الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 15/2/2018

سوريا في الصحافة العالمية 15/2/2018

17.02.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة الفرنسية والتركية :  
الصحافة الامريكية :
لوس أنجليس تايمز :سوريا والعراق تشكلان خطراً على أميركا
سوريا والعراق تشكلان خطراً على أميركاسوريا والعراق تشكلان خطراً على أميركا
ذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية أنه مع توسّع أهداف الولايات المتحدة، ومع اقتراب هزيمة تنظيم الدولة؛ فإن الحرب المتشابكة التي دامت سبع سنوات في سوريا تزداد تعقيداً مع اكتساب إيران اليد العليا، وإطلاق تركيا هجوماً عسكرياً، وشعور إسرائيل بالقلق على نحو متزايد بسبب التهديدات الأمنية.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن خطر التصعيد كان واضحاً يوم الثلاثاء؛ حيث وردت تقارير تفيد بأن الضربات الجوية الأميركية الأسبوع الماضي قتلت عدداً من المقاولين الروس شبه العسكريين خلال هجوم شنّته القوات الموالية للحكومة على قاعدة ميليشيات تدعمها الولايات المتحدة في شرق سوريا تضم عدداً قليلاً من القوات الأميركية.
ويأتي ذلك بعد أسبوع من فقدان كل من تركيا وروسيا وإيران وإسرائيل طائرات إثر نيران معادية في سماء سوريا المزدحمة بشكل متزايد. وأشار التقرير إلى أن ما بدأ كحرب أهلية في عام 2011، بين الثوار المدعومين من الولايات المتحدة من جهة وقوات بشار الأسد من جهة أخرى، أصبحت الآن حرباً تضم كثيراً من الدول التي تحاول تقسيم الغنائم وتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط. ولفت التقرير إلى أن دبلوماسيين وعاملين في مجال الإغاثة وغيرهم من المحللين، يرون أن الأسد لا يزال في السلطة ويبدو أن واشنطن وحلفاءها أكثر عرضة لخطر الخسارة. ونقلت الصحيفة عن روبرت س. فورد، الذي غادر سوريا في عام 2011 بصفته آخر سفير لأميركا في دمشق، قوله بأن «الأفراد العسكريين والمدنيين الأميركيين على الأرض في سوريا سوف يُستهدفون في نهاية المطاف». وأضاف أن «الحكومتين السورية والإيرانية، وروسيا، يريدون خروجنا من سوريا».
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة ترمب وحلفاءها الغربيين يعوّلون على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في إعادة إعمار العراق على المدى الطويل؛ لكن الحرب السعودية المكلفة في اليمن والانخفاض الحاد في أسعار النفط قد حدّت من اهتمامهما.
ونقلت عن جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: «إذا لم تساعد هذه المناطق على التعافي، فأنت بذلك تضع نفسك في المعركة المقبلة».;
==========================
نيويورك تايمز :توماس فريدمان: هذا ما تسعى إليه الأطراف المتصارعة في سوريا.. لكن متى تنتهي الحرب؟
قبل أسبوعين، كتبت عمودًا أثناء تواجدي على الحدود السورية الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، وقلت إن هذه الحدود هي ثاني أخطر منطقة حرب في العالم بعد شبه الجزيرة الكورية. أود مراجعة هذا العمود وتعديله.
هكذا افتتح الصحافي الشهير توماس فريدمان مقاله بصحيفة «نيويورك تايمز». وأضاف: «لكن بعد أن شاهدت مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، حيث سار الرياضيون الكوريون الشماليون والجنوبيون معًا إلى الملعب في مهرجان الحب الأسبوع الماضي. وبعد أن شاهدت إسرائيل وهي تسقط طائرة بدون طيار إيرانية في سوريا، وتقصف قاعدة إيرانية في سوريا، وتفقد واحدة من طائراتها من طراز F-16 بسبب صاروخ سوري؛ وبعد أن قتلت الطائرات الأمريكية مجموعة من الروس بسبب اقترابهم من القوات الأمريكية في سوريا، أعتقد الآن أن الجبهة السورية– الإسرائيلية– اللبنانية هي أخطر منطقة في العالم».
هناك حيث تجدون أيضًا القوات السورية والروسية والأمريكية والإيرانية والتركية يتواجهون على الأرض وفي الجو –بجانب المرتزقة الشيعة من العراق ولبنان وباكستان وأفغانستان، و المقاتلين الأكراد الموالين للولايات المتحدة، وبقايا داعش، ومختلف المتمردين السنيين الموالين للسعودية والأردن، والقوزاق الأرثوذكس الروس الموالين للنظام السوري– كُل ضد الآخر!
وأشار الصحافي إلى ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، الأسبوع الماضي، من أن كل من روسيا وتركيا وإيران وإسرائيل فقدوا طائرات في سوريا بغضون أسبوع واحد.
ماذا يحدث في سوريا الآن؟
ويرى الكاتب أن كل طرفيريد تعظيم مصالحه وتقليل تأثير منافسيه عن طريق إقحام جنود قليلين في منطقة الخطر، بدلًا من القتال من أجل تحقيق أهدافه من خلال القوة الجوية والمرتزقة والمتمردين المحليين.
لقد تعلموا جميعًا –روسيا من حرب أفغانستان، وإيران من الحرب الإيرانية العراقية، وإسرائيل من حرب جنوب لبنان، والولايات المتحدة من حربي العراق وأفغانستان– أن شعوبهم لن تتسامح معهم إذا عادت جثث كثيرة من حرب برية في الشرق الأوسط.
يريد فلاديمير بوتين أن يخبر الروس بأن روسيا عادت قوة عظمى، وأنه صاحب الكلمة العليا في سوريا، ولكنه لا يضع أي جنود روس في خطر. وبدلًا من ذلك، يستخدم بوتين إيران لتوفير القوات البرية وتجنيد الوكلاء، مثل القوزاق من شركة روسية خاصة تدعى واجنر، للقتال والموت على الأرض.
ويقول الكاتب إن إيران التي شهدت انتفاضة شعبية تطالب بإنفاق أموال الدولة في الداخل، وليس في سوريا، هي التي تتعاقد من الباطن لدعم الحرب البرية بوكلائها مثل: حزب الله، ومختلف المرتزقة الشيعة من العراق وباكستان وأفغانستان. وبهذه الطريقة تسيطر إيران على دمشق، وتستخدم سوريا قاعدةً أماميةً للضغط على إسرائيل.
فالقوات الخاصة الأمريكية تسلح وتقدم النصائح للمقاتلين الأكراد في شمال سوريا لمحاربة داعش بريًّا. وتستخدم تركيا المتمردين السنة لمحاربة نفس المقاتلين الأكراد. وتستخدم كل من المملكة العربية السعودية وقطر والأردن مختلف المتمردين السنة لمحاربة القوات الشيعية الموالية للنظام السوري ولإيران، وتستخدم إسرائيل الذراع الطويلة لقواتها الجوية.
ويضيف فريدمان أنه في عام 2003 كتب عمودًا في الفترة التي سبقت إطاحة صدام حسين الأمريكية، التي أيدها بنفسه، وحذر في مقاله آنذاك: «القاعدة الأولى في أي غزو للعراق هي قاعدة تخزين الفخار: أنت كسرتها، إذن أنت تملكها. نحن حطمنا العراق إذن نحن نمتلك العراق». فإن القاعدة الملزمة في سوريا اليوم هي «أنت تملكها، إذن تقوم بإصلاحها». ولأن لا أحد يريد أن يتحمل مسؤولية إصلاح سوريا؛ لذلك يريد جميع الأطراف استئجار النفوذ هناك فقط.
ولكن هذا أمر مؤلم. وهذا يعني أنه ليس لدى أي من الأطراف المحلية ما يكفي من القوة، أو الموارد، أو الرغبة في التوصل إلى حل توفيقي؛ لتحقيق الاستقرار في سوريا من الأسفل إلى الأعلى، ولا يوجد أي طرف خارجي مستعد لاستثمار ما يكفي من القوة والموارد لتحقيق الاستقرار من أعلى إلى أسفل.
إلى أي مدى ستصل الاشتباكات بين إيران وإسرائيل؟
ولأن الجميع خائفون من الخسارة في سوريا، يستبعد الكاتب أن يتهور أي طرف، ويتوقع أن يستمر الإيرانيون وحزب الله في همز إسرائيل ووخزها، ولكن ليس للدرجة التي تجعل الإسرائيليين يسعون لتدمير كل أحياء حزب الله في لبنان، وضرب إيران بالصواريخ. وإسرائيل تعلم أن الصواريخ الإيرانية سوف تدمر ممر التكنولوجيا الفائقة على طول سهلها الساحلي.
الأتراك لا يريدون حربًا مع أمريكا، وأمريكا لا تريد حربًا مع روسيا، والروس يريدون أن يحصلوا على أكبر قدر من النفط السوري، واستخدام سوريا قاعدةً لها، بالإضافة إلى تعزيز صورتها بوصفها قوة عظمى، دون اشتباك مع أي شخص؛ لأنها أضعف بكثير مما تبدو عليه.
ويختتم فريدمان مقاله قائلًا: في نهاية المطاف، سوف يتعب اللاعبون ويصوغون اتفاقًا لتقاسم السلطة في سوريا، كما فعل اللبنانيون في نهاية المطاف، في عام 1989، لإنهاء حربهم الأهلية. ومع ذلك، فقد استغرق الأمر 14 عامًا من اللبنانيين لإدراك الأمر.
