الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 19/11/2020

سوريا في الصحافة العالمية 19/11/2020

21.11.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • فورين بوليسي: روسيا تتاجر باللاجئين السوريين مقابل المال
https://www.syria.tv/فورين-بوليسي-روسيا-تتاجر-باللاجئين-السوريين-مقابل-المال
  • فورين أفيرز :إصلاح العالم: حتمية -ومحددات- انتهاج سياسة خارجية أميركية لما بعد ترامب
https://alghad.com/إصلاح-العالم-حتمية-ومحددات-انتهاج-سيا/
 
الصحافة البريطانية :
  • ميدل إيست آي :جو بايدن رعب جديد لحلفاء ترامب في الشرق الأوسط
https://www.noonpost.com/content/38949
  • الغارديان :هل يستطيع ترامب تنظيم انقلاب ويبقى في منصبه لولاية ثانية؟
https://orient-news.net/ar/news_show/186100/0/هل-يستطيع-ترامب-تنظيم-انقلاب-ويبقى-في-منصبه-لولاية-ثانية
  • الغارديان: اليونان تواجه إجراءات قانونية بشأن طرد سوريين إلى تركيا
https://orient-news.net/ar/news_show/186076/0/الغارديان-اليونان-تواجه-إجراءات-قانونية-بشأن-طرد-سوريين-إلى-تركيا
 
الصحافة العبرية :
  • «إسرائيل اليوم» :جبهة الشمال: الحرب بين الحروب
https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=1447d3f1y340251633Y1447d3f1
  • صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية – إيران تبدأ مرحلة جديدة في سوريا
https://jadehiran.com/archives/20454
 
الصحافة الايرانية :
  • ايران وير :هل يوظف النظام السوري ورقة المخطوفين الأمريكيين لأجل أهداف ديبلوماسية؟
https://iranwirearabic.com/archives/10754
 
الصحافة الامريكية :
فورين بوليسي: روسيا تتاجر باللاجئين السوريين مقابل المال
https://www.syria.tv/فورين-بوليسي-روسيا-تتاجر-باللاجئين-السوريين-مقابل-المال
فورين بوليسي- ترجمة وتحرير: ربى خدام الجامع
لم تكن أهداف روسيا في سوريا قائمة على الإيثار في يوم من الأيام، فقد أرادت هذه الدولة أن تحتفظ لنفسها بقاعدة عسكرية في الشرق الأوسط حتى تقوم بحراسة مصالحها الإقليمية، وهي تسعى لإقامة مشاريع لإعادة الإعمار بعد الحرب حتى تكافئ الشركات الروسية التي دعمت الديكتاتور بشار الأسد. وقد حققت موسكو هدفها الأول، إلا أن تحقيق الهدف الثاني يبدو أصعب بكثير.
وما تزال الآراء الدبلوماسية حول إعادة الإعمار في سوريا تتصارع، إذ يصر الغرب على ربط الأموال المخصصة لإعادة الإعمار بالعملية السياسية داخل سوريا التي تعتبر شرعية إلى حد بعيد، إلى جانب ربطها بإطلاق سراح الآلاف من السجناء السياسيين، وضمان أمن سائر السوريين. ومن جهتها، ترغب روسيا بجعل عملية إعادة الإعمار شرطاً مسبقاً لعودة اللاجئين السوريين، وقد حاولت تسويق هذه الفكرة عندما أعلنت أنه ليس بوسع اللاجئين السوريين الذين يتجاوز عددهم 6 ملايين شخص العودة إلى وطنهم إلا عندما يبدي الغرب استعداده لدفع الأموال من أجل إعادة بناء سوريا.
وخلال الأسبوع الماضي، حاولت روسيا أن تحقق هذه الرؤية بالنسبة لسوريا ما بعد الحرب وذلك عبر المساهمة في تنظيم أول مؤتمر حول عودة اللاجئين في دمشق، لكن المؤتمر فشل فشلاً ذريعاً.
فقد شاركت فيه حوالي 20 دولة بينها الصين والهند والإمارات، إلا أنه سرعان ما تبين أن تلك الدول تمثل كل من وُجد في هذا المؤتمر، ويعود ذلك إما لرغبتها بالتكسب من ازدهار عملية إعادة الإعمار في سوريا، لا أن تقوم بالدفع من أجلها، أو لأنها ببساطة تحاول أن تستعرض دعمها السياسي للأسد. وباستثناء لبنان، ليست هنالك أية دولة استضافت عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين على استعداد للقبول بشروط روسيا للحوار.
إذ رفض الاتحاد الأوروبي الحضور، وأصدر بياناً وصف فيه المؤتمر بأنه سابق لأوانه، وأضاف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل بأنه حتى في حال رغب الجميع بعودة اللاجئين إلى ديارهم، يجب أن تتم هذه العودة بشكل آمن وطوعي وكريم بما ينسجم مع المعايير التي وضعتها المفوضية العليا في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ولهذا حضرت هيئة الأمم المتحدة هذا المؤتمر ولكن بصفة مراقب فقط.
غير أن المشاركة الضئيلة في هذا المؤتمر أثارت غضب روسيا، فقد عبر المبعوث الخاص الروسي إلى سوريا، ألكساندر لافرينتيف عن غضبه عندما تساءل الصحفيون عن السبب الذي جعل المؤتمر أقل من التوقعات بكثير، فقال: "إنها الضغوطات.. الضغوطات" من قبل الولايات المتحدة، حسبما ذكر لصحفي روسي في تلك المناسبة. وقد تودد لافرينتيف إلى الأردن قبل أيام قليلة من انعقاد المؤتمر حتى تعيد الحكومة الأردنية النظر بقرارها، إلا أن جهوده لم تؤت أكلها.
فالأردن الذي يستضيف 650 ألف سوري توجه لهم اللائمة في كثير من الأحيان لأنهم بنظر كثيرين سبب تدهور الاقتصاد في البلاد، لا بد أن يسرّه عودة كل اللاجئين إلى ديارهم. أضف إلى ذلك أن عمان بحاجة ماسة إلى دعم موسكو لإبقاء الميليشيات الإيرانية الموجودة في الجنوب السوري بعيداً عن حدودها، إلا أن الأردن متحالف مع الغرب، لذا لا يمكنه أن يجبر اللاجئين على الرحيل عن بلاده.
لافرينتيف يلتقي العودة
وقد تفهمت روسيا مأزق الأردن فأرسلت لافرينتيف إلى هناك في 27 تشرين الأول الماضي لطمأنة السلطات الأردنية. غير أن لافرينتيف التقى أيضاً بأحمد العودة قائد الثوار السابق الذي أصبح داعماً أمنياً كبيراً للسوريين المعارضين للنظام شرقي درعا بالقرب من الحدود السورية-الأردنية.
فقد أصبح العودة شخصية مشهورة خلال الحرب السورية المدمرة ضمن العديد من الميليشيات والفصائل الثائرة في تلك المنطقة، وحصل على دعم من الغرب والإمارات لمركز العمليات العسكرية في عمان خلال سنوات الحرب السورية. ولكن في عام 2018، مع اقتراب الهزيمة، وافق على الدخول في اتفاقية مصالحة بوساطة روسية، فكوفئ على براغماتيته بتعيينه قائداً للكتيبة الثامنة من الفيلق الخامس الذي تدعمه موسكو في الجيش السوري. بيد أن ولاءه ليس للأسد وإنما للسوريين المناهضين للنظام.
وقد أكد مصدران في الأردن لمجلة فورين بوليسي بأنه من بين الأسباب التي دفعت العودة لزيارة الأردن التخفيف من قلق الأردنيين حول الخطر الأمني الذي يهدد اللاجئين في حال عودتهم، وحول ذلك يعلق أبو ماهر وهو ثائر سابق كان بين من وقعوا على اتفاق المصالحة في درعا فيقول: "توجه أحمد العودة إلى الأردن ليناقش مسألة عودة اللاجئين".
وتصور روسيا قادة الثوار السابقين الذين انضموا إلى الفيلق الخامس على أنهم حراس الأمن بالنسبة لعودة اللاجئين، إلا أن هذه الفكرة حبلى بالتحديات، فمنذ أن تعهدت اتفاقية المصالحة في درعا بنشر السلام بين كل الأطراف في الحرب، بقي النظام والمعارضة يهاجمان بعضهما بلا هوادة، كما شهدت المنطقة كثيرا من الاغتيالات، وأصبح هنالك كثير من الدماء بين الثوار السابقين الذين تدعمهم روسيا والجيش السوري بشكل يمنعهم من التوصل إلى تسوية يمكن بموجبها ضمان عدم اعتقال اللاجئين بشكل تعسفي أو إخفائهم قسرياً، أو تعرضهم للتعذيب في حال قرروا العودة.
ويضيف أبو ماهر على ذلك قائلا: "يحاول الروس أن يوفقوا بين النظام وقادتنا ليقوموا بمناقشة موضوع تأمين اللاجئين، إلا أنه ينبغي على الجميع ألا يثقوا بنوايا النظام، لأنه يرغب بقتل الجميع".
ففي تقرير نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش في عام 2019 ورد بأن فروع المخابرات السورية واصلت عمليات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري ومضايقة الناس، وكان شقيق أبي سالم بين هؤلاء الذين عادوا إلى درعا في تلك السنة، وبعد عودته بمدة قصيرة، توجه إلى مركز المدينة، فتم إيقافه من قبل جنود تابعين للنظام عند أحد الحواجز، ثم قاموا باعتقاله حيث تعرض للتعذيب في أحد فروع المخابرات العسكرية، وهذا ما اختصره أبو سالم بالقول: "لقد ضربوه بشدة لدرجة فقد معها الجلد في بعض أجزاء جسمه، ولم يعد يقوى على الحراك لمدة 10 أيام، أقسم بالله على ذلك".
غير أن هذه القصص تشوه صورة روسيا بوصفها الشرطي الموثوق في سوريا وتعمق خوف السوريين من النظام الذي يتهمونه بارتكاب جرائم حرب ممنهجة، فقد أصبحت تلك المخاوف تشمل الآن الخوف على من ظنوا أن الوضع آمن فعادوا. أي أن النفوذ الروسي المفروض على الأسد وكذلك الفرقة العسكرية الموازية التي تضم ثواراً سابقين لم يفلحا في تغيير طريقة عمل النظام وأسلوبه.
