الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13/6/2020

سوريا في الصحافة العالمية 13/6/2020

14.06.2020
Admin




إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • بوليتكو: ضعف بشار الأسد في سوريا فرصة لأمريكا
https://arabi21.com/story/1277772/بوليتكو-ضعف-بشار-الأسد-في-سوريا-فرصة-لأمريكا#tag_49219
  • نيويورك تايمز :"أردوغان" و"ترامب" يُشكِّلان علاقة جديدة مع توافُق المصالح
https://nedaa-sy.com/articles/901
  • فورين بوليسي تفضح الأساليب الوحشية لمجموعة فاغنر الروسية
https://www.syria.tv/فورين-بوليسي-تفضح-الأساليب-الوحشية-لمجموعة-فاغنر-الروسية
  • ذا هيل: هل ستندلع حرب باردة جديدة بين أمريكا وروسيا حول سوريا وليبيا؟
https://www.alquds.co.uk/ذا-هيل-هل-ستندلع-حرب-باردة-جديدة-بين-أم/
 
الصحافة الالمانية :
  • صحيفة ألمانية: عائق حقيقي أمام روسيا في سوريا يهدد بتدمير كل ما فعلته
https://eldorar.com/node/152644
 
الصحافة الروسية :
  • زافترا :99 % من أوراق الحل بيد العرب! كيف؟
https://arabic.rt.com/press/1123165-99-من-أوراق-الحل-بيد-العرب-كيف/
  • موقع روسي: سوريا وتركيا والغاز الإسرائيلي.. من المستفيد؟
https://www.sasapost.com/translation/syria-turkey-and-israeli-gas/
 
الصحافة البريطانية :
  • ميدل إيست آي: كيف تسير المواجهة بين إيران وإسرائيل في سوريا؟
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/6/12/ميدل-إيست-آي-كيف-ستسير-المواجهة-بين
  • الغارديان: قانون قيصر يستهدف النظام وداعميه في الخارج وسيؤدي لمعاناة ودمار جديد للسوريين
https://www.alquds.co.uk/الغارديان-قانون-قيصر-يستهدف-النظام-ود/
 
الصحافة السويسرية :
  • صحيفة سويسرية: أردوغان يورط تركيا ويعزلها دوليا   
https://al-ain.com/article/erdogan-country-isolates-internationally
 
الصحافة العبرية :
  • هآرتس :بعد 20 سنة في حكم سوريا: طبيب العيون… بين قانون قيصر والربيع الدمشقي
https://www.alquds.co.uk/بعد-20-سنة-في-حكم-سوريا-طبيب-العيون-بين-ق/
 
الصحافة الامريكية :
بوليتكو: ضعف بشار الأسد في سوريا فرصة لأمريكا
https://arabi21.com/story/1277772/بوليتكو-ضعف-بشار-الأسد-في-سوريا-فرصة-لأمريكا#tag_49219
عربي21- بلال ياسين# الجمعة، 12 يونيو 2020 11:06 ص بتوقيت غرينتش0
نشر موقع مجلة "بوليتكو" مقالا اعتبر أن رئيس النظام السوري بات في أضعف حالاته في وقت تقترب فيه سوريا من حالة الانهيار، وسط احتجاجات وأوضاع اقتصادية.
وقال تشارلس ليستر، مدير برنامج سوريا ومواجهة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط، الذي كتب المقال، إن الولايات المتحدة لديها فرصة جيدة لمنع الكارثة.
وبدأ مقالته التي ترجمتها "عربي21"، بالحديث عن التظاهرات التي شهدتها محافظة السويداء التي تشتعل فيها معارضة النظام منذ أيام.
وكانت رسالة قادة الدروز في السويداء جنوب البلاد هي "وعدنا الالتزام بالسلام، ولكنك إن أردت الرصاص فستحصل عليه"، حيث تجددت الاحتجاجات من جديد في يومي الأربعاء والخميس ورفع فيها بعض المتظاهرين علم الثورة السورية.
وظلت الطائفة الدرزية بعيدة عن النزاع المر الذي تشهده سوريا منذ تسعة أعوام، إلا أن الأزمة الاقتصادية المتصاعدة أجبرت أبناءها على الخروج إلى الشوارع وهتفوا: "يلعن روحك إحنا جايينك"، وعبروا عن تضامنهم مع 3 ملايين معارض للنظام في محافظة إدلب آخر معقل ضد الأسد.
والتظاهرات وإن كانت جديرة بالاهتمام، إلا أنها مقدمة لأزمة أعظم، باتت تضرب نظام بشار الأسد، وكذلك فرص نجاته. وكان قرار الأسد عزل رئيس وزرائه عماد خميس، دليلا واضحا على أن الأزمة المالية والاحتجاجات باتت تهدده.
 وقال ليستر؛ إن الحديث عن انتصار الأسد في الحرب الدموية التي استمرت قرابة العقد من الزمان، بات أمرا معروفا في كل ما يكتب عن النظام، فقد استطاع قمع المعارضة واستعادة معظم المناطق التي خسرها بدعم من إيران وروسيا.
مع أنه بات واضحا في عام 2020، أن كل سبب من الأسباب التي قادت إلى ثورة 2011 لا تزال موجودة بل وساءت أكثر. فالتحديات لازدهار ومصداقية وبقاء النظام لا تزال موجودة في كل زاوية من زوايا البلاد.
ولأول مرة، بات الذين دعموا الأسد علانية أو سكتوا خوفا من قمعه يعبرون عن يأسهم. وبالتأكيد، فالحياة في سوريا عام 2020 تعد أسوأ من الظروف التي مرت على البلاد في الفترة ما بين 2014-2015.
وقام الأسد من خلال التمسك بالسلطة بتدمير بلاده واقتصادها. وتمنح اللحظة الجديدة فرصة للولايات المتحدة، على إحداث تغيير طال انتظاره، في بلد قد يصبح عود كبريت عالمي، مع أن دونالد ترامب والبيت الأبيض لم يهتما بالأحداث الحالية في سوريا، هذا إن قررت الإدارة الحالية استخدام أوراق النفوذ المتوفرة لديها للضغط على الأسد بطريقة قوية، وبالتعاون مع الدول الأوروبية والشرق أوسطية.
ثلاثة سيناريوهاتوبناء على الظروف الحالية، فهناك ثلاثة سيناريوهات تلوح بالأفق، أولها قيادة الأسد بلاده إلى خيار العزلة عن الاقتصاد العالمي، أي جعلها دولة منبوذة مثلما فعل النظام الحاكم في كوريا الشمالية.
وضمن هذا السيناريو، فسيحاول الأسد توسيع موقعه من خلال صورة الضحية. وبطرق مختلفة، فقد حضر الأسد قاعدته ليوم مثل هذا اليوم.
السيناريو الثاني، قد تأخذ سوريا طريق السير نحو الأسوأ بطريقة تجعل الأزمة تمس كل مفصل من مفاصل الحياة السورية وبطريقة لا يمكن لأحد تخيلها، ما يفتح المجال لبؤس جديد ومجاعات وجرائم.
وفي ظل هذا السيناريو، قد ينهار التضامن مع النظام جملة وتفصيلا، ما يفتح المجال لجعلها دولة فاشلة كالصومال، ما يعني كارثة إنسانية تجعل البلاد أرضا خصبة لتفريخ التطرف وزعزعة الاستقرار.
أما السيناريو الثالث، فهو حدوث تغيير في قمة الهرم الحاكم، وهو ما اقترحه عدد من الموالين القدامى للنظام. وبالنسبة لهم فهذه اللحظة قد تكون أخطر على نجاة الأسد من تلك التي واجهها في عز الأزمة.
وفي هذا السيناريو، قد يفشل الأسد في إقناع السوريين بالطريق الذي رسمه لهم، ويؤدي حنقهم وخيبة أملهم وغضبهم بدفعه من السلطة، وربما قامت روسيا باستبداله باسم قوي آخر في النظام.ومن الصعب التكهن في حيوية أي من هذه السيناريوهات، ولكن هناك سيناريو آخر يمكن للولايات المتحدة أن تديره بالتعاون مع الأوروبيين وشركائها في الشرق الأوسط.
ويرى الكاتب أن الوضع في سوريا يمثل قلقا كبيرا لكل من إيران وروسيا اللتين تعدان مصدر قوة النظام. ولم يكن النقد للنظام السوري في موسكو، سرا أم علانية، أقوى منه في أي وقت مضى، فالتدهور المستمر للاقتصاد واستمرار الجهود الدولية لفرض العزلة والعقوبات على النظام، قد تفتح الباب أمام داعمي النظام لدعم تسوية دولية مشروطة بالتعاون التدريجي وتخفيف العقوبات.
ورغم تعرض النفوذ الأمريكي في سوريا إلى تراجع بسبب القرارات المتهورة والمتعجلة من البيت الأبيض، إلا أن أمريكا لا تزال مهمة في سوريا والعالم ويمكنها والحالة هذه تشكيل نتيجة أي تسوية.
وفي الحقيقة، يوفر ضعف الأسد الحالي فرصة لم نرها منذ وقت طويل. وشهدنا في الأشهر الأخيرة كيف انهار الاقتصاد السوري وعانى من تضخم كبير وإغلاق محلات تجارية، ونقص في المواد الغذائية وزيادة في معدلات البطالة.
فيما انخفضت قيمة العملة السورية لما بين 2.400- 3.000 ليرة مقابل الدولار. ولم يعد الموظف قادرا على شراء أي شيء براتبه الشهري، إلا -ربما- بطيخة أو كليو أو اثنين من الليمون.
وتعيش نسبة 85% من السوريين في ظروف الفقر، ولم يكن النظام قادرا على توفير قمح يكفي لنهاية 2020، وهذا يعني نقصا في الخبر. وتحذر منظمات غير حكومية من مجاعة قد تندلع في نهاية العام في بلد يواجه أيضا تحدي انتشار كوفيد-19.
وبعيدا عن الوضع الاقتصادي، فقد فشل الأسد في تحقيق الاستقرار بمناطق المعارضة السابقة، فبالإضافة للسويداء شهدت درعا "مهد الثورة" سلسلة من المواجهات المسلحة، واستغل تنظيم الدولة الأوضاع وبدأ بالعودة في بادية الشام.
أما تركيا، فقد ضاعفت من جهود الدفاع عن ما تبقى من مناطق المعارضة، وشنت حملة جوية غير مسبوقة انتقاما لمقتل جنودها. وفي الوقت نفسه، تواصل إسرائيل السخرية من "السيادة" السورية في غارات جوية تستهدف ما تقول إنها أرصدة إيرانية.
ويعلق ليستر بأنه لا يوجد حل سحري موجود لسوريا، ولو كان هناك؛ فالولايات المتحدة لا تستطيع توفيره، إلا أن سوريا مهمة للمصالح الأمريكية والشرق الأوسط وما بعد.
فقائمة الآثار التي تركها النزاع السوري وحولت العالم خلال العقد الماضي متعددة؛ فموجات اللجوء من سوريا إلى أوروبا ساعدت في زيادة الشعبوية في السياسة الأوروبية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي أثبت عجزا في مواجهة الأزمة.
===========================
نيويورك تايمز :"أردوغان" و"ترامب" يُشكِّلان علاقة جديدة مع توافُق المصالح
https://nedaa-sy.com/articles/901
كانت العلاقات بين الرئيس "ترامب" ونظيره التركي "رجب طيب أردوغان" في أسوأ حالة قبل 10 أشهر، حيث انحرفت نحو اشتباكات مسلحة بين جيوشهما عَبْر الحدود السورية التركية وهدد "ترامب" بإبادة الاقتصاد التركي.
