الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 12/2/2018

سوريا في الصحافة العالمية 12/2/2018

13.02.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية والروسية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة التركية والايرانية :  
الصحافة الالمانية والفرنسية :  
 
الصحافة الامريكية :
نيويورك تايمز: إسقاط المقاتلة الإسرائيلية ضربة قاسية لهيبة تل أبيب
المرصد الإخباري ــ الصحيفة: خطوة تنذر بمرحلة جديدة من الحرب السورية.. ومحلل يحذر من صراع مباشر بين إسرائيل وإيرانقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمس، إن اسقاط المقاتلة الإسرائيلية يمثل ضربة قاسية لهيبة إسرائيل، ويمكن أن تشكل تغييرا جذريا بعد سنوات من العمل ضد أهداف فى سوريا مع إفلات نسبى من العقاب.
وأضافت الصحيفة فى تقرير لها، أن هذه هى المرة الأولى التى يبدو فيها أن الحكومة السورية قد حققت وعودا بإسقاط الطائرات الإسرائيلية بعد سنوات من التهديدات ضد إسرائيل وجيوش أجنبية أخرى تقوم بطلعات جوية فى أجواء سوريا دون إذن.
وتابعت الصحيفة أن اشتباك إسرائيل مع القوات السورية والإيرانية يمكن أن يمثل مرحلة جديدة خطيرة فى الحرب الأهلية الطويلة فى سوريا، وأن تلك المواجهة تنذر بجر إسرائيل مباشرة أكثر فى الصراع وتفاقم الأزمة السورية كما يظهر مدى تحول سوريا إلى ساحة قتال بين إسرائيل وإيران.
ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذى لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، روبرت ساتلوف قوله إن «هذا فى الواقع تصعيد خطير يثير شبح الصراع المباشر بين إسرائيل وإيران فى سوريا، وهو وضع أكثر خطورة بكثير من رسم الخطوط الحمراء والتراشق بالاتهامات الذى جرى من قبل»
ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن سوريا شهدت أخيرا إسقاط 3 طائرات لدول أجنبية منخرطة فى الصراع، وهى طائرة روسية فوق إدلب كانت تستهدف مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية، وطائرة هليكوبتر تركية (أسقطها الأكراد فى عفرين)، والمقاتلة الإسرائيلية التى اسقطتها الدفاعات الجوية السورية.
وقالت الصحيفة إنه «مع وجود الكثير من القوات الأجنبية العاملة فى سوريا، فإن مخاطر النزاع التى تتجاوز حدودها حقيقية، ولكن المحللين يروا أن جميع الأطراف لديها مصلحة فى التأكد من أن أحداث السبت لن تتصاعد إلى شىء أكبر».
وأعرب ستيفن سيمون، الخبير المتخصص فى شئون الشرق الأوسط فى كلية أمهيرست، عن اعتقاده بأن الوضع سيتم احتوائه فى الوقت الحالى، غير أنه أشار أيضا إلى أنه وضع متقلب للغاية ويتأجج منذ فترة والأمور اقتربت من الغليان.
وقال سيمون، وهو مسئول كبير سابق بمجلس الأمن القومى فى ظل الإدارة الأمريكية السابقة، إن «السؤال المهم هو ما إذا كان البيت الأبيض سينصح بضبط النفس»، موضحا أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد يفكران فى عملياتهما فى سوريا بأنها تضع إيران ووكلائها بين المطرقة والسندان، وإذا كان ذلك صحيحا فسوف يتصاعد القتال».
من جهته، قال الجنرال عاموس يادلين، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية والمدير التنفيذى لمعهد دراسات الأمن القومى بجامعة تل أبيب إن «سوريا وإيران وروسيا ستبديان اهتماما ضئيلا الآن فى الدخول فى صراع شامل مع إسرائيل».
وأضاف أن «إسرائيل لديها التمكن على تدمير المشروع الروسى والإيرانى لإنقاذ نظام الرئيس السورى بشار الأسد»، وتابع: «إنها ليست المعارضة السورية الضعيفة. بل إسرائيل القوية»، على حد قوله.
بدوره، قال ستيفن سليك، الرئيس السابق لقسم إسرائيل فى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» إنه «ليس هناك حافز للإيرانيين أو السوريين أو الروس لاستدراج الإسرائيليين إلى وضع عسكرى يمضى لصالحهم منذ فترة».
==========================
موقع أمريكي يتساءل: ما سر صمت ترامب إزاء المواجهة الإيرانية الإسرائيلية في سوريا؟
أمد/ واشنطن - ارم: أثار "صمت" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل، العديد من التساؤلات خصوصًا أن العلاقات بين الاحتلال وواشنطن شهدت تحسنًا كبيرًا في عهد ترامب بعد حالة من الفتور إبان فترة حكم باراك أوباما.
وشنّت إسرائيل، أمس السبت، سلسلة غارات جوية في سوريا على أهداف سورية وإيرانية، ردًا على اختراق طائرة إيرانية دون طيار مجالها الجوي، أُطلقت من سوريا، وذلك بحسب الجيش الإسرائيلي، لكن طهران نفت هذا الأمر.
وأعقب ذلك سقوط مقاتلة إسرائيلية "إف-16"، للمرة الأولى منذ عام 1982.
وذكر موقع "ديلي بيست" الأمريكي، أنه "بعد 12 ساعة من دخول إيران وإسرائيل في أول مناوشات عسكرية فعلية في تاريخ علاقاتهما المضطربة، ما أسفر عن إسقاط المقاتلة الإسرائيلية f-16، ظلت الولايات المتحدة الأمريكية صامتة".
وأشار الموقع إلى "قضاء ترامب يوم السبت في البيت الأبيض ينشر مجموعة من التغريدات على حسابه في تويتر عن الرجال المتهمين بالاعتداء على النساء، فضلًا عن مهاجمة الحزب الديمقراطي، ومكتب التحقيقات الفيدرالي إف بي آي، ووزارة العدل، ومدير إف بي آي السابق جيمس كومي".
ونقل الموقع عن السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دان شابيرو قوله إن "ما حدث يؤكد أن البيت الأبيض في أزمة.. من الواضح أن الرئيس ترامب مشتّت بالتحقيق الروسي وانهيار موظفي البيت الأبيض".
وأضاف شابيرو: "لأن وزارة الخارجية غابت عن الدخول في المناقشات مع إسرائيل، أصبحت العلاقة الأمريكية الإسرائيلية يديرها 3 أو 4 أشخاص تحت حكم ترامب، وهذا لا يصلح لإدارة الأزمات في الوقت الحالي نظرًا لضرورة تنسيق الردود على الصعيد السياسي، والاستخباراتي، والعسكري، والدبلوماسي".
وتابع بقوله: "تؤثر فوضى الإدارة الأمريكية على مصالح الولايات المتحدة في الخارج ومصالح الحلفاء الرئيسيين أيضًا"، على حد تعبيره.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أصدرت بيانًا، وصفه موقع "ديلي بيست" بالغريب، أكد أن الولايات المتحدة "لم تشارك في العمل العسكري الإسرائيلي في سوريا، بينما تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات التي تتعرّض لها أراضيها وشعبها".
بدورها، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن "مخاوف واشنطن العميقة من تصاعد العنف على الحدود الإسرائيلية"، لكنها أعربت أيضًا عن "دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن سيادتها".
وقال القنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك ألون بينكاس، إن الولايات المتحدة "لم تعد شرطة منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف بينكاس أن "الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بدأ تلك السياسة ويواصلها ترامب حاليًا لكن بإيقاع مختلف"، معتبرًا أن "هذا واضح في التعامل مع مصر، وليبيا، والحرب الأهلية السورية، واليمن.. لذا ما يحدث ليس مفاجئًا".
نزاع مع بوتين
وبحسب الموقع، فإنه بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضًا بعد ظهر أمس السبت إسقاط إحدى مروحيات القوات التركية في سوريا أثناء مهمة ضد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، أثيرت الاحتمالات القديمة للحرب بالوكالة بين حلفاء أمريكا وروسيا.
ورأى الموقع أن “أحداث السبت الماضي وقع ضحيتها أيضًا آلية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدم نشوب نزاع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف الأول للرئيس السوري بشار الأسد".
وأشار الموقع إلى "زيارة نتنياهو إلى موسكو في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي عندما قال: أعتقد أن أهم شيء هو التأكد من أننا نفهم بعضنا البعض ولا نسقط طائرات بعضنا البعض، وقررنا أيضًا عدم إطلاق النار على بعضنا البعض واتباع آلية تضمن حفاظنا على ذلك".
وسارعت وزارة الخارجية الروسية، السبت، إلى إصدار بيان "يحمل -بحسب ديلي بيست وجهين دبلوماسيين، إن لم يكن يدعم الرئيس السوري بشار الأسد دعمًا صريحًا".
وقال بيان الخارجية الروسية إننا "نحث جميع الأطراف المعنية على ضبط النفس وتجنب أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تردي الوضع، ونعتبر من الضرورة الاحترام الكامل لسيادة وسلامة أراضي سوريا وغيرها من دول المنطقة، ومن غير المقبول على الإطلاق خلق تهديدات على حياة وأمن العسكريين الروس المتواجدين في سوريا تلبية لدعوة من حكومتها الشرعية من أجل مساعدتها في الحرب ضد الإرهابيين".
وعلّق المحلل السياسي زفي بارئيل في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية، قائلا إنه "يمكن للخلافات والتصدعات أن تظهر حال افترضنا أن روسيا تسيطر على جميع التحركات العسكرية والدبلوماسية في سوريا.. روسيا لم تتمكن من إيقاف تركيا عن غزو شمال سوريا، وفشلت في أن يكون مؤتمر سوتشي في أواخر يناير/ كانون الثاني خطوة مهمة لوقف إطلاق النار بشكل شامل للتفاوض فيما بعد على تأسيس حكومة انتقالية، فضلًا عن أنها لم تعترض على نشر قوات موالية لإيران في جنوب سوريا ما يثير المخاوف الإسرائيلية".
ومع نهاية يوم المواجهة الإيرانية والإسرائيلية، أبلغ نتنياهو الإسرائيليين أنه "قال لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، إن سياسة إسرائيل واضحة، وإنها سوف تدافع عن نفسها ضد أي عدوان وأي محاولة لانتهاك سيادتها".
وطبقًا لمصادر حكومية إسرائيلية، فإن بوتين رد على ذلك قائلًا: "يجب تجنب التحركات التي تؤدي إلى تصعيد العنف في المنطقة".
==========================
فورين بوليسي: الصحة العالمية والوكالات الدولية تساعد بشار الأسد
فورين بوليسي – ترجمة جيرون
كانت الغوطة، وهي منطقة خصبة وشبه زراعية في شرق شمال العاصمة السورية، سلة طعام دمشق. معروفة بسكانها الليبراليين، التنوع الديني والعرقي، والسياسيين ذو نزعة ديمقراطية، ورجال الأعمال الأثرياء المستقلين، إلا أن الرئيس بشار الأسد ونظامه استخف بها دائمًا. في آب/ أغسطس 2013 استهدفت الحكومة السورية منطقة الغوطة بغاز السارين، والذي أسفر عن مقتل 1466 شخص في ليلة واحدة، معظمهم من النساء والأطفال.
صادق نظام الأسد، وبعد مجزرة السارين مباشرة -الذي واجه تهديدًا حقيقيًا من القوى الدولية- على اتفاقية حظر الأسلحة الكيمائية ووافق على تسليم مخزوناته إلى روسيا. لبضعة أسابيع توقفت الغارات الجوية، إلا انه في تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه، بدأ الجيش السوري في حصار الغوطة الشرفية بشكل فعلي.
كان الحصار جزءًا أساسيًا من رد فعل الأسد ضد الانتفاضة الشعبية، التي بدأت منذ الحصار الأول لمدينة درعا في آذار/ مارس 2011. وبحلول عام 2016، كانت قوات الأسد تحاصر أكثر من 1.2 مليون مدني- في المناطق الحضرية الكبيرة مثل شرق حلب، والمدن الحضرية الصغيرة مثل داريا، ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين مثل اليرموك. كذلك حاصرت الجماعات المسلحة الأخرى المدنيين- الدولة الإسلامية حاصرت 80 ألف شخص في دير الزور، وقوات المعارضة السنية حاصرت 20 ألف مدني شيعي بالقرب من إدلب- ولكن الأرقام لم تكن عالية جدًا. عدد المدنيين المحاصرين من قبل الحكومة السورية اليوم حوالي 700 ألف، أكثر من نصفهم- 390 ألف- في الغوطة الشرقية.
حصار المقاتلين لإجبارهم على الاستسلام تقع ضمن أساليب الحرب، إلا أن نظام الأسد يستخدم الحصار في استهداف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها لمعارضة كشكل من أشكال العقاب الجماعي والسيطرة الجماعية. وهذه جريمة حرب. القانون الإنساني الدولي يطالب بحرية تنقل المدنيين وإمكانية وصول المساعدات الإنسانية إليهم- حيث أنكرت قوات الأسد كلا القانونين بشكل روتيني. حيث اعتبر نظام الأسد أن استراتيجيته تستهدف البلدات التي تحتوي على المقاتلين ، إلا أن تلك البلدات مدنية بحتة. إن المعاناة الناجمة عن الحصار بطيئة وغير مرئية تقريبًا.
إلا أن نظام الأسد يستخدم الحصار في استهداف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها لمعارضة كشكل من أشكال العقاب الجماعي
تقع المسؤولية عن هذه الحالة القائمة أساسًا على عاتق السلطات السورية، ولكن الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، التي تواجه مهمة لا تحسد عليه في التفاوض مع النظام لا يهمه قتل المدنيين، غالبًا ما كان لها دور. إن الموقف الذي اعتمده كبار موظفي الأمم المتحدة يفترض أنهم تبنوا كل ما هو مناسب لتجاوز الحصار وغيره من الهجمات.
الواقع يفسر خلاف ذلك، درايا، وهي بلدة سنية فقيرة تبعد بضعة أميال جنوب دمشق، محاصرة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2012. برر النظام السوري الحصار، من خلال تصويره البلدة كقاعدة عسكرية بحيث لم يسمح لأي مساعدات إنسانية أو طبية بالوصول إليها، وعندما زار مسؤولو الأمم المتحدة أخيرًا البلدة في أيار/ مايو 2016، صدموا بأنها مجموعة سكانية تضم حوالي 8300 من النساء والأطفال والمسنين المدنيين.
في حالة أخرى، في عام 2015ـ أبرم مكتب الأمم لمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) اتفاقًا مع الحكومة السورية. على الورق، الاتفاقية توفر آلية لإجلاء المرضى من أربع بلدات: الزبداني ومضايا المحاصرتان من قبل القوات الموالية للنظام، والفوعا وكفريا المحاصرتان من قبل جماعات المعارضة المسلحة. في الممارسة العملية، معنى ذلك أن الناس في المناطق المحاصرة من قبل النظام قد ماتوا، بغض النظر عما إذا كان المريض الذي يعاني من أمراض خطيرة كان تلميذًا يعاني من التهاب السحايا، أم مع حمل صعب، أو جدة مصابة بسرطان الثدي، فيما كان الاخلاء ينتظر حتى يصاب شخص ما مريضًا بما فيه الكفاية ليحتاج إلى إجلاءه من المناطق المحاصرة من قبل المعارضة، على الرغم من ان تلك البلدات كانت تتلقى مساعدات عن طريق اسقاط مساعدات جوية من الغذاء والوقود والأدوية من قبل الحكومة كما انها لم تتلقى غارات جوية مستمرة من قبل قوات موالية للنظام. هذه القواعد كانت تطبق على أطفال بعمر الـ 5 سنوات الذين جرحوا جراء الألغام الأرضية- عدد قليل منهم نجا من جراء الانتظار.
في العام نفسه، وبإصرار من الحكومة السورية، أزال مكتب الشؤون الإنسانية (OCHA) كل إشارة عن “الحصار” او ” المحاصرة” من خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2016- وهو اعتراف ضمني من قبل سلطات النظام بان استخدام الحصار يشكل جريمة حرب مما اثار انزعاجا من جانب مكتب التنسيق الشؤون الإنسانية لتغطية هذا السلوك.
على الرغم من اعتبار أن اقل من 5% من قاطني سكان الغوطة الشرقية هم من المقاتلين، فإن الحكومة السورية تحظر الاذن بالإمدادات الجراحية ضمن القوافل على أساس خادعة بان المرضى المصابين بإصابات الحرب هم من الإرهابيين. الا ان الغارات الجوية اليومية التي تشنها قوات سورية وروسيا على المنازل والمدارس والأسواق والمساجد وسيارات الإسعاف والمستشفيات تعنى ان جميع المرضى تقريبًا الذين يعانون من إصابات قاتلة وبتر أطراف هم من المدنيين. النساء والأطفال هم الأكثر عوزًا، سواء من ناحية الهجمات او استبعادهم من المواد الجراحية، والتي تشمل حظر التبرع بالدم ومعدات النقل والسوائل في الوريد والتي هي ضرورية في العمليات القيصرية وإنعاش الأطفال.
انفقت منظمة الصحة العالمية (WHO) الملايين من الدولارات نيابة عن وزارة الدفاع السورية لشراء أكياس الدم ومعدات نقل الدم
منذ عام 2013، انفقت منظمة الصحة العالمية (WHO) الملايين من الدولارات نيابة عن وزارة الدفاع السورية لشراء أكياس الدم ومعدات نقل الدم والمطابقة المتقاطعة وفحص مجموعات الامراض المنقولة بالدم مثل التهاب الكبد B، التهاب الكبد C وفيروس نقص المناعة البشرية. استمرت منظمة الصحة العالمية في تقديم الدعم للوزارة رغم عدم السماح لأي من هذه الامدادات من الوصول الى الغوطة. وفي نفس الوقت، تسبب اسقاط القنابل على الغوطة في إراقة الدماء، حيث يتعرض له العاملون في المجال الطبي، من المرضى بالتهابات الكبد B وC، وفيروس نقص المناعة المكتسبة، وغيرها من الامراض المنقولة عن طريق الدم. وفي خطوة شريرة خاصة، يزيل النظام باستمرار جميع أجهزة الفحص والتطعيم ضد التهاب الكبد الوبائي من القوافل التي تذهب الى المناطق المحاصرة من قبل قواته.
المحذوفات” هو رمز لسلطات الأسد في حظر الامدادات الجراحية والأدوية الأساسية الى المناطق المحاصرة، تنفيذ هذه السياسية يبدأ من وزارة الخارجية، ثم من قبل وزارة الصحة، التي لديها قسم كامل، إدارة التأهب، مكرسة ل ” المحذوفات”؛ واخيرًا قوات الامن السورية التي تسيطر على مخازن الأمم المتحدة والصليب الأحمر.
