الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13/2/2018

سوريا في الصحافة العالمية 13/2/2018

14.02.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة الروسية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة البريطانية والتركية والفرنسية :  
الصحافة الامريكية :
وول ستريت: هل باتت المواجهة الإسرائيلية الإيرانية محتومة؟
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا لمراسلها روري جونز، يتحدث فيه عن جبهة جديدة في الحرب السورية.
ويقول جونز إن خسارة الجيش الإسرائيلي إحدى طائراته هي الأولى منذ 30 عاما، مشيرا إلى أن الرد الإسرائيلي القوي على سقوط المقاتلة يلخص الأهداف المتنافسة بين إيران وإسرائيل، التي قد تقود إلى حرب بين القوتين في الشرق الأوسط، في وقت تقوم فيه إيران بتعزيز وجودها العسكري في سوريا، و"هو تحرك حذرت إسرائيل من أنها لن تسمح به".
ويجد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن المواجهة التي جرت في نهاية الأسبوع، وعبرت فيها الولايات المتحدة عن دعمها للموقف الإسرائيلي، أضافت تعقيدا غير متوقع لجولة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، التي ستشمل خمس عواصم.
وتشير الصحيفة إلى أن تيلرسون تحدث قبل ساعات من مغادرته واشنطن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث قال المسؤول المساعد لوزير الخارجية ستيف غولدستين إن المكالمة جرت بعد إسقاط الطائرة والرد الإسرائيلي، لافتة إلى أن تيلرسون سيزور الكويت ولبنان ومصر وتركيا والأردن.
ويفيد الكاتب بأن إسرائيل تجنبت ولسنوات التدخل في الحرب الأهلية، لكنها ظلت تقوم بغارات جوية ضد قوافل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله، وزادت من هجماتها على مواقع قالت إنها تابعة لإيران؛ خوفا من وجود إيراني قرب حدودها.
ويذهب التقرير إلى أن "رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي حظي بدعم من روسيا وإيران، يبدو كأنه منتصر في الحرب، وأصبح جريئا في مواجهة الاختراقات المتكررة للأجواء السورية التي تقوم بها إسرائيل، فيما تقول إيران إن لسوريا الحق في الدفاع عن نفسها، وتنفي المزاعم الإسرائيلية بأنها تقوم بإنشاء قواعد عسكرية في سوريا".
وتورد الصحيفة نقلا عن خبراء في الدفاع، قولهم إن محاولات إسرائيل منع إيران وحزب الله من إقامة مواقع عسكرية لهما على الحدود الشمالية قد تقود إلى مواجهة أخرى، لافتا إلى قول مدير معهد الأمن القومي في تل أبيب والجنرال السابق في سلاح الجو عاموس يالدين: "هناك إصرار إيراني على بناء قوة عسكرية في سوريا ولبنان مقابل تصميم إسرائيلي على منع حدوث هذا".
وينقل جونز عن خبراء عسكريين، قولهم إن العملية العسكرية الإسرائيلية الكبرى قصد منها إظهار الرصيد الجوي والأمني، وتحذير إيران وردعها من تصعيد جديد، مشيرا إلى أن حزب الله هدد بمواجهة مع إسرائيل ردا على الغارات، لكنه لم يفعل شيئا، حيث تبادل الحزب وإسرائيل الشتائم في الأشهر الأخيرة.
ويستدرك التقرير بأنه مع أن إسرائيل وروسيا اتفقتا على آلية خفض التوتر؛ للتأكد من عدم تصادم الطائرات في الجو، إلا أن موسكو بدت كأنها تنتقد الأفعال الإسرائيلية، حيث وصفتها "بغير المقبولة بالكامل"؛ لأنها هددت وضع القوات الروسية على الأرض، لافتا إلى أن نتنياهو زار موسكو في الشهر الماضي؛ ليوصل الرسالة الإسرائيلية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن إسرائيل لن تقبل بوجود إيراني دائم على الأراضي السورية.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إنهم لا يريدون مواجهة مع إيران، إلا أن روسيا لم تحذر طهران علنا، منوهة إلى أنه في محاولة لمنع تقدم حزب الله قرب الجولان، فإن إسرائيل دعمت جماعات سورية بالمال والدعم الطبي؛ من أجل خلق منطقة عازلة.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن إسرائيل تعتقد أن هؤلاء المقاتلين لن يؤدوا دورا مهما في أي نزاع مستقبلي.
==========================
واشنطن بوست: ما هي حسابات الربح والخسارة في سوريا؟
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للمعلق إيشان ثارور، يتحدث فيه عن المواجهة الحالية في سوريا بين إسرائيل وإيران، والتصعيد "الخطير" في الحرب السورية الطويلة، الذي وقع في نهاية الأسبوع الماضي.
ويقول الكاتب إن "أخطر تصعيد في الحرب الوحشية والطويلة حصل نهاية الأسبوع، ففي يوم السبت أسقط الطيران الإسرائيلي طائرة إيرانية دون طيار، دخلت المجال الجوي الإسرائيلي من قاعدة عسكرية سورية، وردت إسرائيل على التوغل الإيراني بسرعة، حيث تعد هذه أوسع عملية تقوم بها إسرائيل منذ غزو لبنان عام 1982".
ويستدرك ثارور في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بأن "العمل لا يتوقف هنا، فقوات النظام السوري قامت بضرب مقاتلة (أف-16) بصاروخ مضاد للطائرات، وسقطت المقاتلة في شمال إسرائيل، وأصيب واحد من الطيارين في المقاتلة بجراح خطيرة".
ويجد الكاتب أن "الحادث هو تذكير آخر بالكيفية التي أصبح فيها العنف السوري فيها متمكنا، فمع اقتراب العام السابع على اندلاع النزاع، فإن الحرب، التي تدور اليوم في الأجواء، أضحت معقدة تعقيد الحرب على الأرض".
ويشير ثارور إلى أن "الإسرائيليين ضربوا سوريا عدة مرات خلال الفترة الماضية، مع أن هذا الهجوم هو أول اعتراف علني بضرب المواقع الإيرانية المفترضة هناك، حيث أنهم يريدون مواجهة التأثير الإيراني على أبوابهم، مثل حزب الله، وهي المنظمة اللبنانية القوية، والعدد الآخر من المليشيات الشيعية الموالية لإيران، التي تم نشرها لمساعدة نظام بشار الأسد، وفي الوقت ذاته فإن روسيا تقوم بضرب المعارضة السورية دون رحمة، وعلى حساب المدنيين الذين يعيشون وسطهم في أغلب الأحيان".
ويلفت الكاتب إلى أنه "بعد سنوات من العمل على الإطاحة بنظام بشار الأسد، فإن تركيا بدأت بمواجهة الأكراد الذين ترى فيهم تهديدا إرهابيا، أما الولايات المتحدة فإنها شنت هجوما مدمرا ضد تنظيم الدولة، حيث عملت في معظم الأحيان مع الأكراد في سوريا، ويواصل نظام الأسد قصف أهداف داخل سوريا، ولا يزال، وفقا للأمم المتحدة، يضرب مناطق المدنيين بأسلحة كيماوية".
وينوه ثارور إلى أن المسؤولين في المنظمة الأممية عبروا عن قلقهم من "موجة بعد موجة" من الغارات الجوية التي تضرب البلد، مشيرا إلى أن الأمين العام أنطونيو غويتريس، دعا في في بيان له إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وتذكر الصحيفة أن إسرائيل زعمت أن هجومها على الإيرانيين هو بمثابة تحذير لهم، حيث قال وزير الأمن والاتصالات الإسرائيلي في تصريحات لراديو الجيش الإسرائيلي: "سيحتاجون لوقت طويل لمعرفة كيف عرفنا المواقع التي ضربناها.. هذه مواقع مخفية، ولدينا المعلومات الأمنية والقدرة لمعرفة كل شيء كان يجري هناك، ويوم أمس أثبتنا ذلك".
ويرى الكاتب أن ذلك الهجوم منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفرصة لتحويل الرأي العام لصالحه، خاصة أنه يواجه اتهامات بالفساد، مستدركا بأن نتنياهو لا يملك إلا خيارات قليلة في سوريا، حيث تقارب مع روسيا؛ في محاولة منه لدق إسفين بين موسكو وطهران.
ويفيد ثارور بأن "القوات الروسية راقبت بتواطؤ حرب الظل التي تخوضها إسرائيل في سوريا، حيث أن إحدى القواعد التي ضربتها إسرائيل يوم السبت لا يقيم فيها السوريون فقط، بل القوات الروسية أيضا، وقال بعض المراقبين الإسرائيليين إنه من الصعب تخيل عدم معرفة الروس بالطائرة دون طيار".
وينقل الكاتب عن صحيفة "هآرتس"، قولها إنه "لا خيار أمام إسرائيل إلا القبول بقواعد موسكو، وستواصل إظهار قدرتها على التحليق فوق المجال الجوي السوري، وضرب أهداف، لكن عليها التحلي بالصبر، ولن تقوم روسيا بوقف الطائرات الإسرائيلية، على الرغم من سيطرتها على المجال الجوي السوري، لكنها لن تستطيع منع جيش الأسد من ضرب الطائرات الإسرائيلية".
ويذهب ثارور إلى أنه بعيدا عن التهديدات والعمليات السرية، فإن إسرائيل لن تحاول زيادة التصعيد، مستدركا بأن هناك احتمالا يلوح في الأفق حول مواجهة دموية، ونزاع بين إسرائيل وحزب الله، قد يشعل حربا جديدة على الحدود أو أبعد منها، بحسب تقرير لمجموعة الأزمات الدولية، الذي جاء فيه: "أما بالنسبة لدمشق والداعمين لها، فإن غارات جوية مدمرة من إسرائيل ستلحق ضررا هائلا بالإنجازات التي حققوها، وقد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة كلها، وربما أفضت إلى صدع في العلاقة بين روسيا وإسرائيل".
ويعلق الكاتب قائلا: "أيا كان الحال، فإن الوضع يشير إلى إضافة آلام ومعاناة أخرى للسوريين، حيث وصفت مراسلة صحيفة (واشنطن بوست) ليز سلاي الوضع، قائلة: (بدا الأسبوع الأول من عام 2018 كأنه أسوأ مرحلة دموية من النزاع)، حيث قتل المئات، وتم تشريد حوالي 300 ألف في شمال غرب سوريا، بالإضافة إلى أن هناك 400 ألف يواجهون خطر المجاعة في المناطق المحاصرة حول العاصمة دمشق، التي لم يصلها طعام منذ تشرين الثاني/ نوفمبر".
ويشير ثارور إلى ما كتبه المحلل سايمون تيسدال في صحيفة "أوبزيرفر"، بأن عددا من الخطط التي تم الحديث عنها لتخفيف المعاناة اليومية غرقت دون أي أثر لها.
ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن واشنطن تؤدي دور المراقب، سواء في عهد باراك أوباما أو دونالد ترامب، حيث ركزت كلتا الإدارتين على مواجهة تنظيم الدولة.
==========================
وول ستريت: أين روسيا من صراع إيران وإسرائيل.. وأين ترامب؟
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تحليلا للباحثين توني بدران وجوناثان ستشانزر، يتطرقان فيه لتعقيدات الصراع بين إسرائيل وإيران في ضوء التطورات الأخيرة.
ويقول الباحثان إن "الاشتعال قد يكون بدأ بعد نصف قرن من التسخين على حرارة دافئة، ففي ليلة الجمعة أرسلت إيران طائرة دون طيار من سوريا، حيث اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي فوق هضبة الجولان، وقامت إسرائيل بتدميرها من طائرة أباتشي، ثم قامت إسرائيل يوم السبت بإرسال 8 طائرات (أف-16) عبر الحدود لضرب قاعدة جوية في محافظة حمص، هي قاعدة (ت-4)، التي انطلقت منها الطائرة الإيرانية دون طيار، بالإضافة إلى عدد آخر من الأهداف الإيرانية".
ويفيد الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه "مع أن المهمة كانت ناجحة، إلا أن النيران السورية المضادة للطائرات أصابت واحدة من تلك الطائرات متسببة بإسقاطها، وإن كان الطيار ومساعده استطاعا الهروب من الطائرة، والهبوط بمظلتيهما في الأراضي الإسرائيلية".