ولكن في هذه الأيام مع تهديد الفيروس التاجي بالركود يتعرض كِلا الرجلين لضغوط في بلاده وقلة الأصدقاء في الخارج، وقد يشعران بالحاجة إلى بعض الراحة الودية.
هذا الأسبوع تشارك الاثنان بضع نِكاتٍ خلال مكالمة هاتفية.
وقال "أردوغان" خلال مقابلة تلفزيونية بعد ذلك يوم الاثنين: "بصراحة وبعد محادثتنا الليلة يمكن أن تبدأ حقبة جديدة بين الولايات المتحدة وتركيا".
في الأشهر الأخيرة لم يقف ترامب في طريق التدخلات التركية، بل ساعدها في كل من سوريا وليبيا وشكر تركيا على تحريرها القس الإنجيلي الأمريكي، على الرغم من أن الدبلوماسيين اتهموا تركيا باحتجاز الرهائن السياسيين.
على نفس القدر من الأهمية فقد أوقف "ترامب" فرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها لنظام الصواريخ الروسي S-400، وهو الأمر الذي منع تركيا من الابتعاد عن الغرب حسبما قالت "أسلي أيدينتاسباس" وهي زميل أقدم في المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية.
وقالت: "لقد أنقذ ترامب هذه العلاقة ولولا هذا لكنا في المحور التركي الروسي".
كانت ليبيا هي آخِر مكان توصل فيه الرجلان إلى اتفاق على ما يبدو، حيث ألقى ترامب الضوء الأخضر على تدخُّل أردوغان العسكري الذي أعاد تشكيل النزاع.
قال "أردوغان" هذا الأسبوع عن محادثتهما حول ليبيا دون أن يحدد بالضبط ما هي تلك الاتفاقات: "لقد توصَّلنا إلى بعض الاتفاقات خلال مكالمتنا".
قامت القوات التركية هذا الربيع بمساعدة حكومة "السراج" وتغيير مسار الحرب، وهناك دلائل على أن واشنطن لا تعارض التدخل التركي.
قال "أوزغور أونلوهيسارسيكلي" مدير صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة إن واشنطن لم تحتجَّ على استخدام تركيا للأسلحة الأمريكية في عملياتها على سبيل المثال.
وقال "إن ما فعلته تركيا في ليبيا يناسب الولايات المتحدة بشكل كبير".
بقلم   فريق الترجمة          المصدر   نيويورك تايمز
===========================
فورين بوليسي تفضح الأساليب الوحشية لمجموعة فاغنر الروسية
https://www.syria.tv/فورين-بوليسي-تفضح-الأساليب-الوحشية-لمجموعة-فاغنر-الروسية
تلفزيون سوريا - ترجمة وتحرير ر با خدام الجامع
كيف يمكن لشبكة في الظل تضم مجموعة من العملاء أن تستخدم كرأس حربة ضمن المساعي الروسية لنشر نفوذها في مختلف أنحاء العالم دون أن تخضع لأي مساءلة.
قالت مجلة فورين بوليسي الأميركية في تقرير لها أمس الخميس، إنه خلال شهر تشرين الثاني الماضي انتشر فيديو لعملية قتل مريعة على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية، وهذا المقطع المريب الملتقط بواسطة كاميرا هاتف خليوي في حقل الشاعر للغاز بالقرب من تدمر بسوريا يظهر رجلاً سورياً واسمه حمدي بوطه (بعدما تعرف عليه أصدقاؤه وأفراد عائلته) وقد تمدد على الأرض وحوله رجال يرتدون بزات عسكرية ويتكلمون اللغة الروسية، ثم أخذوا يضربونه على أطرافه بواسطة مطرقة ثقيلة قبل أن يقوموا بقطع رأسه، ثم إضرام النار بجثته، مع اتخاذهم للوضعيات المناسبة للتصوير مع ما تبقى من جسده.
هؤلاء المجرمون الذين لم يخضعوا لأية محاكمة، تم تحديد هويتهم عبر منصة نوفايا غازيتا الإخبارية الروسية المستقلة، ويعتبر يفغيني بريغوزين وهو أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي اتهمته الولايات المتحدة بمحاولة التدخل بمجريات الانتخابات الرئاسية في عام 2016، القوةَ التي تقوم بتحريك هذه المجموعة من المرتزقة.
بيد أن ذبح بوطه ما هو إلا دليل على حالة انعدام المحاسبة التي تعمل مجموعة فاغنر بموجبها، ففي الوقت الذي تم فيه حظر مجموعات المرتزقة داخل روسيا، تلعب هذه المجموعة دور رأس الحربة في حروب الوكالة التي يخوضها الكرملين خارج البلاد.
فهؤلاء المتعهدون العسكريون في القطاع الخاص المقربون من الحكومة الروسية يتمتعون باستقلاليتهم اسمياً، بما يمنح الكرملين قدراً معقولاً من القدرة على إنكار وجودهم، بيد أن ذلك صعّب الأمر على المساعي التي يبذلها صناع السياسات الغربيون في سعيهم لصياغة رد على وجود مثل هؤلاء المرتزقة. فهم عبارة عن سكاكين سويسرية[1] تستخدم لخدمة الحرب الروسية المعاصرة حيث يقوم هؤلاء بمضاعفة القوة الروسية وتعزيزها عبر العمل في مجال تجارة الأسلحة وتدريب الجيوش المحلية وقوات الأمن، وكذلك في مجال الاستشارات السياسية وذلك بحسب ما توصل إليه تقرير نشر مؤخراً عن مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي.
وقد تحول هذا الطراز من الحرب الهجينة إلى حجر الزاوية بالنسبة للمساعي الروسية في رسم ملامح مصالحها خارج حدودها، وثمة خلطة مماثلة تضم مؤسسات عامة لكنها خاصة اسمياً تمت الاستعانة بها خلال عام 2016 للتأثير على نتائج الانتخابات الأميركية، حيث قام قراصنة عسكريون روس بسرقة الرسائل الإلكترونية والوثائق الخاصة بحملة هيلاري كلينتون، في الوقت الذي قام فيه ما يعرف باسم مصنع الأقزام[2] الذي يموله بريغوزين بالعمل على تغذية الانقسامات بين الناخبين الأميركيين.
فبعدما ظهرت هذه المجموعة لأول مرة في عام 2014 وتحديداً في شرق أوكرانيا، حيث تم تدريب المقاتلين التابعين لمجموعة فاغنر ليشاركوا في القتال إلى جانب الثوار الانفصاليين ضد الجيش الأوكراني، أخذ عملاء هذه المجموعة يظهرون فجأة في كل مكان بدءاً من فنزويلا مروراً بجمهورية أفريقيا الوسطى، وصولاً إلى سوريا وليبيا.
وهكذا صدر تقرير جديد عن مشروع الطب الشرعي على خطوط الجبهات وهو مشروع مشترك بين جامعة أريزونا ومركز أبحاث أميركا الجديدة، وُنشر يوم الثلاثاء الماضي ليبحث في ملابسات وفاة بوطه عبر الاستعانة بسجلات الشركة وتحليل وسائل التواصل الاجتماعي، فسلط هذا التقرير الضوء على ناحية جديدة تتصل بعمليات هذه الشبكة، وكشف كيف تحول القتل إلى نقطة التف حولها المتعصبون لقوميتهم من الروس عبر الشبكة.
وحول هذا الموضوع يعلق كانديس روندوكس وهو أستاذ ممارس في كلية السياسة والدراسات العالمية بجامعة أريزونا وهو من كتب هذا التقرير بالقول: "ثمة تطور ديناميكي في عملية دمج وتوحيد المجموعات الروسية التي تضم متعصبين لقوميتهم والقوات شبه العسكرية الروسية التي تمضي في ذلك دون أن ينتبه إليها أحد أو حتى يلاحظها".
بيد أن ما كشفه التقرير تترتّب عليه تبعات مرعبة، بما أن المرتزقة الروس الذين لا يحفزهم سوى المال وأفكار اليمين المتطرف يمارسون أعمالهم دون ضوابط أو رقيب في عدد من الدول التي تعتبر الأضعف على مستوى العالم.
وهنا يعلق الأستاذ روندوكس بالقول: "من الأفضل أن ننظر إلى الأمر على أنه مرعب، بيد أن الحكومة الأميركية وكذلك حلفاءها الأوروبيين لم يستوعبوا مدى خطورة هذه المجموعة".
ولقد حققت مجموعة فاغنر مكانة شبه أسطورية في الصحافة الروسية والدولية خلال السنوات الأخيرة وذلك بسبب الدور الذي لعبته ضمن عملية التدخل الروسي في الخارج، ولكن ليس هنالك أي دليل على وجود مؤسسة مسجلة واحدة باسم فاغنر، بحسب ما ذكر جاك مارغولين، وهو كبير المحللين لدى مركز دراسات الدفاع المتقدمة غير الربحي والذي قدم دعماً تحليلياً للتقرير.
وعلق السيد روندوكس على ذلك بقوله: "مجموعة فاغنر تمثل قصة خيالية تلائم الكثير من الناس في روسيا ممن يرغبون بتحقيق الثروة وبسط قوتهم ونفوذهم خارج البلاد".
وهكذا، وبدلاً من أن تمثل فاغنر مؤسسة واحدة، أصبحت عبارة عن شبكة غامضة من الشركات الاسمية والمتعهدين العسكريين في القطاع الخاص الذين يقومون في ذات الوقت برفد مصالح الكرملين خارج البلاد، مع ملء جيوب المنتسبين إليها عبر وصولهم إلى الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة الغنية من خلال عقود الاستخراج والتنقيب في الدول التي تعمل فيها مؤسسات وشركات تلك الشبكة. وقد قام باحثون وصحفيون بتحديد عناصر هذه الشبكات عبر البنى المتداخلة للملكية والموظفين وسلاسل التوريد. وحول هذه النقطة يحدثنا السيد مارغولين من مركز دراسات الدفاع المتقدمة قائلاً: "إنها شبكة قادرة على التكيف بالفعل، مما يجعل من عملية استهدافها أمراً صعباً، كما يصعب الحديث عنها". فقد أصبح نشاط المرتزقة القائم على تمكين وحماية المصالح التجارية أوضح مظهر من مظاهر عمل تلك الشبكات.
ويعتقد بأن المسؤولين عن قتل بوطه قد عملوا لدى شركة إيفروبوليس وهي شركة تمثل الطريقة التي تتبعها المؤسسات ضمن هذه الشبكة من حيث الخلط بين المشاريع التجارية والحروب، ولهذا يرى السيد مارغولين بأن: "إيفروبوليس تسيطر على قطاع الخدمات بأكمله الذي تمكنت الشبكات التي يديرها بريغوزين بالوصول إليها، ولعلها في ذلك قد سبقت أي مؤسسة أو شركة أخرى ضمن الشبكات المرتبطة ببريغوزين".
إذ تظهر سجلات الشركات الروسية والوثائق الجمركية التي قام مركز دراسات الدفاع المتقدمة بمراجعتها بالإضافة إلى سجلات شركة إيفروبوليس التي قدمها مركز دوسيير الموجود بلندن بأن هذه الشركة عُرض عليها 25% كحصة من عائدات حقول النفط والغاز السورية التي تمكنت من استعادتها من تنظيم "الدولة"، وقد كشفت هذه الوثائق بأن الشركة كسبت 162 مليون دولار من حقول النفط والغاز في وسط سوريا خلال عام 2017 فقط.
