الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 16/5/2018

سوريا في الصحافة العالمية 16/5/2018

17.05.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية والروسية :
  • ناشيونال إنتريست»: السعودية تستغل أميركا في سوريا واليمن
http://rassd.com/416231.htm/
  • فزغلياد :الدرع الصاروخية الروسية... صندوق رسائل
http://www.alhayat.com/article/4580878/رأي/الصحافة-العالمية/الدرع-الصاروخية-الروسية-صندوق-رسائل
 
الصحافة الفرنسية :
  •  “لوموند”: قاسم سليماني من عامل بناء إلى الرجل الأقوى في الشرق الأوسط
https://www.beirutobserver.com/2018/05/ks3/
  • لوموند :سوريا المدمرة 2018.. رحلة صحفي تسلل سرا
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2018/5/15/سوريا-المدمرة-2018-رحلة-صحفي-تسلل-سرا
  • لوموند :مارد الجيش الروسي يخرج من القمقم السوفياتي إلى الحرب الهجينة والرقمية
http://www.alhayat.com/article/4580890/رأي/الصحافة-العالمية/مارد-الجيش-الروسي-يخرج-من-القمقم السوفياتي-لى-الحرب-الهجينة-والرقمية

 
الصحافة الامريكية والروسية :
ناشيونال إنتريست»: السعودية تستغل أميركا في سوريا واليمن
http://rassd.com/416231.htm
يوسف ناجي15 مايو، 2018
 أقنع مستشارو دونالد ترامب الرئيس الأميركي بضرورة تأجيل الانسحاب من سوريا، وبدلًا من ذلك العمل على إنشاء قوّة استقرار عربية تتألف من الحلفاء الخليجيين، وعلى وجه الخصوص السعودية. وللأسف، هذه القوة لن تكون محايدة تمامًا، ولا مخصصة لاستعادة السلام على الأراضي السورية؛ بل ستكون قوّة عربية سنية للإطاحة ببشار الأسد، وهذا الهدف الأول لهذه الدول منذ المراحل الأولى للحرب الأهلية السورية بين عامي 2011 و2012.
وفي وقت مبكر من عام 2012، لاحظ الصحفيون أنّ قوات المعارضة كلها من السنّة تقريبًا، والضالعون ضدهم من أتباع الطائفة العلوية الشيعة، وانشغل الأكراد بأجندتهم الخاصة لإقامة دولة كردية مستقلة في الشمال.
وكما هو متوقّع، دعّمت السعودية وتركيا ودول سنية أخرى قوّات المعارضة المسلحة، وزوّدتهم بالأموال والمعدات العسكرية؛ لكنها سرعان ما فقدت السيطرة على بعضها، وهي الفصائل التي تطورت فيما بعد لتصبح تنظيم الدولة، وفي وقت مبكر من 2012، تعاونت أميركا مع السعودية وتركيا، وأرسلت مساعدات «غير مباشرة» إلى قوات المعارضة المعتدلة، وبحلول عام 2013 كانت الأسلحة الأميركية في أيديهم؛ ما أدّى إلى تورّطها في نزاع عرقي وديني.
هذا ما يراه الباحث في مركز دراسات الدفاع والسياسة الخارجية «جالين كاربنتر» في مقاله بصحيفة «ناشيونال إنتريست» وترجمته «شبكة رصد»، مؤكدًا أنّ إدخال قوّة استقرار عربية إلى سوريا في الوقت الذي أوشك فيه بشار وحلفاؤه على الانتصار يهدف إلى تجنيب المعارضة ويلات الهزيمة؛ وهو ما يفهمه جيّدًا المسؤولون الأميركيون، مطالبًا إياهم بضرورة إدراك أهداف السعودية، التي لا تفيد مصالح أميركا؛ لأن معظم الفصائل التي دعمتها المملكة وحلفاؤها متشددون، ومن أبرزها جبهة أحرار الشام.