ويشير الباحثان إلى أن "ذلك كان أهم الاشتباكات بين إسرائيل وما يدعى محور الممانعة -إيران ونظام الأسد وحزب الله- ومنذ أن بدأت إيران بنشر الجنود والوكلاء في سوريا قبل ست سنوات، تصر إسرائيل على أن رد فعلها كان محدودا، وهدفها هو احتواء هذا الحريق، ويقلق منتقدوها من أن هذه المناوشات قد تنفجر لتكون أسوأ حرب تشهدها الشرق الأوسط."
ويبين الكاتبان أن "الإيرانيين استغلوا الفوضى الناتجة عن الحرب الأهلية السورية لإقامة منشآت عسكرية يمكنها استهداف إسرائيل، ولإرسال الأسلحة المتقدمة للبنان عن طريق دمشق أيضا تحت غطاء الحرب، لكن الإسرائيليين كانت عيونهم مفتوحة، وقاموا بتدمير بعض المعدات في سوريا عن طريق ضربات جوية متفرقة، وفي كانون الأول/ ديسمبر قامت إسرائيل باستهداف قاعدة عسكرية إيرانية للجنوب الغربي من دمشق، على بعد 30 ميلا من هضبة الجولان، لكن لم يدخلوا سوريا بالقوة ذاتها التي دخلوا فيها صباح السبت".
ويلفت الباحثان إلى أن "ما أدى إلى ذلك المستوى من الرد ليس واضحا، ولم يصرح المسؤولون العسكريون الإسرائيليون عما إذا كانت الطائرة الإيرانية مسلحة أم لا، لكنه سيكون من المفاجئ أن تقوم إسرائيل بالرد على طائرة دون طيار غير مسلحة، وفي الواقع لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تخترق فيها طائرة دون طيار أجواء الجولان، فالعام الماضي قامت الدفاعات الجوية الإسرائيلية باعتراض عدة طائرات دون طيار، إيرانية الصنع، يديرها حزب الله، محاولة اختراق الأجواء الإسرائيلية من سوريا".
ويذكر الكاتبان أن "القوات الإسرائيلية حذرت من أن قاعدة (ت-4) كانت ممتلئة بالقوات من مقاتلي فيلق القدس، وهو أحد أذرع الحرس الثوري الإيراني، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قام بأكثر من زيارة لروسيا؛ محاولا إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع حد للأنشطة المهددة التي تقوم بها إيران ووكلاؤها، وقد أنشأ بوتين وجودا عسكريا قويا في سوريا بعد أن دخل بذريعة محاربة تنظيم الدولة".
ويجد الباحثان أن "إسرائيل غامرت يوم السبت بالتسبب بإثارة روسيا، خاصة أنها لم تحذر موسكو مسبقا حول الهجوم، حيث يختلط العسكريون الروس أحيانا مع وحدات الدفاع الجوي السوري، ويكونون أحيانا في قاعدة (ت- 4)، ولذلك يمكن أن يكون في الضربة رسالة للروس بالقدر الذي كان فيها رسالة للمحور الإيراني".
ويقول الكاتبان إنه "ليس واضحا عما إذا كانت روسيا تعرف مسبقا بعملية الطائرة دون طيار الإيرانية أم لا، كما أننا لا نعلم إن كانت روسيا على علاقة بإطلاق صاروخ أرض جو، الذي أسقط الطائرة الإسرائيلية، لكن الذي نعلمه هو أنه بعد عدة غارات جوية على سوريا على مر عدة شهور، كانت هذه هي المرة الأولى التي استطاعت فيها الدفاعات الجوية السورية ضرب هدفها، وهذا يشير إلى تورط روسيا".
ويستدرك الباحثان بأنه "مع ذلك، فإن الإسرائيليين لم يترددوا في إطلاق موجة أخرى من الغارات الجوية خلال ساعات ضد أهداف إيرانية وسورية إضافية، بما في ذلك مواقع دفاع جوية، كثير منها تم رصده في الغالب على مدى أشهر، وبحسب المصادر الإسرائيلية فإن الموجة الثانية من الغارات كانت الأكبر ضد سوريا منذ الحرب ضد لبنان عام 1982، عندما قامت إسرائيل بضرب بطاريات صواريخ أرض جو، الروسية الصنع، في وادي البقاع".
ويبين الكاتبان أن "العيون الآن كلها مسلطة على إسرائيل، في الوقت الذي تقدر فيه تحركاتها التالية، فبالنسبة للقدس فإن الوضع الحالي ليس قابلا للاستمرار، ومن الواضح أن الإيرانيين مستعدون لامتصاص الضربات التكتيكية ما داموا قادرين على تقوية وضعهم الاستراتيجي، الذي يجهزهم للصراع المستقبلي مع الدولة اليهودية، ففي الوقت الذي تحرص فيه القيادة السياسية الإسرائيلية على تجنب الصراع، فإن القيادة العسكرية تقرر أن تأجيله سيكون هو الطريق الأخطر".
وينوه الباحثان إلى أن "الإسرائيليين يعملون مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أكدت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فذلك الإعلان سيكون مهما عندما تدرس إسرائيل خياراتها، وتستمر واشنطن بتعديل سياستها الجديدة باستهداف إيران، مستخدمة عدة أدوات، لكن تبقى تلك السياسة مرهونة لاتفاق البيت الأبيض مع روسيا؛ للإبقاء على منطقة تهدئة في جنوب غرب سوريا، وهو اتفاق يساعد إيران والوضع الراهن".
ويشير الكاتبان إلى أن "كلا من وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين شجبتا إيران، ووقفتا مع إسرائيل، والسؤال الآن هو عما إذا كانت إدارة ترامب ستذهب إلى ما هو أبعد، ففي خطاب لوزير الخارجية ريكس تيلرسون الشهر الماضي، للكشف عن استراتيجية الإدارة بشأن سوريا، أكد أن أمريكا لا تسعى فقط للحفاظ على أمن حلفائها، لكن لحرمان إيران من (حلمها بقوس شمالي) من طهران لبيروت".
ويختم الباحثان مقالهما بالقول إن "الطريقة الجيدة لتحقيق هذين الهدفين ستكون من خلال دعم ردود الفعل الإسرائيلية ضد العدوان الإيراني، الآن وفي المستقبل".
==========================
واشنطن بوست :إسرائيل اتخذت أكبر خطوة لها في الحرب السورية حتى الآن. ما الذي يعنيه ذلك؟
آدم تايلور* - (الواشنطن بوست) 10/2/2018
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
لم تشهد الحرب السورية أي عوَز في التحولات الكبيرة مُسبقاً هذا العام، لكنها شهدت في نهاية الأسبوع الماضي أكثر هذه التحولات احتمالاً للتسبب في عواقب. فيوم السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ "هجوماً جوياً واسع النطاق" داخل سورية بعد اشتباكات متبادلة تم فيها إسقاط طائرة مسيَّرة إيرانية في الأراضي الإسرائيلية، بينما أسقطت نيران الدفاعات الجوية السورية طائرة حربية إسرائيلية من طراز "ف-16".
على الرغم من قربها الدائم، وقفت إسرائيل إلى حد كبير على هوامش الصراع السوري على مدى السنوات السبع الماضية. ومع ذلك، تشير ضربات يوم السبت إلى أن المطاف ربما ينتهي بها أخيراً وقد امتصها على ما يبدو صراع يزداد فوضى باطراد بعد إلحاق الهزيمة العسكرية بتنظيم "داعش". وإذا لم تصبح إسرائيل أكثر انخراطاً في القتال الجاري في الجوار، فإنها قد تعاني من تبعات خطيرة للحرب في سورية -وكذلك المنطقة ككل.
ما الذي كان عليه انخراط إسرائيل في الحرب السورية حتى الآن؟
تتقاسم إسرائيل حدوداً متوترة مع سورية -مرتفعات الجولان- وكانت لها منذ وقت طويل علاقات عدائية علنية -ليس مع حكومة بشار الأسد فحسب، وإنما مع حلفاء سورية أيضاً، إيران وميليشيا حزب الله اللبنانية. ومع ذلك، كان لدى إسرائيل القليل من الأسباب أيضاً لدعم "داعش" أو المجموعات الإسلامية المتحالفة مع تنظيم القاعدة، والتي أصبحت الخصوم الرئيسية للحكومة السورية.
لكن إسرائيل شنت عشرات الغارات الجوية السرية ضد قوافل أسلحة لحزب الله في سورية. ولم يكن يتم الإعلان علناً عن هذه التدخلات بشكل عام، وكانت صغيرة الحجم أيضاً. وعادة ما امتنعت القوات الحكومة السورية وحلفاؤها عموماً عن الرد، خوفاً من فتح جبهة أخرى في صراع لا تنقصه الفوضى مسبقاً.
لكن الأمور بدأت بالتغير خلال العام الماضي، بينما خسر "داعش" الأرض واستعادت قوات الأسد وحلفاؤها السيطرة على مجريات الصراع.
في العام الماضي، دفعت إسرائيل ضد وقف النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا، وقالت إنه سمح بالتوسع الإيراني بالقرب من حدوها. وخشي الكثيرون في إسرائيل أن لا يقتصر الأمر على توطيد إيران وحلفائها وجودهم بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وإنما أن حزب الله يستخدم القتال السوري كوسيلة لتدريب كوادره، وأن إيران ربما تساعد الميليشيا في الارتقاء إلى استخدام الصواريخ الموجهة بدقة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال زيارة إلى واشنطن في كانون الأول (ديسمبر): "لن نسمح لذلك النظام بأن يرسخ نفسه عسكرياً في سورية، كما يريد أن يفعل، لتحقيق هدف واضح هو القضاء على دولتنا".
لماذا كان ما حدث يوم السبت مختلفا عن الغارات الإسرائيلية السابقة؟
نفذت إسرائيل عدداً من الهجمات المهمة في سورية في الأشهر الأخيرة، لكن حادثة يوم السبت كانت مختلفة. وتقول إسرائيل إن فصلاً جديداً قد بدأ مع عبور طائرة مسيَّرة إيرانية إلى أراضيها من سورية في الساعات المبكرة من صباح السبت. ونشر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق لقطات قال إنها تظهر الطائرة المسيَّرة بينما يجري إسقاطها بواسطة مروحية هجومية.
لكن إيران نفت ذلك، ووصف المتحدث باسم وزارة خارجيتها، بهران قاسمي، الادعاء الإسرائيلي بأنه "سخيف". ومع ذلك، وإذا كان الادعاء صحيحاً، فإنه يؤشر على استفزاز كبير من جانب طهران، بل وربما يكون محاولة إلى إلقاء طعم لإسرائيل بهدف استدراجها للرد.
وسرعان ما أرسلت إسرائيل طائراتها المقاتلة إلى سورية لمهاجمة قاعدة "تي-4" العسكرية بالقرب من مدينة تدمر السورية، التي يُفترض أن الطائرة المسيَّرة أُطلقت منها. وردت القوات السورية بدورها بما وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه "نيران سورية هائلة من مضادات الطائرات"، وهو ما يبدو أنه تسبب بتحطم مقاتلة إسرائيلية بعد أن تمكن طاقمها المكون من طيارَين من القفز بالمظلات.
وتم نقل الطيارَين إلى المستشفى؛ وقيل إن حالة أحدهما خطيرة. وكتب الصحفي العسكري الإسرائيلي، آموس هاريل، يوم السبت: "هذه هي الحادثة الأولى من نوعها منذ 30 عاماً"، مضيفاً أن رغبة سورية في الرد على الضربات الجوية الإسرائيلية أظهرت "إحساس النظام الجديد باستعادة القوة".
وفي تصريح له، قال حزب الله إن إسقاط طائرة الـ"ف-16" الإسرائيلي يؤذن ببدء "مرحلة استراتيجية جديدة" في الصراع. وأضاف الحزب في بيانه: "التطورات التي حدثت اليوم تعني أن المعادلات القديمة تغيرت جذرياً".