هذا وقد خضعت شركة إيفروبوليس للعقوبات من قبل وزارة الخزانة الأميركية في عام 2018 وذلك لأن بريغوزين يمتلكها أو يسيطر عليها. بيد أن الكرملين أنكر مراراً وتكراراً وجود أي صلة أو علاقة تربطه بمتعهدي الأمن العسكري ضمن القطاع الخاص الروسي ممن يعملون في سوريا.
كما وقعت اشتباكات بين القوات الأميركية والقوات الموالية لنظام الأسد التي يعتقد بأن معظم الجنود فيها من المرتزقة الروس، وذلك في محافظة دير الزور السورية خلال عام 2018، وقتل في تلك المعركة ما بين 200 إلى 300 مقاتل بينهم عشرات من المرتزقة الروس الذين يعتقد أنهم يعملون في المنطقة لانتزاع السيطرة على مصنع الغاز القريب لصالح شركة إيفروبوليس. وعن تلك الاشتباكات يحدثنا السيد روندوكس قائلاً: "بعد مرور عامين على الاشتباك الذي وقع بين الولايات المتحدة وثلة تمثل مجموعة فاغنر في دير الزور، ما تزال الحكومة الأميركية تجهل الهيكل التنظيمي لتلك المجموعات العسكرية". وقد تمكن باحثون من مراكز مثل بيلينغكات وفريق استخبارات النزاعات بالإضافة إلى الصحفيين الروس العاملين في منصة نوفايا غازيتا وفونتانكا من الاستعانة بشذرات من المعلومات المتاحة للعامة وذلك لرسم صورة أوضح حول من يقاتل لصالح المتعهدين العسكريين الروس في القطاع الخاص ولكن خارج البلاد.
فقد كشف تحليل لمجموعات روسية على وسائل التواصل الاجتماعي تضم متابعين لمجموعة فاغنر بالإضافة إلى الشبكات الصديقة التي تضم أفراداً قاموا بمشاركة معلومات وتفاصيل حول مقتل بوطه على الشابكة وجود: "حركة مزدهرة على الشبكة تضم متعصبين لقوميتهم من الروس لديهم مصلحة دائمة بوجود ثقافة الارتزاق ممن يدعون بأنهم خدموا في قطعات عسكرية روسية"، وذلك بحسب ما أورده بحث صدر عن مشروع الطب الشرعي على خطوط الجبهات ونشره مركز أميركا الجديدة. كما كشف تحليل الباحثين لشبكات التواصل الاجتماعي تقاطعات تكشف عن وجود ارتباط جوهري مع روش وهي مجموعة شبه عسكرية روسية تتبنى فكر النازية الجديدة وقد نشطت أعمالها في شرق أوكرانيا.
ومع انتشار فيديوهات حول تعذيب بوطه وقطع رأسه، أصبحت تلك المجموعات بمثابة نقطة تجمّع شبكات التواصل الاجتماعي للالتفاف حول نشاطات الارتزاق الروسية خارج البلاد، ويعلق السيد روندوكس على ذلك بالقول: "ما رأيناه هو عدد مهول من الأشخاص الذين كان بوسعهم تمرير هذا الفيديو، والحديث عنه، وتبني مواقف ووضعيات من تلك الفيديوهات التي قاموا بنشرها وذلك عبر وضعها كصورة شخصية على حساباتهم".
يعتقد أن بوطه قتل في ربيع عام 2017، بيد أن فيديو مقتله ظهر لأول مرة على الشبكة في حزيران عام 2017. ولم تظهر فيديوهات أخرى حول ذلك حتى تشرين الثاني من عام 2019، غير أن الصحفيين تمكنوا من خلالها من تحديد هوية القتلة بالإضافة إلى التعرف على هوية الضحية. حيث تمكن موقع جسر برس الإخباري السوري المختص بنشر تحقيقات من مقره في باريس من تركيب الأجزاء المفصلة للرواية التي تدور حول حياة بوطه وكيف تمكن المرتزقة الروس من القبض عليه.
فقد سافر هذا الرجل وهو أب لأربعة أولاد ينحدر من محافظة دير الزور بسوريا إلى لبنان في عام 2016 بحثاً عن عمل في مجال البناء بعدما سيطر تنظيم "الدولة" على أجزاء واسعة من المنطقة. وفي طريق عودته إلى سوريا عام 2017، تم اعتقاله ثم تجنيده في الجيش السوري. وفي وقت ما أواخر شهر آذار أو أوائل شهر نيسان، هرب سيراً على الأقدام من قاعدة تي 4 الجوية في حمص. وبعدما تاه في البادية، يبدو أنه لجأ إلى حقل الشاعر للغاز، حيث تم تعذيبه وقتله في وقت لاحق.
ولم يتضح حتى الآن كيف وصل هذا الفيديو إلى الشبكة العنكبوتية، أو لماذا قرر الجناة تصوير وتوثيق جريمتهم، وذلك لأننا نسمع في الفيديو الذي انتشر صوت أحد الموجودين وهو يتساءل عما إذا كان يتعين عليهم تغطيه وجوههم قبل أن يقول له أحدهم بأن لا حاجة لهم بذلك، بما أن الفيديو "لن يصل إلى أي مكان".
===========================
ذا هيل: هل ستندلع حرب باردة جديدة بين أمريكا وروسيا حول سوريا وليبيا؟
https://www.alquds.co.uk/ذا-هيل-هل-ستندلع-حرب-باردة-جديدة-بين-أم/
رائد صالحة
واشنطن-“القدس العربي”:
تتجه الولايات المتحدة وروسيا إلى نوع من المواجهة في سوريا وليبيا، مع تزايد التوترات في كلا البلدين، ووسط مخاوف في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”  من تزايد دور موسكو المتزايد في ليبيا.
يقول الكاتب سيث فرانتزمان في مقال نشره موقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس إن هناك رغبة أمريكية في قلب هذه الحرب الباردة في رؤية روسيا وهي “تغرق في المستنقع السوري” والعديد من الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، حيث فشل حليف موسكو في دمشق، ولا تزال موسكو تتعامل مع الاقتصاد المتدهور هناك.
ويشير فرانزمان، مدير مركز الشرق الأوسط للإبلاغ والتحليل،  إلى تصريحات جيمس جيفري، الممثل الأمريكي الخاص لسوريا، التي قال فيها إنه يريد أن يجعل سوريا مستنقعاً للروس، وهو يستحضر صور أفغانستان في الثمانينات.
الأمريكيون يرغبون في رؤية  الروس وهم “يغرقون في المستنقع السوري” والصراعات الأخرى
ويضيف فرانتزمان أن روسيا كانت حليفاً لفترة طويلة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وقد عملت مع عائلته منذ السبعينات، كما تمتلك روسيا منشآت بحرية وقاعدة جوية في سوريا، وفي عام 2015 تدخلت روسيا لمساعدة النظام على الأرض وفي الجو، واشتبكت روسيا مع تركيا عدة مرات هناك، ولكنها عملت ايضاً مع تركيا على تطبيق وقف إطلاق النار والدوريات المشتركة.
وقد ارسلت روسيا في وقت سابق من هذا الشهر طائرات إلى سوريا كما قامت بتزويد دمشق بنظام الدفاع الجوي ونشرت معلومات خاطئة حول سوريا وارسلت العديد من المقاولين المسلحين إلى سوريا.
وفي ليبيا، والحديث للكاتب فرانتزمان، كانت روسيا تدعم الجنرال الإنقلابي خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، وبدا الصراع الليبي وكأنه حرب بالوكالة بين تحالفات مختلفة في الشرق الأوسط، في حين كانت الولايات المتحدة خجولة في القيام بدور قوي في ليبيا منذ مقتل السفير كريستوفر ستيفنز في بنغازي عام 2012، وهو الحادث الذي اصبح فضيحة في واشنطن.
الصراع الليبي، على الرغم من ذلك، كان على رادار واشنطن، خاصة بعد أن بدأت روسيا بارسال مقاتلات حربية إلى ليبيا وكذلك تركيا، التي ارسلت طائرات بدون طيار.
ويؤكد فرانتزمان أن على البيت الأبيض أن يقرر إذا ما كان جاداً في مواجهة روسيا في ليبيا وسوريا، مشيراً إلى أنه من المفترض أن يلتقي كبار المسؤولين الأمريكيين والروس في فيينا في 22 يونيو لمحادثات الحد من التسلح، ولكن ليبيا ليست على جدول الأعمال، كما أكد الكاتب إلى ضرورة أن تضع الولايات المتحدة أهدافاً واضحة وقابلة للتحقيق لسوريا وليبيا.، وأن عليها أن تقرر ما إذا كانت ستستمر في لعب دور الحكم في نزاعات الشرق الأوسط.
===========================
الصحافة الالمانية :
صحيفة ألمانية: عائق حقيقي أمام روسيا في سوريا يهدد بتدمير كل ما فعلته
https://eldorar.com/node/152644
الدرر الشامية:
قالت صحيفة "هاندل بلات" الألمانية، إن روسيا تواجه عائقًا حقيقيًا في سوريا، يهدد بتدمير كل شيء فعلته من أجل مصالحها خلال السنوات الماضية.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها عن التطورات في سوريا نشرته على موقعها الإلكتروني: إن "إيران تسعى إلى توسيع نفوذها في سورية وهذا ما لا تريده روسيا".
ورأت  "هاندل بلات" أن "التصادم بين حلفاء نظام الأسد وضامنيه بدأ يتزايد، وروسيا غير راضية عن عودة إنتشار القوات الإيرانية بمناطق استراتيجية مثل مطار دمشق الدولي".
وتطرقت الصحيفة إلى ما تداولته وسائل الإعلام مؤخرًا حول عودة قوات تابعة لإيران للانتشار في "الغرفة الزجاجية" بالقرب من مطار دمشق.
ولفتت إلى أن الكرملين علق على تلك الأنباء، بأنه ينبغي على نظام الأسد أن يعرف كيف ينأى بنفسه تجاه وعوده السابقة، وذلك بعدما طلبت موسكو من النظام إغلاق القاعدة الإيرانية قرب المطار عقب الهجمات الإسرائيلية.
وتابعت الصحيفة: "لم تكتف إيران بإعادة الانتشار حول المطار بل خرقت الاتفاقية الروسية الأردنية، حيث تم الإتفاق على ممر آمن جنوب دمشق ومع ذلك أعادت انتشارها بالقرب من هذا الممر الآمن بعد موافقة النظام".
وبينت "هاندل بلات" أن روسيا تسيطر على الجزء الأكبر من الفوسفات في سوريا، إضافة لسيطرته على الموانئ، فيما تسعى إيران للسيطرة على قطاع الاتصالات الخليوية وبعض القطاعات النفطية.
وأكدت الصحيفة، أن التوسع الإيراني يشكل قلقًا وإزعاجًا دائمًا لروسيا التي تسعى إلى تمويل إعادة الإعمار والذي يصطدم دائمًا بكبح جماح إيران، لكن روسيا لا تريد التصادم بشكل مباشر مع إيران وتكتفي بالتعامل بالدبلوماسية والسياسية تجاه توسع إيران.