هذا وقد اطلع الأردن وحلفاؤه على الوضع ميدانياً من خلال ناشطين حقوقيين جريئين يعملون في كل من سوريا والأردن ولبنان ولكن على حساب المخاطرة بحياتهم في معظم الأحيان، إذ يذكر درويش وهو أحد هؤلاء الناشطين السوريين بأنه تلقى تهديدات بالقتل لأنه موال للغرب، في حين تم اعتقال اثنين من زملائه وإخفاؤهم، ولهذا دفع لمهرب مبلغاً وقدره 1500 دولار ليقوم بتهريبه إلى لبنان قبل عامين، ثم نجح في جلب أسرته خلال الشهر الماضي.
ويخبرنا درويش أنه بالرغم من تفاقم الوضع الاقتصادي في لبنان وازدياده سوءاً، وبالرغم من ارتفاع نسبة الفقر بين اللاجئين لتصل إلى 90% خلال الأشهر الماضية، إلا أن ذلك يبقى أفضل من البقاء في سوريا، إذ يخبرنا من ضاحية في بيروت فيقول: "هنا على الأقل لا يمكن للجيش أن يهددنا أو أن يقوم بإخفائنا قسرياً، فلقد بقيت في سوريا طيلة مدة الحرب، ولكن عندما اقتحم الجيش بيتي بحثاً عني، أدركت ما سيحصل بعد ذلك".
يذكر أن لبنان شارك في مؤتمر اللاجئين، إلا أن النخبة الحاكمة فيه صمت أذنيها عن قلق اللاجئين من الاعتقال التعسفي والتجنيد الإجباري في الجيش وغيرها من الرزايا التي تفرزها الحرب. ولطالما اعتبر لبنان مساعدات الأمم المتحدة عنصرا يعمل على تأخير عودة اللاجئين وإبطائها، إذ يستضيف لبنان 1.5 مليون لاجئ سوري، وبالرغم من الحملات التي شنتها الحكومة بشكل مباشر أم غير مباشر بهدف دفعهم إلى العودة لم يعد منهم سوى 65 ألفاً حتى الآن.
فقد ذكر الرئيس اللبناني ميشال عون بأن وجود اللاجئين كلف بلاده 40 مليار دولار، مستشهداً بما قدمه صندوق النقد الدولي، وأشار إلى أن المساعدات الدولية المقدمة للسوريين داخل سوريا لا بد أن تشجعهم على العودة حسب وصفه.
وشأنه شأن روسيا، يتوقع لبنان أن يستفيد كثيراً من عملية إعادة الإعمار المعلقة في سوريا، والتي من المتوقع أن تكلف حوالي 200 مليار دولار. ولهذا يقوم لبنان بالترويج لمرفئه في طرابلس شمال البلاد، الذي لا يبعد إلا 20 ميلا عن سوريا (ما يعادل 32 كلم) ليصبح مركز العمليات اللوجستية بالنسبة لعملية إعادة الإعمار في سوريا. إذاً باستثناء لبنان، لا يوجد من يتعاطف مع روسيا في هذه المنطقة.
هذا وقد لاحظت الصحفية الروسية ماريانا بيليكايا التي غطت وقائع المؤتمر كيف تجاوز لافرينتيف تركيا مباشرة بعد انتهائه، فأخبرتنا في مكالمة هاتفية من العاصمة السورية بأن: "روسيا طلبت من دمشق دعوة تركيا، إلا أن موسكو أدركت سبب عدم التمكن من ذلك، ولهذا سافر لافرينتيف إلى تركيا للتأكد من أن ذلك لن يكون مصدر إهانة لهم وأجرى مباحثات حول قضية عودة اللاجئين".
أما في سوريا، فليس بوسع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يطالب الأسد بتنازلات من شأنها أن تقنع الغرب بدعم مؤتمر دولي لعودة اللاجئين، وعلى رأس تلك التنازلات فكرة التخلي عن التجنيد الإجباري، وإطلاق سراح السجناء، والسماح بوصول المفوضية العليا للاجئين إلى كل المناطق دون قيد أو شرط. غير أن السبب الأهم الذي يمنع كثيرا من السوريين من العودة هو الأزمة الاقتصادية في سوريا، إذ لم يعد لدى الناس ما يكفي من الطعام، كما سويت مدنهم بالأرض، وتحولت دورهم إلى ركام في أرض قاحلة مترامية الأطراف.
ولهذا أوضحت دول كثيرة أنها لن تشرعن محاولة روسيا لاستغلال قضية اللاجئين لتحقق لنفسها مكاسب دبلوماسية واقتصادية، إلا أن هذا لا يعني أنهم يفتقرون إلى أفكار منطقية خاصة بهم تتصل بالحد من معاناة سوريي الداخل أو الذين تشرد منهم في بقاع العالم.
=========================
فورين أفيرز :إصلاح العالم: حتمية -ومحددات- انتهاج سياسة خارجية أميركية لما بعد ترامب
https://alghad.com/إصلاح-العالم-حتمية-ومحددات-انتهاج-سيا/
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
ريتشارد هاس – (فورين أفيرز) 9/11/2020
لدى المرشح الذي ينجح في الوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة الكثير من الخيارات ليعمل عليها. يمكنه اختيار نائبه، وأعضاء حكومته، ونص خطاب تنصيبه. (أقول “هو” فقط لأن الأميركيين لم ينتخبوا امرأة لهذا المنصب بعد). ويمكنه أيضا أن يقرر أي أوامر تنفيذية سيصدرها، وأين يقوم برحلته الأولى إلى الخارج، ومن هو الذي سيدعوه إلى الولايات المتحدة. لكن الشيء الوحيد الذي لا يمكن لرئيس قادم أن يختاره هو البريد الوارد الذي ينتظره.
عندما يدخل المكتب البيضاوي أول الأمر، سوف يستقبل الرئيس المنتخب جو بايدن صندوق بريد وارد لا يمكن وصفه بأقل من أنه مُجهد. سيكون هناك على ما يبدو عدد غير محدود من التحديات المحلية والدولية التي تستدعي انتباهه. وستكون مسألة التقرير بشأن ما يجب القيام به وبأي تسلسل حتمية، لأن للرؤساء هذا القدر من الوقت ومن الموارد تحت تصرفهم. ويجب أن يضعوا أولويات واضحة للتعامل مع القضايا، والتي تعكس تقديرهم للإلحاح، والفرصة، والواقع.
يعني المفهوم اليهودي “تيكون عولام” إصلاح العالم. وهو، بالنسبة للأفراد، طريقة للعيش -مسؤولية كل واحد منا عن إصلاح العالم المكسور الذي نعيش فيه ومحاولة جعله مكانًا أفضل، والعمل على تحسين رفاهية الآخرين بدلاً من العناية برفاهيتنا فقط . لكن “تيكون عولام” يقدم أيضًا طريقة للحكم. إن هذا العالم في حاجة ماسة إلى الإصلاح، وهي عملية تستغرق وقتًا وتلاقي مكوناتها حتماً قدراً متفاوتاً من النجاح. لكن من الضروري أن تضع في اعتبارك أن الإصلاح يختلف عن البناء. الإصلاح يعني أخذ ما هو موجود -لكنه مكسور- وجعله يعمل؛ والبناء هو إنشاء شيء جديد، سواء كان ذلك لتحقيق أهداف قائمة بطريقة أفضل، أو في بعض الحالات لتحقيق أهداف جديدة. ويجب أن يكون الإصلاح هو عنوان الفترة الأولى -من ستة إلى تسعة أشهر- من السياسة الخارجية لإدارة بايدن، وبعد ذلك فقط سوف تأتي الفرصة، وفي بعض المجالات الضرورة، للبناء.
التدفق المفرط للبريد الوارد
لا يمكن أن يكون السياق المحلي للولايات المتحدة أسوأ مما هو الآن. بحلول يوم التنصيب، من المرجح أن تكون جائحة “كوفيد 19” قد أودت بحياة 300.000 أميركي؛ ويكاد يكون من المؤكد أن يجلب كل يوم يمر من الآن وحتى ذلك الحين أكثر من 100.000 إصابة جديدة، وأكثر من 1.000 وفاة. ومن المتوقع أن تتراوح نسبة البطالة بين ستة وسبعة بالمائة. ولن يتمكن ملايين الأميركيين من سداد أقساط الإيجار أو الرهن العقاري.
تذهب التحديات الداخلية التي يواجهها هذا البلد أبعد كثيرا من صحته الجسدية والاقتصادية. إن الولايات المتحدة هي الآن بلد منقسم. وقد صوت أكثر من 70 مليون أميركي لصالح دونالد ترامب، وسوف يصدق الكثير منهم روايته المدمرة عن أن الانتخابات سُرقت وسوف يفكرون في بايدن كرئيس غير شرعي. وسوف ينقسم المجتمع الأميركي حول مسائل عدم المساواة في الثروة، والعرق، والتعليم. وسوف يتبنى الفريقان (وكلاهما بعيد كل البعد عن التجانس) مواقف متعارضة جذريًا بشأن مسائل السياسة التي تتراوح من الضرائب، إلى إصلاح الشرطة والرعاية الصحية. ويمكن أن تكون الحكومة منقسمة أيضًا، نظرا لأن لدى الجمهوريين فرصة جيدة للاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ، بينما يتم تقليل هامش سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب.
ولكن، على الرغم من أن التحديات المحلية سوف تستحوذ -عن حق- على نسبة كبيرة من وقت بايدن وموارده، فإن العالم الخارجي لن ينتظر بصبر بينما تقوم إدارته بترتيب الأمور في الوطن. على العكس من ذلك، لن يكون التعامل مع البريد الوارد الدولي أقل إجهاداً.
يمكن أن يُعزى ذلك جزئيًا إلى سياسات ترامب. ثمة مجالات قامت فيها إدارة ترامب بتصحيح الأمور: الوقوف في وجه الصين ومحاسبتها على ممارساتها التجارية؛ تزويد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة؛ إبرام صفقة تجارية محدثة مع كندا والمكسيك؛ والتوسط في التطبيع بين إسرائيل والعديد من الدول العربية. لكن هناك الكثير الذي أخطأت فيه الإدارة أيضاً: في تقويض التحالفات التي كانت حجر الأساس للاستقرار الدولي لمدة 75 عامًا (وهو ما أثار بدوره التساؤلات حول مصداقية الولايات المتحدة بين الأصدقاء والأعداء على حد سواء)؛ في الانسحاب من الاتفاقيات والمؤسسات الدولية من دون وضع أي شيء أفضل في مكانها؛ في التقرب من القادة الاستبداديين في الصين وكوريا الشمالية وروسيا وتركيا لتحقيق غايات ضئيلة أو من دون فوائد حقيقية على الإطلاق. كما أن انتهاك ترامب المتكرر للأعراف والسياسات الديمقراطية، مثل فصل الأطفال المهاجرين عن والديهم، ومنع دخول المسافرين من العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة، أدى أيضًا إلى تقويض جاذبية أميركا وقبولها في جميع أنحاء العالم.