وبعد إسقاط المقاتلة، ضرب الجيش الإسرائيلي مرة أخرى، مستهدفاً 12 موقعاً عسكرياً في سورية -ثمانية منها سورية وأربعة إيرانية، كما قال- فيما شكل الضربات الجوية الإسرائيلية الأعنف في سورية في عقود. وقال الجنرال تومر بار، القائد الثاني لسلاح الجو الإسرائيلي، لصحيفة "هآرتس" إن هذه الضربات شكلت "الهجوم الأكبر والأكثر أهمية الذي تشنته القوات الجوية ضد الدفاعات الجوية السورية" منذ حرب لبنان في العام 1982.
إذا أصبحت إسرائيل أكثر انخراطاً من الناحية العسكرية في الصراع، ما الذي سيعنيه ذلك للحرب السورية -والمنطقة الأوسع؟
من غير المرجح أن يكون صراعا مفتوحا عبر الحدود السورية في مصلحة أي من إسرائيل أو القوات المتحالفة مع إيران في الوقت الراهن. لكن القتال بالفعل ورد الفعل يظهر أن كلا الجانبين غير راغبَين في التراجع. وفي حال تصاعد الصراع، فإنه ربما ينتهي إلى إضافة زاوية خطيرة إلى الصراع السورية الجاري -والتي يمكن أن تؤدي إلى توريط قوى أخرى في المنطقة وما وراءها.
لا تقتصر قاعدة "تي-4" العسكرية التي قصفتها إسرائيل يوم السبت على إيواء الجنود السوريين، وإنما تؤوي ضباطاً عسكرين روساً أيضاً. وقال بعض المراقبين الإسرائيليين إن من الصعب تصور أن لا يكون الروس قد علموا بأمر الطائرة المسيَّرة الإيرانية أو بإطلاق نيران الدفاعات الجوية الذي أعقب ذلك. ومن الغريب يكون نتنياهو قد زار موسكو الشهر الماضي لحث روسيا على كبح جماح حلفائها الإيرانيين في سورية.
كانت الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الرئيسي، منخرطة مسبقاً في الصراع السوري؛ حيث تدعم الثوار السوريين، وقد وجدت نفسها في بعض الأحيان على مسار تصادمي مع روسيا. وفي الأسبوع الماضي، قامت طائرات حربية أميركية بقصف قوات موالية للحكومة السورية بعد مزاعم بأنها تقدمت في اتجاه قوات تدعمها الولايات المتحدة في محافظة دير الزور السورية الشرقية. وقال وزير الدفاع، جيم ماتيس، إن من غير الواضح ما إذا كان المتعاقدون الروس من بين أولئك الذين تورطوا في ذلك التقدم.
تمتلك القوات المدعومة من أميركا أو روسيا عدواً مشتركاً يتمثل في تنظيم "داعش"، ولكن في حين يتراجع القتال ضد هذه القوات، فإن صراعات جديدة تظهر في سورية على ما يبدو. وعلى سبيل المثال، أطلقت تركيا مؤخراً هجومها الخاص ضد المقاتلين الأكراد في شمال سورية، واضعة نفسها في تعارض فعلي بحكم الأمر الواقع مع الولايات المتحدة، التي تحالفت مع بعض القوات الكردية من أجل هزيمة قوات "داعش".
سوف يكون من شأن صراع مفتوح بين إسرائيل والقوى التي تدعمها إيران أن يضيف إلى التشابك والفوضى السائدين في سورية. كما أنه ينطوي على خطر جرّ لبنان المجاور ودول عربية أخرى إلى حرب جديدة أيضاً.
 
*يكتب عن الشؤون الخارجية لصحيفة "الواشنطن بوست". وهو في الأصل من لندن، ودرس في جامعتي مانشستر وكولومبيا.
*نشر هذا التحليل تحت عنوان: Israel has taken its biggest step into the Syrian war yet. What does that mean?
==========================
 فورين بوليسي”: لماذا تواصل وكالات الأمم المتحدة دعم جرائم النظام السوري؟
لندن  ـ “القدس العربي” ـ إبراهيم درويش:
كتبت آنا سبارو، الأستاذة في معهد الصحة الدولية بمدرسة الطب إيكان التابعة لمستشفى ماونت سيناي الأمريكية مقالا بمجلة “فورين بوليسي” ناقشت فيه أن المنظمات الدولية تسهم بدعم نظام بشار الأسد في حربه ضد شعبه. وبدأته بالحديث عن الغوطة الشرقية التي وصفت مرة بسلة غذاء سوريا ومنطقة زراعية يسكنها مواطنون من أصحاب العقلية الليبرالية وساسة ميالون للديمقراطية والتجار المستقلين ولهذه الأسباب يكرهها النظام. وكانت الغوطة هي مسرح الهجوم بغاز السارين في آب /(أغسطس) 2013 والذي قتل فيه 1.446 في ليلة واحدة معظمهم من الأطفال والنساء. ووافق النظام في مرحلة ما بعد الهجوم التخلي عن ترسانته الكيميائية وبعدها توقفت الغارات على الغوطة لفترة من الوقت ولكن الجيش السوري بدأ في تشرين الأول/ (أكتوبر) 2013 بحصار الغوطة الشرقية. وكان الحصار جزءاً رئيسياً من استراتيجية النظام لمواجهة الانتفاضة السلمية التي بدأت في آذار/ (مارس) 2011 في مدينة درعا. وبحلول عام 2016 كان الأسد يحاصر أكثر من 1.2 مليون مدني في مناطق مدنية مثل حلب الشرقية وداريا ومخيم اليرموك. ومارست الجماعات المسلحة سياسة الحصار، فقد حاصر تنظيم الدولة 80.000 نسمة في دير الزور. وحاصر ماتلون 20.000 شيعي بقرى في محافظة إدلب. ويبلغ عدد المحاصرين اليوم 700.000 معظمهم في الغوطة الشرقية – 340.000 شخص.
عقاب جماعي
ومع أن حصار المقاتلين يعتبر وسيلة حرب مشروعة إلا أن الأسد يستخدم هذه الوسيلة لتركيع المدنيين وعقابهم بشكل جماعي، وهذه جريمة حرب. فالقانون الإنساني الدولي يدعو إلى حرية حركة المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية لهم. وتقول إن المسؤولية تقع على كاهل السلطات السورية إلا أن وكالات الأمم المتحدة التي تواجه وضعا لا تحسد عليه في التفاوض مع النظام لعبت في الغالب لعبته. ومن هنا تبنى المسؤولون البارزون في الأمم المتحدة موقفاً يرى أن الخير الذي يحاولون عمله يبرر في النهاية الغطاء الذي يمنحونه لاستمرار الحصار وتعويق النظام لوصول المساعدات الإنسانية. مع أن الواقع يقترح غير هذا، ففي بلدة داريا التي لا تبعد إلا أميالاً عدة عن العاصمة دمشق تعرضت للحصار في عام 2012. وبرر النظام حصاره لها من خلال تصويرها بالقاعدة العسكرية ولهذا لم يسمح بدخول المساعدات الطبية والإنسانية إليها. وعندما استطاع مسؤولو الأمم المتحدة الوصول إليها في أيار/(مايو) 2016 صدموا عندما اكتشفوا أن من فيها هي مجموعة من النساء والأطفال والعجزة الذين لا يتجاوز عددهم عن 8.300 شخص. وفي مثال آخر اتفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية مع الحكومة السورية على إجلاء المدنيين المرضى من أربع بلدات وهي مضايا والزبداني اللتان تحاصرهما قوات موالية للنظام وفوعة وكفريا المحاصرتان من قبل مقاتلين معارضين له. والمشكلة في الاتفاق أن نقل طفل مصاب بالتهاب السحايا أو إمرأة تعاني من مشاكل في الولادة أو امرأة مريضة بسرطان الثدي لن يتم إلا عندما يمرض شخص آخر في البلدتين اللتين تحاصرهما قوات المعارضة، رغم تميز هاتين البلدتين بالحصول على مساعدات طبية وغذائية التي ترمى من الجو.
سياسة الحذف
وبناء على ضغط من الحكومة السورية أجبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على حذف أي كلمة “حصار” أو “محاصرة”من خطة الرد الإنسانية التي أعدها المكتب عام 2016. ويمثل هذا اعترافاً تكتيكياً من النظام بأن ممارساته تمثل جريمة حرب واستعداد من مكتب الأمم المتحدة التغطية عليها. ورغم أن نسبة المقاتلين في الغوطة الشرقية لا تتجاوز 5% إلا أن الحكومة رفضت السماح بإدخال المواد الطبية الضرورية. إلا أن الغارات الجوية السورية والروسية والتي استهدفت البيوت والمدارس والمساجد والمستشفيات والأسواق تعني أن معظم ضحايا الغارات هم من المدنيين. ويعتبر الأطفال والنساء الأكثر عرضة للهجمات والاستبعاد من الأجهزة الجراحية مثل نقل الدم وضخ السوائل عبر الوريد وتلك الضرورية للعمليات القيصرية. ومنذ عام 2013 أنفقت منظمة الصحة العالمية ملايين الدولارات نيابة عن وزارة الدفاع السورية لشراء أكياس الدم وأجهزة نقل الدم وفحص الدم لاكتشاف الأمراض النابعة من الدم مثل التهاب الكبد وأتش أي في.
وفي خطوة شريرة قامت قوات النظام بمصادرة كل الأجهزة المرسلة لفحص “التهاب الكبد – ب” من الذهاب إلى مناطق المعارضة المحاصرة. وتقول سبارو إن “الحذف” هو قانون تمارسه السلطات الموالية للأسد على الأدوات الطبية الضرورية التي ترسل للمناطق المحاصرة. وبدأت وزارة الخارجية بتطبيقه أولاً ومن ثم وزارة الصحة التي لديها دائرة متخصصة بالحذف ومن ثم بدأت قوات الأمن بتطبيقها. وعندما توافق وزارة الخارجية على مرور قافلة تقوم وزارة الصحة باستبعاد مئات المواد الطبية تعتبر مهمة في مناطق الحكومة. ويتم استبعاد أجهزة التعقيم بحيث يضطر الجراح لاستخدام أدوات العملية بدون تعقيم بين العمليات. وحتى بعد الانتهاء من عمليات الحذف الرسمية تقوم القوات الموالية للنظام على نقاط التفتيش بسحب المواد المتبقية مثل أجهزة غسيل الكلى أو تلويث المياه الغذائية مثل خلط الأرز ببراز الطيور أو قطع الزجاج. وتقول سبارو إن الدكتور الحجاج الشراع، مدير دائرة الرقابة في وزارة الصحة هو مدير مؤسسة الشام التي تعمل كشريك لمنظمة الصحة العالمية وتحظى بدعم من النظام السوري حيث تستخدم مؤسسته المواد المستبعدة لمصالحها الخاصة. وهناك منظمة أخرى وهي البستان والتي يملكها ابن خال الرئيس الأسد، رامي مخلوف.
أنفاق
وبعد شتاء قاس ما بين 2103 – 2014 قامت المعارضة التي تسيطر على الغوطة بحفر أنفاق تربطها مع أحياء مثل البرزة والقابون حيث كان ينقل عبرها المواد الغذائية والعينات المخبرية التي تحلل في مختبرات متعاطفة. واستمرت هذه الأنفاق في العمل كشريان الحياة للغوطة الشرقية لمدة عامين ونصف عام حيث وفرت العلاج لآلاف المرضى. وكانت الطريق الآمن للمدنيين الذين رغبوا بالخروج من المنطقة. ومع سقوط حلب الشرقية نهاية عام 2016 أصبح البحث عن الأنفاق أولوية بالنسبة للنظام. وفي شباط /(فبراير) 2017 سيطرت قوات النظام على المخزن الذي يخفي المخرج للنفق الرئيسي بشكل لم يعد مستخدماً.
