثوار سوريا؟
http://arabi21.com/story/1022466/ما-دلالات-وقف-إدارة-ترامب-المساعدات-السرية-لثوار-سوريا#tag_49219
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، تقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوقف البرنامج السري لإمداد مجموعات الثوار السوريين بالأسلحة والأموال.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مسؤولين أمريكيين وصفوا هذه الخطوة بأنها إقرار من الإدارة بفشل تلك الجهود في إسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث جاء هذا القرار قبل شهر من الآن، بحسب المسؤولين، فتباطأت الجهود لإيصال الأسلحة وقتها، لافتا إلى أنه لم يتم التصريح عن ذلك، كما لم يتم التصريح عن بدء العملية قبل أربع سنوات؛ لأنها عملية سيئة من الناحية الرسمية، صادق عليها الرئيس باراك أوباما، من خلال إيجاد مبرر يسمح لوكالة الاستخبارات المركزية بالقيام ببرنامج يمكن إنكاره، لكن أخبار البرنامج تسربت بسرعة.
وتعلق الصحيفة قائلة إن البرنامج الذي وصل إلى طريق مسدود قد انضم لجهود أخرى سعت لإيصال السلاح والمال لثوار يسعون للإطاحة بحكومات تبغضها واشنطن، كان أشهرها الجهود التي بذلتها إدارة كيندي للإطاحة بفيديل كاسترو في كوبا، مرجحة أن يلقى هذا القرار، الذي لم يعلق عليه البيت الأبيض، ترحيبا من روسيا، التي يدعم جيشها حكومة الأسد، وتهاجم دون كلل بعض مجموعات الثوار، تحت شعار الحرب على الإرهاب.
ويلفت التقرير إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اتهم يوم الثلاثاء الولايات المتحدة بأنها ساعدت على زعزعة الاستقرار في المنطقة، وصور إيران على أنها تدافع فقط عن مصالحها، في الوقت الذي ترى فيه واشنطن أن مساعدة إيران للأسد هي جزء من محاولاتها لإعادة فرض نفسها بصفتها قوة إقليمية رئيسية.
وتفيد الصحيفة بأنه كانت هناك شكوك منذ البداية بخصوص إمكانية نجاح تسليح مجموعات غير منظمة ومفككة من الداخل، وكان المسؤولون في إدارة أوباما يعتقدون بأنه لا يمكن التنبؤ بولاءات تلك المجموعات التي تسلمت أسلحة أمريكية، بالرغم من إجراء عملية تدقيق، مشيرة إلى أن هذه المشكلة -إيصال السلاح إلى المجموعات الصحيحة، بحيث لا تنتهي في أيدي الجماعات التي تحارب أمريكا- شكلت عقبة كبيرة أمام مقترح هيلاري كلينتون، التي كانت وزيرة خارجية حينئذ، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية ديفيد باتريوس وقتها. 
وينوه التقرير إلى أن صحيفة "واشنطن بوست" كانت أول من نقل خبر قرار ترامب، لكن سبق ذلك قول إدارة ترامب في شهر نيسان/ أبريل بأن الإطاحة بالأسد، الذي خاضت حكومته حربا أهلية، أدت إلى مقتل حوالي نصف مليون شخص، لم تعد أولوية، وبدلا من ذلك، فإن أمريكا وروسيا تقومان بالتفاوض حول مناطق وقف إطلاق نار في سوريا، بدأ أولها هذا الشهر.
وتبين الصحيفة أن تلك المفاوضات كانت ممكنة لشعور الأسد بالأمان، مدعوما من موسكو وطهران، بحيث لا يرى تهديدا لبقائه في السلطة، حيث كان قرار ترامب بمثابة إقرار بأن عدم تصعيد البرنامج الذي بدأ عام 2013، بالتعاون بين وكالة الاستخبارات المركزية والسعودية وتركيا والأردن، سيؤدي في الغالب إلى نتيجة مختلفة.
ويذكر التقرير أن هدف البرنامج كان جلب الأسد لطاولة التفاوض، في سلسلة مفاوضات أخذها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، على عاتقه في أواخر عام 2015، إلا أن اتفاقيات وقف إطلاق نار وتحديد وقت للتوصل إلى خارطة طريق سياسية للانتخابات في البلاد كانت تنتهي إلى الفشل، منوها إلى أن كيري كان منزعجا جدا من أن أوباما لم يكن مستعدا لتوفير الضغط العسكري اللازم على الأسد لدعم تحركاته الدبلوماسية، أما أوباما نفسه فكان حذرا من دخول حرب شرق أوسطية جديدة، لا يستطيع توقع نتيجتها أو التحكم فيها.
وتستدرك الصحيفة بأن ما قلل من أهمية هذا البرنامج هو تعزيز الروس من وجودهم العسكري في سوريا، واستهداف الثوار، متسببين بإضعاف الثوار الذين تدعمهم أمريكا، الذين كانوا الأقدر بين قوى المعارضة، وهو ما ساعد قوات الأسد على استرجاع بعض الأراضي وتعزيز مكاسبها.
وينقل التقرير عن المحلل المتخصص في سوريا في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، تشارلز ليستر، قوله: "هذا أمر كبير، لكنه كان متوقعا لفترة طويلة.. إنه أكبر مؤشر إلى الآن عن تخلي الإدارة عن المعارضة"، وأضاف ليستر: "لقد كانت الجبهة الجنوبية الشريك الأكثر اعتمادا ضد الأسد، بالإضافة إلى أنه نتيجة ضغط الأردن، حيث كانت عمان تدفع باتجاه التجميد لفترة طويلة، فربما كانت تلك النتيجة محتومة، لكن بغض النظر عن ذلك فإنها كانت مهمة جدا"، لافتا إلى أنه يرى أن هذه الخطوة "خطأ كبير".
وتورد الصحيفة نقلا عن خبراء مستقلين، قولهم إنه من غير الواضح بالنسبة لهم إن كان قرار ترامب سيؤثر على المقاتلين الذين يدافعون عن مناطق تحت سيطرة المعارضة، حيث كان البرنامج في أوجه يدار من غرف عمليات في الأردن وفي تركيا، ويدعم مجموعات الثوار المنضوية تحت راية الجيش السوري الحر، الذي اعتبر مقاتلوه غير متطرفين.
