الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 22-4-2024

سوريا في الصحافة العالمية 22-4-2024

23.04.2024
Admin




سوريا في الصحافة العالمية 22-4-2024
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة الامريكية :
الصحافة البريطانية :
الصحافة العبرية :
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن : لمحة عامة: "قوات القبائل والعشائر العربية"
بواسطة عبدالله الحايك, كايل روبرتسون
عبدالله الحايك هو مساعد باحث في "برنامج الدراسات العسكرية والأمنية" في معهد واشنطن. وهو متخصص في الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق، بالإضافة إلى الشؤون العسكرية والأمنية لمنطقتي بلاد الشام والخليج العربي.
كايل روبرتسون
كايل روبرتسون هو مساعد باحث في "برنامج «روبين فاميلي» حول السياسة العربية" التابع لمعهد واشنطن. وهو متخصص بسوريا واليمن وليبيا.
تحليل موجز
أحدث وحدة من رجال الميليشيات العربية في سوريا، أَعلن عن تشكيلها إبراهيم الهفل، الشخصية الموالية للنظام، بهدف إقامة ممر متواصل لانتقال المقاتلين القبليين المدعومين من إيران، بين دير الزور وحلب.
الإسم: "قوات القبائل والعشائر العربية".
نوع الحركة: فصائل من المستوى الثالث تنخرط في أعمال حركية عسكرية وشبه عسكرية في سوريا، وتحديداً في المنطقة الشرقية منها والتي تشمل محافظة دير الزور. وتركز في المقام الأول على محاربة "قوات سوريا الديمقراطية" ("قسد") من خلال أنشطة تهدف إلى تعزيز سلطة القبائل العربية ومعارضة النفوذ الأمريكي والكردي.
التاريخ:
في 20 أيلول/ سبتمبر 2023، أعلن شيخ عشيرة "العقيدات"، إبراهيم الهفل، رسمياً عن تشكيل "جيش قوات العشائر العربية" لمحاربة "قوات سوريا الديمقراطية"، وسط الاشتباكات المستمرة بين "قوات سوريا الديمقراطية" وأبناء العشائر العربية الناقمين في محافظة دير الزور. ودعا أفراد قبيلة العقيدات لتقديم الدعم المالي كما طلب المساعدة من قبيلة البقارة، وهي قبيلة أخرى نافذة في منطقة وسط وادي الفرات.
سبق للهفل أن انضم إلى انتفاضة العشائر العربية في 31 آب/أغسطس، وأصبح زعيم الجماعة المسلحة "قوات العشائر العربية"، مما جعل مدينة ذيبان مركزاً لهذه الثورة.
لم تقدم "قوات العشائر العربية" بزعامة الهفل الدعم لأحمد الخبيل، المعروف بأبي خولة، مع أن الأخير ينتمي لعشيرة البكير التابعة لقبيلة العقيدات. وفي رسالة صوتية مسربة خلال الانتفاضة، هدد أبو خولة الشيخ إبراهيم الهفل.
في عام 2020، دعا الهفل أيضاً إلى نقل الإدارة المحلية إلى عشائر دير الزور، ويرجع ذلك على الأرجح إلى سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" على الأرباح التي تحققها حقول النفط.
ذكرت "عملية العزم الصلب" في تقريرها ربع السنوي للفترة من تشرين الأول/أكتوبر إلى كانون الأول/ديسمبر 2023 المقدم إلى الكونغرس الأمريكي أن مقاتلي القبائل نشأوا كـ "حركة مقاومة كاملة متكاملة" تتلقى دعماً صريحاً من النظام السوري وحلفائه الإيرانيين غرب نهر الفرات، حيث يقوم مقاتلو المقاومة بإعادة الإمداد وإعادة التسليح وشن هجمات عبر النهر في القرى الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" على الجانب الشرقي.
في 3 أيلول/سبتمبر 2023، سيطرت "قوات القبائل والعشائر العربية" على مناطق تابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" في ريفي الرقة والحسكة شمال سوريا وشمال شرق البلاد. وتمكنوا بذلك من السيطرة على قرى المحسنلي والمحمودية وعرب حسن ومنبج، ليستولوا بعد أيام قليلة على قرى الطركي وتل الطويل بالقرب من تل تمر.
الهدف:
تهدف "قوات القبائل والعشائر العربية" في المقام الأول إلى محاربة "قوات سوريا الديمقراطية" وتعزيز سيطرة العشائر العربية شرق الفرات. أما الهدف الثانوي فهو إحكام قبضة إيران في هذه المنطقة وإخراج القوات الأمريكية من سوريا. فوكلاء إيران في ما يسمى بـ "محور المقاومة" لا يستطيعون عموماً الوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية"، وبالتالي فإن الحصول على موطئ قدم في هذه المناطق سيمكّن "الحرس الثوري الإيراني" من إنشاء ممر بري شمالي يؤدي إلى حلب.
