الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 17/12/2020

سوريا في الصحافة العالمية 17/12/2020

19.12.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • "أتلانتك كاونسل" : روسيا تحكم قبضتها على سوريا "بدون ضجيج"
https://arabi21.com/story/1322345/دراسة-مساعدات-روسيا-في-سوريا-قوة-ناعمة-يتم-التقليل-منها
  • "المونيتور": هل يتودد أردوغان إلى بايدن عبر استعداء إيران وروسيا؟
https://m.almayadeen.net/press/foreignpress/1443040/-المونيتور---هل-يتودد-أردوغان-إلى-بايدن-عبر-استعداء-إيران-ور
  • واشنطن بوست: مواقف ترامب المتهورة قادت لخسارة تركيا ولدى بايدن فرصة لإصلاح العلاقة
https://www.alquds.co.uk/واشنطن-بوست-مواقف-ترامب-المتهورة-قادت/
 
الصحافة التركية :
  • احوال التركية :ماذا وراء إغضاب أردوغان لإيران
https://alghad.com/ماذا-وراء-إغضاب-أردوغان-لإيران/
 
الصحافة الامريكية :
"أتلانتك كاونسل" : روسيا تحكم قبضتها على سوريا "بدون ضجيج"
https://arabi21.com/story/1322345/دراسة-مساعدات-روسيا-في-سوريا-قوة-ناعمة-يتم-التقليل-منها
لندن- عربي21- باسل درويش# الخميس، 17 ديسمبر 2020 08:29 ص بتوقيت غرينتش0
نشر موقع "أتلانتك كاونسل" دراسة حول القوة الناعمة التي تفرضها روسيا من خلال المساعدات الإنسانية في سوريا.
وأوضحت الدراسة التي نشرها الباحث جوناثان روبنسون وترجمتها "عربي21" أنه غالبا ما ركزت الأبحاث السابقة حول الاستخدام الروسي الضحل والرمزي للمساعدات الإنسانية في سوريا على مركز المصالحة "حميميم"، والأطراف المتنازعة (CRCS)، أما الكيانات الروسية الخمس وعشرون الأخرى التي لم يسلط عليها الضوء بنفس الشكل، فقد أبلغت عن تقديم مساعدات في البلاد في وقت أو آخر منذ تدخل روسيا في الصراع السوري في أواخر عام 2015.
وبحسب البحث فإنه "من خلال تشكيل نظام مساعدات ظل في البلاد، فإن هذا النظام الذي يبدو غير ضار يشكل تهديدا تم التقليل من شأنه على المجتمع والمؤسسات الإنسانية والشعب السوري. ويقوض نظام المساعدات الروسي المكتفي ذاتيا الذي لا يحتاج إلى مساعدة خارجية من قبل المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة (UN) الجهود التي تقودها الأمم المتحدة في سوريا ويقلل من قيمتها وينافسها، ويهدد بتقويض الثقة في نظام المساعدات الأوسع ويوفر سردية بديلة خطيرة حول البيئة الإنسانية في سوريا لنظام بشار الأسد".
ولفت إلى أن "جهود المساعدة الروسية في سوريا تعد أداة قوة ناعمة روسية غالبا ما يتم التغاضي عنها، وتنوع جهود موسكو السياسية والعسكرية في سوريا، فضلا عن تضخيم أهداف سياستها الخارجية في المنطقة. ومع ذلك، فإنه من خلال التعرف على تفاصيل المشاركة الإنسانية الروسية الإشكالية تظهر فرص لمواجهة هذا التهديد".
وتستند هذه الدراسة إلى بيانات من المعلومات المتاحة للجمهور من المؤسسات الروسية المحددة في هذا التقرير..
في حين أن هذا يحد من نتائج هذه الدراسة، مثل احتمال فقدان الإجراءات غير المبلغ عنها أو البيانات التي تميل نحو الكيفية التي تريد كل مؤسسة بها صياغة صورتها العامة، فإن البيانات لا تزال مفيدة، لأنها توفر لمحة عن الكيفية التي تريد روسيا أن يرى العالم بها جهود المساعدة في سوريا.
وأضافت أنه "لطالما نظرت روسيا إلى تقديم المساعدات كأداة للسياسة الخارجية لإصلاح صورتها كقوة مهيمنة وذات مصداقية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي. ومنذ عام 2007، نصت السياسة الرسمية على أن المساعدة كانت تستخدم "لتقوية مصداقية روسيا وتعزيز موقف غير متحيز للاتحاد الروسي في المجتمع الدولي". وقام خبراء السياسة الروس بتحديث هذا الموقف في ما يتعلق بسوريا، وسلطوا الضوء على أن النشاط الإنساني هناك يهدف إلى تحسين صورة روسيا في الشرق الأوسط".
