الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 12/10/2020

سوريا في الصحافة العالمية 12/10/2020

13.10.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  •  “نيوزويك” الأمريكية: “حان الوقت لإدارة ترامب للتصدي للتهديد التركي المتزايد”
https://marsad.ecsstudies.com/41901/
  • ريسبونسيبل ستيت كرافت -لورانس برويرز – الحرب الأرمينية الأذربيجانية . . لماذا تأخر التدخل الروسي في الصراع؟
https://natourcenters.com/ريسبونسيبل-ستيت-كرافت-لورانس-برويرز-ا/
  • معهد واشنطن :أسرار «حزب الله» تنفجر إلى العلن - ويتم التستر عليها - مرة أخرى
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/hezbollahs-secrets-explodeand-are-covered-upagain
 
الصحافة الروسية :
  • موقع روسي: نحن المستهدفون بحرائق الساحل
https://baladi-news.com/ar/articles/66141/موقع-روسي:-نحن-المستهدفون-بحرائق-الساحل
 
الصحافة الامريكية :
“نيوزويك” الأمريكية: “حان الوقت لإدارة ترامب للتصدي للتهديد التركي المتزايد”
https://marsad.ecsstudies.com/41901/
عرض- رحمة حسن
نشرت صحيفة “نيوزويك” الأمريكية مقالا للكاتبة “كارولين جليك” بتاريخ 8 أكتوبر حول كيف بدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مدى الشهور الماضية أي شكوك حول عدائه الواضح والصريح للولايات المتحدة وحلفائها في الناتو والشرق الأوسط، وكيف أصبحت تركيا التهديد الأكبر والأسرع للاستقرار في المنطقة والاتحاد الأوروبي وحتى روسيا، والذي لن تنجح الانتخابات المقبلة في احتوائه، وكيف أحيت تركيا تحت حكم أردوغان حلم الخلافة القديم من خلال دعم الجماعات الإرهابية المسلحة ونشر خريطة تركيا الكبرى، وكيف سيسهم فوز بايدن في عودة السياسة الخارجية لإدارة أوباما في تهديد الاستقرار على حساب الانصياع لأحلام أردوغان ودعم الجماعات الإسلامية وإيران، وكيف ستسهم إدارة ترامب في المواجهة غير المباشرة في النجاح لتقويض تهديدات أردوغان دون كسب تعاطف الداخل التركي الذي قد ينتج في حال الاستجابة للدعوات المنادية لطرد تركيا من حلف الناتو.
تبديد الشكوك وحلم تركيا الكبرى:
وتناول المقال أن كافة الشكوك تبددت حول العداء الواضح لأردوغان للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة والناتو، وذلك بدايةً من شراؤه نظام صواريخ أرض/ جو الروسي S400، كما أعلن عن نيته اختبار النظام خلال الأسبوع المقبل في تحدى واضح للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي
وقام أيضاً بتهديد والسعي نحو تخريب مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، كما دمر تحالف أمته الاستراتيجي الطويل الأمد مع إسرائيل، وركز على التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي، وكذا مع إيران ضد ما أسماه المقال “أعدائه العرب”.
فقد عيّن أردوغان نفسه فعليًا على رأس جماعة الإخوان المسلمين، لخدمة أهدافه التوسعية فنشر أحد مساعديه  – وهو متين كولونك، المقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمشرع السابق بحزب العدالة والتنمية – مؤخرًا خريطة لإمبراطورية عثمانية جديدة أو “تركيا الكبرى” مع أردوغان كسلطان كما أسماها، وشملت مناطق شاسعة تمتد من شمال اليونان إلى جزر بحر إيجة الشرقية ونصف بلغاريا وقبرص ومعظم أرمينيا ومساحات شاسعة من جورجيا والعراق وسوريا.
أردوغان والعداء الروسي والتحول لحرب كبرى:
“أردوغان يقاتل نيابة عن الجهاديين السنة في سوريا وليبيا” تحت هذا العنوان الجانبي، رأت الكاتبة أن وضع أردوغان معاركه في “سوريا وليبيا” في مواجهة مع روسيا، من خلال الوقوف لجانب الطرف الآخر في كل من الحربين، كما بدأ أردوغان معركة جديدة مع روسيا خلال الشهرين الماضيين، والتي تهدد الآن بالتحول إلى حرب كبرى، والتي ظهرت في قتال أردوغان مع “أذربيجان” ضد “أرمينيا” الحليف الروسي للسيطرة على منطقة “ناغورني قاره باخ” المتنازع عليها والتي تدعي كل من أرمينيا وأذربيجان احقيتها فيها.
تركيا حليف استراتيجي للولايات المتحدة لا يمكن الاستغناء عنه:
ووضعت الكاتبة تساؤلاً حول طرق التعامل مع أردوغان الذي اعتبرته الولايات المتحدة منذ فترة طويلة حليفاً لا غنى عنه، باعتبار تركيا عضواً في حلف شمال الأطلسي وحليف ذو موقع استراتيجي يعبر قارتين، كما تمثل الأراضي التركية جسراً للولايات المتحدة للعبور فوق روسيا إلى مسارح العمليات الرئيسية في آسيا والشرق الأوسط؛ مما جعل البنتاجون يرفض دعوات الابتعاد عن تركيا.
