الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13/9/2020

سوريا في الصحافة العالمية 13/9/2020

14.09.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • "ناشونال انترست" :الصراع على النفط السوري يفاقم المناوشات الاميركية الروسية
https://www.almodon.com/arabworld/2020/9/12/التصادم-الأميركي-الروسي-بسوريا-الانتقام-الروسي-قد-يؤدي-لحرب
  • "المونيتور": قد تتوصل روسيا وأمريكا لاتفاق يطيح بـ"بشار الأسد".. متى؟
https://nedaa-sy.com/news/22288
  • فورين بوليسي :بايدن يخطط للتغيير، وليس الأمل، في الشرق الأوسط
https://alghad.com/بايدن-يخطط-للتغيير،-وليس-الأمل،-في-الش/
  • المونيتور :الدوريات الروسية التركية في شمال غرب سوريا.. هل تحاول موسكو الالتفاف على الاتفاق؟
https://www.alhurra.com/syria/2020/09/13/الدوريات-الروسية-التركية-في-شمال-غرب-سوريا-تحاول-موسكو-الالتفاف-الاتفاق؟
 
الصحافة البريطانية :
  • ميدل ايست : ديفيد هيرست: رسالة جديدة يتردد صداها في العالم العربي: أنقرة هي الهدف
https://sasapost.co/translation/new-message-resounds-arab-world-get-ankara/
 
الصحافة الامريكية :
"ناشونال انترست" :الصراع على النفط السوري يفاقم المناوشات الاميركية الروسية
https://www.almodon.com/arabworld/2020/9/12/التصادم-الأميركي-الروسي-بسوريا-الانتقام-الروسي-قد-يؤدي-لحرب
رأت مجلة "ناشونال انترست" الأميركية أن حوادث التصادم بين القوات الأميركية والروسية في شمال شرق سوريا ليست "مصادفة"، بقدر ما هي نتيجة عوامل قد يؤدي أي سوء تفاهم خلالها إلى اندلاع معركة بين الطرفين.
اندلعت في آب/أغسطس، مناوشات بين الدوريات الروسية والأميركية المنتشرة في شمال شرق سوريا. وفقًا للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، وقع الاصطدام بالقرب من المالكية، على الحدود التركية-السورية، عندما واجهت الدوريات الأميركية والروسية بعضها البعض.
صدمت مركبة روسية عمداً مركبة أميركية مقاومة للألغام ومحمية من الكمائن، مما أدى إلى إصابة أربعة جنود أميركيين. الخلاف هو الأحدث في سلسلة الاشتباكات التي شاركت فيها القوات البرية الروسية والأميركية في المنطقة، بعد الانسحاب الجزئي للولايات المتحدة من شمال شرق سوريا.
ويسلط التصادم الضوء على وجود دوريات أمنية متداخلة. إلى جانب ذلك، وفقاً لبعض المقاطع المصورة، حلّقت طائرتان مروحيتان روسيتان على ارتفاع منخفض فوق الدوريات الأميركية خلال الحادث. هذان العنصران، بالإضافة إلى موقف القوات الروسية الاستفزازي، يزيدان من مخاطر الاشتباكات العسكرية المباشرة الإضافية في المستقبل.
هذه ليست حادثة منعزلة ولكنها الأحدث في سلسلة الحوادث التي تورط فيها الجيشان. على وجه التحديد، يمكن أن تمثل هذه الحوادث استراتيجية روسية لاختبار الحدود التي يمكن أن تصل إليها القوات الأميركية في محاولة لتشجيع انسحاب أميركي كامل من المنطقة ومن شرق سوريا تماماً.
وتلفت المجلة الأميركية إلى أنه "على عكس الاشتباكات السابقة التي شاركت فيها دورية مشتركة بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديموقراطية والميليشيات الموالية للحكومة السورية، أو الهجوم على القافلة العسكرية الأميركية من قبل الميليشيات الموالية للحكومة السورية، فإن هذا الأخير كان بشكل مباشر مع روسيا ويبدو أنه مُتعمد".
في الواقع، ازدادت الخلافات بين القوات الأميركية والروسية بعد قرار الرئيس دونالد ترامب قصير الأمد بسحب 1000 جندي أميركي، وبعد ذلك غيّر رأيه، ووافق على إبقاء قوة أصغر في منطقة أكثر ضيقاً لحماية "النفط.
دفعت إعادة تموضع القوات الأميركية اللاحقة القوات الروسية إلى توسيع نطاق انتشارها عبر شمال شرق سوريا، مما وضع الفصيلين على اتصال وثيق ومتكرر. بينما حاول كلا الطرفين تجنب الاشتباكات الدامية وتكرار المواجهة العنيفة، فإن مثل هذه المواجهة، التي تمثل مواجهة عسكرية مباشرة بين الدوريات الروسية والأميركية، بدلاً من الشجار بين واحد أو أكثر من الوكلاء أو القوات المتحالفة، من المرجح أن تزيد من فرص مزيد من سوء التقدير والتصعيد، وأكثر من ذلك، نظراً للضغط المتزايد على القوات الأميركية للحفاظ على وجودها في شمال شرق سوريا، والجهود الروسية لتوسيع وجودها تضايق وتدفع القوات الأميركية إلى خارج البلاد.
وترى "ناشونال إنترست" أن "التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وروسيا قد تكون مرتبطة بالتوقيع الأخير على صفقة نفط بين شركة أميركية والإدارة الذاتية الكردية السورية. من خلال القيام بذلك، تعيد الولايات المتحدة صياغة وجودها خارج نطاق تفويضها الأولي لمكافحة "داعش" وتشير إلى نيتها البقاء على المدى الطويل في المنطقة الغنية بالنفط، وهو أمر كان المعسكر الموالي للنظام قلقاً بشأنه دائماً". هذا التحليل أقرب إلى الواقع، نظراً للتقارير التي تشير إلى أن روسيا حاولت مؤخراً إبرام صفقة مماثلة لاستكشاف واستغلال حقول النفط في المنطقة، وواجهت رفضاً واضحاً من الإدارة الذاتية، بحسب المجلة.