وتسعى السعودية أيضًا إلى إحلال حكومة سورية موالية بدلًا للحكومة الحالية في مرحلة ما بعد بشار. لكن، بالرغم من ذلك، الإطاحة بديكتاتور وتنصيب سنّي مكانه لا يعزز أمن أميركا على الإطلاق؛ موضحًا أنّ سوريا ليست الساحة الوحيدة التي تدعم فيها أميركا سياسات السعودية المتعارضة مع أمنها ومصالحها دون أن تدرك، ودعمت إدارتي أوباما وترامب التدخل العسكري السعودي في اليمن، وتواصل أميركا حاليًا تزويد طائراتها بالوقود، وتقدّم لهم بيانات استخباراتية تساعدهم على تحديد أهدافهم. وتذكر التقارير الجديدة أنّ أميركا لديها قوات خاصة على الأرض لمواجهة الحوثيين؛ وهو ما يؤكّد تواطؤها مع الحملة العسكرية السعودية، التي خلّفت أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ الحديث، بحسب توصيف الأمم المتحدة.
وتفسيرات أميركا لهذه السياسات مضحكة؛ إذ تبرّر تدخّلها هناك بأنّها تحارب تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وهذا التفسير يتجاهل حقيقة أنّ الحوثيين أنفسهم متعارضون مع القاعدة؛ والحقيقة أنّ أميركا تريد مواجهة النفوذ الإيراني مع السعودية. ومن دلائل زيف هذه المبررات أيضًا أنّ الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن ضعيف، وفي المقابل يعدّ تدخل السعودية واسع النطاق وأكثر تعقيدًا من تدخل إيران. وكما هو الحال في سوريا، تسعى السعودية عبر أميركا إلى الإطاحة بالحوثيين وتثبيت حاكم سني مدعوم من السعودية ينفّذ أجندتها الخاصة ويخدم مصالحها، التي لا تفيد أميركا.
لكن، لسوء الحظ، يبدو أنّ المسؤولين الأميركيين يميلون إلى دعم السعودية بشكل أعمى كلّما حدث تنافس بينها وإيران، كما يبدو أنّ الجهود المستمرة التي يبذلها ترامب لتقويض الاتفاق النووي مع إيران تعكس رغبات المملكة العربية و«إسرائيل»؛ والانسحاب منه يخلق توتّرات لا داعي لها حاليًا، والأسوأ من ذلك أنه يزيد من احتمالية امتلاكهما أسلحة نووية بالفعل.
وهدّد ولي العهد السعودي بأنّ المملكة ستسعى إلى تطوير قدرات نووية عسكرية إذا ما فعلت إيران.
ولعقود اعتمدت أميركا كثيرًا من السياسات المتماشية مع السعودية دون أدنى تفكير؛ ما ورّطها في مشكلات، وجعل مصالح أميركا أيضًا على المحكّ، وسلوك ترامب وسياساته الحالية مضللة وتعارض رغبات الشعب الأميركي وطموحاته. وبالرغم من تأكيد السعودية مرارًا أنها حليف موثوق فيه لأميركا؛ فسجلّها يكشف عكس ذلك.
وفي النهاية، على أميركا أن تستمع إلى صوت العقل، وأن تفكّر جيدًا فيما تتخذه من خطوات لدعم السعودية في مساعيها.
==========================
فزغلياد :الدرع الصاروخية الروسية... صندوق رسائل
 
http://www.alhayat.com/article/4580878/رأي/الصحافة-العالمية/الدرع-الصاروخية-الروسية-صندوق-رسائل
 
ميخائيل موشكين       
عدلت روسيا عن تزويد منظومة الصواريخ «إس 300» إلى سورية، إثر زيارة نتانياهو موسكو. وقبل أيام من الزيارة، أعلنت موسكو استعدادها لتزويد سورية بمنظومة أس300. ولكن هل يشير هذا الموقف المستجد الى توصل موسكو وتل أبيب إلى اتفاق في هذا الشأن، وتراجع روسيا عما لوحت به؟
والحق يقال دار كلام موسكو على إمكان تسليم منظومة الصواريخ الى سورية، وأن مثل هذه الخطط هي قيد النقاش. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لم تعد ملزمة أخلاقياً عدم تزويد دمشق بالدرع الصاروخية «اس- 300»، بعد الهجوم الصاروخي الأميركي على سورية. وفي الشهر المنصرم، وبعد الضربات الجوية الأميركية، قال الفريق أول سيرغي رودسكوي، رئيس مقر العمليات في هيئة الأركان العامة أن بلاده قد تنظر في مسألة تزويد إس-300 إلى سورية وبلدان أخرى. ولا يخفى أن هذه التهديدات كانت أبرز أدوات الضغط السياسي على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، أي إسرائيل.
