الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 18/12/2016

سوريا في الصحافة العالمية 18/12/2016

19.12.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية : الصحافة الامريكية : الصحافة العبرية والتركية :  
الصحافة البريطانية :
إندبندنت: بريطانيا ترفض تلبية طلبات اللجوء للمئات من أطفال مخيم كاليه
http://www.raialyoum.com/?p=584401
أكد محامون يمثلون الأطفال المهاجرين الذين سكنوا في مخيم كاليه الفرنسي أن السلطات البريطانية ترفض طلبات الأطفال الراغبين في الوصول إلى البلاد، وفقا لصحيفة “إندبندنت”.
ويتواجد في فرنسا حاليا نحو 1900 طفل وقاصر من مخيم كاليه، الذي تم هدمه، في 24-26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهم في انتظار إصدار التصاريخ لدخول أراضي بريطانيا.
وأفاد المحامون الذين يمثلون أطفال كاليه في بريطانيا أن المئات من تلك الطلبات قوبلت بالرفض.
ونقلت الصحيفة عن توفيق حسين، ممثل مكتب محاماة “Duncan Lewis”، قوله: “وفقا للمعلومات التي تلقيناها، يبدو أن تلك عملية نظمتها وزارة الداخلية البريطانية والسلطات الفرنسية. وتم إبلاغ الأطفال شفويا برفض تلبية طلباتهم لكن دون تقديم أية توضيحات خطية عن أسباب الرفض. إنه أمر صادم والأطفال يشعرون بخية الأمل”.
وأوضح حسين أن السلطات البريطانية منعت عشرات الأطفال، من المجموعة التي يمثلها في بريطانيا، من الدخول إلى أراضيها.
من جانبها، قالت الداخلية البريطانية أنها “استقبلت أكثر من 750 من هؤلاء الأطفال”، مضيفة أنها تتعاون مع السلطات الفرنسية “لنقل جميع الأطفال، الذين يتمتعون بحق اللجوء في بريطانيا، والتحقق من أن جميع الأطفال تلقوا معلومات حول كيفية تقديم طلبات اللجوء من فرنسا”.
وكان المخيم العشوائي في كاليه شمالي فرنسا يضم، وفقا لبعض التقديرات، أكثر من 10 آلاف مهاجر وكان يأوي العديد من الأطفال بدون أولياء أمورهم.
========================
صاندي تلغراف: سقوط حلب يدشن مرحلة جديدة من النزاع في سوريا
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-38355241
نشرت صحيفة صاندي تلغراف مقالا تحليليا عن تبعات سيطرة القوات السورية الحكومية على مدينة حلب، وخروج فصائل المعارضة المسلحة منها، وتأثير ذلك على النزاع المسلح في البلاد.
ويقول الكاتب كون كوغلين إن النصر الذي حققته القوات السورية الحكومية في حلب لا يتوقع أن ينهي النزاع في البلاد، لأن فصائل المعارضة المسلحة تعهدت بمواصلة القتال.
ويذكر كوغلين أن حلب كانت، منذ اندلاع النزاع ضد نظام الرئيس، بشار الأسد، محط أنظار المعارضة المسلحة، لأن المدينة بعدد سكانها البالغ عددهم أكثر من مليونين، مركزا ماليا واقتصاديا في سوريا.
ويضيف أن المدينة لم تكن في البداية مسرحا للاحتجاجات التي بدأت في عام 2011، "لكن الانتفاضة وصلت إليها سريعا بحكم قربها من تركيا، التي تدعم السنة في سوريا في سعيهم لإسقاط الدكتاتورية العلوية، المتحالفة مع إيران الشيعية".
ولم تتمكن فصائل المعارضة المسلحة في هجومها عام 2012 من السيطرة على كامل حلب، التي بقيت مقسمة بين قوات النظام المدعومة من روسيا وإيران غربا والمعارضة المدعومة من دول غربية وعربية شرقا.
ويقول الكاتب إن التدخل الروسي في النزاع عام 2014 هو الذي رجح الكفة ميدانيا لصالح القوات الموالية للنظام السوري، وإن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين تدخل في سوريا بعدما تراجع الولايات المتحدة وبريطانيا عن تعهدهما بقصف النظام السوري إذا واصل استعمال الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري.
"وسمح التعاون بين الغارات الجوية الروسية وقوات الحرس الثوري الإيراني والمليشيا الشيعية مثل حزب الله لقوات النظام بشن حملة لاستعادة السيطرة على كامل حلب"، وتكون بذلك أحكمت سيطرتها على كبريات المدن في البلاد، بحسب ما ورد في المقال.
لكن الكاتب يستبعد أن تنهي معركة حلب النزاع في سوريا، لأن الكثير من فصائل المعارضة المسلحة تعهدت بمواصلة القتال، حتى إن اضطرت إلى الانسحاب من المدينة، ويتوقع أن تنتهج هذه الفصائل حرب العصابات، التي يعرفها الجيش الروسي منذ حرب أفغانستان في الثمانينات.
ويقول كوغلين إن النظام السوري لا بد أن يدرك أن الوحشية التي تعامل بها مع المدنيين العالقين وسط المعارك، لا يمكن إلا أن تزيد في حشد أتباع الجماعات المقاتلة مع المعارضة.
ويتوقع الكاتب أيضا من تركيا والسعودية ردة فعل على سقوط حلب، بمواصلة دعم الجماعات المقاتلة ضد الأسد والإيرانيين.
 
========================
صاندي تايمز :"إعدام سجناء"
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-38355241
ونشرت صحيفة صاندي تايمز تقريرا عن خروج المدنيين من شرقي حلب، يذكر فيه، زهير الشمالي، تجربته الشخصية وتعامل المجموعات المسلحة الموالية للحكومة مع المدنيين اللاجئين إلى مناطق سيطرة الحكومة.
ويقول الكاتب "بمجرد وصول سيارة الإسعاف التي تتقدم القافلة إلى معبر جنوبي حلب الذي تسيطر عليه قوات المعارضة صرخ مسلحون في وجوهنا وأمرونا بالنزول من الحافلات، وكان قادتهم من الروس، ثم انتشر جنود من الجيش الحكومي وعناصر من المليشيا الموالية له بين الحافلات التي كان تفترض أن تنقلنا من معبر الراموسة".
ويضيف أن "الجنود وعناصر المليشيا أنزلوا عددا من المدنيين وأوثقوهم ثم أخذوهم إلى ساحة وأرغموهم على نزع ملابسهم تماما على الرغم من البرد، وكنت أشاهد كيف كان عناصر المليشيا يأخذون ضحاياهم، ويشتمونهم ويشتمون أمهاتهم، بعبارات طائفية، وكل من يقع في الفخ ينحى جانبا ويتعرض للضرب ويسلب من أي مال أو هاتف في جيبه".
ويواصل زهير روايته: "يزداد التوتر ويأخذون العشرات من المدنيين عنوة ، وقتلوا أربعة قريبا مني، وكان الكثيرون يرتعدون من الخوف ويبكون، عندما يضع عناصر المليشيا أسلحتهم على رؤوسهم ويهددون بإطلاق النار".
ويقول إن ما حدث في حلب نصر كبير للرئيس بشار الأسد وإدانة للغرب لأنه لم يقدم الدعم المناسب لهؤلاء الذين يقاتلون منذ 2011 من أجل إسقاطه.
========================
أوبزيرفر: هذه نقاط اللقاء والتناقض بين إيران وروسيا بسوريا
http://arabi21.com/story/968003/أوبزيرفر-هذه-نقاط-اللقاء-والتناقض-بين-إيران-وروسيا-بسوريا#tag_49219
عربي21- عبيدة عامر# الأحد، 18 ديسمبر 2016 10:31 ص 0
رصدت صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية، الأحد، ردة فعل داعمي رئيس النظام السوري بشار الأسد الرئيسيين، روسيا وإيران، بعد خروج سكان حلب، الأسبوع الماضي.
وقال مارتين تشولوف، الأحد، إن تأثير روسيا ارتفع بعد حلب، لكن إيران هي الفائز الرئيسي في حلب.
وأضافت الصحيفة أن روسيا، التي توسطت للصفقة مع تركيا للسماح باللاجئين، كانت تحث الطريق للقافلة نحو ريف المدينة، إلا أن إيران كانت تسعى لإيقافها.
فبالنسبة لموسكو؛ كانت صفقة وقف إطلاق النار نتيجة التدخل الروسي في حلب، حيث استطاعت أن تقدم نفسها كصانعة سلام، بعد أن هاجمت مواقع المعارضة بكثافة لأكثر من عام كامل.
أما بالنسبة لطهران، فإن السماح بمغادرة المدنيين والمقاتلين كان يمثل خسارة للسيطرة، خصوصا في الوقت الذي بدأ فيه الصعود الإيراني على الميدان يتراجع لصالح روسيا.
ومثل هذا الاختلاف لحظة فارقة في الحرب السورية، فالمصلحة المشتركة لتأمين نظام الأسد تحولت إلى أكبر قدر من المصالح.
روسيا أقل.. إيران أكثر
واعتبرت الصحيفة أن القوة الروسية أقل أهمية الآن، بينما هناك حاجة أكبر للحرس الثوري الإيراني.
ولم يكن السماح لمغادرة آخر السكان من أحياء حلب المحاصرة، بدون تحقيق مطالب، واردا لدى إيران، وخلال ساعات من الاتفاق بين تركيا وروسيا، أفسدته إيران، مطالبة بفك الحصار عن الفوعة وكفريا، والتي يحاصرها مقاتلو جيش الفتح، كما أنها أرادت تبادلا للسجناء والجثث بين حزب الله والمسلحين العراقيين.
ويمثل الانتصار في حلب أهمية كبرى لكلا الجانبين، لكنه يفيد إيران أكثر في النهاية، فتأمين ثاني مدينة سورية، وقلب البلاد الاقتصادية، لا يهم في إعادة تأسيس سيادة الدولة، بقدر ما يهم بإثبات النفوذ والأجندة في القلب الاستراتيجي للمنطقة.
فحلب، بالنسبة لإيران، تعتبر نقطة تقاطع في المشروع الإيراني لبناء ممر أرضي للبحر الأبيض، كما أنه يتوقع أن تكون في قلب مشروع طهران الجيوسياسي الجديد، الذي كان علنيا في أماكن أخرى في المنطقة.
وتفاوض المسؤولون الإيرانيون بشكل مباشر مع فصائل المعارضة، وخصوصا "أحرار الشام"، حول مصير بلدة الزبداني، غربي دمشق، حيث قالت إيران إن عددا من السنة في البلاد سيتم إرسالهم إلى إدلب، مقابل أن ينقل سكان الفوعة وكفريا إلى الزبداني.
وقال مسؤول لبناني كبير، السبت، إن "الإيرانيين لا يريدون سنة بين دمشق والحدود اللبنانية"، موضحا أن "هذه خطة واضحة لتغيير التشكيلة الطائفية على الحدود".
تغيير ديمغرافي
وفي داريا، حيث استسلمت المعارضة في آب/ أغسطس، وافقت على نقلها إلى إدلب، وجاءت مكانها 300 عائلة شيعية من العراق.
وإلى الغرب، قرب مقام السيدة زينب، اشترت إيران عددا كبيرا من الممتلكات، ورعت انتقال العوائل الشيعية، لتأمين المنطقة المحيطة بالزبداني.
ويمثل تأمين ممرات التأثير بين النقاط الشيعية أهم لحظة إيرانية منذ الثورة الإيرانية في عام 1979، بعد أن عزز وكلاء طهران تدريجيا نفوذهم في المنطقة، عبر حزب الله، ثم عبر الاحتلال الأمريكي للعراق، والذي حول السلطة السياسية من السنة إلى الشيعة، والآن عبر فوضى سوريا.
الواقعية السياسية
وتبقى الأهداف الروسية أقل ارتباطا بالأيديولوجيا، وأكثر ارتباطا بالواقعية السياسية، بحسب الصحيفة.
فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعاد تجديد حضوره في المنطقة، على حساب الولايات المتحدة، والتي يعتقد أنه تم التنازل عنها تحت الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ولا يسعى الرئيس المنتخب دونالد ترامب لاستعادتها.
ويتوقع أن يبقى التأثير الروسي في المنطقة قائما، ولكنه، وكما اكتشفت الولايات المتحدة، سيواجه تأثيرا إقليميا متصاعدا كبيرا.
========================
غارديان: ماذا ينتظر سوريا وحلفاءها وأعداءها بعد سقوط حلب؟
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/12/17/غارديان-ماذا-ينتظر-سوريا-وحلفاءها-وأعداءها-بعد-سقوط-حلب
بينما وقف السياسيون الأميركيون والأوروبيون مكتوفي الأيدي وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون على سقوط حلب، تحتفل روسيا وإيران ومعهما نظام الرئيس السوري بشار الأسد بنصر "تاريخي" يرون أنه قلب الأوضاع في الحرب الدائرة منذ ست سنوات.