لكن إلقاء اللوم على سلفه في جميع -أو حتى معظم- التحديات الدولية التي تنتظر بايدن سيكون بمثابة إساءة قراءة للتاريخ. كانت الكثير من هذا التحديات حاضرة قبل ترامب بفترة طويلة وسوف تستمر لوقت طويل بعد خروجه من المكتب البيضاوي: ثمة صين صاعدة أكثر حزماً؛ وروسيا على استعداد لاستخدام القوة العسكرية والقدرات الإلكترونية لتحقيق أهدافها؛ وكوريا شمالية بقدرات صاروخية نووية وباليستية متنامية؛ وإيران ملتزمة بتنفيذ استراتيجية إمبريالية في شرق أوسط مضطرب؛ وتغير مستمر في المناخ؛ وحكومات ضعيفة وغير فعالة في معظم العالم النامي؛ وأزمة لاجئين مستمرة. ولن يكون مجرد نقض ما فعله ترامب أو لم يفعله، مهما كان ذلك موضع ترحيب في كثير من الحالات، كافياً لحل المشكلة.
تقدير درجة الإلحاح
تأتي المهمة الأولى للإصلاح في منطقة لا يُنظر إليها دائمًا على أنها مسألة تتعلق بالأمن القومي: الصحة العامة. يجب أن تبدأ الإدارة باحتواء وباء “كوفيد-19” في الوطن. ومن الواضح أن وصول العلاجات واللقاحات سيساعد، لكن توقيتها وفعاليتها تظل خارجة عن سيطرة الحكومة إلى حد كبير. ومع ذلك، فإن ما يمكن للإدارة أن تفعله هو جعل مسألة تطوير اختبار سريع ودقيق وسهل الإدارة وغير مكلف وفي نقاط الرعاية أولوية وطنية. ويمكن لإدارة يرأسها بايدن أيضًا أن تفعل الكثير لتشجيع السلوكيات المسؤولة، وقبل كل شيء ارتداء أقنعة الوجه. وسوف يكون التقدم في احتواء الوباء ضرورياً لإنعاش الاقتصاد، واستعادة سمعة الولايات المتحدة من حيث الكفاءة، وإعطاء الإدارة الجديدة المجال اللازم لمعالجة المشاكل الأخرى على الصعيدين المحلي والدولي. ولتوسيع الصور الطبية، فإن استقرار حالة المريض –أي نحن أنفسنا- هو شأن ضروري لأي وكل شيء قد نختار فعله.
يمكن لإدارة بايدن –بل ويجب عليها- أن تعاود الانضمام إلى منظمة الصحة العالمية (كما يقال من أنها تخطط للقيام بذلك سريعاً بعد التنصيب)، ليس لأن المنظمة خالية من العيوب وإنما لأنها كذلك. هناك حاجة إلى منظمة صحة عالمية ممكَّنة ومتمتعة بالصلاحيات لإنهاء الوباء والاستعداد لمواجهة الأمراض المستقبلية الحتمية، وكذلك لمعالجة الأمراض العادية غير المعدية، مثل السرطان والسكري وأمراض القلب (التي ما تزال السبب الأكبر للمرض والوفاة في جميع أنحاء العالم). وسوف يتطلب الأمر من الولايات المتحدة العمل مع شركاء متشابهين في التفكير داخل منظمة الصحة العالمية من أجل إصلاحها، بحيث لا تستطيع أي دولة أثناء أي تفشيات مستقبلية أن تخنق التحقيقات أو تضغط على المنظمة لتغيير توصياتها، كما فعلت الصين في الأسابيع الأولى من ظهور هذا الوباء. ومع ذلك، فإن الكثير من هذا العمل سوف يندرج تحت البناء؛ سوف تتمثل الخطوة الأولى في إعادة الانضمام إلى منظمة الصحة العالمية ومساعدتها على القيام بكل ما في وسعها لمواجهة الجائحة الحالية.
يجب على الولايات المتحدة أيضًا أن تنضم إلى الجهود الدولية لتطوير وتصنيع وتمويل وتخصيص وتوزيع اللقاحات. ويمكن أن تساعد هذه المشاركة على ضمان إمكانية أن تستفيد الولايات المتحدة من اللقاحات التي قد تظهر في أماكن أخرى أولاً. وبالنسبة لتلك اللقاحات التي يتم تطويرها في الولايات المتحدة، سيكون من شأن توفير جزء منها للآخرين أن يقطع شوطًا طويلاً في طريق استعادة مكانة الولايات المتحدة في العالم، فضلاً عن تسريع الانتعاش الاقتصادي والبدني للآخرين -والذي سيكون بدوره مفيدًا لتعافي الولايات المتحدة وتحقيق الاستقرار العالمي على حد سواء. وسيكون من شأن القيام بذلك أن يساعد –حرفياً- في إصلاح العالم.
كيفية استعادة الاصدقاء
ثمة أولولية ثانية للإصلاح، والتي ينبغي أن تكون التحالفات –التي تشكل الميزة الهيكلية العظيمة للسياسة الخارجية الأميركية. توفر التحالفات والشراكات الإمكانية لتجميع الموارد لمواجهة كل من التهديدات الأمنية المحلية والتحديات العالمية. لكن الذي حدث في السنوات الأخيرة هو أن معظم حلفاء أميركا فقدوا الثقة في الولايات المتحدة، نتيجة عدم استعدادها لمواجهة الخصوم وترددها في الوقوف إلى جانب الأصدقاء (جنبًا إلى جنب مع أوجه القصور المحلية في البلد نفسه). وسيكون من شأن العمل فورًا لإظهار نهج جديد أكثر تشاوراً والتزامًا بالتحالفات أن يشير إلى وجود عمدة جديد ومختلف للغاية في المدينة؛ مستعد للعمل مع الحلفاء في كامل طيف القضايا الدولية. وسوف توفر التحالفات التي يتم إصلاحها أساسًا أقوى لأي شيء آخر تريد الولايات المتحدة فعله في العالم.
إلى جانب عقد مشاورات حقيقية، يمكن لإدارة بايدن اتخاذ خطوات ملموسة تظهر التزامها تجاه الحلفاء في وقت مبكر من ولايتها. يمكنها أن توقف على الفور ذلك الانسحاب غير الحكيم للقوات من ألمانيا، وأن تقوم بحل الخلافات مع كوريا الجنوبية بشأن الدعم المالي للقوات الأميركية المتمركزة هناك. ويجب أن تعيد النظر في الاتفاقية مع طالبان لسحب القوات الأميركية من أفغانستان؛ وينبغي أن تكون أي انسحابات مستقبلية للقوات مرتبطًة بسلوك طالبان وقدراتها، وأن يقترن بالتزامات طويلة الأجل بتقديم مساعدات اقتصادية وعسكرية للحكومة.
يمكن للإدارة الجديدة أيضًا أن تنسّق مع فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة لصياغة نهج جديد تجاه إيران -على سبيل المثال، التعهد بإعادة الانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة للعام 2015 بشرط أن تتراجع إيران عن أي شيء تفعله خارج حدود الاتفاق، وأن يعمل حلفاء الولايات المتحدة مع واشنطن في الأشهر والسنوات المقبلة لتطوير إطار عمل جديد يستمر لفترة أطول من الاتفاق الحالي (سوف يبدأ أمد بعض البنود النووية بالانتهاء في غضون السنوات الخمس المقبلة). وفي آسيا، يمكن أن تبدأ إدارة بايدن فورًا في إجراء مشاورات مع كوريا الجنوبية واليابان حول أفضل نهج تجاه كوريا الشمالية، والذي يقوم على تعليق أي تخفيف للعقوبات على مناطق محددة من ضبط النفس في كوريا الشمالية.
يمكن للإدارة تأكيد أن التعددية الدولية قد عادت من خلال إعادة الانضمام إلى الاتفاقيات والمؤسسات الدولية -ليس كخدمة للآخرين وإنما لأن ذلك يصب في مصلحة الولايات المتحدة. وبالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية، فإن المكان الواضح الذي يمكن البدء منه هو اتفاق باريس للمناخ (الذي يقال أن بايدن يخطط لمعاودة الانضمام إليه في وقت مبكر من عمل إدارته). سوف يكون لذلك التأثير الرمزي الصحيح، حتى مع أن العمل الحقيقي، بالنظر إلى أن الالتزامات الطوعية بموجب اتفاق باريس لن تقترب من مواجهة التحدي المناخي، سيأتي بمرور الوقت من خلال اتفاقية لاحقة وإضافة عناصر أخرى لوضع سياسة مناخية شاملة وطموحة. وبالمثل، يمكن للإدارة أن تتحرك بسرعة نحو تمديد “اتفاقية ستارت الجديدة” للحد من الأسلحة التي ستنتهي قريبًا مع موسكو، حتى لو أن الأمر سيستغرق وقتًا أطول لتطوير نهج شامل للتعامل مع روسيا، والذي يعالج تدخلها في السياسة الأميركية، واستخدامها القوة في الشرق الأوسط وأوروبا، وانتهاكاتها المحلية مثل الهجمات على شخصيات المعارضة -بما في ذلك أليكسي نافالني.
مع الصين أيضًا، سوف يستغرق الأمر وقتًا لصياغة سياسة شاملة -تتناول كل شيء من التجارة والتكنولوجيا، إلى حقوق الإنسان، إلى المشاغل الاستراتيجية المتعلقة ببحر الصين الجنوبي وتايوان وحزم الصين المتزايد مع جيرانها. ومع ذلك، يمكن للإدارة الجديدة أن تتخذ بشكل فوري خطوتين مهمتين. يمكنها أن توضح أن هذه السياسة الجديدة سيتم تطويرها بالتنسيق الوثيق مع الحلفاء في آسيا وأوروبا، مما يجعلها مدعومة على نطاق أوسع وبالتالي تزيد احتمالية نجاحها؛ ويمكنها أن تكشف عن استعداد لعقد حوار جاد واستراتيجي مع بكين من أجل تحديد مجالات التعاون المحتمل (على سبيل المثال، بشأن كوريا الشمالية وتغير المناخ)، وللحد من مجالات الخلاف الحتمية (أو ربما بشكل أكثر واقعية، الحد من احتمالية أن تتصاعد هذه الخلافات إلى حد مواجهة).
