الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 19/3/2017

سوريا في الصحافة العالمية 19/3/2017

20.03.2017
Admin

إعداد مركز الشرق العربي
19/3/2017
 
 
 
الصحافة الامريكية :
 
 
http://www.alarab.qa/story/1122808/قلق-أميركي-إسرائيلي-لتمدد-إيران-بهضبة-الجولان#section_75
 
 
http://www.alarab.qa/story/1122807/قائد-أميركي-متقاعد-الرقة-ليست-الموصل#section_75
 
 
http://www.kolakhbark.net/world-news/article-493932
 
 
http://www.washingtoninstitute.org/ar/fikraforum/view/politicized-forces-and-the-issue-of-an-independent-kurdish-state
 
 
http://www.raya.com/news/pages/476fcc3d-d10a-47b2-9ed9-ab84d2f12b9d
 
الصحافة البريطانية والفرنسية :
 
 
http://www.alarab.qa/story/1122806/هوس-الغرب-بحرب-تنظيم-الدولة-أطال-صراع-سوريا#section_75
 
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/3/18/مقال-بالإندبندنت-تركيا-محقة-بالتشكيك-بوفاء-الغرب-لقيمه
 
 
http://www.huffpostarabi.com/2017/03/18/story_n_15452670.html
 
 
http://arabi21.com/story/992168/صحيفة-فرنسية-ما-الذي-تريده-إسرائيل-في-سوريا#tag_49219
 
الصحافة التركية :
 
 
http://www.elghad.co/arabic/news-680952
 
 
http://www.turkpress.co/node/32173
 
الصحافة العبرية :
 
 
http://syrianmasah.net/arabic/articaldetails68168.html
 
 
http://www.jbcnews.net/article/262281-هآرتس-نشر-رادارات-روسية-شمال-سورية-غيرت-أسلوب-الرد-الإسرائيلي
 
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/3/19/معاريف-إسرائيل-ستواصل-مهاجمة-سوريا
 
 
 
https://www.alnasr.co/arabic/1455/مترجم-حرب-تل-أبيـب-الكبرى-القادمة
 
 
 
 
الصحافة الامريكية :
 
كريستيان ساينس مونتر الأميركية :قلق أميركي - إسرائيلي لتمدد إيران بهضبة الجولان
 
http://www.alarab.qa/story/1122808/قلق-أميركي-إسرائيلي-لتمدد-إيران-بهضبة-الجولان#section_75
 
قالت صحيفة كريستيان ساينس مونتر الأميركية، إن إيران ستمكث في سوريا على ما يبدو لوقت طويل، بعدما أنفقت بكثافة ماديا وبشريا للحفاظ على اتصالها الجيوسياسي مع منظمة حزب الله، وهو ما استرعى انتباه واشنطن وتل أبيب، اللتين تخشيان امتداد المواجهة مع الحزب من جنوب لبنان إلى هضبة الجولان.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران أنفقت مليارات الدولارات لتعزيز اقتصاد النظام السوري وقادت قوة من ميليشيات شيعية من عدة جنيسيات لدعم جيش بشار المتعثر، ودربت ميليشيات سورية على نمط قوة الباسيج الإيرانية.
رغم ذلك، يعتقد محللون أن نجاح إيران وتوسيع نفوذها في سوريا بما يخدم قناة اتصال طهران بعميلها حزب الله اللبناني، قد جعل من سوريا ساحة رئيسية محتملة إذا ما أردات الولايات المتحدة إضعاف موقف إيران الإقليمي. نتيجة لتوسع نفوذ إيران -تقول الصحيفة- فإن الرئيس الأميركي ترمب عبر عن نيته تقليم أظافر إيران ليس فقط بسوريا ولكن في بلدان أخرى بالشرق الأوسط.
ترى راندا سليم خبيرة شؤون حزب الله في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن أفضل استراتجيية لكبح نفوذ إيران هي إضعاف قوتها بسوريا من خلال حرمانها من الفوائد التي جنتها عبر نظام الأسد. وأضافت سليم أن سوريا تستضيف المحور الذي يضم إيران والعراق ونظام الأسد وحزب الله، وأن حرمان طهران من مصدر القوة هذا سيضعف نفوذها ليس فقط بلبنان ولكن في المنطقة كلها.
ولفتت الصحيفة إلى التحالف الإيراني الروسي بسوريا، وأشارت إلى مخاوف إسرائيل من إنشاء إيران لقاعدة بحرية هناك، لكن محللين يشككون في إمكانية ضغط موسكو على طهران لتغيير أجندتها بسوريا.;
========================
ناشونال إنترسنت  :قائد أميركي متقاعد: الرقة ليست الموصل
 
http://www.alarab.qa/story/1122807/قائد-أميركي-متقاعد-الرقة-ليست-الموصل#section_75
 
حذر العقيد المتقاعد في الجيش الأميركي دانيال ديفس قادة بلاده من التدخل عسكريا في معركة الرقة، لأن الأخطار المحتملة على الجنود هناك تفوق الفوائد المتوقعة التي لا تتصل عمليا بالأمن القومي الأميركي.
وحكى الكاتب في مقال بمجلة ناشونال إنترسنت الأميركية عن فشل بعض تجارب الجيش الأميركي في أفغانستان، وكيف أن جنوده حرروا مناطق من حركة طالبان وسلموها للجيش الأفغاني، الذي لم يفلح في الحفاظ عليها ثم احتلها مقاتلو الحركة مجددا، بعد أن قتل في تلك المعارك عدد كبير من الجنود الأميركيين.
ويرى الكاتب أن هذا الفشل سيتكرر في الرقة لو قررت أميركا زيادة عدد القوات في سوريا والمشاركة فعليا في الخطوط الأمامية.
يؤكد العقيد الأميركي أن معركة الموصل تختلف حتما عن الرقة، ففي الأولى أطبق العراقيون والأكراد حصارهم على المدينة فيما سيطرت الطائرات الأميركية على أجوائها.
أما في الرقة، فليست هناك جيوش نظامية ضد تنظيم الدولة بل ميليشيات وفصائل متعددة تدعمها روسيا ونظام بشار وتركيا.
يقول الكاتب إن وجود ألف جندي أميركي إضافي في هذه المعركة لن يغير الوضع الاستراتيجي لها، بل ربما لا يحقق نصرا تكتيكيا مؤقتا.
وأشار الكاتب إلى خطورة وجود قوات أميركية في شمال سوريا في منطقة تتعرض لقصف دائم من قبل الروس ونظام بشار، وأوشكت في إحدى المرات أن تقصف القوات الأميركية.
يؤكد الكاتب أن المشهد السوري معقد حيث لا تخفي تركيا رفضها للدور الأميركي بشمال سوريا، بينما حذر بشار الأسد القوات الأميركية إذا ما وطئت أقدامها سوريا.
يختم الكاتب بالقول إن نشر قوات أميركية في بيئة فوضوية كهذه يحمل مخاطر كبيرة وسيؤدى على الأرجح لقتل جنود أميركيين.;
 