تسلسل القيادة:
الشيخ إبراهيم الهفل (أبو خليل): زعيم قبائل العقيدات، من مشيخة العشيرة الفرعية المهيمنة، الهفل، في البوكمال، وهو أيضاً رئيس "حركة أبناء الجزيرة والفرات" ويتمتع بنفوذ على "لواء أسود العقيدات" بالإضافة إلى العديد من الميليشيات العشائرية العربية الأخرى في شرق سوريا. وفي عام 2019، وصفته "قوات سوريا الديمقراطية" بأنه "رأس الفتنة" بعد دعوته القبائل العربية إلى التمرد ضدها. وفي عام 2020، نجا من محاولة اغتيال استهدفته في قرية الحوايج في دير الزور وأدت إلى مقتل نسيبه، واتهم "قوات سوريا الديمقراطية" بارتكابها. وحث التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على دعم اقتراح يقضي بإنشاء مجلس عسكري لشيوخ القبائل السورية في المنطقة الشرقية ليحل محل "قوات سوريا الديمقراطية" هناك. ويهدف هذا المجلس، الذي يعتزم التواصل مباشرة مع التحالف، إلى تعزيز الأمن الإقليمي، وتأمين إطلاق سراح أسرى القبائل العربية من معتقلات "قوات سوريا الديمقراطية" والأكراد، والحد من الأنشطة العسكرية الكردية في المنطقة. ومنذ نهاية آب/أغسطس 2023، يعيش الشيخ إبراهيم تحت نوع من الإقامة الجبرية بحماية نظام الأسد في حي الميادين في منطقة محكان.
"حزب الله" اللبناني/الحاج أبو علي: في أوائل شباط/فبراير أُعيد تعبئة 150 مقاتلاً من المواقع العسكرية التي يسيطر عليها "حزب الله" في وسط سوريا ونقلهم إلى شرق سوريا للالتحاق بميليشيات العشائر العربية لمحاربة "قوات سوريا الديمقراطية". ويشرف القائد في "حزب الله" اللبناني، الحاج أبو علي، على عمليات قوات العشائر العربية، وهو لبناني الجنسية، ويتولى مهمة توجيه المقاتلين الجدد الذين يصلون إلى محافظة دير الزور وتوزيعهم. ويذكر أن أبو علي هو المسؤول عن المنطقة الخاضعة لسيطرة إيران بالقرب من دوار البلعوم في مدينة الميادين.
"الحرس الثوري الإيراني": ينسق أبو علي مع الحاج عباس الإيراني، قائد "الحرس الثوري الإيراني" في البوكمال. ومن مسؤوليات الحاج عباس التنسيق مع "الفوج 47" (انظر العناصر التابعة) ونشر مقاتلي المنطقة على الجانب الآخر من النهر بالإضافة إلى مراقبة الوضع في منطقة البوكمال. ويشرف "الحرس الثوري الإيراني" على التدريب القتالي لأفراد ميليشيات العشائر العربية استعداداً للقيام بعمليات في منطقة شرق نهر الفرات.
نظام الأسد:
يساهم الجيش السوري بدرجة كبيرة في مساعدة قوات ميليشيات العشائر في شرق سوريا في عملياتها، بما في ذلك تحرك أفراد الميليشيات في جميع أنحاء المنطقة ونشرهم. كما يضمن إيصال الإمدادات الضرورية مثل الذخيرة والقوت والعتاد العسكري لهذه الجماعات. علاوة على ذلك، تشارك بنشاط ميليشيات العشائر، مثل "قوات القبائل والعشائر العربية"، بأعمال تجنيد المواطنين من مدن وقرى شرق سوريا، بهدف زيادة عدد قواتها فضلاً عن توفير القوة البشرية للعمليات العسكرية والاستخباراتية للنظام السوري.
في 10 شباط/فبراير 2024، شوهد الشيخ إبراهيم الهفل يشارك في احتفالية في مضافة شيخ قبيلة المراسمة، الشيخ فرحان المرسومي، في دمشق. ووفقاً لبعض التقارير جرى تنسيق هذا التجمع من قبل نظام الأسد بهدف تمكين الهفل من إقامة التحالفات والعلاقات وتعزيزها مع القبائل العربية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن للمرسومي علاقات عمل مهمة تربطه مع كل من نظام الأسد و"الحرس الثوري الإيراني".
علاقات التبعية:
"حركة أبناء الجزيرة والفرات": تقوم قناة "حركة أبناء الجزيرة والفرات" على منصة "تلغرام" بنشاط بنشر معلومات عن عمليات "قوات القبائل والعشائر العربية". كما تشيد بها وتعرب عن تأييدها وتَعرض آخر الأخبار حول ما تحرزه من تقدم إلى جانب تقديمها نظرة ثاقبة حول تركيبة "قوات القبائل والعشائر العربية". ونظراً لأن الهفل يترأس هاتين الميليشيتين العشائريتين، أي "حركة أبناء الجزيرة والفرات" و"قوات القبائل والعشائر العربية"، تنشر القناة بشكلٍ متكرر تصريحات منسوبة إليه، تارة بصفته زعيماً لـ "حركة أبناء الجزيرة والفرات" وتارة أخرى كرئيس لـ "قوات القبائل والعشائر العربية". بالإضافة إلى ذلك، تدعو القناة بانتظام أفراد العشائر العربية الملتحقة بـ "قوات سوريا الديمقراطية" إلى تركها والاندماج في الميليشيات العشائرية مثل "قوات القبائل والعشائر العربية"، مما يشير إلى جهد استراتيجي لتعزيز صفوفهم من خلال الانشقاقات. ولــ "حركة أبناء الجزيرة" سجل حافل في مهاجمة الوحدات الأمريكية و"قوات سوريا الديمقراطية".