أما سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامنتا باور فاكتفت باتهام الحلفاء الثلاثة بالهمجية وباستمرارهم في ارتكاب الفظائع، وهي تشاهد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة تسقط في أيدي القوات الموالية للأسد.
بهاتين الفقرتين، استهل مساعد رئيس تحرير صحيفة ذي غارديان البريطانية مقاله بعنوان "ما الذي ينتظر سوريا وحلفاءها وأعداءها بعد سقوط حلب؟".
يقول سايمون تيسدال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدم في سحقه حلب جوا ذات الوحشية التي استعان بها أسلوبا بحربه ضد الشيشان عام 2000. ولما أنهى حصارا فرضه على غروزني، وصفت الأمم المتحدة العاصمة الشيشانية آنذاك بأنها "المدينة الأكثر دمارا على وجه الأرض".

أما السؤال الذي يبرز الآن -برأي الكاتب- فهو "ثم ماذا بعد بالنسبة لسوريا؟". ويجيب بالقول إن الصراع ربما يكون قد مال على نحو حاسم في غير صالح ما يسمى المعارضة المسلحة المدعومة من الغرب والسعودية وشركائها الخليجيين، لكنه لم ينته بعد.
ورغم ذلك، يبقى نظام الأسد "ضعيفاً ومدينا بالفضل لقوى أجنبية" وثمة مؤشرات على أن حلفاءه "الظافرين" بدؤوا يتناحرون "كما اللصوص الذين يتشاجرون حول الغنائم".
"سقوط حلب وبقاء الأسد في الحكم وصعود نجم روسيا وإيران يشكل انتكاسة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ويعكس هجوم سامنتا باور على موسكو وطهران والأسد مدى وهن الغضب الذي يعتمل صدر واشنطن"
وروسيا -التي أخذ تدخلها القوي الولايات المتحدة على حين غرة، ربما تسعى الآن لوضع حد لتدخلها العسكري "المكلف" ولعب دور رئيسي كوسيط قوي بالشرق الأوسط. وسيحافظ بوتين على قواعده الجوية والبحرية بسوريا، وسيُبقي الأسد "طوع بنانه". لكنه سيحاول دحض ما تنبأ به الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن روسيا ستغرق في مستنقع "لا غور له" شبيه بما وقعت فيه بلاده في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي.
إن تحالف المصالح الذي يربط روسيا بإيران سرعان ما قد يتحول إلى إشكالية. فالمليشيات الشيعية المدعومة إيرانيا والقادمة من لبنان والعراق وأفغانستان خاضت معظم المعارك على الأرض في حلب.
ويتجدد الحديث عن "هلال شيعي" إيراني يمتد من أفغانستان عبر العراق واليمن إلى البحر الأبيض المتوسط. وعلى عكس موسكو، فإن طهران ترى نجاحاتها بمنظار طائفي.
ويرى تيسدال أن المآلات الحقيقية للصراع الطائفي الدائر بسوريا غير جذابة لموسكو. الآن وقد تفرقت قوات المعارضة المعتدلة وجرى تهميشها، فإن "المقاربة الإيرانية المتطرفة" قد تعزز دعم الأغلبية السنية في سوريا لمجاهدي تنظيم القاعدة المتمركزين حاليا في إدلب جنوب غربي حلب. كما أنها تقوي عضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يبسط سيطرته على مناطق واسعة في محيط مدينة الرقة بالشمال.
ويمضي الكاتب في عرضه التحليلي إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سيعمل على تحسين علاقات بلاده مع روسيا وقبول وضعها في سوريا وتناسي الخلافات معها بشأن أوكرانيا، وفي مقابل ذلك سيطالبها بالابتعاد عن إيران ودعم جهود محاربة تنظيم الدولة وكبح جماح طموحات إيران الطائفية في سوريا والعراق.
ويؤكد تيسدال في مقاله أن صفقة من هذا النوع تناسب إسرائيل التي تزداد خشيتها من احتمال أن تنتشر المليشيات الموجهة من إيران -مثل حزب الله- على طول حدودها مع سوريا، وبخاصة في مرتفعات الجولان.
ثم إن سلامة أراضي سوريا واستقرارها في المستقبل سيشارك في تحديده إلى حد بعيد تركيا التي لها وجود عسكري في شمال سوريا.
وبالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإن سقوط حلب وبقاء الأسد في الحكم وصعود نجم روسيا وإيران يشكل انتكاسة لسياستهما الخارجية. ويعكس هجوم سامنتا باور على روسيا وإيران والأسد مدى "وهن الغضب" الذي يعتمل صدر واشنطن، على حد تعبير المقال.
وختم تيسدال المقال بالقول إن إدارة أوروبا للأزمة المندلعة على أعتاب بابها بأنها "كارثية" وإنه لن يكون لها سلطة البت فيها.
========================
التايمز :صفقة أمريكية - روسية بدون إيران في أفق ما بعد حلب
http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/b14bdb42-2b9d-4889-8989-289836ac83bb
إعداد:عمار عوض
بينما الساسة الأوروبيون يتبادلون الاتهامات بشأن سقوط حلب، كانت روسيا وإيران والنظام السوري يحتفلون بانتصار «تاريخي» يعتقدون أنه تحول جذري في مجرى الحرب، وأن الذين يتوقعون إظهار بوتين الندم على ما جرى في المدينة لم يدرسوا خاتمة الحرب الشيشانية، عندما سحق بوتين غروزني معقل الانفصاليين، ما جعل الأمم المتحدة تصفها بأنها «المدينة الأكثر دماراً على الأرض».
بهذه الكلمات أكد الصحفي البريطاني المخضرم سيمون تيسدال في «الغارديان» أنه برغم أن الصراع يميل بشكل حاسم ضد فصائل المعارضة فإنه لم ينتهِ بعد. حيث لا يزال نظام الأسد ضعيفاً، وهناك دلائل على أن حلفاءه المنتصرين سيتشاجرون على الغنائم، وأشار إلى أن بوتين سيحتفظ بقواعد جوية وبحرية في سوريا، لكنه سيكافح لدحض نبوءة باراك أوباما بأن روسيا سوف تسقط في مستنقع مفتوح، على غرار غزو أفغانستان في 1980.
 
يرى تيسدال أن تحالف روسيا الحالي المريح مع إيران يمكن أن يصبح بسرعة مشكلة كبيرة؛ لأن الميليشيات المدعومة من إيران تفسر معركة حلب على أنها انتصار رمزي على العدو القديم في الولايات المتحدة والسعودية، ويتم إحياء حديث عن «هلال شيعي» إيراني يمتد من أفغانستان عبر العراق واليمن إلى البحر الأبيض المتوسط.. وقال، إن هذا الصراع الطائفي الدائر في سوريا ليس جذاباً بالنسبة لموسكو. وهو يحمل أصداء غير مريحة، ويعيد للأذهان ما واجهته القوات الأمريكية والبريطانية في مرحلة ما بعد غزو العراق.
في الاتجاه نفسه رأت صحيفة التايمز أن «النصر بالنسبة للأسد سيكون السيطرة على واحدة من أكبر مدن البلاد، إلا أنها تعني أيضاً أنه يسيطر على ثلث الأراضي السورية، فتنظيم «داعش» يسيطر على المناطق الشرقية في البلاد، كما أنه أعاد سيطرته على مدينة تدمر، في معركة عكست الضغوط على الحكومة السورية، واعتمادها الكبير على الطيران الروسي». وسيطر «داعش» على القاعدة الجوية الروسية خارج المدينة، بعد انسحاب القوات الموجودة فيها على عجل، واستطاع التنظيم أخذ كميات مهولة من الغنائم شملت أنواعاً مختلفة من صواريخ أرض-أرض، وكذلك الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات. هذا النصر الخاطف للتنظيم يمكن رهنه لانشغال التحالف الروسي السوري بمعركة حلب، لكنه يعكس من ناحية ثانية أن التنظيم لن يكون خصماً سهلاً، وأن معركة حلب ستصب في محور شرعنة تحالفاته مع أغلب الشعب السوري الذي سيرى فيه المنجي الوحيد من سيطرة قوى طائفية على سوريا.
وكان مدير المخابرات الخارجية البريطانية (MI6) أليكس يونغر، حذر من أن الحملة العسكرية الوحشية، التي تقوم بها روسيا ونظام الأسد في سوريا، تخلق جيلاً من الإرهابيين، الذين سيشكلون خطراً على المجتمع الدولي، بما في ذلك بريطانيا.
ورأت التايمز أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب القادمة التي بدت صديقة للرئيس الروسي بوتين، لها أولويتان في سوريا: الأولى أن تهزم تنظيم «داعش» أو على الأقل طرد فلوله خارج سوريا والعراق، وفي مسعاها هذا تحرص على ألا تخرج إيران بوصفها المنتصر، وتنشر «تأثيرها الضار» في عموم المنطقة عبر عناصر ميليشيات حزب الله في لبنان، والمقاتلين الذين تدعمهم في العراق وسوريا. وتضيف الصحيفة أن ترامب بعد توليه الرئاسة قد يصل إلى تفاهم مع روسيا في أن يقوما معاً بقصف تنظيم «داعش» وطرده من معقله في الرقة في سوريا.
وبدون تهديد «داعش» سيصبح من الصعب على الأسد المحافظة على صورة من يقف في الجانب الصحيح في الحرب على الإرهاب. ورأت التايمز أن إدارة ترامب ستركز على دق إسفين بين موسكو وطهران، مشيرة إلى أن محللين أمريكيين يعتقدون أن إيران مقترنة بالأسد على الرغم من، أو بسبب، ضعفه، لكن روسيا يمكن أن تقبل ببديل يتمتع بولاء الجش السوري ويحفظ البلاد موحدة ويسمح لها بالاحتفاظ بقاعدتها البحرية في طرطوس. وتختتم الصحيفة بالقول، إنه قد تكون ثمة مساومة قادمة، لكنها ستكون بشعة وخطرة، وتتم على قبور 400 ألف شخص ممن قتلوا في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس الأسد. وإن من انقاض حلب سيخرج مقترب جديد للنزاع سيسمم السياسة العالمية.
ويرى تيسدال أن من شأن هذه الصفقة الكبرى، أن تتناسب مع «إسرائيل» أيضاً، التي ظلت تدق ناقوس الخطر بتزايد احتمالات انتشار الميليشيات الموجهة من إيران، قريباً على طول حدودها مع سوريا، ولا سيما حزب الله، وخاصة في مرتفعات الجولان. ومن الممكن أن تقبل التسوية التي فرضتها روسيا في سوريا إذا جلبت الاستقرار وقلصت نفوذ إيران.
من جهة أخرى يرى تيسدال أنه، سيتم تحديد سلامة سوريا في المستقبل والاستقرار إلى حد كبير من قبل تركيا، التي يعد رئيسها رجب طيب أردوغان، أحد الخاسرين للحرب. لكنه بعد الانقلاب صارت أولويته الأمن، الداخلي والخارجي. و تحقيقاً لهذه الغاية، فقد صحح العلاقات مع بوتين وباستثناء القوى الغربية، رتبت تركيا وروسيا صفقة إخلاء حلب هذا الأسبوع. ولكنه يشير إلى أن تعاون أردوغان مع إيران المنافس التاريخي له، مبني على مصالحهما المشتركة في كبح «داعش» وسحق الحكم الذاتي الكردي، خاصة أن إيران لديها أقلية كردية كبيرة.
بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مع سقوط حلب، و بقاء الأسد وروسيا والهيمنة الإيرانية، فإن ذلك يمثل انتكاسة للسياسة الخارجية لهما، وأن النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط هو الآن في أدنى مستوى، وكذا الاتحاد الأوروبي؛ حيث تلطخت مصداقيته كعنصر فاعل دولي، وعلى المدى الطويل سيكون له رأي ضعيف، أو لن يكون له رأي أصلاً. يقول ريتشارد سبنسر في التايمز، إن مسؤولين أوروبيين قد اقتنعوا بأن المطالب الغربية السابقة بتنحي الأسد باتت غير واقعية، كما أن ثمة إحساساً متزايداً بأن الولايات المتحدة قد نحيت جانباً، بوصفها شريكاً في المفاوضات الغربية هناك. ومقترحات الاتحاد الأوروبي الجديدة تتضمن نقل السلطات إلى المحافظات السورية، الأمر الذي سيسمح لقوى «المعارضة المعتدلة» بالاندماج بالقوات الأمنية المحلية، مع الحفاظ على المؤسسات المركزية للدولة، ولكن تحت تنظيم أكثر ديمقراطية. ولم تذكر المقترحات شيئاً بشأن مستقبل الأسد.