ويستدرك التقرير بأن الضغط على الأسد لم يكن كافيا ليجعله يدخل المفاوضات لإنهاء الحرب الأهلية، ولم يكن كافيا لفتح الطريق أمام مجموعات الثوار للسيطرة على مدن رئيسية، أو الاقتراب من العاصمة دمشق، لافتا إلى أن البرنامج سعى لتقوية الثوار المعتدلين ضد الفصائل المتطرفة، كتلك المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وتقول الصحيفة: "عندما يكتب تاريخ هذا الجهد، وعندما يرفع الحظر عن الوثائق، سيسعى المؤرخون، دون شك، لمعرفة سبب خسارة الثوار للأرض طيلة الوقت لصالح قوات الحكومة السورية والروس والإيرانيين، وليس للمتشددين، وأصبح واضحا بعد طرد الثوار من الشق الشرقي لحلب العام الماضي، أنهم لم يعودوا يشكلون خطرا على حكم الأسد".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن وقف البرنامج السري الذي كان يساعد الثوار بالقرب من الحدود التركية في الشمال والحدود الأردنية في الجنوب لن يؤثر في الحرب ضد جهاديي تنظيم الدولة في الشرق، حيث يدير البنتاغون برنامجا آخر يدعم مليشيا عربية كردية تعرف باسم قوات سوريا الديمقراطية.
========================
معهد واشنطن: الدور الأمريكي القادم في سوريا
http://www.all4syria.info/Archive/428230
كلنا شركاء: يوسف صداقي- معهد واشنطن
تحتاج إدارة الرئيس دونالد ترامب اليوم لاتخاذ قرار نهائي في ما يخص استراتيجيتها في محاربة الإرهاب والحرب الدائرة في سوريا، فالكونغرس الأمريكي يحتاج لتلك القرارات للبت بمشروع الإنفاق الحكومي الذي تقدمت به إدارة ترامب على أن تتضمن هذه الاستراتيجية وصفا محددا للأهداف السياسية تجاه الحكومة السورية والأطراف الفاعلة في المنطقة.
أما ما تبقى من القوات العربية على الأرض السورية والتي ما زالت تحتفظ بالحد الأدنى من مبادئ الثورة تعاني من مصاعب كبيرة، ومخاطر قاتلة.  فالموارد المالية المتاحة لا تغطى احتياجاتها الأساسية، والدعم العسكري الغير مستقر أساسا يتطلب العديد من التنازلات.
و لعل أخطر التحديات هو انتهازية الفصائل السلفية الجهادية و استغلالها عدم استقرار الدعم المقدم للفصائل الثورية  لتفرض عليها التبعية لها في القول والفعل حتى ترضخ، والا فان الإسلاميين يبدؤون بحربهم  واستهدافهم من حملات اعتقالات واغتيالات، وإعدامات للقادة ،  كما فعل جيش الإسلام حين قرر تدمير جيش الأمة في الغوطة الشرقية، أو حتى الاشتباك المباشر كان له وجود في العديد من المناسبات منها ما فعلته فتح الشام النصرة سابقا في هجومها على الفرقة ١٣ احدى فرق  الجيش الحر في إدلب، و استخدام جيش الإسلام الدبابات ضد فيلق الرحمن .
وحسب مسؤولون في البيت الأبيض فان وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة يعارضون إرسال المزيد من القوات إلى سوريا. بينما يبرز جناح عسكري داخل البنتاغون يسعى لإنتاج نسخة أكثر قوة من التي تم اعتمادها خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. على رأس هذا الجناح يبرز الجنرال ماك ماستر، مستشار الأمن القوي الذي يعتمد في خطته على ما خبره من معارك ضد الميلشيات المتطرفة في العراق، خلال عمله المباشر مع الجنرال ديفيد بترايوس.  وتدرك الولايات المتحدة لا تواجه تنظيماً متراصّاً هناك ممثَّلاً بتنظيم القاعدة، بل نسيجاً معقّداً من الميليشيات المحلية، إذ يؤمن كل من ماك ماستر وديفيد بترايوس أن استخدام تلك الاختلافات عن طريق خلق فرص للتعاون مع شركاء محتملين في مواجهة الأعداء المشتركين الأشد تطرفاً. ويتمثّل هدفهم في تهميش المتطرفين العنفيين، داحِضين ادّعاءهم بأنهم يتكلّمون باسم الإسلام، وذلك عبر تسليط الضوء على الهوّة التي تفصل بينهم وبين الغالبية الساحقة من المسلمين.
ويعمل بترايوس جاهدا على إقناع الرئيس بتبني خطته التي اقترحها في عام 2015، والتي تقضى بمحاولة فصل “المجموعات التي يمكن أن تكون جزءاً من الحل” عن تنظيم القاعدة، ووضعها في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ونظام بشار الأسد. الخطة تتضمن إرسال عدد كبير من القوات الأمريكية تكون جنبا إلى جنب مع الحلفاء المحليين لتحرير المناطق من سيطرة القوى المتطرفة، وبعدها سيكون للجيش الأمريكي متواجدا على الأرض في بلد كان محتكرا لعقود من الجانب الروسي. الأمر الذي يحاربه كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض ستيف بانون والذي يعتبر هذه الأفكار هي سعي لبدء حرب عراقية جديدة على حد وصفه.
بعد الضربة الصاروخية التي وجهها الجيش الأمريكي إلى مطار الشعيرات بدأت ملامح خطة ماك ماستر تتضح، فالجيش الأمريكي الأن يدفع إلى رفع مستوى قواعد الاشتباك للقوات الخاصة الأمريكية والسماح باستخدام الحوامات الهجومية. وحيث أن قيادة التحالف الدولي باتت تعتمد بشكل كبير على قواعد ومطارات هيئتها داخل الأراضي السورية وكردستان العراق يستقر فيها الألاف الجنود بمن فيهم الأمريكيون والألمان والإيطاليون والفنلنديون والبريطانيون فأن عملية تأهيل القواعد الجديدة يعطي انطباعا أنها لن تكون مؤقتة، حيث تم استبدال الخيام المؤقتة وقاعات الطعام ومراكز عمليات الوكالات الاستخباراتية وقوات المهام الخاصة بمباني دائمة. كما تستقبل احدى القواعد في كردستان العراق خمسة أنواع من الحوامات الحربية التي تستخدم كجسر جوي لنقل الجنود وما يلزم من دعم لوجستي لمناطق العمليات الفرعية في سوريا والعراق. منذ الأسبوع الأخير من شهر أذار/ مارس الماضي أصبح لدى قوات التحالف ما مجموعة خمس منشأة عسكرية جوية في المنطقة، وحيث أشار مسؤول أمريكي في لقاء مع “فويس أوف أمريكا”، أن المهندسين والطاقم الأمريكي يعملون على إصلاح وتجهيز المطار القريب من سد الطبقة، كما أشارت بعض التقارير الإعلامية أن الحوامات الأمريكية تقوم بنقل قادة وعناصر من “قسد” بين المناطق تجنبا لأي اصطدام مع القوات الأخرى على الأرض. الأمر الذي أكده الجنرال الأمريكي كارلتون ايفرهارت قائد قيادة الحركة الجوية للقوات الجوية ل “فويس اوف أمريكا” أن رجاله نقلوا جوا من قوات الدفاع الذاتي وراء خطوط تنظيم ” داعش” للسماح لهم بشن الهجوم الذي استولى على المطار.