وهو ما جعل الولايات المتحدة تغض الطرف في كثير من الأحيان حول العدوان التركي على حلفائها وشركائها؛ ففي عام 2019 وافقت الولايات المتحدة على التخلي عن القوات الكردية في سوريا، على الرغم من دورها المركزي في مساعدة الجهود الأمريكية لتدمير تنظيم داعش، كما لم تطالب الولايات المتحدة تركيا بالمساءلة الجادة عن السماح لداعش باستخدام تركيا كقاعدة لوجستية وتعبئة ومركزًا اقتصاديًا خلال السنوات التي سيطرت فيها الجماعة الجهادية الإرهابية على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق. وهو ما دفع الولايات المتحدة أيضاً من تجاهل الدعم التركي لحركة حماس.
ومن أجل تجنب المواجهة المباشرة بين القوات الأمريكية والتركية، طلب وزير الخارجية مايك بومبيو خلال زيارته لليونان بضرورة التنحي والسعي لإيجاد حل دبلوماسي لمواجهة العدوان التركي.
انصياع إدارة أوباما/بايدن لأردوغان، وعودة رؤية أوباما للسياسة الخارجية:
ترى الكاتبة أنه أثناء فترة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كان الانصياع لأردوغان جزءًا من رؤية أوباما للسياسة الخارجية، وظهرت في تصريحاته لأحد المحاورين في عام 2012 أنه تحدث مع أردوغان أكثر من أي زعيم أجنبي آخر، كما سعى أوباما ونائبه جو بايدن إلى إعادة هيكلة نظام التحالف الأمريكي في الشرق الأوسط بعيدًا عن إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة من العرب السنة التقليديين وتغيير السياسات تجاه إيران والإخوان المسلمين بالنظر إلى توجهها الراديكالي.
كما كانت إدارة أوباما تدعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وهو ما دفعها لدعم الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك وحليف الولايات المتحدة في عام 2012، كما دعمت نظام الإخوان حتى تولى السلطة في عام 2013، ومن الواقعي أنه قد أثُير غضب أوباما وبايدن وحليفهم أردوغان، عندما أطاح الشعب المصري بجماعة الإخوان المسلمين في أعقاب الاحتجاجات الجماهيرية في جميع أنحاء البلاد نتيجة فقد احتياطيات مصر المالية التي دفعت البلاد التي يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة على شفا المجاعة.
وتناولت الصحيفة كيف وقف أوباما طوال فترة ولايته الثانية صامتاً أمام محاولات أردوغان لزعزعة الاستقرار في مصر وتقويضها وإعادة الإخوان المسلمين إلى السلطة، مما ساهم في احتضان تركيا ما يقرب من 20 ألف عضو من جماعة الإخوان في مصر، وأصبحت تركياً مركز عملياتهم تمامًا كما تعمل كمركز عملياتي لحماس.
كما لم تعترض إدارة أوباما وبايدن على التصرفات التركية التي ساهمت في خرق العقوبات الإيرانية، عندما حول أردوغان تركيا إلى مركز اقتصادي لإيران، وعليه قرر أوباما استرضاء طهران من خلال الاتفاق النووي الذي منح إيران طريقًا مفتوحًا لترسانة نووية، ودعم النظام الحاكم من خلال إلغاء العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة ضده، مما دفع تركيا لتواصل دعمها للنظام الإيراني.
كما أدى عدم رغبة أوباما في مواجهة إيران إلى تمكين روسيا من نشر قوات في سوريا لأول مرة منذ عام 1982، كما لعبت سياسة أوباما الخجولة في سوريا دورًا في قرار أردوغان بدء المفاوضات بشأن شراء نظام S-400 الروسي.
وقد تعهد بايدن بإعادة سياسة أوباما الخارجية في الشرق الأوسط والعالم إذا تم انتخابه الشهر المقبل.
ترامب وتنحية السياسة التقليدية ورفع شعار “أمريكا أولاً”:
ترى الكاتبة أنه بينما تظهر سياسات ترامب من الخارج بأنها لا تختلف عن سياسات أوباما، حيث لم تطعن الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب على عضوية تركيا في حلف الناتو، ورضخ لمطالب تركيا في سوريا، وعلى الرغم من أنه منع تسليم طائرات F-35 إلى تركيا؛ إلا أنه رفض حتى الآن معاقبة تركيا على سلوكها العدواني تجاه اليونان، كما لم يقم بسحب القوات الأمريكية والرؤوس النووية من قاعدة انجرليك الجوية في تركيا، ويواصل الإشارة إلى أردوغان على أنه زعيم يحترمه.
لكن من الناحية العملية فإن سياسة ترامب مختلفة تمامًا عن سياسات أوباما وبايدن، فتعتمد أيديولوجية ترامب على اعتبار “أمريكا أولاً” موقفاً أيديولوجياً يقوم على الالتزام بتعزيز المصالح الأمريكية على تنحية السياسات التقليدية جانباً إذا كانت لا تتوافق مع الحقائق على الأرض.
فمنذ عهد رونالد ريجان، كانت الحكمة السائدة في واشنطن هي أن الولايات المتحدة يجب أن تعقد صفقة مع آيات الله في إيران؛ بينما أدرك ترامب أنه لم ينجح أحد لأن النظام الإيراني يسعى إلى تدمير الولايات المتحدة – وليس صنع السلام معها، بل إن الإيرانيين رفضوا التوقيع على اتفاقهم النووي مع أوباما خشية أن يُنظر إليهم على أنهم يعقدون السلام مع “الشيطان الأكبر”.