وختمت الصحيفة بأن روسيا في مأزق حقيقي، لإنها بدأت إعادة الإعمار مع إيران لتنشيط عمل الشركات الروسية، ممكن لإسرائيل أن تدمر كل ما بنته روسيا في سبيل منع إيران من التوسع في سوريا والتي عجزت عنه روسيا.
==========================
الصحافة الروسية :
زافترا :99 % من أوراق الحل بيد العرب! كيف؟
https://arabic.rt.com/press/1123165-99-من-أوراق-الحل-بيد-العرب-كيف/
تاريخ النشر:10.06.2020 | 19:28 GMT |
تحت العنوان أعلاه، كتب المحلل السياسي رامي الشاعر في صحيفة "زافترا" حول الدور والموقف العربي من الأحداث في منطقة الشرق الأوسط والمعاناة الحقيقية لشعوب بلدان المنطقة.
تلقيت دعوة من دبلوماسيين ممثلين عن دولتين، بمرتبة سفراء معتمدين لدى روسيا، في مقر إقامة أحدهما، ودار بيننا حديث مطول صريح. أعرب الدبلوماسيون عن قلقهم البالغ بخصوص المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، والأحداث التي تجري في سوريا وليبيا. كما أشاروا إلى متابعتهم باهتمام يومي، وعلى مدار الساعة، لكل ما تقوم به القيادة الروسية من جهود لاحتواء الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، ولديهم أمل كبير للغاية في أن تسفر جهود موسكو عن خطوات أكثر عملية وفعالية على أرض الواقع.
يؤكد الدبلوماسيون قناعتهم بأن روسيا قد أصبحت في الوقت الراهن اللاعب الأساسي المؤثر في المنطقة، وقادرة على مساعدة الشعبين الفلسطيني والسوري في إنهاء معاناتهما، والتوصل لحلول مقبولة في الشأن الليبي.استمعت لحديث السادة السفراء الأعزاء، ولمست بالفعل قلقا بالغا لديهم لما وصل إليه الحال في سوريا وليبيا وفلسطين واليمن، والتوترات التي أصبحت المنطقة العربية تعج بها. تدافعت الذكريات، ووجدت أمامي عبارة الرئيس المصري الأسبق، محمد أنور السادات، تقفز من ركن بعيد في الذاكرة، يعود لنصف قرن من الزمان.. "99% من أوراق اللعبة بيد أمريكا"!.
وعلى الرغم مما حل بالمنطقة وشعوبها، والعالم، جراء أوهام القوة والغطرسة والهيمنة الأمريكية، إلا أن البعض لا يزال يؤمن بهذه المقولة، بينما يبحث البعض الآخر عمن يمكن أن تكون بيده نسبة أخرى من "أوراق اللعبة" في المنطقة.
أقول إن أشد ما استغربته في نقاشاتي مع الدبلوماسيين الأعزاء، هو غياب أي دور أو جهود "عربية" في تخفيف معاناة شعوب الدول "العربية"، بينما دار الحديث في المقابل حول التوافق الروسي الأمريكي، ودور الاتحاد الأوروبي في هذا التوافق، وتفعيل دور هيئة الأمم المتحدة، والانصياع لقراراتها، وضمان تنفيذها، وإمكانية ضغط روسيا على إسرائيل لوقف سياسة ضم الأراضي الفلسطينية، ومفتاح الحل "الروسي" للأزمة السورية، من خلال تغيير النظام في دمشق، خاصة عقب الخلافات الداخلية التي ظهرت في الإعلام، وفضائح الفساد الاقتصادي، وتدهور قيمة الليرة السورية. حتى ذهب البعض بأن روسيا يمكن أن تخسر كل ما حققته من إنجازات في سوريا، وينقلب الشعب ضدها، إذا لم تتمكن الآن من التصرف بحسم، وروسيا تستطيع التأثير على تركيا لحل الخلافات الليبية، وغيرها من قضايا المنطقة، التي أصبحت ضمن نطاق اهتمامات السياسة الخارجية الروسية.
أتساءل عن الدور والموقف العربي من كل هذه الأحداث والمعاناة الحقيقية لشعوب هذه البلدان العربية، ويضيق المقام هنا بالدخول في التفاصيل المعقدة والمتشابكة لأدوار وسياسات بعض البلدان العربية، التي أثرت بشكل مباشر، وتسببت في الكثير من المشاكل التي تعاني منها الشعوب اليوم في اليمن وسوريا وليبيا. وإذا كنا الآن بصدد البحث عن حلول لتخفيف معاناة هذه الشعوب، فالمسؤولية تقع بالدرجة الأولى على البلدان العربية، فأحد لن يأتي للمنطقة لسد جوع السوريين واليمنيين (وقريبا اللبنانيين والفلسطينيين)، بينما توجد في الجوار دول عربية فاحشة الثراء، اضطلعت بدور أساسي في وقوع هذه الكوارث الإنسانية.
كيف لنا أن نطالب روسيا بتغيير النظام في دمشق، بعد أن أنقذت سوريا من مصير "الخلافة الإسلامية"، وبعد أن كادت أن تتحول إلى "إمارة"، تحت حكم "أمير المؤمنين"، الإرهابي، أبو بكر البغدادي؟! نعم، كما قرأتم بالضبط والتحديد وعلى وجه الدقة، كانت دمشق بالفعل على بعد شهر واحد أو أقل من السقوط في يد الإرهابيين، وكانت الدولة السورية على بعد خطوات من هذا المصير، لولا تدخّل القوات الجوية الفضائية الروسية. هل يتخيل أحد شكل المنطقة العربية برمتها إذا ما كانت الأوضاع قد آلت إلى هذا المنتهى؟ وهل يتذكر المطالبون اليوم بتغيير النظام والرئيس بأي ثمن، ما آلت إله مدينة الموصل العراقية، بعد سقوطها في يد "داعش" في مثل هذا اليوم من عام 2014؟
إن تدهور الأوضاع الاقتصادية والدمار الذي حل بسوريا، لم يحدث بسبب شركة الاتصالات أو الفساد فحسب، وإنما كان نتيجة مباشرة لتدخل عربي بتمويل قدره 138 مليار دولار (بحسب اعتراف رئيس الوزراء السابق بدولة قطر، حمد بن جاسم).
وإذا قدرنا أن الدمار عادة ما يكلف 10% من قيمة المستهدف، يصبح ما تم تدميره بالفعل من مقدرات ومدخرات وموارد وأملاك الشعب السوري أكثر من ألف مليار دولار على أقل تقدير، ناهيك عن الأرواح التي لن تعود. يحتاج الشعب السوري اليوم إلى مثل ذلك المبلغ لإعادة بناء سوريا من جديد، لعودة الحياة إلى ما يشبه طبيعتها الماضية، فهل يجب على روسيا أن تتحمل هذا العبء؟
لقد تحدث الدبلوماسيون أيضا عن تدهور الليرة السورية، والأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب السوري، ولكن أين الدعم العربي، والإمكانات العربية لإنقاذ الشعب "العربي الشقيق". وهل كتب على الشعب السوري أن يكون بالأمس ضحية إرهابيين استخدموه دروعا بشرية، واليوم بينما يعيش في كنف "نظام ورئيس" لا يروق لنا، نوصد الأبواب حتى يجوع ويموت بسياسة "الأرض المحروقة"، أقول إن الشعب ليس "أرضا" كي نحرقها!
إن لسوريا خصوصيتها، فعمر هذا النظام نصف قرن من الزمان، تربى في ظله العمال والفلاحون والمهندسون والأطباء وكوادر التكنوقراط،  مئات الآلاف من هؤلاء، وما لا يقل عن 3-4 ملايين من المؤيدين، يمثلون مؤسسات الدولة بما فيها الجيش العربي السوري، فكيف يمكن "التضحية" بهؤلاء، والدفع بعملية التغيير من خلال عقوبات كـ "قانون قيصر" وغيره من العقوبات المفروضة على الدولة السورية؟ لابد علينا أن ندرك أن تلك العقوبات ليست عقابا جماعيا للشعبين السوري واللبناني فحسب، وإنما هي عقاب وتهديد لجميع الدول العربية في المنطقة، لما تسببه من معاناة للشعبين اللبناني والفلسطيني واللاجئين المقيمين في لبنان وسوريا وفي كل أنحاء الوطن العربي، هذه حقيقة يجب أن نعيها جيدا. كذلك يتعيّن علينا أن نعي، أن التغيير لن يحدث طالما لم يقم السوريون أنفسهم بالشروع في عملية الانتقال السياسي وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، وأن أي محاولات من أي طرف أيا كان، لفرض شروطه، أو الإقدام على مغامرات غير محسوبة العواقب في ظل الظروف الحالية، سوف تشعل حربا أهلية طائفية في سوريا، تذهب بالأخضر واليابس.
لذلك، فالمطلوب اليوم هو تضامن عربي لمساعدة الشعب السوري ضد العقوبات الاقتصادية التي لن تزيد الطين إلا بلة، حيث يجب أن يكون الدور العربي هو الدور الأساسي في مساعدة سوريا للخروج من محنتها وأزماتها الداخلية والخارجية، وكذلك الأمر بالنسبة لليمن وليبيا. يكفي التوقف عن التدخلات الخارجية في شؤون الدول، واحترام سيادتها، لتنتهي 90% من مشكلات هذه البلدان، حينها يمكننا أن نترك الـ 10% الباقية لروسيا والأمم المتحدة، وحتى للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إذا شئتم، على أن تكون 99% من أوراق اللعبة بيد العرب أنفسهم لا بيد أي من القوى الخارجية.
لقد كانت الترجمة على أرض الواقع لمقولة السادات: اتفاقية كامب ديفيد، واتفاق أوسلو، واتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية والسكوت العربي على ضم الجولان والقدس الشرقية. وكانت ترجمة الهيمنة الأمريكية، وأوهام أحادية القطبية غزو العراق وقصف يوغوسلافيا والثورات الملونة وما تلاها من أحداث غيّرت وجه العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991.
إن المسؤولية الأولى والأساسية تقع على عاتق الفلسطينيين أنفسهم، الذين أتاحوا الفرصة بانقسامهم لما وصلنا إليه اليوم. فلا يمكن بأي شكل من الأشكال تبرير ما قامت وتقوم به أي من القيادات الفلسطينية سواء في رام الله أو غزة وأدى للانشقاق حول القضية العادلة والمصيرية للشعب الفلسطيني، خاصة في الظروف الراهنة، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن مشروع "صفقة القرن".
لقد قامت موسكو بمحاولتين لدعوة جميع ممثلي الفصائل الفلسطينية، لإنهاء الانقسام الفلسطيني، لكن شيئا لم يتحقق حتى الآن مع الأسف الشديد، ومع استمرار موسكو في بذل الجهود على جميع المستويات، لدعم نضال الشعب الفلسطيني، ورأب الصدع بين الفرقاء، يطرح السؤال نفسه: أين الدور العربي؟ أين الموقف العربي الموحّد لمساندة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني؟ وكيف يمكن لموسكو أن تساعد في ضوء غياب الوحدة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وأي دور أو جهود عربية موحدة للتصدي لصفقة القرن؟
إن ما يحدث في الوطن العربي، وجميع الأزمات التي تعاني منها سوريا واليمن وليبيا، مع الأسف الشديد، هي أزمات مفتعلة، تورّطت في افتعالها أطراف عربية بشكل مباشر لخدمة مصالح أطراف خارجية، ولن يساعد في حل هذه الأزمات، وإنقاذ شعوب المنطقة أولا وقبل أي شيء، سوى إعادة النظر في تورط تلك الأطراف أو الأجهزة العربية في تأجيج هذه الصراعات، والتخلي عن الخلافات العربية المفتعلة، لمصالح أطراف خارجية، لا يزال البعض يظن أنها تملك "99% من أوراق اللعبة".