بينما تروج الدول الأخرى أيضا لسردياتها من خلال تقديم المساعدة، هناك في العادة درجة من الفصل بين الدولة والجهود الإنسانية. على سبيل المثال، تستخدم أمريكا الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لتمويل ودعم العديد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية حول العالم. وفي المقابل، فإن هذه المؤسسات مسؤولة أمام مجالسها وإجراءات المراقبة والجهات المانحة الحكومية الأخرى (إذا تلقوا تمويلا في مكان آخر)، ما يخفف من القوة الأمريكية الناعمة في المساعدات.
في المقابل، ليس لدى روسيا الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أو ما يعادلها ولم توقع على مبادئ المنح الإنسانية الجيدة (GHD)، والتي تضعف أيضا القوة الناعمة في العمل الإنساني.
بدلا من ذلك، تستخدم المساعدات الروسية في سوريا العديد من المؤسسات التي لها صلات قوية بالدولة أو بتمويل منها.
ومن الواضح أن CRCS التابعة لوزارة الدفاع والوكالة الفيدرالية لاحتياطيات الدولة مرتبطتان بالدولة، لكن العديد من المنظمات الأخرى مسؤولة أمام الدولة من خلال كبار القادة داخل منظمات الإغاثة الروسية. وعادة ما يكون هؤلاء الأفراد سياسيين نشطين داعمين للكرملين أو مرتبطين بمكتب الرئيس كمستشارين..
ومن الأمثلة البارزة على ذلك رئيس البعثة الإنسانية الروسية، يفغيني ألكساندروفيتش بريماكوف، ونائب رئيس اتحاد المحاربين القدامى في روسيا، سابلين ديمتري فاديموفيتش.
ويتبين أن هناك أربع فئات من منظمات المساعدة الروسية اعتمادا على ارتباط قائد كبير بالدولة ومهمة المنظمة. وتلك المنظمات إما أن تكون علمانية أو ذات توجهات دينية لكنها مقربة من الحكومة المدنية الروسية، أو تكون علمانية أو ذات توجهات دينية ولكن لديها صلة أكبر بالجيش الروسي.
يتيح هذا التنوع لروسيا درجة من البراعة في جهود قوتها الناعمة، ما يوفر لها خيارات مختلفة لتوصيل المساعدات اعتمادا على نوع أو موقع المجتمع المتلقي. وعلى سبيل المثال، فإنه يمكن للكنيسة الأرثوذكسية الروسية دعم المجتمعات المسيحية في سوريا، بينما يمكن لمنظمة CRCS تقديم المساعدة بالقرب من خطوط المواجهة شديدة الخطورة. ويمنح التنظيم جهود المساعدة الروسية وهما بالانفصال عن سيطرة الدولة وظهور التوافق مع المعايير الإنسانية الدولية، مع استكمال الإجراءات العسكرية والسياسية لروسيا.
ولا تخضع المؤسسات الإنسانية الروسية في سوريا، للقواعد الصارمة المطبقة على نظيراتها الإنسانية الغربية، مثل الحاجة إلى التسجيل رسميا لدى النظام أو الشراكة مع المنظمات غير الحكومية السورية المحلية لتوزيع المساعدات.
كما أن روسيا لا تشارك عادة مع الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر الدولي أو المانحين الدوليين. وبدلا من ذلك، يعتمد نظام المساعدة الروسي على مؤسستين رئيسيتين، هما CRCS وبدرجة أقل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، لتقديم المساعدة في البلاد.
وبقدر ما استخدمت روسيا محادثات أستانا لإعطاء الأولوية لمصالحها خلال عملية جنيف، فإن روسيا تستخدم نظام المساعدات المحمي هذا لمنافسة النظام الحالي الذي تقوده الأمم المتحدة في سوريا.
ويقلل نظام المساعدة الروسي من قيمة جهود المجتمع الإنساني الأوسع. ويؤدي الارتباط الوثيق بين الدولة الروسية ومنظمات الإغاثة الروسية إلى طمس خط الحياد والاستقلال، وهما مبدأان إنسانيان أساسيان يعملان كآلية مهمة لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني ومن يخدمونهم.
وقد يؤدي تركيز المساعدة الروسية على الإمداد بدلا من التأثير، حيث تمت زيارة 98% من 351 موقعا زارتها بعثات الإغاثة الروسية  أقل من عشر مرات في غضون عامين، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان الثقة في نظام المساعدة الأوسع، فقد أظهرت الدراسات أن المستفيدين من المساعدات غالبا ما يكونون غير قادرين على التمييز بين المنظمات الإنسانية التي تزودهم بالمساعدات، ما يعني أنه إذا أهدرت روسيا الثقة أو لم يُنظر إلى مؤسساتها على أنها مصدر موثوق أو حقيقي للمساعدات، فقد يؤدي ذلك إلى تشكل عدم ثقة في المجتمع الإنساني الأوسع.
هذا التهديد حقيقي للغاية، مع تنامي المشاعر المعادية لروسيا في جنوب سوريا من جماعات المعارضة والقوات الحكومية وفي شمال غرب سوريا. ما يجعل استهداف المؤسسات المدنية الروسية مسألة وقت، بحسب الدراسة.