عندما توافق الخارجية على القافلة، تخفض وزارة الصحة قائمة المئات من الادوية التي تعتبر ضرورية في المناطق الحكومية الى بضع عشرات، ويتم حجب معدات التعقيم، مما اضطر بالجراحين لإعادة استخدام الأدوات الجراحية من دون تعقيم بين العمليات. المضادات الحيوية الوريدية، والأدوية المضادة للسل، غسيل الكلى، لقاحات شلل الأطفال والحصبة، وفيتامين الحديد والفوليك للأمهات الحوامل، والتركيبات من الفيتامينات المتعددة للرضع، فهي اما مرفوضة أو بكميات قليلة. لا يسمح الا بالقليل حتى لورق التخطيط الكهربائي. في سخرية قاسية، توفر منظمة الصحة العالمية واليونيسيف امدادات وفيرة من الشامبو للقمل ومحلول الجرب، والتي يسمح بكميات غير محدودة من قبل السلطات السورية، على الرغم من انها ليست مطلوبة من قبل المدنيين اليائسين المحتاجين للأنسولين وغسيل الكلى.
وحتى بعد اكتمال عملية المحذوفات هذه، قد تقوم القوات الموالية للنظام عند نقاط التفتيش بإزالة مواد، مثل معدات غسيل الكلى أو تلويثها، مثل خلط الأرز بباز الطيور او الزجاج. من المسؤولين، الدكتور الحجاج الشراع، مدير مؤسسة الشام الغير الحكومية NGO معتمدة من قبل الأسد والشريك التنفيذي الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف. هو في وضع مناسب لإعادة توزيع المواد المحذوفة لتحقيق مكاسب سياسية ومالية، وهناك شريك آخر مع منظمة الصحة العالمية، وهو من مؤسسة البستان، التي تملكها رامي مخلوف، ابن خال الأسد ومجرم حرب معروف، حيث تم وضع مخلوف على قائمة العقوبات لوزارة الخزانة الامريكية في أيار/ مايو 2017 لغسيل الأموال.
بعد اول شتاء بائس في عامي 2013- 2014، عندما ارتفع معدل وفيات الرضع الى ما يقارب 300 وفاة لكل ألف حالة ولادة، مقارنة مع 18 في دمشق، اجبر الحصار على بناء العديد من الانفاق السرية التي تربط الغوطة الشرقية بضواحي دمشق في برزة والقابون، ثم كانت تحت سيطرة قوات المعارضة. سمحت الانفاق ليس فقط بالأغذية والتجارة بل أيا بكميات محدودة من الامدادات الطبية والجراحية والوقود لمولدات المستشفيات وسيارات الإسعاف، وارسال خزعات من مرضى السرطان لتشخيصها من قبل المختبرات التعاونية في دمشق.
أجبر الحصار على بناء العديد من الانفاق السرية التي تربط الغوطة الشرقية بضواحي دمشق في برزة والقابون
ولمدة عامين ونصف، كانت هذه الانفاق شرايين الحياة في الغوطة الشرقية، حيث وفرت لآلاف المرضى العلاج لإنقاذ الحياة وللمرور الآمن لعشرات الالاف من المدنيين الذين يرغبون في مغادرة المنطقة. بعد سقوط حلب الشرقية في كانون الأول/ ديسمبر 2016، سرعان ما تسارعت محاولات النظام في العثور على الانفاق، وبحلول نهاية شباط/ فبراير 2017 سقط المخزن الذي كان يخفي نقطة الخروج من النفق تحت سيطرة الجيش السوري، ما جعله غير صالح للاستعمال. وبحلول منتصف أيار/ مايو تم اختراق جميع الانفاق الأربعة مما أدى بالمعارضة إلى تدميرها ذاتيًا لتجنب إعطاء الجيش السوري خطوطا مباشرة الى الغوطة الشرقية.
وفي كل شهر من بعد ذلك، أرسل الأطباء في الغوطة الشرقية قائمة مفصلة الامدادات الطبية والجراحية العاجلة والأدوية الأساسية مثل الانسولين الى المجمع الصحي في دمشق، وهي مجموعة نظمها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يدار من قبل منظمة الصحة العالمية. وبشكل متكرر يطلبون ادوية حيوية مثل البريدنيزولون وميثوتركست، الا انه لم يسمح الا بالقليل من القوافل، كما ان محتويات القوافل الموافق عليها تقلل كثيرا عن الاحتياجات السريرية الأساسية للمرضى الأكثر ضعفًا- المدنيين.
وفيما يعتبر هو تبيض وجه الحصار، فان تقارير الأمم المتحدة عن القوافل تصف فقط وزن الأصناف المسلمة وتلك المحذوفة، وكان نصف طن من شامبو القمل هو المعادل الطبي لمولد الاكسجين 500 كع او 50 كليو غرام من كرسي المتحرك يستحق أكثر من 50 ميللتر من الأدرينالين – وهو يكفي لإعادة إنعاش العشرات من القلوب.
الحرمان في الغوطة الشرقية هو أكثر ما يثير القلق لأنه يحدث عن طريق لمختبرات والصيدليات المتخصصة في دمشق والمؤسسات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنتشرة في المدينة. والتي تشمل برنامج الأغذية العالمي ومخازن اليونيسف المحتوية على الأغذية والامدادات الغذائية، وأكوام منظمة الصحة العالمية من الادوية والمعدات الأساسية، على بعد اقل من 10 اميال من مكتب منظمة الصحة العالمية في دمشق وفندق الفورسيزنز الفاخر الذي ترتاده وكالات الأمم المتحدة. فبينما المسؤولون في منظمة الصحة العالمية يطلبون المعجنات الفرنسية والشوكولاتة لاجتماعاتهم في مجموعة الصحة في الفندق، فان الأطفال في داريا يأكلون العشب ويشرون الماء من البرك.
في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، كان هناك 430 حالة حرجة بالحاجة الى الاجلاء من الغوطة الشرقية، وأفضى مؤتمر تلفزيوني رفيع المستوى لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الى اتفاق لإجلاء 29 مريض في غضون 48 ساعة الى دمشق. استغرقت ليلة كاملة من المداولات المؤلمة بين أطباء الغوطة لاختيار 29 حالة التي سوف تستفيد أكثر من الاجلاء. في 27 تشرين الأول/ أكتوبر أرسلت هذه القائمة الى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وقامت بنسخه لمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف، الا انه لم يحدث شيء، وخلال شهرين التاليين توفى 18 مريض من بين ال 29 المختارين.
وفي حالة من اليأس، كتب الأطباء رسالة غير عادية الى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس اهانوم غبريسوس، مطالبين منظمة الصحة العالمية بوضع معايير لمساعدة الأطباء الأقل تأهيلا من الناحية الاكاديمية على تحديد من ينبغي ان يعيش ومن يجب ان يموت. وارسلت نسخة من الرسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس. ولم تستجب تيدروس ابدا وكذلك غوتيريس.
وفي إصرار سوري، توزع الأمم المتحدة الجزء الأكبر من بلايين الدولارات من المساعدات عبر دمشق، ولا يوجد دليل على ان هذه الأموال توزع على من هم في أمس الحاجة اليه
الا انه وخلال أيام، كل من ستيفان ديمستورا، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسورية، وجان ايغلاند، مستشاره للشؤون الإنسانية، أصدرا بيان شديد اللهجة، أجبرت الحكومة السورية أخيرا في اجلاء 29 مريض. اعد الأطباء قائمة جديدة تعويضًا للمتوفين، كذلك لأولئك الذين ليس لديهم خوف من دخول مناطق الحكومة وخطر الاعتقال. وحتى ذلك، عندما تم اجلاء أخيرا في 26 كانون الأول/ ديسمبر، لم تسمح الحكومة بذلك كمسالة إنسانية، ولكن فقط لتبادل 29 مقاتلا أسرى اعتقلتهم المعارضة في الغوطة الشرقية- في جوهرها، واستخدمت المدنيين المصابين بحالات حرجة كبيادق في خططها العسكرية.
ولمقارنة مع التاريخ، خلال حصار لينين غراد في الحرب العالمية الثانية، سمح ل 1.3 مليون مدني بمغادرة سالمين، وخلال حصار سراييفو في الفترة ما بين 1992- 1996 تم اجلاء المئات من المرضى طبيا بأمان.
في مقابلة مع قناة الجزيرة[3]، في 8 كانون الثاني/ يناير 2018، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في سورية، اليزابيث هوف، دافعت عن هذه الحالة قائلة: ” لقد بذلنا كل ما في وسعنا لمحاولة المساعدة في عملية الاجلاء الطبي”. ولكنها لم تتطرق لماذا منظمة الصحة العالمية تستمر في المطالبة بالمئات من الملايين الدولارات للمساعدات الطبية التي لا تذهب تماما الى المحتاجين لها في الغوطة الشرقية وبدلا من ذلك تستفيد منه المنظمات الغير الحكومية التي تدار من قبل عائلة الأسد وأصدقائه. من خلال مواصلة دعم الجيش السوري في استهداف المدنيين وفرض الحصار المميت، فان منظمة الصحة العالمية تخفف من عبئ النظام في شراء هذه الأصناف بنفسه. وهذا يؤدي الى إعطاء الحكومة المزيد من الأموال لشراء القنابل المستخدمة لاستهداف المستشفيات والمؤسسات المدنية الأخرى.
يأتي دعم مماثل من عمليات الأمم المتحدة في دمشق. وفي إصرار سوري، توزع الأمم المتحدة الجزء الأكبر من بلايين الدولارات من المساعدات عبر دمشق، ولا يوجد دليل على ان هذه الأموال توزع على من هم في أمس الحاجة اليه.
ان الأمم المتحدة تبرر هذه الحالة على شيء أقرب الى نظرية السقوط- هو ان بعض الناس سوف يحصلون على شيء ما في نهاية المطاف. لكن هذا الادعاء يتجاهل دور هذه المساعدات في تمكين الحكومة السورية من الاستمرار في ارتكاب جرائم حرب. وفي الوقت نفسه، يستمر قتل الناس من هم في حاجة ماسة- والمفترض ان يكون أولوية منظمة الصحة العالمية- في الغارات الجوية او يتركون للموت بسبب الحرمان المتعمد من الغذاء والمساعدات الطبية التي تقدمها المنظمة.
وبعد أربع سنوات ونصف من حرب الحصار التي فرضها نظام الأسد، وكالات الأمم المتحدة فسلت في معالجة تساؤل أساسي هما اذا كانت عملياتها في دمشق، من خلال دعمها لهذه الفظائع، تضر اكثر ما تنفع.
==========================
واشنطن بوست: «إسقاط المقاتلة الإسرائيلية» .. هل يزيد فوضى المنطقة؟
جبريل محمد 11 فبراير 2018 21:57
لم تشهد الحرب السورية أي تحولات خطيرة هذا العام، لكن مع نهاية هذا الأسبوع، حدثت واحدة من أكثر التبعات خطورة، حيث أعلن الجيش الاسرائيلي السبت تنفيذه هجوما جويا واسعا داخل سوريا بعد اشتباكات اسفرت عن إسقاط مقاتلة إسرائيلية بصاروخ من الدفاعات السورية.
جاء ذلك في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية لتسليط الضوء على تداعيات الاشتباكات التي وقعت بين إسرائيل وسوريا عقب إسقاط دفاعات دمشق لمقاتلة "أف 16"، مشيرة إلى أن الصراع المفتوح عبر الحدود السورية ليس في مصلحة إسرائيل أو القوات الموالية لإيران، وفي حال إندلاعه سوف يجر المنطقة لصراع وفوضى عارمة.
وقالت الصحيفة، رغم قربها إلا أن إسرائيل كانت تقف إلى حد كبير على هامش الصراع السوري على مدى السنوات السبع الماضية، إلا أن الغارات الجوية التي وقعت السبت تشير إلى نهاية هذا الأمر، وحدوث صراع يزايد من الفوضى بعد هزيمة داعش، خاصة إذا أصبحت إسرائيل أكثر انخراطا في القتال فهذا قد يكون لها عواقب وخيمة على الحرب في سوريا، وعلى المنطقة ككل.
وأوضحت الصحيفة، أن إسرائيل لديها حدودا مثيرة للجدل مع سوريا، ومنذ فترة طويلة علاقاتها عدائية ليس فقط مع حكومة بشار الاسد، ولكن ايضا مع حلفاء سوريا، إيران، وحزب الله اللبناني، ومع ذلك، لم يكن لدى إسرائيل أي سبب يذكر لدعم داعش أو تنظيمات إسلامية مرتبطة بالقاعدة.
ومع ذلك، قامت إسرائيل بعشرات الغارات السرية على قوافل أسلحة حزب الله في سوريا، لم يتم الإعلان عن هذه التدخلات بشكل عام، وامتنعت القوات السورية وحلفاؤها عموما عن الرد، وسط تحذيرات من فتح جبهة أخرى في صراع فوضوي.
لكن الأمور بدأت تتغير خلال العام الماضي، مع فقدان داعش الأراضي واستعادة قوات الأسد وحلفائهم السيطرة على  الأمور.
وفى العام الماضي، ردت اسرائيل على وقف اطلاق النار جزئيا الذى توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا، قائلة انها سمحت بالتوسع الإيراني بالقرب من حدود إسرائيل، وكان الكثيرون في إسرائيل يخشون ليس فقط أن إيران وحلفاءها سوف ترسخ نفسها بالقرب من حدودها، ولكن حزب الله كان يستخدم الصراع السوري كوسيلة للتدريب، وإيران قد تساعد الميليشيات على التطور واستخدام الصواريخ الموجهة بدقة.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال زيارته لواشنطن في ديسمبر الماضي:" لن نسمح لهذا النظام بترسيخ نفسه عسكريا في سوريا".
ونفذت إسرائيل العديد من الهجمات في سوريا خلال الشهور الاخيرة، إلا أن حادث السبت مختلف، وتقول إسرائيل، إن" الأمور بدأت مع طائرة بدون طيار إيرانية تعبر اراضيها من سوريا في الساعات الاولى من السبت، وأسقطتها مروحية هجومية، إلا أن إيران نفت هذا الأمر.
وسرعان ما ارسلت إسرائيل مقاتلات لسوريا لمهاجمة القاعدة العسكرية التي انطلقت منها الطائرة بدون طيار قرب تدمر، وردت القوات السورية بدورها على الغارة واسقطت مقاتلة.
ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري الاسرائيلي آموس هاريل قوله:" هذا هو أول حادث من نوعه في الثلاثين عاما الماضية، واستعداد سوريا للرد على الضربات الجوية الاسرائيلية يظهر "شعور النظام الجديد بالقوة".
وأوضحت الصحيفة، أنه من غير المحتمل أن يكون الصراع المفتوح عبر الحدود السورية في مصلحة إسرائيل أو القوات الموالية لإيران في الوقت الراهن، لكن القتال بين الحلفاء يظهر أن كلا الجانبين ليس على استعداد للتراجع، وإذا تصاعد الصراع، قد ينتهي الأمر إلى إضافة زاوية خطرة للنزاع السوري المستمر، ويمكن أن ينتهي بها المطاف إلى إشراك قوى أخرى في المنطقة ومن خارجها.
والقاعدة التي استهدفتها المقاتلات الإسرائيلية، لا تضم جنودا سوريين فقط، بل ايضا ضباط من الجيش الروسي، الصراع المفتوح بين إسرائيل والقوات المدعومة من إيران سيضيف إلى التشابك والفوضى في سوريا، وسيجازف بإخراج لبنان المجاورة أو الدول العربية الأخرى إلى حرب جديدة أيضا.
==========================
معهد واشنطن :ما يقوله ترامب بشأن إيران هو مجرد كلام
دينيس روس
متاح أيضاً في English
"فورين بوليسي"
8 شباط/فبراير 2018
قد لا تكون أسهم الرئيس دونالد ترامب مرتفعة للغاية في الولايات المتحدة، لكن كل من أمضى مؤخراً بعض الوقت في إسرائيل أو السعودية، كما فعلتُ أنا، يمكنه أن يشهد أن الرئيس الأمريكي هو من المفضلين في أوساط قادة هاتين الدولتين الشرق أوسطيتين.
لماذا؟ لأنه ببساطة ليس باراك أوباما. فالإسرائيليون والسعوديون على السواء كانوا يعتبرون أن الرئيس السابق أوباما لا يفهمهم أو يفهم التهديدات التي واجهوها في المنطقة. فالخطر الذي شكّلته إيران يهدّد بشكل كبير كلا الدولتين، وقد أصبحتا على قناعة بأن أوباما رأى في الإيرانيين حلاً للمشاكل في المنطقة وليس مصدر تلك المشاكل كما هو الحال عليه حقاً. وفي المقابل، يتحدث ترامب بصراحة عن التهديد الذي تشكله إيران على المصالح الأمريكية وحلفائها في الشرق الأوسط.   
أما المفارقة الكبرى فهي أن ترامب لم يضع بعد أي سياسات عملية تتناسب مع أقواله. صحيح أنه صنّف كيانات إيرانية كمنظمات إرهابية من أجل فرض عقوبات مالية عليها، وكذلك فعل أوباما. فضلاً عن ذلك، كان أوباما - رغم كل استعداده لانتقاد إسرائيل على سياسة المستوطنات التي تنتهجها، وانتقاد السعوديين على عدم رؤيتهم ضرورةً "لمشاركة" المنطقة مع الإيرانيين - متجاوباً للغاية لتلبية الحاجات الأمنية لكلا البلدين. فابتداءً من تمويل نظام "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي في إسرائيل وصولاً إلى بيع السعوديين أسلحة بعشرات مليارات الدولارات، ساعد البلدين على توسيع قدراتهما الدفاعية خلال ولايته الرئاسية. وقد تكون مشاركة المعلومات الاستخباراتية والعمليات المشتركة التي قادتها الولايات المتحدة ضد العملاء الإرهابيين أكثر أهمية حتى من حيث التهديدات الفعلية التي واجهها السعوديون، بما في ذلك من الإيرانيين.
وحتى الآن، يُعتبر دعم ترامب لإسرائيل والسعودية رمزياً في المقام الأول. ويقيناً، أن الأمور الرمزية بالنسبة لكليهما، تكتسي أهمية. فالدولتان تعتبران أن الدعم الرمزي هو بمثابة مؤشر إلى خصومهما على أن الولايات المتحدة ستكون إلى جانبهما - ومن الواضح أن الإسرائيليين يفضلون الاحتضان الرمزي لترامب على الانتقاد العلني لأوباما.   
وفي حين تدلّ الرمزية على شيء ما، فلا بدّ من دعمها بمضمون جوهري خشية أن تفقد معناها. فقد تمّ الإعلان عن مبيعات الأسلحة إلى السعوديين وسط قدر هائل من الضجة ولكنها لم تتحقق بعد - وقد لا تحدث في أي وقت قريب. صحيح أن الرئيس الأمريكي أوضح أن إدارته تسعى إلى محاربة إيران أو احتوائها، وخاصة في المنطقة، حيث يتوقّع السعوديون محاولة إيرانية لمحاصرتهم والهيمنة على الأنظمة العربية - ولكن أين فعلت الولايات المتحدة ذلك حقاً؟ ليس في سوريا، حيث يتجلى التوسّع الإيراني بشكل أكثر وضوحاً. وليس في اليمن، حيث وصف المسؤولون السعوديون كيف يقوم الحوثيون باطراد بإطلاق الصواريخ المزوّدة من إيران باتجاه المدن السعودية. وفي حين تسلّط الإدارة الأمريكية الضوء على عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، إلّا أنّها لا تعترض هذه الشحنات بشكل فعال، على الرغم من صدور قرارين من مجلس الأمن الدولي - رقم 2216 و2231 - يحظران عمليات النقل هذه.