بهذا نخلص إلى أن سيناريوهات ما بعد حلب، تتضمن بقاء الأسد في السلطة، ولكن من غير المعلوم إلى متى، وحدة روسية أمريكية في محاربة «داعش» كهدف استراتيجي أولي، مع مساومة تلوح في الأفق بشأن موقف روسيا من إيران، وأن السيناريو القاتم في هذا كله أن تنظيم «داعش» والتنظيمات المتطرفة ستجد حاضنة شعبية، وأن روسيا مرشحة للوقوع في مستنقع شبيه بعراق ما بعد الغزو، الذي سادته التنظيمات الإرهابية التي استنزفت الجيش الأمريكي، وأن التاريخ يمكن أن يعيد نفسه مع موسكو، إذا لم تصل إلى صفقة ترضي اللاعبين الإقليميين والفاعلين الدوليين في الشرق الأوسط.
========================
الجارديان: لماذا حلب؟
http://zahma.cairolive.com/?p=67210
الجارديان- ديان دارك
 ترجمة: محمد الصباغ
ما الشئ المميز في مدينة حلب السورية؟ الإجابة هي في موقعها الجغرافي، وهو نفس السبب الذي جعلها محل تنازع شديد في الحرب الوحشية الدائرة في سوريا. من يسيطر على حلب يسيطر على شمال البلاد. كما الحال في العاصمة دمشق، فمن يسيطر عليها يسيطر على الجنوب.
أسست حلب القديمة في منتصف الطريق بين الميناء الواقع في شمال البحر المتوسط واسمه أنطيوك كما جاء بالكتاب المقدس (أو أنطاكية في تركيا حاليًا) وبين شاطئ نهر الفرات، وأغلب سكانها كانوا من التجار. كانت مهارتهم في التجارة أسطورية، وضربت بهم الأمثال كالذي يقال فيه “ما يباع في القاهرة في شهر يباع في حلب في يوم.”
نتاج ذلك هو مدينة عالمية، متعددة الثقافات، والعرقيات والديانات، يقطنها مزيج من العرب والأكراد والأتراك والفرس واليهود والشراكسة والأرمن والأوروبيون. الكثير منهم كانوا لاجئين، من طوائف إسلامية ومسيحية مختلفة، وهجروا بلادهم الأصلية بسبب التمييز. استوعبتهم حلب جميعًا، وأضافتهم إلى نسيجها الغني والمتنوع.
مع نهاية القرن الثاني عشر، كان نصف سكان حلب من المسيحيين. كان السلاجقة هم المسيطرون على المدينة في  ذلك التوقيت، وهم مجموعة تركية دخلوا إلى المدينة من إيران، ثم أصبحوا مسلمين سنّة. جسدت عمارتهم هذا المزيج، لكن الشئ الوحيد الذي يمثلهم، هي مئذنة المسجد الكبير بحلب، وسقطت خلال تبادل إطلاق النار في عام 2013.
مثلت تركيبة فريدة من نوعها تتألف من الفارسية، والعربية والتركية، حيث تتشابك أعمدة المسجد الكلاسيكية مع النقوش الإسلامية والأفاريز.حينما وصلت الحرب إلى حلب عام 2012، مثل المسلمون السنّة 70% من سكان المدينة في حين مثل المسيحيين والإقليات الأخرى نسبة 30%. ربما هذه الديموغرافيا على وشك أن تتغير، كما تفعل الحرب في كل سوريا.
ربما يمكن قراءة أغلب تاريخ حلب من خلال العمارة. فبقايا الحملات الصليبية مثل كنيسة القديسة هيلينا، تحولت إلى مدرسة للدين الإسلامي، ولا تزال راسخة بجوار أسواق المماليك ذات القباب الحجرية. وهذه المتاهة من المحلات التي تشبه أجسام الثعابين قدمت نفسها كمخابئ لمعارضين الذين بدأت القوات الحكومية في قصفهم بداية من سبتمبر 2012، مما تسب في حرائق هائلة أجبرت حوالي 40 ألف تاجرًا إعلان الإفلاس بين ليلة وضحاها.
هذه إحدى المفارقات الكثيرة التي تشهدها حلب خلال الحرب الجارية منذ 2012، وفيها كانت العاصمة والمدينة التاريخية دمشق، معقلا عسكريًا قويًا والتي من خلالها أمطرت مدفعية حكومة الأسد تراث حلب الثقافي ودمرت أسواقها وأثارها التاريخية.
========================
 صحافة بريطانية: الاف المدنيين السوريين يغادورن حلب المحاصرة تحت مظلة دولية
http://www.mansheet.net/world/154401.html
المئات يغادرون أحياء حلب المحاصرة في أول أيام الاجلاء”،صحيفة الجارديان اشارت الى ان أكثر من 2000 من المدنيين في أحياء حلب المحاصرة من قبل قوات النظام السوري والقوات المتحالفة معها قد قاموا بالخروج منها في حافلات بناء على اتفاق تم بوساطة تركية روسية.
واوضحت الصحيفة ان الاتفاق يجري برعاية ومراقبة من منظمة الصليب الأحمر حيث يتوقع أن يقوم آلاف آخرون بالخروج من الأحياء المحاصرة خلال الأيام المقبلة.
وذكرت الجارديان أن الحملة الأخيرة على المدينة أدت إلى مقتل 1000 شخص على الأقل وتشريد الآلاف بينما يعيش اخرون في بقايا مبان مهدمة دون أن تتوفر لهم أي معونة طبية أو غذائية.
واعتبرت الصحيفة ان استرداد النظام السوري لحلب يضع نهاية لفصائل المعارضة في تلك المدينو التي تمكنوا عام 2012 من السييطرة على نصف المدينة الشرقي.
وقاضافت الصحيفة ان الاتفاق يسمح بخروج المدنيين والمصابين والمقاتلين الذين يحملون أسلحة صغيرة من أحياء المدينة مشيرة إلى أنه جاء بعد انهيار اتفاق سابق لإجلاء المحاصرين في حلب بسبب الاعتراضات الإيرانية عليه.
فاينانشيال تايمز: القوى الدولية المؤيدة لبشار نجحت في مساعدته في استعادة حلب
هزيمة المعارضة في حلب جاءت مصحوبة بإراقة الدم والمواد المتفجرة الحديثة التي كانت تنزل على سكان المدينة كالمطراضافة للحصار منقبل قوات النظام الذي نجح اخيرا في استعادة السيطرة عليها
صحيفة فاينانشيال تايمز اشارت الى ان سقوط حلب لن يحقق الاستقرار في هذا البلد كما تتوقعه القوى المختلفة التي تؤيد بقاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد مثل تركيا وايران وروسيا
واوضحت الصحيفة ان ايران حققت مكاسب عديدة على الارض في تلك المدينة المنكوبة واستطاعت ان تساعد بشكل كبير في استعادة النظام لحلب
وذكرت الصحيفة ان روسيا كقوة عالمية لا تتوانى عن تأمين مقعد لها في مقدمة مسرح الأحداث العالمي حتى ولو اضطر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحويل حلب إلى جروزني جديد
واضافت الصحيفة ان روسيا وإيران حليفان في سوريا ولا ينكر أحد أنهما نجحا في الحفاظ على نظام الاسد وتابعت الصحيفة قولها ان ايران سعت الى ابقاء النظام السوري بكل قوة قبل مراسم تنصيب الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب .
========================
الصحافة الامريكية :
جيوبوليتيكال فيوتشرز: ما الذي تخبرنا به معارك تدمر الأخيرة حول تنظيم داعش وروسيا والنظام السوري؟
http://all4syria.info/Archive/372095
كلنا شركاء: جيوبوليتيكال فيوتشرز – ترجمة شادي خليفة- الخليج الجديد
تغيرت الأيادي المسيطرة على تدمر، المدينة الصغيرة المعروفة بآثارها القديمة، للمرة الثالثة خلال عام ونصف. وكانت «الدولة الإسلامية» قد شنّت هجومًا منسقًا على المنطقة يوم 8 من ديسمبر/ كانون الأول، وبحلول يوم 11 من ديسمبر/ كانون الأول كانت المدينة قد سقطت. وتهدد قوات «الدولة الإسلامية» الآن قاعدة تياس الجوية السورية، التي تبعد ما يقارب الـ 30 ميلًا غرب تدمر، والقتال مستمر حتّى لحظة كتابة هذه الكلمات، على الرغم من استمرار السيطرة السورية على أرض الواقع حتّى الآن.
وكانت المرّة الأخيرة التي تغيّر فيها وضع تدمر في مارس/ أذار الماضي، عندما استطاع خليط من 5000 من قوات الجيش السوري وميليشيات متنوعة مدعومة بغطاء جوّي روسي في أخذ السيطرة من بين يدي «الدولة الإسلامية».وكان هذا النصر أجوفا إلى حد كبير، حيث تمّ الاحتفال بالانتصار من قبل إعلام سوريا وروسيا بفرحةٍ طاغية، قبل أن تستعيدها مؤخرًا «الدولة الإسلامية» من جديد. وفي 28 مارس/ آذار، كتبنا أنّ استسلام «الدولة الإسلامية» في تدمر لن يكون دائمًا. فقد استولى التنظيم على تدمر حين سنحت لها الفرصة، وهو ينتظر فرصًا جديدة في المستقبل ليعيد الكرّة.
وقد حلَّ هذا المستقبل الآن، ولذلك تأثير على كل الأطراف الفاعلة الرئيسية، «الدولة الإسلامية» وروسيا وسوريا. وبالنسبة لتنظيم الدولة فتدمر هي هدف الفرصة. ولم تكن قوات «بشار الأسد» التي استعادت تدمر في مارس/ آذار قوةً موحّدة، وتضاءلت قوّتهم في الأشهر الأخيرة بتراجع بعضهم لمساعدة الميليشيات الشيعية في معركة الموصل، وتوجه بعضهم للمساعدة في معارك حلب. ورغم ما يشاع عن تضاؤل كبير في قوة «الدولة الإسلامية» وتأثيرها، إلّا أنّ عملية تدمر تظهر أنّها لا تزال قوّة ذات قدرات قتالية معتبرة.
الدولة الإسلامية
لم تتخلّ «الدولة الإسلامية» أبدًا عن تدمر حتّى عندما خرجت منها مارس/ آذار الماضي. وفي مايو/ أيارعلى سبيل المثال، أطلقت «الدولة الإسلامية» عملية لتأمين حقل غاز الشاعر شمال تدمر، وقامت في هذه العملية بقصف قاعدة تياس الجوية. وسبّب ذلك دمارًا كبيرًا للقاعدة وأضرارًا لحقت بمروحيات روسية كانت متمركزة هناك. وتركّز «الدولة الإسلامية» على تدمر لمصلحتها الاستراتيجية هناك، حيث تلتقي 3 طرق سريعة تربط حمص ودمشق ودير الزور. وعندما تراجعت «الدولة الإسلامية» عن تدمر في الماضي، استمرت في إحكام سيطرتها على الجزء المؤدي لدير الزور، وهي المدينة المفضلة الثانية لتنظيم الدولة.
وإلى جانب أهميتها الاستراتيجية، استولت «الدولة الإسلامية» على تدمر لسببين. الأول، أنّها فقدت الكثير من الأسلحة والذخائر التي كانت تمتلكها، وقد أظهرت وكالة أعماق، الذراع الإعلامي للتنظيم، مقاطع لجنود الدولة يغنمون كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والدبابات التي خلفتها قوات الأسد «المنسحبة». ويكشف هذا نقطة ضعف كبيرة عند «الدولة الإسلامية»، وهي عدم قدرتها على إنتاج الأسلحة والذخائر الخاصة بها. بالإضافة إلى الضغط الشديد على قوات التنظيم من قبل الجيش الحر المدعوم من تركيا في مدينة الباب، وتعرض أراضيها في العراق لضغط كبير، لاسيما في الموصل.
والسبب الثاني، هو ما يظهر من استحواذ «نظام بشار» على حلب أخيرًا، مع إعلان الإعلام التابع للدولة السورية أنّ حلب قد «تحررت» عن طريق «قوات الأسد» يوم 12 ديسمبر/ كانون الأول. لكنّ الجيش السوري لازال بعيد كل البعد عن هدفه، ولا تزال جيوب كبيرة للمتمردين موجودة، لاسيما في إدلب. لذا فقد يحتاج «الأسد» من أجل تعزيز مكاسبه إلى بدء التركيز على مواقع «الدولة الإسلامية».
وموقف «الدولة الإسلامية» مقارنةً بقوات «الأسد» أفضل فعليًا مما يبدو عليه. ففي حين تظهر قوات المتمردين في حلب قريبة من الهزيمة، فإنّ المناطق المتبقية تحت سيطرة المتمردين تقع مباشرةً بين المعقل الرئيسي للأسد في الساحل وطرق الإمداد الخاصة بحلب. وستكون هذه الطرق عرضةً دائمًا لهجمات «الدولة الإسلامية»، وقد استمرت «الدولة» في الهجوم على القرى والمناطق حول حمص في الأشهر الأخيرة. وتحتاج «الدولة الإسلامية» أن تبقى قوات المتمردين شوكة في جانب «الأسد» لكيلا يستطيع تعبئة كامل قوته. ويمكن للتنظيم مساعدة المتمردين باستهداف طرق الإمداد الروسية وإجبار «الأسد» على تحريك قواته بعيدًا عن مسرح المواجهة الرئيسي مع المتمردين. ولا يبدو أنّ «الدولة الإسلامية» تركز على حمص حاليًا، ولا تمثّل لها أهمية استراتيجية. لكن إذا كانت دفاعات حمص تشبه دفاعات تدمر، فلن تتردد «الدولة» في الانقضاض عليها.