==========================
لوبيلوغ :إسرائيل، حزب الله وإيران: منع حرب أخرى في سورية
مجموعة الأزمات الدولية - (لوبيلوغ) 8/2/2018
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
دخلت الحرب السورية مرحلة جديدة مع كسب نظام الرئيس بشار الأسد اليد العليا في الصراع. وإسرائيل، التي لم تعد قانعة بالبقاء في موقف المتفرج بينما يتحسن موقف دمشق، أصبحت تعمل الآن على محاولة تغيير وجهة موقفها الاستراتيجي المتدهور. وهي تواجه في هذا المسعى عقبات هائلة يترتب التغلب عليها: فقد أصبح النظام السوري أكثر اعتماداً من أي وقت مضى على إيران التي تعتبرها إسرائيل الدولة العدوة الأكثر خطورة؛ وأصبح الأعداء الآخرون، وخاصة حزب الله والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، يترسخون بقوة في سورية بمباركة من روسيا؛ كما أن الولايات المتحدة، على الرغم من خطاب إدارة ترامب الحربي، فعلت القليل في الحقيقة لتقويض المكاسب الإيرانية. ومع ذلك، ليست يد إسرائيل ضعيفة جداً. فقد منحتها روسيا المساحة للعمل ضد المصالح العسكرية المرتبطة بإيران، وهي تبدو أكثر قلقاً إزاء موازنة الائتلافات المتحاربة والمتنافسة من إعادة كل قطعة أخيرة من الأرض إلى سيطرة نظام الأسد. لكنها ستحتاج، في حال سحبت روسيا قواتها من سورية في نهاية المطاف، إلى وسيط يضبط قواعد اللعبة. وقد أبدت روسيا اهتماماً ضئيلاً بفعل ذلك. ولكنها إذا لم تفعل، فإن الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران ربما تهدد منجزاتها الخاصة هناك، وخاصة استقرار النظام السوري.
كان مكمن قلق إسرائيل الأساسي هو جنوب غرب سورية؛ حيث تبدو مصممة على منع قوات حزب الله أو الميليشيات الشيعية من الاقتراب من خط هدنة العام 1974 وإنشاء بنية تحتية هجومية في المناطق المجاورة له. ويمكن أن يعني نجاح هذه القوى في ذلك، كما ترى إسرائيل، فتح جبهة جديدة ضدها ووضع حسب الله في موقف مناسب لشن هجمات من منطقة لا ترتب على مواطنيه اللبنانيين المدنيين أن يعانوا من الهجمات الإسرائيلية المعاكسة. ويخشى مخططو الجيش الإسرائيلي من أن ذلك سيتركهم مع خيار استخلاص الكُلَف في لبنان ودمشق وطهران، مع ما يعنيه ذلك من احتمال إثارة حرب إقليمية.
في الوقت الراهن، تعمل "منطقة خفض التصعيد" برعاية الأردن وروسيا والولايات المتحدة، على إبقاء حزب الله والميليشيات الأخرى على مسافة من خط الهدنة. لكن هناك إشارات على أن هذا الترتيب ربما لن يصمد. فقد استولت قوات النظام في كانون الثاني (يناير) 2018 على أراض من مجموعة جهادية داخل المنطقة، وهو ما مكَّن الميليشيات الحليفة من الزحف أقرب إلى مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. كما أن قوات حزب الله المعزولة موجودة بالفعل في المنطقة، وتعزز وجودها هناك. ويمكن إبطاء هذا التدهور بتعزيز اتفاق نزع التصعيد، وهو من عناصر اتفاق الفصل بين القوات للعام 1974 بين إسرائيل وسورية. لكن لحظة الحقيقة سوف تأتي عندما تخفت طبول الحرب في مسارح أخرى: هل سيلتزم النظام بتعهداته باستعادة كامل أجزاء البلد، بما في ذلك المناطق الجنوبية الغربية؟ يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يفترض أنه في حال سعى النظام إلى تحقيق هذا الهدف بشكل جدي، فإن مساعدة القوات الأجنبية سوف تتبع بشكل حتمي.
على نطاق أوسع، تريد إسرائيل أن تمنع الخصوم من توطيد وجود عسكري دائم لهم في أي مكان في سورية، والذي تخشى أنه ربما يقوي موقفهم في الحروب المستقبلية، وكذلك نفوذهم الحالي في لبنان والأردن والساحة الفلسطينية. وتشكل إيران مصدر قلق خاص: حيث تسعى الخطوط الحمراء الإسرائيلية إلى منعها من إنشاء مطار، أو ميناء بحري، أو قاعدة عسكرية، أو وجود دائم للميليشيات أو بناء مرافق لإنتاج أسلحة عالية الدقة لحزب الله. وقد أظهرت إسرائيل مُسبقاً عزمها على منع بناء مثل هذا النوع من البنية العسكرية الرئيسية. وتبدو روسيا بشكل عام قانعة بجعل هذا النمط يستمر، ولا تستطيع إيران ولا سورية وقفه.
مع ذلك، سوف يتبين أن ضربات إسرائيل ضد رجال الميليشيات أكثر خطورة وأن إحباطها أسهل مما يبدو، على سبيل المثال عن طريق دمج هؤلاء المقاتلين في الجيش السوري أو مجرد جعلهم يرتدون زيه الرسمي. كما يشعر المسؤولون الإسرائيليون بالقلق أيضاً من احتمال إقامة ممر بري تسيطر عليه القوات المرتبطة بإيران، والذي يمتد عبر العراق إلى سورية فلبنان، بحيث يسهل حركة المقاتلين والعتاد. وسوف يكون من الصعب على إسرائيل وقف هذا التطور أيضاً، خاصة في شرق سورية، بما أن قدراتها الاستخبارية والعسكرية تقل كلما بعدت المسافة عن الجولان.
تبدو موسكو وحدها في موقف يؤهلها للتوسط في تعزيز اتفاق عدم التصعيد. وما لم تفعل، فإن قواعد اللعبة السورية ستدور على الأغلب وفق آلية الهجوم والرد، مع خطر التصعيد. وقد انخفضت هجمات المجموعات المدعومة من إيران على خط الهدنة خلال السنوات الأخيرة، لكن استيلاء قوات الأسد في كانون الثاني (يناير) على أراض مجاورة ربما يؤذن بزيادة في الهجمات. كما أن إسرائيل ربما تهاجم أيضاً، في شكل ضربات محدودة لمنع حزب الله من حيازة مرافق لإنتاج الأسلحة دقيقة الإصابة في لبنان، والذي اتهمت إيران بالسعي إليه. وتقدِّر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أنها تستطيع أن تفعل ذلك من دون التسبب بمواجهة شاملة. ربما، لكن حزب الله أشار إلى أن تداعيات مثل هذه الضربات تبقى شأناً لا يمكن التنبؤ به. ويمكن أن يكون نشوب حرب أوسع نطاقاً مسألة سوء حسابات على أي حال.
وفي الحقيقة، تجعل التطورات الإقليمية من سوء الحسابات أكثر احتمالاً. فثمة استراتجية أميركية-سعودية تصبح أكثر حزماً باطراد قيد التشكل، بمساعدة إسرائيل، من أجل الضغط على إيران عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً. وقد تبنت هذه القوى موقفاً نشطاً لتأسيس الردع ضد إيران، والذي تشعر هذه القوى بأنه فُقِد خلال فترة إدارة باراك أوباما. وبطبيعة الحال، تمتلك إيران وحزب الله طرقاً للرد. وليس أي من حزب الله أو إسرائيل بيدقاً لحلفائه نهاية المطاف، ولدى كل منهما أسباب، خاصة التهديد للسكان المدنيين، لتجنب حدوث تصعيد رئيسي. لكن الأعمال العدائية لن تبقى محلية على الأرجح.
في جنوب غرب سورية، تبدو روسيا اللاعب الأوحد القادر على التوسط في التوصل إلى تفاهمات لمنع حدوث تصعيد إيراني-إسرائيلي عبر البلد. ولعل الناتج المتوقع الأفضل في الوقت الراهن هو التوصل إلى اتفاق حيث تتخلى إيران وشركاؤها عن بناء بنية عسكرية رئيسية، بحيث لا يقتصر ذلك على منطقة جنوب غرب سورية فقط، وإنما يتصل بالاحتفاظ بنفوذ مهم في البلد من خلال وسائل أخرى. ومن الصعب تصور عودة إلى وضع ما قبل العام 2011، عندما لم تكن الدولة السورية -بينما كانت متحالفة مع إيران- ساحة للوجود الإيراني المفتوح والعمليات العسكرية المباشرة. وفي المستقبل المنظور، سوف تظل إيران واحداً من أعمدة أمن النظام. لكنها تغامر بتقويض استثمارها هناك في حال أفرطت في بسط يدها.
يبدو الجميع في موقف يؤهلهم للخسارة من أي تكثيف للحرب السورية، خاصة الشعب السوري أولاً وقبل الكل. وكذلك أيضاً إسرائيل ولبنان، بما أن وقوع شجار بينهما يتضمن حزب الله يمكن أن يشعل شرارة حرب أخرى عبر حدودهما وما وراءها. وبالنسبة لدمشق وداعميها، فإن حملة كبيرة تشنها إسرائيل سوف تلحق أضراراً جسيمة بمنجزاتهم، بل وربما تؤدي إلى زعزعة استقرار النظام نفسه، وهو ما قد يزرع بذور الخلاف بين روسيا وإسرائيل. وسوف يكون إضفاء الاستقرار التدريجي على سورية خياراً أكثر حكمة، بل الخيار الوحيد القابل للتطبيق في اتجاه تحقيق تسوية نهائية.
==========================
فورين أفيرز: ما مدى قانونية الحرب على الإرهاب؟
نشرت مجلة "فورين أفيرز" مقالا لأستاذ القانون في كلية الحقوق في جامعة تكساس ستيفين فلاديك، يتحدث فيه عن مدى قانونية الحرب الأمريكية على الإرهاب.
ويقول الكاتب إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعد عندما كان مرشحا بملاحقة وسجن المشتبه بتورطهم بالإرهاب والتحقيق معهم، بالإضافة إلى أنه دعم إرسال المعتقلين إلى غوانتانامو وتعذيبهم، فقال: "لا تقولوا لي إنه لا يجدي، التعذيب يجدي". 
ويستدرك فلاديك في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه "بالرغم من تبجح ترامب، إلا أن إدارته كانت معتدلة في أفعالها، كما أن إدارته لم تبد اهتماما كبيرا في توسيع حدود من يمكن اعتقاله وتحت أي ظروف، فيما يتعلق بالصراع القائم مع تنظيم القاعدة وفروعه".