ويمكن لتصرفات روسيا أن تخلق تصورا خاطئا خطيرا حول انتشار المساعدات الروسية في سوريا أكثر مما هي عليه في الواقع. ومن خلال دفع سرديتها البديلة حول المشهد الإنساني في سوريا، تأخذ جهود روسيا أيضا الأكسجين والخبرة القيّمة بعيدا عن الأمم المتحدة والغرب. ويؤدي استخدام المساعدات للترويج لوجهة نظر إيجابية عن روسيا في سوريا إلى صرف الرسائل بعيدا عن قوتها العسكرية الصارمة والمدمرة، ويعيد فرض رؤية النظام للشراكة الدولية المثالية، ويعزز وينوع نفوذ روسيا مع الحكومة السورية.
وأوضحت أنه من المرجح أن يظل استخدام روسيا الإشكالي للعمل الإنساني كأداة قوة ناعمة في سوريا قائما. ومع ذلك، فإنه يمكن التخفيف من حدة التهديد الذي تشكله من خلال التوصيات الآتية:
•أولا
قبل كل شيء، لا ينبغي الاستهانة باستخدام روسيا للمساعدات كأداة للقوة الناعمة. وتعمل جهود المساعدات الروسية في سوريا - وفي أماكن أخرى - على تضخيم نفوذ روسيا العالمي، وتهدد النظام الإنساني الأوسع، وتعرض للخطر السرديات الراسخة والفعالة التي تقودها الأمم المتحدة تجاه الوضع في سوريا. هذا هو الحال بشكل خاص إذا تم دمج تسليم المساعدات الروسية مع أدوات أخرى، مثل الحملات الإعلامية، كما رأينا مؤخرا في صربيا.
•ثانيا
يجب أن يتم التعامل مع روسيا بحذر، لا سيما من قبل الناشطين الإنسانيين على الأرض، الذين يمكن أن يضفوا عن غير قصد واجهة من الشرعية على استخدام روسيا السياسي للمساعدات. ويجب بذل الجهود للتعرف على الجهود الخبيثة من خلال تصرفات روسيا في وقت مبكر، مع إدراك أنها في الوقت الحالي ليست شريكا موثوقا به.
•ثالثا
 يجب بذل جهود قوية لتخفيف نفوذ روسيا على المجال الإنساني في سوريا. ويجب ممارسة الضغط لنقل تقديم المساعدات الروسية إلى الجهات الفاعلة المدنية، وهذا من شأنه أن يخفف من الصورة العسكرية لنظام المساعدات الروسي، ويقلل من التهديد للمجتمع الإنساني الأوسع، وربما يوفر فرصة لدمج المنظمات المدنية الروسية في نظام التنسيق الذي تقوده الأمم المتحدة في سوريا، الذي يتمتع بواحد من أقوى الآليات الموضوعة لتقديم المساعدات بشكل فعال ومواجهة التلاعب الروسي، على الرغم من مشاكله.
•رابعا
يجب إعطاء الأولوية للجهود حول تحسين كيفية تقدير روسيا للمبادئ الإنسانية في حد ذاتها، بدلا من اعتبارها عائقا أمام الجهود العسكرية والسياسية في البلاد. ويجب توفير التعليم حول سبب عدم تجاهل المبادئ كما يحصل الآن وكيف أنها أداة مهمة لبناء الثقة والشراكات الفعالة طويلة الأمد على أرض الواقع. وفي عالم مثالي، فإنه يمكن لروسيا حينئذٍ أن ترى أن هذا من شأنه أن يساعدها على بناء المرونة في مواجهة أي تغييرات محتملة في العلاقات الروسية السورية في المستقبل، وفي الوقت نفسه عدم الإضرار بالنظام الإنساني في سوريا. ويجب أيضا توفير التعليم للمنظمات الروسية حول فوائد النأي بنفسها عن الدولة الروسية، لا سيما في مجالس إدارتها أو قيادتها التشغيلية.
بالنسبة لروسيا، خلقت قوة جهودها العسكرية والسياسية في البلاد الوهم بأنها معزولة عن احتكار النظام السوري للمشهد الإنساني في سوريا. ومع ذلك، فإن الجلي هو أن دمشق كانت وستظل تتحكم دائما في توصيل المساعدات في سوريا - لم تختر تطبيق هذا على روسيا حتى الآن. أكثر من أي شيء آخر، هذا الاحتكار هو الذي يحتاج إلى التغيير إذا كان للشعب السوري أن يتم دعمه حقا.
=========================
"المونيتور": هل يتودد أردوغان إلى بايدن عبر استعداء إيران وروسيا؟
https://m.almayadeen.net/press/foreignpress/1443040/-المونيتور---هل-يتودد-أردوغان-إلى-بايدن-عبر-استعداء-إيران-ور
الكاتب: أندرو باراسيليتي
هناك ست علامات على تغيير محتمل في السياسات التركية.
