الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 17/2/2018

سوريا في الصحافة العالمية 17/2/2018

18.02.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الأمريكية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة التركية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الروسية والفرنسية :  
الصحافة الأمريكية :
ديلي بيست: هل تعد محاكمة ترامب لمقاتلي "الدولة" قانونية؟
نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للكاتب سبنسر إكرمان، يقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستخدم قانون عام 2002، الذي منح التفويض باستخدام القوة ضد صدام حسين، لتبرير اعتقال الأمريكيين في عام 2018.
ويقول إكرمان: "في 11 أيلول/ سبتمبر 2017، وصل الرجل مشيا على الأقدام إلى نقطة تفتيش تديرها جماعات سورية، تدعمها القوات الأمريكية، بعد رحلة على الأقدام استمرت يومين في صحراء الشدادي، وكان يحمل معه (جي بي أس) و4200 دولار، ومصحفا، وبعض الملابس، وقناعا للغوص غير مناسب للصحراء".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن قوات سوريا الديمقراطية، التي تقاتل في دير الزور، أقامت نقطة تفتيش في دير الزور لمنع مقاتلي تنظيم الدولة من الهروب مع المدنيين، مستدركا بأن الرجل لم يكن يحاول الهروب بل استسلم، وقال إنه من تنظيم الدولة "داعش"، وطلب أن يأخذوه إلى الأمريكيين.
ويقول الموقع إنه كان لديه شيء مهم للأمريكيين، شريحة ذاكرة بسعة 4 غيغا بايت، تحتوي على بيانات، فيها أسماء مقاتلي تنظيم الدولة، وكتب إرشادية لكيفية صناعة المتفجرات، وأكثر من 10 آلاف صورة وملف.
ويقول الكاتب إنه "كما هو الحال عندما قام الموقع بنشر الخبر في البداية، فإن استسلام الرجل أدى إلى واحدة من أهم حالات الاعتقال في العقود الماضية، وظل اسمه مجهولا خلال فترة اعتقاله، التي استمرت خمسة أشهر دون توجيه اتهامات، بصفته مقاتلا عدوا في تنظيم الدولة، إلا أن اتحاد الحريات المدنية استطاع الحصول على حق تمثيله، حيث يتحدى أسس اعتقاله، وهي معركة ذات آثار قانونية بعيدة المدى".
ويلفت التقرير إلى أن وزارة العدل نشرت ليلة الأربعاء، ولأول مرة، روايتها عن الظروف التي تحيط باعتقاله، والمبرر القانوني لاستمرار اعتقال مواطن أمريكي دون توجيه اتهامات بحوزة الجيش.
ويجد الموقع أن "هذه المبررات تحمل معها طبقة من الخطر على الرجل نفسه، والحريات المدنية الأمريكية، والحرب ضد تنظيم الدولة، وهناك عدد من المحامين المتخصصين في مجال الإرهاب يتساءلون عن السبب الذي يمنع إدارة ترامب من توجيه اتهامات جنائية للرجل، بناء على القوانين الفيدرالية التي تحظر الإرهاب".
ويبين إكرمان أنها لا تستطيع فعل ذلك بسبب الجدل الذي تقدمه الحكومة, مشيرا إلى أنها من أجل أن تفعل ذلك، فإن عليها القول إنها تحتفظ بالرجل الأمريكي بصفته عدوا مقاتلا، ومن هنا قالت وزارة العدل إنها تعتمد على جزء من التفويض باستخدام القوة، الذي منحه الكونغرس عام 2001 لقتال تنظيم القاعدة، والتفويض الذي منحه الكونغرس عام 2002 لحرب صدام حسين، الذي مات قبل 11 عاما، و"من الملاحظ أن هذا التفويض الذي منحه الكونغرس كان للقتال في العراق وليس في سوريا، حيث تم القبض على الرجل".
ويفيد التقرير بأن الباحثين القانونيين بدأوا بعد اعتقال الرجل مباشرة بالتحذير من أن التفويض القانوني الضعيف للحرب ضد تنظيم الدولة, الذي دفع به الرئيس باراك أباما، وتبناه الرئيس ترامب، جعل من اعتقال مقاتلي تنظيم الدولة الهدف الرئيسي، لافتا إلى أنه منذ ما يعرف بتفويض الحرب على تنظيم القاعدة عام 2001، الذي كان من أجل قتال تنظبم القاعدة وليس تنظيم الدولة، فإن أي شخص اعتقل ولم توجه له تهمة الإرهاب فهو في موضع يؤهله لتحدي أسس اعتقاله.
ويعلق الموقع قائلا: "بناء عليه، فإنه لا يقتصر حكم القاضي الفيدرالي بأن الاعتقال ليس قانونيا فقط، بل إن الحرب على الإرهاب كلها ليست قانونية أيضا، وفي الوقت الذي تستمع فيه القاضية تانيا تشوتكان لمذكرة الاستصدار المعروفة باسم دوي ضد ماتيس، فإن العيون كلها متجهة ليس على الحكم الذي ستصدره، بل على المدى الذي ستذهب إليه".
وينقل الكاتب عن المحامي في وزارة العدل والمسؤول في مجلس الأمن القومي في أثناء عهد باراك أوباما، جوشوا غليتزر، قوله: "من الممكن عرض أمام القاضية الفيدرالية النظرية القانونية، التي لا تزال التي تدعم الحملة المستمرة والمضادة لمواجهة تنظيم الدولة"، وأضاف: "في حين أنني واثق من هذه النظرية، إلا أن الحكومة لم تكن راغبة بالدفع باتجاه دعوى ذات أبعاد كهذه".
وينوه التقرير إلى أن أي محاولة لتغليف الحرب ضد تنظيم الدولة بمبرر قانوني في بداية القرن الحادي والعشرين بالتفويض لقتال تنظيم القاعدة، تعد أمرا سابقا لترامب، مشيرا إلى أن أوباما أثار استغراب الكثيرين حول اختياره في بداية الحرب ضد تنظيم الدولة، فتنظيم الدولة لم يكن موجودا وقت التفويض، إلا أنه نشأ من تنظيم القاعدة في العراق، وتحول إلى منظمة إرهابية ناشطة في تشويه مصداقية المنظمة السابقة لها.
ويذكر الموقع أن وزارة العدل في عهد ترامب قبلت بمبررات أوباما القانونية، ومضت معها، فهي تشير إلى تنظيم الدولة على أنه المنقسم عن تنظيم القاعدة، باعتباره "الفرع الذي ظهر"، وهو جدل جوهري من ناحية تعامله مع تاريخ تنظيم القاعدة منذ عام 2001 على أنه طريق يقود لا محالة لإنشاء تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن وزارة العدل بررت يوم الأربعاء "تفسيرا خلافا للقانون" بأنه قد "يسمح لقوى العدو بالتلاعب بمنظور تفويض عام 2001، من خلال الانقسام إلى جماعات متنافسة".
ويبين إكرمان أن تفويض استخدام القوة عام 2002 هو القرار الذي دعم الحرب ضد نظام صدام حسين في العراق والاحتلال الأمريكي لاحقا، فمن خلال تطبيقه على المواطنين الأمريكيين فإن وزارة العدل أشارت إلى الديباجة المتعلقة بالهدف، وهو "إعادة الاستقرار في منطقة الخليج العربي"، لافتا إلى أنه بسبب اعتقال المواطن الأمريكي في سوريا وليس العراق، فإن وزارة العدل أضافت "مع أن تفويض استخدام القوة في العراق يحدد استخدام القوة للتهديد النابع من العراق، إلا أنه مثل التفويض باستخدام القوة عام 2001 لا يشير إلى حدود جغرافية محددة تستخدم فيها القوة".
ويقول الكاتب: "إذا لم يكن هذا كافيا للقاضية تشوتكان، فإن وزارة العدل استشهدت بالسلطات الدستورية التي تخلى عنه جورج دبليو بوش تحت الضغط القانوني والسياسي، وقالت: "يحمل الأمر الرئاسي سلطة موروثة لنشر القوات العسكرية كجزء من تلك السلطة، وسلطة اعتقال المقاتلين الذين اعتقلوا في المعركة، طالما كانت القوات الأمريكية مشتركة في العمليات القتالية".
وبحسب التقرير، فإن محامي وزارة العدل يرون أن السلطة الموروثة "كافية لأن يقوم الجيش بممارسة القوة" ضد تنظيم الدولة "المنظمة الإرهابية، التي خططت وألهمت لهجمات إرهابية على الأرض الأمريكية".
ويشير الموقع إلى أن وثيقة وزارة العدل تكشف عن أن الولايات المتحدة حصلت على ذاكرة تحتوي على معلومات ذاتية عن مقاتلين أجانب تدفقوا للقتال مع تنظيم الدولة، لافتا إلى أنه عثر عليها في مدينة تل أبيض، التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية منتصف عام 2015، حيث عثروا عليها في مقر محلي لتنظيم الدولة، ومرروها إلى الجيش الأمريكي في تشرين الثاني/ نوفمبر.
ويكشف إكرمان عن أنه عند استسلام الرجل كان معه ذاكرة "فلاش" تحتوي على عشرة جداول بيانات مكتوبة على برنامج "إكسل" باللغة العربية، وتحتوي على معلومات عن تنظيم الدولة، ومنها "دفتر لمشاركة الكتيبة في الهجوم"، وتحتوي على أسماء المقاتلين الذين قتلوا في عملية، وأرقام هوياتهم، ومعلومات عن الكتيبة، بالإضافة إلى ملف عن "دائرة الغنائم في الدولة الإسلامية".
ويورد التقرير نقلا عن مديرة مركز الأمن القومي في جامعة فوردام  كارين غرينبرغ تساؤلها عن سبب عدم توجيه تهم إليه طالما وجدوا معه قائمة، مشيرة إلى أنهم "لا يريدون استخدام المحاكم الفيدرالية في محاكمة المتهمين بقضايا إرهاب دولي".
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى قول ستيفن فالديك، من جامعة تكساس، إنه غير متأكد فيما إن كانت الحكومة ستعتمد على دليل ثانوي لإثبات أن مواد كانت بحوزته.
==========================
واشنطن بوست :ما المطلوب لعودة تأثير أميركا بالشرق الأوسط؟
هنالك الكثير مما يمكن التفاؤل به هذه الأيام، فالاقتصادات آخذة بالنمو في كل جزء من العالم تقريبا، بينما الحروب والفقر والمرض كلها آخذة بالتراجع؛ ولكن الأمر يبدو مختلفا بالنسبة للشرق الأوسط.
بهذه الطريقة يبدأ الكاتب فريد زكريا مقاله في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، وذلك قبل أن يتساءل عن المطلوب لعودة تأثير الولايات المتحدة في المنطقة.
ولكن لماذا يستثني الكاتب الشرق الأوسط من مقدمته ويعتبره حالا خاصة مختلفة عن باقي أنحاء العالم؟
يتحدث زكريا عن الأوضاع في بعض بلدان المنطقة، فيقول إن سوريا توصف بأنها بلد منهار، وأكثر من خمسة ملايين نسمة من سكانها قد فروا خارج البلاد.
وأما اليمن فأصبح الآن يعاني من أسوأ مجاعة في العالم، مضيفا أن من غير المحتمل أن تنتهي الحرب التي تعصف به في وقت قريب.
عراقيون في حالة هلع بعد قصف جوي للتحالف على مواقع لتنظيم الدولة في حي التحرير بالموصل أواخر 2016 (رويترز)
وضع العراق
ويمضي ليقول إن العراق -الذي بالكاد بدأ يتعافى من الحرب الأهلية ومن معركته مع تنظيم الدولة الإسلامية- يُقدّر أنه يحتاج إلى نحو مئة مليار دولار لإعادة الإعمار، وهو المبلغ الذي لا تملكه بغداد.
لكن، ماذا في الشرق الأوسط من إرهاصات أخرى من وجهة نظر الكاتب؟
يضيف زكريا أنه يبدو أن خطر نشوب نزاع أكبر في المنطقة يبقى موجودا دائما، ويقول: "نحن الآن نشهد قتالا يجري بين تركيا ووكلاء الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الاشتباكات الأخيرة بين إسرائيل وسوريا".
كما أدت غارات جوية أميركية إلى قتل المئات من المرتزقة الروس في سوريا، مما يعتبر تصعيدا مثيرا للقلق لدى خصوم الحرب الباردة.
ولكن أين دور الولايات المتحدة مما يجري في المنطقة؟ يقول زكريا عما يتعلق بالتعامل مع الوضع المتقلب في المنطقة، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تخلت عن الكثير.
إستراتيجية وتفويض
وإن إستراتيجية الإدارة الأميركية إزاء الشرق الأوسط -إذا كان يمكن تسميتها بهذا الاسم- تضاعف من الموقف المناهض لإيران، وذلك في مقابل تفويض إسرائيل والسعودية برسم سياستها الخارجية في هذا السياق، مضيفا أن الأحداث الأخيرة أظهرت عدم جدوى هذه الخطوة.
ويشير الكاتب إلى مقالة للأميركي الإيراني الخبير بشؤون الشرق الأوسط  فالي نصر، التي نشرتها له مجلة فورين أفيرز الأميركية في عددها الأخير، ويقول إن نصر يحث على إعادة التفكير بشكل أساسي في سياسة واشنطن تجاه إيران.
وينسب إليه القول إن إدارة ترمب تتصرف على افتراض أن حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط تعتبر ناتجة عن سعي إيران المتزايد لنشر أيديولوجيتها في المنطقة، وأن واشنطن تهتم بطهران على اعتبار أنها تمثل قضية لا دولة.