ويقول الخبير العسكري العقيد المتقاعد فيكتور ليتوفكين أن اسرائيل طلبت من موسكو عدم تسليم دمشق صواريخ إس- 300. فهي في نزاع معها حول مرتفعات الجولان. واستجابت روسيا الطلب حفاظاً على العلاقات الطيبة مع إسرائيل. ولكن موسكو مدت سورية بعدد من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات التي تحمي أجواء البلاد كلها. ولا شك في أن دمشق حليفة روسيا. وتزويدها بهذه المنظومة يبسط مظلة حماية فوقها تصد الهجمات، على أنواعها. غير أن تمتعها بمثل هذه الحصانة قد يوّلد شعوراً بالغطرسة، والانزلاق، تالياً، إلى حرب شاملة بين إسرائيل، وسورية، وإيران... ولذا، يبدو أن الكرملين قرر التريث في تزويدها بمنظومة الصواريخ هذه تحسباً لذلك.
ولا شك في ان موسكو في موقع قوة، ولا يمكن القول أن إسرائيل فرضت عليها الشروط. وجل ما في الأمر أن البلدين تبادلا الضمانات: ودعت موسكو إسرائيل إلى الامتناع عن ضرب مواقع القوات الحكومية السورية. فمثل هذه الهجمات يمنح «المعارضة السورية»، أوراقاً.
* عن «فزغلياد» الروسية، 14/5/2018، إعداد منال نحاس
==========================
الصحافة الفرنسية :
 “لوموند”: قاسم سليماني من عامل بناء إلى الرجل الأقوى في الشرق الأوسط
 
https://www.beirutobserver.com/2018/05/ks3/
 
May 15, 2018
قالت صحيفة “لوموند” الفرنسيّة، الإثنين، إن قائد “فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، فرض النفوذ الإيراني من العراق إلى لبنان، مرورا بسوريا.
وفي تقرير مفصل وتحت عنوان “قاسم سليماني.. حارس إيران”، قالت الصحيفة “إنّه غالبًا ما يبدو مدنيًا في جميع ساحات القتال، وأظهرته الصور في حلب يتفقّد الدمار، ويهلّل للنصر وانه من زار روسيا قبل 3 أعوام لكشف الأوراق السورية أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو أيضا من نسّق في يوليو/تموز التدخّل الروسي في سوريا،عام 2015 “.وترى الصحيفة أن سليماني هو “الرجل الأقوى في الشرق الأوسط” يعيش مع الحرب منذ 37 عامًا. ففي العام 1980، دافع عن الثورة الإيرانية التي هدّدها الغزو العراقي لإيران، ثمّ عادَ إلى العراق بعد العام 2000، وباتَ منذ العام 2014 يموّل ويُشرف على مجموعات عراقية تقاتل ضد تنظيم “الدولة” (داعش)”.
وعمل سليماني على تعزيز “محور المقاومة”، الذي يصل طهران بالبحر المتوسّط، من خلال العراق، وصولاً إلى سوريا ولبنان. وساهمَ سليماني في تراجع دول كتركيا، وبسطَ نفوذ بلاده في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إيراني أنّه منذ الثورة، لا يتمتّع سليماني بحياة طبيعيّة، فمن مثله يخاف الموت في سريره، لا بساحة قتال.
وعن حياة سليماني ذكرت الصحيفة “وُلدَ في منزل رجل فقير، في منطقة جبال كرمان، في جنوب إيران، وعندما بلغ من العمر 13 عامًا، عمل في البناء والمحاجر، قبل أن تشغل الثورة الإيرانية اهتمامه، وبعمر الـ22 انضم إلى حرس الثورة، الذي تأسّس آنذاك، قبل أن يتقدّم في صفوفه ويستلم منصبًا قياديًا. فبعد مدّة من انتسابه، أُرسل في مهمة إلى سيستان وبلوشستان في إيران، لمكافحة بعض المجموعات، إضافةً الى ضبط مهرّبي المخدرات على الحدود الأفغانيّة. وفي العام 1998، استلم قيادة “فيلق القدس.