روسيا
ولكلٍ من روسيا وسوريا، ففقدان تدمر، ولو كان مؤقتًا، أمرٌ محرج للغاية. ولا تزال الأرقام حول المقاتلين المشاركين في هذه العملية مشوشة، لكن ذكرت تقارير روسية وسورية أنّ قوة كبيرة لتنظيم «الدولة الإسلامية» مكون من 4 آلاف إلى 5 آلاف مقاتل دعمتها دبابات ومدرعات من عدة اتجاهات. وقد استطاعت هذه القوات دحر دفاعات المدينة على الرغم من ادّعاء مقتل أكثر من 300 من مقاتلي «الدولة الإسلامية» عن طريق الغارات الجوية الروسية. ويشكك المحللون في هذه الأرقام، حيث من الممكن أن تكون التقارير قد بالغت في العدد لإخفاء العيوب الروسية والسورية، وأن يكون العدد الحقيقي أصغر بكثير.
وبالنسبة لروسيا، يعدّ فقدان تدمر من جديد ضربة لصورتها. وفي الحرب لا تهم الصورة كثيرًا مقارنةً بالحقيقة، لكن هذه ليست حرب روسيا. فواحد من أسباب روسيا الرئيسية للتواجد في سوريا هو اكتساب الهيبة وإخفاء نقاط الضعف لديها مع عرض محدود للقوة في سوريا.
وممّا زاد الطين بلّة، إعلان روسيا إنجاز مهمتها في مارس/ آذار الماضي حين أعلنت سحب العديد من قواتها من سوريا. لكن الحقيقة أثبتت أنّ روسيا لم يكن يمكنها التراجع. وحتّى مع المساعدة الجوية الروسية المستمرة، استغرق الأمر أكثر من عام من «قوات الأسد» للسيطرة على حلب، ولا تزال المعركة لم تنتهي، على عكس ما يروّج له التلفزيون الرسمي للنظام.
 ويظهر فقدان تدمر محدودية قدرة القوة الجوية في حسم صراعات مثل هذه، وكيف كان التدخل الروسي محدودًا في الصراع السوري فعليًا. فلم تنجح الغارات الجوية الروسية في حماية تدمر من مقاتلي «الدولة الإسلامية»، الذين يفتقرون للقدرات الجوية، ويهاجم مقاتلو «الدولة الإسلامية» الآن قاعدة جوية، تضم في العادة سربي هجوم ثابتين من القوات الجوية السورية، سو24 وسو22.
النظام السوري
وبالنسبة لنظام «الأسد»، تشوّه أخبار تدمر المكاسب الأخيرة التي حقّقها في حلب، وتظهر الوضع الصعب الذي لا يزال يعاني منه النظام. لقد قاتلت قوّات «الأسد» في حرب وحشية طوال ما يقرب من الـ 5 سنوات، وقد أرهقتهم كثيرًا العملية الأخيرة من أجل تأمين حلب، في حين أنّ العديد من معاقل المتمرّدين لا تزال في حاجة للتعامل معها. ولا يجب أن تخفي فرحة «الأسد» بما أنجزه في حلب، حقيقة أنّه لا يمتلك من القوات ما يكفي لهزيمة جميع أعدائه، حتّى مع الدعم الجوّي الروسي.
ولا تغيّر استعادة «الدولة الإسلامية» لتدمر من توازن القوة على الأرض. فـ«الدولة الإسلامية»، على الرغم من التحدّيات التي لا تعدّ ولا تحصى، ما تزال قوّة عسكرية قادرة على استغلال الفرص والحفاظ على ما لديها من معاقلها الاستراتيجية بالرقة ودير الزور، استعدادًا لمعارك المستقبل. ويبقى التدخل الروسي في سوريا محدودًا في النطاق والفعالية. ويعمل «نظام الأسد» على الحصول على الدعم الجوّي والدّعم الروسي المحدود، لكنّه يفتقر إلى القوة اللازمة لتهدئة الأوضاع في البلاد، على الرغم من النجاحات التي حقّقها مؤخرًا في حلب. ولا تزال الحرب مستمرة.
========================
واشنطن بوست :صراع سوريا.. ليس «حرباً أهلية»
http://www.alittihad.ae/details.php?id=64845&y=2016
حنين غدّار*
خلال السنوات الخمس الماضية، أصبحت سوريا رمزاً لأشياء كثيرة، أزمة لاجئين، وكابوساً يقضّ مضاجع الغرب، وملاذاً للإرهاب، وساحة لاستعراض القوة الروسية، وموئلاً للطموحات الإيرانية. وأما بالنسبة للمجتمع الدولي فلا ينظر إليها إلا باعتبارها حرباً أهلية. لكن هذا التعريف المبسط للصراع يفتقر إلى الدقة بقدر ما تنطوي على الخطورة، وهو يهدف إلى تبرئة المجتمع الدولي من مسؤولياته، وتمنح بشار الأسد الصفة الشرعية الخادعة، ويعفي روسيا وإيران المتورطتين مباشرة في الصراع من اللوم والانتقاد، ويبرر للفصائل الإرهابية إرهابها.
ولا شك في أن ما يحدث هو حرب ضد الشعب السوري، يخوضها نظام الأسد وحلفاؤه. ونحن نلمس هذه الحقيقة من خلال حصار المدن وقصفها بالصواريخ والقنابل. ووفقاً لما تقوله الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن نظام الأسد قتل 95٪ من الضحايا السوريين، وقصف الأحياء التي شهدت المظاهرات السلمية، واستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبها، وعمد إلى إطلاق الإسلاميين المتطرفين من سجونه وسمح لهم بتشكيل الفصائل المسلحة، كجزء من استراتيجية ممنهجة لإشعال فتيل الحرب الأهلية ودفع ما تبقى من معالم الثورة الشعبية إلى التطرف. وبعد أن واجه مقاومة عنيفة من فصائل المعارضة المسلحة، سمح لكل من إيران وروسيا بالتدخل لمساعدة نظامه.
ومن الحقائق الماثلة الآن أن جيش الأسد لا يكاد يشارك في الحرب، فمعظم القوات المحاربة على الأرض هي ميليشيات شيعية، منها «حزب الله» اللبناني والحرس الثوري الإيراني مدعومة بسلاح الجو الروسي. كيف يمكننا بعد كل هذا أن نسمي هذا الصراع بأنه حرب أهلية، خاصة أن المعارضة نادراً ما تقاتل قوات سورية موالية للنظام، بل تخوض حرباً مع مقاتلين أجانب في وطنها؟ وهل يكون مثل هذا الصراع حرباً أهلية في الوقت الذي نجد فيه روسيا وإيران ودول «الناتو» متورطة فيه بطريقة أو بأخرى؟
وتنطوي تسمية هذا الصراع بالحرب الأهلية على نتائج وتداعيات سياسية خطيرة. فهي تحمي الأسد من تهمة الاستبداد وتستبدله بصورة الرجل الذي يمكنه تحقيق الاستقرار. كما تعطي الانطباع بأن الصراع داخلي، بما يسمح للقوى الغربية والمنظمات الدولية بالتملّص من اتخاذ موقف منه. ونتيجة لهذا التنصل من العمل، شهد العالم أوسع هجرة جماعية للاجئين السوريين.
وعادة ما تنطوي المساواة بين القاتل والضحية على تحديات أخلاقية تؤدي في نهاية المطاف إلى شرعنة جرائم القتل ضد الإنسانية. ولقد دأب هذا النظام على تبنّي الخيار العسكري، ولم يفضل أبداً التفاوض على العنف.
واليوم، وبعد أن أصبحت إيران هي الآمر الناهي في ميادين المعارك، فيما تتكفل روسيا بلعب دور الطرف المفاوض مع المجتمع الدولي حول مستقبل سوريا، فإن الشي الوحيد الذي بقي للنظام هو مجرّد صورة وهمية تستخدمها بعض الدول لحماية مصالحها.
لذلك فالذي يحدث في سوريا ليس حرباً أهلية. وعندما نتوقف عن نعت ما يحدث بهذا الوصف، قد نتمكن عندئذ من فهم تاريخ واستراتيجية النظام وأهدافه الحقيقية.
*كاتبة متخصصة في شؤون الشرق الأوسط
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
بلومبيرغ» :روسيا وتركيا أخرجتا الغرب من سوريا
http://aawsat.com/home/article/809196/ليونيد-بيرشيدسكي/روسيا-وتركيا-أخرجتا-الغرب-من-سوريا
ليونيد بيرشيدسكي
لا يبدو أن الولايات المتحدة والقوى الأوروبية كانتا على علم بالمفاوضات الجارية بين روسيا وتركيا بشأن الاتفاق على وقف إطلاق النار وإخلاء مدينة حلب يوم الثلاثاء. بعد الاستيلاء على المدينة المدمرة، وذات الأهمية القصوى، من قبل قوات رئيس النظام بشار الأسد، لا بد وأن هذا سوف يكون الوضع الطبيعي الجديد في سوريا؛ الوضع الذي يحتل الغرب فيه موقف المتفرج بدلاً من المشاركة الفعالة.
وعلى الرغم من أن الإخلاء، الذي كان مقررًا أن يبدأ في تمام الساعة الخامسة من صباح الأربعاء، قد تأخر بسبب تجدد أعمال القتال، مع تبادل اللوم بشأنه بين مختلف الأطراف كالمعتاد، فلا تزال المحادثات مستمرة، ولكن الدول الغربية ليست طرفًا فيها هذه المرة. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صباح الأربعاء يقول إنه «لا معنى» لإجراء المحادثات مع الولايات المتحدة الأميركية، حيث تعتبر المفاوضات مع تركيا «أكثر فعالية بعد شهور عديدة من الجمود الذي لا طائل منه والذي شاهدناه مع الولايات المتحدة».
وفي حين أن وسائل الإعلام الغربية ناقشت التغريدات المريعة باللغة الإنجليزية عن الأوضاع المتردية في آخر جيوب المعارضة في حلب، كان الجانبان الروسي والتركي يتفاوضان مع قوات المعارضة ونظام الأسد، في محاولة لوضع اللمسات الأخيرة على انتصار نظام الأسد. واشتملت الصفقة المبرمة على خطة لانسحاب قوات المعارضة مما يجنب المدنيين المزيد من سفك الدماء، الأمر الذي سوف يمكن موسكو وأنقرة من تلميع صورتهما الإنسانية وارتداء عباءة صناع السلام بدلاً من صناع الأنظمة.
لم تكن لدى الولايات المتحدة فكرة عن ذلك؛ حيث قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية جون كيربي ردًا على سؤال عما إذا كانت تركيا، وهي من الدول الحليفة للولايات المتحدة، قد أطلعت واشنطن على المحادثات: «ليس لديّ علم بأنه كانت لدينا أية مؤشرات تفيد بإجراء مناقشات ثنائية للوصول إلى هذا النوع من الترتيبات. ولذلك فأنا لا أعلم بأنه كانت هناك معرفة مسبقة بالأمر». ويبدو أن سامانثا باور سفيرة الولايات المتحدة إلى منظمة الأمم المتحدة، لم تكن على علم هي الأخرى بإبرام الصفقة المشار إليها عندما كانت تلقي خطابها شديد اللهجة أمام مجلس الأمن في الأمم المتحدة الذي وجهت فيه اللوم الشديد إلى نظام بشار الأسد، وإلى سوريا وإيران، على «المساهمة في تضييق الخناق على السكان المدنيين». وتساءلت قائلة: «هل أنتم حقًا غير قادرين على الإحساس بالعار؟».
وفي مؤتمر صحافي عقد في برلين بعد ظهيرة يوم الثلاثاء، تحدثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل برفقة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن الأوضاع الكارثية والمفجعة في حلب، ولم تكن هناك إشارة على معرفتهما بالصفقة التي تجري المفاوضات بشأنها، ووجها الانتقادات اللاذعة إلى روسيا لعرقلة المحادثات. وفي مساء الثلاثاء ذاته تحدثت المستشارة ميركل ووزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير إلى نظيريهما الروسيين عبر الهاتف لمناقشة القضية السورية، من بين قضايا أخرى. وبحلول ذلك الوقت، كان قد تم الإعلان عن إبرام الصفقة. وتقول قراءة الكرملين للمحادثة الهاتفية بين السيدة ميركل والرئيس فلاديمير بوتين: «تم الاتفاق على تكثيف الاتصالات الثنائية»، وذلك في إشارة طفيفة إلى استياء ميركل من عدم إبلاغها بالأمر بدرجة كافية.