أما بالنسبة لإسرائيل، فلا يُعتبر تنامي الوجود العسكري الإيراني ووكلاء إيران من الميليشيات الشيعية تهديداً نظرياً. وقد تحدثت إدارة ترامب عن الحاجة إلى بناء حاجز يفصل إسرائيل عن «حزب الله» والمليشيات الشيعية الأخرى - ولكن حين زرتُ مرتفعات الجولان، أشار القائد المحلي الإسرائيلي في المنطقة إلى مركز مراقبة وقيادة أمامي لكل من «فيلق القدس» الإيراني و«حزب الله» على بعد أقل من 4 أميال. ويثير مسؤولو الأمن الإسرائيليون الآن مسألة مواجهة "جبهة شمالية" تضم لبنان وسوريا على حد سواء.
ويشعر جميع أولئك الذين تحدثتُ إليهم بأن الولايات المتحدة تنازلت عن سوريا لصالح روسيا، تاركةً إسرائيل للتعامل بمفردها مع الوجود الإيراني هناك. وبطبيعة الحال، يعتقد هؤلاء أنه لو كانت الولايات المتحدة مهيأة للإشارة إلى استعدادها لوضع حدّ للتوسّع الإيراني في سوريا، فإن السلوك الروسي قد يتغيّر أيضاً - ولكن على الرغم من تركيز خطاب وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بشأن سوريا الشهر الماضي على مواجهة إيران، إلّا أنّ مسؤولي الأمن الإسرائيليين الذين تحدثتُ معهم لم يروا أي مؤشر على أن الإدارة الأمريكية ستقابل أقوالها بأفعال.
لذلك، لا عجب فعلاً من أن تُحذّر إسرائيل بأنها ستعمد إلى اتخاذ خطوات أحادية الجانب إذا قامت إيران ببناء مصانع في سوريا ولبنان لإنتاج المزيد من أنظمة التوجيه الأكثر دقة لآلاف الصواريخ التي سبق أن أرسلتها إلى هذين البلدين. ومن شأن هذه الخطوة أن تشكل تهديداً إستراتيجياً لإسرائيل، نظراً إلى حجمها الصغير وكذلك إلى العدد الصغير من أهداف البنية التحتية الأساسية العسكرية والمدنية. كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من زار روسيا سبع مرات خلال العامين الماضيين للاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوتين، ليس فقط لضمان عدم وجود نزاع بين إسرائيل والقوات الروسية في سوريا، ولكن أيضاً سعياً منه لإقناع الرئيس الروسي بضرورة احتواء انتشار البنية التحتية العسكرية الإيرانية في تلك البلاد. وقد نجح المسعى الأول، في حين فشل الثاني.
ولا شك أن الإسرائيليين يتمنون ألا يكونوا بمفردهم في هذه المسألة. ويتساءل الكثيرون عن سبب عدم قيام الرئيس ترامب بتحذير بوتين بسريّة حول مخاطر ما يقوم به الإيرانيون، وخطر التصعيد نتيجة لذلك، واستعداد الولايات المتحدة لدعم الإسرائيليين في حال اندلاع صراع خطير بين إسرائيل وإيران أو «حزب الله» في سوريا ولبنان؟ ألن يكون للتحذيرات الأمريكية الجدية أثر أكبر على الأرجح على الروس - وبالتالي الإيرانيين - من تعبير الإسرائيليين عن مخاوفهم؟ وألا يجب أن يدرك الروس أن هناك مخاطر مرتفعة لجرّ الولايات المتحدة إلى مثل هذا الصراع، حتى وإن لم يكن أي من البلدين يرغب في ذلك؟
ومن الأرجح أيضاً أن يعير بوتين هذه التحذيرات اهتماماً أكبر لو رأى أن الإدارة الأمريكية تتخذ خطوات فعلية لمواجهة الإيرانيين - ربما من خلال التوضيح بأنه إذا لم يعمل الروس على احتواء أي توسّع إيراني إضافي في سوريا، فإن الولايات المتحدة ستستخدم قوتها الجوية للقيام بذلك. ومن شأن هذه الخطوة أن تعني أكثر من مجرد دعم رمزي للسعوديين والإسرائيليين، وهذا الدعم سيضعف لا محالة. وإذا كانت الولايات المتحدة ترغب في أن يتقلّص شعور الإسرائيليين والسعوديين بأنهم بمفردهم في هذه المعركة، وأنهم ليسوا بحاجة إلى استباق أي تهديدات متوقّعة، على إدارة ترامب أن تدرك الحدود بين الخطاب والرمزية - وقوة الأفعال.
دينيس روس هو مستشار وزميل "ويليام ديفيدسون" المتميز في معهد واشنطن، وكان قد عمل مساعد خاص سابق للرئيس أوباما.
==========================
واشنطن بوست: السوريون الخاسر الأكبر من أي مواجهة إسرائيلية إيرانية
اعتبرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، أن المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل على الأراضي السورية لا رابح فيها، ولكن فيها خاسر مؤكّد؛ وهو الشعب السوري، الذي ما زال يدفع فاتورة الصراع الدولي والإقليمي على أرضه.
وأوضح الكاتب إيشان ثارور، في مقال له بالصحيفة الأمريكية، أن "التصعيد الأخير الذي تمثّل بإسقاط طائرة إيرانية من دون طيار بواسطة الدفاعات الإسرائيلية، وما أعقبه من إسقاط طائرة إسرائيلية من نوع إف 16، يعدّ تصعيداً خطيراً في الحرب السورية الطويلة والوحشية المستمرّة منذ نحو سبعة أعوام".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الحادث الأخير يؤكّد أن الحرب في سوريا تزداد تعقيداً، ليس على الأرض وحسب، وإنما حتى في السماء".
واستطرد موضحاً: "لقد قصف الإسرائيليون عدة مرات داخل سوريا على مدار السنوات الماضية، وذلك في إطار مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في سوريا، وأيضاً نفوذ حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى المليشيات الشيعية الموالية لإيران، وجمعيهم ينتشرون في سوريا دفاعاً عن نظام بشار الأسد".
بعد اشتعال التصعيد شمالاً.. ثلاثة سيناريوهات تحيط بغزة
وتابعت: "الروس دخلوا أيضاً إلى مسار الحرب السورية، وكانوا يقصفون المدن التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلّحة، ولكن غالباً ما يكون المدنيّون هم الضحايا، في حين أن تركيا تقاتل القوات الكردية المدعومة أمريكياً".
وأضافت: "أما بالنسبة إلى أمريكا فإنها دخلت إلى سوريا في إطار قيادتها للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، وهي أيضاً تعمل في أحيان كثيرة على دعم المليشيات الكردية وبعض الفصائل السورية المعارضة، في حين يواصل نظامشار الأسد عملياته العسكرية ضد المناطق المدنيّة، دون أن يتورّع عن قصف تلك المناطق بأسلحة كيمياوية".
وقالت الواشنطن بوست، إن هذه الخريطة الواسعة من الوجود الإقليمي والدولي على الأراضي السورية دفعت مسؤولين في الأمم المتحدة إلى التعبير عن قلقهم من الضربات الجوية، وإلى الدعوة لضرورة وقف هذه الضربات ووقف أي تصعيد للعنف.
وأضافت: "إسرائيل قالت إن هجماتها كانت تحذيراً صارخاً لإيران؛ فقد أعلن وزير الاستخبارات الإسرائيلي كاتس، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن إيران تعرف طبيعة الأهداف التي استهدفتها الطائرات الإسرائيلية"، وأكّد بالقول: "إنها مواقع مخفيّة دلّتنا عليها أجهزتنا الاستخباريّة، والأيام ستثبت ذلك".
حادثة الطائرة الإسرائيلية جاءت في وقت يعاني فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من عزلة سياسية بسبب اتهامات بالفساد، الأمر الذي يجعل من هذه الحادثة فرصة له لإعادة انتخابه باعتباره داعماً للأمن القومي الإسرائيلي، بحسب الواشنطن بوست، مستدركة بالقول، إلا أنه (نتنياهو) لا يملك الكثير من الخيارات في سوريا، حيث سبق له أن سعى لمحاولة دقّ إسفين بين روسيا وإيران في سوريا، أكبر الداعمين لنظام بشار الأسد.
وتنقل الصحيفة عن الباحث السياسي آدم تايلور، قوله إن إحدى القواعد العسكرية التي تعرّضت للقصف الإسرائيلي، السبت الماضي، لم تكن تضمّ جنوداً سوريين وحسب، وإنما أيضاً جنوداً روسيين، مؤكّداً أنه من الصعب الحديث عن عدم علم روسيا بالطائرة الإيرانية المسيّرة التي أسقطتها المضادات الإسرائيلية.
وأضاف: "من غير المتوقّع أن تتعرّض إسرائيل لمزيد من الضغوط بسبب ما جرى يوم السب الماضي، ولكن لا تزال المخاوف من اندلاع حرب دموية قائمة".
وأوضح قائلاً: "في التقرير الأخير لمجموعة الأزمات الدولية أشارت إلى أن المشاحنات بين إسرائيل ولبنان يمكن أن تشعل حرباً أخرى عبر حدودها وخارجها، وبالنسبة إلى دمشق فإن أي حملة واسعة النطاق من جانب إسرائيل ستحلق ضرراً هائلاً بما حققه النظام السوري؛ لأنها قد تؤدّي إلى زعزعة استقرار النظام نفسه، الأمر الذي قد يثير خلافاً بين روسيا وإسرائيل".
وفي كلتا الحالتين، بحسب تايلور، فإن الوضع السيئ بالنسبة إلى الشعب السوري سوف يزداد؛ إذ تحوّلت الأسابيع الماضية إلى أكثر الفترات دموية؛ حيث شنّ الطيران الروسي وطيران النظام مئات الغارات، وأدّت تلك الغارات إلى هجرة ونزوح قرابة 300 ألف شخص من مناطق شمال غربي سوريا، في حين يعيش نحو 400 ألف شخص محاصرين في الغوطة الشرقية، منذ نوفمر الماضي.
==========================
نيويورك تايمز: شبح حرب إيرانية إسرائيلية في سوريا يلوح بالأفق
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن “شبح حرب إيرانية إسرائيلية في سوريا يلوح في الأفق”، وذلك عقب إسقاط طائرة إسرائيلية من نوع إف 16 إسرائيلية فوق سوريا، مؤكدة أن العديد من القوى التي تتصارع فوق الأراضي السورية يمكن أن تتقاطع وتسهم في اندلاع مواجهة كبيرة.
وكانت طائرة إسرائيلية قد تعرضت لنيران أرضية في أثناء مهمة لها فوق الأراضي السورية لاستهداف مواقع تابعة لإيران وأخرى لقوات النظام السوري؛ ما أدى إلى سقوطها داخل فلسطين المحتلة.
الأحداث المتسارعة التي جرت السبت فوق سوريا تهدد، حسب الصحيفة، بزيادة الأزمة، خاصة في حال تحولت أرضها إلى ساحة للصراع الإيراني الإسرائيلي.
ويقول روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، إن التصعيد الأخير يثير المخاوف من صراع مباشر بين إسرائيل وإيران في سوريا، وهو وضع خطر ينسف كل الخطوط الحمراء المتبادلة التي كانت سائدة من قبل.
ويضيف ساتلوف: إن “لروسيا وتركيا وأمريكا قوات في سوريا ما يجعل جبهات القتال متعددة ومختلفة العناوين، وهو ما يعني زيادة التعقيدات، خاصة مع مطاردة بقايا فلول تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتشددة”.
وشهد الأسبوع الماضي سقوط ثلاث طائرات مختلفة؛ إحداها روسية على يد فصائل سورية معارضة، والثانية إسرائيلية بنيران سورية (النظام)، وأخرى تركية خلال العملية العسكرية في عفرين.
وحسب الصحيفة، فإن إسرائيل نفذت عشرات الضربات الجوية داخل سوريا خلال السنوات الماضية، واستهدفت -في العديد منها- ما قالت إنها مخازن أسلحة متقدمة أو قوافل تابعة لمليشيا حزب الله اللبناني، كما هاجمت عدداً من المرافق العسكرية التابعة لنظام بشار الأسد، إضافة إلى قاعدة إيرانية تحت الإنشاء.
ويرى محللون أن مواجهة السبت هي “أول مواجهة مباشرة بين القوات الإيرانية المتمركزة في سوريا وإسرائيل، ما يفتح المجال واسعاً أمام سيناريوهات عديدة خلال الفترة المقبلة”.
تحطم الطائرة شكل ضربة قاسية لهيبة إسرائيل، كما أنه يمكن أن يشكل تغييراً كبيراً بعد سنوات من العمل ضد أهداف في داخل سوريا، حسب ما قالت الصحيفة.
أضافت: “سبق لدمشق أن ادعت أنها أسقطت مقاتلة إسرائيلية ليتبين كذب هذا الادعاء بعد ذلك، إذ إن آخر طائرة إسرائيلية أسقطت بنيران سورية كانت في ثمانينات القرن الماضي”.
وفيما يتعلق بوجهة نظر “حزب الله” فإن إسقاط الطائرة يعد بداية مرحلة استراتيجية جديدة، ستحد من استغلال إسرائيل للمجال الجوي السوري، وهذه التطورات تعني أن المعادلات القديمة انتهت بشكل قاطع.
واعتبرت الصحيفة أن “هذه هي المرة الأولى التي تفي بها الحكومة السورية بوعودها بإسقاط طائرات إسرائيلية بعد سنوات من التهديدات”.
ويرى ستيفن سيمون، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في كلية “امهرست”، أن هذا الحادث “سيتم احتواؤه في الوقت الحالي، لكن يبقى الوضع في المنطقة متقلباً للغاية”.
ويشير سيمون إلى أن الأوضاع في الشرق الأوسط “تغلي”، متسائلاً: “هل سيسعى البيت الأبيض إلى اتباع سياسة ضبط النفس؟ “.
ويضيف: “الولايات المتحدة وإسرائيل يجب أن تُفكرا بطبيعة عملياتهما في سوريا، فإذا كانتا تريدان تطبيق نظرية المطرقة والسندان ضد الوجود الإيراني في سوريا، فسنشهد تصعيداً في جبهات القتال المختلفة”.
وتنقل الصحيفة الأمريكية عن عاموس يادلين، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق والمدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، قوله إن إسرائيل لديها القدرة على تدمير المشروع الروسي الإيراني في سوريا.
أما ستيفن سليك، العضو السابق في المخابرات الأمريكية، فيرى من جهته عدم وجود “حافز لدى الإيرانيين أو الروس أو السوريين لجر إسرائيل إلى مواجهة عسكرية؛ لأن ذلك لن يكون بمصلحة أي أحد منهم”. (الخليج اونلاين)
==========================
واشنطن بوست :هل تتورط أمريكا في حرب على جبهات ثلاث في سوريا؟
الدرر الشامية:
ذكر تقريرٌ في صحيفة "واشنطن بوست"، الأحد، أن الولايات المتحدة تواجه مشكلة التورط في الحرب السورية أكثر بعد العملية التي هاجم فيها طيران التحالف الذي تقوده ضد (تنظيم الدولة) قوات للنظام السوري، شرقي سوريا.
وقامت القوات الأمريكية باستهداف القوات الموالية للنظام السوري في عملية ليلية، عندما اقتربت من قاعدة تحميها تابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية".
وتقول الصحيفة إن الكثيرين في (الكونغرس) بدأوا يسألون عن خطورة تورط واشنطن عمقًا في الحرب، من خلال نشر القوات في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.
ونقلت الصحيفة عن السيناتور الديمقراطي عن فيرجينيا وعضو لجنة القوات المسلحة تيم كين، إن المواجهة تطرح أسئلة «حول استمرار وجودنا» في سوريا، معبرًا عن قلقه العميق من إمكانية تورط إدارة (ترامب) في حرب واسعة بدون تصويت (الكونغرس) أو أهداف واضحة.
وقالت الصحيفة، إنه لو استمر التوتر فستجد الولايات المتحدة وحلفاؤها أنفسهم منغمسين في حرب على ثلاث جبهات: ضد تركيا و(تنظيم الدولة )والنظام السوري.
ونقلت قول روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في دمشق والزميل في معهد الشرق الأوسط أن "الأمريكيين استطاعوا عبر استراتيجيتهم الدبلوماسية عزل أنفسهم لدرجة جعلت تركيا وإيران وسوريا جميعا تتفق على أن ما تفعله الولايات المتحدة في سوريا سيئ".
==========================
نيويورك تايمز: حرب سوريا تزداد سوءاً على عكس المتوقع
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أنه منذ استئصال شأفة تنظيم الدولة العام الماضي، وتقدم النظام السوري ضد مجموعات المعارضة، ساد اعتقاد خاطئ خارج سوريا بأن الحرب هناك تضع أوزارها تدريجياً، لأن الواقع يقول إن المذابح ترتفع إلى مستوى ملحوظ.
أوضحت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية -في تقرير لها- أنه منذ ديسمبر الماضي، فر 300 ألف سوري من القتال، وسط هجمات جديدة يشنها النظام السوري في شرق دمشق ومحافظات إدلب وحماة، حيث يتم قصف المشافي، وغيرها من المنشآت الطبية. ولفتت الصحيفة إلى أن إعلان نظام الأسد شن هجوماً على مرابض المعارضة تزامناً مع دخول تركيا في عملية غزو مفاجئ لمنطقة حدودية كردية، ومعها باتت هناك 3 مناطق سورية في حالة حرب، كل منها تخلق ظرفاً طارئاً للمدنيين.
صراعات متقاطعة
وأوضحت «نيويورك تايمز» أن الحرب السورية، طوال سنوات، لم تكن حرباً واحدة، بل عبارة عن عدة صراعات متقاطعة تتعاقب عليها طائفة من الجماعات المتقاتلة، مضيفة أن الانتصار على تنظيم الدولة مهد الطريق أمام بروز الصراعات المختمرة بين بقية الفصائل للسطح. وأضافت: «ففي غرب سوريا أعاد النظام -بدعم عسكري من روسيا وإيران- تركيز حربه على طائفة من المجموعات المعارضة التي تهدف إلى إسقاطه، بل حتى إن الاحتفالات بهزيمة تنظيم الدولة ربما كانت سابقة لأوانها، فقد لجأ مقاتلوه للعمل سراً، وانضم بعضهم لخلايا نائمة، وعادوا إلى تكتيكات حرب العصابات في المناطق التي يسيطر عليها النظام». ورأى حايد حايد -الباحث السوري في مؤسسة تشاتام هاوس البريطانية- أن ثمة مؤشرات على أن مجموعات معارضة أخرى لجأت إلى استراتيجيات حرب العصابات، وبدأت تفجيرات في مدن النظام بدمشق وحلب، وأن كثيراً بدأوا ينضمون إلى تلك الطائفة مع خسارتهم للأرض. ولاحظت الصحيفة أن الغرب تراجع عن حرب النظام السوري مقراً ضمنياً ببقاء حكمه، تاركاً الأمر لروسيا وتركيا وإيران بصفتهم القوى العظمى في الحرب.