"لواء الباقر": يؤدي منتصر الحسين، وهو شخصية بارزة في "لواء الباقر"، دوراً أساسياً في قيادة حملة تجنيد واسعة النطاق لصالح "قوات القبائل والعشائر العربية". وتهدف هذه الحملة إلى ضم آلاف القاصرين إلى صفوف "قوات القبائل والعشائر العربية" وتستهدف أهالي دير الزور، والبوكمال، والميادين، وعياش، والشميطية، والتبني. كما يشرف الحسين على تدريبهم وإعدادهم للعبور إلى الجانب المقابل من النهر. ومن الجدير بالذكر أن عشيرة البقارة تأتي في المرتبة الثانية ضمن "قوات القبائل والعشائر العربية"، بعد عشيرة العقيدات، من حيث قوة عناصرها، وتشكل الجزء الأكبر من تركيبة "لواء الباقر". وقد هاجم "لواء الباقر" المتمركز في حلب الوحدات الأمريكية و"قوات سوريا الديمقراطية" وطوّر علاقة وثيقة وفريدة مع "الحرس الثوري الإيراني" ونظام الأسد.
ميليشيات عشائرية أخرى: غالباً ما تقوم "قوات القبائل والعشائر العربية"، إلى جانب "فوج العشائر الهاشمية" و"لواء أسود العقيدات" ومختلف الميليشيات العشائرية العربية الأخرى داخل شرق سوريا بالتنسيق لبدء هجمات وحملات عسكرية مشتركة غايتها واحدة وهي طرد القوات الأمريكية من شرق سوريا واستعادة السيادة العربية من "قوات سوريا الديمقراطية". ولا يقتصر التعاون الوثيق بين هذه الميليشيات على العمليات القتالية فحسب، بل تنخرط أيضاً في برامج تدريب مشتركة شاملة. كما تستخدم مسارات تنقل متطابقة، وتعتمد على خطوط الإمداد نفسها، وتدير بشكل جماعي عدداً من نقاط التفتيش في أنحاء المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تشارك هذه الجماعات في جهود التجنيد لصالح الكيانات العسكرية والاستخباراتية التابعة لنظام الأسد.
"لواء فاطميون": تعمل "قوات القبائل والعشائر العربية" بدأب على تجنيد مواطنين من جميع أنحاء شرق سوريا، وتحديداً من دير الزور، بالتعاون مع "لواء فاطميون"، وهي ميليشيا أفغانية تعمل في سوريا بدعم من "الحرس الثوري الإيراني". وتتقاسم هاتان الجماعتان مناطق العمليات، بما في ذلك التحكم بالكثير من نقاط التفتيش، وتنسقان الاشتباكات العسكرية بشكل وثيق. بالإضافة إلى ذلك، لا تقتصر جهود التجنيد التي تبذلانها على صفوفهما الخاصة، بل تمدان أيضاً كل من "قوات الدفاع الوطني" و"الجيش السوري" بالأفراد.
العناصر التابعة:
"الفوج 47" و"الفوج 137": يضطلع أبو عيسى المشهداني، قائد "الفوج 47" في منطقة البوكمال، بمهمة تعبئة المقاتلين المحليين في كتيبته، مع التركيز بشكل أساسي على ضمان أمنهم طوال العملية. بالإضافة إلى ذلك، تم تعيين عطا الله الحمود، المعروف أيضاً باسم أبو عوض المشهداني، والذي يشغل منصب نائب قائد "الفوج 47"، لإدارة العمليات التي تشمل دفعة المقاتلين الوافدة حديثاً. وتتلقى هذه القوات تدريباً أولياً بقيادة الحسين، ثم تخضع لمزيد من أعمال التهيئة لمدة تقدّر بحوالي 15 إلى 20 يوماً في معسكرات تدريب "الفوج 47" الواقعة على أطراف البوكمال وفي منشآت "الفوج 137" بالقرب من مطار دير الزور.
"قوات الصاعقة": هي القوات الخاصة التابعة لـ "قوات القبائل والعشائر العربية" وتشرف على عملية تأمين عبور المقاتلين من ريف البوكمال وتعمل تحت إشراف عامر أبو الفضل.
لدى الجماعة صفحة رسمية نشطة على منصة "فيسبوك" تضم حوالي 9.7 آلاف متابع، تنشر عليها عناصر الجماعة باستمرار أنشطتها بشكل عام وأنشطة الهفل بشكل خاص. كما تحتفظ هذه العناصر بقناتين رسميتين نشطتين للغاية على منصة "تلغرام" مع حوالي 3.4 ألف و 4.2 ألف مشترك لكل منهما مع العديد من قنوات الـ "تلغرام" الأخرى التي تعتمد على المناصرين والمكرسة لها.