لكل شيء موسم
سوف يعمل نفس التسلسل -أولاً وقت للإصلاح، ثم وقت للبناء- مع العديد من المشكلات الأخرى التي تملأ البريد الوارد للإدارة الجديدة. سوف تكون هناك حاجة إلى عدة أشهر لتشكيل فريق جديد للأمن القومي، وإعادة تأسيس عملية سياسية منضبطة، واستكمال مراجعات السياسات الأولية للعمل بين الوكالات. وستكون هناك حاجة إلى وقت لإجراء مناقشات مع أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة؛ خلال ولايات كل من الإدارات الحالية والسابقة، قامت السلطة التنفيذية وحدها بوضع الكثير من السياسة الخارجية للبلاد، مما يجعل من السهل للغاية نقضها وبالتالي تقويض موثوقية الولايات المتحدة.
قد يكون هناك إجماع، على سبيل المثال، حول أفضل السبل لمواجهة الصين وروسيا، وحتى حول قرارات مثل الانضمام إلى الاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة عبر المحيط الهادئ، وبأي شروط، والتي لديها القدرة على تعزيز الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية والمناخية الأميركية كلها في نفس الوقت. ويستطيع المرء أن يتخيل مبادرات لإصلاح منظمة التجارة العالمية، وإعادة بناء وتحديث جهاز الخدمة الخارجية، ووضع قواعد أساسية دولية للفضاء الإلكتروني، وتعزيز التغيير في فنزويلا وسورية، والتنافس مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، وتقديم بدائل للجيل الخامس الصيني، وتقوية حلف الناتو، ودعم التقدم الدبلوماسي بين إسرائيل والفلسطينيين، وأكثر من ذلك بكثير. وليست الفكرة أن هذه وغيرها من الجهود الجديدة قد لا تكون واعدة، وإنما أنها ستتطلب وقتًا لتطويرها، وخلال ذلك الوقت يجب أن ينصب التركيز على إصلاح ما تم كسره.
لقد تضررت الولايات المتحدة والعالم على حد سواء نتيجة للوباء وأربع سنوات من السياسة الخارجية الأميركية التي التزمت بإحداث اضطراب عميق. وفي حين أن الاضطراب ليس جيدًا أو سيئًا بطبيعته الأصلية، إلا أنه في ظل إدارة ترامب أضر بشدة بسمعة الولايات المتحدة وبمجموعة قيّمة من العلاقات والمؤسسات التي تم بناؤها بشق الأنفس على مدى ثلاثة أرباع قرن. وقد أشارت الحملة الرئاسية إلى أن الشعب الأميركي ليس منشغلًا بشكل خاص بالمشاكل العالمية، وهو ما سيؤدي إلى فرض قيود وخلق فرص للإدارة الجديدة في الوقت نفسه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالدبلوماسية. ولكن، لتحقيق فرص البناء، سيتعين على الإدارة أولاً إكمال المهمة العاجلة المتعلقة بالإصلاح، في الداخل وفي بقية العالم.
=========================
الصحافة البريطانية :
ميدل إيست آي :جو بايدن رعب جديد لحلفاء ترامب في الشرق الأوسط
https://www.noonpost.com/content/38949
كتب بواسطة: ديفيد هيرست
بإمكانك أن تلمس من ردود الفعل العصبية لحلفائه المقربين أن ظل دونالد ترامب بدأ ينزوي عن الشرق الأوسط.
فها هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعجل من وتيرة بناء المستوطنات قبل التجميد أو التوقف الذي لا مفر من حدوثه في يناير عندما يستلم الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة. وها هو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يفرج عن نسبة ضئيلة من المساجين السياسيين الذين يصل عددهم إلى ستين ألفاً كان قد زج بهم في سجونه.
من يوم لآخر، توزع على مقدمي برامج تلفزيونات السيسي نصوص مختلفة ليقرأوها. عندما كان بايدن مرشحاً لم يسلم من الديهي الذي زبله قائلاً: "سيصبح جوزيف بايدن أكبر رئيس أمريكي في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سيبلغ في العشرين من نوفمبر الثامنة والسبعين من عمره. وهذا سيؤثر على حالته الذهنية كما أنه يعاني من ألزهايمر، ولذلك فليس من المناسب أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية".
ولكن بمجرد أن وصفت وسائل الإعلام الأمريكية بايدن بالرئيس المنتخب، أصبح حديث الديهي عنه محترماً، حيث قال: "علمنا للتو أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أرسل برقية تهنئة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن. فهذا الرجل لديه احترام عظيم لمصر ومعروف عنه الحكمة وهو يستمع جيداً. ولا يتخذ قرارات وهو في حالة عصبية ولا يتخذ قرارات وهو غاضب. وكل هذا كان مفقوداً في حالة دونالد ترامب، الذي كان عنيفاً وعنيداً ومتعجرفاً. وكل هذا شاهدناه".
بادرات صغيرة
ولا تقل ورطة السفير السعودي في لندن عن ذلك. ففي يوم يشير إلى صحيفة الغارديان بأن الناشطات الحقوقيات قد يطلق سراحهن أثناء قمة العشرين في الأسبوع القادم قائلاً: "قمة العشرين، هل تتيح فرصة للعفو؟ ذلك محتمل. هذا حكم يصدره شخص آخر غيري." وأضاف خالد بن بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود: "يسأل الناس: هل يستحق ذلك الضرر الذي يسببونه لك، أياً كان الجرم الذي ارتكبوه؟ وهذا سؤال وجيه، وهو جزء من النقاش الذي يدور في الوطن داخل نظامنا السياسي وداخل وزارتنا."
في اليوم التالي اتصل بالبي بي سي لكي ينفي ما قاله لتوه.
منذ أن رفض أردوغان التغاضي عن جريمة القتل التي تعرض لها الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول تحول إلى شخصية مكروهة في الرياض
السفير المسكين
الملك نفسه ليس محصناً بأي حال عن التأرجح بين سياسة وأخرى. بدأ مؤخراً يتعامل بلطف مع تركيا. فبعد أسبوع من زلزال أزمير، أمر سلمان بإرسال مساعدات عاجلة إلى المدينة. ثم علمنا أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أجريا محادثات. وكانت المناسبة هي تقديم التعازي في رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة. مع ملاحظة أن الاتصال المباشر مع كيان تابع للرياض يستحيل أن يتم دون ضوء أخضر من الديوان الملكي السعودي.
منذ أن رفض أردوغان التغاضي عن جريمة القتل التي تعرض لها الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول تحول إلى شخصية مكروهة في الرياض. ولقد وصفت تركيا مراراً وتكراراً في وسائل التواصل الاجتماعي السعودية بالتهديد الإقليمي وتعرضت البضائع التركية بشكل متزايد للمقاطعة.
هذه بادرات صغيرة، ولكنها معبرة، إذ تأتي وترامب يستعد لمغادرة الرئاسة.
السي آي إيه تكظم غيظها
يأتي على رأس قائمة الحلفاء القلقين الرجل الذي استخدم ترامب مطية حتى يرتب صعوده إلى السلطة.
لكي يصبح ولياً للعهد، احتاج محمد بن سلمان لأن يتخلص من ابن عمه محمد بن نايف ولأن يلطخ سمعته، وهو الذي كان يعتبر لدى السي آي إيه رجلها الأول في البلد بل وفي منطقة الخليج بأسرها. قبل أن يفعل ذلك، اتصل ابن سلمان هاتفياً بجاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، ليطلب منه الإذن، فمنحه ذلك بحسب ما علمه موقع ميدل إيست آي من مصادر على اطلاع بتفاصيل تلك المكالمة الهاتفية.
يعرف بايدن محمد بن نايف شخصياً. يذكر بأن كبير الموظفين عند محمد بن نايف في وزارة الداخلية سعد الجبري كان قد هرب إلى كندا. وبعد أيام من اغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر / تشرين الأول 2018، أرسل محمد بن سلمان مجموعة أخرى من فرقة النمر لقتل الجبري، بحسب ما ورد في حيثيات دعوى مقامة بموجب قانون حماية ضحايا التعذيب أمام محكمة ابتدائية في كولومبيا بالولايات المتحدة.
كان الجبري محظوظاً، إذ اكتشف حرس الحدود في مطار تورنتو الدولي تلك العملية وأعادوا أفراد المجموعة إلى بلدهم. كل هذا دليل حي، ولم يتم بعد التعامل مع أي منه. ولم ينشر حتى الآن تقدير السي آي إيه الذي يرى بأن محمد بن سلمان هو الذي أمر بقتل خاشقجي.
ليس بايدن وحده هو الذي ينبغي أن يخشاه ولي العهد – رغم أن المرشح الرئاسي كان قد احتفظ بكلماته اللاذعة حول قتل خاشقجي – وإنما عودة السي آي إيه إلى رأس طاولة صناعة القرار في البيت الأبيض.
سوف يترك المكتب البيضاوي تحت الإدارة الجديدة محمد بن سلمان أمام خيارات قليلة نسبياً
بين عشية وضحاها سيتبدل الحال بالنسبة لمحمد بن سلمان، فبعد أن كان لديه رئيس داخل البيت الأبيض هو الذي أنقذه من مأزقه، كما عبر عن ذلك ترامب نفسه، سوف يتعامل مع الرجل الذي سيخلفه، والذي لن يبدي أدنى استعداد لتقديم نفس الخدمة. بل إن لدى بايدن جميع الحوافز التي تدفعه نحو تشجيع العديد من خصوم محمد بن سلمان داخل العائلة المالكية حتى يتقدموا ويحولوا دون أن يصبح الأمير المبالغ في طموحاته ملكاً، علماً بأنه يوجد من مثل هؤلاء الخصوم الآن ما يكفي.
ورقة الخروج من السجن
سوف يترك المكتب البيضاوي تحت الإدارة الجديدة محمد بن سلمان أمام خيارات قليلة نسبياً.
قد يستخدم إسرائيل كورقة للخروج من السجن من خلال الدفع باتجاه الاعتراف والتطبيع. فهناك دعم مشترك من قبل الحزبين داخل الكونغرس لاتفاق أبراهام الذي وقعته كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين مع إسرائيل.
على الرغم من أن إدارة بايدن القادمة سوف تولي أهمية أكبر لإعادة فتح التفاوض المباشر بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، لكنها لن تمنع دولة عربية كبيرة مثل المملكة العربية السعودية من الانضمام إلى الجوقة.
ستكون معارضة التطبيع السعودي مع إسرائيل من داخل المملكة وليس من خارجها، إذ أن الاعتراف بإسرائيل أمر محفوف بالمخاطر محلياً. مهما بذل سعود القحطاني من جهود عبر ذبابه الإلكتروني ووسائل إعلامه للتنمر على الرأي العام السعودي، يظل الجمهور داخل المملكة مؤيداً بشدة للفلسطينيين ومعارضاً للصهاينة.