========================
التايم :‘الثورة‘ السورية التي لم توجد...: ستيفن غوانز
 
http://www.kolakhbark.net/world-news/article-493932
 
ترجمة بتصرف: علي إبراهيم
على ما يبدو يجب على اليسار الأميريكي أن يفهم أن واشنطن لا تحاول إزاحة الليبيراليين الجدد. لو كان الرئيس السوري بشار الأسد من ثقاة واشنطن- كما يعتقد ايريك درايتسر في موقع كاونتر بنش- لما كانت الحكومة الأميريكية طالبته بالاستقالة منذ سنة 2003. ولما أشرفت على حرب العصابات الإسلامية ضد حكومته بل كانت أمنت له الحماية.
هنالك كلمة سر واحدة في بعض الدوائر التي ترغب كما كتب درايتسر في مقاله الأخير في كاونتر بنش في إظهار أن التمرد في سوريا "بدأ كرد على السياسة الليبيرالية الجديدة للحكومة السورية وعلى قسوتها " وأن "المحتوى الثوري للثورة تم تهميشه من قبل خليط من الجهاديين الذين يمولهم السعوديون والقطريون ". يبدو أن هذه النظرية حسب علمي تستند على منطق شكلي وليس على الأدلة.
إن مراجعةً لمقالات الصحافة  في الأسابيع التي سبقت أو التي تلت انطلاق أحداث الشغب في درعا في أواسط شهر آذار 2011 - التي تعتبر بشكل عام البداية للتمرد- لا تشير إلى أن حمَى ثورية أو معادية لليبيرالية أو غيرها كانت تجتاح سوريا. بل بالعكس تماماً كان صحفيو التايم ونيويورك تايمز يتحدثون عن حكومة تتمتع بدعم واسع عن منتقدين للحكومة يعترفون أن الأسد يتمتع بشعبية وعن سوريين لا يبدون أي رغبة بالمشاركة في التظاهرات. وفي الوقت ذاته كان هؤلاء الصحفيين يصفون الاضطرابات على أنها سلسلة من أحداث الشغب يشارك فيها المئات فقط وليس الآلاف أو عشرات الآلاف تقودهم أجندة إسلامية طاغية وذات طابع عنفي.
حينها كانت مجلة التايم تورد تقارير عن مجموعتين سيكون لهما فيما بعد الدور القيادي في التمرد هما "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" كانتا ناشطتين غداة اندلاع أعمال الشغب وقبل ذلك بحوالى الثلاثة أشهر كان قياديون من الإخوان المسلمين يعبرون عن "أملهم باندلاع ثورة مدنية في سوريا". الإخوان المسلمون الذين تسببوا بحمام الدماء قبل عدة عقود بسبب معارضتهم العنيفة لحكم حزب البعث العلماني الطابع يخوضون منذ سنوات 1960 صراعاً حتى الموت ضد القوميين العرب العلمانيين وقد خاضوا معارك في الشوارع مع أنصار حزب البعث منذ نهاية سنوات 1940. (في واحدة من هذه المعارك تلقّى حافظ الأسد والد الرئيس الحالي والذي كان رئيساً من العام 1970 حتى العام 2000 تلقّى طعنة سكين من أحد أخصامه الإخوان المسلمين.) منذ العام 2007 يلتقي زعماء الإخوان بمسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي كما يلتقون بمسؤولين من المبادرة من أجل الشراكة مع الشرق الأوسط الممولة من الحكومة الأميركية التي تقوم بدور الممول بشكل علني لمنظمات غايتها إسقاط الحكومات الأجنبية- هذه المهمة التي كانت تقوم بها المخابرات المركزية الأميركية بشكل سري.
لقد تآمرت واشنطن من أجل تطهير سوريا من النفوذ القومي العربي منذ منتصف سنوات 1950 حين تآمر كيرميت روزفلت الذي دبر الانقلاب ضد حكومة محمد مصدّق في إيران لأنه قام بتأميم الصناعة النفطية مع المخابرات البريطانية لدفع الإخوان المسلمين لاغتيال ثلاثة من الشخصيات القيادية القومية العربية والشيوعية في دمشق  كانت واشنطن ولندن ترى فيهم تهديداً للمصالح الاقتصادية الغربية في الشرق الأوسط.
كما قدمت واشنطن السلاح لمجاهدي حركة الإخوان المسلمين في سنوات 1980 لكي يخوضوا حرب عصابات ضد حافظ الأسد الذي كان المتشددون في واشنطن يسمونه "الشيوعي العربي". تابع ولده بشار من بعده الالتزام بأهداف القوميين العرب في الوحدة (وحدة الأمة العربية) والاستقلال والاشتراكية (العربية). هذه الأهداف هي التي كانت توجه سياسة الدولة السورية- كما كانت الحال في ليبيا تحت قيادة معمر القذافي وفي العراق تحت قيادة صدام حسين. لقد استهدفت واشنطن هذه البلدان الثلاثة للسبب عينه: إن التزامهم القومي العربي يتعارض بشكل جوهري مع الأجندة الأميركية في السيطرة على العالم.
إن رفض بشار الأسد التخلّي عن الإيديولوجيا القومية العربية أثار ذهول واشنطن التي كانت منزعجة من اشتراكيته فالاشتراكية هي العنصر الثالث من الثلاثية المقدسة في القيم البعثية. كانت المخططات من أجل إزاحة بشار الأسد- الذي شكَل رفضه تبني النيوليبيرالية التي تتبناها واشنطن أحد أسباب هذه المخططات- قد أعدت في واشنطن منذ العام 2003 إن لم يكن قبل ذلك. لو أن الأسد كان يدعم النيوليبيرالية كما يدّعي درايتسر وآخرون غيره فإنه بطريقة ما فعل ذلك دون علم واشنطن وول ستريت الذين يشتكون من سوريا "الاشتراكية" ومن السياسة الاقتصادية المعادية للنيوليبيرالية الحازمة التي ينتهجها هذا البلد.
صراع حتى الموت يشتعل بمساعدة الولايات المتحدة
في نهاية شهر كانون الثاني 2011 تم إنشاء صفحة على الفيسبوك بعنوان "الثورة السورية 2011 ". أعلنت هذه الصفحة عن أن "يوم الغضب" سيكون موعده 4 و 5 شباط(1). المظاهرات كانت "خاطفة" كما أوردت التايم. تحول يوم الغضب إلى يوم اللامبالاة. ومن جهة أخرى كان الرابط بسوريا هزيلاً. حيث كانت معظم الشعارات التي يهتف بها حفنة  من المتظاهرين تتعلق بليبيا مطالبةً معمر القذافي- الذي كانت حكومته محاصرة من قبل المتمردين الإسلاميين- بالرحيل. تم وضع خطط من أجل تظاهرات جديدة في 4 و 5 آذار لم تحظ هي الأخرى سوى بدعم بسيط(2).
أرجعت مراسلة مجلة التايم رانيا أبو زيد فشل منظّمي التظاهرات باجتذاب دعم مهمّ إلى واقع أن غالبية السوريين لم تكن تعارض حكومتها. كان الأسد يتمتع بسمعة طيبة خاصة بين فئة الشباب تحت سنّ الثلاثين وهم يشكلون حوالى ثلثي السكان كما كانت سياسة حكومته تتمتع بتأييد واسع. كتبت أبو زيد "حتى المنتقدين يقرّون أن الأسد يتمتع بشعبية كبيرة ويعتبر قريباً من فئة الشباب من الناحية العاطفية والإيديولوجية وبالطبع من ناحية العمر" وأضافت أنه بالعكس من "الزعماء الموالين للأميركان الذين تم تنحيتهم في تونس ومصر فإن السياسة الخارجية للأسد المعادية لإسرائيل ودعمه الثابت للفلسطينيين وللمجموعات المقاتلة مثل حماس وحزب الله تتوافق تماماً مع الشعور الشعبي السوري." بكلمة أخرى كان الأسد يتمتع بالشرعية. وأضافت مراسلة التايم أن الأسد "بقيادته سيارته بنفسه حتى الجامع الأموي الكبير في شهر شباط لإحياء ذكرى مولد النبي محمد وبتجواله في سوق الحميدية المجاور مع مرافقة أمنية غير ظاهرة جعل من نفسه محبوباً كشخص من عامة الشعب(3)".
هذا الوصف للرئيس السوري – رئيس محبوب من الشعب وعلى توافق إيديولوجي مع الشعور الشعبي السوري – يتعارض جذرياً مع الخطاب الذي ظهر بعد اندلاع المظاهرات العنيفة في مدينة درعا بعد أقل من أسبوعين هذا الخطاب الذي سوف يتغلغل في صفوف اليسار الأمريكي ومن بينهم درايتسر. حتى عشية أحداث درعا البارزة كانت سوريا معروفة بهدوئها. وقد كتبت أبو زيد "إن أحداً لم يكن يتوقع اندلاع هبّة شعبية جماهيرية رغم بعض الانشقاقات من حين لآخر هنا وهناك والتي شارك بها قلّة قليلة(4)". إحدى السوريات قالت لمجلة التايم: "الحكومة تقدّم الكثير من المساعدات للشباب. إنها توزّع الكتب مجاناً المدارس مجانية الجامعات مجانية." ( إنها ليست الدولة الليبيرالية كما وصفها درايتسر) وتابعت الفتاة السورية قائلةً: "لماذا ستحدث ثورة؟ إن نسبة حصولها لا تتجاوز 1% "(5) كانت صحيفة نيويورك تايمز تتشاطر مع وجهة النظر تلك. حيث كتبت أن سوريا "تبدو في منأى عن موجة الهبّات الشعبية التي تكتسح العالم العربي"(6). لم تكن سوريا مصابة بالحمى.
ولكن في 17 آذار حدثت هبّة عنيفة في درعا. وهنالك روايات متناقضة حول من أو ما الذي أشعلها. مجلة التايم أوردت أن "التمرّد في درعا كان نتيجة اعتقال حفنة من الشبان بسبب كتابتهم شعارات معادية للنظام على الجدران"(7). روبيرت فيسك من صحيفة إندبندنت البريطانية قدّم رواية مختلفة قليلاً. حيث أورد أن "عناصر للمخابرات الحكومية قاموا بضرب وقتل عدة فتيان كانوا يكتبون شعارات معادية للحكومة على جدران المدينة"(8). رواية أخرى تؤكد أن العامل الذي أشعل الهبّة في درعا في ذلك اليوم كان الاستعمال الشديد وغير المتناسب للقوة من قبل عناصر القوى الأمنية السورية ضد المظاهرات التي قامت للاحتجاج على اعتقال الفتيان. "كان هنالك عدة شبان يكتبون شعارات على أحد الجدران وتم اعتقالهم وحين قام أهلهم بالمطالبة بإخراجهم كان ردّ القوى الأمنية قاسياً جداً جدأ"(9). تقرير آخر صادر عن الحكومة السورية ينفي أن يكون كل ذلك قد حدث. بعد خمس سنوات من الحدث ذكر الأسد لصحفي يجري مقابلة معه "إن كل ذلك لم يحدث. كان ذلك دعاية صرفة. لقد سمعنا عن ذلك لكننا لم نر أبداً أولئك الأطفال الذين تمّ سجنهم في ذلك الوقت. إذن لم يكن الأمر سوى رواية مخادعة."(10)
إن كان هناك عدم اتفاق حول من أشعل التمرد إلا أن هناك اتفاقاً على كون هذه الهبّة عنيفة. حيث أوردت صحيفة نيويورك تايمز أن "المتظاهرين أشعلوا النيران في مقرّ حزب البعث الحاكم وفي مبانٍ حكومية أخرى (...) واشتبكوا مع #الشرطة (...) عدا عن مقرّ الحزب أحرق المتظاهرون قصر العدل في المدينة وفرع شركة سيرياتيل للاتصالات الخليوية"(11).
أما مجلة التايم فقد أضافت أن المتظاهرين أضرموا النيران في مكتب المحافظ وفي فرع شركة أخرى للاتصالات الخليوية(12). كما نشرت وكالة سانا الرسمية للأنباء على موقعها الإلكتروني صوراً لسيارات محروقة(13). من البديهي أنها لم تكن مظاهرة سلمية كما تمّ وصفها لاحقاً. وليست انتفاضة شعبية. حيث أوردت التايم أن عدد المتظاهرين يقدّر بالمئات وليس بالآلاف أو بعشرات الآلاف(14).
كان ردّ فعل الأسد على أحداث الشغب في درعا فورياً بالإعلان عن "حزمة من الإصلاحات من ضمنها زيادة رواتب العاملين في القطاع العام ومزيد من الحرية للإعلام وللأحزاب السياسية وإعادة النظر في قانون الطوارئ (15) الذي يقيد الحريات السياسية والمدنية والذي تمّ فرضه لأن سوريا في حالة حرب مع إسرائيل". قبل نهاية شهر نيسان قامت الحكومة بإلغاء "قانون الطوارئ الذي امتد لمدة 48 عاماً" كما قامت بإلغاء "محكمة أمن الدولة العليا (16)."
لماذا قدمت الحكومة هذه التنازلات؟ لأن هذا ما كان يطالب به المتظاهرون في درعا. "كانوا يتجمّعون في داخل وحول الجامع العمري وهم يهتفون بمطالبهم: إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين (...) إلغاء قانون الطوارئ في سوريا الذي بلغ عمره 48 عاماً مزيداً من الحريات ووضع حد للفساد العام (17) ". كانت تلك المطالب متطابقة مع النداء الذي تمّ نشره في بداية شهر شباط على صفحة الثورة السورية على الفيسبوك والذي دعا إلى "إنهاء حالة الطوارئ والفساد في سوريا (18) ". المطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين كافة وردت أيضاً في رسالة وقّعها رجال دين ونشرت على الفيسبوك. تحتويّنت مطالب رجال الدين هؤلاء رفع "حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين السياسيين كافة ووقف الاستفزازات التي تقوم بها القوى الأمنية ومكافحة الفساد (19)". إن الإفراج عن المعتقلين السياسيين يعني الإفراج عن الجهاديين أو بإستعمال الصفة الدارجة في الغرب "الإرهابيين". اعترفت وزارة الخارجية الأميركية أن الإسلام السياسي هو المعارضة الرئيسية في سوريا(20) وبالتالي فإن الجهاديين يشكلون الجزء الرئيسي  من المعارضين المعتقلين. إن مطالبة رجال الدين أن تقوم دمشق بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين كافة يشبه في الواقع مطالبة "الدولة الإسلامية" لواشنطن وباريس ولندن بالإفراج عن كل الإسلاميين المتّهمين بالإرهاب والمحتجزين في سجون الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. لم يكن الأمر يتعلّق بالمطالبة بفرص العمل أو بمزيد من الديمقراطية بل بالإفراج عن ناشطين يعملون من أجل هدفٍ هو إقامة الدولة الإسلامية في سوريا. وعلى المنوال نفسه فإن النداء من أجل إلغاء قانون الطوارئ ليس مرتبطاً بالترويج من أجل الديمقراطية بل من أجل إعطاء فضاء أرحب للجهاديين وعملائهم لتنظيم معارضتهم ضد الدولة العلمانية.
بعد أسبوع واحد من اندلاع العنف في درعا كتبت رانيا أبو زيد في مجلة التايم "إنه لا يبدو أن هنالك دعوات واسعة لإسقاط النظام وتنحية الرئيس الذي يتمتع بشعبية كبيرة(21)". في الحقيقة لم تكن المطالب الصادرة عن المتظاهرين و رجال الدين تتضمن الدعوات لاستقالة الأسد. كان السوريون يلتفّون حول الأسد. "كانت هنالك مسيرات مقابلة مؤيدة للرئيس في العاصمة(22)" يتجاوز عدد المشاركين فيها بشكل كبير حفنة المتظاهرين الذين تجمّعوا في درعا لإحراق المباني والسيارات والاشتباك مع #الشرطة(23).
بتاريخ 9 نيسان- أي بعد أقل من شهر على أحداث درعا- أوردت التايم أن سلسلة من المظاهرات اندلعت وأن الإسلام يلعب الدور المهيمن. ولمن يعرف جيداً تسلسل الأحداث منذ عشرات السنين التي تبدأ بالإضرابات ثم المظاهرات بعد ذلك أحداث الشغب ثم التمرّد المسلّح التي نظّمها الإخوان المسلمون ضد ما يعتبرونه حكومة بعثية "كافرة" فإن التاريخ يعيد نفسه. لم تنجح المظاهرات بالوصول إلى حشد جماهيري حاسم. على العكس من ذلك إستمرت الحكومة بالتمتع "بوفاء" "جزء كبير من الشعب" كما ورد في مجلة التايم(24).
لقد لعب الإسلاميون دوراً أساسياً في كتابة إعلان دمشق في أواسط سنوات 2000 والذي كان يطالب بتغيير النظام(25). وفي سنة 2007 تحالف الإخوان المسلمون وهم النموذج عن حركة سياسية إسلامية سنّيّة أنتجت القاعدة ومتفرّعاتها "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية" مع نائب سابق للرئيس السوري من أجل تأسيس جبهة الخلاص الوطني. كان للجبهة لقاءات دائمة مع وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي وكذلك مع المبادرة من أجل الشراكة في الشرق الأوسط وهي مموّلة من حكومة الولايات المتحدة(26) وتفعل بشكل علنيّ ما كانت المخابرات المركزية الأمريكية تفعله سابقاً في السر أي إيصال الأموال والخبرة إلى أعضاء الطابور الخامس في البلدان التي تعارض حكوماتها واشنطن.
في عام 2009 قبل عامين من اندلاع الاضطرابات في العالم العربي قام الإخوان المسلمون بإدانة حكومة بشار الأسد ذات التوجّه القومي العربي واعتبروها عنصراً أجنبياً معادياً للمجتمع السوري يجب التخلّص منه. حسب إيديولوجيا الجماعة فإن الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد والتي يعتبرها الإخوان هرطقة تستعمل القومية العربية العلمانية كغطاء لتنفيذ أجندة طائفية بشكل سري تهدف إلى تدمير سوريا من الداخل عن طريق قمع المسلمين "الحقيقيين"(أي السنة). و بالتالي  باسم الإسلام يجب الإطاحة بهذا النظام الكافر(27).
قبل أشهر ثلاثة من اندلاع العنف في سوريا كتب الخبير لياد بورات نصاً موجزاً لصالح مركز كراون لدراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة برانديس: "إن قادة الإخوان مستمرون في التعبير عن أملهم في حصول ثورة مدنية في سوريا يقوم من خلالها الشعب السوري بإنجاز واجبه وتحرير سوريا من النظام الاستبدادي والفاسد." لقد أشار الإخوان المسلمون إلى أنهم يخوضون معركة حياة أو موت مع حكومة بشار الأسد القومية العربية العلمانية. إن التسوية السياسية مع الحكومة مستحيلة لأن المسؤولين فيها لا ينتمون للأمة الإسلامية السنّيّة في سوريا. إن الانتماء للأمّة السورية محصور بالمسلمين الحقيقيين كما يؤكد الإخوان المسلمون ولا يشمل العلويين الكفّار الذين انتموا إلى عقائد أجنبية غير إسلامية مثل القومية العربية العلمانية(28).
إن واقع أن الإخوان المسلمين السوريين لعبوا الدور الأساسي في التمرّد المسلّح الذي اندلع بعد ثلاثة أشهر من نشر النصّ الوارد أعلاه قد تمّ تأكيده سنة 2012 عن طريق وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية. حيث يقول تقرير للوكالة تم تسريبه إن التمرد المسلح كان طائفياً وقاده الإخوان المسلمون والقاعدة في العراق أي أسلاف "الدولة الإسلامية". يتابع التقرير بالقول إن المتمردين كانوا مدعومين من الغرب وممالك الخليج وتركيا. وتوقع التقرير بشكل دقيق قيام "إمارة سلفية" دولة إسلامية في شرق سوريا ولفت الانتباه إلى أن ذلك يتوافق مع رغبة الداعمين الأجانب لهذا التمرّد المسلّح الذين يرغبون برؤية القوميين العرب العلمانيين معزولين ومنقطعين عن إيران(29).
توجد وثائق أعدّها محقّقون تابعون للكونغرس الأميركي سنة 2005 تبيّن أن الحكومة الأميركية وضعت كلّ ثقلها من أجل تغيير النظام في سوريا قبل وقت طويل من انتفاضات الربيع العربي 2011 وهذا يناقض الرؤية التي استند إليها الدعم الأميركي للمتمردين السوريين على أنها نتيجة الوفاء "لتمرّد ديمقراطي" ويبين أن ذلك كان بكل بساطة استمرار لسياسة موجودة منذ مدة طويلة تهدف إلى إسقاط حكومة دمشق. وفي واقع الأمر فقد أقرّ المحققون أن الدافع الذي يقف خلف قرار الحكومة الأميركية لإسقاط الحكومة القومية العربية العلمانية في دمشق ليس له أية علاقة بالترويج للديمقراطية في الشرق الأوسط. ولاحظوا أن واشنطن تفضّل الديكتاتورية العلمانية (#مصر) والأنظمة الملكية (الأردن والسعودية). إن الدافع لتغيير النظام كما يرى المحقّقون هو الرغبة بإزاحة العقبة في طريق تحقيق الأهداف الأميركية في الشرق الأوسط والمرتبطة بإسرائيل وبتدعيم الهيمنة الأميركية على العراق وبالترويج لاقتصاديات تقوم على السوق الحرّ والشركات الخاصّة(30). لو أن الأسد كان يدعم سياسةً نيوليبيرالية في سوريا كما يؤكد درايتسر فإنه من الصعب فهم لماذا أعلنت واشنطن أن رفض سوريا الانضمام إلى برنامج الولايات المتحدة في الأسواق المفتوحة والشركات الخاصّة هو السبب في تغيير الحكومة في سوريا
 
