الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13/8/2018

سوريا في الصحافة العالمية 13/8/2018

14.08.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
  • فورين بوليسي :الحرب السورية انتهت وأمريكا هي الخاسرة
https://www.dnn-sy.net/الحرب-السورية-انتهت-وأمريكا-هي-الخاسر/
  • صندي تايمز: الأسد يحول بنادقه ضد المدنيين بإدلب وهذا هدفه
https://arabi21.com/story/1115342/صندي-تايمز-الأسد-يحول-بنادقه-ضد-المدنيين-بإدلب-وهذا-هدفه#tag_49219
  • صندي تايمز: لماذا فشل الغرب في سوريا؟\
https://arabi21.com/story/1115404/صندي-تايمز-لماذا-فشل-الغرب-في-سوريا#tag_49219
 
الحرب السورية انتهت وأمريكا هي الخاسرة
https://www.dnn-sy.net/الحرب-السورية-انتهت-وأمريكا-هي-الخاسر/
رفعت قوات “النظام” السوريّ في وقت سابق من هذا الشهر علمها فوق مدينة درعا الجنوبية، واحتفلت هناك بانتصارها. ورغم أنَّ سفك الدماء لم ينته، إلا أنه يصعب تجاوز ما ترمز درعا إليه. فأخيراً، تم القضاء على “الانتفاضة” التي بدأت في تلك المدينة يوم 6 آذار/مارس 2011، و”الحرب الأهلية” التي عصفت بالبلاد وزعزعت استقرار أجزاء من الشرق الأوسط وأوروبا ستنتهي عاجلاً وليس آجلاً. لقد انتصر [الرئيس] بشار الأسد -الرجل الذي كان تنحيه مُفترضاً في [ما قيل عنه] “مسألة وقت”- بمساعدة روسيا وإيران وحزب الله على “شعبه”[1].
إنَّ واشنطن مشغولة جداً بـ “حقيقة” أن عدد السوريين اليوم أصبح أقل مما كان عليه بـ 500 ألف تقريباً منذ قيام مجموعة من “الأولاد” باستخدام بخاخات الطلاء لكتابة “الشعب يريد إسقاط النظام” على مبانٍ في درعا منذ أكثر من سبع سنوات. ولكن بما أن القرار قد حُسم حول الصراع في سورية، فلا بد من التفكير بهدف ومكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط الجديد. فالأولوية هي العمل على التخلص من الشعارات التي طالما كانت أساس السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، والتي أسهمت في إرباك وشلّ سياستها في سورية وغيرها.
ربما لا يوجد أحد داخل حزام واشنطن الدائري[2] إلا وتم إخباره في مرحلة ما من حياته المهنية حول مخاطر القفز للاستنتاج بناء على أحداث مشابهة. إلا أنه لم يكترث أحد لمثل هذه الدروس.  لقد جاءت “الانتفاضة” السورية في وقت رائع في الشرق الأوسط عندما بدا للناس أن “الحرية” تنتشر في كل مكان. فقد بدأت “تظاهرات القوة الشعبية” بالتحرك في درعا، بعد مدة وجيزة من سقوط الزعيمين القديمين في تونس ومصر. كما أن “الانتفاضة” ضللت حكم الدبلوماسيين وصناع القرار والمحللين والصحافيين، ما جعلهم غير قادرين على تمييز الاختلافات بين منطقة [الرئيس] الأسد ومنطقة بن علي أو بين هيكلية “النظام” السوري والنظام المصري [آنذاك].