====================
بلومبرغ: الهجوم الأخير على القنصلية الإيرانية في سوريا يدمر قيادة الحرس الایراني في المنطقة
موسى أفشار
كشفت شبكة تلفزيون بلومبرغ أن الهجوم الأخير على القنصلية الإيرانية في سوريا وجه ضربة قاسية لهيكل قيادة الحرس الایراني في المنطقة.
وبحسب التقرير، فإن «كامل هرمية القيادة المسؤولة عن أنشطة حرس النظام الایراني في سوريا ولبنان قُتلت» في الضربة. وكان الضباط الكبار الذين لقوا حتفهم «محوريين لأنشطة حزب الله في المنطقة».
ومن بين الضحايا العميد محمد رضا زاهدي، قائد حرس النظام الایراني في سوريا، ونائبه محمد هادي رحيمي. وقد اجتمعوا، إلى جانب مسؤولين آخرين رفيعي المستوى، في مبنى القنصلية، معتقدين أنه الموقع “الأكثر أمانًا” في دمشق، غير مدركين للهجوم الإسرائيلي الوشيك.
قبل الغارة الجوية على مبنى القنصلية في دمشق، كان من المفترض أن يتم نقل مسكني السفير والقنصل إلى مجمع سكني جديد في نفس الشارع، حيث يعيش أيضًا شقيقا الرئيس السوري بشار الأسد. قبل وقت قصير من الهجوم، اجتمع كبار المسؤولين في حرس النظام الایراني في سوريا في الطابق الثاني من مبنى القنصلية وقرروا البقاء هناك.
ويشكل القضاء على هذه القيادة الرفيعة المستوى في حرس النظام الایراني انتكاسة كبيرة لجهود إيران للحفاظ على نفوذها في سوريا ولبنان. وكان لهؤلاء الضباط الكبار دور فعال في تنسيق أنشطة حزب الله، وكيل إيران في بلاد الشام، والذي كان عنصراً حاسماً في استراتيجية طهران الإقليمية.
وجاء في تقرير بلومبرغ أن «هؤلاء الضباط الكبار كانوا حيويين لأنشطة حزب الله في المنطقة»، مما يؤكد أهمية الأفراد المستهدفين في استعراض القوة الإقليمية لإيران.
الهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا دفع إيران، للمرة الأولى، إلى الرد بشكل مباشر ومهاجمة إسرائيل. وبعد عملية الاغتيال مباشرة، بدأت إيران تشك في تورط مجموعات في سوريا في عدة حالات اغتيال لأفراد من حرس النظام الایراني في البلاد خلال السنوات القليلة الماضية.
وتتركز الشكوك الإيرانية حول 18 قائدًا تم اغتيالهم خلال فترة قصيرة في هجمات نسبت إلى إسرائيل. هذا بحسب منشق سوري معارض لنظام الأسد، يدعي أنه تحدث مع مسؤول إيراني.
وبحسب المنشق السوري، فإنه بعد اغتيال رضا الموسوي في سوريا في كانون الأول/ديسمبر 2023، بدأ تحقيق مشترك بين البلدين لمحاولة تتبع الخرق الأمني المحتمل. ومع ذلك، في مرحلة معينة، اختارت إيران إجراء تحقيق مستقل مع حزب الله، في أعقاب مخاوف من تدخل المخابرات السورية في التحقيق.
وخلص التحقيق المستقل إلى أن الخروقات الأمنية التي أدت إلى الاغتيال كانت تحت غطاء سياسي وأمني رفيع المستوى، ومن غير المرجح أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد على علم بها.
وأضاف المنشق أن ما زاد الشكوك في طهران هو أن عناصر حزب الله الذين اغتيلوا في البلاد كانوا على صلة بأجهزة الأمن السورية. وكان اغتيالهم ممكنا عن طريق التجسس باستخدام التكنولوجيا المتقدمة.
====================
الصحافة البريطانية :
الغارديان: محمد فارس من رائد فضاء إلى لاجئ
هذه المقالة عمرها أكثر من 8 سنوات، تم نشرها للمرة الأولى عام 2016 تحت عنوان: من رائد فضاء إلى لاجئ: “كيف سقط رائد الفضاء السوري على الأرض”.
في عام 1987، أصبح محمد فارس بطلاً قومياً بعد صعوده إلى الفضاء مع السوفييت. يعيش الآن في المنفى في تركيا، ولديه مهمة جديدة – وهي القتال من أجل زملائه اللاجئين
محمد فارس لاجئ، مثله مثل الأشخاص الذين يتجمعون في الخارج، ويواجه التحدي الأصعب في حياته؛ دور شهد بالفعل أدوار الطيار المقاتل ورجل الفضاء والمستشار العسكري لنظام الأسد؛ متظاهر ومتمرد ومنشق.
وفي سوريا، يعتبر فارس بطلاً قومياً، حيث سُميت مدرسة ومطار وطرق باسمه. الميداليات الموجودة على جدار مكتبه تكريمًا لإنجازاته كرائد فضاء (أو بالمعنى الدقيق للكلمة، رائد فضاء). هنا، على بعد مئات الأميال من مسقط رأسه، حلب، يناضل من أجل التغيير الديمقراطي في سوريا، “من خلال الكلمات، وليس الأسلحة”.