من أجل التأكيد على نقطة أن المظاهرات لم تكن تتمتّع بالدعم الشعبي الواسع أورد أنطوني شديد في صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 22 نيسان أي بعد أكثر من شهر على أحداث درعا أن "المظاهرات حتى الآن لا تتمتع بالدعم الشعبي مثل الثورات في #مصر وتونس". بمعنى آخر وبعد أكثر من شهر من قيام المئات فقط- وليس  الآلاف أو عشرات الألوف- بالتظاهر في درعا لم يكن هنالك أية علامة في سوريا من علائم ثورات الربيع العربي. بقيت الثورة قضية محدودة وإسلامية بشكل أساسي. بالمقابل كانت هنالك مظاهرات هائلة في دمشق لتأييد الحكومة- وليس ضدها-  بقي الأسد محتفظاً بشعبية كبيرة وحظيت الحكومة بتأييد "المسيحيين وبقية الطوائف الإسلامية التي يطلق عليها اسم البدع." بحسب شديد(31) لم يكن أنطوني شديد الصحفي الغربي الوحيد الذي كتب أن العلويين والإسماعيليين والدروز والمسيحيين كانوا يؤيّدون الحكومة بقوة. فقد أوردت الصحفية في مجلة التايم رانيا أبو زيد أنها لاحظت أن البعثيين "يمكنهم القول أنهم يحظون بتأييد الأقلّيّات المهمّة في سوريا(32)".
إن هذا الواقع في أن الحكومة السورية تمتّعت بالتأييد الصادق من الطوائف المسيحية والإسلامية التي يطلق عليها اسم البدع كما كتب شديد في نيويورك تايمز يدل على أن هذه الأقليات الدينية استشعرت شيئاً ما في هذا التمرّد لم تقم الصحافة الغربية بالحديث عنه وإظهاره بشكل كبير(كما غاب هذا الأمر عن الاشتراكيين الثوريين في الولايات المتحدة) لقد علمت هذه الأقلّيّات أنه تمرّد موجّه ببرنامج إسلامي سنّيّ طائفيّ سيكون له في حال نجاحه نتائج وتداعيات مؤلمة على كل من لا يعتبر من المسلمين "الحقيقيين". لهذا السبب وقف العلويون والإسماعيليون والدروز والمسيحيون إلى جانب البعثيين الذين يسعون إلى تجاوز الانقسامات الطائفية ويعتبرون ذلك من صميم التزامهم ببرنامجهم في تأييد الوحدة العربية. إن شعار "العلويون إلى التابوت والمسيحيون إلى بيروت!" الذي تردّد في مظاهرات الأيام الأولى(33) أثبت أن هذه الانتفاضة ليست سوى حلقة من الصراع حتى الموت الذي بشّر به الإسلام السياسي السنّيّ ضد الحكم القومي العربي العلماني وأثبت أنها ليست انتفاضة جماهيرة من أجل  الديمقراطية أو ضد النيوليبيرالية. لو كان في الأمر شيئ من هذه العناصر كيف يمكن تفسير اقتصار التعطّش للديمقراطية ومعاداة النيوليبيرالية على الطائفة السنّيّة وغياب ذلك تماماً لدى طؤائف الأقليات الدينية؟ بكلّ تأكيد لو كان هناك نقص في الديمقراطية واستبداد نيو ليبيرالي كمحرّض على اندلاع تمرّد ثوريّ لتوجّب أن يكون عابراً للحدود الدينية. إنّ عدم مشاركة العلويين والإسماعيليين والدروز والمسيحيين في المظاهرات وإن أحداث الشغب استندت على السنّيّة ذات المحتوى الإسلاميّ السياسيّ يدلّ بوضوح أن التمرّد منذ البداية يعبّر عن معاودة استئناف الحملة الجهادية السنّيّة القديمة على العلمانية البعثية."منذ البداية أعلنت حكومة الأسد أنها تخوض صراعاً ضد المقاتلين الإسلاميين(34). إن التاريخ الطويل من الانتفاضات الإسلامية ضد البعث قبل سنة 2011 يؤكد ذلك والطريقة التي جرت بها الانتفاضة فيما بعد أي كحرب يقودها الإسلاميون ضد الدولة العلمانية أعطت مزيداً من القوة لهذه النظرة. هنالك دلائل أخرى سلبية وإيجابية في الوقت عينه أثبتت أن الأسد والدولة السورية يتعرّضان لهجوم من قبل الجهاديين (كما كان الحال لعدة مرات في الماضي). إن الدلائل السلبية التي تنفي أن يكون التمرّد انتفاضة شعبية ضدّ حكومة لا تتمتّع بالشعبية يمكن العثور عليها في وسائل الإعلام الغربية التي كانت تبيّن أن الحكم القومي العربي العلماني في سوريا يتمتّع بالشعبية وبالدعم الشعبي.
في المقابل كانت المظاهرات المعادية للحكومة والاضطرابات والاحتجاجات قليلة الأهمية وتجذب عدداً من الناس أقل بشكل كبير من أية مظاهرة جماهيرية في دمشق داعمة للحكومة وبكل تأكيد أقل من الانتفاضات الشعبية في #مصر وتونس. إضافة إلى أن مطالب المتظاهرين كانت تتركّز على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين (وغالبيتهم من الجهاديين) وعلى رفع القيود عن حرية التعبير السياسي المعارض خلال زمن الحرب لم تكن المطالب تتركز على استقالة الأسد أو على تغيير سياسة  الحكومة الاقتصادية. الدلائل الإيجابية  جاءت عن طريق وسائل الإعلام الغربية ورواياتها التي أظهرت أن الإسلام السياسي هو الذي يلعب الدور الحاسم في الاضطرابات. ففي الوقت الذي كان يتمّ الاعتقاد فيه عموماً أن المجموعات الإسلامية المسلّحة قد دخلت المعمعة فقط كنتيجة للربيع الأول للاضطرابات سنة 2011- وبالتالي قامت هذه المجموعات "بإختطاف" "الانتفاضة الشعبية"- كانت توجد مجموعتان جهاديتان لعبتا دوراً أساسياً في التمرّد المسلح ما بعد العام 2011 "أحرار الشام" و"جبهة النصرة" لكنهما كانتا فاعلتين منذ بداية العام 2011 حيث "بدأت أحرار الشام بتشكيل الكتائب المسلحة (...) قبل منتصف شهر آذار 2011 حين اندلعت الاضطرابات في درعا" حسبما أوردت مجلة التايم(35). كانت "جبهة النصرة" فرع القاعدة في سوريا "غير معروفة حتى شهر كانون الثاني 2012 موعد الإعلان عن تشكيلها (...) لكنها كانت فاعلة قبل ذلك بعدة أشهر(36)."
دليل آخر متماسك على صحّة وجهة النظر القائلة إن الإسلاميين لعبوا الدور الأساسي منذ البداية في الاضطرابات- أو على الأقل الدليل على أن الاحتجاجات كانت عنيفة منذ البداية- وجود "إشارات تدلّ على تورط المجموعات المسلحة منذ انطلاق الأحداث". الكاتب والصحافي روبيرت فيسك يتذكر أنه شاهد فيديو عن "الأيام الأولى ’للتمرد’ يظهر فيه رجال مسلحون بالمسدّسات والرشاشات خلال مظاهرة في درعا". ويتذكّر حدثاً آخر في شهر أيار 2011 حين قام "فريق من قناة الجزيرة بتصوير رجال مسلحين يطلقون النار على القوات السورية على بعد مئات الأمتار من الحدود اللبنانية الشمالية لكن القناة رفضت عرض هذه الصور(37)." وهناك حتى موظفون رسميون أميركيون وهم معادون للحكومة السورية ولا يمكن أن ننتظر منهم تأييد وجهة نظر دمشق القائلة إن الحكومة تخوض صراعاً مع متمردين مسلحين "اعترفوا أن المظاهرات لم تكن سلمية وأن بعض المتظاهرين كانوا مسلحين"(38). في شهر أيلول أفادت الحكومة السورية أنها قد فقدت 500 ضابط وعنصر شرطة تمّ قتلهم على يد العصابات المسلحة(39). وفي نهاية شهر تشرين الأول تضاعف هذا الرقم مرتين(40). وخلال أقلّ من سنة انتقل التمرد من حرق المباني العامة التي تعود لحزب البعث أو للحكومة ومن الاشتباك مع عناصر #الشرطة إلى حرب العصابات التي تتضمّن أساليب يتم وصفها "بالإرهاب" حين تستهدف أهدافاً غربية.
فيما بعد ذكر الأسد مشفقاً:
"كل ما قلناه في بداية الأزمة باتوا يردّدونه لاحقًا. قالوا إن المظاهرات سلمية.. وقلنا إنها لم تكن سلمية.. حيث إن من وصفوهم بالمتظاهرين السلميين قتلوا رجال شرطة. ثم أصبح الحديث عن مسلحين.. قالوا نعم إنهم مسلحون. قلنا إن الأمر لا يقتصر على مسلحين.. بل هناك إرهاب. قالوا لا ليس هناك إرهاب. ثم أقرّوا بأن هناك إرهابًا. قلنا إن هؤلاء ينتمون إلى القاعدة".. فقالوا لا.. لا علاقة للقاعدة بهذا. إذن كل ما قلناه سابقا يرددونه لاحقا.(41) "
كتب الكاتب المختصّ بشؤون الشرق الأوسط باتريك سيل "يجب اعتبار الانتفاضة السورية آخر حلقة ولكنها الأشدّ عنفاً في الحرب الطويلة بين الإسلاميين والبعثيين والتي تعود بدايتها إلى تأسيس حزب البعث العلماني في سنوات 1940. إن المعركة بينهم اليوم بلغت حدّ الصراع المصيري إما حياة أوموت"(42) ويتابع سيل مستشهداً بـ آرون لوند الذي كتب تقريراُ عن الجهاديين السوريين لصالح المعهد السويديّ للعلاقات الدولية "إن الذي يسترعي الانتباه هو أن جميع أعضاء المجموعات المسلّحة المختلفة هم من العرب السنّة عملياً: وأن المعارك تقتصر عموماً على المناطق العربية السنّيّة بينما بقيت المناطق التي يسكنها العلويون والدروز والمسيحيون سلبية أو داعمة للنظام وأن الانشقاقات عن النظام كانت سنّية 100% وأن المال والسلاح والمتطوعين كانت تأتي من دول إسلامية أو من منظّمات و أفراد مؤيّدين للإسلاميين وأن الدين هو القاسم المشترك بين صفوف المتمردين."(43)
هل الوحشية من أشعل الانتقاضة؟
هل من العقلانيّ التفكير أن استعمال القوّة من قبل الدولة السورية هو الذي أشعل حرب العصابات التي اندلعت؟
ذلك يحضّنا على الظن أن ردّ الفعل المبالغ فيه من قبل قوى الأمن على معارضة سلطة الحكومة في مدينة درعا السورية (إن كان هناك بالفعل ردّ فعل مبالغ فيه) يمكن له أن يشعل حرباً كبرى تتورّط فيها عدة دول أخرى ويمكن له أن يحشد الجهاديين من مختلف الدول. إن  علينا أن نتجاهل مجموعة كبيرة من الوقائع التي تخالف هذه النظرية حتى يمكننا أن نشكّك بمصداقيتها.
أولاً يجب علينا أن نتجاهل واقع أن حكومة الأسد كانت تتمتّع بالشعبية وتعتبر شرعية. من الممكن تصديق أن ردّاً قمعيًّا من قبل حكومة فاقدة للشعبية بشكل كبير على معارضة بسيطة لسلطتها يمكن أن يشكّل الشرارة الضرورية لإشعال انتفاضة شعبية ولكن رغماً عن أنف الرئيس الأميركي باراك أوباما حول عدم شرعية الأسد فإنه لا يوجد دليل واحد عن أن سوريا في آذار 2011 كانت مخزناً من بارود المشاعر الشعبية المعادية للحكومة والجاهز للانفجار في أي وقت. وكما أوردت مراسلة مجلة التايم الأميركية رانيا أبو زيد عشية أحداث درعا "حتى المنتقدين يقرّون أن الأسد يتمتع بشعبية كبيرة"(44) وأن "أحداً لم يكن يتوقع اندلاع هبّة شعبية جماهيرية رغم بعض الانشقاقات من حين لآخر هنا وهناك والتي شارك بها قلة قليلة"(45).
ثانياً يجب علينا أن ننحّي جانباً واقع أن أحداث درعا لم يشارك فيها سوى بضعة مئات من المشاركين وأن المظاهرات التالية فشلت هي أيضاً في حشد الجماهير الغاضبة كما أفاد بذلك مراسل مجلة التايم نيكولاس بلانفورد(46). كذلك لم يعثر أنطوني شديد من صحيفة نيويورك تايمز على دليل يثبت أن هنالك حراكاً شعبياً في سوريا رغم مرور أكثر من شهر على أحداث درعا(47). إن ما جرى على العكس من الخطاب الذي جرى تسويقه في واشنطن عن الربيع العربي الذي اندلع في سوريا هو أن الجهاديين كانوا يخوضون حرب عصابات ضدّ قوى الأمن السورية وأنهم كانوا في شهر تشربن الأول قد تسبّبوا في قتل أكثر من ألف شرطيّ وعسكريّ.
ثالثاً يجب علينا إغماض العين عن واقع أن حكومة الولايات المتحدة مع حليفها البريطاني كانت قد وضعت الخطط سنة 1956 من أجل إشعال حرب في سوريا عن طريق تجنيد الإخوان المسلمين من أجل التحريض على الانتفاضات الداخلية(48). إن أحداث درعا والمواجهات المسلّحة مع عناصر #الشرطة والجيش التي أعقبتها تتشابه مع المخطّط الذي كان الأخصائي في تغيير الأنظمة كيرميت روزفلت قد أعدّه في سنوات 1950. وهذا لا يعني أن المخابرات الأميركية قد قامت بنفض الغبار عن مخطط روزفلت وأعادت تدويره واستعماله سنة 2011 لكن يعني أن المؤامرة قد أظهرت أن واشنطن ولندن لديهما الإمكانية للتخطيط للقيام بعملية تهدف إلى زعزعة الاستقرار بواسطة تمرّد مسلّح يقوده الإخوان المسلمون بهدف تغيير النظام في سوريا.
يجب علينا أيضاً أن نتجاهل أحداث شهر شباط سنة 1982 حين سيطر الإخوان المسلمون على مدينة حماة رابع أكبر مدينة في سوريا. كانت حماة معقلاً للأصولية السنّية في سوريا وقاعدة عمليات مهمّة للمقاتلين الجهاديين. بدافع من خبر كاذب أن الأسد قد سقط هاج الإخوان في حماة وقاموا بمذابح دموية وسط التهليل والتكبير وقاموا بمهاجمة مخافر #الشرطة واغتيال مسؤولين بعثيين وعائلاتهم كما قاموا باغتيال مسؤولين حكوميين وعسكريين. في بعض الحالات تمّ قطع رؤوس الضحايا(49) وهي ممارسة سوف يتم إحياؤها على يد مقاتلي الدولة الإسلامية". تم اغتيال كل مسؤولي حزب البعث في المدينة(50)."
غالباً ما يتمّ ذكر أحداث حماة 1982 في الغرب ليس من أجل تذكّر الفظائع التي قام بها الإسلاميون بل من أجل التذكير بردّ الجيش السوري وهو الردّ المنتظر من أيّ جيش آخر يلجأ لاستخدام القوة لاستعادة السيطرة والسيادة على أية بقعة يحتلها المتمردون. تم نشر الآلاف من الجنود من أجل استعادة حماة من الإخوان المسلمين. وصف الموظف السابق في الخارجية الأميركية ويليام بولك النتائج التي تمخّض عنها هجوم الجيش السوري على حماة بأنها مشابهة لنتائج الهجوم الأميركي على مدينة الفلّوجة العراقية سنة 2004(51) (مع الفارق أن الجيش السوري كان يتدخل بشكل شرعيّ تماماً على أراضيه بينما كان الجيش الأميركي يتدخّل بطريقة غير شرعية كقوّة احتلال لإنهاء المقاومة ضدّه). بقي عدد القتلى نتيجة الهجوم على حماة موضوعاً للنقاش. كانت الأرقام تتغير. "في مقال مبكّر في مجلة التايم ورد أن الرقم بلغ 1000 قتيل. غالبية المراقبين يقدّرون العدد بحوالى 5000 قتيل.المصادر "الإسرائيلية" ومصادر الإخوان المسلمين- وهم الأعداء اللدودون للقوميين العرب العلمانيين ولهم المصلحة في المبالغة بأعداد الضحايا- "ادعت هذه المصادر أن الرقم تجاوز 20 ألف قتيل(52)." بينما يرى روبيرت دريفوس الذي كتب كثيراً عن شراكة الغرب مع الإسلام السياسي  أن الغربيين بالغوا بشكل متعمد في أعداد القتلى بهدف شيطنة البعثيين كقتلة بدون شفقة ورأى أن البعثيين قبلوا الكذبة من أجل إخافة الإخوان المسلمين(53).
حين قام الجيش السوري بإزالة الأنقاض بعد انتهاء الحملة العسكرية على حماة عثر على الدلائل التي تثبت أن حكومات أجنبية  قدّمت للمتمرّدين المال والسلاح وأجهزة الاتصال. كتب بولك:
"لقد رأى الأسد أن مثيري الاضطرابات الأجانب يعملون وسط شعبه. وهذا بعد كل شيئ كان إرثاً عاطفياً وسياسياً للهيمنة الستعمارية- إرث واضح بشكل مؤلم في الجزء الأكبر من العالم ما بعد مرحلة الاستعمار ولكنه غير مرئيّ تقريباً في العالم الغربي. هذا الإرث ليس أسطورة. إنه أمر واقع بإمكاننا التحقّق منه من خلال الوثائق الرسمية التي تنشر بعد سنوات من الأحداث. لم يكن حافظ الأسد بحاجة إلى انتظار تلك السنوات لكي تتسرّب تلك الوثائق: أظهرت أجهزة استخباراته وبعض الصحفيين الدوليين عشرات المحاولات التي قامت بها الدول النفطية الغنية العربية المحافظة والولايات المتحدة و"إسرائيل" من أجل الإطاحة بحكمه. في غالبية تلك المحاولات تم اللجوء إلى "الأساليب القذرة" والدعاية و ضخّ الأموال ولكن من المثير للانتباه أنه خلال تمرّد حماة سنة 1982 تمّت مصادرة 15000 بندقية رشاشة أرسلت من الخارج وتمّ اعتقال أشخاص كانوا قد شكّلوا ميليشيا شبه عسكرية تمّ تدريبهم على يد القوات الأردنية ووكالة المخابرات الأميركية (تماماً مثل الجهاديين الذين يظهرون في روايات وسائل الإعلام عن سوريا سنة 2013). وإن ما شاهدناه في سوريا تمّ التأكد منه ممّا علمناه عن عمليات تغيير الأنظمة التي قام بها الغرب في أماكن أخرى. كان الأسد يعلم حتماً بمحاولة المخابرات الأميركية اغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر وبالانقلاب على رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدّق الذي قام به البريطانيون والأميركان."(54)
في كتابه من بيروت إلى القدس كتب المعلّق الصحفي في صحيفة نيويورك تايمز توماس فريدمان أن "مجزرة حماة يمكن تفهمها ’كرد فعل طبيعي من سياسيّ حداثويّ في دولة وطنية حديثة نسبياً في محاولة منه لتجنّب العناصر الرجعية- في هذه الحالة الأصوليون الإسلاميون- التي تهدف إلى تخريب كل ما أنجزه لتحويل سوريا إلى جمهورية علمانية في القرن العشرين’." ولذلك يتابع فريدمان "لو أن أحداً ما كان مستعداً للقيام باستطلاع موضوعيّ للرأي في سوريا بعد المجزرة فإن طريقة معالجة حافظ الأسد للتمرّد سوف تحظى بتأييد واسع حتّى في داخل أوساط المسلمين السنة."(55)
إن اندلاع الجهاد الإسلامي السنّيّ ضدّ الحكومة السورية في سنوات 1980 يضع الرؤية التي تقول إن الإسلام السنّيّ المسلح في المشرق هو نتيجة للغزو الأميركي للعراق سنة 2003 وللسياسات الطائفية الداعمة للشيعة التي مارستها سلطات الاحتلال الأميركي موضع شكّ. إن هذه النظرة حولاء من الناحية التاريخية إنها عمياء عن وجود الإسلام السياسي السنّي منذ عقود عديدة من السنين كقوّة مهمّة في الحياة السياسية المشرقية. منذ اللحظة التي أصبحت فيها سوريا مستقلّة بشكل رسمي عن فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية وخلال العقود التي تلت ذلك في القرن الماضي والقرن الحالي كانت القوى الرئيسية الموجودة في الساحة السورية هي القومية العربية العلمانية والإسلام السياسي. وكما كتب الصحفي باتريك كوكبرن في سنة 2016 "إن المعارضة السورية المسلحة تهيمن عليها داعش والنصرة وأحرار الشام." "وإن البديل الوحيد عن الحكومة (القومية العربية العلمانية) هم الإسلاميون"(56). وهذا الأمر واضح منذ زمن بعيد.
وأخيراً يجب علينا تجاهل واقع أن المخططين الاستراتيجيين الأميركيين كانوا يخططون منذ عام 2003 وربما منذ عام 2001 لإزاحة الأسد وإيديولوجيته القومية العربية العلمانية من السلطة لذلك قاموا بتمويل المعارضة السورية بما فيها المجموعات المرتبطة بالإخوان المسلمين منذ سنة 2005. بالنتيجة كان التوجّه في واشنطن هو إزاحة الأسد بهدف محو البعث من سوريا. تمّ تجهيز عصابات مسلّحة إسلامية للقتال ضدّ القوميين العرب العلمانيين بغضّ النظر عن الطابع العنيف أم لا لردّ الحكومة السورية في درعا. كان الأمر معدّاً سلفاً كان يتمّ البحث عن الذريعة. وكانت درعا هي الذريعة. إذًا إن فكرة أن اعتقال صبيّين اثنين في درعا لقيامهما بكتابة شعارات معادية للحكومة على جدار يمكن أن تجرّ إلى صراع كبير قابلة للتصديق إذا صدّقنا أن الحرب العالمية الأولى تسبّب بها اغتيال الأرشيدوق فرانسوا-فيرديناند فقط.
سوريا الاشتراكية
يمكن تعريف الاشتراكية بعدّة طرق لكن إن كانت هي الملكية العامة للقطاعات الأساسية في الاقتصاد مع وجود تخطيط اقتصادي فإن سوريا بحسب دستور 1973 ودستور 2012 تتوافق بشكل واضح مع هذا التعريف للاشتراكية. مع أن الجمهورية العربية السورية لم تكن أبداً دولةً اشتراكيةً عمّالية من النوع الذي يعترف به الماركسيون. بل كانت بالأحرى بلداً قومياُ عربياً يسعى لبلوغ الاستقلال السياسيّ ولتجاوز التخلّف الذي تعاني منه الأمة العربية. إن كتبة الدستور السوري كانوا يرون في الاشتراكية وسيلة للوصول إلى التحرر الوطني والتطور الاقتصادي. "إن الطريق نحو بناء النظام الاشتراكي" كما ورد في دستور 1973 هو "ضرورة جوهرية لتحريك الطاقات الكامنة لدى الجماهير العربية في نضالها ضد الصهيونية والإمبريالية". إن الاشتراكية الماركسية تهتم بالصراع الطبقي بين طبقة من المستغلِّين أصحاب الملكية وبين طبقة العمال بينما الاشتراكية العربية تهتمّ بالنضال بين دول مستغلِّة ودول أخرى خاضعة للاستغلال. رغم أن هذين النمطين المختلفين من الاشتراكية يعملان على مستويات مختلفة من الاستغلال فإن هذا الفرق لا يعني شيئاً للمصارف وللشركات الكبرى وكبار المستثمرين الغربيين الذين يضعون نصب أعينهم العالم بأسره  واستمرارية أرباحهم. إن الاشتراكية تتعارض مع  مصالح وأرباح الرأسمالية الصناعية والمالية الأميركية سواء تعلق الأمر بوضع حد لاستغلال الطبقة العاملة أو بتجاوز الاضطهاد الإمبريالي لجماعات قومية.
لقد أثارت اشتراكية البعث حنق واشنطن مدّة طويلة. إن الدولة البعثية كان لها أثر كبير في الاقتصاد الوطني السوري عبر ملكية المؤسسات ودعم شركات وطنية خاصة ووضع القيود على الاستثمار الأجنبي والحدّ من المستوردات. اعتبر البعثيون هذه الإجراءات وسيلة ضرورية لبناء دولة ما بعد الاستعمار دولة تحاول أن تنتزع حياتها الاقتصادية من براثن القوى الاستعمارية القديمة وأن تخطّ طريقاً للتطوّر الحرّ بعيداً عن هيمنة المصالح الأجنبية.
إن أهداف واشنطن لا تتوافق بشكل بديهي مع تلك الاشتراكية. لم يرغب الأميركان بأن تقوم سوريا بتطوير صناعتها وبأن تحافظ على استقلالها بل أن تكون خادمة لمصالح أصحاب المصارف وكبار المستثمرين الذين تهتمّ لأمرهم الولايات المتحدة بفتح سوق العمل السورية أمام الاستغلال وكذلك أرضها ومواردها الطبيعية أمام تملّك الأجانب. إن برنامجنا كما صرحت إدارة اوباما سنة 2015 "يهدف إلى تخفيض التعريفات على البضائع الأميركية وإلى إلغاء الحواجز أمام بضائعنا وخدماتنا وإلى تحديد معايير أكثر صرامة للوصول إلى منافسة عادلة (...) للشركات الأميركية."(57) لم تكن تلك أجندة جديدة بل إنها أجندة السياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ عقود. لكنّ دمشق لم تصطفّ خلف واشنطن التي كانت تصرّ على أنها هي من "تقود الاقتصاد العالمي" وستبقى (58).
كان أنصار الخط المتشدّد في واشنطن يعتبرون حافظ الأسد شيوعياً عربياً(58) والمسؤولون الأميركيون يعتبرون ابنه بشار رجلاً عقائدياً غير مستعدّ أن يتخلّى عن الدعامة الثالثة في برنامج حزب البعث العربي الاشتراكي: أي الاشتراكية. كما كانت وزارة الخارجية الأميركية تشتكي أيضاً من أن سوريا "فشلت بالالتحاق بالاقتصاد المتكامل على الصعيد العالمي" بمعنى آخر فشلت في بيع مؤسساتها العامّة للمستثمرين من القطاع الخاصّ ومن بينهم مصالح وول ستريت. كما عبرت الخارجية الأميركية عن امتعاضها من "الأسباب الإيديولوجية" التي منعت الأسد من تحرير الاقتصاد السوري ومن "أن خصخصة المؤسسات الحكومية ليست واسعة الانتشار" ومن أن الاقتصاد "ما زال تحت سيطرة الحكومة بشكل شديد"(59). من البديهي أن الأسد لم يتعلّم ممّا تسمّيه واشنطن "دروس التاريخ" وأن "اقتصاد السوق وليس الاقتصاد المركزي المخطط والخاضع لقبضة الحكومة هو الأفضل"(60). بكتابة دستور يمنح الحكومة سلطة الحفاظ على دورها كموجّه للاقتصاد من أجل مصالح السوريين وليس من أجل تشغيل السوريين لخدمة مصالح المصارف والمؤسسات والمستثمرين الغربيين يؤكّد الأسد استقلال سوريا عن برنامج واشنطن الساعي إلى "فتح الأسواق وتهيئة الأرضية للشركات الأميركية في الخارج(61)".
فوق ذلك أبدى الأسد تعلّقه بالقيم الاشتراكية بالضدّ ممّا أطلقت عليه واشنطن ذات يوم "الضرورات الأخلاقية" لـ"الحرية الاقتصادية (62)". إن تضمين الدستور بالحقوق الاجتماعية: التأمين ضد المرض والعجز والشيخوخة الرعاية الصحية والتعليم المجاني في مراحله كافة يضع هذه الحقوق خارج المسّ بها من قبل المشرّعين والسياسيين الذين يمكن أن يضحّوا بها على مذبح خلق مناخ استثماري يشجّع تخفيض الضرائب على الاستثمارات الأجنبية. كما أن الدستور يلزم الحكومة بتطبيق الضريبة التصاعدية وهذه النقطة تشكّل مجابهة إضافية لتشدّد واشنطن في دعمها للأعمال.
أخيراً قام القائد البعثيّ بتضمين الدستور المعدّل تغييراً يعدُّ خطوة إضافية نحو ديمقراطية حقيقية وأصيلة- تغيير لا يمكن لأصحاب القرار في واشنطن وعلاقاتهم التي لا يمكن إحصاؤها مع عالم المصارف والشركات تحمّله بسهولة. لقد نصّ الدستور على أنه يجب أن يكون نصف عدد أعضاء المجلس (مجلس الشعب) على الأقلّ من صفوف العمال والفلاحين.
لو كان الأسد نيوليبيرالياً فإنه سوف يكون حتماً أحد أشد أتباع هذه الإيديولوجيا غرابةً.
*ستيفن غوانز كاتب وناشط سياسي كندي مقيم في اوتاوا- كندا.
الملاحظات:
1.Aryn Baker Syria is not Egypt but might it one day be Tunisia ? Time 4 février 2011
2.Rania Abouzeid The Syrian style of repression : Thugs and lectures Time 27 février 2011
3.Rania Abouzeid Sitting pretty in Syria : Why few go backing Bashar Time 6 mars 2011
4.Rania Abouzeid The youth of Syria : the rebels are on pause Time March 6 2011
5.Rania Abouzeid The youth of Syria : the rebels are on pause Time 6 mars 2011
6.Officers fire on crowd as Syrian protests grow The New York Times 20 mars 2011
7.Nicholas Blanford Can the Syrian regime divide and conquer its opposition ? Time 9 avril 2011
8.Robert Fisk Welcome to Dera’a Syria’s graveyard of terrorists The Independent 6 juillet 2016
9.Le président Assad à la chaîne de télévision ARD : « Les terroristes ont rompu l’accord de cessation des hostilités dès la toute première heure l’Armée syrienne s’est abstenue de prendre des mesures de représailles » SANA 1er mars 2016
10.Ibid.
11.Officers fire on crowd as Syrian protests grow The New York Times 20 mars 2011
12.Rania Abouzeid Arab Spring : Is a revolution starting up in Syria ? Time 20 mars 2011 ; Rania Abouzeid Syria’s revolt : How graffiti stirred an uprising Time 22 mars 2011
13.Officers fire on crowd as Syrian protests grow The New York Times 20 mars 2011
14.Rania Abouzeid Arab Spring : Is a revolution starting up in Syria ? Time 20 mars 2011
15.Thousands march to protest Syria killings The New York Times 24 mars 2011
16.Rania Abouzeid Assad and reform : Damned if he does doomed if he doesn’t Time 22 avril 2011
17.Officers fire on crowd as Syrian protests grow The New York Times 20 mars 2011
18.Aryn Baker Syria is not Egypt but might it one day be Tunisia ? Time 4 février 2011
19.Nicholas Blanford Can the Syrian regime divide and conquer its opposition ? Time April 9 2011
20.Alfred B. Prados and Jeremy M. Sharp Syria : Political Conditions and Relations with the United States After the Iraq War Congressional Research Service February 28 2005
21.Rania Abouzeid Syria’s Friday of dignity becomes a day of death Time March 25 2011
22.Rania Abouzeid Syria’s Friday of dignity becomes a day of death Time March 25 2011
23.Syrie : un autre éclairage du conflit qui dure depuis 5 ans BeCuriousTV May 23 2016 http://www.globalresearch.ca/syria-aleppo-doctor-demolishes-imperialist-propaganda-and-media-warmongering/5531157
24.Nicholas Blanford Can the Syrian regime divide and conquer its opposition ? Time April 9 2011
25.Jay Solomon To check Syria U.S. explores bond with Muslim Brothers The Wall Street JournalJuly 25 2007
26.Ibid.
27.Liad Porat The Syrian Muslim Brotherhood and the Asad Regime Crown Center for Middle East Studies Brandeis University December 2010 No. 47
28.Ibid.
29.http://www.judicialwatch.org/wp-content/uploads/2015/05/Pg.-291-Pgs.-287-293-JW-v-DOD-and-State-14-812-DOD-Release-2015-04-10-final-version11.pdf
30.Alfred B. Prados and Jeremy M. Sharp Syria : Political Conditions and Relations with the United States After the Iraq War Congressional Research Service February 28 2005.
31.Anthony Shadid Security forces kill dozens in uprisings around Syria The New York Times April 22 2011
32.Rania Abouzeid Syria’s Friday of dignity becomes a day of death Time March 25 2011
33.Fabrice Balanche The Alawi Community and the Syria Crisis Middle East Institute May 14 2015
 