ويجد الكاتب أنه "بالرغم من تحفظ الإدارة، إلا أنه يتم فحص هذه الحدود في قضية لم ينشر عنها الكثير، تعرف بقضية (دو ضد ماتيس)، والقضية مرفوعة من مواطن أمريكي، متهم بقتاله إلى جانب تنظيم الدولة في سوريا، وتعتقله القوات الأمريكية في العراق منذ 14 أيلول/ سبتمبر 2017".
ويشير فلاديك إلى أن "القضية تطرح السؤال الذي يذهب إلى صميم سياسة الحرب على الإرهاب الأمريكية: هل صادق الكونغرس على استخدام الحكومة القوة العسكرية ضد تنظيم الدولة؟ وإن كان فعل ذلك فهل يجوز استخدام هذه القوة العسكرية ضد المواطنين الأمريكيين؟ كما طرحت القضية سؤالا أكثر أهمية: ما هي المدة التي تستطيع فيها الحكومة الأمريكية أن تحتجز أحد مواطنيها دون حجة قانونية لذلك بإعاقة سماع القضية في المحاكم؟ وإن كانت الطريق الملتوية التي مرت بها القضية مؤشرا، فإن الجواب ليس مطمئنا".
ويلفت الكاتب إلى أن "جورج بوش الابن حوّل مصادقة الكونغرس له باستخدام القوة العسكرية (إيه يو أم أف) بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر بأسبوع إلى قانون، وهو القانون الذي لا يزال يوفر الغطاء للعمليات العسكرية الأمريكية ضد الإرهابيين، ومع أن (إيه يو أم أف) عادة ما يوصف بأنه القانون الذي يسمح بالحرب على الإرهاب، إلا أن الكونغرس كان أكثر دقة عندما منح التفويض الذي أعطى الرئيس السلطة بشن الحرب ضد (تلك الدول والمنظمات والأشخاص الذين يقرر أنهم صادقوا أو ارتكبو أو ساعدوا في (هجمات 11 أيلول/ سبتمبر) أو عملوا على إيواء تلك المنظمات أو الأشخاص)، ولذلك فإن (إيه يو أم أف) تسبب بسؤالين قانونيين كبيرين، ولم يجب عنهما: أي البلدان والمنظمات والأشخاص تقع ضمن تغطيته؟ والسؤال الأقل وضوحا، هل يحق للحكومة الأمريكية استخدام القوة العسكرية ضد مواطنين أمريكيين؟". 
ويفيد فلاديك بأن "المحكمة العليا منحت في عام 2004 نصف الجواب للسؤال الأخير في قضية حامدي ضد رامسفيلد، حيث قضت بأن (إيه يو أم أف) يمنح الجيش الحق في احتجاز مواطن أمريكي تم اعتقاله خلال مواجهة عسكرية في أفغانستان، في الوقت الذي كان يقاتل فيه إلى جانب حركة طالبان ضد القوات العسكرية الأمريكية، لكن الحكم في قضية حامدي كان ضيقا، حيث كتب القاضي ستيفن بريير(الذي صوت لصالح الحكومة في القضية) عام 2014، بأن قضية حامدي لم تتحدث عن الاعتقال (للأمريكيين أو غيرهم) خارج أفغانستان، أو حتى إن كان الاعتقال صحيحا ابتداء، إن كانت هناك أي حدود قانونية لمدة الاعتقال".
وينوه الكاتب إلى أن "قضية حامدي لم تجب على سؤال مهم جدا يتعلق بقانون (إيه يو أم أف)، وهو: ما هو المدى الأبعد من تنظيم القاعدة وحركة طالبان الذي يمتد إليه القانون؟ وكانت كل من إدارة بوش وأوباما ادعتا بأن سلطة القانون تمتد إلى أي قوة مرتبطة بتنظيم القاعدة، وهي قراءة أدت في منتصف عام 2016 إلى المصادقة على 37 حملة عسكرية في 14 بلدا مختلفا، لكن هذا التفسير للقانون لم تدعمه المحكمة العليا أبدا، وحتى لو كان صحيحا فإنه لا يتضمن تنظيم الدولة، وهي مجموعة انفصلت عن تنظيم القاعدة، ولم تعد مرتبطة بها".
ويبين فلاديك أن "أمريكا اعتبرت تنظيم الدولة أحد إفرازات تنظيم القاعدة، ويغطيه قانون (إيه يو أم أف)، وهذه حجة معقولة، لكن ليست عليها دلالة مباشرة، ولذلك كان أوباما يحاول خلال الأربع سنوات الماضية، وكانت هناك دعوات من الحزبين، وحتى من الرئيس أوباما نفسه، لاستصدار قانون جديد، يحتوي على أسماء تلك المجموعات والأشخاص الذين تحاربهم أمريكا، ويتماشى مع التغيرات في حملة مكافحة الإرهاب الأمريكية منذ عام 2001، وبالرغم من الدعم اللفظي، إلا أن تلك المقترحات تعثرت في الكونغرس؛ بسبب وجود الشيطان في التفاصيل، ولأنه ليس هناك ضغط قانوني لمثل هذا التوضيح، لكن هذا قد يتغير قريبا بسبب قضية دو ضد ماتيس".
ويكشف الكاتب عن أن "القضية تدور حول جون دو، وهو مواطن ثنائي الجنسية، أمريكي سعودي، متهم بالقتال إلى جانب تنظيم الدولة في سوريا، حيث سلم نفسه لقوات سوريا الديمقراطية في أيلول/ سبتمبر 2017، التي قامت بدورها بتسليمه للقوات الأمريكية، التي نقلته إلى العراق، حيث يحتجز في مكان غير معروف بصفته محاربا عدوا".
وبحسب فلاديك، فإن اتحاد الحريات المدنية الأمريكي قام برفع قضية نيابة عن دو، مع أنه لا علاقة للاتحاد به، لكن الحجة هو أن أمريكا ترفض الكشف عن هوية المعتقل دو، ولذلك فإنه لا يمكن للمحامين الاتصال بعائلته للموافقة على القضية، فكان لا بد من أحد يرفع القضية؛ للتأكد إن كان دو يريد تحدي قانونية احتجازه.
ويورد الكاتب أن الحكومة احتجت على ذلك، وقالت إن اتحاد الحريات المدنية يسعى إلى دخول المحكمة، وبأنه حتى لو كان للمعتقل (دو) الحق في مراجعة قضائية، فإنه لم يصل إلى هذه النقطة، حيث أن الحكومة لم تصل بعد إلى قرار بشأن ماذا ستفعل به، مشيرا إلى أنه في 23 كانون الأول/ ديسمبر، أي بعد 100 يوم من تسلم القوات الأمريكية لجون دو، قالت قاضية محكمة المنطقة الفيدرالية في واشنطن دي سي تانيا تشوتكان بأنها تتفق مع اتحاد الحريات المدنية، وطلبت من الحكومة أن تسمح لمحاميه بالاتصال بالمعتقل، وبعد ذلك بأسبوعين، قال اتحاد الحريات المدنية بأن دو فعلا يريد أن يتحدى قرار احتجازه، وأنه يريد من اتحاد الحريات المدنية أن يمثله.
ويقول فلاديك: "قد تكون الطريق مفتوحة الآن أمام تشوتكان لتحديد الجواب على السؤال الرئيسي: إن كان قانون (إيه يو أم أف) لعام 2001 يغطي الحرب على تنظيم الدولة، وإن كان الأمر كذلك فهل يصلح قانون عدم الاعتقال بسبب جنسية المعتقل الأمريكية؟ وقد تؤدي هذه القضية إلى قيام الكونغرس بإعادة النظر في قانون (إيه يو أم أف)، والإطار القانوني للسياسة الأمريكية كله في مكافحة الإرهاب".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "خوفا من أثر مثل هذا القرار فإن الحكومة حاولت أن تنهي القضية بترتيب نقل دو إلى احتجاز دولة أجنبية، خاصة أنه يحمل الجنسية السعودية، وحكمت تشوتكان في 23 كانون الثاني/ يناير بأن على الحكومة أن تقدم إنذارا مدته 72 ساعة إن هي أرادت تسليمه لطرف ثالث، في حال أن تكون لديه قاعدة قانونية للاعتراض، واستأنفت الحكومة ذلك القرار، وهو ما سيتم بحثه في 5 نيسان/ أبريل".
==========================
واشنطن بوست: “حرباً دموية ستلحق أضراراً هائلة بإنجازات الأسد
كشفت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها ترجمه موقع “تطورات جنيف” عن احتمال وقوع حرب دموية في الأجواء السورية عقب إسقاط الطائرات الإيرانية والغارات الإسرائيلية التي ضربت قواعد لنظام الأسد مؤخراً، مشيراً إلى قرب حدوث حملة واسعة النطاق من جانب إسرائيل ستلحق ضرراً هائلاً بإنجازات النظام.
وأضاف التقرير نقلاً عن تقرير جديد لمجموعة الأزمات الدولية: “يمكن للمشاحنات بين إسرائيل ولبنان التي يشنها حزب الله أن تشعل حرباً أخرى عبر حدودهما وخارجها، أما بالنسبة إلى النظام وداعميه، فإن حملةً واسعة النطاق من جانب إسرائيل ستلحق ضرراً هائلاً بإنجازاتهم، وربما تزعزع حتى استقرار النظام نفسه، الأمر الذي من شأنه أن يثير الخلاف بين روسيا وإسرائيل.
وأضاف التقرير: “إن واشنطن في الوقت نفسه تقف كالمتفرج، إذ ركزت كل من إدارتي أوباما وترامب في المقام الأول على هزيمة تنظيم الدولة، بينما كانت تغض الطرف عن نظام الأسد، ممّا أدى إلى حالة من المرجح أن تتحول فيها أنظار أمريكا في سورية إلى النظام.”
ونقلت الصحفية الأمريكية عن روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق لدى دمشق، في شهادته أمام الكونجرس الأسبوع الماضي: “في آخر المطاف، سيتحتم على حلفائنا الأكراد والعرب السوريين التوصل إلى اتفاق مع الأسد”، وأضاف: “ما لم نكن مستعدين لوجود عسكري إلى ما لا نهاية، فإن هذا الاتفاق سيكون إلى حد كبير على شروط الأسد الذي سيصرف نظره عنا.