فرضية خاطئة
ويضيف أن نصر يرى أن هذ الفرضية الأميركية إزاء إيران تعتبر خاطئة، وأن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط لم ينبع من طموح إيران، بل إنه نتيجة غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 وقلب ميزان القوى بين الدول العربية وإيران، وذلك عن طريق الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين والسماح بانتشار الفوضى.
وتحدث زكريا بإسهاب عن تفاصيل التعقيدات التي تشهدها المنطقة، وعن تراجع الدور الأميركي في مقابل الدور الذي تقوم به روسيا.
ويتحدث الكاتب عن المزايا التي يتمتع بها حلفاء إيران في المنطقة، وذلك في مقابل عدم حصول خصومها على هذه المزايا، ويقول إن الولايات المتحدة وإسرائيل -الغريبتان في العالم العربي- تقاتلان في الغالب من السماء، لكن الهيمنة الجوية لها حدودها، وذلك من حيث تشكيل الحقائق السياسية على أرض الواقع.
إسقاط طائرة
ويشير الكاتب إلى أهمية إسقاط سوريا -المدعومة من إيران- طائرة إسرائيلية في الآونة الأخيرة، مضيفا أنها المرة الأولى منذ ثلاثين عاما التي تتلقى فيها غارة إسرائيلية ردا، وهو ما يؤكد على صعوبة طرد إيران وروسيا من سوريا.
ويشير الكاتب إلى احتمال أن تجد تركيا وأميركا -العضوان في حلف شمال الأطلسي (ناتو)- نفسيهما تتبادلان إطلاق النار، وذلك في ظل اتخاذ أنقرة إجراءات جريئة على نحو متزايد في شمال سوريا ضد القوات الكردية المدعومة من واشنطن.
لكن أين دور العرب مما يجري في الشرق الأوسط؟
يقول زكريا نقلا عن نصر إن أكثر الحقائق وضوحا بشأن الصراع على السلطة في الشرق الأوسط إنما تتمثل في غياب العرب.
الوضع الراهن
وبإلقاء نظرة على القتال الأخير، يجد المرء أن كل القوى غير العربية -الإيرانيون والأتراك والروس والإسرائيليون والأميركيون- تشارك في عمليات قتالية لتحديد من سيشكل العالم العربي.
وأما إيران، فإنها تحاول الإبقاء على الوضع الراهن، وخاصة بعد أن أصبح وجودها في العراق وسوريا راسخا، وفي أعقاب نجاة حليفها رئيس النظام السوري بشار الأسد.
كما أن جهود السعودية لمكافحة النفوذ الإيراني في اليمن ولبنان وقطر قد فشلت، وأن قطر الآن تعتبر أقرب إلى تركيا وإيران، بينما لا تزال الانقسامات في العالم العربي تتعمق.
دور روسيا
من جانبها، برزت روسيا -بعد أن تحالفت مع إيران وحافظت على علاقات وثيقة مع إسرائيل- كنوع من الموازي الخارجي الذي كانت تمثله الولايات المتحدة في ما مضى.
وينسب إلى نصر قوله إن روسيا أصبحت الوسيط الوحيد في الشرق الأوسط، الوسيط الذي يتحدث عنه الجميع، وذلك ليس لأنها قوية بل لأنها داهية.
ويشير زكريا إلى أنه منذ 1973، عندما طرد وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر الروس من الشرق الأوسط، كانت الولايات المتحدة تمثل القوة الخارجية البارزة، لكنها بدأت تخسر هذا الدور من خلال مزيج من الارتباك وفك الارتباط والرفض العنيد لقبول الحقائق على الأرض.
ويقول الكاتب إن هناك طريقة أخرى أمام الولايات المتحدة، تتمثل في التعامل مع إيران والعمل مع تركيا وروسيا، وإن هذا النهج قد يعيد الولايات المتحدة إلى مكانتها الفريدة في المنطقة، ويساعد على خلق توازن أكثر استقرارا للقوة في المنطقة التي تبقى أكثر المناطق الساخنة تقلبا في العالم.
==========================
واشنطن بوست: الدروس التي ينبغي على الولايات المتحدة تعلمها من الرقة
سوريون يمشون بين أنقاض المباني المدمرة في مدينة الرقة شمال سورية. (ديليل سليمان/ وكالة الصحافة الفرنسية/ صور جيتي)
حطَّ الجحيم بهذه المدينة مرتين: الأولى عندما استولى عليها مقاتلون من (تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش) في عام 2014، وجعلوها عاصمتهم، والمرة الثانية عندما حررتها في العام الماضي القوات المدعومة من الولايات المتحدة، في حملةٍ سوَّتْ الكثير من بنيان وسط المدينة مع الأرض.
تُظهر الصور وأشرطة الفيديو الضرر الشديد هنا، ومهما كانت الحال فالدمار يصعقك من شدته؛ حيث تحولت المباني إلى ركام، كتلة بعد كتلة. وإعادة البناء في بعض المناطق احتمالٌ بعيد، وستستغرق سنواتٍ عديدة لترتيب ونقل الخرسانة المحطمة بعيدًا، والكثير من حديد التسليح الملتوي.
شهدت الرقة شراسةً في القتال، لم نشهد مثلها منذ الحرب العالمية الثانية. وكل ما روي عن ستالينغراد في عام 1943، أو برلين في عام 1945، تلك المدن التي كانت رموزًا لغضب الحرب وثمن التحرير، ليس أكثر مما حدث في الرقة.
كان محررو الرقة أعضاءً في (قوات سورية الديمقراطية/ قسد)، وهي ميليشيا يقودها الأكراد، استولوا على المدينة، بناءً تلو بناء، في معركة لم تتوقف. حاصروا الرقة في أواخر حزيران/ يونيو، ثم ضغطوا عليها، وشددوا الحصار، حتى تشرين الأول/ أكتوبر، عندما انهارت المقاومة أخيرًا. ومهما كانت شجاعتهم، ما كان يمكنهم (قوات سورية الديمقراطية) الربح، من دون دعمٍ ناري ساحق من الطائرات الحربية الأميركية، والطائرات المسلحة الموجّهة، والمدفعية. كان مزيجًا فعالًا لدرجة الوحشية. وأحد الملاجئ الأخيرة هو المستشفى المحلي.
تركت “الدولة الإسلامية” رسالة وداع: المدينة محشوةٌ بالعبوات الناسفة، التي أصابت ما يقرب من 500 شخص منذ تشرين الأول/ أكتوبر، من بينهم أكثر من 150 طفلًا.
ظهرت بعض الصور التي لا تُنسى، خلال جولة استغرقت يومًا واحدًا في المدينة، الأسبوع الماضي، مع قوات المهام الخاصة الأميركية التي أدارت الحملة: مقابر جماعية محفورة في مدرجٍ كبير لتخويف الخصوم، دوار وسط المدينة حيث قامت (الدولة الإسلامية/ داعش) بتصوير عمليات إعدامها الصارخة بالفيديو، وبثها على الإنترنت، والملعب حيث عذب فيه الجهاديون السجناء في زنزاناتٍ تحت الأرض. حولت (داعش) المدينةَ إلى مسرحٍ للموت.
يحاول الناس هنا أن يعبّروا عن الرعب في تلك الأيام، ولكن أكثر ما تراه هو النظرة البعيدة، والمصطنعة في عيونهم. يقول رجلٌ غيّرته الأيام، يُدعى أبو باصر، ويقف أمام المبنى المدمر الذي كان ذات يومٍ مقرًا لإدارات (تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش): “ما لم تكن بحاجةٍ إلى شيء، فلن تخرج من بيتك. رأينا أحلك الأيام في حياتنا”. في الشارع أمامه، عددٌ قليل من سيارات الأجرة الصفراء تمرُّ مسرعةً، وقد استؤنفت خدمة الحافلات للتو، وربما عاد حوالي 50,000 شخص، أي سدس سكان الرقة سابقًا.
نتوقف في (المشلب)، وهو حيٌّ في المنطقة الشرقية من المدينة. تسحب سيدتان كراسي بلاستيكية من منازلها، ويتجمع حشدٌ قليلٌ على الرصيف. ساجدة، ابنة العشرة أعوام، بحزنها الجميل، وهي ترتدي سترة مرقطة وجينزًا ممزقًا، تعانق ضابطةً في الجيش الأميركي ترتدي الزي المّوه، وأحمد (20 عامًا)، يعض على سيجارته المتقدة، ويتذكر الأيام التي كانت تقطع (داعش) أصابع الناس، إن دخنوا، ويحاول أن يضحك.
تقول إحدى الأمهات اللواتي لم ترغب في إعطاء اسمها، والتي لا تزال قلقة بما فيه الكفاية من الجهاديين: “كان الأطفال يعيشون كابوسًا، علمّوهم كيفية القتل”. وبالقرب منها فتاةٌ صغيرة ترتدي حذاءً رياضيًا ورديًا، وبلوزةً زرقاء سماوية، تقول: “مهبول” مشيرة إلى صبيّ بالقرب منها، يرتدي سترةً لها فجوة ليشكّل وجوه مضحكة. وعند النظر إلى ابتساماتهم في أثناء تجمعهم لالتقاط الصور؛ تدرك أنه: مهما كانت الظروف التي عاشوا فيها؛ فإنهم لا يخافون الآن.
ما هي دروس الرقة؟ الأول هو أن الولايات المتحدة وفت بالتزامها لعام 2014 بـ “تحطيم (داعش) وتدميرها في نهاية المطاف”. ويثبت الاستيلاء على عاصمتها، مهما كان مرعبًا، الميزة المشكوك فيها بشدةٍ بعزم الولايات المتحدة. كانت استراتيجية الجيش الأميركي هنا هي “الإبادة”، بمعناها الكامل. في المرة القادمة، يجب أن يكون الخصوم أكثر احتراسًا، في أن يتقصدوا القتال.
ومن الدروس الأخرى أن من الخطأ السماح لخصمٍ محدد مثل (داعش)، بالتحكم في مركزٍ حضري مثل الرقة، أو الموصل في العراق، التي أيضًا سُوَّيتْ بالأرض عند تحريرها. وبمجرد أن يستولي المقاتلون على مدينة، فاقتلاعهم منها لا يتم إلا بتكلفةٍ بشرية كبيرة.
وأخيرًا، فإن الرقة تحذيرٌ بأن نكون يقظين بما يخص تدمير النظام الحاكم، في أي مكان، من دون معرفة ما سيأتي بعد ذلك. ويواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعامل بحذر مع ذلك -كانت الولايات المتحدة متهورةً حتى تشجع على إطاحة السلطة في سورية والعراق واليمن وليبيا من دون تخطيطٍ أفضل لـ “اليوم التالي”- وربما كان بوتين على صواب. وفي كثير من الأحيان، فقد شغل أمراء الحرب، والمرتزقة الأجانب، وطوائف الموت، الفراغات الناشئة.
دمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الرقة تقريبًا، لإنقاذها من الخلافة المحكومة بالتعذيب. كانت حربًا عادلة، ولكن علينا أن نحاول جاهدين تجنب الاضطرار إلى معركةٍ مماثلة من جديد.
=========================
اعترفت باستخدامه في سورية.. فورين بولسي: الولايات المتحدة القت اكثر من 5 آلاف قذيفة تحتوي يورانيوم منضب على سورية
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، الثلاثاء، إن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا استعان باليورانيوم المنضب، على الرغم من تعهد التحالف بعدم الاستعانة بهذه الأسلحة السامة التي تسبب السرطان وتشوهات خلقية في المواليد.
وأكد مسؤولون أميركيون أن الجيش الأميركي استعان باليورانيوم المنضب في غارات استهدفت شاحنات تنقل الوقود في مناطق خاضعة لسيطرة داعش بسوريا نهاية عام 2015.
وهذه أول مرة يؤكد فيها مسؤولون أميركيون استخدام اليورانيوم المنضب منذ عام 2003، عندما غزت القوات الأميركية العراق واستخدمت آنذاك اليورانيوم المنضب آلاف المرات.
وقال المتحدث باسم وزاة الدفاع الأميركية الجنرال جوش جاك إنه جرى الاستعانة بقذائف تحتوي اليورانيوم المنضب خلال غارة في نوفمبر 2015 أدت إلى تدمير 350 شاحنة نفطية في الصحراء شرقي سوريا ضمن عملية استهدفت البنية التحتية لداعش.
وأشار إلى أن التحالف استخدم أكثر من 5 آلاف قذيفة تحتوي اليورانيوم المنضب.
وقال إن التحالف قرر اللجوء لهذه القذائف بعد أن علم بأن هذه الشاحنات مدرعة، فأراد ضمان تدميرها بصورة كاملة.
لكن المجلة اعتبرت أن هذه الشاحنات تصنف على أنها أهداف سهلة إذ إنها كانت غير مدرعة، كما أن مسؤولين أميركيين خلصوا إلى أن مدنيين على الأرجح كانوا يقودوا هذه الشاحنات وليس عناصر من داعش.
وزعم  المسؤولون إن التحالف ألقى منشورات في المكان قبيل تنفيذ الغارات من أجل تقليل الخسائر.
وبذلك تعترف الولايات المتحدة الامريكية بأستخدام اليورانيوم المخضب في سورية بأكثر من 5000 قذيفة ، وهو "مشروع وضمن القانون بالنسبة لها " ،مع انه محرم دوليا ويؤدي ابادة الحجر والبشر والى الاصابة بالسرطان والتشوهات الولادية للمناطق المستهدفة لعشرات السنين ...
اما تمثيليات الكلور التي تنجزها المعارضة السورية فهي محرمة دوليا وتحتاج تدخل دولي فوري وشن حرب وبالقانون الدولي ..