وأضافت الصحيفة أن النظام عاكف الآن على التركيز في حربه على منطقتين، مدعوماً بغطاء جوي من روسيا وقوات برية من حزب الله اللبناني وإيران، مشيرة إلى أن هاتين المنطقتين هما محافظة إدلب في الشمال الغربي من سوريا، وريف دمشق الشرقي، أو ما يسمى بالغوطة الشرقية. ولفتت الصحيفة إلى أن القتال في الغوطة عبارة عن حرب استنزاف خطوط قتالها ثابتة تقريباً، إذ يحاصر النظام السوري المنطقة ويحرمها من الدواء والطعام، لدرجة أن البعض وصفها بـ «معسكر اعتقال» به 400 ألف سوري نصفهم أطفال.
وتوقعت الصحيفة أنه حتى في حال استعاد النظام السوري إدلب والغوطة، فإن ذلك لن ينهي الحرب، فالتوترات الدولية تهدد بتصعيد جديد غير متوقع، مثل الغزو التركي الأخير لحدود سوريا الشمالية. وأشارت الصحيفة إلى احتمال حدوث اشتباكات بين أميركا وروسيا على أرض سوريا، إذ ازدادت مخاطر هذه الاشتباكات عندما قصفت أميركا قوات تابعة للنظام السوري شرق سوريا.
ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أن جنوب سوريا التي تمثل جيب للمعارضة السورية المدعومة أميركياً وأردنياً، تعد أيضاً نقطة توتر بين إسرائيل وإيران.
وختمت الصحيفة بالقول إن مجموعة الصراعات والأطراف المتحاربة الكثيرة في سوريا جعلت الحرب عصية على التوسط في عمليات سلام، خاصة مع تعزيز بشار الأسد سلطته، وإقرار الأوروبين والغرب وبدء حديثهم عن عقود إعادة الإعمار.;
==========================
الصحافة البريطانية والروسية :
الجارديان :من يلعب خلف كواليس المسرح السوري؟
المصدر: الجارديان
في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة المعارك في سوريا، مع سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين يوميا، ما دعا الأمم المتحدة لطلب هدنة لمدة شهر للتعامل مع ما وصفته بـ«الحالة القصوى التي لم نر مثلها من قبل»، إلا أن الدعوة تلك لم يستمع لها نظام الأسد وميليشياته المدعومة من إيران، أو حتى تركيا التي تنفذ عمليات عسكرية في عفرين بالشمال تحت مسمى «غصن الزيتون».
وأبرزت صحيفة «الجارديان» البريطانية في صفحتها الأولى تحذير المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في سوريا، موسيس بانوس، من أن المعاناة في سوريا أصبحت أسوأ من أي وقت مضى، ونقلت عنه: «إن حكومة الأسد أغلقت منافذ الدخول إلى مناطق المعارضة».
واستمر النظام في قصف الغوطة الشرقية لدمشق جوا، ما أوقع 88 قتيلا وعشرات المصابين يومي الإتنين والثلاثاء الماضيين.
وبعيدا عن اللعب بالأوراق المكشوفة على الطاولة الذي ينخرط به أطراف النزاع، فهناك من يلعب على المسرح السوري ويشارك في القتال متخفيا خلف الكواليس.
وقالت «الجارديان» في تقريرها: «لم يحدث تصادم حتى الآن بين الروس والأمريكان ولا بين الأتراك والإيرانيين، ربما لمعرفة كل طرف بمصالح الأطراف الأخى في سوريا وتسليمه بها، مثل استحواذ واشنطن وحلفائها على شرق الفرات، وموسكو وحلفائها على غرب الفرات، والتسليم بنفوذ تركيا في الشمال».
وأشارت الصحيفة إلى قصف الطيران الأمريكي لقوات متحالفة مع جيش الأسد بينهم روس وإيرانيون وآخرون تدعمهم طهران، عند محاولتهم الاقتراب من دير الزور وأسقطت عشرات القتلى منهم.
وتفاجأت روسيا في 3 فبراير بإسقاط طائرة من طراز سوخوي 25 بصاروخ حراري، وفي نهاية 2017 أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تعرض قاعدة حميميم لقصف بالهاون؛ ما أوقع قتيلين و10 مصابين وألحق أضرارا جسيمة بـ7 طائرات.
كما تعرضت قاعدتا طرطوس وحميميم في 8 يناير الماضي لهجوم بـ13 طائرة بدون طيار، لكن تم إحباط الهجوم ونجح الدفاع الجوي في إسقاطها جميعا دون أن تعرف الجهة التي نفذت العملية.
وأثار إسقاط السوخوي مخاوف كبيرة، مما ينبئ أن سماء سوريا لم تعد صافية، بل أصبحت ملبدة بالصواريخ التي أجبرت الطيران الروسي على التحليق على ارتفاعات عالية حتى يتفاداها.
==========================
مركز الشؤون الدولية الروسي: من يحكم سوريا؟ عائلة الأسد أم غيرها؟
منذ وصول حافظ الأسد إلى السلطة سنة 1971، بات نظام الحكم في سوريا يقوم على ثلاث ركائز أساسية وهي حزب البعث، الأقلية العلوية والجيش، علماً بأن النخبة السورية الحالية تتكون أساسا من هذه الركائز الثلاث.
وتلعب “الدائرة الداخلية”، وهي مجموعة ضيقة من الأشخاص الذين يحظون بثقة رئيس الدولة، دوراً هاماً إلا أنه ليس لديهم تأثير كبير في عملية صنع القرار، مقارنة بعائلة الأسد أو الأشخاص المقربين منهم وتجمعهم علاقات خاصة بأفرادها. وفي هذا الإطار المقرب من السلطة، كانت ولا تزال بعض المجموعات تتنافس مع بعضها البعض.
لقد ساهم الصراع العسكري السوري في تغيير هيكل “الدائرة الداخلية”، ليشمل النظام الداخلي السوري بصفة عامة، خاصة وأن صناع القرار تأثروا بالأحداث التي شهدتها سوريا نتيجة الحرب الأهلية، حيث اضطر الأشخاص المقربون من الرئيس السوري بشار الأسد إلى الفرار من البلاد، فيما اتجه بعضهم إلى التيارات المعارضة.
المرور إلى معسكر المعارضة
كان للعشيرة الشركسية نفوذ كبير في الدولة السورية من خلال عائلة طلاس، حيث شغل مصطفى طلاس منصب وزير الدفاع من سنة 1972 إلى سنة 2004 (توفي سنة 2017)، وكان من بين الشخصيات المقربة من الرئيس السوري السابق حافظ الأسد. وتجدر الإشارة إلى أن مصطفى طلاس دعم قدوم بشار الأسد إلى السلطة بعد وفاة والده حافظ الأسد، على الرغم من أن النخبة آنذاك طالبت بنقل السلطة إلى ماهر شقيقه.
في الواقع، تعتبر عائلة طلاس الأسرة الثانية الأكثر تأثيراً على الوضع السوري بعد عائلة الأسد، مما يعني أن عائلة مخلوف، وهي عائلة والدة الرئيس السوري بشار الأسد، لا تملك نفس النفوذ الذي تحظى به عائلة طلاس. إلى جانب ذلك، كان فراس طلاس نجل مصطفى طلاس، أحد الأقطاب الأكثر تأثيراً على العديد من القطاعات الاقتصادية في سوريا، ويعتبر ثاني أغنى شخص في سوريا بعد رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد.
خلال سنة 2011، غادر كل من مصطفى وفراس طلاس سوريا وانضما إلى المعارضة. وفي وقت لاحق، قدم فراس طلاس التمويل “لكتائب الفاروق” التي تنشط في منطقة الرستن في حمص، وهي المنطقة التي تنحدر منها عائلة طلاس. وبعد مغادرة فراس للأراضي السورية، تلاه شقيقه الأصغر مناف طلاس الذي شغل منصب قائد لواء التابع للحرس الجمهوري ثم انشق عنه، وبعد أن انتقل إلى الأردن حاول تشكيل جيش وطني سوري معارض ليحل محل الجيش السوري الحر، إلا أن مشروعه باء بالفشل.
كان علي حبيب محمود من بين أفراد “الدائرة الداخلية” لعائلة الأسد، إلا أنه فر من سوريا سنة 2011 عند توتر الأوضاع. ويعتبر علي حبيب آخر وزير دفاع قبل اندلاع الحرب الأهلية، الذي بقي في منصبه من سنة 2009 إلى 2011. وعلى عكس عائلة طلاس التي كانت عائلة سنية، ينحدر علي حبيب محمود من عائلة علوية. وأثناء المراحل الأولى  للانتفاضة السورية، حاول علي حبيب قمع الانتفاضة، إلا أنه أقيل من منصبه بعد ذلك، ليتبين فيما بعد أن له علاقات مع المتمردين.
إن السبب المباشر لخروج عائلة طلاس وعلي حبيب محمود من البلاد لا يكمن في دعمهم للمعارضة، وإنما الرغبة في التخلص من بعض القوى النافذة المحيطة بالرئيس السوري. فقد وجد أقارب بشار الأسد سبباً مقنعاً للتخلص من المنافسين التابعين “للدائرة الداخلية”، من خلال اتهامهم بإقامة علاقات مع المتمردين والمعارضين، والفشل في قمع الانتفاضة ضد الأسد. وفي هذه الحال، لم يبق لدى طلاس أو محمود أي خيار عدا التوجه إلى معسكر المعارضة.
من الناحية النظرية، يتمتع ممثلو عائلة طلاس وحبيب محمود بفرصة العودة للمشاركة النشيطة في الحياة السياسية في سوريا، إلا أن كل ذلك يعتمد على المسار الذي ستتخذه عملية السلام في البلاد. وفي واقع الأمر، تعتبر عملية السلام مقبولة بالنسبة للمعارضة ولجزءٍ من أعضاء حزب البعث؛ فإذا كان الأمر يتعلق بتشكيل حكومة وفاق وطني لن يكون من الصعب حصول عائلة طلاس على منصب ما، إلا أن ذلك لن يتم إلا في ظل ظروف معينة.
عامل الانفجار 18 تموز/ يوليو 2012
من الأحداث الهامة التي غيّرت موازين القوى في صلب “الدائرة الداخلية” الانفجار الذي وقع بتاريخ 18 تموز/ يوليو سنة 2012 في مقر الأمن القومي السوري في دمشق، الذي تبنته جماعة “لواء الإسلام”. وقد أسفر هذا التفجير عن مقتل العديد من القادة المؤثرين الذين ينتمون إلى الدائرة المقربة من عائلة الأسد. وعلى سبيل الذكر، كان آصف شوكت من بين ضحايا هذا التفجير، وهو من الشخصيات التي لها وزن كبير في عملية صنع القرار في سوريا فضلاً عن أنه صهر الرئيس السوري، زوج بشرى الأسد.
كان لآصف شوكت علاقات معقدة مع بعض أفراد عائلة الأسد، حيث كان من المقربين من بشار الأسد منذ عودته من لندن، بعد وفاة شقيقه باسل الأسد. ومن ناحية أخرى، كان في صراع دائم مع أخ بشار الأسد الأصغر ماهر. ووفقاً لبعض التقارير، أطلق ماهر الأسد النار على آصف وأصابه في بطنه نتيجة خلافات بينهما، سنة 1999.
ومع ذلك، كان آصف شوكت وبشار وماهر الأسد يعتبرون آنذاك الثلاثي الأهم في “الدائرة الداخلية”. فقد شغل شوكت العديد من المناصب الهامة لعل أبرزها؛ منصب رئيس الاستخبارات العسكرية خلال الفترة الممتدة بين سنة 2005 وسنة 2010، كما عُيّن نائبا لرئيس هيئة الأركان، ومنذ نيسان/ أبريل 2011 حتى وفاته شغل منصب رئيس هيئة الأركان.
ماهر الأسد ورامي مخلوف على قمة الهرم
جعل هروب عائلة طلاس وموت آصف شوكت الشقيقَ الأصغر لبشار الأسد ماهر الأسد وابن خاله رامي مخلوف، الأشخاص الأقرب لدائرة بشار الأسد. وبناءً على ذلك، أصبح لهما دور حاسم في صنع القرار على الرغم من أنهما لا يشغلان أي مناصب سياسية في الحكومة السورية.
في الوقت الراهن، يعتبر ماهر الأسد الشخصية الأهم بعد الرئيس السوري بشار الأسد. ويقود ماهر الأسد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، فضلاً عن أنه المسؤول عن الحرس الجمهوري، المكلف بحماية الحكومة السورية والعاصمة على حدٍّ سواء.
وإلى جانب المراكز القيادية التي يحظى بها على المستوى العسكري والسياسي، يعتبر ماهر الأسد أحد أفراد اللجنة المركزية لحزب البعث، ناهيك عن أنه قطب مالي هام في البلاد. ووفقا لبعض المصادر، تمكن ماهر الأسد من كسب ما يناهز المليار دولار على حساب الإمدادات الغذائية للعراق مقابل النفط، في إطار عمليات تجارية في السوق السوداء، بالإضافة إلى تورطه في قضية بنك المدينة اللبناني الذي ساهم في زيادة ثروته. كما يملك ماهر الأسد سلسلة من فنادق “شيراتون” في سوريا وبعض وسائل الإعلام على غرار “شام برس”. وبذلك، ساهمت السلطة العسكرية التي يتمتع بها الشقيق الأصغر للرئيس السوري، إلى جانب  القوة الاقتصادية في زيادة حجم نفوذه في البلاد.
تجمع ماهر الأسد بابن خاله رامي مخلوف علاقات معقدة نوعا ما -خاصة وأن رامي مخلوف يعتبر شخصية مؤثرة في البلاد- من بينها المشاريع المشتركة في كل من لبنان والإمارات العربية المتحدة. وفيما عدا ذلك، تتسم العلاقات بين هذا الثنائي بالتنافس في المجالات الأخرى.
في سياق متصل، يعتبر محمد حمشو، أحد أهم رجال الأعمال في سوريا الذي تجمعه علاقة شراكة مع ماهر الأسد، خاصة وأنه يشارك في تمويل العديد من وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة السورية مثل قناة الدنيا الفضائية، كما يملك “مجموعة حمشو الدولية”، ولديه حصص في مجموعة “الشرق الأوسط للتسويق”، و”سوريا الدولية للإنتاج الفني”. فضلاً عن ذلك، يتمتع محمد حمشو بعلاقاته في مجال الأعمال مع كل من ماهر الأسد ورامي مخلوف.
على العموم، يعتبر ماهر الأسد شخصية مستقلة تماماً، فبإمكانه التعبير عن آرائه والاعتراض على بعض القرارات التي يتخذها الرئيس السوري بشار الأسد، ناهيك عن أنه قادر على فرض خططه الخاصة. كما يعتبر ماهر الأسد من أهم الشخصيات التي تدعم المصالح الإيرانية في سوريا، ولديه علاقات مع أجهزة المخابرات الإيرانية. والمثير للاهتمام أنه يعرف بمبادراته الرامية إلى جذب اختصاصيين عسكريين إيرانيين منذ بداية الصراع الداخلي. وتجدر الإشارة إلى أن الهياكل شبه العسكرية الشيعية مكونة من الجماعات الفرعية التي يسيطر عليها ماهر الأسد. وفي إطار الفرقة الرابعة، يتم تشكيل الكتيبة الشيعية المسماة “لواء سيف المهدي”.
وفي فترة ما، كانت علاقات ماهر الأسد مع إيران أساسا للشائعات التي نشرتها المصادر المؤيدة للمعارضة السورية، حول نزاعات مزعومة بين ماهر وبشار الأسد. وخلال سنة 2016، ظهرت تقارير تفيد بعزل ماهر الأسد عن قيادة اللواء 42 ونقله إلى الرتبة الثانية في الأركان العامة.  كما اتهم ماهر الأسد بمحاولة التمرد العسكري ضد بشار الأسد بدعم من الإيرانيين، وقيل إنه على خلاف مع خط القيادة السورية ويسعى للانضمام لعملية السلام والمفاوضات مع المعارضة. ولكن، في صائفة 2017، كان ماهر الأسد على رأس الفرقة الرابعة أثناء العمليات العسكرية في جنوب سوريا في محافظة درعا.
ومع ذلك، فإن زيادة التكهنات حول احتمال نشوب صراع بين الإخوة الأسد، لا يعكس المخاوف المتعلقة بإمكانية تسبب عملية السلام في نقل السلطة إلى حكومة الوفاق الوطني. وفي هذا الصدد، يخشى بعض عناصر حزب البعث المنحازة لبشار الأسد، أن تدعم إيران ماهر الأسد لتحقيق هذه الغاية، خاصة وأنه يتمتع بالنفوذ اللازم بين قوات الأمن، وبالقوة المالية. والأهم من ذلك أن لديه رغبة في تقديم أي تضحيات في سبيل تحقيق هدفه، وقد أظهر ذلك أثناء تعامله الوحشي مع الاحتجاجات السلمية خلال المرحلة الأولى من الثورة السورية.
من جهة أخرى، يعد رامي مخلوف واحداً من أكثر الرجال نفوذاً وأهمية في سوريا، بعد ماهر الأسد، حيث ينتمي مخلوف إلى قائمة الأشخاص الأكثر تأثيرا في البلاد، إلى جانب الرئيس السوري، وشقيقه ماهر الأسد. كما يعتبر أغنى رجل في البلاد بثروة تناهز 6 مليار دولار.
علاوة على ذلك، يمثل رامي مخلوف المالك الرئيسي للشركة المشغلة للهاتف المحمول “سيريتل”، وشركة “شام القابضة” التي تسيطر على القطاعات الأكثر إدراراً للأرباح في سوريا؛ بما في ذلك الأعمال الفندقية، وسلاسل المطاعم، وشركات السفر، فضلا عن شركة “طيران لؤلؤة السورية”. إلى جانب ذلك، يعد رامي مخلوف المساهم الرئيسي في رأس مال العديد من المصارف على غرار، بنك سورية الدولي الإسلامي، وبنك البركة، وبنك قطر الدولي، وبنك شام، وبنك الأردن في سوريا.
ومما لا شك فيه أن لعائلة مخلوف علاقات وطيدة مع رجال الأعمال البريطانيين، ويتجلى ذلك من خلال امتلاك عائلة مخلوف لأسهم في شركة “جلف ساندز بتروليوم” البريطانية. على صعيد آخر، تدافع العديد من وسائل الإعلام الموالية لمخلوف عن مصالحه على غرار صحيفة الوطن، وتلفزيون نينار، وقناة الدنيا، وشركة بروميديا. وبشكل عام، يسيطر رامي مخلوف على حوالي 60 بالمائة من الاقتصاد السوري، وفقا لبعض البيانات.
وفي هذا الصدد، يقوم رامي مخلوف بإنجاز العديد من المهام لصالح عائلة الأسد وغيرهم من ممثلي النخبة الحاكمة في الجمهورية العربية السورية، من خلال توظيف علاقاته، ونفوذه، وقدراته المادية. وعلى الرغم من عديد العقوبات المُسلطة عليه، إلا أن مخلوف نجح في إيجاد سبل لتحقيق أهدافه والتخلص من القيود المفروضة عليه.