وكشفت الصحيفة أنّه بعد أحداث 11 سبتمير/أيلول 2001، كانت أمريكا تتحضر لغزو أفغانستان، فخشيت إيران من أن تُصبح القوات الأمريكية على حدودها، ويومها اتخذ سليماني موقفًا خطيرًا وتعاون مع الولايات المتحدة من أجل الإطاحة بطالبان وتعيين حميد كرزاي في السلطة رئيسًا لأفغانستان”.
وتضيف الصحيفة، “ففي فندق في جنيف، التقى دبلوماسيون إيرانيون بتوجيه من سليماني، سرًا بالسفير السابق للولايات المتحدة في بغداد ريان كروكر، وكشف الأخير في حديثٍ لمجلّة “نيويوركر” أنّ الإيرانيين قدّموا له معلومات إستخباراتيّة حول طالبان أكثر ممّا كان يحلم، من خرائط إلى مواقع، وصولاً إلى مخططات هجوميّة”.
وتقول الصحيفة “في 29 كانون الثاني 2002، انهار هذا التعاون، وفي خطاب للرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش، فقد وضع إيران إلى جانب العراق وكوريا الشماليّة في “محور الشّر”.
وتشير الصحيفة الى أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غضب خلال زيارة قام بها في العام 2005 إلى إيران، بسبب جدول المواعيد الممتلئ، إذ أعلن حينها أنّه لا يريد مقابلة سوى شخصين ويقصد “خامنئي وسليماني”.
وعن تدخله في العراق، تؤكد الصحيفة أنّ سليماني طوّر في بغداد شبكة من المقاتلين، تُشبه تأسيس “حزب الله” في الثمانينيات، في البقاع بمساعدة الحرس الثوري الإيراني. وهنا قال أمين عام عصائب أهل الحق في العراق، قيس الخزعلي، “أتى عماد مغنية إلى بغداد، لقد كان بطلاً بالنسبة لنا، وخاض الحرب مع إسرائيل”، مضيفًا: “لقد درّبَنا حزب الله، علّمنا على صناعة ألغام متطوّرة لاستهداف المدرّعات الأمريكية”.
ونقلا عن مسؤولين استخباراتيين أمريكيين، تقول الصحيفة إنّ سليماني نصحَ بشار الأسد، بفتح حدوده لـ”الجهاديين” القادمين من العالم لقتال القوات الأمريكية في العراق. ومن بين هذه “المجموعات الجهاديّة” وُلدَ فرع “القاعدة” في العراق، والذي أدّى فيما بعد إلى بروز (داعش).
وبحسب التقديرات الروسية، فإنّ سليماني يشرف على نحو 25 ألف مقاتلاً في سوريا، بينهم حوالى 3 آلاف إيراني.
==========================
 
لوموند :سوريا المدمرة 2018.. رحلة صحفي تسلل سرا
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2018/5/15/سوريا-المدمرة-2018-رحلة-صحفي-تسلل-سرا
 
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا أعده مصور صحفي بداية هذا العام، بعد أن تمكن من الوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد دون رقابة أجهزة الاستخبارات كما هي حال الصحفيين القلائل الذين يسمح لهم بدخول دمشق.
ويعرض التقرير صورا تبرز تناقضا صارخا بين مناطق متجاورة، هذه هدمت وغدت ملامحها قاتمة، وتلك تعج بالحياة والرقص والأنوار.
دمشق
فغير بعيد عن مدينة الغوطة الشرقية المدمرة، يقابل "فريد" (FRED) -وهو الاسم المستعار للمصور الصحفي المستقل- عددا من الشبان في إحدى الحانات، حيث الأضواء الدافئة وقوارير الويسكي وصور السيلفي، وحيث تنساب موسيقى تتخللها قهقهات شباب يستمتعون بالدخان والسُّكْر.