وفي نهاية أيار/ (مايو) تم خرق الأنفاق الأربعة وتدميرها حتى لا يستخدمها النظام كنقاط دخول إلى الغوطة الشرقية. وفي كل شهر كان الأطباء يرسلون التفاصيل عن الحالات التي تحتاج لعناية طبية عاجلة والأدوات الضرورية للجراحة والمواد الطبية مثل الأنسولين للمجموعة الطبية في دمشق التي تتعامل معها منظمة الصحة العالمية. ومع ذلك لم يسمح إلا لقوافل قليلة المرور إلى الغوطة، وكل ما كانت تحمله لا يمكن استخدامه لعلاج المرضى. وفي محاولة لتبييض الحصار وصف تقرير للأمم حجم المواد التي تم إيصالها مقارنة مع تلك التي تم حذفها تعطي فكرة أن نصف طن من الشامبو ضد القمل يساوي 500 كيلو غرام لمولد أوكسجين أو 50 كيلو غرام وزن كرسي متحرك أو 50 ميلمتراً من أدرنالين.
وترى سبارو أن حرمان الغوطة الشرقية من العلاج الطبي والطعام مثير للقلق لأنها لا تبعد إلا أمتاراً عن المختبرات المتخصصة والصيدليات في دمشق حيث مكاتب منظمة الصحة العالمية واليونسيف وغيرها من المنظمات الإغاثية التي تملك مخازن مليئة بالأدوية والمواد الإغاثية. ولا تبعد دوما إلا 10 أميال عن دمشق حيث مكاتب منظمة الصحة العالمية وفندق فورزيزون خمس نجوم الذي يرتاده موظفو الأمم المتحدة. وترى المجلة أنه من خلال دعم الجيش السوري الذي يستهدف المدنيين ويرفض الحصارات القاتلة تقوم منظمة الصحة العالمية برفع عبء شراء المواد نفسها. وتقول إن الأمم المتحدة تقوم بتوزيع نصف مساعداتها في دمشق بناء على طلب من الحكومة السورية مع أنه لا توجد أدلة عن وصولها إلى الذين يحتاجون إليها بشكل ماس.
وتبرر الأمم المتحدة هذ الوضع بأنه عبارة عن نوع من التقطير الذي قد يصل في النهاية إلى من يحتاجونه. ولكن هذه النظرية تتجاهل الدور الذي يلعبه الدعم في مساعدة الحكومة السورية على مواصلة جرائم الحرب التي ترتكبها ضد شعبها. وفي الوقت نفسه يستمر موت الناس الذين يجب أن يكونوا أولوية لمنظمة الصحة العالمية بسبب الغارات الجوية او يتركون للموت بسبب الحرمان المقصود من الطعام والأدوية. وبعد أربعة أعوام ونصف من حرب الحصارات التي يمارسها النظام، فشلت منظمات الأمم المتحدة بمعالجة السؤال الأساسي فيما إن كان دعم الجرائم تحقق عملياتها في دمشق الخير أكثر من الشر.
==========================
واشنطن بوست: الطائرة الإيرانية المُسقطة نسخة من طائرة أمريكية بدون طيار
قال خبراء طيران ومسؤولون إسرائيليون إن الطائرة الإيرانية بدون طيار التي أسقطتها إسرائيل، السبت الماضي، يبدو أن طهران طورتها من تكنولوجيا حصلت عليها عندما استولت على طائرة تجسس أمريكية في عام 2011.
ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية -في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني- عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكس أن الطائرة الإيرانية "نسخة من طائرة التجسس الأمريكية آر كيو - 170 التي تدعي إيران أنها عكست تقنياتها".
وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء الذين فحصوا صور الطائرة الإيرانية أثناء سقوطها وصور حطامها التي نشرها الجيش الاسرائيلي أكدوا أن شكلها يماثل الطائرة بدون طيار "صاعقة" والتي صنعت أصلا استنادا إلى طائرة "آر كيو-170" الخاصة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية واستولت إيران على إحداها.
وذكرت الصحيفة أن الطائرة الإيرانية أقلعت من داخل قاعدة في سوريا وتوغلت مسافة 3 أو 4 أميال داخل المجال الجوي الإسرائيلي قبل أن يتم اسقاطها، لتتصاعد التوترات على الحدود إلى مستوى غير مسبوق منذ عقود شهدت أيضا إسقاط طائرة إسرائيلية من طراز "إف-16" من جانب قوات الدفاع الجوي السورية.
وقالت إن إيران استولت في 2011 على الطائرة الأمريكية التي كانت بين سرب طائرات تجسس تستخدمها المخابرات الأمريكية لمراقبة المنشآت النووية في إيران، وطالبت بعدها واشنطن بإرجاع الطائرة، لكن طهران رفضت مطالبة باعتذار عن اقتحام مجالها الجوي.
وتابعت الصحيفة أن إيران استنسخت الطائرة الأمريكية واختبرت أول إصدار في 2014، ثم أعلن الحرس الثوري الإيراني عن الطائرة بدون طيار "صاعقة" في 2016.
==========================
الصحافة الروسية :
صحيفة روسية: كم روسيا قتل في القصف الأمريكي؟
تحدثت صحيفة روسية عن الوجود الروسي في أماكن القصف، والهجوم الأمريكي على سوريا.
ونقلت "روسيا اليوم"، عن صيحفة "سفوبودنايا بريسا"، قولها إن جنرالا روسيا على الأقل قتل، فيما لا تزال الأنباء غامضة عن مصير آخرين كانوا متواجدين خلال الهجوم الأمريكي الأخير على شرقي سوريا.
الصحيفة الروسية، نقلت عن الخبير العسكري أليكسي ليونكوف، قوله إن "الأمريكيين يتصرفون بوقاحة"، مضيفا أن هذا الوصف يأتي بسبب واقعة حصلت سابقا، إذ طلبت روسيا من الولايات المتحدة تحديد المنطقة التي يتواجد فيها المستشارون العسكريون الأمريكيون، لإرسال إحداثياتها إلى قوات النظام، لتجنب قصفها، إلا أن الأمريكيين تجاهلوا ذلك، وقالوا إن منطقة تواجد مستشاريهم تمتد من عفرين وتنتهي بالقرب من البوكمال.
وعلق ليونكوف: "إنهم ببساطة حددوا منطقة مصالحهم، وأن روسيا يجب أن لا تطأ هذه الأرض. ومن الواضح أن جيشنا ينظر إلى هذه البيانات سلبا".
يذكر أن الجنرال المقصود في حديث الصحيفة الروسية، هو الفريق فاليري أسابوف، أكبر مسؤول عسكري روسي قتل في سوريا، وذلك في أيلول/ سبتمبر الماضي، وحينها تضاربت الأنباء حول الجهة التي قتلته، مع ترجيح أن يكون قضى في الاشتباكات مع تنظيم الدولة.
==========================
كوميرسانت :الطائرة الإسرائيلية الأولى التي تسقط منذ 35 عاما.. فماذا بعد؟
"إسرائيل تلقت دعوة بلا طيار"، عنوان مقال ماريانا بيلينكايا ومكسيم يوسين، في "كوميرسانت"، عن اشتعال جبهة قتال جديدة في جنوب سوريا، بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية.
وجاء في المقال: في نهاية الأسبوع الماضي، اشتعلت جبهة جديدة في سوريا. شن الطيران الإسرائيلي أكبر عملية، طوال فترة الحرب السورية، ضد القوات الحكومية ومواقع عسكرية إيرانية. وخلال هذه العملية، فقدت إسرائيل، للمرة الأولى منذ 35 عاما، طائرة عسكرية أسقطها الدفاع الجوي السوري.
وأضاف المقال أن الحادث يضع موسكو في موقف دقيق للغاية. فمن ناحية، هي تدعم حكومة بشار الأسد في دمشق، ومن ناحية أخرى، تحافظ على علاقات وثيقة مع إسرائيل. ومن الجدير بالذكر أن انفجار التوتر وقع بعد أسبوعين فقط من زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى موسكو.
وكما قال مصدر في وفد رئيس الوزراء الإسرائيلي لوسائل الإعلام، فقد وصف الأخير بالتفصيل لفلاديمير بوتين علامات "الانتشار الزاحف" للنفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط. وحتى إنه، وفقا لبعض التقارير، جلب إلى العاصمة الروسية خرائط تم تحديد موقع القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا عليها.
وخلافا لتصريحات السياسيين الأمريكيين الذين دعموا الإسرائيليين دون قيد أو شرط وألقوا باللوم في الحادث على إيران، لم تمنع روسيا الطائرات الإسرائيلية من تنفيذ عملياتها، ولم تنطق بكلمة إدانة لأعمال إسرائيل
وفي السياق، قال مصدر دبلوماسي إسرائيلي لـ"كوميرسانت": "في موسكو، يفهمون تماما ما الأهداف التي نضربها. إسرائيل لا تهدف إلى الإطاحة بنظام بشار الأسد أو زعزعة استقراره".
كما نقلت "كوميرسانت" عن كسينيا سفيتلوفا، عضوة (الكنيسيت) عن "المعسكر الصهيوني" المعارض، قولها للصحيفة: " من الواضح أن لإسرائيل وروسيا أهدافا متعارضة في سوريا. في وقت سابق، كانت إيران على بعد 1200 كيلومتر من إسرائيل، ولكن الإيرانيين الآن على مسافة يد منا. بالنسبة لإسرائيل، هذه مسألة أمن وطني، في حين أن روسيا تعامل إيران كشريك استراتيجي".
أما في طهران- يضيف المقال- فلقي قصف الطيران الإسرائيلي لجنوب سوريا ردة فعل شديدة القسوة. وقد نقلت صحيفة القدس العربي كلمات الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، التي عبّر فيها عن قناعته بأن ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط  تغير بعد تدمير الطائرة الإسرائيلية من قبل الدفاع الجوي السوري.
كما عبّر سوريون من مشارب مختلفة، موالية ومعارضة، لـ"كوميرسانت" عن أنه "كان لا بد من الرد، عاجلا أم آجلا، فإسرائيل تأتي إلينا كما لو أنها في بيتها، وتفعل ما تشاء"، كما جاء في المقال.
==========================
الصحافة العبرية :
جيروزاليم بوست": إسرائيل تخشى قدرات "السايبر" لحزب الله وإيران
صالح النعامي
12 فبراير 2018
تخشى أوساط أمنية في تل أبيب، من أن يفضي التصعيد الأخير الذي تمثل بإسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية، وما سبقه وأعقبه من سلسلة غارات إسرائيلية، طاولت أهدافا إيرانية وسورية في عمق الأراضي السورية، السبت الماضي، إلى دفع كل من إيران و"حزب الله" لاستثمار قدراتهما في مجال "السايبر" للمس بالجهد الحربي لإسرائيل وتقليص قدرة دولة الاحتلال على مواصلة استراتيجيتها الحالية في سورية، والقائمة على تقليص قدرة إيران على تكريس تواجدها هناك، وإحباط أية محاولة لحصول الحزب اللبناني على سلاح كاسر للتوازن.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، في تقرير نشره موقعها اليوم الإثنين، أنّ إسرائيل تنطلق من افتراض مفاده أن الحرب الإلكترونية قد تحتل مكاناً مركزياً، في المواجهة الدائرة حالياً بين تل أبيب من جهة وكل من طهران و"حزب الله".
وينقل المعلق العسكري للصحيفة، يوحنان جيرمي بوب، عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قولهم إنّ "إسرائيل يمكن أن تعاني لفترة طويلة من نتائج الحرب الإلكترونية التي تشنها إيران وحزب الله"، لافتاً إلى أن "التقديرات السائدة في تل أبيب تفيد بأن حزب الله وإيران سيحاولان توظيف كل ما لديهما من وسائل، في مجال الحرب الإلكترونية في مواجهة إسرائيل".
وأوضح بوب أنه "على الرغم من أن قدرات إيران و"حزب الله" في مجال السايبر متواضعة مقارنة بقدرات إسرائيل إلا أنها، مع ذلك، تشكل تهديداً جدياً بسبب قدرتها على المس بالمجالات الحيوية لإسرائيل".
وحسب الصحيفة، فإن القدرات الإلكترونية لكل من "حزب الله" وإيران تمكنهما من تعطيل طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، وضمنها طائرة الشبح "إف 35" الأكثر تطوراً.