لم تكن فلسطين من قبل كما هي اليوم مصدراً أساسياً لانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط، فهي الصراع الذي يحدد معالمه، وهي الصراع الذي يستمر رمزاً يذكر بالاستعمار الأوروبي والإذلال العربي.
هل يعترف خادم الحرمين الشريفين بإسرائيل؟ ليس على جثث الكثيرين من المسلمين حول العالم.
كلما تراجع محمد بن سلمان عن أمنيته الاعتراف بإسرائيل (وقد كان على وشك الطيران إلى واشنطن ليلعب دور الراعي المبتسم لحفل التوقيع في البيت الأبيض قبل أن يلغي الرحلة في اللحظة الأخيرة) يتحول إلى والده، الملك، ليقول إن شيئاً لم يتغير وليؤكد على السياسة الرسمية للدولة.
وتلك هي المبادرة العربية للسلام التي أعلن عنها سلفه الملك عبدالله في عام 2002، وهي تسمح فقط بالاعتراف بإسرائيل بعد إيجاد حل من خلال التفاوض بناء على حدود عام 1967.
إن فقدان "السقف الواقي" الذي كان يوفره ترامب وقدوم رئيس معاد، هو بايدن، يعني أن محمد بن سلمان سيحتاج لإبقاء والده في منصب الملك أكثر مما احتاجه في الماضي. نعلم من مصادر سعودية أن محمد بن سلمان كان في لحظة ما يفكر بإجبار والده على التنحي مبكراً لأسباب صحية حتى يستولي على التاج لنفسه.
في الأوقات السيئة فيظل الملك هو زعيم العشيرة، وهو الذي يُدان له بالولاء من قبل العائلة الملكية ومن قبل المملكة ككل
ولعل ذلك ما يفسر استهداف محمد بن سلمان في آخر حملاته التطهيرية لأعضاء بارزين في هيئة البيعة والتي تناط بها مهمة إقرار الخلافة على العرش وتنصيب ولي عهد جديد.
وما كانت الاعتقالات التي وقعت مؤخراً لتطهير هيئة البيعة من منتقديه لتعني شيئاً لولا أن محمد بن سلمان نفسه كان ينوي أن ينصب نفسه ملكاً. إلا أن ذلك كان في الأوقات الجيدة عندما كان نجم محمد بن سلمان يتألق وكان ما يزال بإمكانه زيارة لندن وواشنطن دون أن تخرج للاحتجاج على وجوده مجموعات من نشطاء حقوق الإنسان.
أما في الأوقات السيئة فيظل الملك هو زعيم العشيرة، وهو الذي يُدان له بالولاء من قبل العائلة الملكية ومن قبل المملكة ككل. وبغض النظر عن الحالة الذهنية لسلمان، مازال هو رأس العائلة ولن يتجرأ أحد من أفرادها على التمرد عليه. لن ينطبق ذلك على ابنه إذا ما أقدم على إزاحة والده واستولى على التاج، بل الأغلب أنه سوف يصبح عرضة لمحاولات انقلابية من داخل القصر. ولعل هذا هو السبب الرئيسي في بقاء الأب ملكاً.
التحالف الإقليمي
كما أن مصير التحالف الإقليمي الذي يسعى الملك القادم محمد بن سلمان إلى إنشائه من حوله بات في كفة الميزان. فالقتال الحقيقي الدائر في العالم العربي السني الآن يتعلق بمن سوف يستلم القيادة ويصبح وكيل الغرب في المنطقة.
وهدف التحالف مع إسرائيل – في أعين الإماراتيين – ليس الازدياد من الثروة وإنما الازدياد من النفوذ، ذلك النفوذ الذي يمكنهم، عندما تصبح المملكة العربية السعودية تحت حكم الملك محمد بن سلمان، من الهيمنة على المنطقة.
ومازال الطموح قائماً.
إلا أن تحالف "الناتو العربي" الذي كان يقصد منه محاربة وتحجيم إيران سوف يتضاءل الآن بسبب سعي بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي مع طهران. تحدى حكام إيران ترامب ولم يرمشوا أولاً، وسوف يبقون في الحكم بعد أن يذهب هذا الرئيس الأمريكي، تماماً كما حصل في حالة جيمي كارتر وفي حالة كل رئيس جاء من بعده.
كان الاتفاق النووي هو جوهرة التاج في إنجازات أوباما السياسية – رغم أنها كانت ثمرة سنوات من التفاوض الذي شاركت فيه العديد من البلدان ومن وزراء الخارجية السابقين – ما يسمى بمجموعة الخمسة زائد واحد، أي الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا، ومن قبلهم تركيا والبرازيل.
تبدو تحركات كل جانب محسوبة، وأياً كانت العقبات في هذا الطريق، فسوف يعمل بايدن على تذليلها لكي يعيد الاعتبار إلى هذا الاتفاق النووي. وحتى لو استمرت بعض العقوبات، فلن تستمر سياسة استخدامها لفرض "الحد الأقصى من الضغط".
ولسوف يوجد الانفراج في نهاية المطاف وقاعاً جديداً في منطقة الخليج.
وسوف يوجد أيضاً واقعاً جديداً لأعضاء التحالف المضاد، أي تركيا وقطر. من المعروف أن بايدن ليس من المعجبين بأردوغان، والذي أمضى في الحديث معه ساعات طويلة. وذات مرة اعتذر لأردوغان عن تصريحات قال فيها إن تركيا ساعدت في صعود تنظيم الدولة الإسلامية. ولا يوشك أن يكرر ذلك في أي وقت قريب.
ستكون أفعال الرئيس المنتخب في الشرق الأوسط مما تمليه عليه الأحداث، إلا أن خسارة ترامب تمثل حجر عثرة في طريق طموحات وتطلعات طغاة الخليج
في لقاء مع مجلس التحرير في صحيفة نيويورك تايمز صور في شهر ديسمبر / كانون الأول، وصف بايدن أردوغان بالمستبد. وعندما سئل عن مدى ارتياحه من كون الولايات المتحدة مازال لديها خمسين رأساً نووياً في تركيا، قال بايدن إن مستوى الراحة "تضاءل إلى حد كبير" وأنه سوف يقول بشكل صريح للزعيم التركي إن الولايات المتحدة تؤيد المعارضة.
عالم شديد التقلب
عندما يصبح بايدن في السلطة، قد يجد التعبير عن مثل هذه العداوة الشخصية أكثر صعوبة. فسواء أحب ذلك أم لا، غدت تركيا قوة عسكرية إقليمية أكثر رسوخاً مما كانت عليه في زمن أوباما.
فقد أثبت جشيها أنه نظير للقوة العسكرية الروسية في كل من سوريا وليبيا، وحققت لتوها انتصاراً كبيراً في ناغورنو كاراباخ مكنها من ضمان عبور بري من الحدود التركية إلى بحر قزوين.
وهذا مكسب استراتيجي للدولة التركية.
إذا ما كان سيرفع العقوبات جزئياً عن إيران، سوف يجد بايدن أنه بحاجة إلى تركيا كنظير وازن في المنطقة. هناك اليوم ساحات عديدة جداً، من سوريا إلى العراق إلى ليبيا، باتت تركيا فيها لاعباً. سوف يتوجب على بايدن التعامل مع هذه "الحقائق على الأرض" سواء أحب ذلك أم لا.
وبنفس الطريقة سوف تنهال الضغوط على المملكة العربية السعودية حتى تنهي حصارها لقطر. سوف تستمر جارتها القريبة، الإمارات العربية المتحدة، في اعتبار سياسة قطر المناصرة للإسلاميين مصدر تهديد وجودي. إلا أن ذلك لا ينطبق على الرياض، وقد بدأت فعلاً المفاوضات الهادئة برعاية كل من سلطنة عمان ودولة الكويت.
سوف تكون أفعال الرئيس المنتخب في الشرق الأوسط مما تمليه عليه الأحداث، إلا أن خسارة ترامب تمثل حجر عثرة في طريق طموحات وتطلعات طغاة الخليج.
إنه عالم مبهم شديد التقلب.
المصدر: ميدل إيست آي
=========================
الغارديان :هل يستطيع ترامب تنظيم انقلاب ويبقى في منصبه لولاية ثانية؟
https://orient-news.net/ar/news_show/186100/0/هل-يستطيع-ترامب-تنظيم-انقلاب-ويبقى-في-منصبه-لولاية-ثانية
أورينت نت - ترجمة: زين الحمصي
تطرقت صحيفة الغارديان إلى الطرق التي يمكن أن يتبعها ترامب وينظم "انقلاباً" ليبقى في منصبه كرئيس لولاية ثانية، لا سيما أنه ما يزال يرفض الاعتراف بفوز بايدن، لكن الخبراء يقولون إنه لا يوجد طريق دستوري للمضي قدماً ليبقى في البيت الأبيض.
فاز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، وهي حقيقة يرفض دونالد ترامب والجمهوريون الآخرون الاعتراف بها. إلا أنه هناك مخاوف من أن الرئيس والجمهوريين الآخرين سوف يبذلون قصارى جهدهم للبقاء في السلطة. إذ صرّح مايك بومبيو وزير الخارجية الأسبوع الماضي: "سيكون هناك انتقال سلس لإدارة ترامب ثانية". كما سمح المدعي العام وليام بار للمدعين الفيدراليين بالبدء في التحقيق في المخالفات الانتخابية، وهي خطوة دفعت رئيس وحدة جرائم الانتخابات في وزارة العدل إلى التنحي عن منصبه.
أقال ترامب يوم الثلاثاء كريستوفر كريبس مدير الوكالة الفيدرالية التي كفلت مصداقية انتخابات 2020 وصدت مزاعم الرئيس التي لا أساس لها من تزوير الناخبين، ومع ذلك على الرغم من كل مكائد ترامب، فمن غير المرجح أن يجد طريقة للبقاء في السلطة أو القيام بانقلاب، وفيما يلي نشرح السبب:
يرفض ترامب قبول فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، فهل هناك طريق دستوري له للانقلاب والبقاء في منصبه لولاية أخرى؟
ليس صحيحاً، تجتمع الهيئة الانتخابية في 14 ديسمبر/ كانون الأول للإدلاء بصوتها لمنصب الرئيس وتستخدم كل ولاية تقريباً التصويت الشعبي على مستوى الولاية لتوزيع ناخبيها، من المتوقع أن يفوز بايدن بأكثر من 270 صوتاً انتخابياً يحتاجها ليصبح رئيساً. لا يتوقف انتصاره على ولاية واحدة وربما يكون لديه تقدم لا يمكن التغلب عليه في ميشيغان ونيفادا وويسكونسن وبنسلفانيا وأريزونا.