ليكون لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الحرية في التحرك واتخاذ القرارات التي تناسب الرؤية الأمريكية دون التعرض لمضايقات الدول المضيفة كتركيا التي تستغل قاعدة انجرليك ووجودها في أراضيها بهدف الضغط على الإدارة الأمريكية للكف عن دعمها للقوات الكردية، قامت الإدارة الأميركية بالتأكيد على دور قوات سورية الديمقراطية في المعركة من أجل الرقة. حيث أن دعم وتحالف الجيش الأمريكي لفصائل محددة كقوات سورية الديمقراطية اثبت فعالية وجدوى من ناحية التكتيك العسكري، وهو ما لا يحقق أهداف ماك ماستر كاملة، فمن خلال تجربته في العراق يدرك أن التحالف مع الأكراد فقط هو دون جدوى استراتيجية حقيقية، حيث انه من غير المنطقي استيلاء الأكراد على الأراضي العربية وحكمها مما قد يولد صراع جديد في المنطقة وهو ما لا تتمناه الإدارة الأمريكية أن يحدث.
جناح ماك ماستر لديه يقين بأهمية إيجاد قوات عربية سنية لتكون حليف لها على الأراضي السوري لتحقيق هدف تدمير تنظيم ” داعش”، وتحقيق ما وعد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملة الانتخابية القضاء على الجماعات الإسلامية المتطرفة، وإقامة مناطق آمنة في سوريا. لكن اختيار الشريك العربي من الفصائل السورية المقاتلة على الأرض أمر معقد جدا بالنسبة للقيادة الأمريكية، فالأولوية الأمريكية الأن هي القضاء على تنظيم “داعش”، بينما تصر القوات العربية على أولوية قتال النظام. وهذا التضارب لا يمكن التغلب عليه بسهولة، بسبب الخريطة السياسية والعسكرية المعقدة في سوريا إضافة إلى العلاقات الدولية المتوترة. كما أن أغلب المجموعات العربية السنية التي تقاتل اليوم في سوريا تعتمد تحركاتها وتوجهاتها على الارتباط بالمخابرات التابعة للدولة المعنية بالشأن السوري. وخلال سنوات الثورة، تحول دور تلك المجموعات من قوات عسكرية منظمة إلى ميليشيات وعصابات يمارس بعضها حتى عمليات الاغتيالات والتصفية لكتائب أخرى في سوريا.
واقع الأرض في سوريا يتطلب من كلا الفريقين (الولايات المتحدة الأمريكية والقوات العربية) محاولة الوصول لبعضهما. لكن خلق تحالف بين الطرفين يتوقف على امرين، الأول أنه يجب على ترامب أن يقرر ما إذا كان يريد التحرك أم لا. والأمر الثاني على ما تبقى من القوات العربية المعتدلة أن تقرر ما إذا كانت ستغتنم الفرصة للتعاون مع الإدارة الأمريكية لتصبح عنصرا فاعلا في السياسة السورية.
========================
نيوزويك: تعقيدات الحرب المستعرة ضد تنظيم (داعش) بسوريا
http://www.all4syria.info/Archive/428258
كلنا شركاء: نيوزويك- ترجمة الجزيرة
تناولت مجلة نيوزويك الأميركية الحرب التي يخوضها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وتحدثت عن الأدوار التي يقوم بها اللاعبون الرئيسيون في هذه الحرب المستعرة منذ سنوات.
فقد أشارت المجلة من خلال مقال للكاتب روبين ياسين كساب إلى أنه سبق للرئيس الأميركي دونالد ترمب أن تعهد أثناء مراسم تنصيبه “بتوحيد العالم المتحضر ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف، والقضاء عليه وإزالته من على وجه الأرض”.
وأضافت أن مشروع ترمب هذا يبدو أكثر تعقيدا مما كان يأمل، وتساءلت عن سر تحقيق روسيا وإيران والنظام السوري نجاحات في الصراع المشتعل في سوريا.
وأوضحت المجلة أن تنظيم الدولة ما فتئ يشن حربا شاقة على أعدائه الكبار في المنطقة، وأن بعض هؤلاء هم من “الإسلاميين المتطرفين” كحاله.
وقالت إن معركة الموصل في العراق انتهت ولكنها كانت على حساب تكلفة هائلة من المدنيين والجيش العراقي، بيد أن المشكلة الأهم في سوريا إنما تتمثل في عدم وجود اتفاق بشأن مرحلة ما بعد تنظيم الدولة، وخاصة في شرقي سوريا.
وأوضحت أن ثمة لعبة كبيرة جديدة تجري هذه الأيام للسيطرة على مرحلة ما بعد تنظيم الدولة في سوريا، وذلك في ظل عنف متزايد بين الولايات المتحدة وإيران. وأضافت أن روسيا والمليشيات التي يقودها الأكراد في سوريا يعتبرون أيضا من بين اللاعبين الرئيسيين في سوريا.
وأشارت إلى أن إيران والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا فازا في هذا الصراع سيعيدان هذه الأراضي المحروقة وغير المأهولة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي سبق أن مهد الطريق في المقام الأول لسيطرة تنظيم الدولة، وذلك في ظل سياسة القمع والأرض المحروقة التي انتهجها.
وأضافت أنه لا أحد يستشير الشعب السوري في كل ما يجري في هذا السياق، وذلك رغم أنه هو الذي انتفض في ثورة ديمقراطية قبل ست سنوات.
مدينة الرقة
وقالت نيوزويك إن المعارك ضد تنظيم الدولة في حصنه الحصين بسوريا المتمثل في مدينة الرقة آخذة في الاحتدام، وإن قوات سوريا الديمقراطية تقود هذه المعارك بدعم من المستشارين العسكريين الأميركيين، لكن المدنيين هم من يدفع الثمن.
وأضافت أن محققين تابعين للأمم المتحدة أعربوا عن أسفهم للخسائر الفادحة في الأرواح بسبب الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة أميركا. ومضت المجلة في الحديث عن التعقيدات الأخرى التي من بينها ما يتعلق بطبيعة تركيبة قوات سوريا الديمقراطية.
وأضافت أن هناك تعقيدات أخرى في هذا الصراع ،وأنها تتمثل في قيام روسيا بتأمين الغطاء الجوي لهذه القوات، وقالت إن هذا الإجراء لا تقوم به روسيا من أجل قتال تنظيم الدولة، بل لتوفير الدعم لهذه القوات ذات الأغلبية الكردية، وذلك عند استيلائها على بلدات ذات أغلبية عربية واستعادتها من سيطرة المعارضة المناوئة للنظام السوري.
وأضافت أن 80% من القوات الموالية للأسد التي كانت تحاصر حلب آخر العام الماضي لم تكن سورية، بل كانت مؤلفة من مليشيات شيعية من لبنان والعراق وأفغانستان، وأنها جميعها كانت تتلقى الدعم والتسليح والتمويل من إيران، الأمر الذي وضع إيران وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أميركا في حالة تحالف غير معلن.