بما أنَّ المجتمعَ السياسيَّ لم يكن يتوقع صمود الرئيس السوري لمدّة طويلة جداً، فوجئ الجميع عندما استمر [الرئيس] الأسد في استراتيجيته بشكل أكثر وضوحاً وفعالية؛ ذلك أن عسكرة الانتفاضة في الوقت نفسه الذي كانت سورية تواجه فيه الميليشيات المتناحرة فيها والجهاديين والقوى الإقليمية، بالإضافة إلى تدخل روسيا، كلّ ذلك جعل تحديد المصالح الأمريكية في هذا الصراع أمراً صعباً. لذلك، أدانت واشنطن إراقة الدماء، وأرسلت المساعدات إلى اللاجئين، ودرّبت “المتمردين الذين تم التحقق منهم*”بفتور”، وقصفت “داعش”، لكنها ظلت خارج الصراع “الأهلي” السوري؛ خشية أن يتم الاعتقاد بأن هذه السياسة تعود للرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأن هدفه الخروج [من المنطقة] وليس الدخول في صراعات الشرق الأوسط. وهذا لا يعني أن سياسة خَلَفِه مختلفة بشكل كبير، باستثناء أن الرئيس دونالد ترامب صريح بشأن مغادرة سورية مع موسكو بعد تدمير “داعش”. وبينما استمرت الجثث بالتراكم، كان كل ما استطاعت واشنطن التعبير عنه هو القلق حيال مشكلة أخرى قادمة من الجحيم. بالطبع، تختلف سورية عن رواندا، ودارفور، وسريبرينيتشا [في البوسنة] -للحكم عليها عن طريق المقارنة- ولكنها حالة أخرى بمقياس مفتعل، أصابت واشنطن بالشلل. يبدو أنه حتى أولئك الضليعون في التاريخ لا يمكنهم تجنب تكرار هذه الحالة.
إن العديد من المحللين وصناع السياسة الذين فضّلوا خروج الولايات المتحدة أو تقليل دورها في سورية خلصوا إلى هذا الموقف بأمانة. فقد شجبوا غزو العراق عام 2003، ورأوا كيف تسبب بزعزعة استقرار المنطقة، ومنح القوة لإيران، وأضرّ بالعلاقات مع حلفاء واشنطن، وأثار عنف المتطرفين، ما أدى إلى تقويض الموقف الأمريكي في المنطقة. وبالنسبة للمجموعة نفسها [من المحللين] يبدو أن التقاعس الأمريكي في سورية أدى إلى الشيء نفسه؛ فقد تسبب في عدم الاستقرار الإقليمي، ومنح القوة لإيران، وأفسد العلاقات مع الأصدقاء الإقليميين، وزاد من قوة الجماعات الإرهابية العابرة للحدود. مع ذلك، قد يكون قرار الابتعاد جيداً من الناحية السياسية، ولكن كانت له كلفة كبيرة على موقف واشنطن في الشرق الأوسط.     إنَّ انحسار قوة ونفوذ أمريكا الذي كشفته وسرّعته الأزمة السورية، هو تطور لم يفكر به المجتمع السياسي، لأنه لم يكن مفترضاً حدوثُ ذلك. كما أنه حسب كل المقاييس التقليدية للقوة، فإن الولايات المتحدة، رغم كل شيء، ليس لها نظير، ولكن القوة مفيدة فقط عند تطبيقها، وقد أثبتت واشنطن أنها غير قادرة أو غير راغبة بصناعة الأحداث في الشرق الأوسط مثلما كانت تفعل في الماضي، أي أنها تخلت عن نفوذها بنفسها. قد يكون هذا تطوراً إيجابياً، فلا أحد يريد تكرار ما حصل في العراق. وبدلاً عن واشنطن، قدّمت موسكو نفسها كشريك أفضل وأكثر كفاءة لدول الشرق لأوسط، ولم يكن هناك العديد من المستفيدين [من الشراكة مع روسيا] غير السوريين، ولكن يبدو أن هناك الكثير من المصالح، والصراع في سورية هو السبب الرئيس وراء ذلك.
هذا، وعلى نقيض الطريقة التي أتى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمساندة حليفه [الرئيس] الأسد في أزمة، رأى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة أن أوباما قد أسهم في الضغط على الرئيس المصري حسني مبارك للتنحي بعد 30 عاماً، ما أفقد واشنطن الكثير من هيبتها في المنطقة. قد لا يحب المصريون والسعوديون والإماراتيون والإسرائيليون وغيرهم [الرئيس] الأسد كثيراً، لكنَّ ردَّ فعل روسيا القويّ لمنع سقوطه وجهودها لمساعدته من أجل تحقيق الانتصار تركا فيهم تأثيراً. لقد أصبحت سورية الآن محوراً لاستراتيجية روسيا لإعادة تأكيد نفسها كقوة عالمية، وإن نفوذها المتجدد في الشرق الأوسط يمتد من دمشق شرقاً عبر حكومة إقليم كردستان إلى إيران ومن العاصمة السورية جنوباً إلى مصر ثم غرباً إلى ليبيا.     ما تزال إسرائيل وتركيا ودول الخليج تتطلع إلى واشنطن من أجل القيادة، ولكنها بدأت أيضاً تطلب مساعدة الكرملين لتأمين مصالحها. لقد أصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى جانب بوتين بشكل ثابت. كما أنَّ الرئيس التركي ونظيره الروسي، بالإضافة لقادة إيران شركاء في سورية. وقد قام الملك سلمان بأول زيارة غير مسبوقة على المستوى الملكي السعودي إلى موسكو في تشرين الأول/أكتوبر عام 2017؛ ويعتقد الإماراتيون أنه يجب على الروس أن يكونوا “على الطاولة” لإجراء مناقشات حول الأهمية الإقليمية. إن الحقبة التي وضعت فيها الولايات المتحدة قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، وحافظت فيها على نظام إقليمي سهل وأقل تكلفة لبسط القوة الأمريكية استمرت 25 سنة، لكنها انتهت الآن.