هناك نظرية قانونية طويلة المدى، طرحها الجمهوريون قبل الانتخابات، مفادها أن المجالس التشريعية الصديقة للجمهوريين في أماكن مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا يمكن أن تتجاهل التصويت الشعبي في ولاياتها وتعين ناخبيها. يسمح القانون الفيدرالي للمشرعين بالقيام بذلك إذا "فشلت الولايات في اتخاذ قرار" بحلول يوم اجتماع الهيئة الانتخابية. لكن لا يوجد دليل على وجود احتيال منهجي على ارتكاب مخالفات في أي ولاية، وتوضح الهوامش القيادية لبايدن في هذه الأماكن أن الولايات في الواقع قد قرّرت.
قال ريتشارد هاسن، أستاذ القانون في الجامعة: "إذا استمرت الدولة في اتباع حكم القانون، فلا أرى أي مسار دستوري معقول لترامب للمضي قدماً للبقاء كرئيس باستثناء أدلة جديدة على بعض الإخفاقات الهائلة للنظام الانتخابي في ولايات متعددة".
من كاليفورنيا، كتب إيرفين، المتخصص في الانتخابات، في رسالة عبر البريد الإلكتروني "سيكون استيلاءً عاريا وغير ديمقراطي على السلطة لمحاولة استخدام المجالس التشريعية للولاية للالتفاف على اختيار الناخبين ولا أتوقع حدوث ذلك".
بالنسبة للمشرعين في ولاية واحدة، فإن اختيار تجاوز الإرادة الواضحة لناخبيها بهذه الطريقة سيكون أمراً غير عادي، وربما يتسبب في احتجاج شديد، ولكي يفوز ترامب بالكلية الانتخابية، سيتعين على العديد من الولايات اتخاذ هذه الخطوة غير العادية، وهي خطوة من شأنها أن تسبب رد فعل عنيف شديد وأزمة حقيقية للديمقراطية في جميع أنحاء البلاد.
قال ريتشارد بيلدس، أستاذ القانون في جامعة نيويورك: "هناك افتتان غريب بمختلف السيناريوهات المظلمة المتخيلة، ربما تشمل الهيئات التشريعية المتمردة في الولايات، لكن هذا خيال بائس أكثر من أي شيء من المحتمل أن يحدث".
وأضاف "المفارقة، أو المأساة، هي أننا نجحنا في إجراء انتخابات سلسة للغاية، مع نسبة مشاركة قياسية، في ظل ظروف صعبة للغاية ومع ذلك، فإن جزءاً كبيراً من مؤيدي الرئيس مقتنعون الآن بأن العملية كانت معيبة".
هل هناك أي مؤشر على أن الجمهوريين في هذه الولايات المهمة سيوافقون على هذا؟
بعد وقت قصير من يوم الانتخابات أشار جيك كورمان أكبر جمهوري في مجلس الشيوخ بولاية بنسلفانيا، إلى أن حزبه "سيتبع القانون" في ولاية بنسلفانيا، الأمر الذي يتطلب منح  أصوات الناخبين للفائز في التصويت الشعبي.
وفي مقال رأي نُشر في تشرين الأول/ أكتوبر، قال كورمان إن المجلس التشريعي للولاية "ليس له ولن يكون له يد في اختيار ناخبي رئيس الولاية أو في تقرير نتيجة الانتخابات الرئاسية".
وقال الجمهوريون في المجلس التشريعي لولاية بنسلفانيا الأسبوع الماضي، إنهم يريدون التحقيق في مزاعم تزوير الناخبين. لا يوجد دليل على انتشار المخالفات في الولاية، لكن هذه الخطوة مقلقة لأنها قد تكون بداية لمحاولة تقويض نتائج التصويت الشعبي في الولاية. ولكن في ضربة قوية لجهود الرئيس القانونية، قضت المحكمة العليا للولاية بأن مسؤولي الانتخابات في فيلادلفيا لم يمنعوا بشكل غير لائق حملة ترامب من مراقبة فرز الأصوات عبر البريد.
كما يقوم المجلس التشريعي الذي يقوده الجمهوريون في ميشيغان بالتحقيق في الانتخابات، وكذلك الجمهوريون في ويسكونسن. لا يوجد دليل على انتشار المخالفات في أي مكان.
هل يرتبط هذا بأي شكل من الأشكال بالدعاوى القضائية التي يرفعها ترامب؟
رفعت حملة ترامب عدداً كبيراً من الدعاوى المريبة قانوناً منذ يوم الانتخابات. لا يبدو أن الغرض من هذه الدعاوى هو قلب نتائج الانتخابات فعلياً، ولكن محاولة خلق حالة من عدم اليقين واستخلاص عملية الفرز.
لكل ولاية مواعيد نهائية خاصة بها للتصديق على نتائج الانتخابات والتي يتم استخدامها بعد ذلك لتخصيص أصوات الهيئة الانتخابية الخاصة بها، في ولايتين على الأقل، بنسلفانيا وميتشيغان، تسعى حملة ترامب إلى منع المسؤولين من التصديق على النتائج.
يعتبر الجدول الزمني للمصادقة مهماً لأن القانون الفيدرالي ينص على أنه طالما يتم الانتهاء من نتائج الانتخابات بحلول 8 ديسمبر من هذا العام، فإن النتيجة "قاطعة"، وهذا يوفر ضمانة ضد الكونجرس، المسؤول عن فرز أصوات الهيئة الانتخابية، من التخمين الثاني لنتائج الانتخابات. من خلال تأجيل العملية، قد تسعى حملة ترامب إلى تجاوز هذا الموعد النهائي وخلق مساحة أكبر للمناورة لتخمين النتائج.
وقال بيلديز إنه حتى لو كان هذا هو أمل لحملة ترامب، فمن غير المرجح أن تتدخل المحاكم.
وأضاف: "ستبدأ الولايات في التصديق على مجاميع أصواتها التي تبدأ في أقل من 10 أيام، ولا يوجد أساس في المطالبات المقدمة حتى الآن للمحاكم لوقف هذه العملية".
لنفترض أن السيناريو الأسوأ قد أتى ثماره وأن الهيئات التشريعية التي يقودها الجمهوريون تطغى على إرادة الشعب في عدة ولايات. هل هناك أي ضمانات لوقف ترامب؟
نعم يوجد في ولايات ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا ونيفادا حكام ديمقراطيون سيرفضون الموافقة على مجموعة من ناخبي ترامب، حيث يظهر التصويت الشعبي فوز بايدن بولايتهم. وبدلاً من ذلك، سيقدمون الناخبين الذين يحق لبايدن أن يكونوا الفائزين في التصويت الشعبي.
بعد ذلك، يقع على عاتق الكونجرس، المكلف بفرز الأصوات من الهيئة الانتخابية، لتقرير ما يجب فعله. القانون الذي يحدد العملية الخاصة بكيفية تعامل الكونجرس مع نزاع في ناخبين من ولاية ما محير للغاية، لكن الخبراء يعتقدون أن القائمة التي يدعمها حاكم الولاية هي القائمة الصحيحة من الناحية القانونية.
هناك نظرية منافسة مفادها أن رئيس مجلس الشيوخ، مايك بنس، يمكن أن يكون له السيطرة على العملية. الخلاف على الناخبين بين مجلسي النواب والشيوخ هو السيناريو الأسوأ، ومن المحتمل أن يُطلب من المحكمة العليا الأمريكية التدخل.
بغض النظر عن طول النزاع، يحدد الدستور موعداً نهائياً واحداً حتى إذا كان العد مستمراً، تنتهي فترتا الرئيس ونائب الرئيس ظهر يوم 20 يناير، في هذه المرحلة إذا لم تكن هناك نتيجة نهائية في السباق، فإن رئيسة مجلس النواب - على الأرجح نانسي بيلوسي - ستصبح رئيسة بالنيابة.
=========================
الغارديان: اليونان تواجه إجراءات قانونية بشأن طرد سوريين إلى تركيا
https://orient-news.net/ar/news_show/186076/0/الغارديان-اليونان-تواجه-إجراءات-قانونية-بشأن-طرد-سوريين-إلى-تركيا
أورينت نت -ترجمة: زين الحمصي
تاريخ النشر: 2020-11-18 11:28
في أحدث مزاعم بأن السلطات اليونانية تقوم بطرد اللاجئين بشكل غير قانوني، سيقوم المحامون هذا الأسبوع برفع قضية في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة نيابةً عن رجل سوري يعيش في ألمانيا، يقول إنه تم القبض عليه وإرساله إلى تركيا أثناء بحثه عن شقيقه في اليونان.
وقال الشاب البالغ من العمر 26 عاماً لصحيفة الغارديان، إنه احتُجز وأجبر على ركوب قارب إلى تركيا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016. وصودرت أوراقه مما يعني أنه لم يكن قادراً على العودة إلى ألمانيا، حيث مُنح حق اللجوء، لمدة ثلاث سنوات .
قال الرجل - الذي لم يذكر اسمه - إنه سافر إلى اليونان بعد أن علم أن شقيقه البالغ من العمر 11 عاماً حاول اللحاق به إلى أوروبا، لكنه اختفى وهو يعبر الحدود من تركيا إلى اليونان.
وأضاف: "كل ما كنت أفكر فيه هو أخي". سافر إلى بلدة صغيرة في شمال شرق منطقة إيفروس حيث سمع عن الصبي آخر مرة وبدأ في عرض صورته على الناس على أمل إثارة ذاكرة أحدهم.
وذكر أن ثلاثة من رجال الشرطة أخذوه إلى مركز احتجاز، حيث صادرت السلطات اليونانية أوراق هويته وفتشته ووضعته في زنزانة مع حوالي 50 موقوفاً آخرين، حيث رأى عائلاتٍ لديها أطفال في زنزانة واحدة، كما تعرف على ضباط يتحدثون الألمانية أثناء فترة احتجازه.
قال الرجل إن السلطات نقلته في وقت متأخر من الليل إلى الحدود مع محتجزين آخرين ووضعته على متن قارب صغير عبر نهر إفروس/ ميريتش إلى تركيا. وبعد ساعات ألقى الجيش التركي القبض على المجموعة.
في حالة ذهول وبدون وثائقه، وصل في النهاية إلى السفارة الألمانية في إسطنبول بعد بضعة أيام حيث حاول أن يشرح كيف انتهى به الأمر هناك، بينما كان قبل أيام فقط في منزله في ألمانيا.
لقد مرت ثلاث سنوات قبل إعادة إصدار وثائقه. خلال هذا الوقت حاول العودة إلى اليونان وتم صدّه 11 مرة. وصل أخيرا إلى أثينا، حيث اعتمد على لطف الغرباء ليستمر على قيد الحياة. وجد محامياً من خلال منظمة حقوق الإنسان 360 اليونانية غير الحكومية، وتمكن أخيراً من العودة إلى ألمانيا العام الماضي وأعيد إصدار إقامته في أيار/ مايو.