سياسات ترامب لمواجهة التمدد التركي تحت قيادة أردوغان:
اعتبرت الكاتبة تركيا “أكبر وأسرع” تهديد للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط مع التهديد العلني الناتج من نرجسية أردوغان لحلفاء الولايات المتحدة من خلال إيمانه بأنه قادر على إعادة بناء الإمبراطورية العثمانية، والذي ظهر أثناء مهاجمة أعضاء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين في الشرق الأوسط وكذلك روسيا، وبالتالي فلن يكون لدى الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الشهر المقبل أي وقت للتعامل معه.
وترى الكاتبة أنه قد يدعو العديد لطرد تركيا من حلف الناتو، لكن من غير المعروف هل ستؤدي تلك المواجهة المباشرة مع أردوغان إلى تحييده، أم يمكن أن تساهم في مساعدته لحشد الجمهور التركي خلفه في وقت يقف فيه الاقتصاد التركي على شفا الانهيار.
ووضعت الكاتبة إجراءات لوقف عدوان تركيا متعدد الجوانب، والذي يتمثل في وضع سياسة واقعية تهدف لتقليص سلطات أردوغان من خلال فرض عقوبات اقتصادية على تركيا بسبب عدوانها على اليونان وقبرص دون إثارة مسألة إخراج تركيا من الناتو.
وأن مواجهة السعي الحثيث للصين لتحل محل الولايات المتحدة في رعاية الاقتصاد التركي وبيع الأسلحة لتركيا، يأتي من خلال الإبقاء على تركيا في الناتو وهو ما سيجعل نفوذ الولايات المتحدة على تركيا أكبر من الصين.
وتوصلت الكاتبة إلى أن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضرورية للحفاظ على سياسة أمريكية ناجحة ضد سياسات تركيا تحت حكم أردوغان، الذي كشف نفسه كعدو مهتم بتحريض جميع الأطراف ضد بعضها البعض لتمكين جهوده من بناء إمبراطورية عثمانية جديدة.
ووصفت الكاتبة أن سياسات ترامب لتقليص سلطة أردوغان تتم من خلال مهاجمة خصومه بشكل غير مباشر في كثير من الأحيان، وهو ما ظهر مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عندما فرض أقسى العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية وأعاد تصنيفها كدولة راعية للإرهاب، وتصرف بالمثل مع بوتين ومع أردوغان نفسه.
كما تقوم على تمكين شركاء الولايات المتحدة للدفاع عن أنفسهم ضد العدوان التركي، بدلاً من إملاء أفعالهم أو خوض معاركهم من أجلهم، وهو ما يمنح المرونة لتقليص مساحة مناورة أردوغان في الداخل والخارج واستقلاله الاقتصادي وشعبيته في الداخل – مع تمكين حلفاء الولايات المتحدة المتأثرين مباشرة بعدوان أنقرة متمثلة في شخص أردوغان من الوقوف في وجهه بشكل فعال مع أو بدون مشاركة أمريكية مباشرة.
=========================
ريسبونسيبل ستيت كرافت -لورانس برويرز – الحرب الأرمينية الأذربيجانية . . لماذا تأخر التدخل الروسي في الصراع؟
https://natourcenters.com/ريسبونسيبل-ستيت-كرافت-لورانس-برويرز-ا/
ريسبونسيبل ستيت كرافت * –  لورانس برويرز – 10/10/2020
كان من السمات البارزة للحرب الأرمينية الأذربيجانية الأخيرة السلبية الواضحة التي أبدتها روسيا على الأقل في بداية الحرب. وبحلول اليوم الرابع من القتال السابق في أبريل/نيسان 2016، كان الكرملين عقد بالفعل اجتماعا بين قادة الأمن في البلدين وتوسط لوقف إطلاق النار.
بعد 4 سنوات، بينما كان الرئيس “فلاديمير بوتين” سريعا في الدعوة إلى ضبط النفس وانضم إلى الرئيسين “إيمانويل ماكرون” و”دونالد ترامب” في الدعوة إلى وقف التصعيد في 1 أكتوبر/تشرين الأول، كان واضحا ضعف رؤية الكرملين، إن لم يكن غيابه.
مما لا شك فيه، أن حجم القتال ودعم تركيا منح باكو ثقة أكبر لمقاومة ما اعتبرته منذ فترة طويلة اعتداءات تخدم مصالح موسكو. لكن ما الذي يكمن وراء رد روسيا المنخفض المستوى أيضا؟
بالنسبة لبعض المراقبين، قد يعكس التحفظ الروسي استراتيجية محسوبة. ربما تراجعت موسكو من أجل تأديب رئيس وزراء أرمينيا “نيكول باشينيان” أو توضيح عدم فعالية الأعضاء الأوروبيين الأطلسيين في مجموعة “مينسك”، بينما تقدم في الوقت نفسه خدمة بمقابل لصالح الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، الذي ستستفيد شرعيته في الداخل إذا أدى تدخل تركيا إلى مكاسب أذربيجانية.
ويؤطر هذا المنظور الصراع من منظور القوى العظمى المتنافسة.