وذكرت الصحيفة أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق تعد تصعيداً خطيراً في الحرب السورية التي وصفتها بالـ “الطويلة والوحشية”، حيث “أسقطت القوات الإسرائيلية السبت الماضي طائرة إيرانية دون طيار دخلت المجال الجوي الإسرائيلي من قاعدة فى سورية، فيما أعقبتها سلسلة سريعة ومذهلة من الضربات الجوية – في أكبر عملية عسكرية نفذها الإسرائيليون منذ اجتياح لبنان عام 1982.
وأضافت: “لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أصابت قوات النظام السوري إحدى طائرات إف -16 الإسرائيلية بنيران مضادة للطائرات، ممّا أدّى إلى تحطمها في شمالي إسرائيل، وإصابة أحد الضابطين أو كليهما بجراح خطيرة.
وكانت مقاتلات إسرائيلية شنت صباح السبت الماضي سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع إيرانية وأخرى تابعة للنظام غربي العاصمة دمشق، ما أدى إلى إسقاط طائرة إيرانية دون طيار، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلة تابعة له أسقطت طائرة إيرانية دون طيار تجاوزت الحدود شمالاً، وأصابت نيران من داخل سورية مقاتلة أف 16 إسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي كولونيل جوناثان كونريكوس عبر تغريدة له على موقع تويتر: “استهدفت قوات الدفاع الإسرائيلية أنظمة تحكم إيرانية في سورية أطلقت طائرة دون طيار للمجال الجوي الإسرائيلي”، وأضاف: “نيران سورية هائلة مضادة للطائرات أسقطت طائرة إف-16 في إسرائيل والطياران بخير.
.وفي التفاصيل: أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمَّ رصد إطلاق طائرة إيرانية دون طيار من مطار تيفور في تدمر في سورية باتجاه إسرائيل، ورصدت الطائرة من قبل أنظمة الدفاع الجوي وتم إسقاطها من قبل مروحية أباتشي، وأضاف المتحدث باسم جيش الاحتلال: “الطائرة سقطت داخل إسرائيل وموجودة لدينا”، بحسب “العربية نت.
==========================
واشنطن بوست: هكذا تحولت سوريا إلى ساحة للصراع الإقليمي
إسقاط طائرة إسرائيلية في الجولاننشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً يتناول الصراع الإقليمي والدولي المتسارع في سوريا والذي تشترك فيه ثلاث دول، تركيا، إيران وإسرائيل بالإضافة إلى الصدام الأمريكي - الروسي.
من حرب بالوكالة إلى تصادم مباشر
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب التي بدأت مع انطلاق المظاهرات السلمية ضد (بشار الأسد) تندفع بقوة لتتحول كتنافس على السيطرة مما تبقى من سوريا، البلد المتشظي، الأمر الذي يهدد بصراع واسع النطاق.
الأحداث المتسارعة في أسبوع واحد، كالأسبوع الماضي، أدت إلى خسارة روسيا وتركيا وإيران وإسرائيل لطائرات سببها نيران معادية. بينما تقاتل الولايات المتحدة منذ أيام، لوقف الميليشيات السورية المدعومة من إيران في الصحراء الشرقية، مما يجعل القوات الأمريكية أقرب إلى الدخول في المواجهة في الصراع السوري.
وقال سامي نادر من "معهد الشرق للشؤون الاستراتيجية" في تصريح له للصحيفة "هناك حرب باردة جديدة سائدة في سوريا، وأي تصعيد يمكن أن يمهد الطريق لحرب إقليمية أو دولية في ظل حقيقة أن القوى الكبرى موجودة مباشرة على الأرض وليس من خلال وكلاء، كما كان عليه الحال في الماضي".
وترى الصحيفة أن المواجهات الأخيرة، أتت بعد سنوات من القتال تحولت فيه الأطراف فيما كان يرى منذ فترة طويلة على أنه حرب أهلية إلى الاعتماد على قوى خارجية للحصول على معونتها بما في ذلك الأسلحة الجديدة، والجنود وكذلك الأجندات التي تتدفق إلى سوريا.
خريطة توزيع القوى
وتسيطر الولايات المتحدة على ثاني أكبر منطقة والتي تشكل 27% من سوريا، وهي المناطق التي سيطرت عليها بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها بالتعاون مع قوات يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد بمساعدة الأسلحة الأمريكية والقوات الجوية ومستشاري العمليات الخاصة الأمريكيين. وتقول الولايات المتحدة إنها ستبقى إلى أن يتم التوصل إلى تسوية سلمية، تاركة الباب مفتوح أمام مدة بقاء هذه القوات.
أما تركيا، فأنها تمسك بجيب لها في الشمال السوري إلى جانب الثوار، كما شنت في الشهر الماضي عملية توغل في الجيب الكردي في عفرين المجاورة لها.
وتضيف "واشنطن بوست" أن المسؤول عن ضبط إيقاع التوازنات، هو روسيا والتي أصبحت القوة العسكرية المهيمنة في سوريا عندما تدخلت لدعم (الأسد) في عام 2015 والتي تلعب الآن دوراً غريباً، عندما تؤدي دور وسيط السلام وكذلك دور المقاتل في آن معاً.
المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية الأولى
وتشير الصحيفة إلى أن السيطرة الإيرانية والتي توسعت، هي التي تشكل الخطر الأكبر في النزاع الحالي. فقد وفرت إيران القوة البشرية والمالية ومكنت النظام السوري من استعادة معظم المساحات الشاسعة من الأراضي التي خرجت عن سيطرته في السنوات الأولى من الحرب، في عملية كانت تسعى من خلالها لتوسيع وجودها في سوريا.
إسرائيل التي شاهدت النفوذ الإيراني المتزايد، والميليشيات المتحالفة معها، دقت نواقيس الخطر. فعلى طول حدودها، تواجه قوات النخبة الإيرانية وكذلك القوات المتحالفة معها بما فيها حركة "حزب الله" الشيعية اللبنانية وبعض الميليشيات الشيعية العراقية القوية التي تحدت القوات الأميركية في العراق قبل عقد من الزمان.
الاشتباك الذي حدث في السماء، أطلقت شرارته الأولى، دخول طائرة بدون طيار إيرانية إلى المجال الجوي الإسرائيلي. مدير عام الاستخبارات الإسرائيلية (تشاغى تزوريل) صرح عن عزم بلاده على منع إيران من الحفاظ على مستوى نفوذها الحالي في سوريا ما بعد الحرب وقال "أن الجميع يفكرون بالفعل في اليوم التالي" وأضاف إن "الروس والإيرانيون يتوقعون الحصول على نصيبهم العادل، بعد أن أنقذوا النظام. لذا من المهم جدا أن نؤثر في هذه المرحلة من الوقت على كيفية شكل سوريا".
وبدخول الطائرة بدون طيار فوق المجال الجوي الإسرائيلي، قال (تزوريل) تكون إيران قد تجاوزت "الخط الأحمر" وأضاف "لم يكن هجوماً، بقدر ما هو اختبار للحدود والقواعد. بالنسبة للإيرانيين، ليس هناك ما هو أفضل من اختبار الحدود وتجاوزها، ولهذا السبب يجب ألا نسمح لهم بذلك".
من داعش إلى النفوذ الإيراني
أزاحت إدارة (ترامب) اهتمامها في سوريا، من التركيز على التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" إلى توسع التواجد الإيراني في سوريا. وبموجب سياسة وزارة الخارجية الأمريكية التي أعلن عنها في الشهر الماضي، فمن المفترض الاحتفاظ بتواجد 2,000 جندي أمريكي في شمال شرق سوريا، إلى حين تراجع "النفوذ الإيراني.
حرب مفتوحة
يتساءل العديد من المحللين، ما إذا كان لدى روسيا ما يكفي من النفوذ للتأثير على جميع اللاعبين، لمنع التصعيد الحالي من الخروج عن نطاق السيطرة. قالت روسيا، أنها لم تبلغ من قبل الميليشيات التي كانت تخطط لمهاجمة القاعدة التي تدعمها الولايات المتحدة وقد تكون روسيا ليست على علم بالطائرة بدون طيار والتي على ما يبدو أطلقت من شاحنة متنقلة وفقا لما ذكره مسؤولون إسرائيليون.
وتضيف الصحيفة بأنه غالبا ما يسبب التنافس المتنامي، نسيان السوريين العاديين الذين مازالوا يتعرضون للضربات الجوية والقصف، وفي بعض المناطق، إلى الجوع. حيث صعد النظام هجماته على اثنين من أكبر المناطق التي يسيطر عليها الثوار منذ بداية العام، وارتفع عدد القتلى مرة أخرى. فوفقا لمركز توثيق الانتهاكات، الذي يوثق ووقوع ضحايا في صفوف المدنيين، فقد قتل 687 شخصا في كانون الثاني وحده، وقتل مئات آخرون هذا الشهر.
اختتمت الصحيفة تقريرها، بقول (الشيخ) بأن "الحرب السورية لا تموت ولن تنهار".
==========================
الصحافة البريطانية :
فايننشال تايمز :هل تعرقل روسيا جهود إيران في جني ثمار استثماراتها بسوريا؟
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن إيران تسعى للاستفادة من استثمارها الكبير في سوريا، على شكل عقود اقتصادية في مجال الإعمار، وتبادل ثقافي، وفتح فروع للجامعات الإيرانية في المدن السورية، مشيرة إلى برنامج تبادل مصغر بين جامعة أزاد الإسلامية وجامعة حلب.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن إيران أنفقت أكثر من ستة مليارات دولار، وخسرت المئات من جنودها، وكانت المبادر الأول لمساعدة رئيس النظام السوري بشار الأسد، في مواجهة الثورة، حيث حشدت القوات العسكرية من العراق ولبنان وأفغانستان، مستدركا بأنها تواجه معركة شاقة للحصول على عائدات من استثمارها الكبير في سوريا.