تقول إحدى الفتيات "بشار أنقذنا"، فيسألها فريد "ما الذي أنقذكم منه؟"، فترد "ندرك جليا ما تقوم به هذه الحكومة، لكننا نريد أن نحيا.. فخلال السنة الأولى من الثورة كنا نريد الحرية، نريد الإصلاحات، لكن بعد ذلك... فهمنا أننا بدون بشار سنموت".
وهو ما علق عليه الصحفي بقوله إن هذا الشباب الذي يرقص بالقرب من حقول الخراب والموت في الضواحي الفقيرة المجاورة لدمشق، مقتنع بأن سعادته رهينة باليد الحامية للأمير، في إشارة إلى الأسد.
ويضيف أن وجه بشار في كل مكان، فصوره لا تخطئها العين، إذ يبدو في أحد تقاطعات الطرق شابا يافعا في زي عسكري بلون التراب يعطي انطباعا بأن لديه كتفين ضخمين، وترى الناس يمرون أمامه مسرعين تحت نظرته الجامدة.
وترى صورته في السوق وقد علقت على لافتة بلاستيكية ممدودة بين جدارين، فوق أكشاك الملابس الملونة، وهو يختفي خلف نظارات سوداء مرتديا زيا عسكريا مائلا إلى الخضرة، ولا تعلو وجهه الابتسامة وإنما تعبر ملامحه عن هدوء المنتصر وتصميمه، وقد أرفقت الصورة بشعار مكتوب عليه بلون الدم: "معك إلى الأبد، حبيبنا وابن حبيبنا".
وتلفت انتباهك صورته إلى جانب والده حافظ الأسد فوق كشك لأحد الجزارين، تتدلى فيه عظام أطلت على شحوم ولحوم مقطعة تفوح منها رائحة الدم أعد بعضها لأحد الزبائن.
حمص
ويستمر فريد في تجواله، فيدخل مدينة حمص وبالذات حي الخالدية الذي لم يبق منه سوى الأنقاض، أما المباني التي لا تزال قائمة فقد اخترقتها الصواريخ وطلقات المدافع. وهنا يقابل "حسن" الذي بدأ إعادة بناء بيته، يساعده في ذلك أولاده الثلاثة.
وضع حسن فوق ما تبقى من بيته علم النظام السوري الذي دمرت أسلحته الحجر ومزقت الأسر وأواصر الجيرة، وهو يعتقد أنه سينتهي من إعادة تأهيل بيته في غضون ستة أشهر، لكنه سيكون بيتا دون جيران ولا أعياد ولا مرح.
وغير بعيد من هناك، تعيش حمص أخرى حياة مختلفة تحت عيون المسلحين الموالين للنظام، هناك يمكن للمرء أن يسير على الرصيف ويشتري ما يريد من المحلات التجارية.
اللاذقية
أما اللاذقية ومرفؤها التجاري، فإنها لم تتأثر كثيرا بالحرب، ولم يفقد النظام السوري قبضته عليها، وقد أصبحت منذ عام 2011 محجة البورجوازيين وأصحاب المصانع الفارين من حمص وحلب، حيث استثمروا أموالا هائلة هناك.
كما اتخذ الروس من مناطق تابعة لها قواعد عسكرية لهم في طرطوس وحميميم.
حلب
ويلخص فريد انطباعه حول حلب بوصفها بـ"المدينة الممزقة"، ويذكّر بقصة الثوار فيها وسيطرتهم على المناطق الشرقية منها، قبل خسارة كل تلك المكاسب تحت وطأة النزاعات الداخلية وعجزهم عن احتواء جزء من سكان المدينة، ناهيك عن البراميل المتفجرة وقوة المتحالفين مع النظام وتصميمهم.
وفي حلب يقول فريد إنه استطاع الحديث في إحدى الحدائق العامة مع امرأة سماها "إلهام"، قالت له وهي تبكي من شدة الخوف "لا أستطيع الكلام، أنا خائفة، أنا خائفة. سيقول لك الناس هنا إن كل شيء على ما يرام، وسيبتسم الجميع لك، لكنهم يعرفون في قرارة أنفسهم ما حصل... أردنا الحرية فقتلونا، كانوا قساة دون رحمة".