في عام 1985، كان واحدًا من أربعة شبان سوريين يتنافسون للانضمام إلى برنامج تدريب إنتركوزموس لحلفاء الاتحاد السوفييتي، في ستار سيتي خارج موسكو. كان هناك عربي واحد في الفضاء من قبل، وهو سلطان بن سلمان آل سعود، أحد أفراد العائلة المالكة السعودية، لكنه لم يكن أبداً رائد فضاء عربياً محترفاً. وعلى الرغم من ذوبان الحرب الباردة، كانت علاقات الولايات المتحدة مع إيران وحليفها النظام السوري تتدهور.
وكانت العلاقات السورية مع الاتحاد السوفييتي قوية: فقد دعمت روسيا والد بشار، حافظ الأسد، في صعوده إلى السلطة في انقلاب عام 1970. وفي المقابل، سُمح للسوفييت بفتح قاعدة بحرية في طرطوس، والتي لا تزال في أيدي الروس حتى اليوم.
لقد كان واحدًا من 60 مرشحًا سوريًا في مركز يوري جاجارين لتدريب رواد الفضاء ووصل إلى الدور الرابع. اثنان منهم علويان، من نفس طائفة الأسد، وواحد درزي والرابع فارس سني. وباعتباره عضوًا في الطائفة التي تشكل أكثر من 80% من سكان البلاد، وهو ما يمثل تهديدًا واضحًا للقيادة، كان فارس هناك بالاسم فقط. أرسل الأسد وفداً إلى الاتحاد السوفييتي «لمساعدة» الروس في اختيار رجلهم. وكان المرشح الأقدم، وهو عقيد علوي، يعاني من مشكلة طبية، لذلك تم استبعاده، وفشل الرجل الدرزي في الحصول على الدرجة. وكان واضحاً أن فارس السني هو الأنسب بين المرشحين المتبقيين. ولكن، على حد تعبير فارس، “كان من الأسهل اختياري كرئيس جديد للوزراء بدلاً من أن يجعلوني (بالنسبة للجماعة السورية) أول رائد فضاء لديهم”. تغلب الروس على وفد الأسد، وذهب فارس إلى التدريب، تلته رحلة إلى محطة مير الفضائية في يوليو 1987.
يقول فارس: “لقد غيرت تلك الأيام السبعة والـ 23 ساعة وخمس دقائق حياتي”. وأجرى مع رواد الفضاء الروس تجارب علمية وقام بتصوير سوريا من الفضاء. “عندما ترى العالم كله من خلال نافذتك، لن يكون هناك نحن وهم، ولا سياسة.” أثناء وجوده في الفضاء، قرر فارس ترك الخدمة العسكرية وجعل مهمته تثقيف شعبه في العلوم وعلم الفلك، “لنقل هذه الرؤية المميزة التي مُنحت لي”.
عندما عاد فارس إلى الأرض، كان بطلاً قومياً. لقد كان رجلاً من أصول متواضعة، ولم يتأهل كطيار إلا قبل عامين من اختياره، وشق طريقه عبر الرتب للوصول إلى النجوم. طلب فارس من الرئيس تمويل معهد وطني لعلوم الفضاء لمساعدة السوريين الآخرين على اللحاق به في الفضاء. وكانت الإجابة “لا” قاطعة.
يقول فارس: “لقد أراد حافظ الأسد أن يبقي شعبه غير متعلمين ومنقسمين، مع قدر محدود من الفهم”. “هكذا يبقى الدكتاتوريون في السلطة. إن مجرد التفكير في إعطاء الناس الرؤية التي سيقدمها لهم معهد علوم الفضاء كان أمرًا خطيرًا. وبدلاً من ذلك، تم تعيين فارس في كلية القوات الجوية، حيث قام بتعليم مئات الشباب قيادة الطائرات المقاتلة. ربما كان هو توب غان، لكن فارس يقول إن قواه كانت “فارغة”.
وعندما توفي حافظ وتولى ابنه بشار السلطة في عام 2000، كان فارس من بين أول من التقى به. ويقول فارس: “كان بشار، مثل والده، عدواً للمجتمع”. ومن خلال منصبه كرئيس لأكاديمية القوات الجوية في البلاد، أصبح مستشارًا عسكريًا، على أمل أن يُسمح له بالتوجه بهدوء إلى المجال الأكاديمي في عام 2011. ولكن بحلول ذلك الوقت، كان الربيع العربي قد انتشر في جميع أنحاء المنطقة.
“عندما بدأت الاحتجاجات، لم تكن سوى سلمية، لعدة أشهر متتالية.” ويقول فارس إنه وزوجته انضما إلى المسيرة في دمشق، مطالبين بالإصلاح السلمي. وقد تعرضوا للتهديد من قبل أنصار نظام الأسد بسبب قيامهم بذلك، لكنهم لم يتوقفوا. ويقول: “هؤلاء كانوا شعبي، كلهم شعبي، شعبنا”. وناقش فارس وزوجته الاحتجاجات مباشرة مع القيادة، داعيينهم إلى إجراء تغييرات لطيفة، لكنهم “[آل الأسد] ظنوا أنهم آلهة”.
