الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13/11/2021

سوريا في الصحافة العالمية 13/11/2021

14.11.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • معهد واشنطن :مستقبل حرب بوتين في سوريا
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/mstqbl-hrb-bwtyn-fy-swrya
  • نيويورك تايمز :مسرحية عن دمية سورية لاجئة تبحث عن وطن
https://arabi21.com/story/1397363/NYT-مسرحية-عن-دمية-سورية-لاجئة-تبحث-عن-وطن#category_10
 
الصحافة البريطانية :
  • التايمز: السوريون في الدانمارك يخشون التعذيب والموت إذا رُحّلوا
https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/11/12/التايمز-السوريون-في-الدانمارك-يخشون
  • الغارديان :"طريق السوريين إلى أوروبا عبر بيلاروسيا" في الغارديان
https://www.bbc.com/arabic/inthepress-59270687
 
الصحافة العبرية :
  • هآرتس  :زيارة بن زايد لسوريا: رؤية إماراتية وقلق أمريكي وقراءة إسرائيلية.. وقمة عربية في 2022
https://www.alquds.co.uk/زيارة-بن-زايد-لسوريا-رؤية-إماراتية-وقل/
  • “"تايم أوف إسرائيل": الأسد استبعد قائد الحرس الثوري الإيراني في سوريا بسبب إسرائيل
https://eldorar.com/node/170420
 
الصحافة الروسية :
  • نيزافيسيمايا غازيتا :محادثات الظل بين روسيا والولايات المتحدة تقلق تركيا
https://arabic.rt.com/press/1293326-محادثات-الظل-بين-روسيا-والولايات-المتحدة-تقلق-تركيا/
  • روسكي أروجي: صواريخ جولان 400 مجلة: "وحش صواريخ" سوري من أقوى الأنظمة العسكرية المتعددة في العالم.
https://arabic.sputniknews.com/military/202111121050688915-مجلة-وحش-صواريخ-سوري-قيم-كأقوى-الأنظمة-العسكرية-المتعددة-في-العالم-صور-وفيديو-/
  • صحيفة روسية: جنود روس دفعوا رشاوى لنقل خدمتهم إلى سوريا
https://halabtodaytv.net/archives/204922
 
الصحافة التركية :
  • خبر تورك :لماذا يبدو الوضع في سورية مربكاً للجميع باستثناء تركيا؟
https://www.dailysabah.com/arabic/opinion/2021/11/12/لماذا-يبدو-الوضع-في-سورية-مربكاً-للجميع-باستثناء-تركيا؟
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :مستقبل حرب بوتين في سوريا
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/mstqbl-hrb-bwtyn-fy-swrya
بواسطة آنا بورشفسكايا, ليستر غراو, مايكل ماكفول
٨ نوفمبر ٢٠٢١
آنا بورشفسكايا هي زميلة "آيرا وينر" في معهد واشنطن، حيث تركز على سياسة روسيا تجاه الشرق الأوسط.
Lester Grau
ليستر غراو
ليستر غراو هو مدير الأبحاث في "مكتب الدراسات العسكرية الأجنبية" في منشأة "فورت ليفنوورث" التابعة للجيش الأمريكي بولاية كانساس
Michael McFaul
مايكل ماكفول
مايكل ماكفول هو مدير "معهد فريمان سبوغلي للدراسات الدولية" بـ "جامعة ستانفورد" وسفير الولايات المتحدة السابق في روسيا
تحليل موجز
يبدو بوتين سعيداً بالنزاع المجمد في سوريا طالما أن أحداً لا يولي اهتماماً جدياً بتلك البلاد. وفي حين غالباً ما يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنهم بحاجة إلى "حل" المشاكل العالمية مثل النزاع في سوريا، إلا أن بوتين ينظر إلى الأمور بمنظار مختلف. فهو سعيد بترك المشاكل على ما هي عليه إلى حين تداعي المصالح الأمريكية.
"في 4 تشرين الثاني/نوفمبر، عقد معهد واشنطن منتدى سياسي افتراضي مع آنا بورشيفسكايا و ليستر غراو ومايكل ماكفول. وبورشيفسكايا هي زميلة أقدم في المعهد ومؤلفة الكتاب الجديد "حرب بوتين في سوريا: السياسة الخارجية الروسية وثمن غياب أمريكا". وغراو هو مدير الأبحاث في "مكتب الدراسات العسكرية الأجنبية" في منشأة "فورت ليفنوورث" التابعة للجيش الأمريكي بولاية كانساس، وأحد كبار خبراء "الجيش الأمريكي" في شؤون روسيا. وماكفول هو مدير "معهد فريمان سبوغلي للدراسات الدولية" بـ "جامعة ستانفورد" وسفير الولايات المتحدة السابق في روسيا. وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظاتهم".
آنا بورشيفسكايا
يُعتبر الانخراط الحالي لفلاديمير بوتين في سوريا، جزئياً [على الأقل]، امتداداً طبيعياً لمصلحة بلاده القائمة منذ قرون في الشرق الأوسط عموماً، وفي شرق البحر المتوسط ​​على وجه التحديد. وعبر التاريخ، لطالما ساور روسيا قلق كبير بشأن حدودها الجنوبية، معتبرةً إياها نقطة ضعفها الرخوة. وينفرد بوتين ببعض جوانب تدخّل موسكو في سوريا، بينما تقوم الجوانب الأخرى على التعاملات القصيرة الأجل، لكن المصالح الروسية في المنطقة أعمق بكثير من المشروع الخاص بالزعيم الحالي.   
ولفهم هذه المصالح، يجب أن نقر بأن روسيا تمتلك رؤية لعالم متعدد المراكز، وأن هذه الرؤية تتعارض بطبيعتها مع أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ونتيجةً لذلك، ركزت موسكو منذ فترة طويلة على كبح النفوذ الأمريكي في الخارج. وقد ورث بوتين وجهة النظر هذه وتصرّف على أساسها بطرق جديدة. فمنذ البداية، سعى إلى إعادة انخراط روسيا في الشرق الأوسط، وهو أكثر واقعية واستعداداً من أسلافه لتنمية العلاقات مع كافة الأطراف في المنطقة. ومع ذلك، فإن رؤيته المعادية للغرب دفعته إلى تعزيز أعمق العلاقات مع قادة ذوي التفكير المماثل من أمثال الرئيس السوري بشار الأسد.
وبالتالي، فمنذ اندلاع الحرب السورية، كان بوتين مصمماً على منع سقوط الأسد. فلم يكن يريد أن يرى الولايات المتحدة تُطيح بقائد مستبد آخر، لذلك شرع في حماية الأسد بطرق متعددة حتى قبل التدخل العسكري الروسي في عام 2015. واليوم حقق هذا الهدف دون أن يتورط في أزمة أو يتكبد تكاليف باهظة. [ونتيجة لذلك] أخذت سائر المنطقة في الحسبان موقف روسيا المعزز في سوريا - ففي نظرها يتناقض التزام بوتين بحماية الأسد بشكل صارخ مع الموقف المتأرجح للدول الغربية.
وعلى الأرجح ستعود سوريا الآن إلى حالة النزاع المجمّد. وقد يكون ذلك مناسباً للغاية بالنسبة لروسيا التي تتمتع بخبرة واسعة في التعامل مع مثل هذه النزاعات، وقادرة على الصمود في هذه البيئة. كما يمكن لموسكو أن تعمل كوسيط، والتحدث مع جهات فاعلة معيّنة لا يمكن للآخرين التفاوض معها. وإذا تمكّنت الأطراف من التوصل إلى حل فعلي في سوريا، فلن يحتاج أحد إلى بوتين، لكن الجميع سيكون بحاجة إليه إذا تم فقط إدارة النزاع.
وحالياً، لا يزال العالم أحادي القطب وتستمر الولايات المتحدة في تمتعها بالعديد من المزايا. لكنها قد تفقد هذه المزايا إذا أساءت التعامل مع الشرق الأوسط. وتولي واشنطن أولوية قصوى للصين، لكن لا يجب التعامل مع سوريا على أنها مجرد مصدر إلهاء. والسؤال الفعلي ليس ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة التصدي للنفوذ الروسي في سوريا، بل ما إذا كانت ستدرك الأهمية الاستراتيجية للنزاع وتستثمر الموارد الضرورية لتحقيق أهدافها هناك. ولن تكون سوريا ملفاً سهلاً للتعامل معه بغض النظر عن النهج الذي تتبعه واشنطن، لكن الأسد يُعتبر من أسوأ الديكتاتوريين في أيامنا هذه، لذا فإن اتخاذ موقف أقوى وأكثر صرامةً كان ضرورياً منذ البداية، ولا يزال كذلك حتى يومنا هذا.
ومن الناحية المثالية، ستعيد روسيا تأهيل نفسها يوماً ما وتغيّر سلوكها الحالي. ويقيناً، لا توجد سوابق كثيرة لمثل هذا التحوّل - على الرغم من أنه كان بالإمكان العثور على أصوات ليبرالية بين القيادة الروسية في وقت مبكر من فترة ولاية بوريس يلتسن خلال التسعينيات، لكن سرعان ما تم إبعادها، وأُغلقت نافذة الفرصة تلك. نأمل أن يُعاد فتحها في المستقبل.
ليستر غراو
بعيداً عن كون النزاع السوري أرضاً سبخة، أثبت أنه ساحة مثالية للجيش الروسي لشحذ قدراته واختبار أنظمة قتالية جديدة، وإجراء اختبارات جهد وإصلاح الأنظمة القديمة، وتوفير الخبرة القتالية لجميع عناصره. فالخسائر التي مُني بها كانت محدودة للغاية عموماً - والاستثناء الوحيد كان أسطول الإنزال البرمائي، الذي تم نشره على نطاق واسع لدعم الأسد، وأُصيب بأضرار جسيمة، ويتم الآن إعادة بنائه بتكلفة كبيرة.