بعض الدول العربية تنفق مليارات الدولارات لصالح المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، حتى وصل الإنفاق العسكري لإحدى الدول إلى نصف تريليون دولار أمريكي (500 مليار دولار أمريكي!)، كانت تكفي لإنهاء مأساة شعوب المنطقة، وتحسين وضع السوريين واليمنيين والفلسطينيين وغيرهم من شعوب المنطقة التي ترزح تحت وطأة الفقر والجوع والمرض.
إن المشكلة الأكبر في ليبيا ليست تركيا أو الشركات الأمنية الروسية المختلفة التي يتم الحديث عنها مؤخرا، بإيعاز من مصادر إعلامية غربية، في ظل التطورات التي جرت في السنة الأخيرة على الأرض. وإنما هي الخلافات العربية التي تسببت في تدمير ليبيا، ولا زالت تدور فيها رحى الحرب لأكثر من 9 سنوات. وما أن تنتهي الأزمة الخليجية، وتستعيد جامعة الدول العربية عافيتها، ويستعيد مجلس التعاون الخليجي كيانه ولحمته، حتى تنتهي الأزمة الليبية. وهو ما ينطبق على الأزمة اليمنية. فلن يساعد العرب إلا العرب، وعودة تلاحم الدول العربية أمام المخططات الدولية للمنطقة هي القوة الوحيدة القادرة على حماية سيادة وحرية وتكامل أراضي أي وكل دولة عربية، ولا حاجة لإنفاق كل هذه المليارات لتوجيه البنادق إلى بعضنا البعض.
لقد نشر موقع "مكان" الإسرائيلي مؤخرا أن السفير الفرنسي لدى إسرائيل، أريك دانون، توقع أن تشهد العلاقات بين فرنسا وإسرائيل فترة معقدة، حال قررت إسرائيل تطبيق خطة ضم أراضي الضفة الغربية، مؤكدا على أن قصر الإليزيه سيعمل من أجل خلق حوار مبني على الصداقة تجاه إسرائيل، ومن أجل الدفع بحلول جديدة إلى الأمام. وأشار دانون إلى تزايد الضغوط الإسرائيلية في باريس لتغيير الموقف الفرنسي من القضايا الجوهرية المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مضيفا مع ذلك أن كل تغيير بخصوص سياسة فرنسا، سيتخذ من قبل الرئيس الفرنسي وفقا للمصالح الحيوية الفرنسية.. يعني ذلك ببساطة أن المصالح الحيوية الفرنسية تعلو على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وقرارات الأمم المتحدة وقيم العدل والحق والمساواة بين الدول والأمم والبشر، يعني ذلك ببساطة أن الاعتبار الوحيد للدولة صاحبة الثورة الفرنسية، التي نادت بـ "الحرية والمساواة والأخوة"، هو المصالح الحيوية لفرنسا في الشرق الأوسط. هكذا وبلا مواربة!
لذلك تنادي موسكو بعودة التضامن العربي ودور جامعة الدول العربية بوصفها الدعامة الأهم لضمان أمن المنطقة، وحماية الممرات المائية. وندعو الجميع للبحث عن سبل تحسين العلاقات مع إيران، بوصفها الطريق الأقصر لإنهاء عقود من العداء بحجج مخاوف التوسع الإيراني.
إن بناء علاقات جوار واحترام متبادل لسيادة وإرادات الدول هو الطريق الوحيد لانتعاش المنطقة وازدهارها ورخاء شعوبها.
لقد تسببت مقولة السادات حول الـ 99% من أوراق اللعبة في كوارث جيوسياسية وديمغرافية واجتماعية واقتصادية هائلة في المنطقة.
ولكن، ألم يحن الوقت كي يستعيد الدور العربي ولو حتى 88% من أوراق اللعبة، ويترك لهيئة الأمم المتحدة الـ 12% الباقية؟
===========================
موقع روسي: سوريا وتركيا والغاز الإسرائيلي.. من المستفيد؟
https://www.sasapost.com/translation/syria-turkey-and-israeli-gas/
فريق العمل
نشر موقع «إنترناشونال أفيرز» الروسي مقالًا للصحافي أندري إيساييف حول المتغيرات التي طرأت على العلاقات الإسرائيلية – التركية، قال في مستهله: «كانت تركيا من بين أوائل دول العالم التي اعترفت بإسرائيل، وحافظت كل من أنقرة وتل أبيب منذ ذلك الحين ولفترة طويلة على شراكة اقتصادية وعسكرية متينة. إلا أنه ومنذ تولى رجب طيب أردوغان رئاسة الوزراء عام 2003، ونصّب نفسه كوصي أوحد على الدولة الفلسطينية؛ بدأت العلاقات في التدهور».
محطات في طريق تدهور العلاقات
يتابع الكاتب: كان هناك عدة محطات رئيسة في هذا المنزلق الذي تدهورت معه العلاقات الإسرائيلية التركية، كان أولها عملية «الرصاص المصبوب» التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة أواخر عام 2008، واستمرت حتى بداية 2009، ثم اشتباك أردوغان الجلي على أثرها مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
ثم جاء استيلاء البحرية الإسرائيلية على السفينة التركية «مافي مرمرة» التي كانت تحاول خرق الحصار المفروض على غزة – يواصل الكاتب – وتقديم المساعدات للفلسطينيين المحاصرين هناك في 2010. أعقبها في 2018 نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وقمع الاحتجاجات الفلسطينية المعارضة لذلك. وأخيرًا «صفقة القرن» التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتسعى إسرائيل لتنفيذها في المستقبل القريب.
تركيا الطرق الصوفية
تطورت المسألة إلى اتهام أردوغان الصريح لإسرائيل بممارسة إرهاب الدولة إذ قال: «نحن نتعامل مع إرهابيين، ولكن الإرهابيون ليسوا مشكلتكم الرئيسة؛ لأنكم في الأصل دولة إرهابية. التاريخ يسجل ما فعلتموه كدولة إرهابية في غزة والقدس».
وفي العام الماضي، اتهمت تركيا إسرائيل وفرنسا (وليس الولايات المتحدة لسبب ما!) بمحاولة إنشاء دولة كردية في سوريا، بمساعدة وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني. ردت إسرائيل على ذلك الخطاب بالقدر نفسه من الشدة، واتخذت خطوات مناسبة على صعيد السياسة الخارجية. فتقاربت مع كل من اليونان وقبرص نتيجة لذلك (يجري الجيش الإسرائيلي تدريبات مشتركة مع الجيش القبرصي)، وأصلحت علاقاتها مع منافسي تركيا التقليديين في المنطقة: المملكة العربية السعودية، والإمارات.
ودان رئيس الوزراء الإسرائيلي في تغريدة له على «تويتر» في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019 العملية العسكرية التركية الجديدة في سوريا، قائلًا: «إن إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع». وفي يناير (كانون الثاني) 2020، وضعت إسرائيل تركيا على قائمة التهديدات التي تواجهها الدولة اليهودية.
يتابع الكاتب: وفي حين أدى التقارب مع حماس وخطابات الإدانة لمصر والدول الخليجية (اتهمتها تركيا مؤخرًا بالخيانة لعدم إدانتها خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط) إلى فرض عُزلة أكبر على أنقرة. وعبرت عن ذلك صحيفة «هآرتس» بشيء من الارتياح، إذ قالت إنه لم يبق لدى تركيا اليوم إلا حفنة من الأصدقاء في الشرق الأوسط؛ قطر، وإيران، وحماس.
الدفء يحل على العلاقة الإسرائيلية التركية
يضيف الكاتب أن تركيا كانت تسعى لتعزيز مكانتها في المنطقة عبر وصفها إسرائيل بالعدو، ولكن يبدو أن هذه اللعبة الجيوسياسية أدت إلى نتائج عكسية؛ إذ قامت إسرائيل بتطبيع علاقاتها مع العديد من الدول العربية الموالية للولايات المتحدة. وأصبحت إسرائيل الآن تقدر هذا التقارب أكثر من الحفاظ على علاقة جيدة مع تركيا؛ التي – وعلى عكس دول الخليج – ولأسباب عدة غير قادرة على خلق مشكلات للدولة اليهودية.
 ولكن جائحة فيروس كورونا أحدثت بعض المتغيرات على هذه الصورة. ففي أبريل (نيسان) الماضي، أرسلت تركيا بدواعٍ إنسانية – وإن كانت لأهداف تجارية أيضًا – مجموعة كبيرة من الكمامات وقفازات الاستعمال الواحد وبدلات واقية لإسرائيل. وبعد شهر من ذلك، ردت إسرائيل الجميل لتركيا عن طريق إرسال طائرة شحن من شركة «إل عال» الإسرائيلية إلى إسطنبول (وهي أول رحلة لهذه الشركة إلى تركيا منذ عقد من الزمان) محملة بالإمدادت والمعدات الطبية.
يلفت الكاتب إلى أن دفء العلاقات بين البلدين قد لا يقتصر على مثل هذه التحركات، ولكن يمكن للغاز الطبيعي أن يؤسس علاقة وثيقة طويلة الأمد بينهما. ويعود تاريخ اكتشاف احتياطيات الغاز الطبيعي على النطاق الصناعي في المنطقة الاقتصادية الخاصة بإسرائيل إلى الأعوام بين 2009 و2013. ثم بدأت إسرائيل في مارس (أذار) 2017 بتصدير الغاز إلى الأردن.
احتجاجات الأردنيين على استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل
ولطالما حاول الرئيس أردوغان تحويل بلاده إلى مركز طاقة بالنسبة لأوروبا؛ إذ ليس لدى تركيا احتياطات هيدروكربونية خاصة بها، فلماذا لا تسيطر على مثل هذه الاحتياطات في مكان آخر؟ لذا قررت تركيا بناء خط أنابيب لنقل الغاز الروسي، والأذري، والإيراني، والتركماني، والكازاخستاني إلى الغرب، وكذلك إلى إسرائيل.
وكان موقع «ميدل إيست آي» البريطاني قد أفاد مؤخرًا بأن إسرائيل تنوي استعادة العلاقات الدبلوماسية مع أنقرة بالكامل، مراعاةً للمصالح المشتركة بين البلدين، والتي شملت – وفقًا للموقع – الوضع في سوريا والغاز الطبيعي.
ووفقًا لبعض وسائل الإسرائيلية والتركية أيضًا فإن البلدين يتفاوضان حاليًا على ترسيم مناطق مصالحهما الاقتصادية في شرق البحر المتوسط ومدّ أنابيب الغاز. وأكدت قناة «تي أر تي وورلد» الإخبارية التركية أن إسرائيل رفضت التوقيع على قرار يدين تحركات تركيا في ليبيا، بينما وقعته بالفعل عدد من الدول مثل: اليونان، ومصر، وقبرص، والإمارات العربية المتحدة، وفرنسا. في حين عبرت صحيفة «ديلي نيوز» التركية بوضوح عن اهتمام أنقرة بخط أنابيب الغاز الجديد.