وأخيراً، يكشف الوضع في سورية عن التضارب العميق بين الأمريكيين تجاه الشرق الأوسط والأهمية المتدنية لما كان يَعُدُّهُ المسؤولون الأمريكيون تمركزَ مصالحٍ لواشنطن فيه منذ مدّة طويلة: مثل النفط وإسرائيل والهيمنة الأمريكية على المنطقة لضمان حمايتهما. يتساءل الأمريكيون لماذا تنتشر القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج الفارسي إذا كانت الولايات المتحدة مهيأة لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم. فبعد حربين غير حاسمتين في 17 سنة، لا يمكن لأحد أن يعطي الأميركيين سبباً مقنعاً لماذا يشكل “نظام” الأسد مشكلة بالنسبة لهم. لا تزال “إسرائيل” تحظى بشعبية، ولكن أثبتت لأكثر من 70 سنة أنها قادرة على الاعتناء بنفسها. لقد ترشح أوباما وترامب على منصات تخفيض النفقات، وفازا. إن الجمود في سورية هو الذي يعمل على دفع المجتمع السياسي لفعل شيء ما وكذلك السياسات التي تجعل ذلك مستحيلاً.
ربما الآن وبعد فوز فريق الأسد-بوتين-خامنئي في الصراع السوري، ستكون هناك فرصة للأميركيين لمناقشة مسوّغات ما يُعَدُّ ذا أولويّة في الشرق الأوسط. ولكن، لن يكون الأمر سهلاً. فالكونغرس مُستَقطب ومشلول. إن النهج الذي تتبعه إدارة ترامب في المنطقة يتم اتخاذه من قبل شجاعة الرئيس، فقد استمر في سياسات عهد أوباما بمحاربة الجماعات المتطرفة، لكنه بعد ذلك خالف أسلافه ونقل السفارة الأمريكية في “إسرائيل” إلى القدس. ونقض ترامب الاتفاق النووي الإيراني، إلا أنه لم يفعل الكثير منذ ذلك الحين بخصوص إيران سوى الكلام شديد اللهجة، ولكنه يريد مغادرة سورية “في القريب العاجل”، حتى وإن تعهّد مستشاره للأمن القومي بالبقاء طالما بقيت إيران هناك.
رغم هذا التباين وبسببه، آن الأوان لإجراء نقاش حول الشرق الأوسط. فهناك حجة مقنعة ليتم تنفيذها ومفادها أن المصالح الأمريكية تستدعي وجود دور أمريكي نشط في المنطقة، وهناك حجة أخرى بالقدر نفسه من الإقناع بأن أهداف الولايات المتحدة يمكن تأمينها بدون حروب، وبمشاريع الهندسة الاجتماعية، وبعمليات السلام، وبمحادثات جنيف. وما بينها، كيف تبدو السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط الآن؟ متناقضة وخاملة. وفي ظل هذه الظروف، ستستمر سورية وروسيا وإيران بالانتصار.