مشروع إيران
وقالت المجلة إن إيران أوشكت على تحقيق مشروعها الإستراتيجي الهادف إلى بسط نفوذها الإقليمي والدولي من خلال تأمين ممر بري من إيران عبر العراق وسوريا ولبنان إلى البحر المتوسط.
وأسهبت في الحديث عن المزيد من التعقيدات المتعلقة بهذا الصراع المحتدم في سوريا منذ سنوات، وقالت إن كلا من تنظيم الدولة والتحالف الأسدي الإيراني مارس سياسة التطهير العرقي في البلاد.
========================
الصحافة العبرية والبريطانية :
هآرتس :لماذا تقدم إسرائيل المساعدة لسكان قرى الجولان؟
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=122d6c18y304966680Y122d6c18
بقلم: عاموس هرئيل
إن المهمة الأهم للجيش الإسرائيلي هي الدفاع عن الدولة، وإعداد قواته لحرب محتملة. لكن من بين جميع المهمات الأخرى التي يقوم بها الجيش، تبدو المهمة التي عُرضت للمرة الأولى بصورة علنية وشاملة، الأربعاء الماضي، الأكثر وقعاً طيباً وتشجيعاً.
إن نشاط إدارة «حسن الجوار» الذي يقوم به الجيش في هضبة الجولان لمساعدة سكان القرى في الجانب السوري من الحدود يستحق الثناء.
منذ سنوات تعتذر إسرائيل عن عدم تقديمها مساعدة كافية إلى مواطني سورية من ضحايا الحرب الأهلية الدموية التي تدور على مسافة قريبة من حدودنا.
وتنتشر هنا وهناك أخبار عن جرحى سوريين يتلقون العلاج في المستشفيات في إسرائيل، لكن الأفكار بشأن استيعاب عدد رمزي من أولاد اللاجئين السوريين في إسرائيل رُفضت. الآن كشف الجيش الإسرائيلي عن الحجم الكامل لنشاطه في الحدود السورية، وما عرضه أمام الإعلام بالتفصيل يثير الإعجاب: النيات الطيبة، والاهتمام المعني بالتفاصيل الصغيرة للمساعدة، والنتائج الأولية.
ويشارك في المجهود أيضاً منظمات مساعدات إسرائيلية ودولية وبعض وزارات الحكومة، لكن من الصعب التفكير بهيئة رسمية أخرى في إسرائيل باستثناء الجيش الإسرائيلي قادرة على تحمل عبء مشروع كبير من هذا النوع، وبهذا القدر من الفعالية، وخلال فترة زمنية تقلّ عن عام.
لا يعمل الجيش في الجولان انطلاقاً من دوافع حب الغير، ففي مواجهة الحدود الإسرائيلية، في القطاع الممتد على مسافة نحو 40 كيلومتراً (من القنيطرة في الشمال وحتى حدود جيب تنظيم داعش في منطقة مثلث الحدود مع الأردن) طولاً وبعرض 15 كيلومتراً، يعيش نحو 200 ألف مواطن سوري. وخلال فترة الحرب انقطعت علاقتهم بنظام الأسد ولم يعودوا يحصلون على أية خدمة من دمشق. يوجد نحو ثماني قرى وبلدات في هذه المنطقة يسيطر عليها خليط كبير من تنظيمات مسلحة تابعة للمتمردين وميليشيات محلية وحتى مجموعات تتماهى مع جبهة النصرة، وفروع لتنظيم القاعدة في سورية.
لا يوجد في هذه البلدات حكم مركزي موحد، وهناك نقص خطير في الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، والخدمات الصحية ضئيلة، وتوقفت تماماً خدمات أساسية كانت تقدمها الدولة في السابق مثل الطبابة والتعليم.
الحاجة التقت مع فرصة. في الجيش الإسرائيلي رأوا إمكانية لإبرام صفقة مع سكان المنطقة: تملأ إسرائيل الفراغ الناشئ وتقدم المساعدة. في المقابل، تعمل الميليشيات المحلية على المحافظة على الهدوء على طول الحدود، وتبعد عن السياج الحدودي التنظيمات الأكثر تطرفاً. وفي المدى البعيد، من المحتمل أن تساهم المساعدة المقدمة إلى السكان في تحسين صورة إسرائيل في نظر أشخاص اعتادوا أن يروا فيها عدواً شيطانياً. حجم المساعدة كبير بصورة مدهشة. نحو 3000 جريح عولجوا في مستشفيات إسرائيل، ونحو 600 ولد كل واحد منهم برفقة شخص بالغ، دخلوا إلى إسرائيل من أجل فحوص طبية وعمليات جراحية.
ومنذ كانون الثاني هذه السنة، تنقل مساعدة إلى الجانب السوري خمس مرات أسبوعياً، تتضمن أدوية ومضادات للالتهابات، وأجهزة لتخطيط القلب، وغذاء للأطفال، ومنتجات غذائية أساسية، وألبسة وبطانيات، ومولدات كهربائية وسولار، كما ساعد الجيش الإسرائيلي أيضاً في إعادة بناء مستوصفات وصفوف للتعليم تضررت خلال القتال.
يحصل الأولاد السوريون الذين يدخلون إلى إسرائيل على» يوم من المتعة»، بالإضافة إلى المعالجة الطبية، ويعودون إلى منازلهم مع ملابس جديدة.
قائد الفرقة الإقليمية في الجولان، العميد يانيف عشور، فهم الحاجة إلى ذلك عندما انتظر في البرد القارس في الساعة 4.30 قبل الفجر الوفد الأول من الأمهات والأولاد، ورأى الأولاد يصلون بسراويل قصيرة، وقدم رئيس الأركان اقتراحاً خاصاً به، وهو تزويد الأولاد بملابس رياضية وكرات قدم.
في حزيران الماضي استبدلت المساعدة المرتجلة بإدارة منظمة يترأسها ضابط برتبة مقدم تم استدعاؤه من مكتب منسق الأنشطة في «المناطق».
العميد عشور، الذي ساهم في إنشاء الإدارة التابعة لفرقته، عاد في السنة الماضية بعد فترة دراسية أمضاها في كلية الأمن القومي في بريطانيا، حيث سمع هناك عن أهمية استخدام وسائل «القوة الناعمة».
وفي محادثة مع ضباط من شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية سمع منهم كيف ضيّع الأميركيون فرصة تنظيم نشاط مدني واسع النطاق بعد غزوهم العراق سنة 2003، وأقنعه ذلك بصورة نهائية بالحاجة إلى رفع مستوى النشاطات لمساعدة القرى السورية.