وفي حين سحبت الولايات المتحدة جزءاً من الأفراد الأميركيين، الذين تم نشرهم في البداية لهزيمة تنظيم "داعش"، تحاول واشنطن الحفاظ على وجودها العسكري في الدفاع عن حقول النفط الواقعة في شمال شرق سوريا. إلى هذا الحد، ستضمن الصفقة التي تم إبرامها مؤخراً خمسة وعشرين عاماً من الوجود الأميركي بهدف تطوير البنية التحتية النفطية في المناطق التي تسيطر عليها "قسد" لدعم الاستهلاك المحلي في مناطق الإدارة الذاتية، وربما تصدير النفط عبر تركيا والعراق.
إلى جانب ذلك، يأتي اندلاع التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا في وقت تراجعت فيه الإدارة الذاتية عن طاولة المفاوضات بهدف التطبيع مع حكومة دمشق، لكنها قالت إن السلطات السورية ليست جادة بشأن المفاوضات مع السلطة الذاتية التي يقودها الأكراد. وأضافت الإدارة أن روسيا فشلت في تسهيل المحادثات.
لذلك، فإن "الحوادث" الأخيرة ليست من قبيل الصدفة، بحسب "ناشونال انترست"، وهي نابعة من مواجهة أوسع بين الولايات المتحدة وروسيا، مما يؤكد احتمال الإبلاغ عن "مواجهات" أخرى.
كذلك يجب الأخذ في الاعتبار إمكان تغيير إدارة ترامب، مع عدم وضوح أي شيء سوى استراتيجية واضحة بشأن شمال شرق سوريا، تترافق مع إرادة روسية لإظهار باب الخروج للقوات الأميركية في المنطقة. كلا السببين، اللذين تغذيهما أيضاً رغبات روسية محتملة في الانتقام -بعد أن عجزت عن إبرام صفقة نفط- من المرجح أن تعزز فرص المواجهات العسكرية الأخرى.
=========================
"المونيتور": قد تتوصل روسيا وأمريكا لاتفاق يطيح بـ"بشار الأسد".. متى؟
https://nedaa-sy.com/news/22288
تطرق موقع "المونيتور" الأمريكي لمستقبل تعاطي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا مع الملف السوري في حال فاز "دونالد ترامب" بولاية رئاسية ثانية.
وتحدث الموقع عن وجهة نظر مفادها أن ولاية ثانية للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" قد تغير الدبلوماسية الأمريكية الروسية في الشرق الأوسط، وهو ما قد يترك الباب مفتوحاً لإمكانية التوصل إلى اتفاق حول "انتقال مرحلي ناعم" بسوريا ينتهي بتغيير "بشار الأسد".
ويشير إلى أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لن يتخلى عن "بشار الأسد" من أجل لا شيء، مضيفاً: "قد يكون الأسد شريكاً غير مستقر، لكن بوتين أظهر أنه يتمسك بحلفائه بغض النظر عن مخاطر السمعة طالما أنه يخدم مصالح روسيا".
وأوضح أن "بوتين" اقترح صفقة كبيرة بشأن سوريا من قبل في قمة "هلسنكي" مع ترامب في عام 2018، لذا فإن احتمالية حدوث "مثل هذا التحول الدبلوماسي لا يمكن استبعاده".
ويضيف أن نائب الرئيس السابق والسناتور "جو بايدن" (المرشح للرئاسة الأمريكية) يُعتبر أكثر تشدداً بشأن روسيا وسوريا وأقل احتمالاً لمحاولة إعادة ضبط الوضع مع بوتين.
وأردف التقرير بأن هناك علاقة أخرى صعبة لكل من الولايات المتحدة وروسيا، وهي تركيا، مضيفاً أن علاقة ترامب الشخصية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تكون شريان الحياة للعلاقة، ولبوتين أيضاً لمسة شخصية مع أردوغان فهم يتحدثون "لغة القوة" نفسها.
ويختلف بوتين وأردوغان أحياناً في سوريا -حسب التقرير- لكنهما يجدان أيضاً قيمة في شراكة قد خدمت الطرفين حتى الآن وإن كانت غير سهلة، ويشير إلى أن بوتين ربما لم يتخلَّ عن هدفه المتمثل في التوسط في نهاية المطاف في "اتفاق حدودي" بين أردوغان والأسد، وهي مبادرة بدأت بجدية في يناير / كانون الثاني الماضي، لكنها اشتعلت مع اشتباكات القوات التابعة لنظام الأسد، والتركية بعد فترة وجيزة في إدلب.
=========================
فورين بوليسي :بايدن يخطط للتغيير، وليس الأمل، في الشرق الأوسط
https://alghad.com/بايدن-يخطط-للتغيير،-وليس-الأمل،-في-الش/
جيمس تروب* – (فورين بوليسي) 9/9/2020
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
الشرق الأوسط هو المكان الذي ماتت فيه مُثُل السياسة الخارجية للولايات المتحدة في حقبة ما بعد الحرب الباردة: تعزيز الديمقراطية، وبناء الدولة، ومكافحة التمرد، والتدخل الإنساني، وحل الدولتين. في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، وفي خطاب تنصيبه الثاني في العام 2005، قال الرئيس جورج دبليو بوش إن “بقاء الحرية” في الوطن يعتمد على ازدهار الحرية في الشرق الأوسط؛ حيث تسبب “الاستياء والطغيان” في نشوء الإرهاب العالمي. واليوم، أصبحت تلك الأطروحة تبدو خيالية. وقد اختلى الإرهاب بالكاد، لكنه لم يعد التهديد الذي كانه حتى قبل خمس سنوات، ولا تحتاج الولايات المتحدة الآن إلى الاعتماد على الحكام الإقليميين المستبدين لضمان الإمداد بالنفط أو لتهدئة الغضب الشعبي تجاه إسرائيل بالدرجة التي كانت عليها حتى وقت قريب.
لقد أصبح الشرق الأوسط “أقل أهمية بشكل ملحوظ” بالنسبة للولايات المتحدة مما كان عليه في السابق، على حد تعبير مقال أثار الكثير من النقاش في العام 2019 للكاتبتين تامارا كوفمان ويتس، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية في عهد الرئيس باراك أوباما، ومارا كارلين، المسؤولة السابقة في البنتاغون في عهد أوباما. وخلصت الكاتبتان في مقالهما إلى أن الوقت قد حان “لوضع حد للتفكير المتمني” حول قدرة واشنطن على التأثير على الديناميات الداخلية أو الحسابات الخارجية للجهات الفاعلة في الإقليم.