وأشارت الصحيفة، في هذا السياق، إلى أن إسرائيل شرعت في تنفيذ مشروع يهدف إلى تقليص قدرة إيران و"حزب الله" على توظيف الفضاء الإلكتروني لتعطيل سلاحها الجوي من خلال العمل على استبدال المحرك "الذكي" في الطائرات النفاثة بمحرك "أبكم" أو "ذي دائرة مغلقة"، بحيث عندما تتعرض الطائرات لهجمات إلكترونية، فإن ما يتضرر هو المعلومات التي تحملها منظوماتها الإلكترونية وليس محركات الطائرة، على اعتبار أن المس بالمحركات يعني تعطيل الطائرة تماماً.
وبيّنت الصحيفة أن "هناك ما يدلل على أن منظومة وسائط الطيران غير المأهولة التي تملكها إسرائيل هي الأكثر عرضة للتعطيل بواسطة الهجمات الإلكترونية"، مشيرة إلى أن "إنجاز هذه المهمة لا يتطلب توفر قدرات دولة".
وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن الناشط في حركة "الجهاد الإسلامي"، محمد بن جواد عوده، تمكن في الفترة الفاصلة بين عامي 2011 و2014 من قرصنة طائرات من دون طيار إسرائيلية كانت تحلق في أجواء قطاع غزة، إلى جانب شنه هجمات إلكترونية أدت للمس بفاعلية بعض الوحدات في مطار "بن غوريون" الدولي.
كما أعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن الناشط في "الجهاد الإسلامي" تمكن من تعطيل عمل الطائرات من دون طيار من خلال النفاذ لمعلوماتها، مشيرة إلى أن "إسرائيل تنطلق من افتراض مفاده أن قدرات كل من إيران وحزب الله أكبر بكثير من قدرات عودة، بحيث إنه بإمكانهما ليس الولوج للمعلومات فقط، بل التحكم بالطائرات الإسرائيلية غير المأهولة وتوجيهها لضرب أهداف داخل إسرائيل نفسها".
وأوضحت "جيروزاليم بوست"، أن "مخاوف الجيش الإسرائيلي من إمكانية أن تفضي الهجمات الإلكترونية إلى تعطيل سلاح جوه، تعود إلى حقيقة أن لدى تل أبيب ذاتها قدرات إلكترونية تمكن من تعطيل سلاح الجو لـ"العدو".
ونقلت الصحيفة عن الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، يئير كوهين، أن لدى إسرائيل قدرات إلكترونية تمكنها من تعطيل سرب طائرات مرة واحدة، من خلال استخدام السايبر.
كما نقلت الصحيفة عن القائد السابق لـ"وحدة 8200"، وحدة التجسس الإلكتروني في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، الجنرال بورال بوخريس، الذي أكّد عام 2015 أن لدى إسرائيل قدرات إلكترونية، تمكنها من تعطيل المنظومات الصاروخية لـ"حزب الله"، وإبطال التهديد الذي تمثله.
وأشار بوب إلى "أن أكثر ما يقلق إسرائيل هو أن تتمكن جهات معادية من النفاذ إلى المنظومات المحوسبة للجيش وللمخابرات الداخلية "الشاباك"، أو أن يتمكن "الأعداء" من التحكم بمنظومات النيران في الجيش الإسرائيلي وتشغيلها للمس بأهداف إسرائيلية".
وفي هذا الصدد، ذكر أن وكالة الأمن القومي الأميركي قد تم اختراقها عام 2016، بالإضافة إلى اختراق وكالة الاستخبارات المركزية "سي أي إيه" إلكترونياً عام 2017.
وأكدت الصحيفة أن هناك مخاوف من أن يستخدم "حزب الله" وإيران الهجمات الإلكترونية في تعطيل مرافق حساسة تماماً، كما استخدمت كل من إسرائيل والولايات المتحدة عام 2009 فيروس "ستوكسنت" في مهاجمة منظومات الحوسبة، التي تتحكم في أجهزة الطرد المركزي في المنشآت النووية الإيرانية، مما أدى إلى تعطيل عدد كبير منها.
وأضافت أن "إسرائيل قلقة أيضاً من إمكانية نفاذ "الأعداء" إلى المنظومات المحوسبة التي تتحكم بمنظومات الدفاع الجوي وتلك المرتبطة بمنظومة الإنذار من هجمات نووية".
ولفتت إلى أن إسرائيل ستقوم بدراسة الهجمات الإلكترونية التي شنت في مناطق أخرى، من أجل إعادة تقييم منظوماتها الدفاعية في مجال "السايبر".
ترى إسرائيل في الحرب السرية الصامتة، التي تهدف إلى المس بالقدرات العسكرية لـ"العدو" دون ترك أثر يحمل تل أبيب المسؤولية عنها، وإجباره على الرد؛ إحدى أهم مركبات إستراتيجية "المواجهة بين الحروب"، التي تعتمدها للمس بالجهد الحربي لكل من إيران و"حزب الله" وحركة "المقاومة الإسلامية" (حماس).
==========================
صحيفة هآرتس : دمرنا نصف دفاعات اجهزة الدفاع الجوي السورية
الصباح العربي
زعمت صحفية "هاارتس" الإسرائيلية، أن الغارات التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي دمرت ما يقرب من نصف منصات اجهزة الدفاع الجوي السورية.
ووصفت "هآرتس" الضربات الاسرائيلية، بـ "النجاح النادر" و الذي جاء ردا على اسقاط المقاتلة الإسرائيلية بصاروخ مضاد للطائرات، ما ادى الى شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات انتقامية في عملية عسكرية واسعة النطاق في سوريا.
وأضافت أن مسؤولين عسكريين في الجيش الإسرائيلي زعموا أن الهجمات الإسرائيلية دمرت ما يقرب من نصف الدفاعات الجوية السورية، وأن العملية الجوية الواسعة النطاق، حققت نجاحا كبيرا
وتشير الى ان المسؤولين قالوا ان إسقاط الطائرة سيؤدي إلى مضاعفة استخدام الطيارين الإسرائيليين لإمكانيات "إف-16".
==========================
الشرك السوري لبوتين- معاريف
وكاتب كتاب "سور السويس"
(المضمون: قد تجد روسيا نفسها رغم انجازها في تحقيق قواعد لها في سوريا، في حرب لا تريدها دفاعا عن هذه القواعد مثلما حصل في التجربة المصرية وفي التجربة اللبنانية مع سوريا - المصدر).
في السبت الماضي اشعلت الاضواء حتى وقت متأخر في قيادة الاركان السورية. فالتصعيد بين اسرائيل والمحور الشيعي في سوريا ذكرت جنرالات الكرملين بأيام اخرى وبمشاكل اخرى.
في نهاية 2015 بعثت روسيا بجنودها لانقاذ نظام الاسد. وعلى مدى سنتين – وعمليا حتى اليوم – ضربت طائراتها معاقل الثوار، دون تمييز خاص بين المقاتلين والمدنيين.
لقد جعلت موسكو سوريا مختبر سلاح عظيم – اكثر من 160 نوع من السلاح الجديد جربوه في المعارك. وكان هاما لوزارة الدفاع الروسية اكساب جنودها تجربة عسكرية وقد أداروا تداولا مكثفا للمقاتلين والوحدات. نحو 50 الف جندي روسي شاركوا في الحملة حتى الان.
ولكن الجائزة الحقيقية كانت القواعد. فقد حلمت روسيا بمعقل في البحر المتوسط منذ ايام القياصرة. وعندما بدأت بنقل القوات الى سوريا تسلمت مطار مهجور مع اسم غريب – حميميم. يجدر بكم أن تعتادوا عليه. فلا بد أننا سنسمع عنه غير قليل
لقد جعل الجيش الروسي القاعدة بلدة عسكرية حقيقية، تسكن فيها وتنطلق منها وحدات مختلفة، ولا سيما قوات جوية. وقد نقلت حميميم الى السيادة الروسية لـ 49 سنة مع امكانية تمديد، وصودرت عمليا من اراضي سوريا.
كما ان نظام الاسد سمح لروسيا بزيادة المرسى الذي كان تحت تصرفها في ميناء طرطوس منذ عهد الاتحاد السوفياتي. وسيتم توسيع المنشأة الضيقة نسبيا لتصبح قاعدة بحرية حقيقية. واحيط الموقعان باطواق حراسة متطورة، ضمن امور اخرى، بصواريخ ارض – جو متطورة.
ظاهرا، الانجاز الروسي اكتمل. ولكن تأتي الان المهامة المركبة لحمايته. من اللحظة التي اقيمت فيها القواعد، فانها كفيلة بان تصبح ورقة مساومة في يد الدولة المضيفة سوريا. ومن شأن هذا أن يجذب روسيا الى مواجهة بخلاف ارادتها.
هذا بالضبط ما حصل في مصر في زمن حرب الاستنزاف وفي سوريا نفسها في حرب لبنان الاولى. في الحالتين كانت في المكان قواعد سوفياتية، وفي كليهما وجدت موسكو نفسها تتصدى لحرب لا تريدها.
الوضع مختلف اليوم. نحن نتحدث مع الروس ويخيل أن حكومة اسرائيل تقوم بعمل لا بأس به في كل ما يتعلق بالتنسيق مع الكرملين، ولكن احداث السبت الاخيرة لا تزال مثابة اشارة تحذير.
تي 4، القاعدة التي اقلعت منها طائرة غير المأهولة الايرانية، يستخدمها الروس ايضا. والضربة لمنظومة الدفاع الجوي حول دمشق – والتي اقيمت بمساعدة روسية – كشفت العاصمة السورية. للجنرالات في موسكو المثلجة يوجد الكثير للتفكير فيه. ولنا ايضا.
==========================
"يديعوت" تستعرض استراتيجية رباعية لإبعاد إيران عن سوريا
استعرضت صحيفة إسرائيلية، استراتيجية إسرائيلية ذات أربعة إجراءات أو جبهات، قالت إن من شأنها في حال دمجها بنجاح أن تؤدي إلى تقييد التواجد الإيراني في سوريا.
قوة تقليدية
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في افتتاحيتها التي كتبها رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق اللواء احتياط غيورا آيلند، أن الأحداث الجارية في سوريا "تستوجب نظرة أوسع من مجرد فحص الربح والخسارة لكل طرف".
ورأت أن "المشكلة الأساسية لا تنبع فقط من تضارب مطلق للمصالح بين إسرائيل وإيران، بل من تصميم مشابه لكنه متصادم من الطرفين"، موضحا أن "إيران مصممة على بناء قوة عسكرية في سوريا تكون خاضعة لإمرتها، وإسرائيل مصممة على منع ذلك".
ونوهت أنه "مع عدم وجود صيغة ترضي الطرفين حاليا، فنحن على ما يبدو في انتظار مواجهات أخرى"، موضحا أن "الحكومة الإسرائيلية في هذه المرة، قررت أخذ المخاطر في المدى القصير لمنع تدهور استراتيجي في المستقبل".
وقالت: "هذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها إسرائيل عسكريا لمنع بناء قوة تقليدية لدى جيرانها، وهو الأمر الذي لم يتم عمله في الماضي".
وحول طريقة تحقيق "إسرائيل" لمبتغاها، حددت "يديعوت"، أربعة استراتيجيات وجهود متداخلة، "قد تجبر إدارتها بشكل سليم الإيرانيين عن التخلي ولو جزئيا، عن تطلعهم ودون أن ننجر لحرب شاملة".
قيود جديدة
وتتعلق الاستراتيجية أو الجهد الأول "بمهاجمة ذخائر هامة لنظام الأسد في كل مرة تنشأ فيها فرصة لمهاجمة هدف إيراني"، مؤكدة أن "الأسد غير معني بالمواجهة الآن، وبالتأكيد لا يريد أن يفقد ذخائر هامة فقط لأن هذا جيد لإيران".
وهكذا، "فقد تتمكن إسرائيل من خلق توتر بين الطرفين، والأمل أن تقف روسيا إلى جانب الأسد أكثر من وقوفها إلى جانب إيران"، وفق الصحيفة التي أوضحت أن "الجهد الثاني يرتبط بالبرنامج النووي الإيراني".