وتجد الصحيفة أنه مع أن الشركات الإيرانية والمؤسسات التابعة للحرس الثوري حصلت نظريا على عقود اقتصادية ثمينة، وتم توقيع اتفاق تفاهم لإدارة وتشغيل الهواتف النقالة، بالإضافة إلى دور مهم يعود عليها بالربح الكبير من خلال مناجم الفوسفات، وحصلت كذلك على أراض زراعية وخطط لفتح فروع للجامعات الإيرانية في سوريا، إلا أن رجال الأعمال ودبلوماسيين شككوا في إمكانية تحقق الربح السريع.
وينقل التقرير عن هؤلاء الدبلوماسيين، قولهم إن تطبيق هذه الالتفاقيات مؤجل؛ بسبب تفضيل المسؤولين في النظام السوري الروس، ورغبتهم في جذب العقود الروسية والصينية، وخشيتهم من محاولات إيران زيادة تأثيرها، مشيرا إلى قول رجل أعمال سوري: "انظر إلى الاتصالات، هناك فقط مذكرة تفاهم منذ عام أو أكثر، ولم يوقعوا العقد بعد".
وتستدرك الصحيفة بأن إيران تشعر رغم هذه التضحيات كلها، بأن جهودها للاستفادة من مصادر سوريا الطبيعية وعقود إعمارها ربما عرقلت بسبب وجود أكبر داعم دولي لدمشق، وهي ورسيا، التي تدخلت عسكريا عام 2015 لإنقاذ الأسد، وحرفت الحرب لصالحه.
ويلفت التقرير إلى أن الإيرانيين والروس والأوروبيين يحذرون من أنه من المبكر الحديث عن مكاسب محتملة من إعادة إعمار نظرية، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تقدر كلفة الإعمار بحوالي 300 مليار دولار، فالحرب بين الأسد والمعارضة، التي خرجت للإطاحة به، لا تزال مستعرة.
وتفيد الصحيفة بأن الولايات المتحدة تدعم قوة تسيطر عليها مليشيات كردية لمواجهة الجماعة الجهادية تنظيم الدولة، ونشرت ألفي جندي ومستشار أمريكي، وتسيطر على مساحات واسعة من سوريا، مشيرة إلى أن "السؤال الأهم هو من سيقوم بتمويل عملية الإعمار، خاصة أن الدول التي تملك المال، وهي دول الخليج وأوروبا، دعمت الطرف المعارض للأسد، ولا تؤدي دورا في التنافس الحالي".
وينوه التقرير إلى أن بعض المسؤولين الروس عبروا عن قلقهم من تحديد الاستثمارات الإيرانية بالطريقة ذاتها التي عبروا فيها عن قلقهم من مشاركة للدول الغربية.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول، قوله إن الأسد عادة ما يتصرف لدعم المصالح الإيرانية، وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بعقود إعادة إعمار محتملة، فإنه من المهم أن نقوم بإدارة ذلك بطريقة تحقق منافع له وللناس من حوله، لكن هذا يجب أن يكون بينه وبيننا دون إيران".
ويورد التقرير نقلا عن دبلوماسيين في دمشق، قولهم إن التوجهات الأولية غير مشجعة لإيران، حيث لاحظ مسؤول أن الشركات الإيرانية لم تحصل على الكثير في معرض تجاري في دمشق، مقارنة مع الشركات الصينية، وهي قوة ترغب سوريا بإغرائها. 
وتبين الصحيفة أن "الفرص الاقتصادية تعد مهمة لإيران لتستيعد ستة مليارات دولار، يقول المسؤولون إن سوريا مدينة لهم بها، وكذلك مهمة للقوة الناعمة التي ترغب إيران في بنائها على المدى البعيد في سوريا، من خلال التأثير والعلاقات الاقتصادية، ففي العراق مثلا حصدت إيران ثمار استراتيجيتها، فتأثيرها في العراق لا يتجاوز تأثير الولايات المتحدة فقط، لكن زاد التبادل التجاري وضرب أرقاما قياسية، ففي عام 2008 كان حجم التجارة مع العراق بقيمة 2.3 مليار دولار، إلا أنه وصل عام 2015 إلى 6.2 مليارات دولار".
وينقل التقرير عن رجل أعمال إيراني، قوله إن "سوريا تحتاج إلى سنوات طويلة قبل أن تقف على قدميها، بخلاف العراق، الذي يملك الكثير من المصادر"، مشيرا إلى أن الأولوية بالنسبة لإيران تظل العراق، حيث لديها هناك مزايا تنافسية.
وبحسب الصحيفة، فإن الجمهورية الإسلامية لا تملك الأموال الكافية لتبدأ مغامراتها التجارية الكبيرة، فيما يرى رجل أعمال إيراني أن ما حققته بلاده من مكاسب في سوريا لا يمكن استغلاله دون استثمار.
ويكشف التقرير عن أن هناك ترددا من أصحاب الأعمال الخاصة في الانضمام إلى فرص الاستثمار في سوريا؛ لأن الحكومة منحت القيادة للحرس الثوري والشركات المتعاونة معه لقيادة الجهود، حيث قال رجل الأعمال الإيراني أن "شركاتهم (الحرس الثوري) ليست مرنة وملوثة بتهمة الفساد بسبب غياب الشفافية، ولا تخضع للرقابة، وعليه فإنها لا تستمتع بإدارة جيدة"، وأضاف أن على الحرس الثوري البدء بجذب شركاء تجاريين من الصين والدول العربية ليحصل على الأموال التي يريدها.
وتقول الصحيفة إن "بعض المشكلات هي خارج سيطرة الإيرانيين، فالسوق السوداء في سوريا ازدهرت وسط الفوضى وخلق شبكات تهريب وأمراء حرب مستعدين لحماية مصالحهم من أي جهة خارجية".
ويورد التقرير نقلا عن رجال أعمال ودبلوماسيين في دمشق، قولهم إن مسؤولي النظام والعاملين في البيروقراطية حاولوا عرقلة الجهود الإيرانية، وطلب أوراق إضافية ونقاشات أخرى، وقال دبلوماسي: "يشعرون بأن الإيرانيين يريدون التدخل في كل مكان، وعليه فإن السوريين يحاولون جعلهم ينتظرون".
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم قوة إيران الإقليمية إلا أنه ليس لديها إلا القليل من الضغط لممارسته، حيث قال رجل أعمال سوري إن بلاده تبالغ في النظر لأهمية جهود إيران الإقليمية، وأضاف: "ماذا لدى الإيرانيين ليهددونا به؟ فقد تورطوا معنا والنظام يعلم هذا الأمر".
==========================
التايمز: خلاف بريطاني أمريكي حول "خنافس" تنظيم الدولة
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا، تقول فيه إن خلافا دبلوماسيا وقع بين بريطانيا وأمريكا أمس، بخصوص مصير شخصين من لندن، يشتبه بكونهما عضوين في خلية تابعة لتنظيم الدولة، يطلق عليها اسم "الخنافس".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، استبعد أن يرسل كلا من أليكساندا كوتي والشافعي الشيخ إلى معسكر الاحتجاز الأمريكي في كوبا غوانتانامو، بعد أن تم إلقاء القبض عليهما في سوريا، بحسب ما أفاد به مسؤولون، حيث يبدو أنه يفضل أن يُحاكم مقاتلو تنظيم الدولة الأجانب كلهم في بلدانهم الأم.
وتقول الصحيفة إنه عُلم أن وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسون، لا يريد أن يعود الرجلان إلى بريطانيا ليحاكما فيها، حيث تم تجريد كوتي، البالغ من العمر 34 عاما، والشيخ (29 عاما)، من جنسيتهما البريطانية، بعد أن انضما إلى تنظيم الدولة.
وقال مصدر حكومي لـ"التايمز": "في اليوم الذي أدار فيه هؤلاء الإرهابيون ظهرهم للبلد؛ في سبيل السعي وراء أجندة آثمة، من سفك الدماء والذبح، فإنهم فقدوا حقهم في العودة أبدا.. ليسوا بريطانيين، ويجب أن يدفعوا ثمن جرائمهم في سوريا".
ويستدرك التقرير بأنه ليس هناك أي نظام قضائي في سوريا، التي مزقتها الحرب، لمحاكمتهم، مشيرا إلى أن أمريكا لا تعترف بالاختصاص القضائي لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
وتلفت الصحيفة إلى أن ويليامسون وماتيس سيلتقيان في اجتماع لوزراء الدفاع من التحالف الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم الدولة في روما، حيث يتوقع مناقشة كيف سيتم التعامل مع العدد الكبير من الأجانب الذين ألقت المليشيات الكردية القبض عليهم؛ للاشتباه بانتمائهم لتنظيم الدولة.
وينقل التقرير عن قائد القوات الكردية السورية، التي تأسر المقاتلين الأجانب من روسيا وأوروبا والصين واليابان والدول العربية، قوله إن بلدانهم كلها لا تريد تسلمهم. وتفيد الصحيفة بأن هذا الموقف الأمريكي خلق حالة من عدم الوضوح حول ما يجب أن يحصل لكل من كوتي والشيخ، اللذين كانت نشآتهما في غرب لندن، ويشتبه بأن مجموعتهما تورطت في قطع رؤوس أكثر من 27 مختطفا، بينهم بريطانيون وأمريكيون، لافتة إلى قول المصدر إن الأمر سيشكل انتكاسة محرجة إن اضطرت بريطانيا لتحمل مسؤولية الرجلين.
ويورد التقرير نقلا عن نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي كاثرين ويلبارغر، قولها: "نعمل مع التحالف بشأن المعتقلين الأجانب، وبشكل عام نتوقع عودتهم إلى بلدانهم الأصلية؛ للتعامل مع قضاياهم، ويحمل وزراء الدفاع مسؤولية التوضيح لوزرائهم والمسؤولين في الحكومة أهمية هذه المهمة، ليكون هناك حل للمشكلة".
وتعلق الصحيفة قائلة إنه يبدو أن ذلك التعليق كان موجها لويليامسون، مشيرة إلى قول وزارة الدفاع إن الحكومة الأمريكية لم تبت بعد في مصير الرجلين.