هذا هو ما يحدث عندما لا تكون القوى الغربية على استعداد للقتال أو قبول إبرام الصفقات. فإن سياسة «الشد على الأيادي» التي تعتمدها الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لم تقدم الكثير لمساعدة سكان حلب، الأمر الذي سوف يتذكره التاريخ إلى جانب أعمال العنف وسفك الدماء من قبل نظام الأسد. أما الدول التي كانت مستعدة للقتال والحديث على حد سواء فكانت هي اللاعب الحقيقي في أرض الواقع.
ولا يعني ذلك أن مصالح هؤلاء اللاعبين متسقة أشد الاتساق، على الرغم من كل شيء. فهناك مصالح متباينة لكل من روسيا وتركيا في سوريا. فمن المعروف أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هو من أشد أعداء رئيس النظام السوري بشار الأسد الحليف الوثيق للرئيس الروسي بوتين. ولدى إردوغان مشكلة كبيرة مع الجيوب الكردية في سوريا والتي يعتقد بدورها الفعال في زعزعة الاستقرار على الحدود التركية. وكان بوتين يدعم الأكراد بهدوء، وأصرت روسيا على المشاركة الكردية الفعالة في أية محادثات تتعلق بمستقبل سوريا. وقبل عام من الآن، أسقطت الدفاعات الجوية التركية إحدى الطائرات الحربية الروسية بعد عبورها الموجز للمجال الجوي التركي على مقربة من الحدود، مما أدى إلى مواجهة بين بوتين وإردوغان استمرت حتى تقدم بوتين بدعم سريع ولا لبس فيه للزعيم التركي ضد الانقلاب العسكري الفاشل الأخير.
ليس هناك حل واضح للخلافات الروسية التركية بشأن سوريا، ما لم يتم تقسيم البلاد إلى منطقة نفوذ روسية وأخرى تركية، على غرار تقسيم إيران ما قبل الحرب العالمية الأولى بين روسيا وبريطانيا، وهو الاحتمال الذي أثاره ديفيد بارتشارد الخبير في الشؤون التركية عبر مقال نشر مؤخرًا على موقع «Middle East Eye» الإخباري. وربما أن الأحداث تتجه نحو هذا النوع من الحلول الذي يتميز به عصر الألعاب السياسية الكبرى: كان بوتين وإردوغان يجريان المكالمات الهاتفية الثنائية قبل اتخاذ كل خطوة رئيسية كبيرة في سوريا. ولم يشعر أي منهما بالحاجة إلى إشراك الدول الغربية في الأمر.
ومن الواضح الآن أن روسيا تفاوضت فقط حول وقف إطلاق النار السابق في حلب مع الولايات المتحدة الأميركية كنوع من الستار للعمليات الجارية على الأرض والتي كان لها هدف وحيد؛ هو الانتصار العسكري لنظام بشار الأسد. والتحفظ التركي يسبب المزيد من القلق للولايات المتحدة. ولكن ربما لا ينبغي أن يكون الموقف التركي مفاجئًا، حيث كانت تركيا هي العضو الوحيد من حلف شمال الأطلسي التي وضعت قوات على الأرض في سوريا في العملية التي أطلقت عليها اسم «درع الفرات». وتملك تركيا المقدرة العسكرية لتحقيق المكاسب من دون مساعدة الولايات المتحدة. والقبول الروسي هو الأكثر أهمية لذلك من موافقة بقية أعضاء حلف شمال الأطلسي.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
========================
"نيويورك تايمز": عزوف واشنطن عن التدخل في سوريا زاد الأسد قوة
http://www.eda2a.com/news.php?menu_id=1&news_id=137731
كتب ماري مراد | السبت 17-12-2016 12:35
على مدى أشهر، تتراكم الجثث في شرق حلب حيث تحطمت المباني نتيجة قصف الطائرات السورية والروسية التي تركت السكان الذين لا يستطيعون الهروب من تحت الركام، والآن انتهى الأمر تقريبًا، ليس لأن الدبلوماسيون توصلوا إلى اتفاق في جنيف لكن لأن الرئيس السوري بشار الأسد وأعوانه حققوا انتصارًا في المدينة، التي ينتظر فيها آلاف المدنيين والمسلحين الحافلات لتنقلهم من منازلهم إلى مستقبل غير معلوم.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير نشرته الأمس أن الانتصار الذي حققه الأسد باستخدام القوة الساحقة في الصراع ليس الأول، مشيرة إلى أن القهر الذي وقع في حلب أضحى له صدى في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه ليثبت فاعلية العنف وعزوف العديد من البلاد من أبرزها الولايات المتحدة عن المشاركة.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعترف في آخر مؤتمر صحفي له هذا العام، الجمعة، أن الحرب السورية التي تقترب من عامها السادس كانت من أصعب القضايا التي واجهها، وأن العالم كان موحدًا في حالة من الرعب من سفك الدماء في حلب، لكن أوباما- الذي التزم بتقليل تورط العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط- دافع عن قراره بعدم التدخل بقوة أكبر.
ومن جانبها، أوضحت مها يحيي، مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، أن الرسالة التي قُدمت للقادة المستبدين في المنطقة وخارجها مفادها أن القوة تفيد وتجلب بعض العواقب، وقالت: "الجميع كان يشاهد هذا الصراع دون أن يفعل شيئًا، كانوا يشاهدون المدنيين يقتلون دون رحمة وكل ما فعلوه التغريد عن هذا الموضوع وتوقيع عرائض".
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا هو الشرق الأوسط الذي سيواجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب فور توليه المنصب في يناير، حيث أخفى الجهاديون بالمنطقة معالم الحدود، وتصاعدت روسيا، وإيران تتمدد من خلال الميليشيات القوية، وذلك في الوقت الذي يتساءل فيه حلفاء أمريكا عن مقدار اعتمادها عليها.
ولم يتحدث ترامب عن سياسة شاملة للمنطقة، أكثر من دعمه لإسرائيل واقتراح إمكانية عمله مع روسيا ضد داعش، وربما إقامة "منطقة آمنة في سوريا".
وأشارت الصحيفة إلى أن المحللين بدأوا يضعون حلب على قائمة الأماكن التي فشل فيها البشر في وقف المآسي التي ترتكب بحق المدنيين، كما هو الحال في جروزني ورواندا وسربرنيتشا، موضحة أن المقارنة ليست مثالية لكنها مفيدة.
فمعظم التقديرات تعتبر عدد قتلى الإبادة الجماعية في رواندا أكبر من عدد القتلي في الحرب السورية بأكملها، رغم أن القتل في رواندا حدث بشكل أسرع ما أعطى القوات الأجنبية وقتًا أقل للرد.
ومن ناحية أخرى، فإن قصف حلب جاء بعد سنوات من الصراع تهاجم فيه قوات الأسد المحتجين، وتلقي البراميل المتفجرة على مناطق المعارضة وتستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبها، لكن بفضل الإنترنت والهواتف المحمولة يمكن القول إن الصراع السوري وُثق أفضل من أي صراع مسلح آخر في التاريخ، لكنه فشل في تحقيق المساءلة.
وفي السياق ذاته، قال ديفيد إم كرين، أستاذ بكلية الحقوق في جامعة سيراكيوز: إن "حلب الآن رمز لمدى تراجعنا، وهو جزء من تحرك العالم بعيدًا عن القرية العالمية، فالبلدان بدأت تتحول إلى أنفسها".
 
ومع اعترافه بالضعف الحالي للعدالة الدولية، عمل ديفيد خلال الصراع السوري على تجميع أدلة لجرائم حرب محتملة ضد أطراف محتملة، على أمل مساءلة هؤلاء يومًا ما، مؤكدًا: "أؤمن حقًا أننا عبر الوقت سنتمكن من التحرك للأمام"، مشيرًا إلى أن "العدالة الدولية لن تذهب بعيدًا".
 وعلى سبيل المثال ذكر ديفيد ما حدث مع تشارلز جي تايلور، رئيس ليبيريا السابق، وكيف ساعد في وضعه خلف القضبان في محاكمة دولية بعد سنوات من ارتكاب جرائمه.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن الصراع في سوريا لم يبدأ كحرب أهلية ولكن انتفاضة شعبية تهدف للإطاحة بالأسد، لكنه رد عليها بإطلاق النار والاعتقال والتعذيب، مشيرة إلى أن الكثير من المعارضة أخذوا أسلحة للدفاع عن أنفسهم، حاصلين على دعم من أمريكا وعدد من الدول العربية، ومن هنا تصاعد الصراع الذي تدعم فيه الأسد روسيا وإيران.
ومع انحسار الدولة وانتشار الفوضى أسست الحركات الجهادية نفسها، وجذبت مجندين بالحماس الديني والتمويل، ما عزز الاتهامات التي يقدمها بشار الأسد والتي مفادها أن معارضيه كانوا إرهابيين، ومع مرور الوقت، وتضييق مساحة النشاط المدني هذا الادعاء أصبح حقيقة على نحو متزايد، ما أعطى الدول الغربية سببًا آخر لعدم التدخل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي اعتبر بشار زعيمًا غير شرعي لكنه أبقى القوات الأمريكية بعيدًا عن المعركة للإطاحة به، وقال إن الولايات المتحدة لا يمكنها حل النزاع وأن سوريا ليست مصلحة أمريكية أساسية، لافتة إلى أنه حتى عندما نشر الأسد أسلحة كيميائية لم يقصف أوباما سوريا، ما أغضب المعارضة وحلفائه ، الذين شعروا بأنه زاد من سلطة الأسد، وليس هذا فحسب لكن أوباما عقد اتفاقًا مع روسيا لتخليص سوريا من الأسلحة الكيميائية.
لكن الحرب انتشرت وأنتجت مخاوف جديدة أثرت بشكل متزايد على أمريكا وحلفائها، حيث استولى تنظيم داعش على مناطق في العراق وسوريا معلنًا إقامة "دولة الخلافة المزعومة"، كما ألهم الهجمات الإرهابية من بنجلاديش إلى سان برناردينو بولاية كاليفورنيا.
وأرسل العنف موجات من اللاجئين إلى لبنان والأردن وتركيا، وأطلق العنان لتدفق المهاجرين الذين بوصولهم إلى أوروبا قوضوا وحددتها واستقرارها، على حد تعبير الصحيفة..وستؤدي استعادة النظام السوري مدينة حلب إلى ترك المعارضة دون السيطرة على أى مدن رئيسية في سوريا، وربما الإشارة إلى نهايتها كقوة سياسية يمكن أن تضغط على الحكومة للتفاوض.
"نظام الأسد فاز بالحرب الإستراتيجية"، هذا ما أكده حسن حسن، زميل سوري في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط في واشنطن، متابعَا: "نفسيًا.. المعارضة لم يعد ينظر إليها كقوة قادرة على كسر بشار الأسد".
وأضاف حسن: "كتاب اللعبة الذي يتبعه الأسد الآن هو أنه يمكنك سحق شعب، تدمير المدن، الهجوم بالأسلحة الكيميائية، وتمكين المتطرفين، والمجتمع الدولي سيقف ولن يفعل أي شيء"، متابعًا: "هذه سابقة الحكام المستبدين الذين يشعرون بأنهم مهددون من قبل المواطنين".
ورغم ذلك، ذكرت الصحيفة أن استعادة بشار لحلب لا يعني انتهاء الحرب، حيث أعربت دول خليجية مثل قطر عن استمرار دعمها للمعارضة.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن في حلب يزداد الانقسام الطائفي حيث تدعم المعارضة قوى سنية، في حين أن الأسد يعتمد على ميليشيات شيعية تتلقى الدعم من إيران، وتدعم قوات الأسد في حلب مقاتلين من حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية من العراق وأماكن أخرى الذين يرون الحرب في شكل ديني.
وكثير من السوريين- بمن فيهم من يعيشون في أماكن خاضعة لسيطرة النظام- سيكونون سعداء عندما يسيطر النظام على المدينة بأكملها، لأنهم يرونه رمزًا للدولة الموحدة أو لأنهم لا يثقون بالمعارضة لأنها قبلت المساعدة من قوى أجنبية، والبعض الآخر سيكون ممنونًا فقط لوقف القتال.
وفي الشأن ذاته، أوضح سمير التقي، جراح وعضو سابق بالبرلمان السوري ويدير حاليًا مركز بحوث الشرق في دبي أنه الآن يتجنب مشاهدة صور حلب، حيث نشأ وبدأ حياته المهنية.
وقال سمير: "لا أتحمل النظر كثيرًا إلى تلك اللقطات لأن هذا يمكن أن يعني انهيار كلي للأخلاق وأنني يمكن أن أكون متطرفًا جدًا"، وأضاف: "انطباعي أن هؤلاء ليسوا بعيدين عن الموت، ويشعرون بالأسف لبقائهم على قيد الحياة لأن كل من يحبونهم قد ماتوا".