هذه هي مهمة الشرق الأوسط التي سيرثها المرشح الديمقراطي للرئاسة، جو بايدن، في حال فوزه في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر). وسيكون في وضع أفضل كثيراً لاتباع اقتراح ويتس وكارلين “بالتمحور” بعيدًا عن الهوس الجيلي بهذه المنطقة المستعصية مقارنة بأوباما، الذي جرّته إلى المنطقة مرة أخرى الحروب الأهلية في ليبيا وسورية وقيام دولة الخلافة المزعومة التي أسسها “داعش” في سورية والعراق. ومن المرجح أن يستفيد بايدن من هذه الفرصة، وإن لم يكن بدرجة ترضي الواقعيين والتقدميين الذين يرغبون في رؤية الولايات المتحدة وهي تنهي وجودها العسكري تماماً في المنطقة.
يبدو بايدن، بحكم مزاجه، محصناً تقريبًا من الرؤى المتسامية بقدر ما كان الرئيس السابق جورج إتش دبليو بوش. وعندما يتعلق الأمر بالسؤال الكبير الذي كان من شأنه أن يحدد سياسة أوباما الخارجية في نهاية المطاف -استخدام القوة في الشرق الأوسط- لعب بايدن، الذي كان نائب الرئيس آنذاك، دورًا تحذيريًا -ومُخالفاً أحياناً. في النقاشات الشرسة التي جرت في صيف العام 2009 حول السياسة تجاه أفغانستان، كما ذكرتُ في مقال سابق، وقف بايدن في وجه الجنرالات عندما دافعوا عن استراتيجية طموحة لمكافحة التمرد. لم يكن يعتقد أن ذلك سينجح، واعتقد أن نهجاً لمكافحة الإرهاب سوف يكون كافياً لتلبية مصالح الأمن القومي لأميركا.
عارض بايدن أيضًا تدخل العام 2011 في ليبيا. وقال دانيال بينايم، الذي عمل مستشارًا لشؤون الشرق الأوسط وكاتب خطابات السياسة الخارجية لبايدن خلال فترة ولايته الثانية كنائب للرئيس: “كان متشككًا في بعض الأفكار الكبرى للتحول في المنطقة، بما في ذلك قدرتنا على توجيه نتائج الثورات العربية”. وفي أعقاب الاتفاق النووي مع إيران، قال مساعد سابق، “كان هناك انخفاض متدرج للمثالية” حول ما إذا كان يمكن دفع إيران إلى موقف أقل عدائية تجاه الغرب. (لم تسمح الحملة لهذا المستشار بالتحدث بشكل رسمي وباسمه الصريح). وقال إن بايدن، “لم يستثمر آمالًا كبيرة”. وفي حال عودة الربيع العربي إلى الحياة في ظل إدارة يرأسها بايدن، فإن الإصلاحيين الليبراليين الشجعان سوف يتمتعون بالتأكيد بدعم أكثر مما حظوا به على مدى السنوات الأربع الماضية في عهد الرئيس دونالد ترامب، لكن بايدن سيستقبلهم بحذر أكثر مما فعل أوباما، أو مما كان ليفعل بيرني ساندرز أو إليزابيث وارن لو كانا في منصب الرئاسة.
باختصار، احتل بايدن الجناح الواقعي لإدارة أوباما فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط. وقد يزعم ترامب لنفسه الإقامة في هذا الجناح أيضًا. ولكن، إذا كان “الواقعي” يسترشد بالمصالح الموضوعية بدلاً من القيم سريعة الزوال، فإن النزعة التجاراتية الفظة والخالية من القيمة التي يتبعها ترامب في المنطقة قد أفرغت هذا المصطلح من كل المعاني. فقد أخضع نفسه لحكام غير ديمقاطيين في المنطقة، حتى في الوقت الذي تدخلوا فيه في الحروب الأهلية في ليبيا واليمن بطريقة تضر بشكل واضح بالمصالح الأميركية. وما كان بايدن ليتردد في انتقاد سلوكهم في الداخل والخارج. وقال ذات مرة: “أود أن أنهي دعم الولايات المتحدة للحرب الكارثية التي تقودها السعودية في اليمن وأطلب إعادة تقييم علاقتنا مع المملكة العربية السعودية”. وحذر من أن الأمر متروك للسعودية “لتغيير نهجها”.
وينطبق المبدأ نفسه على الإمارات العربية المتحدة، التي انسحبت، مع ذلك، من حرب اليمن، وقدمت مبادرات هادئة لإيران، ووافقت بطبيعة الحال على فتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وسوف يحقق بايدن توازنًا جديدًا، أكثر بعدًا. وقال المساعد السابق إنه يتوقع من بايدن “مقاومة الضغط من التقدميين لمعاقبة الاستبداديين”. وسوف يواصل العمل مع الأنظمة غير الديمقراطية، حتى بينما يسعى إلى ردعها عن مفاقمة النزاعات المحلية.
يكاد يكون من المؤكد أن مرتبة الشرق الأوسط ستنخفض في عهد بايدن إذا أصبح رئيساً -ولكن إلى أي مدى؟ أحد كبار المستشارين -الذي طلب عدم ذكر اسمه حتى يتمكن من التحدث بصراحة عن الحملة- يتوقع أن يكون الشرق الأوسط “رابعًا بعيدًا” في ترتيب الأولويات، بعد أوروبا ومنطقتي المحيطين الهندي والهادئ وأميركا اللاتينية. ومع ذلك، يتمتع بايدن بعلاقات عميقة مع المنطقة، ومن غير المرجح أن يدير ظهره إذا أصبح رئيساً للقادة والدول الذين عمل معهم عن كثب لأعوام. وكان أوباما قد كلفه في العام 2009 بالعمل كشرطي مرور لتنظيم السياسة العراقية، والحيلولة دون تسبب زعماء هذا البلد الطائفي بتمزيق بعضهم البعض وأخذ البلاد معهم إلى الهاوية. وقد تولى بايدن المهمة بحماس، وسافر إلى المنطقة بانتظام وأنفق مئات الساعات على الهاتف. وفي ذلك الوقت، بينما كان رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي يضطهد السنة ويقود البلاد إلى أحضان إيران، بدا إيمان بايدن في إنفاق هذه الطاقة والأحاديث لا نهاية لها أجوف. واليوم، مع بقاء العراق على حاله، وبينما يخدم مصطفى الكاظمي، السياسي الدنيوي، كرئيس للوزراء، فإن إيمانه بالدبلوماسية لا يبدو خيالياً تماماً.