أما هذا القس الحلبي الذي يرأس منظمة خيرية مسيحية، فيلخص الوضع في حلب منذ نهاية الحرب قائلا "بشار انتصر، ولن يزيده ذلك إلا طغيانا".
المصدر : لوموند
==========================
 
لوموند :مارد الجيش الروسي يخرج من القمقم السوفياتي إلى الحرب الهجينة والرقمية
 
http://www.alhayat.com/article/4580890/رأي/الصحافة-العالمية/مارد-الجيش-الروسي-يخرج-من-القمقم-السوفياتي-لى-الحرب-الهجينة-والرقمية
 
إيزابيل ماندرو
ليست روسيا رسمياً في حال حرب، ولكنها ترى أن الأعداء يطوقونها أينما نظرت. ويغذي الكرملين هذا الحسبان، وهو كان وراء بعث الجيش الروسي من أنقاض سلفه السوفياتي منذ عام 2007 الى اليوم. وأطلق أناتولي سيرديوكوف، وزير الدفاع الروسي بين 2007-2012، وهو أول مدني يعين في مثل هذا المنصب، عملية إصلاح الجيش الروسي، وقلّص مدة الخدمة العسكرية إلى عام واحد بعدما كانت عامين. ولكن مع خلفه، سيرغي شويغو، وهو المؤتمِر بأوامر بوتين الصدوق، قطع الجيش الروسي شوطاً كبيراً في التحديث. فهو كان معداً للحروب التقليدية، وانتقل في وقت قصير إلى مرحلة الحروب الهجينة التي صاغ أسسها النظرية قائد الأركان حينها، الجنرال فاليري غيراسيموف، ووصفها بـ «الحروب غير المعلنة». وساهم نزاعان بارزان في تسريع وتيرة تحول الجيش الروسي: ضم القرم في 2014، وما تلاها من قتال في الدونباس في شرق أوكرانيا بين الانفصاليين الموالين لروسيا وبين كييف؛ وبدء التدخل العسكري الروسي في سورية في 2015. وفي الحالين، تدور مواجهة عسكرية وسياسية مع الغرب بوساطة حلفاء روسيا.
ولا يخفى أن الجيش الروسي حاز قدرة على الحركة السريعة والأداء الناجع... فالعسكريون والضباط منظمون ومنضبطون وغير سكارى على خلاف أسلافهم في 2008، يلاحظ ألكسندر غولتز، صاحب «الإصلاح العسكري والعسكرة الروسيين». وليس هناك ما يجمع الجيش الروسي اليوم بما كان عليه في 2008 حين تدخله في جورجيا ورعايته انشقاق منطقتين انفصاليتين عنها، أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، واعتراف موسكو باستقلالهما. ولم يعد الجيش الروسي في حاجة إلى الاستعانة بنقل قواته كلها الى ميدان المعارك ولا إلى التوسل بوسائل بائتة، يقول قسطنطين ماكيانكو، نائب مدير مركز التحليل الإستراتيجي والتكنولوجي في موسكو. وأُرسل دورياً وبالمناوبة والتعاقب الشطر الأكبر من الضباط الروس والقيادات الوسطى والعليا في سلاحي الجور والبر الى سورية. فاللفتانت جنرال، ألكسندر لابين، على سبيل المثل، كان آمر القوات الروسية، الى وقت قريب، قبل ترقيته في تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم الى قائد المنطقة الوسطى، وهي واحدة من المناطق العسكرية الروسية الأربع. وفي خطاب ألقاه في 16 نيسان (أبريل) الماضي أمام عمال شركة استخراج المعادن والتعدين، قال:» على رغم معارضة الدول الغربية، شنت روسيا بالتعاون مع إيران عملية إنسانية لا نظير لها في حلب». ولا يخفى أن القصد بـ «عملية إنسانية» هو سقوط معقل المعارضة السورية الأبرز في حلب في كانون الأول (ديسمبر) 2016، إثر6 أشهر من الحصار والقصف المتواصل. وفي نهاية 2017، وصل عدد الضباط والجنود الروس الذين خدموا في سورية الى 48 ألف جندي، وفق فلادمير بوتين. وهذا أوسع انتشار روسي عسكري ما وراء الحدود منذ حرب أفغانستان. والخسائر البشرية معتدلة، لا تزيد عن 82 جندياً وجنرال