 وقد استغلت القوات الروسية التدخل أيضاً من أجل تطوير بعض قدراتها. على سبيل المثال، كان نشرها لنظام جسر عائم جديد على طول نهر الفرات إنجازاً هندسياً مدهشاً. وحقق الجيش أهدافه الاستراتيجية المتمثلة بدعم الأسد مستفيداً في الوقت نفسه من جني المزيد من المزايا الفورية لفائدته.  
واكتسبت "مجموعة فاغنر" وشركات عسكرية خاصة أخرى مرتبطة بالحكومة الروسية أيضاً خبرة قتالية قيّمة في سوريا. وقد مكّنت هذه المنظمات موسكو من الانخراط في عمليات ربما لم تكن ترغب في أن يرتبط اسمها بها بشكل مباشر، مما يوفر لها قدرة إنكار معقولة مع الاستمرار في الوقت نفسه في تعزيز أهداف الكرملين في سوريا.
ولم يخلُ التدخل الروسي من التحديات، كما أن التوترات المختلفة التي تغلي تحت السطح قد تطرح مشاكل في الفترة المقبلة. على سبيل المثال، يوجد في روسيا أقلية مسلمة كبيرة، وقد يؤدي التدخل في سوريا إلى تفاقم العلاقات المتوترة بين الحين والآخر بين هذه الجماعة والمجتمع المسيحي في البلاد. لكن خلاصة القول هي أن موسكو حققت هدفها الأساسي وهو بقاء نظام الأسد، دون الدخول في الأرض السبخة التي توقعها الكثيرون، ومع بعض الفوائد الإضافية لجيشها.
مايكل ماكفول
على الرغم من أن القوات الجوية الروسية لم تبدأ بقصف عناصر المعارضة في سوريا قبل عام 2015، إلا أن موسكو تتمتع بوجود دبلوماسي وعسكري قوي في البلاد منذ عقود. وخلال فترة تواجدي في الحكومة [الأمريكية]، كانت سوريا أبرز قضايا السياسة الخارجية على جدول الأعمال، والحقيقة أننا فشلنا فشلاً ذريعاً على هذا الصعيد. أعتقد أنه من الضروري أن نكون واضحين بشأن ذلك - فنهجنا لم ينجح. وبالتالي، فإن السؤال هو ما الذي كان بإمكاننا فعله بطريقة مختلفة؟    
لقد أعطى بوتين أهمية لدعم الديكتاتوريين في مواجهة الثورات المدعومة من الغرب. فهل ستتصرف روسيا دائماً بهذه الطريقة، أم هل يمكن أن تتغير طريقة التفكير هذه، ربما في عهد رئيس جديد؟ لقد كنت موجوداً في الغرفة في آذار/مارس 2011 عندما أذعن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف لتدخل الأمم المتحدة ضد الدكتاتور الليبي معمر القذافي. ونعرف أن بوتين لم يستجب بشكل جيد إزاء ذلك. لذا، فإن استمرارية استراتيجية موسكو المعادية للغرب هي سؤال مفتوح.
وفي الوقت الحالي، حقق بوتين هدفه الرئيسي في سوريا، وهو إبقاء الأسد في السلطة. كما حقق بعض الفوائد الثانوية، لا سيما في اختبار وعرض أنواع جديدة من السلطة العسكرية. ومع ذلك، ثمة حدود لنجاحاته. فسوريا تبقى منطقة نزاع منقسمة إلى حد كبير. فهل هو مرتاح لهذا الترتيب؟ هل يهتم بتوحيد البلاد؟ من الضروري أن تعرف واشنطن وشركاؤها ما إذا كان بإمكانه التعايش مع هذا الوضع الراهن.
وحالياً، يبدو بوتين سعيداً بالنزاع المجمد طالما أن أحداً لا يولي اهتماماً جدياً بسوريا. ففي حين غالباً ما يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنهم بحاجة إلى "حل" المشاكل العالمية مثل النزاع في سوريا، إلا أن بوتين ينظر إلى الأمور بمنظار مختلف. فهو سعيد بترك المشاكل على ما هي عليه إلى حين تداعي المصالح الأمريكية. فهو يتّبع استراتيجية عامة تتمثل بالانتظار والترقب.
وتشير بعض رسائل إدارة بايدن إلى أنها لا تمانع النزاع المجمّد، سواء في سوريا أو مع روسيا بشكل عام. ومع ذلك، لا تزال استراتيجية البيت الأبيض إزاء سوريا مربكة. ويبدو أن الإدارة الأمريكية مهتمة للغاية بالمسائل الصغيرة مثل المفاوضات بشأن المساعدات الإنسانية العابرة للحدود. فواقع أن واشنطن تُشغل وقت الرئيس الأمريكي بضغوط حول معبر حدودي واحد يُظهر أن ميزان القوى في سوريا قد تحوّل إلى حدّ كبير نحو مسار مواتٍ لروسيا.
=============================
NYT: مسرحية عن دمية سورية لاجئة تبحث عن وطن
https://arabi21.com/story/1397363/NYT-مسرحية-عن-دمية-سورية-لاجئة-تبحث-عن-وطن#category_10
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحفيين أليكس مارشال وكارلوتا غال وإليزابيتا بوفوليدو، قالوا فيه؛ إن عشرات محركي الدمى جلسوا القرفصاء في غرفة بروفة في لندن في حزيران/ يونيو، يرقبون كل حركة لطفلة لطيفة تبلغ من العمر 8 سنوات تدعى تمارا، كانت تحاول سرقة كرة قدم زاهية من منتصف الغرفة لاستلهام حركاتها من أجل مسرحية مؤثرة.
بدت الطفلة متوترة، وظلت تنظر من فوق كتفها، وكأنها تريد التأكد من عدم وجود أحد خلفها. ثم، فجأة، ركضت مباشرة نحو الكرة، حملتها بين ذراعيها وهربت.
أمير نزار الزعبي، مخرج مسرحي فلسطيني ووالد تمارا، بدا سعيدا. وقال: "انظروا، كل ما تفعله يتم بشكل خاطف.. وكل شيء بالنسبة لها حياة أو موت".
وكان محركو الدمى يراقبون تمارا عن كثب من أجل تقليد سلوكها وتصميم دمية للاجئة سورية تبلغ من العمر 9 سنوات تدعى الصغيرة أمل، الشخصية الرئيسية في العمل المسرحي  "The Walk"[المسيرة] أحد أكثر الأعمال المسرحية طموحا لهذا العام -وبالتأكيد عمل مسرحي على أكبر مسرح.
وكانت حبكة "The Walk" بسيطة: فقدت أمل أمها، وكانت تبحث عنها. لكن الترتيبات اللوجستية اللازمة لإنجاز المشروع الذي تبلغ تكلفته حوالي 4 ملايين دولار -رحلة 5000 ميل من تركيا إلى إنجلترا- لم تكن بسيطة أبدا.
وطوال الرحلة، كانت الدمية التي يبلغ طولها 12 قدما -التي تتطلب ما يصل إلى أربعة أشخاص للسيطرة– ستتوقف في أكثر من 140 محطة في ثماني دول، في أماكن تتراوح ما بين مخيمات اللاجئين إلى دار الأوبرا الملكية في لندن.
واستحوذت أخبار اللاجئين على الصحف الأوروبية في 2015-2016، عندما فر الملايين من الحرب في سوريا، لكن الناس ما زالوا يعبرون القارة كل يوم. ومع انتشار جائحة كورونا، فإن الظروف التي يعيش فيها اللاجئون والمهاجرون والمعاملة التي يلقونها ازدادت سوءا.
وقال ديفيد لان، المدير الفني السابق لمسرح Young Vic في لندن وأحد منتجي المشروع، في استراحة من البروفات أن معنى "The Walk" كان واضحا: "لا تنسونا".لكنه قال؛ إن الفريق لا يريد تحقيق ذلك من خلال التركيز فقط على الأهوال التي يواجهها اللاجئون. وقال لان؛ "إنها طفلة، لذا ستمر بأوقات مرعبة وستكون وحيدة وخائفة.. لكن تركيزنا ينصب على الإمكانات والبهجة التي يمكنها أن تجلبها".
وتطور عمل "The Walk" المسرحي من عمل "The Jungle"، وهي مسرحية غامرة تدور أحداثها في مخيم للاجئين، وقد نالت عروضها في كل من West End بلندن وفي St. Ann’s Warehouse في بروكلين الكثير من الإشادة.
ولكن العرض الجديد كان اقتراحا مختلفا، حيث كان يتم في الغالب خارج الأماكن التقليدية. وكانت إجراءات الهجرة المتشددة تتزايد مع بدء المشروع. قبل أيام قليلة من التدريب، أصدرت الدنمارك قانونا يسمح لها بنقل طالبي اللجوء إلى خارج أوروبا في أثناء تقييم طلباتهم. وسرعان ما قالت بريطانيا، حيث عبّر بعض الوزراء عن رغبتها في خلق "بيئة معادية" للمهاجرين، إنها تريد أن تفعل الشيء نفسه. وفي بلدان أخرى، تم اقتراح حواجز لإبعاد المهاجرين.
في هذا السياق، بدا عمل "The Walk" استفزازا مثله مثل المسرح. أصر الزعبي على أن الأمر لم يكن كذلك. "نحن لا نأتي للاستفزاز. نحن نمشي طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات للعثور على والدتها".
وأضاف بلطف: "إذا لم تعجبك، فلا بأس".