وفي إطار تحقيق أهدافه التي لعل من أهمها التهرب من العقوبات الدولية، استخدم مخلوف ثلاث شركات مقربة من العائلة الحاكمة، على غرار بانغاتيس الدولية، وماكسيما الشرق الأوسط للتجارة، ومورغان للصناعات الإضافية. كما وظف مكتب المحاماة البنمي “موساك فونسيكا” بغاية إنشاء شركات وهمية في جمهورية سيشل. وللغاية ذاتها، يمتلك رامي مخلوف أسهما في شركات في شرق أوروبا على غرار روك هولدينغ، وهي شركة رومانية قابضة، علاوة على دوم للتنمية القابضة.
جمعية “البستان” الخيرية
تعد “جمعية البستان” التي أُنشئت كمؤسسة خيرية تهدف لحل القضايا الإنسانية التي برزت أثناء الحرب الأهلية في سوريا، من بين العناصر المكونة لإمبراطورية مخلوف. وتجدر الإشارة  إلى أن هذه الجمعية تلقت مبلغا ماليا يقدر بحوالي 270 ألف دولار من قبل اليونيسيف. ومن هذا المنطلق، أصبحت “البستان”، المصدر الرئيسي لتمويل مختلف الجماعات شبه العسكرية، التي ترتبط بالقوات الموالية للحكومة السورية والتي يطلق عليها اسم “الشبيحة”. ومن خلال “البستان” قام رامي مخلوف بإنشاء شركة عسكرية خاصة، يسيطر عليها لوحده.
في السياق ذاته، تعتبر وحدات “درع الوطن” و”فهود حمص” من أكثر التشكيلات المسلحة التي ترتبط بجمعية “البستان” السورية. ولضمان مكانته في أجهزة المخابرات السورية، قام مخلوف بتمويل هذه الجماعات التي تربطها علاقات بإدارة المخابرات الجوية السورية. وبهذه الطريقة، أصبح رامي مخلوف يمتلك جميع العوامل الضرورية، لا سيما العاملين المالي والعسكري، التي تخول له التأثير على الوضع الراهن.
وفي الواقع، يمكن أن يكون رامي مخلوف من بين أنصار عملية السلام في سوريا، حيث أنه يحاول تخفيف العقوبات عليه ورفع القيود عن ممتلكاته وأسهمه في الشركات الأجنبية، وهو ما لن يتحقق سوى بإسهامه في عملية التسوية السلمية في سوريا. وفي هذا الشأن، قام مخلوف برفع دعاوى في محاكم سويسرا. ومما لا شك فيه، أن الاستقرار والقوة المالية لمخلوف يعتمدان على الحفاظ على النظام الحالي في سوريا.
زعيم “صقور الصحراء
يعتبر أيمن جابر من بين الشخصيات السورية التي تمكنت من تعزيز موقفها والتأثير على عملية صنع القرار داخل سوريا، في خضم الصراع الداخلي الجاري. وعموماً، يعد جابر، أحد أقطاب تجارة النفط في سوريا، الذي تولى مهمة مراقبة وضمان إنتاج النفط والغاز في جميع الأراضي التي تقع تحت سيطرة النظام السوري.
بالإضافة إلى ذلك، يترأس جابر المصنع السوري للتعدين، كما أنه صاحب أسهم في العديد من المؤسسات، إلى جانب مخلوف وغيره من رجال الأعمال السوريين. وفيما يتعلق بحماية الثروات الطبيعية، يلجأ جابر إلى توظيف خدمات الشركات العسكرية الخاصة التابعة له، التي قد تشكل من بعض أفرادها وحدات هجومية، من قبيل “صقور الصحراء”،  و”الكوماندوز البحري” التي يقودها إخوة جابر؛ محمد، الذي يدير مجموعة من الأعمال التجارية في روسيا، وإبراهيم.
وفي مراحل معينة من الحرب السورية، أصبحت هذه الجماعات تشكل خطراً، نظرا للاستقلالية المفرطة التي تتمتع بها، ويتجلى ذلك في الحادثة التي وقعت في صيف 2017، حيث لم تسمح جماعة “صقور الصحراء” بمرور موكب حكومي إلى المنطقة القابعة تحت سيطرتها، وهو ما أدى إلى اعتقال إبراهيم جابر. وفي أعقاب ذلك، تم دمج جماعة “صقور الصحراء” في صلب المقاتلين المتطوعين في الفيلق الخامس، حيث مثلوا أيضاً جزءاً من “الكوماندوز البحري”، الذي يموّله أيمن جابر.
إلى جانب ذلك، ينتمي جورج حسواني، مالك شركة هيسكو لإنتاج الغاز الطبيعي، إلى الدائرة المقربة للعائلة الحاكمة، ويعد من الشخصيات المؤثرة في البلاد. كما أن حسواني يتولى مهمة تمويل بعض الوحدات على غرار “قوات درع القلمون” التي تعد جزءاً من وحدات قوات الجيش العربي السوري.
وفي هذا الصدد، اتهمت تركيا والعديد من الدول الغربية حسواني ببيع النفط المستخرج من المناطق السورية الغنية بالثروات الطبيعية، التي تقبع تحت سيطرة تنظيم الدولة. علاوةً على ذلك، ووفقا لبعض المعلومات، يحمل حسواني الجنسية الروسية، وهو ما يفسر علاقاته التجارية مع شركة ستروي ترانس غاز وغاز بروم الروسية.
الحرس القديم والمخابرات
لا يزال بعض ممثلي الحرس القديم الموالين لحافظ الأسد، فضلا عن عناصر المخابرات، يواصلون التأثير على القرارات السياسية التي يتم اتخاذها في الجمهورية العربية السورية، وخاصة وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، البالغ من العمر 77 سنة. وقد شغل المعلم سابقا، وأثناء فترة رئاسة حافظ الأسد، منصب السفير السوري لدى الولايات المتحدة، ويعتبر من ضمن الشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي السوري.
كما يعد رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، اللواء علي مملوك، من ضمن الشخصيات التي شغلت مناصب هامة في السلك الأمني وذلك بحكم عمله الطويل في جهاز الاستخبارات. وقد تولى مملوك في سنة 2012 منصب رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، الذي يشرف بدوره على عمل وحدات الاستخبارات.
ووفقا للعديد من المصادر، يعتبر علي مملوك رجلاً سياسياً يتميز بخبرة كبيرة، حيث نجح في الجمع بين روسيا وإيران، كما حظي بدعم كلا البلدين. بالإضافة إلى ذلك، يعد مملوك من القيادات السورية التي ترغب العديد من الدول في التعامل معها، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، وتركيا. علاوة على ذلك، يقدم مملوك تعليمات حساسة فيما يتعلق بإجراء المفاوضات مع المعارضين الخارجيين للنظام السوري.
عناصر النظام الأمومي
من المستحيل تجاهل دور المرأة وتأثيرها في عملية صنع القرار في الجمهورية العربية السورية. ومن المؤكد أن أنيسة مخلوف لعبت دورا هاما في الحفاظ على توازن أسرة الأسد والتخفيف من حدة التناقضات بين الأخوين بشار وماهر. في الأثناء، لاحظ العديد من المراقبين تدهور العلاقات بين الأخويْن في أعقاب وفاة والدتهما في بداية سنة 2016.
على صعيد آخر، تقوم زوجة الرئيس السوري، أسماء الأسد، بدور لا يستهان به في محاولة التأثير على الوضع، إلا أن حجم تأثيرها في صنع القرار لا يزال غامضاً. والجدير بالذكر أن أسماء الأسد أسست العديد من المنظمات والمؤسسات غير الحكومية.
في هذا الصدد، وبالاستعانة بهذه المؤسسات، وعلى الرغم من العقوبات المفروضة عليها، نجحت أسماء في الاستيلاء على أموال المنظمات الدولية، المخصصة لدعم ضحايا الحرب في سوريا. ومن جهة أخرى تعتبر بشرى الأسد، أرملة آصف شوكت، وشقيقة الأسد من نساء العائلة الحاكمة التي تتميز بقدر من النفوذ، كما تُعرف بعلاقاتها التجارية مع رامي مخلوف.
تغييرات الهيكل السياسي؟
في الوقت الراهن، يواجه الرئيس السوري العديد من التهديدات المتأتية من التدخل الخارجي الذي يسعى للإطاحة به. ومن جهة أخرى، لعبت كل من روسيا وإيران دورا هاما في الحفاظ على تواجد الأسد على رأس النظام. ولولا مشاركتهما في الحرب، لما استطاع الأسد النجاح في القيام بالعمليات العسكرية، والحفاظ على استمرار نظامه إلى حد الآن.
وعلى الرغم من أن بشار الأسد قد فاز في الحرب، إلا أنه لم ينجح في تحقيق السلام، نظرا لحالة البلاد والأوضاع المتردية التي تفاقمت منذ اندلاع الحرب. وتجدر الإشارة إلى أن ذلك ساهم في الارتفاع غير المسبوق لمستويات الفساد، واستحواذ أقلية ضيقة على رؤوس الأموال. وفي حال لم يتدارك النظام السوري الأمر، ولم يستطع تنفيذ جملة من الإصلاحات، فإن ذلك سيؤثر قطعا على النظام الحالي، ما قد يؤدي إلى الدخول في جولة جديدة من التوتر.
في الحقيقة، إن امتلاك عائلة الأسد لبعض الصلاحيات الإدارية يحول دون إجراء إصلاحات حقيقية في البلاد. لذلك، من المستحسن الاستناد إلى أحكام قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عدد 2254، ولا سيما فيما يتعلق بالحاجة إلى تشكيل سلطة  تنفيذية جديدة.
وتجدر الإشارة إلى أن تغيير نظام الحكم في سوريا من جمهوري إلى جمهوري برلماني، سيجرد الأسد من العديد من الصلاحيات، إلا أن ذلك يعد الخيار الأنسب لسوريا للقيام بإصلاحات حقيقية. وفي جميع الأحوال، ومن دون مشاركة المعارضة السورية، بما في ذلك القوات المسلحة، في عملية التغيير، يستحيل تحقيق تغييرات إيجابية بسبب غياب العوامل التي تحفز الدولة على القيام بإصلاحات حقيقية.
المصدر: مركز الشؤون الدولية الروسي
الكاتب: كيريل سامانوف
==========================
الصحافة العبرية :
يديعوت أحرونوت: إسرائيل تعزز دفاعاتها الجوية شمالا
ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) على موقعها الاكتروني ، مساء الأحد ، أن الجيش الإسرائيلي قرّر تعزيز قوات دفاعه الجوي شمال اسرائيل.
ونوهت الصحيفة عن أن هذه الخطوة تأتي في أعقاب أحداث أمس الأحد، حيث أسقطت دفاعات جوية سورية طائرةً حربية إسرائيلية من طراز (إف -16) شمال البلاد.
وذكرت قناة (سكاي نيوز) الإخبارية اليوم " إن إسرائيل أرسلت منظومات باتريوت الصاروخية (أرض - جو) إلى الجولان لتعزيز الدفاعات الجوية بالمنطقة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال ـ في وقت سابق ـ "إن اسرائيل ستدافع عن نفسها ضد أي هجوم" ، كما قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي " إن ضرب المواقع الإيرانية الرئيسية في سوريا رسالة واضحة إلى إيران بأن اسرائيل لن تتسامح مع أي وجود عسكري إيراني بالقرب منها".
ويذكر أيضا أن إسرائيل شنت هجوما واسع النطاق داخل سوريا بعدما أسقطت طائرة إيرانية دون طيار تسللت إلى مجالها الجوي.
==========================
يديعوت أحرونوت: طائرة مقاتلة أخرى تمكنت من الإفلات من صاروخ سوري مضاد
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، صباح اليوم الإثنين، عن إفلات طائرة إسرائيلية مقاتلة أخرى (أف 16)، من صاروخ سوري مضاد فجر السبت الماضي.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم، إن طائرة مقاتلة أخرى، خلال الحدث في الشمال فجر السبت، قد تمكنت من الإفلات من صاروخ مضاد.
ويُذكر أن الدفاعات الجوية السورية قد أسقطت طائرة حربية إسرائيلية فجر السبت الماضي بعد إغارتها على أهداف بسوريا.
وشن الجيش الإسرائيلي، أول من أمس (السبت)، سلسلة غارات جوية على مواقع في سورية، تخلّلها إسقاط إحدى مقاتلاته من طراز "اف 16" بعد استهدافها من قبل الدفاعات الجوية السورية فوق منطقة الجليل الأسفل في شمال فلسطين المحتلة عام 1948.
وادّعى الجيش في بيان له، أن الغارات جاءت ردًا على اختراق طائرة إيرانية بدون طيار الأجواء الإسرائيلية، على حد قوله.
وأدى سقوط الطائرة إلى اشتعال حريق في المنطقة، فيما أقرّ الجيش الإسرائيلي بإصابة اثنين من طياريه جرّاء سقوط الطائرة؛ بجروح خطيرة وأخرى طفيفة.
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قد قالت أمس الأحد، إن تحقيقًا أولي حول حادثة سقوط طائرة F16 الحربية الإسرائيلية، بصواريخ الدفاعات الجوية السورية، أشار إلى أن طاقم الطائرة فشل في تجنب الصواريخ رغم وصول تحذيرات.
وذكرت الصحيفة العبرية، "أن التحقيق الأولي يشير إلى أن طاقم طائرة الـ F16 كان قادرًا على تحديد وتجنب صواريخ الدفاعات السورية وقد وصل تحذير للطاقم بشأنها".
وأضافت: "لكن لأسباب لم يتم توضيحها بشكل تام بعد فإن الطاقم لم يكن لديه الوقت للقيام بمناورة التهرب وعند اقتراب الصواريخ تخلى الطاقم عن الطائرة".
وأوضحت "هآرتس"، أن الصواريخ التي أطلقت نحو الطائرة الإسرائيلية كانت من نوعين SA5 وSA17"، زاعمة أن الطائرات الإسرائيلية تمكنت من تدمير حوالي نصف بطاريات الدفاعات الجوية السورية خلال الهجمات.
==========================
صحيفة إسرائيلية: سيُعاد سيناريو المواجهة على الجبهة الشمالية
صحيفة الوسط - رام الله - صحيفة الوسط
ذكرت صحيفة (يسرائيل هيوم) العبرية: إنه يبدو بأن التصعيد الذي حصل في الأجواء السورية، كان مجرد بداية لما هو أعظم، خاصة عندما ننظر إلى تسارع الأنباء الأخيرة، معتبرة أن الأوضاع على الجبهة الشمالية، قد تزداد سوءًا خلال الأيام المقبلة، ويعاد السيناريو الذي حدث بالأمس.وأضافت الصحيفة: في 29 كانون الثاني/ يناير السابق، بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيناريوهات التصعيد المحتملة على خلفية القصف الإسرائيلي عبر الحدود.
وذكر نتنياهو لبوتين آنذاك: "إذا كان علينا أن نعمل في بيروت فسنعمل، يتم إنشاء مصانع صاروخية دقيقة تهدد تل أبيب". وناقش نتنياهو هذه المسألة مع العديد من القادة، من بينهم دونالد ترامب وأنجيلا ميركل وعمانوئيل ماكرون وآخرين، مشيراً إلى أن هناك محاولات مستمرة من قبل إيران لإنشاء قواعد عسكرية في سوريا.
وذكر "إن إيران تحاول إشعال الساحة، وتحويل سوريا إلى مستعمرة عسكرية وإدخال أسلحة فتاكة"، مضيفاً "أوضحت لبوتين أننا سنمنع توطد إيران في سوريا"
وقد كانت صحيفة (الشرق الأوسط) قد ذكرت، السبت السابق، أن نتنياهو أبلغ بوتين، بأن تل أبيب ستهاجم مستودعات الصواريخ التابعة لإيران وحزب الله في سوريا وجنوب بيروت على خلفية إِدامَة نقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله.
وفي ضوء التوتر، قام نتنياهو وأعضاء المجلس الوزاري السياسي والأمني بجولة على الحدود السورية، يوم الثلاثاء السابق، وألقوا نظرة على الأراضي السورية، واستمعوا إلى معلومـات من رئيس الأركان أيزنكوت وكبار الضباط.
وفي الأن نفسه، نشر حزب الله شريط فيديو يحزر "برد الضربة لكل من يمس بمنشآت البترول الخام والغاز والمياه في بيروت".
وفى يوم الأربعاء، تعرضت منشأة عسكرية لهجوم في منطقة جمرايا، حيث يتم تصنيع الأسلحة وتخزين صواريخ بعيدة المدى لحزب الله، واتهمت سوريا تل أبيب بالتصعيد.
وكان المجلس الأعلى للأمن اللبناني، قد أصدر، يوم الأربعاء، مؤشر عدوانية، أعلن فيها: "أن الجيش اللبناني، تلقى أوامر بوقف أي أقتحام إسرائيلي على البر والبحر".
==========================
هارتس : "محادثة بوتين- نتنياهو منعت قصفًا إسرائيليًا آخر لسورية"
القدس المحتلة / سما
كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو الحكم في التصعيد العسكري بين إسرائيل وأيران على الأرض السورية، وهو من أطلق صافرة النهاية وقبل الطرفان بحكمه، وهذا ما يظهره تحليل الأحداث التي وقعت يوم السبت الماضي، بحسب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، عاموس هريئيل.
وبحسب هريئيل، أظهر المسؤولون الإسرائيليون بعد سلسلة الغارات الثانية على سورية، ظهر يوم السبت، نية هجومية وتبنوا الخط القتالي، ودرسوا إمكانية مواصلة شن الغارات على مواقع لإيران في العمق السوري، لكن هذا النقاش انتهى بعد وقت قصير، عندما تحدث رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع بوتين.
"تجاهل بيان الخارجية الروسية دخول طائرة استطلاع إيرانية إلى الأجواء الإسرائيلية"، وفق هريئيل، واستنكر انتهاك السيادة السورية من قبل إسرائيل، وخلال المحادثة الهاتفية بين بوتين ونتنياهو، دعا بوتين للامتناع عن اتخاذ خطوات ستؤدي إلى مرحلة جديدة ذات تبعيات خطيرة على المنطقة.
وقال هريئيل إن الروس قلقون من تعريض جنودهم ومستشاريهم العسكريين للخطر بقصف مطار وقواعد 4–T بالقرب من تدمر، حيث قصفت إسرائيل مركز توجيه الطيارات بدون طيار التابعة لإيران، وهذا ما أعلنته روسيا للمرة الثانية، بعد أن أعربت عن ذلك في شهر آذار/ مارس الماضي، عندما قصفت إسرائيل موقعًا هناك.
وتابع: "الصمت الإسرائيلي بعد المحادثة بين نتنياهو وبوتين يظهر من صاحب الكلمة الأخيرة في الشرق الأوسط، وفي ظل لعب الولايات المتحدة دور الحاضر الغائب في المنطقة، ترسم روسيا الخطوات التي يجب أن تتخذ، خاصة بعد أن بذلت جهدًا عسكريًا وإستراتيجيًا وسخرت الموارد لإنقاذ نظام بشار الأسد خلال السنوات الأخيرة، ولن تقبل بأن تبدد إسرائيل هذه الجهود".