تناول أندرو باراسيليتي في تقدير موقف في موقع  "المونيتور" الأميركي الخلاف التركي الجديد مع روسيا وإيران وتساءل إن كان الأمر مجرد شجار أم صدعاً في العلاقات؟ وقال إن تركيا وروسيا وإيران ظلت موحدة إلى حد ما في السنوات الأخيرة، مقيدة بدبلوماسية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتشاطرت معارضة للسياسة الأميركية في سوريا وإن كان كل منها لأسباب مختلفة، وعداء أنقرة وطهران المتبادل تجاه "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة (مجدداً لأسباب مختلفة). ويبدو أن الجاذبية المغناطيسية لتلك المصالح المشتركة تتضاءل، وقد يكون أحد الأسباب هو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدرك أن حاميه الوحيد في واشنطن، الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، سيغادر الشهر المقبل. هناك علامة على أيام أكثر تحدياً قادمة هي أن إدارة ترامب في طريقها للخروج، وتنفيذ عقوبات الكونغرس بسبب شراء أنقرة لنظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400.
وعدد الكاتب ست مؤشرات على بعض التغييرات المحتملة في السياسة التركية فيما يتعلق بإيران وروسيا والولايات المتحدة، وما قد يعنيه ذلك بالنسبة لإدارة بايدن:
1-قصيدة في أذربيجان: زار أردوغان أذربيجان الأسبوع الماضي في جولة مظفرة. ما كان يمكن للجيش الأذربيجاني أن يستعيد الأراضي التي فقدها لأرمينيا في ناغورنو كاراباخ من دون الدعم العسكري التركي. كانت الحرب تحظى شعبية في تركيا وعلامة على موقف أردوغان الحازم في المنطقة. في باكو في العاشر من كانون الأول / ديسمبر، انغمس أردوغان في قصيدة أثارت لفترة وجيزة مصدراً جديداً للخلاف مع طهران بمقاطع تتحدث عن فصل الأذريين الإيرانيين "بالقوة" عن أذربيجان. وأدى ذلك إلى اندلاع موجة دبلوماسية بين وزيري خارجية البلدين لتوضيح "سوء التفاهم"، وانتهى باعتقاد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن "الأمر قد انتهى".
2-اعتقالات في تركيا: ألقت المخابرات التركية القبض على 11 شخصاً يشتبه في تورطهم في اختطاف المعارض الإيراني حبيب شعب. قد يكون المشتبه بهم على صلة بكل من الحكومة الإيرانية ومهرب المخدرات ناجي شريفي زنداستي، الذي يعيش في تركيا منذ أن حكمت عليه إيران بالإعدام في عام 2007. وهناك تكهنات بأن زنداستي ربما يكون قد وعد بعفو مقابل اختطافه شعب وإرساله إلى إيران.
3-صدع في سوريا: ربما تفكر تركيا في شن هجوم على بلدة عين العيسى التي يسيطر عليها الأكراد في شمال غرب سوريا. تحاول روسيا منع تحرك تركي من خلال التوسط في اتفاق مع "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية للسماح بدور أكبر للحكومة السورية والجيش السوري. لقد تماسك تجمع إيران وتركيا وروسيا في سوريا على الرغم من المصالح المتباينة، لكنه قد يكون في حالة تآكل. فقد أخبر المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا جيمس جيفري، مراسل المونيتور جاريد زوبا، أن دور تركيا في سوريا كان عبارة عن حقيبة مختلطة، حيث أن عداء أنقرة لقوات سوريا الديمقراطية كان مجرد ركن واحد مزعج من هيكل سياسي معقد سعت فيه واشنطن إلى تسخير مصالح الطرفين، تركيا وإسرائيل لدحر إيران والتعامل مع حكومة الرئيس بشار الأسد وروسيا في الحرب الأهلية في سوريا.
4-طائرات بدون طيار لأوكرانيا: وسائل الإعلام الإخبارية الأوكرانية تعج بالتكهنات بأن الجيش الأوكراني ربما يخطط لاستعادة منطقة دونباس الشرقية في البلاد التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا، باستخدام طائرات "بيرقدار – تي بي2" Bayraktar TB2 التركية التي يعتقد أنها كانت تغيّر قواعد اللعبة في الحرب الأذرية الأرمنية. لقد أثار تعميق العلاقات الدفاعية بين تركيا وأوكرانيا قلق موسكو، وقد يكون ذلك رداً على الجهود الروسية لتقويض أجندة تركيا في الحربين في ليبيا وسوريا، حيث تدعم أنقرة وموسكو الجماعتين المتنافستين.
5-المصالحة مع السعودية: سعى أردوغان إلى إصلاح العلاقات مع السعودية، التي تدهورت بشدة بسبب سلسلة من الأحداث بما في ذلك مقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول. وردت الرياض بمقاطعة غير رسمية للبضائع التركية في المنطقة. عززت تركيا علاقاتها مع قطر، التي هي نفسها مستهدفة بحظر من قبل السعودية والإمارات ومصر والبحرين منذ عام 2017. كما تشترك أنقرة والدوحة في تقارب مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها دول الحصار الأربعة إرهابية. ففي مؤشرات على تحسن العلاقات، عمل أردوغان عبر الهاتف مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لشكر المملكة على مساعدتها في أعقاب الزلزال الذي ضرب إزمير، ومع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لتقديم التعازي في وفاة رئيس الوزراء. بعد اتصال أردوغان بالملك سلمان، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن العلاقات السعودية التركية "طيبة وودية".