عندما بدأت أعمال العنف، شاهد فارس طلابه السابقين وهم يتعرضون “لغسيل أدمغة” لمهاجمة شعبهم. “قيل لهم إذا لم يهاجموا فإنهم سيقتلون على يد المتمردين”. اليوم، بعض أفضل طلاب فارس السابقين هم قادة عسكريون، يسيطرون على المطارات والمواقع الحكومية الحيوية ولكن معظمهم غادروا. يقول فارس: “إن العلويين فقط هم الذين بقوا إلى جانب الأسد”.
وبعد فترة وجيزة، بدأ فارس بالتخطيط لهروبه. “أربع مرات، كنا مستعدين ولكني رأيت أن الأمر لن ينجح. لقد فكرنا في العديد من الطرق. مع وجود ثلاثة أطفال وزوجة للتفكير فيها، لم يترك شيئًا للصدفة. وفي النهاية، حزموا ما في وسعهم في سيارة دون إثارة الشكوك وسافروا عبر الحدود التركية في أغسطس 2012. وأصبح، ولا يزال، أعلى منشق عن نظام الأسد.
وفي مكتبه بإسطنبول، لا يزال الرجل البالغ من العمر 64 عامًا يحمل الميداليات التي حصل عليها من الاتحاد السوفيتي: وسام لينين وجائزة بطل الاتحاد السوفيتي، وهي أعلى الأوسمة على الإطلاق. وقد عرض عليه زملاؤه وأصدقاؤه السابقون في روسيا المساعدة. لكنه يبصق باشمئزاز من فكرة طلب اللجوء هناك. “بوتين ليس الاتحاد السوفييتي. هؤلاء الروس هم قتلة ومجرمون وأنصار القتلة.
ويقول: “أيديهم ملطخة بدماء أكثر من 2000 مدني”. ومنذ وصوله إلى تركيا ، دعته روسيا لحضور العديد من المؤتمرات، لكنه رفض إلا بعد استيفاء شروط معينة. “يجب عليهم أن يتوقفوا عن عنفهم. المشكلة هي أنني أفهم طريقة تفكيرهم، لسوء الحظ، لذلك لا أستطيع أن أكون صديقهم”.
وقد تلقى عروضاً من المنظمات غير الحكومية الأوروبية للمساعدة في طلبات اللجوء في أماكن أخرى. وهذا يزعجه أيضًا، لأنه يعتقد أنهم يريدون استخدامه لتحقيق مكاسب سياسية. ويقول، في إشارة إلى الحكومتين الأوروبية والأمريكية: “إنهم لم يتدخلوا عندما كانت هناك حاجة إليهم، وهم يعارضون مُثُلي، لذا لا أستطيع العيش هناك”.
في الوقت الحالي، لن يذهب إلى أي مكان. وتتشاور معه الحكومة التركية بانتظام بشأن حقوق اللاجئين السوريين، ويناقش أيضًا الوضع العسكري عبر اتصالاته القديمة في القوات الجوية التركية. وهو أيضًا جزء من لجنة التنسيق الوطنية السورية للتغيير الديمقراطي، وهي مجموعة مناهضة للعنف ومناهضة للأسد تجتمع في إسبانيا.
يقول فارس: “حلمي هو أن أجلس في بلدي مع حديقتي وأرى الأطفال يلعبون في الخارج دون خوف من القنابل”. “سوف نرى ذلك، وأنا أعلم أننا سوف نرى ذلك. أردت فقط مستقبلًا أفضل لأطفالي، لكن التأثير الخارجي على الثورة أفسد كل شيء. إنه صعب جدا.” يتحدث والدموع في عينيه عن الأيام الأولى للثورة. وهو يعتقد أن صعود داعش هو خطأ دول أخرى، مثل المملكة العربية السعودية وباكستان، ويقول إنه ليس لديه حل للوضع الحالي. ومع ذلك فهو متأكد من أن “الدين والسلاح ليسا ما سيحل هذه المشكلة، بل الأمل”.
ويشير مرارا وتكرارا إلى ثبات الناس في مسقط رأسه حلب، وهي واحدة من أقدم المدن المأهولة باستمرار في العالم. “الحضارة السورية عمرها 10 آلاف سنة. وسوف تنجو من محاولة الأسد لتدميرها. لقد نجت من الأسوأ”. ولكن الآن قد تكون أيام المدينة معدودة، وقد يكون الأمل هو كل ما تبقى وراءها. ويقول: “من بعيد، عندما كانت الأرض صغيرة جدًا، شعرت حقًا في قلبي أنني أستطيع أن أحدث فرقًا كبيرًا في العالم”. “لم يكن الأمر سهلا
====================
الصحافة العبرية :
تقرير عبري: توازن رعب جديد بين طهران وتل أبيب والردع الإسرائيلي تآكل
نشر المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشواع تقريرا تطرق من خلاله للتصعيد الأخير بين طهران وتل أبيب وتآكل الردع الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023.
وقال المحلل العسكري في التقرير الذي جاء بعنوان "توازن رعب جديد بين إيران وإسرائيل" إنه لسنوات عديدة لم تهاجم إيران إسرائيل بشكل مباشر، ومنذ السابع من أكتوبر 2023 تآكل الردع وبدأت طهران في خلق نظام جديد.