34.Anthony Shadid Syria broadens deadly crackdown on protesters The New York Times May 8 2011
 
35.Rania Abouzeid Meet the Islamist militants fighting alongside Syria’s rebels Time July 26 2012
 
36.Rania Abouzeid Interview with official of Jabhat al-Nusra Syria’s Islamist militia group TimeDec 25 2015
 
37.Robert Fisk Syrian civil war : West failed to factor in Bashar al-Assad’s Iranian backers as the conflict developed The Independent March 13 2016
 
38.Anthony Shadid Syria broadens deadly crackdown on protesters The New York Times May 8 2011
 
39.Nada Bakri Syria allows Red Cross officials to visit prison The New York Times September 5 2011
 
40.Nada Bakri Syrian opposition calls for protection from crackdown The New York Times October 25 2011
41.President al-Assad to Portuguese State TV : International system failed to accomplish its duty… Western officials have no desire to combat terrorism SANA March 5 2015
42.Patrick Seale Syria’s long war Middle East Online September 26 2012
4.Ibid.
44.Rania Abouzeid Sitting pretty in Syria : Why few go backing Bashar Time March 6 2011
45.Rania Abouzeid The youth of Syria : the rebels are on pause Time March 6 2011
46.Can the Syrian regime divide and conquer its opposition ? Time April 9 2011
47.Anthony Shadid Security forces kill dozens in uprisings around Syria The New York Times April 22 2011
4.Ben Fenton Macmillan backed Syria assassination plot The Guardian September 27 2003
 