=========================
نيويورك تايمز :ثمانية أيام في سورية كانت كما الحرب العالمية الثالثة.
بتاريخ: فبراير 16, 2018 أخر تحديث: فبراير 16, 2018  393 0
خاص بالأيام - ترجمة:محمد صفو
نشرت صحيفة نيويورك تايمز، فيديو يتحدث عن ثمانية أيام داخل سورية، كانت حافلةً بالأحداث العسكرية والصدامات بين دولٍ عظمى، لتتحول سورية خلال هذه الأيام إلى ساحةٍ لما يشبه الحرب العالمية الثالثة.
وكان من أبرز المشاركين بتلك الصدامات دولٌ عظمى منها روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران ودولة الاحتلال “إسرائيل”، وتسلسلت الأحداث منذ يوم السبت.
الثالث من فبراير:
تم إسقاط طائرة روسية في إدلب وقتل الطيار.
الرابع من فبراير:
قصفت الطائرات الروسية مدينة إدلب بشكلٍ مكثف، وتم تسجيل هجومٍ بالأسلحة الكيميائية، فيما يشبه العملية الانتقامية بعد إسقاط الطائرة ومقتل طيارها.
الخامس من فبراير:
استهدفت قوات النظام مدن الغوطة الشرفية المحاصرة، ما أوقع مئة قتيلٍ على الأقل.
السادس من فبراير:
دعت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار بغوطة دمشق، في وقتٍ أعلن نظام الأسد بأن إسرائيل استهدفت بصواريخها، مناطق قريبة من دمشق.
كذلك استمر القتال داخل عفرين ضمن عملية غصن الزيتون التي أطلقتها تركيا ضد قوات سورية الديمقراطية، وهدد الرئيس التركي بتوسيع رقعة العمليات لتشمل مدينة منبج، حيث تتواجد القوات الكردية المدعومة أمريكياً.
السابع من فبراير:
قامت قوات النظام بالهجوم على القوات المدعومة أمريكياً، المتواجدة شرق سورية، لتردّ طائرات التحالف على الهجوم، ما أوقع مئة قتيلٍ على الأقل في صفوف جيش النظام، وعددً من القتلى الروس المشاركين بالعملية.
الثامن من فبراير:
استمرت الطائرات الروسية بقصف غوطة دمشق، واستمرت معاناة الأهالي المحاصرين.
التاسع من فبراير:
قامت الدفاعات السورية بإسقاط طائرة F16 إسرائيلية، كذلك أسقطت قوات سورية الديمقراطية طائرة مروحية تركية، فوق مدينة عفرين السورية، ما أسفر عن موت عددٍ من الجنود الأتراك.
العاشر من فبراير:
قامت إسرائيل بضرب أهدافٍ إيرانية وأخرى تابعة للنظام داخل سورية، واستمرت العمليات التركية ضد القوات المدعومة أميركياً ضمن غصن الزيتون.
كذلك تابعت الطائرات الروسية عملياتها ضد الغوطة الشرقية في دمشق.
=========================
واشنطن بوست : هكذا تحولت سوريا إلى ساحة للصراع الإقليمي
واشنطن بوست – بواسطة ليز سلي و لوفيداي موريس – 13/2/2018
قسم الترجمة – 15/2/2018
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً يتناول الصراع الإقليمي والدولي المتسارع في سوريا والذي تشترك فيه ثلاث دول، تركيا، إيران وإسرائيل بالإضافة إلى الصدام الأمريكي – الروسي.
من حرب بالوكالة إلى تصادم مباشر
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب التي بدأت مع انطلاق المظاهرات السلمية ضد (بشار الأسد) تندفع بقوة لتتحول كتنافس على السيطرة مما تبقى من سوريا، البلد المتشظي، الأمر الذي يهدد بصراع واسع النطاق.
الأحداث المتسارعة في أسبوع واحد، كالأسبوع الماضي، أدت إلى خسارة روسيا وتركيا وإيران وإسرائيل لطائرات سببها نيران معادية. بينما تقاتل الولايات المتحدة منذ أيام، لوقف الميليشيات السورية المدعومة من إيران في الصحراء الشرقية، مما يجعل القوات الأمريكية أقرب إلى الدخول في المواجهة في الصراع السوري.
وقال سامي نادر من “معهد الشرق للشؤون الاستراتيجية” في تصريح له للصحيفة “هناك حرب باردة جديدة سائدة في سوريا، وأي تصعيد يمكن أن يمهد الطريق لحرب إقليمية أو دولية في ظل حقيقة أن القوى الكبرى موجودة مباشرة على الأرض وليس من خلال وكلاء، كما كان عليه الحال في الماضي”.
وترى الصحيفة أن المواجهات الأخيرة، أتت بعد سنوات من القتال تحولت فيه الأطراف فيما كان يرى منذ فترة طويلة على أنه حرب أهلية إلى الاعتماد على قوى خارجية للحصول على معونتها بما في ذلك الأسلحة الجديدة، والجنود وكذلك الأجندات التي تتدفق إلى سوريا.
خريطة توزيع القوى
وتسيطر الولايات المتحدة على ثاني أكبر منطقة والتي تشكل 27% من سوريا، وهي المناطق التي سيطرت عليها بعد طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها بالتعاون مع قوات يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد بمساعدة الأسلحة الأمريكية والقوات الجوية ومستشاري العمليات الخاصة الأمريكيين. وتقول الولايات المتحدة إنها ستبقى إلى أن يتم التوصل إلى تسوية سلمية، تاركة الباب مفتوح أمام مدة بقاء هذه القوات.
أما تركيا، فأنها تمسك بجيب لها في الشمال السوري إلى جانب الثوار، كما شنت في الشهر الماضي عملية توغل في الجيب الكردي في عفرين المجاورة لها.
وتضيف “واشنطن بوست” أن المسؤول عن ضبط إيقاع التوازنات، هو روسيا والتي أصبحت القوة العسكرية المهيمنة في سوريا عندما تدخلت لدعم (الأسد) في عام 2015 والتي تلعب الآن دوراً غريباً، عندما تؤدي دور وسيط السلام وكذلك دور المقاتل في آن معاً.
المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية الأولى
وتشير الصحيفة إلى أن السيطرة الإيرانية والتي توسعت، هي التي تشكل الخطر الأكبر في النزاع الحالي. فقد وفرت إيران القوة البشرية والمالية ومكنت النظام السوري من استعادة معظم المساحات الشاسعة من الأراضي التي خرجت عن سيطرته في السنوات الأولى من الحرب، في عملية كانت تسعى من خلالها لتوسيع وجودها في سوريا.
إسرائيل التي شاهدت النفوذ الإيراني المتزايد، والميليشيات المتحالفة معها، دقت نواقيس الخطر. فعلى طول حدودها، تواجه قوات النخبة الإيرانية وكذلك القوات المتحالفة معها بما فيها حركة “حزب الله” الشيعية اللبنانية وبعض الميليشيات الشيعية العراقية القوية التي تحدت القوات الأميركية في العراق قبل عقد من الزمان.
الاشتباك الذي حدث في السماء، أطلقت شرارته الأولى، دخول طائرة بدون طيار إيرانية إلى المجال الجوي الإسرائيلي. مدير عام الاستخبارات الإسرائيلية (تشاغى تزوريل) صرح عن عزم بلاده على منع إيران من الحفاظ على مستوى نفوذها الحالي في سوريا ما بعد الحرب وقال “أن الجميع يفكرون بالفعل في اليوم التالي” وأضاف إن “الروس والإيرانيون يتوقعون الحصول على نصيبهم العادل، بعد أن أنقذوا النظام. لذا من المهم جدا أن نؤثر في هذه المرحلة من الوقت على كيفية شكل سوريا”.
وبدخول الطائرة بدون طيار فوق المجال الجوي الإسرائيلي، قال (تزوريل) تكون إيران قد تجاوزت “الخط الأحمر” وأضاف “لم يكن هجوماً، بقدر ما هو اختبار للحدود والقواعد. بالنسبة للإيرانيين، ليس هناك ما هو أفضل من اختبار الحدود وتجاوزها، ولهذا السبب يجب ألا نسمح لهم بذلك”.
من داعش إلى النفوذ الإيراني
أزاحت إدارة (ترامب) اهتمامها في سوريا، من التركيز على التهديد الذي يشكله تنظيم “داعش” إلى توسع التواجد الإيراني في سوريا. وبموجب سياسة وزارة الخارجية الأمريكية التي أعلن عنها في الشهر الماضي، فمن المفترض الاحتفاظ بتواجد 2,000 جندي أمريكي في شمال شرق سوريا، إلى حين تراجع “النفوذ الإيراني.
حرب مفتوحة
يتساءل العديد من المحللين، ما إذا كان لدى روسيا ما يكفي من النفوذ للتأثير على جميع اللاعبين، لمنع التصعيد الحالي من الخروج عن نطاق السيطرة. قالت روسيا، أنها لم تبلغ من قبل الميليشيات التي كانت تخطط لمهاجمة القاعدة التي تدعمها الولايات المتحدة وقد تكون روسيا ليست على علم بالطائرة بدون طيار والتي على ما يبدو أطلقت من شاحنة متنقلة وفقا لما ذكره مسؤولون إسرائيليون.
وتضيف الصحيفة بأنه غالبا ما يسبب التنافس المتنامي، نسيان السوريين العاديين الذين مازالوا يتعرضون للضربات الجوية والقصف، وفي بعض المناطق، إلى الجوع. حيث صعد النظام هجماته على اثنين من أكبر المناطق التي يسيطر عليها الثوار منذ بداية العام، وارتفع عدد القتلى مرة أخرى. فوفقا لمركز توثيق الانتهاكات، الذي يوثق ووقوع ضحايا في صفوف المدنيين، فقد قتل 687 شخصا في كانون الثاني وحده، وقتل مئات آخرون هذا الشهر.
اختتمت الصحيفة تقريرها، بقول (الشيخ) بأن “الحرب السورية لا تموت ولن تنهار”.
==========================
«ذي أتلانتك»: الحرارة سببًا في حرب سوريا! هل حقًا الاحتباس الحراري يشعل الحروب؟
تساءل الصحافي روبنسون ماير عما إذا كان ارتفاع درجة حرارة الأرض هو أحد أسباب تزايد الصراعات المسلحة في العالم. وأوضح ماير في مقال له أن بحثًا جديدًا أظهر أدلة على أن تقلبات الطقس قد تشعل المزيد من الحروب، لكن بعض الباحثين شككوا في نتائجه.
وأشار ماير في تقريره لمجلة «ذي أتلانتك» إلى أن بعض المؤرخين ربطوا بين السيول وسقوط روما والحروب العديدة التي شهدها القرن السابع عشر، بل بلغ الأمر حد أن بعض خبراء الاقتصاديين يدّعون أن العلاقة بين تغير الطقس واشتعال الحروب ظهرت قبل آلاف السنين.
كيف أثر المناخ في حركة التاريخ والثورات والحروب؟
يزعم البعض أن الاحتباس الحراري ساهم في اشتعال الحرب السورية، لكن باراك أوباما نفى هذا الأمر في عام 2015، وأكد أن الحالة الاقتصادية الصعبة والقمع هما السبب في الحرب الطاحنة في سوريا. بينما رأى المرشح الرئاسي الأمريكي السابق بيرني ساندرز أن هناك علاقة مباشرة بين انتشار الإرهاب وتغير المناخ.
ويرى ماير أن هذه الفرضيات مثيرة للقلق؛ إذ ثمة توقعات بارتفاع كبير في درجات الحرارة والسيول خلال العقود المقبلة. لكن بحثًا نُشر في مجلة «نيتشر» بهذا الصدد شكك في صحة هذا الكلام؛ حيث إنه «ثمة مبالغة في العلاقة بين الظاهرتين».
بيد أن البحث المذكور لا يقدم أدلة قوية على ما يتناوله. تقول إليزابيث تشاليكي – الباحثة السياسية في جامعة نبراسكا – إنها «غير قادرة على معرفة الهدف من هذا البحث». يتناول البحث موضوعًا تنقسم حوله الآراء بشدة في مجتمع البحوث. فبالنسبة إلى من يدعمون فكرة وجود علاقة بين الظاهرتين، فإن البحث لم يأتِ بجديد أو يسرد أدلة مقنعة. وحتى الرافضون لوجود مثل هذه العلاقة، فإنهم يرون أن البحث تجاهل دراسات عديدة أجريت في هذا الشأن.
ينقل ماير عن جان سيلبي – أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ساسكس – قوله إن «البعض سيرى البحث كدليل على وجود علاقة بين تغير الطقس والحروب، ولكن حدث خلاف شديد حول العلاقة بين الظاهرتين، لكنني أرى أن معظم البحوث في هذا الصدد لم تقدم أدلة قوية».
أجرى الباحثون تحليلًا واسع النطاق لمجال بحوث الصراع وبحوث تغير المناخ برمته. وفي سبيل القيام بذلك، نقبوا في قاعدة بيانات أكاديمية عن بعض الكلمات الرئيسة، مثل: المناخ، والحرب، والطقس، والاضطرابات، ثم اختاروا 124 مقالة من بين الآلاف التي تبحث في العلاقة بين الموضوعين. ثم قاموا بتحليل مجموعة الأوراق الناتجة عن أسماء بعض البلدان والمناطق.
بعد ذلك – يضيف ماير – استنتج الباحثون أن المقالات المختارة متحيزة بطريقتين: نحو البلدان التي يسهل على الباحثين الناطقين باللغة الإنجليزية الوصول إليها، مثل كينيا ونيجيريا؛ والبلدان التي اندلعت فيها الصراعات بالفعل، مثل سوريا والسودان. كما أن المقالات تركز كثيرًا على أفريقيا، متجاهلة دولًا في آسيا وأمريكا الجنوبية.