ويرى المحلل الروسي “مكسيم سوشكوف” أن من بين أهداف التدخل التركي هو عقد صفقة جديدة مع روسيا تشمل القوى الإقليمية التي تعارض السياسة الغربية وتسعى للاستقلال الاستراتيجي عنها.
وتشير وجهة نظر مختلفة إلى أن روسيا كانت منشغلة بالمظاهرات في بيلاروسيا. وربما لم يمثل اندلاع المواجهة مفاجأة لموسكو، لكن لاحقا رأت روسيا أن وجود مقاتلين سوريين بالقرب من شمال القوقاز المضطرب أمر غير مرحب به على الإطلاق.
علاوة على ذلك، أدى العنف واسع النطاق في الماضي إلى تغذية شكوك روسيا في أرمينيا التي تدرك أنه إذا كان القتال واسعا وأصبح يمثل تهديدا لأراضيها نفسها بطريقة مستدامة فسيضطر الكرملين إلى التحرك. لذلك، كانت موسكو دائما القوة الخارجية التي لديها الحوافز الأكثر إلحاحا لمنع حرب أكبر.
يمكن أيضا اعتبار المراوغة الروسية ناتجة عن انهيار سياسة موسكو التي استمرت 15 عاما لإدارة الصراع الأرميني الأذربيجاني. ويمكن تسمية سياسة روسيا الحالية بـ”الردع المحوري”؛ حيث تعمل موسكو كلاعب “محوري” بين أرمينيا وأذربيجان. وقد اشتمل الردع المحوري على العديد من مسارات السياسة، التي غالبا ما تكون غير متماسكة منها التحالف الرسمي مع أرمينيا، ونقل الأسلحة إلى كل من أرمينيا وأذربيجان، وعقد مبادرات الوساطة.
يعمل “الردع المحوري” من خلال توليد عدم اليقين لدى كافة الأطراف؛ مما أدى إلى الحذر في أذربيجان، حتى مع تجاوز قدراتها العسكرية قدرات أرمينيا. فيما أدت حالة عدم اليقين في أرمينيا، إلى التملق للقوة الروسية لانتزاع الامتيازات، مثل تخفيض يريفان لعلاقتها مع الاتحاد الأوروبي لصالح الاتحاد الأوروبي الآسيوي.
لكن الردع المحوري يعمل بشكل أفضل عندما لا يكون لكافة الأطراف خيارات تحالف بديلة. ومن السابق لأوانه القول ما إذا كان التدخل التركي يعني فشل سياسة “الردع المحوري” لروسيا في المنطقة.
وتعتبر الحرب الأرمينية الأذربيجانية الأخيرة من أعراض أزمة أوسع في التعددية والتحديات التي تطرحها القوى الإقليمية الصاعدة في نظام عالمي متعدد الأقطاب.
ربما لم ترحب روسيا بوساطة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في منتصف التسعينيات، لكنها قبلتها كإطار متعدد الأطراف يمكنه إدارة واحتواء الدخول الأوروبي الأطلسي إلى “الخارج القريب” عندما كانت موسكو نفسها ضعيفة.
في وقت لاحق، أكدت دول مجموعة “مينسك” (تضم في رئاستها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة) أنها تشترك بالفعل في هدف منع نشوب حرب جديدة.
وبدون مجموعة “مينسك”، ستبدو تصرفات روسيا في الصراع الأرميني الأذربيجاني بصورة بشكل أكثر وضوحًا مثل التحركات الذاتية لقوة إمبريالية سابقة تهيمن على أطرافها السابقة. أو في الواقع، مثل قوة إقليمية طموحة تدخل نفسها في صراع كوسيلة لتحقيق طموحات لمكانة دولية أكبر، كما فعلت روسيا وتركيا في سوريا وليبيا.
ومع ذلك، فإن تحرك روسيا بمفردها يضع أمامها بعض القيود المهمة. عسكريا، لا تتمتع روسيا بوصول مباشر إلى منطقة القتال، وليس لديها، وفقا للتحليل العسكري، استجابة فعالة لتقنية الطائرات بدون طيار التركية التي قيل إنها كانت فعالة في الأيام الأخيرة.
سياسيا، فإن تحويل الصراع الأرميني الأذربيجاني إلى “حرب وكالة” سيؤدي إلى تأطير روسيا باعتبارها راعية لأرمينيا، فيما تدعم تركيا أذربيجان. لكن مثل هذا الدور من شأنه أن يسمم حتما العلاقات الثنائية المهمة بين روسيا وأذربيجان كشريك تجاري وجيوإستراتيجي في تطوير الربط بين الشمال والجنوب.
لذلك، فإن وضع روسيا في جنوب القوقاز سيتضرر في حال تحول دورها من إدارة الصراع إلى راعي أحد الأطراف في صراع محصلته صفر. فقد تأسس “الردع المحوري” لروسيا على فكرة أن نفوذ الكرملين يستمر على أفضل وجه من خلال تجنب أي خيار كهذا.
وهكذا تطرح الحرب الأرمينية الأذربيجانية الأخيرة أسئلة صعبة حول كل من قدرات روسيا ورؤيتها لنفسها، ليس فقط في جنوب القوقاز، لكن أيضا تجاه النظام العالمي الذي تسعى إلى تحديه في أماكن أخرى.