49.Robert Fisk Conspiracy of silence in the Arab world The Independent February 9 2007
50.Robert Dreyfus Devil’s Game : How the United States Helped Fundamentalist Islam Holt 2005 p. 205
51.William R. Polk Understanding Syria : From pre-civil war to post-Assad The Atlantic December 10 2013
52.Dreyfus
5.Dreyfus
 
54.William R. Polk Understanding Syria : From pre-civil war to post-Assad The Atlantic December 10 2013
55.Quoted in Nikolas Van Dam The Struggle for Power in Syria : Politics and Society under Asad and the Ba’ath Party I.B. Taurus 2011
56.Patrick Cockburn Confused about the US response to Isis in Syria ? Look to the CIA’s relationship with Saudi Arabia The Independent June 17 2016
57.National Security Strategy February 2015
5.Robert Baer Sleeping with the Devil : How Washington Sold Our Soul for Saudi Crude Three Rivers Press 2003 p. 123
 
59.US State Department website. http://www.state.gov/r/pa/ei/bgn/3580.htm#econ. Accessed February 8 2012
60.The National Security Strategy of the United States of America September 2002
61.National Security Strategy February 2015
62.The National Security Strategy of the United States of America March 2006
المصدر:
http://arretsurinfo.ch/la-revolution-syrienne-qui-nexistait-pas/
المصدر : البوابة
========================
معهد واشنطن :قوات مسيسة ومسألة الدولة الكردية المستقلة
 
http://www.washingtoninstitute.org/ar/fikraforum/view/politicized-forces-and-the-issue-of-an-independent-kurdish-state
 
كانت كردستان العراق منطقة مستقلة منذ سنة 1992. وبرزت كشبه دولة بعد أن أنشأت الولايات المتحدة – مع المملكة المتحدة وفرنسا - منطقة الحظر الجوي في شمال العراق، التي أنهت اعتداءات صدام حسين الفتّاكة على الأكراد. ومنذ ذلك الوقت، سيطر حزبان كبيران على "حكومة إقليم كردستان"، هما "الحزب الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني". وقد أسس مصطفى البارزاني الحزب الأول في سنة 1946 فيما أسس جلال طالبان "الاتحاد الوطني الكردستاني" في سنة 1975 عندما انشقّ عن حزب البارزاني. ومع أن الحزبين حاربا النظام العراقي في الثمانينات، فقد حاربا أيضًا بعضهما بعضًا في منتصف التسعينات، قبل التوصل إلى تسوية سلمية لتقاسم السلطة.
انهيار المأسسة
أدى غياب القوة المؤسسية إلى انهيار الوحدة الداخلية لأراضي منطقة كردستان وقدرات صنع القرار. فكنتيجة للصراع الأهلي الكردي (1994-1998)، تتواجد إدارتان فعليتان داخل كردستان هما: "المنطقة الخضراء" (محافظة السليمانية) التي يسيطر عليها حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، و"المنطقة الصفراء" (محافظتي إربيل ودهوك) التي يسيطر عليها "الحزب الديمقراطي الكردستاني". ويمارس "الحزب الديمقراطي الكردستاني" سلطة محدودة على بعض القوى في منطقة "الاتحاد الوطني الكردستاني"؛ وكذلك بالنسبة إلى "الاتحاد الوطني الكردستاني" في مناطق "الحزب الديمقراطي الكردستاني".
تصيغ السياسة والمصالح الشخصية وانعدام الثقة العلاقات الأمنية بين المجموعتين. وكشف رئيس وكالة "زانياري" (وحدة المعلومات في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني") لاهور طالباني عن هذه الانقسامات علنًا، قائلًا إن وكالتيْ المعلومات التابعتيْن لكل من "الحزب الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني" لا تلتقيان أبدًا. إلى ذلك، اتّهم طالباني "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بتنفيذ غارات الحويجة من دون علمه، مع أن وكالة "باراستن" (وكالة المعلومات) التابعة "للحزب الديمقراطي الكردستاني" ووكالة "زانياري" التابعة "للاتحاد الوطني الكردستاني" تجتمعان رسميًا تحت مظلة “مجلس الأمن الكردستاني"، الذي أسسه البرلمان في سنة 2011. وقال طالباني: "نحن كوكالة "زانياري" نتمتع بعلاقة جيدة مع أكثر من ثلاثين بلدًا، ونتبادل المعلومات مع وكالات الاستخبارات في هذه البلدان، لكننا لا نتعاون مع وكالة "باراستن" التابعة ’ للحزب الديمقراطي الكردستاني‘أو نتشارك المعلومات معها". وعلاوةً على ذلك، قال طالباني في مقابلةٍ مع مجلة "نيوزويك": "في بعض الأوقات، تمتعنا بعلاقة عمل مع بغداد أفضل من علاقتنا مع نظرائنا في إربيل".
كان ذلك واضحًا في سنة 2014، عندما حاصر تنظيم" داعش" المناطق الكردية في كل من سوريا والعراق. فبلغ انعدام الثقة حدًّا اتّهم فيه الطرفان بعضهما بعضًا بالتآمر. وعلى سبيل المثال، لام "الاتحاد الوطني الكردستاني" القوات الموالية "للحزب الديمقراطي الكردستاني" على الانسحاب من مدينة سنجار من دون قتال، وبالتالي تسهيل مجزرة المدنيين اليزيديين. كذلك، عندما هاجم مقاتلو "داعش" منطقة كركوك العراقية في تشرين الأول/أكتوبر 2016، اتهمت وسائل الإعلام التابعة "للاتحاد الوطني الكردستاني" بطريقة غير مباشرة قوات "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بتسهيل دخول مقاتلي "داعش" إلى المدينة.
منذ سنة 1991، برزت عدة محاولات لتوحيد هذه القوات المناصرة في جيشٍ وطني كردي موحّد، لكن لم تنجح هذه المحاولات بما أن بعض الفرق فحسب من "البيشمركة" هي موحّدة.
وحتى الآن، تبقى هذه القوات مسيّسة إلى حد كبير. لكن رغم هذه الانقسامات الأمنية والعسكرية، تخطو منطقة كردستان العراق حاليًا باتجاه الاستقلال. ووضّح الرئيس مسعود البارزاني في عدة مناسبات أن كردستان تتمتع بحق الانفصال عن الدولة العراقية. وإذا حدث ذلك، ستكون الدولة الجديدة حتمًا بحاجة إلى جيشٍ واحد، كالدول الأخرى في العالَم. لكن هل يستطيع أكراد العراق أن يوحّدوا قواتهم العسكرية والأمنية في جيشٍ وطني واحد، إما قبل إعلان الاستقلال وإما بعده بوقتٍ وجيز؟
يعتقد بعض الكتّاب، على غرار بول إيدون، أن الجيش الوطني ليس شرطًا مسبقًا لقيام الدولة الكردية. فيعتبر أن القوات الكردية يمكن أن تتوحد بعد إعلان الدولة؛ ويُشير إلى حالة الدولة الإسرائيلية كمثال على توحيد المجموعات شبه العسكرية بعد الاستقلال. لكنّ هذه العوائق التي تردع اليوم القوات الكردية عن التوحد ستتواجد بالطبع حتى بعد إعلان الدولة الكردية. وذلك لأن القوات العسكرية والأمنية تنقسم بحدّة وبالتساوي تقريبًا بين "الحزب الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني" لدرجة توافر دولتين فعليّتين تقريبًا في الوقت الراهن داخل المنطقة الكردية.
لن يقبل "الاتحاد الوطني الكردستاني" أو يرحّب يومًا بدولة كردية مستقلة إذا حكم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" وحده هذه الدولة – وخاصّةً إذ ا تطلّب ذلك تجريد القوات الموالية "للاتحاد الوطني الكردستاني" بالكامل من نفوذها السياسي كجزءٍ من الجيش الوطني الناشئ حديثًا.
يسيطر "الحزب الديمقراطي الكردستاني" حاليًّا على منطقة كردستان على الصعيديْن السياسي والاقتصادي. لذا سيكون تأثير قادة "الاتحاد الوطني الكردستاني" على القوات الأمنية أخف حدةً إذا قبلوا عملية التجريد من النفوذ السياسي في وقت الاستقلال. إلى ذلك، يعتبر كل من "الحزب الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني" أن عملية التجريد من النفوذ السياسي تهدّد بقاءهما: ففي حال غياب قوتهما العسكرية، لن يكونا قادريْن على الفوز في الانتخابات.
ربما لن تؤدي الخطوات الأخيرة لمعالجة الانشقاقات الداخلية في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" إلا إلى زيادة حدة الخصومة. فمثلًا، وقّع "الاتحاد الوطني الكردستاني" تسويةً مع مجموعته المنشقّة "حركة التغيير" (كوران) في 17 أيار/مايو 2016. وفسّر "الحزب الديمقراطي الكردستاني" هذا الاتفاق في مراحله الأولى على أنه خطة عدائية لكسب النفوذ ضده، ورفَض الترحيب بالممثل المشترَك للحزبين.
حل مفاج
بناءً على التحليل السابق، يمكن تصوّر حل يعاكس التوقعات البديهية. فيجب أن تتألف الدولة الكردية المحتملة من منطقتين من ناحية العلاقات الأمنية والعسكرية: أي إربيل تحت سيطرة "الحزب الديمقراطي الكردستاني" والسليمانية تحت سيطرة "الاتحاد الوطني الكردستاني". وهذا يعني أن العلاقات الأمنية والعسكرية بين منطقتي إربيل والسليمانية ستشبهان تقريبًا العلاقات العسكرية والأمنية الحالية بين حكومة بغداد المركزية وحكومة كردستان الإقليمية. فيسمح الدستور العراقي الدائم الموضوع في سنة 2005 لـ “حكومة إقليم كردستان" بتشكيل قوتها المحلية ويشرّع وجود "البيشمركة" الكردية، لكنّ بغداد لا تتدخل في هذه التشكيلات وعمليات التجنيد. بالإضافة إلى ذلك، إن قوات "حكومة إقليم كردستان" هي القوات الوحيدة المسؤولة التي تحمي كردستان، وتمنع القوات العراقية من العمل داخل نطاق "حكومة إقليم كردستان" – لكنها ما زالت تشكّل دستوريًّا جزءًا من الجيش الوطني العراقي.
لم تنشر الدولة العراقية قواتها في كردستان منذ سقوط نظام صدّام. وقد يشكّل هذا النموذج حلًّا ما إن يتم الإعلان رسميًّا عن الدولة الكردية. فستخضع القوات الموالية "للاتحاد الوطني الكردستاني" لسيطرة قادة "الاتحاد الوطني الكردستاني"، وستكون مسؤولة عن حماية أمن المنطقة الخضراء، لكنها ستنتمي أيضًا إلى الجيش الكردي الأشمل. ويمكن السماح قانونيًّا بهذا الترتيب في الدستور الكردي، تمامًا كما يمنح الدستور العراقي القوات الكردية وضعًا خاصًّا. ويجب أن تعكس العلاقات بين المنطقة الخضراء والمنطقة الصفراء العلاقات بين بغداد وإربيل، إنما بوجود استثناء واحد: فيجب عدم السماح للمنطقة الخضراء التابعة "للاتحاد الوطني الكردستاني" بالانفصال عن حكومة إربيل المركزية، من أجل الحفاظ على وحدة الدولة الحديثة النشوء؛ في حين أن الدستور العراقي الحالي ينظر في إمكانية الاستقلال الكردي.
لا بد من الإقرار أن لهذا السيناريو بعض الجوانب السلبية: وأهمها أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني" قد يستخدمان القوات المنفصلة كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، كما هو الحال اليوم.
على الرغم من ذلك، قد يكون هذا السبيل عمليًّا نظرًا إلى الانقسام التاريخي والعدائية بين القوات الكردية، كما قد يزيد الاستقرار الداخلي في المنطقة. وذلك لأن كلًّا من "الحزب الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني" سيبذل قصارى جهوده لحماية منطقته الخاصة، متخوّفًا من عواقب التعدي عليها.
========================
 
واشنطن بوست: الأطفال أبرز ضحايا الحرب في سوريا
 
http://www.raya.com/news/pages/476fcc3d-d10a-47b2-9ed9-ab84d2f12b9d
 
تناولت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الأزمة السورية المتفاقمة والتدخل الروسي فيها، وقالت إنه ينبغي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانسلاخ عن إيران والتخلي عن النظام السوري، وذلك إذا أراد مساعدة من أمريكا لتسوية في سوريا يحافظ فيها على مصالح بلاده. وقالت في افتتاحيتها: إن علاقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس بوتين تبقى مبهمة بشكل يثير القلق، لكن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي شجبت موسكو بسبب عرقلتها قراراً ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد لاستخدامه غير المشروع للأسلحة الكيميائية. وأضافت الصحيفة أن السفيرة الأمريكية انتقدت موقفي روسيا والصين المتمثل في استخدامهما حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن، غير آبهتين بالمدنيين من الرجال والنساء والأطفال العزل الذين لقوا حتفهم وهم يُحاولون التقاط أنفاسهم بعد أن قصفهم نظام الأسد بالغازات السامة. وأوضحت السيدة هالي أن روسيا والصين أنكرتا الحقائق، وقدّمتا صداقتهما لنظام الأسد على الأمن العالمي.
وخلصت لجنة تحقيق مكلّفة من مجلس الأمن الدولي قبل أشهر إلى أن نظام الأسد ألقى براميل متفجّرة مملوءة بغاز الكلور ثلاث مرات في 2014 و2015 على مناطق كانت واقعة تحت سيطرة المعارضة.
وأشارت السفيرة الأمريكية إلى أن استخدام نظام الأسد الغازات السامة ضد المدنيين يعدّ انتهاكاً صارخاً لاتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيميائية التي انضم إليها النظام السوري في 2013.
وقالت واشنطن بوست: إن النظام السوري استخدم هذه الأسلحة المروعة بشكل كبير في كثير من الأحيان، وأشارت إلى أن منظمة هيومن رايتس ووتش وجدت أنه استخدمها بشكل ممنهج ضد المدنيين في حلب العام الماضي. وأضافت أن موسكو وبكين رفضتا قبول الأدلة وحاولتا تأجيل التصويت على معاقبة أولئك الذين تثبت مسؤوليتهم عن الهجمات.
وأشارت الصحيفة إلى أن السفيرة الأمريكية سبق أن تناولت طعام الغداء مع الرئيس ترامب ونائبه مايك بينس في اليوم السابق لاجتماع مجلس الأمن، وأنها أصرّت في مجلس الأمن على التصويت لتسجيل موقف كل روسيا والصين من هذه المسألة الخطيرة.
========================
الصحافة البريطانية والفرنسية :
 
معهد تشاتام هاوس :هوس الغرب بحرب تنظيم الدولة أطال صراع سوريا
 
http://www.alarab.qa/story/1122806/هوس-الغرب-بحرب-تنظيم-الدولة-أطال-صراع-سوريا#section_75
 