وينوه التقرير إلى أن رئاسة الوزراء البريطانية تتحمل المسؤولية النهائية بخصوص ما إذا كانت بريطانيا ستأخذهما أم لا، بالتشاور مع وزارة الخارجية والداخلية والشرطة، لافتا إلى أن كلا من رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية رفضتا التعليق على الموضوع.
وقال المصدر الحكومي للصحيفة: "وزارة الداخلية تجد نفسها في حالة فوضى.. إنه موقف حرج، وأنا متأكد أن هناك مقترحات تتم كتابتها حول الطريقة الأفضل للخروح من هذه المشكلة، ولن يكون أمرا مقبولا إن سمح لهما بالعودة، لكن لن يكونا الأخيرين".
ويذكر التقرير أنه بحسب قوانين وزارة الداخلية، فإن لكل من تسحب منه الجنسية حق الاستئناف، مشيرا إلى أنه من غير المعلوم إن كان كوتي -أبوه غيني وأمه يونانية قبرصية- والشيخ، الذي انتقل إلى بريطانيا من السودان عندما كان طفلا، سيمارسان حقهما في الاستئناف.
وبحسب الصحيفة، فإن حوالي 850 بريطانيا انضموا لتنظيم الدولة في سوريا والعراق منذ عام 2014، وعاد أكثر من 400 منهم منذ ذلك الحين، فيما يعتقد أنه قتل ما لا يقل عن 100 آخرين، لافتة إلى أن وزير الدولة لشؤون الدفاع أثار فكرة إرسال المقاتلين الأجانب ليحاكموا في لاهاي.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول اللورد كارلايل أوف بيريو، كيو سي، الذي راجع قوانين مكافحة الإرهاب سابقا، إن بريطانيا هي "المكان الصحيح" لمحاكمة كوتي والشيخ كونها بلدهمما الأصلي، "وكان من ضحاياهما بريطانيين وعائلاتهم، الذين يتوقعون محقين أن تستخدم الحكومة البريطانية أفضل جهودها للتأكد من إجراء محاكمة تستند إلى معايير قانونية جيدة".
==========================
الفايننشال تايمز: إيران تحارب في سوريا من أجل أن يكون لها دور مستقبلي فيها
سلطت صحيفة الفايننشال تايمز في مقال تحليلي الضوء على الدور الإيراني في الحرب الدائرة في سوريا التي ترى أنها تعيش مجموعة من الحروب المتقاطعة.
وحمل المقال الذي كتبته إريكا يولومان عنوانا هو "إيران تحارب في سوريا من أجل أن يكون لها دور مستقبلي فيها ".
وقالت كاتبة المقال إن "دمشق تبدو وكأنها قلقة من إيران، لأنها تبدو حريصة على جذب الاستثمارات الروسية والصينية".
وأردفت أن "إيران ضخت مليارات الدولارات وضحت بمئات الأرواح لتعزيز موقف حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنها قد تجد صعوبة بالحصول على عائدات لاستثماراتها".
وأشارت إلى أن الحكومة الإيرانية والمؤسسات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني حصلت على استثمارات اقتصادية كبيرة في سوريا، إلا أنها ما زالت على الورق فقط، ومنها : مذكرة تفاهم لتشغيل الهاتف المحمول في البلاد واستثمار في أحد مناجم الفوسفات، وأراض زراعية، فضلا عن دور في تطوير فروع الجامعات السورية في المستقبل.
ونقلت كاتبة المقال عن أحد رجال الأعمال قولهم إن "مسؤولي النظام السوري أوقفوا تنفيذ هذه الاتفاقات، لأن دمشق أضحت أكثر حرصاً على جذب الاستثمارات الروسية والصينية ولخوفها أيضا من زيادة نفوذ طهران".
وقالت إنه ينظر لإيران على أنها واحدة من أبرز الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط، كما أنها تبسط نفوذها عبر تطوير شبكات من الميليشيات التي تتبنى توجهها الأيديولوجي.
ورأت الكاتبة أن سوريا مهمة بالنسبة لإيران لأنها تعدها جزءاً مهماً للغاية مما تسميه "محور المقاومة" الذي يمتد عبر العراق وسوريا إلى لبنان المحاذي لإسرائيل حيث ينشط حليفها المقرب: حزب الله اللبناني.
وتابعت أن وجود الحزب على حدود إسرائيل يعد مثار قلق لإسرائيل وحلفائها الغربيين وخصوصاً واشنطن.
ونقلت كاتبة التقرير عن أحد المسؤولين الروس قوله إن "الأسد غالباً ما يتصرف لخدمة المصالح الإيرانية، لكن عندما يتعلق الأمر بالصفقات التجارية المحتملة وإعادة الإعمار، فإنه من المهم أن نقوم بذلك بطريقة تجلب فوائد له وللمحيطين به، لكن هذا يبقى بينا وبينه - من دون إيران".
وقال رجل أعمال إيراني للصحيفة إن "سوريا تحتاج لوقت طويل جداً لتقف مجدداً على قدميها، بعكس العراق الذي لديه مصادر عديدة"، مضيفاً أنه "بالنسبة لإيران، فإن العراق يمثل أولوية وليست سوريا".
==========================
صحيفة "آي" اللندنية :لبنثين ماكيرنين :"الحرب في سوريا التي لا تحمل أي مؤشرات عن انتهائها".
قالت كاتبة المقال إن "سقوط الغوطة الشرقية التي كانت تحت سيطرة المعارضة السورية في نهاية عام 2016 شكل علامة فارقة في الحرب الأهلية في سوريا"، قلبت الموازين في الصراع لصالح الأسد.
وأضافت أنه يمكن وصف سوريا اليوم بأنها تعيش مجموعة من الحروب المتقاطعة، حيث شهدت الأسابيع الماضية حروب بالوكالة بين إيران وإسرائيل وتركيا والأكراد.
وتضرب كاتبة المقال أمثلة عما تسميه الحروب المتقاطعة بالحرب بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية، واصفة اسقاط مقاتلة إسرائيلية (أف -16) في سوريا بعد تصدي الأنظمة الدفاعية السورية عُد نصراً معنوياً للنظام السوري ولحلفائه.
سلاح الجو الإسرائيلي: الضربات التي شنتها إسرائيل في سوريا تعد الأكبر منذ 1982
وتضيف الكاتبة أن حربا أخرى بين الأتراك والأكراد تجري في سوريا وتمثلت بشن الأتراك عملية عسكرية ضدهم أطلقوا عليها اسم "غصن الزيتون"، وترى الكاتبة أنها جاءت بعد أن ضاق الرئيس التركي رجب طيب أروغان ذرعاً بالدعم الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة للأكراد.
وأخيراً ، الحرب بين الأسد والمعارضة، وتقول كاتبة المقال إن تركيا وروسيا وإيران اتفقوا على إنشاء 4 مناطق آمنة في سوريا في مايو/أيار لتهدئة حدة التوتر بين الأسد وقوات المعارضة، إلا أن الأسد قرر سحق منطقتين منها: وهما: إدلب والغوطة الشرقية.
==========================
الصحافة العبرية :
هآرتس" توضح أسباب توقف الضربات الإسرائيلية في سوريا
إسقاط طائرة إسرائيلية في الجولاننشرت صحيفة "هآرتس" تقريراً يتناول التدخل الروسي لوقف التصعيد الإسرائيلي بعد الحادثة التي أدت إلى إسقاط طائرة F-16 الإسرائيلية، مشيرة إلى جوانب من تفاصيل المكالمة التي جرت بين (بوتين) و(نتنياهو).
وكشفت الصحيفة الإسرائيلية، أن اتصالا من الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) كان قد وضع حدا للمواجهة بين إسرائيل وإيران في سوريا، بعد أن قبل الجانبان بقراره. وتشير إلى أن هذا هو الاستنتاج الذي تم التوصل إليه بعد سلسلة من الأحداث التي جرت في نهاية الأسبوع الماضي.
وبعد الموجة الثانية من قصف القوات الجوية الإسرائيلية للمنشآت الإيرانية في سوريا، دار نقاش بين المسؤولين الإسرائيليين لاتخاذ خطوات عسكرية استعداداً للمزيد من الضربات الجوية، وأشارت الصحيفة أن النقاشات التي أجراها المسؤولون لم تنته، إلا بعد اتصال هاتفي بين (بوتين) ورئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو).
وتشير الصحيفة إلى قلق روسي من نتائج القصف الإسرائيلي للمواقع التي يتواجد فيها عسكريون ومستشارون روس، بما في ذلك قاعدة T4، بالقرب من تدمر، والتي تعرضت للقصف بسبب وجود نقطة مراقبة إيرانية أطلق منها الصاروخ المضاد للطائرات الذي استهدف الطائرة الإسرائيلية، بحسب ما نقلته "هآرتس".
الهدوء الذي أعقب اتصال (نتنياهو – بوتين)، يظهر مرة أخرى من هو الرئيس الحقيقي في الشرق الأوسط. فبينما تغيب الولايات المتحدة عن المنطقة، لايزال البحث عن جارياً، عن سياسة خارجية أمريكية متماسكة.  روسيا بدورها، هي الآن من يملي الطريقة التي تسير بها الأمور. موسكو والتي استثمرت الكثير من الجهد والموارد لإنقاذ نظام (بشار الأسد) في السنوات الأخيرة لن تسمح لإسرائيل بإحباط مشروعها الاستراتيجي، يمكن الافتراض، أن رسائل من هذا النوع تم نقلها خلال مكالمة هاتفية مع (نتنياهو).
وتابعت الصحيفة قائلة إن هذا لا يعني عدم وجود أوراق بيد إسرائيل لتساوم عليها من خلال قدرتها على الدفع بحلبة الصراع السوري إلى دوامة أخرى، ولكن من المشكوك به فيما إذا كان (نتنياهو) حريص على مواجهة الروس. فمواجهته مع الإيرانيين كافية.