وقالت: "كما هو معروف، تطالب الولايات المتحدة بفتح الاتفاق بل وإضافة عناصر جديدة له مثل منعها من إنتاج صواريخ بعيدة المدى، لكن الأمر الأكثر أهمية في نظر إسرائيل والذي يجب أن تصر عليه، هو إخراج الإيرانيين من سوريا، وذلك أكثر اهمية بكثير من القيود الجديدة على إنتاج الصواريخ".
وفي الحوار الأمريكي الروسي، "تطرح مواضيع أخرى، وإسرائيل ملزمة بأن تضغط على واشنطن كي تبدي تفهما أكبر لاحتياجات روسيا الأخرى، وفي المقابل، تحقيق نهج روسي داعم أكثر في الموضوع الإيراني (وفق الأهداف الإسرائيلية)".
وبشأن الجهد الثالث؛ فهو يتعلق بلبنان، لأن "التهديد المباشر والأكبر على إسرائيل ليس سوريا أو إيران، وإنما عشرات الآلاف من صواريخ حزب الله"، وفق "يديعوت".
حرب شاملة
وأشارت إلى أن "السبيل لمنع انضمام حزب الله إلى المواجهة في الشمال، لا يتحقق من خلال التهديد، بل عبر إيضاح إسرائيلي أنه إذا فتحت النار من لبنان فسيؤدي هذا إلى حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان".
وفي ظل عدم رغبة العديد من الأطراف رؤية لبنان مدمرا، وبخاصة إيران وسوريا والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة، "فإن ثمة واجبا لتأكيد هذه الرسالة والتشديد عليها"، مشيرة إلى أن الجهد الرابع سيكون في قطاع غزة.
وتابعت: "من الحيوي لإسرائيل حاليا وأكثر من أي وقت مضى، هو منع مواجهة مع حماس في القطاع والتركيز على الجبهة الشمالية"، مشددة على وجوب "وقف الجدل الإسرائيلي الداخلي والعمل بسخاء لتحسين الوضع الاقتصادي هناك، حتى لو تم الأمر عبر حكومة حماس".
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أن "الدمج السليم لهذه الجهود والاستراتيجيات الأربع كفيل بأن ينجح"، مؤكدة أن "إسرائيل لن تتمكن من منع جولات عنف في الجبهة السورية ولكن سيكون بوسعها منع الحرب وإجبار الإيرانيين على تقييد تواجدهم في سوريا".
ومن المجدي في هذا الشأن، وفق الصحيفة، الإشارة إلى أن هناك "إنجازا إسرائيليا، فقد أملت إيران ضمن أمور أخرى في أن تشكل مليشيا عسكرية بمحاذاة الحدود السورية الإسرائيلية في هضبة الجولان".
وزعمت أن "الهجمات الإسرائيلية في الماضي، أدت في هذه المرحلة إلى التخلي عن تواجد سوري يشبه التواجد الذي يبديه حزب الله بمحاذاة الحدود مع لبنان".
==========================
هآرتس: جولة القتال الأولى مع إيران انتهت.. متى الثانية؟
أفاد تقدير أمني إسرائيلي، أن جولة القتال الأولى مع إيران وسوريا انتهت، وفق ما نقلته صحيفة إسرائيلية لم تستبعد حدوث جولة أخرى.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن "التقدير السائد لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أن جولة القتال مع إيران وسوريا في الشمال، بعد هجمات المقاتلات الإسرائيلية على نقاط للدفاع الجوي التابعة لطهران ودمشق داخل سوريا انتهت".
ونوهت إلى أن "التقييم السائد؛ هو أن الأطراف المعنية قد استنفدت ما كان يمكن تحقيقه في الجولة الحالية"، موضحة أن "تل أبيب وعلى المدى الطويل، لا تستبعد حدوث اشتباك آخر مع الإيرانيين في سوريا".
وأشارت الصحيفة، إلى أن "هذه التقييمات تستند ضمن أمور أخرى، إلى البيانات التي أدلى بها كبار المسؤولين الإيرانيين في الساعات الأربع والعشرين الماضية".
وأكدت "هآرتس"، أن "إيران وسوريا؛ تسعيان إلى الاستفادة استراتيجيا من الإنجاز غير العادي المتمثل بإسقاط الطائرة الإسرائيلية، وذلك عبر النشر علنا عن تغير قواعد اللعب في الشمال، والتهديد بأن أي محاولة إسرائيلية لمهاجمة سوريا أو لبنان ستواجه برد قاس".
يذكر أنه في معظم الحوادث التي وقعت في السنوات الأخيرة، أكدت وسائل الإعلام العربية أن "القوات الجوية الإسرائيلية هاجمت شحنات ومستودعات الأسلحة داخل سوريا والتي كانت معدة للنقل إلى حزب الله"، وفق الصحيفة.
الرد المناسب
ولفتت الصحيفة إلى أن "إيران وسوريا تحاولان ردع إسرائيل عن شن ضربات جوية إضافية من خلال التهديد بالرد على النيران المضادة للطائرات والقيام بتصعيد متعمد بوجه أي تحرك إسرائيلي المستقبلي".
وفي هذا السياق، حذر قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، يوئيل ستريك، أمس الأحد، من أن "واقع الحرب بين الحروب يمكن أن يتحول إلى حرب حقيقية".
وأضاف ستريك: "إيران تسعى إلى توطيد نفسها في المنطقة وخلق قيادة أمامية على الأراضي السورية"، مؤكدا أن "إسرائيل لن تسمح بذلك، ومن يجتاز الحدود سيتلقى الرد المناسب".
ومع هذا، فقد زعم الجنرال الإسرائيلي خلال مراسم تبادل القيادة في الجولان المحتل، أن "وجهة إسرائيل ليست التصعيد"، مضيفا: "لدينا القدرات لكننا لا نريد استخدامها".
وخلال ذات المراسم، قال قائد فرقة "باشان" المنتهية ولايته، العميد يانيف عاشور: "خلال السنوات الخمس الأخيرة تجري حرب دامية في سوريا، حيت تسعى إيران وحزب الله إلى بناء محور راديكالي في المنطقة"، لافتا إلى أن "السياج الذي يفصل بيننا لا يفصل بين دول فحسب وإنما بين ثقافات".
==========================
هآرتس :مواجهة إسرائيلية -إيرانية مباشرة للمرة الأولى
عاموس هارئيل
إسرائيل وإيران الآن للمرة الأولى في مواجهة مباشرة على الاراضي السورية. هذا هو المعنى الأساسي ليوم القتال أمس في الشمال. أيضا إذا انتهت الجولة الحالية قريبا بتهدئة، فعلى المدى الأبعد سيتشكل هنا واقع استراتيجي جديد، سيكون على إسرائيل مواجهة مجموعة اشكالية من التطورات: استعداد إيراني للعمل ضدها، ثقة ذاتية متزايدة لدى نظام الأسد، وما يقلق أكثر، دعم روسي للخط المتشدد لباقي اعضاء المحور.
لقد سمحت سبع سنوات من الحرب الأهلية السورية لإسرائيل العمل بحرية كبيرة في سماء الشمال. عندما كان يتم تشخيص تهديد للمصالح الأمنية الإسرائيلية كان سلاح الجو يعمل تقريبا دون اعاقة. حكومات نتنياهو المتعاقبة عملت على الحفاظ على الخطوط الحمراء التي حددتها (على رأسها منع تهريب سلاح متقدم لحزب الله)، ومارست في سورية سياسة مسؤولة وعقلانية، منعت انزلاق إسرائيل بشكل مبالغ فيه إلى داخل الحرب.
الظروف تغيرت في السنة الاخيرة. ازاء الانتصار التدريجي للنظام في القتال، الذي يتركز الآن في العمليات البرية التي يقوم بها الأسد ضد الجيوب المحدودة للمتمردين، جددت سورية محاولاتها لإسقاط طائرات إسرائيلية اثناء الهجمات. في نفس الوقت بدأت إيران في تحقيق مصالحها الخاصة: نشر ميليشيات شيعية في جنوب سورية وممارسة الضغط على النظام لتمكينه من اقامة قاعدة جوية وبحرية. ولكن إسرائيل واصلت العمل في الشمال ضمن النمط الهجومي السابق، إلى حين الوصول إلى الشرك الاستراتيجي الذي وجدت نفسها فيه أمس، والذي من غير المستبعد أن يكون نتيجة لكمين متعمد نصب لها.
ملخص الاحداث: إيران أطلقت طائرة بدون طيار إلى الاراضي الإسرائيلية، والتي اسقطت من قبل مروحية لسلاح الجو. إسرائيل هاجمت ودمرت ردا على ذلك قاعدة القيادة التي وجهت منها الطائرة بدون طيار، في القاعدة السورية قرب مدينة تدمر في جنوب الدولة. يحتمل أنه في هذا الهجوم قتل، للمرة الأولى، مقاتلون ومستشارون إيرانيون. الجيش السوري رد بإطلاق أكثر من عشرين صاروخا مضادا للطائرات، أحدها كما يبدو أصاب طائرة اف 16 آي (عاصفة) إسرائيلية وأجبر طاقمها على القفز منها في سماء الجليل. إسرائيل ردا على ذلك هاجمت 12 هدفا سوريا وإيرانيا في سورية، في الهجوم الذي وصف بأنه الأكثر اتساعا منذ 1982 (لم يتم اسقاط أي طائرة بنيران المضادات منذ تلك الحرب).
موضوعيا، سلاح الجو وجهاز الاستخبارات سجلا عددا من النجاحات العملياتية: الطائرة بدون طيار الإيرانية تم اعتراضها، رغم أنها كانت ذات اجهزة تحكم غير متطورة وتم اسقاطها في مكان مناسب، مكن من السيطرة على اجزائها. وبعد ذلك سيوفر دليلا على مسؤولية إيران. الموقع دمر بهجوم مركب.
ولكن في زمن الحروب الإعلامية الحالية، سيلقي تدمير الطائرة واصابة طاقمها بظلاله عليها، والتي سوقت في الجانب العربي كانتصار كبير وسببت الاحراج لإسرائيل. سلاح الجو سيكون عليه التحقيق معمقا في كيفية اختراق صاروخ قديم نسبيا لغلاف الدفاع الإسرائيلي، وسيتم بالتأكيد فحص اعتبارات الطاقم: هل الطائرة لم تبق في مكان مرتفع جدا ومكشوفة، من اجل متابعة إصابة الصاروخ للهدف في سورية، في الوقت الذي تمكنت فيه الطائرات الاخرى من التشكيلة من التملص؟.
إيران استغلت الحادثة للإعلان بأنه منذ الآن لن تستطيع إسرائيل العمل في سورية. الإعلان المقلق أكثر قدمته روسيا، التي استضافت في نهاية كانون الثاني (يناير) رئيس الحكومة نتنياهو، عندما أعلنت أن على إسرائيل احترام السيادة السورية – وتجاهلت تماما اطلاق الطائرة الإيرانية بدون طيار نحو اراضيها.
إن تبادل اللكمات هذا من شأنه أن يستمر الآن، أيضا لاعتبارات الكرامة الوطنية والحرج الجماهيري. في ظروف مشابهة تماما، في كانون الثاني (يناير) 2015، عرف نتنياهو كيف ينهي الامر. إسرائيل اتهمت في حينه بالتعرض لحياة جنرال إيراني ونشيط في حزب الله، جهاد مغنية، ابن رئيس اركان المنظمة الذي تمت تصفيته، في هضبة الجولان. حزب الله رد بعد عشرة أيام بكمين صاروخي مضاد للدبابات قتل فيه ضابط وجندي من الجيش الإسرائيلي في هار دوف. ولكن إسرائيل قررت أن هذا يكفي وامتنعت عن رد انتقامي آخر، ومر خطر الحرب. الآن أيضا يبدو أن هناك ما يمكن القيام به في القناة السياسية – مثلا من خلال نقل تهديدات بواسطة الولايات المتحدة وروسيا، قبل مواصلة الانزلاق الخطير نحو مواجهة عسكرية.