ما إذا كان السكان المحليون في جميع أنحاء أوروبا سيوافقون، كان الزعبي سيكتشف ذلك قريبا.
  في امسية معتدلة من شهر تموز/ يوليو، خطت الصغيرة أمل خطواتها المتعثرة الأولى في الأزقة الضيقة في غازي عنتاب، وهي مدينة تقع في جنوب تركيا على بعد 40 ميلا فقط من الحدود السورية. إنها المدينة التي استقر فيها 3.6 مليون لاجئ سوري.
احتشد الأطفال والكبار المتحمسون حول الدمية، ورفعوا الفوانيس والأضواء لإنارة طريقها.
وكان محركو الدمى الأربعة الذين يتحكمون بها -واحد بالداخل على ركائز متينة، واثنان يحركان يديها ورابع لتثبيتها من الخلف عند الحاجة- جعلوها تدور مرارا للنظر إلى الوراء، كما لو كانت تبحث عن والدتها. ثم تنظر إلى الأرض بخيبة أمل وتمشي.
وفي اليوم التالي، كان من المفترض أن تقوم بجولة ثانية. لكن مثل لاجئة حقيقية، توقفت رحلتها. حيث قتل جندي تركي في عمليات في شمال العراق، وكان من المقرر أن يدفن خارج المدينة. احتراما للحساسيات المحلية، توقفت "المسيرة" - التي عمرها يوم واحد فقط.
ومن غازي عنتاب، سارت رحلة الصغيرة أمل بسلاسة. في أضنة، تركيا، طير الأطفال حولها أسرابا من الطيور محلية الصنع. في تشيشمي، نظرت إلى البحر بينما كانت محاطة بمئات من أزواج الأحذية الفارغة، للتذكير بأولئك الذين سبقوها (ولم يصلوا). بينما كانت في جزيرة خيوس اليونانية، غنت الجوقات للترحيب بها.
ولكن بعد ذلك، حاول الفريق -حوالي 25 شخصا- زيارة موقع التراث العالمي اليوناني ميتيورا، المعروف بالأديرة الأرثوذكسية التي بنيت على الصخور الشاهقة. كان من المفترض أن يكون لأمل نزهة مع الأطفال المحليين، والأديرة خلفية ذات مناظر خلابة. لكن المجلس المحلي حظر الحدث.
وحاول أعضاء المجلس تفسير القرار بالقول؛ إن "دمية مسلمة من سوريا" لا ينبغي أن تقوم بأداء في مكان مهم للمؤمنين الأرثوذكس اليونانيين. (في الواقع، لم يتم تحديد دين أمل أبدا). لكن بالنسبة للبعض، كان الإلغاء يتعلق بأكثر من الاختلافات الدينية. مع تصاعد الأزمة في أفغانستان، تصاعدت التوترات حول الهجرة مرة أخرى في أوروبا. في اليونان، خشي البعض تكرار ما حدث في 2015-2016 عندما مر أكثر من مليون لاجئ مستخدمين البلاد كبوابة لألمانيا أو فرنسا أو إنجلترا أو أي مكان آخر.
أوضحت جمعية تراثية في ميتيورا معارضتها على موقعها على الإنترنت: "الحقيقة المرة هي أن أولئك الذين قالوا نعم للصغيرة أمل، يقولون في الواقع نعم لكل من جاء بعدها".لم يحاول لان، المنتج، تغيير رأي المجلس. وقال: "إذا لم نكن موضع ترحيب، فلن نذهب"، وشرع الفريق للتخطيط لحدث جديد، لكن الأمور لم تهدأ.
بعد أيام قليلة، في لاريسا، وسط اليونان، رشق الناس أمل بالبيض والفواكه وحتى الحجارة. ورفع آخرون الرموز الدينية في وجهها. حاول المشجعون الدفاع عنها، وتدخلت الشرطة.
ثم في أثينا، قالت الجماعات اليمينية إنها ستحتج على الحدث المخطط لها، وقال المناهضون للفاشية إنهم سيحتجون دعما لها، واضطرت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتبديد الحشود.
ربما كان من المدهش أن تتوقف مقاومة الصغيرة أمل في أثناء عبورها من اليونان إلى إيطاليا، وهي دولة أخرى غالبا ما سمح السياسيون فيها للمشاعر المعادية للمهاجرين أن تغلي.
في صباح يوم 10 أيلول/ سبتمبر، دخلت إلى الفاتيكان. اصطحبها محركو الدمى في نزهة عبر ساحة القديس بطرس. هناك، انحنت لعناق تمثال برونزي يصور 140 مهاجرا - بينهم يهود فارون من النازيين - وكأنها تعرفت على نفسها بينهم. ثم التقت بالبابا.
عندما رأى البابا فرانسيس، الذي كان صريحا منذ فترة طويلة في دعم اللاجئين، أمل، حاول مصافحتها، واكتفى بإمساك إصبع؛ لأنه كان كل ما يمكن أن يستوعبه، مبتسما طوال الوقت. قال روبرتو روبرتو، المنتج الإيطالي المشارك للمشروع؛ إن اللقاء "كان لحظة مسرحية.. كان كل شيء بسيطا جدا ورقيقا".
في الليلة التالية، اصطحب محركو الدمى أمل إلى تياترو إنديا، أحد المسارح الرئيسية في روما، حيث وضعوها على مرتبة كبيرة في فناء خارجي وحاولوا جعلها تبدو وكأنها نائمة.
ظهرت لوحات وملصقات وأعمال رقمية للفنان السوري تمام عزام على جدار خلف الدمية. كانت مشاهد مروعة للمنزل الذي مزقته الحرب التي تركتها وراءها.
وصف عزام، الذي غادر سوريا في عام 2011 ويعيش الآن في ألمانيا، الأمر بأنه "حلم متحرك" لمكان غير آمن بالتأكيد.
قال الزعبي، المدير الفني للمشروع؛ إنه اختار روما ليعرض كوابيس أمل بسبب التناقض الصارخ بين الهندسة المعمارية العجيبة للمدينة والحقائق التي كان المشروع يحاول لفت الانتباه إليها. وقال: "هذه الرحلة هي المشقة والجمال مجتمعان".ستحدث اللحظات الأكثر رمزية للمشروع على شاطئ البحر في فرنسا، في حوالي الساعة 10 صباحا يوم أحد مشرق، اجتمع فريق الصغيرة أمل والمشجعون في موقف سيارات تابع للكنيسة في Grande-Synthe، وهي بلدة صغيرة بالقرب من الساحل الشمالي، في محاولة لعدم الاختلاط مع عائلتين في انتظار تعميد طفليهما حديثي الولادة.
وكان من المفترض لمجموعة من اللاجئين والمهاجرين أن يغنوا الراب لأمل، لكن سيلين برونيل، الفنانة التي ساعدت في الحدث، قالت إنهم لم يحضروا جميعا. قالت على سبيل التوضيح؛ "إنه وقت مبكر.. وربما قضوا الليل في محاولة للوصول إلى إنجلترا".
وخرجت أمل في النهاية من الكنيسة، لكن استقبلها شرطي اعترض طريقها. قامت بضرب حذائها الضخم بالأرض بإحباط، ومضت للأمام وللخلف كما لو كانت غير قادرة على تقرير ما يجب القيام به بعد ذلك، حتى جاء مغنو الراب وقد ربطوا الأوشحة الحمراء حول رؤوسهم، وبدؤوا بحثها أن تنضم لهم.
قادوا أمل إلى ساحة البلدة -كان السكان المحليون يطلون من نوافذ الشقق على طول الطريق، على أمل الحصول على رؤية أفضل- ثم قاموا بأداء أغنية باللغة الفرنسية، قائلين للصغيرة أمل إنهم يتفهمون ألمها، ولكن "نعلم أنك ستنجحين".
وقال خوسيه مانزامبي، أحد مغني الراب، بعد ذلك: "أرى نفسي فيها، رغم أنها فتاة صغيرة".
لقد جاء إلى فرنسا من أنغولا قبل أربع سنوات، والآن يبلغ من العمر 21 عاما، كان يأمل في البقاء وأن يصبح ممثلا. لكنه كان لا يزال ينتظر تصريح إقامة.
المدن الشمالية مثل غراند سينثي وعلى الساحل، كاليه، منقسمة حول قضية اللاجئين. يتجه المناخ السياسي في فرنسا أيضا إلى اليمين قبيل الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
فضت ناتاشا بوتشارت، عمدة كاليه، منح تصريح لحدث اليوم الأخير على شواطئ المدينة، لذلك كان لا بد من نقله على بعد حوالي 30 ميلا إلى منتجع بري-ديونز.  
وانضم إليها 30 دمية ضخمة أخرى - بعضها صُنع ليبدو كالسمك، والبعض الآخر يرتدي زي الملوك. ثم بدأت جويس ديدوناتو، مغنية الأوبرا الأمريكية الشهيرة، تغني لهم جميعا من قارب عالق على الرمال.
بعد نصف ساعة من الحفلة الموسيقية، انتهى وقت الصغيرة أمل في فرنسا. قام محرك الدمى الرئيسي، بمساعدة العديد من المساعدين، بتخليص نفسه ونزل عن الركائز. وتم تعبئة أمل في الصناديق، جاهزة لرحلة بالقطار تحت البحر. على عكس العديد من اللاجئين، الذين يمكنك رؤية المئات منهم يطلبون المساعدة يوميا حول كاليه، كانت ستصل إلى إنجلترا قبل الصباح.
كان من المفترض أن تنتهي رحلة الصغيرة أمل في ليلة أربعاء باردة ورطبة في مانشستر، مع استعراض في شوارع المدينة تحت إشراف سيمون ستون، مخرج المسرح والسينما الأسترالي.