تدمير نصف بطاريات الدفاع الجوي
وبحسب "هآرتس"، فقد فضح ذلك اليوم، الضعف النادر في القوات الجوية الإسرائيلية، الذي سمح للضربة التي استهدفت طائرة F-16 بالنجاح، الأمر الذي زود الإيرانيين والسوريين بـ "البروباغندا" التي كانوا يرغبون بها للتباهي بإنجازاتهم. فقد ترك طاقم الطائرة والذي تعرض للضربة، مكشوفاً نسبياً على علو شاهق بطريقة فاجؤهم بها الاستهداف الصاروخي. ومن وجهة النظر الإيرانية، فأن ذلك يعتبر نجاحا رائعا للعملية الأولى التي قام بها الحرس الثوري في هذه المنطقة، دون الاعتماد على مبعوثين مثل "حزب الله" والميليشيات المحلية. وقد ترجم هذا النجاح فورا إلى محاولة إقامة توازن جديد للقوى من خلال التصريحات الإيرانية بعدم السماح لإسرائيل بشن ضربات جوية في سوريا كما تشاء.
وتضيف الصحيفة أن المنطقة المحيطة بمعسكر الأسد تعرضت لأضرار جسيمة من جراء القصف الإسرائيلي الذي حصل نهاية الأسبوع، حيث تم تدمير ما يقرب من نصف بطاريات الدفاع الجوي التابعة لقوات الأسد. ولكن على ما يبدو من وجهة النظر الإيرانية والسورية أن الأهمية الرمزية لإسقاط طائرة إسرائيلية تعوض ذلك.
والآن، بحسب الصحيفة، هناك اختبار جديد يلوح في الأفق، فإذا كانت إسرائيل لا تسمح بشحن أسلحة متطورة إلى "حزب الله" في لبنان عبر سوريا، ماذا ستفعل في المرة القادمة التي تظهر فيها هذه الشحنات، خصوصاً بعد أن أظهر العدو قدراته الهجومية وهدد بأن أي هجوم إسرائيلي قادم سيؤدي إلى تصعيد واسع؟ حتى لو افترضنا، أنه في المرة القادمة، ستقوم الطائرات الإسرائيلية يتنفذ طلعات جوية مع حماية أوسع، إلا أنها ستخوض خطرا محسوبا.
الوقوف على حافة الحرب
الضربات الجوية التي حصلت في الشمال، كانت جزء مما تشير إليه القوات الإسرائيلية على أنه "حرب من بين الحروب" التي تهدف أساسا إلى تقويض جهود منظمات مثل "حركة حماس" و"حزب الله". عندما قدم رئيس الأركان (غادي أيزنكوت) التقييم الاستخباراتي السنوي الشهر الماضي، أثار احتمال أن تؤدي حملات الجيش الإسرائيلي إلى الدفع بإعدائه إلى المحاولة بالرد عبر طريقة يمكن أن تذهب بالمنطقة إلى حافة الحرب، تضيف الصحيفة، أن هذا هو ما حدث في نهاية الأسبوع.
وعلى الرغم من أن الأمور يغلب عليها طابع الهدوء، إلا أنه يبدو أن هناك شعرة تفصل الأوضاع من الانزلاق نحو الحرب. وتشير الصحيفة إلى تقييم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية والذي على الرغم من انتهاء هذه الجولة من القتال، إلا أن صدام آخر مع إيران يعتبر مجرد مسألة وقت.
==========================
«هآرتس»: بعد 40 عاما من الحروب بالوكالة.. إيران تنتقل للمواجهة المباشرة مع (إسرائيل)
14-02-2018 الساعة 15:41 | ترجمة وتحرير فتحي التريكي - الخليج الجديد
هيمنت الصدمة التي شعر بها العديد من الإسرائيليين برؤية طائرة مقاتلة من سلاحهم الجوي الذي لا يقهر مبعثرة إلى ألف قطعة في الجليل، على جزء كبير من تغطية المعركة الجوية التي وقعت السبت الماضي.
لكن السؤال الأكثر أهمية، من وجهة نظر «أنشيل فيفر» مراسل صحيفة «هارتس» العبرية هو: لماذا نجح السوريون للمرة الأولى منذ عام 1982 في إسقاط طائرة إسرائيلية.
وفي حين ترى الصحيفة العبرية أن نجاح النظام السوري في إسقاط طائرة إسرائيلية واحدة بعد أكثر من 100 غارة جوية قادتها (إسرائيل) داخل حدود سوريا في 7 سنوات هو سجل حافل بكل المقاييس، فإنها ترى أن اختراق طائرة بدون طيار تدار مباشرة من قبل الإيرانيين، وليس «حزب الله» أو «حماس» للمجال الجوي الإيراني تعد سابقة خطيرة.
ورغم أن (إسرائيل) وإيران تعتبران في حالة عداء فعلية منذ مطلع الثمانينات فإن المواجهات بينهما غالبا ما كانت تتم عبر حروب بالوكالة مثل الحروب التي قادها «حزب الله» ضد الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان، وكذا الدعم الإيراني للنظام السوري، وكذا حركات مثل «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في الأراضي الفلسطينية.
وبنفس الطريقة، شنت (إسرائيل) حملاتها ضد إيران في صورة عمليات استخبارات سرية في بعض الأحيان، وفقا لمصادر إعلامية أجنبية، باستخدام وكلاء من الجماعات المعارضة للنظام الإسلامي في طهران في حين لم تقع في أي وقت أي مواجهات عسكرية مباشرة بين البلدين.
ولا تعد (إسرائيل) في حالة حرب رسمية مع إيران كما كان الحال مع بعض الدول العربية بعد عام 1948، ولكن تحديثات القانون الإسرائيلي عام 2011 حظرت التجارة مع الدول المعادية لـ(إسرائيل) وأدرجت من بينها إيران.
ويعد التوغل الإيراني المباشر في المجال الجوي الإسرائيلي انسحابا مباشرا ومفاجئا من الاستراتيجية الإيرانية الراسخة بتجنب المواجهة المباشرة مع (إسرائيل)، ولا يزال هذا التحول المفاجئ يثير الشكوك في الأوساط الإسرائيلية، حيث صرح الجنرال «تومير بار» أنه ليس لديه أي فكرة عن المهمة التي كانت الطائرة «شاهد 141» بدون طيار تنفذها.
وقال الجنرال إنه من غير المرجح أن تكون المهمة الإيرانية مهمة هجومية حيث لم يتم العثور على أية أسلحة أو متفجرات في حطام الطائرة.
في حين قدم بعض المحللين تفسيرا أن مهمة الطائرة كانت استدراج الطيران الإسرائيلي للتوغل إلى سوريا من أجل اصطياد أحد وحداته كما حدث لاحقا، لكن هذا لا يفسر تضحية إيران بأحد طائراتها بدون طيار الأكثر تطورا.
في حين يرى آخرون أن الطائرة كانت في مهمة استطلاعية مهتمها التقاط بعض الصور للقواعد الإسرائيلية لعرضها في ذكرى الثورة الإيرانية لإثبات تفوقها على العدو الصهيوني وصرف الانتباه عن الاحتجاجات داخل إيران.
ووفقا للصحيفة العبرية، فإذا كان هذا هو الهدف فعلا، فإن البعثة كانت فشلا كاملا، فقد أسقطت الطائرة بدون طيار لحظة دخولها المجال الجوي الإسرائيلي، وفي يوم الأحد، وفي مسيرات الاحتفالات بالذكرى السنوية للثورة، بالكاد ذكرت (إسرائيل) وتم التركيز على خطاب الوحدة الداخلية.
قبل أربعة عقود، كانت إيران و(إسرائيل) حليفتين استراتيجيتين قبل الثورة الإسلامية تتشاركان في التنافس والعداء في كثير من الأحيان مع الأنظمة العربية السنية.
وبالنسبة إلى «الخميني»، كانت الحرب التي لا تنتهي مع (إسرائيل) حجر الزاوية للثورة الإسلامية، ولكن بعد 39 عاما، يبدو أن الحماس الثوري يتناقص في إيران، وقد يشعر خلفاوه أنهم بحاجة إلى مواجهة أكثر مباشرة للحفاظ على ذلك الحماس على قيد الحياة، وفق الصحيفة العبرية.
==========================
وثيقة سرية تكشف مخاوف إسرائيلية من كيماوي الأسد
كشفت القناة الإسرائيلية العاشرة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أعدت وثيقة سرية تتحدث فيها عن مخاوف من وصول أسلحة كيماوية سورية نحو إسرائيل، في أعقاب التصعيد العسكري الأخير.
وقالت القناة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الوزارة أرسلت هذه الوثيقة لسفرائها في الدول المركزية حول العالم، وذكرت فيها أن "إسرائيل" تعرب عن خشيتها من إمكانية أن يلجأ نظام الأسد إلى استخدام ما تبقى لديه من أسلحة كيماوية في معاركه الداخلية، لاسيما الغاز السام، واحتمال أن يصل بعضها إلى "إسرائيل".
وأوضحت أنه بعد أيام قليلة من التصعيد الأخير أعد القسم الاستراتيجي بوزارة الخارجية الإسرائيلية وثيقة سرية أرسلتها إلى 15 سفيرا إسرائيليا في الدول العظمى حول العالم، وتهدف لتوجيه رسائل تحذيرية ضد إيران والنظام السوري وحزب الله، عقب تسلل الطائرة الإيرانية المسيرة من دون طيار إلى داخل الأجواء الإسرائيلية، وإسقاط الطائرة الإسرائيلية من قبل الدفاعات السورية.
أحد المحاذير التي تضمنتها الوثيقة الإسرائيلية وجود مخاوف جدية في تل أبيب من أن يلجأ النظام السوري إلى استخدام السلاح الكيماوي ضد معارضيه المتمركزين على طول الحدود مع الاحتلال، بحيث قد تصل آثار هذا السلاح إلى هضبة الجولان، يعني داخل "إسرائيل"، ما سيضطر الأخيرة إلى أن ترد بكل قوة على النظام السوري.
وطلبت الوثيقة من السفراء الإسرائيليين، أن يتواصلوا مع المستويات السياسية العليا في البلدان التي يعملون فيها، والإيضاح لهم أن تمركز إيران بسوريا، يعني زيادة رغبتها باستهداف "إسرائيل"، ومهاجمتها مجددا في المستقبل، ما سيعني بالضرورة حدوث تصعيد عسكري كبير في كل المنطقة، لكن "إسرائيل" لن تسمح بحصول هذا الأمر.