في حين أن العراق يمثل، بالنسبة لكل من التقدميين والواقعيين، المثال الكامل للمستنقع الذي تحتاج الولايات المتحدة إلى تخليص نفسها منه تمامًا، يعتقد بايدن، وفقًا لمساعده السابق، أن العراق “لديه فرصة للحيلولة دون صعود كبير ومفاجئ للجهاديين وأن يكون مبشراً بشرق أوسط أقل استقطابًا وأكثر تعددية، إذا فهموا الأمور بشكل صحيح”. وسوف يعمل بايدن أيضًا على تقوية العلاقات الأميركية مع الدول المعتدلة مثل الأردن، الذي كاد يُدهس تقريبًا في اندفاع ترامب لاحتضان العرب الأثرياء.
يسرد معظم خبراء الشرق الأوسط قائمة تتضمن إحباط الإرهابيين، وضمان التدفق العالمي للنفط، واحتواء إيران باعتبارها المصالح الأميركية الرئيسية المتبقية في المنطقة. وكان الاتفاق النووي الإيراني أحد الإنجازات البارزة لإدارة أوباما في الشرق الأوسط. ولم يقتصر الأمر على فشل إلغاء ترامب أحادي الجانب للاتفاقية في كبح جماح المغامرة الإيرانية فحسب، بل إنه دفع طهران أيضًا إلى استئناف برنامجها النووي. وقال بايدن إنه إذا وافقت إيران على العودة إلى شروط الاتفاق، فسوف يفعل ذلك هو أيضًا “كنقطة انطلاق للعمل جنبًا إلى جنب مع حلفائنا في أوروبا وقوى عالمية أخرى لتمديد القيود النووية للاتفاق”. ولن يكون ذلك سهلاً: فقد قالت إيران أنها لن تعود إلى الوضع السابق -ناهيك عن الموافقة على تمديد الشروط الحالية- من دون الحصول على تنازلات كبيرة. وليس من الواضح نوع العرض الذي سيكون بايدن مستعدًا لتقديمه -إن وُجد.
ألقى ترامب بإعلان موقفه تجاه إسرائيل مركزاً على شيء واحد، كما فعل مع المملكة العربية السعودية. وأوضح بايدن أنه سيسحب هذا الشيك على بياض أيضًا. وفي خطاب ألقاه في وقت سابق من هذا العام أمام اللوبي المؤيد لإسرائيل “أيباك”، قال بايدن إن خطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضم الضفة الغربية -المعلقة الآن- “تُبعد إسرائيل أكثر عن قيمها الديمقراطية، وتقوض دعم إسرائيل في الولايات المتحدة، خاصة بين الشباب في كلا الحزبين السياسيين”.
ومع ذلك، لبايدن تاريخ طويل من الدعم القوي لإسرائيل، بما في ذلك عندما كان في منصب نائب الرئيس. وهو لن يهدد إسرائيل، على سبيل المثال، بتقليل المساعدة العسكرية لردع المزيد من التوسع الاستيطاني. وما يزال بايدن ملتزماً بحل الدولتين. ومع ذلك، فإن هذا الهدف الذي طال انتظاره قد تراجع مبتعداً إلى أفق بعيد للغاية. وقد يكون بايدن أول رئيس للولايات المتحدة منذ جيل يكرس القليل من الجهد -أو لا يكرس أي جهد- للعمل على هذا الاحتمال البراق الذي لا نهاية له، ويكرس نفسه بدلاً من ذلك لتحسين ظروف الفلسطينيين وتخفيف التوترات مع إسرائيل.
ربما تكون أفضل طريقة للتفكير في تطلعات بايدن هي القول إنه سيسعى إلى تطبيع العلاقات الأميركية مع الشرق الأوسط. ولن يكون بصدد طلب الشيء نفسه الذي طلبه أوباما، لكنه لن يتسامح مع ما تسامح معه ترامب أيضاً. ومن غير المرجح أن يرفع التوقعات أو يحطمها. لن يسحب جميع القوات الأميركية من العراق أو سورية أو من شبكة القواعد الأميركية حول المنطقة، لكنه سيكون حذرًا جدًا عندما يتعلق الأمر بنشرها في خضم حرب أهلية. وإذا كان محظوظًا، فسوف يحقق حلم العديد من أسلافه بعدم إيلاء المنطقة اهتمامًا أكثر مما تستحق.
=========================
المونيتور :الدوريات الروسية التركية في شمال غرب سوريا.. هل تحاول موسكو الالتفاف على الاتفاق؟
https://www.alhurra.com/syria/2020/09/13/الدوريات-الروسية-التركية-في-شمال-غرب-سوريا-تحاول-موسكو-الالتفاف-الاتفاق؟
أبرمت روسيا وتركيا اتفاقا سمي على اسم مدينة سوتشي الروسية بالقرب من البحر الأسود في أيلول 2018. وكان من أهم بنود هذه الاتفاقية "إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب شمال غرب سوريا" لوقف الاشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة.
وبحسب مقال نشره موقع "المونيتور" لم تصمد هذه الاتفاقية لفترة طويلة، وشهدت المنطقة تصعيدا عسكريا أواخر أبريل 2019، بعد قيام قوات النظام السوري، مدعومة بغطاء جوي روسي، بشن هجوم على شمال غرب سوريا.
وتمكن النظام من التقدم إلى معرة النعمان جنوب محافظة إدلب، وهو انتهاك واضح للمادة الثانية من اتفاق سوتشي، التي تنص على أن "روسيا ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان تجنب العمليات العسكرية والهجمات على إدلب. وأن الوضع الراهن سيتم الحفاظ عليه".