ومن المرجح، بحسب هريئيل، أن رسائل من هذا النوع أوصلها بوتين لنتنياهو، لكن هذا لا يعني أن إسرائيل خالية الوفاق ولا تملك أوراق لعب، لكن نتنياهو لا يبدو كمن يريد المواجهة مع الروس، وتكفيه المواجهة التي فرضت عليه مع الإيرانيين.
==========================
"هآرتس": الدفاعات السورية استغلت نقطة ضعف الطاقم الإسرائيلي وضربته
القدس- وطن للأنباء: تكتب صحيفة "هآرتس" انه يستدل من التحقيق الأولي الذي أجراه سلاح الجو الإسرائيلي حول الحادث الاستثنائي الذي أصاب خلاله صاروخ سوري مضاد للطائرات، طائرة إسرائيلية من طراز F-16i (صوفا) وأسقطها، فجر السبت المنصرم، أن السوريين استغلوا نقطة ضعف في طريقة عمل طاقم الطائرة الإسرائيلي.
وكانت هذه الطائرة هي احدى ثماني طائرات من هذا الطراز، شاركت في مهاجمة مركبة القيادة الإيرانية في قاعدة T-4 بالقرب من مدينة تدمر، في العمق السوري. وقد أدار رجال فيلق القدس من داخل هذه المركبة عملية إطلاق الطائرة غير المأهولة التي تسللت إلى إسرائيل وتم إسقاطها في منطقة بيسان. وقالوا في الجيش أن إسرائيل تعقبت الطائرة الإيرانية طوال تحليقها منذ إقلاعها من تدمر، مرورا بشمال الأردن وحتى اجتياز الحدود الإسرائيلية.
ومن أجل إطلاق الصواريخ على المركبة الإيرانية، من مسافة بعيدة جدا، حلقت بعض الطائرات على ارتفاع كبير. ووفقا للتحقيق الأولي، فقد بقيت طائرة واحدة على الأقل على ارتفاع شاهق، على ما يبدو لأن الطاقم أراد التحقق من أن الصواريخ أصابت المركبة بالفعل، الأمر الذي عرضها للإصابة. ففي هذه المرحلة، أطلقت الدفاعات الجوية السورية أكثر من 20 صاروخا على الطائرات الإسرائيلية، وهو عدد مرتفع وغير عادي. وكانت الصواريخ على الأقل من نوعين: طويل المدىSA-5 وقصير المدى SA-17. وقد شوهد وابل الصواريخ بوضوح من قبل المدنيين الإسرائيليين في الشمال وحتى في وسط البلاد.
ووفقًا للتحقيقات، فقد تمكن طاقم الطائرة الرائدة من تحديد إطلاق الصواريخ تجاه الطائرات الإسرائيلية، فهبط إلى ارتفاع منخفض وتهرب من الصواريخ، بينما لم يفعل ذلك الطاقم الثاني، ما عرض طائرته للإصابة، ولكنه قبل إصابة الطائرة تمكن من مغادرتها والهبوط بالمظلات. وأصيب الطيار بجراح متوسطة فيما أصيب الملاح المرافق بجراح طفيفة. ويسود التقدير في سلاح الجو أن التحذير من الصواريخ المضادة وصل أيضا، إلى الطائرة التي غادرها الطاقم، ولكن لأسباب لم يتم توضيحها بشكل تام بعد، لم يتمكن الطاقم من القيام بمناورة التهرب الكاملة. وربما يكون الطاقم قد ركز على مهمة القصف ولذلك تصرف بشكل عرضه للإصابة.
وفى إفادة نشرتها شركة الأخبار، أمس، قال الملاح والطيار أن الانفجار وقع بالقرب من الطائرة. وقالا إن الصاروخ انفجر على مسافة معينة من الطائرة ولكنه تسبب بضرر كبير لها. وبعد سماعهما للانفجار وإدراكهما بأنهما أصيبا قررا مغادرة الطائرة خلال وقت قصير. وقالا "إن قرار المغادرة تم في غضون ثوان، ونسقنا بيننا مسـالة المغادرة". وكان الطيار، الذي أصيب بجراح خطيرة واعيا بعد الإصابة. ووفقا للتقرير فقد قال: "أنت معلق على المظلة على ارتفاع 14 ألف قدم، ولديك بضع دقائق طويلة حتى تصل إلى الأرض، ومن ثم يبدأ إجراء التبليغ عبر جهاز الاتصال".
ومن المتوقع أن يتناول التحقيق عددا من الجوانب المتعلقة بالعملية بما في ذلك تشغيل "مغلف" الحرب الإلكترونية حول الطائرات، بهدف تعطيل تحديدها ومحاولات إسقاطها، والقيام بالتدريبات الضرورية ومسألة ما إذا لم تكن أجواء الثقة المفرطة قد تغلغلت في أسراب الطيران، على خلفية حقيقة قيامها بعشرات الهجمات في السنوات الأخيرة (كما شهد القائد السابق للقوات الجوية، اللواء أمير إيشيل، في مقابلة مع صحيفة هآرتس في آب الماضي) دون أن تتعرض الطائرات للإصابة.
ويسود في سلاح الجو تقليد مهني طويل بإجراء التحقيقات المتعمقة، لذلك من المعقول الافتراض أنه سيتم التحقيق في أسباب الحادث حتى النهاية. غير أن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي قالوا لصحيفة "هآرتس" إن النشاط الجوي المكثف في نهاية الأسبوع يعتبر نجاحا وأن الجيش يدرك المخاطر التي ينطوي عليها هذا النشاط، كما أنه قد يتورط أحيانا في إلحاق أضرار بالطائرات.
==========================
هآرتس:التحقيقات أثبتت ان الطائرة f16 أسقطت بصاروخ على ارتفاع شاهق جدا
كشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلة ان تحقيقات سلاح الجو الإسرائيلي توصلت إلى أن قائدي المقاتلة "F-16" التي أسقطتها الصواريخ السورية لم يتمكنا من تنفيذ "مناورة الهرب" من النيران.
وقد أظهرت التحقيقات أن المقاتلة حلّقت بشكل منخفض، ثم طارت على علو شاهق للغاية، بهدف رصد عملية تدمير العربة التي أطلقت الطائرة الإيرانية من دون طيار، والتي من خلالها يتم تسييرها في مطار "تيفور" العسكري قرب مدينةتدمرالسورية.
وكشفت التحقيقات التي قام بها سلاح الجو الإسرائيلي أن ثماني طائرات من طراز "F-16" شاركت في الغارة التي استهدفت تلك العربة المسيرة للطائرة الإيرانية من دون طيار، وأهدافا أخرى في المطار ومحيطه قرب مدينة تدمر، مشيرة إلى ان "بعض الطائرات الحربية المشاركة حلّقت على ارتفاعات شاهقة، وذلك لتوجيه ضربات دقيقة، فيما حلّقت إحداها وهي تلك التي أسقطت على علو شاهق جدا بهدف التأكد من أن الصواريخ أصابت العربة في مقتل، وتوصلت إلى أن ذلك يعد "نقطة ضعف" يجعلها معرضة للإصابة، وهذا ما حدث".
ورصدت التحقيقات الإسرائيلية أن الدفاعات الجوية السورية أطلقت أكثر من 20 صاروخا على الطائرات المغيرة، وهو عدد وُصف بالكبير بشكل غير اعتيادي، مشيرة إلى أن طواقم الطائرات الحربية الإسرائيلية كان بوسعهم تحديد الصواريخ المنطلقة باتجاههم.
وفي نفس السياق، أشار موقع "the times of Israel" إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي يحقق في ملابسات قفز الطيارين من الطائرة، لافتا إلى أن هذه الحادثة هي الأولى منذ حرب لبنان عام 1982.
وأفاد المصدر بأن تحقيقا أوليا توصل إلى أن سقوط مقاتلة "F-16" كان نتيجة انفجار صاروخ سوري مضاد للطائرات بجانبها.
ونقل الموقع الإخباري الإسرائيلي عن متحدث باسم الجيش، أن التحقيقات لاتزال جارية، وأن الرواية الحالية تشير إلى أن صاروخا كان السبب في سقوط الطائرة.
==========================
هآرتس :إسقاط الطائرة: السياق.. والحذر الإسرائيلي المطلوب
بقلم: أسرة التحرير
لا خلاف في أن اسقاط الطائرة بلا طيار الايرانية التي تسللت من سورية الى الاراضي الاسرائيلية كان عملا شرعيا وضروريا. يمكن التساؤل اذا كان اطلاق الطائرة مخططا، بنية تحقيق أهداف استخبارية أو عن خطأ تكتيكي لمطلقيها، ولكن عند اتخاذ القرار لاسقاطها لا مكان ولا زمان لتردد زائد.
ليس هكذا بالنسبة للرد الاسرائيلي المفهوم، الذي تضمن هجوما على أهداف ايرانية وغيرها في الاراضي السوري، والتي في اثنائها اسقطت طائرة اف 16، واضطر الطيار ومساعده لتركها، واصيب الطيار بجراح خطيرة. هذه العملية، ونتائجها، والتي كان يمكن ان تكون أكثر مأساوية بكثير بل وتجر اسرائيل الى عملية عسكرية واسعة في محاولة لتحرير الطيارين لو أمسكتهما قوات سورية أو ايرانية – تستوجب اعادة النظر في سياسة الرد بشكل خاص وفي الاستراتيجية التي توجه خطى اسرائيل في سلوكها في الحرب في سورية بشكل عام. فأحداث أمس تدل مرة اخرى على انه رغم الاعتبارات العقلانية والرغبة في الامتناع عن الحرب، فان لاحداث قليلة طاقة كامنة للانفجار، ويمكنها أن تحدث خطوات عسكرية من شأنها ان تخرج عن نطاق السيطرة.
ان حاجة اسرائيل للردي بقوة ضد هجوم في اراضيها او محاولة للمس بسيادتها، هي مفهومة وهي بشكل عام ضرورية، من أجل ردع تكرار مثل هذه الحالات. ولكن عندما يتحول مثل هذا الرد الى خطوة تلقائية فانه يبدأ في ان يشكل بنفسه تهديدا وخطرا. في الحرب في سورية تثبت ميزان هش من المصالح، تشارك فيه روسيا، ايران وتركيا. هذا ليس محورا وديا لاسرائيل، فما بالك على خلفية فك ارتباط الولايات المتحدة عن الساحة وقدرتها المحدودة جدا في التأثير على الخطوات العسكرية بشكل يضمن أمن اسرائيل.
اسرائيل مطالبة بان تشق طريقها بحذر شديد بين تطلعها لاحباط تثبيت التواجد الايراني في سورية وبين النتائج التي من شأن هذا التطلع ان يسببها. هكذا مثلا فقد تمتعت حتى الان من إذن روسي محدود لضرب أهداف حزب الله في سورية،  فقط كتلك التي فيها امكانية كامنة للمس بها. أما مبادرة عسكرية تمد حدود "الاذن" الروسي فمن شأنها أن تؤدي الى الغائه أو حتى ان تضع اسرائيل في مسار صدام مع روسيا، الدولة الوحيدة في سورية، المستعدة لان تراعي المصالح الاسرائيلية.
لقد بثت اسرائيل مؤخرا سلسلة من الرسائل الحادة والواضحة التي تفيد بانها مستعدة لان تعمل عسكريا ايضا كي تمنع تعاظم التهديدات ضدها في سورية وفي لبنان. وهي توضح في نفس الوقت بانها لا تتطلع الى الحرب. والتوازن بين هاتين الاستراتيجيتين يستدعي الحذر العسكري الزائد، التفكر الدقيق والتحكم المتعاظم باحاسيس الغضب والانتقام. فشفا الحرب قريبة للغاية ومن الحيوي الابتعاد عنها.
عن "هآرتس"
==========================
هآرتس :الوصول إلى «الشَرك الاستراتيجي» في سورية
بقلم: عاموس هرئيل
توجد كل من اسرائيل وايران الآن للمرة الاولى في مواجهة مباشرة على الاراضي السورية. هذا هو المعنى الاساسي ليوم القتال أمس في الشمال. ايضا اذا انتهت الجولة الحالية قريبا بتهدئة، فعلى المدى الأبعد سيتشكل هنا واقع استراتيجي جديد، سيكون على اسرائيل مواجهة مجموعة اشكالية من التطورات: استعداد ايراني للعمل ضدها، ثقة ذاتية متزايدة لدى نظام الاسد، وما يقلق أكثر، دعم روسي للخط المتشدد لباقي اعضاء المحور.
لقد سمحت سبع سنوات من الحرب الاهلية السورية لاسرائيل العمل بحرية كبيرة في سماء الشمال. عندما كان يتم تشخيص تهديد للمصالح الامنية الاسرائيلية كان سلاح الجو يعمل تقريبا دون اعاقة. عملت حكومات نتنياهو المتعاقبة على الحفاظ على الخطوط الحمراء التي حددتها (على رأسها منع تهريب سلاح متقدم لحزب الله)، ومارست في سورية سياسة مسؤولة وعقلانية، منعت انزلاق اسرائيل بشكل مبالغ فيه الى داخل الحرب.
تغيرت الظروف  في السنة الاخيرة. ازاء الانتصار التدريجي للنظام في القتال – الذي يتركز الآن في العمليات البرية التي يقوم بها الاسد ضد الجيوب المحدودة للمتمردين – جددت سورية محاولاتها لاسقاط طائرات اسرائيلية اثناء الهجمات. في نفس الوقت بدأت ايران في تحقيق مصالحها الخاصة: نشر مليشيات شيعية في جنوب سورية وممارسة الضغط على النظام لتمكينه من اقامة قاعدة جوية وبحرية. ولكن اسرائيل واصلت العمل في الشمال ضمن النمط الهجومي السابق، الى حين الوصول الى الشرك الاستراتيجي الذي وجدت نفسها فيه أمس، والذي من غير المستبعد أن يكون نتيجة لكمين متعمد نصب لها.
ملخص الاحداث: أطلقت ايران طائرة بدون طيار الى الاراضي الاسرائيلية، والتي اسقطت من قبل مروحية لسلاح الجو. اسرائيل هاجمت ودمرت ردا على ذلك قاعدة القيادة التي وجهت منها الطائرة بدون طيار، في القاعدة السورية قرب مدينة تدمر في جنوب الدولة. يحتمل أنه في هذا الهجوم قتل، للمرة الاولى، مقاتلون ومستشارون ايرانيون. رد الجيش السوري  باطلاق اكثر من عشرين صاروخا مضادا للطائرات، أحدها كما يبدو اصاب طائرة اف 16 آي (عاصفة) اسرائيلية وأجبر طاقمها على القفز منها في سماء الجليل. هاجمت اسرائيل ردا على ذلك 12 هدفا سوريا وايرانيا في سورية، في الهجوم الذي وصف بأنه الاكثر اتساعا منذ 1982 (لم يتم اسقاط أي طائرة بنيران المضادات منذ تلك الحرب).
موضوعيا، سجل سلاح الجو وجهاز الاستخبارات عددا من النجاحات العملياتية: الطائرة بدون طيار الايرانية تم اعتراضها، رغم أنها كانت ذات اجهزة تحكم غير متطورة وتم اسقاطها في مكان مناسب، مكن من السيطرة على اجزائها. وبعد ذلك سيوفر دليل على مسؤولية ايران. الموقع دمر بهجوم مركب.
ولكن في زمن الحروب الاعلامية الحالية، سيلقي تدمير الطائرة واصابة طاقمها بظلاله عليها، والتي سوقت في الجانب العربي كانتصار كبير وسببت الاحراج لاسرائيل. سيكون على سلاح الجو  التحقيق معمقا في كيفية اختراق صاروخ قديم نسبيا لغلاف الدفاع الاسرائيلي، وسيتم بالتأكيد فحص اعتبارات الطاقم: هل الطائرة لم تبق في مكان مرتفع جدا ومكشوفة، من اجل متابعة اصابة الصاروخ للهدف في سورية، في الوقت الذي تمكنت فيه الطائرات الاخرى من التشكيلة من التملص؟.
استغلت  ايران الحادثة للاعلان بأنه منذ الآن لن تستطيع اسرائيل العمل في سورية. الاعلان المقلق اكثر قدمته روسيا، التي استضافت في نهاية كانون الثاني رئيس الحكومة نتنياهو، عندما اعلنت أن على اسرائيل احترام السيادة السورية – وتجاهلت تماما اطلاق الطائرة الايرانية بدون طيار نحو اراضيها.
إن تبادل اللكمات هذا من شأنه أن يستمر الآن، ايضا لاعتبارات الكرامة الوطنية والحرج الجماهيري. في ظروف مشابهة تماما، في كانون الثاني 2015، عرف نتنياهو كيف ينهي الامر. اسرائيل اتهمت في حينه بالتعرض لحياة جنرال ايراني ونشيط في حزب الله، جهاد مغنية، إبن رئيس اركان المنظمة الذي تمت تصفيته، في هضبة الجولان. حزب الله رد بعد عشرة ايام بكمين صاروخي مضاد للدبابات قتل فيه ضابط وجندي من الجيش الاسرائيلي في هار دوف. ولكن اسرائيل قررت أن هذا يكفي وامتنعت عن رد انتقامي آخر – ومر خطر الحرب. الآن ايضا يبدو أن هناك ما يمكن القيام به في القناة السياسية – مثلا من خلال نقل تهديدات بواسطة الولايات المتحدة وروسيا، قبل مواصلة الانزلاق الخطير نحو مواجهة عسكرية.
 
شأن ايراني في الاحتكاك
على خلفية النقاش في اسرائيل يبرز كالعادة سؤال ما هي العلاقة بين التصعيد الامني والتحقيقات مع رئيس الحكومة. في الاسبوع القادم يتوقع طرح توصيات الشرطة بشأن تقديم نتنياهو للمحاكمة، والشبكات الاجتماعية امتلأت أمس بتوقعات المغردين، المراسلين والنشطاء السياسيين الذين قالوا إن كل هذه التوترات هي مؤامرة من انتاج مقر رئيس الحكومة، هدفت الى حرف انظار الرأي العام عن الشؤون المهمة. وكل من لا يتفق مع هذه التفسيرات يتم تصنيفه حالا كمتعاون مع نتنياهو وعائلته، رغم أنه لم يفهم حقا من تلك التحليلات اذا كانت ايران مشاركة في المؤامرة بقرار اطلاق الطائرة بدون طيار.
ليس بالامكان تجاهل دور الاعتبارات السياسية والشخصية في القرارات السياسية والامنية. هذه الاعتبارات تدخلت في قرارات بيغن الحاسمة بشأن قصف المفاعل العراقي، وقرارات شارون بشأن الانفصال عن غزة، وقرارات اولمرت بشأن شن العملية البرية الفاشلة في بداية حرب لبنان الثانية، وقرارات نتنياهو نفسه عندما انجر الى العمليات الاخيرة في غزة، عمود السحاب والجرف الصامد، في ظل انتقادات داخلية.
ولكن مثلما سبق وطرح هنا الاتهام بأن نتنياهو، الذي في الغالب كان حذرا من الحروب مثلما يحذر النار، يقوم بتسخين الحدود بصورة متعمدة، فإن هذا الاتهام يحتاج الى اثبات أكثر من الحدس. التقدير أن رئيس الاركان غادي آيزنكوت الذي هو من العقلانيين والحذرين من بين موظفي الدولة في اسرائيل، سيكون شريكا في مناورة سياسية فاسدة كهذه، يبدو مدحوض لكل من يعرفه. بالمناسبة، في النقاشات في صباح يوم السبت اتخذ الجيش خط صقوري.