وقال الكاتب إن أنقرة لا تزال تملك نفوذاً على الرياض فيما يتعلق بمقتل خاشقجي. ويمكن لها أن ترفع أو يخفض درجة الحرارة في التحقيق، اعتماداً على كيفية تأثيره في واشنطن. في غضون ذلك، يعتبر أردوغان مشاكله مع الإمارات أكثر منها مع المملكة، حيث اتخذت وأبو ظبي جانبين متعاكسين في حرب ليبيا.
5-إعادة ضبط الوضع مع "إسرائيل" (وواشنطن): سمّت تركيا سفيراً جديداً لها لدى "إسرائيل" تماشياً مع الجهود المبذولة لتطبيع العلاقات معها وتسجيل نقاط مع الإدارة المقبلة للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن. كما أن  النشر العلني لقصة المعارض الإيراني الشعب التي سرّبها لأول مرة مسؤول تركي إلى صحيفة "واشنطن بوست"، يشير إلى أن تركيا حريصة على إظهار أنها تتخذ إجراءات صارمة ضد إيران في الوقت الذي تسعى فيه إلى بناء جسور مع إدارة بايدن المقبلة. والأكثر غرابة، أن الاستخبارات التركية، الذي اتهمت "إسرائيل" رئيسها هاكان فيدان، باقتلاع أصولها المحلية في إيران لمصلحة النظام الديني، هي من أخذت زمام المبادرة. وهذا بدوره يتناسب مع جهود تركيا الأخيرة للتواصل مع "إسرائيل" والتي قوبلت بتجاهل كبير وتثاؤب.
وقد أشار مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون في كتابه الأخير إلى علاقة ترامب وأردوغان على أنها "علاقة صداقة" ومن غير المرجح أن يتشارك أردوغان وبايدن في نفس العلاقة. في كانون الثاني / يناير 2020، وصف بايدن أردوغان بأنه "مستبد" وقال إنه يجب أن "يدفع الثمن". وقال أردوغان إنه "ليس غريباً عن بايدن"، مضيفاً "لقد عرفنا بعضنا البعض عن كثب منذ عهد أوباما. حتى أنه وصل إلى منزلي وزارني في منزلي عندما كنت مريضاً"، مشيراً إلى أنه "لا يوافق على الخطوات الأميركية بشأن شرق الفرات في سوريا وشراء تركيا للأسلحة".
وخلص الكاتب إلى أن أردوغان يبحث عن فرص لتصحيح العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا وسيرغب في السير على قدم المساواة مع بايدن، مشيراً إلى أن الخلاف مع روسيا وإيران كان دائماً تحت السطح. ومع ذلك، يجد أردوغان وبوتين وروحاني طريقة لترك أمتعتهم عند الباب لإدارة هذه الاختلافات. ومن المرجح أن يتم حل المشكلات العديدة التي تشكل العبء في العلاقات الأميركية التركية في إدارة بايدن. فبايدن هو نفسه دبلوماسي ماهر، ولدى الولايات المتحدة وتركيا أسباب مقنعة لإيجاد أرضية مشتركة حيث يمكن العثور عليها، مع التخلي عن فكرة "التحالف" بين الولايات المتحدة وتركيا، والتي يشير البعض إلى أنها في الغالب حنين إلى الماضي.
ترجمة بتصرف: هيثم مزاحم - الميادين نت
=========================
واشنطن بوست: مواقف ترامب المتهورة قادت لخسارة تركيا ولدى بايدن فرصة لإصلاح العلاقة
https://www.alquds.co.uk/واشنطن-بوست-مواقف-ترامب-المتهورة-قادت/
إبراهيم درويش
لندن – “القدس العربي”: تحت عنوان “ترامب خسر تركيا وهذه هي الطريقة التي يمكن فيها لبايدن إعادة العلاقات” كتبت أصلي أيدنطاشباش الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية بصحيفة “واشنطن بوست” مقالا قالت فيه: “يوم الإثنين وبعد تأجيل سنوات وتجاهل للضغط من الكونغرس قررت إدارة ترامب فرض عقوبات ضد تركيا، الدولة العضو في الناتو والتي كانت مرة الحليف القوي للولايات المتحدة، لشرائها نظام إس-400 الصاروخي من روسيا”.
ربما تصرفت تركيا بلا مسؤولية في شراء الأسلحة الروسية ولكن لا أحد مسؤولا عن هذه الفوضى سوى ترامب.
وأضافت: “ربما تصرفت تركيا بلا مسؤولية في شراء الأسلحة الروسية ولكن لا أحد مسؤولا عن هذه الفوضى سوى الرئيس نفسه”.