وتسبب التصعيد العسكري والاقتتال في نزوح أكثر من 400 ألف شخص بين أبريل وأكتوبر 2019. وبحلول مارس 2020، زادت أعداد النازحين لتصل إلى أكثر من 1.3 مليون.
عاودت أنقرة وموسكو الاتفاق في 3 مارس الماضي على وقف إطلاق النار في شمال غرب سوريا، وبدأ الطرفان في تسيير دوريات مشتركة في 15 مارس. تسير الدوريات الروسية التركية على الطريق السريع M4 الذي يربط مدينة حلب شمال سوريا باللاذقية على الساحل السوري في الغرب.
هذا الطريق السريع يحظى بأولوية عالية للنظام السوري وحلفائه، كونه طريقا حيويا يربط بين مدينتين رئيسيتين يسيطر عليهما النظام.
وقال فراس فحام، الباحث في مركز جسور للدراسات والتنمية، وهو مؤسسة مستقلة مقرها إسطنبول تركز على الشؤون السياسية والاجتماعية السورية، قال لموقع المونيتور إن "الدوريات المشتركة أوقفت التصعيد العسكري الذي استهدف بشكل أساسي المناطق السكنية بضربات جوية، مما تسبب بمفاقمة حدة الوضع الإنساني من خلال التسبب في موجات كبيرة من العنف والنزوح باتجاه الحدود التركية. وأدت الدوريات إلى انخفاض تدريجي في العنف".
وقال الناطق باسم جبهة التحرير الوطني الموالية للمعارضة ناجي مصطفى للمونيتور "لقد شهدنا انتهاكات ارتكبتها قوات النظام السوري منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار. فشلت مليشيات الأسد والقوات الروسية في احترام الاتفاق، وترافق ذلك مع خروقات ومحاولات للتقدم على عدة محاور، مثل محور حدادة بجبل الأكراد، وقرى دير سنبل وبينين وحرش بينين وفطيرة وفليفل".
وأشار مصطفى إلى أن "اتفاق وقف إطلاق النار وخفض التصعيد قلل من وتيرة القصف، وساهم بتوقف استهداف المدنيين، باستثناء الانتهاكات التي ترتكبها العصابات والميليشيات الطائفية. والمنفعة الوحيدة كانت تقليل معاناة أهلنا لأن الأسد قلل من استهدافه للمستشفيات والأسواق والقرى".
لكن مع استمرار الهجمات والقصف، وجهت انتقادات للدوريات المشتركة الروسية التركية من مختلف السكان والجماعات في المنطقة.
احتجاجات
عدنان الإمام، ناشط إعلامي يعمل في مدينة إدلب وريفها، ويتابع عن كثب الأحداث في هذه المنطقة، قال للمونيتور "أرى رفضاً واسعاً للدوريات المشتركة في المناطق المحررة، لا سيما في مناطق جبل الزاوية وجبل الأربعين وجبل شحشبو وغيرها، كما شهد طريق M4 عدة احتجاجات ضد هذه الدوريات أيضا".
واحتج بعض الأهالي على الدوريات الروسية التركية التي يعتقدون أنها لم توقف هجمات النظام، كما تعرضت هذه الدوريات لعدة تفجيرات وهجمات من قبل مجموعات مجهولة بشكل متكرر.
ونتيجة لذلك توقفت الدوريات المشتركة في نهاية مارس الماضي، لتستأنف عملها في 22 يوليو الماضي. وخلال هذه الفترة، شهدت المنطقة اعتصاما شبابيا على الطريق السريع M4 في مناطق شرق إدلب، لإجبار الوحدات الروسية على الانسحاب باتجاه منطقة الترنبة جنوب شرق إدلب.
وواجهت الدوريات المشتركة العديد من التحديات، كان آخرها في 25 أغسطس الماضي، عندما تعرضت قافلة روسية لانفجار أدى إلى إصابة جنديين روسيين. كما تعرضت دورية مشتركة في 18 أغسطس لهجوم من قبل مجموعة مجهولة.
وعلى الأرض، يبدو أن ميزان القوى يميل نحو النظام. ووفقا لخريطة توزع القوى في سوريا، التي نشرها مركز جسور مع بداية العام الماضي، تبين أن النظام السوري يسيطر على 60.3٪ من سوريا.
وفي آخر تحديث لهذه الخريطة نشر في مايو الماضي، يسيطر النظام السوري على 63.38٪ من الأراضي، بعد سيطرته الكاملة على ريف حماة الشمالي وعدة مناطق بريف إدلب الجنوبي، بما في ذلك معرة النعمان.
الهدف الرئيسي
وهذا دليل على أن الاتفاقات والدوريات لم تمنع النظام السوري من التقدم شمال غرب سوريا، مما قد يعني أن وقف تصعيد النظام لم يكن الهدف الرئيسي للدوريات، بل كان الهدف منها منع أي اشتباكات بين القوات التركية والروسية.
وقال فحام "يمكننا القول إن الدوريات المشتركة هي خطوة أولية للتهدئة، وتجنب الاشتباكات المباشرة بين الجيش التركي الذي انتشر بكثافة في شمال غرب سوريا، وبين القوات المدعومة من روسيا. ومع ذلك، فإن الدوريات المشتركة حتى الآن تتعرض لعقبات، بما في ذلك استهدافها من قبل الجماعات المسلحة".
وبعد هجوم 18 أغسطس على الدورية المشتركة، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا علقت الدوريات المشتركة مع القوات التركية على الطريق السريع "أم 4" بسبب "الاستفزازات المسلحة". لكن الدوريات استؤنفت في 25 أغسطس، ليتم استهدافها مرة أخرى.
وقال مصطفى: "نلاحظ دائما أن روسيا تستحضر الحجج والأكاذيب، مستخدمة الدعاية والمعلومات المضللة، بعد قيام الفصائل باستفزاز الدوريات. وغالبا ما يشن النظام السوري غارات جوية على مناطق قريبة من الطريق السريع M4، ولهذا يحاول الجانب الروسي الالتفاف على الاتفاق، نحن نرد فقط على الانتهاكات، ويحق لنا القيام بذلك".