واحد، فاليري أسابوف الذي سقط وهو يقود القوات السورية على ضفاف الفرات. ولم يكن أسابوف يرتدي شارات رتبته العسكرية. ولكن الخسائر تبلغ أكثر من 103 وفق تقديرات مسؤولين روس. وللمرة الأولى في تاريخ التدخل الخارجي الروسي، وإلى القوات الخاصة، وقوات نزع الألغام، والملاحين، والبحارة، والمستشارين، وضباط الاستخبارات وفرق الهندسة العسكرية، استعانت موسكو بفرق الشرطة العسكرية. ويعرف هؤلاء بأصحاب القبعات الحمر الجديدة. وجندت هذه القوات شطراً راجحاً من قوات «سيبتناز»، القوات الخاصة الشيشانية والإنغوشية. وساهم هؤلاء العسكريون في تنظيم دوريات وجمع المعلومات الاستخبارية، وفاوضوا الثوار، وأشرفوا على أعمال الإخلاء ونقل الثوار من منطقة إلى أخرى، وتوزيع المساعدات الغذائية. وصوِّرت عمليات توزيع المساعدات هذه، واستمالت بعض السوريين. ولم يفت الروس إخفاقات الأميركيين في العراق، وأولوها الدراسة والعناية، واستخلصوا عبرها: فأنشأت روسيا في شباط (فبراير) 2016 «مركز مصالحة اطراف النزاع على أراضي الجمهورية العربية السورية»، على رأسه اللواء يوري إيفتشوشنكو.
ويقع هذا المركز في القاعدة الروسية في حميميم، على مقربة من دمشق، ويبث يومياً على وجه التقريب بياناً عن الأوضاع في مناطق «وقف التصعيد». والإمداد من الجنوب الروسي الى هذه القاعدة- وهي تتمتع بحصانة كاملة شأن قاعدة طرطوس على المتوسط- لا يتوقف. وتصف وسائل الإعلام هذه القدرات اللوجيسيتية بـ «السيريان إكسبريس» (القطار السريع السوري). والحق يُقال فاجأت هذه السرعة المراقبين. فعلى سبيل المثل، في شباط 2014، نجحت القوات الخاصة الروسية، وهي كانت «مقنعة، أي تسترت على هويتها ولم ترفع شاراتها على بدلاتها أو آلياتها، في السيطرة على أكثر من مبنى إستراتيجي في القرم بين ليلة وضحاها. وتترافق هذه السرعة والليونة في الحركة المستجدة مع تجهيز الجنود المشاة بمعدات فردية «راتنيك»، أي حربية، مع أجهزة تواصل محمولة وأجهزة مؤشرات لايزر، والمناظير الليلية، وسترة حماية باليستية، وحقيبة ظهر مجهزة. وتضاهي اليوم تجهيزات الجنود الروس نظراءهم الغربيين. وفي فرق النخب، المظليون كلهم مجهزون بمثل هذه المعدات، في وقت لم يترك الجيش الروسي تجهيزات جنوده البدائية إلا في 2010. ولم يمض أكثر من عقد على اضطرار جنرال روسي إلى استعارة هاتف خليوي من صحافي في الطريق نحو جورجيا ليتواصل مع رجاله. و «للمرة الأولى في تاريخ روسيا، الإمبراطورية والسوفياتية على حد سواء، تُدرج القيادات العسكرية تجهيزات الجنود، شأن المعدات، في سلم أولوياتها»، يلاحظ روسلان بوخوف، مدير مركز التحيلات الإستراتيجية والتكنولوجية. ومع هذه التغيرات وعمليات التحديث، زادت شعبية الجيش الروسي، وزادت ثقة الروس فيه من 31 في المئة في 2005 إلى 58 في المئة اليوم، ويرى 84 في المئة من الروس أنه قادر على الدفاع عن البلاد، بعد ان اقتصرت النسبة هذه على 52 في المئة في 2005. وزاد مرسوم أصدره فلادمير بوتين- بدأ العمل فيه مطلع العام الحالي- عديد الجيش الى أكثر من مليون وتسع مئة جندي، منهم مليون ونيف يرتدون بزات. وهذه الأرقام تجعل الجيش الروسي ثاني أكبر الجيوش في العالم، بعد الجيش الصيني. وكان الجيش الروسي خسر حوالى 45 في المئة من قدراته العسكرية إثر تقسيم القوات على الجمهوريات السوفياتية السابقة، ولكنه اليوم استعاد شطراً راجحاً من قدراته.