وربما انحرفت تركيا عن الإجماع الأوروبي بشأن روسيا والذي قاد إلى هذا الخطأ الاستراتيجي، معتقدة أنها قد تفلت من العلاقة مع فلاديمير بوتين وتبقي على زواجها العابر للأطلنطي، إلا أن دبلوماسية ترامب العقيمة وتدخلاته غير المنسجمة شجعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المضي في هذا الطريق، بعدما تبنى علنا نقاش تركيا حول أهمية شراء منظومة إس-400 وتقديمه غطاء ضد الكونغرس ووعده بأنه سيعمل من خلف الأضواء على وقف الضغط. ولم يكن نظام إس-400 ذا معنى للعسكرية التركية المندمج نظامها العسكري مع النظام العسكري للناتو وغير المتوافق مع النظام العسكري الروسي. لكن أردوغان قرر في ذلك الوقت المضي في الصفقة، وكان غاضبا مما اعتقد أنه دعم أمريكي للمحاولة الانقلابية الفاشلة ضده عام 2016. ومن هنا مضى في قائمة مشتريات ضمت مفاعلا نوويا للأغراض السلمية من روسيا وفتح “أنبوب استراتيجي” للغاز يربط بين روسيا وتركيا.
ولكن الولايات المتحدة لم تتراجع أبدا في موقفها، و”كشخص غطى العلاقات الأمريكية- التركية خلال العقد الماضي، فقد دهشت للصخب القليل القادم من أمريكا حول منظومة إس-400 في 2017 أو 2018.
فخلال العامين الأولين من حكمه ركز ترامب في اللقاءات الثنائية على الغمز والإشارة للزعيم التركي كي يواصل توطيد حكمه ومواصلة قمع المعارضين السياسيين والكتاب والصحافيين.
وفي 2018 ركزت الإدارة الأمريكية جهودها للإفراج عن أندرو برنسون، القس الإنجيلي الذي “اعتقل خطأ في تركيا”. وعندما تحدث ترامب عن الموضوع في قمة العشرين بأوساكا، اليابان في حزيران/يونيو 2019، تبنى الموقف التركي حول رفض إدارة باراك أوباما بيع أنقرة نظام باتريوت. وقال إن أردوغان “رجل قوي” و”طلب في عهد إدارة أوباما ورغب بشراء نظام باتريوت، حسنا؟ ورفضوا بيعه.. وذهب إلى الروس وعقد صفقة إس-400.. ودفع مالا كبيرا وبعد شرائه ذهب رجالنا إليه وقالوا له: اسمع لا نريدك أن تستخدم النظام لأنه ليس نظام الناتو إلخ إلخ. وسنبيعك باتريوت.. وقال: هذا متأخر لقد اشتريته”. وكرر ترامب أن تركيا عوملت بطريقة غير عادلة ووعد أردوغان بعدم فرض إدارته عقوبات عليه.
وتعلق الكاتبة: “لو كنت مكان أردوغان فسيغفر لك تفكيرك أن أمريكا قدمت لك دعما تكتيكيا لشرائك بضائع روسية”. إلا أن الكونغرس أخذ يركز نظر ترامب على المنظومة الصاروخية في نهاية 2019 ووسط التوتر بعد التوغل التركي في سوريا. وكان متأخرا فقد وصلت المنظومة إلى تركيا. ودعا ترامب أردوغان وقادة الكونغرس للقاء في البيت الأبيض بث على التلفاز وظل ترامب خلال الجدال الحامي “محايدا”.
الأمر الآن يعود إلى إدارة بايدن لوضع معايير من أجل إعادة الصلات مع تركيا.
لكن العقوبات فرضت أخيرا وترامب في طريقه للخروج من السلطة والأمر يعود إلى إدارة بايدن لوضع معايير من أجل إعادة الصلات مع تركيا. وأردوغان هو سياسي براغماتي، ويمكنه التراجع لو استطاع عندما لا يحصل على نتائج. ولو لم يكن هناك ترامب وتشجيع منه لما اشترى أردوغان النظام الصاروخي أو وسع من قمعه ضد منظمات المجتمع المدني. ويبدو أن الرئيس التركي يحاول تغيير المسار، فهو يواجه تراجعا في شعبيته وأزمة اقتصادية وإدارة أمريكية جديدة. وبدأ الزعيم التركي بالحديث عن الإصلاح وحكم القانون. ويمكن لواشنطن عبر دبلوماسية ماهرة وسياسة العصا والجزرة يمكن أن يوافق أردوغان حفظا لماء الوجه تسمح باحتفاظ أنقرة بالنظام بدون استخدام. ومن الواضح أنه بدون تصرف ترامب المتهور في السنوات الأربع الماضية لما انحرفت تركيا عن الغرب ولما أصبح سجلها في مجال حقوق الإنسان صارخا. ولدى إدارة بايدن فرصة لإصلاح هذا ولكن ليس كله. والبدء بعملية إعادة ترتيب للعلاقة من منظومة إس- 400 وتنازل فيها إلى إصلاحات داخلية وتنسيق وتعاون في سوريا، مما سيسمح لتركيا والولايات المتحدة إنقاذ ما تبقى من التحالف واستمرار تركيا في حلف الناتو وفتح المجال أمام تسوية في الأزمة التي تتخمر في شرق المتوسط. ويمكن إنجاز هذا، وبحاجة لإدارة أمريكية برسالة واضحة لا تشجع أردوغان ونزعته الديكتاتورية.