وحتى الآن لا يوجد اتساق في أداء الدوريات المشتركة التي جرت آخرها في 25 أغسطس، ومعظم الناس ليسوا واثقين تماما من الوضع الأمني، ويأملون بأن تنسحب قوات النظام من المناطق التي دخلت إليها مؤخرا وأن يعود النازحون إلى ديارهم.
ويعيش مئات آلاف النازحين في شمال غرب سوريا، بعد أن أجبروا على ترك بيوتهم في المناطق التي سيطر عليها النظام في السنوات الماضية، مثل حمص والغوطة الشرقية وبعض مناطق ريف دمشق.
=========================
الصحافة البريطانية :
ميدل ايست :ديفيد هيرست: رسالة جديدة يتردد صداها في العالم العربي: أنقرة هي الهدف
https://sasapost.co/translation/new-message-resounds-arab-world-get-ankara/
أعد الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست، مقالًا تحت عنوان رسالة جديدة تدور في العالم العربي مفادها: أنقرة هي الهدف. نشر المقال في موقع «ميدل إيست آي»، وترجمه «عربي 21»، وينقله لكم «ساسة بوست»، وفيما يلي الترجمة الكاملة لنص المقال:
قبل شهور من الإعلان عن أن الإمارات العربية المتحدة كانت ستعترف بإسرائيل، وبذلك تتجاوز الوضع القائم الذي يقضي بألا يجري التطبيع إلا بعد أن تتحقق للفلسطينيين دولتهم، حار المحللون بشأن «صفقة القرن» التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وسألوا أنفسهم: لماذا يستثمر الرئيس الأمريكي كل هذه الطاقة في صفقة يقاطعها الزعماء الفلسطينيون وترفضها الدول العربية، ولن تفلح على الإطلاق؟ لم يجب الإعلان الصادر عن أبوظبي عن سؤالهم. أجهد ترامب نفسه، هو وزوج ابنته جاريد كوشنر، في سعيهما لحمل دول أخرى في المنطقة على التطبيع مع إسرائيل.
حتى الآن، قالت كل من البحرين وصربيا وكوسوفو إنها ستلحق بالركب. أما الدول الكبيرة وذات التعداد السكاني الكثيف فقد رفضت، ولم يحظ الجهد بتأييد من المملكة العربية السعودية، ولا السودان، ولا سلطنة عمان، ولا حتى الأردن.
لن تفلح كل جهود البيت الأبيض في الأسبوع القادم في إخفاء حقيقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوف يصافح أيدي زعماء دولتين عربيتين صغيرتين فقط في احتفال يريد له ترامب أن يكون تاريخيًّا.
ترامب أول من يرمش
إذا لم يكن الفلسطينيون بتاتًا هم الهدف المقصود من هذه الصفقة، فمن يكون؟ غاية كوشنر تحقيق مطلب يهودي قومي ديني، ألا وهو إقامة إسرائيل العظمى حقيقة دائمة على الأرض.
ولكن ما الذي يفترض أن يحتمي منه التحالف الإماراتي الإسرائيلي؟ ما فتئت إسرائيل منذ زمن تقول للدبلوماسيين العرب إنها لم تعد ترى إيران تهديدًا عسكريًّا. بل لقد أخبر رئيس الموساد، يوسي كوهين، المسؤولين العرب بأن إيران باتت «قابلة للاحتواء». أوشك ترامب على الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران ثم كان أول من يرمش. وذلك حينما أطلقت إيران رمية من الصواريخ على القوات الأمريكية في العراق؛ انتقامًا لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيرة في بغداد في شهر يناير (كانون الثاني).
ولم تزل الطائرات الحربية الإسرائيلية تختبر هذه النظرية في سوريا ولبنان، فهي تضرب أهدافًا إيرانية وقوات مسنودة إيرانيًّا مطمئنة إلى أنها ستفلت من العقاب؛ إذ لا يصدر رد على هجماتها لا من طهران ولا من حزب الله، فيما عدا النزر اليسير. أما ترامب، فكان رده هو تفكيك القوة الضاربة التي أقامها في الخليج. فإذا لم تكن إيران هي الهدف من هذا التحالف الناشئ، فمن يكون؟
الترك قادمون
جاءت الإجابة هذا الأسبوع من خلال سلسلة من التصريحات المنسقة بعناية فائقة، والصادرة عن الزعماء العرب الذي التقوا في الجامعة العربية. تبين أن العدو الحقيقي هو أحد أعضاء الناتو، والذي ظل لعقود كثيرة مؤتمنًا على القنابل النووية الأمريكية المحمولة جوًّا.
لقد أعلنوا أن الغازي الأجنبي الجديد الذي يهدد العالم العربي ليس الفرس ولا حتى الروس وإنما الترك.
وكما لو كانوا يُشغلون بمفتاح كهربائي واحد، تداعى كل من على خط الساحل الممتد شرق المتوسط، من لبنان إلى مصر، على حمل السلاح والاستنفار ضد الجار الشمالي الذي يزعمون بأنه يبغي إحياء الحكم العثماني في المنطقة. قاد الهجوم وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، الذي تحدث أمام الجامعة العربية قائلاً: «إن التدخل التركي في الشؤون الداخلية للبلدان العربية لمثال واضح على التدخل السلبي في المنطقة».
إنه لتصريح عجيب إذ يصدر عن وزير أطاحت بلاده رئيسًا مصريًّا، وما لبثت طائراتها تقصف العاصمة الليبية طرابلس سعيًا منها لإسقاط حكومة أخرى معترف بها دوليًّا. اتهم قرقاش تركيا بتهديد أمن وسلامة المرور البحري في مياه المتوسط، من خلال انتهاكها السافر للقوانين والمواثيق الدولية المعنية ولسيادة الدول.
تحديد هوية العدو
تبع قرقاش وزير خارجية مصر، سامح شكري، الذي قال إن التدخلات التركية في كثير من البلدان العربية يمثل أهم تهديد للأمن القومي العربي. وأضاف: «لن تقف مصر مكتوفة الأيدي في وجه الأطماع التركية التي تتجلى بشكل خاص في شمال العراق وفي سوريا وليبيا».