كان من بين البلدان التي أشير إليها في المقالات كينيا والسودان ومصر والهند والعراق وإسرائيل والأراضي الفلسطينية. ولا تحتوي القائمة على أي من البلدان التي ينبغي أن تكون نظريًا الأكثر عرضة لتغير المناخ، مثل رواندا وهندوراس وهايتي وميانمار وجزيرة كيريباتي الصغيرة الواقعة في المحيط الهادئ، لكنها تتشابه تمامًا مع قائمة الدول التي عانت الحروب في آخر ربع قرن.
يتساءل توبياس إيد، وهو مؤلف مشارك في البحث وباحث في معهد جورج إيكرت للبحوث الدولية، قائلًا: «إذا نظرنا إلى الدول التي تعاني العنف، فهل يمكننا أن نتعلم شيئًا عن التكيف السلمي مع تغير المناخ؟ وهل نميل إلى رؤية رابط لأننا نركز فقط على الأماكن التي يوجد فيها عنف في المقام الأول؟».
ويعتقد إيد أن الدراسة تشكك في كل من البحث الكمي والنوعي. يعاني البحث النوعي من «تأثير ضوء الشارع»، وهو الاعتماد المفرط على المستعمرات السابقة الناطقة بالإنكليزية في أفريقيا حيث يسهل إجراء البحوث. (يشير مصطلح تأثير ضوء الشارع إلى البحث عن ظاهرة أو شيء ما فقط في الأماكن الأسهل لملاحظة ودراسة الظاهرة)، ويضيف أن البحث الكمي هو «أخذ العينات من المتغير التابع»، أي أنه يدرس فقط الحرب في الأماكن التي توجد فيها حروب بالفعل.
لكن إيد والعديد من الباحثين الآخرين يعتقدون أن هذه البحوث ستضر في نهاية المطاف بالناس الذين يعيشون في الأماكن التي تجري دراستها. يقول إيد: «يعتقد الناس في السودان وكينيا وسوريا أن تغير المناخ يسبب نزاعًا، وأنه سيسبب مزيدًا من النزاعات في المستقبل بسبب الجفاف والفقر. وهذا سيبعد المستثمرين. إذ لا يريد أحد الاستثمار هناك؛ لأنهم خائفون من هذه الأماكن».
كما أعرب إيد عن قلقه من أن هذا سيشجع الغرب على التدخل في هذه الدول قائلًا: «لا يمكنكم تكفل أموركم بأنفسكم، لذلك علينا التدخل في إدارة مواردكم». وأضاف: «أنا لا أقول إن كل من يركز على تغير المناخ في سوريا أو كينيا يعزز تلقائيًا السلوك الاستعماري، ولكن إذا كان هناك إطار ضام فإنه قد يسهل هذا النوع من التفكير».
يقول ماير إنه سأل إيد عن أماكن هذا النوع من الاستعمار القائم على المناخ؛ فقال: «إذا كان الأمر يتعلق بإثبات أن تأطيرًا أكاديميًا معينًا كان له تأثير على عقلية الناس، أو حتى الإجراءات أو السياسات، فمن الصعب حقًا إثبات هذا تجريبيًا. الناس لا يكتفون بقراءة الدراسات الأكاديمية، بل يشاهدون التلفزيون، ويستمعون إلى أقرانهم»، لكنه قال أيضًا: «إن مكافحة أوروبا للهجرة غير الشرعية كانت مدفوعة جزئيًا بأبحاث المناخ».
وأضاف: «إن فكرة أن تغير المناخ تؤدي إلى الصراع والهجرة في الشرق الأوسط – التي يستخدمها بعض المحافظين وجماعات الضغط والسياسيين في بروكسل لتطبيق ضوابط حدودية أكثر صرامة، مثل عدم إنقاذ [اللاجئين] في البحر الأبيض المتوسط – ما تزال أدلة نظرية، ولكنها قائمة».
يتفق إيد مع مجموعة من الباحثين الذين يرفضون الربط بين الاحتباس الحراري والحرب. قام سيلبي، أستاذ ساسكس، وعدد من زملائه بنشر مقال في العام الماضي هاجموا فيه فكرة أن الجفاف والمناخ هما السبب في الحرب السورية. وقالوا «إن الجفاف الذي سبق الحرب هو من أجج الفوضى الاقتصادية في البلد، وأن المزارعين الذين فروا من الجفاف لم يشاركوا إلا قليلًا في الحرب». وأشار إلى المقال الجديد بأنه ورقة لائقة بدون عيوب واضحة.
وأضاف: «لكنني أعتقد أن ذلك ربما يؤكد الشكوك التي لدي». وقال سيلبي لماير إنه لم يكن هناك توافق في الآراء في الأبحاث الكمية حول ما إذا كان تغير المناخ يؤدي إلى الحروب. «يدعي البعض أن هناك إجماعًا، ولكنهم يتجاهلون عددًا كبيرًا من البحوث ويتمسكون بأسس منهجية زائفة». وقال: إن على المروجين للعلاقة بين تغير المناخ والحروب أن يدرسوا المناطق التي يتغير فيها المناخ ولا تشهد نزاعات بعد. «إذا تمعنا في حال كوستاريكا أو جرينلاند، سنجد علاقة مغايرة؛ مما سيأتي بنتائج مختلفة».
لكن سيمون دالبي، أستاذ السياسة وتغير المناخ في كلية بالسيلي للشؤون الدولية يرى أنه «ليس هناك أي شيء جديد أو غير عادي بشكل خاص في البحث الجديد. إن التركيز ينصب على أفريقيا منذ سنوات من قبل الباحثين. إذ إن الوصول إلى كينيا أسهل بالنسبة إلى من يقومون بالبحث».
يمسك دالبي العصا من المنتصف – يستدرك ماير. إذ يقول: «إن مجموعة من البحوث التي ترجع إلى التسعينات أشارت إلى أن التغير البيئي قد يؤدي إلى نشوب نزاع، ولكن الظروف المتداخلة هي التي كانت ذات أهمية حقيقية».
كان سولومون شيانج، وهو خبير اقتصادي وأستاذ للسياسة العامة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، واحدًا ممن درسوا حالة أفريقيا. ففي عام 2013، أشار هو وزملاؤه إلى أن معظم الأبحاث تركز على أفريقيا وتظهر أن هناك صلة تجريبية بين الحروب وتغير المناخ. وقد وجد هو وزملاؤه أن فرصة اندلاع حرب ارتفعت بنسبة 14% في مقابل كل تغير في الانحراف المعياري في درجة الحرارة أو الأمطار.
صرح شيانج لماير بالقول: «لا يوجد شيء جديد في هذه الدراسة. إن دراسة المناطق المعرضة للنزاع ليست مشكلة، فهذا ما يتوقعه أي أحد، لكن لا أحد يدرس تفشي الإيبولا من خلال دراسة سبب عدم انتشار الإيبولا في المقاهي في سيدني اليوم، بل ندرسها حيثما وقع الوباء بالفعل».
قام شيانج بتبسيط طريقة تحليل البحوث ككل للادعاء بأن الباحثين: «يبالغون في الربط بين الصراع وتغير المناخ». وأوضح «أن مشكلة الدراسة هي أنها تلمح بشدة إلى أن هناك نوعًا من التحيز في مجال البحث دون أن يظهر في الواقع أن أي شخص آخر قد أخطأ، أو تظهر كيف لفكرتها أن تؤثر على النتائج في هذا المجال. إنها غامضة وغير دقيقة بشأن نقدها للأعمال السابقة، دون تحديد النتائج الفعلية التي تحرف أو تكرر عمل أي شخص. وبدلًا عن ذلك، فإنهم ببساطة يلمحون إلى وجود مشكلة في مجال البحث؛ مما يزرع الشك دون تقديم أدلة فعلية».
لكن البحث نفسه يتراجع عن ادعاءاته، قائلًا: إن نتائجه لا تهدف إلى تشويه سمعة أي باحث أو دراسة. قال إيد: «لا نقول إن النتائج غير صالحة أو بلا قيمة، ولا نتهم أي دراسات أو باحثين بتجاهل مناطق كثيرة في العالم». غير أن البحث يصر على أن الصلة بين الحروب والمناخ مبالغ فيها.
كما ترى تشاليكي، الباحثة السياسية بجامعة نبراسكا، أن موضوع البحث غريب. إن من المنطقي دراسة الأماكن التي توجد فيها حرب، وتقول: «العنف ليس شرطًا متأصلًا في السياسة المحلية أو الدولية. نحن لسنا بحاجة إلى شرح السلام. بل إننا بحاجة إلى شرح سبب الحرب».وتتساءل تشاليكي أيضًا عما إذا كان الاستسهال هو نهج أكاديمي، بما أن المؤلفين يميلون إلى الاستشهاد بعمل سابق حول موضوع ما. ينصب تركيز الدراسات على مناطق الحرب لأنها تشتمل على أسباب اندلاعها – يشدد ماير. تقول تشاليكي: «لا أعتقد أن هناك أي شيء في هذا البحث قد يساعد بلدًا على الحد من تغير المناخ. إذا اطلع وكيل وزارة الدفاع، أو صانع السياسة على البحث، سيتساءل في حيرة ماذا يعني هذا؟».
كما عبر جريج بيترو، باحث سياسي آخر في جامعة نبراسكا متخصص في الأساليب الكمية، عن اندهاشه من محتوى البحث. قائلًا: إنه اتسم بالتحيز في اختيار المناطق محل الدراسة. وأضاف: «إنهم لا يقيمون بشكل مباشر ما يريدون تقييمه، بل يحاولون تقييم التحيز الذي يميز العينة، لكنهم ينظرون إلى العينة كمتغير تابع. إنهم ينظرون بالفعل إلى التحيز المنشور كمتغير مستقل».
فند إيد بعض هذه الانتقادات، قائلًا إن إجراء دراسة عن الإيبولا في دولة أفريقية مسالمة أفضل من إجرائها في مقاهي سيدني. ويقول: «إن معظم الدراسات المتعلقة بالسرطان تشمل عددًا كبيرًا من الأشخاص الذين لا يعانون من السرطان كحالات يتم التحكم فيها لتجنب الاستنتاجات المبكرة، ولتحديد العوامل التى تجعل الناس قادرين على مقاومة السرطان. أعتقد أن المنطق نفسه ينبغي أن ينطبق على بحوث علاقة تغير الطقس بالحروب».
وقال إيد: إن ورقته البحثية تبين كيف يمكن إجراء المزيد من البحوث حول هذا الموضوع، «لقد فوجئت أنه حتى داخل الدراسات الأمريكية، ليس هناك تركيز على أمريكا اللاتينية، في الأساس. قد نقلق بشأن العراق أو سوريا أو الهند بسبب الأهمية الجيوسياسية، ولكن لماذا لا ننظر إلى المكسيك، أو هندوراس، أو البرازيل؟ لأن ذلك سيكون له عواقب أكثر حدة بالنسبة للولايات المتحدة».
وقد تكون لهذه الثغرات آثار سياسية – يشير ماير: «فإذا كان صانع القرار في واشنطن يشعر بالقلق إزاء تغير المناخ وعلاقته بالحروب، سيود أن يعرف ما إذا كانت معرفتنا حول هذه القضية تستند على أساس متين، وسيكون راغبًا في معرفة الكثير عن كينيا في هذا السياق، ولن يهتم بشدة بأمريكا اللاتينية».
حاول دالبي، الباحث السياسي، أن يأخذ نظرة أوسع للجدال القائم، والاضطرابات المناخية التي يمكن أن تأتي في وقت لاحق من هذا القرن. وقال لماير: «إن البحث في هذه العلاقة المفترضة هو أمر جيد، ولكن إذا كنت تبحث عن أسباب تغير المناخ، فإننا نكتفي بالإفراط في الاستهلاك والوقود الأحفوري. وإذا كنت ترغب في التحرك بجدية لمواجهة تغير المناخ، فإن القلق بشأن التفاصيل الصغيرة للصراعات في أفريقيا لا علاقة له بذلك».
==========================
وول ستريت جورنال: أمريكا وتركيا تحاولان نزع فتيل أزمة خلافاتهما فى سوريا
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الولايات المتحدة وتركيا تحاولان تسوية الخلافات حول عملياتهما العسكرية فى شمال سوريا، فى إطار عقد سلسلة من الاجتماعات هذا الأسبوع لنزع فتيل التوترات بينهما باعتبارهما حلفاء فى منظمة حلف شمال الأطلسى (الناتو).
وقالت الصحيفة الأمريكية - فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، اليوم الجمعة - إن وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، قابل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الليلة الماضية، فى العاصمة أنقرة، واجتمع وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس، مرتين هذا الأسبوع مع نظيره التركى نور الدين جانيكلى، فى روما، وبروكسل.
ونقلت عن مسئولين أمريكيين، قولهم، إن اجتماع تيلرسون، وأردوغان، استمر 3 ساعات ونصف، بحضور وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، كمترجم، وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، يرافق تيلرسون أثناء زيارته تركيا، إن المحادثات كانت مثمرة، وأنه من المقرر أن يلتقى تيلرسون، وأوغلو، مجددا، اليوم الجمعة.