=========================
معهد واشنطن :أسرار «حزب الله» تنفجر إلى العلن - ويتم التستر عليها - مرة أخرى
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/hezbollahs-secrets-explodeand-are-covered-upagain
أساف أوريون
8 تشرين الأول/أكتوبر 2020
شهد الأسبوع الماضي جولة أخرى من جهود إسرائيل لكشف الأسلحة الدقيقة التي يملكها «حزب الله» والاستراتيجية التي يعتمدها منذ فترة طويلة والقائمة على الدروع البشرية داخل لبنان، بينما تمثّل رد الحزب لا محالة بالإنكار والتستر. وكما أوضحت الاكتشافات الجديدة والضربات المضادة للحزب، يشكل الوضع الراهن خطراً كبيراً سواء على الشعب اللبناني أو أمن المنطقة. ورداً على ذلك، على إسرائيل والمجتمع الدولي مواصلة حملاتهم الإعلامية المكثفة وانتهاج سياسة تكاملية وتعزيز إجراءات حفظ السلام.
خطابات المبارزة
في مساء يوم 29 أيلول/سبتمبر، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الفيديو. وحيث استذكر الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس، وذلك الذي هز عين قانا في 22 أيلول/سبتمبر، كشف عن وجود "مستودع سري للأسلحة" بالقرب من شركة غاز في منطقة الجناح المجاورة للعاصمة، وحث اللبنانيين على مطالبة «حزب الله» وإيران "بتدمير هذه المستودعات". وبعد فترة قصيرة، نشر "الجيش الإسرائيلي" مزيداً من التفاصيل عن موقع الحزب في الجناح إلى جانب موقعيْن آخرين لتصنيع صواريخ دقيقة التوجيه في منطقتي الليلكي والشويفات، وكلا المصنعين مُسْتَران تحت مبانٍ سكنية.
وكان هذا التسلسل للأحداث تكراراً لما حصل قبل عامين، عندما كشف نتنياهو في خطاب أدلى به في 27 أيلول/سبتمبر 2018 أمام الأمم المتحدة، حيث قال أن أسرار «حزب الله» تتفجر إلى العلن - ويتم التستر عليها - مرة أخرى، وتتمثل بوجود 3 مواقع للصواريخ الموجهة بدقة تابعة للحزب في مناطق مدنية، وبعد ذلك مباشرة أصدر "الجيش الإسرائيلي" تفاصيل تلك المواقع. وفي محاولة لدحض هذه الادعاءات، توجه وزير الخارجية اللبناني آنذاك جبران باسيل مع وفد من السفراء الأجانب إلى أحد هذه المواقع في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، لكن إسرائيل هزأت من تلك الخطوة معتبرةً إياها تستر، وأشارت إلى أن فترة 3 أيام كانت كافية للحزب لإخلاء مصنع للصواريخ.
وهذا العام، ردّ الحزب بسرعة أكبر. فبعد مرور ساعة ونصف فقط على بدء خطاب نتنياهو عبر الفيديو أمام الأمم المتحدة، أطل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطاب تلفزيوني معد مسبقاً للإعلان عن تنظيم جولة لوسائل الإعلام في الليلة نفسها "لإثبات أكاذيب نتنياهو". كما ادّعى أن المهلة الزمنية القصيرة - بدأ خطابه في الساعة 8:42 مساءً وكان موعد الجولة المقررة في تمام الساعة العاشرة مساءً - لن تكون كافية للسماح بإزالة أي صواريخ مزعومة من الموقع، مما يثبت أن الحزب لا يحتفظ فيه بأي صواريخ أساساً. وسرعان ما نشر "الجيش الإسرائيلي" على موقع تويتر إحداثيات كل موقع وكتب ساخراً "نأمل أن يصل الصحفيون إلى الموقع قبل شاحنات نصرالله المتحركة". وكما كان متوقعاً، لم تعرض الجولة أي مشاهد مصورة تجريمية للصواريخ - على الأقل عند النظرة الأولى.
وفي اليوم التالي، ردّ "الجيش الإسرائيلي" بنشر فيديو والمزيد من الرسوم البيانية للمعلومات التي ألقت نظرة فاحصة على لقطات الجولة، محدداً هوية عناصر «حزب الله» الذين قادوا الجولة ومشيراً إلى وجود آلات تُستخدم في صناعة الصواريخ. كما نشر فيديو مصور عبر طائرة بدون طيار لشاحنة صغيرة تتنقل بين الشويفات وبرج البراجنة، حيث تمّ الكشف عن موقع رابع لتصنيع الصواريخ تحت مبنى سكني.
تاريخ «حزب الله» من الانفجارات وعمليات التغطية
حمل ذكر نتنياهو لانفجار عين قانا دلالات كبيرة أيضاً. فإلى جانب الأضرار الجسيمة التي ألحقها بالعديد من المنازل في المنطقة، برزت إشارات على استخدام «حزب الله» لتكتيكات الإخفاء نفسها التي اعتمدها في حالات سابقة. فقد وصفت تقارير سابقة للأمين العام للأمم المتحدة عن 4 انفجارات لأسلحة في مواقع للحزب تقع ضمن نطاق صلاحية "قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان" ("اليونيفيل") جنوب نهر الليطاني: خربة سلم في تموز/يوليو 2009، وطير فلساي في تشرين الأول/أكتوبر 2009، والشهابية في أيلول/سبتمبر 2010، وطير حرفا في كانون الأول/ديسمبر 2012.