قبل ذلك بساعات قليلة، استعرض العديد من محركي الدمى تجربتهم. قالت فداء زيدان، ممثلة فلسطينية؛ إنها أحست بمشاعر غامرة لكن بالإرهاق أيضا. وقالت: "مثل أمل، أريد العودة إلى الوطن".
مؤيد رومية، لاجئ سوري يعيش في فرنسا، قال إنه لا يريد أن تنتهي الرحلة. قال: "المجموعة هنا، هم الآن مثل عائلتي".
وقال الزعبي، المدير الفني للمشروع؛ إن تغيير وجهات النظر ليس هو الهدف. وقال: "كفنانين، شعرنا أن هذه مشكلة يجب أن نتعامل معها.. ولو كنت إسكافيا، لكنت أصلح الأحذية لها". وأضاف: "أنا سعيد لأننا لامسنا القلوب.. آمل أن نكون قد لامسنا العقول أيضا".
في ساحة خارجية في مانشستر، بينما كانت الصغيرة أمل تخطو خطواتها الأخيرة، كانت محاطة بسرب من طيور السنونو الخشبية. ثم ظهر دخان أمامها.
وظهر على الدخان صورة عابرة لوجه امرأة متألق وسُمع صوت لطيف من مكبرات الصوت بالساحة.
وقال الصوت بالعربية: "بُنيتي، لقد وصلت إلى هذا المكان - بعيدا جدا عن الوطن - والطقس بارد، لذا أدفئي نفسك.. أنا فخورة بك." لقد كانت والدة الصغيرة أمل، الآن، على ما يبدو، شبحا أو ذكرى. وأضافت: "كوني لطيفة مع الناس، وتذكري دائما من أين أتيت".
اتجه الحشد الذي يبلغ قوامه 4000 فرد نحو الصغيرة أمل، التي وقفت منتصبة ومتحدية وبدا أنها أخذت نفسا عميقا، وصدرها يرتفع ويزفر. ثم تقدمت للأمام، في مدينتها الجديدة، لمحاولة بناء حياة جديدة.
=============================
الصحافة البريطانية :
التايمز: السوريون في الدانمارك يخشون التعذيب والموت إذا رُحّلوا
https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/11/12/التايمز-السوريون-في-الدانمارك-يخشون
بعد خوفها من الموت على يد النظام السوري والنجاة من المشي في الصحراء و3 أيام في البحر على درب المهاجرين؛ اعتقدت أسماء الناطور أنها وجدت الأمان في الدانمارك.
ولكن ما لبثت صورة لها وهي تودع جارتها الدانماركية أثناء نقلها إلى معسكر للترحيل الأسبوع الماضي أن جعلت منها حالة اختبار لسياسة البلاد المثيرة للجدل بشأن اللاجئين.
وقالت الناطور لصحيفة "التايمز" ( The Times) البريطانية -بعد أن انتشرت الصورة في الصحف وعلى الإنترنت في جميع أنحاء العالم- "كانت جارتي حزينة للغاية لدرجة أنها أمسكت بيدي وطلبت مني ألا أغادر". وأضافت "وسألتْ الصحفيين الذين كانوا حاضرين، إلى أين سيرسلونها؟ إلى سوريا التي غير آمنة؟ إلى بشار الأسد المجرم؟".
وأشارت الصحيفة إلى أن الناطور وأسرتها عاشوا 7 سنوات في مدينة رينغستيد غربي كوبنهاغن بعد رحلة طويلة من سوريا أخذتهم أولا على متن رحلة جوية إلى الجزائر، ثم عبر الصحراء إلى ليبيا وعبر البحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا. ومن هناك انتقلت إلى الدانمارك، حيث سعى ابنها بالفعل للحصول على حق اللجوء. وبدأت هي وزوجها مشروعهما الخاص ولم يعودوا يتلقون أموال المساعدات الدانماركية. وتعلموا اللغة الدانماركية وكانوا يدفعون الضرائب وكونوا صداقات.
الدانمارك هي الدولة الأوروبية الأولى التي تعتبر أجزاء من سوريا آمنة للاجئين للعودة إليها، وبدأت في إرسال سكان دمشق -مثل الناطور- إلى معسكرات الاحتجاز في انتظار الرحيل
وذكرت التايمز أن الدانمارك هي الدولة الأوروبية الأولى التي تعتبر أجزاء من سوريا آمنة للاجئين للعودة إليها، وبدأت في إرسال سكان دمشق -مثل الناطور- إلى معسكرات الاحتجاز في انتظار الرحيل.
وتحكي الناطور أنها تلقت رسالة إلكترونية لزيارة مكتب الترحيل، وهناك أمضت هي وزوجها 4 ساعات في محاولة لإقناعهما بالعودة طواعية إلى الوطن، حتى إنهم عرضوا عليهما دفع 144 ألف كرونة (16 ألفا و500 جنيه إسترليني) لكل واحد منهما. وقالت "القرار اتخذ ضدي وضد زوجي لأن أطفالنا حصلوا على حق اللجوء السياسي".
ولفتت الصحيفة إلى تقرير لـ"هيومن رايتس ووتش" (Human Rights Watch) -في أكتوبر/تشرين الأول الماضي- أورد تفاصيل الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاختفاء والقتل خارج نطاق القضاء للاجئين السوريين الذين عادوا إلى سوريا من الأردن ولبنان.
ووصفت المنظمة الحقوقية تحرك الدانمارك بأنه "سابقة خطيرة" للاتحاد الأوروبي، حيث لجأ أكثر من مليون لاجئ سوري. بينما تقول السلطات الدانماركية إن دمشق والمحافظة المجاورة لم تعد خطيرة بما يكفي لتبرير منح اللاجئين من هناك حق البقاء في الدانمارك.
وقالت الناطور إنها وزوجها معرضان للخطر بشكل خاص لأنه ترك وظيفته في وزارة حكومية بشكل غير رسمي وهرب. وأضافت أن معظم أفراد عائلتها مطلوبون، وقد قتل كثير منهم بالفعل. والآن بعد أن انتشرت قصتهم تعتقد أنهم في خطر أكبر.
أسماء الناطور تودع جيرانها الدنماركيين قبل ذهابها إلى مركز الاحتجاز (الصورة من: كين تومسن)أسماء الناطور تودع جيرانها في الدانمارك قبل ذهابها إلى معسكر الاحتجاز (الصورة لـ"كين تومسين")
وأشارت الصحيفة إلى ما أفادت به الناشطة الدانماركية إليسيا ألكسندرا التي تتابع قضايا اللاجئين السوريين المرفوضين من الإقامة، حيث قالت إن الحكومة كانت مدفوعة بمشاعر معادية للاجئين، "وإن قرار إلغاء الإقامات يخدم اليمين المتطرف مع خطة وجود سياسة صفرية للاجئين في السنوات المقبلة".
وأضافت أن "اليمين المتطرف حرّف البيانات وشيطن اللاجئين السوريين، ولذلك هناك دعم في المجتمع الدانماركي لإعادة اللاجئين. ولكن كانت هناك أيضا مبادرات كبيرة لمحاربة هذا القرار".
وتابعت أنه لا يمكن أن تتم عمليات الترحيل بعد لأن الدانمارك ليس لديها علاقات دبلوماسية مع الحكومة السورية. وقالت إن المعسكرات كانت تهدف جزئيا إلى جعل الحياة غير مريحة للاجئين لدرجة تجعلهم يريدون الرحيل طواعية.
واختتمت الصحيفة بكلام الناطور بأنها من بين العديد من السوريين الذين أعادوا بناء حياتهم من الصفر في أوروبا لكنهم يخشون الآن انتزاعهم منها مرة أخرى دون مكان يذهبون إليه.
وقالت "العودة إلى سوريا هي إعدام فوري بالنسبة لي لأنني مطلوبة. لكن البقاء هنا في هذا المعسكر هو موت بطيء".
=============================
الغارديان :"طريق السوريين إلى أوروبا عبر بيلاروسيا" في الغارديان
https://www.bbc.com/arabic/inthepress-59270687
نبدأ عرض الصحف البريطانية من تحقيق نشرته صحيفة الغارديان بعنوان "التأشيرات السياحية والرحلات الجوية من سوريا، الطريق إلى أوروبا عبر بيلاروسيا".
ويتناول التحقيق، الذي شارك في إنجازه صحفيون من عدة بلدان، شهادات لوكلاء سفر في الشرق الأوسط ومهاجرين حول رحلة الوصول إلى بولندا عبر بيلاروسيا.
ويذكر التحقيق في مطلعه، قصة فرهاد نابو، الذي قتل الشهر الماضي خلال ملاحقة الشرطة البولندية للسيارة التي كان يستقلها إلى جانب مهرب للبشر وركاب سوريين ثلاثة، بعد أن "دفعوا الآلاف مقابل نقلهم إلى ألمانيا".
نابو، متزوج وأب لطفلين من مدينة عين العرب، يقول ابن عمه رشوان، وهو عامل سوري في المجال الإنساني "لقد غادر سوريا، مثل كثيرين غيره، للوصول إلى أوروبا".
وتشير الصحيفة إلى أن فرهاد "استقل رحلة جوية مباشرة إلى مينسك من أربيل في شمال العراق".
"في الرقة ودمشق وحلب، انتشرت الأخبار لشهور أن أسهل وأسرع وسيلة للوصول إلى أوروبا هي رحلة مباشرة إلى بيلاروسيا"، يقول رشوان ابن عم فرهاد.
ويلفت التحقيق إلى أن "ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا، اتُهم بتعمد إثارة أزمة لاجئين جديدة في أوروبا من خلال تنظيم حركة الأشخاص من الشرق الأوسط انتقاما من عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على نظامه الاستبدادي".