الناشر: فورين بوليسي (Foreign Policy)الكاتب: ستيفن أ كوك (Steven A. Cook)
[1] لطالما تحدث الإعلام الغربي عن محاربة الجيش السوري للإرهاب على أنها استهداف للشعب؛ ذلك بغية تحقيق أهداف باتت معروفة للجميع، فقد تبيّن لاحقاً تورّط الدول الغربية مع الإرهابيين بسبب دعمها لهم عسكريّاً وإعلاميّاً؛ وكان آخر دليل على ذلك استقبال الصهاينة للهاربين من القنيطرة ممن يسمون أنفسهم بالخوذ البيضاء الذين كانوا دائماً يتهمون الجيش السوري باستهداف المدنيين بينما يخفون هويتهم الحقيقية والتي انكشفت للجميع بعد ارتمائهم بين أحضان العدو الصهيوني(المترجم). [2]وهي منطقة في واشنطن يوجد فيها الساسة الأمريكيون ضمن مجال دائري مغلق(المترجم).
*”المتمردون” الذين تم التحقق من عدم انتمائهم للجمعات المتطرفة، أو ما وصفوا “بالمعارضة المعتدلة” (المترجم).
مداد
==========================
صندي تايمز: الأسد يحول بنادقه ضد المدنيين بإدلب وهذا هدفه
https://arabi21.com/story/1115342/صندي-تايمز-الأسد-يحول-بنادقه-ضد-المدنيين-بإدلب-وهذا-هدفه#tag_49219
نشرت في صحيفة "صندي تايمز" تقريرا لمراسلتها لويزا غالاغان، تقول فيه إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد بدأ عملية له ضد آخر ملجأ للمدنيين السوريين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المدنيين السوريين الذين يعيشون في منطقة خاضعة لسيطرة الجهاديين يواجهون هجوما محتوما من النظام، بعد مقتل 41 شخصا، معظمهم من الأطفال، بسبب القصف.
 وتقول غالاغان إن النظام السوري والطيران الروسي كثفا من الغارات الجوية والقصف المدفعي يوم الجمعة، فيما يعتقد أنها بداية الحملة، بالإضافة إلى أنه تم تعزيز قوات النخبة التابعة للنظام تحضيرا للهجوم، مشيرة إلى أن استعادة إدلب تعد آخر مراحل الحرب التي استمرت على مدى السنوات السبع الماضية.
وتكشف "صندي تايمز" عن الدراما التي جرت خلف الكواليس، التي تعد واحدا من أهم معالم الحرب، والقرار الأمريكي البريطاني بعدم التدخل في النزاع، وذلك بعد الهجمات الكيماوية في الغوطة الشرقية في آب/ أغسطس 2013، وبعد مقتل أكثر من ألف مدني نتيجة لغاز السارين.
ويلفت التقرير إلى أن كتابا لأنتوني شيلدون يكشف عن أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حاول في عدد من المكالمات إقناع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، بتحشيد الدعم لعملية انتقامية ضد النظام.
 وتورد الكاتبة نقلا عن كاميرون، الذي قطع إجازته الصيفية، قوله لمساعديه: "في المرة المقبلة التي سأسأل فيها الرئيس حول الهجمات الكيماوية قولوا اذهب إلى سرير التشمس ونم"، ونظر إلى الحصانة من الجريمة على أنها خط أخضر لنظام الأسد الوحشي وداعميه الروس.
 وتفيد الصحيفة بأن المسؤولين الأتراك والغربيين فوجئوا بالهجوم على إدلب، حيث لم يكونوا يتوقعون حدوثه حتى نهاية العام الحالي، فبعد السيطرة على جيوب المعارضة في جنوب سوريا الشهر الماضي، تعهد الأسد بأن تكون إدلب الساحة المقبلة، مع أن الروس أكدوا أنه ليست هناك معركة كبيرة قادمة.
وبحسب التقرير، فإنه تم حشد قوات النمر في يوم الجمعة على الجانب الجنوبي للمحافظة، فيما قالت مصادر في مخيمات اللاجئين في الشمال إن شاحنات محملة بالمدنيين فرت من القصف الجوي السوري والروسي.
وتنقل غالاغان عن شاهد عيان، قوله إن 41 شخصا، نصفهم تقريبا من الأطفال، قتلوا عندما قصف الروس بلدة أورم الكبرى، التي تقع بين محافظة إدلب وحلب، فيما تم حشر الآلاف من مقاتلي تنظيم هيئة تحرير الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة في إدلب، وهي المعقل الأخير للكثير  من المدنيين والمقاتلين الذين تم نقلهم في صفقات خروج من مناطق المعارضة في أنحاء متعددة من سوريا.