========================
واشنطن بوست: عند إعادة إعمار حمص، وحلب، و.. احذروا تجربة بيروت
http://syria-nass.com/واشنطن-بوست-عند-إعادة-إعمار-حمص،-وحلب،/
18 ديسمبر,2016     آخر الأخبار, صحافة عالمية, مقالات وآراء
نتج عن الصراع في سوريا تقسيم وتدمير العديد من المدن السورية، مثل حلب وحمص. وبعد توقف الحرب، هناك حاجة كبيرة لإعادة إعمار تلك المدن. لكن، يخشى خبراء من تكرار تجربة إعادة إعمار بيروت التي قسمتها الحرب، في حمص وحلب هذه المرة. وهم يرون أن هذه المدن لن يتم إعادة إعمارها، بل سيتم التخلص من المناطق المدمرة تماماً وإعادة بنائها من الصفر بواسطة، “سوليدير جديد”.
سوليدير، هي شركة بناء خاصة في لبنان أخذت على عاتقها إعادة إعمار وبناء مدينة بيروت المدمرة بعد الحرب الأهلية التي دامت من 1975 إلى 1990 من القرن الماضي. ولكن إعادة إعمار بيروت كان لها ارتدادات اقتصادية وسياسية أعطت دروساً عن طرق إعادة إعمار مدينة مدمرة.
 حولت سوليدير مدينة بيروت إلى مدينة “الإستثناءات”، حيث استقطبت فنيي العمارة، وبسبب التسهيلات الضريبية كذلك استقطبت المستثمرين الأجانب، وهذا ساعد من ناحية في دعم اقتصاد البلد، لكن من الناحية الأخرى تم هدم أبنية أثرية متأثرة بالحرب أكثر مما هدمته الحرب ذاتها، وبذلك تحولت بيروت ذات التاريخ الروماني والعثماني والمملوكي والفرنسي إلى مدينة من دون ذاكرة أو تاريخ.
تم تقسيم مدينة بيروت أثناء الحرب الأهلية بواسطة حواجز التفتيش إلى بيروت الشرقية “المسيحية” وبيروت الغربية “المسلمة”، وحتى اليوم لا تزال المدينة تعاني من أزمة بالحركة في مدخل وسط مدينة سوليدير وهو ما أطلقت عليه منى فواز، باحثة التصميم الحضري، اسم “أبنية الأمن”. في هذه المنطقة يتم حماية الممشى الجانبي خارج الأبنية العامة بواسطة حائط اسمنتي وأسلاك شائكة، مما يجبر المارين على استخدام الشارع. كما أن هذه المنطقة تحتوي على أبنية السياسيين والمقرات الرئيسية للأحزاب السياسية حيث تُغلق الطرق المؤدية إليها بنقاط التفتيش، كما أن الحديقة العامة الوحيدة حتى وقت قريب كانت مغلقة لضرورات أمنية. هذا الشعور بالضغط يجعل الناس في بيروت يتمنون العيش داخل فقاعة ويعزلون نفسهم عن المحيط، وهذا ما يدفع أكثر من نصف شباب البلد والمتعلمين إلى الهجرة للخارج في مرحلة من حياتهم.
 سوليدير كانت مثال لخلط المصلحة العامة مع المكاسب الخاصة. كانت أرباح وفوائد عملية إعادة إعمار بيروت تعود لأعضاء الحكومة المشاركين في شركات البناء أو أشخاص مرتبطين بهم. ومثال ذلك رئيس الوزراء رفيق الحريري الذي امتلك بشرائه أسهم في سوليدير بقيمة 128 مليون دولار أكبر مساهمة في الشركة التي سلمها مجلس الوزراء مشروع إعادة الإعمار الأكثر ربحاً. بالإضافة لذلك، امتلك الحريري أكبر شركة بناء خاصة وتم تعيين مديرها كرئيس لملجس التطوير والإعمار، وهذا حسب مهندس العمارة هاشم سركيس قلب المؤسسة العامة التي تراقب عمل الشركات الخاصة.
أصبح لبنان تحت وطأة ديون كبيرة لتمويل إعادة الإعمار وتجاوزت الديون  149% من الناتج المحلي. ويعتبر لبنان اليوم البلد الثالث، الأكثر مديونية في العالم. ولأن السياسيين وعائلاتهم يسيطرون على ثلث أسهم البنوك ولأن المصارف اللبنانية تمتلك حوالي 85% من الديون، كانت أرباح الدفعات تذهب إلى القياديين والسياسيين مما سبب بغرق لبنان أكثر بالديون.
 ساهم إعادة إعمار لبنان في الحفاظ على اقتصادات الحرب عندما تناغمت مصالحه مع قادة الميليشيات.  أثناء الحرب الأهلية أسست المليشيات خدمات مدنية لمناطقهم المقسمة طائفياً، قاموا بجني الضرائب من المواطنين في مناطقهم وبالمقابل أمنوا خدمات الكهرباء والماء والنظافة والتخلص من القمامة ونظموا المواصلات والطرق، بالإضافة لذلك، حولت المليشيات الحرب الأهلية إلى مصدر استراتيجي للدخل مثل تهريب الأدوية والمخدرات ونهب الميناء والمضاربة ضد الليرة اللبنانية، بالتالي كان دخل الميلشيات يصل إلى حوالي المليار دولار سنوياً، مما أمن ثروات شخصية لقادة الميلشيات وساهم بإطالة أمد الحرب.
تزامن إعادة اعمار لبنان مع مصالحة سياسية حيث أصبح أمراء الحرب السابقين، سياسيين وبرلمانيين ووزراء.
تجلى الخلل بإعادة الإعمار في بيروت بتدني وتراجع بالخدمات العامة، ففي الصيف يتوقف ضخ مياه الشرب وتسبب شاحنات المياه  أزمة سير خانقة. كما أن سرعة الانترنت لا تتجاوز 2.3 ميغابايت بالثانية مقارنة مع 22.4 للسرعة العالمية وهي لا تتوفر إلا بوجود الكهرباء، التي لا تتوفر بشكل دائم، حيث يحدث التقنين لمدة 3 ساعات يومياً في بيروت وربما تصل إلى 18 ساعة في بعض المناطق الأخرى، على الرغم من تخصيص أكبر مبلغ من ديون البنك الدولي لتأمين الكهرباء.
 قد يستطيع كل منزل شراء خزان ماء أو مولدة كهربائية، ولكن لا يستطيع التخلص من القمامة إلا بوجود خدمة عامة للتخلص منها من الشوارع، وهذا ما حصل عندما تم اغلاق مكب النفايات منذ اكثر من عام وتراكمت أكوام القمامة في بيروت.
تجاوز الانكماش الاقتصادي وانعدام الأمن بسبب الحرب في سوريا، الحدود اللبنانية. لكن يأمل صناع القرار في الأوساط السياسية اللبنانية بالحصول على فرص للمساهمة في إعادة إعمار سوريا، وكذلك في إعادة فتح المصارف والمراكز التجارية.
مع استعداد الجهات المانحة الدولية والمتخصصة في مجال التنمية لإعادة إعمار سوريا، ينبغي التعلم والاستفادة من التجربة اللبنانية، حيث أن لبنان الآن في حالة من الشلل السياسي وبنية تحتية هشة ومثقل بمديونية مهولة.
 لبنان الآن هو الحالة التي يجب أن تسعى سوريا إلى تجنبها عند توقف القتال. إن وقف الأعمال العدائية ضروري في سوريا، ولكن عند إعادة الإعمار يجب التخلص من كل الولاءات والمحسوبيات التي كانت أثناء الحرب، لأن الحفاظ على سلطة أمراء الحرب تعني استمرار قوتهم وإطالة أمد عدم الاستقرار وستصبح سوريا نموذج عن لبنان الآن بكل ما فيه من انقسام وضعف.
المطلوب الآن أكثر من إعادة الإعمار هو إعادة توجيه الاقتصاد السياسي بعيداً عن الحرب  وأمرائها.
 لبنان يمثل هذه الحالة الاشكالية لأن الجناة ومجرمي الحرب وقت الصراع هم نفسهم من تسلم المناصب السياسية في فترة ما بعد الحرب.
========================
"وول ستريت جورنال": قوّات نخبة روسية قادت غزو حلب
https://www.alaraby.co.uk/politics/2016/12/17/وول-ستريت-جورنال-قوات-خاصة-روسية-أدارت-ملحمة-حلب
يتّفق كثير من المراقبين على أن التدخّل الروسي، بشقّيه العسكري والسياسي، كان حاسمًا في ما آلت إليه معركة حلب، فالجريمة التي اكتملت أركانها أخيرًا بتهجير مئات آلاف المدنيين، تركت وراءها تساؤلات كثيرة حول طبيعة الدور الروسي، ولعلّ تخبّط إيران والنظام السوري لحظة إعلان الاتّفاق الروسي-التركي، ومحاولاتهما عرقلة تطبيقه، جعلا رواية النظام حول "النصر السوري المكتمل"، و"استعادة السيادة الوطنيّة"، في موضع شكّ.
عطفًا على ذلك، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في تقرير لها، أمس الجمعة، أن قوّات العمليات الخاصة الروسية لعبت دورًا محوريًّا في الهجوم البرّي للسيطرة على مدينة حلب، شمال سورية، مشيرةً إلى أنّ هذا الدور كان محاطًا بالسرّية.
استهداف قادة المعارضة
وأشارت الصحيفة إلى أنّه في إثر القصف الروسي؛ كانت القوات الروسية الخاصة تعمل على الأرض في حلب لقرابة شهرين، في سبيل مساعدة القوّات السورية، والمليشيات الحليفة، مع التركيز على استهداف قادة المعارضة في الجزء الشرقي المحاصر من المدينة.
واستندت الصحيفة في تقريرها إلى خبيرين عسكريين في الجيش الروسي، مضيفةً أن برنامج "فيستي نيديلي" الأسبوعي، الذي يبثّ على إحدى القنوات الوطنيّة في روسيا، عرض لقطات، يوم الأحد الماضي، لعسكريين روس من القوّات الخاصة في ساحات القتال.
إلى جانب ذلك، نقلت الصحيفة عن رئيس معهد "كاست" الروسي للأبحاث، راسلان بوخوف، أن "القوات الخاصة الروسية كانت متواجدة في حلب منذ عدّة أسابيع، حيث كُلّفت بأدوار قتالية".
ولفت التقرير إلى أن قوّات النخبة المذكورة هي ذاتها التي اضطلعت بمهمّة ضمّ موسكو لجزيرة القرم عام 2014، وهي منظّمة على نحو شبيه بقوّات العمليّات الخاصة الأميركية، التي تتواجد كذلك على الأرض في سورية.
عناصر من أوكرانيا
وبحسب صحيفة "وول ستريت"، فإن تواجد القوّات الخاصة الروسية يؤكّد أهمّية حلب الاستراتيجية بالنسبة للكرملين، وحرصه على التأكد من إمساك النظام السوري بزمام الأمور فيها، قبل البدء بأية مفاوضات دوليّة حول مستقبل سورية. وذكّرت الصحيفة بتصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة، حين لمّح إلى أن الوقت بات مناسبًا الآن للمضيّ نحو اتّفاق سلام.
ونادراً ما تعلن روسيا عن حقيقة نشاط قوّاتها الخاصة، مفضّلةً التأكيد على أن دورها العسكري في سورية مقتصر على الدعم الجوّي فحسب. غير أن الأخيرة أعادت نشر قوّاتها الخاصة في سورية بعد فترة وجيزة من تدخّلها العسكري عام 2015، وفق الصحيفة، وقد شكّلت العناصر القادمة من أوكرانيا، حيث كانت تقاتل إلى جانب المتمرّدين الموالين لروسيا، قوام تلك القوّات في المدن السورية، وفقًا لمسؤولَين مطّلعين.
ويتّفق كل من بوخوف، وكبير الباحثين في مؤسسة الأبحاث الدفاعية النرويجية، تور بوكفول، على أن العناصر الخاصة تلك أخذت تتزايد مع الوقت، وقد تركّزت مهمّاتها على تحديد الأهداف على الأرض، لزيادة دقّة الضربات الجويّة. وفي الوقت الرّاهن، يقدّر بوكفول عدد تلك العناصر ببضع مئات.
وتقول وزارة الدّفاع الروسية إن طائراتها لم تشنّ أيّة غارة جويّة داخل مدينة حلب منذ 18 أكتوبر/تشرين الأول. لكن العمليات الخاصة، في المقابل، كانت لا تزال قائمة، وفق ما صرّح به بوخوف للصحيفة، مضيفًا أنّ قوّات النخبة الروسية كانت "تستخدم لمهمّات عدة، تتراوج ما بين الدعم اللوجستي، والمشاركة بالقتال، واستهداف قيادات المعارضة المسلّحة في عمليّات محدّدة بدقّة."