توجد في الخلفية بالطبع تقارير منشورة في الإعلام الأجنبي، وآخرها ما نشرته مجلة «وول ستريت جورنال» قبل شهر، عن قيام إسرائيل بأمور أخرى في الجولان السوري. ووفقاً لهذه التقارير التي لم تكذبها القدس، يجري نقل وسائل قتالية وعتاد إلى بعض تنظيمات المتمردين.
وبالرغم من ذلك، يبدو أن التقدم يجري بحذر، فالضباط والجنود الإسرائيليون لا يعبرون الحدود بغرض تقديم المساعدة المدنية.
ويجري نقل الشحنات إلى سورية واستقبال الجرحى والأولاد على طول السياج الحدودي، وبعد فحص أمني للتأكد من أن المساعدة لن تتحول إلى فخ للجنود الإسرائيليين.
عندما سُئل عشور عن الشبه مع «الجدار الطيب» الذي أقيم في المطلة في نهاية السبعينيات والمنطقة الأمنية التي احتلتها إسرائيل من دون تفكير كافٍ في جنوب لبنان، لم يتبنّ هذه المقارنة. من الصعب رؤية الجيش الإسرائيلي في الوقت الحالي يقترح على الحكومة إنشاء مواقع في الجانب السوري من الحدود، على الرغم من التحذيرات من اقتراب قوات تابعة لإيران وحزب الله من المنطقة.
وإذا تبين أن وقف إطلاق النار الذي أعلن في جنوب سورية عملية ناجحة، ستحتاج إسرائيل إلى حلفائها في القرى على طول الحدود كي تتأكد من أن الإيرانيين والميليشيات الشيعية الخاضعة لها لن تتسلل قريباً من أراضيها تحت غطاء اتفاق بلورته روسيا والولايات المتحدة.
عن «هآرتس»
========================
التايمز: مهمة سرية لاسرائيل في سوريا
http://www.raialyoum.com/?p=713086
لندن ـ نشرت صحيفة التايمز تقريرا تناولت فيه كشف إسرائيل عن مهمة سرية تقوم بها في سوريا.
وكتب غريغ كارلستروم من تل أبيب أن الجيش الإسرائيلي كشف عن حجم “العمليات الإنسانية التي يقوم بها في سوريا”.
ويصفها الكاتب بأنها جهد عظيم من أجل مساعدة المدنيين والتقليل من نفوذ إيران في البلاد.
ويحصي كارلستروم من المساعدات 360 طنا من الغذاء و450 ألف لتر من الوقود عبرت الحدود من إسرائيل إلى سوريا العام الماضي، فضل عن آلاف الطرود بها حليب الأطفال وألبسة وأغراض أخرى.
ويضيف الكاتب أن إسرائيل تساعد حاليا في بناء مصحتين في داخل سوريا سيعمل فيهما موظفون محليون وآخرون المنظمات غير الحكومية. ويذكر أن أكثر من 4 آلاف سوري يعالجون في إسرائيل من بينهم 900 طفل.
ويقول الصحفي إن دور إسرائيل في سوريا بدأ يتعاظم وتجسد في شريط فيديو يظهر سوريين يتحدثون بلطف عن إسرائيل. (بي بي سي)
========================
الصحافة الروسية :
معهد الشرق الأوسط الروسي: الصواريخ الباليستية الإيرانية
http://idraksy.net/iranian-ballistic-missiles/
ترجمة: صابرين زهو
نشر معهد الشرق الأوسط الروسي دراسةً تناول من خلالها برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، التي تعتبرها الولايات المتحدة وإسرائيل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار العالمي، ومحاولةً من إيران للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط.
وقد ورد في ملخص الدراسة أن السلطات الإيرانية تعتبر الصواريخ الباليستية مصدر قوّتها الوطنية، وأحد أهمّ مكونات القوة المسلحة الإيرانية التي تمكن إيران من الدفاع عن نفسها أمام أي هجماتٍ محتملة من قبل الأعداء المتربصين بها. في المقابل تعدّ الولايات المتحدة وحليفتاها الرئيسيتان في الشرق الأوسط؛ المملكة العربية السعودية وإسرائيل، امتلاك إيران لهذه الصواريخ مبرراً لمحاولة ردعها والحدّ من نفوذها.
وتجدر الإشارة إلى أن تحسين تقنيات الصواريخ وتطويرها، بالإضافة إلى تطوير القوات المسلحة، من النقاط ذات الأولوية بالنسبة للحكومة الإيرانية. وقد تمكن الإيرانيون، على الرغم من الصعوبات العديدة التي يواجهونها، من تكوين قوةٍ فاعلة وإنشاء قاعدة صواريخ متطورة، بالإضافة إلى تنفيذ البحوث والاختبارات المتعلقة بالصواريخ الباليستية.
وفي السنوات الأخيرة زادت وتيرة تطوير واختبار وإنتاج نماذج متنوعة من الصواريخ الباليستية في إيران. وعلى هذا الأساس أصبحت الصواريخ الإيرانية أحد العوامل الرئيسية التي تجعل إيران من القوى النافذة والفاعلة في الشرق الأوسط؛ نظراً لما تملكه عمليات تطوير الصواريخ والأسلحة بشكلٍ عام من تأثيرٍ على بقية دول العالم.
في هذا السياق يمثل البرنامج الصاروخي الإيراني مصدر قلقٍ كبير للبلدان المجاورة، خاصةً منها الممالك العربية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل. فضلاً عن ذلك تعدّ العلاقات الإيرانية مع الدول الغربية غير مثالية، على خلفية تطويرها للصواريخ الباليستية بأنواعها.
 تعتبر إيران، من جانبها، أن برنامجها الصاروخي دفاعيٌّ محض، ولا يهدف بأي شكلٍ من الأشكال لإنشاء شركات للأسلحة النووية، ولذا فإنه لا يشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، كما لا يرتبط بالاتفاق النووي لسنة 2015.
وفي هذا الصدد يؤكد القادة الإيرانيون باستمرار أن بلادهم ستواصل تنفيذ برنامج الصواريخ، على الرغم من العقوبات الأمريكية المفروضة عليهم. كما لا تمنح إيران الأطراف الخارجية الحق لانتقاد برنامجها الصاروخي، فضلاً عن أنها تعتبر كل العقوبات المفروضة عليها والانتقادات محاولةً لعرقلتها.
الصواريخ الباليتسية متوسطة المدى
بعد تمكّن إيران من الحصول على صواريخ من طراز “شهاب-1” و”شهاب-2، التي تمكنها من مواجهة أي تهديداتٍ مباشرة، انتقلت إلى الخطوة التالية التي تكشف الطموحات الإقليمية لإيران؛ وذلك من خلال العمل على إنتاج صاروخ “شهاب-3” وتطويره.