وأضاف يهوشواع "الاختبار التالي سيكون عندما "تظهر إمكانية تصفية" جنرال إيراني آخر وقد يتم النظر في الأمر بجدية لكن من المشكوك فيه أن يتم تنفيذه"، مردفا بالقول "وهذا يشكل بالفعل انتهاكا للردع، وهو ما يجب على إسرائيل استعادته".
ويوضح المحلل العسكري أن التصعيد الأخير أنشأ توازنا جديدا من الرعب بين إيران وإسرائيل استنادا إلى التآكل الدراماتيكي للردع الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.
وذكر أنه خلال هذه السنوات أقامت إيران بقيادة قائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني ما يوصف بـ"حلقة النار" حول إسرائيل لتشكل مجالا للمناورة حتى الحصول على القنبلة النووية.
وتابع قائلا: "لكن كل هذا انتهى قبل أسبوع، في تلك الليلة الدرامية عندما تم إطلاق ما لا يقل عن 350 قطعة ذات قدرة فتاكة على إسرائيل بما في ذلك أكثر من 110 صواريخ باليستية، ولم يكن الهدف أقل من استراتيجي قاعدة "نيفاطيم" الجوية التي تشكل عنصرا أساسيا في الحفاظ على التفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة.
ويضيف المحلل أن الخطوة الإيرانية وضعت إسرائيل أمام أجندة جديدة بعد أن قرروا في إيران بشكل فعلي إنهاء العصر الذي يوصف بالمعركة بين حربين، أي ردع إسرائيل من شن عمليات ضد مندوبين إيرانيين في الأراضي السورية واللبنانية.
ويفيد في تقريره "بعيدا عن عواقب السابع من أكتوبر، فقد أدرك الإيرانيون جيدا الصدع الذي تشكل بين إسرائيل وحليفتها الأكثر أهمية الولايات المتحدة.. لذلك يمكننا أن نزعم بأننا نجحنا في تشكيل تحالف دفاعي دولي والرد بشكل يظهر وكأنه أحرج الإيرانيين من دون الانجرار إلى حرب بتنسيق مع واشنطن التي فعلت كل ما بوسعها لتوضح أنها ليست شريكة في الهجوم".
ويردف بالقول: "الاختبار التالي سيكون عندما تظهر إمكانية القضاء على جنرال إيراني على الأراضي السورية أو في أي مكان آخر.. ومن المرجح أن يتم النظر في الموضوع بجدية ومن المشكوك فيه أن يتم تنفيذه. وهذا بالفعل يشكل ضررا للردع الإسرائيلي الذي سيتعين على تل أبيب استعادته".
ويشير المحلل العسكري إلى أن التطورات الأخيرة في أعقاب الهجوم الإيراني أثارت جدلا في إسرائيل حول جدوى القرار باغتيال محمد رضا زاهدي، الذي اتضح أن تصفيته قرب القنصلية الإيرانية كان خطأ وأن الاستخبارات لم تقدر شدة الرد الإيراني الذي كاد يدخل إسرائيل إلى جبهة معقدة بأضعاف من الجبهات التي باتت متورطة فيها في قطاع غزة ولبنان.
وشدد على أن هذا يعد إخفاقا استخباراتيا آخر إلى جانب الفترة التي سبقت "حارس الأسوار" (الحرب على غزة عام 2021) والإخفاق الأكبر في 7 أكتوبر.
وذكر في تقريره أنه "وبعد أن انسكب الحليب بالكامل" واجهت إسرائيل عددا محدودا من الخيارات في الرد على الهجوم الإيراني، مبينا أنه كانت لدى الجيش خطة جاهزة للرد الفوري والشديد لكنها كانت معقدة للغاية، وتقرر الانتظار وتقييم الأضرار وبالتالي تأجيل الرد.
وذكر أنه عندما صدر الأمر بالرد بين ليلة الخميس والجمعة لم تعلن إسرائيل المسؤولية عن العملية.
ويقول المحلل إنه وبحسب المؤشرات والتقارير في وسائل الإعلام العالمية، فقد كان الرد عملية جراحية تهدف إلى إظهار تفوق القدرات الاستخباراتية والعملياتية والتكنولوجية على الأنظمة الدفاعية في إيران وإلحاق الضرر بها.
وأشار في السياق إلى أنه عمليا إسرائيل تخوض حربا متعددة الجبهات بدأت في غزة واتسعت إلى لبنان وسوريا ثم امتدت إلى اليمن والعراق ووصلت إلى إيران مع بروز أزمة مع الولايات المتحدة التي لم تساعد تل أبيب في هذه المرحلة، مضيفا "سنحارب العدو بكيس من الفطير".
وفي ختام التقرير أكد المحلل أنه "يجب على إسرائيل أن تنهي وبسرعة الحرب المتواصلة في قطاع غزة والتوقف عن إطلاق شعارات فارغة حول "الانتصار المطلق" والتوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن، وإذا لم يحصل هذا يجب تسريع العملية العسكرية المخططة في رفح".