وقال تيلرسون، فى تصريح للصحفيين، عقب جلسة مطولة مع أردوغان، "ما زلنا نعمل"، فيما نسبت الصحيفة الأمريكية إلى مسئولين من مكتب أردوغان، قولهم، إن مسئولين أتراك قالوا إن تيلرسون، وأردوغان، لم يناقشا بالتفصيل سوى الصراعات فى سوريا والعراق إلى جانب جهود واشنطن وأنقرة الأوسع نطاقا ضد الإرهاب، ولفتت (وول ستريت جورنال) إلى تدهور العلاقات بين أنقرة وواشنطن بشكل متزايد على خلفية هجوم تركيا على منطقة عفرين التى تخضع لسيطرة الأكراد شمالى سوريا، فيما اقر وزير الدفاع الأمريكى ماتيس، بالانقسامات بين الجانبين الأمريكى والتركى فى شمال سوريا، لكنه أكد أن هنالك أرضية مشتركة.
==========================
الصحافة العبرية :
معاريف :هل غيّر الأسد سياسة الرد على الغارات الإسرائيلية؟
بقلم: يوسي ميلمان
مر الاسبوع الماضي بهدوء في الحدود الاسرائيلية – السورية. فلم تسجل حوادث – وعلى الاقل لم يبلغ عنها – منذ السبت الماضي، حين اسقط صاروخ ارض – جو سوري طائرة "اف  16" إسرائيلية. في تلك الحادثة، الاخطر منذ بدء الحرب الاهلية في سورية، أطلقت سورية 25 صاروخا نحو طائرات سلاح الجو التي قصفت منصة اطلاق الطائرة الايرانية بلا طيار التي تسللت الى مجالات اسرائيل. وقتل في القصف عدة ايرانيين، ولكن ايران، التي تنفي مجرد وجود الحدث، تخفي موتهم.
وبالمناسبة، أمل مطلقو الطائرة الايرانية بانه بفضل تكنولوجيتها المتطورة ستتملص من الحمايات الجوية الاسرائيلية ولن تكتشف. ويشهد اكتشافها ليس فقط على قدرات اسرائيل النوعية بل ايضا على أن المتملصة الايرانية مبنية اغلب الظن من مواد تتخلف في جودتها عن تلك التي لدى الولايات المتحدة، ويمكن الافتراض ايضا عن تلك التي لدى اسرائيل. فقد بنيت الطائرة الايرانية استنادا الى الطائرة الاميركية المتملصة التي نجحت ايران في اسقاطها في أراضيها.
نتيجة للرد الاسرائيلي، يمكن لايران ان تستخلص واحدا من استنتاجين. العمل بحذر شديد في المستقبل وعدم استفزاز اسرائيل او محاولة العمل بشدة اكبر لجباية ثمن أعلى منها.
في سلاح الجو يواصلون التخفيف في ملابسات الحدث، وهناك خلاف في مسألة اذا كان الجيش السوري قد عقد كمينا مخططا ضد الطائرات ام أن بطاريات المضادات الجوية كانت في حالة تأهب عليا. اذا كان هذا كمينا مخططا، فقد كان ينبغي لايران ان تكون منسقة مع سورية حتى آخر التفاصيل في كل ما يتعلق باطلاق طائرتها غير المأهولة. مهما يكن من أمر، فان النار المكثفة للصواريخ يمكن لها ربما أن تشهد على تغيير في الاستراتيجية السورية. في الفترة الاولى من عمل سلاح الجو في سماء سورية، والتي بدأت وفقا لاحد المصادر في العام 2012، وحسب مصدر آخر في وقت لاحق، لن تحاول منظومات مضادات الطائرات السورية تحدي الطائرات الاسرائيلية. فقد كان اهتمام نظام الاسد مصبوبا على الحرب ضد الثوار. وفي مرحلة لاحقة، قبل نحو ثلاث سنوات، بدأت منظومات الدفاع الجوي السوري تطلق بضعة صواريخ نحو كل طائرة تتسلل الى اراضيها وتخترق سيادتها.
تلميح الى امكانية أن يكون نظام الاسد غيّر الاستراتيجية تجاه غارات سلاح الجو كان يمكن أن نجده، هذا الاسبوع، في مصدرين. أولا، نائب وزير الخارجية السوري، ايمن سوسان، قال في مؤتمر صحافي في دمشق انه اذا هاجمت اسرائيل مرة اخرى "بانتظارها مفاجآت اخرى"، والتي لم يفصلها. اما المصدر الثاني فهو الصحافي البلجيكي، ايليجا منيا، الذي يغطي أخبار "حزب الله" منذ تأسيسه الرسمي في العام 1984. فقد افاد منيا الذي يتجول في المنطقة بان "القيادة السورية وحلفاءها (هو يلمح الى ايران) قرروا ان يفرضوا على اسرائيل نظاما جديدا لفتح النار".
فحسب التقرير ذاته، فان كل خرق للمجال الجوي السوري يرد عليه بصواريخ عديدة ليس فقط نحو الطائرات، بل ايضا نحو بلدات في هضبة الجولان. وكتب منيا يقول: "ليس المقصود هو اصابة هدف معين، بل فقط منع الاسرائيليين من ادارة نمط حياة اعتيادي واجبارهم على الجلوس في الملاجئ". بكلمات اخرى، اذا كان التقرير صحيحا، فهذه هي الرواية السورية للصيغة الاسرائيلية عديدة السنين التي كانت تقول "اذا لم يكن في جهتنا هدوء، فلن يكون هدوء في الجانب الآخر من الحدود ايضا".
اذا كان الاسد بالفعل قرر التغيير في نظريته الحربية تجاه اسرائيل، فانه يخاطر جدا. من الواضح ايضا له ولمستشاريه أن اسرائيل سترد بما يتناسب مع ذلك، بقوة تفوق تلك التي استخدمتها، السبت الماضي، والتي دمر فيها سلاح الجو نحو نصف منظومة الدفاع الجوي السورية. في مثل هذه الحالة، المعنى هو التصعيد لدرجة الحرب بين اسرائيل وسورية، والتي من شأنها أن تجذب اليها ايران و"حزب الله". وبعد أن نجح الاسد في استقرار نظامه واستعادة سيطرته في المدن الكبرى وفي محاور السير المركزية، فان آخر ما يريده الاسد هو فتح جبهة جديدة مع اسرائيل، بكل قوتها.
وبالتالي، لأن اسرائيل غير معنية بالتصعيد، فمن المشكوك فيه جدا أن يكون مثل هذا التصعيد والتدهور ممكن التحقق. ولكننا نعرف منذ الان لمن  تعطى النبوءة، وبالذات في الشرق الاوسط. الاطراف المشاركة تفحص حدود طاقة الطرف الاخر ومدى قدرته على الامتصاص. وقد اتخذت حتى اليوم سياسة متوازنة ومحدودة الردود بهدف احتواء كل حادثة كبيرة كانت أم صغيرة، ومنعها من التطور الى حرب شاملة. يبدو أن اسم اللعبة الان هو من يتراجع أولا: الاسد، خامينئي أم نتنياهو؟ اما الاختبار فسيكون في اغارة سلاح الجو التالية.
 
عن "معاريف"
==========================
إسرائيل اليوم :إيران على الحدود: إسرائيل بحاجة إلى استرتيجية جديدة في الجولان
2018-02-16
بقلم: ايتسيك تسرفاتي
خلال السنوات السبع التي مرت، منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية، حدثت تغيرات دراماتيكية في المنطقة، وعلى الحدود الشمالية لإسرائيل على وجه الخصوص.  وتشكل أحداث نهاية الأسبوع تذكيرا آخر لصانعي القرار في إسرائيل بأن الوقت قد حان لاعتماد استراتيجية قومية لمرتفعات الجولان.
فمن الحدود الأكثر هدوءا في السنوات الخمسين الماضية، تحولت الحدود في الجولان، تدريجيا، إلى الأكثر قابلية للانفجار؛ ومن الحدود مع سورية، تحولت، عمليا، إلى حدود مع إيران برعاية روسية.
وفقدت إسرائيل حريتها في العمل في سماء سورية، ومعها حرية العمل التكتيكي التي تتمتع بها في المنطقة، وكل ذلك في الوقت الذي تغير فيه توازن القوى في المنطقة بشكل كبير.
هذا الواقع هو نتيجة قرار إسرائيل بأن تكون بمثابة «متفرج» في كل ما يحدث وراء الحدود في مرتفعات الجولان.
وفي حين أدركت بلدان المنطقة، مثل إيران وروسيا وتركيا، التحول الهائل في سورية - التي كانت بالفعل في المراحل الأولى لانهيارها – وحددت أهدافا وأقاليم استراتيجية خارج حدودها السيادية، رأت إسرائيل هدفا استراتيجيا في إحباط شحنات الأسلحة والرد على الحوادث الحدودية.
اليوم، أصبحت إسرائيل هي الدولة الغربية الأولى والوحيدة (غير الإسلامية) التي تربطها حدود مادية بشكل عملي مع إيران.
وهذا حدث درامي له أبعاد تاريخية. لقد تحولت مرتفعات الجولان، رغم إرادتها، وبكل قوة بعد أحداث نهاية الأسبوع، إلى الحصن الأمامي للعالم الغربي في المواجهة المادية مع إيران، ضد محاولتها الناجحة للسيطرة على المنطقة الشمالية الشرقية من حوض البحر الأبيض المتوسط.
لن يكون من المبالغ فيه الافتراض بأن محاولات إيران لاستفزاز إسرائيل في مرتفعات الجولان لن تتوقف على الحادث الذي وقع في نهاية الأسبوع، فهذا جزء من تحرك إيراني شامل يهدف إلى جر إسرائيل إلى نزاعات حدودية من وقت لآخر، وإضعاف وضعها السيادي في مرتفعات الجولان، وربما في المستقبل، عندما تصبح إيران أكثر استقرارا في سورية، ويكون من المريح لها جر إسرائيل إلى مواجهة حربية واسعة.
لا يمكن للجهود الاستراتيجية التي تبذلها إسرائيل أن تواصل التركيز على إحباط شحنات الأسلحة والرد على الحوادث الحدودية.
يجب أن تركز على مستويين آخرين: الدبلوماسي والمدني. على الجبهة الدبلوماسية، يجب على إسرائيل أن تعمل من أجل الاعتراف الأميركي، وبعد ذلك الدولي، بسيادتها على مرتفعات الجولان.  وفي الوقت نفسه، يجب أن تعزز القوى الصاعدة ذات إمكانيات التعاون في المنطقة، مثل الأكراد السوريين في شمال سورية، الذين يضعف وجودهم المحور الإيراني السوري في المنطقة.
وعلى الصعيد المدني، يجب على إسرائيل أن تدرك أن أعداءها يراقبون باستمرار من الخارج، وهم ينظرون إلى مرتفعات الجولان ويرون أرضا ظلت إسرائيل تحتفظ بها طوال 50 عاما كوديعة للسلام أو كساحة معركة في حرب مستقبلية.
يمكن لحدوث طفرة في البناء والتنمية، فقط، مع نمو كبير في عدد سكان الجولان، أن تنقل رسالة واضحة للمشاهدين من الخارج: «نحن هنا لكي نبقى». لقد تلقت إسرائيل والمجتمع الدولي تذكيرا مؤلما في نهاية الأسبوع، بأن تيارات قوية تحدث تحت الأرض، وتقوض سيادتها في مرتفعات الجولان.
الخيار الآن هو بين بديلين: استمرار عدم الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وبالتالي تعزيز شرعية إيران في مواصلة تحدي إسرائيل في الجولان تحت ذريعة «تحرير الأرض المحتلة»، بموجب القانون الدولي؛ أو وقوف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى جانب إسرائيل في الكفاح من أجل كبح سيطرة إيران على المنطقة، من خلال الاعتراف الدولي بسيادتها على مرتفعات الجولان. هذه الخطوة، إلى جانب الزخم التنموي لمرتفعات الجولان، هي الخطوة الاستراتيجية التي يجب أن تقودها إسرائيل.
عن «إسرائيل اليوم»
==========================
الصحافة التركية :
حرييت :تغيّر التحالفات والمعادلات في سوريا
سيدات أرغين – صحيفة حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس
يوم الخميس المنصرم نفذت الميليشيات التابعة للنظام السوري الذي يرأسه بشار الأسد غارات برية على مواقع عسكرية "لقوات سوريا الديمقراطية" في مدينة دير الزور المجاورة للحدود العراقية.
يجدر بالذكر أن معظم بنية قوات سوريا الديمقراطية تتضمن عناصر وحدات الحماية الشعبية التي تمثل امتداداً لبي كي كي، فيما جاء الرد على الميلشيات السورية المدعومة من قبل إيران وحزب الله من أمريكا، إذ وجهت أمريكا رداً قاسياً من خلال تنفيذ غارات جوية ضد ميليشات النظام السوري، ووفقاً لمصادر أمريكية لقد أسفرت هذه الغارات الجوية عن مقتل ما يقارب 100 شخص تابعين للنظام السوري.
تقع مدينة دير الزور بجوار إحدى حقول النفط التابعة للنظام السوري، وفي هذا السياق جاءت التصريحات من روسيا على شكل انتقادات للغارات الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية، وزعمت روسيا خلال تصريحها أن أمريكا لم تنفذ هذه الغارات بغاية مكافحة داعش، بل بهدف السيطرة على حقول النفط في سوريا.
من الواضح أن النظام السوري يسعى إلى إعادة السيطرة على شرق الفرات من خلال تطهير المنطقة من قوات سوريا الديمقراطية المحمية من قبل أمريكا.
نلاحظ أن أمريكا قد وقفت إلى جانب أكراد سوريا ضد النظام السوري، وقدمت دعماً كبيراً لهم بعد أن توقفت عن دعم وحدات الحماية الشعبية في عفرين وأصبحت مدينة دير الزور الهدف الجديد في الساحة السورية، وبذلك وضحت أمريكا أنها لن تسمح بتجاوز الحدود التي وضعتها مسبقاً في شرق الفرات.