وفي جميع هذه الحالات، قام عناصر من «حزب الله» بتطويق المواقع، وبعنف في بعض الأحيان. ففي خربة سلم، على سبيل المثال، جُرح 14 فرداً من قوات حفظ السلام وأصيبت 18 مركبة تابعة للأمم المتحدة بأضرار عندما حاولت الوصول إلى الموقع. وضمن نطاق الطوق المفروض، جرت عمليات تطهير شاملة، حيث أزال «حزب الله» بقايا أسلحة وذخائر ونقلها إلى مكان آخر. ولم يتم السماح باالدخول إلى المواقع إلا بعد إزالة معظم الأدلة التجريمية؛ وفي بعض الحالات، تمّت حتى إعادة طلاء المنشأة.
وفي خربة سلم، خلصت الأمم المتحدة إلى أن الانفجار وقع في مستودع عامل للأسلحة والذخائر تابع لـ «حزب الله». وفي طير فلساي، أفادت التقارير أن المبنى السكني الذي دمره التفجير كان مملوكاً لمسؤول محلي في الحزب واستُخدم كمستودع للذخيرة، لكن كان من الصعب الحصول على أدلة تثبت وجود المتفجرات والذخيرة - فكما هو الحال مع جميع المواقع الأخرى، كانت مؤشرات التلاعب واضحة. وفي طير حرفا، تمّ جرف الأرض قبل السماح لقوات "اليونيفيل" بالدخول إليها بعد مرور ساعتين (على الرغم من أن إسرائيل راقبت عملية التجريف بطائرات بدون طيار). مع ذلك، وجد المحققون ما يكفي من "شظايا الذخائر المعدنية" للاستنتاج بأن الانفجار نتج عن "تفجير كمية كبيرة من المتفجرات"، في إشارة إلى انتهاك مباشر لـ "قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701". ومع ذلك، فقد رفض "الجيش اللبناني" طلب "اليونيفيل" بالتنقيب في الموقع، حيث يشارك مع «حزب الله» مصلحته في التخفيف من انعكاسات الانكشاف والتداعيات السياسية.
غير أن تنظيف الشهابية استغرق وقتاً أطول على ما يبدو، حيث مُنعت قوات "اليونيفيل" من الدخول لأكثر من 24 ساعة. وحتى عندما كان «حزب الله» يطوّق الموقع، زعمت قوات "اليونيفيل" أنها "متواجدة في المكان"، في حين أنها في الواقع شكلت ببساطة "حلقة زرقاء" خارجية بعيدة نوعاً ما حول "الحلقة الحمراء" الداخلية التي رسمها "الجيش اللبناني" وفقاً "لإجراءات التشغيل القياسية". والتقطت الطائرات الإسرائيلية بدون طيار التي كانت تحلق في سماء المنطقة صورة واضحة لـ "الحلقة الصفراء" الأكثر عمقاً غير المصرح عنها التي رسمها «حزب الله»، حيث كان لا يزال يحظّر على عناصر "الجيش اللبناني" و"اليونيفيل" الدخول، وكان عشرات الأشخاص يزيلون بعجلة أغراضاً مشبوهة ويحمّلونها في شاحنات. وقدّم "الجيش الإسرائيلي" لقائد قوات "اليونيفيل" تحديثات في وقتها الفعلي حول هذه الأنشطة طوال الليل، ومع ذلك خرجت الشاحنات من الموقع دون عوائق، متجهةً إلى مسجد في النبطية عبر نهر الليطاني.
تجدر الملاحظة أن انفجار عين قانا الشهر الماضي حصل خارج نطاق مسؤولية قوات "اليونيفيل"، ومع ذلك سعى «حزب الله» إلى التستر عليه. وفي تقرير نشرته قناة "الجزيرة" حول الحادث، ذكرت مصادر من الحزب بأن "الانفجار نتج عن 'عطل فني ' في مستودع لأسلحتهم" - لكنها زعمت لاحقاً أن "المبنى يعود لمركز نزع ألغام مرتبط بـ «حزب الله»". وبعدها، تحجج الحزب بالذريعة نفسها لحادثة طير حرفا وعلى وجه التحديد عندما أعلن أن الانفجار نتج عن "مخلفات متفجرة من حرب 2006". في هذا الإطار، ذكرت قناة "بي بي سي" أن وحدة من الجيش وصلت إلى موقع الانفجار "فور" وقوعه "وفتحت تحقيقاً"، غير أن قناة "الجزيرة" أفادت أن "عناصر من «حزب الله» ضربوا طوقاً أمنياً حول منطقة الانفجار".
ومن المثير للاهتمام، أنه قبل أكثر من 7 أسابيع على حادثة عين قانا، غرد شخص باللغة العربية على موقع "تويتر" يصف نفسه بأنه صحفي مقيم في النرويج، بأن القرية تضم وحدة هندسية لـ «حزب الله»، وأن الحزب كان يستخدم عدة مساكن لتصنيع شحنات متفجرة وتخزين أطنان من المواد المتفجرة منذ عام 2008، تحت غطاء معامل الألبان. وحيث نُشرت التغريدة بعد فترة وجيزة من انفجار مرفأ بيروت، انتهت بالتحذير من أن أي انفجار في هذا المصنع قد يؤدي إلى كارثة بشرية كبيرة في عين قانا. وعند وقوع الانفجار في النهاية، أصدرت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية المملوكة للدولة بياناً نموذجياً لصرف الانتباه شدّدت فيه على أن الحادثة تزامنت مع طيران إسرائيلي "كثيف".