وبين أنه بعد وقف إطلاق النار في غزة ستهدأ النار في لبنان، وعندها فقط ستتمكن إسرائيل من بناء قوتها العسكرية وفقا للواقع الذي تغير بالكامل.
المصدر: "يديعوت أحرونوت"
====================
معاريف: هل كان توقيت اغتيال زاهدي خطأ؟
المحامي اوريئيل لين
إن علماء إسرائيل ومهندسيها وخبراءها في الجيش حققوا انتصاراً ذا أهمية ومطلقاً. فقد أثبتوا بأن إسرائيل تصمد حتى في وجه هجوم صاروخي موجه إليها من إيران.
منذ الهجوم الإيراني الجوي على إسرائيل الذي يمكن فهم جذوره العاطفية، وإسرائيل ملزمة بالرد على الهجوم الإيراني.
هذه الأجواء ومظاهرها الكثيرة، بما في ذلك في وسائل الإعلام، تذكرني بقصة بربارة توخمان “مسيرة العبث” التي تصف فيها كيف تنجرف أمم كاملة، بغباء يصعب وصفه، إلى صراعات زائدة تكلفها أثماناً دموية باهظة على حساب الجمهور ولم تنتج لها أي منفعة. مثلاً، التدخل الأمريكي الذي لم يكن له داعٍ في فيتنام الجنوبية وكلف هذه الدولة ما لا يقل عن 64 ألف ضحية لاقوا حتفهم بعيداً عن وطنهم. بالطبع، لا مجال للمقايسة. يدور الحديث في إسرائيل عن دفاع ذاتي وعن دولتنا نفسها. كان في الولايات المتحدة فهم غبي لمنظومات الحكم الذكية. لكن الجذور ليست مختلفة: جنون جماهيري تغذيه الزعامة وجمهور عديم التفكر يعود ليغذي الزعامة. وإذا أردنا أمثلة أقرب فيجدر نقرأ كتاب عاموس عسئيل “مسيرة العبث اليهودي”.
عندما تقرر تصفية زاهدي تحركت الدوامة. فهل نشأ ردع أو إضعاف في الجانب الإيراني؟ لا ولا. ضباط أصغر منه سيسرهم احتلال مكانه، بحماسة متزايدة وبنزعة ثأر معززة. الحقيقة أننا رضينا نتيجة هذه التصفية المباشرة والشخصية، لأننا علمنا بأن إيران “ملزمة بالرد”. وبعد أن ردت إيران، لتحافظ على عزتها حيال الجمهور الإيراني وحيال بلدان أخرى في العالم أيضاً، قال كثيرون إننا “ملزمون” نحن أيضاً بالرد. وعندها قالت لنا إيران إننا إذا رددنا على ردها، فهي ملزمة بالرد ثانية وبحدة أكبر. بالطبع، دينامية تصعيد لا يمكن التحكم بها.
فهل توقع أولئك الذين أقروا تصفية الجنرال الإيراني، المنسوبة لإسرائيل، التطور الحالي؟ هل قدروا أين يؤدي بنا هذا؟ إذا كان الجواب نعم، سأقول إنهم يراهنون على مصير الدولة؛ وإذا كان الجواب لا فواضح أن هذه قيادة قصيرة النظر والفهم.
لكن التوقيت أخطر. فنحن منذ سبعة أشهر في وضع قتالي في قطاع غزة. 133 مخطوفاً يذوون أسفل الأرض. عشرات الآلاف من سكان الشمال ليسوا في بيوتهم. أهذا التوقيت الصائب لجبهة ثالثة مع إيران؟
يخيل لي أن أولئك الذين يعتقدون بأنه كان مكان لتصفية شخصية للجنرال الإيراني، سيوافقون على أن التوقيت كان بائساً، سواء على حساب المخطوفين أم على حساب الجهود الحربية التي نبذلها اليوم في قطاع غزة، أم على حساب المخلين من شمال الدولة.
يجب السير بحكمة في كل فعل عسكري أو سياسي تقوم به الدولة من خلال وكلائها المختارين. يجب الحساب جيداً لنتائج الأعمال وثمنها، وعدم العمل حسب مشاعر “ملزمون بالرد” لأجل رفع قامة القيادة العسكرية والسياسية العليا التي فشلت في 7 أكتوبر، بل بحكم تفكر تحييدي يقرر ماذا سيكون الربح والخسارة للأمة في نظرة شاملة في نهاية الأمر.
نحن اليوم دولة غير كاملة. وليس الوقت لجبهة ثالثة مع إيران بكل نتائجها، حين يكون واضحاً بأننا لسنا قادرين على الصمود في وجه هجوم إيراني دون أن تكون لنا شراكة عملياتية مع الولايات المتحدة ودول حليفة أخرى. لسنا أحراراً لنفعل كل ما نريد كي نلبي عزة القادة أو عزة السياسيين أو تلبية احتياجات الجمهور العاطفية. هذا هو الخط المغلوط الذي ثبت في التاريخ العالمي واليهودي؛ فبسببه تورطت أمم كاملة ودفعت أثماناً كبيرة تلقى على ظهر الجمهور.
معاريف21/4/2024
====================