 وتجد الصحيفة أنه لو تم ضرب المحافظة فإن المناطق القريبة من تركيا ستعاني من تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، مشيرة إلى أن الدبلوماسيين يرون أن الغرض من الهجوم هو إجبار تركيا على التفاوض، حيث قامت الأخيرة في محاولة لمنع هجوم شامل بنزع أسلحة المقاتلين المتشددين، أو مواجهتهم وقتلهم.
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن هناك محادثات عاجلة جرت بين تركيا وروسيا الأسبوع الماضي، حيث منحت أنقرة وقتا كافيا للتخلص من الجهاديين.
==========================
صندي تايمز: لماذا فشل الغرب في سوريا؟
https://arabi21.com/story/1115404/صندي-تايمز-لماذا-فشل-الغرب-في-سوريا#tag_49219
كتب نائب رئيس جامعة باكنغهام المؤرخ سير أنتوني شيلدون، دراسة تحت عنوان "عشرة أيام في آب"، ستصدر في العام المقبل، وفيها تتبع الأحداث التي كان يمكن للغرب فيها أن يغير الدينامية للحرب السورية.
ونشرت صحيفة "صندي تايمز" مقتطفات من الكتاب، حيث يرى شيلدون أن الأيام العشرة الطويلة من آب/ أغسطس هزت النظام العالمي القائم، حيث يمكن مقارنة أثرها بالأثر الذي تركته هجمات أيلول/ سبتمبر 2001، أو الأثر الذي أحدثته الأزمة المالية العالمية عام 2008، والرهان في ذلك الوقت لم يكن فقط على القيادة الأخلاقية للغرب.
ويقول المؤرخ في مقاله، الذي ترجمته "عربي21" إنه "بعد خمسة أعوام يمكننا تجميع خيوط ما حدث، من خلال الشهود المعاصرين لها، والكشف عن السبب الذي تحطمت فيه آمال التدخل ومن كان مسؤولا، ففي 21 آب/ أغسطس شن الأسد هجوما بالغاز الكيماوي على الغوطة الشرقية، واضعا الغرب أمام تحد للتدخل، لكن كيف سيرد؟ فقبل عام قال الرئيس باراك أوباما: (كنا واضحين مع نظام الأسد.. الخط الأحمر هو عندما نرى كميات من الأسلحة الكيماوية تنقل من مكان لآخر، أو تستخدم، وهذا سيغير حساباتنا وسيغير معادلتي)".
ويعلق شيلدون قائلا إنه "تم تحدي إرادة الغرب في الغوطة، فلو مرت دون رد فستكون تهديداته فارغة، وكان ديفيد كاميرون في كورنوول يستمتع مع عائلته، بعد صيف حافل عندما شاهد جثث أطفال يتلوون من الألم، وعرف كاميرون أن ترك الأسد يمر دون عقاب أمر غير مقبول، فاستخدام السلاح الكيماوي ممنوع منذ الحرب الكبرى قبل مئة عام، لكنه كان يعلم أن مهمة إقناع البرلمان ستكون محفوفة بالمخاطر، فذكريات حرب العراق لا تزال غضة، وكذلك الشعور بأن توني بلير خدع البرلمان في حرب غير ضرورية ضد صدام حسين عام 2003".
ويجد الكاتب أن "من المثير للقلق أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يشعر أن كاميرون خدعه؛ لحجب صوته في مجلس الأمن، من أجل اتخاذ عمل عسكري قاد إلى تغييرالنظام الليبي، ولم يكن بوتين ليسمح للغرب بتكرار ما فعل في ليبيا، وكانت الخطوة الأولى لكاميرون هي الحديث مع أوباما، لكن تأمين خط له لم يتوفر، ولم يتحدثا إلا بعد ثلاثة أيام من الهجوم".
ويقول شيلدون إن من استمع للمكالمة بينهما يقول إن المكالمة سيطر عليها كلام الرئيس وتفكيره، على خلاف سلفه جورج دبليو بوش، الذي كان يطلب رأي محاوره أولا، واقترح أوباما القيام بغارات بصواريخ كروز في 26 آب/ أغسطس؛ لعدم تفويت الفرصة، لكنه حاول جهده التأكيد أنه لم يتخذ قراره بعد، واتصل كاميرون عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع المقربين منه، مباشرة بعد الانتهاء من المكالمة، وأخبرهم بأن الرد المحتمل سيكون صاروخيا، وستؤدي فيه بريطانيا دورا مهما.