البودكاست نهاية
وتصف الصحيفة حال المهاجرين بالقول "يعيش الآلاف من العائلات الكردية والسورية والعراقية في خيام صغيرة مخبأة بين الأشجار بين البلدين، حيث تنخفض درجات الحرارة ليلا إلى ما دون الصفر، وما زال الكثيرون يستعدون لمحاولة القيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر، ويصطفون كل يوم خارج أبواب وكالات السفر، بينما تنتظر عائلة نابو إعادة جثته من بولندا".
ويقول وكيل سفريات في جنوب بيروت يقدم خدماته للسوريين الذين يحاولون الوصول إلى بيلاروسيا "لم يأت الكثير في البداية لأنهم كانوا مرتابين .. كان هذا في أبريل/ نيسان. ولكن بعد ذلك وصل العديد من الأشخاص إلى الأجزاء الجيدة من أوروبا، وبدأت الأعمال التجارية في التحسن".
"في شمال العراق الكردي، كان الجدول الزمني مشابها"، فقد قال أحد الوكلاء في أربيل "لقد تلقينا توجيها من وكيل في بغداد قبل الصيف بأن بيلاروسيا تصدر التأشيرات.. لم يستغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن تنتشر الأخبار".
ويوضح التحقيق "في كلتا المدينتين، العملية والسعر متشابهان. يدفع العراقيون الراغبون في السفر 3500 دولار نقدا، ويخصص الجزء الأكبر منها لدفع ثمن التأشيرة نفسها".
وفي الاندفاع الأخير للحصول على التأشيرات، تقول الصحيفة إنه "تقدم ما يقدر بـ 3000 إلى 4000 سوري بطلبات في لبنان، بمساعدة السفارة السورية في بيروت".
وتنقل الصحيفة عن أبي فهد، عامل بناء من ضواحي دمشق الخارجية يعيش في بيروت منذ خمس سنوات "حان وقت المغادرة، وهذه هي الفرصة التي كنت أنتظرها. هل تعتقد أنني سأبقى في لبنان الآن؟ إنه أسوأ من سوريا".
و"يعبر مقدمو الطلبات الناجحون الحدود البرية عائدين إلى سوريا ويتجهون إلى دمشق للرحلات الجوية: بعضهم يمر في اسطنبول على شركات الطيران البيلاروسية والبعض الآخر، بشكل رئيسي على متن شركات طيران سورية، يطير مباشرة إلى مينسك"، وفق الصحيفة.
وقال دلوفان، 27 عاما، وهو شاب عاطل عن العمل من دهوك في كردستان العراق "أعلم أنه من الخطر للغاية المرور عبر بيلاروسيا .. لكنني سأذهب على أي حال إن شاء الله".
وقال مسؤول كبير في حكومة إقليم كردستان للصحيفة "نحن نبحث عن وكلاء سفر متورطين في ما يبدو أنه لعبة سياسية خطيرة من جانب بيلاروسيا تنكرت على أنها إصدار روتيني لتأشيرات سياحية .. إنه أمر مباشر للاتجار بالبشر، باستخدام الأسر الضعيفة كوقود للمدافع لتقوية يد بيلاروسيا في نزاع أوروبي ضروس".
أما شركة الطيران البيلاروسية المملوكة للدولة، بيلافيا، فقالت إنها لا تستطيع "تحديد أسماء وكالات السفر، حيث لا يمكننا التأكد بنسبة 100٪ من أن هذه الوكالات متورطة عن وعي في الاتجار بالمهاجرين".
وتحدثت الغارديان إلى العشرات من طالبي اللجوء السوريين والعراقيين والأفغان في مدينة بياليستوك البولندية الذين تمكنوا مؤخرا من عبور الحدود من بيلاروسيا، فيما "أكد جميعهم أنهم وصلوا عن طريق شراء حزم سفر عرضت عليهم من قبل وكالات السفر والتي، وفقا لطالبي اللجوء، يبدو أنها على صلة وثيقة بالسلطات البيلاروسية".
وتقول الصحيفة إنه لدى الوصول إلى الأسلاك الحدودية الشائكة بين بيلاروسيا وبولندا، "تتحول الرحلة عادة إلى كابوس". فقد أخبر المهاجرون الغارديان "كيف جمعت القوات البيلاروسية مجموعات تصل إلى 50 شخصا ثم قطعت الأسلاك الشائكة بالمقص للسماح لهم بالعبور"، بينما تم نشر ما يقرب من 20 ألفا من شرطة الحدود البولندية، محاطين بالجيش، في عرض للقوة غير مشهود في البلاد منذ نهاية الحرب الباردة".
"تم دفع مئات الأشخاص بعنف إلى بيلاروسيا، وحاول بعضهم العبور عشرات المرات. إنها مسألة حظ فيما إذا تمكنوا في نهاية المطاف من المرور بأمان"، تقول الصحيفة.
=============================
الصحافة العبرية :
هآرتس  :زيارة بن زايد لسوريا: رؤية إماراتية وقلق أمريكي وقراءة إسرائيلية.. وقمة عربية في 2022
https://www.alquds.co.uk/زيارة-بن-زايد-لسوريا-رؤية-إماراتية-وقل/
نتفحص تقارير زيارة وزير الخارجية إلى سوريا، ونقلق من الرسالة التي يحملها. لن تظهر هذه الإدارة أي دعم لجهود تطبيع أو إعادة تأهيل بشار الأسد، الديكتاتور المتوحش”، هكذا لخص المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، موقف واشنطن من الأسد على خلفية خطوات التطبيع التي ترعاها بعض الدول العربية مع سوريا.
مع ذلك، يبدو أن الزيارة الرسمية التي قام بها عبد الله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، وشقيقه ولي العهد والحاكم الفعلي للدولة، محمد بن زايد، لم تفاجئ واشنطن. وحسب مصادر دبلوماسية غربية، أطلع بن زايد الإدارة الأمريكية، حتى قبل لقائه الأسد في دمشق، على المستجدات.
بن زايد ليس الزعيم الوحيد الذي يوطد علاقاته مع الأسد بعد عشر سنوات من إدانته بشدة للرئيس السوري والانضمام للتحالف الدولي الذي طالب بإزاحته عن الحكم. فالجارة البحرين أعادت هي أيضاً فتح سفارتها في دمشق. ووزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، الذي ستستضيف بلاده قمة الجامعة العربية في آذار 2022، أعلن في هذا الأسبوع بأنه يبذل جهوداً لإقناع الجامعة بإعادة سوريا إلى صفوفها بعد طردها منها سنة 2011.
عبد الله، ملك الأردن، تلقى الشهر الماضي مكالمة هاتفية مباشرة من الأسد، تباحثا خلالها في التعاون الاقتصادي المحتمل بين الدولتين. وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الذي زار واشنطن هذا الأسبوع في إطار الحوار الاستراتيجي الذي تجريه مصر مع أمريكا، قال في خطاب ألقاه في معهد ولسون، بأن سوريا تستطيع العودة والقيام بدورها التقليدي في العالم العربي والعودة إلى حضن الجامعة العربية “إذا أظهرت استعدادها لتأييد الأمن القومي العربي وأثبتت بأنه يمكنها أن تعالج نتائج النزاع الذي استمر لعشر سنوات، بما في ذلك معالجة الجوانب الإنسانية ومشكلة اللاجئين السوريين”.
هذه الشروط الضبابية التي لا توضح الدليل المطلوب من سوريا تقديمه، تشير إلى أن عليها أن تكون جزءاً من العالم العربي، أي ابتعادها عن إيران، وتوضح بشكل جيد الروح الجديدة التي تميز الدول العربية.
الولايات المتحدة قلقة، لكنها ستجد صعوبة في الوقوف أمام هذا الاندفاع، خاصة بعد أن سمحت لمصر والأردن بالتوقيع على اتفاق لتزويد الغاز والكهرباء للبنان عبر سوريا، وهي خطوة استهدفت إنقاذ لبنان، وفي الوقت نفسه، تحييد التأثير الاقتصادي لإيران في هذه الدولة. للوهلة الأولى، هذا اتفاق يعارض قانون العقوبات الذي تم فرضه على سوريا ويحظر عقد صفقات من أي نوع مع نظام الأسد، بالأحرى عندما تحصل سوريا في المقابل على نسبة من كمية الغاز والكهرباء التي ستمر في أراضيها في طريقها إلى لبنان.
لكن للولايات المتحدة مشكلة أكثر صعوبة من اتفاق الغاز والكهرباء هذا. فهي تفتقد إلى سياسة واضحة إزاء سوريا، وهي غير مشاركة في نقاشات صياغة الدستور السوري التي تقودها روسيا، في الواقع بدون نجاح حتى الآن، لكن لا يوجد لمبادرة روسيا أي بديل أمريكي أو أوروبي. يقتصر نجاح واشنطن في هذه الأثناء بصد نوايا تركيا في السيطرة على المزيد من الأراضي في شمال سوريا كي تقصي منها قوات المتمردين الأكراد الذين يحظون بالدعم الأمريكي. ولكنه دعم محدود ولا يطرح أي حل للأكراد أو لسوريا.
       الكابح الروسي ضد تركيا
إن النجاح الرئيسي لبايدن حتى الآن سجل عندما أقنع الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، بإبقاء معبر حدودي واحد مفتوح مقابل ستة معابر كانت تعمل في السابق، الذي يمكن للأكراد عبره تلقي المساعدة. ولكن يبدو أن هذا الكابح المهم جداً ضد تركيا هو بوتين، الذي أوضح للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في اللقاء بينهما في سوتشي بأنه لن يسمح له بتوسيع سيطرته في سوريا. وثمة رسالة مشابهة نقلها بايدن لأردوغان في اللقاء بينهما على هامش قمة “جي 20” في روما.