يرى الباحث السوري حايد حايد أن هوس الغرب بمسألة تنظيم الدولة في سوريا أعماه عن قضايا أخرى ما أدى إلى زيادة التوترات بين الأكراد والعرب، وأن افتقار الغرب لاستراتيجية محكمة للوضع هناك زاد من قوة المجموعات المتطرفة.
أضاف حايد الباحث بمعهد تشاتام هاوس في لندن في مقال نشر على موقع شبكة سي أن أن الإخبارية أن الحرب السورية تدخل عامها السابع والسلام لم يتحقق بعد، بعدما تسبب بمقتل ما يقدر بـ400 ألف وشردت الملايين، وسط غياب لأي إشارات على هدوء تلك الحرب.
ويعتقد الكاتب تحقيق أي «نصر» لفصيل معين بسوريا سيكون نسبيّا؛ لأن البلد حتى وإن حدثت فيه تسوية سيظل مقسماً وستواصل المجموعات المتطرفة نموها، وفي هذه الظروف يزداد الاضطراب ويستمر التشرد.
يشير الكاتب إلى أن الخسائر البرية التي تعرض لها تنظيم الدولة تعطي تأكيداً على نجاح الغرب في هزيمة التنظيم، خاصة بعد خسارته لعدة مدن بسوريا ووقوع عاصمته الرقة للحصار.
هذه الخسارة للتنظيم، يتابع الكاتب، سببت توترات إقليمية ومحلية متزايدة.
يضيف الكاتب أن استرايتجية الغرب المبنية على مكافحة تنظيم الدولة دفعت بالولايات المتحدة لزيادة التعاون مع أكراد سوريا، باعتبارهم القوة الواحدة القادرة على التصدي لتنظيم الدولة. هذا الدعم الغربي للأكراد مكنهم من إنشاء منطقة حكم ذاتي داخل سوريا وتوسيع هيمنتهم على مناطق ذات أغلبية عربية.
ويؤكد الكاتب أن تضخم نفوذ الأكراد وانتهاكات مزعومة بحق قرى عربية أحدثت توترات عرقية بين الطائفتين.
نفوذ أكراد سوريا استفز تركيا أيضاً واضطرها للتحالف مع فصائل سورية للتدخل عسكريّا في شمال البلد لمحاربة تنظيم الدولة ووضع حد لقوة الأكراد.
ينتقد الكاتب الولايات المتحدة ويقول: إنها وبدلاً من معالجة تلك التوترات، فإنها بعثت برسائل مشوشة في محاولة لإرضاء كل الحلفاء وحشدهم ضد تنظيم الدولة، مضيفاً أن ما حدث في منبج مثال على هذه السياسة المضطربة، التي دعمت فيها واشنطن هجوم الأكراد على المدينة لكنها تعهدت لتركيا بأنهم سيخرجون منها بعد هزيمة التنظيم.
وتابع الكاتب أن فشل أو عزوف الولايات المتحدة عن الوفاء بتعهدها إزاء خروج الأكراد من منبج أدى إلى نشوب معارك بين تركيا والأكراد، الذين اضطروا تحت ضغط الهجمة التركية لتسليم بعض قرى منبج لجيش النظام السوري، خالقين بذلك منطقة عازلة بين قواتهم وقوات تركيا.
وأشارت الكاتب إلى أن منطقة منبج تحولت إلى بوتقة لكثير من الأعداء القدامى، ففيها الجيش الأميركي والروسي وجيش تركيا وجيش نظام الأسد وفصائل سورية وفصائل كردية، واعتبر الكاتب أن وجود هؤلاء الأعداء في منطقة صغيرة دون استراتيجية واضحة لحل التوترات يحول الموقف لقنبلة موقوتة. وختم الكاتب بالقول: إن قتال الغرب ضد تنظيم الدولة سينجح فقط إذا تبنى الأول استراتيجية شاملة وواضحة تتصدى للظرف التي نما بسببها التنظيم.;
========================
مقال بالإندبندنت: تركيا محقة بالتشكيك بوفاء الغرب لقيمه
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/3/18/مقال-بالإندبندنت-تركيا-محقة-بالتشكيك-بوفاء-الغرب-لقيمه
 
قال الكاتب الأميركي سين أوغرادي إن الحكومة الهولندية أخطأت في منع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو دخول هولندا، وإن الأتراك على حق في شعورهم بالظلم وفي التشكيك بوفاء الأحزاب الغربية الكبيرة للقيم التي تدّعي احترامها.
وأضاف أوغرادي في مقال له بصحيفة إندبندنت البريطانية إن أوغلو يستحق أن يجد أذنا صاغية عندما قال إن الغربيين جميعهم -يسارا ويمينا- لديهم الذهنية نفسها، وهو محق في اتهامه للأوروبيين بجر أوروبا إلى المجهول، وفي قوله إن حروبا مقدسة ستشتعل قريبا في القارة.
وأشار الكاتب إلى أن أوغلو، يجب أن يُعامل -مثل جميع وزراء الخارجية في العالم- بالاحترام الذي يستحقه هو وبلاده، سواء قدم إلى هولندا كمسؤول حكومي أو كسياسي في حزب تركي، وفي نهاية الأمر فإن الأمر يتعلق بجوهر حرية التعبير الذي يحث على الاستماع للناس ومنحهم منبرا، والحق في أن يقولوا ما يريدون قوله.
وتساءل: إذا مُنع أي سياسي هولندي من دخول تركيا للتحدث للناس في إسطنبول، فما الذي نتوقعه من المعلقين الغربيين؟
وأوضح أنه في الوقت الذي بدأ فيه المتطرفون -يسارا ويمينا- والمتمردون والقوميون والانفصاليون والشعبويون يجدون موطئ قدم في المشهد السياسي بالديمقراطيات الغربية، أُجبرت أحزاب الوسط الكبيرة في الغرب على تبني أشكال مخففة من أفكار المتطرفين، وخاصة التشكيك في الاتحاد الأوروبي، والدعوة للانعزال، والسياسات المعادية للمهاجرين.
وقال أوغرادي إن ما نشهده حاليا هو صراع حضارات حقيقي: رفض غربي لمساواة المسلمين والدول الإسلامية بهم وبدولهم، وإن حظر الرئيس الأميركي دخول جزء من المسلمين إلى أميركا هو أوضح الأمثلة على ذلك، لكن هذا الصراع موجود كخيط خفي ينتظم كل شيء من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى النازية الجديدة في النمسا.
وقال إن ما يفعله الغرب حاليا تجاه المسلمين هو بالضبط ما كان يريده الراحل أسامة بن لادن من تنفيذ هجمات 11 سبتمبر 2001، وما يسعى إليه تنظيم الدولة حاليا، وإن الأتراك -الأقرب إلى ساحات العنف بالشرق الأوسط- يفهمون ما يجري أفضل من الجميع، وإنهم محقون في التساؤل عما تفعله الدول الغربية.
 
========================
الإندبندنت: بعد 6 سنوات من الحرب.. كيف ينظر المعارضون السوريون للثورة في بلادهم؟
 
http://www.huffpostarabi.com/2017/03/18/story_n_15452670.html
 
نحو نصف مليون قتيل، وأكثر من 10.9 مليون شخص أُجبِروا على الفرار من منازلهم، وانتهى المطاف بالكثيرين منهم في أيدي المُهرِّبين، أو في قبورٍ في قاع البحر المتوسط.
مدنٌ حاصرتها قوات النظام السوري وحلفاؤه وجوَّعتها حتى الاستسلام، وعشرات الآلاف اختفوا في سجون النظام، والنمو الهائل للتطرف الذي عكف على ابتلاع ما تبقى من الحياة والبهجة في سوريا، بحسب تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
وجيلٌ بأكمله من الأطفال أصبحوا لا يجفلون عند حدوث الانفجارات أو سقوط قذائف المدفعية في الأفق.
هكذا هو حال الثورة السورية بعد 6 سنواتٍ من آمال الربيع العربي.
ما كان بإمكان أيٍّ ممن خرجوا إلى شوارع دمشق وحلب في "يوم الغضب"، 15 مارس/آذار 2011، مُطالبين بإطلاق سراح 15 من مُراهقي درعا الذين اعتُقِلوا لطلائهم الجدران برسومٍ جدارية مناهضة لنظام الأسد، أن يتوقَّع حجم الحرب المُقبِلة.
ردَّد المتظاهرون شعار "إجاك الدور يا دكتور (بشار الأسد)"، مُستمدِّين شجاعتهم من سقوط حسني مبارك في مصر، وزين العابدين بن علي في تونس.
لم تردعهم الاعتقالات والضرب. وبعد 3 أيام من الاحتجاجات الاستثنائية النادرة ضد السلطة، لم تعُد الحكومة تحتمل المزيد. وفي 18 مارس/آذار، قُتِل 4 مُحتجّين في درعا، تقول معظم التقارير إنَّهم كانوا سلميين، بالرصاص بواسطة قوات الأمن التي فتحت النار على حشدٍ من الناس.
وفَّرت حالات القتل هذه الحافزَ لاندلاع الثورة، التي تحوَّلت إلى صراعٍ يختلف عن أي حربٍ حديثة أخرى.
ولا تزال تداعياتها الكاملة غير مفهومة إلى الآن.
وفي الذكرى السادسة للثورة، تُظهِر سوريا الآن إشاراتٍ خطيرة على الانحدار إلى حالةٍ مُترسِّخةٍ من الحرب، مثل تلك التي تعاني منها العراق وأفغانستان، حربٌ خاضعة لأهواء أمراء الحرب المحليين والقوى الوكيلة.
وفي الدوائر الدبلوماسية، لم تعد النداءات الحادة برحيل الأسد صاخبةً للغاية بعد الآن.
ورغم إقامة الجولة تلو الجولة من محادثات السلام الفاشلة، تُصر الأمم المتحدة على أنَّه لا بد من التوافق على تسويةٍ دبلوماسيةٍ للأزمة، حتى بعدما وضع التدخُّل الروسي والإيراني في أرض المعركة الانتصار العسكري في متناول نظام الأسد.
ويعني سقوط حلب نهاية العام الماضي، 2016، وانتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنَّ عام 2017 سيكون بمثابة نقطة تحوُّل بالنسبة للمعارضة السورية.
ويتحرَّك معظم اللاعبين الغربيين في الحرب السورية الآن على أساس الإدراك بأنَّ أفضل نتيجة يمكن أن يأمل بها مقاتلو المعارضة هي انتخاباتٌ حرة يوافق فيها الحاكم المُحاصَر بشار الأسد على التنحّي.
وقال تيم إيتون، الباحث الزميل في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمعهد تشاتام هاوس: "من غير الواضح إلى أي مدى سيكون الغرب على استعداد لمواصلة تقديم الدعم العسكري للمعارضة، لا سيَّما مع تركيز ترامب الشديد على هزيمة داعش".
وأضاف: "بدون زيادة كبيرة في الدعم، وهو الأمر غير المتوقع حدوثه، ستكون المعارضة في وضعٍ لا يمكنها الانتصار فيه".
وأردف: "ومع ذلك، لا يعني هذا أنَّهم لن يواصلوا القتال، ولا أنَّه لن يكون هناك ما يُقاتِلون من أجله. لكن بعد مرور 6 سنوات، قد تُضطر المعارضة إلى التخلي عن بعض مطالبها".
وكان معظم أولئك المُنخرِطين في حركة الاحتجاج السلمي الأصلية أو المقاومة المسلحة لنظام الأسد ممن تحدَّثت معهم صحيفة "الإندبندنت"، سواءٌ ما زالوا داخل سوريا أو خارجها، مُتردِّدين في البداية لمشاركة أفكارهم حول مستقبل البلاد.
وقال بعضهم إنَّهم ليس بإمكانهم الآن استخدام الكلمات للتعبير عمَّا تعنيه الثورة لهم.
وقال أحد النشطاء المقمين في إسطنبول، الذي طلب عدم الكشف عن هُويته: "يدور برأسي الكثير، ولا أستطيع البوح سوى بالقليل. كنتُ مؤيداً للحرية عام 2011، وأنا مؤيدٌ لها الآن. ولكن كم يجب أن يموت من السوريين أكثر من ذلك؟ كيف لي أن أُقدِّر أمراً كهذا؟ هذا مستحيل".
ويثقل الشعور بالذنب كاهل أولئك الذين كانوا محظوظين كفايةً ليفرّوا من الصراع.
ومنهم عامر دوكو، الذي نجح في الفرار من سوريا إلى الأردن عام 2013، بعد إطلاق سراحه من أحد سجون النظام سيئة السمعة الخاصة بالمعارضين.
ويرغب عامر، الذي يقيم الآن مع عائلته الشابة في العاصمة واشنطن، بالأساس في العودة إلى سوريا بعدما أنهى درجة الماجستير الخاصة به في جامعة جورج تاون، لكنَّ آماله بالعودة إلى الوطن انتهت حينما أدرك أنَّ الحرب لا تزال بعيدة عن نهايتها.
ولا يشعر عامر، كما يقول، سوى بالمرارة حيال الدور الذي لعبه دون قصدٍ منه في تفكيك سوريا.
وقال: "كانت الانتفاضة السلمية تستحق ذلك، لا الثورة المُسلَّحة. لقد أدَّت عسكرة ثورتنا إلى تدميرها لنفسها، وإلى أسوأ كارثة إنسانية في عصرنا. لا شيء يستحق ذلك الثمن".
ويرى آخرون، لا سيَّما أولئك الذين لا يزالون داخل سوريا، أنَّه لا بديل عن المقاومة الآن.
فقال عبد الكافي الحمدو، مُدرِّس اللغة الإنكليزية الذي تحوَّل إلى ناشطٍ إعلامي، وعاش خلال حصار حلب الشرقية مع زوجته وطفلته الصغيرة: "كُنَّا نعلم أنَّ طريق الحرية لن يكون مُزيَّناً بالورود".
وفي ظل عدم وجود كهرباء لإعداد الطعام، أو وجود طعام للأطفال في الأسواق، اضطر عبد الكافي في كثيرٍ من الأحيان إلى هرس الأرز المبتل على ضوء المصباح حتى يمنح طفلته شيئاً لتأكله في ظل توغُّل الطائرات الحربية في سماء المنطقة وأصواتها الهادرة.
ولا تزال زوجته، التي تعيش الآن في إدلب المجاورة التي تسيطر عليها المعارضة، تخشى النوم في المساء، خوفاً من قصف القوات السورية وحليفتها الروسية. ومع ذلك، يقول عبد الكافي إنَّه في حال كان بإمكانه أن يعود بالزمن، وأن يُخبِر نفسه بشأن الأهوال القادمة، إنَّه كان لا يزال سيقاتل من "أجل الحرية من الديكتاتور".
وأضاف: "إذا كان هناك شيء أندم عليه، فهو أنَّي لم أقم بما يكفي. كان علينا أن نخبر العالم بمعاناتنا قبل 2011. كان علينا أن نخوض معركتنا في وقتٍ أسبق".
وأردف: "بإمكاني اليوم أن أكون فخوراً بمعرفة أنَّي لم أخن مبادئي، وأصدقائي، وجميع السوريين المُضطهدين. بإمكاننا فقط المضي قُدُماً".
وفي حين أنَّ رغبة عبد الكافي في مستقبلٍ سلمي أقوى من أي وقتٍ مضي، فإنَّه من المستبعد أن تكون هناك نهاية سهلة لسفك الدماء في جبهات سوريا العديدة.
ولم يؤدِ الاقتتال المتزايد بين مجموعات المعارضة سوى إلى تقوية العناصر الجهادية المعارضة للنظام، ومن المستبعد أكثر من أي وقتٍ مضى أن يقدم النظام تنازلاتٍ لمعارضةٍ ضعيفة كتلك.
وقالت نورا اليافي، السيدة الدمشقية التي عملت مع النساء اللاجئات في بيروت منذ 2013: "أفتقدُ الماضي. جميعنا نفتقده".
وأضافت: "لن يُحقِّق أحدهم الآن ما يرى أنَّه انتصارٌ على الإطلاق. فقد خسرنا جميعاً بلدنا إلى الأبد، مهما كان الجانب الذي تنتمي إليه".
========================
صحيفة فرنسية: ما الذي تريده "إسرائيل" في سوريا؟
 
http://arabi21.com/story/992168/صحيفة-فرنسية-ما-الذي-تريده-إسرائيل-في-سوريا#tag_49219
 