ويشير الكاتب إلى أن وزير الخارجية ويليام هيغ كان أول المتحدثين، حيث عبر عن خشيته من قيام الأسد والروس بإطالة أمد المفاوضات، وقتل آثار استخدام السارين، فيما عبر نائب رئيس الوزراء نيك غليغ، زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين، عن دعمه لأي تحرك، طالما مر عبر الأمم المتحدة، ومن خلال قوة دولية تضم فرنسا.
 ويلفت شيلدون إلى أنه عندما انتقل كاميرون إلى مقر الحكومة الريفي في تشيكرز، فإنه اجتمع مع المسؤولين البارزين، الذين عبروا عن قلقهم من الرئيس أوباما، وتأخره في الرد، وعدم فهمه الضغط الذي يتعرض له كاميرون، مشيرا إلى أن النصيحة كانت هي دعوة النواب من عطلتهم الصيفية للتصويت والتأكد من الحصول على دعم حزب العمال.
ويذكر المؤرخ أن كاميرون قرر كتابة رسالة شخصية لأوباما، أكد فيها دعمه للعمل العسكري، مع تأكيدات حول ثلاث نقاط: وجود دليل قاطع عن استخدام السلاح الكيماوي، وأرضية قانونية للعمل، ودعم الأمم المتحدة للتحرك العسكري.
وينوه شيلدون إلى أن المخاوف زادت عندما أبدى أوباما ترددا في التدخل العاجل، فيما أعلنت الحكومة السورية و"بذكاء" عن سماحها للمفتشين الدوليين بالدخول والتحقيق، فلا تستطيع أمريكا الضرب وهم في الداخل.
ويبين الكاتب أن تداعيات عدم التحرك كانت في قلب القصة، فقد اتفق أوباما وكاميرون على العمل العسكري، "لكن لماذا لم يحدث؟"، مشيرا إلى أنه في 26 آب/ أغسطس كان الضغط يتزايد على كاميرون لدعوة البرلمان، ودعا كاميرون، الذي قاوم المطالب بالعودة، إلى 10 داونينغ ستريت بالتحضير لعقد اجتماع لحكومته، ومجلس الأمن القومي، وكانت أولوية كاميرون في ذلك اليوم هي الحديث مع بوتين، حيث تم تحديد المقابلة في الساعة الرابعة وخمس دقائق مساء.
ويشير شيلدون إلى أن كاميرون تحدث مع بوتين بعد سلسلة من التأخيرات، بادئا المكالمة بالتأكيد على العلاقات الثنائية، قائلا: "أود اليوم مناقشة الهجمات الكيماوية المروعة، ومن الواضح أنها خط أحمر رسمناه نحن وروسيا، وأنا مهتم بمعرفة رأيك، لكن لدينا مستويات عالية من الثقة بأن الهجمات نفذها النظام، ويجب أن تكون للأفعال تداعيات".
ويلفت الكاتب إلى أن بوتين رد بالقول إنه "سعيد بالاستماع إليك، تحياتي من سيبيريا، وصلتني رسالتك يوم 23 أب/ أغسطس، التي طلبت فيها إقناع سوريا بالسماح لمحققي الأمم المتحدة، ومنح الإذن يوم 25 آب/ أغسطس، هل تسمعني؟"، "نعم"، ومضى بوتين قائلا إنه يريد أن يكون صريحا معه بصفته "زميلا وصديقا"، لكنه يرى ان أحداث 21 آب/ أغسطس هي مبرر لجر المجتمع الدولي للعمل العسكري، وتقويض الخيارات لمؤتمر دولي، وتساءل عن السبب الذي يدفع دمشق لعمل عسكري يؤدي إلى التدخل الخارجي، مشيرا إلى أنه "لا توجد بيانات تثبت استخدام النظام السلاح الكيماوي، ومن السهل البدء بحرب، ومن الأفضل انتظار تحقيق المفتشين".