ترأس الاجتماع الوفد الفلسطيني، والذي جاء متسلحًا بمسودة بيان غاضب يندد بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بصفته خيانة. إلا أن بيانهم أسقطه مجلس الجامعة، الذي قرر تشكيل لجنة فرعية دائمة لرصد العدوان التركي، وكلفها بتقديم تقرير له عن ذلك في كل واحد من اجتماعاته اللاحقة.
لم يغب عن أنقرة مهرجان البيانات التي صدرت ضد تركيا خلال الأسبوع المنصرم. بل عزاه مصدر حكومي تركي رفيع المستوى إلى ما قال إنه التحالف الصهيوني المسيحي التبشيري في الولايات المتحدة. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: «لم تزل الإمارات العربية المتحدة تتصدر مهمة عزل تركيا في المستويات التشغيلية».
وأضاف: «الإماراتيون هم من يمولون ذلك المسعى، وإن كان من يقف فعليًّا وراء هذه الاستراتيجية هو إسرائيل وبعض السياسيين الأمريكيين المقربين من اللوبي المؤيد لإسرائيل. فهؤلاء كانوا باستمرار جزءًا من أي جهد يستهدف إقامة تحالف مناهض لتركيا. وهم الذين ما فتئوا يدعمون الإمارات لمصلحة التحالف الصهيوني المسيحي، وخاصة ما قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، والتي يمكنها أن تجلب دعمًا انتخابيًّا لمكاتبهم».
القواعد التركية
والمفارقة هي أن لجنة فرعية أخرى مناهضة للتطبيع وتابعة للجامعة العربية ما زالت قائمة ومكلفة بالحفاظ على التمسك بمبدأ الأرض مقابل السلام الذي أسست له مبادرة السلام العربية التي أوجدتها المملكة العربية السعودية في عام 2002م. إلا أنه جرى تجاهل هذه اللجنة الفرعية؛ لأن إسرائيل لم تعد هي العدو بالنسبة لجامعة الدول العربية، وإنما تركيا.
نشرت صحيفة «ذي جوردان تايمز»، وهي الصحيفة المعبرة عن صوت المملكة، مقالًا جاء فيه: «تنشط القوات التركية والمليشيات التي تدعمها أنقرة في ثلاثة بلدان عربية: ليبيا وسوريا والعراق. هذه حقيقة جيوسياسية، ينبغي للعالم العربي، وكذلك المجتمع الدولي، الاعتراف بها والرد عليها. في واقع الأمر، يجري الإعلان عن الطموحات التركية المكانية والسياسية والاقتصادية في هذه البلدان من قبل كبار القادة الأتراك، بما في ذلك الرئيس رجب طيب أردوغان. يوجد لدى تركيا الآن قواعد عسكرية في كل من قطر وليبيا والصومال وشمال قبرص وسوريا والعراق، وليست جميعها بموافقة من الحكومات الشرعية».
حملة ماكرون
يشارك فاعلون أجانب آخرون في هذه الحملة التي تهدف إلى تصنيف تركيا على أنها «المجرم الجديد» الخارج على القانون في منطقة شرق المتوسط.
على الرغم من الدور الفرنسي السافر في دعم جنرال الحرب من مخلفات عهد القذافي، خليفة حفتر، في مسعاه – بما يرتكب خلاله من جرائم حرب – للاستيلاء على العاصمة الليبية، وهو أمر موثق توثيقًا جيدًا لا يقل عن توثيق استخدام الطائرات الإماراتية والقناصة الروس، إلا أن الرئيس الفرنسي ماكرون استغل جولاته الأخيرة في بيروت ليبسط أجنحة فرنسا المتكلفة بلاغيًّا أكثر فأكثر.
في زيارته الأولى إلى العاصمة اللبنانية المنكوبة قال ماكرون: «إذا لم تؤدِ فرنسا دورها فإن الإيرانيين والأتراك والسعوديين سيتدخلون في شؤون لبنان المحلية، إذ إن المصالح الاقتصادية والجيوسياسية لهذه القوى ستكون في الأغلب ضارة بالمصالح اللبنانية».
بعد ذلك طار ماكرون إلى بغداد حيث أطلق ما سماه «مبادرة السيادة»، والتي تضمنت إشارات واضحة إلى تركيا، كما نُقل عن مسؤول عراقي. وكانت أنقرة في شهر يونيو (حزيران) قد شنت هجومًا جويًّا وبريًّا عبر الحدود ضد المتمردين الكرد في شمال العراق، مما أثار سخط بغداد التي وصفت ذلك بأنه انتهاك للأراضي العراقية.
في تلك الأثناء، شاركت السفن الحربية الفرنسية في مناورات مشتركة مع أخرى يونانية في خضم نزاع حول التنقيب عن النفط قريبًا من قبرص، الأمر الذي عدته تركيا انتهاكًا لحدودها البحرية.
وقف ماكرون هذا الأسبوع أمام قمة انعقدت في كورسيكا ليقول: «لم تعد تركيا شريكًا في هذه المنطقة»، مشيرًا إلى أنه يتوجب على الأوروبيين أن يكونوا «واضحين وحازمين» مع حكومة أردوغان بشأن «السلوك غير المقبول». وأضاف ماكرون أنه يتوجب على الأوروبيين أن يرسموا «الخطوط الحمر» مع تركيا.
الوحدة التركية
يصر ماكرون على أن مشكلته ليست مع الأتراك وإنما مع أردوغان.
جرى تجريب هذا الأسلوب من قبل وفشل. تكمن المشكلة الحقيقية في أنه حينما يواجه القوات المدعومة إماراتيًّا في ليبيا، أو عندما يتمسك بالحقوق الفلسطينية في القدس، أو عندما يأمر بقصف مواقع حزب العمال الكردستاني في العراق، أو عندما يستهدف قوات الرئيس بشار الأسد في سوريا، فإن أردوغان يتمتع بدعم كامل من الجيش التركي ومن جميع الأحزاب السياسية الرئيسية في تركيا.
ومع ذلك، لا يكن هذا الدعم بحال منتظمًا ولا ثابتًا، بل هناك من عبَّر محليًّا عن تشكيكه في الحكمة من قرار الدفع بالقوات التركية إلى داخل ليبيا وسوريا، إلا أن هذه الاعتراضات ما لبثت أن تراجعت بعد أن أثبت الجيش التركي وطائراته المسيرة جدارتهم.