ويعتبر صاروخ “شهاب-3” نسخة متطورة عن صاروخ “نو دونغ” الكوري الشمالي الذي يصل مداه إلى 1300كم؛ ممَّا يعني أنه قادر على اختراق معظم أراضي المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
من جهةٍ أخرى يبدو أن إيران استفادت من مواصفات الصواريخ الروسية طراز “إس21 و”إس23”. بالإضافة إلى ذلك وجد بعض الخبراء أوجه شبهٍ عديدة بين “شهاب-3” والصاروخ الصيني “دي آف25، الذي تم تطويره في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.
وفقاً لتقارير الخبراء يمكن لصاروخ “شهاب-4” أن يغطّي كل منطقة الشرق الأوسط وجزءاً واسعاً من أوروبا. كما أن الأمريكيين يقرون بأن هذا الصاروخ “شهاب-4” هو نموذجٌ من الصاروخ الكوري الشمالي “نو دونغ2، أو نموذجٌ مطور من الصاروخ السوفييتي “إس إس-4”. ووفقاً لهذا يبدو أن الغرب قلِقٌ إزاء هذه النشاطات الإيرانية، خاصةً أن إيران قامت بشراء أجهزة توجيهٍ حديثة لهذه الصواريخ من شركاتٍ روسية.
ووفقاً لبعض التقارير نجحت إيران في تحقيق قفزةٍ نوعية، عندما أعلنت سنة 2007 عن امتلاكها لصاروخٍ باليستي متعدد المراحل ويعمل بالوقود الصلب، وهو معروف باسم “عاشوراء”، ويصل مداه إلى 2000كم.
 وفي هذا الصدد فإن الصواريخ الإيرانية تمنح إيران فرصة تهديد مناطق الشرق الأوسط، كما بإمكانها تهديد تركيا ومناطق من مصر واليمن. وتجدر الإشارة إلى أن إيران نجحت في الحصول على 18 صاروخاً من كوريا الشمالية طراز “بي أم 25” مع منصات إطلاقٍ متحرّكة. ومن ثم بات من الواضح أن طموحات إيران تتعدى حدود جيرانها لتصل إلى بقية دول العالم.
تجدر الإشارة إلى أن إيران قامت ببناء قواعد تخزين صواريخ في السلاسل الجبلية، على عمق 500 متر تحت مستوى سطح الأرض؛ لحماية الترسانة الصاروخية من أي هجماتٍ صاروخيّةٍ محتملة من الخصوم. وفي هذا الصدد يُذكر أن قاعدة التخزين مؤمنةٌ بعنايةٍ فائقة تحسباً لأيّ طارئ. وفي هذا الصدد يمكن أن تمثل الصواريخ الإيرانية هدفاً لبعض خصوم إيران، خاصةً أن الصواريخ الإيرانية قادرةٌ على تحقيق أهداف بعيدة تطال الشرق الأوسط وجنوب شرق أوروبا.
وفقاً لما ذكر آنفاً تعمل إيران باستمرار على تحسين ترسانتها الصاروخية، كما تعمل على توسيع مدى صواريخها وتحسين أدائها. ومع ذلك لا تزال قدرة إيران على التصنيع منقوصة؛ إذ تعجز عن تحديد الأهداف البعيدة بدقة؛ لذلك يعمل الإيرانيون على تحسين أنظمة التحكم التي تمكنهم من الوصول إلى الأهداف البعيدة بدقةٍ عالية.
بالإضافة إلى ذلك تمتلك إيران أنظمة تدريبٍ واختبارٍ لإطلاق الصواريخ بأنواعها المختلفة. وقد دخلت بعض الصواريخ الباليستية من طراز “شهاب-3” و “ذو فقار” حيز العمل، إذ تم استخدامها ليلة 18 حزيران/يونيو ضدّ الجماعات الإرهابية في سوريا في منطقة دير الزور السورية. وأعلنت طهران حينها أن جميع الصواريخ تمكنت من ضرب مراكز قيادة العدو ومستودعاته بنجاح.
وعلى ضوء هذه المعطيات، تعتبر الصواريخ الإيرانية التي تمثل مصدر فخرٍ للسلطات الإيرانية، مصدر قلقٍ للدول الغربية وخاصةً الولايات المتحدة الأمريكية التي تتسم علاقتها مع إيران بالعداوة. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر المملكة العربية السعودية أن إيران تنافسها بقوة في منطقة الشرق الأوسط؛ ما دفعها إلى محاولة ردع طموحاتها الإقليمية بشتى الطرق، وتساعدها في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
========================
روسكايا فيسنا : لماذا يتجاهل العالم انتهاكات التحالف الدولي في الموصل
http://www.aluom.com/Middle-East/246611/مترجم-لماذا-يتجاهل-العالم-انتهاكات-التحالف-الدولي-في-الموصل
فتحي السيد عبد المعطي
صحيفة اليوم تناولت صحيفة «روسكايا فيسنا» الروسية، ما يحدث في مدينة الموصل العراقية، التي كانت تخضع لسيطرة «تنظيم الدولة الإسلامية» لسنوات عدة، قبل أن يعلن العراق استعادتها بالكامل، منتقدة ما تعرضت له المدينة من دمار وقتل للمدنيين.
ووصفت الصحيفة إعلان استعادة الموصل بأنه الحدث السار الذي طال انتظاره، مشيرة إلى أن ما اعتبرته «نصرًا» قد كلف المدينة الكثير، حيث أصبحت الموصل عبارة عن خراب، بالإضافة إلى وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين والجيش العراقي، وفق قولها.
واعتبرت الصحيفة، في تقريرها، يوم 14 يوليو (تموز) يومًا تاريخيًا، إذ تناقلت كل وسائل الإعلام العالمية والغربية خاصة، أحد أهم الأخبار التي كان العالم ينتظرها بفارغ الصبر، ألا وهو تحرير مدينة الموصل العراقية، وفق تعبيرها.
ولكن الصحيفة أشارت إلى أنه «على الرغم من حلاوة النصر التي تذوقها العراقيون، الذين حظوا بدعم من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنهم لم يستطيعوا تجاهل حجم الدمار والخسائر الفادحة التي شهدتها المدينة، في ظل العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة»، في إطار المحاولات الحثيثة لاستعادتها.
وانتقدت الصحيفة تجاهل منصات الإعلام الغربي الوسائل المستخدمة من قوات التحالف في إطار سعيها لتحرير المدينة، لافتة، إلى أنه لم يتم الإعلان عن الأرقام الدقيقة والحقيقية لعدد ضحايا القصف على مدينة الموصل من القوات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفتت إلى أن قنابل الفسفور الأبيض اعتمدت من القوات الجوية الأمريكية في إطار عمليات القصف التي طالت مدينة الموصل، وعلى الرغم من أن قوات التحالف كانت تستهدف تنظيم الدولة بالأساس، إلا أن حجم الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين «غير مبرر»، على حد تعبير الصحيفة.