وينوه شيلدون إلى أن كاميرون، الذي استمع بصبر، رد قائلا إن السماح للمفتشين لا يعني أنهم زاروا الموقع الذي تعرض للقصف المستمر، واحتج على اقتراح مسؤولية المعارضة عن الهجوم، فـ"ليست لديها الأسلحة التي استخدمها النظام في عدد من المناسبات"، وأخبر بوتين قائلا: "لو لم نتحرك فإنك ستعطي رسالة للديكتاتوريين بأنه يمكن استخدام السلاح الكيماوي".
وينقل الكاتب عن بوتين، قوله: "اتفق بشكل كامل بأن استخدام السلاح الكيماوي غير مقبول.. في الوقت الحالي ليست لدينا أدلة على استخدامه، أو أن الحكومة استخدمته".
ويفيد شيلدون بأنه بعد عودته لمقر الحكومة في لندن، فإنه انشغل بالاجتماعات مع نائبه كليغ وهيغ ووزير الخزانة، حيث كان على رأس النقاشات دعوة البرلمان للاجتماع، مستدركا بأنه رغم ما يملكه الوزراء من صلاحية للمشاركة في الحروب، إلا أن الواقع بعد حرب العراق كان مختلفا.
ويذكر الكاتب أن هيغ حذر من استدعاء البرلمان؛ لأن هذا يحتاج لإجراءات برلمانية، فيما قال مسؤول النواب المحافظين في البرلمان جورج يانغ، إنه واثق من قدرته على تأمين العدد المطلوب للتصويت، وثبت أنه أخطأ الحسابات، لافتا إلى أن كاميرون أنهى اللقاء بدعوة البرلمان للانعقاد.
 ويشير شيلدون إلى أن الحديث تواصل حول ضرورة إشراك البرلمان بالمعلومات الأمنية عن اللقاء، حيث دعا كليغ للأمر، خاصة في ظل ما حدث في العراق، مستدركا بأن المشكلة هي أن التقارير الأمنية لم تكن متأكدة "100%" من استخدام السلاح الكيماوي في الهجوم، ومن هنا طلب من المخابرات تقديم تقدير يحدد عما إن كان هناك قدرا من الصحة حول استخدام السلاح الكيماوي، فجاء الرد إما أن يكون صحيحا أو لا.
ويقول المؤرخ إن "كاميرون شعر بالسخط، فلو تحركت أمريكا وضربت لأصبح النقاش حول أحداث حدثت، وبدلا من ذلك فهو أمام مشكلة حشد القوى للتحرك العسكري، وتمت دعوة قادة الجيش للمشاركة، حيث كشفوا عن خطتهم المكونة من أربع خطوات: التحضير والضرب والنشاط الدبلوماسي والضرب مرة أخرى في حالة الضرورة، وبدا أن العملية العسكرية الأمريكية محدودة، خاصة أنه تم استبعاد المؤسسات الحكومية".
ويكشف شيلدون عن أنه عندما التقى كاميرون مع إد ميليباند، فإنه أطلعه على ما تعرفه الحكومة عن الهجمات الكيماوية، وأبدى استعداده للمشاركة في عمل لو قرر أوباما التحرك، وقال إنه يدعم قوة دولية عبر الأمم المتحدة، لافتا إلى أنه عندما سأل ميليباند عن المفتشين الدوليين، ولماذا لا ننتظر حتى يتم الانتهاء من تحقيقهم، والدليل وقانونية العمل، وتساءل عن الأهداف العسكرية وكيفية تحقيقها، فإن كاميرون عبر عن استعداده لتقديم النصيحة القانونية له، وشعر أن ميليباند متعاون ومتفهم في تلك المرحلة، حيث قال زعيم حزب العمال: "في الحقيقة لا أريد معارضة هذا الأمر، لكن علينا إشراك الرأي العام معنا".
وينوه الكاتب إلى أنه عندما تشاور ميليباند مع مسؤولي حكومته، فإنهم حذروه، وقالوا إن الحزب يلعب بالنار بعد العراق، ومن هنا تغيرت لهجته من التعاون إلى عدم المساعدة، واتصل مع كاميرون قائلا له: "لا نستطيع عمل هذا دون قرار من الأمم المتحدة، أو حتى لو استخدم الروس الفيتو ضده".
وبحسب الصحيفة، فإن كاميرون كان يعلم أن العودة للأمم المتحدة عبثية، لكنه طلب من المسؤولين البريطانيين البدء في التداول مع الدول الدائمة العضوية في الأمم المتحدة للبحث في مشروع قرار.