وهذه ليست بالمسألة الجديدة، ففي يوليو (تموز) 2017 اتفقت إسرائيل وتركيا على إنشاء خط أنابيب غاز يربط بين البلدين. وكانت إسرائيل في الوقت نفسه تجري مباحثات مماثلة مع قبرص واليونان وإيطاليا، واختارت في نهاية المطاف المسلك الثاني. ويلفت الكاتب إلى أن العديد من الخبراء داخل إسرائيل نفسها يعتبرون هذه الاتفاقية بمثابة حيلة دعائية؛ فالمشروع مكلف بشكل غير منطقي، ومعقد للغاية تقنيًا، بالإضافة إلى أن إيطاليا لم تؤكد رسميًا بعد انضمامها له.
بالإضافة إلى ذلك ستحاول تركيا جاهدة بكل ما أوتيت من قوة التأكد من عدم إتمام هذا المشروع. وقد أعلنها أردوغان بالفعل حيث قال: «لا يمكن لأي مشروع في منطقة البحر المتوسط أن يحيا اقتصاديًا، أو قانونيًا، أو دبلوماسيًا بدون تركيا».
وهذا ليس مجرد تهديد أجوف؛ فالسفن الحربية التركية تبحر بالفعل قبالة سواحل قبرص وتجبر سفن الدول الأخرى وفرق الاستكشاف البيولوجي على الخروج من المنطقة. في حين أبدى الرئيس التركي أيضًا تحفظًا هامًا هنا حين قال: «إن بلاده مهتمة بالتفاوض مع أي دولة عدا قبرص؛ وهو ما يعني أيضًا إسرائيل».
المصالح تأتي أولًايتابع المقال: مثاليون كما قد يكون خطابهم السياسي، فكل من إسرائيل وتركيا تسترشد بمبادئ الواقعية السياسية في سياساتهم الخارجية؛ لأن اليهود براجماتيون تمامًا كالأتراك. تتضح حقيقة ذلك من واقع أن إسرائيل تحصل الآن على وارداتها من النفط من أذربيجان عبر الأراضي التركية.
أردوغان وبوتين
إلى جانب ذلك تصادف أن كانت تركيا متقاربة مع كردستان العراق على الرغم من كون الأخيرة تصف نفسها كمركز للحركة الكردية في المنطقة بأكملها. وفي ظل هذه الظروف المتمثلة في حقيقة أن إربيل على خلاف مع حزب العمال الكردستاني – النشط في تركيا – وحلفائه في سوريا، وجدت أنقرة ذلك سببًا كافيًا للحفاظ على علاقات جيدة مع قادة كردستان العراق.
ومن الجدير بالذكر هنا أيضًا هو موقف إسرائيل المتحفظ – أكثر تحفظًا حتى من موقف حلفاء أنقرة في حلف شمال الأطلسي – فيما يتعلق بالقضايا الحساسة مثل: الاحتلال التركي للجزء الشمالي من قبرص، والاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن في زمن الإمبراطورية العثمانية.
وبالعودة لمسألة البراجماتية اليهودية والتركية، فمد خط أنابيب غاز افتراضي على طول الساحل السوري أو في مياه سوريا الإقليمية سيكون أقل تكلفة بكثير من اتخاذ مسار المياه العميقة، وأسهل من الناحية الفنية والسياسية.
هل هذا غير واقعي؟ يتساءل الكاتب، ويستدرك: الشرق عبارة عن لغز يلفه الغموض ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث به أيضًا. اختيار هذا المسار يبشر بمزايا اقتصادية كبيرة لجميع المشاركين في المشروع. والأهم من ذلك أنه إذا تم تنفيذ هذا المشروع، فسيؤدي إلى تغيير جذري في علاقات مثلث أنقرة ودمشق والقدس، إضافة إلى التغيير الجيوسياسي لهذا الجزء الأفضل في الشرق الأوسط.
صحيح أن القيادة السورية تعتبر إسرائيل وتركيا دولتين عدوتين، ولكن يجب عليها أن تضع بعين الاعتبار أن مشروعًا كهذا سيعيد سوريا إلى نظام العلاقات الدولية، وسيساعدها في جذب الاستثمارات إلى البلاد؛ وهو الأمر الحيوي لإعادة تنشيط الاقتصاد. حتى إيران عليها أن تقبل هذا الأمر كحقيقة إذا كانت تريد حقًا رؤية سوريا تزدهر.
وعود ومصالح يحققها خط أنابيب الغاز الجديد
يقول الكاتب: حتى وإن كان الأمر صحيح وفقًا لرواية رئيس النظام بشار الأسد، من أن الأزمة السورية اشتعلت بتحريض خارجي لمنع بناء خط أنابيب النفط الإيراني الذي يعبر الأراضي السورية، فبناء خط أنابيب جديد يمكن أن يكون خطوة عملاقة نحو حل هذا الوضع.
يعلق الكاتب قائلًا: بالمناسبة، هذا الأمر يجب أن تراه الولايات المتحدة مناسبًا من عدة أوجه؛ فمن ناحية تظل إسرائيل هي الحليف الإستراتيجي الرئيس لأمريكا في الشرق الأوسط، ومن ناحية أخرى، يتطلع الأمريكيون لتطبيع العلاقات مع تركيا التي تحولت إلى قوة إقليمية رائدة. إذ أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مارس الماضي أن تحسين علاقات أية دولة مع إسرائيل مفيد لكل دول المنطقة، بل إنه العامل الأساسي لازدهاها. ومما لا شك فيه أن هذه الرسالة موجهة أيضًا لأنقرة.
ويختم الكاتب بقوله: «إن على روسيا أن تكون الوسيط في المفاوضات بين أنقرة ودمشق والقدس لتحقيق المكاسب السياسية؛ نظرًا لمستوى وطبيعة علاقاتها مع جميع البلدان المشاركة فيما قد يبدو في الوقت الحاضر مشروعًا افتراضيًا. فببساطة لا يوجد شخص آخر مناسب لهذه الوظيفة أكثر منها».
===========================
الصحافة البريطانية :
ميدل إيست آي: كيف تسير المواجهة بين إيران وإسرائيل في سوريا؟
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/6/12/ميدل-إيست-آي-كيف-ستسير-المواجهة-بين
12/6/2020
يقول الكاتب جودت بهجت إن لدى إيران وإسرائيل مصالح متضاربة في الحرب في سوريا، لكن القوى الإقليمية تحرص على عدم حدوث اشتباك عسكري على نطاق أوسع، لأن من شأن ذلك زعزعة استقرار المنطقة، ويتساءل: كيف قد تسير المواجهة بين القوتين؟
ويشير -في مقال نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني- إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي المنتهية ولايته نفتالي بينيت قال الشهر الماضي إن إيران بدأت في سحب قواتها من سوريا، وحث خليفته بيني غانتس على مواصلة الضغط على طهران.
ويضيف أن مسؤولا إيرانيا فند الادعاء الإسرائيلي، قائلا "لا تغيير في عدد ونوعية الوجود الاستشاري الإيراني في سوريا".
ويقول المال إن سوريا برزت في السنوات الأخيرة باعتبارها ساحة المعركة الرئيسية للمواجهة الإيرانية الإسرائيلية في ظل مصالح القوتين المتضاربة في هذه البلاد، مضيفا أن التصريحات المتناقضة الأخيرة تثير تساؤلات حول أهدافهما الإستراتيجية وكيفية سير المواجهة بينهما، على المدى القصير والطويل.
حرب غير متكافئة
ويضيف المقال أن أهداف وسياسات إسرائيل في سوريا تطورت منذ بداية الحرب عام 2011 ، في ظل الأدوار البارزة لإيران وحزب الله اللبناني والجماعات الشيعية الأخرى في دعم الرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي أثر على الحسابات الإستراتيجية لإسرائيل.
ويشير إلى أن المسؤولين الروس ما انفكوا يدعون جميع الأطراف في سوريا إلى ضبط النفس، لكن إحجام موسكو عن اتخاذ موقف قوي ضد الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا يشير إلى الرغبة في تجنب المواجهة مع إسرائيل، والرغبة في تحمل قدر من تدهور قدرات إيران في سوريا.
ويقول أيضا إن المحرك الرئيسي لتدخل روسيا في سوريا هو الحفاظ على قاعدتها الجوية في محافظة اللاذقية غربي البلاد وقاعدة بحرية في ميناء طرطوس، وإنه بتحليل التاريخ الطويل للعلاقات بين موسكو وطهران، يتبين أنه من الواضح أن تحالفهما الحالي تكتيكي، مدفوعا إلى حد كبير بعداء مشترك تجاه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعقوبات واشنطن على إيران.
نقاط الضعف الرئيسة
ويقول الكاتب إنه على الرغم من مزاياها العسكرية والإستراتيجية، فإن لدى إسرائيل نقاط ضعف رئيسية، إذ لا يمكن فرض السلام في سوريا بالقوة، حيث ينبغي لدول الجوار أن تتقبل هذا السلام، بيد أن بعض السياسات الإسرائيلية تضع العقبات في هذا الطريق وتجعل من هذا الأمر تحديا.
ويوضح أن خطة إسرائيل لضم 30% من الضفة الغربية دفعت بالسلطة الفلسطينية إلى تعليق التعاون الأمني مع إسرائيل، وأن هذا الأمر قد يشكل الضربة الأخيرة لمعاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية.
ويرى المقال أن استثمار إيران الضخم في نظام الأسد مدفوع بالمصالح الوطنية المدركة، وليس بالتوجه الأيديولوجي، وأنها تهدف إلى إقامة توازن إستراتيجي للقوى مع إسرائيل والدول العربية، وأن أي خطوة لتقليص وجودها في سوريا إنما هو خيار تكتيكي.
ويقول إنه يبدو أن الحرب الشاملة بين إيران وإسرائيل غير محتملة، وإن كلا من الولايات المتحدة وروسيا تريدان إعادة قواتهما إلى بلادهما بعد تأمين مصالحهما الإستراتيجية الخاصة في سوريا.
زعزعة الاستقرار
ويضيف الكاتب أن القوى الإقليمية تتفق على أن المواجهة العسكرية الأوسع في سوريا من شأنها أن تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها.
ويقول إنه بدلا من اتباع هذا الخيار المكلف، فقد يختار المحور الإسرائيلي الأميركي الخليجي زيادة الضغط العسكري والاقتصادي على إيران في سوريا وأماكن أخرى لتعزيز تغيير النظام في طهران.
ويختم مقاله بأنه لا توجد علامات موثوقة على انهيار النظام في إيران، ويرجح أن يستمر التنافس بين إيران وإسرائيل في العديد من المجالات، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية، مع محاولات القرصنة التي تم الإبلاغ عنها مؤخرا في كلا البلدين.
===========================
الغارديان: قانون قيصر يستهدف النظام وداعميه في الخارج وسيؤدي لمعاناة ودمار جديد للسوريين
https://www.alquds.co.uk/الغارديان-قانون-قيصر-يستهدف-النظام-ود/
إبراهيم درويش
لندن – “القدس العربي”: قالت صحيفة “الغارديان” في تقرير لمراسلها مارتن شولوف إن قانون قيصر الأمريكي قد يدمر الاقتصاد السوري المنهار أصلا. وأضاف أن النقاد يرون في “قانون قيصر” استراتيجية أمريكية قد تزيد من مشاكل البلاد والمنطقة بشكل عام. وأشار إلى خسارة العملة السورية 70% من قيمتها فيما يعاني أكثر من نصف السكان نقصا في المواد الغذائية وتتراجع الآمال في إعادة بناء البلاد.