=========================
الصحافة التركية :
احوال التركية :ماذا وراء إغضاب أردوغان لإيران
https://alghad.com/ماذا-وراء-إغضاب-أردوغان-لإيران/
أحوال تركية – (أحوال تركية) 2020/12/12
أنقرة – أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غضب إيران بتلاوته قصيدة تتضمن دلالات على أن المناطق الشمالية الغربية الإيرانية هي جزء من أذربيجان، مما دفع طهران إلى استدعاء السفير التركي لديها للاستفسار حول تعليقات أردوغان “التدخلية وغير المقبولة”، مطالبة بـ”تفسير فوري”.
اختار أردوغان زيارته لأذربيجان التي جاءت في سياق الاحتفال بما يمكن توصيفه بنشوة النصر في إقليم ناغورني قره باخ، ليثير حساسيّة إيران بالحديث عن الحلم القومي الأذري، وإشارته إلى مناطق حدودية في إيران يسكنها الأذريون، ما قد ينذر طهران بوجود نوايا مبيّتة لتفتيت وحدة أراضيها، أو التهديد بافتعال أزمة محتملة فيها، ولا سيّما أنّ الوضع الداخلي الإيراني يعاني من هشاشة واضحة نتيجة الظروف الاقتصادية المتردية التي فرضتها العقوبات الأميركية والغربية.
استفزّ أردوغان الإيرانيين وأغضبهم بإطلاقه سباق القومية في مواجهة المذهب، وأطلق بذلك سباقاً قومياً لتأليب الأذريين على النظام الإيراني بطريقة غير مباشرة، متجاهلاً عن عمد الجانب المذهبيّ الشيعيّ بين الأذريين والفرس، والذي يكون قوياً في الحالة الإيرانية، خاصة وأنّ المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي ينحدر من شيعة أذربيحان، من أب أذري وأم فارسية.
ويراهن أردوغان على اللغة التركية وعلى الرابط القومي من أجل استعادة نفوذ بلده شرقاً في القوقاز، وفي الدول التي يعتبرها امتداداً للسلطنة العثمانية، ومتّخذاً من الروابط القومية واللغوية جسوراً للتدخّل تمهيداً لتعزيز سيطرته عليها، وجعلها حديقة خلفية شرقية لبلاده، متجاهلاً حقائق الواقع وتغيّرات الزمن والسياسة الإقليمية والدولية.
ويشير محللون إلى أنّ أردوغان يوظّف القومية والمذهب عند الحاجة وبحسب الطلب، فتراه يقدّم نفسه ممثّلاً للسنّة وراعياً للإسلام السياسيّ حين يخاطب شعوباً تتقاطع معه في المذهب السنّيّ، وتراه يتجاهل ذلك حين يتوجّه بخطابه إلى شعوب تتقاطع معه في الجانب القومي وتختلف في الجانب المذهبيّ، كما في الحالة الأذرية.
خلال زيارته لأذربيجان تلا أردوغان قصيدة لشاعر إيراني من أصل أذربيجاني تتحدث عن تقسيم أرض أذربيجان بين روسيا وإيران في القرن التاسع عشر. وأبدت طهران قلقها من أن تعزز تصريحات أردوغان الميول الانفصالية بين أبناء الأقلية الأذرية في إيران.
ولا يخفى أنّ إيران تعيش عزلة في المنطقة بسبب سياساتها وتدخّلاتها في عدد من الدول– العراق، وسورية، ولبنان، واليمن– ومحاولتها الدائمة تشكيل كيانات موازية للدولة في المناطق التي تتدخّل فيها، وتعمل على هدم مؤسسات الدولة من خلال وكلائها الذين يسعون إلى الهيمنة على تلك المؤسسات، ما يغضب الدول الإقليمية والغربية.
ويلفت محللون إلى أنّ اختيار أردوغان لليوم الذي فرضت فيه الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي مجموعة من العقوبات على بلاده كي يغضب إيران، يأتي في سياق محاولته استرضاء حلفائه الغربيين في حلف “الناتو”، وتوجيه رسالة تفيد بأنّه متّفق معهم في الموقف من إيران، وأنّه على استعداد لإزعاجها وإرباكها داخلياً عند الحاجة، وأنّ كل ما يلزم هو الرضا الغربي والأميركي عن سياساته وعدم التعامل معه بأسلوب العقوبات الذي تمّ التعامل به مع طهران.
كما يشير المحللون إلى أنّ أردوغان يدرك أنّه أمام ساعة الحسم، وأنّ هذه المرحلة لا تحتمل اصطفافات تكتيكية إلى جانب إيران المعزولة إقليمياً ودولياً، وأنّ أيّ تقرّب من إيران يضعه في خانة أعداء دول إقليمية، وإسرائيل وأوروبا والولايات المتّحدة، وهو الذي لا تنقصه الأزمات السياسية التي تثقل كاهل بلاده، كي يزيد متاعبه ويغوص في رمال التقرّب من إيران.