أيًّا كانت الانتقادات التي يوجهها كثير من معارضي أردوغان حول مدى شرعية عمليات التطهير المستمرة في صفوف موظفي الدولة وداخل الجيش، والاعتقال الروتيني للصحافيين، وإغلاق الصحف والجامعات، والطريقة التي أخضعت من خلالها الرئاسة البرلمان، إلا أنهم فيما يتعلق بالسياسة الخارجية يقفون خلف أردوغان زعيمًا وطنيًّا، وخاصة فيما يتعلق بسياسته في شرق المتوسط.
خذ على سبيل المثال ذلك الرجل الذي تفوق جهود حزبه لتقويض قاعدة أردوغان الإسلامية المحافظة كل ما يقوم به السياسيون الأتراك الآخرون. إنه أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء السابق وصاحب الخبرة الواسعة في المفاوضات الدولية.
قال أحمد داود أوغلو مؤخرًا ما يلي: «يجب على ماكرون التزام حدوده والتوقف عن إهانة تركيا ورئيسها». وأضاف: «أندد بقوة بتصريحات ماكرون المتعجرفة، والتي تكشف عن عقليته الاستعمارية وتتجاهل ديمقراطية تركيا والإرادة الحرة لشعبها».
يواجه ماكرون عدة مشكلات، إذ يطلق حملته الجديدة. أما أولها، فيتمثل في عدم قدرته مهما بذل من جهود على التخلص من تاريخ الاستعمار الفرنسي في شمال أفريقيا ولبنان.
ثانيًا، ترتطم محاولته مساواة أردوغان بما أطلق عليه «الفاشية الإسلامية» بجدار من تلاحم الدولة العميقة العلمانية في تركيا مع مشروع الرئيس. يذكر في هذا السياق أن الحكومة التي أمرت بغزو شمال قبرص في عام 1974م إنما فعلت ذلك بإملاء من الجيش التركي بعد الانقلاب اليوناني.
في مواجهة أنقرة
لماذا تجري مواجهة تركيا في هذا الوقت بالذات؟ على الرغم من جميع التحفظات المحلية على دوره رئيسًا، أقام أردوغان تركيا بلدًا مستقلًّا تتوفر لدى قواته المسلحة القدرة على مواجهة القوات الروسية في كل من سوريا وليبيا، دون أن يفقد ذلك البلد مقعده حول طاولة المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يعادل اقتصاد تركيا حجم اقتصاد المملكة العربية السعودية، إلا أن جيشها يتمتع بالاكتفاء الذاتي. كما بدأت تركيا في تصنيع طائرات مسيرة ذات تقنيات عالية عندما رفضت إسرائيل والولايات المتحدة تزويدها بها. لربما نسي الناس الأمر اليوم، ولكن الطائرات الإسرائيلية كانت ذات يوم تتدرب باستخدام المهابط الجوية التركية نظرًا إلى ضآلة المجال الجوي الإسرائيلي، وذلك بحسب ما تقوله مصادر تركية مطلعة.
عندما تكتشف تركيا الغاز في البحر الأسود، فإن الشركات التركية لديها من التقنية ما يمكنها من تطوير الحقول وتزويد السوق المحلية باحتياجاتها، وليس حالها مثل حال مصر التي يجعلها اعتمادها على الشركات البريطانية والإيطالية والأمريكية لا تجني سوى قدر ضئيل من عائدات حقول الغاز التابعة لها.
وعندما يواجهون بجنود مدججين بالسلاح، كما حدث في عام 2016م أثناء المحاولة الانقلابية (والتي مولتها الإمارات)، يقاتلهم الأتراك وهم يشعرون بالعزة والأنفة. كل هذا ينبغي أن يدفع السياسيين الغربيين نحو التوقف قليلًا للتدبر قبل أن يخلقوا عدوًّا آخر ويشعلوا صراعاً آخر في المنطقة. لم يعد ثمة شك من أين تنبعث هذه الأجندة: إنها تأتي من إسرائيل ودول الخليج، والتي لا عمل لديها في قبرص ولا مصالح.
مغامرة خطيرة
لا تتساهل إسرائيل مع من يسعى لتقويض غايتها المركزية، ألا وهي ترسيخ حدودها حول المناطق التي تحتلها بشكل غير مشروع. ضمن تقييمه الاستخباراتي لعام 2020م، عمد قسم الاستخبارات العسكرية في إسرائيل إلى ضم تركيا إلى قائمة المنظمات والبلدان التي تهدد أمن إسرائيل القومي. إلا أن التقييم استبعد اندلاع مواجهة عسكرية بين البلدين.
أما الأنظمة الشمولية والإجرامية في الإمارات والسعودية فلا توجد لديهما مثل هذه الهواجس. كل ما يخشونه هو تأثير تركيا في شعوبهم بوصفها زعيمة للسنة في العالم. فالحرب تدور حول من يتزعم السنة في العالم العربي. لقد تهاوى ادعاء السعودية بحقها في تلك الزعامة، وسيكون وضعها أشد سوءًا من هذه الناحية بعد أن تطبع علاقاتها أخيرًا مع إسرائيل.
لا تملك فرنسا لا الشجاعة ولا الجلد على إشعال صراع جديد في منطقة الشرق الأوسط. ففي الداخل الفرنسي، بات ما يشبه «الطفل العبقري» في السياسة الفرنسية أقل رؤساء فرنسا شعبية على الإطلاق.
تشهد فرنسا، مثلها مثل غيرها من البلدان الغربية، انقسامًا داخليًّا. لقد ابتليت بجائحة كوفيد-19 وصعود اليمين العنيد فيها بقدر ما ابتليت بريطانيا بالانقسام حول بريكسيت. بإمكان ماكرون أن يتعلم درسًا من مجمل التجارب التي خاضها كل من طوني بلير، وجورج دبليو بوش، ودافيد كاميرون، ونيكولا ساركوزي، وينأى بنفسه عن المغامرات الخارجية. ولكن فيما لو أصر على المضي فيها، فستكون نهايته وخيمة.
========================