نشرت صحيفة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية تقريرا حول إقرار "إسرائيل" الأخير المتعلق بتوجيه ضربات عسكرية داخل التراب السوري، وتحديدا في إقليم تدمر، مشيرة إلى أن النظام السوري "زعم" أنه رد على ذلك عبر إطلاق صواريخ باتجاه "إسرائيل".
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن خبراء عسكريين إسرائيليين أرادوا من هذه الغارة استهداف قوافل ومستودعات الأسلحة التي ترسلها إيران لحزب الله اللبناني، الذي يعدّ الحليف الأول للنظام السوري، خاصة بعدما أضحى هذا الحزب متواجدا على الحدود السورية الإسرائيلية.
وأضافت أن "إسرائيل تؤمن بأن توجيه ضربة لحزب الله في سوريا سيضعف نظام بشار الأسد، وسيخدم مصلحة قوات المعارضة المسلحة، ما يشير إلى أن الحرب السورية ستشهد حقبة جديدة من عدم الاستقرار، خاصة أن إسرائيل تطارد أيضا تنظيم الدولة، وتعتبره عدوا يجب أن يبقى بعيدا عن حدودها.
وفي المقابل، يعزز توجيه ضربة لحزب الله من موقف بشار الأسد الذي سيتهم الإسرائيليين بدعم تنظيم الدولة".
وأفادت الصحيفة بأن النظام السوري لا يمتلك الإمكانات الكافية للرد أو إيقاف ضربات "إسرائيل"، لافتة إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية وجهت سابقا ضرباتها داخل التراب السوري عن طريق اختراقها للأجواء اللبنانية، لكن الوضعية اختلفت خلال الغارة الأخيرة، حيث اخترقت الطائرات الأجواء السورية، وتغلغلت داخلها، ثم عادت أدراجها، في الوقت الذي ما زالت فيه المدفعية السورية المضادة للطائرات تتهيأ للرد.
وأضافت أن "دمشق زعمت أنها أصابت إحدى الطائرات الإسرائيلية، على الرغم من أنه ليس هناك ما يثبت صحة أقوالها".
ورأت أن "نجاح الغارة الإسرائيلية أزاح الستار عن ضعف نظام الدفاع السوري، الذي لم تتأقلم أجهزة مراقبته مع أنظمة التشويش الإسرائيلية المتطورة. وعلى الرغم من تركيز أنظمة رادار روسيا في سوريا، إلا أن ذلك يثير الشكوك حول إمكانية غض الروس الطرف عن العملية الإسرائيلية".
وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو ركزت قواعد عسكرية عشية تدخلها في الصراع السوري سنة 2015. وبعد ذلك، دعمت هذه القواعد بصواريخ متطورة جدا ومضادة للصواريخ، على غرار صاروخ "آس-300"؛ وذلك بهدف الرد على غارات الطائرات المعادية.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن زيارة نتنياهو الأخيرة لموسكو، يوم 9 آذار/ مارس الماضي، جاءت بهدف تذكير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن "النجاحات العسكرية ضد تنظيم الدولة يجب ألّا تساهم في تقوية كل من إيران وحزب الله، وقد كانت الغارة الأخيرة بمثابة رد من إسرائيل، إما على رفض موسكو التعاون مع السلطات الإسرائيلية، أو هي بالأحرى نتيجة لاتفاق ضمني بين الطرفين من شأنه أن يسمح لإسرائيل بشن هجمات في سوريا".
========================
الصحافة التركية :
 
صحيفة آيدنليك”التركية تتحدث عن لقاء مرتقب بين الاسد واردوغان
 
http://www.elghad.co/arabic/news-680952
 
خرجت الاجتماعات التي شهدتها مدينتا إسطنبول وأنقرة بين وفود روسية وممثلين عن الحكومة التركية في الأسبوع الأول من شهر مارس/ آذار الجاري، بقرار بعقد اجتماعات مشتركة بين تركيا وروسيا و”سوريا”.
وبحسب الخبر الوارد في جريدة “آيدنليك”، فإن المباحثات المنعقدة من أجل تحقيق سلام مستمر في سوريا تشهد تقدما ملحوظا،
مشيرا إلى عقد اجتماع مهم للغاية في الثالث من شهر مارس/ آذار الجاري، بين مسؤولين روس ومسئولين بجهاز الاستخبارات التركي.
وأوضحت الجريدة أن اجتماعا عقد في إسطنبول تناول التعاون المشترك بين البلدين في الملف السوري، وكذلك اتخاذ تصريح بعقد اجتماع مشترك بين المسؤولين الأتراك والسوريين، بحضور مبعوثين من روسيا.
وفي اليوم التالي .. توجه المسؤولون الروس إلى العاصمة أنقرة، حيث عقدوا اجتماعا مع المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إبراهيم كالين، وكبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضحت الصحفية أن اللقاء تناول التعاون الكبير المشترك بين روسيا وتركيا في الملف السوري، وكذلك سبل تحقيق سلام مستمر في سوريا.
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قد علق على آخر التطورات في مدينة “منبج” السورية خلال مؤتمر جماهيري له في 5 مارس/ آذار الجاري ضمن حملته الدعائية للتصويت على الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية، مقدما العديد من الإشارات على وجود تقارب مع الدولة السوري.
وعلق بن علي يلديرم على الأخبار المتداولة بقوله: “إن الجيش السوري دخل “منبج”. وعناصر وحدات حماية الشعب الكردية تنسحب.. هذا من جهتنا لا يمثل خبرا سلبيا بالنسبة لنا. إن هدفنا هناك، القضاء على وجود تنظيم الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب. وسترجع الأراضي السورية للسوريين مرة أخرى بعد تحقيق ذلك”.
ويرى الخبراء والساسة أن هذه التصريحات نتيجة للقاءات واجتماعات 3-4 من الشهر الجاري.
وقد انعكست القرارات الإيجابية في هذا الصدد جليا على الإعلام الموالي لحكومة حزب العدالة والتنمية؛ إذ أكد إبراهيم كاراجول رئيس تحرير جريدة “يني شفق” المقربة من أردوغان، في مقاله المنشور بتاريخ 9 مارس/ آذار الجاري: “من الممكن أن نلتقي نظام الأسد إذا لزم الأمر”.
وأضاف: “لا يجب أن تسيطر الولايات المتحدة الأمريكية وأي دولة أجنبية أخرى، أو تنظيم حزب العمال الكردستاني أو تنظيم آخر على هذه المنطقة. يجب الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية. وإذا لزم يمكن لحكومة الأسد السيطرة عليها.. بالنسبة لحكومة تركيا، فإن سيطرة الحكومة السورية على هذه المنطقة أولى وأحسن من سيطرة تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كا كا)”.
لم يقتصر انعكاس النتائج الإيجابية للاجتماعات على وسائل الإعلام فقط، وإنما ظهرت أيضا من خلال أول رسالة تعزية وتنديد من قبل أنقرة لحادث إرهابي في دمشق، للمرة الأولى بعد 6 أعوام؛ عندما أعلنت إدانتها لتفجيرين إرهابيين وقعا في دمشق وأسفرا عن وفاة 41 شخصا وإصابة 100 آخرين، في 11 مارس/ آذار الجاري
========================
صحيفة ملليت :الرقة ومنبج.. ما بين التكتيك والاستراتيجية
 
http://www.turkpress.co/node/32173
 
نهاد علي أوزجان- صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
تركيز تركيا حاليًّا منصب بشكل تام على الاستفتاء، بينما تتواصل المناقشات والتعليقات. لكن من جهة أخرى نشهد تطورات هامة على صعيد "مشاكلنا الرئيسية". وحزب العمال الكردستاني هو واحد من "مشاكلنا الرئيسية"، التي أشرنا إليها.
غيرت المستجدات الإقليمية من طابع مشكلة حزب العمال الكردستاني. فالمنظمة سعت على مدى سنوات طويلة وراء السيطرة على منطقة تتكون من قرى وبلدات، ويعيش فيها المدنيون فعلًا. لكنها لم تستطع تحقيق هدفها الاستراتيجي هذا في تركيا.
غير أنها تمكنت من تحقيق "الحلم الاستراتيجي"، الذي تحدثنا عنه، في سوريا اليوم، في ظل الظروف المتغيرة، والفرص الجديدة التي سنحت. فالحزب يسيطر فعلًا على الأراضي الممتدة شرقي الفرات في سوريا على الحدود مع تركيا. ويُخضع السكان والموارد المادية لرقابته. وهو ينظمهم ويضع القواعد لهم في إطار الضرورة العسكرية. ويحسب الحسابات، في خطواته القادمة، من أجل تحويل ذلك إلى مكتسب سياسي.
يحمل الوضع الجديد هذا بالنسبة لحزب العمال الكردستاني سلسلة من المزايا، إلا أنه يعني في الوقت ذاته مشاكل ومسؤوليات جديدة. ويتعلق تحول المزايا إلى منافع، بالكيان التنظيمي الجديد للحزب، ووضعه المعايير، وتقويته علاقاته، ومراجعته استراتيجياته الحالية. ومن جهة أخرى، بينما يستغل حزب العمال الكردستاني مزايا كونه تنظيمًا "متنقلًا" في البلدان الأخرى، يتوجب عليه الآن مجابهة مصاعب وضعه "الثابت" في سوريا الآن. وبطبيعة الحال، يتعلق الأمر قبل كل شيء بقراءة الحزب الصحيحة للمشهد، وإدراكه للفرص المتاحة، ووضعها في المكان الصحيح.
القضية الأهم بالنسبة لتركيا هو تغير طابع المشكلة، لكن عليها التلاؤم مع الوضع الجديد من خلال معرفتها أن الجسم الرئيسي ما يزال في مكانه. وبعبارة أخرى، يتوجب على تركيا أن تراجع بسرعة أهدافها السياسية، والاستراتيجيات التي ستوصلها إليها، وتكتيكات مكونات استراتيجيتها. غير أن التدخل في المنطقة، التي غدا وضعها معلقًا بسبب الحرب الداخلية، لن يكون متاحًا عندما يتغير الوضع. ولهذا ينبغي على تركيا ألا تضيع الوقت هباءً.
على الرغم من أن أهم عنصر أدى إلى تغير طابع حزب العمال الكردستاني الإرهابي هو طبيعة وجوده في الأراضي السورية، إلا أن الإمكانيات التي يوفرها له هذا الوجود ستبرز في كافة مجالات نشاط الحزب وفي الاستراتيجيات والتكتيكات التي يتبعها. وعلى سبيل المثال، بينما سيكون انعكاس ذلك سياسيًّا في أوروبا، سوف يتخذ منحىً أمنيًّا في تركيا على وجه الخصوص.
من المؤكد أن المستجدات الحاصلة في سوريا في هذا الإطار هامة بالنسبة لمستقبل تركيا. لكن المشكلة الأساسية هي عدم التمييز بين ما هو تكتيكي، وما هو استراتيجي. لا يشي ورود قضية ما في الإعلام على نطاق واسع بأهميتها/ بعدم أهميتها عسكريًّا وسياسيًّا. وما يرد على نطاق واسع في الإعلام حول الرقة ومنبج هو التطورات على المستوى التكتيكي. أما الناحية الاستراتيجية فهي وجود حزب العمال الكردستاني في شرق الفرات، على طول الحدود التركية.
وبينما تناقش وسائل الإعلام مسألة الرقة ومنبج، يواصل حزب العمال الكردستاني بناء قدراته الاستراتيجية على طول الحدود في سوريا. فهو ينشئ الشبكات اللوجستية ويبني المستودعات، ويستكمل تدريب مسلحيه، ويتصرف كأنه سلطة مشروعة. كما أنه ينشئ "الأمن" ويقيم نظامًا اقتصاديًّا.
يستمتع الحزب بعد التعرض للإزعاج على طول الحدود السورية، ويعمل على إتمام تحضيراته. وعند استكمالها ومؤاتاة الظروف، سيسلك الطريق إلى تركيا من أجل عرض قدراته وقوته العسكرية الجديدة.
========================
الصحافة العبرية :
 
"هآرتس": الأسد يحاول تغيير قواعد اللعبة
 
http://syrianmasah.net/arabic/articaldetails68168.html
 
"بشار الأسد يحاول تغيير قواعد اللعبة"، بهذا العنوان بدأت صحيفة "هآرتس" العبرية تقريرًا لها اليوم، لافتة إلى أن السلاح المضاد للطائرات المنطلق من أراضي سوريا ضد سلاح تل أبيب الجوي ليس إلا رسالة لإسرائيل، بأن سياسة ضبط النفس إزاء هجمات تل أبيب الجوية لن تستمر كما هي، موضحة أن أصداء الانفجارات سمع دويها في منطقة القدس، وإسرائيل اعترفت لأول مرة منذ سنوات بالهجوم على دمشق.
وقالت "الصحيفة": "الحادث الخطير الذي جرى فجر اليوم الجمعة، بين تل أبيب ودمشق يُعد على ما يبدو محاولة من نظام بشار الأسد لتغيير قواعد اللعبة غير الرسمية، هذه القواعد التي سار عليها السوريون والإسرائيليون طوال السنوات الخمس الأخيرة.. هذا يعتبر تطورًا خطيرًا"، مضيفة أن علاقات القوى العسكرية بين البلدين واضحة، وهناك شك أن تكون دمشق معنية بجر تل أبيب للحرب، هذه الحرب لو حدثت ستأتي على كل الإنجازات التي حققها نظام بشار الأسد في الشهور الأخيرة".
اعتراف إسرائيل
واستكملت: "وفقًا لما هو معلوم حتى الآن، هاجمت طائرات سلاج الجو الإسرائيلي أهدافًا في سوريا، وهذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها تل أبيب بشكل رسمي بقيامها بهذا الهجوم منذ بدء الحرب الأهلية هناك، وفي المقابل أطلق السوريون صواريخهم في سموات إسرائيل، وعلى ما يبدو كانت القذائف من نوع (إس أي 5)، وهي صواريخ مضادة للطائرات، قديمة نسبيا وروسية الصنع، الطائرات لن تصاب بأذى لكن أحد المقذوفات أو شظية منه تم اعتراضها بمنطقة غور الأردن، شمال القدس".
وقالت "هآرتس": "في المقابل قام الجيش الإسرائيلي بالاعتراض عبر منظومة الدفاع الجوي، وأرسل صاروخ (حيتس) أسقط نظيره السوري جوا، وذلك خلال اتجاه الأخير جنوبًا"، مضيفة أن منذ اندلاع الحرب في مثل هذا الشهر عام 2012، وهناك تقارير تحدثت عن هجمات جوية إسرائيلية ضد قوافل نقل سلاح من سوريا لحزب الله في لبنان، إسرائيل أكدت أنها تعمل على إحباط شحنات السلاح عندما يدور الحديث عن منظومات تصفها بـ(مخلة بالتوازن)، قاصدة بذلك على ما يبدو الصواريخ المضادة للطائرات، وعلى الرغم من ذلك فإنه حتى ساعات الصباح امتنعت تل أبيب عن التطرق بشكل مباشر للتقارير عن عملياتها في سوريا".
إضافة روسية
وأضافت: "سوريا حافظت على سياسة ضبط النفس بشكل عام إزاء الهجمات ضد أراضيها، وإرسال طائرات سلاح الجو الروسي لدمشق منذ خريف 2015، أدخل وأضاف عنصرا جديدا في المشهد المعقد، إسرائيل وروسيا سارعتا في وضع آلية تنسيقية فيما بينهما بهدف تقليل أخطاء المواجهات غير المرجوة بينهما في أجواء سوريا، كما نشر الروس رادارت في شمال البلاد، يصل مدى رؤيتها إلى شمال صحراء النقب جنوب إسرائيل".
وقالت "الصحيفة": "منذ سبتمبر الماضي تطلق سوريا صواريخ مضادة للطائرات ضد سلاح الجو الإسرائيلي أثناء قيام الأخير بهجماته، والأمر المختلف في الحادث الأخير هو الرد؛ حيث تمكن صاروخ سوري مضاد للطائرات من اختراق المجال الجوي الإسرائيلي وبسقوطه كان يمكن أن يعرض حياة المواطنين الإسرائيليين للخطر، والقرار باعتراضه عبر صاروخ (حيتس)، كان صائبًا، لهذا السبب خرجت تل أبيب بإعلان هجمتها على دمشق".
الأسد يثق بنفسه
وتابعت: "يمكننا الافتراض أن إطلاق الصواريخ السورية المضادة للطائرات جاء كرسالة لإسرائيل، بأن سياسة ضبط النفس التي كان يتبعها الأسد إزاء هجمات تل أبيب الجوية عى بلاده لن تستمر كما هي، في وقت زادت فيه نجاحاته الأخيرة في استعادة حلب من ثقته في نفسه"، مضيفة: "إسرائيل ملزمة باتخاذ قرار حول مدى وجود حاجة تبرر استمرار إحباط عمليات تهريب السلاح المتطور لحزب الله ما يشكل تهديدًا محتملًا بإسقاط طائرة حربية إسرائيلية".
واختمت "هآرتس" قولها: "هناك سؤال يثير الاهتمام ويتعلق بإطلاق سوريا لصواريخها وهل جاء الأمر بمساعدة رادارات موسكو، صديقة تل أبيب الكبري والجديدة؟، الأمر الذي يأتي بعد أسبوع من عودة رئيس حكومتنا نتنياهو من روسيا وزيارته الناجحة للرئيس بوتين، حيث يمكننا القول: إن منظومة الاستخبارات الإسرائيلية ستطرح سؤالًا حول ما إذا كان القرار السوري بالرد على تل أبيب تم بالتنسيق مع شركاء الأسد؛ أي روسيا وإيران وحزب الله أم لا؟".
========================
هآرتس : نشر رادارات روسية شمال سورية غيرت أسلوب الرد الإسرائيلي
 
http://www.jbcnews.net/article/262281-هآرتس-نشر-رادارات-روسية-شمال-سورية-غيرت-أسلوب-الرد-الإسرائيلي
 