تمر إيران، التي توصف بأنّها تتخبط في متاهة الاضطرابات السياسية الداخلية منذ اغتيال محسن فخري زاده عرّاب برنامجها النووي، بمرحلة حرجة، ولا سيما مع زيادة الضغوطات عليها وتغير نبرة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بشأن الاتفاق النووي، وقبلها تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل، وأخيراً الاتهامات القديمة-الجديدة من السعودية بزعزعة استقرار المنطقة. وتواجه إيران مصاعب مضاعفة بالنظر إلى تعدد الأجندات الإقليمية، ومن دون أن تكون هناك استجابة لمطالب جيرانها بوقف التدخل في شؤون الدول العربية، وخاصة العراق وسورية واليمن، فإنها ستجد نفسها وهي تعود إلى المربع الأول لأزماتها.
وكان ما زاد من مشكلات النظام وصول الاحتجاجات في إيران إلى ذروة جديدة الأسبوع الماضي، بسبب ارتفاع نسبة الفقر بنسبة 80 في المائة في العامين الماضيين، وقد فاقمت الجائحة من المشكلة، واستولى ضحايا الفيضانات على بلدية سار بندر احتجاجاً على ذلك.
كما أن قضية الدبلوماسي الإيراني أسد أسدي، التي تم الاستماع إليها في بلجيكا، قدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأكملها للمحاكمة. وقد تسببت هذه القضية، وهي مزيج من التجسس والإرهاب، في إذكاء التوترات بين النظام الإيراني وعدة دول أوروبية. وأصدرت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البلجيكي قراراً رداً على ابتزاز طهران ومطالباتها بالفدية.
أمام هذه المستجدّات والوقائع، لا يملك الرئيس التركي رفاهية اللعب على الأضداد واستغلال أوراق الضغط والخلاف لمسايرة إيران أو تعزيز موقفها التفاوضي مع الولايات المتّحدة أو الاتحاد الأوروبي، ناهيك عن مساعيها لترميم علاقاتها المتردية مع إسرائيل، لذلك فإنّ تصعيد أردوغان “الشعريّ” ضدّ إيران يأتي في وقت محسوب بدقّة، لوقف خسائره، أو تحجيمها قدر الإمكان.
وفي إطار التصعيد السياسي المتبادل بين أنقرة وطهران على خلفية إلقاء أردوغان قصيدة تتضمن دلالات على أن المناطق الشمالية الغربية الايرانية هي جزء من أذربيجان، انتقد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الجمعة هذا “الخطأ” الذي ارتكبه الرئيس التركي.
وكتب ظريف على تويتر: “لم يخبر أحد الرئيس أردوغان أن ما تلاه بشكل خاطئ يشير الى الفصل القسري لمناطق في شمال آراس عن الوطن الأم في ايران”. وأضاف ظريف متوجها الى أردوغان: “ألم يلاحظ أنه كان يقوض سيادة جمهورية أذربيجان”، متابعاً: “لا يمكن لأحد التحدث عن أذربيجان العزيزة”.
وتعيش في إيران جماعة كبيرة من السكان من القومية الأذرية، وخاصة في المحافظات الشمالية الغربية المحاذية لأذربيجان وأرمينيا والتي يفصلها عن أذربيجان نهر آراس.
ووفقا لوكالة “إيسنا” الإيرانية، فإن القصيدة تعد “واحدة من رموز الانفصاليين الأتراك”. ولفتت إلى أن الأبيات تشير الى نهر آراس و”تشكو من المسافة بين الأشخاص الذين يتحدثون بالأذرية على ضفتي النهر”.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها استدعت السفير التركي في طهران حول تعليقات أردوغان “التدخلية وغير المقبولة”، مطالبة بـ”تفسير فوري”. وتم إبلاغ السفير التركي أن “حقبة ادعاء السيادة على الأراضي والترويج للحرب والإمبراطوريات التوسعية قد ولت”. وأشارت إلى أن إيران “لا تسمح لأحد بالتدخل في وحدة أراضيها”.
بدورها استدعت الخارجية التركية في وقت لاحق يوم الجمعة سفير إيران لدى أنقرة، وفق ما ذكرت وكالة الأناضول التركية الرسمية. وأبلغت الخارجية السفير الإيراني أن الادعاءات بحق أردوغان “لا أساس لها” وأنه “من غير المقبول” أن يغرد ظريف بدلاً من استخدام قنوات أخرى للتعبير عن “انزعاجه”.
ويتحدث الأذريون لغة قريبة الشبه من التركية، لكن أغلبهم شيعة. وتتاخم منطقة أذربيجان الإيرانية الحدود مع أذربيجان التي كانت جمهورية سوفياتية سابقة. وأصبحت تركيا حليفاً لأذربيجان وساعدتها في تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض في مواجهة الأرمن في معارك انتهت بوقف لإطلاق النار الشهر الماضي.
=========================