وفي هذا الوضع تبدو سوريا غير قادرة على مواجهة صدمة جديدة إلا أن العقوبات الأمريكية التي سيسري مفعولها الأسبوع المقبل قد تترك أثرها المدمر على الاقتصاد المترنح وربما ضخمت التراجع الأخطر في المنطقة والذي لم يمر عليها منذ عقود.
يعرف القانون باسم قيصر وهو في مركز الجهود المعارضة لنظام بشار الأسد والاقتصاص من مرتكبي جرائم الحرب خلال الحرب الأهلية التي تعاني منها البلاد منذ 9 أعوام.
ويعرف القانون باسم قيصر وهو في مركز الجهود المعارضة لنظام بشار الأسد والاقتصاص من مرتكبي جرائم الحرب خلال الحرب الأهلية التي تعاني منها البلاد منذ 9 أعوام. وعشية تطبيقه، نظر للقانون على أنه تعبير عن محاولة لسحق طرفين رئيسين داعمين للنظام وهما حزب الله وإيران. فقبل أشهر من الانتخابات الأمريكية الرئاسية يظل الحد من نشاطات إيران الهم الرئيسي لصقور إدارة دونالد ترامب والذين يعتقدون بنجاعة استراتيجية أقصى ضغط التي تفرضها أمريكا على إيران وتؤثر تحديدا على شبكات التأثير التابعة لها بالمنطقة. وبالتحديد حزب الله الذي يلعب دورا مهما في الحكومة اللبنانية. ولكن الاستراتيجية الأمريكية أدت إلى سلسلة من الأزمات بالمنطقة حيث يواجه لبنان حالة من الانفجار الاقتصادي واضطرابات مدنية. أما العراق فيعيش ظروفا اقتصادية صعبة بسبب قلة الموارد المالية الناجمة عن انخفاض أسعار الطاقة.
وقال وزير لبناني “في تعجلهم للإطاحة ببشار وخامنئي نسي (الأمريكيون) أصدقاءهم” و “جعلهم الهوس الأيديولوجي غير مبالين بمعاناة الناس الحقيقيين”. وجاء اسم القانون من مصور فوتوغرافي عسكري قام بتهريب 55.000 صورة من داخل سوريا، كشفت عن التعذيب والقتل في سجون الأسد. وعلى خلاف العقوبات الأمريكية والأوروبية السابق فقانون قيصر يستهدف داعمي النظام في الخارج، وفي النظام المصرفي والتجاري والسياسي. ووسعت صلاحيات القانون لتشمل العواصم القريبة من سوريا ودول الخليج وأوروبا والتي احتفظت بعلاقات تجارية مع النظام السوري.
ومن 17 حزيران/يونيو فستكون أي مؤسسة تجارية أو رجال أعمال عرضة لحظر السفر لو كشف تعاملهم مع النظام السوري وقد يواجهون إمكانية الاعتقال. ويقول المحامي البريطاني إبراهيم العلبي الذي أنشأ البرنامج السوري للتطوير القانوني، إن هناك قلق حتى بين الداعمين للقانون وأي “شكل اتخذه” فسيغطي على الهدف منه، مشيرا إلى أن العقوبات الأمريكية والأوروبية الأولى كان مجالها محدودا. وأضاف “من المحتمل أن يكون قانون قيصر أن يكون شيئا مهما لأن الولايات المتحدة تستخدمه لمنع الدول من التعامل التجاري مع سوريا”. و “وجدت الولايات المتحدة ساحة بالوكالة لكل العناصر التي تستهدفها”. وقال إن استخدام انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في سوريا كوسيلة سيساعد الولايات المتحدة على تقوية أوراق السلطة القانونية لقانون قيصر. و”بدلا من استهداف إيران وحزب الله بناء على أرضية سياسية فسيتم استهدافهما على أرضية دعم انتهاكات حقوق إنسان غير مسبوقة في سوريا”.
وفي الوقت الذي انهار فيه الاقتصاد السوري وكذا انهار الاقتصاد اللبناني. وتراجعت قيمة العملة في كلا البلدين. ولم يعد بقدرة السكان الحصول على المواد الأساسية بسبب ارتفاع الأسعار. وشهدت معاقل النظام القوية في اللاذقية والسويداء تظاهرات احتجاجا على تردي الظروف الاقتصادي. وعزل بشار الأسد يوم الخميس رئيس الوزراء عماد خميس في وقت تتزايد فيه الضغوط من السكان الذين باتوا واضحين في شكاويهم من الظروف الصعبة التي يعانون منها. وبدأت تداعيات قانون قيصر تظهر في لبنان حيث تقيم المؤسسات المالية علاقات جيدة مع مسؤولين سوريين. وقال مصرفي لبناني “هذه كارثة على الحكومة” اللبنانية. و “سيفرضون عقوبات على المصارف والتجار اللبنانيين. وهبطت العملة في بلدنا مثل عملتهم، وواحد من الأماكن التي تستطيع التعامل تجاريا معها هي دمشق ولو أغلق هذا فقد انتهينا”.
انهيار العملة اللبنانية نتيجة لقرب تطبيق قانون قيصر وستؤدي الأزمة المالية في بيروت إلى تدهور سريع للاقتصاد السوري.
وكان انهيار العملة اللبنانية نتيجة لقرب تطبيق قانون قيصر وستؤدي الأزمة المالية في بيروت إلى تدهور سريع للاقتصاد السوري. ودعا التوازي في الأزمة الاقتصادية بين البلدين مسؤولين أمريكيين للقول إنهما مترابطان ولهذا فهناك حاجة لتبني نفس النهج ضدهما. وزعم المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري أن خسارة العملة السورية قيمتها جاء بسبب التحركات الأمريكية. وقال جيفري “يثبت انهيار العملة السورية أن روسيا وإيران لا تستطيعان الحفاظ نظام الأسد الذي لم يعد قادرا على إدارة سياسة اقتصادية فاعلة أو تبييض الأموال في المصارف اللبنانية”. وفي الشهر الماضي ظل القمح والوقود المدعومان من الحكومة واستخدام الرصيد الناضب في المصارف اللبنانية، فيما بقي خطوط التهريب من العراق ناشطة حيث وفرت المواد في مناطق النظام التي ارتفعت فيها الأسعار.
الهدف الأمريكي المعلن من سياسة الضغط الأقصى هو تركيع النظام وإجبار داعميه للاعتراف بالهزيمة، لكن النظام يعرف كيف يتمسك بالسلطة وكذا من يدعمونه”.
ويقول فؤاد شبانة من مدينة تدمر “المسألة ليست في توفر المواد” ولكن “لا أحد يمكنه شراء أي شيء، فكل راتبي الشهري يوفر لي كيلو لحم. وأحصل على ما يقابل 14 دولارا”. وتقول إليزابيث تسكورف من معهد أبحاث السياسة الخارجية “ترتفع أسعار المواد في سوريا بما فيها المنتج محليا مع مستوى سعر الفائدة”. وقالت إن “التضخم يتسارع بدرجة تكون فيه أسعار البضاعة أقل في الصباح منها في المساء”. مشيرة إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 50% وهو ما يضع سوريا في نادي الدول التي عانت من تضخم مفرط. ويقول جوليان بارنز- ديسي مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن الأسد هو العامل الأول في الدمار الذي تشهده سوريا إلا أن انهيار العملة اللبنانية نتيجة لقرب تطبيق قانون قيصر وستؤدي الأزمة المالية في بيروت إلى تدهور سريع للاقتصاد السوري.، أي تغذية النزاعات السيئة للنظام وا. فالهدف الأمريكي المعلن من سياسة الضغط الأقصى هو تركيع النظام وإجبار داعميه للاعتراف بالهزيمة، لكن النظام يعرف كيف يتمسك بالسلطة وكذا من يدعمونه”. وقال إن الشعب السوري عانى ولوقت طويل وتم تدمير البلاد بسبب النزاع حيث ننظر الآن إلى الحافة ومرحلة خطيرة من النزاع والذي سيحمل معه دمارا جديدا.
===========================
الصحافة السويسرية :
صحيفة سويسرية: أردوغان يورط تركيا ويعزلها دوليا   
https://al-ain.com/article/erdogan-country-isolates-internationally
قالت صحيفة "نويه زوريشر تسايتونغ" السويسرية، إن تركيا لا تملك القوة أو الإمكانيات لتحقيق أهدافها الخارجية، سواء في ليبيا أو في البحر المتوسط، لافتة إلى أنها باتت في عزلة متزايدة.
وأوضحت الصحيفة الناطقة بالألمانية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني "منذ سنوات، تحاول تركيا تحقيق أهداف سياسية خارجية بشكل أكثر كثافة من المعتاد".
وأضافت "لكن تركيا، وهي دولة متوسطة التأثير، لا تملك القوة أو الإمكانيات، أو الوسائل لتحقيق أهدافها الخارجية، سواء في ليبيا أو في البحر المتوسط".
وتابعت "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يورط بلاده في مواجهة قوى دولية في سوريا وليبيا، ويحاول مزاحمة اليونان على غاز البحر المتوسط".
ومضت قائلة "تركيا تدخلت في ليبيا لتحقيق أهدافها في البحر المتوسط، ووضع يدها على جزء من احتياطات الغاز الضخمة فيه".
العزلة الدولية
ونقلت عن الخبير في الشؤون التركية، سنان أولغن قوله إن السياسية التركية الرامية لتحقيق أهداف خارجية من طرف واحد، غير مجدية، لأن أنقرة تحتاج الشركاء الدوليين لتحقيق ما تريد".
وتابع "تركيا باتت معزولة دوليا بشكل متزايد، وهذا في حد ذاته نقطة ضعف كبيرة".
واستطرد قائلا "تركيا خسرت علاقاتها الجيدة في كل دوائر تحركها، فالتحالف التقليدي مع الغرب مثقل بالعديد من الخلافات".
الجيش الليبي يعلن تدمير منظومة دفاع جوي للأتراك
وأضاف "تركيا تواجه عقوبات أمريكية بسبب شراء صواريخ روسية، وتعاني خلافات قوية مع أوروبا في ملف اللاجئين".
سنان أولغن قال أيضا "الخلافات مع الغرب لن تنتهي في المستقبل، ولا يوجد أي أفق لعلاقات جيدة جديدة".
ومضى قائلا "أوروبا يجب أن تضغط على تركيا في ملف ليبيا لأن اعتماد أنقرة على القوة بدلا من الدبلوماسية ينذر بنتائج كارثية".
===========================
الصحافة العبرية :
هآرتس :بعد 20 سنة في حكم سوريا: طبيب العيون… بين قانون قيصر والربيع الدمشقي
https://www.alquds.co.uk/بعد-20-سنة-في-حكم-سوريا-طبيب-العيون-بين-ق/
في هذا الشهر، يمكن أن تفرض الولايات المتحدة على سوريا الوجبة الأكثر إيلاماً من العقوبات في إطار “قانون قيصر” الذي تم سنه في كانون الأول 2019. “قيصر” هو لقب ضابط سابق في الشرطة السورية، كان قد التقط في الأعوام 20132015 آلاف الصور في السجون والمستشفيات السورية، مثبتةً جرائم الحرب التي نفذها النظام. صور دقيقة جداً لأعضاء محطمة، وأعضاء جنسية نُكّل بها، وجثث مشوهة عانت من تعذيب شديد، وجرى تنزيلها على حاسوب قيصر الشخصي، ونجح في الفرار إلى أوروبا، ونشرها في أرجاء العالم.