جي بي سي نيوز - : ذكرت جريدة هآرتس أن حادثة الصواريخ التي وقعت بين إسرائيل وسوريا فجر اليوم تشير إلى أن الأسد يسعى لتغيير قواعد اللعب غير الرسمية في سوريا، والتي عمل الطرفان وفقا لها طيلة السنوات الخمسة الماضية. ولا شك أن هذا الاتجاه هو بمثابة تطور خطير، رغم أن دلائله كانت بادية في الأشهر القليلة الماضية، بيد أنها لن تقود على ما يبدو إلى مواجهة واسعة بين الطرفين. إن عدم تناسب القوة بين إسرائيل وسوريا واضحة تماما، مما يجعلنا نشك في أن ترغب سورية في جر إسرائيل إلى حرب، ستضيع جميع الإنجازات التي حققها النظام السوري في الأشهر الماضية هباء.
ووفقا للصحيفة الإسرائيلية الي رصدتها جي بي سي نيوز  : فقد  هاجمت الطائرات الإسرائيلية مواقع سورية في لبنان، وردا على الهجوم أطلق السوريون صواريخ مضادة للدبابات من طراز إس.إس – 5، وهي صواريخ روسية اعتراضية قديمة نسبيا. ولم تصب الطائرات بأذى، بيد أن المقاومات الإسرائيلية اعترضت أحد الصواريخ في منطقة غور الأردن شمالي القدس، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي صاروخ حيتس على الصاروخ السوري.
لقد نشر الروس منظومة أجهزة رادار شمالي سورية، والتي تغطي جميع القواعد الجوية الإسرائيلية حتى شمالي النقب، ومنذ ذلك الحين غيرت إسرائيل نمط عملها في سورية، والذي كان يهاجم القوافل العسكرية السورية بحجة نقلها أسلحة إلى حزب الله في لبنان، لقد واصلت إسرائيل هجومها ضد القوافل، لكن عمليات الهجوم تتم من بعيد، أي أن الطائرات كانت تطلق الصواريخ، بيد أنها تظل محلقة فوق إسرائيل، أو فوق البحر المتوسط غربي السواحل اللبنانية. ولم يقتصر التغيير الإسرائيلي على عمل سلاح الجو فقط، بل أيضا على العمليات التي كانت تقوم بها السفن الحربية الإسرائيلية.
( المصدر : جي بي سي نيوز ) .
========================
معاريف: إسرائيل ستواصل مهاجمة سوريا
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/3/19/معاريف-إسرائيل-ستواصل-مهاجمة-سوريا
 
استمرت ردود الفعل الإسرائيلية على الهجوم الذي شنه سلاح الجو على قوافل أسلحة في سوريا قبل يومين، والتطورات الميدانية التي أعقبته.
فقد نقلت صحيفة معاريف عن الجنرال يوآف غالانت وزير البناء والإسكان وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، أن إسرائيل لن تغير سياستها القاضية بمنع وصول سلاح كاسر للتوازن إلى حزب الله.
وزعم أن السوريين كانوا يعلمون جيدا أنهم لن يتمكنوا من الإضرار بالطائرات الإسرائيلية التي أغارت على قوافل الأسلحة المتجهة إلى لبنان، كما أن روسيا المسيطرة على الأوضاع في سوريا تعلم جيدا المصالح الإسرائيلية.
وهدد غالانت حزب الله بأنه إذا قام بمهاجمة إسرائيل، فإن الأخيرة ستعيد لبنان مئة عام إلى الوراء.
بينما نقل ألموغ بن زيخري مراسل صحيفة هآرتس عن إيهود باراك رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الدفاع الأسبق أنه كان بإمكان إسرائيل تنفيذ هجومها الأخير على سوريا من دون اللجوء لمنظومة صواريخ حيتس الاعتراضية، لأنها لأول مرة تلجأ لاستخدام هذه المنظومة المتطورة، وقد اضطر استخدامها إسرائيل للاعتراف بتنفيذ هجومها داخل سوريا بعكس المرات السابقة.
تنسيق عسكري
ودعا باراك لتوثيق المزيد من العلاقات الأمنية والتنسيق العسكري بين تل أبيب وموسكو بشأن التطورات في دمشق، لأن الرئيس فلاديمير بوتين هو الرجل الأكثر توددا لإسرائيل، مقارنة بجميع من سبقه في الكرملين.
لكن الجنرال عومر بارليف، عضو الكنيست من حزب المعسكر الصهيوني اعتبر أن هجوم إسرائيل على سوريا انتهك سياسة التعتيم الإعلامي التي اتبعتها، وهي خطوة قد لا تكون ذكية على الصعيد الاستراتيجي.
روني دانيئيل محلل الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية الثانية، قال إنها ليست أول مرة يهاجم سلاح الجو الإسرائيلي قوافل أسلحة منطلقة من إيران إلى سوريا وصولا إلى حزب الله في لبنان، لكن الهجوم الأخير جاء مختلفا، فقد كسرت فيه إسرائيل سياسة الغموض، وهو ما كان يخدم الرئيس السوري بشار الأسد الذي لم يكن يجد نفسه مضطرا للرد على إسرائيل، وهكذا استمر الوضع عدة سنوات.
وأضاف أنه رغم ذلك فإن هذا الهجوم الإسرائيلي يأتي تطبيقا لسياسة إسرائيل المعلنة بعدم وصول أسلحة متطورة لحزب الله، ولا سيما صواريخ أرض-أرض، وصواريخ ضد الطائرات، وصواريخ بحرية.
وطرح دانيئيل، وهو وثيق الصلة بالقيادة العسكرية الإسرائيلية، سيناريو عن المرة القادمة في حال وصول معلومات أمنية لإسرائيل مفادها أن هناك شحنة أسلحة جديدة متجهة للبنان وقامت سوريا بالرد مجددا على الطائرات الإسرائيلية، موضحا "سنكون حينها أمام تسخين حقيقي للوضع الأمني، رغم أن الأسد والروس وجميع الأطراف الفاعلة في سوريا ليسوا معنيين حاليا بمواجهة مع إسرائيل".
========================
 
مترجم: حرب تل أبيـب الكبرى القادمة
 
https://www.alnasr.co/arabic/1455/مترجم-حرب-تل-أبيـب-الكبرى-القادمة
 
توقع المحلل الإسرائيلي «يوسف الفير» أن الحرب الكبرى الْمُقْبِلَةُ التي ستدخلها إسرائيل ستكون ضد بعض القوى الإيرانية والسورية وحزب الله على طول حدودها الشمالية مع سوريا ولبنان.
ولم يستبعد المحلل الإسرائيلي المتخصص في القضايا الإسرائيلية الاستراتيجية في مقال نشره موقع «forward»، لم يستبعد أن تنخرط إسرائيل في حرب أخرى مع حركة حماس في غزة (خصم إسرائيل في حرب غزة التي خلفت خسائر فادحة في سَنَة 2014، والتي أدت إلى مصـرع ما يقرب من 1200 فلسطيني و 73 إسرائيليًا).
لكن الكاتب عاد ليشير إلى أن الحرب المقبلة في شمال إسرائيل، التي تضم ما يقدر بـ 1.2 مليون نسمة، قد تكون أقرب إلى حرب شاملة لم تشهدها الدولة العبرية منذ سَنَة 1973.
وعزا الكاتب الأسباب التي قد تؤدي إلى اندلاع مثل هذه الحرب إلى الحرب الأهلية الْحَالِيَّةُ في سوريا، والمواجهة المستمرة بين إيران وإسرائيل والصراع العربي الإسرائيلي وإن كان بدرجة أقل من الحرب السورية.
نتائج الحرب
وَنَبِهَةُ الكاتب من أن نتيجة هذه الحرب لن تؤدي فقط إلى تدمير كبير داخل إسرائيل، ولكن أيضًا إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية المزدهرة بين إسرائيل وجيرانها من الدول السنية، وهي مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة – الذين يتشاركون مع إسرائيل مخاوفها بشأن طموحات إيران الأقليمية العدوانية، بالرغم من تحفظاتهم حول القضية الفلسطينية. وبهذا المعنى، فإن المواجهة في شمال إسرائيل ستعكس بصورة حاسمة التغيرات الحالية البعيدة المدى في التوازن الاستراتيجي للسلطة في الشرق الأوسط.
تابع الكاتب بقوله «تشهد الحرب الأهلية في سوريا مراحلها النهائية، على الأقل في الجزء الغربي أو غير الصحراوي من سوريا وفي الجنوب على طول الحدود السورية مع مرتفعات الجولان الإسرائيلية والأردن. وقد رجح التدخل الإيراني والروسي كفة نظام الأسد في دمشق. وبمساعدة بشار الاسد على الأنتصار على الأرض، حشدت طهران ائتلافًا حربيًا واسعًا من المرتزقة الشيعة بالقرب من حزب الله فى جنوب لبنان وبعيدًا عن أفغانستان والعراق».
مضيفًا بقوله: إن نهاية القتال في الجزء الغربي من سوريا سيترك كل هذه القوات التي خاضت المعارك بالقرب من الجولان. يضاف إلى هذه القوات الترسانة العسكرية التي يمتلكها حزب الله، حليف النظام السوري، والتي تقدر بحوالي 100 ألف صاروخ قادر على استهداف غالبية الأراضي الإسرائيلية، إلى الجنوب من مفاعل ديمونة النووي.
وبالرغم من أن الجيش الذي يعمل بالوكالة لصالح إيران، فضلًا عن حزب الله، قد عانا من خسائر في سوريا، إلا أن إيران لديها الآن الموارد المالية للتعجيل بعودتها إلى المعارك، وفقًا لما ذكره الكاتب.
نهاية القتال في الجزء الغربي من سوريا سيترك كل هذه القوات التي خاضت المعارك بالقرب من الجولان
تهديدًا عسكريًا لإسرائيل
بحسب الكاتب أيضًا، فإن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تدرك هذه القوة باعتبارها تمثل تهديدًا عسكريًا لإسرائيل لعدة أسباب:
أولًا، لا يزال كل من إيران وحزب الله يصدران وابل من التهديدات ضد إسرائيل. في فبراير (شباط)، وصف المرشد الأعلى الإيراني «علي خامنئئ»، إسرائيل بأنها «ورم سرطاني يجب استئصاله وسيتم استئصاله».
ثانيًا، سيمثل النصر في سوريا نجاحًا استراتيجيًا إيرانيًا كبيرًا لإبراز قوتها في المنطقة. وتحاول إيران، التي تشتري بحماس الأسلحة الروسية المتقدمة، تعزيز وجودها في البحر المتوسط أيضًا.
ثالثًا، أدى مزيج من الضغوط التي مارستها سوريا وإيران وحزب الله إلى إحداث تحول سياسي في الأراضي اللبنانية . وذكـر الرئيس اللبناني «ميشال عون»، وهو مسيحي يدين بانتخابه الأخير من اجل تَدْعِيمُ حزب الله، في 12 فبراير (شباط)، إن أسلحة حزب الله مكملة لتلك التي يملكها الجيش اللبناني: «إن أسلحة المقاومة [أي حزب الله] هي جزء أساسي من الترسانة الدفاعية اللبنانية».
رأى الكاتب أن هذا البيان غير المسبوق، داخل لبنان، والمثير للجدل يلغي السياسة اللبنانية، التي صـرحت في وقت سابق أن الجيش اللبناني وحده هو المنوط بالدفاع عن البلاد.
على الجانب الإسرائيلي، كان رئيس الوزراء «بنيامين نتانياهو» قد زار موسكو في التاسع من أذار (مارس) الماضي للمرة الأولى خلال الـ 18 شهرًا السَّابِقَةُ. ومنذ دخول القوات الروسية سوريا في سبتمبر (أيلول) 2015، لإنقاذ النظام السوري، كان لتل أبيب وموسكو الكثير مما ينبغي الجديـد عنه، بما في ذلك سبل ضمان عدم دخول الطائرات المقاتلة الإسرائيلية والروسية في معارك في سماء دمشق.
وأَلْمَحَ الكاتب إلى أن الظروف الاستراتيجية العالمية المتغيرة قد تفرض الآن أن يستغل رئيس الوزراء الإسرائيلي اتصالاته الوثيقة مع كل من «فلاديمير بوتين» والرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لتمرير الرسائل بين الاثنين. لكن «نتانياهو» أَبْلَغَ بوضوح بعد اجتماعه بموسكو أن البند الرئيس من جدول الأعمال هو إيران: ليس الاتفاق النووي الإيراني، الذي بات أمرًا واقعًا، ولكن التهديد العسكري الإيراني المتنامي لإسرائيل من سوريا ولبنان.
تدرك الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية  هذه القوة باعتبارها تمثل تهديدًا عسكريًا لإسرائيل لعدة أسباب
وفقًا للكاتب، تثير هذه التطورات أسئلة هامة:
هل يمكن إقناع «بوتين» كي يخرج القوات الإيرانية والوكلاء الخارجيين من سوريا كجزء من اللقـاء النهائية الروسية هناك؟
هل سوف يكون التهديد الإسرائيلي باستهداف لبنان في المرة الْمُقْبِلَةُ حاسمًا لردع حرب أخرى مع حزب الله، أم يمكن أن يكون له أثر في توسيع تلك الحرب؟
إذا اندلعت الحرب، وهاجم حزب الله بعشرات الآلاف من الصواريخ على معظم إسرائيل، هل سينجح رد الفعل الإسرائيلي، الذي يستهدف أجزاء كبيرة من سوريا ولبنان في إنهاء الحرب المقبلة بسرعة؟
هل ستعاني القوات الإيرانية ما يكفي لردع طهران في المستقبل؟
هل ستعاني إسرائيل أيضًا من أضرار جسيمة في الأرواح المدنية والبنية التحتية؟
اختتم الكاتب بقوله: «أخيرًا وليس آخرًا، ما هو موقف إدارة ترامب بينما يتعلق بالتهديد الإيراني المتزايد لإسرائيل من الأراضي السورية واللبنانية؟ فالولايات المتحدة وروسيا هما الطرفان الوحيدان القادران على تغيير الواقع على الأرض في سوريا. العالم العربي بالتأكيد لن يفعل».
========================