الآن يجب أن نلقي النظر على مدى تأثير التطورات التي شهدناها خلال الأسبوع السابق على تركيا، إذ نلاحظ سوء علاقات تركيا بالنظام السوري في الفترات الأخيرة، وفي الوقت نفسه تظهر تركيا ردود فعل صارمة تجاه أمريكا التي تدعم وحدات الحماية الشعبية، وترى أن محاولة تأسيس دولة مستقلة لأكراد سوريا في شرق الفرات تشكل خطراً يهدد المصالح الدولية لتركيا.
أين تكمن المصالح التي تحاول تركيا حمايتها في الساحة السورية؟ يزعم البعض أن مصالح تركيا تكمن في النظام السوري، لكن الحقيقة تختلف عن هذه المزاعم، إذ نلاحظ أن النظام السوري لا يرى أي مانع في دعم وحدات الحماية الشعبية ضد تركيا في بعض المناطق.
كيف تستطيع وحدات الحماية الشعبية القادمة من شرق الفرات للوقوف في وجه عملية غصن الزيتون التي تنفذها القوات المسلحة التركية العبور إلى منطقة عفرين نظراً إلى أن عفرين لا تمد بأي صلة بالمناطق الكردية المستقلة الموجودة في شمال سوريا؟ الجواب هو أن هذه الوحدات تعبر من المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام السوري نتيجة غض النظام للنظر عن هذه التجاوزات.
وبذلك نرى أن المعادلات والتحالفات قد تغيرت بشكل واضح، إذ ينفذ النظام السوري غارات عديدة ضد وحدات الحماية الشعبية في مدينة دير الزور، لكن عندما تعلقت المسألة بتركيا فإن النظام السوري دخل في تحالف مع وحدات الحماية الشعبية ضد تركيا في منطقة عفرين.
عند تحليل هذه المسألة من وجهة نظر أمريكا نرى أن الإدارة الأمريكية تصرّح بأنها ليست في تحالف مع وحدات الحماية الشعبية، بل تقدم لها الدعم نظراً إلى وجود هدف مشترك بين الطرفين وهو القضاء على داعش، وتنفذ ذلك في ظل قوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات.
وبذلك توجه أمريكا للعالم رسالة تزعم من خلالها أنها خارج الأحداث التي نشهدها في عفرين، وعند النظر إلى الأحداث الأخيرة نشاهد أن ميليشيات وحدات الحماية الشعبية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية تعبر من المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام السوري لتصل إلى منطقة عفرين بهدف الوقوف في وجه القوات المسحلة التركية، لكن ما هو التأثير الذي قد تشهده أمريكا نتيجة انفصال ميليشات وحدات الحماية الشعبية عن التحالف الموجود بين أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية ضد داعش، والعبور إلى منطقة عفرين للمشاركة في المعارك ضد القوات التركية؟
انفصلت وحدات الحماية الشعبية عن أمريكا في هذه النقطة لتدخل في مواجهة ضد القوات التركية في عفرين، وذلك بعد أن وقفت أمريكا إلى جانب وحدات الحماية الشعبية في العديد من المعارك وقامت بتدريب عناصرها وما زال التنظيم يستخدم الأسلحة المدعومة من قبل واشنطن، لكن ما الهدف من ذلك؟ هل يلغي عبور عناصر التنظيم إلى غرب الفرات المسؤولية التي تقع على عاتق أمريكا؟
إلى الآن تحدثنا عن المفارقات الموجودة بين تركيا والنظام السوري وأمريكا ووحدات الحماية الشعبية فقط، لكن أيضاً من الممكن أن نذكر العديد من العلاقات والتحالفات والمعادلات الناتجة عن تدخل روسيا وإيران وإسرائيل وداعش.
==========================
صحيفة قرار :حقيبة تركية حافلة بأوراق الضغط تدعم "غصن الزيتون"
متة يارار – صحيفة قرار – ترجمة وتحرير ترك برس
أثبتت الأحداث أن الجيش والاستخبارات التركيين لم يخطئا في تحليلاتهما بشأن عملية عفرين. لأنهما كانا يتوقعان مواجهة تنظيم إرهابي تخفى في الأنفاق وأعد تحصينات دفاعية.
ورأينا أيضًا أنهما لم يخطئا في تقدير عدد الإرهابيين، فالعملية ما زالت في بداياتها، وعدد قتلى الإرهابيين تجاوز 1500. وكان من المنتظر حدوث هجمات بمضادات الدبابات ومدافع الهاون، وهذا ما حدث فعلًا.
ما لم يكن معروفًا بشأن عملية غصن الزيتون فقط هو حجم القوة العسكرية اللازمة في الميدان، وهذا ما بدأ يتضح مع تقدم العملية، حيث تتم تلبية الحاجة عبر استقدام العناصر المختصة في المناطق الأخرى.
كان الجيش والاستخبارات يعلمان كيف ستتصرف البلدان الأخرى، التي اتخذت مواقف كما كان متوقعًا. ما لم يكن معروفًا هو ما سنفعله نحن. أي أننا نحن الصندوق الأسود هذه المرة.
لم تكن البلدان الأخرى تعرف إلى أي حد ستتقدم القوات التركية وكيف ستكون علاقاتنا مع "حلفائنا" المزعومين. لأنها لم تكن تملك الكثير من الأدوات لتقييد تحركاتنا، ولم تكن ترغب بالتفريط بها دفعة واحدة.
هذه المرة تملك تركيا من الأدوات ما يتيح لها الجلوس في موقع قوي على طاولة المفاوضات.
فهناك أولًا حكومة قوية في مواجهة الولايات المتحدة، وشعب توصل إلى اتفاق مشترك لحل الأزمة السورية، وجيش قادر على تلبية احتياجاته لتنفيذ العملية من مصادر محلية في الصناعة الدفاعية، ومنظمات مدنية أجرت أنشطة المساعدة في سوريا وحققت نجاحًا في ذلك، ودائرة عمليات خارجية قوية في جهاز الاستخبارات، إضافة إلى الجيش السوري الحر الذي اكستب ثقة بنفسه. بمعنى أن حقيبة تركيا حافلة هذه المرة بأوراق الضغط.
حتى أن تركيا تقف في مواجهة الولايات المتحدة، وهي لما تستخدم بعد ورقة قاعدتي "كورجيك" و"إنجيرليك".
يطالب شعبنا من حين لآخر بإغلاق إنجيرليك والانسحاب من الناتو. غير أني أفكر بطريقة مختلفة في هذا الشأن. إذا أغلقت تركيا قاعدتي إنجيرليك وكورجيك منذ بداية الأمر، فإنها ستبدأ بفقدان أوراق الضغط التي تملكها.
تركيا دولة عريقة بحيث لا تتخذ مثل هذه القرارات على عجل، وهي كذلك قوية إلى حد يمكنها من اتخاذ قرار إغلاق القاعدتين المذكورتين في الوقت المناسب.
ولهذا فإن المطالبة بعدم دخول الجيش التركي عفرين، وإغلاق القواعد العسكرية في وجه الولايات المتحدة يعني سحب أوراق الضغط من يد تركيا.
إن لم يدخل الجيش التركي عفرين يمكن لحزب العمال مواصلة وجوده في المدينة والمنطقة. وكذلك مسألة قاعدة إنجيرليك، فما دمنا ضمن التحالف الدولي يمكننا الحصول على معلومات عما يدور، وبالتالي يمكننا الحيلولة دون فرض أمر واقع علينا.
كنا نأسف دائمًا في السابق لأننا نحقق النصر في الميدان، إلا أننا نخسر على طاولة المفاوضات. أما اليوم فقد بدأنا نكسب في الميدان وعلى الطاولة. وهذا بفضل امتلاء حقيبتنا بأوراق الضغط.
==========================
الصحافة البريطانية :
الغارديان: وجهة نظر الغارديان حول سورية: المعاناة تتزايد والعالم غير مبال
ثلاثة عشر مليون شخص في سورية بحاجة ماسة بينما تشتعل صراعاتها المتقاطعة ولكن من سيساعد؟
متطوعو الدفاع المدني السوريون يحملون جرحى في الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون. تصوير: عبد المنعم عيسى/ وكالة الصحافة الفرنسية/ صور جيتي
بعد سبع سنواتٍ من المذبحة التي كلّفت نصف مليون شخص، لم يتناقص العنف في سورية، بل تضاعف. أصحاب النفوذ يسعون للسلطة والأراضي والموارد، بينما يدفع المدنيون الثمن من دمهم، حيث تحذر الأمم المتحدة من مستوياتٍ غير مسبوقةٍ من المعاناة، في بلدٍ شهد بالفعل كثيرًا من الجرائم، وكثيرًا من اليأس. في الوقت الذي يتم تجاهل دعواتها لوقف إطلاق النار.
لقد أدى تفكك “الخلافة” المعلنة من جانب (تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش) إلى ظهور بديلٍ أكثر حدة عن هذه الحروب المتداخلة، فتهديد (داعش) لم ينته بعد، على الرغم من خساراتها الكبرى. وسيبذل مقاتلوها قصارى جهدهم لمواصلة مجزرتهم في المنطقة وخارجها. ولكن مع تحول التركيز؛ فإن صراعاتٍ أخرى تظهر وتتكثف، كما تبيّنَ هذا الأسبوع. ففي يوم الخميس، 8 شباط/ فبراير وحده، لقي أكثر من 100 مقاتل موالٍ للنظام مصرعهم على يد القوات الأميركية، أثناء صدّها هجومًا على قاعدةٍ تسيطر عليها الولايات المتحدة في محافظة دير الزور الشرقية، بينما توفي في الغوطة الشرقية، التي عانت كثيرًا من ذلك على يد بشار الأسد، 59 مدنيًا، من بينهم 15 طفلًا في اليوم نفسه.
إن أي حلٍ سياسي للأزمة الأساسية ما يزال أبعد من أي وقتٍ مضى، مع فشل ليس فقط محادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، ولكن محاولات روسيا مفرطة الثقة لتجاوز هذه العملية، وطرح صفقةٍ في سوتشي الشهر الماضي. لقد كثف الأسد مسيرته الدموية لتحقيق نصرٍ عسكري، حيث يحاصر 400،000 شخصٍ في الغوطة الشرقية، وبينما وافقت دمشق على ربع طلبات الأمم المتحدة للوصول إلى مناطق المعارضة في عام 2017، لم توافق على أي طلبٍ هذا العام. ومع أن المتمردين قد خسروا، لكن الأسد لم يفز بعد.
اكتشفت روسيا أن من الأسهل أن تدمّر بلدًا ما، بدلًا من تحقيق السلام فيه. فهي تريد مركزًا استراتيجيًا في المنطقة، والسيطرة على موارد الغاز والنفط، لكنها لا تريد استنزافًا غير محدودٍ لجيشها. إن الاختلافات والشكوك المتبادلة بين داعمي الأسد واضحةٌ بشكلٍ متزايد، إيران سعيدة لرؤية دولةٍ ضعيفة، تتوسع فيها سيطرتها على الأراضي أكثر من أي وقتٍ، كما تفضل أن يتلاشى النفوذ الروسي.
في الوقت نفسه، إن الميليشيات الكردية، التي أملت أن تسهم مشاركتها في المعركة ضد (داعش) بزيادة الدعم من الغرب لتطلعاتها على المدى الطويل، وكذلك الدفاع عن الأراضي التي استولت عليها حديثًا، تتعرض للهجوم من تركيا، العازمة على كبح طموحاتهم.
تريد الولايات المتحدة أن تمنع إعادة ظهور (داعش)، أو أي مجموعةٍ مماثلة، ومطاردة المقاتلين المتبقين، واستقرار الأراضي وتأكيد دورها في المنطقة ضد زيادة نفوذ روسيا، ومواجهة قوة إيران المتنامية، وطمأنة حلفائها السعودية و”إسرائيل”، لكن هذه المصالح المعقدة هي في أيدي إدارةٍ فوضوية، ولا يمكن توقع تصرفاتها. حتى الحلفاء يسألون: أحقًا تعرف الولايات المتحدة ما تريد، بينما في الداخل يحذّر النقاد من بطء حركة المهمة. إن التعهد بإبقاء القوات الأميركية على الأرض في المستقبل المنظور لا يخاطر بالصراع مع القوات الموالية للأسد فحسب، بل أيضًا مع تركيا، نظرًا إلى اعتماد الولايات المتحدة على قوات الدفاع السورية التي يسيطر عليها الأكراد.
مع تزايد المخاطر، تهرب موجات من السوريين مجددًا، حيث أدت هجمات النظام القاسية على محافظة إدلب التي يسيطر عليها المتمردون إلى تشريد ما لا يقل عن 300,000 شخص منذ كانون الأول/ ديسمبر، وهي المحافظة التي فرَّ إليها ما يقرب من مليون شخصٍ، من مناطق أخرى، في بعض الحالات عن طريق صفقاتٍ مع الحكومة، عندما استسلمت الجماعات المتمردة في أماكن أخرى، إلا أن النظام يسعى إلى استخدام الوجود الثقيل للقوات الجهادية لتدميرهم جميعًا. بالإجمال، فقد شُرِّد نصف سكان البلد، إذ فرّ ستة ملايين شخص إلى الخارج. حيث لا تقابل جروحهم النفسية ويأسهم سوى باللامبالاة والعداء الصريح، ففي العام الماضي، أغلقت المزيد من البلدان حدودها أو أعادت اللاجئين. هذا الأسبوع، حذرت المؤسسات الخيرية الدولية من خطر تعرض مئات الآلاف بالقوة لمشاعر معادية للاجئين، اعتمادًا على اعتقادٍ خاطئ بأن الحرب تشارف على الانتهاء. كان جيران سورية مضيفين كرماء، في تناقضٍ صارخ مع الدول الغنية التي لم توطن سوى أقل من 3 في المئة من اللاجئين المعرضين للخطر، كما تقول الجمعيات الخيرية. ومن المثير للقلق، ولكن ليس من المستغرب، أن يُبدوا عدم رغبتهم في الاستمرار من دون دعمٍ كاف. إن الخسائر البشرية المذهلة في سورية تبرز الحاجة الملحة إلى استجابةٍ دولية إنسانية لائقة
==========================
الإيكونوميست: مقامرة بوتين في سوريا لا تسير وفق مخططاته
قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية، الجمعة، إن الرئيس الروسي يواجه صعوبات متزايدة في مغامرته العسكرية داخل سوريا، وذلك بعد المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل الأيام القليلة الماضية.