يحافظ قيصر على البقاء مجهولاً، لكن صوره الصادمة جعلت الكونغرس الأمريكي يصوغ قانوناً يهدف إلى وقف القتل في سوريا. شهد الضابط أمام الكونغرس في العام 2014، لكن بعد خمس سنوات صادق الكونغرس على القانون. هو يشبه في جوهره قوانين العقوبات التي فرضت على إيران وشملت فرض عقوبات على أي شخص أو شركة أو دولة تتاجر أو تساعد النظام السوري بأي وسيلة أخرى.
القانون يحدد سبعة معايير لرفع العقوبات، وتشمل: وقف استخدام المجال الجوي لسوريا للمس بالمدنيين، سواء من قبل سلاح الجو السوري أو سلاح الجو الروسي؛ وجعل مناطق تسيطر عليها سوريا وروسيا وإيران ستكون مفتوحة لنقل المساعدات الإنسانية؛ وأن تطلق سوريا سراح جميع السجناء السياسيين؛ وألا تقصف القوات السورية والروسية وقوات أخرى العيادات والمستشفيات؛ وعلى النظام السوري أن يقوم بخطوات قانونية ضد من نفذ جرائم حرب؛ وتسهيل عودة المزيد من اللاجئين، وتعويض المواطنين عن موت أقاربهم… هذا جزء مفصل جداً يشمل جميع النشاطات الاقتصادية والعسكرية ليس فقط لسوريا، بل لإيران وروسيا أيضاً. وليس واضحاً كيف تنوي الولايات المتحدة إجبار روسيا وإيران على التمسك ببنود القانون، وهل تنوي فرض المزيد من العقوبات على إيران وروسيا في الوقت الذي تجري فيه واشنطن مفاوضات مع روسيا حول مستقبل ليبيا وتحاول التوصل معها إلى حل الأزمة في سوريا. يمكن التقدير بأن روسيا وإيران لن تتأثرا أكثر من اللازم جراء المحظورات والعقوبات التي يفرضها القانون. في حين أن النظام السوري لا يتوقع أن تغيراً ما سيؤثر بصورة جوهرية في الاقتصاد الواقع أصلاً تحت نير عقوبات شديدة. وأوضحت واشنطن أن المحافظات الكردية في شمال سوريا لن تكون خاضعة للعقوبات، لكن هذه المحافظات تقوم بالاتجار بصورة متشعبة مع النظام السوري: هم يبيعون له النفط والقمح ومنتوجات زراعية أخرى. بصورة متناقضة، القانون لا يتطرق إلى تركيا التي احتلت أجزاء من شمال سوريا وتشرف هي وروسيا على المناطق الآمنة في شمال سوريا. في الأشهر الأخيرة سمعت ادعاءات قاسية ضد تركيا بشأن المس بالمدنيين الأكراد في مدينة عفرين المحتلة، وضد المليشيات التي تعمل في خدمة الأتراك.
       لا يوجد منتجات
إن نجاعة وقوة “قانون قيصر” ما زالت تنتظر الإثبات على الأرض. ولكن الولايات المتحدة تهدد بإعادة تفعيل العقوبات الدولية التي فرضت على إيران والتي رفعت في أعقاب التوقيع على الاتفاق النووي في 2015. الأمر الذي يمكن أن يشعل هذه العملية هو انتهاء الحظر العسكري الذي فرض على إيران كجزء من الاتفاق النووي، الذي بحسبه لا يمكن لإيران أن تشتري أو تبيع سلاحاً تقليدياً مدة خمس سنوات، منذ تاريخ التوقيع على الاتفاق، وهي فترة ستصل نهايتها في تشرين الأول القادم. دول أوروبا وروسيا والصين الموقعة على الاتفاق وعلى بند الحظر تعارض تمديده. بناء على ذلك، تهدد الولايات المتحدة بتفعيل البند في الاتفاق الذي ينص على إعادة العقوبات الدولية (سناب باك) في حالة أن إيران خرقت الاتفاق النووي. إيران بالفعل خرقت الاتفاق علناً – بعد سنة من انسحاب الولايات المتحدة منه – لكن وبعد أن أصبحت الولايات المتحدة غير شريكة في الاتفاق، فإن التفسير المقبول يقول إنه لا يمكن لأمريكا أن تطالب بتفعيل بند العقوبات طبقاً للاتفاق، التي هي نفسها تخلت عنه بصورة أحادية الجانب.
سياسة العقوبات الأمريكية لم تنجح حتى الآن في إثمار النتائج السياسية التي طمحت إليها. ولم تغير إيران وسوريا سياستهما. فالأنظمة تواصل وجودها وإدارة حروبها رغم الصعوبات الاقتصادية الضخمة، وبالنسبة لهما فإن أياً من أنظمة العقوبات لا تطالب باستبدال النظام. وتقول النظرية إنه ومن أجل أن تنجح العقوبات، يجب عليها أن توضح للأنظمة بأنها لا تستطيع مواصلة إدارة سياستها والبقاء في السلطة دون الاستجابة لطلبات فارضي العقوبات.
هذا التهديد في هاتين الدولتين لا يعمل، كما حاله طوال أكثر من 12 سنة فرضت فيها العقوبات على العراق. بعد تسع سنوات على الحرب التي جاءت من خلال العصيان المدني الأكثر قتلاً الذي عرفته الدول العربية، أعاد نظام الأسد لنفسه السيطرة على معظم أجزاء الدولة، وتعترف به معظم دول العالم باعتباره الخيار الواقعي الوحيد لإدارة الدولة. في إيران، ورغم الاحتجاجات والمظاهرات، لا ينوي النظام تغيير وجهه. وللمفارقة، فإن العقوبات الأمريكية خلقت أدوات مشتركة بين إيران وسوريا، وكل واحدة منهما ملزمة بالتمسك بسياستها لمنع سقوط الأخرى والصمود أمام العقوبات الأمريكية.
بالنسبة للأسد، هذه تجربة جديدة في إدارة العلاقات الدولية. مرحلة أخرى في تطوره السريع كزعيم طردته الجامعة العربية وفقد السيطرة المباشرة في لبنان ووجد نفسه في لعبة قاسية بين الدول العظمى، وبقي الزعيم الوحيد الذي لم يُعزل كجزء من ثورة الربيع العربي. يمكن التقدير بأن والده سيفخر به، لو شهده.
هذا الأسبوع قبل عشرين سنة، في 10 تموز 2000، وبعد شهر من خروج الجيش الإسرائيلي من لبنان، اهتز الشرق الأوسط من نبأ وفاة حافظ الأسد. هذا لم يكن مفاجئاً. الزعيم الذي حكم سوريا حوالي ثلاثين سنة، بدأ قبل بضع سنوات من وفاته في إعداد بلاده للزعيم الذي سيرثه، بعد أن عانى من عدة نوبات قلبية. في 1994 استدعى ابنه بشار من لندن، الذي كان يتخصص في طب العيون، وبدأ في إعداده وريثاً له. لم يكن بشار الخيار الأول للأب. هذا الدور أعده حافظ لابنه باسل، الشاب المفعم بالنشاط، الذي كان يحب السيارات السريعة والحياة الرغيدة. ولكن بعد موته في حادثة طرق بقي بشار -عديم التجربة السياسية والعسكرية- هو خياره الوحيد. كان ذلك إعداداً سريعاً، الذي جعل الابن يقفز بسرعة في الرتب العسكرية. ورغم أن عمره كان 34 سنة، أي أقل بست سنوات من العمر الذي نص عليه الدستور كي يتولى الرئاسة، تم تغيير الدستور طبقاً لذلك وتحول إلى الرئيس الأكثر شباباً في الشرق الأوسط.
بعد شهر على موت والده أدى اليمين، في السنة نفسها، حظي بفوز ساحق ومعروف مسبقاً بنسبة 97.27 في المئة من الأصوات في الانتخابات. الشاب طويل القامة الذي عاد من لندن، تحول في فترة قصيرة إلى أمل سوريا والشرق الأوسط. وجد نفسه في صداقة مع شابين ورثا العرش عن والديهما قبل ذلك بسنة، وهما عبد الله ملك الأردن الذي توج في 1999، ومحمد السادس ملك المغرب الذي توج في تموز 1999، بالضبط قبل سنة من تتويج الأسد.
       ربيع دمشق
بعد عشرين سنة، تبدو فترة ولاية الأسد الأولى كأسطورة. رغم أنه أحيط بكبار الضباط القدامى وكان يعتمد تماماً على نصائح أجهزة المخابرات والسياسة السورية، فقد قرر أن يبدأ بالحوار العام ويسمح بوجود صالونات سياسية ونشر مقالات انتقادية حول طريقة إدارة نظام الحكم، وأشعل الأمل في أن تصبح سوريا في عهده دولة جديدة ومنفتحة ومزدهرة اقتصادياً، تمد يديها إلى ثقافة الغرب.
ظهر على المنصة العامة مثقفون ليبراليون مثل ميشيل كيلو، والاقتصادي عارف دليلة، والمفكر برهان غليون، ورياض سيف، وآخرون كثيرون تعاملوا بجدية مع المناخ النقي الذي ضخه الأسد للدولة، وصدقوا أن سوريا عادت إلى ماضيها البعيد، قبل حكم حزب البعث، وأن هناك مكاناً محترماً للمثقفين الذين سيشكلون صورتها.
ولكن “ربيع دمشق”، كما لقبت تلك الفترة القصيرة، انتهى خلال عدة أسابيع. أوضحت “الأجهزة” للرئيس الشاب بأن البنية الحاكمة ستتحطم، وأن رأس المال العائلي سيختفي، وسينتهي النظام “الصحيح” إذا واصل اليساريون والليبراليون بطرح أفكار ديمقراطية. كما أنه لم ينقصه أيضاً تهديدات بانقلاب عسكري لليّ ذراعه والتوضيح بأن سوريا ليست بريطانيا. وأن النخبة السياسية والعسكرية والاقتصادية لا تنوي التنازل عن مكانتها وعن المكاسب التي حققتها في عهد والده؛ فقد أغلقت الصالونات، واعتقل الكثير من المثقفين، وعدد منهم حكم بفترات سجن بتهمة “المس بالنظام العام”، وغادر البلاد آخرون، وأعاد استخدام أدوات الحكم التي استخدمها والده.
من بين الزعماء الشباب الثلاثة الجدد الذين صعدوا إلى قمة السلطة في دولهم، كان الأسد هو الأكثر قسوة، حتى قبل العصيان المدني في آذار 2011 الذي أدى حتى الآن إلى موت أكثر من نصف مليون شخص وإلى تهجير أكثر من سبعة ملايين مواطن. بعد عشرين سنة على الحكم التي في نصفها كان مشغولاً في الحرب ضد مواطنيه، فإن طبيب العيون المهذب بات يواصل قتل من يعالجهم، وخلق حوله حزاماً آمناً استراتيجياً تشارك فيه إيران وروسيا، كل منهما لأسبابها الخاصة، في الوقت الذي تبقي فيه الولايات المتحدة التي يقودها ترامب خارج اللعبة ومع رزم عقوبات سيدفع ثمنها المواطنون.
بقلم: تسفي برئيل
هآرتس 12/6/2020
===========================