وسلطت الصحيفة الضوء على أشرطة الفيديو التي نشرها أصحاب «الخوذ البيضاء»، التي تناولت الهجوم الكيمياوي، مع العلم أن وسائل إعلام أمريكية قد تناقلت هذه المقاطع في إطار دعاية سياسية مدروسة ضد النظام السوري.
وبحسب الصحيفة، فإن الأمر المهم في هذا الصدد، أن كل المنظمات الدولية فضلا عن وسائل الإعلام العالمية، والغربية خاصة، تخدم أجندات سياسية لصالح جهات معينة تقوم بالأساس بتمويلها، وأفادت الصحيفة بأن الموصل شهدت سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في غارات جوية كانت موجهة ضد تنظيم الدولة.
وأوردت أن المنظمات الإنسانية تقاعست عن تقديم أي تقارير في هذا الشأن، في حين لم تحاول إيقاف ذلك، فضلًا عن ذلك، تجنبت مختلف القنوات التلفزيونية ووكالات الأنباء الغربية التطرق إلى محنة المدنيين، مع العلم أن حمايتهم تعد من مسؤوليات قوات التحالف.
الجدير بالذكر أنه من خلال العمليات التي ينفذها في العراق، ساهم التحالف في دعم الجماعات التي تحارب قوات النظام في سوريا، بالتالي، من الواضح أن الغرب يحاول تعقيد عمل جيش النظام السوري، وذلك حتى يجد مبررًا لوجوده وتمركزه في الشرق الأوسط بعلة تحرير المناطق والمدن الخاضعة تحت سيطرة تنظيم الدولة، بحسب ما ذكر التقرير، كما أكد أن قوات التحالف الدولي أقدمت على تنفيذ جملة من عمليات القصف دون أن تميّز بين المدنيين والإرهابيين، «ما يدل على أنها لا تحاول مطلقًا الحد من حجم الخسائر في صفوف المدنيين»، وفق قولها.
وأوضحت الصحيفة أن الآلاف من المدنيين لقوا حتفهم على امتداد أكثر من 15 شهرًا من القتال المستمر في الموصل، في حين يقدر عدد الجرحى بأضعاف ذلك، ونقلت عن خبراء روس، أنه بالمقارنة مع حجم الخسائر في صفوف المدنيين في سوريا، تبين أن عدد الضحايا في الموصل نتيجة الحرب أكبر بكثير.
وقالت الصحيفة: «على الرغم من الأرقام المروعة التي أُعلن عنها، إلا أن العدد الفعلي أكبر مما قد نتخيل»، وذكرت أن وسائل الإعلام الغربية عمدت إلى ذكر بعض الأرقام بشأن حجم الخسائر في الموصل التي من غير المرجح أن تتسبب في إدانة الأطراف الغربية المتورطة في هذه الحرب.
وفي الأثناء، تردد عدد قليل من الصحافيين البريطانيين في إدانة قيادة قوات التحالف على خلفية الخسائر البشرية الضخمة في الموصل، نتيجة للغارات الجوية التي أنهكت المدينة.
وفي هذا الصدد، أفصحت إحدى الصحف البريطانية في 19 من يوليو (تموز) عن الأرقام المروعة لعدد الضحايا من المدنيين، حيث قتل أكثر من 40 ألف مدني في خضم معركة الموصل، ولكن، تبقى هذه الأرقام غير مؤكدة في حين قد يصل عدد القتلى الحقيقي إلى أرقام مهولة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلال عملياتها العسكرية في المنطقة، لا تعمل حقيقة على مجابهة الإرهاب، وإنما تحاول تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، ووفقًا للصحيفة، فإن العديد من الخبراء الدوليين أفادوا بأن قوات التحالف الدولي تعتمد سياسة المعايير المزدوجة، في الوقت الذي تعد فيه حرب المعلومات من بين الأساليب المهمة في إطار دعم العمل العسكري الذي يخدم بدوره المصالح الاقتصادية لبعض الجهات، خاصة في مجال النفط.
وأقرت الصحيفة بالدور المهم الذي تلعبه وسائل الإعلام في التأثير على الرأي العام الغربي، وفي الأثناء، عمدت بعض وسائل الإعلام إلى خدمة توجهات سياسية معينة، حيث اكتفت بالكشف عن النوايا السياسية والعسكرية التي تخدم مصالحها، في حين أخفت النوايا الحقيقية لهذه الأطراف الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تعزيز نفوذ الدول الغربية في الشرق الأوسط.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أنه حتى الآن، تأبى وسائل الإعلام الغربية التطرق إلى حجم الدمار والخراب الذي يسود مدينة الموصل بعد استعادتها من تنظيم الدولة، حيث اكتفت بإعلان خبر تحريرها بفضل قوات التحالف.
========================
معهد الاستشراق :قراءة من موسكو لمتغيرات الوضع السوري
https://aawsat.com/home/article/979486/فيتالي-نعومكين/قراءة-من-موسكو-لمتغيرات-الوضع-السوري
فيتالي نعومكين
رئيس «معهد الاستشراق» التابع لأكاديمية العلوم الروسية/ موسكو
 
 
في الفترة الأخيرة، جرت تغيرات ملموسة في الوضع المتعلق بالأزمة السورية. أولاً، لم يتشكل مساران تفاوضيان فحسب، بل ثلاثة مسارات، هي: جنيف وآستانة وعمان، مع بقاء جنيف ساحة وحيدة للمفاوضات السياسية الشاملة. أما فيما يتعلق بالساحتين المتبقيتين، فجداول أعمالهما متقاربة، وهي تقتصر على المسائل العسكرية والأمنية، لكنهما تختلفان في بنود المفاوضات والمشاركين فيها.
في الوقت الحالي، يمكن الحديث عن تشكل «ترويكاتين» (ثلاثيتين). الترويكا الأولى: روسيا وتركيا وإيران، رعاة عملية آستانة التي تضم عدداً أوسع من المشاركين من الترويكا نفسها. أما الثانية، فهي: روسيا والولايات المتحدة والأردن، ويختصر بهذه الدول عدد المشاركين. والمسارات الثلاثة تكمل بعضها بعضاً. وإذا تحدثنا بدقة، فإن مساري آستانة وعمان يمهدان الأرضية لعملية جنيف.
ثانياً، تشكلت في سوريا، بمساعدة الوسطاء الدوليين، مناطق «خفض التصعيد»، رغم عدم حل كل المشكلات المتعلقة بعمل هذه المناطق. وهذا القرار يحمل صفة مؤقتة لأنه لا توجد أي من القوى التي يمكن أن تشكك في أهمية وضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة سوريا، أرضاً وشعباً. ورغم أهمية تشكيل مناطق «خفض التصعيد»، كحل مؤقت، يطرح عدد كبير من المحللين السؤال التالي: ألن تصبح هذه المناطق أداة لتقسيم سوريا؟ فكما يقال: لا يوجد شيء أكثر استدامة من الأشياء المؤقتة.