على خلفية النقاش في إسرائيل يبرز كالعادة سؤال ما هي العلاقة بين التصعيد الأمني والتحقيقات مع رئيس الحكومة. في الاسبوع القادم يتوقع طرح توصيات الشرطة بشأن تقديم نتنياهو للمحاكمة، والشبكات الاجتماعية امتلأت أمس بتوقعات المغردين، المراسلين والنشطاء السياسيين الذين قالوا إن كل هذه التوترات هي مؤامرة من انتاج مقر رئيس الحكومة، هدفت إلى حرف انظار الرأي العام عن الشؤون الهامة. وكل من لا يتفق مع هذه التفسيرات يتم تصنيفه حالا كمتعاون مع نتنياهو وعائلته، رغم أنه لم يفهم حقا من تلك التحليلات اذا كانت إيران مشاركة في المؤامرة بقرار اطلاق الطائرة بدون طيار.
ليس بالإمكان تجاهل دور الاعتبارات السياسية والشخصية في القرارات السياسية والامنية. هذه الاعتبارات تدخلت في قرارات بيغين الحاسمة بشأن قصف المفاعل العراقي، وقرارات شارون بشأن الانفصال عن غزة، وقرارات اولمرت بشأن شن العملية البرية الفاشلة في بداية حرب لبنان الثانية، وقرارات نتنياهو نفسه عندما انجر إلى العمليات الاخيرة في غزة، عمود السحاب والجرف الصامد، في ظل انتقادات داخلية.
ولكن مثلما سبق وطرح هنا الاتهام بأن نتنياهو، الذي في الغالب كان حذرا من الحروب مثلما يحذر النار، يقوم بتسخين الحدود بصورة متعمدة، فإن هذا الاتهام يحتاج إلى اثبات أكثر من الحدس. التقدير أن رئيس الاركان غادي أيزينكوت الذي هو من العقلانيين والحذرين من بين موظفي الدولة في إسرائيل، سيكون شريكا في مناورة سياسية فاسدة كهذه، يبدو مرفوضا لكل من يعرفه. بالمناسبة، في النقاشات في صباح يوم السبت اتخذ الجيش خطا صقوريا.
الجيش الإسرائيلي لا يوضح في هذه المرحلة ماذا كانت الطائرة الإيرانية بدون طيار تنوي أن تعمل في سماء إسرائيل. يبدو أن النية كانت انهاء مهمة والعودة، دون أن يتم كشفها. العملية الإيرانية تبين أن طهران لا تكتفي بتقديم المساعدة للأسد أو ضمان ميناء على شاطئ البحر المتوسط. هي ترى في انتصار النظام فرصة لإيجاد مواجهة فعلية على طول الحدود مع إسرائيل. الجيش الإسرائيلي لم يظهر في هجماته أمس حتى ولو شيء بسيط من قدراته الاستخبارية والجوية، وحتى الآن من الأفضل أن لا يكون مضطرا لذلك.
ما يقلق بشكل خاص هو حقيقة أنه في هذه الاثناء لا تلوح في الافق شخصية "البالغ المسؤول" في المجتمع الدولي بحيث يتدخل من اجل كبح الاطراف. روسيا التي تستقبل نتنياهو في سوتشي وموسكو مرة كل بضعة اشهر، يبدو أنها تتوافق تماما مع إيران وسورية، أيضا في عملياتهما ضد إسرائيل. في حين أن الادارة الأميركية برئاسة ترامب من شأنها أن ترى في التصعيد في الشمال فرصة كي تجبي ثمنا من إيران، وبالتحديد حث إسرائيل على مواصلة تشددها. ربما أننا الآن في بداية ازمة عميقة، حتى لو لم تترجم بالضرورة إلى مواجهة عسكرية في الوقت القريب.
==========================
هآرتس :بوتين أطلق صافرة النهاية...جولة القتال الحالية انتهت عمليالكن تصادما آخر مع إيران مسألة وقت فقط
صحف عبرية
Feb 13, 2018
فلادمير بوتين هو الذي أطلق صافرة النهاية للمواجهة بين إسرائيل وإيران في نهاية الأسبوع. إذ وضعت المحادثة الهاتفية بينه وبين نتنياهو حدا للخط الهجومي الذي أظهرته حتى ذلك الوقت شخصيات إسرائيلية كبيرة، والهدوء الذي ساد منذ ذلك الحين في المنطقة يذكر مرة أخرى من هو صاحب البيت الحقيقي في الشرق الأوسط.
في هذه الأثناء، بعد سابقة إطلاق الطائرة الإيرانية بدون طيار إلى أراضي إسرائيل، تقف إسرائيل أمام امتحان جديد: ماذا ستفعل في المرة القادمة عندما سيتم نقل إرسالية من السلاح المتطور لحزب الله، بعدما أثبت أعداؤها قدرتهم على المس بها، في الوقت الذي يستمرون فيه بالتهديد بتصعيد واسع؟ ولئن كان التراجع عن السياسة الهجومية، سيؤدي إلى ظهورها كخائفة فإن هجمات أخرى ستشكل خطرا محسوبا.
أطلق الرئيس فلادمير بوتين صافرة النهاية في المواجهة بين إسرائيل وإيران في سوريا، ووافق الطرفان على حكمه. هذا هو الاستنتاج المقبول من تحليل تسلسل الأحداث في نهاية الأسبوع. في ظهيرة يوم السبت بعد موجة هجمات سلاح الجو ضد أهداف لنظام الأسد ومنشآت إيرانية في سوريا، كانت شخصيات إسرائيلية كبيرة ما زالت تعبّر عن خط هجومي، وكان يبدو أنهم في القدس يفحصون استمرار النشاطات العسكرية. انتهى النقاش حول هذا الأمر بعد وقت قصير من المحادثة الهاتفية بين بوتين ونتنياهو.
في الإعلان الرسمي الذي أصدرته وزارة الخارجية الروسية تحفظٌ من خرق إسرائيل للسيادة السورية وتجاهلٌ الخطوة التي أشعلت هذه المرة النار، وهي اختراق طائرة إيرانية بدون طيار لسماء إسرائيل. في محادثة مع نتنياهو بعد بضع ساعات، دعا بوتين للامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها أن تؤدي إلى «جولة جديدة من التداعيات الخطيرة على المنطقة».
الروس قلقون أيضا من اقتراب القصف الإسرائيلي من المواقع التي يخدم فيها جنود ومستشارون روس، منها قاعدة «تي 4» قرب تدمر التي هوجمت فيها غرفة القيادة الإيرانية التي أطلقت منها الطائرة بدون طيار أول أمس. أقلقت هذه القضية موسكو أيضا بعد هجوم إسرائيلي مشابه في المنطقة نفسها، في آذار/مارس الماضي، والذي تم نقل احتجاج في أعقابه.
يدل الهدوء الإسرائيلي الذي أعقب محادثة نتنياهو ـ بوتين على من هو صاحب البيت الحقيقي في الشرق الأوسط. في الوقت الذي بقيت فيه الولايات المتحدة في مكانة الغائب ـ الحاضر ويستمر البحث عن سياسة خارجية أمريكية شاملة، تقوم روسيا بإملاء تطور الأمور. استثمرت موسكو جهودا وموارد كبيرة لإنقاذ نظام الأسد في السنوات الأخيرة إلى درجة أنها لا تسمح لإسرائيل بإفشال هدفها الاستراتيجي.
يمكن أن تكون رسائل بهذه الروح قد نُقلت أثناء المحادثة الهاتفية بين الرئيسين. هذا لا يعني أنه لا يوجد لإسرائيل أوراق مساومة خاصة بها، تتمثل بالتهديد بإدخال الساحة السورية إلى دائرة دراماتيكية أخرى. ولكن من المشكوك فيه أن نتنياهو متحمس للتصادم مع الروس، إذ تكفيه المواجهة التي وجد نفسه فيها مع الإيرانيين.
 
سنخترق الحاجز
 
انكشفت نقطة ضعف نادرة في يوم عمليات ناجح لسلاح الجو ـ مكنت من ضرب طائرة الـ إف 16 ـ وفرت للإيرانيين والسوريين الإنجاز الإعلامي الأكبر. بقي طاقم الطائرة التي أصيبت مكشوفا نسبيا على ارتفاع كبير في الجو بصورة مكّنت من الضربة المفاجئة للصاروخ. بالنسبة لإيران، فهذا نجاح كبير في العملية الأولى التي نفذها حرس الثورة في هذه الساحة وحده، بدون الاعتماد على وكلاء مثل حزب الله والمليشيات المحلية. وتمت ترجمة هذا النجاح على الفور في محاولة وضع ميزان قوى جديد عبر تصريحات تقول إنه لن يتم السماح في المستقبل لإسرائيل أن تهاجم كما تشاء سوريا جوا.
تكبد المحور حول معسكر الأسد خسائر فادحة في القصف نهاية الأسبوع، ومن بينها شل عمل حوالي نصف بطاريات الدفاع الجوي للجيش السوري. لكن يبدو أن الأهمية الرمزية الكامنة في إسقاط الطائرة تغطي على ذلك من وجهة نظر إيران وسوريا.
سُجلت نهاية الأسبوع سابقتان إضافة لإسقاط الطائرة: قامت إيران بإطلاق طائرة بدون طيار خاصة بها إلى أراضي إسرائيل، وإسرائيل قصفت هدفا إيرانيا فيه أشخاص على الأراضي السورية. اخترقت إسرائيل بذلك حاجزا نفسيا معينا بعد أشهر من التهديد العلني بوقف تمركز إيران في سوريا (الذي ظهر وكأنه كلام هذياني مبالغ فيه).
ولكن الآن يأتي امتحان جديد: إذا حددت إسرائيل بأنها لن تسمح بنقل إرساليات سلاح متقدم لحزب الله في لبنان، فماذا ستفعل في المرة القادمة عندما تنطلق قافلة كهذه في طريقها بعد أن أثبت الأعداء القدرة على الضرب، وهم يهددون بأن أي هجوم إسرائيلي آخر سيكون ثمنه التصعيد؟. كذلك على افتراض أنه في المرة القادمة ستنطلق طائرات سلاح الجو لتنفيذ مهمات وحولها غلاف دفاعي أكثر اكتمالا، فإن ذلك سيعتبر مخاطرة محسوبة.
تتم الهجمات الجوية في الشمال كجزء مما تسميه إسرائيل «معركة بين حربين» التي أساسها المس بجهود زيادة القوة العسكرية لمنظمات مثل حزب الله وحماس. عندما صدر التقدير الاستخباري السنوي للجيش الإسرائيلي قبل نحو شهر، طرح رئيس الأركان غادي آيزنكوت إمكانية أن النجاحات العملياتية العديدة للجيش الإسرائيلي في «المعركة بين حربين» ستدفع العدو للرد بصورة من شأنها التسبب بانزلاق المنطقة إلى شفير الحرب، وهذا بالضبط ما حدث في نهاية الأسبوع.
وعندما هدأت الخواطر، يظهر بنظرة إلى الوراء، أننا كنا على بعد شعرة من الانزلاق الشامل. وكان التقدير السائد في جهاز الأمن أمس، أن جولة القتال الحالية انتهت عمليا، لكن تصادما آخر مع إيران هو مسألة وقت فقط.
على هذه الخلفية تسمع الآن في الهوامش اليمينية للخارطة السياسية أفكار هستيرية بشأن فرض نظام إقليمي جديد: سننتهي من تعليم السوريين الدرس وبعد ذلك يمكن التصادم مباشرة مع الإيرانيين، حتى على أراضيهم؛ في الولايات المتحدة سيكونون مسرورين بالتأكيد. هذه أفكار عبثية خطيرة، من الأفضل لإسرائيل الامتناع عن التفكير فيها.
في الحي الصعب المحيط بإسرائيل، يجب عليها إظهار القوة والتصميم. ولكن لا يجدر بها الانجرار ألى أوهام بشأن قدرات عسكرية غير محدودة. يبدو أن القيادة في القدس تعرف ذلك جيدا.
أثبتت السياسة الهجومية الإسرائيلية في الساحة الشمالية نفسها في السنوات الأخيرة، والآن بعدما قامت إيران وسوريا بخطواتهما، سيكون من الصعب التراجع عنها من دون الظهور كمن ارتدعت من القوة التي استخدمت ضدها.