تداعيات الرسائل العلنية والمعلومات الاستخباراتية
لم يُظهِر رد فعل «حزب الله» الفوري إزاء التحدي الذي طرحه نتنياهو تحسّن وقت رده على المستوى التكتيكي فحسب، بل بشكل أساسي في الضغوط الاستراتيجية الهائلة التي يواجهها حالياً. فبعد مأساة المرفأ، أصبح الحزب أكثر انسجاماً مع الغضب الشعبي المتزايد بشأن استراتيجيته القاضية بتخزين الأسلحة والذخائر في المناطق المأهولة بالسكان. وكانت كلمات نتنياهو موجهة إلى ذلك الوتر الحساس، ويشير رد «حزب الله» الفوري بتنظيم "جولة لوسائل الإعلام" إلى أنه أوصل الرسالة المطلوبة. وفي الوقت نفسه، فإن الطريقة التي عرضت بها إسرائيل أدلتها منحت الحزب مجالاً ليظهر بمظهر الفائز في الجولة الأولى من حملة الاتهامات المتبادلة هذه. وانطوى مقطع الرسوم المتحركة لشريط الفيديو الذي نشره "الجيش الإسرائيلي" على صور لصواريخ، كما أن كلمات نتنياهو غير الدقيقة (التي تراوحت من "مستودع أسلحة سري" إلى "مصنع للصواريخ" إلى "مستودع للمتفجرات الصاروخية") بعيدة عن المصطلحات المستخدمة عادةً من قبل الجيش ("مواقع تصنيع الصواريخ")، مما سمح لـ «حزب الله» بتركيز الجولة على عدم وجود صواريخ فعلية في الموقع. ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا الأمر قد برأ الحزب في نظر الجمهور، ولا سيما بعد الردّ السريع لـ "الجيش الإسرائيلي" على هذه الخطوة.
ولا تتعلق حرب المعلومات هذه بكسب القلوب والعقول على المستوى الاستراتيجي والسياسي فحسب، بل لها تداعيات أيضاً على المستويين العسكري والعملياتي، حيث تسعى جهود الاستخبارات الإسرائيلية باستمرار لاختراق الجهود الأمنية العملياتية لـ «حزب الله» كونه منظمة عسكرية سرية. فأي كشف لموقع عسكري تابع للحزب - سواء من خلال عمليات كشف علنية أو تفجيرات ذاتية - يُرغم الحزب على مواجهة معضلات على كل من هذه الجبهات، بينما يثير في الوقت نفسه مخاطر استخباراتية على إسرائيل.
على سبيل المثال، اضطرت السلطات إلى رفع السرية عن بعض المواد بهدف فضح المواقع التي أشار إليها نتنياهو. وفي حين من المرجح أن تعرقل هذه الخطوة مشروع الصواريخ الدقيقة لـ «حزب الله» وتحفز الإخلاء الكامل لهذه المواقع، إلّا أنها تشكل أيضاً مخاطر على المصادر والأساليب الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه الخطوة بشكل فعال في إزالة هذه المواقع من لائحة "الجيش الإسرائيلي" لـ "المجهولين المعلومين" لدى العدو وللأهداف المحتملة للضربات المستقبلية. غير أنه في الوقت نفسه، أدّى قرار «حزب الله» بتبرئة نفسه من خلال جولة لوسائل الإعلام إلى منح إسرائيل من دون قصد معلومات استطلاعية داخلية مجانية في منطقة الجناح، وبالتالي أظهر الكشف العلني اللاحق لـ "الجيش الإسرائيلي" معرفة عميقة من الداخل بعناصر الحزب ومشروعه الخاص بالصواريخ. ومن شأن أي منظمة سرية تواجه مثل هذا الانكشاف أن تبحث عن خروقات أمنية حقيقية ووهمية، فتمنح خصومها المزيد من المكاسب الاستخباراتية.
توصيات في مجال السياسة العامة
تفاقمت المشاكل العميقة الكامنة وراء هذه التكتيكات لجمع المعلومات على مر السنين: فلا يزال يتعين على لبنان والمجتمع الدولي التنبه إلى واقع أن «حزب الله» يحتفظ بترسانته العسكرية وسياسته الخارجية خارج سيطرة الحكومة؛ وينشر قواته وأسلحته في مناطق مأهولة بالسكان، معرضاً بالتالي المدنيين لمخاطر تهدّد سلامتهم وجاعلاً منهم دروعاً بشرية في حال اندلاع حرب أخرى؛ ويستمر في تطوير صواريخ دقيقة وغيرها من التهديدات المتطورة الأخرى التي قد تدفع بإسرائيل إلى اتخاذ إجراءات وقائية. وقد يؤدي قبول اللبنانيين والمجتمع الدولي بترسانة «حزب الله» المزروعة في الأحياء وآليات التغطية إلى إرجاء الرد المناسب حتى فوات الأوان. وحتى الآن، عجزت آليات الأمم المتحدة عن معالجة هذه المشاكل حتى في الجنوب، حيث تلتزم قوات "اليونيفيل" بمساعدة "الجيش اللبناني" على ضمان حصر الأسلحة العسكرية بيد أجهزة الدولة.