مهمة المجتمع الدولي هي القيام بكل ما أمكن لعدم السماح بذلك. روسيا، بالمناسبة، أرسلت وتستمر بإرسال مجموعات من الشرطة العسكرية إلى سوريا، مكونة من سكان الجمهوريات الإسلامية في شمال القوقاز: الشيشان وإنغوشيا وداغستان. سيصل عددهم في الوقت القريب، وفقاً لبعض المعلومات، إلى ألف شخص، وسيتم نشرهم ليس في شمال سوريا وفي حلب فقط، بل وحسب ما يقال على الحدود الجنوبية الغربية لمنطقة «خفض التصعيد»؛ أي، على ما يبدو، في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء. ولا يزال من غير المفهوم ما إذا كان سيؤدي إلى تعقيد الوضع في الجنوب تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم قبول الاتفاق الروسي - الأميركي، فيما يتعلق بتشكيل منطقة «خفض تصعيد» خامسة، ستشرع - كما يزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي - الوجود العسكري الإيراني في سوريا.
ثالثاً، تغير الوضع الميداني. فقد أصبح واضحاً أن «داعش» يخسر، لكن من الأصح في الوقت الحالي الحديث عن تقلص المساحات، أو حرمانه من الأرض فقط، وليس عن القضاء النهائي على هذه المجموعة الإرهابية. بالطبع، فإن نواة المشروع كانت تعتبر تشكيل دولة قبيحة ووحشية، مما يجعله بحاجة إلى الأرض بالذات. وعليه، فإن التحرير المقبل لمدينة الرقة سيشكل ضربة قاسية لهذا التنظيم.
ومن المعروف أن المجموعة الإرهابية في الظرف الحالي تولي اهتماماً خاصاً لعمل «فروعها» في مختلف أنحاء العالم - في أفريقيا وأوروبا وأوراسيا وجنوب شرقي آسيا. إن عدد الأشخاص الراغبين في الوقوف تحت راية هذا الوحش، والمخاطرة بحياتهم بالقتال ضمن صفوفه، تقلص بشكل واضح، لكنهم لا يزالون موجودين. وحتى في روسيا، توجد أمثلة لمحاولات بعض مواطنيها حتى يومنا هذا السفر إلى سوريا للانضمام إلى صفوف «داعش»، وقد تم إلقاء القبض على بعضهم في تركيا، بما في ذلك امرأة مع أطفالها.
والأحداث الأخيرة في جزيرة مينداناو (جنوب الفلبين) أظهرت وجود مقاتلين من أصول شيشانية بين السكان المحليين الذين، بحسب المعلومات الواردة، كانوا قد توجهوا إلى هناك بأمر من «داعش». إن المسألة التي تقلق روسيا بشدة، كما غيرها من الدول الثمانين التي يشارك مواطنوها ضمن صفوف «داعش» و«جبهة النصرة» في المعارك في سوريا، هي: إلى أين سيتوجه أولئك ممن سيبقى على قيد الحياة من الإرهابيين الذين فقدوا الوجه الإنساني بعد تحرير معاقلهم؟ عدد كبير من هذه الدول يفضلون أن يتم القضاء على الإرهابيين خلال المعارك في سوريا، رغم أن مسألة إمكانية إعادة تأهيلهم - أو على الأغلب تأهيل أولئك ممن لم يرتكبوا جرائم شنيعة - لا تزال مطروحة ضمن الأجندة.
رابعاً، أصبحت مسألة مكافحة الإرهاب تشغل المكان الأول ضمن استراتيجية أغلب الدول العظمى في العالم كأولوية مطلقة. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة بالدرجة الأولى إلى الولايات المتحدة بعد وصول الرئيس دونالد ترمب، وإلى فرنسا بعد وصول الرئيس إيمانويل ماكرون. وهناك فرصة لبدء التعاون بين هاتين الدولتين العظميين وروسيا، على أرضية مواجهة المجموعات الإرهابية (مع أنه لن يصل العمل على ما يبدو إلى درجة تشكيل ترويكا جديدة). ومن الطبيعي أن هاتين الدولتين تصنفان بـ«الإرهابية» فقط تلك المجموعتين المدرجتين ضمن قائمة الإرهاب لمجلس الأمن الدولي، أي «داعش» و«جبهة النصرة»، مهما حاول التنظيم الأخير تغيير اسمه.
خامساً، تم التوصل إلى نجاحات ليست بالقليلة في مجال توفير نظام لوقف العمليات القتالية. ويتم الالتزام بالهدنة على المستويات المختلفة بشكل عام، رغم بعض الخروقات. ويتحسن الوضع في إمكانية وصول المساعدات الإنسانية. وقد بدأ اللاجئون السوريون بالعودة من الخارج إلى المدن المحررة، وبالأخص إلى حلب. والعسكريون الروس يشاركون بنشاط في عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة.
سادساً، لوحظ تراجع في عمل «المجموعة الدولية لدعم سوريا»، التي يتواصل رئيساها المشتركان - روسيا والولايات المتحدة - بشكل مستمر، عبر نظام مغلق في منصة عمان. وقبل أيام، أعلن الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف أنه لم يحن الوقت بعد للكشف عن المعلومات المتعلقة بالاتفاق الروسي - الأميركي حول الهدنة الجديدة، لكن لا شك في أن الحديث يدور حول الاستمرار البناء للعملية.
سابعاً، توجد وتعمل اليوم قوات مسلحة تابعة لعدة دول على الأراضي السورية، من دون أن تتم دعوتها من قبل الحكومة السورية، أو أن تحصل على تفويض من الأمم المتحدة. ولا يزال من غير المعروف ما الخطط المستقبلية لهذه المجموعات فيما يتعلق بتموضعها في سوريا.
ثامناً (وأخيراً)، لقد ازداد ثقل العامل الكردي. ولا يمكن إخفاء التقارب بين الأكراد السوريين والولايات المتحدة التي تعتمد على «وحدات حماية الشعب» الكردية (YPG)، بصفتها مكوناً أساسياً لتلك القوى التي تقاتل «داعش» على الأرض. وهذه العملية اليوم تتم طبقاً لاتفاقية محددة. ويشير محللون إلى إمكانية وقوع تغير في موقف تركيا تجاه «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي لا تزال أنقرة تنظر إليها بوصفها منظمة إرهابية. وعلى وجه الخصوص، كان قد لفت الانتباه تصريح نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش عن أن تركيا «لن تعلن الحرب على (YPG)»، لكنها سترد فقط في حال رأت في هذه المنظمة تهديداً لها.
من الطبيعي أن كل ما ذكر يصف المشهد الديناميكي للعملية بالإجمال، إذ إن هذا الشرح المختصر غير كاف لفهم ما يجري، ومن دون شك يمكن متابعة هذا التسلسل.
 
* رئيس «معهد الاستشراق» التابع لأكاديمية العلوم الروسية/ موسكو
========================