استطرد قائلاً: "هناك الكثير من الناس الذين يتعرضون للقمع ويواجهون ظلماً شديداً... يجب على الآخرين معرفة ذلك". لا يزال يأمل في سماع أخبار عن شقيقه الصغير الذي لا يزال مفقوداً.
وقالت أماندا براون الباحثة في شبكة العمل القانوني العالمية (جلان) التي تتابع القضية إنها "مثال رمزي ومشدد لجهاز الترحيل السري اليوناني".
وأضافت: "يتم توقيف المواطن الأجنبي الموجود قانونياً بسبب عرقه وأصله القومي فقط. ثم يجرد من وثائقه ويتعرض للاختفاء القسري ويطرد بعنف بين عشية وضحاها إلى بلد لم يأت منه. ثم يُجبر على تحمل حالات متكررة من العنف على الحدود حتى يتمكن من استعادة وثائقه والعودة إلى بلده بعد سنوات".
"حتى وضع اللجوء في الاتحاد الأوروبي الذي منحته له ألمانيا لم يستطع حمايته. هذا النهج في إدارة الهجرة غير إنساني وغير قانوني بشكل واضح".
 أعادت "خدمات الطب الشرعي المعمارية" ومقرها جامعة لندن إنشاء عمليات الصد المزعومة رقمياً من اليونان إلى تركيا. وصرح ستيفانوس ليفيديس، منسق المشروع في "Forensic Architecture": "يؤكد بحثنا أن عمليات الصد في حدود Evros / Meriç منهجية وواسعة النطاق".
وأضاف: "ما يظهر هو صورة لممارسات عنيفة حيث يكون الضرب أمراً معتاداً، ويصل أحياناً إلى حد التعذيب، ويعتمد على شبكة واسعة من البنية التحتية الدفاعية للحدود بين الدول والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى المناظر الطبيعية للنهر القاتلة بحد ذاتها".
وتأمل فالنتينا أزاروفا، المستشارة القانونية لـ(جلان)، التي رفعت هذه القضية لدى هيومن رايتس 360، أن يؤدي ذلك إلى المساءلة، وقالت: "فشلت المحاكمات أمام المدعي العام اليوناني والمحاكم الإدارية لأن السلطات اليونانية استمرت في إنكار وقوع مثل هذه الحوادث".
وأضافت "إن سياسة الطرد التي تجيزها الدولة والمتمثلة في الطرد بإجراءات موجزة والاختفاء القسري على طول حدود إيفروس هي إساءة استخدام للسلطة من قبل الدولة اليونانية - لارتكاب مثل هذه الأعمال غير القانونية بشكل منهجي دون أي أثر مؤسسي، ولإخفاء الأدلة بشكل فعال على الانتهاكات وإنكار المدعي ووصول عدد لا يحصى من الآخرين إلى العدالة".
ولم ترد وزارة الهجرة اليونانية والشرطة اليونانية على طلب للتعليق.
=========================
الصحافة العبرية :
«إسرائيل اليوم» :جبهة الشمال: الحرب بين الحروب
https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=1447d3f1y340251633Y1447d3f1
بقلم: عوديد غرانوت
العبوات الناسفة التي زرعها مخربون قرب الجدار في هضبة الجولان هي مثابة دعوة استيقاظ من اعتقد بان الحرب بين الحروب في الشمال توقفت او على الاقل اخذت مهلة حتى انتهاء الحرب التي بين بايدن وترامب.
إذ انه وفقا للمنطق المعقول، فان كل الجهات ذات الصلة بممارسة الارهاب ضد اسرائيل في الجانب الآخر من الحدود، في سورية وفي لبنان، وعلى رأسهم ايران، حزب الله وسورية، كان ينبغي لهم ان يوقفوا النار تماما الى أن يتقرر نهائيا من سيجلس في البيت الابيض.
ايران، مع اقتصاد مخنوق وكورونا منفلتة العقال، تعلق آمالا عظيمة على عودة بايدن الى الاتفاق النووي وتفهم جيدا بان كل استفزاز او خطوة عسكرية غير حذرة في هذا الوقت من شأنها ان تخلق مخاطر زائدة. واذا كانت طهران بحاجة الى برهان على ما في التجلد من حكمة، فقد جاء النشر في «نيويورك تايمز» هذا الاسبوع بأن الرئيس ترامب فكر في مهاجمة المنشآت النووية في ايران قبل نهاية ولايته، ولم يقتنع بالتراجع الا بضغط من مستشاريه.
كما ان حزب الله يوجد في احدى مراحل الدرك الاسفل الاكبر في تاريخه. فهو يختنق تحت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها ادارة ترامب وغارق حتى الرقبة في أزمة داخلية خطيرة، بلا حكومة ومع سحابة كثيفة من الديون العظيمة التي تبشر بتحطم كل النظام القائم. كما أن للاسد الذي يعيش قدر كبير تحت رحمة ايران، ولحزب الله مشاكله الخاصة.
وعلى الرغم من ذلك، تبين هذا الاسبوع مرة اخرى، مع كشف ساحة العبوات في الجولان، بان ايا من محافل الارهاب قبالة اسرائيل لم يتوقف عن اعماله. حزب الله، الذي لم يتخلَ بعد عن الرغبة من الانتقام من اسرائيل عن قتل نشيط قرب دمشق وفي الاسبوع الماضي فقط اطلق طائرة مسيرة صغيرة الى مجالها، يواصل تفعيل شبكتي ارهاب في هضبة الجولان. الاولى، التي تسمى وحدة قيادة الجنوب تعمل من داخل استحكامات الجيش السوري على مسافة بضع عشرات الكيلومترات عن الحدود. والاخرى – وحدة ملف الجولان، التي تعنى باستخدام سكان محليين في اعمال ضد اسرائيل ويحتمل جدا ان تكون شاركت في زرع العبوات على الحدود أمس، وقبل ثلاثة اشهر ايضا، والتي انتهت في حينه بمقتل أربعة مخربين بطائرة من سلاح الجو.
ايران هي الاخرى، التي لا تعتزم التخلي عن تواجدها في سورية، لم تتوقف عن التوجيه والاشراف على اعمال الارهاب لحزب الله ضد اسرائيل من داخل الاراضي السورية، وفي نفس الوقت، كما يظهر التقرير الاخير لوكالة الطاقة الذرية، تواصل رغم المصاعب الداخلية تخصيب اليورانيوم في مستوى متدنٍ ووصلت منذ الآن الى كمية اكثر من طنين. هذه الكمية، عندما تخصب في مستوى عال، تكفي لانتاج قنبلتين ذريتين.
رغم حقيقة أن ايا من الجهات المشاركة في الحرب بين الحروب في سورية وفي لبنان، على جانبي الحدود، غير معنية الآن بالتصعيد العسكري، فقد اشارت اسرائيل امس الى انها لن تتجاوز زرع العبوات في الجولان بالصمت وفي ضوء استمرار جهود حزب الله، بدعم من ايران لتثبيت جبهة ثانية أمامها هناك.
في الجبهة السياسية تلوح نية لاسرائيل لمحاولة اقناع الرئيس الأميركي المنتخب عدم العودة الى الاتفاق النووي مع ايران في ظروف من شأنها فقط أن تشجع طهران على تصعيد تآمرها في الشرق الاوسط.
 
عن «إسرائيل اليوم»
=========================
صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية – إيران تبدأ مرحلة جديدة في سوريا
https://jadehiran.com/archives/20454
أكد محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية رون بن يشاي، أن الغارات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي على سوريا تحمل رسالة من تل أبيب مفادها أن "إسرائيل لن تسمح بإقامة نظام دفاع جوي إيراني على الأراضي السورية"، مشيرًا في تعليقه الذي ترجمته "جاده إيران" إلى الأهداف التي تسعى إيران لتحقيقها في سوريا، وفق ترجيحات المصادر الأمنية الإسرائيلية.
رجحت مصادر أمنية إسرائيلية أن “وضع المتفجرات على الحدود السورية، كان يهدف إلى فحص اليقظة الإسرائيلية ودراسة خيارات تنفيذ هجمات انتقامية أو التسلل”. كما رجحت المصادر أن يكون الهجوم الواسع فجرًا، الذي نفذه سلاح الجو، تحذيرا استراتيجيا لإيران، التي بدأت أخيرا بنقل أنظمة الدفاع الجوي إلى سوريا”.
الغارات استهدفت مقار للجيش السوري يديرها الحرس الثوري الإيراني تحت إشراف المليشيات السورية (التي يتقاضى رجالها رواتب من الخزينة المنهوبة في طهران)، لكن الهجوم الليلة غالباً كان بمثابة إشارة تحذير لإيران.
يبدو أن زراعة الألغام المتفجرة على حدود مرتفعات الجولان كانت تهدف إلى تلبية الاحتياجات التكتيكية، مثل اختبار اليقظة الإسرائيلية في المنطقة، وربما استعدادا لتسلل محتمل في المكان نفسه أو هجوم انتقامي في المنطقة، من شأنه أن يصيب جنودا إسرائيليين يقومون بدوريات على طول الحدود السورية.
 
الجدير ذكره أن إيران وقعت أخيرا اتفاقية عسكرية جديدة مع سوريا قبل أربعة أشهر ونصف -أعلنت عنها بحضور رئيس الأركان الإيراني محمد حسين باقري ووزير الدفاع السوري علي أيوب – الاتفاق يقضي بتعزيز الدفاعات الجوية السورية ضد الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية باستخدام الطائرات والصواريخ، وقال الرئيس السوري بشار الأسد آنذاك: “إن الاتفاق يعكس المستوى العالي للتعاون الاستراتيجي والمتعدد بين البلدين”.
عند توقيع الاتفاقية، كان من الواضح أن التغييرات ستحدث في نمط العمل الإيراني في سوريا. وبالفعل، حدثت زيادة أخيرا في شحنات الأنظمة المضادة للطائرات والصواريخ من إيران إلى سوريا، وهي شحنات مصمّمة لتعزيز نظام الدفاع الجوي للأسد، ومعظمها مصنوع في روسيا ويتم شراؤه منها.