وتضيف الصحيفة إلى المعطيات السابقة مقتلَ ثلاثة عسكريين روس قرب حلب خلال الأسابيع الماضية، معتبرةً أنّ هذا الأمر كان بمثابة تذكير بأن موسكو تلعب دورًا عسكريّا على أرض المعركة في سورية. لكن روسيا، على الرغم من ذلك، تصرّ على أن ضحاياها في الحرب كانوا قلة، بالنظر إلى حروبها في أفغانستان والشيشان، وهي حريصة على تأكيد أن مشاركتها في الحرب السورية محدودة، ونشر وحدات صغيرة من قوّات النخبة يناسب هذه الرّواية، كما يرى معدّ التقرير.
ساحة اختبار
في هذا السياق، نقلت الصحيفة أقوال مدير لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فيكتور أوزيروف، لوكالة "انترفاكس" الروسية، يوم الاثنين، والتي بيّن فيها أن "جنود العمليات الخاصة هم أشخاص معدّون مسبقًا لشلّ حركة الإرهابيين.. هذه ليست عملية عسكرية، إنها عملية خاصة."
لكن إلى جانب ذلك، تجني موسكو فوائد أخرى من نشر تلك القوّات، فالساحة السورية المشتعلة تظلّ مؤاتية لإكساب أولئك الجنود خبرة قتاليّة جيّدة، كما تذكر الصحيفة، وقد استغلّ الجيش الروسي ذلك لاختبار أسلحة موجّهة متطوّرة، مثل صواريخ "كروز" من طراز "كالبير".
عطفًا على ذلك، يقول بوكفول إن "روسيا تستغلّ الصراع السوري كفرصة لاختبار وتطوير عقيدة هذه القوات"، ويبيّن أن عمليّة نشر تلك الوحدات شملت أعلى المستويات، مردفًا: "القوات الخاصة تعرّف، تحديدًا، على أنّها أداة في أيدي القادة السياسيين."
ويضيف المتحدّث ذاته أنّ قوّات النخبة الروسية في سورية تتكوّن، على الأرجح، من ثلاث مجموعات، بما فيها وحدة القوّات الخاصّة في الاستخبارات العسكرية الروسية؛ بالإضافة إلى وحدة خاصّة أخرى، على غرار قوّة "الدلتا" الأميركية؛ ووحدة أخرى تدعى "زاسلون"، أو "الشاشة"، والتي تقدّم الحماية للقادة المدنيين والمنشآت الدبلوماسية.
التجربة الأميركية
بالتوازي مع ذلك، توضح الصحيفة أن قوات العمليات الخاصة الروسية تخدم عادة ضمن عمليّات مكثّفة لا تستمرّ سوى لبضعة أشهر، وفق جدول تناوبيّ مصمّم على غرار أنظمة فرق النخبة الأميركية. وتضيف أن الروس درسوا عن كثب التجربة الأميركية، ضمن مشروع التحديث العسكري الذي بدأ مطلع هذا العقد، بموازنة ناهزت مليارات الدولارات.
وفي عام 2012، سافر الجنرال نيكولاي ماكاروف، الذي أصبح لاحقًا رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، إلى الولايات المتّحدة، وتحديدًا إلى مقر قيادة العمليات الخاصة الأميركية في فلوريدا، للقاء مسؤولين عسكريين، وفقًا لوزارة الخارجية الأميركية.
هذه الرحلة، كما تفسّر الصحيفة، كانت تهدف للاستفادة من التجربة الأميركية مع القوات الخاصة، من أجل مساعدة روسيا على إنشاء قوّات مماثلة، بحسب ما صرّح مسؤول مقرّب من الجيش الأميركي للصحيفة، مستطردًا: "تلك القوّات تبدو متطابقة تقريبًا (مع القوّات الأميركية)، من الخوذ حتّى العتاد."
========================
واشنطن بوست: لماذا كانت أميركا محكومة بالفشل في سوريا؟
http://syrianow1.com/واشنطن-بوست-لماذا-كانت-أميركا-محكومة-ب/
كلنا شركاء: واشنطن بوست- ترجمة محمود محمد العبي- السوري الجديد
سقوط حلب كارثة إنسانية، وأيضاً إثبات لمخاطر اختيار المسار الوسط في نزاع عسكري.
في بعض الأحيان، من الممكن أن نتحدث ونقاتل في نفس الوقت. ولكن في سوريا، فاقم قرار الولايات المتحدة في متابعة المسار المزدوج أو نهج منتصف الطريق من الفوضى.
قدم وزيرة الخارجية المهزوم جون كيري نداء آخر للإخلاء الآمن لما تبقى من حلب يوم الخميس مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية، استخدم اللغة الأقوى في وصف الوضع: “سربرينيتسا أخرى. . . أي شيء باستثناء المجزرة. . . الذبح العشوائي. . . سياسة ساخرة لإرهاب المدنيين”.
ولكن منذ خمس سنوات، لم تتطابق إجراءات الولايات المتحدة مع خطابها. سلاح كيري الحقيقي الوحيد الآن هو معاناة الشعب السوري الرهيبة، والعار الذي تولده تلك المعاناة في كل شخص يشاهدها. وأيضاً يخيم هذا العار على هذه الإدارة.
ويقول نقاد كيري بأن جهوده للتفاوض على تسوية دائماً محكومةً بالفشل. ربما هكذا، ولكن بعد التدخل العسكري الروسي في أيلول/ سبتمبر عام 2015، خلصت الإدارة أن الدبلوماسية هي الاستراتيجية الوحيدة القابلة للتطبيق في حلب. وكونه تم اتخاذ هذا القرار، على المسؤولين العمل على انجاحه. ولكن بدلاً من ذلك، استمروا في التلاعب بالمعارضة المسلحة بينما هم غير مستعدون لتقديم الدعم الكامل لها
في سجلات تاريخ الحرب السرية، يبرهن دعم وكالة الاستخبارات المركزية للمعارضة السورية على وجود فصل مظلم وخاص. بدأ هذا الجهد في وقت متأخر- ما يقرب من عامين من الحرب- بعد أن بدأ المتطرفون بالفعل في السيطرة على المعركة ضد الرئيس بشار الأسد. وباتت المعركة خليطاً من دول المنطقة ومقاتلي تلك الدول، وبشكل اسمي من مراكز عمليات في الأردن وتركيا، ولكن في الواقع تتم السيطرة عليهم من قبل أكثر من 80 ميليشيا محلية؛ كانت قاداتها في كثير من الأحيان فاسدين أو أنهم من الجهاديين أنفسهم.
ولم تكن وكالة المخابرات المركزية وشركاؤها على استعداد لتزويد المعارضة بالأسلحة – وخاصة الصواريخ المضادة للطائرات تطلق من على الكتف – التي من الممكن أن تحسم المعركة. وبالفعل زودت الوكالة المقاتلين بالأسلحة المضادة للدبابات، التي كانت قوية بما فيه الكفاية لتأرجح الكفة ضد الأسد في صيف عام 2015، وبدأ المحللون بالقلق من “النجاح الكارثي”، مع انهيار النظام وملئ الجهاديين لفراغ السلطة في دمشق. وبعد فترة وجيزة، تدخلت روسيا.
كانت المشكلة الأكبر بالنسبة لوكالة الاستخبارات المركزية أن حلفاءها لم يمكنوا من إيقاف هيمنة جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وقد تظاهرت جماعات المعارضة “المفحوصة” بخلاف ذلك، لكنهم كانوا يقاتلون جنباً إلى جنب مع جبهة النصرة التي أعادت تسمية نفسها هذا العام باسم فتح الشام. و جذب المتطرفون الجماعات المعارضة الأخرى لسبب بسيط: كان مقاتلوهم الأكثر استعداداً للموت من أجل القضية.
حاولت الولايات المتحدة أن تبتعد عن هذه المشكلة. ففي عام 2014، زرت قادة إحدى المجموعات المفحوصة- المعروفة باسم حركة حزم- في منزل آمن على الحدود السورية التركية، وكان المقاتلون في حالة يائسة. كانت الولايات المتحدة قد قصفت مخيماً لجبهة النصرة ، في مسعى لقتل مسلحين من ما يسمى مجموعة خراسان. وقال المقاتلون المدعومون من وكالة المخابرات المركزية: دمر هذا العمل مصداقيتهم. كانوا على حق؛ فقد طردتهم جبهة النصرة من مقرهم.
وكان كيري من المدافعين الأوائل عن استخدام القوة العسكرية ضد الأسد، ولكن بعد تدخل الروس بشكل حاسم في العام الماضي، بدأ كيري يأخذ في الاعتبار برنامج وكالة الاستخبارات المركزية باعتباره عائقاً أمام الاتفاق الدبلوماسي الذي اعتبره الخيار الواقعي الوحيد.
لم يرغب كيري في التخلي عن المقاتلين “المفحوصين” بشكل تمام، وناقش فكرة إعطاء بعض الجماعات المزيد من الأسلحة. لكنه اعتقد أنه يجب على الولايات المتحدة الاستمرار في أن تقديم المساعدة مشروط باستعدادهم للانفصال عن جبهة النصرة،  وهو الأمر الذي وافق عليه القليل من المجموعات أو كانوا قادرين على فعله، لذلك استمر الابتعاد عن المشهد.
التقى كيري بشكل مكثف خلال هذا العام مع نظيره الروسي سيرجي لافروف؛ لتنفيذ “وقف الأعمال العدائية” اتي تم التفاوض عليها في شباط/ فبراير الماضي. و واصلت وكالة المخابرات المركزية في الوقت نفسه دفع برنامج يستهدف روسيا وحلفاءها السوريين والإيرانيين، وساعدت في حماية جبهة النصرة.
توصل كيري إلى وقف إطلاق نار وشيك في شهر أيلول/ سبتمبر، ولكنه كان مشروطاً بوقف في القتال، ذلك الوقف الذي لا كيري ولا لافروف يمكنهما تقديمه.
لم يكبح الروس الأسد أو الإيرانيين. ولم يتمكن كيري من الإيفاء بوعده في فصل المعارضة “المعتدلة” عن جبهة النصرة. كانت قوى المعارضة- الجيدة والسيئة- “مرصوفة” في منطقة حلب. ولم تتمكن للولايات المتحدة من تفكيك التحالف المناهض للأسد التي كانت قد أنشأته.
كانت لدى كيري مهمة مستحيلة في محاولة لإدارة السياسة التي كانت تسير في اتجاهين في آن واحد. ربما كان يجب عليه التوقف عن هذا السير؛ إذا استشعر بأن عمله غير ممكن التطبيق. ولكن إنها نقطة قوة كيري ونقطة ضعفه بأنه يعتقد أنه يمكن أن يحرك الجبال. ليس هذه المرة. بدلاً من ذلك، أصبح كيري معصوراً ومحشوراً في أنقاض سياسة مشوشة ومضطربة.
========================
واشنطن بوست”: كيف تنجو حلب والموصل من حروب اليوم؟ التاريخ يجيب
http://www.watanserb.com/2016/12/17/واشنطن-بوست-كيف-تنجو-حلب-والموصل/
الكاتب : وطن 17 ديسمبر، 2016  لا يوجد تعليقات
الموصل في العراق، وحلب في سوريا، مدينتان في بؤرة اﻷحداث خلال الأشهر الأخيرة، حيث يتعرضون لهجمات تقودها الدولة لاستعادة المدن من الفصائل المتمردة، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” اﻷمريكية.
وقالت الصحيفة، في عملية بدأت منذ منتصف أكتوبر الماضي، تحالف من القوات العراقية، والميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة استولت على ضواحي الموصل، التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” منذ 2014.
في حلب، النظام السوري، بمساعدة الضربات الجوية الروسية، والميليشيات التي تدعمها إيران، تحاصر مناطق المعارضة، وتقصف المناطق دون تمييز، وأخيرا يبدو أنهم على أعتاب استعادة المدينة.
خطوط القصة مختلفة، الحكومة العراقية اتخذت خطوات للحد من الخسائر في صفوف المدنيين في هجومها على داعش، ولكن نفس الشيء لا ينطبق على القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، الذي شن حربا لا ترحم تدخل الآن عامها السادس.
ولكن هناك الكثير الذي يربط مصير الموصل بحلب، فمع زوال دخان المعركة، صور دمار اثنين من أكبر مدن الشرق الأوسط التاريخية تذهل الجميع، بقايا المدينة اﻷثرية على ضفاف نهر دجلة قرب الموصل، دمرها بشكل منهجي المتشددين. حسب ترجمة مصر العربية.
أما مدينة حلب القديمة، التي كانت في يوم من الأيام واحدة من المواقع السياحية البارزة في منطقة الشرق الأوسط، وتشتهر باﻷسواق القديمة هي حاليا مدينة أشباح وركام وخراب.