وأول القطع الحربية الروسية التي اتجهت إلى سورية كان سلاح الجو الحديث، وهو مجهز بأجهزة رصد، مع درعين صاروخيين، «أس 300» و «أس 400»، لجبه صواريخ أرض – جو أو بحر- جو. واختبرت روسيا طائرات الدرون في الدونباس الأوكرانية، وفي سورية. واليوم، ثمة كتيبة خاصة بهذه الطائرات في كولومنا Kolomna على بعد 100 كلم من جنوب شرقي موسكو. وتأمل روسيا بجني أرباح تدخلها في سورية من طريق إبرام عقود تسلح وعقود تجارة في المجالين الزراعي (بيع القمح...) والصناعي في الشرق الأوسط. والمشاريع الروسية في سورية كثيرة، وهي تشمل قطاعات كثيرة: النفط والغاز والفوسفات والكهرباء والنقل، والتجارة... فـ «سورية بلد ثرواته غير محدودة»، قال ديمتري روغوزين، نائب رئيس الوزراء الروسي، حين زيارته دمشق في ختام العام المنصرم. وبلغت موازنة الجيش الروسي 2700 بليون روبل (38 بليون يورو)- في وقت تبلغ الموازنة الفرنسية 34.2 بليون يورو. ولكن العقوبات الغربية تقيّد موازنة الدفاع الروسية، فتقلصت هذه 30 في المئة، بين 2016 و2018. ونسبة المتعاقدين العسكريين تفوق نسبة المجندين إلزامياً. فثمة دواعٍ اقتصادية وإيديولوجية تحول دون بروز جيش مهني. فتحديث الجيش الروسي، وهو يتمتع بما تملكه القوى الكبرى من الأقمار الاصطناعية إلى الأسلحة النووية، لا يزال غير مكتمل، ولم يُنجز بعد. وهو يعاني مشكلات ضخمة، منها النقص في الفرقاطات وعجزه عن منافسة القوات الغربية وحتى اليابانية في هذا المجال. فـ «أسطول البحر الأسود هو في مثابة متحف عائم»، يسرّ إلينا الكولونيل خودارنوك. واختبرت 4 سفن القصف البعيد المدى فأطلقت من بحر قزوين 26 صاروخاً من طراز كاليبر 3M14، فبلغ 22 منها هدفه في سورية. وطوّر الجيش الروسي في سورية كما في أوكرانيا سلاحاً ليس مستجداً: البروباغندا. فهو يمطر المشاهدين بسيل من صور مزعومة تظهر فيها إعدامات تنفذها سلطات كييف، وتسجيلات فيديو عن قصفه «الإرهابيين» من المعارضة السورية.
وفي سورية، التزم الجيش الروسي حرفياً الهدف الذي حدده الجنرال غيراسيموف: بعث القدرات القتالية لجيش في حال يرثى لها وبسط سلطة بشار الأسد. ولكن من الحسنات المرجوة من العمليات الميدانية العسكرية هي قياس قوة قوى إقليمية أخرى. «يبالغ الغرب في تقدير قوة «حزب الله» والقوات الشبه العسكرية الإيرانية، في وقت لا تخفى رداءة مستوى هذه القوات ولا يخفى عجزها عن بلوغ أهدافها». وروسيا المعاصرة أكثر استعداداً للمواجهة مما كان الاتحاد السوفياتي، وقدرات الأخير كانت تفوق قوة روسيا اليوم.
* مراسلة، عن «لو موند» الفرنسية، 6-7/5/2018، إعداد منال نحاس
==========================