رسالة إضافية وردت في الوثيقة تضمنت طلبا من المجتمع الدولي بمنع إيران من استكمال جهودها في إقامة طوق يحيط بـ"إسرائيل" من خلال تعظيم قوة حزب الله في لبنان وسوريا، داعية المجتمع الدولي إلى الحيلولة دون مواصلة حزب الله لحيازة أسلحة صاروخية، وإنتاج قذائف دقيقة مطورة، قد تجد طريقها للعمق الإسرائيلي.
وطلبت الوزارة من سفرائها إيضاح ضرورة أن تبذل الدول العظمى جهودها الكبيرة لمنع حصول تدهور في المنطقة، بالضغط على قطع أي اتصال لإيران في الساحة السورية، والعمل على إخراج قواتها العسكرية من هناك.
مصدر دبلوماسي إسرائيلي كبير قال إن هذه الوثيقة التي تضمنت إرسال رسائل قوية وشديدة للمجتمع الدولي أتت في ضوء رغبة "إسرائيل" إبداء جديتها الكبيرة على العمل ضد التواجد الإيراني في سوريا، في حين أن رغبة الدول العظمى تتجه نحو إيجاد حل سياسي للأزمة، دون اللجوء لعمليات عسكرية.
==========================
الصحافة الفرنسية والتركية :
لوموند :هل تنجرف إسرائيل نحو حرب مع إيران بسوريا؟
الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الأسبوع الماضي من إسقاط إسرائيل طائرة مسيرة تتهم الإيرانيين بإطلاقها، ومن ردها على ذلك بقصف مواقع إيرانية في سوريا، وما تلا ذلك من إسقاط المضادات الأرضية السورية لإحدى الطائرات العسكرية الإسرائيلية، أثار المخاوف من تصعيد إقليمي لا يمكن التنبؤ بعواقبه.
وفي هذا الإطار، تنقل "لوموند" الفرنسية عن المدير بوزارة الاستخبارات الإسرائيلية شاغاي تزرويل تعبيره عن ارتياحه بعد أن أدرك الجميع أهمية التحذيرات التي ما فتئ يكررها منذ العام الماضي حول "المخاطر" التي يشكلها الوجود الإيراني في سوريا.
ويرى تزرويل أن سوريا على مفترق طرق، بعد أن دخلت وفقا لرغبات إيران إلى "منطقة رمادية" بعد حربها على تنظيم الدولة الإسلامية، وقبل بداية إعادة الإعمار، لذا يجب أن تقف إسرائيل في وجه إيران بشكل لا هوادة فيه، خاصة وأن طهران بدأت تزيل القناع شيئا فشيئا عن وجودها في سوريا.
ويتساءل الخبراء -على سبيل المثال- عن الغرض من الطائرة بدون طيار. هل كانت مهمة استطلاع أو استفزازا أو طعما أطلقه الإيرانيون لرصد رد الفعل الإسرائيلي؟
ومهما يكن فإن تزرويل لا يرى أن شيئا قد تغير، إذ أننا "سنواصل القيام بما يلزم لفرض خطوطنا الحمراء، وإذا تجاهلنا أي انتهاك يقوم به الإيرانيون، فنحن ننفذ إستراتيجيتهم، ونلعب لعبتهم ".
وهذه الخطوط الحمر التي أوضحها الإسرائيليون للروس وهي: لا لمليشيات شيعية على الجانب الآخر من مرتفعات الجولان والمنطقة الحدودية، ولا لميناء أو مطار إيراني بسوريا، ولا لمصنع صواريخ عالي الدقة في يد حزب الله اللبناني.
وهذا لا يعني بالضرورة -وفق الرئيس السابق لمجلس الأمن الإسرائيلي ياكوف اميدورور- أن تل أبيب تنسق في عملياتها بسوريا مع الروس "بل إننا لا نطلب الإذن منهم للقيام بما نريد، ولكننا نوضح لهم مسبقا منطق سياستنا، وهم لا يوافقون عليها، ولكنهم يتفهمون موقفنا، وهذا أحد مظاهر نجاح دبلوماسيتنا".
بيد أن تزرويل دعا كذلك إلى مشاركة الولايات المتحدة بقوة أكبر في هذه المعركة لأنها "معركة حاسمة، ويجب على كل من يصرون على مواجهة إيران بالشرق الأوسط أن يفهموا أن الحملة يجب أن تبدأ أولا في سوريا".
فما البديل عن مواجهة خطر التصعيد ومنع إيران من الحصول على منصات لإطلاق الصواريخ ونقل التكنولوجيا لحزب الله، يجيب اميدورور "سيكون أمرا مخيفا لا يمكن تخيله وهو منح طهران ضوءا أخضر يجعلنا عاجزين بعد ذلك عن الدفاع عن أنفسنا".
المواجهة المباشرة
وهذا ما جعل الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي سيما شاين تذهب إلى الاعتقاد بأن تل أبيب دخلت مرحلة من المواجهة المباشرة مع إيران في سوريا.
ولكن -وفق ما ذكرته هذه المسؤولة السابقة في الموساد- فإن "توقيت الأحداث لا يلعب في صالح طهران بسبب الحركات الاحتجاجية المحلية، وكذلك جهود الأوروبيين خاصة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإقناع واشنطن بالإبقاء على الاتفاق النووي" وسيسلط تصعيد السبت الضوءَ على احتمال زعزعة إيران للاستقرار في سوريا والمنطقة ككل.
وترى "لوموند" بافتتاحيتها أن التحذيرات التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجب أن تؤخذ مأخذ الجد خصوصا أنه يتخبط في قضايا داخلية ولا يريد أن يظهر بمظهر الضعيف، كما ينبغي لإسرائيل أن تعيد مصداقية ردعها الجوي بعد أن فقدت طائرة لأول مرة منذ 35 عاما، وبعد أن تبجح النظام السوري بأن هذه هي "نهاية أسطورة التفوق الجوي الإسرائيلي".
غير أنه -من وجهة نظر السلطات الإسرائيلية- يشكل "تجذر" إيران في سوريا تحديا أمنيا كبيرا للغاية ينبغي التعامل معه بكل حزم.
ففي الوقت الراهن، يبدو أن كل الأطراف تريد اختبار خصمها لكن خطر الانزلاق يظل أمرا محتملا، فتخيل مثلا ما كان سيحدث لو سقطت الطائرة الإسرائيلية بالأراضي السورية، وتم القبض على الطيارين، على حد تعبير "لوموند".
المصدر : لوموند
==========================
ملليت :تعدد الجبهات في سوريا والأولويات التركية
نشر بتاريخ 15 فبراير 2018
سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
عندما اندلعت أولى شرارات الثورة ضد نظام الأسد في سوريا لم يكن الكثيرون يتوقعون أن تتحول البلاد إلى أتون مستعر، وأن تمتد النيران لتستمر على مدى سنين.
ومع مرور الوقت، لم تقع سوريا في جحيم حرب دامية لا هوادة فيها فحسب، بل إنها تحولت إلى مسرح لتنافس وصراع العديد من القوى الإقلبيمية والعالمية.
أدى سير الأحداث إلى فتح الكثير من الجبهات، وإلى حدوث فوضى لم يعد يتضح معها من يقف إلى جانب من، أو من يجابه من.
عندما نزل الناس إلى الشوارع في سوريا مع موجة الربيع العربي كان هناك جبهة واحدة، تواجه فيها نظام الأسد والمعارضة. ولم يمض وقت طويل حتى تعددت المجموعات المعارضة وفتحت جبهات جديدة، وأخذت القوى الخارجية مكانها وراء الستار..
وبينما كانت المعارضة تقاتل النظام ظهر تنظيم داعش ومعه فُتحت جبهة جديدة. أمسكت القوى الإقليمية والعالمية بزمام المبادرة عبر "حرب بالوكالة".
بعد تلقي داعش ضربة قاضية واصل النظام السوري وداعميه من الخارج الحرب على عدة جبهات مع المجموعات الراديكالية كالنصرة.
أولويات تركيا
تشكلت جبهات جديدة في سوريا في الآونة الأخيرة وفقًا لمصالح وأولويات القوى الداخلية والخارجية في البلاد. وتتخذ القوى النافذة، ما بين روسيا والولايات المتحدة وإيران وحزب الله، مواقف محددة داخل أو خارج هذه الحرب.
من جانبها، فتحت تركيا أيضًا جبهة جديدة في سوريا من خلال عملية درع الفرات، ومن بعدها غصن الزيتون. يكافح الجيش التركي على هذه الجبهة وحدات حماية الشعب، ذراع بي كا كا في سوريا، بهدف حماية أمن بلاده.
وقفت موسكو إلى جانب أنقرة، في معركتها هذه، رغم مساعيها لحماية نظام الأسد. وفي المقابل دعمت الولايات المتحدة، الحليف السابق لأنقرة، وحدات حماية الشعب في مواجهة تركيا.
طبول الحرب
ومؤخرًا، أخذت تتشكل جبهة جديدة، إلى جانب الجبهات الموجودة في سوريا. فقد بدأت إسرائيل، التي لم تتورط حتى اليوم بأحداث سوريا، بالظهور على المسرح.
السبت الماضي أسقطت إسرائيل طائرة إيرانية مسيرة دخلت أجواءها، وقصفت بعض المواقع العسكرية في الأراضي السورية. لكن الأمور تصاعدت ونشب توتر جديد في هذه الجبهة مع إسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة إسرائيلية من طراز إف-16.
وهكذا شهد المسرح السوري للمرة الأولى رسميًّا اشتباكًا ما بين إيران وإسرائيل. فهل تتوسع دائرة التوتر لتتحول إلى حرب إقليمية؟ حتى وإن لم يحدث ذلك، يبدو أن التحركات والتوترات على هذه الجبهة الجديدة في سوريا سوف تستمر.
وبالنتيجة، مع كل هذه الجبهات يبدو أن السلام والسكينة حلم بعيد المنال عن سوريا..
==========================