ويستدرك شيلدون بأن أوباما عبر في مكالمة ثانية مع كاميرون عن ضيقه من العوده للأمم المتحدة، وكان لا يريد أن يكون خارج أمريكا أثناء عملية عسكرية، فكان يحضر للسفر إلى سانت بطرسبرغ للمشاركة في قمة الدول العشرين، وختم مكالمته بالقول إنهما قد يحتاجان لنقاش صعب، ما يعني أن أمريكا قد تقرر المضي وحدها.
ويفيد الكاتب بأن كاميرون واجه مشكلة مع الرأي العام، الذي كان يعارض المشاركة، بنقطتين لصالح نقطة واحدة، بحسب استطلاع نشرته صحيفة "صن"، منوها إلى أن كاميرون شعر أن ظلال حرب العراق تحوم فوقه، حيث قال في اجتماع لمجلس الأمن القومي: "يبدو هذا مثل عام 2003 وليس عام 2013".
ويذهب شيلدون إلى القول إن العراق كان حاضرا في تفكير حزب العمال، حيث قال ميليباند: "الإجراءات مهمة، وهي مهمة لدعم الشرعية، وقد أخطأت حكومتنا عام 2003"، وقال ميليباند بعد خروجه من مقر الحكومة: "لا أستطيع دعم هذه المهمة"، حيث فقدت الحكومة منذ هذه اللحظة السيطرة على الأحداث، وقادت للتصويت الذي أنتج 272 صوتا داعما، مقابل 285 صوتا رافضا.
ويعتقد الكاتب أن "ظلال حرب العراق كانت الجاني الذي ورد على كل لسان، فعندما قال كاميرون: (ثقوا بي)، تذكر الناس (الملف المزور) لتوني بلير وأليستر كامبل، ورغم مخاوف الحكومة البريطانية من رد أمريكي غاضب، إلا أن مكالمة أوباما بعد يوم من التصويت البرلماني كانت تحمل لهجة متعاطفة (لا ضير أخي، كل ما تريده هو الصمود ولو لفترة، وسيكون كل شيء على ما يرام)، وأضاف: (أعلم أنك تشعر بالأذى أخلاقيا وشخصيا، ولم تتخل عنا بأي طريقة، ولديك إجراءات يجب الالتزام بها، والمزاج في الغرب هو أنه يرى ليبيا في فوضى، وسوريا تعاني من الفوضى، وهم قلقون)".
ويقول الكاتب: "نعلم بقية القصة، وقرار أوباما نقل ملف العمل العسكري إلى الكونغرس، بعد قرار البرلمان البريطاني بشكل جعل منظور العمل بعيدا، خاصة أن الكونغرس كان في عطلة الصيف، وتبعت فشل الغرب في الرد على تجاوز الخط الأحمر أحداث كبيرة، من تشريد الملايين من السوريين، وقتل مئات الآلاف منهم، وتحولت سوريا إلى ساحة تأثير روسية، واحتلت روسيا شبه جزيرة القرم، وهددت دول البلطيق، واستمر تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا".
ويلفت شيلدون إلى أن فشل أوباما على الساحة الدولية أدى إلى ظهور خليفة يزعم أنه يستطيع عمل الأشياء، وفقد كاميرون الثقة التي تمتع بها في الفترة ما بين20112013، مشيرا إلى أن هذه الأمور كلها تبعت فشل الغرب في التحرك بطريقة حاسمة على الهجمات الكيماوية.
 ويجد الكاتب أنه "مع ذلك فإنه من غير المؤكد أن هذه العشرة أيام كانت سببا للأحداث، فمن ناحية عكسية ربما كان التدخل مدعاة للدم والدمار".
ويختم شيلدون مقاله بالقول إنه "من الواضح أن أوباما وكاميرون أساءا التقدير عندما افترضا أنهما يعيشان في عالم يعد فيه التدخل الإنساني أمرا مقبولا، بناء على قاعدة أخلاقية، لكنهما تعلما الدرس بقسوة، وراقبت القوى الشعبوية في كلا البلدين ذلك، وكانت لدى الغرب فرصة لممارسة قيادته الأخلاقية لكنه تلوى تحت الضغط".
==========================