وخلال زيارته قاعدة حميميم السورية في 11 ديسمبر الماضي، قال بوتين: "أمرت وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش ببدء سحب القوات الروسية إلى قواعدها الدائمة"، وفق ما نقلته وكالة "نوفوستي" للأنباء آنذاك.
وأوضحت المجلة البريطانية أن فلاديمير بوتين وجه رسالة إلى الغرب، والتي مفادها "روسيا عائدة"، بعد ضمه للقرم في 2014 وانخراط موسكو في الحرب الأهلية السورية بعد أن أخفقت الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان فجر السبت قد شهد تصعيداً خطيراً بعد أن أعلنت إسرائيل أنها أسقطت طائرة درون إيرانية انطلقت من قاعدة في تدمر السورية، وشنت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات استهدفت 12 موقعاً في العمق السوري، بحسب ما زعمت إسرائيل، ما دفع النيران السورية إلى إسقاط طائرة "اف 16 هوت" في الجليل الأعلى.
وأشار التقرير إلى أن تفاخر بوتين بانتصاره في سوريا سابق لأوانه، حينما أرسلت إيران أول طائرة بدون طيار للمراقبة من داخل سوريا إلى المجال الجوي الإسرائيلي واستجابت إسرائيل بإطلاق النار عليها وتدمير البنية التحتية المسيطرة بالقرب من تدمر.
"دخول سهل وخروج صعب"
كما لفت التقرير إلى أن المنوشات الأخيرة بين إيران وإسرائيل تعد مؤشرا هاما على دخول الحرب في سوريا إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة، ولذا ينبغي أن تبقى القوات الروسية.
جدير بالذكر أن سلاح الجو الروسي بدأ بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية في 30 سبتمبر 2015، وهذا بعد أن طلب الرئيس السوري بشار الأسد دعمًا عسكريًا من موسكو من أجل كبح الثورة السورية، ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس فلاديمير بوتين في استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد.
ويضيف التقرير، كل من إيران وإسرائيل لا يرغبان في الدخول في مواجهة شاملة، إلا أن كل منهما يختبر أين تقع حدود الآخر، في الوقت نفسه تيقنت الدولة العبرية من أن قوات الأسد والميليشيات المدعومة من إيران أصبحت لها اليد العليا في المناطقة القريبة من حدودها الشمالية ومرتفعات الجولان المحتلة.
ووفق المعطيات السابقة، فإن تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران يضع روسيا بين في اختيار أحد الجانبين، وعلى الرغم من أن بوتين يشكل الحكم على مصير سوريا ومنظم عملية السلام، إلا أنه ليس لديه سيطرة تذكر على كافة الجهات الفاعلة الأخرى، مع جداول أعمالها المتنافسة.
"البحث عن مخرج"
وذكرت المجلة البريطانية أن الناخبين الروس غير راضين عن الخسائر التي يتكبدها الجيش في سوريا، حيث أظهرت استطلاعات للرأي أن أقل من ثلث الشعب الروسي يؤيد استمرار العمليات العسكرية في الخارج، في حين أن الكرملين يبحث عن مخرج. ولكن هذا يبدو احتمالا بعيدا.
وألمح التقرير إلى مكاسب روسيا من عملياتها العسكرية في سوريا خلال الأعوام الماضية، لكنها تجد نفسها الآن ضعيفة جدا أمام دعوة أطراف أخرى للتدخل، غير أنه من السابق لأوانه الحديث عن أن موسكو تتعثر في المستنقع السوري، ولكن يتوجب على بوتين أن يقطع شوطا طويلا بعيدا لإنقاذ نفسه.
ووفقًا لـ"الإيكونوميست"، موسكو تجد صعوبات أكثر مما كانت تعتقد، غير أن سياسة قصر النظر المشتركة للإدارات الأمريكية، كل من باراك أوباما والرئيس دونالد ترامب، في رؤية سوريا تقريبا فقط من زاوية هزيمة تنظيم "داعش" الإرهاب قد تركت الولايات المتحدة الأمريكية دون نفوذ حقيقي ضد إيران وممزقة بين تركيا، حليفها الشائك للناتو، وقواتها البرية الأكثر فعالية، والسورية الأكراد.
وكان رئيس حكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال، الخميس، إنه سيضع المسؤولين الأوروبيين في صورة "المحاولات الإيرانية للتموضع عسكريا في سوريا وبالقرب من حدود إسرائيل".
ورد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني بأن بلاده ستنفذ وعدها بإزالة إسرائيل عن الوجود.
==========================
إندبندنت: لهذا لا تحمل حرب سوريا أي مؤشرات لقرب نهايتها
كتبت مراسلة صحيفة "إندبندنت" بيثان ماكرنان تقريرا عن الحرب الأهلية السورية، تقول فيه إنه لا توجد مؤشرات على نهاية قريبة لهذه الحرب، بل إنها تزداد سوءا.
وتقول ماكرنان إن سقوط مدينة حلب عام 2016 في يد قوات النظام كان بمثابة نقطة تحول في الحرب، حيث حوّل مسار الحرب لصالح رئيس النظام السوري بشار الأسد، مشيرة إلى أنه مع تفكيك عاصمة تنظيم الدولة في الرقة العام الماضي، فإن مسرح الحرب ضد هذا التنظيم الجهادي بدأ بالتراجع.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن سوريا لم تظهر عشية الذكرى السابعة لاندلاع الثورة أي إشارة إلى اقتراب توقف الحرب، بل أصبحت في بعض المناطق معقدة وقاتلة، لافتا إلى قول منظمة الأمم المتحدة يوم الاثنين إن البلد "يواجه اليوم أسوأ مراحل القتال منذ بداية النزاع".
وتقول الصحيفة إن "سوريا يمكن أن توصف اليوم بأنها مجموعة من الحروب المتقاطعة، بدلا من كونها حربا بين حكومة بشار الأسد والمعارضة، كما بدأت عام 2011، ففي الأسابيع القليلة الماضية اندلعت حروب بالوكالة، بين إسرائيل وإيران وتركيا والأكراد، التي زادت وتيرتها".
وتشير الكاتبة إلى الحرب بين إسرائيل وإيران، حيث أسقطت الدفاعات السورية مقاتلة إسرائيلية "أف-16"، في طريق عودتها من مهمة لقصف مواقع قالت إسرائيل إنها تابعة لإيران، مستدركة بأنه رغم زعم إسرائيل أنها محايدة في الحرب السورية، إلا أنها شنت أكثر من 100 غارة جوية داخل العمق السوري منذ عام 2012 ضد حزب الله وقوافل عسكرية كانت في طريقها إلى لبنان.
ويلفت التقرير إلى أن تأثير إيران السياسي على حكومة الأسد يعد من أكثر مصادر القلق الإسرائيلي، حيث تتهم طهران باستخدام سوريا قاعدة تقوم من خلالها بالهجوم على الدولة اليهودية.
وتجد الصحيفة أن إسقاط الطائرة الإسرائيلية كان بمثابة نصر رمزي لحكومة الأسد وحلفائه، مشيرة إلى قول مجموعة "يوروشيا" في نيويورك، إن إسرائيل ستواصل القيام بهجماتها في سوريا وسيلة للردع، لكن المجموعة أضافت: "في ظل ضبابية الحرب، فإن أي حادث قد يجر المنطقة بسهولة إلى حرب واسعة".
وتذكر ماكرنان أن الجبهة الثانية هي الحرب التركية الكردية، حيث قامت أنقرة، الغاضبة من الدعم الأمريكي للقوات الكردية، بشن عملية "غصن الزيتون" على بلدة عفرين في شمال سوريا الشهر الماضي، وفتحت بالتالي جبهة جديدة من الحرب.
وينوه التقرير إلى أن أكراد سوريا في شمال شرق سوريا استفادوا من الفوضى السورية منذ عام 2011، وقاموا بخلق منطقة حكم ذاتي، مشيرا إلى أن تركيا تنظر إلى قوات حماية الشعب على أنها فرع من حزب العمال الكردستاني في جنوب غرب تركيا، المصنف بأنه جماعة إرهابية في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتستدرك الصحيفة بأن المظلة التي أقامتها الولايات المتحدة، وهي قوات سوريا الديمقراطية، جعلتها تحظى بالدعم بصفتها قوة قاتلت تنظيم الدولة، لافتة إلى أن الحرب بين تركيا، عضو الناتو، والأكراد قد تتوسع إلى حرب مع الولايات المتحدة، خاصة إن أصرت أنقرة على مواصلة العملية إلى منبج، حيث ترابط قوات أمريكية خاصة فيها، ما يعني مواجهة بين دولتين عضويين في الناتو.
وتبين الكاتبة أن الحرب الثالثة هي بين النظام والمعارضة، حيث وافقت تركيا وروسيا وإيران على خلق مناطق خفض التوتر في سوريا، وذلك في آيار/ مايو 2017، إلا أن الأسد تحرك في الأشهر الماضية باتجاه إدلب والغوطة الشرقية لسحق آخر معقلين للمعارضة، مشيرة إلى أنه قام بدعم من حلفائه الروس بشن موجة جديدة من الهجمات على مناطق المعارضة.
ويفيد التقرير بأن القصف يعد من أسوأ مراحل النزاع، حيث خلف مئات القتلى والجرحى، منوها إلى أن المعارضة لم تعد قوية، بل منقسمة وضعيفة، وخسرت الدعم الأمريكي والتركي.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن الأمم المتحدة دعت إلى وقف إطلاق النار، لافتة إلى أنه بموجب الاستراتيجية السابقة للحرب، فإن حكومة الأسد ستواصل هجومها.
==========================
الغارديان: شهادات تكشف عن دور مرتزقة بوتين في سوريا
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا، تقول فيه إن الحكومة الروسية اعترفت بعد تردد طويل بمقتل خمسة مواطنين روس في سوريا.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا الاعتراف جاء بعد صمت على التقارير التي قالت إن أكثر من مقاتل روسي مرتزق قتلوا في الغارة الأمريكية على قوات موالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، كانت تحاول الوصول إلى حقل للنفط في دير الزور في شرق البلاد.
وتنقل الصحيفة عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زخاروفا، قولها إن من يقول إن العدد أكثر من خمسة قتلى فإنه يكون قد واجه عملية "تضليل كلاسيكي"، وأضافت: "في محور الحرب هناك مواطنون من أنحاء العالم كله، بمن فيها روسيا، ومن الصعب مراقبتهم وماذا يفعلون".
ويورد التقرير نقلا عن المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، قوله إن هناك احتمال وفاة بعض المواطنين الروس في سوريا، لكن الكرملين ليست لديه معلومات إلا عن الجنود في الجيش النظامي.
إلا أن الشهادات التي جمعتها "الغارديان" من عائلات وأقارب أشخاص قتلوا في الغارة تشير إلى أن معظهم كانوا من العاملين في شركة التعهدات الأمنية "فاغنر"، وهي شركة مرتبطة بالكرملين، واعتمدت عليها موسكو في تقليل خسائر القوات النظامية.
وتقول الصحيفة إن صاحب محل البقالة إيغور كوستوروف (45 عاما) لم يخدم في الجيش الروسي، لكن أقاربه يعتقدون أنه من ضحايا الغارة الأمريكية، مشيرة إلى أنه في حال التأكد من أن عدد القتلى كما تقدره تقارير بـ 200 فإنها ستكون أكثر المواجهات دموية بين روسيا وأمريكا منذ نهاية الحرب الباردة.
وتضيف الصحيفة أنها جمعت عددا من الخيوط حول القتلى، الذين تقول إنهم يتراوحون بين أصحاب الخبرة القتالية، وشاركوا مع الانفصاليين في شرق أوكرانيا، ثم سافروا إلى سوريا بدافع قومي، وبين من ذهبوا بحثا عن فرصة عمل وراتب جيد.
ويلفت التقرير إلى أن النقاد يتهمون الحكومة الروسية بأنها تستخدم مرتزقة "فاغنر" في سوريا لتقليل خسائر الجيش النظامي، مشيرا إلى أن عدد القتلى من القوات الروسية في العام الماضي كان 16 جنديا، مع أن أعدادا من المرتزقة قتلوا في سوريا.
وتنقل الصحيفة عن نادجدا كوستورفو، زوجة إيغور السابقة، قولها إنه "كان قناصا سابقا في الجيش، وذهب إلى سوريا لأنه وطني، واعتقد أنه لو لم نوقف تنظيم الدولة في سوريا فإنه سيأتي إلى روسيا".
وكانت كوستورفو تتحدث مع الصحيفة من بيتها في أسبيت في منطقة الأورال، قائلة: "قال لي إنه لو لم يذهب فإن السلطات سترسل شبابا صغارا لا يمتلكون خبرة". 