في مقابلة مع مجلة “مونيتور”، قال قائد القوات الكردية في سوريا، مظلوم كوباني، بأن الولايات المتحدة نقلت للأكراد تعهداً بعدم السماح لتركيا بالسيطرة على أراض أخرى، وأن تعهداً مشابهاً أعطي لهم من روسيا. جملة الافتتاحية في هذه المقابلة، التي أوضح فيها كوباني بأن “لا يهمنا بقاء الأسد أو رحيله، المهم هو حل لإقليمنا ولسوريا بشكل عام… إذا تم تحقيق هذا الحل بواسطة الأسد فليكن. نحن على استعداد للجلوس مع كل من يمكنه تقديم حل”.
بلغة دبلوماسية غير لطيفة، أوضح كوباني بأنه “ليس للولايات المتحدة خطة عمل شاملة فيما يتعلق بسوريا. ثمة سياسة ارتجالية، تتلخص في هذه الأثناء بالحرب ضد داعش”. حتى رعايا واشنطن في سوريا أصبحوا لا يثقون بقوة المظلة الأمريكية التي وعدوا بها.
تعكس أقوال كوباني افتراض الدول العربية. عشر سنوات من الحرب وأكثر من نصف مليون قتيل ومليوني لاجئ، لم تنجح في ضعضعة نظام الأسد. وفي المقابل، اتسعت دائرة النفوذ الإيرانية.
إذا كانت إيران قبل الحرب في سوريا مجرد دولة لها علاقات سليمة مع سوريا، تعتمد على الخدمات اللوجستية وخدمات المواصلات، حتى تغذي “حزب الله”، فقد تحولت عقب الحرب إلى الشريك الاستراتيجي لسوريا التي استبدلت التحالف مع الدول العربية. ترسخت روسيا كعامل حاكم في الدولة، التي عرفت في فترة حكم حافظ الأسد وفي سنوات الولاية الأولى لابنه بشار، كيف تناور بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي سابقاً، وبعد ذلك أمام روسيا.
في كل سنوات الحرب الأهلية في سوريا كانت الولايات المتحدة هي الحاضر – الغائب. فقد امتنعت عن مهاجمة سوريا عندما استخدمت سوريا السلاح الكيميائي ضد مواطنيها، ولم تحرك ساكناً لإبعاد الأسد عن الحكم، ولم تنجح في منع تركيا من احتلال أراض في سوريا، وكرست جهودها للحرب ضد داعش. خوف الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، من الوقوف ضد الأسد نبع في الواقع من رغبته في التوصل إلى التوقيع على اتفاق نووي مع إيران، ولكن وبعد التوقيع على الاتفاق، امتنع أوباما عن اتخاذ أي خطوات هجومية أو سياسية ضد الأسد وأبقى الساحة لروسيا وتركيا.
        أول من شخص
  أورث أوباما هذه السياسة لدونالد ترامب، وترامب لبايدن. بعد ذلك، جاء الانسحاب الأمريكي المشوش والفوضوي من أفغانستان، واتفاق سحب القوات الأمريكية من العراق والضغط على السعودية للتوصل إلى إنهاء الحرب في اليمن، كل ذلك أجبر الدول العربية الرائدة على إعادة فحص سياستها في المنطقة، وبالأساس أمام الولايات المتحدة.
من قرأ الخطوط العريضة للخارطة السياسية الجديدة هو حاكم الإمارات بن زايد، الذي سبق لصحيفة “نيويورك تايمز” أن اعتبرته “الرجل الأقوى في الشرق الأوسط”. كان بن زايد أول من فهم أن الحرب في اليمن عبثية وقد تعرض مكانته ومكانة دولته في الولايات المتحدة وفي كل العالم للخطر. وقرر حتى في 2019 الانسحاب من الحرب وإبقاء صديقه ونظيره محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي والحاكم الرسمي فعلياً، وحده في الجبهة. في الوقت نفسه، وقع مع إيران على اتفاقات للتعاون الأمني استهدفت ضمان، ليس فقط الملاحة في الخليج الفارسي، بل بالأساس منع هجمات صواريخ الحوثيين على بلاده. مرت سنتان إلى أن فهمت السعودية أيضاً بأن النجوم لا تنتظم لصالحها، وقررت البدء بحوار مع إيران بوساطة العراق.
  هز بن زايد مجلس التعاون الخليجي، الذي اعتبر خطأ ككتلة متماسكة والذي ينسق السياسة الخارجية والاقتصادية لدول الخليج، ليس فقط عندما انسحب من الساحة اليمنية، فقد كان هو الأول من بين زعماء دول الخليج الذي وقع على اتفاق سلام مع إسرائيل. والآن هو يطور علاقات لدولته مع تركيا. في آب أجرى بن سلمان مكالمة هاتفية طويلة مع الرئيس التركي أردوغان، ناقشت إمكانية استثمارات واسعة النطاق في تركيا. بعد مكالمة هاتفية، أرسل بن زايد شقيقه الشيخ طحنون بن زايد، الذي يشغل منصب مستشار الأمن القومي ورئيس مجلس إدارة شركة “صندوق الإمارات الوطني” من أجل الالتقاء مع أردوغان. كل ذلك في وقت كانت حليفتا الإمارات، مصر والسعودية، تنظران إلى تركيا كدولة معادية، أو على الأقل مشبوهة. وعندما تركيا نفسها، خلافاً لبن زايد، كانت تعتبر الأسد شيطاناً يجب إبادته.
على هذه الخلفية، نفهم خطوة بن زايد إزاء سوريا التي اعتبرها “فرصة تجارية”، التي من شأنها أن تضعه باعتباره رجل الدولة الأكثر أهمية والأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط. هذه الخطوة تقلق واشنطن لأنها تمنح روسيا نقاط استحقاق لجهودها في إعادة الأسد إلى الحضن العربي، وبدرجة أقل بسبب الجرائم التي ارتكبها الأسد. يبدو أن الإدارة الأمريكية أيضاً لا توافق على تبرير بن زايد، الذي يحاول أن يعرض منظومة أواني مستطرقة بين العناق العربي للأسد وبين انفصاله عن طهران. بن زايد أو زعماء عرب آخرين لا يطلبون من الأسد الانفصال عن إيران كشرط لدخوله إلى النادي العربي، وليس للأسد مصلحة في الانفصال عن إيران؛ لأنه مع المساعدة الاقتصادية والعسكرية التي يحصل عليها من إيران فإنه يستطيع استخدام التحالف معها كوسيلة ضغط حيوية، سواء في الشرق الأوسط أو أمام الغرب، حتى عندما يحصل على شرعيته من جديد.
ترى إسرائيل أن العلاقة الجديدة بين الإمارات والأسد لن تغير استعدادها أمام سوريا. فحرية نشاطها العسكري في سوريا تستند إلى موافقة روسية ترى بنفس المنظار مع إسرائيل الهجمات التكتيكية المنسوبة لها ضد أهداف إيرانية أو ضربها لقوافل السلاح الذاهبة ليد “حزب الله”. سوريا منذ فترة طويلة ليست المعقل الاستراتيجي الذي هدد أمنها أو احتاج إلى تجند سياسي ومفاوضات وإعطاء أراض من أجل إنهاء هذا التهديد. بالنسبة لإسرائيل، فإن استمرار حكم الأسد والشرعية العربية التي سيحصل عليها يشكلان مصادقة لها على الصعيد التكتيكي، ولروسيا على الصعيد الاستراتيجي، لمواصلة سياستهما.
بقلم: تسفي برئيل
هآرتس 12/11/2021
=============================
"تايم أوف إسرائيل": الأسد استبعد قائد الحرس الثوري الإيراني في سوريا بسبب إسرائيل
https://eldorar.com/node/170420
الدرر الشامية:
أفادت صحيفة "تايم أوف إسرائيل" العبرية أن رئيس النظام السوري بشار الأسد طرد قائد فيلق القدس في سوريا بسبب أمر يتعلق بإسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن نظام الأسد أقدم على استبعاد قائد فيلق القدس الإيراني جواد غفاري من سوريا بعد أن كاد يتسبب في "حرب إقليمية غير مرغوب فيها" مع إسرائيل.
وأردفت الصحيفة: "أن "الغفاري" تصرف "خلافا للتعليمات" وقاد عددا من الأنشطة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل كادت تؤدي إلى دخول سوريا في حرب إقليمية غير مرغوب فيها بما في ذلك الهجوم على أهداف أمريكية في سوريا".
ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد اعتبر تصرفات قائد الحرس الثوري الإيراني جواد غفار، انتهاكا لسيادته.
ويأتي هذا الحدث على إثر زيارة وزير خارجية الإمارات إلى دمشق ولقائه بيشار الأسد، وسط أنباء عن بدأ النظام بضغط من روسيا تحجيم نفوذ إيران في مناطق سيطرته إرضاء لإسرائيل.
يذكر أن إيران بدأت في الآونة الأخيرة في تكثيف نشاطاتها خاصة بشرق سوريا، وذلك بسبب احتدام الصراع بينها وبين روسيا.
=============================
الصحافة الروسية :
نيزافيسيمايا غازيتا :محادثات الظل بين روسيا والولايات المتحدة تقلق تركيا
https://arabic.rt.com/press/1293326-محادثات-الظل-بين-روسيا-والولايات-المتحدة-تقلق-تركيا/
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول مؤشرات روسية- أمريكية على الأرض السورية لا تصب في مصلحة تركيا.