مع ذلك، يُطرح سؤال هل إسرائيل لم تعشق أكثر من اللازم تفوقها الجوي والاستخباري والتكنولوجي، الذي جلب لها سلسلة نجاحات عملياتية. عندما تكون في يدك مطرقة بوزن 5 كيلوغرام، يكون لديك توجه لأن ترى كل مشكلة مثل المسمار. ولكن انتصار الأسد في الحرب الأهلية في سوريا ودخول إيران وروسيا إلى الجبهة الشمالية أديا إلى تغيير جذري في الوضع الاستراتيجي الإقليمي. ربما يجب على إسرائيل في الظروف الحالية البدء في البحث عن كماشة.
 
عاموس هرئيل
هآرتس 12/2/2018
==========================
الصحافة البريطانية والتركية والفرنسية :
الديلي تلغراف: ما مصير الجهاديَّين البريطانيَّين المعتقلين في سوريا؟
جاءت افتتاحية صحيفة الديلي تلغراف تحت عنوان "يجب محاكمة الجهاديَّين البريطانيَّين".
وقالت الصحيفة إن الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة لدحر تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية نجح في تحقيق مبتغاه في كل من الموصل والرقة.
وأضافت أنه مع انتهاء القتال لا بد من التساؤل عن مصير مقاتلي تنظيم الدولة المقبوض عليهم.
وأردفت الصحيفة أن هناك المئات من عناصر التنظيم الدولة المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الغرب، مضيفة أن أغلبية هذه العناصر من أوروبا أو من شمال أمريكا.
وتابعت بالقول إن "من بينهم الكسندا كوتيه (34 عاما) والشافعي الشيخ (29 عاما) آخر شخصين من الخلية التي تعرف باسم البيتلز "الخنافس"، مضيفة أنهما شاركا في العديد من الممارسات الفظيعة لتنظيم الدولة مثل قطع رأس الصحفيين جيمس فولي وستيفين سوتلوف".
وأوضحت أنه أطلق على أعضاء تلك الخلية اسم البيتلز، (نسبة إلى الفريق الغنائي البريطاني الشهير) لأنهم من المملكة المتحدة، ويتحدثون الإنجليزية بلكنة بريطانية.
ورأت الصحيفة أنه من الضروري محاكمة كل شخص ارتكب مثل هذه الفظائع، موضحة أن الشافعي والكسندا تم تجريدهما من الجنسية البريطانية.
لكن وزارة الداخلية البريطانية، بحسب الصحيفة، ترفض التعليق إن كان جوازا سفرهما قد ألغيا أم لا.
ورأت الصحيفة أن "رفض الحكومة التعامل مع الجهاديين البريطانيين الباقين على قيد الحياة يبدو وكأنه قرار جماعي للتنصل من القضية".
وختمت بالقول إن هناك احتمال إرسال الشافعي والكسندا إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، الأمر الذي لن يكون مثالياً بالنسبة للولايات المتحدة، التي لم تحسم أمرها بعد بشأن إرسالهما إلى معتقل غوانتانمو، إلاأنه يعتبر حلاً أفضل من تجاهل القضية والسماح بإطلاق سراح مقاتلي التنظيم بعد إلقاء القبض عليهم والسماح لهم بالمشاركة في الحرب مرة أخرى.
==========================
خبر تورك :مع إعادة توزيع الأوراق بعد داعش.. صراع لكسب الجولة الثانية
محرم صاري قايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
لا يمكن الوصول إلى النتيجة الصحيحة من خلال قراءة التوترات والتطورات في المنطقة خلال الآونة الأخيرة، من زاوية سوريا فقط. وتتضح الرؤية بشكل أفضل عند إضافة العراق وحتى الخليج وشمال أفريقيا.
ولا بد أيضًا من وضع النظام السوري وإسرائيل ولبنان في المعادلة إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا وإيران.
عند النظر من هذه الزاوية ليس هناك ما يثير الدهشة، فالمنطقة تشهد تحقق التوقعات والتحليلات المطروحة قبل عامين عما سيحدث بعد داعش.
الجولة الثانية
تشهد الساحة في هذه الأيام انتقالًا إلى جولة ثانية ، يُعاد فيها توزيع الأوراق. فالجميع يعيد النظر في شركائه وتحالفاته.
في حديثه مع صحيفتنا، قال السفير الأمريكي السابق في تركيا والعراق جيمس جيفري معلقًا على زيارة مستشار الأمن القومي هربرت مكماستر ووزير الخارجية ريكس تيلرسون لأنقرة، إن الزيارة ستتناول "التركيز على كيفية لجم إيران في الفترة القادمة، وكيفية التوصل إلى حل سياسي بعد الأسد".
لكن لا يتوقعنّ أحد أن تتخلى واشنطن عن قوات سوريا الديمقراطية، لأن الولايات المتحدة تسيطر على ثلث سوريا وعلى آبار النفط الهامة بفضل ما قدمته من سلاح وتدريب لهذه القوات حتى اليوم.
ولا مفر أمام واشنطن من اتخاذ خطوتها التالية بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، لأنه لا يوجد مجموعة أخرى يمكن أن تعمل معها في الساحة. وما وقع قبل يومين في دير الزور هو خير مثال على ذلك.
فالميليشات الموالية لإيران هاجمت قوات سوريا الديمقراطية، لترد الولايات المتحدة بغارة جوية أسقطت 45 من عناصر الميليشيات.
ومن المحتمل أن تقع اشتباكات مشابهة باستمرار في غرب دير الزور وجنوب الرقة، لأن إيران ترغب منذ مدة طويلة في إقامة ممر يمتد من أراضيها حتى البحر المتوسط. وهي تريد تنفيذ هذه الرغبة، التي حالت دونها الولايات المتحدة من خلال سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على الرقة وأجزاء من دير الزور.
الوضع في العراق
من غير الممكن ألا تؤثر التطورات الميدانية في سوريا على العراق، الذي يعيش فترة من الهدوء.
صراع على السلطة تشهده بغداد، التي أرجأت الانتخابات البرلمانية المزمعة الشهر الحالي حتى مايو القادم. ويعتقد المتابعون أن رئيس الحكومة حيد العبادي هو الأوفر حظًّا.
لم يكتفِ العبادي بالمحافظة على توازن في علاقاته مع إيران والولايات المتحدة، بل إنه أقام علاقات جيدة مع تركيا أيضًا.
لكن لا يمكن القول إن الانتخابات ستكون سهلة بالنسبة للعبادي، لأن جزءًا كبيرًا من الحشد الشعبي المدعوم إيرانيًّا قرر دخول معترك السياسة.
وهادي العامري زعيم فيلق بدر، الذي يحظى بتمثيل في مجلس النواب، شمر عن ساعديه من أجل تشكيل كتلة النيابية.  وبالتالي فقد ظهر منافس لحزب العبادي.
إذا وضعنا في الاعتبار أن روسيا وإيران حققتا مكاسب أكبر في الجولة الأولى، فلا مفر من أن تتصرف الولايات المتحدة بعدوانية أكبر في الجولة الثانية. وهذا ما يفرض إعادة النظر في جميع التوازنات على الساحة.
==========================
لوفيغارو: اسرائيل نفذت من 2013 مئات الضربات بسوريا لمنع نقل أسلحة لحزب الله
نشرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية مقالا تحت عنوان "إسرائيل وإيران تختبران حدودهما في سوريا"، أشارت فيه إلى أن "الاشتباك بين القوات الجوّية الإسرائيلية والقوات الموالية للرئيس السوري بشّار الأسد هو الأسوأ منذ 35 عاماً"، موضحةً أن "إعتراضُ طائرةٍ إيرانية بلا طيّار فوق بيسان، وتدمير مقاتلة F-16 الإسرائيلية بانفجار صاروخ أرض-جو وقصفُ 12 موقعاً عسكرياً على الأراضي السورية في إطار ردٍّ واسع النطاق".
ولفتت إلى أن "الجنرالات الإسرائيليين يصفون تبادُلَ إطلاق النار صباح السبت بين اسرائيل والقوات الموالية للأسد بالأكثر خطورةً منذ 35 عاماً ودعَت روسيا، التي تُعتبَر الآن القوّة الرئيسية العظمى المشاركة في المنطقة، الجهتين إلى التحلّي بضبطِ النفس".
من جهة اخرى، أشار المتحدّث باسمِ الجيش الإسرائيلي، الكولونيل كونريكوس إلى أنّ "إسرائيل لا تبحث عن التصعيد ولكنّها مستعدّة لمواجهة أيّ تطوّر"، موضحاً أنّه "تمّ إرسال البطاريات المضادة للطائرات وتعزيزات عسكرية إلى شمال البلاد".
وسألت الصحيفة "من سيخرج منتصراً في هذا الاشتباك؟ إعتبَرت السلطات السوريّة على الفور أنّ فقدانَ طائرةٍ مقاتلة إسرائيلية، أمرٌ غيرُ مسبوق منذ عام 1982، وهو بمثابة انتصار وكان الجهاز جزءاً من 8 طائرات F-16 ، تمَّ إرسالها بعد اعتراض طائرة بلا طيّار إيرانية تُحلّق فوق الأراضي الإسرائيلية، حوالي الساعة 4:35 صباحاً، من أجل ضربِ الوحدة المتنقّلة التي كانت تتحكّم بهذا الجهاز من قاعدة قرب تدمر".
وأفادت أن "جوناثان كونريكوس قال إنّ بعض الطائرات قد دخلت الأراضي السورية ولكنّ الطائرة التي أصيبَت كانت تُحلّق فوق الجولان عندما أجبَر أحدُ الصواريخ الـ 25 S-5 وS-17 التي أطلقَتها البطاريات السورية طاقمَها على الخروج".
ومِن جهته، أشار رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق ومدير معهد دراسات الأمن القومي،عاموس يدلين لى أن "فقدان طائرة ليس بأمرٍ يدعو للفرح، إلّا أنّه قد يحصل عندما نستخدم القوّات الجوّية"، مشدداً على "أهمّية الردّ الإسرائيلي".
وأضافت الصحيفة "أُصيبَت 8 بطاريات مضادة للطائرات، يتحكّم بها جيش بشّار الأسد، فضلاً عن 4 أهداف إيرانية. وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وقد أسفرَت هذه الضربات عن مقتل 6 أشخاص على الأقل- ليسوا جميعم سوريين"، مستائلة "هل فَقد الطيران الإسرائيلي حرّية التصرّف في سوريا؟ منذ 30 كانون الثاني 2013، نفّذت اسرائيل مئات الضربات في سوريا لمنع نقلِ الأسلحة المتطوّرة إلى "حزب الله" وإنخفضَ مدى تحرّكِها الذي كان غيرَ محدود تقريباً في البداية، عندما نشَرت روسيا، في أيلول 2015، طائراتها وبطارياتها المضادة للصواريخ دفاعاً عن نظام بشّار الأسد".
كما سألت "هل يُمكن لروسيا منعُ اندلاع صراع؟ يَعتقد بنيامين نتانياهو، الذي التقى ليل السبت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّ خوفَه من رؤية إيران تترسّخ بصورة دائمة في سوريا لم يؤخَذ في الاعتبار حتى الآن من قبَل موسكو بما فيه الكفاية. وترفض اسرائيل أن تبنيَ الجمهورية الإسلامية في سوريا مرفأً ومطاراً وقواعدَ عسكرية دائمة، فضلاً عن مواقعَ تسمح بتصنيعِ صواريخ عالية الدقّة"، مشيرةً إلى أن "اسرائيل تُهدّد بالدفاع عن مصالحها بالقوّة إذا لزمَ الأمر".
وأضافت الصحيفة "روسيا هي القوّة الوحيدة التي تبدو في وضعٍ يُمكّنها من فرضِ حدودٍ للجهات المختلفة المعنية"، مؤكدةً "أنّها ستَخسر الكثير في حال اندلاع صراع"، مشيرةً إلى أن "الروس يريدون استقرارَ سوريا وإعادةَ إعمارها، وإسرائيل هي القوّة الوحيدة القادرة على عرقلة مساعيهم بإنقاذ الأسد. لذلك، علينا أن نُفهمهم أنّ التصعيد لا يَخدم مصلحتهم".
=========================