ويكشف التقرير عن أن كوستورفو علمت بخبر وفاته من خلال قنوات غير رسمية، وقالت: "أجمع معلومات عنه من مصادر مختلفة، وأحاول معرفة مكان جثث القتلى"، لافتا إلى أنها عندما سئلت عن سبب عدم اتصال السلطات بها، فإنها تنهدت قائلة: "هذه لعبة سياسية لا أفهمها".
وتذكر الصحيفة أن المدون القومي ميخائيل بولينكوف، كتب على الإنترنت، قائلا إنه زار عددا من الرجال الذي جرحوا في الهجوم في مستشفى لم يذكر اسمه في موسكو، وأضاف: "بناء على مصادر خاصة فإنه قتل 200 من وحدة واحدة فقط".
ويستدرك التقرير بأن الكرملين قرر الصمت، رغم انتشار أخبار القتل على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أنه إلى جانب كوستوروف فإن هناك تسعة سافروا على الأرجح من أسبست والمناطق المحيطة بها للقتال مع شركة "فاغنر".
وتنقل الصحيفة عن يالينا ماتفيفا، أرملة المرتزق من أسبست ستانيلاف ماتفيف، الذي يعتقد أنه من بين القتلى، قولها: "لقد رموهم إلى المعركة مثل الخنازير"، وأضافت في مقابلة مع "آر أف إي/ أر أل": "في كل مكان أرسلوهم إليه كانوا دون حماية".
وينوه التقرير إلى أهمية بلدة أسبست، التي تبعد عن موسكو 1100 ميل، ويقدر عدد سكانها بـ 70 ألف نسمة، وفيها أكبر منجم مفتوح في العالم للمرتزقة، ففي هذه البلدة لا يتجاوز راتب الموظف 25 ألف روبل (أي ما يعادل 314 جنيها إسترلينا)، ويعاني سكانها من مشكلات صحية، لافتا إلى أنه في المقابل فإن الراتب الشهري في شركة "فاغنر" يتراوح ما بين 90 ألف روبل (1132 جنيها) للمقاتل إلى 250 ألف روبل (3147 جنيها) للعسكريين المتخصصين، وهذه أرقام بحسب رسلان ليفييف، مؤسس شركة "كونفليكت إنتلجنس تيم" في موسكو، التي تقوم بمتابعة الضحايا الروس في سوريا.
وتورد الصحيفة نقلا عن النقاد، قولهم إن تردد الكرملين في الاعتراف، علاوة على تشريف الروس الذين ماتوا في المواجهات مع القوات الموالية للولايات المتحدة، يتناقض مع الطريقة البطولية التي تم فيها تشييع الطيار الروسي رومان فيليبوف، الذي سقطت طائرته في سوريا الشهر الماضي.
وتقول نادجيدا زوجة روسي قتل في سوريا: "البعض يحصل على الميداليات، فيما يدفن آخرون بهدوء، ويتم نسيانهم".
ويفيد التقرير بأن من بين من قيل إنهم قتلوا كان عضو الحزب اليساري الراديكالي "روسيا الأخرى" كريل أنانييف، وقال المتحدث باسم الحركة ألكسندر أفيرين: "لقد ذهب إلى سوريا لأنه يحب القتال، والروس معروفون بهذا"، مستدركا بأنه رغم الغضب النسبي، إلا أن البعض دافع عن تردد الكرملين في نشر أخبار الوفيات.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول الكاتب القومي ألكسندر بروخانوف، الذي يعتقد أنه مقرب من المخابرات الروسية: "من حق  السلطات أن تعتم على الأخبار لمصلحة البلد..  وهؤلاء الأشخاص الذين ماتوا تلقوا تحذيرات قبل سفرهم إلى سوريا بأنهم لن يحظوا بتشريف عسكري لو ماتوا هناك".
==========================
الصحافة الروسية والفرنسية :
كوميرسانت :طبيب سابق في "داعش" يروي تجربته في صفوف التنظيم
نشرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية حوارا أجرته مع الطبيب السابق في تنظيم الدولة، عمر ماجوميدوف، الذي قدم المساعدة لعناصر التنظيم، قبل أن يحاول الهرب، ويتعرض للجلد، بعد أن أدرك أن أهداف التنظيم ليست سامية، كما كان يتوقع.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه خلال سنة 2013، كان عمر ماجوميدوف، الذي يتحدر من داغستان، طالبا في جامعة ستافروبول الطبية. واهتم في البداية بالإسلام، حيث كان يجتمع مع زملائه للحديث عن الدين. ومن ثم، سرعان ما تحول إلى مشاهدة أشرطة الفيديو الدعائية الخاصة بالحرب السورية.
وردا على سؤال الصحيفة حول كيفية اتخاذ الطبيب الشاب لقرار الالتحاق بالتنظيم، أكد ماجوميدوف أنه لم يخبر أحدا بقراره، إذ اتصل بأفراد التنظيم عبر الإنترنت، واشترى تذكرة الطائرة نحو إسطنبول، حيث قضى ثلاثة أيام في شقة خاصة عالج فيها مسلحين جرحى.
وبعد ذلك، تمكن الطبيب من عبور الحدود رفقة عدد من المجندين العرب والشيشانيين دون التعرض لأية مشاكل.
وكانت بانتظارهم حافلة نقلتهم إلى جرابلس، نحو مقر التنظيم. وتجدر الإشارة إلى أن مقر تنظيم الدولة كان خاضعا للحراسة باستمرار، كما كان يُمنع على الجميع الخروج منه. ووفقا لما أفاد به الطبيب، لم يحاول أي أحد مغادرة المقر في البداية.
وعن تساؤل الصحيفة حول عدد الأشخاص المتواجدين في مقر تنظيم الدولة في ذلك الوقت، أوضح الطبيب أن مقر التنظيم ضم آنذاك بين 300 و400 شخص من جنسيات مختلفة، حيث يعيش النساء والرجال بشكل منفصل، وذلك حتى بالنسبة للمتزوجين.
وعند الدخول إلى المقر، يتم الاستحواذ على جميع الوثائق والهواتف، وتُجرى تحقيقات لمعرفة غاية الملتحقين الجدد من الانضمام للتنظيم.
وأفادت الصحيفة نقلا عن الطبيب الشاب، أنه بعد 10 أيام من إقامته في المقر، تم نقله مع رفاقه إلى معسكر تدريب للمجندين.
وعادة ما يضم المعسكر 500 شخص، يتم تعليمهم في الأسبوع الأول قواعد الدين الإسلامي، التي يلمّ بها جميع المجندون تقريبا.
وبعد ذلك، يرتدي هؤلاء البدلات العسكرية. ويضم تنظيم الدولة العديد من المقاتلين الأجانب من مصر وتونس وليبيا والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى الناطقين بالروسية؛ القادمين من الشيشان وداغستان والقوقاز.
وطرحت الصحيفة تساؤلا بشأن مسألة الأجور في تنظيم الدولة، حيث أجاب ماجوميدوف قائلا: "في حال تم تعيينك في 'الجماعة'، تُدفع لك شهريا 100 دولار، فضلا عن 40 دولارا مخصصة للطعام. أما في فصل الشتاء، فيتم تزويدنا بالملابس وأجهزة التدفئة".
وأضاف الطبيب أن "السكن مجاني. وفي حال لم تشعر بالراحة في مكان إقامتك، فيمكنك الاستيلاء على أحد منازل السكان المحليين، الذين فروا منها بسبب الحرب".
وفي السياق ذاته، أكد عمر ماجوميدوف أن "الحياة لم تكن رائعة في صفوف التنظيم، كما كان الراتب يتضاءل باستمرار، حيث وصل في سنة 2016 إلى 50 دولارا فقط".
ونقلت الصحيفة إجابة الطبيب عن سؤالها المتعلق بمدى توفر أي مصدر للمتعة أو الترفيه في تنظيم الدولة، إذ أفاد بأن "المتعة في سوريا منعدمة. في المقابل، كان بالإمكان الحصول على بعض الترفيه في الموصل، التي تقبع تحت سيطرة تنظيم الدولة، خاصة أن البنية التحتية في العراق تعد أفضل من تلك التي في سوريا".
على صعيد آخر، أورد عمر ماجوميدوف أن "هناك سوقا لبيع النساء في العراق، حيث أن أغلبهن كرديات. ويعتمد السعر في هذا السوق على المظهر والسن. ويتم شراء الجميلات والشابات من قبل قادة التنظيم، بينما يتم استغلال النساء ما فوق الأربعين سنة كخادمات".
وردا على سؤال الصحيفة حول نمط الحياة في تنظيم الدولة، أكد الطبيب أنه "لا يمكن التنبؤ بما قد يحدث هناك. فقد يمضي الشخص شهرين أو ثلاثة أشهر، أو ربما ستة أشهر. ولكن في جميع الأحوال، لا يمكن توقع ما قد يحدث في الغد أو حتى في الساعة التالية".
وأضاف ماجوميدوف: "قد أعمل اليوم في المستشفى، ومن ثم أنتقل في الغد إلى مكان آخر، نظرا لأننا ننتقل من مدينة إلى أخرى. في الأثناء، يظل السبيل الوحيد للتخلص من هذه الحياة متمثلا في الهروب".
وذكرت الصحيفة نقلا عن الطبيب أنه يُمنع الاتصال بشبكة الإنترنت. أما في حال سُمح للمجندين بالولوج إلى الإنترنت لبعض الوقت فقط، فإنهم يخضعون لمراقبة شديدة. وفي المقابل، بإمكان قادة التنظيم الحصول على هذه الخدمة بكل حرية.
وعن تساؤل الصحيفة حول مصير المتهمين بالتجسس في التنظيم، أكد ماجوميدوف أنه "يتم إعدامهم علنا عن طريق إطلاق النار عليهم أو قطع رؤوسهم. ومن بين الطقوس التي يتبعها التنظيم؛ إبقاء جثة الشخص معلقة لأيام عدة".
وأفاد الطبيب بأنه "عندما شن الأكراد هجومهم خلال شهر شباط/ فبراير على مدينة الشدادي، قيل لنا إن الجميع سيضطر إلى القتال، بما في ذلك الأطباء، فهربت. ولكن، كُشف أمري بعد فترة وتم سجني".
ووصف ماجوميدوف السجن بأن "المرء يفقد الشعور بالوقت هناك. وبعد الاعتراف بالهرب، تم جلدنا ما بين 250 و300 جلدة".
وفي الختام، وردا على سؤال الصحيفة حول ما استخلصه الطبيب من هذه التجربة، قال ماجوميدوف: "لست سعيدا على الإطلاق بتجربتي في تنظيم الدولة. لقد كان ذلك غباء مني، ونتيجة مباشرة لقرار متسرع، فليس في ذلك المكان شيء على الإطلاق، حتى أنك قد تدفع حياتك مقابل المال".
==========================
لوموند :هل سجن بوتين الأسد في سوريا؟
بعد مرور نحو أكثر من 7 سنوات، على الأزمة السورية، وعلى الرغم من استماتة موسكو وطهران لبقاء نظام الأسد وتقديم الدعم اللوجستي والعسكري؛ فإن بشار الأسد لم يحقق انتصارا سياسيا لإحلال السلام، فيما يرفض الرئيس الروسي أي حل سياسي للبلاد.. محلل فرنسي يرصد تورط الأسد في الحرب السورية، ويضع سيناريو لحل الأزمة.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس جون بيير فيليو لصحيفة "لوموند" إن روسيا فشلت في إحراز تقدم سياسي، أو نصر حاسم، خلال 7 سنوات، في المقابل ترفض موسكو أي حلول انتقالية للسلطة.
وأوضح الباحث الفرنسي المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر أن "الكرملين يحاول تأكيد أنه "في سوريا من الأسهل الانتصار في الحرب، ولكن لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط"، موضحا أن التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا، منذ سبتمبر/أيلول عام 2015، في الواقع لا يمكن إنكار نجاحه منذ ذلك الحين".
وتابع أن خسائر النظام تقتصر على عشرات القتلى فقط".
ولفت فيليو إلى أن "موسكو ليس فقط تمكنت من إنقاذ نظام الأسد، ولكن أيضا من الفوز بقلب المعادلة الإقليمية".
ومع ذلك، من الواضح أيضا أن فلاديمير بوتين غير قادر على تحويل هذه المكاسب العسكرية إلى إنجاز سياسي، كل هذا العجز مرتبط أساسا بطبيعة نظام الأسد، وفي حقيقة الأمر فإن بوتين ورط الأسد في الحرب السورية.
واستطاع بشار الأسد إقناع الرئيس الروسي عام 2011 بأن بقاءه في السلطة أمر ضروري، لاستراتيجية الكرملين، وحقيقة الأمر فإن الجسر الجوي والمساعدات العسكرية الروسية سمحا لنظام بشار الأسد بتعضيد نظامه في الحرب على شعبه، كما لعب الفيتو الروسي في مجلس الأمن بالأمم المتحدة دورا رئيسيا في إفلات الأسد من العقاب لما يفعله في شعبه.
كما أن فشل القوات الموالية الأسد على الأرض، دفع بشار للاستعانة بالمليشيات التابعة لإيران لتحل محل قوات الأسد للسيطرة البرية على الأراضي السورية، وعلى الرغم من ذلك الدعم العسكري واللوجستي الذي قدمته كل من روسيا وإيران لنظام الأسد؛ فإنه فشل في السيطرة الكاملة على البلاد وطرد تنظيم "داعش" الإرهابي وإحلال السلام في البلاد.
==========================