حجم الدمار تقشعر له الأبدان، هذه المدن صمدت لقرون من الحروب، والغزو والحصار.وكتب ابن جبير المؤرخ اﻹسلامي عن حلب قائلا:” كم عدد المعارك التي خاضتها، وعدد الغزوات التي تعرضت لها.. ولكن المدينة باقية صامدة، وملوكها يغادرون.. هم يموتون .. ولكن لم يتم إصدار مرسوم دمارها بعد”.
الموصل وحلب يمكن تتبع تاريخهما لآلاف السنين في منطقة معروفة منذ فترة طويلة بأنها مهد الحضارات، على عكس المدن الأخرى التي برزت كمراكز دينية، مثل القدس، أو معاقل السلطة السياسية، مثل دمشق، وبغداد، كانت الموصل، وحلب الأولى معقل للتجارة.
وهذا لا يعني أنهما كانا في مأمن من الصراع، فقد كانت المدن لفترة موحدة تحت حكم اﻷتراك الذين قادوا معارك المسلمين ضد الحملة الصليبية الأولى.
وفي الماضي، احتل المغول الموصل وارتكبوا فيها جرائم تقشعر لها اﻷبدان، وقيل إنه كان يربط الرجل في جلود الغنم، ويترك يتعفن حتى الموت في الشمس، أو تأكله السباع حيا.
في  القرن الرابع عشر الميلادي، تيمورلنك، أغار على حلب، ووصف البعض وحشية الغارة قائلا:” كانت مثل الموس على الشعر.. والجراد على المحاصيل الخضراء”.
حيث ذبح السكان واغتصبت النساء، الشوارع غمرتها الجثث، تيمورلنك، وفقا لروايات المؤرخين كدس أكوام من الجماجم خارج بوابات حلب.
ورغم المجازر، فإن المدينة، بما في ذلك بعض المواقع التاريخية العظيمة، نجت وازدهرت، وصلت ذروتها أن تكون إحدى المدن الرئيسية على طريق الحرير في ظل الامبراطورية العثمانية.
وفي الغرب، كانت الموصل مرادفة لبضائع الشرق مثل الحرير، الذي أصبح يعرف باسم الشاش، وهو اسم مشتق من الموصل.
المدينتان تسكنها أغلبية سنية، بجانب بعض الطوائف المسيحية، واليهودية،  وهو خليط عرقي مذهل من العرب والتركمان والأكراد والأرمن وغيرهم، هذا التنوع كان جزءا من شخصية المدينتين.
ونقلت الصحيفة عن فيليب مانسيل، مؤرخ قوله:” لقد كانت المدينة العثمانية مدينة مختلطة، حيث كانت العلاقات جيدة جدا.. وعلى مدار بحثي، لقد وجدت فقط أن صراع الطائفي بدأ عام 1850 و واحد في عام 1919، لكن دون ذلك كان الشغب أصغر”.
وفي نهاية الحرب العالمية الأولى، سعت فرنسا للسيطرة على الموصل وحلب، ليكونا جزءا من مستعمرتها، لكن في نهاية المطاف بريطانيا انتزعت السيطرة على الموصل، بجانب المحافظات العثمانية القديمة من البصرة لبغداد لتشكيل الدولة التي تعرف حاليا باسم العراق.
أما حلب فقد ضمتها فرنسا إلى دمشق، وظلت أكبر مدن سوريا وعاصمتها التجارية.
 تفكك هذه المجتمعات في العراق وسوريا نتيجة السياسة الحديثة، الحروب وزعزعة الاستقرار، خلق فراغ أمني، وحركات متطرفة.
الحكم الديكتاتوري في دمشق وبغداد وضع الأسس للتفكك الحالي، وعندما ينتهي القتال في الموصل وحلب، وإعادة بناء ما تم تدميره، قد يكون هناك المزيد من القتال.
========================
الصحافة العبرية والتركية :
يديعوت: سقوط حلب مؤشر على تمدد المحور الشيعي
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/12/18/يديعوت-سقوط-حلب-مؤشر-على-تمدد-المحور-الشيعي
كشف الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي أن سقوط حلب أسفر عن تمدد المحور الشيعي المتطرف ليحكم بدءاً من طهران، مرورا ببغداد، وصولا إلى دمشق، وانتهاء ببيروت، وذلك بعدما خرجت إيران منتصرة من معركة حلب، مما سيجعلها تحتفظ بالمزيد من قواتها العسكرية على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط، وتسليح حزب الله بدون إزعاج.
لكن بن يشاي أوضح أن سيطرة الجيش السوري على مدينة حلب لا تعني أن الحرب في سوريا قد شارفت على الانتهاء، بل ربما تستمر زمناً أطول، وذلك لسببين: أولهما رفض المعارضة السورية المسلحة الخضوع للنظام السوري وحلفائه من روسيا وإيران وحزب الله، والثاني أن جيش النظام السوري ليس مهيأ للبقاء فترة طويلة في المناطق التي يحتلها.
وأضاف أن الجيش السوري يعاني من التراجع الحاصل في أعداد التجنيد بصفوفه، وفقدانه المتواصل للخسائر البشرية من جنوده، مما جعله يفقد نصف عدده خلال سنوات القتال منذ اندلاع الحرب قبل سنوات، ولذلك يعاني الجيش السوري من تقلص وحداته المدربة مثل المشاة والهندسة.
وأكد بن يشاي -الذي يمتلك شبكة علاقات وثيقة مع المؤسسة العسكرية في إسرائيل- أن حالة الجيش السوري المتراجعة تساعد على عودة القرى والبلدات التي يحتلها إلى قوات المعارضة مجددا، مما قد يحصل مع حلب من جديد في قادم الأيام، ومحافظة إدلب شمال البلاد التي لجأ إليها المسلحون الخارجون من حلب، ويبدو أن المعركة الأساسية القادمة ستحصل على أراضيها.
وأشار إلى أن القوات التابعة لإيران وروسيا قاتلوا لصالح الأسد بجانب الآلاف من مسلحي المليشيات الشيعية بقيادة حزب الله، وكميات كبيرة من السلاح الحديث، يتقدمها قصف روسي مركز مكثف دون تفريق على مواقع تجمع السكان المدنيين.
وختم الخبير الإسرائيلي بالقول إن معركة حلب أظهرت الفريقين: المنتصر والخاسر، حيث بدا أن النظام السوري بأقليته العلوية وباقي الأقليات الأخرى -بجانب الروس- قد حققوا إنجازا لهم.
ولأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عمل على تثبيت سلطة بشار الأسد، فإن ذلك سيزيد من تعلق سوريا بروسيا أكثر، رغم ما نالته الأخيرة من انتقادات دولية على مستوى العالم بسبب قصفها الجوي، فضلا عن قلق الكرملين من الثمن الاقتصادي الذي دفعته موسكو بسبب الحرب السورية.
========================
يديعوت: السوريون المحاصرون.. لم يساعدنا أحد والعالم خذلنا
http://www.watanserb.com/2016/12/17/يديعوت-السوريون-المحاصرون-لم-يساعدنا/
الكاتب : ترجمة "وطن" 17 ديسمبر، 2016  لا يوجد تعليقات
قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن إخلاء سكان الجزء الشرقي من حلب توقفت صباح الجمعة المحاصرين فجأة المنطقة. وقال أحد السكان الذي يدعى ترك: اليوم يجري ترحيلنا من البلاد بعدما طلبنا بالحرية والديمقراطية في سوريا، لكن لم  يقف أحد بجانبنا ولم يساعدنا أحد.
وأضافت الصحيفة العبرية في تقرير ترجمته وطن أن وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري، أفادت بإطلاق النار في المنطقة الغربية من مدينة حلب، مما أدى إلى إصابة الحافلات في الأجزاء الغربية من المدينة، ومع ذلك تبادل كل من المتمردين والنظام الاتهامات حول إطلاق النار، حيث تتهم المعارضة السورية الميليشيات الإيرانية في شرق حلب بقتل 800 شخص من المدنيين الذين كان من المفترض أن يتم إجلاؤهم.
وأشارت يديعوت إلى أن هذه الجرائم التي تركبها المليشيات الشيعية ليست الأولى من نوعها، حيث أنه سبق وتم تنفيذ  الكثير من الانتهاكات من قبل نظام الأسد وحلفائه في أوقات الهدن الإنسانية، ولا تكتفي هذه القوات بالجرائم فقط، بل تسعى لتبرير موقفها عبر الأجهزة الإعلامية الموالية لها.
 ولفتت الصحيفة إلى أنه تزامن مع التقرير نشر دعاية من قبل حزب الله تنص على أن تلك الفصائل التابعة للمتمردين لا تسمح لآلاف المدنيين ترك المدينة المحاصرة. وذكرت وسائل الإعلام التابعة للنظام، أن اتفاقية إخلاء حلب تجري، وأنه بعد انتهاء وقف إطلاق النار، سيعود النظام وحلفائه لتجديد عملياتهم العسكرية في حلب.
وقال سوريون من حلب: لقد مرت ست سنوات منذ أن بدأت الثورة التي خرجنا فيها لنطالب بالحرية وبناء مجتمع حر وديمقراطي حتى تصبح سوريا حرة وإسقاط الأسد، نحن لا نريد الرئيس السوري نريد سوريا حرة، لم يقف أحد بجانبنا ولم يساعدنا أحد. وكما ترون، نحن نطرد اليوم من بلادنا، ونحن نطرد من سوريا.
========================
من الصحافة التركية: هل هكذا يتم إنقاذ حلب؟
http://all4syria.info/Archive/372063
كلنا شركاء: بريل ديدي أوغلو – صحيفة ستار – ترجمة ترك برس
منذ خمس سنوات والناس في حلب يُقتلون، بدأت الأحداث على شكل ما يُمكن تسميته اشتباك مسلح، وانتهت على شكل مجازر فظيعة. بدأت الأحداث كنزاع بين قوى معارضة وبين نظام حاكم، وانضم بعد ذلك داعش وقوى داعمة للأسد. وحلب شكلت ملخص المشهد السوري العام.
اتجه الأسد إلى مواجهة شاملة ضد المعارضة، بعدما رفض الاستماع لمطالب الشعب والمجتمع، وتحولت سوريا إلى ساحة للصراع المذهبي، وتذرع الجميع بمواجهة داعش من أجل شن حرب شرسة على الطرف الآخر، وعمل الأسد على مواجهة “الإرهاب”، بمفهوم يشمل كل المعارضة، وأصبحت حلب هدفا أساسيا له، كونها متعددة الثقافات والأعراق.
وعندما يريد أحد تغيير معالم مدينة تاريخية مثل حلب، فلن يواجه العساكر أو المسلحين، وإنما سيكون المدنيون هم الهدف الأساسي له.
الإنسانية علقت تحت النيران
علق المدنيون في حلب بين نيران داعش، ونيران قوات الأسد وما يرتبط بها من ميليشيات شيعية، وسط دعم لا محدود من روسيا لهم. فيما لم يتبق بيد أمريكا سوى المجموعات الكردية، كما أنّ تركيا دخلت الساحة السورية.
وبعد ذلك ازدادت الهجمات ضد المدنيين في حلب، وتُرك شعب حلب محاصرين، تُركوا للجوع وللمرض، وأصبحت حلب “منطقة بلا خبز”، واختراق الجدار المحيط بهذه المنطقة والوصول إلى السكان أصبح يعتمد على مزاج النظام، وهكذا تم تقديم حلب على طبق من ذهب للأسد.
من الواضح أنّ روسيا والأسد كانا يسيطران جغرافيا على حلب، لكنهم لم يستطيعوا السيطرة عليها مجتمعيا، ولهذا تركوهم للمجاعة، ولاحقا شرعوا بقصفهم وقتلهم وارتكاب المجازر بحقهم، كما أنّ الممرات التي فتحوها من أجل إخراج أهل حلب، كانت بمثابة الطريقة الأمثل التي تُسهل عملية قتل الناس العابرين عبر هذا المضيق.
ليس إنقاذا بل سيطرة
ربما تتم محاكمة الأسد في المحاكم الدولية لارتكابه “جرائم ضد الإنسانية” أثناء محاولته السيطرة على حلب، وكلما حاولت روسيا وتركيا الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار، كلما ساهم ذلك بدعم قوات النظام والميليشيات الشيعية، لأنّ كل تهدئة هي بمثابة دعم لهم. كما أنّ النظام السوري فقد المصداقية بحديثه أنه يريد تطهير البلاد من إرهاب داعش، لأنّ كل الإعلام العالمي يتحدث اليوم على نزاع بين نظام وقوت معارضة، وهذا الأمر يجب الانتباه إليه أكثر.
لم يتم انقاذ حلب من داعش، ولم يتم إنقاذ سكان حلب من خطر داعش، وإنما سيطروا على حلب، وهذا يعني أنّ مخاطر جديدة تقترب من الحدود التركية، وعلينا أنْ لا نُغفل بأنّ هذا الأمر قد يتحول من صراع بين المذاهب إلى صراع بين دول.
======================