لا يوضح الجيش الاسرائيلي  في هذه المرحلة ماذا كانت الطائرة الايرانية بدون طيار تنوي أن تعمل في سماء اسرائيل. يبدو أن النية كانت انهاء مهمة والعودة، دون أن يتم كشفها. تبين العملية الايرانية أن طهران لا تكتفي بتقديم المساعدة للاسد أو ضمان ميناء على شاطيء البحر المتوسط. هي ترى في انتصار النظام فرصة لايجاد مواجهة فعلية على طول الحدود مع اسرائيل. لم يظهر الجيش الاسرائيلي في هجماته أمس حتى ولو شيئا بسيطا من قدراته الاستخبارية والجوية، وحتى الآن من الافضل أن لا يكون مضطرا لذلك.
ما يقلق بشكل خاص هو حقيقة أنه في هذه الاثناء لا تلوح في الافق شخصية "البالغ المسؤول" في المجتمع الدولي بحيث يتدخل من اجل كبح الاطراف. روسيا التي تستقبل نتنياهو في سوتشي وموسكو مرة كل بضعة اشهر، يبدو أنها تتوافق تماما مع ايران وسورية، ايضا في عملياتهما ضد اسرائيل. في حين أن الادارة الأميركية برئاسة ترامب من شأنها أن ترى في التصعيد في الشمال فرصة كي تجبي ثمنا من ايران، وبالتحديد حث اسرائيل على مواصلة تشددها. ربما أننا نوجد الآن في بداية ازمة عميقة، حتى لو لم تترجم بالضرورة الى مواجهة عسكرية في الوقت القريب.
عن "هآرتس"
==========================
يديعوت احرونوت :الشطرنج الإيراني: «نقلة» هجوم
بقلم: ناحوم برنياع
يحتمل أن يكون تسلل الطائرة الايرانية بدون طيار الى الاراضي الاسرائيلية نبع من خطأ عملياتي: فالجنجي الذي كان مناوبا كقائد في مطار تدمر غفى مع الاصبع على ممسكة التوجيه. معقول أكثر الافتراض انه كانت هنا نية مبيتة. فليس صدفة ان يكون الايرانيون اخترعوا لعبة الشطرنج. فهم يديرون في الفترة الاخيرة لعبة مركبة مع اسرائيل، تنتشر على الساحة السورية واللبنانية. وحتى يوم أمس كانوا في حالة دفاع. أما أمس فقد انتقلوا الى الهجوم، ضحوا بحجر وأخذوا لنا القلعة. خطوات اخرى على الطريق.
تقاتل ايران واسرائيل  الواحدة الاخرى لسنين. هذه حرب وحشية: الايرانيون لم يترددوا في أن يقتلوا في اثنائها مواطنين أبرياء، اسرائيليين ويهود. قاعدة واحدة حافظوا عليها بعناية: الامتناع عن المواجهة المكشوفة، المباشرة. ايران هاجمت من خلال المبعوثين، الاكثر فتكا بينهم هي منظمة حزب الله. اما اسرائيل ففضلت العمليات السرية، من تحت الرادار. أما أمس، ولاول مرة تحطم هذا الحاجز. تحطم في الطرفين. وهذه علامة طريق.
علامة طريق ثانية هي اسقاط الاف 16 حين كانت تطير في سماء اسرائيل. منذ 1982 لم تسقط طائرة لسلاح الجو. في الجيش الاسرائيلي بذلوا جهدا للتهدئة: ضرب طائرة واحدة لا يبشر بفقدان التفوق الجوي الاسرائيلي. وعلى الرغم من ذلك، عندما يتبين بان مضادات الطائرات لدى الجيش السوري يمكنها أن تسقط طائرة في سماء الجليل فللاسرائيليين سبب للقلق. فضلا عن ذلك، فان اسقاط الطائرة يطرح اسئلة عن حرية عمل سلاح الجو في ضرب اهداف في سورية وفي لبنان. منذ الحسم في الحرب الاهلية في سورية تتغير قواعد اللعب، على الارض وفي الجو.
في بداية الشهر شاركت في سلسلة من المحادثات والجولات مع كبار المسؤولين في الجيش الاسرائيلي، تركزت على المعركة في الشمال. والمقال الذي نشر في اعقابها عنونته "حرب الشمال الاولى". لست أنا من اخترع هذا التعبير – اخترعه قائد فرقة في المنطقة. وكان هدف المحادثات، كما كتبت، هو "اعداد اصحاب القرار في العالم والرأي العام في البلاد لامكانية الحرب، ليست المبادر اليها بل المتدحرجة، وبشكل غير مباشر الايضاح للايرانيين بان اسرائيل لا تخاف المواجهة العسكرية".
في الجيش الاسرائيلي لا يريدون الحرب؛ وكذا القيادة السياسية أيضا. فالتحذيرات تستهدف منع الحرب وليس احداثها. والهدف الاساس لهذه التحذيرات كان بوتين. وكانت الفرضية هي أنه اذا فهم بوتين بانه قد تنشب حرب في الشمال تجعل من الصعب عليه فرض الاستقرار في سورية وتهز مكانته كمحكم أعلى بين الدول في المنطقة فانه سيحرص على وقف الايرانيين. هذا لم يحصل. والجهد العظيم الذي  بذله نتنياهو في أسر قلب بوتين باء بالفشل.
بوتين مثل بوتين: فهو يغدق اقوال المحبة على آذان رؤساء وزراء اسرائيل، ويدعهم يشعرون بانه معجب بهم وبدولتهم. وهم يتباهون بعلاقاتهم معه امام جمهور ناخبيهم. اما هو فليس صديقا. في حديث مع أحد اسلاف نتنياهو قال بصراحة: أنا أعمل فقط وفقا لمصالح روسيا كما افهمها.
في هذه اللحظة مصلحة روسيا هي الحفاظ على حلفه مع ايران، وليس التورط في تدخل مباشر في الحرب. والتنسيق مع اسرائيل يستهدف خدمة هذين الهدفين. التنسيق مع اسرائيل هو تكتيك؛ الحلف مع ايران هو استراتيجية. اسرائيل لا يمكنها ان تعول على نوايا بوتين الطيبة. وهي ملزمة بان تجد سبيلا لاجباره على العمل.
لقد أمن نتنياهو بان بوسعه أن يجند الادارة الأميركية من أجل منع تثبيت وجود ايران. وكما هو معروف فان ترامب اكثر ودا لاسرائيل من بوتين. لعله هو الذي سيجلب الخلاص. لشدة الاسف، هذه الخطوة فشلت هي الاخرى: ادارة ترامب تخلت عن تدخل حقيقي في تقرير مصير سورية. وهي تحشد جهودها في الشرق، على الحدود مع العراق. أما في جبهتنا فليس لنا من نعتمد عليه غير أنفسنا.
السؤال الكبير هو من سيقوم بالخطوة التالية في لعبة الشطرنج هذه، متى وكيف. السيناريو اللازم هو تنظيم قافلة اخرى لحزب الله تنقل الصواريخ الدقيقة أو عناصر لمثل هذه الصواريخ، من سورية الى لبنان، وسيتعين على اسرائيل أن تقرر هل تغض النظر وتخاطر بفقدان الردع، أم تهاجم وتخاطر بالتدحرج نحو الحرب. الجيش الاسرائيلي اتخذ جانب الحذر حتى اليوم من وضع خطوط حمراء: من رسم خطا أحمر يصبح أسيره، رهينته. اما وزراء حكومة اسرائيل فأقل حذرا. شيء واحد هو أن يقول المرء ان اسرائيل ستعمل ضد تثبيت وجود ايراني في سورية وفي لبنان، وشيء آخر هو القول ان اسرائيل لن تسمح بذلك.
لقد ولدت معظم الحروب في الشرق الاوسط من تدحرجات غير مقصودة، من لعبة خطوة تشوشت، من عملية ارهابية نجحت اكثر مما ينبغي من ضغط على الرأي العام على القيادة السياسية. لا يوجد أي لاعب معني في هذه اللحظة بالحرب – لا في اسرائيل، لا في لبنان، لا في سورية وحسب التقدير في اسرائيل ولا في ايران ايضا. فالحرب تبدو زائدة جدا، هاذية جدا، في نظر الاسرائيليين الذين تنزه منهم امس، في يوم دراماتيكي في الشمال مئة الف شخص في المحميات الطبيعية و 25 الف في جبل الشيخ. في الجيش الاسرائيلي فرحوا – فقد رأوا في ذلك دليل ثقة من الاسرائيليين بجهازهم الامني. ولعل السبب هو عدم الثقة: الاسرائيليون لا يصدقون الخطاب الحربي لزعمائهم. وهم يرفضون الفزع مما لا يمكنهم لا يغيروه.
وعليه، فخير يكون اذا ما واصلت الدولة العمل كالمعتاد: في هيئة الاركان يتابعون نشاط الايرانيين وفي الشرطة يعملون على تحقيقات الفساد. والجيش الاسرائيلي يرفع توصياته والشرطة ترفع توصياتها. رجاء لا تخلطوا الامور.
عن "يديعوت احرونوت"
==========================
اسرائيل اليوم :إسقاط الطائرة: عدم الانجرار، مع الاحتفاظ بالمبادرة
بقلم: أمنون لورد
الأمر البارز بالنسبة للاحداث أمس في سورية وفي الشمال هو أن الجهة التي بادرت الى بدء النشاط العسكري كانت ايران.
ففي الفجر أطلقت طائرة بدون طيار نحو اسرائيل. اما اسرائيل فتابعتها وقررت السماح لها بالوصول الى النقطة الملائمة لها كي تعترضها، في اراضينا. غير أنه توجد امكانية أن تكون اسرائيل قد دخلت في فخ اعد لها مسبقا. فكنتيجة لاطلاق الطائرة بدون طيار، صعدت الطائرات الى الجو ووقع أمر خطير للغاية. طائرة اف 16 اسقطت في عمق اراضي اسرائيل، فوق غور بيت نتوفا. لم يسبق أن كان شيء كهذا في الماضي. فهل كان هذا كمين مخطط؟ خبراء في المواضيع الجوية يعتقدون ان هذه امكانية معقولة.
فضلا عن المبادرة الهجومية من الايرانيين، لاول مرة تدفع اسرائيل ثمنا على نشاطها في الاراضي السورية لمنع نقل السلاح الى حزب الله وضرب تثبيت الوجود الايراني. رأينا انه حتى عندما يبادر الايرانيون، وهذه ليست مجرد قذيفة هاون طائشة، من غير الضروري أن ينتهي هذا بحرب. في داخل نطاق اسرائيل كانت عدة سقوطات لاجزاء من صواريخ مضادات الطائرات التي اطلقت نحو طائراتنا.
شيء آخر رأيناه هو أن اعمال المنع الدبلوماسية، التحذيرات التي نقلت الى الرئيس الروسي بوتين، التهديدات الحادة من وزراء الحكومة وكذا النشاط العسكري الناجح لاسرائيل على مدى الزمن – كل هذا لم يردع الايرانيين حقا. بل ربما العكس. يحتمل أن تكون التهديدات من اسرائيل بالذات، والتي وصلت الى مستويات عالية جدا، دفعتهم لان يظهروا بانهم لا يأبهون بالتهديدات. وحسب الرد الوقح من روسيا، التي تحدثت عن السيادة السورية وتجاهلت السيادة الاسرائيلية، يبدو ان بوتين لا تهمه حرب صغيرة ولطيفة بين اسرائيل وايران.
في نهاية المطاف رغم أن اسرائيل صفت منظومات الصواريخ المضادة للطائرات، وعدة أهداف ايرانية في قلب المنظومات السورية وفي القواعد التي يوجد فيها تواجد روسي، لم تلمس حزب الله. في أعقاب نمط السلوك الايراني في نهاية الاسبوع، يمكن التقدير بيقين عال بانه بالسبل السياسية لن يتحقق حل لمصانع انتاج الصواريخ الدقيقة على الاراضي اللبنانية. الى هناك، بعد كل شيء، تتدهور الامور.
حتى يوم أمس كان احساس بان النشاط الاسرائيلي يدخل في الروتين. كان ممكنا ان ننسى احيانا معنى التقدير الاسرائيلي، إذ لا يمكن لاسرائيل أن تسمح بنشوء جبهة جديدة امامها في سورية. هذا هو القول الذي يمكن أن نسمعه من كبار رجالات الجيش الاسرائيلي وفي المستوى السياسي على مدى السنتين الاخيرتين. اما أمس ففهم معنى هذا القرار تثبت. فأحيانا ليس العدو فقط هو من ينبغي أن يستوعب، بل ايضا في الجمهور الاسرائيلي ينبغي أن يفهموا معنى أقوال معينة.
في نهاية المطاف، لا تساعد العلاقة الطيبة والتفاهم بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس بوتين  الا في التخفيف من الوضع الذي تفاقم جدا في الساحة الشمالية. إذ في البداية يأتي ثبيت الوجود الروسي في سورية قبل سنتين ونصف؛ وبعده فقط بالتدريج ثبت الايرانيون تواجدهم. هذه تطورات اساءت بشكل اساس الوضع الاستراتيجي لاسرائيل. ومثلما توقعنا في ايلول 2015، فان حرية عمل سلاح الجو تقلصت في اعقاب دخول الروس مع صواريخهم المتطورة المضادة للطائرات. ان ضرب بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات من الجو اصبح عملية استخبارية متداخلة
في حالات عديدة تشارك في مثل هذه العملية محافل عسكرية من الطائرة نفسها ومن الرقابة. وخليط محاولة خلق جبهة ضد اسرائيل في هضبة الجولان مع قدرات الصواريخ الدقيقة لحزب الله، يستدعي من اسرائيل العمل بمبادرتها لتصفية هذه التهديدات.
عن "اسرائيل اليوم"
==========================
يديعوت : نظام الأسد على بؤرة الاستهداف
عاموس يدلين
Feb 12, 2018
اصطدم عنصران استراتيجيان كما كان متوقعا أمس في الجبهة الشمالية لإسرائيل. التصميم الاستراتيجي الإيراني على بناء قوة عسكرية متطورة في سوريا ولبنان، التقى مع التصميم الإسرائيلي لوقف الميل الإيراني. كانت هذه مفاجأة استراتيجية، ولكن التوقيت التكتيكي قرره الإيرانيون هذه المرة.
لقد كان تقدير الإيرانيين هو أن حسم الحرب الأهلية لصالح نظام الأسد، يسمح بتغيير قواعد اللعب في سماء سوريا وعلى أرضها. ورأت إيران وحزب الله، بعيون متعبة هجمات متكررة من سلاح الجو الإسرائيلي بهدف إحباط بناء قوتها. وأدت ثقتهما بنفسهما بعد النصر في سوريا إلى اطلاق الطائرة بدون طيار صباح السبت، على إسرائيل.
بعد يوم القتال أمس، من الواضح أن إسرائيل وجهت للسوريين والإيرانيين ضربة شديدة، وبالتأكيد فإن الميزان العسكري والاستراتيجي لنتائج هذا الحدث في صالحها.
تشهد هتافات الفرح من حزب الله وتوزيع الحلويات في شوارع دمشق، في أفضل الأحوال،على عدم فهم ما حصل أمس وفي الحالة المتطرفة، تشهد على الأكاذيب والمعلومات المغلوطة والحرج.
كما أن المحللين الإسرائيليين الذين قلقوا على ما يبدو من إسقاط طائرة العاصفة، راحوا بعيدا في القول إنه «تصدع في التفوق الجوي الإسرائيلي».
ما حصل أمس، يشير بالضبط إلى اتجاه معاكس: فقد ضربت إسرائيل نموذجا عن قدراتها الجيدة في الدفاع عن سماء الدولة، بإسقاط الطائرة الإيرانية المتطورة بدون طيار، وقدرتها على أن تبقي دمشق مكشوفةً بعد تدمير عناصر مركزية في دفاعها الجوي. كما أثبتت اسرائيل تفوقا استخباريا مهما سمح لها أن تضرب لأول مرة مباشرة عناصر قوة إيرانية في سوريا.
لكن الرسالة الأهم أرسلت إلى طهران وموسكو وتتعلق بأن «مشروع إنقاذ نظام الأسد» ـ ذاك الجهد الاستراتيجي الذي أداره الروس والإيرانيون وحزب الله في السنوات الأخيرة ـ في خطر عمليا. ليست إسرائيل المعارضة السورية الضعيفة، ويمكنها أن تضرب النظام السوري وجيشه، بشكل يؤدي إلى إسقاطه. يبدو أن هذا الفهم تسلل بسرعة شديدة إلى منظومة الاعتبارات التي أدت لاحتواء الحدث، في المدى القصير على الأقل.
سيدخل الطرفان الآن في عملية دراسة في المدى الفوري. وفي مركز الدراسة عندنا يجب أن يكون تحقيق في إسقاط الـ إف 16. فإسقاط طائرة العاصفة المتطورة لا يغير الميزان الاستراتيجي، وفي كل معركة يوجد عدم يقين ومفاجآت وأخطاء لها ثمن. ومع ذلك، من الواجب أن نفهم لماذا أسقطت طائرة ذات قدرات متطورة بهذا القدر من صاروخ قديم بهذا القدر.
في المدى المتوسط، إسرائيل ملزمة بالاستعداد لردود فعل إيرانية وسورية من نوع لم يستخدم حتى اليوم. وبالأساس: الهجوم بصواريخ بعيدة المدى. ويجب أن يهدد الرد الإسرائيلي في المرة التالية مباشرة نظام الأسد: كل منظومة الدفاع الجوي، ولكن أيضا سلاح الجو، والأساس، القوات الموالية للنظام. إضافة إلى ذلك، على إسرائيل العمل على تشكيل ائتلاف مضاد للمحور الشيعي، إلى جانب كل الدول التي لن تذرف دمعة إذا ما انتهى النظام الإجرامي: الولايات المتحدة وتركيا والسعودية.
من واجبنا على المدى الطويل، أن نتذكر بأن هذه المرة تم احتواء الحدث، ولكن الصدام والعناصر الاستراتيجية بانتظارنا، عندما يتحقق تهديد ذو مغزى أكبر بكثير من الطائرة الإيرانية من دون طيار في المستقبل، ذاك هو المصنع للصواريخ الدقيقة التي تبنيه إيران لحزب الله في لبنان.
 
يديعوت 11/2/2018
==========================
الصحافة التركية والايرانية :
أكشام :واشنطن و"ب ي د".. "حرب كبرى" ضد تركيا
كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
نظرة سطحية تلك التي تعتبر الأحداث الدائرة في الأعوام السبع الأخيرة على حدودنا الجنوبية، مساعٍ لتأسيس دولة إرهابية. لأن هذه النظرة تجعل المسألة حدثًا عاديًّا في شمال سوريا، وينجم عن ذلك موقف يقول "وما شأننا، فليفعلوا ما يشاؤون".
الولايات المتحدة تضع أسس "إسرائيل ثانية" في شمال سوريا. لكن الأهم من ذلك أن واشنطن تعد حزب الاتحاد الديمقراطي، فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا من أجل "حرب كبرى" ضد تركيا.