وإحدى الخطوات التي قد تساهم في تخفيف خطر الموت المحدق بالمدنيين اللبنانيين هو وضع حدّ للتمييز الخاطئ بين "الجناح الإرهابي" و"الجناح السياسي" لـ «حزب الله». وكانت ألمانيا قد انضمت إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في تصنيف الحزب بفرعيْه منظمة إرهابية، لكن فرنسا تتعاون الآن بشكل أكبر وأكثر علنيةً مع الشخصيات السياسية المنتمية إلى الحزب، آملةً على ما يبدو أن يؤدي إطعام شرائح اللحم إلى هذا النمر إلى تحويله بأعجوبة إلى آكل أعشاب. وخلال المرحلة القادمة، يجب دمج المزيد من العناصر العسكرية والأمنية في الجهود التي تقودها فرنسا لتنفيذ إصلاحات في لبنان.
والخطوة الرئيسية الأخرى هي مواجهة استراتيجية الدرع البشري لـ «حزب الله» من خلال فرض عقوبات على أعضاء الحزب وشخصيات لبنانية أخرى تسهّل تنفيذ هذه الاستراتيجية، بما فيها عناصر من "الجيش اللبناني". علاوةً على ذلك، إذا وقعت انفجارات إضافية في جنوب الليطاني، يجب أن تصر قوات "اليونيفيل" على دخول المواقع فوراً وتسيير طائرات بدون طيار أو مروحيات فوقها. فذريعة "الملكية الخاصة" التي يستخدمها لبنان و «حزب الله» بشكل متزايد لمنع قوات حفظ السلام من دخول المواقع تتعارض مع مهمة الأمم المتحدة في حماية المدنيين ويجب تجاوزها. ويشمل التفسير الضيق للأمم المتحدة لهذه المهمة التصرف ضدّ التهديدات الوشيكة فقط، ولكن التهديدات التي تبدو غير وشيكة قد تكون مميتة بنفس القدر عندما يتمّ إهمالها لفترة طويلة.
وربما الأهم من ذلك هو أن قضية منطقة الجناح قد كشفت ضعف «حزب الله» أمام السخط الشعبي إزاء سلوكه الخطر. لذلك يجب على إسرائيل وحلفائها زيادة الضغوط السياسية على الحزب من خلال كشف أسراره وأكاذيبه وجرائمه بشكل متكرر وموثوق ومزعزع على نحو أكبر - وليس فقط مرة واحدة كل عامين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بل كجزء من حملة مستمرة.
 أساف أوريون هو "زميل ريؤفين الدولي" في معهد واشنطن. وقبل تقاعده من "جيش الدفاع الإسرائيلي" في عام 2016، شغل منصباً قيادياً في "مديرية التخطيط" تضمن التنسيق مع "اليونيفيل" و"الجيش اللبناني".
=========================
الصحافة الروسية :
موقع روسي: نحن المستهدفون بحرائق الساحل
https://baladi-news.com/ar/articles/66141/موقع-روسي:-نحن-المستهدفون-بحرائق-الساحل
بلدي نيوز - (ضياء سمعوط) 
نشر موقع "روسكايا فيسنا" (الربيع الروسي)، صباح اليوم الأحد، تقريرا تحدث فيه عن مشاركة الطائرات الروسية بإخماد حرائق غابات الساحل السوري بناء على طلب حكومة النظام.
وقال الموقع إن الحرائق التي اندلعت في الجزء الغربي من المحافظات السورية "عمل مخطط ضد النظام والجيش الروسي الداعم له"، في إشارة إلى اقتراب الحرائق من القاعدة العسكرية الروسية في المنطقة.
وأضاف الموقع المقرب من وزارة الدفاع الروسية "في التاسع والعاشر من شهر سبتمبر، خاض طيارو الجيش الروسي قتالا عنيفا مع النيران المندلعة، حيث نفذت طائرات الهليكوبتر من قاعدة حميميم 19 طلعة جوية أسقطت أكثر من 370 طنا من المياه على بؤر الحرائق".
وأرفق الموقع الروسي تسجيلا مصورا يظهر الحوامات الروسية تحوم فوق المناطق التي اندلعت بها النيران في محاولة لإخمادها.
يأتي هذا بعد موجة من الغضب اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي من أهالي القرى والضيع المتضررة من "الحليف الروسي" كما أسموه، بسبب عم مشاركته في عمليات إخماد الحرائق رغم الإمكانيات الكبيرة والطائرات الحديثة التي يمتلكها، واقتصار مشاركته على المناطق القريبة من مطار حميميم الروسي الذي اندلعت النيران بالقرب منه.
وقالت إعلامية موالية للنظام تدعى "فاطمة علي سليمان" المنحدرة من مدينة القرداحة على صفحتها في "فيسبوك"، إن قاعدة حميميم الروسية تعمدت عدم المشاركة في عمليات الإطفاء عبر حواماتها بسبب عدم جاهزية طائراتها الخاصة بإطفاء الحرائق كما تحججت"، وأضافت "نشالله يا حميميم بتصيري مليون قطعة وكل قطعة توصل لكوكب".
وتابعت "سليمان " سخريتها من الموقف الروسي بقولها "لو كان بريف اللاذقية نفط وغاز كان إجا بوطين ولافروف شخصياً تيطفو الحريق.. حلفاء الأرض حلفاء المصالح".
=========================