وجاء في المقال: قد تستضيف جنيف جولة جديدة من المحادثات غير العلنية بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا. فهناك احتمال لعقد مثل هذا الاجتماع على مستوى نائب وزير خارجية روسيا سيرغي فيرشينين والممثل الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف مع منسق سياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بريت ماكغورك، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية. وعلى حد قولها، فإن الجانب الأمريكي قلق من تمديد القرار الخاص بالمساعدة عبر الحدود إلى سوريا.
تريد روسيا والولايات المتحدة أيضا مناقشة الوضع في شمال شرق سوريا، والذي يحوم فوقه تهديد بعملية عسكرية تركية جديدة. ففي الفترة الأخيرة، ترسل تركيا إشارات عن استعدادها للتحرك شرقا لإبعاد القوات شبه العسكرية الكردية عن حدودها الجنوبية.
في سبتمبر، أصبحت جنيف بالفعل منصة لمباحثات بين وفدي روسيا والولايات المتحدة. وكان من بين الموضوعات الرئيسية على جدول أعمال الاجتماع إنشاء "خط الغاز العربي" - وهي مبادرة تتعلق بتوريد الغاز من مصر إلى لبنان.
وفي الصدد،قال الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، كيريل سيميونوف، لـنيزافيسيمايا غازيتا": "هذا الاجتماع لا يلقى صدى إيجابيا لدى الأتراك. من الواضح أن ماكغورك سيدفع خلاله بمسألة الأكراد، بما في ذلك ضد تركيا. من المستحيل تحديد ماذا هناك بالضبط، لكن العديد من الخبراء الأتراك كتبوا عن أن روسيا أجرت مناورات في منطقة تل تمرة، شمال شرق سوريا، وأن طائرات مقاتلة روسية ظهرت في قواعد عسكرية في القامشلي، وهذا كله نتيجة الاتفاقات مع ماكغورك. بالإضافة إلى ذلك، ونتيجة لهذه المشاورات، فتح الأمريكيون الأجواء أمام تحركات الطيران الروسي وسمحوا بإجراء مناورات عسكرية في مناطق لم يكن مسموحا بها سابقا". ومن الطبيعي أن ترى تركيا أن مثل هذه المشاورات موجهة، من بين أمور أخرى، ضد مصالحها.
=============================
روسكي أروجي: صواريخ جولان 400 مجلة: "وحش صواريخ" سوري من أقوى الأنظمة العسكرية المتعددة في العالم.
https://arabic.sputniknews.com/military/202111121050688915-مجلة-وحش-صواريخ-سوري-قيم-كأقوى-الأنظمة-العسكرية-المتعددة-في-العالم-صور-وفيديو-/
كشفت مجلة متخصصة بالسلاح والعتاد العسكري، أن سوريا تملك سلاحا يعد من أحد أقوى أنظمة الصواريخ المتعددة المهام في العالم (راجمة صواريخ)، أطلقت عليه العديد من وسائل الإعلام "وحش الصواريخ" السوري.
رصد متخصصون عسكريون ومتابعون للمعارك الجارية على الأراضي السورية في عام 2018 ظهور سلاح جديد أطلق عليه لقب "الجولان 1000"، حيث رصد خروج هذا السلاح المطور من قاعدة في الفرقة الرابعة، وهي إحدى أقوى التشكيلات التابعة للجيش السوري، والتي لعبت دورا كبيرا خلال سنوات الحرب.
خبراء روس وسوريون طوروا سلاحا فريدا
وبحسب مجلة "روسكي أروجي" المتخصصة برصد أخبار السلاح والعتاد العسكري، عمل مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مجال تطوير وتصنيع الأسلحة في سوريا، الذين امتلكوا خبرة واسعة بتطوير وتحديث أنواع متعددة من المعدات العسكرية، أشرفوا على إنشاء تطويرات لهذه المركبة الهجومية الفريدة للدرجة التي جعلت وسائل الإعلام تطلق عليها "وحش الصواريخ".
وتوقعت المجلة أن السلاح السوري الجديد هو تطوير لدبابات قتالية من نوع "تي 72" والتي عملت في الألوية السورية لفترة طويلة، حيث تم تفكيك غرفة القيادة وإضافة مدفع 125 ملم وتم تركيب قاذفة دوارة مع ثلاث حجرات لإطلاق قذائف صاروخية من عيار 500 ملم يصل وزنها إلى 500 كيلوغرام برؤوس حربية شديدة الانفجار.
المدى المجدي ما زال غامضا.. لكن المدرعة أثبتت جدارتها
ونوهت المجلة إلى أنه "لا توجد حتى الآن بيانات دقيقة المدى المجدي لهذه الصواريخ، حيث كان يُعتقد أن الصواريخ بالكاد كانت قادرة على ضرب هدف على بعد 1500 مترا، ثم رصدت معلومات عن إمكانية استهداف العدو على مسافات تصل إلى 3000 مترا، والآن أبلغت بعض المصادر العسكرية أنها تستطيع استهداف العدو على مسافة 12000 مترا، وهي مسافة كبيرة جدا.
وعلى الرغم من تشكيك بعض الخبراء بهذه البيانات، حيث قد تنخفض دقة الإصابة على هذه المسافات، لكن العسكريون السوريون صمموا سلاح "جولان 1000" لضرب الأهداف المرئية في المعارك التي يخوضها الجيش السوري ضد الإرهاب على عدة جبهات.
ديناميكية كبيرة أثناء المعارك
وبحسب المصادر يبلغ وزن المدرعة السورية حوالي 44 ألف كيلوغرام مع محرك بقوة 780 حصان يقدم لها سرعة جيدة تصل حوالي 60 كيلومترا في الساعة.
وأشارت المجلة إلى أن أول ظهور لهذا السلاح رصد في عام 2018، وأكدت المعارك ثبات وفعالية السلاح في تثبيت النقاط العسكرية والهجوم القوي التي "شلت مواقع المسلحين بالمعنى الحرفي للكلمة".
وبينت المصادر أن عدد المدرعات التي تملكها سوريا من هذا السلاح لا يزال غامضا، لكن الجيش السوري يستخدم المدرعة بشكل فعال في تنفيذ عمليات التغطية النارية والهجوم، خصوصا أنها تتميز بالديناميكية وسرعة النقل والتحرك بين الجبهات في محاربة الإرهاب.
=============================
صحيفة روسية: جنود روس دفعوا رشاوى لنقل خدمتهم إلى سوريا
https://halabtodaytv.net/archives/204922
تحدثت صحيفة “كوميرسانت” الروسية، في تقرير لها قبل يومين، عن محاكمة لبعض الجنود والضباط الروس بسبب دفعهم رشاوى لأحد الأشخاص لنقل خدمتهم العسكرية في الجيش الروسي إلى سوريا.
وقالت الصحيفة، إن 36 جندياً ينحدرون من جزيرة سخالين شرقي روسيا، خضعوا للمحاكمة لمحاولتهم الانتقال للقتال في سوريا عبر تقديم رشوات لشخص يدعى، “إيفان زاركوف”.
وأضافت الصحيفة أن المحامي العسكري الروسي، صادر الأموال التي دفعت كرشاوي، مشيرةً إلى أن “زاركوف” أُدين بتهم الفساد والاحتيال لثلاث مرات بالاحتيال ومع ذلك “تُرك طليقاً، وحافظ على منصبه في القوات الروسية المسلحة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن، “زاركوف” الذي كان يعمل مستشاراً قانونياً في الوحدات المحلية للجيش الروسي، أقنع العسكريين الروس أن بإمكانه مساعدتهم لتأدية خدمتهم العسكرية في القواعد الروسية في سوريا مقابل مبالغ مادية.
وحكمت محكمة “سان بطرس برغ” على المتهمين بغرامات مالية تتراوح بين 30 و 90 ألف روبل روسي، والتي يجب تحويلها إلى حساب القوات المسلحة الروسية، إضافةً إلى تغطية التكاليف القانونية للقضية.
وكانت روسيا أعلنت رسمياً، في شهر أيلول من عام 2015، عن انضمامها للقتال إلى جانب قوات النظام، وقد وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” حتى آذار 2021 مقتل ما لا يقل عن 6860 شخصاً على يد القوات الروسية وحدها.
وأدى التدخل العسكري الروسي إلى سيطرة قوات النظام على مركز مدينة حلب والمناطق الشرقية منها، والغوطة الشرقية وحمص ودرعا وعدة مناطق أخرى.
يذكر أن فرق “الدفاع المدني السوري”، وثقت في منشور لها على موقع “فيس بوك” آب الماضي، مقتل وجرح أكثر من 12 ألف مدني سوري بهجمات روسية، منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا عام 2015.
=============================
الصحافة التركية :
خبر تورك :لماذا يبدو الوضع في سورية مربكاً للجميع باستثناء تركيا؟
https://www.dailysabah.com/arabic/opinion/2021/11/12/لماذا-يبدو-الوضع-في-سورية-مربكاً-للجميع-باستثناء-تركيا؟
نور أوزكان أرباي
ذكرت تقارير غير مؤكدة من وسائل الإعلام الروسية الأسبوع الماضي، أن القوات الأمريكية انسحبت من منطقة القامشلي شمال شرق سوريا وانتقلت إلى العراق.
وراحت المعلومات المضللة تتزايد، لا سيما مع الاحتمال الواضح لعملية تركية جديدة ضد عناصر ي ب ك/ بي كا كا الإرهابي شمال سوريا. وذلك لأن التقييمات عاجزة عن تكهن الكيفية التي ستتخذ بها روسيا موقفاً ضد خطوات تركيا المحتملة في المقام الأول.