العمل الإيراني لتعزيز الدفاع الجوي السوري يتم سرًّا، ولكن يبدو أن مسؤولين استخباريين غربيين اكتشفوه. وهذه خطوة أخرى في جهود إيران لبناء جبهة ضد إسرائيل في سوريا. كما كان هناك من هدد بإرسال بطاريات صواريخ أرض جو حديثة إلى سوريا، من النوع الذي أطاح بطائرة الاستطلاع دون طيار الأميركية في سماء الخليج العام الماضي. وقد جرت العادة في الماضي لتحريك هذه الأنظمة إلى سوريا، لكن سلاح الجو الإسرائيلي -بحسب تقارير في وسائل الإعلام العالمية- هاجمها فور هبوطها في سوريا ودمرها. لذلك، يتبنى الإيرانيون الآن طريقة أكثر سرية وأبطأ من خلال إرسال أنظمة صغيرة على أمل ألا يتم اكتشافها.
 
يمكن الافتراض أن المنشآت الإيرانية التي تعرضت للهجوم الليلة الماضية مخصصة إلى نفس الجهد، بالإضافة لإشارة من إسرائيل توضح .
من المهم التذكير أن دمشق تلقت أخيرا عدة إشارات من موسكو بخصوص استيائها من النظام في دمشق، ربما في إشارة إلى أنه سيحل محله نظام آخر أكثر ملاءمة لبوتين. ومع ذلك، فإن سوريا من خلال اتفاقية الدفاع وحرية العمل التي تمنحها للإيرانيين في أراضيها، تشير إلى موسكو بأن لديها بديل وراع آخر هو طهران.
=========================
الصحافة الايرانية :
ايران وير :هل يوظف النظام السوري ورقة المخطوفين الأمريكيين لأجل أهداف ديبلوماسية؟
https://iranwirearabic.com/archives/10754
دانة سقباني – إيران وير
يقول المترجم الخاص الذي كان يرافق الصحفي الأمريكي أوستن تايس (المعتقل حالياً لدى قوات النظام) أثناء وجوده في مدينة داريا بالريف الجنوبي للعاصمة السورية: “هُدِد تايس من قبل أشخاص يحملون أفكار جبهة النصرة في آخر أيامه قبل أن تعتقله قوات النظام، فما كان من الجيش الحر إلا أن أعاده إلى داريا بعد أن كان متوجهاً إلى جديدة عرطوز في ريف دمشق، وإثر ذلك قرر الخروج نهائياً من سوريا”.
ويتابع المترجم الذي رفض نشر اسمه لأسباب خاصة أن مدينة داريا لم تكن محاصرة بالكامل من النظام السوري في 2012، وكان من السهل الدخول والخروج منها، وقد أتى إليها تايس عبر مدينة التل (شمال العاصمة) بعد أن دخل سوريا من الحدود التركية وأقام في الشمال السوري.
كان تايس يقضي وقته مع مجموعات إعلامية وأخرى من “الجيش الحر” ولم تكن تمتلك أسماءً حينها، وكان كل منها يضم 10 أشخاص من أبناء المدينة، سواء المجموعة الإعلامية التي نقلت ما حدث في داريا للخارج، أو مجموعات “الجيش الحر” (نواة جيش المعارضة) التي تحمي أهالي المدينة بحال الهجوم، كما قابل اللجان الثورية وفق ما أكده المترجم وشخصاً آخر اسمه تمّام.
فرضية
حذر المترجم من الروايات التي قد تخرج حول تايس، معللاً ذلك بانقضاء ثماني سنوات على الحادثة، ولأن تايس كان يتنقل كثيراً بين المجموعات، ويقابل الكثير من الناس، يقول المترجم: “لقد قابلَ الكثير من الناس، ولكن لأوقات قصيرة إما للقائهم فحسب أو لمصلحة، وقد كنتُ محظوظاً لأني من الأشخاص الذين مكثت معه أكبر وقت ممكن”.
تواصل موقع “إيران وير” مع 13 شخصاً من داريا لمعرفة المزيد من التفاصيل حول الأيام الأخيرة التي قضاها تايس في المدينة، وامتنع الجميع عن الإجابة عدا المترجم وتمّام، وكانت روايتهما متقاربة، لكن هناك شائعات حاول موقع “إيران وير” التحقق من إحداها.
وعن إمكانية تسليم تايس من قبل عناصر يحملون أفكار جبهة النصرة للنظام السوري، تواصل الموقع مع أحد المراسلين في مدينة حلب، وكان قد انشق عن الخدمة العسكرية للنظام عام 2012 في داريا، وأقام فيها نحو سنتين، فقال: “لا أظن تصرفات كهذه كانت تحصل في تلك الفترة إذ أن الثورة كانت في أوجها.. نعم ربما كانت هناك تهديدات، لكن لا أظن أنه جرت عمليات تسليم وبيع”.
ونفى الشاب تمّام فكرة أن يكون هناك تهديد موجه لتايس، خاصة وأن جبهة النصرة كانت تتشكل حديثاً بعيداً عن العاصمة، إذ أنها أعلنت عن بيان تشكيلها قبل فقدان تايس بثمانية أشهر (24 يناير كانون الثاني/ 2012).
من هو أوستن تايس؟
صحفي أمريكي ومصور مستقل من مواليد عام 1981 بمدينة تكساس يدرس في كلية الحقوق بجامعة جورج تاون وهو من قدامى المحاربين في مشاة البحرية.
في مايو أيار/ 2012 اختار الذهاب لسوريا لتغطية الأحداث الحاصلة هناك، ودخل الشمال السوري عن طريق الحدود التركية، كان يعتزم الخروج من سوريا عن طريق لبنان في 14 أغسطس آب من نفس العام، لكن قبلها بيوم وخلال توجهه للبنان اختفى بعد خروجه من مدينة داريا، ويقول أهله إنه اعتقل عند نقطة تفتيش بعد مغادرته بوقت قصير، وتقول الولايات المتحدة إنه مختطف في سوريا.
بعد 5 أسابيع من اختفائه ظهر فيديو مدته 43 ثانية يبين أنه “على قيد الحياة” دون وجود رسائل مصاحبة، وقد شكك أمريكيون بمصداقية الفيديو، فيما قدم مكتب التحقيقات الفدرالي مكافأة تصل إلى مليون دولار مقابل المعلومات التي تؤدي إلى مكانه وعودته سالماً.
ووفق ما نشر موقع الجزيرة نت فإن تايس موجود في سجن الطاحونة الخاص بالحرس الجمهوري قرب أحد القصور الرئاسية المطل على مطار المزة العسكري.
مجد كم الماز
طبيب نفسي حصل على الجنسية الأمريكية، وهو من مواليد دمشق وأب لخمسة وجد لـ13 طفلاً، قدّم عام 2004 علاجاً مجانياً للناجين من إعصار كاترينا، وتسونامي الإندونيسي، والحرب في كوسوفو، وكان يريد معالجة السوريين في عيادته التي افتتحها في لبنان، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
وبعد وصوله إلى العاصمة دمشق عام 2017 تم إيقافه في إحدى نقاط التفتيش العسكرية، وخرجت أنباء تتحدث عن احتجازه في مطار المزة العسكري، فيما أبلغت الحكومة السورية السفيرة التشيكية إيفا فيليبي (الوسيطة بين الولايات المتحدة وسوريا) أن كم الماز ليس عندها، ولم تستطع العائلة معرفة أية تفاصيل إضافية.
الولايات المتحدة وسوريا
في أغسطس آب لهذا العام زار كبير مديري مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي الأمريكي والمبعوث الخاص لوزارة الخارجية لشؤون الرهائن العاصمة السورية دمشق لإجراء محادثات مع علي مملوك رئيس جهاز استخبارات مكتب الأمن القومي في حكومة النظام السوري، في محاولة لتأمين إطلاق سراح الأمريكيَين المحتجزين لديه (أستن تايس ومجد كم الماز)، ولكنه لم يُحرز أي تقدم عن هذه الخطوة، رغم الوساطة اللبنانية بين الطرفين وفق ما كشفه روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى عبر تويتر.
وفي ذكرى اختفاء تايس نشرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بياناً أوضحت خلاله أن ترامب كتب للرئيس السوري اقتراح حوار مباشر.
وفي 25 مارس آذار طالبت الخارجية الأمريكية في بيان لها النظام السوري باتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين بمن فيهم المواطنين الأمريكيين المعتقلين “تعسفاً” لدى النظام وفق البيان.
وكانت وكالة المخابرات المركزية قد أرسلت مسؤولاً رفيع المستوى في 2018 للقاء علي مملوك  “حيث أثار المسؤول قضية تايس” وفق صحيفة نيويورك تايمز.
وفي 2017 اتصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بعلي مملوك مدير وكالة المخابرات المركزية حينها من أجل “فتح قنوات اتصال خفية”، وقال مسؤولون إن واشنطن أرسلت وسيطاً للنظام السوري، وقد سلمه رسالة غير متوقعة من الحكومة الأمريكية، لكن الجهود توقفت في العام التالي بسبب شن قوات النظام السوري هجوماً كيماوياً على ريف دمشق حيث تسيطر قوات المعارضة.
وقال المحلل السياسي والاستراتيجي وعضو الوفد الحكومي السوري المفاوض في جنيف أسامة دنورة لوكالة سبوتنيك الروسية إن الزيارات الأمريكية تعكس “استعادة المنظور الأمريكي حيال سوريا، والإقرار بالتواصل مع الدولة السورية ضمن ظروفها الراهنة” وفق تعبيره.
وتعيش كل من الولايات المتحدة وسوريا علاقات دبلوماسية محدودة، إذ أغلقت أمريكا سفارتها في دمشق عام 2012، كما أمرت بإغلاق السفارة السورية في واشنطن عام 2014، وفرضت الأخيرة على دمشق منذ عام 2011 عقوبات طالت مسؤولين وهيئات بسبب انتهاكهم لحقوق الإنسان.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن الحكومة السورية لم تُقِر علناً باحتجاز الأمريكيَين لديها، وقد فسر ذلك الدبلوماسي السابق بسام بربندي في حديث لـ “إيران وير”، وقال إن اعتراف النظام باعتقال الأمريكيين سيفتح له أبواباً مختلفة وأكثر جدية “ليس فقط أمريكية بل ودولية” “وهو يلعب بهذه الورقة بشكل غير مباشر”.
وأوضح الدبلوماسي أن النظام السوري يسرب معلومات وتفاصيل بشكل غير مباشر للأمريكان دون تبنيها، كما اعتبر أن هناك قنوات تبادل معلومات بين النظام السوري والولايات المتحدة بشكل غير مباشر.
ووافق بربندي على أن النظام السوري لن يطلق سراح المعتقلين دون الحصول على مقابل سياسي، ويريد فتح حوار مع أميركا يُحقق فيه تطبيع العلاقات وإعادة شرعيته انطلاقاً من ملف المخطوفين الأمريكيين لديه، مضيفاً أن النظام لا يستطيع تقديم شيء بشكل منفصل عن الروس أو إيران.
=========================