منذ اندلاع الحرب السورية يستعد حزب الاتحاد الديمقراطي للقتال ضد تركيا. وتحت إشراف أمريكي طور الحزب نفسه وزاد عدد عناصره وتسلح بحيث أصبح قوة عسكرية معتبرة.
قدمت الولايات المتحدة السلاح والعتاد والذخيرة لوحدات حماية الشعب، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، وهذه الأخيرة انتشرت على طول الحدود التركية، بدأت بالتحول إلى جيش نظامي.
الخطوة التالية بعد ذلك كانت شن "حرب كبرى" على تركيا بإشراف أمريكي. فمن غير الممكن تأسيس "إسرائيل ثانية" دون الضغط على تركيا وتقسيمها وإجبارها على اتخاذ موقف دفاعي.
لكن عملية غصن الزيتون أفسدت حسابات البنتاغون، فأجبرتها على بدء تلك "الحرب الكبرى" في وقت سابق لما خططت له.
كان خطأ فظيعًا انتظار تأسيس الولايات المتحدة جيش إرهابي على مرأى العالم، ومهاجمتها تركيا، التي أطلقت عملية عفرين ليلًا على حين غرة فهاجمت الإرهابيين وأحبطت استعدادات ومخططات الولايات المتحدة، التي تهدد وجودها.
أقدمت تركيا على تدخل يتصف بأهمية تاريخية من ناحية توقيته. ولن تألو الولايات المتحدة جهدًا حتى تنهي أنقرة العملية بسرعة.
من الآن فصاعدًا، لم يعد ما تقوله الولايات المتحدة مهمًا بالنسبة لتركيا، وإنما ما تفعله. عند النظر بتمعن إلى السياسة الخارجية الأمريكية نجد أن وعود أوباما ومن بعده ترامب لم يكن لها قيمة.
أوباما وعد تركيا بانسحاب حزب الاتحاد الديمقراطي من منبج، لكن البنتاغون وطدت وجود الحزب في المدينة أكثر من السابق. كما تعهد ترامب بوقف تسليح الحزب، إلا أن البنتاغون عادت واستمرت في تسليحه ومده بالذخيرة والعتاد. القوة الحاكمة في الولايات المتحدة لم تغير أبدًا من تحركاتها سواء في الميدان أم على حدودنا.
لو لم تتثبت أنقرة من هذه الحقيقة لما عملت على حك جلدها بظفرها. هدف الولايات المتحدة واضح كما هو الحال بالنسبة للموقف الذي ينبغي أن تتخذه أنقرة والخطوات الواجب عليها الإقدام عليها.
لن تتوقف عملية غصن الزيتون، وستتجه نحو منبج، وتهديدات الولايات المتحدة لا يمكنها تغيير هذا التوجه
==========================
صباح :الحرب العالمية الثالثة اشتعلت في سوريا
بيرجان توتار – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
إذا جاز لنا التعبير، غيرت تركيا منحى السياسة العالمية من خلال عمليات درع الفرات وجرابلس والباب وغصن الزيتون ضد تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب.
مع القضاء على داعش انكشف النفاق العالمي المسمى بـ "التحالف الدولي" على حقيقته، ولهذا ظهر إلى الواجهة الصراع  الجيوسياسي الذي خاضته القوى العالمية في الخفاء.
الحرب الدولية على الإرهاب بدأت بالتخلي عن مكانها لصالح حرب أخرى لا هوادة فيها بين القوى العظمى في العالم. وفي هذا السياق فإن وطيس الصراع بدأ يستعر بين روسيا والولايات المتحدة وإيران وتركيا في سوريا على الأخص.
في هذه المرحلة الجديدة، تقف الولايات المتحدة وإسرائيل في جانب، وروسيا وتركيا، فضلًا عن إيران والنظام السوري في جانب آخر.
في 6 يناير/ كانون الثاني تعرضت قاعدتان عسكريتان روسيتان في طرطوس وحميميم لهجوم من جانب 13 طائرة مسيرة، وكان هذا طلقة البداية للمرحلة الجديدة.
اعتبر المسؤولون الروس أن هذا الهجوم هو استفزاز أمريكي، وفي أعقابه شهر البلدان أسلحتهما في مواجهة بعضهما البعض.
في 20 يناير، أطلقت تركيا عملية عفرين، التي زعزعت الموازين في المنطقة. وفي 3 فبراير/ شباط، أُسقطت مقاتلة روسية من طراز سوخوي 25، في المنطقة الخاضعة لسيطرة تركيا في إدلب.
في اليوم نفسه، تعرضت دبابة للجيش التركي إلى هجوم في محيط عفرين أسفر عن سقوط 8 من عناصره.
مساعد رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الشيوخ الروسي فرانز كلينتسيفيتش قال بشأن المقاتلة المستهدفة بصاروخ محمول على الكتف: "أعطت الولايات المتحدة هذا الصاروخ إلى الإرهابيين عن طريق بلدان أخرى. يرمي إسقاط الطائرة إلى إفساد علاقات موسكو مع أنقرة. دور الاستخبارات الأمريكية واضح جدًّا في هذا الهجوم الذي يبدو شديد التعقيد"، مؤكدًا استمرار الهجمات الأمريكية على التحالف الروسي التركي.
بعد ثلاثة أيام من استهداف الدبابة التركية، في 7 فبراير التقط جنرالات أمريكيون صورًا مع إرهابيي وحدات حماية الشعب ليبدوا تضامنهم معهم، فيما اعتُبر تحديًا لتركيا.
وفي اليوم التالي، هاجمت الولايات المتحدة ميليشيات موالية للنظام السوري نفذت هجومًا على إرهابيي وحدات حماية الشعب في دير الزور. وادعى الجيش الأمريكي أنه قتل مئة من عناصر الميليشيات المذكورة.
وأمس الأول، شهدت الحرب السورية المستمرة منذ 7 أعوام تطورًا جديدًا، أشبه ما يكون "بحرب داخل حرب". فقد أسقطت إسرائيل أولًا طائرة إيرانية مسيرة، كانت تحلق فوق مرتفعات الجولان المحتلة.
وفي أعقاب ذلك، هاجم نظام دمشق مقاتلة إسرائيلية من طراز إف-16، لترد عليه تل أبيب بالهجوم على 12 هدفًا في سوريا، 4 منها إيرانية و8 تابعة للنظام.
هذا المشهد الدامي خلال الأيام السبع الأخيرة هو في الحقيقة خير مؤشر على أن الحرب العالمية الثالثة اندلعت منذ مدة في سوريا.
==========================
موقع إيراني يكشف عن دوافع إسقاط المقاتلة الإسرائيلية
كشف موقع "عصر إيران"، الأحد، عن الدوافع الأساسية التي تقف وراء إسقاط المقاتلة الإسرائيلية بنيران النظام السوري، فيما نشر مركز الدراسات الدبلوماسية الإيرانية التابع للخارجية تحليلا للموقع عن "الحادثة الهامة".
وقال الموقع المقرب من الحكومة الإيرانية إن "هناك بعض النقاط التي يجب أن تعرف حول إسقاط سوريا للمقاتلة الإسرائيلية، وأهمها الخلاف بين إيران وسوريا من جانب، وروسيا من جانب آخر حول معركة عفرين".
وأضاف "عصر إيران" أن "المقاتلة أسقطت بعد حوالي ثلاثة أسابيع من بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، والتي أطلق عليها غصن الزيتون، وهناك فارق زمني قصير بين هذين الحدثين، كما وأن صفقات تمت وراء الكواليس بمشاركة العديد من الأطراف في هذه العملية التركية"، في إشارة غير مباشرة إلى وجود صفقة بين روسيا وتركيا .
وأوضح الموقع "إذا تبين أن الهجمات الأخيرة التي شنتها المقاتلات الإسرائيلية، كانت ردا على اختراق الطائرات المسيرة الإيرانية لإسرائيل، فإن ذلك يشير إلى وجود خلاف بين إيران وسوريا مع روسيا بشأن العملية العسكرية التركية في عفرين".
ونوه "عصر إيران" إلى وجود معلومات تشير إلى صفقة روسية تركية تمت بينها في عمليات عفرين، بالقول: "هناك إدعاء بأن العملية العسكرية التركية نُفذت بضوء أخضر من الروس".
وأردف: "مع ظهور بوادر على احتمال إطلالة للوجود التركي بسوريا، وعدم امتثال الأتراك للاتفاقيات المتعلقة بإبعاد عملياتهم العسكرية في سوريا، فإن معارضة إيران لعمليات غصن الزيتون أصبحت واضحة، وفي هذه الحالة فإن هذا العمل السوري (إسقاط المقاتلة الإسرائيلية) كان مدعوما إيرانيا".
وحول الرسالة الإيرانية التي حاولت إيران إيصالها للروس من خلال إسقاط المقاتلة الإسرائيلية قال "عصر إيران" إن "دعم إيران لإسقاط المقاتلة الإسرائيلية، كان بهدف منع استفراد النفوذ والتأثير الروسي بمستقبل سوريا، وعلى روسيا أن تقبل الدور الفاعل والحقيقي لإيران في سوريا".
وخلال الأسابيع الماضية، شنت الصحافة الإيرانية الرسمية هجوما حادا ضد روسيا فيما يتعلق بالملف السوري واعتبر الإيرانيون بأن الروس خدعوهم بشكل سيء في سوريا وأنهم حليف لا يمكن الوثوق به.
==========================
الصحافة الالمانية والفرنسية :
"تسايت": هل تتسع الحرب بسوريا لتشمل لبنان وإسرائيل؟
نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن تصاعد وتيرة الحرب السورية، حيث من الممكن أن تؤدي حادثة إسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية إلى اتساع رقعة الحرب لتشمل كلا من إسرائيل ولبنان.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "الحرب السورية بلغت، السبت الماضي، مرحلة جديدة من التصعيد على خلفية إسقاط طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ سوري على مستوى الحدود السورية الإسرائيلية. ورغم تواتر الأخبار بشأن الهجمات الإسرائيلية على المواقع السورية، إلا أن الجانب الإسرائيلي مازال متكتما حيال هذا الشأن".
وأكدت أن "القوات الجوية الإسرائيلية كثفت خلال الأشهر الأخيرة من غاراتها على  المواقع التابعة للحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله. في الأثناء، ادعى الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ، الذي أسقط طائرته الحربية، أطلق من قاعدة جوية إيرانية في الأراضي السورية. وقد أورد متحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي أن إسرائيل لن تقبل هجمات تهدد مصالحها، في الوقت نفسه لا نريد أي تصعيد".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الحرس الثوري الإيراني اقترب كثيرا من مرتفعات الجولان منذ انتصار النظام السوري وحلفائه على قوات المعارضة المسلحة. وقد تولى أفراد الحرس الثوري الإيراني تسليح حزب الله، الذي يسيطر على لبنان وسوريا".
وأوضحت أن "رقعة الحرب السورية قد تتسع لتشمل كلا من لبنان وإسرائيل، خاصة وأن حزب الله قادر على شن هجوم على حيفا أو تل أبيب بفضل ما يملكه من صواريخ إيرانية. ولعل هذا السيناريو الذي حذرت منه مجموعة الأزمات الدولية التي أكدت أن الانتصارات، التي حققها الأسد، ترسم ملامح الحرب المقبلة التي ستندلع بين إسرائيل وحزب الله وإيران".
وأفادت الصحيفة بأن الدول المكونة للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة تفككت إلى جبهات متفرقة عقب انسحاب تنظيم الدولة من الأراضي السورية. كما أصبحت مصالح الدول المكونة للتحالف متضاربة، مما ساهم في تفاقم معاناة الشعب السوري.
وأضافت أن "القوات التركية تشن هجوما عسكريا على مدينة عفرين دون هوادة. في الأثناء، يرغب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في إحداث منطقة عازلة ضد وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يعد فرعا لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا".
وتابعت "تسايت" أن "ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي تعارض عملية غصن الزيتون، التي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين وفرار أكثر من 15 ألف شخص، ناهيك عن تأجيج العداوة بين العرب والأكراد. وما زاد الوضع توترا، استنجاد تركيا بقوات الجيش السوري الحر خلال تدخلها العسكري".
وبينت أن "القوات الأمريكية شنت يوم الخميس الماضي سلسلة من الغارات الجوية على القوات الموالية للنظام السوري في  شرق البلاد، الذي يقع تحت سيطرة التحالف الأمريكي الكردي".
ومن جهتها، ادعت واشنطن أنها تخطط للبقاء في شرق سوريا بهدف ضمان الاستقرار في المنطقة وحمايتها من الهجمات الإرهابية التي ينفذها تنظيم الدولة. ولكن الحقيقة مخالفة لذلك، حيث تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى السيطرة على الموارد النفطية، التي يحتاجها الأسد، بحسب الصحيفة.
وأبرزت "تسايت" أن الميليشيات التابعة للنظام السوري شنت غارة جوية على شرق البلاد بهدف اختبار مدى جهوزية القوات الأمريكية، لتسفر عن مقتل نحو 100 شخص. في المقابل، تعتبر روسيا الحاكم الفعلي في سوريا؛ ففي شهر أيار/ مايو الماضي، بدا بوتين سيد القرار فيما يتعلق بالحرب السورية، وذلك بعد أن ضمن بقاء حليفه الأسد في الحكم.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تتواجد  في الأراضي السورية دون إستراتيجية واضحة، فيما أصبحت إسرائيل متيقنة بأن موسكو لا تعير اهتماما لمصالحها الأمنية. في الأثناء، تبقى روسيا مستمرة في شن غارات جوية لصالح النظام السوري، علما بأن مؤتمر سوتشي لم يفض لأي نتيجة تذكر للتخفيف من حدة هذا الصراع.
وأردفت أن "محافظة إدلب تعد آخر معاقل قوات المعارضة، حيث يقطن مئات الآلاف من السوريين الفارين من شرق حلب. في هذا الصدد، أورد مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، جان إيغلاند، أن "محافظة إدلب تعتبر مخيما للاجئين".
وأشارت الصحيفة إلى أن "النظام السوري استخدم غاز الكلور في سلسلة من الغارات الجوية على محافظة إدلب ومنطقة الغوطة الشرقية. ومنذ الثلاثاء الماضي، لقي حوالي 200 شخص مصرعهم جراء الغارات الجوية في منطقة الغوطة الشرقية، التي تعيش تحت وطأة حصار يفرضه النظام السوري".
وفي الختام، قالت إن قمة أستانا، التي انعقدت في شهر أيار/ مايو الماضي، أدرجت محافظة إدلب ومنطقة الغوطة الشرقية ضمن  مناطق خفض التصعيد. وفي ظل تأزم الوضع، اضطر العديد من المدنيين إلى الفرار.
==========================
لوموند :تكتيكات الثورة المضادة لإجهاض الربيع العربي
استعرضت صحيفة لوموند كتابا جديدا لمؤرخ وأستاذ جامعي فرنسي حاول فيه استكشاف الآليات التي اتبعتها الثورة المضادة منذ اللحظات الأولى للربيع العربي في العام 2011 بغية خنق هذا الحراك وإجهاضه.
طرحت الصحيفة في بداية عرضها السؤال التالي: ما هو العامل المشترك بين المصري عبد الفتاح السيسي والسوري بشار الأسد والليبي خليفة حفتر والجنرالات الجزائريين؟ إنهم "المماليك الجدد" وفيالق القوات "الانكشارية" التي حركتها الثورة المضادة، إنهم حفارو قبور الثورات العربية التي اكتسحت العالم العربي عام 2011.
وهذه هي -حسب المحرر بالصحيفة كريستوف عياد- الأطروحة المركزية لجان بيير فيليو في كتابه الجديد "جنرالات.. عصابات وجهاديون.. تاريخ الثورة المضادة العربية".
يستطرد فيليو فصول هذه الثورة المضادة منذ بدايتها في العام 2011 ليلفت إلى التحول المحوري الذي شهدته خلال العام 2013 وما ميزها منذ ذلك الحين من حملة قمع عنيفة في وضح النهار.
ولتقريب ما يريد الوصول إليه لجأ فيليو إلى مقارنتين، أولاهما ظاهرة "الدولة العميقة" التي ميزت تركيا في تسعينيات القرن الماضي، وثانيتهما طريقة حكم المماليك الذين بسطوا سلطتهم على مصر بين القرنين الـ13 والـ16.
أما "الدولة العميقة" فعرفها فيليو بأنها ظاهرة شهدتها تركيا في تسعينيات القرن الماضي، وكان الهدف منها هو مواجهة حزب العمال الكردستاني وجمعت تحالفا غير مسبوق بين أجهزة الاستخبارات وجزء من الطبقة السياسية والقضاء وحتى ناشطين في الجريمة المنظمة.
وذكر الكاتب أن مصر "مثلت أنجح حالة لثورة مضادة، إذ استطاعت هناك أن تعيد تشكيل وتعبئة دولة عميقة لا تعرف الرحمة".
المماليك الجدد
وبخصوص المماليك، فقد اختارهم فيليو لأن فترة حكمهم لمصر تميزت بقهر الشعب ونهب ثرواته واستغلاله بأبشع الطرق.
فالجيش المصري -الذي كان يدير البلاد بشكل مستمر منذ العام 1952 باستثناء فترة ما بين 2012-2013 خلال الرئاسة محمد مرسي القصيرة- يتصرف مثل المماليك، إذ إن ضباطه اتحدوا لسحق شعبهم ونهب ثرواته مع الاستعداد مثل المماليك ولكن دائما بسرعة أكبر لتمزيق بعضهم البعض من أجل السلطة.
وفي هذا الصدد، ذكر فيليو بالصراع السري بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر و"يده اليمنى" عبد الحكيم عامر والذي أدى إلى هزيمة مصر في اليمن، وبالتالي إلى انتكاستها أمام إسرائيل في العام 1967.
ونبه الكاتب إلى أن المماليك الجدد يتميزون بالقدرة الفائقة على "صناعة" التهديدات الداخلية - الإسلاموية (الإسلام السياسي)- التي يسهل بيعها للعالم الخارجي وتقديمها مبررا لإجراءاتهم المهنية المشددة، لكنهم -حسب الكاتب- لم يحصلوا على نتائج مقنعة في الكفاح ضد "الجهاديين"، إذ كلما زاد القمع زاد التطرف.
ويصنف فيليو بلدان الشرق الأوسط بطريقة خاصة، إذ إن نظامي العراق وليبيا هما وحدهما اللذان كانا يتميزان بطبيعة شمولية وقد أطاحت بهما تدخلات عسكرية أجنبية، مما أفسح المجال أمام فوضى سياسية واسعة.
أما "المماليك" الجدد فإن الكاتب وضع من ضمنهم جزائر (الجنرالات) ومصر (الضباط) وسوريا (آل الأسد) ويمن (علي عبد الله صالح)، وتتميز هذه البلدان بــ"إعادة كتابة النعرات القومية، والخطاب الشعبوي ذي الصبغة العدوانية، والجهاز القمعي المنتشر في كل مكان، ونهب الموارد الوطنية بشكل منهجي" على حد تعبير فيليو الذي أفرد تونس بأنها "دولة بوليسية".
المصدر : لوموند