وبسبب النزاعات والمعارك داخل المنظمة الإرهابية وتكليفه بالتنسيق مع واشنطن، طُرد الأسبوع الماضي "فرحات عابدين شاهين" المسمى بقائد تنظيم ي ب ك الإرهابي، الذي كان مخلب قط في أيدي الولايات المتحدة وروسيا.
وأفادت صحيفة "خبر تورك" الأسبوع الماضي أن قيادة بي كا كا الإرهابية قيّدت سلطة زعيم عصابة ي ب ك سيئ السمعة "شاهين" المعروف أيضاً باسم مظلوم كوباني، والذي يحتل اسمه حالياً مكاناً بارزاً على قائمة المطلوبين في تركيا بتهمة تنظيم هجمات إرهابية داخل البلاد.
وذكر التقرير أن قادة بي كا كا اتخذوا القرار قبل عام، لأنهم قلقون بشأن "شهرة" شاهين وشبكة العلاقات الدولية المزعومة. وأن القرار جاء بمثابة صدمة لتنظيم ي ب ك الدموي، مما اضطر شاهين لعقد اجتماع مع ضباط أمريكيين لمناقشة الأمر.
وفي حديثه إلى الصحافة في وقت لاحق من الأسبوع، كشفت ادعاءات شاهين أيضاً مدى ارتباك جميع الجهات الفاعلة، لا سيما التنظيم الإرهابي نفسه والولايات المتحدة وروسيا ونظام الأسد. إذ يدعي شاهين أن الولايات المتحدة وعدتهم بالحكم الذاتي شمال سوريا، وتدعي روسيا أنها تعارض عملية تركية محتملة. في حين يبدو أنه من التفاؤل أن تكون هناك إجابات واضحة على هذه الادعاءات من واشنطن وموسكو، فإن تركيا تقف بشكل حاسم باعتبارها القوة التي تعرف ما يجب القيام به وسط كل هذا الارتباك.
ولطالما كانت أنقرة واضحة في أن منظمة ي ب ك/بي كا كا الإرهابية تُستخدم كأداة من قبل روسيا والولايات المتحدة، وهي تعلم أن كلا البلدين يمدان شريان الحياة لهذه المنظمة الإرهابية بذريعة محاربة داعش. لدرجة أن زعيم التنظيم الإرهابي يدعي أيضاً أن واشنطن وموسكو قدمتا ضمانات بالدفاع عنهم ضد عملية محتملة من قبل أنقرة.
ويجدر بنا هنا أن نتذكر الشروط والأسس العسكرية والدبلوماسية التي نفذت بها تركيا عملياتها الأربع السابقة.
فقد أبلغت تركيا كلاً من موسكو وواشنطن عن جميع عملياتها ضد هجمات التنظيم الإرهابي التي تعرضت لها من سوريا وعبر الحدود، ضمن ما يعرف بالاشتباكات الضرورية، لكنها لم تنتظر أبداً موافقتهما أو الضوء الأخضر لذلك. وكانت جميع العمليات، وخاصةً درع الفرات عام 2016 وغصن الزيتون عام 2018 ونبع السلام عام 2019، نفذت ضد تهديد الأمن القومي لتركيا. واليوم تحذر تركيا تماماً مثل ذلك الوقت، كلاً من روسيا والولايات المتحدة من "عدم نسيان الضمانات" قبل عملية جديدة محتملة.
ويرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى أن روسيا، لم تف بوعودها بالسيطرة على ي ب ك/بي كا كا في سوريا، حيث نفذ التنظيم الإرهابي في الآونة الأخيرة هجمات مختلفة على مناطق آمنة أنشأها الجيش الوطني السوري بدعم من تركيا.
ومن ناحية أخرى، فإن ي ب ك/ بي كا كا الذي احتل حوالي ثلث الأراضي السورية على مدى السنوات الست الماضية بدعم من الولايات المتحدة، بات يستهدف بشكل متزايد أعزاز ومارع والباب وجرابلس وعفرين وتل أبيض ورأس العين شمال البلاد بأسلحة ثقيلة.
وبحسب وكالة أنباء الأناضول، فإن الإرهابيين يستخدمون في هجماتهم صواريخ وقاذفات صواريخ متعددة الرؤوس، وأسلحة ثقيلة متطورة مثل صواريخ كاتيوشا وغراد، بالإضافة إلى قاذفات صواريخ وقذائف هاون أمريكية وروسية الصنع. وقد استولى التنظيم الدموي على منطقة تل رفعت في حلب الواقعة على بعد 18 كيلومتراً فقط من الحدود التركية، بدعم جوي روسي في فبراير/شباط 2016. كما تسبب التنظيم المشؤوم بنزوح حوالي 250 ألف مدني لجأوا منذ ذلك الحين إلى مناطق قريبة من الحدود التركية في تل رفعت. وبعد تل رفعت بدأ ي ب ك/بي كا كا هجوماً في منطقة منبج في حلب والتي تقع على بعد 30 كيلومتراً من الحدود التركية إضافةً لمنطقة عين العرب وهي تقع على الحدود مباشرةً.
كما أفاد مراسلو وكالة أنباء الأناضول من الميدان أن ميليشيات ي ب ك/بي كا كا الإرهابية تهدد أمن مناطق تل أبيض ورأس العين الواقعة في منطقة عملية نبع السلام على الحدود السورية التركية. كذلك يقوم التنظيم بإطلاق قذائف الهاون والصواريخ الحرارية على بعض القرى في ريف رأس العين. فضلاً عن تنفيذ هجمات بسيارات مفخخة في بلدات مدنية، وتغذية بيئة الصراع من خلال القيام أحياناً بمحاولات التسلل إلى مواقع الجيش الوطني السوري على خط المواجهة.
ومن ناحية أخرى وبغض النظر عن السياسة في سوريا، توصلت موسكو وواشنطن إلى اتفاق شفهي يزعم أن "داعش هو أكبر عدو يجب هزيمته في سوريا". ومن المعروف أن روسيا والنظام نقلوا رسالة إلى ي ب ك/بي كا كا بأنهما لا يريدان دولةً ولا جيشاً موازياً في سوريا، على عكس الموقف الأمريكي الذي لا يهتم كثيراً لا بالأراضي ولا بسلامة البلاد.
وفي تطور آخر جدير بالملاحظة، انضمت بعض الدول العربية وخاصة الإمارات العربية المتحدة، إلى الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق على استمرار نظام الأسد. وقد تجلت هذه الخطوة خلال الأيام القليلة الماضية عندما التقى وزير خارجية الإمارات بالأسد في دمشق. وفي مواجهة هذا الوضع، تبدو القضية الوحيدة التي اتفقت عليها إيران وإسرائيل هي بقاء الأسد في السلطة في ظل هذه الظروف. لكن السؤال الرئيسي في هذه المرحلة هو ما هي حصص هذه الدول في تقاسم السلطة في سوريا.
بالنسبة لروسيا، يتمثل الهدف النهائي في تمكين هيمنتها العسكرية والسياسية في سوريا، حيث استثمرت أكثر من نصف قرن. وسيكون من السذاجة أيضاً افتراض أن مصلحة الولايات المتحدة في البلاد تتمثل فقط في إظهار وجودها من خلال منظمة إرهابية أو محاولة تحقيق النصر بدفن داعش هناك.
علاوة على ذلك، من غير الواقعي أيضاً الاعتقاد بأن انخراط واشنطن وموسكو مع ي ب ك/بي كا كا يخدم في النهاية مصالحهما المباشرة وسيستمر إلى الأبد. وبالتالي، سيكون من المثير للاهتمام معرفة مقدار الاستثمار الذي ستستفيد منه هذه الدول مع العلم أنه لن يكون من الممكن لمنظمة إرهابية مسلحة إنشاء إدارة مستقلة داخل سوريا، خاصة بالنظر إلى أن تركيا لن تسمح بذلك تحت أي ظرف من الظروف.
لذلك ليس الأمر سراً غامضاً أن تخطط تركيا للقضاء نهائياً وبشكل كامل على هذا الممر الإرهابي، وهي لا تسعى للحصول على إذن من محاوريها، كما فعلت تماماً في الماضي.
وفي الآونة الأخيرة، دأب زعماء التنظيم الإرهابي على تكرار الرسائل الموجهة للسياسة الداخلية التركية، وهم يذكرون باستمرار الضمانات التي تلقوها من موسكو وواشنطن عبر وسائل الإعلام. كما تحاول المنظمة الدموية توحيد فصائلها المختلفة والحفاظ عليها متماسكة.
وفي غضون ذلك، صدر حديثاً من واشنطن بيان جدير بالاهتمام هذا الأسبوع. إذ قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي رداً على سؤال من وكالة أنباء الأناضول يوم الأربعاء، إنه لم يطلع على مزاعم "شاهين" بأن الولايات المتحدة أعطتهم ضمانات، وأضاف: "أعلم أنك سئمت من التعبير عن هذا. لكن من المهم أن نقول ذلك على أي حال. إن شراكتنا مع قوات سوريا الديمقراطية في سوريا تقوم على شيء واحد فقط وهو القتال ضد داعش"، باستخدام اختصار بديل لـ ي ب ك.
وختاماً من الواضح أن كل لاعب في الميدان السوري يبدو إما مرتبكاً أو يرسل الكثير من الرسائل المتناقضة بين الكلام والفعل. وبالرغم من ذلك، لا يزال جلياً أن تركيا هي الطرف الأكثر وضوحاً واستقامة، وأن أنقرة قبل أن تتصرف لن تتجاهل هذه الحقائق والتناقضات بين وعود الشركاء المرتبكين وما يفعلونه على أرض الواقع حقاً.
=============================